NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول واقعية حلم السندريلا (للكاتبة عليا حمدي) ـ خمسون جزء

الفصل الثامن والثلاثون


اجتمعت عائله مازن سويا استعداد للسفر بانتظار عز و ليلى و الصغيره شذى، كان هناك ضحكه سعيده تغزو وجوههم فما اجمل من شعور الذهاب لبيت ****!
, ربتت نهال على كتف مازن الجالس بجوارها و اصدرت الاوامر الصارمه باسلوب الام الحانى: خد بالك من نفسك و بلاش ترهق نفسك في الشغل و اهتم بأكلك، لو رجعت لقيتك خاسس او متغير مش هعديهالك بالساهل، سامعنى؟
,
, زم مازن شفتيه بطفوليه لينظر لوالده بابتسامه خبيثه هاتفا بمرح: خدى بالك من الحاج انتِ بس و متقلقيش عليا.
, وكزته بكتفه ضاحكه و كذلك الجميع حتى نقل محمد بصره بين حنين و حياه و قال بابتسامه هادئه قاصدا ارسالهم بعيدا عنهم: ايه يا بنات مش هنشرب حاجه.
, ابتسم كلاهما و نهضا للمطبخ فعاد محمد ببصره لمازن قائلا بهدوء: خد بالك من البنات يا مازن انا عارف ان الحِمل تقيل عليك بس انت راجل و قدها٢ نقطة
,
, تنهد مازن بابتسامه بسيطه: حاضر يا بابا، انا هشيلهم في عنيا و ان شاء **** على رجوعكم من العمره هكون حليت كل حاجه و ترجع حياتنا لطبيعتها.
, تبادل محمد و نهال النظرات فيبدو ان وقت القرار قريبا و ربما ذلك ما يبدو عليه الامر لكن الحقيقه انه مازال وقتا طويلا، و ربما طويلا جدا٣ نقطة
, قطع حديثهم جرس الباب فنهض مازن ليفتح ليجد عز و ليلى و شذى امامه فابتسم و دعاهم للداخل٣ نقطة
,
, اتجه مازن للمطبخ وجدهم يضحكون سويا فحمحم و وجه حديثه لحياه قائلا: حياه عاوزك ثوانى٢ نقطة!
, التفتت كلتاهما له ثم استدارت حنين مجددا و اتجهت اليه حياه فمال عليها قليلا هامسا: عمى عز و الدكتوره ليلى وصلوا٢ نقطة
, نظرت اليه بارتباك ثم نظرت لحنين و همست بتشتت: لو عرفت مش هتخرج.!
, و بالمثل نظر مازن لحنين ليجدها منهمكه في تحضير المشروب البارد فغمغم: يبقى بلاش تعرفيها.
,
, اومأت برأسها و نظر كلاهما لحنين بحزن تبعها خروج مازن و عادت حياه لحنين، جلس الجميع بعد تبادل السلام و بالطبع السؤال الاول عن حنين عندما بادر عز بقوله المتلهف: حنين فين؟! و اخبارها ايه؟
, اجاب محمد بنبره معاتبه و هو يرمق عز بخيبه امل: لسه عايشه و يعتبر بخير٢ نقطة
,
, ادرك عز مغزى كلامه جيدا و لكن محمد لم يتوقف عن العتاب فوقت الحدث لم يكن بقادر على التحدث حتى: انا مش فاهم ازاى تعمل حاجه زى دى؟ انت يا عز! و مع مين بنتك حنين اللى الغريب قبل القريب عارف انها بتتكسف من خيالها؟
,
, طأطأ عز رأسه أسفا و لم يستطع الرد فبأى حق يرد فأردف محمد بحزن على تلك الصغيره التى قاست ما لا يتحمله كبار: بنتك كانت مغيبه عن الواقع تماما ما يقارب سنه بعد موت فارس، سنه يا عز بنتك رافضه ترجع لحياتها و نفسها، و بعد ما حاولت و بدأت تفوق تقوم انت تصدق فيها كده! ازاى قدرت تفكر حتى مجرد تفكير؟
, رفع عز رأسه حزنا و ندما و لكن لم يعد وقته قائلا بخزى: كان غصب عنى اللى انا شفته مفيش اب يستحمله٢ نقطة
,
, حرك عز رأسه بمعنى - يا خساره - و تمتم: انت عارف لو انت جوزها كان ممكن اعذرك، اسمك مش عارفها، مش عارف عاشت ازاى قبل كده و لا تصرفاتها و أفعالها ازاى٣ نقطة!؟
,
, ثم هتف بنبره حاده متهمه و بالوقت ذاته مستنكره: انت ابوها يا عز، انت اللى ربتها و كبرتها، يوم عن يوم كانت بتثبتلك ان تربيتك ليها في محلها، بنت زى حنين فخر لأى أب و عزه لأى زوج، كنت دايما بتقول ولادى دول زرق **** ليا و خاصه حنين، كل دا غاب عن عقلك و قلبك لمجرد وضع شوفته٢ نقطة!
,
, ارجع عز شعره للخلف ارتباكا و الندم يفتك به فأنهى محمد عتابه القاسى بكلماته الاكثر وجعا: انت كسرتها، في اكتر وقت كانت محتاجه لك فيه انت خذلتها، متتوقعش انها تنسى او تسامح بسهوله.
, كان الحضور كأن على رأسهم الطير في ذلك الحوار فالكل مذنب، ليلى، نهال، عز، الكل شارك في كسرها، و لكن الغضب الذى تملك مازن الان تجاه عز فاق كل الندم الذى يشعر به الجميع،
, لا يدرى ما سببه؟! و لا يدرى كيف يمحيه؟!
,
, شعر برغبه عارمه في اخفاء حنين عنهم، طمأنتها و احتواء حزنها الذى لم يختفى حتى هذه اللحظه، رغم انها باتت تضحك، تشاركهم حياتهم، و لكن بداخلها قلب محطم و نفس باليه٢ نقطة
, تجمد غضبه تماما عندما رأى ملامح وجهها فور ان رأت والديها، الضحكه التى كانت تشاركها مع حياه الان اختفت تدريجيا حتى حل محلها نظره مدَمره، عيناها التى حملت بصيص امل بالحياه تحولت لفضيه الحزن بدموعها٢ نقطة
,
, انتفض جسدها فحملت حياه عنها ما بيدها و فور ان رأى الجميع ما حل بها بقلق، تقدمت ليلى خطوات مسرعه و دموعها تسبقها على وجنتيها و لكن حنين عادت مسرعه للخلف مبتعده عنها٢ نقطة
, خُيل للجميع ان بمرور الوقت تضائل صدمتها و حزنها و لكن يبدو انهم اخطأوا فما يبدو عليه الوضع الان اشبه بذلك اليوم التى فقدت فيه ثقتها بهم٢ نقطة!
,
, توقفت ليلى بعجز عن التقدم خطوه اخرى و طفلتها تركض منها، فأخذ عز نفسا عميقا متقدما من ليلى محتضنا كتفها بمواساه و نظر لحنين قائلا بندم: مش هقول حاجه و لا هبرر علشان عارف ان مفيش كلام هينفع!
,
, ثم ترك ليلى متقدما خطوه اخرى بينما تجمدت حنين مكانها فقط دموعها هى التى لم تتجمد، وقف امامها ناظرا لعينها ثم اخفض رأسه بشبه انحناء امامها متمتا و دموعه تتجاوز كبرياؤه لتعلن عن حزن اب كان السبب بحزن ابنته: انا اسف، عارف انها مش هتصلح اللى حصل بس يمكن تصلح اللى جاى، سامحينى يا حنين، ابوكِ غلط بس ندمان و **** ندمان.
,
, كانت تنظر لنقطه وهميه دون وعى حتى اخترقت كلماته اذنها لترفع عينها اليه عاقده حاجبيها مردده بدهشه: اسامحك!
, ظلت تنظر لوجهه الذى اظهر مدى ندمه و الم قلبه و لكنها بدت كأنها لم تراهم عندما اردفت باستنكار: اسامحك على ايه؟
, خرجت منها تنهيده عاليه تبعتها بانكماش وجهها بألم قاتل ناتج عن قلبها و هى تغمغم بتسائل: اسامحك على انك كسرتنى، و لا على انك قتلت كل ثقتى فيك.!؟
,
, وضعت يدها على قلبها و نظرت اليه بوجع عاصف و هى تردف بشهقه عاليه: و لا على انك حرمتنى من انى افضل دايما لفارس٢ نقطة!؟
, انتفض جسدها بقوه و تعالت شهقاتها و هى تردد و مازالت حتى اليوم لا تصدق ان والدها من دمرها هكذا: انت مشككتش في اخلاقى بس يا بابا، انت شككت في ايمانى و خوفى من ربنا٢ نقطة!
, اختفى صوتها ليخرج مبحوحا: شككت في حبى لفارس٢ نقطة!
,
, رفعت رأسها اليه و معه رفعت اصبع الاتهام لتواجهه به قائله بحده: مش هقدر اسامحك، عمرى ما هسامحك.
,
, نقلت بصرها بين الجميع حتى توقفت على مازن ظلت تنظر اليه لحظات و هو ينظر ارضا غير منتبهاً لنظراتها، تحركت اليه حتى وقفت بجواره و هى تقول شاعره ان ها هنا بجواره منطقه الامان الخاصه بها: انا اكتر وقت احتاجتلك فيه اتخليت عنى، مكنتش ليا السند اللى اقدر اطمن و انا جنبه يا بابا، الموضوع مش موضوع شك او غلط تندم عليه لا الموضوع اكبر من كده، انت مرحمتش ضعفى و لا ساعدتنى وقت خوفى، كلكم جيتوا عليا، انت و ماما و جدى، حتى عاصم ملقتوش جنبى٣ نقطة!
,
, اشارت باصبعها على مازن و هى تهتف بكلمات من شأنها قتل اى اب: البشمهندس بس اللى وقف معايا، قدر خوفى و حاول يطمنى، كان بيساعدنى و بيحمينى، ثم اضافت بسخريه: عارف من مين يا بابا!، من اهلى٢ نقطة! ،
, اغلقت عينها و همست بلوعه: فارس غاب عن حياتى بس مازال هو اللى بيحمينى،
, اختنق صوتها و انهت حديثها بقولها: لو قدرت اثق في حد بعده هيبقى في اخوه مش انت يا بابا.
,
, اقترب عز منها محتضنا اياها هاتفا بسرعه و لهفه: متقوليش كده يا حنين، انا عارف انى وجعتك بس سامحينى يا بنتى افتكرى انى بابا عز و سامحينى٢ نقطة
, ابتعدت عنه ببطء و رفعت عينها اليه هامسه بسخريه أليمه: انا يومها قولتلك كده يا بابا قولتلك انا حنين بنتك اسمعنى بس انت رفضت تسمعنى و كنت اول حد هاجمنى.
,
, احتضن وجهها قائلا: و مستعد ارجع كل حاجه زى الاول، هترجعى البيت تانى و تبدأى صفحه جديده، تشتغلى و تجهزى بنفسك مرسم زى ما كنتِ بتتمنى، تحبى و تتجوزى، تكونى عيله ليكِ، هنرجع كل حاجه زى الاول و احسن، هننسى كل اللى حصل، كله.
, ظلت تتطلع لوجهه قليلا و قلبها ينتفض رعبا من كلماته،
, تُحب وتتزوج!
, تكون عائله!
, كيف هذا بدون فارس، كيف تفعل ما يقول؟!
,
, ارادت معاتبته لتسامحه بعدها، و لكن يبدو ان مسامحته ستُدمر ما بقى من عقلها و قلبها٢ نقطة!
, يبدو ان اللجوء اليه مجددا سينهى الانفاس الاخيره من روحها، و ان كان مسامحته ستجعلها تعيش لدقيقه واحده بعيده عن عشقها و زوجها لن تسامحه اذا٣ نقطة
,
, ابتعدت عن مرمى يده واتجهت لمازن و وقفت خلفه لا يظهر منها سوى عينها و التى وجهتها ارضا، تعجب الجميع رد فعلها و خاصه مازن الذى لم يفهم سر اختبائها خلفه و الاصح اختبائها به، و عندما حاول الابتعاد من امامها تمسكت بقميصه من الخلف لتوقفه و تُزيد اخفاء لنفسها خلفه حتى لم تعد تراهم و لا هم يروها٢ نقطة
, عقد عز حاجبيه متسائلا بدهشه: حنين انتِ٣ نقطة!
,
, قاطعته بخفوت خائف: انا هفضل هنا و مش همشى و لا هرجع بيتنا، و انا مكتفيه تماما ان انا عايشه في البيت اللى قضى فيه فارس عمره كله، كفايه ان احس انى جنبه و حاسه بوجوده حواليا، و مش هسمح لحد يخطف منى الحق ده.
, ادرك مازن السر الان فهى لم تختبئ خلفه سوى طمعا في علاقتهم التى تحمى حبها لاخيه الراحل، تمسكا بذلك الرابط بينهم و الذى يمنعها من اى رابط جديد يُفرض عليها٢ نقطة
,
, ادركت هى انها فتاه صغيره مازالت في ريعان شبابها، دكتوره، جميله، ماذا يعنى ان يتوفى زوجها! و لا سيما مجرد عقد قران دون دخوله بها، بالتأكيد لابد ان تعيش حياتها و تستمر في طريقها و تبدأ صفحه اخرى و ربما مع رجل اخر.
, ادركت انها لن تتحمل فكرهم و رأيهم هذا فلم تجد افضل من زواجها لتحتمى به و لسوء حظه او ربما حسن حظها هو زوجها، لن يفرض نفسه عليها و لن يحبها فبهذا ستعيش على ذكريات اخيه دون معضله.
,
, يستطيع الان ان ينهى اختبائها هذا فهى من حقها الحياه دون حزن، من حقها الشعور بالحب و السعاده مع انسان اخر يمنحها حياته، من حقها ان تبتسم يوميا و تقضى ما بقى من عمرها فرحا٣ نقطة
, و لكن صوت ما بداخله اخبره الا يفعل!
,
, فلم يُحرك ساكنا و بقى واقفا امامها بينما عقدت حياه يديها امام صدرها لتبتسم ابتسامه جانبيه و هى ترمق كلاهما بنظره عميقه عندما لمحها مازن لم يفهمها، و كذلك محمد جلس مكانه و يتراقص بعينه نظره ضاحكه و هو يتطلع اليهم بينما نهال و ليلى و عز في حاله من عدم الاستيعاب٣ نقطة
,
, تقدم عز خطوه اخرى منهم و عندما لمحته حنين تمسكت بملابس مازن اكثر فشعر بها فبادر هو قائلا: معلش يا عمى يمكن لسه الوقت مش مناسب، الدكتوره محتاجه وقت تهدى و تفكر و يمكن تنسى، و ان شاء **** مع الوقت كل حاجه هترجع زى ما كانت.
, نقل عز نظره من حنين اليه و بقله حيله اومأ موافقا متمتما: ان شاء الله٣ نقطة
,
, نهض الجميع استعدادا للخروج و بالفعل ما هى الا دقائق و انطلقت السياره بهم، جلست حنين على سلم مدخل المنزل و هى تفكر فيما قالت و فيما فعلت و ما شعرت به٣ نقطة
, تشعر انها اخطأت و لكنه اصح خطأ بحياتها، تشعر بالخوف و لكنه منحها امان غريب٢ نقطة
, فما هذا الذى تشعر فيه بالسعاده بقدر ما تشعر بالحزن؟
, ما هذا الذى تشعر فيه بالامان بقدر ما تشعر بالخوف؟
,
, لا تدرى السبب و لا تدرى من اين يأتى هذا الشعور و لكنه رغم انه مبهم فهو جميل!
, نظرت لمحبس فارس بيدها و ابتسمت بحزن مغمغمه: وحشتنى قوى، و محتاجه لك معايا قوى.
, شعرت بأحدهم يجلس بجوارها فنظرت لتجد حياه تنظر اليها بحنان هامسه: للدرجه دى كنتِ بتحبيه؟
,
, نظرت حنين امامها مجددا و اجابتها بحالميه و عينها تلمع بالدموع: مش هلاقى كلام يعبر عن حبى و تعلقى بيه، انا خسرت نفسى لما خسرته يا حياه، خسرت فرحه قلبى، خسرت حاجات كتير جوايا انا متأكده ان مفيش راجل تانى هيعوضها، لان فارس مفيش زيه.
,
, ابتسمت حياه و هى تتطلع اليها دون حياد و تمتمت تدفعها رغما خارج قوقعتها الصغيره التى فرضتها على نفسها و ترفض الخروج منها: مش يمكن تلاقى؟ ليه مش عاوزه تدى لنفسك فرصه، مش يمكن فرحه قلبك مع حد تانى!
, غامت عين حنين في متاهه عشقها و غمغمت بثقه: قلبى لا يمكن يفرح مع حد تانى.
,
, لحقتها حياه بسؤال اخر معقبه: و يمكن انتِ مش سامحه له بده و لو سمحتِ هيلاقى و هيفرح، صدقينى العشره بتفرق، انتِ حبيتِ فارس اكيد لكن حياتك مع حد تحت سقف واحد تختلف.
,
, التفتت حنين اليها لتجد نظره عينها المشرقه و لم تمنحها فرصه الاعتراض عندما اردفت: انا بعد مشكلتى مع شادى اعتقدت ان الحياه انتهت بالنسبه ليا، قسوه بابا و اتهام شادى و جوازى غصب من مازن، اكدلى ان مفيش امل اضحك تانى كأن الدنيا اختارتنى علشان توجعنى، لكن بعد ما عشت مع مازن و شوفت قد ايه انسان كويس جدا و حانى عليا و على اهل بيته، عرفت ان مفيش حاجه بتنتهى٣ نقطة
,
, تابعت حنين الابتسامه الرائعه على وجهها و التى تصاحب كلماتها المفعمه بالتفاؤل و التى اكملتها قائله بايمان: ادركت و أمنت تماما ان كل نهايه بدايه لحاجه جديده اجمل و احسن تخليكِ تنسى اى حزن و اى وجع حستيه، العبره مش بالحب بس يا حنين، العبره بالثقه و الامان اللى ممكن تحسيهم جنب شخص معين، شخص مستعد يضحى بحياته علشانك، شخص بيقدرك، و اعتقد انك كمان تستحقى تعيشى و تفرحى، و انا واثقه ان **** شايلك فرحه اكبر بكتير من اى فرحه شوفتيها قبل كده و الاهم انها اكبر من اى حزن عشتيه٢ نقطة
,
, و علشان انتِ متفائله كده انا عندى ليكِ مفاجأه٢ نقطة!
, التفتت الاثنتين على صوت مازن المرح و الذى تبعه بتحركه مسرعا ليقف امامهم و نظر لحنين ثوانى ثم نظر لحياه التى لمعت عينها بحماس و هى تهتف: ****، مفاجأه، ايه هى؟!
,
, ابتسم و هو يعطيها عده اوراق بيده: شركه اعلنت عن مسابقه علميه لخريجى ألسن، هتختبر قدرات المتسابقين و اللى هيفوز و يوصل للنهائي هيفوز بمنحه عمل في فرع من فروع الشركه بشهاده رسميه من الشركه الرئيسيه، و انا واثق انك هتنجحى٢ نقطة
, نظرت حياه للاوراق بذهول و تمتمت بعدم تصديق: يعنى ايه؟ يعنى انا ممكن اشتغل؟! ممكن احقق حلمى؟
,
, نهضت واقفه بحماس و عينها تذرف دموع فرحه و مازالت لا تستوعب: مازن، انت بجد، قصدى انت بتتكلم جد، يعنى انا هقدر اشتغل و احقق كل اللى تمنيته!، يعنى٢ نقطة
, قاطع مازن حماسها ضاحكا: يعنى كل لحظه بكيتِ فيها انا مصمم اعوضهالك بضحكه.
,
, جذبت الكلمه حنين فرفعت عينها ترمقه بنظرات منبهره و ممتنه و كذلك حياه التى نظرت اليه ثوانى ثم اقتربت مسرعه محاوطه عنقه لتضمه و هى تضحك بفرحه عارمه و هتفت بامتنان: شكرا بجد، شكرا يا مازن٢ نقطة
, خجلت حنين ناظره ارضا و كذلك مازن الذى لم يتوقع رد الفعل هذا و لكنه رفع يديه محتضنا اياها هامسا بصدق فرحته لفرحتها: افرحى يا حياه، علشان من غير ضحكتك الحياه هتقف.
,
, ابتعدت عنه و صرخت بسعاده و هى تقفز مرتين متتاليتين: انا فرحانه قوى قوى يا مازن، انت بقيت سبب كل فرحه في حياتى.
, ابتسم بهدوء فاقتربت حياه من حنين و اوقفتها فجأه على غفله منها و احتضنتها بقوه و هى تصرخ لا تصدق و السعاده تقفز قفزا من مقلتيها: مش قولتلك، الفرحه حلوه قوى، انا بطير يا حنين، حاسه انى بطير٢ نقطة
,
, تفاجأت حنين بفعلتها و حاولت التوازن على درجه السلم الصغيره و لكنها لم تستطع فانحنت قدمها و مالت لحرف الدرج حتى كادت تسقط و لكن يد حياه التى امسكت ذراعها و يد مازن التى احاطت خصرها لتستند على صدره منعتها من السقوط مع صرخه ألم نشأت عن وجع قدمها٢ نقطة
, رفعها مازن حتى اعتدلت واقفه و وضعت حياه يدها على فمها بأسف تعتذر جازعه: انا اسفه و **** يا حنين، بس من فرحتى، ااا، انا اسفه٢ نقطة
,
, ضغطت حنين باطن وجنتها متألمه و رفعت رأسها قائله: محصلش حاجه انا كويسه٢ نقطة
, جاءت لتتحرك و لكنه تأوهت مستنده على سور الدرج فمال مازن برأسه عليها قائلا: انتِ كويسه بجد؟
, نظرت حياه لقدمها ثم اليها و تسائلت بقلق: انتِ رجلك اتلوت؟!
, نقل مازن بصره مسرعا لقدمها ثم اليها مجددا و تحدث متخذا دورها في التأنيب: دكتوره، الموضوع مينفعش فيه مكابره٢ نقطة؟!
,
, ربتت حياه على كتفه قائله: دخلها الاوضه بتاعتها يا مازن علشان مينفعش تدوس عليها و انا هجيب ثلج و أجى٢ نقطة
, اشارت حنين بيدها مسرعه: لأ مفيش داعى انا هدخل٢ نقطة
, نظرت حياه لمازن الذى اخذ ينظر لكلاهما دون ان يدرى كيف التصرف فابتسمت هاتفه بمرح: لو اقدر اشيلها كنت دخلتها، لكن انت عارف العين بصيره و الايد قصيره، ثم ضحكت: يالا يا مازن علشان لو داست عليها غلط ممكن لا قدر **** يبقى فيها حاجه٢ نقطة!
,
, و قبل ان تُكمل كلامها وجدت حنين نفسها بين ذراعيه صاعدا الدرج متجها لغرفتها وسط خجلها الذى وصل اقصاه و غضبها من موقف حياه و فعل مازن، وصل لغرفتها وضعها على الفراش و قبل ان يعتدل واقفا وجدها تقول بصرامه: حصلت مره و ياريت متتكررش تانى٢ نقطة
, نظر اليها و صمت كلاهما هى تطالعه بحزن عاقده حاجبيها بضيق و هو يتابع نظراتها دون المقدره على قول كلمه واحده٢ نقطة
,
, يعلم ان ما حدث بسيط، و ربما بعد عده دقائق تتحسن قدمها و لكنه لم يستطع المخاطره بفكره اصابتها بشئ مهما كان هينا، و السؤال الان، هل هذا خطأ؟!
,
, دلفت حياه فقطعت اتصالهم البصرى و جلست مسرعه بجوار حنين و بيدها كيس يحتوى على عده مكعبات من الثلج و دون سابق انذار قامت برفع طرف عباءه حنين و لكن حنين انتفضت معتدله و وضعت قدمها اسفل العباءه ناظره لحياه بحده استغربتها و لكنها ادركت مغزى نظرتها عندما نظرت لمازن خلفها فاستدارت حياه له و اغلقت عينها بهدوء باشاره منها ليخرج، اومأ بصمت نقلا بصره لحنين لحظات ثم تركهم سويا و خرج مغلقا الباب خلفه٢ نقطة
,
, بدات حياه بوضع الثلج على قدم حنين و هى تمتم بهدوء: متقلقيش مازن مش من النوع اللى انتِ متخيلاه٢ نقطة
, عقدت حنين حاجبيها استغرابا فأردفت حياه قائله: مازن لا يمكن يبصلك بأسلوب مش ظريف او اعجاب و رغبه، لا خالص.
, اجابتها حنين مسرعه دون تفكير: لا انا متأكده انه مش كده انا واثقه فيه جدا٢ نقطة
, ابتسمت حياه و دون ان تنظر لها اكملت بجديه: جميل، بس كمان لا هيحبك٣ نقطة
,
, ثم تنهدت قائله ببساطه و الامر حقا لم يعد يعنيها: و لا هيحبنى٢ نقطة
, ازداد تعجب حنين و انعقاد حاجبيها عندما اردفت حياه بضحكه: تخيلى، انا و مازن قربنا على سنتين جواز و عمره ما لمسنى.!
, اتسعت عين حنين بصدمه فضحكت حياه على مظهرها و تركت الثلج جانبا و اعتدلت جالسه امامها تشرح باستفاضه: بيحضنى و احيانا بيمسك ايدى، بنهزر و نضحك، بس انا و هو اخوات.
,
, ازداد اتساع عينها و ما زالت تحت تأثير الصدمه حتى رفعت حياه يدها ضاربه اياها على جانب رأسها صارخه: حنين، انتِ سمعانى؟
, تمتمت حنين بتعجب و الفضول يتآكلها: ازاى؟ وليه؟ يعنى الظاهر انكم بتحبوا بعض جدا٢ نقطة
, ابتسمت حياه و اجابتها: احنا بنقدر بعض، بنحترم بعض و طبعا بنحب بعض بس حقيقى اخوات انا و هو مش متقبلين اى فكره تانيه عن علاقتنا و لا عارفين نبقى زى اى اتنين متجوزين، ، عارفه ليه؟
,
, بحماس فضولى سألتها مسرعه: ليه؟!
, اشارت حياه لوجه حنين المتحمس الذاهل و انفجرت ضاحكه: انتِ عندك شيزوفرنيا يا بنتى، انتِ كنتِ مضايقه من دقائق على فكره٢ نقطة
, تجهم وجه حنين فضحكت حياه مجددا و قالت تداعب انفها مغيظه: خلاص خلاص هقولك، ثم رفعت اصبعها محذره: بس يفضل سر بينا!
,
, اومأت حنين مستمعه اليها عندما اردفت حياه متذكره كيف اخبرها سابقا انه يحب اخرى و كيف اخبرها الا تضع للقلب مكان بينهما: لانه بيحب واحده تانيه بس بعيد عنه جدا، و معتقدش انه هينساها، و احنا اتفقنا نبقى صحاب و اخوات و هو نعم الاتنين الحقيقه.
, عقدت حنين حاجبيها بدهشه مردده: بيحب!
, ضحكت حياه ملئ فمها: أينعم، تخيلى بيحب واحده و متجوز اتنين، ثم غمزت بعينها بخبث قائله بملامح جريئه عابثه: جاحد.
,
, نظرت حنين لوجه حياه العابث و انفجرت ضاحكه هى الاخرى لتشاركها حياه مجددا، اقترب مازن من الغرفه على صوت ضحكاتهم و قبل ان يطرق الباب تراجع و عندما هم بالرحيل وصله صوت حنين فتوقف، هدأت حنين و تجاوبت معها و هى تتسائل بابتسامه بسيطه: انا اول مره اشوفك مبسوطه كده، كل ده بسبب المنحه اللى كلمك عنها مازن؟
,
, اخذت حياه نفس عميق بضحكه و اجابتها بسعاده لا يسعها قلبها من فرطها: دا حلمى يا حنين، من و انا في بدايه الجامعه و انا بتخيل اليوم اللى انجح فيه و اشتغل و ابقى مترجمه كبيره و ليا كيانى و مكانتى.
,
, ثم ابتسمت بحزن: و لما بابا منعنى بقيت حاسه ان حياتى ادمرت، و ازاى يبقى في حياه بدون حياتى و حلمى، و لما شادى كسرنى بقيت متأكده ان كل حاجه انتهت، بابا حبسنى في البيت حسيت انى فعلا عايشه في سجن و استغنيت عن التفكير في الحلم حتى٢ نقطة
,
, ثم ضحكت باشراقه مجددا: لحد ما اتجوزت مازن، عارفه احساس كده زى ما يكون كل الابواب المقفله اتفتحت فجأه، كان السبب في سعادتى، بقى امانى و سندى اللى متأكده انه مش هيتكسر، بقى ليا اخ و اب، و فعلا وجوده جنبى بيطمنى.
,
, قفزت بسعاده و هى جالسه مردفه و هى تشعر بنفسها تملك الارض بما عليها الان: قدرت اواجه بابا و انا مش خايفه، قدرت ارد حقى من شادى و كل قلم مش هينساه طول عمره، قدرت ارجع لحياتى اللى كنت نسيتها، قدرت اضحك و افرح و انصح، و دلوقتى ساعدنى في تحقيق حلمى و انى اثبت نفسى و احقق ذاتى.
, تنهدت بسعاده ممسكه بيد حنين بشغف: تعتقدى ان في فرحه اكبر من كده!
,
, تابعت حنين نظراتها السعيده و فرحت لفرحتها و شعورها بالامتنان لمازن يزداد، حتى ضيقت حياه عينها و اكملت بتحذير و كما اظهرت حلوه تريها مره: بس **** يبعدك عن غضبه، او تجاهله، صعب صعب بجد، انا بتجنبه تماما في غضبه٢ نقطة
, ابتسمت حينن موافقه اياها: اللى بيبقى حنين و طيب زى مازن كده بيبقى متوقع جدا ان غضبه يبقى جنونى، زى ما بيقولوا، الحلو مبيكملش٢ نقطة!
,
, ضحكت حياه و هى تضرب كتفها بشغب: معاكِ حق، يالا هسيبك تنامى بقى، تصبحى على خير٢ نقطة
, اومأت حنين: و انتِ من اهله٢ نقطة
, تحرك مازن من امام الباب و بعدها بثوانى خرجت حياه و تدثرت حنين بفراشها متذكره ما مر بهم طوال اليوم، ثم امسكت بصوره فارس الموضوعه على الكومود بجوارها محتضنه اياها لتنام و على وجهها ابتسامه مشتاقه و عقلها يعيد تصوير كل ذكرياتها مع الفارس الذى اختطفه الموت قسرا من اميرته٣ نقطة
,
, كان عاصم جالسا بغرفته عندما سمع طرق خافتا على باب الغرفه و دون تفكير ادرك الدالف و فور انتشار رائحتها حوله اغلق عينه مستنشقا اياها ثم استرخى بهدوء على فراشه منتظرا حديثا اخر منها، مرت دقائق لم تتحدث حتى قالت اخيرا و هى تضع مشروب ما بيده: القهوه بتاعتك٢ نقطة
, و غيرها لم تنطق بكلمه واحده، عقد حاجبيه متعجبا عندما شعر بها تتجه لباب الغرفه فأسرع قائلا: الرسايل بتاعتك لسه هنا.
,
, شعر بها تقترب منه ثم قالت و ادرك تعجبها من صوتها المتسائل: الرسايل! بتعمل ايه هنا!
, عقد حاجبيه متوقعا ما فعله اكرم و لكنه تمنى ان يخيب ظنه لانه بهذا سيحرقه و ربما يحترق هو فسألها بحده: هو اكرم مأخدش الرسايل منك لما كان هنا؟
, نظرت لوجهه قليلا ثم اجابته قائله بتذكر متعجب: لأ اخدهم، بس مكنتش اعرف انه هيجيبهم عندك هنا.
, لانت ملامحه قليلا فتسائلت هى: كنت عاوزهم في ايه؟
,
, اعتدل جالسا غير منتبها للقهوه بيده فاهتزت ليُراق الكثير منها على يده و قميصه، فركضت مسرعه لتحمل الكوب عنه ثم ابعدت قميصه عن جسده و اسرعت بسحب منديل ورقى لتزيل القطرات عن يده و هى تعاتبه بلهفه: مش تاخد بالك؟
, صمت قليلا ثم ازاح يدها عن قميصه و سحب يده من يدها الاخرى: بسيطه الموضوع مش مستاهل.
, ابتعدت عنه بابتسامه حزينه متذكره ذلك اليوم الذى اراق فيها بغير عمد القهوه على عنقها فتمتمت: اه ما انا مجربه.
,
, اعتقد هو انها تتحدث عما سببته لها نجلاء من قبل فأخذ نفسا عميقا و هم بالتحدث عندما وصله صوت الباب يُغلق، صر اسنانه غضبا و تعجبا بالوقت ذاته، لماذا تتعامل معه بتجاهل هكذا؟!
, ما الذى حدث؟ طوال المده الماضيه كانت تتوسل حبه لها و اليوم تتجاهل دون كلمه واحده؟
, أمعقول ان اكرم اخبرها بما اخبره به؟ و تنتظر منه اعتذار؟
, أمعقول انه شجعها على الخروج من حياته؟
, لا، لن يسمح هو بشئ كهذا ابدا!
,
, هو خسر نفسه، خسر بصره، خسر عمله - مع علمه ان كل هذا ربما مؤقتا - و لكنه خسر و في الواقع كل هذا يُحتمل٢ نقطة
, لكن خسارتها هى، لن يتحملها ابدا٢ نقطة
, غياب جنته عنه سيكسر ما بقى من عاصم الحصرى، اجل يعترف هو أبقاها معه، عاقبها و لكن بجواره، فهو لن يتحمل خسارتها ايضا٢ نقطة
, كيف يؤلمها و هى بكل كلمه و كل اعتراف منها تذيب خلايا قلبه٢ نقطة
, لم يكن يدرك ان الحب لامثاله مُهلك لهذا الحد!
,
, ليته لم يستمع لقلبه، ليته لم يعرفها، ليته لم يحبها٢ نقطة
, و لكن حتى هذه لا يستطيع الندم عليها٢ نقطة
, هو حتى يعشق ألمه بجوارها٣ نقطة
, أهذا هو العشق؟!
, نتألم بقدر ما نتألم و لكن يظل القلب نابضا للمعشوق، نحاول التناسى بقدر ما نحاول و لكن يعارض العقل حتى النسيان!
, أهذا هو العشق؟!
, الذى يمحى كل الحزن مقابل ضحكه واحده، و يخفى كل الالم في سبيل سعاده حتى و ان كانت مؤقته!
, أهذا هو العشق؟!
,
, الذى يشعر فيه بأن روحه تحترق و مع هذا يُلقى نفسه بسعاده بنيران عشقه مستمتعا باحتراقه!
, اجل لم يفكر عاصم الحصرى بمعاقبتها بابقائها بجواره٢ نقطة
, بل فكر باحتياجه لها، رغبته في وجودها حوله، سلامه الداخلى الذى لا يعرفه في بعدها٢ نقطة
, اجل، ألمته، جرحت كبرياؤه، تركته بمفرده، و حطمت قلبه بكلماتها٢ نقطة
, ولكن ماذا يعنى كل هذا امام ابتعادها٢ نقطة
, مستعد هو و بشده للقبض على الجمر لأجلها و لكن لا تتركه،.
,
, يهددها ممكن، يستغل شعورها بالذنب محتمل، لكن يفقدها ابدا٢ نقطة
, ربما يحدث و لكن بموت عاصم الحصرى وقتها محتمل ان تموت الجنه بداخله٢ نقطة
, فالقلب ان يختبر العشق مره، لا يفرط فيه ابدا مهما كان مؤلما٢ نقطة
, و هى ألمه، هى وجعه، و لكنها بالنهايه عشقه، عشقه الازلى،
, هو سامحها، تراجع عن عقابه لها او اكثر دقه عقابه لنفسه بها٢ نقطة
, و لكن ليختبر حبها اكثر و يستمتع بجنونها اكثر، ألا يستحق ذلك؟!
,
, قطع افكاره صوت الباب يُغلق مجددا ليتتبع خطواتها حتى جلست بجواره على طرف الفراش و امسكت يده حتى شعر بشئ بارد يوضع عليها فابتسم متوقعا ما تفعله و لكنه اخفاها سريعا و تسائل بهدوء: بتعملى ايه؟
, لم يجد شغفها المعتاد او مزاحها الذى اعتاد عليه بل وجدها تجاوبه بخفوت جديد عليها: مرهم حروق هيقلل الوجع و مش هيخليها تسيب اثر٢ نقطة
, عاد يبتسم مره اخرى و لكنه ايضا اخفاها و قال بعبث لم تنتبه له: ماشى، بس في هنا كمان٢ نقطة
,
, ثم اشار على صدره مردفا: اخرجى علشان احط عليه.
, تركت الانبوب بيده و نهضت واقفه بالفعل موافقه: زى ما تحب٣ نقطة
, عقد حاجبيه تعجبا لاعنا عجزه الذى يمنعه من رؤيه وجهها مما يمنعه امكانيه فهمها و لكنه تجاهل غضبه الان ليصيح بعنف و قد اثارت عصبيته: انتِ رايحه فين؟ مش هتعاندى؟
, استدارت له و غمغمت بهدوء: هخرج و مش هعاند٢ نقطة
,
, شعر بغضبه يتملكه فهى حتى لا تعطيه اجابه تمنحه الهدوء فصاح ينفس غضبه بها: غريبه يعنى بقيتِ فجأه كده بتسمعى الكلام؟
, اقتربت منه بهدوء و جلست على الفراش امامه مجددا و همست بحزن تحاول استيعاب تقلباته: انا حاولت معاك بكل الطرق علشان تسامحنى بس انت كل يوم عن اليوم اللى قبله بتهلك روحى، و انا مبقتش قادره اتحمل، فا انا هريحك منى تماما، هبعد و مش هعمل غير اللى تطلبه منى يا، كابتن.
,
, صُددمم تماما متذكرا الرسميه المقيته التى كانت بينهم في بدايه وجودها في منزلهم و يبدو ان جنته عادت لحماقتها و وضعت تلك الحدود مجددا، دفع الانبوب بيده باتجاهها و قال مستغلا خضوعها المفاجئ هذا: تمام، كملى اللى جيتِ تعمليه بقى.
,
, بدأ بفك ازار قميصه حتى نزعه تماما عنه و بقى امامها عارى الصدر و كم تمنى من صميم قلبها ان ان يرى وجهها، الذى تلون بالحمره خجلا و عيناها التى ارتجفت ككل مره تراه بها، و لكنه لا يستطيع٢ نقطة
, تسارعت انفاسه الغاضبه حتى شعر بأصابعها الدافئه تلامس بشره جسده بهدوء و رغم بروده الدواء الذى تضعه، شعر بجسده يشتعل، ظلت قرابه ثوانى ثم ابتعدت عنه تحدثه برسميه و هدوء: خلصت، اى اوامر تانيه و لا اخرج؟
,
, صمت قليلا ثم ارتفع جانب فمه بضحكه خبيثه قائلا بأسلوب آمر: قومى.
, نهضت عن الفراش ليتبعها ناهضا هو الاخر و وقف امامها لحظات ثم بخطوات مدروسه بدأ يتحرك باتجاه المسجل على الطاوله في جانب الغرفه ليُدير موسيقى هادئه و تقدم خطوتين حتى صار بمنتصف الغرفه و مد يده هاتفا بلهجه متلاعبه: ليا مزاج ارقص.
,
, تخيل مظهرها و هى تعقد حاجبيها، تتسع عينها بدهشه و حركه يدها المتوتره و ابتسم و بالفعل هذا ما حدث بل و كادت تشهق من دهشتها، ظلت ثوانى مكانها ثم ببطء تحركت باتجاهه٢ نقطة
, وضعت يدها بيده فجذبها بقوه لتصطدم بصدره فرفعها قليلا حتى وضعت قدمها اعلى قدمه ليتحرك هو و يديه تتملك خصرها و انفاسها تصطدم بذقنه و بدايه عنقه لتثير بداخله الكثير من المشاعر التى استيقظت فجأه كأنها كانت تنتظر تلك اللحظه٢ نقطة
,
, ظل يراقصها دون اى كلمه فقط عاود صمتهم الصاخب يصرخ بحبهم الصامت و لكن هذه المره مختلفه عن زى قبل، حرك يده بانسيابيه و دون رقيب على خصرها حتى كادت تدفعه عنها لتبتعد و لكنه اخفض رأسه بجوار اذنها هامسا: يوم عن يوم بهلك روحك ها!، طيب انتِ عارفه انتِ عملتِ و بتعملى فيا ايه؟
, و قبل ان تُجيب اعتدل مستندا بذقنه على رأسها قائلا مغيرا الموضوع لاخر حتى كادت عينها الخروج جاحظه من فرط دهشتها: بتحبى الشعر!
,
, ابلعت ريقها بذهولها و بصوت بالكاد يخرج مع حركه يده المستمره بحريه تامه: اه.
, ضغط جسدها اليه مهمهما ثم اردف باستمتاع و قد عادت الكره لملعب ابن الحصرى يحركها كيفما شاء، اينما شاء عابثا: اممم، طيب ما تسمعينى حاجه حفظاها٢ نقطة!
,
, ابتعدت للخلف تنظر لوجهه لتجد ابتسامه غريبه تداعب شفتيه فتمتمت بدهشه مازالت لم تغيب عن وجهها و ابتسامته تنتقل بعدوى اليها ذلك المجنون، المصاب بانفصام شخصى و قلبى و عقلى و كل شئ: اسمعك؟
,
, اومأ برأسه متخيلا مدى انبهار و دهشه ابريقها العسلى الذى اشتاقه حد الجنون، صمتت قليلا ثم ابتسمت متذكره تلك القصيده التى راقتها حتى باتت تقرأها باستمرار فأخذت نفسا و ابتسمت بسعاده و هى تُسمعه الكلمات التى امتزجت بمشاعرها٢ نقطة
, لى حبيب عشقه ذوبنى
, شغل القلب سناه و النظر
, رسم الحسن على اعطافه
, صورا فتانه تتلو صور
, ساحر العينين و اللحظ و كم
, طاب لى في ضوء عينيه السفر،
, و لكم آنست من ضحكته
, رنه العود و انغام الوتر.
,
, سل كؤوس الطيب عن مبسمه
, فبها عن مبسم الحب خبر
, و طواه الهجر عنى بعدما
, رضى الحب علينا و القدر،
, انا مشتاق له في وحشتى
, شوق اشجار الصحارى للمطر
, يا حبيبأً اتغنى باسمه
, كلما هاج حنينى و استعر
, ان تعد عادت لنا ايامنا حلمأً
, يسبح في ضوء القمر٢ نقطة
, ( # عبد العزيز البابطين )
, توقفت و على وجهها ابتسامه سعاده ربما لم تعيشها من قبل، ابتسمت بشوق لجنه الصغيره، ابتسمت بفرح لجنه الجديده، ابتسمت لان احساسها كان بين ذراعيه٢ نقطة
,
, يا رجل سلب ما سلب منى و لكن بعطائك منحتنى الوعد،
, يا رجل ظلمت قلبك و قلبى و لكن نبضك لأجلى الان حلم جميل كالورد،
, يا رجل عجزت عن فهمه و لكن جهلى بك بين ذراعيك اجمل عهد،
, يا رجل احبه بقدر ما احبه سيمر كل يوم ليصبح حبى له اكثر و اشد٢ نقطة
,
, اما هو، لم يسعد لوجودها بين يديه بقدر سعادته باحساسها والذى شعر به انها تعود لجنه الجديده التى عهدها طوال الفتره الماضيه، لم يبتسم لشعوره بثوران قلبه بقدر شعوره بضحكه قلبها، لم يتنهد لاندماجه بصوتها بقدر اندماجها هى باحساس الكلمات٢ نقطة
, فالجنه التى معه الان ليست كالسابقه، و ان كان احب السابقه فالتى بين يديه يعشقها٣ نقطة
,
, حسنا هو لم يعتاد في نفسه ضعفا ليُعرى مشاعره امام نفسه، و مثلما اعترف بحبها الساكن داخله من قبل٢ نقطة
, سيفعل الان، هو يعشق تلك الجنه الجديده٢ نقطة
, يعشق قوتها الممزوجه بضعفها، يعشق محاولاتها المستميته لقتل خوفها، يعشق طفولتها التى حان الوقت لتحييها و ماضيها التى حان الوقت ليمحيه٢ نقطة
, و للمره الأولى يعطى عاصم الحصرى لأحدهم وسام التأييد٢ نقطة
, فأكرم محق، و هو مخطئ٢ نقطة
, جنه لم تكن تريد قوته بل كانت تريد قوتها٢ نقطة
,
, لم تكن تريد وقوفه امامها بل كانت بحاجه لوقوفه خلفها و ربما اكثر احتياجا لوقوفه معها٢ نقطة
, لم تكن بحاجه لسطوته بقدر ما كانت بحاجه لحنانه و احتوائه٢ نقطة
, لم تكن بحاجه للشيطان بل كانت بحاجه لملاك يسكنها٣ نقطة
, و سارت هى بالطريق و رغم غضبه، رغم رفضه، رغم ألمه، هو معها٢ نقطة
,
, و لكن، بداخله، حتى يحين ذلك الوقت الذى يصبح فيه على اتم استعداد ان يُعرى مشاعره امامها مجددا مستقبلا مشاعرها باحتواء لم تراه من قبل و لن ترى غيره من بعد٢ نقطة
,
, ابعدها عنه و لكنها تعلقت بعنقه لتحتضنه بقوه طابعه قبله طويله على جانب عنقه اسفل اذنه ليغلق هو عينه و يمرر يده مجددا من اسفل عنقها حتى خصرها، و هى مستسلمه تماما لشعورها الرائع الذى مزج كلاهما في دوامه غريبه من مشاعر و تلك لم يعرفاها من قبل، دوامه شعرا بها تخبرهم ان البيت استقام عموداه، ابتعدت هامسه في اذنه: اللى يتخلى عن الفرحه يبقى مبيفهمش، ويمكن اكون جاهله في الدراسه بس صدقنى بفهم.
,
, طبعت قبله اخرى على جانب شفتيه كأنها تتعمد اثاره جنونه بها ليعتصر هو خصرها ببقوه لتشهق مبتسمه تحاول الابتعاد عنه: ممكن اخرج ع٢ نقطة
, قاطعها مبتلعا باقى كلماتها بشغف قاتل بها اخفاه كثيرا حتى لم يعد باستطاعته ان يفعل وتركها بعد لحظات دافعا اياها عنه مغمغما بفقدان سيطره: اخرجى حالا٣ نقطة
,
, و للاسف لم تُدرك مقصده فاختفت ابتسامتها لاعتقادها انه كما قال لها مجرد مزاج و يبدو انها ارضت مزاجه الان فلم يعد بحاجه اليها فتمتمت بخفوت حزين: مش محتاج حاجه تانيه يا سياده النقيب٢ نقطة!؟
, تعجب صوتها الحزين و لكنه لم يعد باستطاعته كبح جماح شغفه بها فأجابها وهو يعطيها ظهره: لا٢ نقطة
, فخرجت مسرعه من الغرفه لتقف امام باب غرفته لتتساقط دمعتها بينما هو ترتسم على شفتيه ابتسامه عبرت عن مدى عشقه لها و فرحته بها٢ نقطة
,
, و يا ليت الباب بينهم يختفى لعل كلاهما يمنح للاخر حُسن الشعور و يمحى عنه سوء الاحساس، و لكن يا ليت؟
,
, كان اكرم جالسا بغرفته عندما طرقت مها الباب فأذن لها بالدخول، اقتربت منه و وضعت التصاميم التى بيدها امامه، نظر اليها ثم ابتسم قائلا: صباح الخير٢ نقطة
, رفعت عينها اليه و اومأت برأسها ترد التحيه ثم اشارت بشمهندس مازن طلب منى اخذ موافقه حضرتك على التصاميم
, كان اكرم ينظر اليها ثم ابتسم و اخفض رأسه متمتما و هو يرى التصاميم: كويسه بس مش ممتازه هتحتاج شويه تعديلات.
,
, اومأت برأسها مجددا و اشارت تمام، بس انا حابه اعاين الموقع بإذن من حضرتك طبعا
, ضيق عينيه متسائلا: انتِ اللى هتروحى؟!
, نظرت اليه بثقه و حركت رأسها لاعلى و لاسفل موافقه، رفع احدى حاجبيه و استند برأسه على يده مغمغما و هو يرى فيروزيتها تلمع بثقه لاول مره: متأكده؟
, عادت ترمقه بثقه و اومأت مجددا، تنهد ثم صرح: تمام، هقول لمازن و صاحب الموقع علشان يبقوا على استعداد.
,
, وافقته و اقتربت ممسكه الاوراق من امامه و في الوقت نفسه صدع رنين الهاتف الداخلى فأجاب اكرم ثم رفع عينه لمها ثم اخفضها قائلا لهناء: تمام، دخليه.
, استدارت مها لتغادر لتُفاجئ بالباب يُفتح و محمود يدخل، تجمد كلاهما فلم يتوقعا تلك المقابله و بهذا الشكل ابدا بينما استرخى اكرم على مقعده و هو يداعب جانب عنقه بأصابعه يرمقهم بنظره مترقبه٢ نقطة
, تقدم محمود للداخل و حاول جمع شتات نفسه و ابتسم بارتباك: ازيك يا مها؟
,
, صر اكرم اسنانه محاولا كتم غضبه الذى لا يعرف صواب او خطأ و حاول استيعاب انه هو من نظم تلك المقابله التى يبدو انها ستأتى بنتيجه و لكن فوق رأسه٢ نقطة
,
, ظلت مها تطالعه قليلا ثم لمعت عينها بغضب و هى ترمقه بنظره حارقه توقعها هو و لكن لم يتوقع ان تحرق روحه لهذه الدرجه ثم تحركت بخطوات هادئه متجاهله اياه للخارج فأغلق عينه لحظه و فتحها متحركا باتجاه اكرم الذى ابتسم بقدر ما يحمله من غضب في نفسه، و اشار لمحمود بالجلوس بادئا الحوار بأسلوب شبه حاد: بص مش هنلف و ندور كتير، ايه سبب الاستقاله؟
,
, ابتلع محمود ريقه ببطء ثم اجابه مرتبكا: حضرتك عارف السبب يا بشمهندس، وجودنا سوا في مكان واحد هيتعبنى و يتعبها.
, استند اكرم بمرفقيه على المكتب امامه قائلا باستنكار: تقوم تقدم استقالتك كده؟ واضح انك ناسى ان في عقد، و في شروط.
,
, عبث محمود بيده متوترا و قبل ان ينطق بادر اكرم باقرار: في شركتى هنا مينفعش تدخل حياتك في الحياه العمليه تحت اى ظرف و لأى سبب، انت محامى الشركه كل المعاملات القانونيه معاك، ببساطه كده تمشى و تَخرب الشركه باللى فيها، صح؟!
,
, ازداد ارتباك محمود و لكن اكرم في العمل لا يعرف احد فهتف بصرامه: من بكره تستلم شغلك تانى و تحاول بأى شكل مش مشكلتى انك تظبط الامور اللى اتلخبطت في غيابك، و لما تنتهى مده العقد تقدر تقرر انت ناوى على ايه؟
, شعر محمود بتأنيب الضمير فغمغم بأسف: انا بعتذر يا بشمهندس و ان شاء **** من بكره هظبط كل حاجه، و اسف على قرارى المتسرع٢ نقطة
, اومأ اكرم متمتما: تمام تقدر تتفضل٣ نقطة
,
, نهض محمود و بالقرب من الباب لم يستطع اكرم تمالك غضبه فهتف بصخب: محمود٣ نقطة!
, استدار اليه فابتسم اكرم و تحدث بنبره محذره: في ألقاب نلتزم بيها مع موظفين الشركه، ، ثم غمز بعينه رافعا جانب فمه بضحكه متكلفه: فاهمنى طبعا٢ نقطة!
, نظر محمود ارضا موافقا: حاضر يا بشمهندس، عن اذنك٢ نقطة
,
, خرج محمود و اغلق الباب لينهض اكرم بخطوات سريعه للمرحاض الملحق بغرفته ليُلقى برأسه اسفل المياه لعل النار المشتعله داخله تهدا قليلا، حتى استكان نوعا ما.
, خرج و جلس على مكتبه مجددا و امسك هاتفه طالبا احد الارقام حتى جاءه الرد: عاصم انا اكرم٢ نقطة
, على الطرف الاخر ابتسم عاصم مرحبا: يا اهلا٢ نقطة
, حمحم اكرم و لكنه لم يتخاذل و سأل مباشره: ايه الاخبار موافقه و لا رفض؟!
,
, ازدادت ابتسامه عاصم و صمت حتى هتف اكرم بحده: عاااصم!
, و لكن يبدو ان عاصم اصر كامل الاصرار على اتلاف اعصابه فقال بمكر: انت متوقع ايه؟
, استند اكرم على مكتبه و صاح بغضب: انت اختك مينفعش معاها توقع!٢ نقطة
, ضحك عاصم و لكنه منحه الاجابه الاخيره: زى ما تمنيت، رفضت.
, لانت ملامح اكرم كثيرا بل و اتسعت شفتيه معلنه عن ابتسامه فرحه: قالت ايه بالظبط؟ و انت عرفتها مين العريس؟
,
, ابتسم عاصم ايضا و اجاب بهدوء: قالت انا مش مستعده دلوقت، اما مين العريس ف لأ متعرفش.
, نقر اكرم بأصابعه على المكتب مرددا: جميل.
, وافقه عاصم معقبا: جميل جدا كمان، تقريبا كده مها وقفت على اول السلم.
, ضحك اكرم بارتباك هافتا بمرح: نقول نصفه انا لسه هستنى من اول السلم٢ نقطة!.
,
, ازدادت ابتسامه عاصم و عقب بخبث قائلا يعجبه المراوغه فهى تعيد اليه قليلا من عناد روحه: و بعدين.!، مش يمكن تترفض، وقتها مش هيفرق فين على السلم.!؟
, ضحك اكرم و هو يداعب خصلاته بثقه مسترجله: عيب عليك انا مش هتقدم غير لو متأكد من الاجابه، دا انا تربيه ماجد الالفى يا عاصم.
, غمغم عاصم بخفوت: **** يرحمه، تمام اى جديد هبلغك و لما تبقى تتقدم رسمى للحاجه نجلاء حماتك المستقبليه نبقى نبلغ العروسه.
,
, ضيق اكرم عينه بشرر و صاح بغيظ: احنا نقتلها و نتجوز انا و مها يوم الدفن.
, انفجر عاصم ضاحكا و شاركه اكرم ثم اخذ دور المراوغه و قد شعر بحياه بصوت ذلك العاصم: بس انت مزاجك رايق واضح ان في مفاجأت تخصك قريب.!
, مسح عاصم على فمه عاضا جانب شفتيه رافعا احدى حاجبيه هاتفا بغموض: عارف طريق الخير٢ نقطة!
, هتف اكرم بضحكه عاليه: عارفه جدا٢ نقطة
, ضحك عاصم ايضا متمتما بلوع: امشى فيه، يالا سلام عليكم٢ نقطة
,
, قهقه اكرم ثم اغلق الخط، و استند على مقعده مبتسما و متعجبا يتمتم باستنكار: مين يصدق ان عاصم اللى قابلته اول مره يبقى ده! فعلا اعشق يا قلب لتصنع المعجزات٢ نقطة
, ثم رفع رأسه لاعلى صارخا بدعاء مرح: سامحكم **** يا بنات حواء٣ نقطة, خارج القائمة
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
الفصل التاسع والثلاثون


احذر من الشخص الذى لا ينتقم منك
, فهو لم يسامحك،
, و لم يسمح لك ان تسامح نفسك.
, جورج برنادر شو
, مر اليومان و لا يوجد اى حوار يُذكر بينهما فقط تدعى النوم و هو يدرك جيدا انها ليست، كلما حاول التحدث معها لا تمنحه الفرصه و هو لا يستطيع حتى الضغط عليها فما فعله بها مأخرا ان ندم عليه طوال عمره لن يستطيع تعويضها عنه٢ نقطة
,
, انهى صلاته و جلس يقرأ في كتاب **** لعله يهدأ و يرتاح قليلا، وجد باب الغرفه يُفتح و قبل ان يرفع رأسه حتى وجدها تقول بحده: لازم نتكلم٣ نقطة
,
, و مثلما دخلت دون سابق انذار خرجت ايضا، انهى ما كان يقرأه و اغلق كتاب **** و اخذ نفسا عميقا ناهضا اليها، وجدها جالسه بغرفتها على طرف الفراش تنتظره، قدمها تهتز بتوتر و ربما بغضب و يديها تتمسك بملابسها بقوه كأنها تحاول كبح جماح شعورها الذى لا يدرى ماهيته الان، جلس بجوارها و مال للجانب قليلا حتى يراها و همس بندم: هبه انا٣ نقطة
,
, قاطعته و هى تميل بجانب هى الاخرى ليخرج صوتها قويا بنبره حاده جديده عليها: انا و لا مره قصرت في حقك، و من يوم ما اتجوزنا و انا بحاول اعمل كل حاجه هتسعدك و تريحك، حتى لما كنا بنختلف و نتخانق عمرى ما قللت منك، كنت دايما حريصه انى اكون سبب ضحكه و امنع عنك اى وجع.
, ثم استدارت لتنظر امامها و عيناها تنظر لنقطه وهميه و هى تردف بسخريه: لكن انت٢ نقطة!
,
, استدارت اليه مره اخرى لترفع احدى حاجبيها ناظره اليه من اعلى لاسفل قائله و مشاعر المرأه التى كتمتها طوال الشهر الماضى تعلن عن عدم تحملها: تقدر تقولى انت عملت ليا ايه؟
, اغلق عينه ثوانى و هو يشعر انه على وشك الغرق بالطوفان الذى اخفته بداخلها طوال تلك المده و هم بالكلام و لكنها اوقفته بيدها هاتفه بقوه: لأ، ثوانى هقولك انا٣ نقطة
,
, رفعت يدها لتعدد عليها: كنت شايف انى واحده زى اى واحده عرفتها قبل كده، كنت كل يوم والتانى بتصرفاتك تقولى انتِ هنا علشان انا عاوز اتجوزك و بس، كنت بتحسسنى انى بتوسل حبك، في كل مره بنتخانق كنت بترمى من الكلام اللى تحبه و مش فارق هتضايق او لأ، في الاخر كملت جميلك، و اتجوزت عليا٢ نقطة
,
, اعتدل مسرعا جاذبا يديها ليحتضنها بكفه هاتفا مقاطعا اياها بنبره معتذره: هبه، انا عارف انى وجعتك بس و **** ندمان و مش عارف ممكن اعوضك ازاى؟
, جذبت يدها من بين يديه لتصيح بسخريه لاذعه: ندمان! لأ و كمان هتعوضنى!
, عقدت حاجبيها متسائله و هى تبتسم ابتسامه جانبيه متهمه: انا موافقه، تعوضنى عن كل اللى فات، و مستعده اسامحك٣ نقطة
,
, ثم نظرت لعينه بقوه و ملامح وجهها تحتد لتهتف بهدوء قاسى و نبره لا تقبل النقاش: بس تعوضنى عن ابنى٢ نقطة!
, اخذ نفسا عميقا و هو يحرك رأسه بعيدا عنها لكنها لم تمنحه الفرصه بل أمالت رأسها امامه لتتسائل باستنكار: هتقدر يا معتز بيه٢ نقطة!؟
, رفع يديه الاثنتين و حاوط وجهه و هدوءه هو الاخر على وشك التصدع فهى بداخلها براكين غضب على وشك ان تثور و هو يحمل مثلها من الالم٢ نقطة
,
, ضحكت بسخريه و هى تواجهه: ايه مش لاقى كلام تقوله؟ مش لاقى مبرر مقنع علشان تضحك عليا بيه زى ما بتعمل كل مره؟ انا هوفر عليك كل ده٢ نقطة
, نظر اليها مسرعا عندما نهضت هى واقفه عاقده ذراعيها اامام صدرها لتهفت بعزم: انا مش هتحمل اعيش معاك لحظه واحده زياده، طلقنى يا معتز، ،!
,
, انتفض واقفا كمن لدغته افعى ممسكا اياها من ذراعها ليجعلها تلتفت له بحده صارخاا: انتِ عارفه انتِ بتقولى ايه؟! اللى انتِ بتطلبيه ده مش هيحصل ابدا، انا لا يمكن اتخلى عنك يا هبه٢ نقطة
, ابتعدت عن يده لتعقد ذراعيها امامها مجددا و تعطيه ظهرها هاتفه ببساطه و كأنها لم تعد تأبه: يبقى بينى و بينك محاكم٢ نقطة
,
, عقد حاجبيه بدهشه مرددا و قوه ثورانها تصيبه بدوار غير قادر على ملاحقته: محاكم! للدرجه دى يا هبه مش متاح حتى الكلام بينا، مش من حقى اتمسك بمراتى.!؟
, استدارت بحده و عيناها تلمع بالدموع ف إلى اى مدى ستتحمل اخفاء ما بداخلها لتصرخ بوجع غلف صوتها: مراتك، مراتك انت كسرتها و في أغلى ما تملك وجعتها، مراتك انت قتلت جواها كل حلم حلمت تعيشه معاك، مراتك انت وصلتها لسابع سما و في لحظه واحده رميتها لسابع ارض٢ نقطة
,
, تقدمت اليه ممسكه اياه من ملابسه لتصرخ و قد ضاق صبرها و فاض كأس المسامحه: ليه عملت كده؟ انا وثقت فيك و سلمتلك قلبى، حبيتك اكتر من اهلى و من نفسى و من حياتى كلها، وقفت في وش اهلى علشانك.
, دفعته بقوه لتنهار صارخه بقوه زلزلته: انت دمرتنى و كسرت قلبى يا معتز٢ نقطة
,
, اتجه اليها ممسكا ذراعها ليجذبها لحضنه و هى لم تقاوم فلم تعد تجد في نفسها القوه و همس و هو يدفن وجهه بجانب عنقها: مينفعش تبعدى عنى، انا هعوضك عن كل لحظه حزن، هساعدك تنسى و انا متأكد انك هتنسى، اسمحى لحبنا يعيش و اديله فرصه٢ نقطة
,
, وضعت يديها الاثنتين على صدره دافعه اياه عنها ومن قوه دفعتها سقط على الفراش خلفه لتصيح و دموعها تنهمر لتُغرق وجهها: فرصه! و لحبنا، هو فين ده؟ فين الحب اللى بتتكلم عليه؟ انت تعرف ايه عنه؟ الحب اننا نفهم بعض، نسعد بعض، نمحى وجع بعض، نثق ببعض لكن انت مكنتش كده، انت كسرت و بدل ما تفرحنى جرحتنى، بدل ما تخلينى اثق فيك ذرعت شك عمره ما هيتمحى.
,
, نهض غاضبا جاذبا اياها بقوه ليقذف لها بكلمات اتهامه: و انتِ كنتِ بتثقى قوى لدرجه انك تراقبينى، صح؟
, حاولت جذب يدها لألمها منه و لكنه ازداد بضغطه عليها صارخا يحاول اثنائها عن عصبيتها، تشتيتها و ربما تراجعها: ما تردى، ازاى كنت هثق و اطمن انك دايما جنبى و انت بتهددينى انى لو دوست على كرامتك هتدوسى عليا؟ فين الثقه اللى بتتكلمى عنها و انتِ نفسك محتيها؟
,
, تحركت بجنون لتسحب يدها عنه لتهتف بهستريا: انت سامع انت بتقول ايه؟ انا و لا مره شكيت فيك و بعدين بتحاسبنى على كلام طلع منى وقت غضبى و غيرتى عليك، انت بجد مصدق ان اللى انت عملته كان عقاب مناسب يعنى و لا انت بتحاول توصل لمبرر و السلام٢ نقطة!؟!
,
, اقترب منها و عيناه تطلق حمم غضب كادت تحرقها فتراجعت خطوه للخلف: لما راجل يزور امه و مراته تروح وراه و بكل بجاحه تقوله حبيت اتأكد يمكن روحت هنا و لا هنا، دا يبقى اسمه ايه؟ هى دى الثقه؟
,
, عقدت حاجبيها تحاول تذكر ما يشير اليه حتى استطاعت اخيرا و اتسعت عينها باندهاش من تفكيره الغريب بالنسبه اليها فهتفت بعدم تصديق: انت مصدق اللى انت بتقوله ده؟ انت اللى طلبت منى اجى، و طلبت منى مقولش قدام والدتك، بتلومنى على ايه دلوقتى؟
, عقد ما بين حاجبيه و حرك عيناه يمينا و يسارا تعجبا مما قالت و تمتم باستنكار: انا اللى طلبت منك؟!
,
, ثم احتدت ملامحه بغضب: بتحاولى تهربى ف بتتحججى، بس انا مش هصدق غير اللى شوفته بعنيا.
, تحركت بغضب باتجاه الفراش لتُمسك هاتفها و تعبث به و هى تهتف لا تصدق انه يتهمها بعدما طلب منها: انت اللى طلبت و لو مش مصدقنى اتفضل شوف بنفسك٣ نقطة
, اعطته الهاتف ليقرأ الرساله التى ارسلتها والدته لها ذلك اليوم قرأها لتتسع عينه بصدمه و هو يردد بنفى متعجب: مش انا اللى بعت الرساله دى،.
,
, نظر اليها و ملامحه تنبض بالالم لتخيله من الفاعل: مش انا يا هبه، انا مبعتش حاجه.
, اتسعت عينها هى الاخرى و هى تتوقع الفاعل من ملامحه المتألمه لتغمغتم بدهشه: لا مش ممكن، تكون٢ نقطة!
,
, غامت عيناه ليعود لحواره مع امه ذلك اليوم ليهمس بعدم استيعاب: كانت بتقول انت متأكد ان مراتك بتثق فيك، خلتنى اشك انك هتيجى عندها علشان تتأكدى من وجودى هناك و لما انتِ جيتِ سألتك لانها عارفه انك هتقولى سبب تانى و انتِ بعفويه جاوبتيها بأكتر اجابه اكدت شكى، انا مكنتش قافل تليفونى بس انتِ قولتِ تليفونك مقفول ليه.؟.
,
, عقد حاجبيه و رمش بعينه عده مرات يحاول الاستيعاب و لكن كيف يمكنه ذلك فصاح و هى يحرك رأسه بذهول: ماما السبب٢ نقطة!؟!
, توترت هبه و لم تدرى كيف التصرف و نجدها من هذا رنين هاتفه و ربما اخذها للاسوء٢ نقطة
,
, اخرج هاتفه بنيه غلقه و لكنه فوجئ بسالى المتصله، بغضب شديد اغلق الاتصال بوجهها و لكنها عاود و مره اخرى اغلقه حتى بعثت برساله، و يا ليته لم يفتحها فلقد تشنجت ملامح وجهه و ارتجفت عيناه مما قرأه، اقتربت هبه منه و قبل ان تنطق بكلمه اعطاها الهاتف وعينه تلمع بالدموع و تمتم بنفس ذبيحه: ماما!
,
, اخذت هبه الهاتف لتقرأ محتوى الرساله انا عاوزه حقوقى كلها و ياريت تكلم الست والدتك و تقولها تكمل باقى الفلوس و تبعتها ليا، اه صحيح نسيت اعرفك، اصل امك هى اللى طلبت منى الف و ادور حواليك تانى، و هى اللى قالتلى اعمل ايه و ادخلك من اى اتجاه، تقول ايه مفيش ادرى بالابن من امه و خصوصا لو كانت زى نجلاء هانم، هستنى فلوسى متتأخرش عليا يا ميزو.
,
, وضعت هبه يدها على فمها و رفعت عينها اليه مسرعه لتجده يتراجع بجسده حتى اصطدم بالباب و هو يردد و عقله يكاد يجن: أمى يا هبه، أمى اللى دمرت حياتى، أمى اللى لعبت بيا، أمى٢ نقطة
, تركت هبه الهاتف و دموعها تغلبها هذه المره ليس على حزنها او كسرتها و لكن عليه، و على ما يشعر به من وجع٢ نقطة
,
, تساقطت دموعه و هو يقترب منها ممسكا بكتفيها متسائلا بعصبيه غير مصدق: انتِ مش قادره تسامحينى لانى حرمتك من ابن لسه مشافش الدنيا، هى ازاى بتعمل كده؟
, حاولت كتم شهقاتها و لكنها لم تستطع فرفع يديه مسرعا يزيل دموعها هاتفا بلهفه: لأ متعيطيش، قولتلك قبل كده دموعك اغلى منى.
,
, انتفض جسدها و لكن انتفاضته هو كانت اكبر عندما سقط ارضا على ركبتيه و دموعه تنهمر لا تعرف عزه او كبرياء فقط تسقط ذليله تطلب المساعده و هو يهمس بصوت بالكاد يخرج ليعكس روحه المتألمه: ساعدينى يا هبه، ساعدينى انا محتاجلك جنبى، انا تعبت٢ نقطة
,
, سقطت هى الاخرى على الفراش امامه ليُردف هو و دموعه و دموعها تذيب الصدأ الذى تجحر على قلبه: انا كنت طول حياتى ضايع، بعمل كل اللى انا عاوزه، بهرب من الوجع بأى حاجه حتى لو كانت غلط، بقابل بنات و بشرب سجاير و فاشل.
,
, اقترب منها ممسكا بيدها لتشعر هى برتجافه جسده لتحاول بأقصى ما تملك من قوه التماسك و كتمان صوتها و وجعها عليه و هو يهتف بتأكيد: بس انتِ، انتِ هديه **** ليا، غيرتينى لانسان تانى، انسان انا فخور بيه و انا مكنتش اتخيل انى ممكن افتخر بنفسى يوم، عملتِ منى راجل و ساعدتينى اقف على رجلى و انسى يعنى ايه ضعف، انتِ كنت توبه لقلبى العاصى٢ نقطة
,
, ترك يدها ليعود بجسده للخلف حتى كاد ينحنى ظهره رافعا رأسه لاعلى صارخا بكل ألمه الذى لم يعد بقادر على تحمله: بس انا قلبى مش عاصى، انا كنت مصر على الالحاد، رفضت ألجأ ليكِ و جرحتك، نسيت انك سكنى و راحتى و اذيتك، كسرتك و وجعت قلبك اللى مفكرش غير في سعادتى.
, نظر اليها و تهدل كتفاه ليرى حمره عينها و دموعها المنسابه ليهمس بصوت ذبيح و هكذا هو قلبه: انا قتلت ابنى٢ نقطة
,
, لم تعد تتحمل فخرجت منها شهقه عاليه و صوتها يرتفع ليُذيب البقيه الباقيه من صدأ قلبه، تدعوه ليتوب عن ذنبه، و تُذيب جليد الخوف عن روحه٢ نقطة
, حتى اقترب منها ممسكا كفيها مجددا و استند على ركبيتها و هو جالسا امامها هاتفا بثقه: كنتِ دايما تقولى افعل يا بن ادم ما تشاء فكما تدين تُدان ، كنتِ واثقه ان **** هيجيبلك حقك وهو نصيرك دايما.
,
, ابتسم بوجع و شفتاه ترتعش و دموعه ترفض التوقف و هو يهمس بطمأنينه: ربك اخد حقك يا فلتى، كل يوم بكيتِ فيه بسببى و انا مقدرتش امنع دموعك هبكيه ددمم و محدش هيفرق معاه، كل ساعه وجعت قلبك فيها هيتوجعها قلبى و مش هيلاقى حد يواسيه، كل ثانيه مرت بيكِ في قلق هعانيها انا في خوف و مش هلاقى حد يطمنى.
, ابتسم مجددا بتنهيده مؤمنه: **** انتقم ليكِ يا هبه٣ نقطة!
,
, صمت ثوانى ثم القى برأسه على ركبتيها ليهمس بصوه بالكاد سمعته و جسد يرتجف: بس انتقام **** صعب قوى، صعب قوى يا هبه٢ نقطة
, انتفض جسده بين يديها و هو يردد بنفس تلومه، تعاتبه و تكاد تقتله: قتلت ابنى يا هبه، انا قتلته٢ نقطة
, ليصرخ كل جزء منها لتبتعد تتذكر حزنها، تتذكر ما عايشته من وجع و لكن يدها قاومتها و احتضنته، قلبها خانها و سامحه، و عقلها تمرد و تألم لأجله٢ نقطة!
,
, ظل يُفرغ ما بداخله من غمامات الوجع و ضباب الحزن في سماء حبها و هواء حنانها، حتى ابتعد عنها محاوطا وجهها بيده هاتفا بلهفه خائفه: عاقبينى وانتِ جنبى، اعملى فيا كل اللى تتمنيه، مستعد اتحمل كل حاجه إلا بعدك عنى يا هبه٢ نقطة
,
, نظر لعمق عينها الغارقه بهياج امواجها: انا مليش غيرك اتسند عليه، مليش غيرك اثق فيه، انتِ امى و اختى و بنتى و مراتى، متحرمنيش من قلبك وخوفه يا هبه، افضلى معايا، خوف، حب، حتى لو شفقه بس افضلى معايا، انا بحبك و مش هقدر استغنى عنك، بلاش اخسر مكانتى في قلبك يا هبه٢ نقطة
,
, احتضنته بقوه ليتمسك هو بها بقوه اكبر و هو يبتسم، ما زال له مكانه بقلبها، ما زال حبه يسكنها، لا يهم ان غضبت، ثارت، عاقبته، و لكن يكفى الا تبتعد عنه٢ نقطة
,
, ابتعدت عنه لتقف و توقفه و ابتسمت بضعف رافعه يدها لتُزيل دموعه ثم احتضنت وجهه بين كفيها تحدثه بصدق ما بداخلها، بقوه عشقها و حنان حبها له: ازاى هخرجك من قلبى و انت السبب في انه عرف الحب، انا قلبى بيدق ليك يا معتز و هيفضل يدق ليك، مهما انا حاولت او غضبت انا متأكده انه هيعاندنى و هيسامحك٢ نقطة!؟
, ابتسم بسعاده و هو يحتضن كفيها الموضوعه على وجهه فأردفت هى بتهاون متعَب: انت معنى حياتى يا معتز.
,
, ازدادت ابتسامته ليُمسك هو بيدها ليقبلها بعمق و لكنها جذبت يدها من بين يديه لتعود عيناها تحمل ثقتها و قوتها و هى تكمل بنفس القوه و لكن هذه المره لكبريائها، لعقلها و لوجع قلبها: بس انا حياتى اتدمرت٢ نقطة
, اختفت ابتسامته و هو ينظر لعينها بترقب قلق عندما هتفت بثقه و صدق: قلبى مسامحك، ثم اردفت بنفى و هى تبتسم بحزن: بس عقلى لا يمكن هينسى او يقف في صفك٢ نقطة
,
, صمتت ثوانى ثم همست بقوه عشقها له و عيناه تصرخ بلهفته لحضنها: هتفضل في قلبى دائما، ثم اغلقت عينها لحظات لتهمس بقوه ألمها و وجع قلبها و عيناه تصرخ بالرحمه: بس مينفعش تفضل في حياتى، يا معتز٢ نقطة
,
, نهضت سلمى بتعب و هى تضع يدها على رأسها من شده الصداع الذى صار يلازمها منذ ذلك اليوم، امجد لم يخرج من تلك الغرفه سوى ليتوضأ و من بعدها لا تراه٢ نقطة
, لا تستطيع التحدث معه، لا يسمح لها بالجلوس معه او الاطمئنان عليه، لم يعد يذهب للمشفى و هاتفه لا يتوقف عن الرنين و لكنه لا يلتفت لاحد٢ نقطة
, لماذا يُضخم الموضوع لهذا الحد؟!
, لماذا يرفض حتى التأكد مجددا ربما هناك خطأ ما؟!
,
, لم تكن تدرى انها من الممكن ان تراه في مثل هذا الضعف؟
, انه حتى لا يقترب منها؟ كأنها ليست هنا؟
, اصبحت الايام تمر بصعوبه و الليالى بالكاد تنتهى، تذهب للعمل و تعود و هو لا يفعل شيئا جديدا، ماذا تفعل معه حتى يعود لامجد الذى افتقدته حد الجنون؟
,
, تنهدت و نهضت لتخرج لتجده جالساا امام التلفاز في الصاله الخارجيه فابتسمت فيبدو ان هناك تحسن ما، اتجهت اليه جالسه بجواره و اقتربت منه طابعه قبله على وجنته هامسه بحب: صباح الجمال٢ نقطة
, ظل نظره معلق بالتلفاز و اومأ برأسه مجيبا: صباح النور٢ نقطة
, اعتدلت جالسه مستنده برأسها على كتفه المجاور لها: تحب تتغدى ايه النهارده؟
, لم يحرك ساكنا و اجابها بهدوء: انتِ مش هتروحى الشركه؟
,
, ابتسمت و رفعت رأسها اليه لتتوه في امواجه الهادئه رغم علمها ان خلفها امواج هادره: عاوزه اخذ اجازه يومين كده، ايه رأيك؟
, حرك رأسه بلامبالاه و اجابها ببساطه: ليه خير؟، ثم استدار لها مبتسما: هتعملى ايه في البيت؟
, حاوطت وجهه بيدها و همست بدلال و هى تحرك رأسها بضحكه: هقعد معاك، نقضى اليوم سوا، لانى بحس ان اليوم بيضيع، و انت بتوحشنى٢ نقطة
,
, ابتسم امجد مستديرا لها بنصف جسده و نظر اليها قليلا ثم هتف بشبه سخريه: بشمهندسه سلمى هتقضيها اجازات و لا ايه؟ هو ده شغفك بالشغل؟!
, همت بالرد و لكنه قاطعها بجديه تامه و هو يعتدل فلم يعد يهتم: انزلى شغلك يا سلمى و انا مش هطير، انا في البيت مش هخرج٢ نقطة
, قاطعته سلمى مسرعه: و**** ان٢ نقطة
,
, قاطعها هو عندما نظر اليها بطرف عينه نظره تحمل لها رجاءا الا تُشعره بضعفه و همس بحزم: مفيش داعى لكده يا سلمى انزلى شغلك يا حبيبتى.
, تنهدت باستستلام و اومأت موافقه: حاضر يا امجد٢ نقطة
, ظلت بجواره و لكنه نظر اليها مجددا رافعا احدى حاجبيه: يالا قومى اجهزى.
, نظرت اليه برجاء و هى تشدد من ضمها له: طيب افضل جنبك النهارده٢ نقطة
, دفعها عنه قليلا ثم وقف و اوقفها ليدفع بها للمطبخ قائلا: يلااااا الفطار علشان هتتأخرى.
,
, اعدت سلمى الفطور ليجلس كلاهما سويا لتناوله و اثناء ذلك طُرق الباب نهضت سلمى و فتحت لتجد مروه امامها فابتسمت بتكلف و اشارت لها بالدخول: اهلا يا طنط اتفضلى٢ نقطة
, دلفت مروه و قالت بابتسامه بالتأكيد متكلفه هى الاخرى: اهلا بيكِ، عمك مصطفى جاى متقفليش الباب، اومأت سلمى فدلفت مروه و انتظرت سلمى قليلا حتى صعد مصطفى - والد زوجها - واستقبلته ثم اغلقت الباب و دلفوا٢ نقطة
,
, اجتمعوا جميعا بالصاله و احضرت سلمى ما يلزم للضيافه و بعد الكلام المعتاد من السؤال عن الاحوال و الصحه و العمل وإلخ إلخ٢ نقطة
, تحدثت مروه بعفويه ضاحكه تجيد اصطناعها امام زوجها منذ زمن: يعنى مفيش مره كده تجيب مراتك و تيجى تزورنا و تقعدوا معانا يومين يا امجد و لا هى زيارات عابره كده تطمنوا على باباك و خلاص؟
,
, ابتسم امجد بالمقابل و اجابها مدركا انه هذا الاهتمام لحظى لوجود ابيه فقط: معلش بقى حضرتك عارفه شغل المستشفى و شغل سلمى، احنا تقريبا طول اليوم بره.
, ابتسم مصطفى بوهن بعد جوله مرضه الاخيره التى اصابته من بعد زفاف امجد: انا اول ما قدرت اتحرك قولت لازم اجى اشوف الغالى و مراه الغالى و جينا بدرى قولنا نلحقكم قبل ما تنزلوا الشغل.
,
, و شكره امجد صنيعه هامسا بصدق عاطفته المشتاقه لوالده: **** يبارك في صحتك و يديمك لينا يا حاج٢ نقطة
, ربت مصطفى على كتفه و ابتسم متسائلا بقلب الجد المشتاق لاحفاده: ايه يا امجد مش ناوى تفرحنى بولادك يا بنى؟
, اغلق امجد عينه لحظات ثم ابتسم و هو يعد اجابته و لكن سبقته سلمى قائله بثقه تحاول انهاء و تجاوز الموضوع بلطافه: **** يبارك في عمرك يا عمو، ب٢ نقطة
,
, قاطعها امجد بنظرته المحذره و استدار لوالده قائلا بجديه صريحه: **** مش رايد يا حاج.
, اغلقت سلمى عينها تعتصرها بقوه متوقعه ما يعتل بصدره الان من ألم حارق، عقد مصطفى حاجبيه بينما اندفعت مروه بحماس متوقعه السبب: يعنى ايه يا امجد؟
, ثم وجهت نظرها لسلمى بابتسامه شماته اخفتها سريعا و هى تقول باضطراب مصطنع: ليه يا ابنى بتقول كده؟
,
, رمقتها سلمى بنظره غاضبه ثم عادت بنظرها لامجد التى اختفت تعابير وجهه ليبدو خاليا من الحياه و هو ينظر لوالده ثم ابتسم بهدوء ممسكا بيده قائلا بخفوت: انا عقيم يا بابا.
,
, انكمشت ملامح سلمى و لمعت عينها بالدموع بينما شهقت مروه ضاربه صدرها بقوه فيما تجمد مصطفى ناظرا اليه بدهشه، نقل امجد بصره بينهم و ابتسم هامسا برضى: الحمد لله يا بابا انا راضى بقدر ****، الولاد رزق و **** اراد ان يحرمنى منه و انا متأكد ان رزقى في حاجه تانيه اكبر، الحمد لله.
, تمتم مصطفى و هو ينظر لابنه باشفاق: طيب ما تتأكد تانى يا بنى، و بعدين العلاج اتطور و انت دكتور و عارف.
,
, ابتلع امجد غصه مؤلمه تمكنت من قلبه و هو يُجيبه بهدوء: دا عقم يا والدى مش ضعف.
, كلمات مواساه، دعاء، نظرات مشفقه، نظرات شماته و حديث لا جدوى منه بعدها، و سرعان ما انتهت الزياره.
, و بمجرد ان رحلا استدارت سلمى لامجد تعنفه بنظراتها و التى تبعه حديثها بعصبيه: كان ايه الداعى انك تحط نفسك و تحطنى في الموقف دا يا امجد، انت مبسوط كده، عاجبك ان الكل يبقى شايفك ضعيف٢ نقطة!
,
, شملها بنظراته لحظات و هو يشعر ان من يتصرف، يعيش و يتحرك الان ليس هو٢ نقطة
, فما اسوء من ان تبحث عن نفسك فلا تجدها!
, ما اقسى من ان تشعر بأنك اخر لا تعرفه!
, ما الذى قد يواجهه اكثر من ان يتشتت، يعجز، و يرى نفسه نصف رجل!
, ما الذى قد يؤذيه اكثر من انه اقنع نفسه انه ما عاد ذات شأن و كأن الرجال هم الاباء فقط و دونهم من الناس دون!
,
, و مع صمته هاجت هى و اقتربت تضرب صدره تعاتبه، تغضب عليه و ربما توقظه من غفله احبها و استكان بها حتى بات يؤذى لا نفسه فقط بل و يؤذيها: كل ايمانك و قبولك لكل اللى بيحصل في حياتك و صبرك، خلصوا!، كل طاقتك و قوتك انتهت!، انت اللى دايما كنت تقنعنى ان مفيش حاجه تستاهل و تقولى دا رزق و ايه المشكله رزقنا يتأخر، دلوقت رافض ترضى باللى **** كاتبه و حابس نفسك كأن الدنيا انتهت٢ نقطة!
,
, و بتمرد قاسى و نبره ثقيله على قلبه تجلده و تمحى بقايا فكره المتهالكه: انا عاوزه جوزى يا امجد، عاوزه الراجل اللى بيسلم امره لله و يقبل بقدره، و بيعافر علشان يعيش.
, و استكمالا لدرسها له القت بفيض كلماتها الغاضبه علها تغسله من ظنونه و قبوله للامر الواقع بهوان: اما الراجل السلبى، اللى شايف نفسه ناقص، اللى مبقاش حابب في حياته غير الخمول و روتين ممل، انا مش عاوزاه، سامعنى يا امجد مش عاوزاه!
,
, صمتت قليلا و نهضت مبتعده عنه و لكنها عادت و كأنها ادركت انها لا تقربه بل تضع عده حواجز فكريه بينهما، ليهدأ عنفها متحدثه بهدوء تلومه خذلانها: انت كنت متجوزنى علشان تجيب ***** بس امجد؟
, ترددت الكلمات، نبرتها، حزنها بأذنه تجلد قلبه بسياط ظُلمه لها،
, هى عشق قلبه المتمرد
, عن اى ***** تتحدث!
, هو اختارها و يشهد **** عليه انه ما كان ليتركها ما دام حيا ان كانت العله بها،
, لكنه يفعل لاجلها٣ نقطة!
,
, و كأنها قرأت ما يقوله دون ان يتحدث فصاحت تكذبه و تجرده امام نفسه: و متكدبش على نفسك و عليا و تقول انك بتبعد عنى علشانى، متقولش انك مابقتش تلمسنى علشانى، متقولش انك بقيت لامبالى و مبتهتمش بنفسك و بالبيت و بيا علشانى، انت بتعمل كده علشان خاطر نفسك يا امجد، نفسك و بس!
, هو بالفعل كاذب!
, لم يعد يقربها لشعوره بضعفه،
, لم يعد يأبه بأى شئ لانه السبب بخساره كلاهما لحلمهما بطفل!
, لم يعد يطيق نفسه و من يلومه!
,
, نهض لينهى حوارها الذى يدفعه ليلوم نفسه و لكنها وقفت امامه تذكره بما قاله سابقا بحده: طيب يا امجد بما انك هتفضل ساكت كده، و هتفضل تهملنى و تهمل روحك بالشكل ده، انا هسمع كلامك و مش هحرم نفسى من حلمى!؟
,
, و صمتت لتمنحه الفرصه ليُدرك مغزى كلامها و بمجرد ان فعل رفع عينه اليها بترقب قاسى على قلبه يُكذب ما وصله من معنى و لكنها القت بظنونه و خوفه عرض الحائط و اخبرته بما خشى ان تقوله: طالما انت حابب كده، فأنا هسيبك براحتك و همشى يا امجد، هجرب ادى لنفسى فرصه تانيه، مع راجل تانى، غيرك!
, ارتجفت عيناه غضبا و قلقا، ارتج قلبه غيرة و هلعا، و ماد عقله به تفكيرا و تخيل.
,
, و لم تدعه يستمر بأفكاره فأعطته التخيل حديثا بقصد: راجل تانى ابقى مراته، انام في حضنه، اكون معاه في حزنه و فرحه، و افضل جنبه في المره قبل الحلوه، يقول عليا متمرده و يحب عنادى، ابقى معاه دايما في بيته و يبقى عندى اغلى من حياتى،.
,
, ثم اكملت بما يراه نقص يريد هدم زواجه بها لاجله: راجل اجيب منه او مجبش *****، هكتفى بيه و هيكتفى بيا، هيتمسك بيا مش زيك، هيبقى وجودنا احنا الاتنين سوا اهم مليون مره من اى حاجه تانيه، اصل الجواز مش ***** بس يا دكتور.
,
, و رمقته بنظره اخيره و هى متيقنه من وصولها لهدفها - لقلبه لتُوقظه - و - لعقله ليعاود التفكير مسرعا - و - لرجولته التى لن تسمح لغيره باقتناء انوثتها - و بالنهايه - لحبه الذى ابدا و ابدا لن يتركها لرجل اخر - و قد كان عندما هب واقفا يقبض على معصمها بغضب لم يكن يوما طبعا من طباعه و هى تُوشك على اعطائه ظهرها لترحل من امامه، لتتوقف محلها و ابتسامه صغيره تلون شفتيها اخفتها سريعا و هى تستدير لتواجهها زرقه سماء عينيه التى رعدت و برقت و عصفت بها و قبل ان يصيح بها سبقته هى: في ايه امجد.! عاوز تقول ايه تانى!؟ طالما انت مش هتتمسك بيا و تقدرنى انا مش هتحايل عليك، و اعتقد انى مش هغلب و اكيد الف واحد يتمنى ابقى مرات٣ نقطة
,
, و اه عاليه صدرت و هو يعتصرها بين ذراعيه يمنعها من قول ما كاد يقتله من مجرد تخيله حتى، كُتمت انفاسها بكتفه و اختنق صدرها بصدره و هو يهدر بها و نبرته تزلزل كيانها كله: انتِ مراتى انا، و هتفضلى لحد اخر يوم في عمرى، و عمرك كمان.
,
, ابعدها يضم وجهها بلهفه لتشهق بعنف تلتقط انفاسها التى رضت خالص الرضا بكتمها به، ليردف بحرقه و قد احرقت قلب عاشق و هو ليس بامر هين: حسك عينك تفكرى كده تانى، محدش هيحبك قدى و ميحدش هيتمسك بيكِ زيى، انتِ مراتى انا، فاهمه!
, و عندما همت بزياده لوعته عتابا على ما فعل بها طوال الاسابيع الماضيه، تملك جسدها بعنوه و ذراعيه تحكم خصرها بسطوه لتُعلن شفتاه عن ملكيتها له و له فقط ما بقى من عمريهما!
,
, اتصلت نجلاء بعزت و هى في قمه غضبها لتصرخ بمجرد ان فُتح الخط: بيلعبوا عليا يا عزت، بيعاملونى على انى مغفله٢ نقطة
, تنهد عزت فنوبات غضبها هذه الفتره ازدادت بشكل كبير و هتف بهدوء: تعرفى تهدى و تفهمينى ايه حصل تانى؟
,
, حاولت التحكم بانفعالها و هى تصيح بعنف خرج رغما عنها: الارض مكتوبه باسم عز من زمان، و المحامى كان بيستغفلنى و المحامى اللى انت بعته هو اللى قدر يوصل لكده واتأكد كمان، ، ثم صرخت و هى تقذف بما في يدها ارضا: انا، انا يعملوا معايا كده، ، ثم ضغطت اسنانها هامسه بتوعد: ماشى، انا بقى هعرفهم مين هى نجلاء٢ نقطة!؟
,
, جلس عزت على كرسيه ببرود ثلجى و هو يصرح قائلا بتفكير شيطانى: اعملى اللى انتِ عاوزاه بس بالورقه التانيه.
, عقدت حاجبيها تحاول استيعاب كلماته و عندما لم تستطع صرخت به: بقولك ايه انا مفيش دماغ تفكر، تقصد ايه؟
,
, ابتسم بتلاعب قائلا بخبث اسود اعمى قلوبهم: يعنى اى خطوه منك دلوقت هيفهموا انك فهمتِ لعبتهم لكن لو صاحبتك اللى اتحركت مش هيفهموا حاجه و يفضلوا على عماهم شويه كمان لحد ما تهدى و تفكرى هتتصرفى ازاى، علشان بغضبك ده هتوقعى نفسك و انا معاكِ تحت ايديهم، فهمانى يا نوجه!
, اخذت تُدير كلماته في رأسها حتى اقتنعت به فهتف بتأييد: تمام، حتى الهبله دى مستنيه منى اذن٢ نقطة
,
, ضحك عزت قائل بتسائل مستنكر ساخر: اه لو تعرف انك انتِ اللى قتلتِ جوزها زمان!
, ضحكت نجلاء و هى تستمع بالوضع الساخر التى اصبحت فيه كوثر و قالت و لم يأنبها ضميرها مقدار اُنمله: تمام انا هكلمها علشان نخلص منهم بقى، و اولهم ابن الحصرى و حرمه.
, اغلقت الخط بعدما دارت الافكار الشيطانيه في رأسها مجددا ثم بابتسامه متوعده هاتفت كوثر التى انفجرت بها بمجرد الرد: ايه يا نجلاء كل ده تأخير؟
,
, ادعت نجلاء الهدوء و تحدثت بخفوت: الموضوع اللى هنا هياخذ وقت بس انا مش عاوزاكِ تستنى اكتر من كده، اعملى اللى تحبيه انتِ.
, عقدت كوثر حاجبيها متسائله و قد سعدت لمجرد توقعها ان عنق ابن الحصرى بات بيدها اخيرا: قصدك ايه؟
, ابتسمت نجلاء و عينها تنبض بالشر و انفاسها تتسارع بغضب متوعد و حقد اعمى: يعنى عز و مراته سافروا، يعنى البيت فاضى، و السندريلا الصغيره مع الاعمى دا لوحدهم، يعنى الكوره في ملعبك٢ نقطة
,
, ابتسمت كوثر بسعاده: انتِ بتتكلمى جد؟!
, اومأت نجلاء و هى تبتسم ثم اجابتها بنبره آمره: بس مينفعش الرد يبقى بسيط زى ما انتِ عاوزه، انتِ تنفذى اللى قولتلك عليه٢ نقطة
, اضطربت كوثر و تمتمت و لم يطاوعها قلبها لتفعل تلك الفكره الابليسيه: بس دى ممكن تموت فيها، الراجل ده مش سهل و باين انه مبيرحمش و الرغبه هتعميه٢ نقطة!
,
, ضحكت نجلاء و صرخت بها بسخريه: انتِ قلبك هيرق و لا ايه؟ لا، تموت، تتحرق مش مشكلتى، انتِ تنفذى الاتفاق و خلاص، هتلاقى الجرعه اللى هتظبطه في خزنه المكتب عندك، خليه يشمها كلها، و سيبى الكلب على اللحمه، و استمتعى باللى هيحصل فابن الحصرى.
, توترت كوثر و شعرت بعدم راحه لما هى مقدمه عليه: بس٢ نقطة
,
, سارعت نجلاء بملئ رأسها من سمها الذى لا يعرف الرحمه: لو عاوزه تنسى انه ضربك و بهدلك، خسرك الشركه، اخذ فلوسك، هددك، اضطريتِ تبعدى ولادك عنك، و تردى القلم بقلم، انتِ حره بس تعتقدى دا انتقام يليق بكوثر الحديدى؟
, احتدت عين كوثر متذكره كل ما جعلها عاصم تمر به، متذكره وقوف جنه بوجهها، متذكره الذل و الاهانه التى عانتها بسببه فهتفت بحده و توعد: لأ كوثر الحديدى بترد القلم بعشره٢ نقطة
,
, صفقت نجلاء و هى تحيى نفسها على قدرتها العاليه بالاقناع و صاحت بترقب: هو ده الكلام، هستنى منك خبر و انا مش هرجع من الصعيد غير لما تطمنينى٢ نقطة
, ابتسمت كوثر باستمتاع و همست بحقد: عن قريب٢ نقطة
, و اغلقت الخط و بدأت كوثر بالتحرك للاستعداد للاخذ بالثأر من سياده النقيب و حرمه المصون٣ نقطة
,
, مساءاً عادت مها للمنزل بعد انتهاء عملها وجدت جنه بالاسفل تعد كوبا من القهوه الذى لم يعد عاصم يستغنى عنها، اقتربت منها ضاحكه و اشارت مساء الحلاوه
, ابتسمت جنه رافعه احدى حاجبيها بمشاكسه: خير الضحكه دى وراها ايه؟
, ضحكت مها بشده و هى تدعى البراءه و ترفرف برموشها بطفوليه لتشير نفسى في فنجان قهوه
, وكزتها جنه بكتفها و هتفت مستوعبه الاستغلال بمرح: قولى كده بقى، صحيح اللى يلاقى الدلع و ميدلعش يبقى غلطان.
,
, ابتسمت مها و جلست بجوارها على المقعد حتى تنتهى من اعداد القهوه لعاصم و عندما انتهت اعطتها لمها قائله بغمزه: طلعيها انتِ على ما اعمل بتاعتك٢ نقطة
, اومأت مها و اخذتها متحركه للخارج و منه للاعلى، بينما بدأت جنه تعد الكوب الاخر و هى تبتسم حتى صدع جرس الباب فأغلقت الموقد و ارتدت حجابها و خرجت لترى من؟.
,
, اقتربت من الباب لتفتحه و بمجرد انا فتحته تراجعت للخلف بصدمه و الخوف يتمكن منها و هى تحدق بالقادم لتهمس بتقطع و ارتباك: ك، و، ث، ث، ر.
,
, عشقت يا قلبى، و العشق معضله!
, ان تُهتَ تُهتُ، و ان عشتَ عشتُ،
, فلا النفس تهدأ و لا الروح هانئه،
, أثرتُ الهروب و العقل مطاوعا،
, ولكن حكم القلب فيك يا قلبى معاندا،
, رسم الهوى اطياف عشقا أبهرت،
, أنفاس روح للحب متعطشه،
, ف سل المحب عن سعاده حبه،
, لن تجد بالعشق سوى نفوس متأزمه٢ نقطة!
, اقتربت جنه من الباب لتفتحه وبمجرد ان فتحته تراجعت للخلف بصدمه و الخوف يتمكن منها وهى تحدق بالقادم لتهمس بتقطع وارتباك: ك، و، ث، ث، ر.
,
, ابتسمت كوثر ابتسامه جانبيه و هى تطالعها بعينها من اعلى لاسفل و تمتمت ببطء و هى تدفعها لتدلف: كوثر هانم٣ نقطة
, فوجئت بعدها بثلاث رجال قبالتها دفعها احدهم للخلف بقوه لتسقط ارضا و هى تصرخ بألم ليدلفوا ليقف ثلاثتهم امام الباب بعدما اغلقوا اياه، تجولت كوثر بعينها على جميع انحاء المنزل بانبهار و هى تغمغم بحقد: حرمنى من حياتى و هو عايش هنا في النعيم ده٢ نقطة
,
, ثم ضحكت بغل و عيناها تنبض بحقد قلبها: بس انا هخربها، كان فاكر انى هسكت، بس انا هنهيه النهارده٢ نقطة
, نهضت جنه عن الارض و هى تشعر بخوف يُرعد مفاصلها و لكن ليس لاجلها بل لاجله هو، حسنا شاءت ام أبت، اعترفت او انكرت، هو الان عاجز، لن يستطيع التحرك حتى امامهم، ستتمكن كوثر منه هى و الابواب البشريه خلفها، ماذا يجب ان تفعل؟
,
, التفتت كوثر لها و اقتربت منها ببطء، فرفعت جنه رأسها بثبات لاعلى و عقدت ساعديها بقوه امام صدرها تحاول اخفاء توترها الذى بدأ يزداد رويدا، رفعت كوثر حاجبا دلاله على انبهارها مع ابتسامه استنكار تبعتها بقولها: واضح ان القطه لسه بتخربش؟
, استجمعت جنه قوتها و اقتربت منها خطوه و تمتمت بهدوء حاولت اصطناعه: جايه ليه؟ عاوزه ايه تانى؟!
,
, تحركت كوثر اليها لتدور حولها ببطء مردده بنبره بطيئه ساخره: عاوزه ايه؟ عاوزه ايه؟
, ثم توقفت خلفها و بحركه مفاجأه سحبت جنه من حجابها محتجزه خصلاتها بين يديها بقوه لتميل جنه للخلف بصراخ متألم و كوثر تهمس بجانب اذنها: عاوزه حقى، منك و من جوزك الغالى٢ نقطة
,
, رفعت جنه رأسها لتُمسك بيدها و تضغط عليها بأظافرها حتى تركتها كوثر متألمه فابتعدت جنه عنها صارخه بغضب: حقك؟ انتِ كمان اللى ليكِ حق؟! فلوس ابويا اللى سرقتيها منى، توقيعى اللى اخدتيه غصب، حياتى و طفولتى اللى حرمتينى منهم، مستقبلى و شبابى اللى دمرتيه، كنت هخسر جوزى بسبب عقده الخوف اللى زرعتيها و ربتيها جوايا!
, ثم اشاحت بيدها في عنف متهكمه: و انتِ جايه تقوليلى حق؟
,
, و قبل ان تنطق كوثر او تتحرك تحركت جنه باتجاه الباب الذى يقف امامه الابواب البشريه الثلاثه و قالت باقرار: اتفضلى انتِ و هما من هنا، و يا ريت متحاوليش تيجى هنا تانى؟
,
, ضحكت كوثر بصوت عالى و جنه تحدق بها بارتباك و قوه ينافى كلا منهما الاخر، بينما في الاعلى، طرقت مها الباب بتلك الطرقه المميزه التى يعرفها عاصم جيدا و دلفت لتجده يجلس على فراشه و بجواره تنبعث ايات قرآنيه من المسجل بصوت رخيم، ابتسم و همس بهدوء حانى: اتفضلى يا جميله الجميلات٢ نقطة
,
, تقدمت منه لتجلس امامه على الفراش و وضعت القهوه على الكومود بجواره لتُمسك بيده لتكتب حروف متفرقه يستشعرها هو ليعرف ما تريد قوله ح، ل، و، ا، ل، ا، س، م، د، ه
, ابتسم و هو يحتضن كفها بكفه القويه لتغرق داخلها مشعره اياها بحنان و امان مفرط و قال بخبث: العريس اللى بيقول كده.
,
, حاولت اخراج يدها من بين يديه لتكتب على يديه شيئا ما و لكنه لم يمنحها الفرصه و اردف متوقعا ما كانت ستكتبه: العريس اللى اتقدملك و انتِ رفضتيه قالى انه شايفك جميله الجميلات، مليش دخل انا.
, زفرت بقوه ليضحك هو رافعا يده بهدوء باحثا عن وجهها امامه حتى لامس انفها ليداعبه بأصابعه هامسا بمكر: بيحبك مش ذنبى!
,
, ابتسمت هى ابتسامه ساخره لم يلحظها و خصوصا عندما قال غير مدركا شعورها الان و لكن ما سيخبرها به يستحق الفرحه: عندى خبر حلو٢ نقطة
, ابتسمت بانطلاقه هذه المره فطالما ضمن عاصم انه حلو اذا ستفرح بالتاكيد، ضغطت كفه دلاله منها انها تسمعه فابتسم و هتف بسعاده: انا٣ نقطة
, قطع كلماته عندما وصله صوت صراخ بالاسفل فانتفض كلاهما فصرخ عاصم قلقا: دا صوت جنه.!
,
, و تحرك مسرعا للخارج حتى كاد يتعثر بخطواته و هو يحرك يديه في الهواء فهو رفض رفضا تاما الحصول على عصا ليستند عليها، اقتربت منه مها مسرعه و جعلته يستند عليها ليتحركا للاسفل٢ نقطة
, اخذت جنه انفاسها الضائعه بصعوبه و هى تنهض عن الارض بعدما نالت ضربه قويه من يد احد الابواب البشريه و التى القتها ارضا امام كوثر التى اقتربت منها رافعه اياها من خصلاتها و جنه تصرخ بوجع: انا مجتش هنا علشان امشى.
,
, تسمر عاصم اعلى الدرج و صوت كوثر يخترق مسامعه لينتفض قلبه غضبا و الاسوء خوفا و هو يصيح بغضب مكتوم: كووثر٢ نقطة
, استدرات كوثر لاعلى الدرج لتضحك بتصفيق مرحبه باستهزاء: اهلا اهلا بسياده النقيب، تعبت نفسك ليه بس انا كنت هاجى لحد عندك بنفسى.!؟!
,
, اضطربت مها فالوضع لا ينم عن خير بينما تحرك عاصم فتحركت معه حتى وقفا امام كوثر مباشره فركضت مها لجنه و ساندتها لتقف و كلا منهما تنظر للاخرى بقلق، شدد عاصم قبضه يده بغضب، قلق و المعضله بعجز، بعجز لم يشعر به قبلا كما يشعر به الان٢ نقطة
,
, تحركت مها و جنه بجوار عاصم لتضع جنه يدها على كتفه لتشعر بارتجافه جسده التى تدرى جيدا سببها و بمجرد ان همست باسمه، رفع يده محاوطا كتفها ضاما اياها لصدره بينما تتمسك مها بها من الجهه الاخرى و هتف بحده متسائلا و لا يدرى ان كان اتجاه نظره لها ام لا: جايه هنا ليه؟
,
, عادت للخلف خطوه و نظرت لثلاثتهم بأسى محركه رأسها يمينا و يسارا هاتفه بأسف: شكلكوا جميل قوى، عيله رائعه، ، ثم صاحت بغضب تملك منها بعدما رأت عاصم امامها: بس للاسف مش هتفضل كده كتير٢ نقطة
, شعرت جنه بيد عاصم تشدد ضمها و يد مها ترتجف و هى تضغط على يدها اكثر، فأخذت جنه نفسا عميقا و اجابتها بثبات ينافى انتفاضه قلبها: مش هتقدرى تعملى حاجه صدقينى.
,
, نظرت كوثر لاحد رجالها فتقدم ليسحب مها من بين يدى جنه للخلف فحاولت مها الصراخ و لكن من اين لها بصوت عالى الان، فابتسمت كوثر و هى ترى جنه تُفلت يد عاصم لتتحرك بغضب باتجاه مها و عاصم ينتفض فزعا و هو لا يدرى حتى ما يصير حوله إلا عندما استمع لصوت جنه تصرخ: مها ملهاش دخل بحاجه يا كوثر، حقك و عقابك و غضبك منى انا بلا٣ نقطة
,
, قاطعتها كوثر و هى تشير بيدها لرجل اخر و هى تتكلم باستهزاء واضح: بلا، بلا، بلا، كلام كتير مفيش منه فايده٣ نقطة
, تحرك عاصم خطوتين للامام هاتفا بغضب عاصف و عروق وجهه كلها تظهر لتدل على غليان الدماء بعروقه: اقسم ب**** تمسى شعره منهم هقتلك يا كوثر.
,
, اتجه الرجل لعاصم و على غفله منه كبل يديه الاثنيتن خلف ظهره ليتحرك عاصم بعشوائيه محاولا تخليص ذراعيه و لكن استطاع الرجل تقيد حركته ضاربا ركبتيه من الخلف حتى سقط ارضا، صرخت جنه بفزع و همت بالتحرك و لكن كوثر وقفت امامها بوجه ينكمش أسفا ساخرا و هى ترمق مها تاره و عاصم تاره اخرى لتهتف باستنكار: يا حرام، شكلهم صعب قوى، يا حرام، قلبى هيضعف.
,
, انتفض عاصم محاولا النهوض و عندما بدأ يتحرك بعشوائيه مفرطه محاولا تشتيت الرجل و التى كاد بالفعل يفلته لولا اقتراب الرجل الثالث ليكبله كلاهما حتى عجز عن الحركه تماما، فغام قلبه داخل ضباب عجزه و لوعه خوفه، و لاول مره يحنى رأسه غير قادرا على الحركه، حتى وصله همس جنه القوى و الذى اذهله فرفع رأسه متابعا مصدر صوتها و هى تهتف بحده ساخره: هو انتِ فكرك لما تستغلى الضعف و تهاجمى تبقى انجزتِ حاجه!
,
, بدأ غضب كوثر يتصاعد حتى وصل لاقصى درجاته عندما تحركت جنه حولها حتى وقفت خلفها لتهمس بأذنها هامسه: هو انتِ فكرك انى مش فاهمه انك مرعوبه يمكن اكتر منى دلوقت!، فكرك ان مش باين في عنيكِ الخوف و التردد!، فكرك انك لو من غير رجالتك هتقدرى تقفى في وشى او تفكرى حتى تقربى من مكان يخص عاصم!
,
, استدرات لها كوثر بغضب و رفعت يدها لتهبط على وجه جنه في صفعه مدويه و لكن هيهات رفعت جنه يدها ممسكه بيد كوثر بقوه هاتفه بتهديد صريح و قوه ربما حتى جنه تختبرها في نفسها للمره الاولى: لأ، دا كان زمن و انتهى، جنه اللى كنتِ بتضربيها زمان انتهت، اللى قدامك دلوقتى مش جنه ماجد الالفى، اللى قدامك دى، جنه عاصم الحصرى، اللى لا تعرف يعنى ايه خوف و لا هتسمح لواحده زيك تخوفها٢ نقطة
,
, ثم دفعت يدها بغضب فتراجعت كوثر للخلف خطوتين بذهول تام، نعم هى كانت مدركه ان جنه لم تعد كالسابق لكن تلك القوه، لم تكن تتوقعها ابدا٢ نقطة
,
, نظرت جنه لمها لتؤازرها بعينها لتقوى، فنظرت اليها مها باضطراب ثم اعتدلت من انحنائها الكسير بين يدي ذلك الرجل لتخفى دموعها خلف ابتسامه ثقه دفعتها جنه دفعا لوجهها رغم اطنان الخوف داخل قلبها، و كذلك عاصم رغم براكين الغضب داخله وجد نفسه يبتسم فخرا و اعتزازا بامرأه رغم ضعفه هى قويه، و يكاد يجزم انه لولا ضعفه هذا لما رأى قوتها ابدا٢ نقطة
, ثارت كوثر و هتفت بغضب حارق بأحد رجالها: اعمل اللى قولتلك عليه.
,
, و على غفله من الجميع و بحركه سريعه كان عاصم ملقى ارضا اثر ضربات الرجلين الجحيميه فصرخت جنه و هى تقترب منهم و لكن يد كوثر التى تشبثت بمعصمها منعتها من الحركه لتستدير جنه لها صارخه بلوعه: انتِ عاوزه ايه؟
, صرخت كوثر بالمقابل و هى تشير للرجال بالتوقف و تنظر لجنه بتحدٍ سافر: انتِ٢ نقطة
, توقفت جنه عن التملص منها و همست باستغراب: انا!
,
, تركتها كوثر و تمتمت مؤكده بكل كره و غا دفنته لهذا اليوم: اه انتِ، جوزك خسرنى حياتى و انا مش ههدى غير لما يخسر حياته هو كمان، مش ههدى غير لما اكسره، بيكِ.
,
, ثم نظرت لعاصم الذى يحاول النهوض رغم تيقنها من ان جسده يصرخ ألما فما فعله به الرجال كان اكثر من مؤلم و ضحكت تسرد بتشفى: خسر شغله، خسر بصره، خسر اسمه و قوته، و لما هيخسرك هيخسر كل حاجه، ، ثم استدارت لجنه مجددا و اردفت مسرعه تطمنها بسخط: متقلقيش هرجعك ليه بس بعد تعديلات بسيطه، ، ثم ضحكت بسخريه و انتصار: تعديلات هتكسرك و تنهيه٢ نقطة
,
, نظرت جنه لعاصم لتتشبث بقوتها الجديده و تستمد منه قوته المختفيه تماما خلف حاجز عجزه الان و صرحت بتحدٍ واثق: مش هتقدرى لا تأذينى و لا تأذيه يا كوثر، مش هتقدرى.
,
, اشارت كوثر للرجل الممسك بمها فدفعها لتسقط ارضا فاصطدمت رأسها بالدرج لتشعر بدوار شديد يلفها بينما تحرك الرجل باتجاه جنه ليُمسك بذراعيها ليلويه بقوه خلف ظهرها و رغما عنها خرجت منها صرخه متوجعه، فضرب عاصم بقبضته ارضا و هو يصرخ بانهيار روحه و صوته يخرج مهزوزا مضطربا: جنه.
,
, ضحكت كوثر عاليا و هى تزيد من الضغط على جرح عاصم المعنوى و هى تريه كم ستعانى جنته: ايه يا كابتن، حلو صوتها و هى بتصرخ؟، ، ضغطت اسنانها و همست بتذكر: فاكر لما ضربتنى بسببها؟!
, اشارت للرجل فرفع يده لتسقط بصفعه مدويه على وجه جنه جعلت عاصم ينتفض ناهضا رغم آلامه و لكن كبله الرجلين ليسقط ارضا مجددا و هو يصرخ بكلام يُدرك جيدا انه لن يستطيع تنفيذه الان: أقسم ب**** يا كوثر ما هرحمك٢ نقطة
,
, ضحكت مجددا بصوت عالى و الرجل يرفع جنه عن الارض لتقف بترنح و جانب فمها ينزف اثر صفعته القويه و عيناها تزوغ بضعف و لكنها نظرت لكوثر بثبات محاوله تجاوز المها فعاصم بحاجه لقوتها الان٢ نقطة
, نظرت للرجلين و قالت بأمر لامبالى: سيبوه، ، ثم تحركت للخارج و اشارت لجنه: و هاتوها.
,
, تحرك عاصم على الارض زحفا لعله يصل لهم و عندما رأته جنه استغلت تشتت الرجل بأمر كوثر و دفعته لتركض لعاصم و تجعله يقف صارخه بقوه و غضب: لأ، مهما حصل، لأ، عاصم الحصرى لأ، و لا حتى علشانى يا عاصم، انا مش هسيبك صدقنى، انا مستعده اخسر حياتى و لا انى ابعد عنك.
, تمسك بها بقوه ضاما اياها لصدره بقوته الضعيفه كأنه يزرعها بداخله و لا يدرى ما الحل ماذا يفعل او كيف يتصرف؟
,
, ابتسمت كوثر و هى ترى عجزه و لكى تشعره به اكثر ارادت ان تتركه جنه بمفردها لا ان تجبرها كوثر على ذلك، ارادت اشعاره بأن زوجته تلك تراه ضعيفا عاجزا، ارادت قتل ثقته و قوته للابد، فأمسكت بسلاح احد الرجال معها و رفعته لتضعه على رأس عاصم و هى تهتف بهدوء: طيب حياته، و لا حياتك؟
,
, نظرت جنه اليها لتشهق بفزع لم تستطع اخفاؤه هذه المره و انهمرت دموعها بسرعه و هى تضم عاصم بقوه لتهتف ببكاء متوسل: لأ، لأ **** يخليكِ٢ نقطة
,
, كادت كوثر تتراجع خوفا و اربتاكا، و لسبب ما تخيلت احدى ابنتيها محل جنه الان، عاطفه الامومه داخلها تحركت للحظات و لكن سم نجلاء الذى يسير داخل رأسها الان اعمى عينها تماما و قتل شعورها بالذنب و الخوف فقربت السلاح منه اكثر تستمر فيما نوته: قدامك اختيار من اتنين، يا تمشى معايا من سكات، يا تفضلى جنبه و تقرأى الفاتحه عليه٢ نقطة
,
, شهقت جنه و بحركه مفاجأه دون تفكير ابتعدت عنه و هو في حاله من الذهول لا يدرى ما يحدث؟ أو ما الذى دفعها لتبتعد؟
, فصرخ و هو يحرك يده في الهواء باحثا عنها: جنه، جنه٢ نقطة
, تمتمت ببكاء و هى تخرج من المنزل معهم: انا اسفه٢ نقطة
,
, بينما هو استمع لكلمتها من هنا و اخذ يتحرك كالمجنون خلفهم حتى اصطدمت قدمه بطاوله يعلوها فازه زجاجيه فسقط لتسقط الطاوله بجواره و تسقط الفازه متكسره لتتنشر حوله و تتطاير شظياها فتصيبه احدهما بيده ليصرخ بكل ما يعتل بصدره من الم و عجز و لم يجد غير اسمها يكوى قلبه و يحرق نفسه: جنه!
, و دون مقاومه و دون تفكير تساقطت تلك الدمعه الهاربه من جانب عينه، لا يدرى لما؟
, ألأجلها ام لاجله؟!
,
, ام لأجل احساس قلبه المذبوح بخنجر ضعفه و قوتها، و عقله المترنح بين عجزه و مقاومتها؟!.
, فعجزه لم يقتصرعليه فقط بل ادرك الان انه اصبح نقطه ضعف لها٢ نقطة
, شعر بيد تربت على كتفه ادرك انها مها ساعدته يعتدل جالسا و هى تبكى و امسكت يده تضغط عليها كأنها تطالبه بالقوه فاختفت الحياه من معالم وجهه تماما و نهض واقفا هامسا بهدوء ينافى احتراق قلبه: تليفونى فوق، اتصلى بأكرم٢ نقطة
,
, ابتعدت عنه و ركضت للاعلى احضرت هاتفه و بعثت رساله لأكرم و ثوانى معدوده و ارتفع رنين الهاتف بأسمه فأسرعت لعاصم تعطيه الهاتف الذى بمجرد ان فُتح الخط قال باختصار: مستنيك في البيت يا اكرم بسرعه٢ نقطة
, و اغلق الخط بعدها و تكاد مها تُجزم انه حتى لم يستمع لرد اكرم، عيناه ازدادت ظلمه على ظلمتها، انفاسه بطيئه لكنها حارقه، هدوءه مطمئن لكنه يسبق عاصفه هوجاء، ضعفه أعجزه و لكن هناك قوه لن تستمر كثيرا بالاختفاء٢ نقطة
,
, و السؤال هنا ليس ماذا سيفعل؟ و لكن بما يُفكر؟ و هذا اسوء.
, جلست مها امامه تتفحصه و عقلها عاجز عن مجرد تخيل ما ينوى فعله سواء بكوثر او برجالها او حتى بجنه التى لا تدرى ماذا فعلت بعد اغمائها٣ نقطة
,
, جلست تضم ركبتيها لصدرها بخوف و دموعها تنهمر بغزاره و تردد اسم **** باستمرار فهى مدركه تماما انه لن ينجدها احد من هنا سواه و على لسانها دعاء لا يفارقها اللهم اكفينهم بما شئت و كيف شئت ٢ نقطة
,
, استمعت لصوت الباب يُفتح فاعتدلت وافقه و جففت دموعها مسرعه فمهما كانت خائفه و مهما ارتعب قلبها لن تسمح لكوثر برؤيه خوفها ابدا، حسنا هى في موقف ضعف لا تقوى على التصرف و لكن ان ترى كوثر بعينها تلك النظرات الكسيره الذليله لن يحدث ابدا٢ نقطة
,
, ربما حطمت قلب ابن الحصرى مرات و مرات و ربما فشلت في علاقتها معه، و لكنه لم يفشل ابدا في دعم ثقتها، لم يفشل في منحها قوته، و بالتأكيد لم يفشل في جعلها اقوى من السابق بمراحل فمن تقدر على مجاهده نفسها و قتل كل سعادتها و فرحها ألن تكون قادره على مجابهه شخص اخر؟
,
, اقتربت كوثر منها لتعقد حاجبيها بابتسامه خبيثه تتحدث بتعنت: ها، اكيد وحشتك ايام زمان، ايام ما كنتِ بتنامى على الارض، تروحى و تيجى بأمر منى، تاكلى يوم و عشره لأ، اكيد اكيد وحشتك، ايام جميله، صح يا بنت الالفى؟
, عقدت جنه ساعديها امام صدرها لترفع رأسها لاعلى هاتفه بكلمه واحده بابتسامه ماكره استدعتها بأقصى ما تملك من قوه حتى تصدقها كوثر: ماتت٢ نقطة
,
, ازاداد انعقاد حاجبيها و دارت عينها على ملامح تلك الصغيره الواثقه و المتماسكه لحد كبير فأردفت جنه و هى تتقدم منها خطوه: بنت الالفى ماتت، و اللى بيموت لا بيرجع و لا بيشتاق٢ نقطة
, ضحكت كوثر عاليا و هى تتنهد باعجاب صائحه بفخر ساخر: حلو جدا الكلام اللى انتِ حافظاه ده، بس معتقدش ان مفعوله هيستمر كتير.!
,
, اومأت جنه بلامبالاه و احتدت عينها ببريق غاضب لا يتناسب مع طفوليه ابريقها العسلى و هى تهمس تحاول بقدر الامكان اشعارها هى بالارتباك و الخوف: فاكره اخر مره اتقابلنا فيها يا كوثر٢ نقطة؟!؟
, اختفت ابتسامه كوثر تعبس و غضبها يتفاقم و احداث ذلك اليوم من صدمتها، خوف جنه، غضب عاصم و يده التى طبعت اثارها على وجنتها و حتى ان لم تعد تظهر فاثارها حُفرت بعقلها و قلبها٣ نقطة
,
, ابتسمت جنه و هى ترى الغضب الذى ارتسم على وجهها فجأه فاردفت: يومها انا رفضت اقلل من تربيتى معاكِ، رفضت اقلل من احترامك، رفضت و قولت مهما كان عليا دَين ليكِ و لازم ارده، مهما كان انتِ ربتينى و تُعتبرى امى٢ نقطة
,
, صمتت لحظات و كوثر يزداد توترها فهى من الاساس لا ترغب بما تفعله و لكن نجلاء قالت وهى وافقت و انتهى الامر، ، أكملت جنه بقوه: لحد النهارده انا بسدد الدَين ده، لا اشتكيت عليكِ و لا طالبتك بأى حاجه، و لا فكرت اذيكِ، و٢ نقطة
,
, قاطعتها كوثر صارخه: بس جوزك فكر و عمل، خسرنى فلوسى و كتبها باسمك، قفل الشركه و خلى حسابها و تصفيتها كلها باسمك، خسرنى البيت و حتى بحصتى من الورث بقيت بسدد ديونى، كان السبب فانى ابعد عن بناتى علشان يعرفوا يعيشوا، كل ده و عاوزانى اغفر له ببساطه٢ نقطة!
, راقبت جنه اضطرابها و هى تتحدث بسرعه مفرطه و انفاس لاهثه كأنها تعدو في سباق فقالت بتسائل متعجب: و ايه اسبابه؟ و لا مفكرتيش في ده، مفكرتيش تستحقى او لأ؟
,
, هاجت كوثر تماما و هى تعيد خصلاتها للخلف بغضب: لا مستحقش و مش هسامحه و لا هسامحك لانك السبب، ثم اشارت على وجهها باصبعها قائله بثقه: الثقه اللى على وشك دى هتختفى دلوقت و انا هعرفك يعنى ايه خوف.
,
, و دون كلمه اخرى تركتها كوثر و خرجت مسرعه ذهبت لغرفه مجاوره لتجد ذلك الرجل الذى يبدو في الاربعين من عمره جالس ارضا و امامه طاوله تعلوها تلك الممنوعات التى اعطته كوثر اياها و هو يستنشقها بنهم رافعا رأسه لاعلى ليتنفس بصوت عالى مغلقا عينه بانتشاء حتى انتهى من الكميه تماما٢ نقطة
,
, دلفت و اشعلت احدى سجائرها تنفث دخانها بقوه تعبر عن غضب عقلها و ارتياب قلبها، نهض الفتى يترنح بنشوه حارقه و جبينه يتصبب عرقا و هو يطالعها من اعلى لاسفل، ذلك البنطال الضيق الذى يرسم قدميها باحترافيه و اغراء مفرط و عيناه تموج تمويجا من انحناء جسدها ثم لاعلى و ذلك القميص الحريرى الذى ينساب بنعومه حد خصرها لينحت جسدها و يجعهلها اشبه بلوحه لا تقدر بثمن، اغلق عينه برغبه عارمه و هو يتابع تقاسيم وجهها التى رغم سنها لازالت تبدو في ريعان شبابها، راقبت عينه حركه اصابعها المتوتره على شفتيها عقب استنشاق نفسا عميقا من سجارتها ليداعب شفتيه مراقبا خروج الدخان باحترافيه من انفها، تقدم منها خطوه و جسده يشتعل لها حتى شعرت به،.
,
, فاستدارت لتُفاجأ به خلفها و عيناه تجول عليها بنظرات اقل ما يقال عنها وقحه فارتبكت قليلا و تحركت بعيدا عنه و قالت بحده: اذا كنت خلصت الهباب ده.!؟
, صمتت قليلا لتستجمع شجاعتها و خاصه اسفل نظراته تلك و اردفت و هى تغلق عينها غير راضيه عما تفعله: البنت في الاوضه التانيه، اعمل اللى نجلاء هانم قالتلك عليه.
,
, ابتسم غامزا اياها بوقاحه قائلا و هو يقترب بوجهه منها و رائحته تنتشر حولها لتشعر هى باشمئزاز خصوصا مع كلمته: طيب و انت يا جميل؟
, ابتعدت خطوات اخرى للخلف ثم تحركت من خلفه باتجاه الباب و قالت بقوه غاضبه: يالا انجز، اخرج٢ نقطة
, تحرك بعدم اتزان مقتربا منها ثم مال عليها مستنشقا عطرها مغلقا عينه مصدرا صوتا متلذذا و همس بأسى: يا خساره٢ نقطة
,
, ثم تركها و خرج متجها لغرفه جنه التى كانت تجوب الغرفه ذهابا و ايابا تفكر كيف تتصرف؟! كيف تطمئن عاصم على الاقل.؟! كيف تطلب النجده.؟!
,
, اقتربت من النافذه لتجدها مغلقه بقطع خشبيه متلاصقه حاولت النظر من خلالها لتجد انها في مكان ما يقع على مقربه من فندق كبير، حاولت رؤيه اسمه و لكنها لم تستطع، حاولت دفع الخشب و لكنها ايضا لم تستطع، ضربت قدمها بالارض بغضب تحاول التفكير و القاء شعور الخوف جانبا و لكن قلبها قلق لسبب ما تشعر ان امر سيئا على وشك الحدوث٢ نقطة
,
, و قد كان عندما استمعت لصوت الباب يُفتح استدارت مسرعه لتتفاجئ بذلك الشخص الذى دلف و اغلق الباب خلفه متقدما باتجاهها و عيناه تشتعل ببريق لم تستطع فهمه لكن ما ادركته جيدا انه ليس ببريق غضب و بالتاكيد ليس شفقه و انما شيئا اخر لو علمت مغزاه داخله حقا لقتلت نفسها٢ نقطة
, تراجعت حتى التصقت بالجدار و هى تطالعه بخوف لم تستطع اخفاؤه هاتفه بحده: انت مين؟ و عاوز ايه؟
,
, نظر اليها من اعلى لاسفل، عبائتها الواسعه التى لا يظهر من اسفلها اى شئ و لا ترسم ملامح جسدها حتى، فقط اشبه بطفله ترتدى عباءه امها المهلهله، رفع عينه لوجهها ليجد برائه لا تحرك بداخله شئيا بالاضافه لحجابها الذى اخفى عنه حتى رؤيه عنقها و خصلاتها، زم شفتيه بخيبه امل فشتان بين من رأها منذ قليل و بين تلك الطفله امامه، و لكنه ابتسم قائلا بنبره خبيثه متلاعبه و غير متزنه: مش مشكله اهو نكشف المتغطى و نعرى المستور!
,
, جحظت عينها و نبضات قلبها تطرق بعنف شديد و هى تبتعد عن مرمى خطواته لتصرخ بخوف مرتعد: انت اتجننت، اخرج بره٢ نقطة
, رفع يده واضعا اياها على اذنه و هو يترنح بضيق و حاله من اللاوعى تسيطر عليه: بصى بقى انا عامل دماغ متكلفه، فخليكِ حلوه كده و انجزى في يومك٢ نقطة
,
, تساقطت دموعها رغما عنها لتصرخ بتوسل: ب**** عليك اخرج، اتقي **** و ابعد عنى، ثم ركضت باتجاه الباب تحاول فتحه و تطرق عليه بقوه صارخه ببكاء فأسرع هو يتمسك بها حتى لا تستطيع فتحه: كوثر، **** يخليكِ ساعدينى، معدش فيه ثقه، انا خايفه ب**** عليك خرجينى٢ نقطة
,
, و في الغرفه المجاوره جلست كوثر على الكرسى و هى تضع يدها على اذنها و صوت جنه لا يخترق اذنها فقط بل قلبها، عقلها و انوثتها، جعلها تفكر بالتراجع و لكن ربما لم يعد هناك وقت، حاولت الابتعاد و منع صوت جنه من الوصول اليها و لكنها لم تكن تدرك ان الصوت ينبع من داخلها، اغلقت عينها و هى تتذكر حياتها، و اول ما جاء بخاطرها، امل و ماجد، كيف كانا، كيف احبا بعضهما، كيف اشعل حبهم الغيره في قلبها، و الحقد في نفسها؟
,
, تعالت صرخات جنه بشكل جعل كوثر تفقد اعصابها تماما لتدخل في نوبه حاده من البكاء و هى تردد بهستريا: انا اسفه، انا اسفه٢ نقطة
,
, اما بالغرفه فأخذت جنه تحاول الفكاك منه و هى تركض يمينا و يسارا و تقذف كل ما يقع تحت يدها بوجهه حتى يبتعد بينما هو يكاد يرى و كلما تقدم خطوه يسقط الاخرى، حتى امسك بها مقيدا حركتها و هى تدافع بكل ما تملك من قوه حتى كادت تنفذ كل محاولتها، جذب حجابها بقوه و دفعها ارضا ليلقى بحجابها جانبا و خصلاتها تنهمر على كتفها و ظهرها، و دون تفكير دفعت بقدمها في وجهه ليسقط ارضا على ظهره صارخا بسباب و هو يلعن تحت انفاسه،.
,
, فنهضت تحاول فتح الباب حتى استطاعت و خرجت راكضه و عندها نهض هو بتثاقل و جسده لا يحمله ليخرج مترنحا وجدها تركض على درج خارجى و لكنه لم يأبه بها فليلته لن تنقضى بهذا الشكل ابدا، نظر للغرفه المجاوره و اندفع بخطوات مستهويه راغبه اليها و دون ان يطرق الباب حتى دلف على غفله و اغلقه مسرعا و هو ينظر لها بعدما انتفضت واقفه بارتباك و قلبها يدق كل اجراس الخطر و الخوف و هى تصيح به يتملكها الرعب: انت، انت بتعمل ايه هنا؟
,
, و كانت الاجابه تبدو بوضوح في عينيه و لكنها ربما لم تستطيع تصديقها٢ نقطة
,
, ازاى تتجرأ تعمل حاجه زى دى؟ احنا فين؟! هو احنا عايشين في الغابه؟ ماشيين بمبدأ البقاء للاقوى!
, صرخ بها اكرم و هو يجوب المكان بتوتر و غضب و حوله العديد من رجال الشرطه بالاضافه لمازن الذى استمع لصوت سياره الشرطه فخرج مسرعا على اثرها، اقترب مازن منه رابتا على كتفه: ان شاء **** هتبقى بخير، حاول تهدى يا اكرم٢ نقطة
,
, ضرب على رأسه بغضب و هو يدور حول نفسه صارخا: اهدى ازاى و انا بقالى ساعتين مش عارف اعمل حاجه؟ اهدى ازاى و انا مش عارف هى فين و حالها ايه؟
, ثم صرخ بصوت جعل الجميع ينتفض من حوله: اهدى ازاى؟
, كان عاصم جالسا على الدرج مستندا برأسه على حرفه، لا ينطق بحرفا واحدا منذ قدوم اكرم و التى تكفلت مها باخباره كل شئ، لا حركه، لا كلمه و لا اى رد فعل صغير حول اى شئ٢ نقطة
,
, لم يستطع احد منهم التحدث معه، لم يستطع احد معرفه ما يجول بخاطره و لكن هو، هو وحده يعرف،
, يعرف الى اى مدى يحترق قلبه لدرجه يعجز عن التعبير عنها،!
, يعرف لاى مدى تهشمت روحه على جدار عجزه لكن كانت هى النتيجه و هى الضحيه،!
, يعرف لاى مدى هو عاجز، ضعيف، خائف بل يكاد يموت رعبا.!
,
, يشعر ان انفاسه سُرقت، لا هواء حوله، هو يختنق، لم يكن بحياته بحاجه لنور عينيه بقدر هذا اليوم، لا ليثبت قوه او يدافع عن غرور او كبرياء بل لينقذها و بعدها لا فارق فلتذهب روحه، ليستطيع معرفه طريق الوقوف امامها لتلقى اى سهم عنها و لتذهق روحه بعدها٢ نقطة
, اى كلام قد يعبر عما يشعر به!، اى وصف هذا الذى يستطيع ان يصف ماذا تحكى انفاسه عن الوجع حد الموت!،.
,
, صرخاتها لا تفارق اذنيه و تمسكها به ما زال يشعر به، اى حب هذا الذى بحث عنه، و **** لو منحوه كل نساء العالم و عرضوا عليه كل حبهم ما يكفيه سوى وجودها، حتى و ان كرهته، تحمل من الالام ما يفوق قدره تحمل الكثير و لكنه لا يستطيع تحمل خذلانه لها، لا يستطيع تحمل انها قدمت نفسها مقابل حياته، لا يستطيع تحمل ان يكون نقطه ضعفها، لا يستطيع٢ نقطة
,
, اعلق عينه و ما زال على حاله كما هو ساكنا فنظر اليه مازن ثم نظر لاكرم هامسا محاولا تهدأته: ارجوك يا اكرم، انت شايف عاصم، ارجوك لازم تهدى.
, اقترب ظابط الشرطه من اكرم و هو يقول عبر سماعه بلوتوث في اذنه برسميه: تمام اتحركوا على المكان بسرعه و لو في جديد عرفنى.!
,
, ثم نظر لاكرم قائلا برسميه: في اتصال وصل للقسم من سكان عماره بيشتكوا ان في صوت صريخ و تكسير في بيت مهجور وراهم، و في قوات اتحركت على هناك، طبعا مش مؤكد انهم اللى مطلوبين بس كمان ممكن يكونوا هما.
, غطى اكرم وجهه بيديه هامسا بقلب يبكى: يارب، مليش غيرك، يارب احميها، يارب٢ نقطة
, اقترب أكرم من عاصم و بيده كوب ماء و انحنى امامه مقرفصا دافعا بالكوب ليده فأمسكه قائلا بنبره لينه: هترجع يا عاصم، جنه هترجع٢ نقطة
,
, ترك عاصم الكوب من يده ليسقط على الدرج و همس لاول مره منذ ساعتان تقريبا بنبره تحمل من وجع روحه اضعاف مضاعفه: هترجع كويسه؟
, ثم رفع يده القابضه على شيئا ما و بسطها قائلا بصوت خفيض و بحه جريحه: انا مدين لها باعتذار يا اكرم، مدين لها بكتير قوى.!
, وضع اكرم يده على ركبتيه رابتا عليها بمؤازره: مش هيحصلها حاجه يا عاصم.
,
, اردف عاصم كأنه لم يسمعه: انا مش عاوزها ترجع علشانى، انا عاوزاها ترجع علشانها، جنه محتجانى و انا مش عارف ابقى جنبها، انا متأكد انها محتاجه حضنى دلوقتى، محتجانى و انا٣ نقطة
, و لم يكمل و كما تحدث صمت و عاد مستندا برأسه على حرف سور الدرج و لكن لم يغفل اكرم عن تلك الدموع التى تساقطت على جانب وجهه لتتشربها شفتيه باستسلام حارق٢ نقطة, خارج القائمة
 
الفصل الأربعون


احذر ان تؤذى روحا لا تستطيع دفع الاذى عن نفسها الا بأنين لا يسمعه الا ****
, انت اتجننت، انت بتعمل ايه؟
, صرخت بها كوثر و هى تبتعد عنه و لكن يده كانت اسرع في الوصول اليها حتى تمكن منها وطاقه صبره تُستنزف فدفع بها ارضا لتعافر هى و لكنه انهى تلك المحاولات و امسك رأسها دافعا اياه للارض بقوه عده مرات متتاليه حتى تخدر جسدها تماما و كانت تلك فرصته ليستولى عليها٢ نقطة
,
, ركضت جنه على الدرج مسرعه حتى وصلت للباب الخارجى و قبل ان تخرج وصلها صراخ كوثر الحاد فتجمدت مكانها و رفعت عينها لذلك الباب الذى هربت منه للتو، ظلت مكانها تتطالع الباب بخوف غير مدركه ماذا تفعل؟ صوت بداخلها اخبرها الا تهرب، و صوت اخر اخبرها ان تصعد مسرعه لتساعدها اى كان ما يحدث، و صوت ثالث كان نداء علقها بالهروب و الابتعاد بأقصى ما تملك عن هذا المكان.
,
, اختفى صوت الصراخ فتجمدت الدماء في عروقها و لم تستطع تجنب قلبها فصعدت الدرج مجددا بخطوات بطيئه و هى تدعو **** بداخلها الا يحدث سوء ما، دلفت للمكان و قلبها ينتفض خوفا لتُفاجئ بذلك الرجل يخرج من الغرفه وبيده كيس ابيض صغير يحتوى على مسحوق ابيض يفرغه بسرعه كبيره على يده ليستنشقه بنهم و هى متجمده مكانها تماما لدرجه منعتها حتى من الهرب من امامه و هى تتطالع ملابسه الملطخه بالدماء الذى لا تدرى مصدرها، و فجأه وجدته يتشنج تماما و يضع يده على رأسه تبعها بسقوطه ارضا دون حركه، شهقت بفزع و هى ترتد خطوه للخلف تبعتها بركضها لتلك الغرفه لتصرخ بذعر و هى ترى كوثر مضرحه بدمائها المنسابه اسفل رأسها و ملابسها الممزقه و انفاسها التى تكاد تختفى٢ نقطة
,
, تساقطت دموعها و هى تقترب منها مسرعه لتسقط بجوارها لتهتف بفزع: كوثر، ردى عليا، كوثر٢ نقطة!
,
, همهمت كوثر ببطء و هى تفتح عينها التى خلت تدريجيا من الحياه لتهمس بخفوت شديد و صوتها بالكاد يخرج: صدقينى يا جنه مستحقش، مستحقش ان راجل يبعد عنى بعد ما حبيته و اتعلقت بيه و انا في ايدى بنتين و مفيش حد جنبى غيره و السبب انه حب زميلته في الشغل و اتجوزها و بدون حتى ما يفكر طلقنى، اتنقلت لبلد تانيه و عيشت لوحدى اربى بناتى و دا يتكلم و دا يتكلم و مفيش مخلوق متكلمش في شرفى و اخلاقى و سبب طلاقى، و مع ذلك استحملت و حاولت اعيش، لحد ما اهلك اتنقلوا قصادى٢ نقطة!
,
, قُطع صوتها و عينها تغرق بدموعها و تلهث لتأخذ انفاسها و جنه امامها لا تفعل شئ سوى انها تبكى خوفا، ذعرا و ايضا حزنا حتى اردفت كوثر: كنت بشوف ازاى ماجد بيعامل امل و ازاى بيخاف عليها، كنت بحسدها و بغير منها و كان نفسى اعيش اللى هى عاشته، اُعجبت بماجد بس كنت عارفه انه لا يمكن هيكون ليا، بس اتمنيت لحد ما **** استجاب ليا و امل جت و عرضت عليا نتجوز، مكنتش مصدقه نفسى و اتصرفت بأنانيه و طلبت منه يطلقها، بس هو رفض و هددنى و املى عليا شروطه و هى انه عاوزنى مجرد خدامه له و لولاده٢ نقطة
,
, صمتت تتنفس بصعوبه و صدرها يعلو و يهبط بعنف حاولت جنه ايقافها قائله و بكائها يزداد: قوليلى اتصرف ازاى انا لازم اطلب الاسعاف انتِ٢ نقطة
, ابتسمت كوثر ان كانت تعتبر كذلك و همست بصوت مبحوح: وافقت علشان ابقى جنبه و قولت يمكن مع الايام يحبنى، بس محصلش، علشان كده كرهتك لانى كنت حاسه انى بيكِ بحارب شبح امل، كانت حاسه انها دايما وسطنا، حاولت اكسر حقدى ليها بيكِ، لحد ما ماجد مات٢ نقطة
,
, تساقطت الدموع من جانب عينها و همست باخر كلماتها: انا مابحبكيش، معرفتش احبك، بس كرهك خسرنى كتير يا جنه٢ نقطة
, و اغلقت عينها معلنه النهايه، ان **** يمهل و لا يهمل ٢ نقطة
, انهارت جنه تماما و لم تستطع بأى شكل كان تمالك اعصابها، فنهضت بعدم ثبات ثم اخذت تركض بسرعه للخارج و بمجرد ان فتحت الباب كانت سياره الشرطه امامها فهبط الظابط مسرعا و بيده صوره لها و اقترب منها قائلا: مدام جنه انتِ ك٣ نقطة
,
, و قبل ان يكمل كلمته سقطت جنه مغشيا عليها فحملها مسرعا و باقى الفريق صعد للاعلى ليتمم التحفظ على كل الادله٢ نقطة
, لا تحفر قبرا بيديك فربما لا يسكنه من حُفر له بل من حَفر.
,
, فتحت عينها ببطء لتغلقها مسرعه و الضوء يعاكسها حتى اعتادت عليه و بمجرد ان فتحت عينها وجدت اكرم امامها اقترب منها مسرعا محتضنا اياها: الحمد لله يارب، الحمد لله، ، ابعدها عنه محاوطا وجهها بيده هاتفا بلهفه: انتِ كويسه؟
, نظرت اليه قليلا ثم همست و دموعها تغزو عينها: هى ماتت يا اكرم؟
, نظر ارضا يحاول تمالك غضبه و لكنه لم يستطع فرفع رأسه هاتفا بحده لم يقصدها: خرجت من حياتنا و حياتها و ريحت الكل٢ نقطة
,
, تساقطت دموعها و غمغمت بشرود مؤلم: ماتت قدامى يا اكرم، اخر كلمه قالتها انها بتكرهنى، هى، ،
, احتضنها اكرم مانعا اياها من الاسترساال و همس محاولا بثها الطمأنينه: اهدى يا حبيبتى كل حاجه هتبقى تمام، كابوس و انتهى، انسى.
, سكنت قليلا بين ذراعيه ثم ابتعدت عنه و نظرت اليه و عينها تفضح عن سؤالا عجزت شفتاها عن نطقه فقال هو مبتسما: يالا على البيت في ناس كتير مستنيه تطمن عليكِ.
,
, غمغمت بخجل و قلبها يهفو للاجابه: عاصم عامل ايه؟
, اخذ نفس عميق و ساعدها على النهوض و خرجا سويا و هو يجيبها: ان قولت بخير ابقى كداب، ثم خرجا عائدين للمنزل و الذى ينتظرهم به الجميع٢ نقطة
, دلفت حنين للمطبخ و احضرت مشروب لهم بالخارج فدلف مازن اليها متمتما و هو يستند على الطاوله الرخاميه بظهره واضعا يديه بجيب بنطاله: اكرم كلمنى، جايين في الطريق٢ نقطة
,
, وضعت حنين الصينيه بيدها و تمتمت هى الاخرى بقلق: مش عارفه ليه مش مرتاحه لعاصم، حاسه انه هيفاجأنا كلنا ب رد فعل محدش اتوقعه خصوصا بعد سكوته ده٢ نقطة!
, نظر اليها مازن متسائلا يفهم: ليه بتقولى كده؟
,
, تنهدت بحزن و هى تجيبه و من يفهم ذلك الارعن سواها: عاصم باللى حصل ده اتواجه اسوء مواجهه بضعفه و عاصم متعودش على كده، كلنا شوفنا انكساره و دا حاجه خارج الطبيعى عند عاصم، سكوته مش من فراغ، انا متأكده انه بيفكر في تصرف، قرار او هيعمل ايه لما جنه ترجع؟ و رد فعله هيبقى كبير، كبير قوى٢ نقطة
,
, غمغم مازن بشبح ابتسامه و هو يتذكر عاصم القديم الذى كان يشبه الانسان الالى المدرب على الغضب في كل اوقاته: اللى يشوف عاصم زمان ميعرفوش دلوقتى، فعلا الحب بيعمل كتير٢ نقطة
,
, ابتسمت حنين متذكره ثم تنهدت و خرجت، جلست بجوار عاصم لتقترب منهم مها و نظرت كلا منهما للاخرى و هى ترى الخوف، الضعف و التشتت يختفى عن وجهه تماما و تتبدل ملامحه لاخرى ساكنه و لكنها حاده الى حد كتير مع انحناء شفيته بشكل غاضب و قبضه يديه تزداد، وضعت حنين يدها على يده فارتجفت لحظه قبل ان تهمس هى باسمه ببطء: عاصم٢ نقطة
,
, لم يجيبها و لكنه رفع يده الاخرى ضاغطا على يدها عده مرات متتاليه كأنه يطمأنها فادركت ان التحدث الان لا طائل له فجلست بجواره صامته تدعو **** ان يخيب احساسها، انتبهت كل حواسه عندما استمع لصوت احتكاك سياره اكرم بالارض فضم قبضته بشكل اكبر و هو ينهض واقفا ببطء٣ نقطة
,
, دلفت جنه مع اكرم للمنزل لتجد حنين و مها ينتظروها بابتسامه و مازن يقف في نهايه الصاله و عاصم يقف امام الدرج مباشره و بدون تفكير انطلقت راكضه باتجاهه لتلقى بنفسها بين ذراعيه حتى كاد يسقط و لكنه استطاع التماسك متوقعا منها فعلا كهذا، كانت يداه متجمده بجواره و لكن اغلاقه لعينه مستندا على كتفها اخبرها انه احترق خوفا، شددت من قبضه يدها حوله و دموعها تنساب لتُغرق ملابسه، ثوانى مرت و هو متجمد بلا الا فعل حتى تنهد بصوت عالى و رفع يديه محاوطا اياها بكل ما يملك من قوه كأنه يغرسها بداخله و هو بالفعل يفعل٢ نقطة
,
, اضطربت انفاسه قليلا ما بين اطمئنان بعد قلق، و امان بعد خوف، ظلا هكذا دون كلمه حتى همست هى بخفوت: ماتت يا عاصم٢ نقطة
, ابتسم بسخريه و هو يتمتم بنبره اكثر غضبا من اى مره سبقت، وصدره يتشنج بشكل جعلها هى حتى تخاف و هو يهمس بتوعد كان ينويه و لم يكن ليرحمها احد منه لولا اراده ****: **** رحمها.
, رفع يده محاوطا وجهها ليتسائل بهدوء ينافى تماما شعور الاحتراق خلف ضلوعه: انتِ كويسه؟
,
, اومأت برأسها بين يديه و تمتمت بشرود: عمرى ما تخيلت انى اعيش حاجه زى كده، كنت حاسه انى في كابوس و مش عارفه اصحى منه، كل حاجه كانت غريبه٢ نقطة
, صمتت ثوانى ثم همست هى بتسائل تدرى انه لا يملك اجابه له: انت عامل ايه؟
, طبع قبله على جبينها و غمغم رافعا جانب فمه بسخريه: تتوقعى ابقى عامل ازاى!
,
, ثم اخفض يديه عن وجهها و رفع رأسه للاعلى قليلا ثم اخفضها طابعا قبله اخرى على جبينها هاتفا بجديه: بعد كل اللى حصل، و اللى تقريبا كنت انا السبب فيه، معنديش غير كلمه واحده هقولها و بدون ما ابررها حتى.
, شعرت بلهجه غريبه بصوته، لهجه جعلتها تنظر اليه بخوف و للاسف محقق، قلبها اخبرها انه لن يقول ما تستسيغه، سيقول شيئا جديدا مخالفا لما تتوقعه و سيؤلمها، يبدو انه سيؤلمها٢ نقطة
,
, ازدردت ريقها ببطء و هى تنظر لوجهه مترقبه ما سيقول و عندما طال صمته همست بهدوء ينافى دقات قلبها المشتعله: تقصد ايه؟
,
, شدد اكرم قبضته بغضب فعاصم اخبره بما ينوى فعله، لا يستطيع منعه و لكن ايضا لا يستطيع ان يسمح له بان يتلاعب بها هكذا، محق هو من اتجاه و مخطئ من اتجاه اخر، و لكن عقب كل ما حدث اليوم لا يصح ابدا ما ينوى عاصم فعله حتى و ان اصر، اقترب اكرم من جنه ليُمسك بيدها جاذبا اياها قائلا باشاره منه لعاصم بأن يصبر: ارتاحى شويه الاول و بعدين تتكلموا٢ نقطة
,
, كادت جنه تتحرك اثر جذب اكرم لها و لكن عاصم امسك بيدها الاخرى ليصيح بقوه مخبرا اياه انه لن ينتظر، لن يصبر يوم اخر بل لن يفعل دقيقه اخرى: انت عارف انى مش هصبر يا اكرم؟
,
, اغلق اكرم عينه زافرا بقوه جعلت جنه تُدرك ان ما ينويه عاصم اكرم على علم به و لكن مها و حنين و مازن كانت نظراتهم متعجبه متسائله و ايضا قلقه، تحدث اكرم بهدوء يحاول اثناء عاصم: عاصم جنه محتاجه ترتاح و تهدى، و قرار زى ده مينفعش تاخده لوحدك٢ نقطة
, ابتسم عاصم بسخريه و ملامح وجهه تزداد ثلجيه و همس باستنكار: و دى المشكله ان جنه مش بتشاركنى قراراتى.!
,
, هنا اعتدلت جنه جاذبه يدها من بين ايديهما لتقوم بحده و باتت تكره ان تكون لعبه: ممكن افهم انتم بتتكلموا على ايه؟، ثم نظرت لعاصم هاتفه: في ايه يا عاصم؟
,
, مسح جانب فمه بيده و لاول مره يشكر **** على انه لا يستطيع رؤيه ابريقها العسلى الان و خاصه بعد ان تنطلق منه نهايه الخط، نهايه هذا الواقع الذى قيده بها، نهايه جوله بدأت بدون رغبتها و هو مدرك تماما انها تنتهى الان بدون رغبتها ايضا، و لكن حان الوقت لوضع نهايه لهذا الضعف لانه لم يعد يجدى نفعا و لن يجدى يوما، امسك يديها الاثنتين ليهتف بجديه تامه و نبره ثابته: انتِ طالق٢ نقطة
,
, فما نفعه كل هذا العناق؟ و نحن انتهينا،
, و كل الحكايا التى قد حكينا، نفاق، نفاق
, ان قبلاتك البارده على عنقى لا تُطاق٢ نقطة
, نزار قبانى
, طرق معتز الباب ثم ادار المفتاح به ليفتحه ثم دلف مغلقا اياه خلفه و تقدم منها و هى تجلس على الفراش و جلس امامها واضعا الطعام و قال بمرح غير آبه بمدى ثورانها لما يفعله معها: اكيد جعتِ؟
,
, رفعت هبه رأسها التى كانت تضعها على ركبتيها و نظرت اليه بغضب لم يعد يرى غيره بعينها التى اختفى عشقه منها نهائيا، ثم اشاحت بوجهها عنه دون ان تجيب٢ نقطة
, اقترب منها و وضع يده على وجهها فابتعدت بوجهها عنه لتنهض صارخه بغضب: انت واخد بالك انك حابسنى هنا بقالى ايام، انت فاكر انك بكده هتخلينى انسى او اسامح٢ نقطة
,
, نهض معتز هو الاخر هاتفا بهدوء يُحسد عليه: انسى فكره انك تخرجى من حياتى، او تخرجينى من حياتك، انا مش هسمحلك بكده يا هبه مهما حاولتِ.
, هتفت بحده و هى تشيح بيدها في وجهه: افهم انا مش عاوزاك، خلاص مش طايقه وجودك في حياتى٢ نقطة
, اقترب منها ممسكا يدها لتحاول جذبها بقوه و لكنه امسكها بقوه اكبر هامسا: قلبك سامحنى، يبقى عقلك محتاج وقت بس و هيسامح، انا مش هقدر اخسرك يا هبه و مش هجازف حتى بمجرد تفكير٢ نقطة
,
, جذبت نفسها بقوه صارخه باستنكار: معتز افهم انا مش هقدر اثق فيك تانى، مش هقدر أءتمنك على نفسى، مش هقدر اعيش معاك بعد كل اللى حصل، انت بجد انتهيت من حياتى٢ نقطة
, همس بلامبالاه و هو يعطيها ظهره ليجلس على الفراش: بس انتِ لا يمكن تنتهى من حياتى٢ نقطة
, ضربت بقدمها الارض لتصيح بجنون: انا بقيت بكرهك ليه مش عاوز تفهم بقيت بكره٣ نقطة
,
, قاطعها واقفا محتجزا اياها من كتفيها صارخا بغضب مماثل: انا مش هسمح ليكِ يا هبه، مش هسمح ليكِ تكسرى قلبك و قلبى، مش هسمح ليكِ تبعدى عنى غصب عنى و عنك٢ نقطة
, تركها لتهتف هى بذهول: يعنى ايه؟! يعنى هتفضل حابسنى كده يا معتز؟ واخد تليفونى و قافل عليا الباب كأنى طفله صغيره، حتى اتصالات اهلى بترد انت و مانعها عنى.
,
, ثم عقدت حاجبيها هاتفه بثقتها مستنكره: انت فاكر انك كده هتخلينى استسلم و انسى و كأن شيئا لم يكن؟ فاكر كده انك هتضغط عليا فانا هتراجع عن قرارى؟
, اقتربت عده خطوات منه حتى وقفت امامه مباشره لتلمع عينها ببريق تحدى و هى تصرح بعنف واثق: غلطان، مش هبه يا معتز، مش هبه اللى هتقدر تضغط عليها٢ نقطة
,
, جذبها اليه محاوطا خصرها بيده متوقعا ارتباكها و ربما استسلامها لدفء حضنه الذى طالما اخبرته انه يحتويها بحنان لن تجد مثيل له و لكنها حتى في هذا حطمت توقعه عندما نظرت اليه بثباتها و عيناها مازالت على تماسكها المتحدى، مال بوجهه عليها اكثر لربما يُضعفها ليستطيع حتى التعبير عن مكنونات قلبه المحترق لها في هدوء افضل من تلك العاصفه و لكنها ايضا على وضعها بل و بدلا من ان تستند بيديها على كتفيه عقدت ساعديها امام صدرها بينها و بينه ناظره له ببرود جديد عليها، نظر لعينها قليلا ثم انخفضت عيناه لشفتيها هامسا بعاطفه حقا تشملها: سامحينى يا هبه، و **** العظيم بحبك، بحبك بس انا اتصرفت غلط، معقول مفيش لحظه بينا تساعدك تسامحينى٢ نقطة
,
, حركت شفتيها لتتحدث و لكنه اسكتها بشفتيه متملكا اياها للحظات معدوده و هى متجمده بين ذراعيه دون حركه حتى ابتعد عنها و نظر لوجهها لربما يرى اشتياق او خيط عشق رفيع و لكنه صُددمم عندما وجدها تتطالعه باشمئزاز و رفعت يدها لتدفعه عنها هاتفه بنفور: ها، اخدت اللى انت عاوزه٢ نقطة!؟
, تحركت للفراش و جلست عليه و قالت بلا مبالاه: اخرج بقى عاوزه افضل لوحدى٢ نقطة
,
, ظل يطالعها باندهاش تام جعل عقله يُشتت تماما، مع شعوره بألم معدته يزداد سوءا فهو لم يهتم بعلاجه او نصائح الطبيب طوال الفتره الماضيه و التى ادت لتدميره ألما، , و قبل ان تشعر هى بشئ تحرك هو للخارج و لكنها اوقفته صارخه باقتناع: و انا موافقه يا معتز٢ نقطة
, توقف محله اخذا انفاسه بصعوبه و جبينه يتصبب عرقا و همس بإعياء: على ايه؟
,
, عقدت حاجبيها بتعجب من هدوءه المفاجئ و وقفت خلفه تخبره قرارها: انت شايف ان وجودى جنبك هيخلينى اسامحك، ماشى انا هفضل يا معتز، بس هرجع شغلى و هعيش حياتى من غير الحبسه دى و نشوف هقدر و لا لا؟
, استدار لها وعندما رأت وجهه جزعت و قلبها الاحمق و الذى مهما حاولت قتله يعصى امرها: مالك يا معتز؟ انت كويس!
, ابتسم باشراقه و هو يرى القلق يتجسد بعينها و غمز بشغب: ليه؟ قلقانه عليا و لا حاجه؟
,
, نظرت له قليلا و ادركت انه يتعمد هذا لكى يقلقها فحركت فمها بلامبالاه و تحركت باتجاه الفراش مجددا فقال بنبره آمره: كلى علشان علاجك، و وقت ما تحسى انك كويسه تقدرى تنزلى الشغل، و تليفونك في درج الكمودينو جنبك ان مأخدتوش كل الموضوع قفلته، و اهلك لما كلمونى عرفتهم اللى بينا و قولتلهم ان في مشكله و بنحاول نحلها و كلمت محمود كمان اينعم اتفاجأت بهدوءه اللى انا شاكك ان وراه حاجه بس فهمته اللى حصل و هو وافقنى في قرارى، انا مش حابسك يا هبه، انا بس بحاول اضمن انك تبقى معايا، علشان انا مش هقدر اخسرك٢ نقطة
,
, و بدون كلمه اخرى خرج من الغرفه و بمجرد ان اغلق الباب ضغط اسنانه بألم مفرط و يديه تعتصر معدته بقوه و عيناه تغيم من شده الوجع حتى سقط امام باب غرفتها ارضا، نظرت هى للباب و بدأ جليد قلبها يتصدع و بدأت دموعها بالهبوط متمتمه: نفسى اسامحك بس وجعى مش مسامح يا معتز غصب عنى٣ نقطة
,
, اتجهت للفراش و اخرجت ادويتها و حاولت تمالك نفسها لتأكل و بعدها تناولت دوائها، نهضت حامله صينيه الطعام لتذهب بها للمطبخ و بمجرد ان فتحت الباب وجدته جالسا ارضا يستند على الجدار و يبدو الوجع على وجهه فوضعت الصينيه من يدها على الطاوله داخل الغرفه و ركضت اليه صارخه و هى ترتكز بركبتيها ارضا: معتز، معتز انت كويس؟
,
, فتح عينه بهدوء لترى احمرار عينيه و ضعفها لتضع يدها على ظهرها و رفعت يده لتضعها على عنقها لتقول و هى تساعده على النهوض: قوم معايا٢ نقطة
, نهض مستندا عليها فأدخلته الغرفه و اجلسته على الفراش تتحرك بتوتر تسأله: ادويتك فين؟
, اشار بعينه بتعب على الكومود: في مكانها٢ نقطة
, نظرت اليه بدهشه و صاحت بغضب و هى تركض لتحضرها: انت طول الفتره دى مبتاخدش علاجك؟
,
, احضرتها و اسرعت باعطائه اياها و هتفت به بحده و هى تجلس بجواره: هتفضل لحد امتى مستهتر كده؟
, نظر بعمق عينها هامسا بارهاق: طول ما انتِ بعيده عنى٢ نقطة
, اغلقت عينها و زفرت بلوم و نهضت لتخرج و لكنه امسك يدها و جذبها لتجلس و اعتدل نائما على فخذها ليسحب يديها و يضمهما معا على صدره: خليكِ هنا٢ نقطة
,
, اخذت نفسا عميقا ثم سحبت يدها و وضعتها تحت رأسه لترفعها و وضعتها على الفراش و نهضت و ما عاد بها قدره لتحمل حتى ضعفها بحبه فحتى هذا قد استنفز طاقتها فيه: مش هبقى موجوده دائما يا معتز، الفله دبلت٢ نقطة
, و تركته و خرجت فتابعها هو بعينه و همس مأكدا لنفسه و قلبه الخائف قبلها: هرويها تانى يا هبه، هستعيد فلتى، اكيد.
,
, تقدمت حنين من حياه الجالسه على الارض و امامها طاوله صغيره عليها عده اوراق تعمل بها فابتسمت و جلست بجوارها هاتفه بمزاح: امممممم حياه هانم المشغوله دائما٢ نقطة
, ابتسمت حياه و مازالت تدفن وجهها بين الاوراق فأردفت حنين بعتاب: مش واخده بالك انك طول اليوم على الحال ده، احنا تقريبا بنتكلم معاكِ بميعاد٢ نقطة
, تركت حياه الاوراق و نظرت لحنين ضاحكه: ايه ده؟ نواره بيتنا زعلانه منى و لا ايه؟
,
, اومأت حنين بطفوليه تمرح فضحكت حياه مجددا و هتفت بأسف: متزعليش منى، بس انا لازم اخلص الموضوع ده علشان المسابقه قربت و انا لازم استعد لها كويس جدا٢ نقطة
, ابتمست حنين رابته على رأسها بحنان و هى تقول بثقه: انا متأكده انك هتنجحى، انا واثقه فيكِ٢ نقطة
,
, ابتسمت حياه بامتنان وعادت لاوراقها مجددا فنهضت حنين و دلفت للمطبخ لتعد السفره لتناول الغذاء فمازن على وشك الوصول و قد حان وقت الوجبه الثانيه فهى تحرص كل الحرص على اوقات وجباته و دواء الضغط حتى لا يحدث مالا تُحمد عواقبه، لكنها تفاجأت بالمطبخ فارغا، نظرت على الموقد الذى لابد ان يحمل عده طواجن من الطعام فاليوم كان يوم حياه في الطبخ و لكنها لم تجد شيئا، عقدت حاجبيها استغرابا و اتجهت للخارج وقفت امام حياه متسائله بدهشه: حياه، انتِ طبختِ النهارده؟
,
, رفعت حياه عينها ثم اخفضتها مسرعه و هى منهمكه في عملها لتجيب باختصار: لأ، معلش يا حنين هسيب الموضوع عليكِ النهارده، انا مش فاضيه٢ نقطة
, ابتسمت حنين بتعجب و تمتمت باستنكار: مفيش مشكله بس مقولتيش من بدرى ليه؟ البشمهندس على وشك الوصول و الاكل هياخذ وقت.
, اجابتها حياه و عينها بين اوراقها و خرجت نبرتها لامباليه او هكذا ظنت حنين: مش هيحصل حاجه ان اتأخرنا شويه، انا نسيت اقولك خالص و ****.
,
, انخفضت حنين امامها و امسكت يدها عن الاوراق و رفعت رأسها اليها هاتفه بحده نسبيه: العلاج و التعب مينفعش معاهم مش هيحصل حاجه يا حياه، بتحبى الشغل و فهمنا لكن توصل لاهمال، اظن ده مش صح، و خصوصا لو الموضوع صحه جوزك.
, نظرت اليها حياه بتعجب ثم ابعدت يدها هامسه بتسائل ساخر تقصده تماما: مهو جوزك انتِ كمان مش هيحصل حاجه ان اهتميتِ بيه انتِ٢ نقطة!
,
, اتسعت عين حنين بضيق و هى تنهض صائحه باندفاع و انفعال لم تكن تعرفهم من قبل: حياااه، ياريت تلاحظى كلامك، انتِ عارفه كويس العلاقه بينى و بين البشمهندس ازاى؟
, زفرت حياه ثم هتفت بهدوء و قج ادركت ان حنين لا يفيد معها هذا: خلاص يا حنين مش هتتكرر تانى، بس ممكن اطلب منك طلب؟
,
, نظرت اليها حنين بتسائل و ما زالت ملامحها غاضبه فأردفت حياه بترجى: بما انك دكتوره ممكن اعتمد عليكِ في الاهتمام بمازن علشان انا بجد مشغوله الفتره دى جامد، على الاقل لحد ما ماما نهال ترجع بالسلامه ممكن؟
, عقدت حنين حاجبيها بصدمه و نظرت لحياه بتشتت ثم عبست و نهت الحوار: ماشى يا حياه، زى ما تحبى٢ نقطة
,
, ابتسمت حياه بامتنان و عادت لاوراقها و حنين تراقبها بتعجب و عندما استدارت فوجئت بمازن خلفها فتلعثمت قليلا فابتسم ملقيا السلام بمرحه المعتاد: السلام عليكم يا اهل الدار٢ نقطة
, تنفست الصعداء شاكره **** انه لم يستمع لحوارهم المهاجم و تمتمت بابتسامه: و عليكم السلام، حمد لله على السلامه٢ نقطة
, اومأ برأسه مجيبا و هو يتقدم ليجلس بجوار حياه يضرب رأسها من الخلف ببعض العنف: **** يسلمك، ست هانم المشغوله٢ نقطة
,
, رفعت حياه رأسها بغيظ تبعد يده عنها تجيبه بضحكه: تصدق حنين لسه مسمعانى نفس الكلمه دى، ابتسم ناظرا لحنين ثم عاد بنظره لحياه متسائلا باهتمام: ها ايه الاخبار؟، الدنيا الجديده دى عامله معكِ ايه؟
, ضحكت باشراقه و عينها تلمع بسعاده و اشارت على الاوراق تصيح بفرحه طفوليه تُشبه كثيرا فرحه *** صغير بلعبه جديده: تمام جدا جدا جدا، و انا فرحانه جدا كمان٢ نقطة
,
, ابتسم متمتما باعجاب بها و بحماسها: ممتاز، واضح كده انك هتنجحى و لا ايه؟
, نظرت حنين اليهم و الى الابتسامه التى ارتسمت على وجه كلاهما بحوارهم هذا فابتسمت هى الاخرى متذكره مؤازره فارس لها دائما هكذا و لكنه كان يكره عملها بشده فكم من مره تشاجرا على هذا الامر، فهو لا يرغب بامرأته و خاصه حنين ان تعمل٢ نقطة
,
, اتسعت ابتسامتها و تحركت باتجاه المطبخ تاركه اياهم سويا لتعد الطعام سريعا فلا يجوز تاخره عن ميعاد الدواء و الطعام اكثر من هذا، بعد مرور بعض الوقت حملت الطعام و وضعته على المائده و اتجهت لحياه قائله بقلق لاجلها فارهاقها كل عذا القدر ليس بأمر جيد: الاكل جاهز ممكن تاخدى استراحه و نقعد ناكل سوا٢ نقطة
,
, اشارت حياه بيدها نافيه بانشغال و لم تنتبه لقلق حنين في نبرتها او نظراتها: كلى انتِ و مازن انا هاكل بعد شويه٢ نقطة
, حاولت حنين تمالك نفسها فهى تكره كثيرا هذا الاهمال فهمست بهدوء ينافى رغبتها بالصراخ بها الان: خلاص انا هستناكِ ناكل سوا، بس البشمهندس لازم ياكل دلوقتى٢ نقطة
, اجابت حياه باختصار: مفيش مشكله٢ نقطة
,
, شددت حنين قبضتها فهى ترى امامها مدمنه عمل مثلما كان اخيها تماما و هى الان غاضبه مثلما كاانت تغضب على اخيها دائما، اعدت صينيه بالطعام و اتجهت لحياه مجددا متسائله: هو فين؟
, اجابتها حياه مسرعه: دخل مغاره على بابا بتاعته دى، نادى عليه بلاش تدخلى لانه بيتضايق٢ نقطة
, لم تنتبه حنين للكلمه و لكن شغل تفكيرها الغضب و هى تهمس متوعده: شغل تانى؟
,
, فتحت الباب بهدوء و دلفت لتجده جالسا بشرود بالغرفه الخارجيه لا بغرفه المكتب ممسكا بلوحه الالوان و بيده الاخرى فرشاه و لا يفعل شيئا سوى انه يبللها و يعبث بلوحه امامه، حمحمت و لكن يبدو انه لم ينتبه فوضعت الطعام عن يدها على الطاوله و اقتربت منه و حمحمت بصوت اعلى فانتفض انتفاضه بسيطه مستديرا لها فهتفت بابتسامه تعتذر بعينها عن افزاعه: الاكل.
,
, نظر على الطاوله ثم عاد ببصره اليها متمتما بشكر: متشكر جدا، تعبتِ نفسك.
, نفت بابتسامه و لم تقاوم فضولها فتسائلت و هى تشير على اللوحه المبعثره و لا تحمل رسما واضحا: المفروض تنتهى بشكل ايه؟
, ابتسم بسخريه ناظرا للوحته و بدأ يعبث بالفرشاه مجددا مغمغما بغموض: في بعض اللوحات بتفضل بدون نهايه، او بتنتهى بعشوائيه بحيث انك متبقيش فاهمه هى ايه بالظبط٢ نقطة
,
, عقدت حاجبيها مبتسمه بتعجب و هى تتطالع الشرود على وجهه فهمس مردفا: زى حياه بعض الناس كده، مبعثره و عشوائيه و ملهاش معنى٢ نقطة
,
, نظرت حنين للوحته قليلا ثم امسكت لوحه الالوان من يده و الفرشاه من يده الاخرى و اخذت تنظر لها من عده اتجاهات ثم بللت الفرشاه بلون اخر غير الذى استخدمه هو و بدأت بايصال عده خطوط معا و اضافت عده خطوط اخرى باندماج و تركيز بينما هو ينظر اليها و يتابع حركه عينها و ابتسامتها حتى انتهت و نظرت اليه مشيره الى اللوحه تضيف بثقه: اكيد هيبقى ليها معنى، و يمكن البعثره تبقى سبب التجمع، و يمكن العشوائيه تبقى اساس الترتيب٢ نقطة
,
, نظر لها و لتفائلها قليلا ثم نظر للوحته ليجدها اكملتها و اصبحت على شكل منزل صغير اشبه بالكوخ يضم حوله عده اعشاب عشوائيه، تمتمت بابتسامه و هى تنظر اليها هى الاخرى: لو تاخد بالك انا معملتش حاجه غير شويه خطوط بس لكن الاساس هى البعثره بتاعتك٢ نقطة
, اتسعت شفتيه عن ابتسامه بل و تحولت لضحكه و هو ينظر للوحه بفرحه لا يدرى مصدرها هاتفا بحماس: انتِ كملتِ اللوحه، انتِ اديتيها معنى٢ نقطة!
,
, رفعت يديها الاثنتان باستسلام و هتفت كأنها تُبرأ نفسها من ذنب ما: هى كان ليها معنى من الاول انا بس ساعدت.
, تركت الالوان و الفرشاه و اشارت على الطعام ببعض الجديه و الحده: ممكن بقى تاكل علشان العلاج و علشان المفروض نقيس الضغط النهارده.
, اوما برأسه و تذكر امر ما فعاد يسألها باهتمام: كلمتِ عاصم؟ من يوم الحوار اللى فات ده و انا مش عارف اوصله.!
,
, تنهدت حنين و رفعت كتفيها دلاله على جهلها و لا اجابه لديها: و انا كمان مش عارفه اوصله و لا اى حد مننا محدش يعرف مكانه غير اكرم و رافض تماما يقول لحد حتى جنه، و انا مش عارفه اروح ازورهم لان جدى هو اللى قاعد هناك دلوقت بس بطمن على جنه كل يوم تقريبا٢ نقطة
, زفر مازن موافقا و غمغم: عاصم كان محتاج ينظم افكاره الاحداث الاخيره كانت قويه ورا بعد بس سفره و بعده المفاجئ ده محير الكل.
,
, اومأت برأسها موافقه مع صمت لحظات ثم نظرت اليه قائله و هى تتحرك للخارج: تمام هسيبك تاكل و انا هخرج اشوف حياه٢ نقطة
, اومأ برأسه فتركته و خرجت تفاجئت بحياه و قد انهت عملها و نهضت عنه فهتفت: واخيراااا.
, ابتسمت حياه ثم عقدت حاجبيها و تمتمت بذهول: انتِ كنتِ فين؟ انتِ دخلتِ؟
, ضيقت حنين عينها متسائله فأشارت حياه على الغرفه اسفل الدرج فنظرت حنين خلفها ثم عادت بنظرها لحياه و اومأت: اه دخلت عل٣ نقطة
,
, شهقت حياه بصدمه متمتمه بصراخ ضاحك: مش معقول و مازن مقلش حاجه!
, نفت حنين بتعجب فضحكت حياه مره اخرى تعبر عن دهشتها: وااااو، واضح انك مميزه يا مدام حنين، ثم رفعت يدها بدراميه لتُصيح و هى تُضخم صوتها: من سبقك لهذه الغرفه يا ابنتى، كان يُطرد.
,
, امسكتها حياه و اجلستها بجوارها و تكلمت بانطلاق و شغب: عارفه كان دايما يقول - مازن كتاب مفتوح جوه الاوضه دى و انا مبحبش حد يدخل جوايا -، ، ثم غمزت ضاحكه مغمغمه بطفوليه ساخره: من يومها و انا بقول عليها مغاره على بابا٢ نقطة
, ضحكت حنين متذكره هاجس عاصم و غضبه عندما يقترب احدهم من غرفه مكتبه: عاصم كان كده، له مغاره على بابا و محدش قدر يدخلها غير جنه.
,
, ضيقت حياه عينها و هى تستنبط معنى خفى من وراء تلك المقارنه و لكنها حاولت تجاهله و نهضت تفرد جسدها بارهاق: هقوم ارتاح شويه علشان لسه عندى شغل٣ نقطة
, اومأت حنين و سرعان ما اختفت ابتسامتها فور رحيل حياه و شيئا خفى يعبث بداخلها و ربما بعدما اطلقت هى المقارنه انتبهت لما تهدف له من معنى و الذى بالتأكيد لن تسمح بحدوثه٢ نقطة
,
, اما بالداخل اخذ مازن يتناول طعامه و عيناه تراقب اللوحه التى اكملتها بابتسامه متذكرا كلمتها يمكن العشوائيه تكون اساس الترتيب ،
, اتسعت ابتسامته و هو يتناول الطعام بنهم و لكن سرعان ما تجهم وجهه و هو يدرك انه ينحدر لمنحنى لا يحق له مجرد النظر اليه،
, قلبه ينجرف مع تيارات حنانها و هو لا يستطيع حتى التفكير بها٣ نقطة
,
, ترك الملعقه من يده و وضع يديه على وجهه متنهدا و قلبه يعلن عن الطريق لجرح جديد، لحب جديد، لألم اخر و ياله من ألم٣ نقطة
,
, لنعترف ان الغيره عاطفه جامحه، بل لنقل أكثر من ذلك: انها كارثه حقيقيه.
, فيودور دوستويفسكى
, جلست سلمى و مها سويا في غرفه مها و كلتاهما تنظر امامها بشرود دون كلمه حتى قالت سلمى بتفكير: طيب يعنى انا مش فاهمه ايه يخلى عاصم يطلقها فجأه كده و يسيب البيت و يسافر؟ عاصم متعودش يهرب فأكيد هدفه مش هروب٢ نقطة
,
, زفرت مها بشرود و غمغمت متذكره حال عاصم ذلك اليوم الذى يصعب نسيانه و اشارت انتِ مشوفتيش عاصم يومها كان ازاى، انا متوقعتش في حياتى انى اشوفه كده
, صمتت سلمى و هى تحاول تخيل ما تتحدث عنه مها ربما صدقت ضعفه و ربما قدرت عجزه و ايضا حزنه و خوفه و لكن ما لا تتخيله ابدا صمته و هدوءه، عاصم لم يكن يوما ساكنا متحكما بأعصابه دائما ما يهزمه غضبه٣ نقطة
,
, انتبهت كلتاهما من تفكيرها عندما طُرق الباب و دلف الساعى و اقترب منهم و بيده باقه ورد كبيره وضعها على المكتب فنظرت اليه سلمى بتسائل و هتفت بابتسامه ساخره: ايه ده؟ و لمين؟ مين جابه؟
,
, نظر الرجل ارضا و قال بعمليه: معرفش يا بشمهندسه انا لقيتها قدام الباب و جبتها لحضرتك، ثم ابتسم و خرج من الغرفه، حملتها سلمى و اخرجت الكارت المصاحب للباقه و قرأته ثم انكمش وجهها بغضب هاتفه بتمردها الذى لا ينتهى سوى امام حبيب القلب امجد: هو فاكر ان الامور هتتحل بورد٢ نقطة!
,
, نظرت اليها مها بتساؤل فاعطتها سلمى الكارت و دفعت بالورود على المكتب بضيق، فتحت مها الكارت و قرأت ما به انا يمكن مش عارف اتكلم معكِ او بالاصح انتِ مش عاوزه تدينى فرصه، بس نفسى تسامحينى يا مها انا لسه بحبك، و قوى كمان، اتمنى لو تفتحى قلبك ليا و اوعدك مش هخذلك تانى ابدا، محمود.
,
, ابتسمت بسخريه و امسكت باقه الورد بعدما وضعت الكارت جانبا و قربته لانفها تستنشق رائحته و اغلقت عينها مستمتعه بها و في هذه اللحظه طُرق الباب فأذنت سلمى للطارق فدلف اكرم و القى السلام ثم نظر لمها بتعجب و هو يرى الورد بيدها فابتسم قائلا بمشاغبه: ورد، في المكتب!
, فتمتمت سلمى بسخريه و هى تحرك رأسها باستهزاء: ورد الاحبه و الاعتذار٢ نقطة!
,
, نظر اليها اكرم بعدما اختفت ابتسامته متعجبا بينما رمقتها مها بنظره غاضبه فحدقت سلمى بها قائله بهتاف متعصب: ايه؟ انتِ عارفه انى مش طايقه اسمع حاجه عنه بعد اللى عمله، و بعدين خارج الشغل اكرم مش غريب٢ نقطة
,
, برقت مها بعينها لسلمى لعلها تصمت و لكن سلمى لم تفعل و امسكت بالكارت الخاص بمحمود و اعطته لاكرم تهزأ بما فعله ذلك المراهق: انت اكيد عارف اللى الاستاذ محمود عمله و دلوقت بكام ورده و كارت اعتذار عاوز يكسب قلب الحلوه تانى، المفروض ابقى هاديه و اتعامل ببساطه على حاجه زى دى؟
,
, انتفضت مها واقفه بعدما رمقها اكرم بطرف عينه و فتح الكارت ليقرأه ثم اغلق عينه معتصرا الكارت بين يديه و انفاسه تتسارع بشكل يدل على غضبه الشديد و قبل ان ينطق بكلمه واحده امسكت مها الورود و دفعت بها لسله المهملات بجوارها و نظرت لسلمى بعناد و تحدى كأنها تخبرها ان كل هذا لا يمثل فارق بالنسبه اليها و ان الماضى غُلق و انتهى، نظر اكرم لمها ضاغطا اسنانه بقوه هاتفا بتسائل جاد و عينه تشملها بغضب حقيقى: حاول يكلمك في الشركه؟
,
, تلعثمت مها قليلا فاقترب اكرم منها خطوه قائلا بحده و عيناه تحرقها حرقا: سألتك سؤال و مستنى اجابه، محمود حاول يعترض طريقك في الشركه و يكلمك؟
, ارتجفت عينها و اومأت برأسها فضرب بيده على المكتب فانتفضت كلتاهما بفزع فنظر اكرم لمها و عيناه تشتعل غضبا: مقولتيش ليه؟ انتِ عارفه ان طول ما عاصم مش موجود انتِ مسئوله منى.
,
, عقدت حاجبيها بضيق من صوته العالى و كلامه الآمر و اشارت مُوقفه اياه بأى حق حضرتك بتزعق كده، حضرتك مسئول عن جنه لكن انا اقدر اهتم بنفسى كويس يا بشمهندس، و ياريت اسلوب الكلام يبقى افضل من كده يا بلاش خالص.
,
, نظر اليها اكرم قليلا ثم تحرك خارج الغرفه و لكن قبل ان يغلق الباب عاد للداخل مجددا ليُفاجئ كلتاهما بحمله لباقه الورد و اتجه للنافذه و فتحها بحده دافعا بالباقه للخارج ثم عاد اليها هاتفا بتحذير: ليا حساب معاه اما حسابى معاكِ، لما اخوكِ يرجع، و هيبقى ثقيل، ثقيل قوى.
,
, ثم تركها و خرج و هى تنظر له بذهول بينما سلمى ضيقت عينها بخبث و هى تنظر لها ثم وضعت اصبعها على ذقنها مدعيه التفكير رافعه حاجبيها بتلاعب تستنتج و كأنها خليفه عاصم الحصرى في الملاعب لا يخفى عنها عينها شئ و خاصه غيره ابن الالفى: هو انا ليه حاسه ان في حد غيران؟
, نظرت اليها مها باستهزاء ثم جلست على مقعدها تنظر للباب بضيق و تشعر بنفسها على وشك ان تصفع وجه احد ما٢ نقطة
,
, خرج اكرم متجها لغرفه محمود ثم توقف لحظات و وجهه يبعث اشارات غضب كثيره ثم اتجه لغرفته قائلا لهناء قبل دخوله: اطلبى محمود لمكتبى فورا٢ نقطة
, و بالفعل فعلت هناء كما اخبرها اكرم و دقائق و طرق محمود الباب دالفا: حضرتك طلبتنى يا بشمهندس٢ نقطة!
,
, كان اكرم ينظر اليه بضيق شديد تعجبه محمود فجلس اكرم على كرسيه و اشار لمحمود بالجلوس، فهم محمود بالجلوس و لكن اكرم نهض واقفا و هو يزفر بشكل متتالى ثم تحرك بعدم راحه حول المكتب، وقف امام محمود لحظات ثم زفر بقوه و استند بيديه على المكتب و اخذ نفسا عميقا ثم صاح بجديه و غضب: خلاص يا محمود تقدر تتفضل على مكتبك٢ نقطة
, عقد محمود حاجبيه تعجبا و تمتم بدهشه: افندم؟
,
, اخذ اكرم نفسا عميقا اخر و اخرجه ببطء و هكذا عده مرات محاولا الهدوء ثم استدار له و همس بابتسامه غاضبه حاول جعلها لطيفه و لكنه فشل: هقولك على سر بس يفضل بينى وبينك، ،
, تراجع محمود للخلف خطوه متعجبا فأردف اكرم بابتسامه متكلفه و هو في الواقع يرغب بشده في تحطيم وجهه و لكن لا يصح: بس الاول لازم اقولك، ،.
,
, ثم اضاف بجديه و الغضب كله يتصاعد لوجهه ليظهر لمحمود واضحا وضوح الشمس ساعه الظهيره: ابعد عن مها يا محمود٢ نقطة!
, فرغ فاهه و هو يتطلع لاكرم و لم يجد سببا واحدا يمنح عقله الاجابه عما يقوله او يفعله اكرم الان فهتف بذهول: ليه؟ وب٢ نقطة
, فرقع اكرم بأصابعه مقاطعا اياه هاتفا بتوضيح: قولت ليه؟ انا هقولك ليه، و خد بالك دا سر، ،
, ثم مال عليه و جز على اسنانه بغيره مفرطه: لانى اتقدمت لها، فاهمها دى و لا اوضح؟٢ نقطة
,
, فشدد قبضته و هو يؤكد على كلماته التاليه بابتسامه غاضبه: لانها هتبقى مراتى، اظن دى واضحه٢ نقطة!؟
, اتسعت عين محمود بادراك و ايضا بألم، قلبه يؤلمه، و لكنه من سمح لهذا بالحدوث.
, هو من تخلى و ابتعد، و هو من وضع خط نهايه لقصته معها، اذا هو من يتحمل النتيجه. و لكن دقيقه، ماذا ان اختارته مها؟
,
, عند هذا الخاطر ابتسم و نظر لاكرم بابتسامه و اومأ مطاوعا: اعتقد لمها رأى في الموضوع ده، ، ثم اضاف بعبث شبابى ينافى تماما فكر اكرم الثلاثينى: تحب نتراهن؟
, ضحك اكرم بغضب عاصف و غيره ظهرت جليه في صوته عندما صرح بقوه: البشمهندسه مها متنساش، احنا اتفقنا قبل كده ان في القاب نلتزم بيها، و مها مش رهان يا محمود، ثم اشار لباب الغرفه قائلا بغضب و هو على وشك لكمه: اتفضل على شغلك٢ نقطة
,
, حمحم محمود قليلا و رأى ان افضل ما يفعله: لو حضرتك حابب انى اقدم استق٢ نقطة
, قاطعه اكرم بجديه: قولتلك قبل كده انا حياتى الخاصه حاجه و حياتى العمليه حاجه تانيه، و انا حاليا بتكلم مع شاب عادى مش المحامى بتاعى، اتفضل على شغلك.
,
, ابتسم محمود باعجاب ثم اومأ وخرج من الغرفه، رفع اكرم يديه كأنه على وشك ان يخنق احدا ثم ضم اصابعه بقوه ضاربا يده بالمكتب عده مرات هاتفا بلوع يكاد يحطم وجهها هى ثم يضمها بكل هم قلبه: كان مالى و مال الهم ده ياربى؟، ،
, ثم اغلق عينه صارخا بغضب: منك لله يا اللى في بالى٢ نقطة
,
, لعلى اريد فقط ان انسى اننى احببت مره رجلا خطوط يده تُشبه خارطه وطنى، و اريد ان انسى انه حين سُلب منى سُلبت انا من وطنى.
, غاده السمان.
,
, نهضت هبه صباحا لتذهب للعمل فالايام اصبحت روتينيه بشكل ممل لا جديد بها سوى محاولات معتز معها و لكن بها شيئا جميلا و هو رسائله الورقيه، فكل يوم صباحا تجد امام باب الغرفه خطاب منه، و يُرسل اليها اخر في منتصف دوامها بالشركه، و الثالث تجده بجوار فراشها مساءا، لا تدرى متى يكتب كلماتها؟ و كيف بكل حرف من كلماته يتدفق احساس يغرقها و يذيب اعماق قلبها بعشقه اكثر.
,
, هى مريضه به و ليست بقادره على الشفاء منه، حاولت كثيرا تجاهله، تقطيع خطاباته، اهمال اهتمامه و لكنها لم تستطع. و في المقابل حاولت نسيان ما فعل، الثقه به مجددا، مسامحته و ترك الماضى و لكنها ايضا لم تستطع٢ نقطة
,
, فكلما مرت بخيالها لحظه حزن تمر امامها لحظات سعاده مفرطه، كلما تذكرت جرحه لها تذكرت عشقه الذى ابداه لها كما لم يفعل رجل، كلما تألمت لمنح اخرى اسمه تندمل الامها عندما تتذكر كيف كان يتجاهل الاخرى و يتوه بها٢ نقطة
, هو رجل معقد و عقد قلبها و عقلها معه، ارتدت ملابسها و خرجت لتجد رسالته على الارض فحملتها و وضعتها بالحقيبه و اتجهت للشركه، قابلت مها في طريقها لغرفتها فتقدمت منها: صباح الخير يا مها٢ نقطة
,
, اشارت مها بابتسامه صباح النور.
,
, توطئت علاقتهما بعدما تجاهلت كلا منهما غلطه اخيها بحق الاخرى، فهبه صُدمت تماما فور علمت بما فعله محمود و كانت اكثر من وبخه و وجه اليه اللوم التى تدرك انه يضرب به نفسه يوميا فعيناه ما زالت تعكس حبه الذى ضيعه بيده، و كذلك مها لم تعد علاقتها بمعتز كالسابق فكلا منهما يعتمد ترك الاخر حتى يهدأ و بالتالى لا يتقدم احدهم، و مها و هبه لن يخسرا ما بينهما من صداقه لمجرد ان اشقائهما اغبياء٢ نقطة
,
, دلفت كلتاهما للغرفه و تناولا القهوه سويا ثم نهضت هبه تجهز اوراقها متحدثه بتوضيح: عندنا presentation متنسيش، العرض بتاعك جاهز٢ نقطة
,
, اومأت مها موافقه فتركتها هبه و خرجت دلفت لغرفتها و جلست، اخرجت رسالته الصباحيه التى بداها بتحيته المعتاده و لكن فحوى الرساله لم يكن كلمات منه و انما كلمات من اغنيه ربما تصف ما يشعر به تجاهها او ربما ما فعلت من اجله صباح الورد يا فله حياتى، المره دى الرساله مختلفه، انا عايزك تسمعى الاغنيه دى و اكيد هتفهمى انا عاوز اوصلك ايه؟، و اه بحبك.
,
, انهت قرائتها و اخرجت القرص المدمج و وضعته بالجهاز امامها لتنساب كلمات الاغنيه بهدوء و صوت الطفل يخترق قلبها٢ نقطة
, انا حدا عادى متلى متل باقى الناس
, مافى شى زياده و عم ابنى لحياتى اساس،
, انا حدا عادى متلى متل باقى الناس
, مافى شى زياده وعم ابنى لحياتى اساس،
, ليش بعيونك عم شوف العكس!
, كأنى اهم و انجح شخص
, و بالدني ما في غيرى، بالدنى ما في غيرى، بالدنى ما في غيرى، غيرى وبس
, اللى عندو متلك بحياتو من شو يعنى بدو يخاف.
,
, حبى اللى منك انا شفته مانو حكى و تحريك شفاف
, اللى عندو متلك بحياتو من شو يعنى بدو يخاف
, حبى اللى منك انا شفته مانو حكى و تحريك شفاف
, بكره الايام بتثبتلك انى قد الثقه،
, و ان الاحلام بهى الدنى خلقت لنحققا
, بكره الايام بتثبتلك انى قد الثقه،
, وان الاحلام بهى الدنى خلقت لنحققا
, انى بشبه كلامك، حبك و اهتمامك
, وعد منى ايامك بالسعاده غرقااا٢ نقطة
, اللى عندو متلك بحياتو من شو يعنى بدو يخاف.
,
, حبى اللى منك انا شفته مانو حكى و تحريك شفاف
, انا حدا عادى متلى متل باقى الناس
, مافى شى زياده و عم ابنى لحياتى اساس
, انا حدا عادى
, توقفت الكلمات و معها دفنت هبه رأسها بين يديها تصرخ بصوت تكتمه بين طيات ملابسها: **** يسامحك يا معتز، **** يسامحك٢ نقطة
, سامحينى و هندعيه سوا يمكن يسامحنى٢ نقطة!
,
, انتفضت واقفه على صوته و هو يغلق الباب ليدلف و يقف امامها فنهضت مسرعه و جففت دموعها واقفه بصمودها المعتاد امامه فما فعله بها لا يُنسى بسهوله هكذا، لقد كسر قلبها مره و لن تتحملها هى مره اخرى٢ نقطة
, اقترب منها و احتضنها من الخلف كعادته التى حتى رغم امتناعها دائما لا يتخلى عنها هو و همس و حقا روحه تشتاقها: وحشتينى يا فله٢ نقطة
,
, دفعت يده عنها مستديره بغضب و قالت بحده و جديه: اولا ياريت تحترم المكان اللى احنا واقفين فيه، ثانيا انت مين سمح لك تدخل المكتب هنا بدون اذنى؟، ثالثا انا اسمى هبه، مدام هبه و مبحبش الدلع، ، ثم اعطته ظهرها لتتحرك باتجاه مقعدها صائحه: و ياريت تتفضل علشان عندى شغل.
,
, اقترب منها خطوه غير مدرك انه بهذا يضغط على اعصابها بشكل اكبر يحاول التحدث معها و لكنها لم تعد تمنحه الفرصه حتى لهذا: هبه ارجوكِ بقى، كفايه انتِ٢ نقطة
,
, نهضت و هى تصيح بغضب و دموعها اعلنت التمرد و تساقطت تباعا: انا اكتفيت منك، انا راهنت نفسى عليك و خسرت الرهان، انت خسرتنى يا معتز، واجهت الكل و وقفت في وش اعز الناس ليا و قولت هنجح و هيتغير بس انت اثبت انى غلط و كل اللى حذرونى منك كانوا صح، اثبت ان مفيش راجل زيك بيحب بجد، انا كنت بالنسبه ليك تجربه جديده، فقولت تجرب، ،.
,
, اقتربت منه و همست بضعف و ألم قلبها يُعلن نفسه: انا حبيتك من و انا عندى 19 سنه، حبيتك من اول يوم شوفتك، لما اتقدمتلى كانت الفرحه مش سيعانى، كنت حاسه ان حلمى اتحقق، انى بقيت السندريلا اللى لقت الامير بتاعها، بس انت اثبتلى ان سندريلا مجرد قصه، مجرد حلم لا يمكن يتحقق٢ نقطة
, ركضت للخارج مسرعه تاركه اياه يدرك انه على وشك خساره ما يعيش لاجله الان، و لكن كفى، و لكل ذى حق حقه، و حان وقت رد الحقوق٢ نقطة
,
, كانت سلمى نائمه بجوار امجد على الاريكه الخارجيه يشاهدون احد الافلام سويا فضمها اليه اكثر هاتفا بمرح: ايتها المتمرده٣ نقطة
, ابتسمت سلمى و قد اشتاقت بالفعل لمشاعره و كلماته التى بات يمطرها بها اكثر من قبل، رفعت رأسها اليه و رفعت احدى حاجبيها تجيبه بنفس المرح: نعم يا دكتور.
, ضحك يغمزها هامسا بغموض بجوار اذنها: عندى ليكِ مفاجأه.!
,
, اعتدلت مسرعه و جلست القرفصاء امامه مبديه حماسها و هتفت بفرحه: بجد بجد، ايه هى؟
, عقد حاجبيه استهزاءا و تمتم بسخريه: اعتقد ان محدش قالك يعنى ايه مفاجأه!
, زمت شفتيها بغضب فاقترب سارقا حصته اليوميه منها لتذوب معه في اكتساحه المهاجم دائما حتى تركها و تحدث بتنهيده و هو يستند بجبينه على جبينها: عاوز نقضى شهر عسل تانى٢ نقطة
, ضحكت و لكنها حاولت اخفائها مستنكره ما قال مردده: شهر عسل تانى؟ دا اللى هو ازاى؟
,
, داعب انفها بيده يوضح معنى كلماته و يسرد لها ما فعله: حجزت لنا شاليه في شرم نقضى شهر محترم نستعيد فيه الذكريات اصل انا نسيتها٢ نقطة
, عقدت حاجبيها بدهشه و تحدثت بجديه من فرط حماسه لم يلاحظها: حجزت؟ و شهر؟ امتى و ازاى؟
, ضمها اليه مجددا و اجابها و هو يتناول بعض حبات العنب بجواره: نزلت النهارده قدمت اجازه مرضيه شهر و حجزت و قولت اعملها لك مفاجاه٢ نقطة
,
, دفعته عنها ناهضه بضيق و هتفت بحده هجوميه: ازاى تعمل كده من غير ما تاخد رأيى يا امجد؟
, عقد ما بين حاجبيه مع انحناء شفيته بابتسامه متعجبه و اندفاعها هذا يثير ضيقه: ايه المشكله يا سلمى هنقضى يومين حلوين و نغير جو و حبيت اعملها لك مفاجأه!؟
, زفرت بقوه عاقده يديها امام صدرها و زاد اندفاع حده تنظر بعيدا عنه: و انا مش موافقه يا امجد٢ نقطة!
,
, نظر اليها قليلا يحاول استيعاب ما قالت ثم نهض واقفا اامامها متسائلا باستنكار و هو لا يجد مبرر لاندفاعها، ضيقها و رفضها: مش موافقه! ليه يا سلمى ايه المانع؟
, تلعثمت قليلا و فركت يديها بتوتر و ارتباك لاحظه هو ليعقد حاجبيه بشده و تسائل مجددا: فيه ايه يا سلمى انتِ مخبيه عنى حاجه؟ مالك؟
,
, حاولت استجماع نفسها فهو لن يمرر فعلتها بسلام، اى كان مبررها لم يكن يجب عليها الموافقه، اخطأت هى و الان لن تستطيع اخباره بالحقيقه، ماذا تفعل و كيف تبرر؟
,
, راقب هو ارتجافه عينها و التى لا تصيبها ابدا مهما كان ما يحدث مما يدل ان هناك ما لا يعرفه او ربما ما اخطأت به، ازداد انعقاد حاجبيه من توترها الذى نادرا ما يراها به، حتى رفعت عينها اليه و بتشتت اردفت: عندى شغل يا امجد مش هينفع اسافر، في صفقات جديده في الشركه الفتره دى، و اكرم مش هيوافق باجازه تانى انا زودتها.
,
, اوقفها رافعا كفه امامها بدهشه قائلا بسخريه: انتِ عاوزه تقولى ان شغلك اللى هيمنعنى من انى اخد مراتى و اسافر٢ نقطة
, هاا، اخيرا وجدت طرف خيط لتتمسك به انكمش وجهها غضبا و قالت بدفاع يعلم جيدا هو مدى تعلقها و حبها لعملها و لن تسمح بتهميشه: بلاش تستهون بالشغل يا امجد انت عارف هو مهم عندى قد ايه.
, اشاح بيديه بغضب متسائلا بذهول و متوقعا الرفض، الاعتذار: اهم منى يا سلمى؟
,
, لا، يبدو ان الامر خرج من يدها، لا اهدأى، ابتسمت بتوتر و امسكت يده هامسه بهدوء: ممكن بس تسمعنى، انا معنديش اهم منك بس صدقنى انا بجد عندى شغل و **** مش هقدر اخد اجازه دلوقت٢ نقطة
, ترك يدها مبتسما محركا رأسه لاعلى و لاسفل عده مرات متتاليه و صاح بغضب تاركا اياها مع رفضها تتلوى ندما: براحتك يا سلمى، اعتبرى الحجز اتلغى٢ نقطة
,
, و تركها و دلف للغرفه مغلقا الباب خلفه بقوه جعلتها تنتفض مكانها فوضعت يدها على وجهها بارتباك: ايه اللى عملتيه ده يا سلمى؟ هتعملى ايه دلوقتى يا مجنونه؟
,
, طُرق باب غرفه حنين فنهضت و فتحت هاتفه باعتياد: ادخلى يا حياه٢ نقطة
, فُتح الباب فجأه فارتبك مازن و هو يقول بهدوء: انا مازن يا دكتوره٢ نقطة
,
, انتفضت حنين و كادت تغلق الباب بوجهه لانها كانت تجلس بمنامتها البيضاء ذات اكمام قصيره و بنطال يصل اسفل الركبه بقليل و خصلاتها لاعلى و لملمتها بتبعثر، و لكنها لم تستطع اغلاقه فوقفت بارتباك لعله يرحل تاركا اياها تبدل ملابسها على الاقل و ادرك هو ذلك و لكن ان كانت ستظل امراته فيجب عليها الاعتياد على وجوده بأى وضع كانت، لان انتفاضتها هذه تجعل قلبه ينتفض معها و هو لا يريد هذا، لذلك رفع يده بورقه ما ملفوفه بصوره دائريه هاتفا بصوت رخيم: عاوز اتكلم معاكِ٢ نقطة
,
, ارتبكت و تصاعد خجلها لاقصى حد فدفع هو الباب بهدوء دالفا للغرفه فاتسعت عينها بذهول و اضطرت آسفه للدخول هى الاخرى و لكنها كادت تصفعه لدخوله المفاجئ هذا، جلس على الفراش و قال بجديه: انا عارف ان انتِ كنتِ عاوزه تشتغلى، فارس كان اتكلم معايا في الموضوع ده، و طبعا اكيد عارفه وجهه نظره فيه و انه كان رافضه، بس انا عكسه تماما، انا شايف ان طالما دى رغبتك يبقى حقك تشتغلى بدراستك و مجهودك٢ نقطة
,
, اخذ نفسا عميقا و اخرج بطاقه خاصه بمكان ما و اعطاها لها يشرح ما يقصده و خاصه مع انعقاد حاجبيها بعدم فهم: اتفضلى، دا الكارت بتاع شركه ادويه بيشتغل فيها واحد صاحبى تقدرى تروحى تشوفى الوضع و لو اقتنعتِ تقدر تقدمى و تبدأى شغلك، انا هكلمه وتقدرى تروحى في الوقت اللى تحبيه٢ نقطة
, اخذت البطاقه من يده و همست بحماس: انت بتتكلم جد؟!
,
, اومأ براسه موافقا فاتسعت ابتسامتها و هى تعيد خصلاتها خلف اذنها فتابع هو حركه يدها و يا ليته لم يفعل، حسنا هو يريد منهاا الاعتياد عليه كأخ مثلما اعتادت حياه و لكن يبدو انه هو من لا يراها كأخت له، تحركت عينه على ملامحها الضاحكه بفرحه و هى تقرأ البيانات المكتوبه على البطاقه بيدها، ثم عنقها الذى تداعبه عده خصلات متطايره بعبث، لينخفض لمنامتها التى تحتضن جسدها بحريريه اصابته في مقتل فاللون الابيض يمنحها اطلاله رائعه، ساحره و مغويه٢ نقطة
,
, اغلق عينه و هم بالنهوض و لكنه تذكر اللوحه بيده و عندما هم بالتحدث مجددا كانت هى بسابقه له عندما نهضت خلفه هاتفه بسرعه: ممكن ثانيه٢ نقطة!
, جلس امامها مره اخرى فحمحمت هى تتكلم بهدوء: انا اكيد هروح لانى فعلا حابه جدا اشتغل بشهادتى، بس ياريت متكلموش حاليا، يعنى ممكن بعد فتره كده٢ نقطة
,
, عقد حاجبيه و شبك يديه امامه متسائلا بنبره هادئه على عكس نبضاته التى تخونه كلما كان بجوارها: فتره قد ايه يعنى؟ يوم او يومين على ما تفكرى!
, هزت رأسها نفيا فضم هو يديه محاولا تجاهل مدى برائتها المسيطره التى تلاحقه ثم هتفت بابتسامه: لحد ما حياه تخلص مسابقتها و ان شاء **** تنجح و تتعين في الشركه.
, صمت قليلا يفكر ربما يصل للسبب لكنه لم يستطع فسألها بحاجه لتوضيح: و ايه السبب؟
,
, نظرت ارضا و اجابته بخفوت بما هى مقتنعه به: لانها مشغوله جدا الفتره دى مينفعش انا كمان انشغل عن البيت هناا، غير طبعا مواعيد اكلك و الدواء مينفعش اهمل فيهم، فلما حياه تخلص المسابقه نوعا ما الضغط عليها هيقل و بالتالى اقدر اسلم ليها مهمتى و ابدء انا اشتغل٢ نقطة
, حاول تمالك كم الاسئله التى انفرطت بين شفتيه و لكنه الجمها بقوه و نهض قائلا بلامبالاه مُدعيه: زى ما تحبى، عن اذنك.
,
, نهض و لكنه توقف قرب الباب و استدار لها ليجدها تتطالع البطاقه بابتسامه رائعه فنادى باسمها: يا دكتوره٢ نقطة
, استدارت له لينظر لوجهها قليلا ثم مد يده بالورقه المطويه بيده هاتفا بنبره حانيه: الورقه دى كمان هديه علشانك٢ نقطة
, نهضت واقفه قبالته مردده بتعجب خالطه بعض الضيق: هديه! ليا انا!
,
, اومأ موافقا فاخذتها منه و لكنه لم ينتظر حتى تراها بل اغلق الباب خلفه و خرج، وقف امام الباب زافرا بقوه مغمغما يلوم نفسه و يأنبها: احساس قاسى قوى يارب٢ نقطة
,
, اما بالداخل فجلست على الفراش و قامت بفتح الصوره لتتسع عينها بصدمه و هى تراها ثم ابتسمت بسعاده مفرطه و ضمتها لصدرها بقوه فلقد قام بترميم تلك الصوره التى اهداها فارس اياها و التى مزقها عاصم على ارضيه غرفه فارس يوم اراد اعادتها للواقع و الان اعطاها اياها مازن فأعاد لها جزء من الحياه التى لن تعد الا بعوده فارس و بالتالى لن تعد ابدا، و لكن هى مكتفيه بذلك الجزء فقط، حقا يكفيها٣ نقطة
,
, كانت جنه جالسه بالحديقه الخارجيه، تنظر للعشب امامها بشرود مرت ايام، اسابيع و هى لم ترى عاصم، لم تحادثه و لا تعرف عنه شيئا٣ نقطة
, تهاتفه يوميا لعله يجيبها و لكنه لا يفعل، تسأل الجميع عنه و لكن لا يعرف احد شيئا، تعرف ان اكرم يعرف و لكنه لا يريد اخبارها فقط يطمأنها انه بخير٢ نقطة
, اين هو؟
, هل سيتركها حقا، هلى سيتركها حتى يتحرر اسمها و شخصها منه، لتعود مجددا لتكون جنه ماجد الالفى٢ نقطة
,
, كيف يتركها دون ان تعطيه حبها و تتلقى حبه، كيف يتركها دون ان تروى عطش رجولته و يزهر هو زهره انوثتها، كيف يتركها و هى لم تخبره بعد الا اى مدى روحها معلقه فيه و بيه!؟!
, بأى حق يتركها؟
, بأى جرأه يتخذ عنها قرارها؟
, من هو ليمزق قلبها مجددا، من هو ليحرمها منه، من هو حتى فعل ما فعله؟
, ارادت حبه، حضنه، حتى خووفه و غضبه كانت راضيه و لكنه القى باليمين و تركها.
,
, فقط لتراه و لن ترحمه من اسألتها حتى يخبرها بأى حق يفعل بها ما فعل؟
, قاطع افكارها صراخ سلمى خلفها فانتفضت بفزع و نظرت لها لتجد انها ليست سلمى فقط بل و حنين و مها و شذى ايضا، ابتسمت ونهضت مرحبه بهم و صاحت بدراميه: خيرا، اى رياح عاتيه القت بكم الى هنا؟
, سخرت سلمى كالمعتاد: رياح و عاتيه؟ الاتنين سوا!
, ابتسمت حنين و همست بمشاغبه: جايين نقعد معاكِ و نفرحك و نفرفشك و نقوم بالواجب المطلوب٢ نقطة
,
, هذه المره كانت السخريه من نصيب جنه و التى اصدرت صوتا ساخرا تبعته بقولها: مسسسم، دا على اساس ان النهارده فرحى، انا بقيت طليقه عاصم، فاهمين؟
, امسكت مها يدها و جذبتها و استدارت حنين من الجهه الاخرى لتحتضن يدها الاخرى وسارت سلمى خلفها و قالت عابثه: فاكرين يوم المزرعه و اغنيه بتنادينى تانى ليه؟
,
, ابتسم جميعهم متذكرين جنونهم و الذى انهاه عاصم متمما عمله كظابط و لكنه كان كظباط الاداب و قد امسكهم متلبسين، تعالت ضحكاتهم مع استعاده بعض من مشاكساتهم السابقه حتى دلفوا للمنزل لتتفاجئ جنه بجميع العائله حضور٢ نقطة
, نظرت للجميع بدهشه فمتى اجتمعوا و هى بالمنزل طوال اليوم، أخلال ساعه جلستها بالخارج، حضر الجميع، كيف؟ و لماذا؟
,
, نقلت بصرها بينهم و الامر العجيب ان الكل يضحك و الفرحه كبيره فتمتمت بذهول: مش معقول تكونوا جايين تحتفلوا بطلاقى؟
, انفجر الجميع ضحكا و لكن هى لم تكن تمزح فهى اعتادت من الجميع الفرح بألامها و هذا ما خُيل لها الان، اقترب اكرم منها و حاوط كتفها بيده هامسا بجانب اذنها: هو في مناسبه اسعد من كده؟
, نظرت اليه بحزن و دهشه: هو طلاقى مناسبه سعيده؟
, ثم ابتعدت عنه و همست بخفوت: انا٣ نقطة
,
, اقتربت سلمى منها ضاحكه و اكملت جملتها بدلا عنها: عاوزه تشربى.
, نظرت اليها جنه بتعجب و نفت محركه رأسها يمينا و يسارا، قاطعتها حنين و هى تدفعها باتجاه المطبخ: لا عاوزه تشربى صدقينى٢ نقطة
, و استمرت بدفعها حتى دلفت جنه للمطبخ و هى في قمه تعجبها، استندت على الطاوله الرخاميه بظهرها هامسه بصدمه: معقول كله جاى يحتفل بطلاقى؟، ثم اختنق صوتها و هى تردد: هو ايه اللى بيحصل؟
,
, و فجأه شعرت بأحد ما خلفها و قبل ان تستدير كبل حركتها تماما واضعا يده على فمها ملصقا ظهرها بصدره و اخذت هى تعافر و لكنها استسلمت سريعا و اغلقت عينها٢ نقطة, خارج القائمة
 
الفصل الحادي والأربعون


لو مهما غامت الحياه خلف ضباب الحزن، امطار الوجع و ليالى الآهات، تأكد دائما ان خلف كل مطر شمس ساطعه و يتبع كل ليل نهار مشع، و مهما تراكمت الضباب حتما سيأتى وقت ما ستتبدد ليظهر من خلفها سماء حياه صافيه٣ نقطة
,
, استمرت حنين بدفعها حتى دلفت جنه للمطبخ و هى في قمه تعجبها، استندت على الطاوله الرخاميه بظهرها هامسه بصدمه: معقول كله جاى يحتفل بطلاقى؟، ، ثم اختنق صوتها وهى تردد: هو ايه اللى بيحصل؟
, و فجأه شعرت بأحد ما خلفها و قبل ان تستدير كبل حركتها تماما واضعا يده على فمها ملصقا ظهرها بصدره و اخذت هى تعافر ولكنها استسلمت سريعا واغلقت عينها٢ نقطة
,
, ظلت ساكنه بين ذراعيه لحظات ثم ابتعدت عنه و استدارت له و عينها تبرق بابريق العسل الذى افتقده هو حد الجنون و هى تطالعه و من حركه حدقتيه مع حركه عينها ادركت انه أبصر، ، استعاد الحصان جموحه و تهيأت حصونه لالقاء اسهمه التى توقتها من جميع الاتجاهات لتتوه هى بينهم مأخوذه بنظره الاشتياق المتلهفه بينهم و نظره الندم التى تلوح في الافق٢ نقطة
,
, دمعت عينها و هى ترفرف بأهدابها الطويله كأنها تحاول التأكد من انها لا تحلم ثم بحركه مفاجئه دفعت يده التى تحاوط خصرها و عادت خطوه للخلف ثم رفعت يدها و تهيأت تماما لصفعه و لكنها اوقفت يدها و دموعها تعلن عن استسلامها لتنهمر بغزاره مغرقه وجهها، لمعت عيناه بابتسامه ندم و شوق و اقترب خطوه و رفع يده ليلامس وجهها يرغب بازاله دموعها، ، ازدادت وتيره تنفسها و هى تدفع يده عنها بقوه، ثم تبعت ذلك بعدة ضربات على صدره و في الحقيقه لم تكن بهينه بحق لقد اشعرته بألمها، ضرباتها كانت قويه متسلطه و غاضبه حد الجحيم، لم تنطق بحرف واحد و لكن دفعاتها له و التى جعلته يرتد طواعيه للخلف عده خطوات اخبرته الكثير مما صمت لسانها عنه، و لن ينفى فكتفه تألم منها و لكنها لم تتوقف، فقط تضربه، تدفعه و هى تبكى، تتعالى شهقاتها، تزداد دموعها و هو فقط يطالعها منتظرا انتهائها من غضبها هذا لتنتقل لغضب اخر و ربما٣ نقطة
,
, اجل، الان انتقلت عندما رفعت يديها حول عنقه تتمسك به بقوه و رأسها تكاد تختفى في كتفه من شده دفعها بنفسها اليه، رفع يديه محاوطا خصرها رافعا اياها لترتكز انفها على عنقه تحرقه انفاسها المتسارعه، و تتسرب دموعها لتُغرق قميصه و بها تُذيب خطايا قلبه المشبعه بذنوبه لتزداد روحه احتراقا، شدد من ضمه لها كما فعلت هى و كلاهما لا ينطق بكلمه واحده فقط اختبئا اخيرا بين ثنايا عشقهم الذى مهما حاولا الهروب لا مهرب منه على ما يبدو٢ نقطة
,
, بدأت شهقاتها تهدأ رويدا و شعر هو بها تُحرك انفها على طول عنقه لتستنشق عطره بتوق مدمن و تتنهد براحه فاتسعت ابتسامته و هو يترك احساسه بها لها، احساسه بها بين يديه من جديد، احساسه بأنفاسها و دقات قلبها التى تحتضن قلبه تؤازره في هياجه المعتاد٢ نقطة
,
, رفع يده ليحل عنها حجابها حتى اسقطه ارضا ليلامس خصلاتها البندقيه بظهر اصابعه و هو يميل بشفتيه على عنقها ليطبع عليه عده قبلات بريئه قبل ان يضغط خصرها بهدوء لتعود هى لعقلها التى تجزم انه ليس معها الان٢ نقطة
,
, اوقفها ارضا فاخفضت هى رأسها عنه فابتسم بعشق غلف ملامحه كلها ليضع اصبعه اسفل ذقنها ليرفع وجهها اليه منتظرا لقاء ابريقها العسلى و لكنها لم تمنحه الفرصه بل اسبلت جفنيها للاسفل فازدادت ابتسامته و اخفض رأسه طابعا قبله صغيره اعلى اجفانها حتى اغلقتها تماما و انهالت بعدها قبلاته العابثه على وجهها كله و عيناه تطوف ملامحها باشتياق حارق٢ نقطة
,
, ف كم كان يكتوى بنار غيابها عن عينيه، كم كان يود اشباع عينيه و قلبه بنظراتها، كم كان يود رؤيتها!
, اشتاق لكل ما بها، ابريق العسل الذى فاض من قبل بخوف ابعدها عنه، ثم امتلئ بحب و لكن لسانها انكره، فازداد خوفا لتنهمر منه اسهم تحذيريه و هروب مستسلم، و الان فقط لاول مره يراه يفيض عشقا خالصا، عشقا لا يجوز الا لها، و لا يجوز الا بها، و لا يعرف الى قلبه، و لن يكون سوى بقلبها٣ نقطة
,
, الان لاول مره يرى دموعها لاجله، لا عليه او منه و لكن لاجله، لاجل اشتياق اضنى ليلها هو موقن من هذا، لاجل نهار اختفت شمسه بغيابه عنها، لاجل قلبها و الذى هاج به عشقه و ثار بها شوقا له٢ نقطة
,
, مسد ما بين حاجبيها بأصابعه لترتخى ملامحها المنكمشه و تلين عقده حاجبيها تدريجيا ثم مرر اصبعه على حاجبيها الرفيعين و التى اعطاها مظهرا بريئا ثم اخفض يديه لوجنتها ليقترب طابعا قبله على كل واحده على حده بهدوء و بطئ كأنه يعبث باعصابها و بالفعل فعل، ثم امتد اصبعه الابهام لشفتيها و التى بللتها دموعها التى ما زالت تعرف طريقها جيدا ليزيلها هو بيديه ثم اكمل اصبعه مسيرته على عنقها حتى اخرج سلسالها من جيب بنطاله ليعاود وضعه حول عنقها٣ نقطة
,
, ففتحت هى عينها بسرعه تطالعه بصدمه، هل كان السلسال معه كل هذه الفتره؟
, ظلت تبحث عنه منذ عادت في ذلك اليوم المشئوم و لكنها لم تجدها، اعتقدت انها فقدتها في تلك الغرفه التى كادت تفقد فيها نفسها، و ببساطه هى معه؟
, لاحظ هو اندهاشها فابتسم محاوطا وجهها بيده موجها اسهمه العاشقه لتحاوطها غارقا هو في ابريقها اكثر و اخيرا همس بخفوت شديد و هى يداعب وجنتها باصابعه: وحشتينى٢ نقطة
,
, نظرت هى اليه ضائعه و ربما مشتته تتراقص على شفتيها آلاف الاسئله و لكن لا يطاوعها لسانها بالتلفظ بها، ينهال عقلها عليه بالسخط و الغضب و لكن يخفيه قلبها بين ثنايا حبها له و شوقها الحارق لحضنه٢ نقطة
, لا تدرى ما هو احساسها الان حرفيا!
, تشعر بسعاده تكاد تُوقف قلبها، و في المقابل تشعر بالحزن لخذلانه لها.
, تشعر انها على استعداد تام للبقاء صامته فقط لتظل بين يديه، و في المقابل بداخلها براكين تصرخ و يطاوعها عقلها.
,
, كالعاده شتتها، جعل عقلها يعانده و قلبها يعاندها و هى تحارب بينهما٢ نقطة
, استقبل هو صمتها بابتسامه مدركا ان خلفه صراخ سيُدمى قلبه و مرر يده على سلساله هامسا بعاطفته التى استسلم لها حقا فلم يعد يستطيع اخفائها: وقع منك يومها، كنت قولتِ انك بتحسى انى بحضنك بيه، فأنا صممت انك مش هتلبسيه غير و انتِ في حضنى و انا مدرك تماما انى هقدر احضنك بيه.
,
, رفعت عينها اليه لتنهمر دموعها و لكن دون ان يصدر صوتها ثم ضيقت عينها و صوتها بالكاد يخرج حتى تمتمت بصوت مبحوح: انت شايف انه بالبساطه دى؟
, وضع يده على خصرها مقربا اياها منه رافعا يده الاخرى ليداعب جانب وجهها مبعدا خصلاتها عنه و اجابها بصدق يعطيها الحق: لا كان بسيط عليكِ و لا عليا٣ نقطة
, اغلقت عينها لثانيه و همست بألم غلف ملامحها و صوتها تلومه: انت بعدت.!
, قربها اكثر ليهتف بلهفه: علشانك.
,
, فتحت عينها لتتطالع عينه التى ترى بها صدق لا تدرى بأى امر و صرحت باستنكار: تقصد علشانَك.!
, عقد حاجبيه متسائلا فابتسمت بوجع اطفأ بريق وجهها مردده بتأكيد: مقدرتش تستحمل ضعفك و بعدت علشان تسترد قوتك.
, تحركت يده ليضعها على عنقها من الخلف مقربا اياها منه حتى لم يعد يفصل بينهما اى مسافه و استند بجبينه على خاصتها ليهمس و انفاسه تتحد مع انفاسها: انتِ قوتى، ،.
,
, طبع قبله على جبينها بينما اغلقت هى عينها مستسلمه لهذه اللحظه ثم تبعها بقبله على جفنيها مستردا: عينيكِ زادى، ,
, تبعها بقبله على انفها ثم داعبه بأنفه مردفا بشغف: كسوفك بيحرك رجولتى، ،
, ثم طبع قبلتين على وجنتيها و التى اصدرت تصريح خجلها بوضح تام و الدم يتدفق ليعطيها رونق ساحر خطف انفاسه، ابتعد مسافه اصبع بينهما و هو ينظر لشفتيها مع ابتسامه مشاغبه و همس بنبره ذائبه: عنادك بيجننى٣ نقطة
,
, اقترب منها حتى كادت شفتيهما تتلامس و اردف بكل عشقها بكيانه و نبرته تترجم لها ما عاناه في غيابها و ما قساه قلبه في حبها: حاولت اهرب كتير بس ملقتش مهرب، كل خطوه حاولت ابعدها عنك كنت بجرى قصادها مليون خطوه ليكِ، كل كلمه قولتها تنفى حبى كنت بكتب غيرها ألف تقسم انى ليكِ، كل مره عاندت و قولت بكرهك كان قلبى بيعاندنى و يصرخ٣ نقطة
,
, صمت و تنهد بقوه مرددا بخفوت شديد بنبره تائهه تماما في عشقها: انه معرفش الحب الا بيكِ.
, انتفض جسدها بين يديه لتتمسك يدها بقميصه لاشعوريا و تخرج منها آه خافته قبل ان تشعر بشفتيه تلامس خاصتها و لكن تجمد كلاهما فور ان وصلهم صوت حنين المحمحم بخجل: احم، انا٢ نقطة
, زفر عاصم بقوه عائدا برأسه للخلف صارخا بأسى متحسر: تانى يا حنين، تانى!، ،.
,
, ثم نظر اليها ليجدها تبتسم بمكر و خجل و هى تضغط شفتيها تحاول منع ضحكتها و هتفت ببراءه: انا مكنتش اعرف، انا٢ نقطة
, قاطعها واقفا امام جنه مخفيا اياها خلفه فهو مدرك انها تكاد تموت خجلا الان و صاح بغضب: دى مش تانى يا حنين دى ثالث يا حبيبتى، و كده كتير، ،
, ثم جز اسنانه بقوه ضاغطا يديه قابضا اياها بقوه ثم رفعها و اشار للخارج هاتفا و هو يحاول تمالك اعصابه: اطلعى بره يا بنتى٢ نقطة
,
, و هنا لم تستطع كبح جماح ضحكتها لتضع يدها على فمها و تنفجر ضحكا و هى تتحرك مسرعه للخارج حتى تفاجئ الجميع بضحكتها و التى لم تزين وجهها منذ زمنا طويلا٢ نقطة
, بينما في الداخل استدار عاصم لجنه محاولا السيطره على انفعاله الان فيبدو ان القدر سلط حنين عليه لتقطع كافه لحظاته الحاسمه، وجدها تتطالع الارض بهدوء ينافى الموقف تماما فاعتقد انه من اثر كلماته!
,
, فوضع يده على خصرها مجددا و قربها منه فرفعت عينها اليه لا يدرى أيتهيأ ام لا و لكنه شعر بها تتطالعه بقوه و عزم لا يعرف اسبابهم فهتف بجديه و حزم: النهارده هننهى صفحه قديمه، و هنبدأ صفحه جديده، هنكتبها انا و انتِ، سطر سطر و كلمه كلمه، انتِ مش هتبقى مراتى بس انتِ هتبقى شريكه في حياتى كلها يا جنتى٢ نقطة
,
, ظلت تراقب صدق عيناه قليلا ثم اعادت يدها للخلف تُزيح يده عنها لتبتعد خطوه للخلف ناظره لعينيه بقوه ربما لاول مره يراها: بس انا مبحبش النهايات المبهمه و البدايات الغريبه٢ نقطة
, عقد حاجبيه متعجبا و ابتسم بترقب عاقدا ذراعيه امام صدره متسائلا بنبره جاده: يعنى؟!
,
, اقتربت منه و وقفت امامه مباشره و رفعت اصبعها لتوجهه لقلبه هاتفه بثبات لم يعتاد رؤيتها به: انا حاولت قدر استطاعتى افهم قلبك، حاولت احتوى حبك ليا بكل الطرق، عافرت علشان افهمك و اشاركك نفسك، يمكن في الاول غلطت بس بعدها حاولت و متأكده انى نجحت، ،.
,
, ثم امسكت يده لتضعها على قلبها و كملت بحزن و آسف تعاتبه: لكن انت محاولتش تفهم قلبى، محاولتش تستوعب خوفى و ضعفى، و لا مره حسستنى انى قويه بنفسى و كان كل مره ترسم ضعفى قدامى بوضوح، قلبى ظلمك في الاول بس انت ظلمته اكتر٢ نقطة
,
, تركت يده لتمحى تلك الدمعه الهاربه من مقلتيها و هى تردف بقوه و بنفس الجبروت الذى تابعه بدهشه: و انا لا يمكن ابدأ صفحه جديده و الصفحه القديمه لسه منتهتش يا عاصم، صفحتنا القديمه محتاجه توضيح، و صفحتنا الجديده محتاجه صراحه، ،
, ثم ابتسمت بخذلان و همست بتقطع و لكن بثقه: اذا كنت انت عجزت عن فهم قلبى و وجعه، انا مش هخبيه اكتر من كده، جوايا كلام كتير قوى و مش هقدر اسكت، و انت هتسمعنى، ،.
,
, ثم نظرت اليه لتراقب عينه التى غامت ببحر وجع ماضى طريقهم معا و صرحت بجديه: لو حسيت انك هتقدر تتحمل كلامى هنقفل صفحتنا القديمه، لكن لو مقدرتش، ،
, اخذت نفسا عميقا و انهت حديثها بصرامه: يبقى مفيش داعى لصفحه جديده٣ نقطة
,
, راقب اصرار عينها و ادرك جيدا ان ما بداخلها ليس بقليل و لكن فليكن، انخفضت ممسكه بحجابها و وضعته على خصلاتها تخفيها تماما و همت بالخروج عندما جذب هو ذراعها لتستدير بقوه مصطدمه بصدره و دون فرصه لاستيعاب ما يفعل وجدته يطبع شفتيه على خاصتها في قبله عبرت عن اجابته و التى أكدها فور ان تركها هامسا امام وجهها و عينه تحاصر عينها بتحدى: فاكره جملتك ليا، اللى اتعود على النصر مينفعش يقبل الخساره ، و انا مش هقبل اخسرك يا جنه، و مش هسمح ليكِ بالبعد تانى ابدا، و دا وعد منى ليكِ، و انا متعودتش اخالف وعدى، و المره دى خصوصا هوفى بيه يا جنتى٢ نقطة
,
, لعل المرء لا يهمه أن يحبه الناس بقدر ما يهمه أن يفهموه.
, جورج اورويل
, جلس الجميع بالصاله الخارجيه يتبادلون اطراف الحديث فيما بينهم حتى وقف عاصم فانتبه الجميع له، و نهض اكرم واقفا و جلس بجوار جنه محاوطا كتفها بذراعه و هى تتطالعه بدهشه و لكنها تخفيها بنظرات جامده ثم وجهت نظراتها لعاصم ببرود ثلجى، رمقها هو بنظره مشتعله فلن يقف امامه احد الان و لن يمنعه عنها احد، يكفيه موافقتها فقط!
,
, اقترب منها و وقف امامها مباشره و لكنها ظلت جالسه تنظر امامها لنقطه وهميه دون ان تنظر له، تعجب هدوءها و لكنه لم يمنحه اهتماما كبيرا و هتف بجديه: انا رميت عليكِ يمين الطلاق، لما هتنتهى عدتك، هتبقى حره، منى، من اسمى و من بيتى، موافقه على كده؟
,
, ابتسمت بسخريه و نهضت واقفه قبالته تنظر امامها قليلا ثم رفعت رأسها اليه و عينها تحرقه بفيضان يبدو انه سيجرف كل شئ في طريقه و هتفت بسخريه: بتسألنى بعد ما رميت اليمين اذا كنت موافقه على طلاقى او لأ؟!
,
, لاحظ هو نبرتها الساخره فعقد حاجبيه يحدق بها ثوانى و لكنه تجاوز ذلك محاولا اخفاء ما يعتل بصدره جراء برودها الغير متوقع و قال متجاوزا اجابتها على هذا السؤال و هو يفتح امام عينها علبه مخمليه تحمل بداخلها خاتم الزواج الخاص بها و به: بلاش ده، تقبلى تتجوزينى تانى يا جنه؟
,
, نقلت بصرها بين العلبه المخمليه بيده و وجهه عده مرات متتاليه دون رد فنهض عبد الحميد و ياليته لم ينهض: قولى يا بت ولدى موافجه على الجوازه دى و لا لاااه؟
, ابتسمت بدهشه ثم تحولت ابتسامتها لضحكه ساخره ملئت المكان لتجعل الجميع يعقد حاجبيه استغرابا بينما صاحت هى بعدم تصديق: بت ولدى! و دا من امتى؟!
,
, تجاوزت عاصم و اقتربت من جدها، وقفت امامه مشيره لنفسها بدهشه مستنكره: انا جنه على فكره، انا اللى كنت عاوز تقتلنى، انا اللى نجلاء هانم ضربتنى قدامك و انت متحركتش، انا اللى اهنت اهلى قدامى و بدون ما تعمل اعتبار لحرمه الموت، انا اللى كنت عار عليك، ٢ نقطة
, ثم اشاحت بيدها و هى تضحك باستهزاء ساخر: دلوقتى بقيت بنت ابنك؟
,
, جالت كل الالوان بوجهه و ابعد عينه عنها و هو يتمتم بأسف: كلياتنا انضحك علينا يا بتى، انى مخبرش الحجيجه غير عن جريب و جوزك صمم نجفل خشمنا لحد ما يبجى زين و يعاود بصحته و بعديها ناخد بتارنا٢ نقطة
, ضحكت مره اخرى مشيره اليه باستياء ساخر: مفيش حاجه اتغيرت و لا هتتغير، نقتل دى لا بلاش، يبقى نقتل حد تانى.!
,
, حاول عاصم التماسك حتى لا ينجرف خلف غضبه الذى اخفاه شهور طوال و لكنها تضغط بقوه على العرق الاسود لديه، اغلق العلبه بيده و وضعها على الطاوله في منتصف الغرفه و اخذ نفسا عميقا يقترب منها واضعا يده على كتفها و هم بالتحدث و لكنها فاجأت الجميع عندما استدارت بغضب دافعه بيده عنها و صرخت بحرقه و دموعها تملئ عينها و هى تشير اليه باصبعها مهدده: محدش يكلمنى، و لا يقولى اسكتِ او اتكلمى، محدش منكم يفكر يقرب منى ابدا.
,
, اضطربت الاجواء في لحظه واحده و نهضت الفتيات واقفه تنظر كلا منهما للاخرى بقلق و كذلك الشباب ابتعدوا للخلف متوقعين الاسوء بينما تأهب اكرم لطوفان طالما اخفى نفسه بنفسه و لكن لهنا و لم يتحمل، حاول الهدوء فالكل غصبا سيحتاجه الان٣ نقطة
,
, ظل عاصم بجوارها يتطلع لنظراتها الحارقه و تيقن ان ما قاله اكرم سيحدث، جنه صمتت و لكن ما فعلوه بها انار الظلام بداخلها و حان الوقت لينكشح الظلام و يعم النور و لن يحدث هذا سوى بانفجارها و لكن يبدو انه لن يكون بهين٣ نقطة
, نقلت جنه نظرها بينهم و هتفت بذهول متسائل و هى تنظر لعاصم باستنكار: انت بتاخد رأيى بجد؟!، انت من امتى بتفكر تاخد رأيى؟!
,
, رفعت يدها امام وجهه تعدد على اصابعها بغضب: اتجوزتنى غصب، حصرت اقامتى في بيتك غصب، لما هربت رجعتنى غصب، لما طلبت تبعد عنى قربت غصب، لما مفهمتش خوفى اضطريتنى اوجعك غصب،
, اختنق صوتها بمعاناتها و اردفت و مازالت القائمه ممتلئه: لما قربت منك وجعتنى غصب، لما طلبت تسامحنى اصريت على البعد غصب، لما لجأت ليك اهملتنى غصب،
, ثم صرخت بقوه و هى تدفعه بعيدا: و في عز حاجتى ليك، طلقتنى غصب٢ نقطة
,
, صمتت ثم حركت رأسها بدهشه متألمه و هى تهمس بصوت مبحوح متسائل: دلوقتى بتسألنى عن رأيى؟!
, احتدت عيناه بشده و هو يتابع كلماتها و التى تخرج من قلب يعانى وجعا ربما لن يتحمله هو، و كأنها ادركت تفكيره فرفعت يدها و وضعتها على قلبها و صاحت بعجز: جوه هنا وجع محدش فيكم فهمه، قلبى تعب و محدش فيكم حاسس، كلكم وجعتونى فوق وجعى اضعاف و محدش فرق معاه٢ نقطة
,
, شهقت بعنف و صدرها يعلو و يهبط كأنها تحارب لتلتقط انفاسها و غمغمت بحسره: محدش فيكم عرف جنه و لا حاول يفهم ايه جواها.
, تقدم اكرم خطوتين منها و لكنها رفعت يدها امامه و صرخت بحده تنافى كسره عينها التى اغرقتها دموعها تتهمه: حتى انت، حتى انت، مفهمتنيش يا اكرم.
,
, ثم مررت اصبعها على جميع الحضور متمتمه و الجميع في نظرها مذنب: كلكم دورتوا على جنه القويه، جنه اللى هتسعد سياده النقيب و تفرحه، جنه البنوته الجميله اللى اخيرا وجدت عيلتها،
, ثم نظرت ارضا كانها تنظر لانعكاسها في المرأه و اردف بضياع لم يشعر به احد سواها: لكن محدش فيكم لاحظ انكم بتدورا في بقايا متحطمه، عاوزين ماسه حقيقيه من شويه زجاج متكسر٢ نقطة
,
, اقترب عبد الحميد منها محاولا تجاوز ما شعر به مهزله في اعتقاده و تفكيره الذى يتنافى تماما مع واقع ان تقف امرأه مثلها في حضره رجال ليعلو صوتها حتى و ان كانت محقه فوضع يده على كتفها و هتف بصرامه: جصرى الكلام عاد، جولى موافجه على الجوازه دى و لا لااه؟
,
, دفعت يده عن كتفها بحركه جعلت ليلى تشهق و اعين الجميع تنتفض بصدمه و هتفت به: و انت مين علشان تقولى اسكت او لأ؟ مين انت علشان تاخد موافقتى او رفضى؟ تبقى مين بالنسبه ليا علشان تفرض عليا اقول ايه و اسكت عن ايه؟
,
, نظر اليها بغضب و في فوره غضبه رفع يده و كادت تسقط على وجنتها و لكن لم تصل، تقدم عاصم ليقف بجوارها و فعل المثل اكرم ليقف بجوارها من الجهه الاخرى و لكن كلاهما التفت اليها بتعجب عندما سبقت كلاهما يدها و التى اوقفت يد جدها و هى تصرخ و ما كان بها من ضعف سابقا اضحى قوه لن يستطيع احد كتمها او التحكم بها: انا لا يمكن اسمح لاى حد كان انه يدفنى تانى، لا انت و لا غيرك، لانى دلوقت بس فهمت ازاى اكون بنت ماجد الالفى و انى لو عاوزه هقدر استحق لقب حرم عاصم الحصرى٢ نقطة
,
, لم تحيد بعينها عن عينه التى اشتعلت غضبا بينما لم تحيد اعين الجميع عنها بدهشه كبيره و خاصه من رأوا ما حدث لها من نجلاء في اللقاء الاول و كيف احتمت بعاصم هروبا و خوفا منهم اما الان، فيبدوا ان من عليه الخوف هم و ليس هى٣ نقطة
,
, دفعت يده مبتعده خطوه للخلف و لم يشعر عاصم و اكرم ان وجودهم بجوارها يشكل فارق الان، فجنه وقفت، وقفت بمفردها و لم يرف لها جفن، لم تتردد او تتزعزع بل واجهت و بمفردها، تراجع كلاهما و نظرا كلا منهما للاخر بابتسامه مدركين ان الان حان وقت جنه للتحدث، حان وقت القوه و على ما يبدو لقد زال الضعف٢ نقطة
,
, نظر عبد الحميد لها ثم نظر لمن حولها لعل احدهم يثنيها او يعاقبها عما فعلت و لكن لم يتحرك احد فانسحب غضبا تملك منه و خرج من المنزل مسرعا، و لان الامر لا يتحمل الكثير انسحب الحضور و لم يبقى سوا العائله.
, ظلت جنه صامته و هى واقفه مكانها فاقترب عاصم منها و رفع وجهها اليه متحدثا بقوه يدفعها لها دفعا: احكى كل اللى جواكِ، قولى كل حاجه وجعاكِ، احكى يا جنه انا سامعك، و هفضل اسمعك٢ نقطة
,
, فاضت دموعها مع اهتزاز شفتاها لتغلق عينها جالسه مكانها ارضا بحركه مفاجئه جعلت حنين تشهق و همت باقتراب منها و لكن اكرم اوقفها، تاركين اياها تُخرج كل ما يعتل بصدرها لعل جروحها تلتئم و لعل خوفها يتبدد و آلامها تتبعثر، فكل من صمت يوما له حق بالانفجار فما بالها صمتت طوال عمرها،.
,
, انخفض عاصم على ركبتيه امامها و حاوط وجهها بكفيه رافعا وجهها اليه و عيناه حاوطتها بأشعه مطمأنه و اردف مجددا مشيرا على صدرها موضع قلبها: افتحى لقلبك باب نور٢ نقطة
, نظرت لوجهه قليلا ثم رفعت يدها و وضعتها على وجنته تُصرح بصوت مذبوح: انا شوفت فيك كل اهلى، بابا و ماما و اكرم٣ نقطة
, ثم ابعدت يدها عنه و صوتها يختفى تدريجيا: بس كمان شوفت فيك كوثر٢ نقطة
,
, ضمت يدها لصدرها و حياتها تمر امامها بالتفاصيل التى ارهقتها سابقا و باتت تدمرها الان: انت فاهم يعنى ايه اخسر اهلى و ابقى لوحدى، فاهم يعنى ايه نفسى اقول كلمه ماما بس مش عارفه، عارف يعنى ايه اشوف بابا بيموت قدام عنيا و هو بيحضنى علشان اعيش٢ نقطة
,
, اخذت انفاسها بصعوبه و هى تضع يدها على عنقها و دموعها تغرق وجهها و عيناها تغيم في قسوه الماضى و ما عانته و اردفت بصوت ضائع مشتت و وجع اتلف روحها: اول ما فوقت يوم الحادثه كوثر قالتلى انتِ السبب، قالتلى انتِ اللى قتلتيه، مامتك ماتت بسببك و باباكِ انتِ قتلتيه٢ نقطة
, رفعت عينها له و همست و عنيها تتطالعه بلهفه و صوتها يستنكر بضعف و ألم حارق: انا كان عندى عشر سنين يا عاصم، عشر سنين بس!
,
, وضعت يدها على فمها لتدخل في نوبه بكاء حاده و عاصم امامها لم يتحمل و سقط عن ركبتيه جالسا ارضا و هو يتمزق لاجلها و لكن يكفى فلتُخرج ما يؤلمها، فالتواجه نفسها به حتى تستطيع مواجهه الالم٢ نقطة
, جلس اكرم على الاريكه و هو يلوم نفسه كثيرا، ليته لم يبعد، ليته ظل بجوارها، ليته استطاع حمايتها و مداوه وجعها، ليته استطاع ان يكون اخ كما يجب، هو لا يستحق هذا حتى٢ نقطة
,
, رفعت عينها التى فقدت كل ملامح الحياه لتتوه في متاهات القسوه و الصراع التى عانت منه بداخلها سنين و ليست بقليله امسكت يده و هى تجاهد لتتحدث حتى استطاعت بصوت متقطع: كان نفسى في حضن بس وقتها، كان نفسى حد يطمنى و يقولى انا جنبك، كان نفسى حد يمسح دموعى و يقولى كل حاجه هتبقى تمام٢ نقطة!
,
, ثم تركت يده و صرخت بحرقه و صوتها به نبره ممزقه: بس ملقتش يا عاصم، ملقتش غير اتهام كوثر ليا و سخريه بناتها منى، ملقتش غير فراغ ملى حياتى و قتل قلبى٣ نقطة
, اشارت لاعلى و صاحت باستنكار: فاهم يعنى ايه كنت اقعد ليا نهار ادعى **** يحن عليا و ياخدنى؟!
, فاهم يعنى ايه اتكلم مع صورتهم كأنهم قدامى و اشتكيلهم؟!
, ثم ضحكت وسط دموعها لتهتف تردد: و انا عندى عشر سنين.
,
, و صمتت تذهب بجسدها للامام و الخلف و دموعها تتساقط بلا صوت و انتفاضه جسدها تزداد حتى لم تعد مها تتمل فاحتضنتها لتتعالى شهقاتها و صراخها بكل وجه اضنى روحها، و بكل اشتياق قتلها، و بكل اتهام مزق طفولتها حتى ابتعدت جنه عنهما و نظرت لحنين التى اقتربت منها تمسد ظهرها بحزن و اردفت تخبرها عن اقصى امنيات طفولتها: كان نفسى اضحك و العب مقدرتش، كان نفسى الاقى حد يسرح شعرى و يعملى ضفيره و مقلتش، كان نفسى اصحى الصبح على صوت ماما او دلع بابا بس مكنش حد جنبى، كان نفسى اشاغب و مروحش المدرسه و ادلع عليهم٣ نقطة!
,
, ثم انفجرت باكيه و بضياع صرخت: بس حتى المدرسه اتحرمت منها، يعنى مش كفايه طفولتى لا كمان حتى تعليمى اتحرمت منه،.
,
, ضمتها مها بقوه مجددا تخفى وجهها بصدرها، بينما لم تستطع حنين التماسك لتبتعد، اخذت مها تنتفض مع جنه و هى تفقد نفسها رويدا رويدا، ، ابتعدت عن مها و اردفت متسائله و هى لا تعرف الاجابه، لا ترعف الصواب و الخطأ: كان شعور ايه هيفضل معايا غير الخوف يا مها؟ احساس ايه كان هيلازمنى غير الضعف و العجز؟ و فعل ايه اللى كنت هعمله غير الهروب و الاستسلام؟
,
, نظرت لعاصم الذى ادمعت عيناه و هو ينظر لها بذهول و قلبه يكاد يفارق صدره ألما نقل نظره لمها باشاره منه لتبتعد، فطاوعته و عادت للخلف و لكن عينها وقعت على اكرم الذى كان في حاله يرثى لها، دموعه تتراقص على رموشه السفليه، عيناه شاحبه و ملامحه تقفد الحياه تدريجيا و هو ينظر لجنه بأسف و ندم كاد يفتك به، شعرت بقلبها يفارقها و للحظه مجنونه شعرت بنفسها تكاد تركض له لتحتضنه، يدها تهفو للربت على كتفه و عيناها تهفو لتمنحه الدعم و لكنه لم يكن واعٍ سوى لتلك المتمزقه امامه٣ نقطة
,
, رفعت جنه عينها بضعف لتسقط دموعها متتاليه و تلاقت بعين عاصم الذى مال برأسه غير قادرا على التفوه بكلمه واحده يزم شفتيه بقوه فقط يمنحها نظراته التى ربما تساعدها لتصمد٢ نقطة
,
, ابتسمت و هى تبكى لتهمس بعدها باستسلام: انا معرفش يعنى ايه طفوله يا عاصم، ملقتش حد يلعب معايا، ملقتش حد لما اعيط يحضنى، ملقتش حد لما اتعب يسهر جنبى، مكنش عندى عروسه لعبه و لا بسمع افلام كرتون، و اللعب اللى بابا اشتراها ليا لما كان عايش كوثر حرقتها و كسرتها قدامى، كان عندى 11 سنه و بتطبخ، اغسل، انضف، اكوى، امسح و اشتغل طول اليوم لحد ما انام من التعب، كنت بتفرج على بنات كوثر و هما بيذاكروا و اسرق كتبهم بالليل احاول اقراها و طبعا مكنتش بفهم غير القليل، كنت براقب العيال الصبح و هما رايحين المدارس من شباك اوضتى و اتمنى ابقى مكانهم، كنت بتابع اعلانات هدوم ******* و لعبهم و اتمنى البس و العب زيهم٢ نقطة
,
, اختنق صوتها و انهت و هى تجاهد للتتنفس: جنه ماتت يوم ما بابا مات يا عاصم.
, شهقت بقوه و هى تضم جسدها بيدها و ذكريات وفاه والدها تحرق ذكرياتها الاخرى لينتفض جسدها بعنف و تفتح فمها تحاول التقاط انفاسها و لكن لم تستطع، فزع عاصم و انتفض ممسكا بكتفها صارخا: حد يجيب مايه بسرعه٢ نقطة
,
, انتفض اكرم يسقط بجوارها ممسدا ظهرها هاتفا بلهفه خائفه: بالراحه، حاولى تاخدى نفسك بالراحه، ثم ضم رأسها لصدره بقوه و تساقطت دموعه رغما عنه يردد بندم حقيقى: انا اسف حقك عليا، اسف انى مكنتش الاخ اللى احتجتيه، اسف انى بعدت، حقك عليا.
,
, مسح عاصم جانب فمه و انفاسه تضطرب بشكل لا ينم عن خير ابدا ثم رفع يده يشد على خصلاته و يده تتحرك بارتباك على وجهه غير مدركا لم يجب عليه فعله، كانت نهال تستند على يد محمد و دموعها تنهمر و هى تشعر بتقصيرها في حق شقيقتها و ابنتها و ربما لو بحثت عنها لاستطاعت تعويضها و ليلى لم تكن بحال افضل بل كانت في حاله انهيار و عز يحاول جاهدا جعلها تتماسك، بينما امين كل كلمه منها جعلته يتوعد نجلاء اسوء عقاب و اشد عذاب عما لاقته تلك الطفله بسبب لعبتها الحقيره في الماضى.
,
, امسك عاصم يدها ليتركها اكرم و ساعدها على شرب قليل من الماء حتى هدأت قليلا و لكنها لم تعتق نفسها و اصرت على اكمال ما بداخلها رغم انه جزء ضئيل جدا مما عايشته فمهما وصفت و مهما قالت، من لا يعيش الامر لا يدرك وجعه.!
,
, تعلقت عينها بعين عاصم قليلا قبل ان تبتسم بهدوء و ضعف تشرح له اسبابها، توضح نفسها و تخبره عجزها و الذى لم يفهمه ابدا: مكنش في حياتى حد زيك، لا اتعودت اواجه و لا حد قالى واجهى، حتى داده زهره كانت بتخلينى اسمع كلام كوثر و استسلم علشان متعاقبش و ما ادراك ما العقاب٢ نقطة!؟!
,
, اخذت نفسا عميقا و اردفت بتذكر: و عشت عشر سنين من عمرى كده لحد يوم المؤتمر و قلم كوثر اللى فوقنى، شويه، و يمكن جواب ماما اللى قرأته قبلها هو اللى دفعنى ان اهرب منها، ،
, امسكت يده ضاغطه عليها بقوه كأنها تستمد منه ما تحتاجه من قوه و بالوقت ذاته تعاقبه، تجلده و سياطها قاسيه: و جيت هنا، كمربيه.!
,
, نظرت لليلى المنهاره في البكاء و تماسكت لتنهض واقفه و اقتربت منها، جلست على ركبتيها امام وجهها ثم احتضنتها تحاوطها بيديها لضغيرتين ليصدع صوت ليلى عاليا فهمست جنه و دموعها تنهمر بقوه: متعيطيش، انتِ كنتِ السبب في انى ابدأ حياه جديده، كنتِ المساعده اللى **** عوضنى بيها٢ نقطة
, ضمتها ليلى باعتذار، ندم و ألم و تحدثت و صوتها مختنق بالدموع: انا اسفه و ****، انا اسفه.
,
, ظلت جنه بين يديها قليلا ثم ابتعدت عنها و وضعت يدها على وجهها تُزيل دموعها و هى ترد بامتنان: انا لازم اشكرك٢ نقطة
, التفتت بعدها لعاصم مره اخرى لتجد عيناه تفيض بحنان ملئ روحها فاقتربت منه و جلست امامه مجددا تردف و ما بقى من الكلام كثير و ما بقى من مشاعرها اكثر: كنت بخاف منك جدا، و كان كل هدفى ابعد عنك، كنت حاسه انى وقعت في ايد كوثر تانيه بس اقوى و اصعب و هتوجعنى اكثر، انت اللى كنت بتبعدنى عنك يا عاصم٢ نقطة
,
, انهمرت دموعها اكثر و هى توجه له الان اتهام اهلك قلبه و احرق روحه اضعاف ما يعانيه الان: كنت بتزعق فيا، كل حاجه اوامر، اول ما شفتنى طردتنى، كنت السبب في دموعى دايما، قطعت رساله بابا و كسرت برواز صورتهم، ٣ نقطة
,
, اختنق صوتها بدموعها و هتفت بلوم صارم و متألم: اجبرتنى اعيش احساس موتهم مره تانيه، حسستنى ان مليش ظهر و انى بفقد اعز ما املك تانى، كنت موجوعه مره و انت خلتهم مرتين، ، صمتت لحظه ثم هتفت باستسلام: كرهتك٢ نقطة
, لتبكى بحرقه و هى تصيح بضعف نفسها، روحها او قلبها لم يعد يفرق: كرهتك بس غصب عنى حبيتك، كنت ببخاف منك بس بطمن جنبك، كنت بتمنى تختفى من حياتى بس كنت برتاح لما بشوفك٢ نقطة
,
, دفعته بكتفه صارخه: انا خلقت جوايا صراع لحد الان مش عارفه اخلص منه٣ نقطة
,
, انتفض جسده و سرت رعشه غريبه بأطرافه و هو يتجمد تحت كلماتها كأنها تضربه بسوط آلامها بدون رحمه، و اى رحمه و هو لا يستحق، اردفت هى و روحها تكاد تفارقها: كنت يوم بتضحك و تطمنى و أيام تعيشنى في رعب، دائما تظهر قوتك اللى كانت بتحسسنى بضعفى، كنت دائما واقف قدامى لحد ما اتعودت اقف وراك، لقيت فيك السند، الظهر و القوه اللى لو خسرتهم في يوم هتكسر تانى٢ نقطة
,
, شهقت عده مرات متتاليه و دموعها تتساقط بوجع احاط صوتها ليخرج مهزوزا مع انتفاضه جسدها: خفت من حبى و تعلقى بيك، خفت اخسرك و اخسر نفسى، خفت من فكره ان كل اللى بيحبنى بيبعد عنى٣ نقطة
, صمتت لحظه لتسقط عينها المرتعبه بظلام عينيه المتألمه و همست بعجز: خفت ابقى لوحدى تانى، خوفت افرح يا عاصم.!
,
, اقترب ليمسك يدها و لكنها سحبتها فورا و نهضت واقفه صارخه بنبره ذبيحه مزقت قلبه: محدش فيكم عرف جنه، محدش فهمنى و لا حس بوجعى، كلكم كنتم شايفينها تفاهات، شايفين انى بتدلع او بتقل بس و **** العظيم كان غصب عنى، انا عندى هاجس خوف مقدرتش اتخلص منه، كنت خايفه و محتاجه لحد يطمنى٣ نقطة
,
, اخذت انفاسها التى اختفت تقريبا و عينها تغيم بضبابات ربما تنقذها من هول ما تعيش من سوء ذكرياتها الان ثم ادرفت باتهام واضح و صريح زعزع نفسه و اهلكها: انت مقدرتش تحب جنه الضعيفه و دورت فيها على القوه، انت فكرت في كرامتك و كبريائك و اتجاهلت خوفى و ضعفى، دورت دائما على جنه حرم النقيب عاصم الحصرى بس و لما مره حاولت تطمن جنه ماجد الالفى، حبتنى انا متأكده بس مستوعبتش عجزى، مكنتش مقتنع و لا هتقتنع انك غلط، ليه لان عاصم الحصرى مابيغلطش، عاصم الحصرى مابيعتذرش، كل حاجه عاصم الحصرى و بس٢ نقطة
,
, تقدمت اليه مسرعه و هى تحرك يدها بعشوائيه متسائله تجعله يشعر و لو بذره مما عاشت عمرها فيه: فاكر يوم ما كوثر جات هنا و استغلت ضعفك، فاكر احساسك بالعجز وقتها عمل فيك ايه؟ فاكر كسرتك و عدم قدرتك على انك تدى اى رد فعل؟
,
, اشارت على صدرها تضربه بعنف قبضه يدها تصرخ و تصرخ بوجع و نبره متهدجه: انا بقى كنت عايشه بالاحساس ده عشر سنين يا عاصم، فاهم يعنى ايه عشر سنين؟ يعنى انت متحملتش يوم و سافرت علشان تسترد قوتك و تمحى عجزك بس انا مكنش عندى الفرصه دى حتى٢ نقطة
,
, نقلت بصرها بينه هو و اكرم و تحدثت و لكن اختفى صوتها ليخرج مبحوحا و لكنها لم تصمت و ادرفت مع اهتزاز نبرتها و دموعها المستمره: محدش فيكم فهمنى و لو مره، محدش فهم انى مكنتش محتاجه نصايح و لا تحكمات، انا كنت خايفه و محتاجه حد يطمنى، يمكن كان بالنسبه لكم تفاهه بس كان بالنسبه لى كابوس مش قادره اصحى منه٢ نقطة
,
, اتجهت لعاصم و وقفت امامه لتلجأ اليه بابريقها العسلى برجاء خالص و امسكت يده و هو مستسلم لها بالكامل رفعتها لتمسح دموعها بيده و هتفت بأسى: كنت محتاجه انك ترفع ايدك تمسح دموعى و تقولى انك مش قادر تتحملها، ،
, تركت يده لتحتضنه بقوه تضيف بتوسل: كنت محتاجه انك تحضنى و تقولى انا معاكِ اطمنى، ،.
,
, ابتعدت عنه و امسكت بياقه قميصه تجذبه و هى تصرخ و صوتها يتهدج ببكائها: كنت محتاجه انك تفهم ضعفى مش تظهر قوتك، انا كنت محتاجه ليك٢ نقطة
, دفعته و نظرت اليه بأسف و عينها تُغلق و كتفاها يتدهلا بحسره كانت النهايه لروحه التى ابادتها كليا عندما همست بخيبه امل: بس انت مكنتش جنبى يا عاصم، مكنتش جنبى.
,
, فتحت عينها لتُرسل اسهم اتهام لاكرم ايضا متذكره ما فعله بها في المشفى و بعدها حتى و ان كان محقا و هتفت بألم و هى تشير باصبعها على كلاهما: محدش كان جنبى كله هاجمنى، محدش حس قد ايه انا بتألم و انا بقتل نفسى بنفسى، قد ايه بتعذب و انا بحرم نفسى منك و من حبك و قربك، يمكن كنت باجى عليك بس كنت بدوس على نفسى قبلك.
,
, عادت بنظرها لاكرم تمنحه حصته من وجعها ساخره: كنت بتعاقبنى و بتاخد حق عاصم منى يا اكرم، بس انا مكنش حد شايف فين حقى!
, تراخى جسدها و اسبلت جفنيها بضعف فاقترب عاصم مسرعا يسندها لصدره فألقت برأسها عليه و همست بضعف و ملامحها تشحب بشده و ما بات لديها قدره: كان نفسى حد يحس بيا يا عاصم، كان نفسى احب نفسى علشان اصدق ان انت حبتنى، كان نفسى اطمن.!
,
, فتحت عينها ناظره اليه و ارتجف ذقنها و شفتاها و هى تهمس باكيه: يوم ما كوثر خطفتنى و كنت هخسر حياتى و شرفى مكنتش خايفه على نفسى قد ما كنت خايفه عليك، خفت كوثر تقدر تكسرك بيا، خفت تلطخ شرفك و تحنى رأسك بيا، خفت ابقى سبب في عجزك او ضعفك و خزيك بعد كده، خفت عليك بس انت سبتنى يومها و بعدت يا عاصم و متقولش علشانى انت بعدت علشان نفسك، كسرتنى و انا مكنتش حمل كسر جديد.
,
, ضمها بقوه لتشهق باكيه و هى تتمسك به بينما هو دفن وجهه بثيابها لتتساقط دموعه بين طيات حجابها لم يراها و لم يشعر بها احد سواها فازداد تمسكها به حتى رفع رأسه و نظر لوجهها و هو يحاوطه بكفيه: انا كنت مغفل، مقدرتش افهمك او افهم وجعك، اذيتك و **** عاقبنى، انا بحمد **** انى فقدت بصرى و الا كان ممكن اخسرك انتِ، انا مش بس غلطت، انا مذنب بحقك٢ نقطة
,
, احنى رأسه امامها و هتف بندم خالص و توسل يرجو عفوها: انا اسف على كل حاجه عملتها و وجعتك، اسف انى مقدرتش اقف جنبك، انى مكنتش العون و السند اللى انتِ محتجاهم، اسف انى ساعدتك بوجهه نظرى لكن مفهمتش وجهه نظرك، اسف على كل كلمه اندفعت و قولتها، اسف على كل مره احتجتينى و مكنتش معاكِ، اسف انى فكرت في وجعى و نسيت وجعك، اسف و لو قولتها من هنا لاخر عمرى مش هتكفى٢ نقطة
,
, ثم اضاف بجديه مفرطه و حزم قاطع و بات متيقن من ان ما تحمله من قوه كانت بقدر المها و ضعفها اقوى منه: انتِ عمرك ما كنتِ ضعيفه، اللى تتحمل كل اللى جواكِ دا اقوى من اى حد، اقوى منى و من عشر رجاله زيى٢ نقطة
,
, انهمرت دموعها و هى لا تصدق ما تسمعه اذنها و لم يكن هذا حالها بمفردها و لكن كل الحضور تعجبوا عاصم فهو لم يكن يحنى راسه امام احد و لم يكن يعتذر و بفضل هذا تعرض لمحاكمه عسكريه من قبل، و لكن الان لم يفكر فمن امامه ليست مجرد زوجه بل هى كل ما يملك٢ نقطة
, يقولون العشق معضله، صدقوا،
, و لكن ان اجتمعت دقات القلب و اندمجت الانفاس ف لكل معضله حل٢ نقطة
, ستظل دقاتها تتراقص و سيظل قلبه يعزف لها لحنا لا يليق سوى بعاصم و جنته!
,
, استعادت قوتها الجديده و كأنه رواها بها مجددا و همست بجوار اذنه: مش ببساطه كده يا سياده النقيب.
,
, ابعدها عنه مسرعا، يصيح و لم يجد بها ضعف، خنوع او ذل لعزه نفسه و هو ينظر لعينها بعشق و بنبره مشبعه بخالص عشقه لها: معاكِ حق، طيب تسمحيلى بفرصه تانيه اعوضك بيها عن كل اللى فات من حياتنا، لما احس بضعف جوه حضنك استخبى، احكى و اشتكى و من قوتك استقوى، تسمحيلى احبك و انسى عمرى كله بين ايديكِ، اسعدك و يمكن اكون طمعان فيكِ علشان سعادتى، اتجوزك و امسك ايدكِ لحد ما شعرى يشيب، تسمحيلى اشوف ولادى نسخه منك، من حنانك، من قوتك و حتى ضعفك!
,
, ثم سألها بترجى منتظرا الاجابه بلهفه: تقبلى تتجوزينى و تشاركينى باقى حياتى يا جنه؟ تقبلى بالراجل العصبى، الغضبان و الهمجى دا زوج ليكِ؟
, نظرت لعينه قليلا و سرعان ما ارتسمت ابتسامه سعاده على شفتيها لتنير وجهها باشراقه و يبرق ابريقها العسلى بفيض عشقها له مجددا ظل يحاصرها بأسهمه التى استعادت هى الاخرى شغبه، شغفه و اصراره و الاجمل انها اخيرا اعترفت بحبه و هتفت بضحكه عاليه: موافقه٢ نقطة
,
, ضحك الجميع فانتبهت لنفسها و تراجعت عنه قليلا و هتفت في محاوله لاصلاح ما خربته بموافقتها السريعه هذه: سيبنى افكر.
, جذبها من يدها ليضمها فوضع اكرم يده على كتف عاصم قائلا بسخط يمزح: كانت بتعيط و زعلانه فسكتنا لكن مش كل شويه احضان كده مينفعش، عيب، صدقنى عيب.
, ضحك الجميع مره اخرى و ازاح عاصم يد اكرم يرمق مها خلفه بنظره ثم عاد بصره لاكرم هاتفا بمشاغبه: انا لسه موافقتش على فكره، و ليك يوم٢ نقطة
,
, دفع اكرم جنه لعاصم حتى اصطدمت بصدره هاتفا بمرح و هو يرمق مها بنظره جانبيه: احضنها براحتك يا اخى دى مراتك اصلا و انت حر، ، ثم مال عليه هامسا بخبث: هتوافق امتى بقى؟
, ضحك عاصم بينما جنه تتابعهم باستغراب ثم قربت رأسها منهم هامسه معهم بخفوت: فيه ايه؟
, همس عاصم في اذنها بعيدا عن مسمع اكرم: بحبك.
,
, احمرت وجنتها بخجل و ابتعدت عنه و لكنه امسك يدها مقربا اياها منه و لكنها دفعته عنها هاتفه بحزم: احنا يعتبر مطلقين يا سياده النقيب، عدتى لسه منتهتش اه بس انت لسه مردتنيش لعصمتك!
, ابتسم بخبث ناظرا اليها بابتسامه لم تفهم معناها و لكن سرعان ما ادركت مقصدها و هتفت بعدم تصديق بائس: تانى، غصب تانى!
, ضحك بصوت عالى و الجميع يراقبهم بسعاده حتى حرك كتفه هاتفا ببراءه: اللى فيه طبع!
,
, وضعت يدها على وجنتها متسائله بحسره و هى تنطق اسمه بغيظ واضح تجز على اسنانها بقوه: ردتنى لعصمتك امتى يا سياده النقيب؟
, اتسعت ابتسامته يصمت لحظه ثم اجابها: يوم ما سافرت.
, شددت قبضتها صارخه بغضب منه: يعنى انا كنت بعد في الايام و الاسابيع و اقول عدتى هتخلص، و احسب و انا خايفه و انا مش مطلقه اصلا!
, اومأ برأسه و هو يجاهد ليكتم ضحكته حتى صرخت غاضبه و تحركت من امامه مسرعه للاعلى و صعدت البنات ركضا خلفها، ,.
,
, اختفت ابتسامته و ظل يتابعها و قلبه يتألم اشد الالم لاجل ما عانته ثم نظر لاكرم لتحتد عين كلاهما ثم نظر لوالده و جده هاتفا بنبره لا تقبل النقاش و قد عاد للقرصان الاول سطوته و عضبه: و رب الكعبه ما هرحمها، نجلاء الحصرى هتموت على ايدى.
, هتفت ليلي بخوف: **** يكرمك يا عاصم اقفل الموضوع ده٢ نقطة
,
, صرخ عاصم بغضب حارق، فخلف ابتسامته وخلف طمأنته روح تشتعل لن يطفأها اى شئ كان سوى اذلال تلك نجلاء : انت ماسمعتيش جنه غالبا يا ماما، كل اللى حصل لها بسبب نجلاء هانم، خروج خالى و مراته من وسط العيله بسببها، غضبى من كوثر مقدرتش افرغه فهيبقى من نصيب نجلاء هانم٢ نقطة
,
, اخذ عز نفسا عميقا و قال محاولا امتصاص غضب عاصم و في الوقت ذاته منع تهوره: انت معاك حق بس مينفعش نتصرف الا و في ايدينا ادله ضدها اكيد وراها حاجه كده او كده تسجنها٢ نقطة
, اقترب اكرم قائلا بتفكير: جوزها قصجى طليقها لازم ينزل مصر، انا متأكد انه معاه الورقه التايهه عننا٢ نقطة
, صمت عاصم قليلا ثم ابتسم بخبث يجيبه بتوعد: و انا عندى فكره.
, نظر اليه الجميع فنظر لاكرم يوضح ما جال بفكره: قال لمها انا هنزل على فرحك!
,
, نظر الجميع اليه بتعجب و ترجمه عز فورا: و احنا هنجوز مها من غير عريس يا عاصم؟
, ابتسم اكرم مدركا ما يُلمح اليه عاصم و لكن لم يروقه كثيرا فاعترض يمنعه الجموح بأفكاره: انا مش هتجوز مها لسبب يا عاصم غير لانى بحبها و عاوزها شريكه حياتى.
,
, ربت عاصم على كتفه هاتفا بتقدير متدارك: انا متأكد من ده، و انا مش بقول كده علشان تستغلها انا بقول كده علشان اضرب عصفورين بحجر واحد، الاول انك تتجوزها و نستركم في بيت بقى، و التانى انى اعجل بنزول الراجل ده بدل ما امشى في الموضوع بدماغى و اخربها.
, رفع امين يده مقاطعا بتعجب: دجيجه دجيجه، مين رايد يتجوز مها؟
, وقف اكرم شامخا و هتف بقوه محاولا اخفاء حرجه: انا.
,
, ضرب امين بعصاه الارض و هتف بقوه: و مين جالك انى هوافج على الجوازه دى!
, ابتلع اكرم ريقه بصعوبه و هو يطالع وجه امين الجاد حتى ابتسم امين قائلا و قد كان يمازحه او ربما يوقف قلبه: الاصول اصول يا ولدى و لازمن تطلبها من كبيرها مش اخوها!
,
, ابتسم اكرم شاعرا بنفسه كشاب في الثانويه و قد وافق والده على قصه حبه العابثه، ربت عاصم على كتف اكرم مصرحا: معاك اسبوع تظبط الموضوع ده، علشان نتفق على الفرح او على الاقل كتب كتاب و كده نكسب وقت و في نفس الوقت منضيعش وقت، تمام؟
, ثم شرد ببصره متذكرا مسأله سياده اللواء و التى لم يستطع اخبار اكرم عنها ففى النهايه الموضوع متعلق بمقتل ابيه و اضاف بحده: و انا في الاسبوع ده عندى شغل ضرورى لازم يخلص٢ نقطة
,
, يا ليتنى يوما اعود لقلبها،
, يا ليتها يوما تعود لحبها،
, يا ليتنى،
, يا ليتها،
, و هل عبارات التمنى سوف تأتينى بها٢ نقطة!
, فلقد اضعت بقسوتى
, حبا نقيا كان في الافااق طيرا
, كان فجرا
, كان طهرا
, كان في ماضىّ نورا
, تاه منى و انتهى٢ نقطة
, اقتباس.
,
, استعدت هبه للنوم و جلست على الفراش لتقرأ رسالته المسائيه و لكنه لم يمنحها الفرصه اذ وجدت باب الغرفه يُفتح و هو يدلف ليغلقه خلفه، وضعت الرساله جانبا و اعتدلت جالسه اقترب منها جالسا امامها و صمت قليلا وهى تنظر اليه تنتظر ما سيقول، و لكنه لم يقل شيئا و لكن يده امتدت لتحتضن كفها حاولت جذب يدها و لكنه لم يتركها و تحدث بأسى: انا مش قادر اتحمل اكتر من كده، مش قادر اتحمل بعدك عنى يا هبه، كفايه لحد كده انا بجد تعبت.
,
, ابتسمت بسخريه و هى تغرقه بامواجها الهادره محركه رأسها بتتابع مع كلماتها الحاسمه: و انا مش قادره انسى، مش قادره اسامحك، مش قادره اتجاوز اللى خلتنى اعيشه يا معتز، انا كمان بقول كفايه، انا كمان تعبت، فا وفر تعبى و تعبك و ننفصل بهدوء بقى.
,
, انتفض واقفا صارخا بغضب: لسه بتقولى ننفصل، ، ثم امسك كتفيها موقفا اياها امامه هاتفا بوجع: يا هبه انا محتاج ليكِ جنبى، بشتغل و بقتل نفسى شغل بس مش قادر انشغل عن التفكير فيكِ، قلبى و عقلى مشغولين بيكِ، تعبتِ روحى و مبقتش قادر٢ نقطة
, عقدت ذراعيها امام صدرها و صرحت بثبات: و انا مش هكمل في علاقه انا متأكده انها هتفشل، انا مبقتش عاوزاك معايا و مبقتش مؤمنه بجوازنا، قصتنا انتهت يا معتز، لحد هنا و انتهت.
,
, حاوط وجهها بلهفه و عينه تتوسل عينها لتشعر به و تمتم بألم صدر عن قلبه و روحه المرهقه: انا مستعد اعمل اى حاجه علشان تسامحينى، قوليلى عاوزه ايه و انا هعمله فورا، بس سامحينى!
, نظرت اليه قليلا ثم اقتربت منه خطوه و وجهت امواجها الهائجه بسواد عينيه الهادئ و بتسائل ماكر تكلمت: اى حاجه؟
, تشبث بخيط الامل التى منحته اياه و وافق مسرعا و بلهفه: اى حاجه و كل حاجه، انتِ بس اطلبى.
,
, رفعت يدها و وضعتها على قلبها لتسرد له طلباتها بخفوت و نبره تعانى: رجع لقلبى فرحته، ابنى ثقتك جوايا، ارحم عقلى من التفكير، امحى وجعى اللى بشوفه قدامى كل اما اشوفك، رجع لهفتى بنظرتك، ضحكتك، هزارك و حبك ليا، دور معايا على هبه القديمه اللى انت قتلتها بايدك، ساعدنى اشوف فيك معتز اللى انا حبيته مش معتز اللى كسرنى.
,
, نظر لعينها التى غرقت بأمواجها لتنهمر دموعها على وجنتها و هى تردف تخبره بمدى صعوبه نسيانها، تخبره انه فعل ما اعجزها عن مسامحته و قالتها من قبل ان خيرها ما بين قلبها و بين كرامتها ستسحقه دون رحمه: امحى من عقلى النظره اللى شوفتها في عينك يوم ما شوفتها، امحى من قلبى احساسى بروحى بتتسحب منى يوم ما دخلت عليا و ايدك في ايدها، امحى الوجع اللى عانيته و انا بحاول اكسبك منها، امحى احساسى بالذل و انا بدوس على كرامتى علشان مش قادره اسيبك على غفلتك و استسلامك، امحى شعورى بالحرق حيه و انا بشوف غيرى بتشاركنى فيك.
,
, ارتد للخلف خطوه و عينه تغيم في بحار يبدو انه لا قابليه له للخروج منها فالغرق فيها محتم بينما اقتربت منه هى هذه الخطوه لتواجه عيناه مجددا تصرح عما فعلته لتخبره انها لم تقصر في حقه سواء سابقا او بعد ان مزقها فما الذى ينتظره منها اكثر: انا كنت بتوسل حبك، كنت بحاول ابنى لنفسى مكان في قلبك، بس انت هدمته و مش من قلبك بس، انت هدمت قلبى باللى فيه.
,
, اختنق صوتها و ازداد انهمار دموعها و تسائلت بحسره: انت عارف انا حسيت بايه لما رددت اسمها لما كنت تعبان!، عارف قلبى اتحرق ازاى لما اتصطدمت و عينك لمعت بحبك ليها اول ما شفتها معاك؟، ،
, ثم هتفت باستنكار متألم: انت بصيت لها بصه عمرك ما بصتها ليا يا معتز، نظرتك ليها عمرى ما شوفتها ليا، نظرتك قتلتنى!
, صمتت قليلا رافعه اصبعها امام وجهه هاتفه: جوايا اسئله كتير قوى و نفسى اعرف اجابتها!؟
,
, دفعت كتفه بغضب و صاحت بوجع: لما انت بتحب غيرى اتجوزتنى ليه؟، لما في حد تانى في حياتك بتدخلنى حياتك ليه؟، لما انت بتحن لها و دائما في تفكيرك بتشغلنى بيك ليه، لما انت مقفلتش الصفحه القديمه بتفتح جديده ليه؟
, استمرت بدفعه و هى تصرخ بحرقه غاضبه و لكن خلف الغضب وجع اهلك روحها، وجع اخفته كثيرا و لكن لم يعد باستطاعتها التحمل٣ نقطة
,
, نظر لعينها بندم و اسف و همس باعتذار و لم يعد بمقدروه غير اسف **** تتقبله يوما ما: غلطت يا هبه، كالعاده استسلمت و غلطت، بس انتِ عارفه انى حبيتك، انا كنت بحس بتأنيب ضمير ناحيتها و دا اللى خلانى اتجوزها، انا٢ نقطة
, قاطعته تصرخ بوجهه: انت مش شايف غير نفسك، عقده الاهمال اللى امك زرعتها و والدك رباها جواك خلتك مش شايف غير نفسك، المهم محدش يأذيك لكن انت تأذى عادى٢ نقطة
,
, عقد حاجبيه و هو يشعر بكلماتها كجمرات تحرقه حرقا و لكنها لم تتوقف و اشارت اليه باصبع اتهام لتقذف بكلماتها دون ان تأبه لما يشعر به: انت اتجوزتها علشان خوفت تخسرنى فقولت قبل ما اكسرك تكسرنى، اتجوزتها علشان ثتبت ليا و لنفسك و للكل ان معتز محدش بيلوى ذراعه و انه لما بيعوز حاجه بيعملها و ان مفيش حاجه ممكن تقف قدامه حتى لو حبه لمراته او حبها ليه، اتجوزتها علشان تقول لنفسك انا متاح ليا الاختيار و اقدر اختار اللى انا عاوزه، انت اتجوزتها علشان ترضى غرورك و تقوى نفسك.
,
, ظل يتابع ملامح وجهها المهاجمه و ابتسم ابتسامه جانبيه، هى ليست مخطئه و لكن الحقيقه تؤلم، تؤلم اشد الالم٢ نقطة
, انهت كلماتها بقسوه مشبعه بغضبها و حزنها و لوعه قلبها: انت اتجوزتها علشان عارف و متأكد انى بحبك و مش هتخلى عنك، علشان واثق من وجودى جنبك.
,
, صمتت لحظات ثم نظرت اليه و اشارت على قلبها و صرحت بغضب من نفسها اولا ثم منه: و انا فعلا بحبك، كتبت قلبى باسمك، حفظتك جواه و قفلت عليك، لا قبلك و لا بعدك، بس اذا كان قلبى مش كفايه، انا همحى اسمك منه يا معتز، همحيك من قلبى، من عقلى و من حياتى كلها، لا احساسك بيا كفايه و لا حبك ليا كفايه، و انا مش هرضى بالقليل يا معتز،.
,
, اقتربت خطوه منه تنظر لعمق عينيه بقوه و هتفت منهيه كلامها: بحبك اه بس الغالى مش هيرخصلك يا معتز، و انا قلبى غالى قوى، غالى قوى عليك.
, جاءت لتخرج و لكنه امسك يدها موقفا اياها و هو يتمتم بابتسامه و قد فضح سرها الصغير: وانتِ مغلطيش؟!
, التفت اليه ناظره بضيق فهى مازالت تكتوى بنار خطأها و اخفاء امر حملها عنه، مازالت تعانى من اخفاءها و عدم تنفيذ كلام ربها٢ نقطة
,
, جذبها لتقف امامه مجددا و هو يرفع يده ليحاوط وجهها بكلتا يديه متسائلا بحزن و ألم: مغلطيش لما خبيتِ عليا حملك؟
, شهقت بعنف مرتده للخلف بعيدا عن مرمى يده و عينها تتسع بصدمه بينما استند هو على الحائط و ملامحه تحكى بالالم الكثير و وجهه ينكمش من وجعه منها و عليها، ، ارتبكت و حركت يدها بحركه متوتره و تسائلت بتلعثم: انت ع٣ نقطة
,
, قاطعها مقتربا منها ممسكا يدها المرتجفه ليضمها بحنان و هو يتابع بلوم خالص: مغلطيش لما معملتيش بكلام **** وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ٢ نقطة
,
, انتفضت و هى تخفض رأسها ارضا خزيا و ندم، فرفع وجهها اليه و ازال دموعها بهدوء و هو يردف و هو يجد لها آلاف المبررات: عارف انك كنتِ موجوعه، عارف انى اذيتك و وجعت قلبك، بس و **** يا هبه ما عندى اغلى منك، و **** ما عاوز من حياتى كلها غير رضى **** و حبك.
,
, مد يده لها و همس بترجى من قلب يعشقها و لا يستطيع بدونها، و نظر لعينها بتوسل من انسان لا يستطيع مهما حدث التفريط بها: امسكِ ايدى علشان نطلب سوا من **** يغفر لنا ذنوبنا، علشان يطمن قلوبنا و يساعدنا نعيش، علشان يرحمنا و يهون كل صعب.
, نظرت ليده قليلا ثم رفعت عينها اليه و ظلت تنظر اليه ثم امسكت يده و وضعتها اسفل بطنها ثم وضعت يدها عليها و همست بتردد و هو تنظر بعمق عينيه الذاهله: ابننا لسه عايش يا معتز.!
,
, اتسعت عينه بصدمه و هو ينقل بصره بين يديه و وجهها ليهمس بتقطع مشتت: اب، ابنن، ابننا، از، ازاى يعنى؟!
,
, انهمرت دموعها و هى تخجل من اخفائها هذا ايضا و لكنها كانت تحاول فقط ان تلقنه درسا يؤلمه مثلما ألمها، كانت تريد ان تجعله يتمسك بها لا بطفلها، كانت تريد ان يقوى بمفرده لانه يريد و ليس لانه سيصبح اب، اجابته بخفوت: لما روحت المستشفى الدكتوره قالتلى ان الضغط و الارهاق اثر عليا و لازمنى راحه بس الجنين بخير، بس انا طلبت منها تخبى عليك و انت اكيد عارف السبب٢ نقطة!
,
, جذب يده ينظر لوجهها بصدمه و تمتم باستنكار: ليه؟ ليه تخبى عليا؟ ليه تحرمينى من الفرحه و تحرقى قلبى باحساس انى كنت السبب في موت ابنى؟ هو دا العقاب يا هبه؟ كده بتاخدى حقك؟ بتاخدى حقك بانك تخلينى اكتوى بنار خساره ابنى و خسارتك!
, حرك رأسه يمينا و يسارا بعدم تصديق مغمغما: عمرى ما توقعت ان قلبك يقسى بالشكل ده! ازاى قدرتِ تكونى عديمه الرحمه كده، بأى حق تعملى كده؟ بأى حق؟
,
, اخذت تبكى دون كلمه ثم تمتمت بصوت يخنقه الدموع: انت كنت قاتلنى و بتلومنى انى وجعتك، كنت حارق روحى و بتعاتبنى انى حسستك بالالم! و لو انا معنديش حق، فأنت كمان مفيش اى حق يسمحلك انك توجعنى يا معتز٢ نقطة
, صفق بيده في انبهار بقوتها التى لا يدرى من اين او كيف اكتسبتها حقا هى ليست بامرأه قليله ابدا: برافو عليكِ، قدرتِ تردى القلم بعشره، برافو.
,
, تحرك خارج الغرفه صافعا الباب خلفه و استمعت هى بعدها لباب الشقه يُغلق فادركت انه خرج نهائيا من المنزل فاتجهت للفراش و استلقت عليه و هى تضم ركبتيها لصدرها تبكى بحرقه دافنه وجهها بوسادتها.
,
, ظل هو يجول و يجول بسيارته في شوارع القاهره المزدحمه ليصرخ على هذا و يتطادم من ذاك و يضغط بوق السياره بشكل مزعج حتى توقف على جانب طريق يخلو الا من السيارات، استند برأسه على المقعد خلفه و اغلق عينيه و الافكار تعصف بكيانه٣ نقطة!
, أهى محقه فيما فعلت، ام أخطأت؟!
, أستحق هو هذا العقاب ام هى تمادت؟!
, أيغضب عليها الان او يمنحها العذر؟!
, لقد عاش اسوء اشهر من عمره الفتره الماضيه، كلما اقترب منها ابعدته،.
,
, لاحظ هو تغيرها و ربما ازداد وزنها قليلا و لكنه لم ينتبه لشئ كهذا،
, لو لم تهاتفه تلك الطبيبه لتخبره انها كانت على علم بالطفل ربما لما فكرت في ان تقول له يوما، و لكن لم اخبرته الطبيبه نصف الحقيقه فقط، لماذا لم تخبره ان طفله مازال موجودا حتى الان؟
, لماذا منعته هبه هذه الفرحه؟!
, و لكن هو منحها من الالم ما يمنحها كل الحق في ايلامه، ربما هى محقه في كل ما تفعل.
,
, هو لم يكسر قلبها فقط بل جرح كبريائها، حطم انوثتها و هدم حلم حياتهما معا،
, تجاهل حبها و استغل زلاتها ليبرر لنفسه ما فعل،
, هى مهما فعلت و مهما قالت محقه، محقه تماما في كل شئ.
, ضرب بيده على المقود امامه ثم رفع يديه للاعلى: يارب اغفرلها و سامحها، يارب تسامحها و تسامحنى يارب، يارب، اللهم لا حول ولا قوه الا بك٣ نقطة
,
, صدع اذان العشاء فادار محرك السياره ليذهب للمسجد القريب من المنزل، ادى فرضه و اخذ يدعو **** بكل ما يجول بخاطره و كل ما يؤلم روحه، بعد بعض الوقت اراح بها نفسه و قلبه نهض منتعشا و مصرا بداخله على ان يكسب قلب زوجته من جديد و يبنى لابنه اب جديد، سيكون زوجا تفتخر به و سيكون اباً يعتز به اطفاله، سيصبح انسانا اخر طالما تمنى ان يكون عليه٢ نقطة
,
, عاد للمنزل ليجد البيت ساكنا تماما اغلق الباب و اقترب من غرفتها بهدوء ليصله همهمات خافته من الداخل فعلم انها تبكى، دلف للداخل فشعر بها تكتم صوتها بالوساده و تدعى النوم، فابتسم و بدل ملابسه و اقترب منها ليدخل الفراش معها و استقلى ملاصقا لها وجدها تضم ركبتها لصدره و تتخذ وضع الجنين فضمها اليه كما هى فقط احتواها بذراعيه لتنهمر دموعها و يعلو صوتها بنهنهات متعبه فشدد من ضمها له و همس بجوار اذنها: اوعدك كل حاجه هتبقى احسن، كل حاجه هترجع زى الاول و افضل، يمكن القصه القديمه بكل ما فيها من حلو و وحش انتهت و انا بوعدك هنبدأ قصه جديده، قصه معتز و هبه، معتز و هبه و طفلهم و بس.
,
, استسلمت للامان بين يديه فلا قدره لديها الان على التحدث فقط لتنعم بهذه الراحه حتى و لو كانت لبضع ساعات.
,
, شئ اليكِ يشدنى
, لم ادرى ما منتهاه؟
, يوما اراه نهايتى،
, و يوما ارى فيه الحياه٢ نقطة
, فاروق جويده
, كانت عائله مازن مجتمعه بأحد المطاعم، بعد الانتهاء من تناول الطعام، نظرت حياه لساعه يدها هاتفه بتعجل: ممكن نرجع البيت بقى؟
, نظرت اليها نهال بتعجب مستنكره: بدرى كده، ليه ما لسه السهره طويله؟ و بعدين احنا يعتبر بنحتفل لفرحه حنين بعاصم و مراته.
,
, ضحكت حنين بسعاده متذكره كيف استطاع اخيها احتواء وجع زوجته و كيف استطاعت جنه ترويض غضبه، نظرت حياه لحنين ثم عادت ببصرها لنهال و صرحت بحزن: كان نفسى نقعد و **** بس انا عندى مناقشه بكره.
,
, اختفت ابتسامه حنين تدريجيا فحياه رسميا اصبحت مجنونه عمل، تكاد تفقد عقلها اثناء السعى وراء تلك المنحه، فهى لم تعد تلتفت لاى شئ سوى هذا العمل و هذه الوظيفه فقط و لكنها تجاهلت تفكيرها و اجابت تُريح تلك المتلهفه: عادى يا ماما مفيش مشكله.
, ضرب محمد على الطاوله بهدوء موافقا: انا كمان تعبت و محتاج ارتاح و لسه الايام كتير.
,
, وافق الجميع و نهضوا رويدا رويدا و اثناء وقوفهم في الاسفل حتى يحضر مازن سيارته و و السائق سياره محمد نظرت حنين لمياه النيل على مرمى البصر ثم شعرت برغبه عارمه في الجلوس امامها الان، فقالت لنهال و حياه الواقفين بجوارها: انا هقعد على الكورنيش شويه يا ماما، تقدروا تروحوا انتم و انا مش هتأخر.
, عبست نهال نافيه برفض: مينفعش يا بنتى احنا قربنا على نص الليل مينفعش لوحدك، تعوضيها يوم تانى.
,
, نظرت حنين للمياه ثم نظرت امامها و اومأت موافقه و هى تجد كلامها منطقيا، صعدت نهال و محمد للسياره و قبل ان تصعد حياه لسياره مازن، ترجلت نهال وقالت و هى تنظر لوجه حنين و ضحكتها تختفى: حنين عاوزه تسهر كمان شويه يا مازن، خليك معاها و حياه هتيجى معانا.
, نظر مازن لحنين بتعجب و رفع احدى حاجبيه متسائلا: تسهر فين؟!
,
, تلعثمت حنين و هتفت مسرعه تحاول الاعتراض على فكره البقاء معه بمفردهم: خلاص يا ماما مره تانيه مفيش داعى.
, اوقفهم مازن بيده قائلا بهدوء يحاول فهم ما حدث: فهمونى بس ايه الحوار بالظبط؟
, ابتسمت حياه و ربتت على كتف حنين قائله بتوضيح: حنين عاوزه تقعد على الكورنيش شويه و طبعا ماما رفضت لانه مينفعش لوحدها، وصلت كده!
, اومأ مازن برأسه و نظر اليها يردد بنفس نبرتها: وصلت يا ست لمضه هانم.
,
, ضحكت حياه بشغب و اومأت و صعدت للسياره الاخرى فمسدت نهال ظهر حنين و همست بحنان اموى: روحى ما جوزك يا حبيبتى، اعملى كل اللى نفسك فيه.
,
, انتفض قلب حنين و عقلها اثر كلمتها و لكنها حاولت التماسك لترفض و لكن نهال لم تمنحها الفرصه و تحركت السياره من امامهم و بقيت هى و مازن خلفها، لاحظ تجهم وجهها و ادرك ان والدته لم تحسن الامر بل زادته سوءا، و لكنه صمم على تجاوز الامر بل و برغبتها ايضا وقف امامها و نظر اليها بابتسامه حاول ان تبدو طبيعيه فما فعلته والدته يعقد الامر بداخله اكثر و هتف بمرح: تقدرى تعتبرينى عسكرى حمايه، اخد بالى منك و بس، و اعملى اللى تحبيه بدون ما تفكرى انى معاكِ حتى.
,
, ابتسمت من طريقه كلامه و اشاره عينيه و يديه العشوائيه و اومأت موافقه، تقدمته و بالفعل لم يزعجها حتى بالمشى بجوارها فقط يمشى خلفها و دون ان يعترض على اى شئ ابدا٢ نقطة
,
, توقفت امام احد المقاعد لتستند على السور امامها و تنظر للمياه بنظرات هادئه و الاضواء المحاوطه تندمج مع سكون ملامحها لتمنحها رونق خطف قلبه و علق عينه بها، بالاضافه لفضيه عينها و التى لمعت بشكل خاص مع ابتسامه خافته تزين وجهها لتمنحه لوحه فنيه مكتمله الجوانب تحمل من الجمال ما لم تراه عينه مسبقا٢ نقطة
,
, استند على السور بجوارها فنظرت اليه مبتسمه ثم نظرت امامها مجددا و همست بتذكر حالم: كان ده مكانا المفضل، مكنش بيحب المطاعم المتكلفه و لا الكافيهات الكلاسيكيه. كان دايما يحب يقعدنى هنا، قدام النيل، كان بيقول انه شبهى.!
,
, نظر لجانب وجهها متفحصا ملامحها متمتما بهدوء مأخوذا باحساسه بها و هو حتى لا يدرك: هادئ، بس لو ثار محدش هينجى من فيضانه، مهما شوفتيه بيوحشك و بتتمنى تشوفيه تانى، بيعكس كل جميل حواليه، بيدى رونق بيخطف العين و القلب، نفسك ترمى نفسك جواه بس خايفه انك ممكن تغرقى، جذاب بشكل متعب، لا هو قريب و لا هو بعيد و اللى بيتعلق بيه مبيقدرش يستغنى عنه، و تقريبا كل الناس بتحبه٢ نقطة
,
, تجمدت مكانها و كلماته تنبأها بخطر لا ترغب به ابدا، تسارعت دقات قلبها بقلق و التفت تنظر له بحده و لكنه احال وجهه للمياه قبل ان ترى تفحصه بها ثم نظر اليها ليجد نظره متسائله تتطالبه بتوضيح لكلماته فأشار على المياه امامه بمرح: النيل، بتكلم على النيل.
,
, هدأت قليلا ثم نظرت امامها مجددا و اردفت بهمس بنفس النبره التى اذابها عشق لم و لن تكتفى منه و هى تعود بذكرياتها لفارس: لما كنت في بيت بابا النهارده كل مكان فيه فكرنى بفارس، اهمهم المطبخ و الثلاجه.
, قاطعها مازن معتدلا ناظرا اليها بضحكه استغراب: الثلاجه؟!
,
, نظرت اليه بتحمس و بدأت تسرد له ما حدث يوم ان اتاها قبل سفره فانفجر مازن ضاحكا و هى يتخيل مظهر فارس بهذا الوضع، و استمر الوضع عده ساعات يتسامرون دون ان ينتبه كلا منهما للوقت حتى صمتت حنين و بدأت تعبث بخاتم زواجها بفارس بيدها ثم نزعته لتنظر لاسميهما المنقوشه بداخله و اوضحت بعشقها له: وحشنى قوى، محتاجه اشوفه او حتى اسمع صوته، صعب قوى غيابه عنى، انا بحبه قوى٢ نقطة
,
, نظر اليها بحزن متذكرا اخيه و عشقه الجارف لها و لكن ألمه قلبه لنبته عشقه هو لها و تمتم بوجع: هو كمان كان بيحبك قوى.
,
, نظرت اليه لتجد الالم يتجسد بعينه كأنها تؤازرها فامتلئت عينها بالدموع و ظلت تنظر للخاتم بيدها و فجأه انتبها على صوت مزمار بلدى يصدع بجوارهم فالتفت كلاهما ليجدا عروس بفستان زفافها تسير بجانب عريسها و خلفهم عدد ليس بقليل من الاشخاص و من بينهم عده اشخاص على ما يبدو يمثلون فرقه تعزف لهم، فنظر كلاهما للاخر و ابتسم، استندت حنين على السور بمرفقها تتابع فرحه العروس و لسوء حظها بدأت الموسيقى الصاخبه و هيئه العروسين تغزو عقلها بذكريات يوم زفافها ففتحت كفها لتنظر للخاتم بيدها مع انتفاضه جسدها و بدأت دموعها بالانهمار رغما عنها٣ نقطة
,
, انتبه مازن لها و من نظراتها ادرك انها تعيش فقدها مجددا فاقترب منها قائلا بحذر: انتِ كويسه؟
,
, و مع الصوت العالى لم تسمعه و ظلت تنظر لكفها بضياع حتى مر عده اشخاص من امامهم و دون ان ينتبه مازن اصطدم احدهم به اثناء مروره فمال على حنين عندما لم يستطع التوازن و لسوء حظه و حظها ارتجفت يدها فسقطت دبلتها لتصطدم بسطح الماء و تختفى داخله بينما هى شهقت بصدمه و هى تعتدل ناظره للمياه، تبكى بصوت عالى و لكن مازن لم يُدرك ما حدث فحاول تهدئتها و فهم ما صار و لكنها لم تهدأ، حتى انتهت الاصوات من حولهم فنظر اليه محاولا مجددا و قلبه يصيبه بالقلق: ايه اللى حصل؟
,
, ظلت تأخذ انفاسها و تشير على المياه و بصوت متقطع تكلمت: د، دبله، دبله فارس٢ نقطة
, نظر ليدها ليجدها فارغه و اشارتها للمياه جعلته يدرك انها اسقطته فتلعثم و لم يدرى ما يجب عليه فعله، نظرت له باتهام قاسى و تحركت من امامه مسرعه: عاوزه اروح، حالا.
, وضع يده على وجهه هو لم يخطئ و لكن بنظرها هو الان الملام الوحيد، تنهد بخيبه امل لانتهاء ليلتهم بهذا الشكل، لحق بها حتى صعدا للسياره سويا في طريق العوده للمنزل٢ نقطة
,
, ظلت صامته طوال الطريق و هو ينظر اليها بين حين للاخر حتى تحدث غير قادرا على الصمت اكثر: انا اسف مكنش قصدى تقع، انا ب٢ نقطة
, قاطعته و هى تمتم بحزم: انا اللى خلعتها من ايدى، انا اللى غلطت.
, نظر امامه و ساد الصمت بينهم مره اخرى، الظلام يحيط بهم و الطريق خالى نسبيا من الماره، و فجأه انتبه على مؤشر ما امامه ثم اوفق السياره فورا٢ نقطة
, اعتدلت حنين و عقدت حاجبيها تتسائل بتعجب: ايه اللى حصل؟!
,
, نظر اليها دون اجابه ثم عاد ببصره للمؤشر امامه و عقد حاجبيه بضيق هاتفا و هو يترجل من السياره: هى الليله مش عاوزه تكمل٢ نقطة
, فتح الغطاء الامامى و اخذ يفحصها و يحاول و لكن نفذت محاولاته، عاد اليها مستندا على نافذه الباب ناظرا لها هاتفا بأسف: العربيه حرارتها رفعت٢ نقطة
, رفعت حاجبيها بتسائل ساخر: بمعنى، قصدى يعنى هنعمل ايه؟
, فغمغم بسخريه و غلب عليه مرحه: هنعملها كمادات٣ نقطة
,
, اتسعت عينها باستنكار فضحك على هيئتها و هتف آمرا: انزلى هناخد تاكسى.
, نظرت لساعه هاتفها لتجد الوقت قارب على الفجر فهتفت باستنكار قلق: دلوقتى؟!
, اغلق نوافذ السياره و اخذ مفاتيحه قائلا يلعن حظه الارعن الذى وضعه و اياها في مثل هذا الوضع بهذا الوقت: مضطرين اكيد مش هنقف على الطريق٢ نقطة
,
, ترجلت من السياره و وقفت بجواره و القلق يفتك بها و المكان من حولهم هادئا بشكل جعلها ترتبك اكثر، نظر اليه ثم حاول تهدئتها قليلا مستعيدا كل هدوءه و مرحه: ايه ده اوعى تكونى خايفه؟! هيبقى شكلى وحش قوى٢ نقطة!
, توترت و ضمت شفتيها كأنها تخبره ليس ذنبى و تمتمت بخفوت: شويه٢ نقطة
,
, اعتدل ناظرا لها واقفا امامها و عقد ذراعيه امام صدره متسائلا بمرح يقصد تهدئتها: خايفه ليه بس؟ احنا مش معرضين لا للسرقه و لا خطف، احنا في امان تماما٢ نقطة
, عقدت حاجبيها بغيظ و خوفها يزداد: انت بتحاول تطمنى تقريبا!
, حك جانب عنقه و هو يضحك هاتفا و كأنه لا يدرك: مش عارف شكلى فاهم الموضوع غلط٢ نقطة!
,
, ابتسمت على هيئته و اشاحت بوجهها جانبا فأخذ يدندن بكلمات و هو ينتظر ان تمر اى سياره اجره من امامهم و لكن المكان اشبه بالصحراء تماما٣ نقطة
, فالاستاذ المبجل فضل المرور من الشوارع الجانبيه الهادئه عوضا عن الطريق الرئيسى المزدحم و ها قد علق ها هنا لا يدرى ستمر سيارات اخرى ام لا؟
, انتبهت لما يقول فاستندت على السياره خلفها و الهواء يعبث بملابسها الواسعه و بحجابها و غمغمت بابتسامه: دا شعر؟
,
, استدار لها ثم اقترب مستندا على السياره هو الاخر و عقد ذراعيه امام صدره متنهدا بقوله: أينعم٢ نقطة
, ابتسمت ملتفته له منصته لما يقوله و غمغمت متذكره: فارس كان قالى قبل كده انك بتحب تقرأ كتب الشعر لدرجه انه كان بيستغلك علشان تساعده٢ نقطة
, ضحك متذكرا ما كان يفعله فارس به حتى يتنازل مازن و يختار له الاحدى الابيات الشعريه التى تلائم احساسه بها و قال ضاحكا بقوه: حصل، كان بيطلع روحى٢ نقطة
,
, ابتسمت متذكره ما كان يقول فارس لها و رويدا رويدا اتسعت ابتسامتها حتى تحولت لضحكه عاليه و هى تائهه كليا في ذكرياتها مع فارس، بينما هو تائه تماما في ملامحها و ضحكتها التى اسرت قلبه، حتى انتبه كلاهما على صوت سياره تقف بسرعه مصدره صوتا عاليا على بعد قليلا منهم٢ نقطة
, نظر كلاهما للاخر و اعتدل مازن متقدما قائلا و من قلبه يتمنى ان تمضى **** بسلام: هشوف كده يمكن يساعدونا في الطريق المقطوع ده٢ نقطة
,
, اومأت برأسها فتقدم مازن من صاحب السياره هاتفا باستئذان: العربيه عطلت على الطريق ممكن توصلنا في طريقك، لحد الشارع الرئيسى بس و تُشكر جدا.
,
, نظر الرجل له ثم نظر للرجل بجواره و ابتسما ثم رفع نظره للمرآه لينظر لحنين من خلالها، تعلقت عينه بها، وجهها الهادئ و الذى اكسبه الهواء احمرارا طبيعيا، ملابسها و التى تلتصق بجسدها بفعل الرياح الشديده و تحاول هى ازالتها بارتباك، مرر عينه عليها من اعلى لاسفل ثم عاد ببصره لمازن و تمتم موافقا: اكيد، اتفضلوا٢ نقطة
,
, لم يشعر مازن بالراحه الكافيه و هم برفض الموضوع و انهائه و لكن حنين اقتربت منه هامسه بتساؤل: قولى انه وافق انا تعبت!
, نقل بصره بينها ثم نظر للرجلين بالسياره ثم عاد ببصره لها بعدما انتبه لنظرات الرجل لها فدفعها للخلف قليلا و همس نافيا: الناس دى شكلها مش مظبوط انا مش مرتاح لهم٢ نقطة
, عقدت حاجبيها باستنكار: ليه بس؟، معاهم عربيه اكيد مش هيسرقوا يعنى و بعدين انت معايا فأكيد مش هيعملوا حاجه٢ نقطة
,
, نفى مره اخرى و قلبه ينبأه بخطأ ما: لأ، معلش هنستنى كمان شويه مش هيحصل حاجه.
, زفرت بقوه و هتفت بضيق: اصلا الطريق زى ما يكون مقطوع، هنفضل هنا للصبح٢ نقطة
, و عادت بخطوات سريعه للسياره و استندت عليها مره اخرى، اقترب مازن من السياره الاخرى قائلا ينهى قلقه و فكره: خلاص شكرا على المساعده٢ نقطة
,
, هبط الرجل من السياره مدعيا وجه البراءه: و **** ما ينفع حضرتك، الطريق ده شبه مقطوع و مش هتلاقى عليه موصلات، اتفضل معايا اوصلكم للطريق الرئيسى و تقدروا تركبوا مواصله من هناك٢ نقطة
,
, صمت مازن قليلا ثم اشار لحنين بالاقتراب فاقتربت منهم و عين الرجل تكاد تخترق جسدها و لاحظت هى و ندمت على موافقه مازن التى كانت تشجعه عليها منذ قليل، صعدا للسياره و لاحظ مازن نظرات الرجلين المستمره لحنين في المرآه فعقد حاجبيه و نظر للاسفل ليتفاجئ بصندوق يحتوى على عده انواع من الممنوعات الملفوفه.
,
, شدد قبضته مدركا ان ما فعله بركوبه هذا اخطأ خطأ جاسما، نظر لحنين وجدها تعبث بيدها بتوتر فامتدت يده لتحتضن يدها فتمسكت به بخوف فشعر هو بارتجافتها فشتم تحت انفاسه، محاولا التفكير في مخرج ما فعلى ما يبدو لن يمر الامر بسلام٢ نقطة
, تفاجئ مازن بالرجل ينعطف بالسياره في طريق جانبى فوضع مازن يده على كتفه مانعا اياه التكمله: انا بقول ننزل هنا بقى و مش فاضل كتير على الطريق الرئيسى٢ نقطة
,
, اجابه الرجل الاخر و هو يلتفت له ليرمقه بنظره سريعه ثم يتركز نظره على حنين و التى اخفضت عينها خجلا و خوفا و شددت قبضتها على يد مازن: مينفعش طبعا لازم نوصلكم٢ نقطة
, فجز مازن اسنانه بغضب قائلا بنبره غاضبه آمره: انا قولت وقف العربيه و نزلنا.
,
, توقف الرجل بالسياره على غفله فارتد الجميع للامام فترجل مازن من السياره مسرعا و جذب حنين خلف ظهره و رفع كفه شاكرا: متشكرين جدا على التوصيله، ، و امسك بيد حنين و تحرك بها من امامهم٢ نقطة
,
, فركض الرجلين امامهم و اخرج احدهم مديه حاده امام مازن فصرخت حنين متمسكه بذراعه تختبئ خلفه، اضطربت انفاسه و هى تشدد من تمسكها به لاعنا سيارته التى توقفت في هذا الطريق فلقد حدث ما كان يخشاه، هتف بحده و عيناه تحتد بغضب و للاسف خوفا لا على نفسه بل عليها: عاوز ايه؟
, نظر الرجل لحنين بنظره جعلت الدماء تغلى بعروق مازن و قال بحقاره: طلع محفظتك و كل اللى معاك و الاهم الاموره اللى جنبك.
,
, شدد مازن قبضته و عيناه تجول بالمكان ثم نظر للسياره قليلا بينما تساقطت دموع حنين و هى تتخفى خلفه هامسه بخوف: مازن٢ نقطة
, و في هذا الموقف و الرجل الاخر يقترب منهم ليأخذ اشيائهم لم يجد مازن ان العنف سيجدى نفعا فاستدار لها بنصف وجهه هامسا بلهفه و هو يمسك يدها بقوه ضاحكا بسذاجه تعجبتها: بتعرفى تجرى؟
, رفعت عينها اليه بصدمه و تمتمت بذهول: اجرى!
,
, دفع مازن الرجل بيده فاصطدم بالرجل الاخر ليسقط كلاهما ارضا فجذبها بقوه راكضا و هو يصيح بنفاذ صبر: انتِ لسه هتفكرى٢ نقطة!
,
, ظل يركض و هو يجذبها و هى تركض خلفه و الدهشه تكاد تشل حركتها، ظلا يركضا حتى خرجا للطريق الرئيسى، فوقف مازن و انحنى بجزعه يستند بيده على ركبتيه يأخذ انفاسه بصعوبه و بجواره حنين بالكاد تلتقط انفاسها، حتى اعتدل و نظر لها فرفعت عينها اليه ظلا لحظه يحدقون ببعضم باستنكار متعجب ثم انفجارا في نوبه ضحك جعلت من حولهم يلتفت لهم٢ نقطة
,
, لم يستطع مازن كبح جماح ضحكته و التى تحولت لقهقه عاليه حتى كاد يفقد انفاسه من شده الضحك و كذلك حنين التى جلست على الرصيف الجانبى و دفنت وجهها بين يديها و لم تستطع كتم ضحكتها بأى شكل كان٢ نقطة
, هدأت قليلا فنهضت واقفه فنظر حوله و هو يبتسم بعبث قائلا: انا بقول بلاش تاكسى و لا عربيه ملاكى احنا ناخد مواصله عامه تحسبا للظروف٣ نقطة
,
, ضحكت موافقه و بالفعل صعدا لمواصله عامه حتى وصلا للمنزل بسلام، دلفا ليجدا المنزل هادئا فأدركا ان الجميع ذهب في نوم عميق نظر كلاهما للاخر فهمست بخفوت ساخر: شكرا على اليوم بمغامراته الكثيره.
, ضحك معلقا على مزاحها الساخر فمرح: عفوا، في اى وقت تحتاجى مهزله زى اللى شوفناها النهارده اطلبينى عالطول٢ نقطة
, ضحكت هى الاخرى ثم كتمت ضحكتها بكفها لتتحرك بهدوء باتجاه غرفتها هامسه بابتسامه: تصبح على خير٢ نقطة
,
, و تحركت قبل ان يُجيبها حتى، اختفت ابتسامته و وضع يده على قلبه و الخوف الذى تملك منه اليوم يهلك قلبه، لم يخاف بحياته بقدر ما فعل اليوم، ان صار لها شيئا لم يكن ليتحمل ابدا٢ نقطة
, غمغم بخيبه و حسره و هو يراقب باب غرفتها يُغلق: و انتِ من اهلى٢ نقطة
 
الفصل الثاني والأربعون


بتعملى ايه يا سلمى؟!
, هتفت بها مروه و هى تجلس على الاريكه بالخارج و يصلها صوت سلمى تعبث بالاطباق بالمطبخ، امالت رأسها للخارج و هى تجيبها بغيظ: بعمل كيك، امجد بيحبه٢ نقطة
, ضحكت مروه بسخريه، و هى تجلس مستمتعه بالمسرحيه الكوميديه التى تشاهدها و تمتمت بخبث: اممم، ماشى.
, لحظات و استمعت لصوت الباب يُفتح و يدلف امجد و معه والده و الارهاق يبدو بوضوح على وجهه٢ نقطة
,
, نهضت مروه مستقبله اياهم و ساعدت زوجها على الجلوس بينما دلف امجد للمطبخ و هتف يفاجئها: متمردتى الجميله، بتعمل ايه؟
, انتفضت، و استدارت له بغيظ ثم ابتسمت و طبعت قبله على وجنته هامسه بحب: وحشتنى٢ نقطة
, حاوط وجهها بكفيه ليطبع قبله على جبينها متنهدا بتعب: و انتِ كمان وحشتينى جدا٢ نقطة
, دفعته بمرفقها للخارج تأمره: غير هدومك و الاكل هيجهز حالا٢ نقطة
,
, اومأ برأسه مقبلا اياها مره اخرى ثم تركها و خرج، بدأت تُسرع اكثر حتى لا تتأخر عليه، و لكنها فجاه شعرت بدوار غريب يلفها توقفت مستنده على الطاوله الرخاميه و وضعت يدها الاخرى على جبينها٣ نقطة
, نظرت امامها بشرود فما تشعر به منذ بضعه ايام يدل على شيئا واحدا، شيئا غير متوقع ابدا، و لكن الان دوراها يزداد و بشكل سئ٢ نقطة
, سقطت بجسدها ارضا، عاد امجد اليها ليُفاجئ بها بهذا الشكل فجلس امامها: سلمى حبيبتى، في ايه مالك؟
,
, اسندها لتقف فيما تمتمت هى بضعف: مفيش انا كويسه، شويه د٢ نقطة
, قطعت كلاهما و عينها تُغلق و سقطت فاقده لوعيها بين يديه، انتفض محاولا ايفاقتها و لكنها لم تستجيب له، مر بعض الوقت حتى استعادت وعيها٣ نقطة
, فتحت عينها ببطء لتجد مروه جالسه قبالتها على الفراش و مصطفى واقف مستندا على الحائط المقابل لها بينما امجد يستند على باب الغرفه بكتفه عاقدا ذراعيه امام صدره ينظر اليها بنظره لم تفهمها٢ نقطة
,
, اعتدلت جالسه و هى تنظر لوجههم الذى لا ينم عن خير ابدا و تسائلت بتعجب: في ايه؟
, اقترب امجد منها قليلا و انخفض ناظرا اليها بتفحص هاتفا بعدم تصديق: انتِ بجد بتسألى في ايه؟ المفروض انا اللى اسألك في ايه؟
, عقدت حاجبيها متعجبه تسأله باستنكار: تقصد ايه يا امجد؟ ايه اللى حصل؟
,
, شعرت مروه ان امجد على وشك فقدان اعصابه الان فوقفت امامه دافعه اياه للخلف و نظرت لسلمى بحده مصرحه بما لم يخطر على بال سلمى يوما: في انك حامل، و عاوزين نعرف من مين يا سلمى؟
,
, صباح الخيرات٢ نقطة
, هتف بها اكرم صباحا وهى يدلف للشركه فنهضت هناء واقفه بضحكه واجابته: صباح النور يا بشمهندس٢ نقطة
, استند على مكتبها بابتسامه: ها جدولنا عامل ايه النهارده؟
, امسكت هناء بالمجلد الخاص بها لتبدأ بعمليه مفرطه: اجتماع مع شركه الساعه 10، و اجتماع مع عمال مصنع بعد الضهر، وا٢ نقطة
, قلطعها بيده هاتفا بغيظ: قلبك اسود قوى، شايفه مزاجى رايق تقومى تنكدى عليا كده، **** يسامحك يا هناء، **** يسامحك٢ نقطة
,
, تحرك مبتسما غامزا اياها لداخل مكتبه بينما وقفت هناء تتطلع للمكان الذى تركه فارغا هاتفه بذهول: ضحك ليا، ثم ابتسمت ملتفته لعملها و هى تضحك ببلاهه،
, اقتربت مها منها و امسكت ورقه لتكتب لها فهناء مازالت لا تستطيع فهم لغه الاشاره خاصتها في ايه يا هناء بتضحكِ على ايه كده؟
, قرأت هناء الورقه و ابتسمت و اجابتها بحالميه: اكرم٣ نقطة
,
, احتدت عين مها و انتبهت كل اطرافها ناظره اليها بغضب فحمحمت هناء محاوله تصحيح ما فعلت: اقصد البشمهندس اكرم، ضحك ليا، يالهووووى.
, رفعت مها احدى حاجبيها بدهشه ثم امسكت الورقه و وضعتها بحده على الطاوله فانتفضت هناء و انتبهت فكتبت مها احنا في الشغل يا هناء، في الشغل.
,
, و تركتها مها و طرقت الباب و دلفت، رفع اكرم عينه لها و ابتسم ابتسامه جانبيه فأى صباح اجمل من بحر الفيروز خاصتها، اقتربت و وضعت الملف بيدها بقوه على المكتب، فنظر اليها بتعجب متسائل و هو يبتسم بخبث فأشارت له اخر صفقه و التصاميم المطلوبه علشان الاجتماع
, اومأ برأسه و نظر للملف امامه و هى واقفه تنتظر تعليقه، فتحدث بهدوء و هو ينظر للاوراق امامه: انتِ كويسه؟ حاسس انك متضايقه مثلا؟
,
, و قبل ان يرفع عينه ليرى اجابتها حتى طُرق الباب و دلفت هناء و بيدها صينيه تحمل عليها عده اصناف من الطعام، تعجب اكرم و كذلك مها فوضعت هناء الطعام امامه فنظر اكرم اليها متسائلا بدهشه و هو يشير باصبعه لما وضعته امامه: ايه ده يا هناء؟
,
, نقلت مها بصرها بينهم و شعرت بغضب يتملك منها لا تدرى سببه فعقدت ذراعيها امام صدرها منتظره الاجابه، فابتسمت هناء بخجل و اجابته بدلال: حضرتك جاى بدرى عن العاده فأكيد مفطرتش فقولت اجيب لحضرتك الفطار٢ نقطة
, رفعت مها حاجبيها بسخريه ثم زمت شفتيها بغضب و همت بالتدخل و لكنها ألجمت نفسها بسؤال واحد ما شأنك انتِ فصمتت و ظلت على صمتها بينما تكاد تحرقه و تحرقها بالنيران التى تحرقها غضبا٢ نقطة
,
, نظر اكرم لمها و تعجب نظرات الغضب تجاه هناء و لكن على ما يبدو انها راقته كثيرا فنظر لهناء مبتسما ليزداد بحر الفيروز غضبا و غيره: متشكر جدا يا هناء و****، تسلمى و كتر خيرك جدا يعنى.
, نظرت مها اليه و هى ترفع جانب شفتها باستهزاء و ازداد غضبها وب دأت قدمها تتحرك بتوتر عندما تحدثت هناء بضحكه مبالغ فيها: انت تؤمر يا بشمهندس٢ نقطة
,
, نقل اكرم نظره بينهم و ابتسم بداخله و لكن كفى لهنا فلا يجوز التمادى لم يحن الوقت بعد و السكرتيره الحمقاء يبهرها الابتسام فقط فلابد من العبوس، رفع وجهه اليها و قد اخذ جديته المعتاده، فاعتدلت هناء في وقفتها مضطربه بينما ابتسمت مها اخيرا و هو يهتف بتوضيح: بس انا مبفطرش يا هناء، اطلبى لى القهوه بتاعتى، و اتفضلى على شغلك٢ نقطة
,
, حملت الطعام من امامه و قالت بعمليه و لكن مازالت تحمل نبره مدللة: من عنيا يا بشمهندس هجيبها لحضرتك حالا٢ نقطة
, تابعتها مها بعينها و هى تغمغم بكلمات بدت لاكرم غير مفهومه و لكنه خمن مضمونها فابتسم و لكن اخفى ابتسامته فور ان التفتت له و تمتم بلامبالاه و هو ينظر للملف امامه: طيبه هناء، هتبقى زوجه ممتازه٢ نقطة
, شعرت مها بدلو ماء بارد يلقى فوقها، عقدت حاجبيها و هى تشعر بقلبها يؤلمها، كلمته ألمتها٢ نقطة
,
, اغلق الملف و ظل ناظرا امامه دون ان يرفع عينه لها ثوانى ثم على غفله رفع عينه ليقول متسائلا بخبث: انتِ ايه رأيك فيها؟
, لاحظ انطفاء بريق الفيروز ليلمع بحزن مس قلبه فنهض و امسك بالملف مبتسما ابتسامه جانبيه و اعطاها اياه متحدثا بخفوت مانحا قلبها الامان: بعتبرها زى اختى و اتمنلها احسن عريس، البنت طيبه جدا و تستاهل كل خير، مش ده رأيك برده؟.
,
, و دون ان تنتبه اشرقت عينها مجددا لتومأ برأسها مسرعه موافقه على كلامه فابتسم و اعطاها الملف مشيرا بعينه للباب: طيب يالا اتفضلى على شغلك٢ نقطة
, اخذت الملف و لكن قبل ان تخرج حمحم مناديا عليها: ثانيه يا بشمهندسه٢ نقطة!
, استدارت له فقال بجديه و عمليه رسميه: في اجتماع كمان ساعتين ياريت تجهزى علشان انتِ اللى هتقدمى presentation و عايزه يتقدم بكفاءه، لازم الشركه التانيه تنبهر بيه، انا معتمد عليكِ؟
,
, نظرت للثقه التى يغلفها بها في عينيه و ابتسمت و اومات برأسها موافقه و خرجت من الغرفه، و لكن قبل ان يُغلق الباب وجدها تضع الملف على طاوله هناء و ابتسمت لها و هى تحمل كوب القهوه منها و عادت اليه من جديد واضعه القهوه على المكتب امامه و اشارت ببراءه مبرره فعلتها هناء عندها شغل
, اومأ برأسه مرددا بمكر: عارف عارف، و انتِ معندكيش؟
, تجهم وجهها الذى حمل ابتسامه صفراء منذ قليل و اشارت لا عندى، عن اذنك.
,
, و تركته و خرجت مغلقه الباب خلفها فأرخى جسده على المقعد ضاحكا بسعاده و تمتم بدراميه: يبدو انها مستحملتش جاذبيتى، انا لا اقاوم انا عارف٢ نقطة
,
, عندما يتضارب العقل و القلب، نتيجه الصراع ستكون انت!
, امجد ممكن تفتح ليا، من بالليل و انا بحاول اكلمك مش عارفه، ارجوك اسمعنى٢ نقطة
,
, تمتمت بها سلمى و هى تتطرق باب غرفتهم من الداخل فبدون ان يسمعها اغلق باب الغرفه عليها تاركا اياها تكاد تجن من التفكير، بالامس طار جنونه على زوجه ابيه بعدما اطلقت سؤالها القاسى بدون اى خجل امامه و امام والده، اخرجها من المنزل بأسلوب اقرب للطرد، و لم يسمع منها حرفا اخر بل اغلق الباب عليها دون اى رد فعل حتى هذا الوقت٣ نقطة
,
, صمتت مبتعده عن الباب لا تدرى ماذا تفعل فمنذ الامس و هى تحاول ان تجعله يستجيب لها و لكنه لم يفعل، نظرت للباب مسرعه فور سماعها لخطواته تقترب تبعها بفتح الباب و دلف اليها، منظره كان مروعا، شعره مشعث و عيناه حمراء غاضبه، يشدد قبضته بقوه و يتفحص ملامحها بعين اتهام لم تتوقع ان يطالعها بها يوما٢ نقطة
,
, نهضت مقتربه منه و بمجرد ان لامست ذراعه بيدها دفع يدها عنه ممسكا ذراعها من الاعلى ضاغطا اياه بقوه جعلتها تنظر اليه بذهول و تألم و صاحت: امجد، ايدى!
, ضغط يدها اكثر هاتفا بحده غاضبه: ايه بتوجعك؟ مش انتِ عاوزه تتكلمى؟! اتكلمى، فهمينى ايه اللى بيحصل؟
, حاولت التملص من يده بقدر ما تملك من قوه و لكنها لم تستطع فانكمشت ملامحها بألم صارخه بعنف: سيب ايدى يا امجد، و اسمح لنا نتكلم بالعقل٢ نقطة
,
, دفع يدها بقوه صارخا هو الاخر بغضب و ابتسامه ساخره ترتسم على وجهه: عقل! هو انتِ سيبتِ فيا عقل؟٢ نقطة
, ضرب بيده الجدار بجواره بعنف هاتفا و هو ينفض يده في الهواء بتوجع: عاوزه تقولى ايه؟! كلام ايه هيتقال يا سلمى؟ كلام ايه؟!
, نهضت واقفه تنظر له بدهشه فهى تكاد تجزم ان من امامها ليس امجد، بالتأكيد ليس هو؟
, اقتربت واقفه امامه تطالع وجهه بتفحص و هتفت بمحاوله لتهدأته: امجد، اسمعنى ان٢ نقطة
,
, امسك بكلتا كتفيها مقربا اياها منه ضاغطا جسدها بعنف تألمت لاجله و صاح هادرا: اسمع ايه!، انا عقيم و متعالجتش، مراتى فضلت سنه تقريبا و مفيش *****، و فجأه تبقى حامل! قوليلى اجيب عقل يسمع منين؟!
, اتسعت عينها تحملق في وجهه هو ليس في حاله طبيعيه، مال عليها بوجهه الذى يهدر بغضب عاصف و هزها بعنف صارخا: ازاى قدرتِ تعملى فيا و في نفسك كده؟
,
, صدمه شلت اطرافها عن الحركه و اعجزت لسانها عن النطق و مازالت تحدق في وجهه بذهول تام غير مصدقه ما تسمعه اذنها وغمغمت بعدم استيعاب و ربما باستيعاب تحاول تجاهله: انت، انت عاوز، تقول ايه يا امجد؟
, حدق بوجهها قليلا ثم صرح هاتفا بحده بما يؤرق نومه منذ مده طويله: ليه رفضتِ نسافر سوا يا سلمى؟
,
, ارتبكت قليلا محاوله اخفاء نظراتها عنه و لكنه قبض على فكها بقوه مثبتا نظراتها له و لكنها اسبلت جفنيها هروبا من عينه و تمتمت: شغل يا امجد، كان عندى شغل!
, ضغط فكها بعنف اكبر و هو يقرب وجهها منه هاتفا بتساؤل قاسى: و ايه شغلك في عماره اللى في المهندسين يا سلمى؟
, اتسعت عينها بصدمه و اضطربت ملامحها و هى تحدق به بصدمه جنونيه تبعتها بسؤال ذاهل: انت بتراقبنى يا امجد؟!
,
, دفعها لتسقط على الفراش امامه و صرخ بها و هى يشيح بيده بعشوائيه: جاوبى على سؤالى بدون نقاش يا سلمى٢ نقطة
, نهضت بعنفوان تمردها المعتاد لتصيح بالمقابل: هو ايه ده اللى بدون نقاش انت مستوعب انت بتقول ايه؟ انت بتتهمنى في شرفى، بتتهمنى في علاقتى بربنا و في دينى، انت بتشكك في اخلاقى يا امجد و بتقول بدون نقاش!
,
, قبض على يدها مجددا و غضبه يتصاعد لدرجه غير محموده العواقب: صوتك ميعلاش قدامى ابدا، ، حذارى يا سلمى، سامعه!
, امتلئت عينها بالدموع و لكنها جاهدت باخفائها و هى تهتف بقوه منافيه تماما وجع قلبها: و انا مش هسمحلك تغلط فيا و هسكت يا امجد.
,
, رفع يده حتى كادت تسقط على وجهها و لكن مع شهقتها، صدمتها و تجمد نظرها على كفه، اخفض يده مقاوما الطاقه الهجوميه بداخله لا يعرف، مرتدا للخلف خطوتين موافقا و هو يهتف باحتقار جمد الدماء بعروقها: معاكِ حق كفايه غلط لحد كده، كفايه نغلط في حق بعض اكتر من كده.
,
, ظلت تنظر لوجهه ثم استقرت عينها في سماء عينه التى لمعت بالدموع و الاسوء انها دموع كسر و عجز غلفتها نظرات غضب و حده، رفعت يدها لتضعها على وجهه و لكنه ابتعد عنها و نظر اليها قليلا ثم تحرك من امامها مسرعا للخارج صافعا الباب خلفه بقوه جعلتها تنتفض مكانها٢ نقطة
,
, جلست على طرف الفراش و دموعها تتساقط و هى تضع يدها على اسفل بطنها تخاطب جنينها بضعف: مش عارفه افرح بيك و لا ازعل؟ مش عارفه ايه اللى حصل و ليه و ازاى؟ كل اللى اعرفه ان ماما مغلطتش ابدا، و بابا وجعها قوى.
, رفعت ركبتيها لصدرها و ضمت نفسها و دموعها تزداد انهمارا و لا يوجد بداخلها اى عذر له على ما فعل، هى بالكاد تصدق انها ستصبح ام، لا تدرى كيف؟ و لكن رغبه **** فوق كل شئ!
,
, و لكن ما لا تستطيع تصديقه انه يشكك بها، يتهمها بخيانته و التى تعد خيانه اكبر لربها٢ نقطة
, يتهمها بأكبر الكبائر، و دون ان يتردد لحظه٢ نقطة
, حسنا تعترف هى اخطأت عندما اخفت عليه عملها، و حسنا اخطأت عندما ذهبت لتلك العماره، و لكن ما لم تعترف به ابدا ان يتبعها هو.
, هل وصلت بهم الامور لهذا الحد؟!
,
, رفعت يدها تخفى وجهها بكفيها لحظات مرت و كانت الفاصله بحياتهم عندما اخفضت يدها و لمعت عينها باصرار اشتعل خلف دموعها المنهمره و هتفت بحده امتزجت بصدمتها و ضعفها: انت اللى قفلت الصفحه يا امجد، و صدقنى هتندم، بس ندمك مش هيفيد، ابدا٢ نقطة
,
, يسير بدون هدف لم يفكر بالتجول بسيارته حتى، فقط ينظر للاشئ امامه٢ نقطة
, لا يعرف شعوره الان؟
, أهو غاضب؟! ربما،
, أهو حزين؟! احتمال كبير،
, هو في وضع اشبه بوضع شخص عاقل اتهموه بالجنون و ربما مجنون يحاولون استخدام عقله،
, لم يكن يتوقع ان يصير معه امر كهذا٢ نقطة
,
, امر ادى لفقدانه رشده حتى كاد يجن، لم يتخيل ان يأتى يوم لا يطيق به النظر لوجه متمردته، تلك المتمرده التى شعر انها تكمله منذ ان رأها اول مره، تلك التى احبها عقله حتى تملكت من قلبه فلم تدع له شيئا من نفسه فهو اصبح لها، تلك التى كان على أتم الاستعداد بالتضحيه بكل سعادته لاجل سعادتها، لماذا اوجعته لهذا الحد؟!
, لماذا اخطات خطأ كهذا بحق نفسها و حقه و حق ربها؟!
, كيف لها ان تصل لمثل هذا المستوى؟!
,
, لو اخبره احد انها ستفعل لقتله حيا، لم يكن ليصدق عنها شئ كهذا مطلقا و لكن ما رأته عينه قتله هو،
, رفضت السفر معه متعذره بعمل، يراها تدلف لعماره سكنيه و منها لشقه شاب اعزب و عندما يسألها عن وجهتها تُنكر، صمت و أكله صمته و لكن لم يستطيع مواجهتها و اقنع نفسه لربما لديها تبرير مقنع و لكنه لم يكن على استعداد لسماعه، و لكن ان تحمل بطفل و هو عقيم!
,
, هذا كان اخر الطريق، لقد مزقت كل روابطهم معا، قتلت ما كان يجمعهم يوما٢ نقطة
, بل فلتشكر السماء الان انه اردع نفسه عنها، فرغم كل ما فعلت لم يستطع اذيتها!
, صدع صوت اذان الفجر حوله فتوقف ناظرا للمسجد على بعض عده خطوات منه و اغلق عينه لحظات فهو في اشد الحاجه لسجده، سجده ربما تُزيح هم صدره، و ربما تُريح تعب نفسه٢ نقطة
,
, تحرك بخطوات بطيئه باتجاه المسجد توضأ و صلى فرضه و ما يتبعه من السنن ثم جلس يقرأ في كتاب ****، بعد بعض الوقت وجد جماعه من الشباب يلتفون حول شيخ كبير يكاد يقارب عمره سبعين عاما، يتحدث معهم و يلقى عليهم عده من احاديث النبى و يفسر ايات من القران الكريم٢ نقطة
, اغلق كتاب **** بيده مصدقا ثم نهض و اقترب من هذا الجمع مستندا بظهره على احدى اعمده المسجد ضاما ركبتيه امامه مستمعا لما يسرده هذا الشيخ٢ نقطة
,
, اخذ الشباب يلقون اسئله عده و الشيخ يجيبهم بأيات من القران، احاديث نبويه و مواقف من حياه الرسول دون اضافه او اطاله، ظل يستمع اليه بنفس هادئه و لكن فوران قلبه يدفعه دفعا ليسأل هذا الشيخ عن شكه، هواجسه التى دمرت قلبه و عقله بل و يعتبر دمرت حياته٢ نقطة
, حتى انقذه احدهم و القى بسؤال اشبه بذلك الذى يعذب نفسه و كان ماذا قال **** و الرسول في سوء الظن.
,
, انتبه امجد كل الانتباه و لاحظ ذلك الشيخ الذى كان يطالعه منذ مده طويله فابتسم و اجاب بصدر رحب قائلا نهى **** عز وجل عن سوء الظن بالاخرين حيث قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم وَلا تَجَسَّسُوا )، كما نهى الرسول عليه الصلاه و السلام عنه إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث، و لا تجسسوا و لا تحسسوا و لا تباغضوا، و كونوا عباد **** إخواناً.، و المغزى من ده هو ألا نسئ الظن بأحدنا الاخر فان هذا يولد كرها و نفور٢ نقطة
,
, ظل امجد يستمع لكلامه و بدأ عقله يهدأ و تنزاح غمامه الغضب عنه ليحل مكانه مسرعا تفكير بسرعه الضوء ماذا ان كان مخطئ؟ ماذا ان كان **** قد انعم عليه بطفل رغم عقمه؟! ماذا ان كانت زوجته لم تظلمه و لم تظلم نفسها؟
, وضع يده على رأسه و وجع رأسه يكاد يفتك به ماذا فعل؟
, و عادت نفسه الاماره بالسوء تنازعه ان كانت بريئه حقا، لماذا كذبت؟ ما الذى دفعها لمنزل ذلك الشاب؟
,
, افاق من تفكيره على شخص ما يضع يده على كتفه قائلا بحكمه هادئه: في علامات ندم على وجهك و دا مؤشر جيد يا ابنى٢ نقطة
, استدار لذلك الشيخ الذى استند على كتفه ليجلس بجواره ارضا و ربت على ركبتيه هاتفا بود و ضحكه بشوشه: سلم امرك لله، و مش هيخذلك ابدا٢ نقطة
, طأطأ رأسه ارضا و همس بضعف لا يدرى من اين وتاه الان: كل الطرق بتأدى لنتيجه واحده، و كلها بتدمر حياتى.
,
, ابتسم الشيخ ناظرا ايه بتفحص و صرح بتساؤل: لما انت واثق انك وصلت لنهايه الطريق ليه في ملامح ندم و تفكير و تردد على وجهك؟
, مسح امجد على وجهه بتنهيده خرجت من اعماق نفسه المتردده و تمتم بتيه: خايف اكون غلط، خايف اكون اتصرفت بتسرع، خايف اخسر الحاجه الحلوه اللى طلعت بيها من الدنيا.
,
, اتسعت ابتسامه الشيخ و وضع يده على كتفه ضاربا اياه بخفه هاتفا بود و نصيحه: يبقى لسه موصلتش للنتيجه اللى انت بتزعم انها بتدمر حياتك، فكر، تدبر و زن امورك بالعقل، و اوعى تظلم حد يا بنى، فكر كويس قبل اى خطوه٢ نقطة
, ضرب امجد بيده على رأسه يلاحقه ب رده بحده: مبقاش فيا عقل، مش عارف افكر، كل الطرق مقفله في وشى و مفيش غير طريق واحد، وهو الخيانه، ؛!
,
, تجهم وجه الشيخ مستنبطا ما يتحدث امجد عنه و غمغم بحرص: لا حول و لا قوه الا ب****، استغفر **** يا ابنى، اتهام كبير زى ده مينفعش نتهاون بيه كده٢ نقطة
, حسنا هو لم يعتاد يوما ان يستشير احد في امور حياته الخاصه، لم يعتاد ان يصرح عما بداخله لاحد مهما كان كبيرا، و لكن حمل قلبه الان لا يُطاق و لعل هذا الغريب امامه يريح قلبه، لعل.
,
, اعتدل في جلسته و سرد على مسامع الشيخ الكبير وضعه باختصار شديد دون تفاصيل مرهقه فصمت الشيخ قليلا ثم تمتم بهدوء: انت عارف ان الطريق اللى انت مشيت فيه طريق بيبعدك عن الموده، الرحمه و التوافق بين الزوجين و بيدفعك لطريق الشك، سوء الظن و المتاعب و اللى ممكن يهدم بيتك لحطام، هل فكرت تعيد تحليلك مره تانيه!، او حتى تتأكد من حمل مراتك مره تانيه؟، ربك تعالى قال ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) عارف دا معناه ايه؟، دا اسمه قذف محصنات انت مفيش في ايدك دليل واحد يجعلك تتهم زوجتك في شرفها و عرضها، هتقولى دليل زى ايه اقولك زى انك تكون شوفتها بتزنى او تكون امتنعت انت عن لمسها، المقصود دلائل قويه متقدرش تغض الطرف عنها٢ نقطة!
,
, ربت على كتفه و اردف يحاول اصلاح تفكيره او ربما مساعدته على اصلاح وضعه: ربك نهى عن سوء الظن و قاال ان بعض الظن اثم . ، لان سوء الظن و الشك بيولد كره و بيدفعك لفعل ما لا ينبغى عليك فعله و قول ما لا ينبغى عليك قوله، انت لازم تدفع الشك دا عن قلبك و تواجه بما تعرفه عن حسن خلق زوجتك، تربيتها، نشأتها و دينها، لازم تواجهها باللى في عقلك من شك و ريبه لعله سوء ظن او تحليل خاطئ و ربما يزول بكلمه او توضيح بسيط٣ نقطة
,
, ابتسم بود و بشاشه يكمل و قد لقى من امجد رغبه في حديثه، نصائحه: اتقى **** في زوجتك، و استعذ ب**** من الشيطان الرجيم و متسمحش له و لا تستسلم لما يقذف به في قلبك من وساوس تجاه زوجتك، المواجهه و ايضاح الامور و الصراحه اساسات لدفع الشكوك و الهواجس بعيدا٢ نقطة
,
, ثم هدأ و صمت قليلا قبل ان تتس ابتسامته بوقار يسرد على مسامعه ما يريحه: هقولك موقف لرسول **** خير الانبياء و المرسلين، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ لِأَنْقَلِبَ فَقَامَ مَعِيَ لِيَقْلِبَنِي وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ ) فَقَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ ( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرًّا - أَوْ قَالَ شَيْئًا - ). ، يعنى وضح للناس علشان يتجنب سوء الظن٢ نقطة
,
, ربك بيقول وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا عارف يعنى ايه؟، يعنى ينسبون اليهم ما هم بُراء منه لم يعلموه و لم يفعلوه، و اخيرا لازم يا ابنى تتبع الادب القرأنى في قول **** عز وجل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم وَلا تَجَسَّسُوا ) و هذا الادب القرانى من اسباب الراحه و الطمأنينه لان سوء الظن و الشك بيولد قلق و اضطراب و ممكن يدفعك للتفتيش و احيانا للتجسس، واجه زوجتك، طمنها و خليها تصارحك، اقف جنبها وقفه راجل عارف ربه و دينه و بيحبها و يخاف عليها، متفتحش للشيطان باب بينكم يا ابنى بلاش، و **** يهديك و يريح بالك و يصلح حالك٢ نقطة
,
, ربت الشيخ على كتفه مؤازرا ونهض داعيا له بالهدى والطمأنينه بينما امجد يكاد يبكى من هول ما سمع، هو اتهمها في شرفها دون ان يسمع منها!
, ماذا فعل! بحق **** ماذا فعل؟
, كيف دفعته نفسه لتصديق ما فكر به؟! كيف وافقه عقله على اتهامها بهذا؟
,
, نهض مسرعا مقررا الاعتذار ثم التحدث و الوصول لطريق صحيح يجمعهم معا من جديد، اخذ طريق العوده ركضا حتى كادت انفاسه تنقطع، صعد الدرج مسرعا كان يصعد درجتين بدرجتين، فتح باب المنزل ليواجهه الظلام من كل مكان٢ نقطة
, توقف قليلا يلتقط انفاسه ثم اتجه لغرفتهم سويا مناديا باسمها: سلمى، سلمى، انتِ فين؟
,
, لم يصله رد، فتح باب الغرفه و دلف ليجدها فارغه، خرج و بحث بالمنزل بأكمله و لكنه لم يجدها، دلف لغرفه النوم مره اخرى و هاجس مخيف يحاوطه و اتجه لدولاب ملابسها ليفتحه ليجده فارغا من بعض ملابسها بل الكثير منها٢ نقطة
, استدار شادا خصلاته بغضب و ندم و جلس على الفراش ضاربا اياه بقبضته عده مرات، رفع يده على وجهه مهدئا نفسه متمتما كأنه يواسيها و يخبرها الصبر: اكيد في الشغل، اكيد هترجع تانى٢ نقطة
,
, نهض و ابدل ملابسه و عقد نيته ان يتجه للشركه قبل ان يذهب لعمله، صعد لسيارته و جز على اسنانه بغضب ثم اغلق عينه محاولا الوصول للتصرف الامثل الان و لكن على ما يبدو انه لم يعد يستطيع حتى التفكير٣ نقطة
,
, اتجهت مها لغرفه الاجتماعات و قبل دخولها تقدم محمود واقفا امامها و حمحم متسائلا: ازيك يا مها؟
, اشاحت بوجهها عنه بهدوء و اومأت برأسها و حاولت تجاوزه لتدلف و لكنه اعترض طريقها مجددا فرفعت عينها اليه بغضب متعجب، نظر لفيروزيتها التى اشتاقها و ابتسم ملاحظا غضبها المتوتر و همس بمرح: حتى لو انفصلنا هنفضل زمايل يا مها، يعنى ممكن تبصى لى بابتسامه بلاش العصبيه دى.
,
, زمت شفتيها بضيق و غضبها يزداد فأشارت بيدها على الباب خلفه ثم اشارت بحده ابعد عن طريقى يا محمود
, زفر بقوه فما يفعله خطأ هو يعلم و لكنه لن يهدأ حتى يأخذ جواب سؤاله الذى يؤرق ليله منذ زمن طويل، و الذى صرح عنه مباشره: انتِ وافقتِ على العريس يا مها؟
,
, في ذلك الوقت تقدم اكرم باتجاه غرفه الاجتماعات و عن بعد لاحظ وقوفهم سويا و بحركه سريعه كاد يهجم على محمود ليحطم وجهه خاصه بعد رؤيه ملامح مها الممتعضه و لكنه توقف منتظرا رد فعلها٢ نقطة
, عقدت مها حاجبيها بنفور و تعجب من تدخله فيما لا يعنيه و لكن ما اثار فضولها كيف عرف فأشارت و هى ترمقه بتساؤل انت عرفت منين؟!
, زمجر محمود بغضب فاجأها: مش مهم منين، المهم انتِ وافقتِ؟!
,
, رمقته بغضب و حاولت المرور مره اخرى و لكنه مجددا اعترض طريقها فزفرت بغضب و كاد اكرم يتقدم و لكن محمود اسرع حتى يُوقف اياها هاتفا باجابه سؤالها علها تمنحه اجابتها: اكرم اللى قالى٢ نقطة
, توقفت و نظرت اليه بدهشه و هى تتسائل بداخلها من اين لاكرم ان يعرف؟ امن الممكن ان عاصم اخبره؟ ولكن لما يخبره؟
, لاحظ هو امارات الدهشه على وجهها فتسائل بترجى علها تجيبه: قوليلى يا مها، وافقتِ؟
,
, نظرت اليه بحده مفرطه و صرحت باشاره و عينها تطلق اليه اسهم تحذيريه موافقتش و مش هوافق و حذارى تقف قدامى مره تانيه و الا،
, ثم عادت للخلف خطوه مشيره بيدها بقوه ابعد عن طريقى.
,
, نظر اليها و الى قوتها الجديده المنبعثه من نفس واثقه و امام غضبها لم يستطع سوا الابتعاد فرمقته بنظره استنكار ساخره و دلفت للغرفه، ابتسم محمود بسعاده و هم بدخول الغرفه و لكنه فوجئ بأكرم امامه ينظر اليه بغضب عاصف فاتسعت ابتسامه محمود متمتما بتحدى: القلب و ما يريد بقى.
,
, نظر اليه اكرم من اعلى لاسفل و تطلب الامر منه كل قوته حتى لا يهشم وجهه و هتف بنبره صارمه: لو اتكرر اللى حصل دا مره تانيه، مش هيحصلك منى طيب يا محمود، و صبرى عليك مش بدأ ينفذ لأ دا نفذ خلاص٢ نقطة
, و تركه و دلف للغرفه تفاجئ الجميع بملامحه الغاضبه، نظرت هبه لمها قائله: ماله داخل متضايق كده؟.
, حركت مها كتفها بحركه متعجبه بمعنى لا اعرف.
,
, جلس مازن بجواره متسائلا مدعيا عبثه بالاوراق: خير يا اكرم، وشك مايبشرش بالخير!
, رمقه اكرم بطرف عينه ثم نظر امامه محاولا تجنب ان تصطدم نظراته بنظراتها و صاح بعصبيه و هو يضرب بيده على الطاوله امامه: فين الملف؟
,
, انتفض الجميع و تبادلت هبه و مها النظرات و نظرت كلتاهما لسلمى التى كانت شبه مغيبه و بحكم ان مها بالقرب منه دفعت بالملف امامه و الذى كان يبعد مسافه يد عنه، رفع نظره اليها بغضب تعجبته هى و اخفضت بصرها مسرعه، لقد كان يبتسم منذ قليل ماذا حدث؟!
,
, بدأ الاجتماع و كان من اسوء ما مر عليهم حتى اتى صاحب الشركه المطلوب تصاميم لها، فنهضت هبه لتسرد تفاصيل التصاميم و لكن اوقفها اكرم بهدوء ينافى احتراق صدره: صاحبه التصاميم تقوم تشرحها٢ نقطة
,
, اضطربت مها فهى حاولت التملص من الامر بعدما نبهها هو صباحا ان الامر يعتمد عليها، فكرت بالاستعانه بهبه و لكن يبدو انه يصر كل الاصرار على اخجالها و امام نظراته الثاقبه نهضت بارتباك وافقه امام الجميع ثم اعطتهم ظهرها تعد جهاز البث امامها و اغلقت عينها للحظات ثم استدارت اليهم لترى نظرات اكرم المتحديه و التى لا تدرى لما و لكنها بعثت بداخلها قوه لا تدرى مصدرها فنظرت لمازن و اشارت على مجموعه الاقلام بجواره، فجذب احداهم و اعطاها اياه فأخذته و دون ان تشير بكلمه واحده اخذت تكتب على لوحه البث امامها و تسرد تفاصيل التصميم بكتابه و على وجهها امارات الثقه التى كان من شأنها ان تخفض معدلات غضب اكرم على اقل تقدير - الان - لتتصاعد معدلات افتخاره بها٢ نقطة
,
, انتهت و اغلقت القلم و وضعته امام اكرم بقوه تقريبيه فنظر اليها برفعه حاجب مدركا انها فعلت هذا كقبول لتحديه لها و بالطبع نجحت٢ نقطة
, قاطع نظرته لها تصفيق الجميع لينهض صاحب الشركه ناظرا اليها باعجاب واضح جعل اكرم ينهض من مكانه مسرعا و قد عاود اليه غضبه٢ نقطة
,
, اقترب الرجل من مها و نظراته مثبته عليها و للحقيقه لقد اضطربت و بحركه تلقائيه تحركت لتقف خلف اكرم الواقف بجوارها فبدا الامر اشبه بالاحتماء به، ادار وجهه قليلا لينظر لها ليرى بعينها اضطراب فأدرك على الفور انها ما زالت تخشى التعامل و يبدو ان حادثه المبنى لم تختفى من تفكيرها بعد٢ نقطة
, مد الرجل يده ليصافحها متعجبا اختباءها و هتف باعجاب واضح: الشغل ممتاز جدا يا بشمهندسه٢ نقطة
,
, انتظر ان تصافحه و لكنها لم تفعل بل نظرت ارضا ثم اومأت برأسها له و لملمت اوراقها و تحركت مسرعه خارج الغرفه، صافحه اكرم بدلا عنها و تحرك الجميع للخارج٢ نقطة
, و لكن هبه شعرت بدوار يلفها فجلست على كرسيها مجددا لاحظها مازن قبل خروجه فاقترب منها بتساؤل: انتِ كويسه؟
,
, رفعت عينها بارهاق واضح و لاول مره لم ينجذب لعينها، لاول مره بقربها يشعر بقلبه طبيعيا، لم ينفعل، لم ينبض بعنف، لم يرى بها امواج البحر الذى عشقها من قبل ان كان ما شعر به يسمى عشقا، فهو ايقن انه مجرد افتتان، اوهم نفسه به، و للاسف لاعوام كثيره صدقه٢ نقطة
, تمتمت بضعف بادٍ على ملامحها: الحمد لله٢ نقطة
,
, نهضت لتتحرك و لكنها لم تتوازن فاختلت قدمها لتسقط ارضا فاقده لوعيها، انتفض مازن متحركا باتجاهها و حمل زجاجه ماء محاولا افاقتها لم يستطع، نهض واقفا و اسرع يطلب مها و بنفسى السرعه هاتف معتز الذى حضر في غضون نصف ساعه كان قد تم خلالها نقل هبه للمشفى و ذهب محمود معها و لهذا لم تذهب مها.
, بمجرد وصول معتز اقترب منه محمود مسرعا هاتفا: هبه٣ نقطة
, اضطرب معتز و قاطعه متسائلا بقلق: مالها؟ هبه مالها؟
,
, ضحك محمود رابتا على كتفه و تمتم بسعاده غلبت غضبه منه: هبه حامل، هتبقى اب٢ نقطة
, تنفس الصعداء و غمغم بشرود: ما انا عارف٢ نقطة
, رمقه محمود بتساؤل: من امتى بقى؟ و ليه محدش فيكم فرحنا بخبر زى ده؟
, ابتسم معتز بسخريه فهو حتى البارحه لم يكن لديه علم، و قبل ان ينطق بكلمه خرجت الممرضه من الداخل تسأل بابتسامه: مين فيكم معتز؟
, اشار معتز على نفسه و تقدم اليها مصرحا بلهفه: انا.
,
, اشارت له بالدخول و خرجت هى من الغرفه، تقدم معتز للداخل بخطوات بطيئه ليجد هبه مسطحه امام جهاز ما و الطبيبه بجوارها، اقترب منها واقفا بجوارها فنظرت اليه و ابتسمت بوهن قائله برسميه: من حقك تشوفه٢ نقطة
, نظر اليها متسائلا فاشارت لشاشه جهاز السونار لتتعلق عينه بها ليرى كيف يتحرك طفله، لمعت عينه بدموع فرحه و اُثيرت مشاعره تجاه صغيره فامتدت يده تحتضن يدها و تممتم بعدم تصديق: دا، دا ابننا يا هبه٢ نقطة
,
, ارتجفت شفتيها هى الاخرى فلا يوجد من هى اسعد منها الان، لكم مره تمنت وجوده معها، لكم مره تمنت اى يتابعا طفلهما معا يدها بيده وعين كلاهما تفيض بدمع الحب و الفرحه كما هو الحال الان،
, ربما الان تحققت احدى امانيها معه، فسحقا للحزن فهى لم تتمنى شيئا بقدره هو، لم تتمنى احد غيره، و لم تتمنى حلما لا يحتويه، فهو اكبر احلامها، اسعدها و لكن اكثرها وجعا ايضا٢ نقطة
,
, نهضت بهدوء بعدما ساعدها هو فابتسمت ريم الطبيبه و هتفت بعتاب: **** يهديكم لبعض، و ارحمى نفسك بقى يا هبه و كفايه ارهاق، انتِ ارهاقك نفسى مش جسدى٢ نقطة
, امسك معتز يد هبه و اجلسها ببطء على الكرسى و تسائل و هى يرى انتفاخ بطنها للمره الاولى و الذى بالكاد يُرى: انا هتهم بيها شخصيا يا دكتوره بس هو عمر الجنين قد ايه؟
, ابتسمت ريم و هى تخط عده تعليمات بالوصفه الطبيه و اجابته: اسبوع بالضبط و يكمل 6 شهور.
,
, اتسعت عين معتز بدهشه و غمغم بتعجب: طيب ازاى مش باين عليها كده انا قبل ما اعرف بالحمل ملاحظتش حاجه خالص٢ نقطة
, اتسعت ابتسامه ريم و هتفت و هى تستند بمرفقها على المكتب امامها: هبه جسمها ضعيف و كمان دا اول حمل فا بطنها مش ظاهره قوى، بس عامه في الكام شهر الباقيين دول هتظهر بوضوح و هتزيد بمعدل كبير، هيبان عليها الحمل متقلقش٢ نقطة
,
, ابتسم و لكن قلبه ألمه، سته اشهر لا يعلم شيئا عن جنينه، لاحظ زياده في الوزن و لكن لم يُخيل له ابدا، سامحكِ **** على ما حرمتنى منه، سامحكِ الله٢ نقطة
, ساعدها على النهوض بعدما اخذت صوره لصغيرها و خرجت معه لتجد محمود بانتظارهم و الذى بمجرد ان رأها احتضنها بقوه قائلا بلهفه: هبقى خال؟
, ابتسمت و اومأت موافقه فنظر محمود لكلاهما متمتما بفرحه جنونيه: بعد قد ايه؟
, ارتبكت هبه و اجابت بخفوت: 3 شهور.
,
, اختفت ابتسامته و رفع احدى حاجبيه بتعجب: ازاى؟ انتِ حامل من امتى؟
, اغلق معتز عينه منتظرا الاجابه فنظرت اليه و غمغمت بشرود و جراحها كلها تُفتح من جديد: عرفت يوم ما معتز اتجوز كنت حامل شهرين و نص،
, شدد محمود قبضته و نظر لمعتز بغضب متسائلا: و انت بقى عرفت امتى؟
, لم يستطع معتز الرد فاجابت هبه بدلا عنه: امبارح٢ نقطة
,
, ابتسم محمود بسخريه ناظرا اليه من اعلى لاسفل مشفقا على حاله و لكن دائما الجزاء من جنس العمل، فهو ألم هبه في اعز احلامها و هى ألمته في اكبر احلامه، فهو يعلم مدى حب معتز للاطفال و كم كان يحدثه عما يرغب بفعله مع طفله و لكن ها هو عقابه بان حُرم من معرفه وجود طفله حتى٢ نقطة
, اعلن هاتف معتز عن وصول رساله ففضها ليجد مها تحاول الطمئنان على هبه، فأجابها بما يُسكن قلقها، نظر اليه محمود متسائلا بلهفه: دى مها؟
,
, رفع معتز عينه اليه بغضب و حاول كبح جماح ضيقه من محمود و اشاح بوجهه بعيدا و لكن لم تستطع هبه و نظرت اليه باحتقار و هتفت بتصريح مباشر: انت عارف يا محمود، انا ممكن يجى يوم و اقدر اسامح معتز على كل اللى عمله، بس انت، مها عمرها ما هتسامحك ابدا مهما حاولت، عارف ليه؟ لانها اغلى منك بكتير و غاليه عليك قوى و انت ما تستحقش، و تركتهم و تحركت للخارج فرمقه معتز بنظره غاضبه اخيره و لحق بهبه بينما اخفض محمود رأسه اسفا و ندما٢ نقطة
,
, ٭٭٭٭٭٭٭
, قرات مها رساله معتز و هدأت قليلا و لكنها تفاجأت بأكرم يطرق باب الغرفه ثم اندفع للداخل و على وجهه كل امارات الغضب فنهضت واقفه تطالعه بدهشه حتى اقترب ضاربا المكتب بيده بقوه جعلتها تنتفض عاقده حاجبيها٢ نقطة
, مال برأسه محدقا بها بحده و اشار باصبعه محذرا: لو اتكرر انى اشوفك واقفه مع اى موظف من الشركه بالمنظر اللى شوفته الصبح، هضطر اخد اجراء مش هيعجبك، فاهمانى!
,
, حملقت به بدهشه تحاول استيعاب ما يقول و لكنها على الفور ادركت ما يشير اليه فعقدت ذراعيها امام صدرها تستمتع اليه ببرود، عندما اردف هو: مكان الشغل للشغل اما الكلام و الرومانسيه الفاضيه دى مش هنا و مش قدامى٢ نقطة
,
, صرخ بكلمته الاخيره من فرط ضيقه التى لا يعرف كيف يصرفه عنه، ف غيرته تكاد تفتك به، عضت باطن وجنتها محاوله امتصاص غضبها حتى لا تندفع و لكنها لم تستطع فاشارت بيدها بحده مع حركه شفتيها العنيفه بحديثها الصامت راعى كلامك يا بشمهندس، حضرتك اللى فتحت باب سؤال لما عرفته عن العريس اللى اتقدملى اللى انا شخصيا مش عارفاه، و بعدين انا اتصرف زى ما يعجبنى طالما مش بغلط،.
,
, كانت سلمى في طريقها لمها و لكنها توقفت على الباب لتستمع لحوارهم و ترى انفعالهم، , عندما صاح اكرم بضيق: و وقفتك معاه مش غلط!، يسألك و تجاوبيه مش غلط؟، مبدأ انك تتسامرى مع راجل غريب مش غلط؟
,
, ضربت على المكتب هى الاخرى و اشارت و ملامح وجهها تصرخ مع احمرار وجنتيها و عينها انا مسمحلكش تكلمنى بالاسلوب ده ابدا، حضرتك هنا مجرد مدير واجب عليا انفذ اوامرك في حدود شغلى غير كده لا، انت مش واصى عليا علشان تحاكمنى ايه غلط و ايه صح!
,
, لاحظت هى نظره الدائم لشفتيها و التى تكرر كلما تحدثت، كانت تتجاهل الامر و لكنها لاول مره تنتبه لتركيزه الشديد مع غضبه، و انتبهت اكثر لعدم رؤيته لحركه يدها ايضا، مهلا هل ما استنبطته صحيح؟
, تنفس بعمق ناظرا لعينها التى فاضت بغضبها و تعجبها لما استنتجته من نظراته: صح يا بشمهندسه معاك حق، انا مليش حق اتدخل فعلا.
,
, و تركها و خرج مسرعا دون ان يلتفت لسلمى التى كانت تتابع الموقف من بدايته، دلفت سلمى و جلست مها بغضب على مقعدها فتمتمت سلمى بذهول: ايه اللى حصل؟
, اشارت مها بغضب شافنى واقفه مع محمود، جن جنونه عليا، مش فاهمه ليه؟ و ازاى يسمح لنفسه يتكلم كده؟ و بعدين اصلا ايه سمحله يقول لمحمود ان في عريس متقدم ليا
, ابتسمت سلمى بعدم تصديق و نظرت للباب الذى خرج منه اكرم و غمغمت بثقه: بيغير!
,
, ثم عادت ببصرها لمها التى رمقتها باستهزاء و لكن سلمى اردفت بما جعل مها تشتعل و قلبها ينبض بعنف: بيغير عليكِ يا مها، اكرم بيحبك.
, رفعت مها عينها لسلمى و هذه المره بعدم استيعاب و كأن الكلمه اخترقت صدرها لتستقر بقلبها معلنه عن اضطراب قاسى انتابه فور تفكيرها لوهله ان ما تقوله سلمى صحيح، و تتمنى.
,
, جلست سلمى على الكرسى وهتفت محاوله الوصول لامر ما: انت اخدتِ بالك ازاى كان بيبص على شفايفك، مكانش بيتابع حركه ايدك زينا كلنا، فاهمه يعنى ايه؟ يعنى اتعلم يقرأ الكلام على شفايفك يا مها، اكرم بيعاملك باختلاف عن الكل.
, حملقت بها بصدمه دون استيعاب لما تقوله سلمى و التى اتسعت ابتسامتها مردفه بتفكير: انتِ قولتِ انه قال لمحمود على عريس؟ عريس ايه؟
,
, سردت لها مها باختصار عن العريس المجهول الذى تقدم لخطبتها و التى رفضته دون تفكير فصرخت سلمى معنفه اياها: انتِ بتفكرى منين بالظبط؟، العريس دا اكيد اكرم يا مجنونه٢ نقطة
,
, اتسعت عين مها بذهول ثم حركت رأسها نفيا فصرحت سلمى تعدد على اصابعها: اولا عاصم مخرجش من البيت طول الفتره اللى فاتت، قابل العريس امتى؟، الا اذا كان العريس راح له، ثانيا ايه يخلى عاصم يحكى لاكرم عن عريس متقدم ليكِ و الاهم انك رفضتيه؟ و انتِ عارفه ان عاصم مبيقولش حاجه تخصنا لاى حد، ، ثالثا لو قولنا عاصم قال، ايه يخلى اكرم يقول لمحمود و هو عارف انك كنتِ بتحبيه و مخطوبين!، رابعا بقى ايه يخلى محمود يسألك؟ و ايه يخلى اكرم يغضب؟
,
, نظرت اليها مها بتفكير فكلام سلمى يبدو منطقيا و لكنها مازالت لا تستطيع التصديق، فاردفت سلمى و ابتسامتها تتسع تطمل باقى البراهين التى غفلت مها عن رؤيتها: ايه يخلى اكرم يرمى الورد اللى جابه محمود؟، ايه يخليه يجى يزعق فيكِ بالشكل دا؟، و الاهم دخوله الاجتماع بغضب لاول مره و اللى فهمنا دلوقتى ان السبب انه شافك؟ لو دى مش غيرة يبقى ايه يا مها؟
,
, تحولت ابتسامتها لضحكه قصيره لتسخر من تلك التى فتحت فمها لا تستوعب مدى حقيقه الامر: و على رأى نزار قبانى اذا ثار الرجل غيرة، فاعلمى يا حواء انكِ امتلكتِ عاشقا ، ، حدقت بها قليلا ثم اضافت بثقه و تأكيد: اكرم بيحبك.
, اخفضت مها بصرها تحاول استجماع عقلها و لكن نبضات قلبها العنيفه و التى تشعر بها لاول مره جعلتها لا تستطيع التفكير٣ نقطة
,
, ما هذا الذى تشعر به؟ مجرد شعورها بأن ما تقوله سلمى صحيح جعل قلبها يكاد يرقص فرحا،
, هناك سعاده غريبه تجتاحها، هناك فرحه تسكن نفسها،
, لطالما شعرت بشعور غريب بجوار اكرم، سواء كان خجل، ارتباك، ثقه، قوه و الاجمل سعاده٢ نقطة
, أمن الممكن ان يكون حقا٣ نقطة!
, ابتسمت تلقائيا دون ان تدرى السبب فراقبتها سلمى ثم تمتمت بخبث: واضح كده ان في حقيقه جواكِ و ظهرت اخيرا٢ نقطة!
,
, اجل حقيقه كانت منذ ان رأته و لكن انجرافها خلف الحاجه للحب دفعتها لمحمود و الذى لم يستطع منع شعورها حتى تجاه اكرم، دائما ما كان يربكها، رؤيته كانت تُثير شيئا بداخلها، غالبا ما يزداد خجلها امامه، دائما ما كان اكرم و لكنها لم تدرك٢ نقطة
,
, اخذ اكرم يحوم بغرفته كالمجنون، يكاد يكسر كل ما يقابله، يشعر برغبه عارمه في تحطيم كل شئ، لا يحق له! اجل هى محقه؟ و لكن ماذا يفعل!
, كيف يتأكد من ان كانت ترغب به ام لا؟
, كيف يرضى قلبه دون جرحا برجولته؟
, كيف يمنحها نفسه دون شعوره بميل قلبها لاخر؟
, ما زال محمود بداخلها، كلما سيُذكر اسمه ستتذكره، كلما ستراه سترتبك، كيف يتحمل شيئا كهذا؟
, و الاسوء كيف يتغاضى عن هذا؟
,
, رفع رأسه لاعلى متمتما بضعف و حنينه لوالدته يشتد: اشتقت لكِ يا امى، انا محتاج ليكِ قوى، محتاج احكيلك و تنصحينى، محتاج ارتاح في حضنك يا امى، وحشتينى قوى و تعبت من غيرك قوى٢ نقطة
,
, جلس على الاريكه محاولا تمالك ألم قلبه و بدأ في نزع ربطه عنقه شاعرا بها تخنقه خنقا و هو يغلق عينه متذكرا كلمات والدته له و غمغم متذكرا عندما كان طفلا ينام على فخذها ليسرد لها ما يرهقه: حاولت بكل الطرق ادفن حبها جوايا مقدرتش، مفيش واحده قدرت تشاركك في قلبى غيرها، انا حبتها بس مش قادر اقولها، قلقان و خايف و متردد، تعبت من كتر ما بعمل قوى و قادر اتحمل، قلبى ضعف يا امى و قوتى بتهرب منى، انا اه بحبها و مستعد افديها بعمرى بس مش هتحمل اكون مهرب ليها من غيرى، مش هتحمل يكون في قلبها حد غيرى، مش هتحمل يا امى و مش عارف اعمل ايه؟ محتاج ليكِ قوى، محتاج ليكِ يا امى.
,
, و للحظه تجسدت جنه امامه، و لعل تلك الصغيره تداويه، لعلها تساعده، نهض حاملا جاكيت بذلته و خرج من الغرفه مسرعا، و على باب الشركه تصادف مع امجد دالفا اقترب منه محييا: يا اهلا يا اهلا دكتور امجد ايه النور ده؟
, ابتسم امجد مصافحا اياه مرددا بحبور: اهلا بيك يا بشمهندس٣ نقطة
, و بعد الحوار المعتاد عن الاحوال و خلافه بادر امجد متسائلا: سلمى هنا؟
,
, اومأ اكرم قائلا: المفروض خرجت، اعتقد، ، ثم ابتسم و ربت على كتفه مشكرا في سلمى هاتفا بصدق: بهنيك بجد على زوجه رائعه و موهوبه زى سلمى، ابهرتنى في شغلها الاخير٢ نقطة
, عقد امجد ما بين حاجبيه متعجبا و هتف بابتسامه: شغل ايه؟
, اجابه اكرم غير مدركا ان اجابته اصابت امجد في مقتل: شقه عريس جديد في عماره ، سافر لشغل و ساب الشقه في ايدى و انا سلمتها لسلمى و النتيجه مبهره٣ نقطة
,
, تجهم وجه امجد و اضطربت انفاسه هاتفا بحده و يتمنى ان تكون الاجابه لصالحه: سلمى كانت بتروح الشقه و العريس كان فيها يعنى؟
, تعجب اكرم تساؤله المبطن بالشك و لكن اجابه ببساطه: راحت مرتين، مره علشان تشوف المكان، و مره انا طلبت منه تقابلنا هناك غير كده شغلها كله كان هنا، و اساسا صاحب الشقه مسافر٢ نقطة
,
, وضع امجد يده على فمه و هو يكاد يصفع نفسه، و هو يتذكر كلمات الشيخ واجه زوجتك باللى في قلبك ربما يكون سوء ظن او سوء تحليل و يزول بكلمه او توضيح بسيط
, تحرك من امام اكرم دون ان يلقى السلام حتى و اخرج التحاليل القديمه التى تثبت انه عقيم و الذى احتفظ بها معه بالسياره، ناظرا اليها،
, هذا هو امله الوحيد و ان كان خطأ فجمله و تفصيلا حياته دُمرت، و هو من دمرها بيده٢ نقطة
,
, فسلمى لن تغفر له و لن تسامحه على ما قال و ما فعل٢ نقطة
, طالما كانت متمردته و لكنها الان ستتمرد عليه و يبدو انه لن يستطيع مجابهتها فخطأه الان لا يُغتفر٢ نقطة
,
, وضعت كوب القهوه على الكومود و اقتربت من ملابسه الموضوعه على الفراش، حملت قميصه مقربه اياه من انفها مستنشقه عطره بقوه لحظات حتى شعرت بيده تطوق خصرها بتملك مديرا اياها بسرعه ليحتضنها لصدره فدفنت وجهها بعنقه مستمتعه بذلك الشعور الذى طالما حرمت قلبها منه حتى وصلها همسه المغرى العابث: مش كده افضل، يعنى القميص و لا صاحب القميص؟
,
, ابتسمت بخجل و تعلقت بعنقه اكثر فاتسعت ضحكته العابثه ليزداد ضغطه على خصرها غامزا بشغب: عامه القميص و صاحب القميص تحت امرك يا جنتى٢ نقطة
, ضحكت بغنج ثم ابتعدت عنه مستنده بيدها على صدره و نظرت لعينه لتحاوطها حصونه السوداء بأسهم احترقت بعشقها و صرحت اخيرا بحبه لها و تمتمت بحب: وحشتنى قوى جنتى .
,
, مال بشفتيه على جبينها ليطبع قبله طويله مغمغا: انتِ جنه عافرت علشان ادخلها، تاخدى وسام التميز بجدراه لانك الوحيده اللى تعبتِ قلب، عقل و روح عاصم الحصرى٢ نقطة
, ضمها اليه اكثر و مال عليها بعبث يداعبها بأنفه بمكر: بس فداكِ عاصم الحصرى كله.
, ابتسمت و ابتعدت عن مرمى يده هاتفه بارتباك: يالا علشان هتتأخر على ميعادك٢ نقطة
,
, امسك يدها جاذبا اياها مجددا و هى يصيح بتملك و بنبره صبيانيه عابثه مع غمزه مشاكسه: يتأجل الميعاد، هو انا عندى اهم منك يا جميل٢ نقطة
, اتسعت عينها بضحكه و هتفت بدهشه و عدم استيعاب: عااااصم!
, اتسعت ابتسامته و لاعب حاجبيه بعبث و تمتم بتساؤل رغم ادراكه للاجابه جيدا: أُمرى!
, دفعته بخفه بكتفه و ضحكتها تزداد و خجلها يتفاقم تصيح و حياءها يغلبها: بس بقى.
,
, اقترب خطوه منها مائلا عليها بمراهقه انحرافيه: بس ايه؟ ايه بس؟ هو انا لسه عملت حاجه؟ دا احنا ايامنا ورد٣ نقطة
, ابتعدت عنه و هى تضحك بعدم تصديق و تنظر اليه بذهول، أهذا عاصم؟!
, مهلا، أهذا النقيب عاصم الحصرى؟!
, كان مخيفها، و اصبح معذبها، ليصير حب قلبها، و الان هو مجنون٢ نقطة!
,
, تراجعت خطوتين للخلف و هى تطالعه بدهشه ظهرت جليه في عينها فضحك بملئ صوته فاتسعت عينها اكتر و هى ترى اشراقه عينه مع ضحكته. , و امام دهشتها بعاصم الذى اخفاه عنها كثيرا اقترب بتفهم محتضنا اياها متنهدا بعمق و همس بجوار اذنها: هننسى كل حاجه، مش هنفتكر غير حاجه واحده بس٢ نقطة
, ابعدها عنه ناظرا لعينها بقوه ليغرق في ابريقها العسلى الذى لمع بدموع فرحتها و اردف بثقه: انتِ انا، و انا انتِ، فاهمانى طبعا٢ نقطة!
,
, اومأت برأسها بسرعه و دموعها تزداد تراكما فرفعت يدها تحاوط وجهه تلامسه ببطء و تردد حتى شعر بارتجافه يدها و التى اكدتها رعشه صوتها و هى تمتم بتساؤل خائف: عمرك ما هتبعد عنى يا عاصم، هتفضل دايما جنبى، انا مش هتحمل خساره جديده!
, رفع يده مسرعا ليضم وجهها بكفيه مزيلا دموعها و همس بصدق عاطفته تجاهها: ابدا، هفضل احبك و كل يوم اكتر، و طول ما انا عايش مش هسمح انك تزعلى او تعيطى تانى ابدا، و دا وعدى ليكِ٢ نقطة
,
, لامست كلماته قلبها فمنحها طمأنينه طالما بحثت عنها فارتكزت على اصابع قدمها لترتفع قليلا و عندما لاحظ هو اخفض رأسه لها فطبعت قبله دافئه على وجنته متمتمه بخفوت شديد بجوار اذنه: **** يديمك في حياتى٢ نقطة
,
, داعب انفها بانفه ثم اقترب منها اكثر حتى كاد يٌقبلها و لكن طرقا قويا على الباب جعل كلاهما ينتفض و ابتعدت جنه مسرعه عده خطوات للخلف تنهدم ملابسها بارتباك بينما هو اسودت ملامح وجهه و حدق بالباب بنظرات غاضبه مميته حتى جنه تكاد تجزم انها شعرت بالخوف لوهله و لكن غلبها الضحك هذه المره عندما اندفعت سلمى للغرفه صارخه: انا جيييت٢ نقطة
, استند عاصم على دولاب ملابسه بيده ضاربا اياه بقوه: ليه؟
,
, نظرت اليه سلمى بعدما قبلته بود متعجبه و تمتمت بتساؤل: هو ايه اللى ليه يا عاصم؟
, شدد قبضتيه بقوه و عقد ما بين حاجبيه بنظرات جعلت سلمى تضطرب بحق و هى تحدق به بحذر حتى هتف بحده: انتم حد موصيكوا علينا؟
, رفعت سلمى اصبعها متسائله باستنكار متعجب: انتم مين؟! و حد مين؟!، , ثم نظرت لجنه متمتمه: هو في ايه؟!
,
, حاولت جنه كتم ضحكتها و هى ترى نظرات عاصم الغاضبه فحالت نظراتها عنه لسلمى و غمغمت بلا مبالاه: بيهزر بيهزر، تعالى ننزل تحت٢ نقطة
, و اصطحبتها لخارج الغرفه و لكن بمجرد ان خرجت سلمى امسك عاصم بيد جنه و جذبها للداخل هاتفا بحنق: ثوانى و هتحصلك يا سلمى٢ نقطة
, اغلق الباب بقدمه و دفع بظهرها على الباب المغلق و استند بيديه عليه محاوطا اياها مبتسما بتلذذ لارتباكها و همس بنبره متطلبه: مبعرفش اسيب حقى٢ نقطة
,
, طالعت النظرات المتلاعبه بعينه و هتفت باستنكار و هى تدفعه: حق ايه يا عاصم؟ ابعد حد يشوفنا!
, ابتسم ابتسامه صفراء متمتما بسخريه: هو انا قافش واحده في الشارع! انتِ مراتى يا جنه هانم، ، اقترب منها مؤكدا بعبث: و في اوضتنا، , اقترب حتى صار ملاصقا لها ليخفض رأسه مستندا بجبينه على جبينها و ازداد همسه ببحه رجوليه اغوت قلبها: و لوحدنا٢ نقطة
, حاولت ابعاده لم تستطع و ربما كالعاده دائما خانتها يدها لتقربه: ب٢ نقطة
,
, لم يسمح لها بالتحدث متملكا شفتيها في قبله ناعمه اودعت بكيانها كله بين يديه٣ نقطة
, طرقت سلمى الباب بعنف صارخه: جنه يالا٢ نقطة
, انتفض كلاهما مجددا و لكن عاصم كان على وشك الانفجار و بحق كان غاضبا غاضبا بشده، ، نظرت اليه جنه و كادت تسقط ارضا من فرط ضحكها و لكن مظهره انبأها بخطوره الموقف على سلمى، فنظراته السوداء تهدد بأمر غير سار.
,
, اقتربت منه و قالت بهدوء و هى تداعب وجنته بطفوليه: انت عندك ميعاد، و انا سلمى عاوزانى لما ترجع هنقعد سوا، بلاش تتعصب كده، بتخوفنى٢ نقطة
, نظر لعينها الطفوليه و التى اندمج عسلها برجاءها فزفر بقوه محتنضا اياها دافنا وجهه بعنقها ثوانى و ابعدها عنه هاتفا بالم صدره من عشقه اللامتناهى لها: انتِ دمارى٢ نقطة
,
, ابتسمت طابعه قبله على وجنته و خرجت مسرعه من امامه مغلقه الباب خلفها فنظر هو للباب و تنهد بابتسامه ساخره، تبا يا ابن الحصرى تبا٢ نقطة
, جلست جنه مع سلمى بالحديقه يتسامرون و كانت سلمى تحاول جاهده ألا تُظهر شيئا اندمجت جنه معها ثم هتفت متذكره: المفروض انك تكونى في الشركه دلوقتى؟!
, اومأت سلمى بالنفى و تمتمت بلا مبالاه: لا خلصت شغل.
,
, ابتسمت جنه موافقه ثم اعتدلت ناظره لها بتفحص لتجدها شارده فأمسكت يدها متسائله بحنان: مالك يا سلمى؟ حاسه انك مش طبيعيه النهارده٢ نقطة؟!
, حركت سلمى رأسها يمنيا و يسارا نافيه و هتفت بمحاوله لاخفاء الواقع: انا كويسه جدا.
, ضغطت جنه يدها و ابتسمت و قد تأكد اعتقادها: فيكِ ايه يا سلمى؟ مش هتعرفى تخبى عليا، انا اكتر واحده خبيت وجعى جوايا صعب تضحكِ عليا بكلمه كويسه.
,
, نظرت لعينها التى انطفأ بريق الضحك بها و عادت سؤالها مره اخرى: مالك؟
, صمتت سلمى قليلا و لمعت عينها بالدموع ثم وضعت يدها اسفل بطنها و همست باهتزاز و توتر: انا حامل٢ نقطة
, ابتسمت جنه بسعاده و ظهر ذلك جليا على وجهها و هى تصيح بفرحه: ما شاء **** لا قوه الاب****، انتِ بتتكلمى بجد، ****، الف الف مبروك يا سلمى٢ نقطة
, ازدادت دموع سلمى و هى تضم جسدها بقوه و لتردد بتحشرج: بس امجد مش مصدق انه ابنه٢ نقطة!
,
, اتسعت عين جنه و اختفت ابتسامتها بصدمه و هى تحاول استيعاب الكلمه و لكن لم تسنح لها الفرصه حيث وجدت عاصم يقترب عليهم فنهضت مقتربه من سلمى و تظاهرت بأنها تُمسك حجابها و لكنه بدأت تزيل دموعها و هى تقول بتصنع: حلوه لفه الطرحه دى.
,
, ادركت سلمى ان عاصم قادم من نظرات جنه خلفها فأسرعت بازاله دموعها و اعتدلت كلتاهما جالستين فاقترب عاصم و وضع يده على كتف سلمى فنهضت واقفه فاحتضنها قائلا بود: اخبارك ايه يا متمرده هانم؟
,
, و يا ليته لم يفعل ففور ان احتضنها تمسكت بملابسه بقوه و انهرت دموعها بغزاره جعلته يعقد حاجبيه تعجبا و شدد من ضمه لها و بدأ قلبه يُصدر انذارات قلق و عقله يصرح بامارات غضب، نظر لجنه ليجد عينها تتجنبه باصرار فأدرك ان الامر جدى و لو لم يكن كذلك لم تكن سلمى لتبكى فمرات بكائها على مدار عمرها قليله جدا، هناك ما يؤلمها، يؤلمها بقوه٢ نقطة
,
, ابعدها عنه ببطء و هى تصر على اخفاء وجهها به فتمتم باصرار هو الاخر و هو يبعدها: بصي لى يا سلمى٢ نقطة
, و بعد عده محاولات نظرت اليه ليجد عينها حمراء بشده و وجهها يخبره ان الامر كبيرا، هم بالتحدث و لكن جنه نظرت اليه لتؤشر له برأسها يمينا و يسارا رفضا كأنها تخبره انه ليس الوقت المناسب٢ نقطة
, اخذ نفسا عميقا و رفع يده مزيلا دموعها و ربت على وجنتها متحدثا بهدوء ينافى غضبه الحارق: اطلعى ارتاحى شويه و نتكلم وقت تانى٢ نقطة
,
, اومأت و تحركت للداخل فاحتدت عيناه مجددا و قبل ان يقترب من جنه ليقول حرفا واحده رفعت يدها هاتفه تبرأ نفسها و تقنعه انها لا تعرف: معرفش مالها كانت لسه هتتكلم و فجأه عيطت، متقلقش انت انا هتكلم معاها تقدر تعتمد عليا٢ نقطة
, حاوط وجهها بيده طابعا قبله على جبينها متمتما بثقه: خدى بالك منها و انا مش هتأخر٢ نقطة
,
, اومأت موافقه فتركها و رحل بينما هى كادت جمله سلمى الاخيره تُذهب بعقلها و لكن كيف حدث هذا؟ لابد ان تعرف و لكن ربما عليها الانتظار قليلا٣ نقطة, خارج القائمة
 
الفصل الثالث والأربعون


حنين انا ماشيه٢ نقطة
, صرخت بها حياه و هى في طريقها للخروج و لكنها توقفت لتُجيب على رنين هاتفها و الذى اضاء باسم مازن و لكن قبل ان تتحدث وصلها صوتا غريبا: السلام عليكم٣ نقطة
, ابعدت الهاتف تنظر للشاشه لتتأكد ثم اعادته على اذنها مجيبه بتحفظ: و عليكم السلام، مين حضرتك؟
, وصلها الصوت مجددا بتحفظ هو الاخر: حضرتك تعرفى صاحب الرقم دا؟!
, اضطربت حياه و هتفت بلهفه: ايوه انا مراته، مين حضرتك؟ و فين مازن؟
,
, حمحم بحذر ثم القى بما حدث على مسامعها مما جعل حياه تشهق بفزع: انا اسف بس الاستاذ هنا في المستشفى، عمل حادثه بس٢ نقطة
, انتفض قلب حياه و صرخت باضطراب: حادثه! و مازن عامل ايه؟ هو كويس؟!
, حاول تهدئتها هاتفا بما يُسكن قلبها: هو بخير الحمد لله انا لقيت تليفونه و قولت اكلم حد و كان رقم حضرتك اخر رقم، احنا في مستشفى
, اغلقت الهاتف مسرعه و صرخت بعلو صوتها: حنيييييين، يا حنييييين.
,
, خرجت حنين من الغرفه ركضا على صوتها و اقتربت منها مسرعه تجيبها بقلق: في ايه يا حياه؟ ايه حصل؟
, دفعتها حياه للغرفه و هى تصيح بها: البسى بسرعه، مازن في المستشفى٢ نقطة
, تجمدت حنين و استدارت لها صارخه بذعر: مستشفى!
, امسكت بذراعها بقوه تصيح و قلبها يكاد يخرج من مكانه: مازن ماله يا حياه؟ قولى ب**** عليكِ انه كويس.
, استمرت حياه بدفعها مسرعه: انا معرفش حاجه، البسى علشان نروح له بسرعه٢ نقطة
,
, ركضت حنين للعرفه و اخذت ترتدى ملابسها مسرعه و هى تتمتم بخوف وجل أرعب قلبها فلا قدره لها على فقد مره اخرى: يارب متحرمنيش منه، يارب مش هتحمل بعد تانى، يارب تحميه و تحفظه، يارب٣ نقطة
, انتهت من ارتداء ملابسها و خرجت مسرعه و تحركت كلتاهما للخارج، و لاول مره تُغامر حنين و تستغل رخصتها و صعدت للسياره مسرعه باتجاه المشفى، بعد بعض الوقت كانت حنين تصف السياره و مازال لسانها يردد بالدعاء له٢ نقطة
,
, دلفت للاستقبال و سألت بلهفه: مازن الشرقاوى، حادثه عربيه٢ نقطة
, ابتسمت الممرضه و اشارت للخلف قائله: دا الاستاذ اللى جابه هنا٢ نقطة
, اتجهت حنين اليه مسرعه و خلفها حياه تركض نظرت للرجل و عينها تنبض بالقلق تسأله بلهفه خائفه: مازن فين؟
, ابتسم يطالع نظرات القلق في عينها متسائلا بهدوء: انتِ مراته؟
, اومأت حنين مسرعه و هى تجيبه: ايوه انا هو فين؟ هو كويس؟
,
, نظر لها ثم نظر لحياه و تحدث مطمئنا اياهم: متقلقوش هو بخير الحمد لله، الحادثه كانت بسيطه، الموضوع كان غصب عنى انا٢ نقطة
, قاطعته حنين بغضب و هى تشير اليه باصبع اتهام تهدر صارخه: انت اللى خبطته!
, حاول التحدث مبررا موقفه و لكن بمجرد ان تحدث قائلا: ايوه، بس ا٢ نقطة
, قاطعته مجددا و هى تزمجر غاضبه معنفه اياه: انت بنى ادم مستهتر، كان المفروض تنتبه، دى ارواح ناس، و لا كل حاجه عندكم بقت بالساهل؟
,
, حاولت حياه تهدأتها هامسه و هى تدرك سبب غضبها جيدا: اهدى يا حنين٢ نقطة
, نظر الرجل لحياه مستغيثا بها و حاول تهدأه حنين هاتفا باعتذار: انا اسف بس و **** الوضع كان غصب عنى عربيته ك٢ نقطة
,
, نظرت اليه من اعلى لاسفل و تركته راحله لتسأل الممرضه عن غرفته فاخبرتها بها فركضت للاعلى و همت حياه باللحاق بها و لكن اوقفها رنين هاتفها لتجدها صديقتها بالعمل فضربت جبهتها بيدها متذكره و فتحت الخط لتندفع الاخرى بها صارخه: انتِ فين يا حياه؟ اتأخرتِ ليه كده؟
, حاولت حياه التحدث و لكن اندفعت صديقتها مره اخرى هاتفه: انتِ حره، لما المنحه تضيع منك متبقيش تزعلى، انا هقفل علشان عليا الدور.
,
, و اغلقت الخط دون ان تستمع لحياه حتى، نظرت حياه لمدخل المشفى ثم نظرت للطريق، و كأنها تنظر لمازن، و في الجهه الاخرى حلمها، فزفرت بقوه و اخذت نفسا عميقا و خرجت من المشفى اوقفت سياره اجره و انطلقت باتجاه المقابله التى سيتحدد عليها مصير حلمها٢ نقطة
,
, اندفعت حنين لغرفه مازن لتجده جالسا يحاول ارتداء قميصه و جسده مضمد بعده اربطه شملت كتفه الايسر مائله للامام على صدره ثم تحاوط جسده، بالاضافه لضماد ابيض حول رأسه و الاخر حول معصم يده اليمنى٢ نقطة
,
, لمعت عينها بالدموع و اقتربت منه و دون كلمه اخذت تساعده بارتداء قميصه بينما هو استسلم لها ناظرا لوجهها بدهشه لتذهله دموعها االتى تهدد بالسقوط حتى انتهت فدفعت كتفه بيد للخلف قليلا حتى يتسطح على الفراش فطاوعها و بيدها الاخرى عدلت من وضع الوساده خلفه ليستند عليها ثم امسكت يده لتجعله يعتدل، و بالنهايه جلست بجواره دون ان تنتبه انها مازالت تمسك يده اقرت بنبره متألمه: انت مش كويس!
,
, ابتسم بوهن و رأسه يكاد ينفجر من ذلك الصداع بالاضافه لدوار خفيف يلفه و حاول اخراج صوته طبيعيا مجيبا اياها: بالعكس انا كويس خالص، متقلقيش٢ نقطة
, اردفت كأنها لم تستمع اليه و بدأت دموعها تنساب تعاتبه: انت ليه بتأذى نفسك؟، بتهمل نفسك لدرجه توجع كل اللى حواليك، ليه بتنسى ان في ناس محتاجه ليك٢ نقطة!
,
, تعجب نبرتها الحزينه و الذى زاد تعجبه ضغطها على يده كأنها تخبره انها تقصد نفسها بما تقول، لم يستطع سوى ان يضم يدها بيده الاخرى لتنتبه اخيرا انها مازالت تحتضن يده ليتحدث بضعف و ارهاق: انا بقيت احسن صدقينى و هقوم و هبقى زى الحصان٢ نقطة
, نظرت اليه و لاول مره تستسلم لدفء عينه لتمرر عينها عده مرات عليه و يزداد انهمار دموعها مغمغمه كأنها في حاله من اللاوعى: انا كنت هموت، مكنتش هتحمل ان حاجه تحصلك٢ نقطة
,
, نظر لوجهها بذهول و كلماتها تصيبه في عمق قلبه، هو يدرك انها غير واعيه، يدرك انها تتذكر فارس الان و تهيم في ذكرى وفاته، و لكن كلماتها، نظراتها، و ارتجافه يدها، ارجفت قلبه، وجودها داخله خطأ، و لكن ماذا يفعل؟
, دائما ما اختار قلبه كل صعب، دائما ما تعلق بما هو بعيد عنه،
, و لكن شعوره بحنين ليس مجرد تعلق، ليس افتتان، و ليس حب٢ نقطة
, بل هو اكبر من ذلك، و لكنه وصل بمشاعره لما هو ابعد من هذا.
,
, شعر بروحه تختنق و انفاسه تضطرب فجذب يده من يدها و اشاح بنظره عنها مدركا ان احساسها الان ليس له و لن يكون ابدا له٢ نقطة
, و لكن ما الحل؟ اخيه قالها من قبل هى خُلقت من حب و خُلقت لتُحَب
, قطع تفكيرهم صوت الباب يفتح ففى الواقع لم ينتبه كلاهما للطرق، دلف الرجل محمحما: حمد لله على سلامتك٢ نقطة
, اعتدل مازن ناظرا له مرددا بود: **** يسلمك، انا بعتذر جدا على٣ نقطة
,
, نهضت حنين بغضب ترمق ذلك الرجل بحده و هدرت بعصبيه: المفروض هو اللى يعتذر على فكره مش انت٢ نقطة!؟
, ابتسم مازن باحراج من اندفاعها فمازن المخطئ و لكن هى لم تعطيه الفرصه و اردفت بأسلوب اشبه بالطرد: متشكرين ان حضرتك ساعدته لحد هنا، كتر خيرك.
,
, لم يستطع مازن الصمت امام الرجل الذى ابتسم بمكر ناظرا لكلاهما فجذب يد حنين لتنظر له و اشار بعينه لها ان تصمت و ضغط يدها علها تستجيب له و لكنها لم تفعل و همت بالتحدث عندما قال الرجل اخر ما يجب عليه قوله: **** يخليكم لبعض، واضح ان المدام بتحبك قوى، خافت جدا عليك **** يحميكم، و اه اخت حضرتك جالها تليفون تقريبا و خرجت، و حمد**** على السلامه مره تانيه، عن اذنكم٢ نقطة
,
, تجمدت حنين و مازال مازن ممسكا ليدها لتنظر لوجهه بصدمه، ماذا سمعت للتو؟
, شعر مازن بارتباكها فحاول تهدئتها فترك يدها و لا تدرى السبب و لكنها شعرت ببروده تجتاحها عندما قال و هو يُبعد عينه عنها: ياريت متتضايقيش انا عارف ان اللى وجعك مش خسارتى و اللى قلقك مش خوفك عليا، ذكرى فارس هتفضل وجعانا كلنا، و انا مقدر موقفك.
, ازداد اتساع عينها بصدمه اكبر، هى لم تتذكر فقدانها لفارس هى خشت ان تفقده هو٢ نقطة
,
, لم ترى به فارس هى رأت مازن، فقط مازن٢ نقطة
, وضعت يدها على وجهها تمسح عليه بتوتر و قلبها اعلن الخطر، زلت قدمها في منحدر خاطئ، عقلها و قلبها يتجهان له، و لكن ذكرياتها تجذبها للخلف٢ نقطة
, ابتسمت بتردد بوجهه و اومأت موافقه، مهلا لما كل هذا؟ هى تحبه كأخ لها، لو كان عاصم بمحله لتصرفت بنفس الشكل، هى تقدره كأخ و تعزه كصديق، لا اكثر ولا اقل٢ نقطة
,
, قاطع افكارها عندما تسائل: فين حياه؟، ، ثم اشار باصبعه بدهشه متعجبا و ساخرا بالوقت ذاته: هو قصده بأختى حيااه! هى جات هنا و مشيت؟!
, و هنا ادركت حنين للمره الثالثه مدى لهفتها لاجله فهى حتى لم تنتبه اين حياه؟ او ماذا تفعل؟
, حركت راسها يمينا و يسارا بالنفى تجيبه: هى جات معايا بس مش عارفه راحت فين؟
, ابتسم متذكرا و همس بصوت بالكاد يُسمع: اه صحيح عندها مقابله شغل، **** يوفقها.
,
, حاول النهوض فوقفت امامه تسأله باهتمام: قايم ليه؟
, ابعدها من امامه بهدوء و نهض فداهمه دوار و رأسه كاد ينفجر فترنح ثم سقط على الفراش مره اخرى فاقتربت تستفسر منه عما يريده: قولى محتاج ايه و انا اعمله؟!؟
, وضع يده على رأسه متألما و هم بالتحدث و لكن قاطعه طرق الطبيب للباب دالفا: حمد **** على السلامه يا بشمهندس٢ نقطة
, اجابه مازن مستسلما للطبيب و هو يتفحصه: **** يسلمك٢ نقطة
,
, بدأ الطبيب يتفحصه بدقه مردفا بعمليه: الحمد لله جات سليمه مفيش اى اصابات داخليه هى شويه كدمات و مع الوقت و العنايه هتروح، و طبعا يُفضل تتجنب السواقه خالص الفتره الجايه، و يومين ثلاثه راحه و هتبقى كويس ان شاء الله٢ نقطة
, اومأ مازن بلامبالاه و هتف بنفاذ صبر: ايوه يعنى هخرج امتى؟
,
, نظر الطبيب اليه بخيبه امل فعاده الشباب الصغير مثله يتعاملون مع امورهم الصحيه باهمال ولامبالاه مثله تمام و كعادته دائما ابتسم قائلا بعمليه: تقدر تخرج دلوقتى لو حابب، بس٢ نقطة
, اومأ مازن مسرعا و موافقا: حاضر ههتم بنفسى٢ نقطة
, تركهم الطبيب و خرج بينما ساعدته حنين و حاول الهاء نفسه عن قربها منه بالاضافه ل لمساتها له و تسائل يشتت نفسه عنها: بابا و ماما عرفوا حاجه؟
,
, اجابته و هى تتحرك بصعوبه فثقل جسده القاه عليها: لا، ماما كانت في الشغل و بابا خرج مع بابا عز تقريبا راحوا النادى٢ نقطة
, اومأ برأسه و لم يجد بد من التفكير في وضعه الحالى معها و ربما توقف عقله عن التفكير حتى فاحساسه بها الان كافى٣ نقطة
,
, بقيتِ احسن؟
, تسائلت جنه و هى تعطى كوبا من العصير البارد لسلمى بغرفتها، فأخذته و اعتدلت جالسه و نظرت اليها متمتمه: الحمد لله٢ نقطة
, نهضت جنه و اغلقت باب الغرفه و عادت جالسه امامها قائله بانصات: قوليلى الموضوع من اوله لاخره بالراحه و واحده واحده كده علشان افهم٣ نقطة
, تركت سلمى الكوب من يدها و نظرت لجنه بترقب هاتفه بتوجس: مش هتحكى لحد؟
, ابتسمت جنه وطمأنتها و هى تربت على يدها هامسه بسريه مرحه: و لا حتى لعاصم٢ نقطة
,
, بدأت سلمى تسرد عليها ما حدث بدايه من اصرارها على التحاليل حتى اتهام امجد لها٢ نقطة
, صمتت جنه بدهشه تطالعها بتفحص ثم هدرت بغضب: انتِ غلط يا سلمى٣ نقطة
,
, اشتعل غضبها و اشاحت بيدها صائحه بانفعال: انا اللى غلط! غلطت في ايه بقى؟ امجد كان هيتنازل عنى اول ما عرف بموضوع عجزه، فضل اكتر من اسبوع بيعاملنى كأنى مش موجوده دا مكنش حتى بيقرب منى يا جنه، و لما امورنا بقت تمام بدأ يراقبنى، انتِ متخيله يعنى ايه يراقبنى؟ و في الاخر يشكك فيا و في اخلاقى و الاسوء في شرفي يا جنه٣ نقطة
,
, امسكت جنه يدها وضغطتها بحنان و هدأتها تحاول توضيح ما يصعب عليها فهمه: اولا انا مش هقولك اى راجل، انا هتكلم عن امجد، طبيعى انه يتصرف كده، صعب قوى عليه انه يحس انه بيدمر احلامكم سوا، ثانيا بعده عنك، اكيد هو كان بيتعذب اكتر منك و انتِ اكيد عارفه ده، ثالثا و الاهم مراقبته ليكِ، و في دى انتِ غلط لانك انتِ اللى دفعتيه يعمل كده٢ نقطة
,
, جذبت سلمى يدها لتعود اليها احدى نوبات غضبها لتنهض واقفه لتصرخ بحده و عقلها يتمرد على قلبها يمنعها منحه اى عذر: لا انا مش غلطانه يا جنه، مش غلطانه و هو اللى غلط، هو اللى كسرنى بكلامه و اتهامه، هو اللى حرمنى من فرحه انى هبقى أم، هو السبب في وجعنا احنا الاتنين، و كده خلاص كل حاجه بينا انتهت٢ نقطة
,
, تحركت باتجاه الباب لتخرج و لكن يد جنه التى امسكت يدها بقوه اوقفتها، لتفاجأها جنه بجذبها بقوه لتجعلها تجلس على الفراش بعنف تعجبته سلمى و ازداد تعجبها عندما صاحت جنه: انا كلامى لسه مخلصش يا سلمى، و طالما مش فاهمه غلطك فين يبقى لازم تسمعى، هو منعك تروحى شقق سكنيه، صح؟
, صمتت سلمى و اشاحت بوجهها فوضعت جنه يدها على ذقنها لتجعلها تنظر لها و هتفت بانفعال: ردى عليا؟ صح و لا غلط؟!
, هتفت سلمى بغضب: صح٢ نقطة
,
, اردفت جنه و هى ترمقها بحده و قسوه لاول مره تراها سلمى: و انتِ خبيتِ عليه و وافقتِ على الشغل من وراه و روحتِ، صح؟
, هتفت سلمى مجددا و بدأت قوه غضبها تخمد: صح٢ نقطة
, اكملت جنه بنفس القسوه و دون مرعاه لوجع سلمى فلا وقت للوجع الذى سيدمر كل شئ و هى اكثر من يُدرك معنى هذا: لما اكرم طلب منك وافقتِ بدون تفكير في امجد، و دا ادى انه لما طلب منك شهر عسل جديد رفضتِ، لأ و خلتيه غضب منك، صح؟
,
, امتلئت عين سلمى بالدموع و انخفض صوتها و هى تهمس: صح٢ نقطة
, نظرت جنه اليها لحظات و حاولت قتل عاطفه الحنان التى تتمنى اغراق سلمى بها الان و اردفت بنفس الحده: يوم ما روحتِ العماره كلمك و سألك انتِ فين و انتِ كدبتِ، صح؟
, اختنق صوتها بدموعها التى انهمرت بضعف غريب عليها و مازالت اجاباتها ايجابيه: صح٢ نقطة
,
, جلست جنه امامها على ركبتيها و امسكت يدها و خفضت من حده صوتها متمتمه بعتاب: حتى لو هو غلط بمراقبتك بس انتِ اللى اديتله الفرصه يا سلمى، كلنا و انتِ اولنا عارفه ان امجد بيحبك و بيحبك قوى كمان، بس الكذب و السكوت و الحاجات اللى بنعملها من ورا بعض دى فتح بينكم باب للشك و الشيطان استغلكم٢ نقطة
,
, ضمت يدها بقوه و هى تنظر لها بابتسامه: انا عارفه انك بتحبى شغلك بس انك تفضليه على جوزك مش صح، افتكر انك قولتيلى ان هو قالك وقت ما تحبى تشتغلى اشتغلى بس متسمحيش لده يأثر على بيتك٣ نقطة
, رفعت سلمى بصرها اليها و تسائلت بوجع: يعنى انا اللى غلطانه و هو لأ يا جنه؟ امجد وجعنى وجع مش هنساه، اتهمنى باتهام حطمنى، انتِ فاهمه يعنى ايه يشك انى خنته يا جنه٢ نقطة؟!
,
, جذبت يدها من يد جنه لتنهض جنه مسرعه موضحه موقفها: انا مبدافعش عن امجد ابدا، لانه غلط، انا بس كنت بوضح لك صوره غايبه عنك، و انك لازم تسمعى امجد يا سلمى، لازم تسمعيه لانه ممكن يكون معذور٣ نقطة
, استدارت لها سلمى بعنف صارخه: معذور! عذر ايه ده اللى يخليه يتهمنى كده؟! مهما كان عذره انا مش هسامحه ابدا٢ نقطة
,
, وضعت جنه يديها على كتفيها جاذبه اياها لتجلس على الفراش امامها مجددا موافقه اياها: انا موافقه، بلاش تسامحيه، بس هسألك سؤال واحد يا سلمى و باجابته اتصرفى مع امجد زى ما تحبى٢ نقطة!
,
, نظرت اليها سلمى مترقبه سؤالها و جنه تتطالعها لحظات ثم القت بسؤالها و حاولت ان تخرجه بكل حرص: حطى نفسك مكانه، لو راقبتيه في مره و لقتيه داخل عماره و منها لشقه واحده عازبه، كلمتيه تسأليه انت فين؟ كدب عليكِ رغم انك شايفاه بعينك، هتفكرى في ايه؟ و هتفكرى فيه ازاى؟ و ضيفى لكده نقطه انه عقيم و انتِ بقيتِ حامل٣ نقطة
,
, نهضت جنه تاركه اياها بعدما وضعت الملح على الجرح و خرجت من الغرفه بعد ان قالت تطلب منها التفكير: فكرى يا سلمى، احيانا احنا اللى بنجبر اللى حوالينا يوجعونا، ممكن بخوف و ممكن بكدبه و ممكن بفعل، فكرى وافتكرى كل مواقف امجد معاكِ، و لما توزنى الامور بعقلك كويس اوعدك انى هبقى جنبك في اى قرار تاخديه، و خدى بالك عاصم لازم يعرف بس هسيبك تقوليله وقت ما تحبى٢ نقطة
,
, خرجت جنه تاركه سلمى تكاد تفقد عقلها بسبب كلماتها، فحتى ان كانت محقه، هذا لا يمنحه حق اتهامها اتهام كهذا، وضعت يدها على رأسها بألم و انهمرت دموعها بغزاره و هى تلعن ذلك العمل الذى وافقت عليه.
, يا ليتها رفضت او على اقل تقدير اخبرته بالحقيقه لربما كانت الان تحتفل معه بخبر حملها، و لكن بعد ما فعله هى لا تستطيع حتى التفكير٢ نقطة
,
, مش هاجى يا عزت، مش هاجى دلوقتى خالص٢ نقطة
, صرخت بها نجلاء في الهاتف عندما طالبها عزت بالقدوم مثلما فعل طوال الاشهر الماضيه منذ وفاه كوثر تحديدا و هى تستمر بالرفض٣ نقطة
, هتف بحده هو الاخر و هو يشعر ان الطاوله تنقلب عليه: انا هفضل لامتى اقنع فيكِ؟ انتِ لازم تيجى و إلا قسما عظما، ما هتلاقينى في ظهرك و هبقى اول واحد ابيعك٢ نقطة
,
, انتفض قلب نجلاء فعزت أفعى سامه و ان قرر لدغها ستموت حتما فصاحت بخوف: يعنى ايه؟ ها يعنى ايه؟ انت بتهددنى؟
, صرخ بغضب هو الاخر و هو يضرب على مكتبه بقوه: و **** زى ما تفهميها بقى، ابن اخوكِ فتح و هيستعيد منصبه، فاهمه ايه ممكن يحصل؟ الورقه التانيه و اتحرقت، و مبقاش فاضل غيرى انا و انتِ و لو فكرتِ بس تتعشى بيا انا هتغدى بيكِ الاول، و انتِ عارفه عزت يا نوجه، و لا ايه؟
,
, حاولت تهدأه نفسها لتحدثه بترجى: انا بقالى شهور هنا، بعدت عن بيت اهلى و بهرب منهم، ابويا عرف حاجه و مأجر ناس تلاقينى، لو اتحركت هتبهدل، عايزنى انزل القاهره و اروحلهم البيت برجلى، افهمنى يا عزت، هيموتونى.
, اخفض صوته هو الاخر و هتف بعدم تقدير لما تقوله: كل دا ميهمنيش، انا يهمنى فلوسى، كل الشيكات و الوصلات و المجوهرات و الاراضى و الكاش اللى في خزنة بيتك يتقسموا بالنص و كل حى يروح لحاله٢ نقطة
,
, هدرت به و هى تنهض من مجلسها فقد اقترب مما قتلت، كذبت و فرقت عائلات لاجله: نعم يا عزت، فلوس ايه دى اللى بتتكلم فيها؟ انت ملكش حاجه في الفلوس دى، دا انا بعت اهلى كلهم علشان الفلوس و انت تقولى النص، لا انسى٢ نقطة
, ابتسم بغضب و هتف بتسائل حذر: دا اخر كلام عندك؟
, صرخت بغضب و اندفاع: اه يا عزت و اللى عندك اعمله، و متنساش يا كبير انى اتعلمت منك مسبش ورايا ادله٢ نقطة
,
, و اغلقت الخط بوجهه، نظر للهاتف و ضحك بغضب عاصف: بقى كده يا نوجه، طيب ورينى هتفرحى بالفلوس ازاى؟
, مرت دقائق حتى طُرق باب الغرفه و دلفت العامله لتقول بتحفظ: في ضيف عاوز حضرتك بره يا فندم٢ نقطة
, نظر اليها و عروق وجهه بازره بغضب جعلها ترتد خطوه للخلف خوفا و هو يسألها بحده: ضيف مين؟
, تمتمت بخفوت و هى تنظر للارض باضطراب: معرفش يا فندم لما سألته قالى قوليله عميل خاص٢ نقطة
,
, عقد ما بين حاجبيه متسائلا ثم اشاح بيده و قائلا بلا مبالاه: قوليله مش فاضى٢ نقطة
, بس انا شايف انك فاضى!
, قالها عاصم و هو يدلف بهدوء لداخل غرفه المكتب الخاصه به و استند بمرفقه على الحائط مداعبا جانب فمه بيده بابتسامه هادئه مخيفه، تسمر عزت مكانه ثم اشار للفتاه امامه بيده دون ان يحيد بنظره عن عاصم: اخرجى انتِ٢ نقطة
,
, خرجت الفتاه و اغلقت الباب خلفها فنظر عزت لعاصم متمتما بقوه حاول استدعاءها بأقصى ما يملك: ايه اللى جابك هنا؟
, اتسعت ابتسامه عاصم مشيرا عليه باصبعه قائلا ببطء: جميل، لا بجد جميل، توقعت انك هتنكر معرفتى، بحكم اننا اول مره نتقابل مثلا٢ نقطة
, ارتبك عزت و استدار ليجلس خلف مكتبه هاتفا بمحاوله لاصلاح خطأه: عيب يا سياده النقيب حد يتوه عن النقيب عاصم الحصرى برده؟
,
, ازدادت ابتسامته و هو يتحرك بخطوات متزنه حتى اقترب من المكتب فوضع قدمه على الطاوله الصغيره امام المكتب و اخرج سلاحه واضعا اياه على المكتب فاستند عزت بظهره على المقعد باضطراب، وجه عاصم فوهه المسدس لنفسه، ثم اداره قليلا ليوجهه لعزت، ثم مره اخرى لنفسه و ثبته على هذا الوضع، ثم جلس على سطح المكتب و مازالت قدمه على الطاوله متمتما بهدوء: تحب نتكلم و نجيب من الاخر، و لا نلف و ندور، انا معاك من هنا للصبح٢ نقطة!
,
, نظر عزت للسلاح ثم اليه و هتف بارتباك بدى عليه بوضوح: انت عارف ايه ممكن يحصل لو استخدمت سلاح الخدمه في امر شخصى؟ و كمان لقتل لواء شرطه؟
, بلل عاصم شفتيه ببطء محركا رأسه يمينا و يسارا بخيبه امل قائلا بسخريه حزينه: لا لا، دا مش تفكير اللواء عزت، خيبت ظنى! انا لو قتلتك هقتلك بسلاحك انت، عيب عليك.
,
, و سحب مسدس عزت الذى كان موضوعا على الطاوله جانبا، فضرب عزت على المكتب و اعصابه تكاد تتلف من التوتر فمن امامه لا رحمه في قلبه و هو يعلم ذلك جيدا و لكنه لم يكن يتوقع ان يقف امامه يوما ما شخصيا، هتف بحده و ثبات مازال يحافظ عليهم: انت عاوز ايه؟
, بكل برود و في الواقع يُحسد عليه تسائل مجددا بنبره هادئه اثارت القلق في نفس عزت بشكل اكبر: هنجيب من الاخر، و لا هتلف و تدور٢ نقطة؟!
,
, اخذ عزت نفسا عميقا و حسنا طالما قررت التخلى عنه فلا داعى ليحافظ هو عليها، , اعتدل مستندا بمرفقيه على المكتب و هتف بثقه: هنجيب من الاخر٣ نقطة
, فرقع عاصم اصابعه و حرك رأسه بموافقه و صاح باعجاب ساخر: هو ده الكلام٢ نقطة
, نظر لعزت بتفحص و هو يرمقه بنظرات سوداء ثاقبه: مين السبب في موت ماجد الالفى؟ و ليه؟
,
, صمت عزت قليلا ثم اخذ نفسا عميقا مقررا وضع النقاط على الاحرف فحتى ان كلفه الموضوع عمره لن يكتفى بعمره فقط ستكون معه بالتأكيد: نجلاء الحصرى٢ نقطة
, عقد عاصم ما بين حاجبيه مطالعا اياه بغضب حارق فهو توقع كوثر و لكن نجلاء؟ لماذا؟!
,
, واتته الاجابه فورا عندما اردف عزت بشرح ما حدث: علشان عرف انها بتسرق ابوها عن طريق محاميه اللى كان على تواصل مستمر بيه و طبعا بدون علم حد، هتقولى ايه السبب؟ هقولك معرفش، ماجد مات و ماتت معاه اسراره٢ نقطة
, حاول عاصم بكل ما يملك من قوه كبت غضبه، و لم يساعده في هذا سوى رغبته بالبقيه فقال بصوت جاهد ليخرج طبيعيا: قولى كل اللى تعرفه و بدون كلمه نقص٢ نقطة
,
, اومأ عزت برأسه و جمع نفسه ليسرد كل ما فعلته نجلاء و هذا في الحاضر فقط: هى اللى طلبت منى ادبر قتل ماجد، هى اللى حاولت تبعد مراتك عنكم، هى اللى دبرت فضيحه حياه عبد الرحمن انتقاما من ابوها، هى اللى بعتت راجل يهدد البشمهندسه سلمى، هى اللى دبرت قتل فارس الشرقاوى، و هى اللى دبرت جواز اخوه من اختك بفضيحه، هى اللى عملت خلاف بين ابنها و مراته، و هى اللى حرضت البت التانيه عليه علشان يتجوز، و الاهم هى اللى اتسببت في الحادثه و الضرب اللى حصل لك، باختصار هى السبب في كل مصيبه حصلت في عيلتكم، و ما خفى كان اعظم.
,
, شعر عاصم برأسه يكاد ينفجر من شده اندفاع الدماء اليه و نهض واقفا بعدما برزت كل عروق وجهه و بحركه سريعه حمل مسدس عزت و اتجه لعزت ممسكا اياه من قميصه جاذبا اياه ليسقط على ركبتيه ارضا و وجه السلاح لرأسه و صدقا لم يكن يمزح او يهدد بل بالفعل وضع اصبعه على الزناد و هم باطلاق النار و لكن صرخه عزت المفزوعه: هتضيع نفسك، فكر في نفسك و منصبك و اهلك، فكر في حياتك، قتلك ليا و حتى ليها مش هيكسبك حاجه، صدقنى انت الخسران، انا هساعدك تاخد حقك، هقولك نقط ضعفها و انا متأكد انك هتعرف تستغلها٢ نقطة
,
, داهم عقل عاصم بكاء جنه و سؤالها الخائف مش هتبعد عنى يا عاصم؟ انا مش حمل خساره تانيه،.
,
, صرخ بأعلى ما يملك من صوت و جسده ينتفض غضبا كاد يحرقه حرقا فوجه المسدس لقدم عزت لتنطلق رصاصته و معها تنطلق صرخات عزت بوجع قاسى، و لكن عاصم لم يكتفى، دفع بالسلاح بعيدا و اقترب رافعا اياه عن الارض و هو بالكاد يلتقط انفاسه و اخذ يكيل له الضربات و زمجرته تعلو بشكل غاضب حتى اصبح عزت اشبه بخرده قديمه فدفعه عاصم ارضا و استند بيديه على المكتب امامه يأخذ انفاسه بصعوبه٢ نقطة
, كيف لمخلوق ان يفعل كل هذا؟
,
, كيف يمكن لعمته ان تكون بمثل هذا المستوى من الانحطاط؟
, و ان كان هذا الحاضر فكيف يكون ماضيها؟
, و ان كانت تكره ابنائها فكيف ستحب الغريب؟
, من اى جنس هى؟ فهى ليست ببشر ابدا؟
, مسح على فمه بقوه رافعا يده يشد خصلاته بعصبيه مفرطه و لكنه لم يستطع لجمها فاقترب من عزت و رفعه عن الارض هاتفا بانفعال: تعرف ايه تانى؟ انطق.
, كان عزت يجاهد ليتحدث و لكنه لم يستطع، و بغضب شديد دفع عاصم رأسه للمكتب بشده صارخا: انطق، انطق،.
,
, حاول عزت ايقافه بيده حتى ابتعد عاصم مدركا انه هكذا يقتله لا يستجوبه، استند عزت على المكتب بانفاس متقطعه و همس بتحشرج: شق، شقتها، شقتها، في، المعادى، فيه، فيها كل حاجه، نجلاء هدفها الفلوس و انتقام من اللى حصل زمان، عبد الرحمن السبب، هو السبب٢ نقطة
, ارتكز عاصم على ركبتيه امامه و هتف و هو يُمسك بياقه قميصه: عبد الرحمن العيسوى! لييه عمل ايه؟
,
, جاهد عزت ليتحدث و لكنه لم يستطع فضرب عاصم على وجهه ليجد انه لن يستطيع قول كلمه اخرى فضرب على وجنته هاتفا بتحذير: انا هرأف بحالك و هوديك مستشفى، تطلع باعاقه تطلع باتنين مش مشكله، لكن ان سمعت اسمى في التحقيق هخليهم اربعه و اظن انت دلوقتى عارفنى، سامعنى٢ نقطة
,
, اوما عزت مسرعا بضعف فأمسك عاصم برأسه و دفعها بقدم المكتب فسقط عزت فاقدا وعيه، نهض هو و اخذ سلاحه و تحرك باتجاه خزينه الاموال الموضوعه في الخلف و جذب مفاتيح عزت من فوق المكتب و بعد عده محاولات استطاع فتحها ليُسقط بعض الاموال ارضا ليبدو الامر كسرقه، ثم اتجه لزجاج الغرفه و بظهر مسدسه دفعه ليسقط و تتناثر اشلائه حوله و للاسف اصابه بعضها و لكنه لم يكترث٢ نقطة
,
, خرج من الغرفه ليجد العامله تقف باضطراب امام باب المطبخ فنظر اليها نظره جعلتها ترتجف فاقترب منها ناظرا اليها بعمق هاتفا و نبرته تخبرها انها ان خالفت ما يريده لن يصبح حالها افضل من حاله المسجى بالداخل: شوفتِ حاجه٢ نقطة
, حركت رأسها نفيا فابتسم متسائلا مره اخرى: جميل، سمعتِ حاجه؟
, حركت رأسها نفيا مجددا فاتسعت ابتسامته: اتصلى بالاسعاف و الشرطه، بسرعه قبل ما الحرميه يهربوا، و بصمات المسدس٣ نقطة
,
, قاطعته مسرعه و كأنها كانت تتمنى ان يفعل احدهم ما فعله هو منذ زمن: اتمحت يا باشا متقلقش٣ نقطة
, غمزها بعبث و انطلق خارجا فكانت الابتسامه من حقها هى ثم تحركت لداخل الغرفه لتجد عزت غارقا في دمائه فنظرت اليه باحتقار وتمتمت بسخريه: يا ريته كان قتلك٢ نقطة
,
, ثم اتجهت للاموال المتساقطه ارضا و حملت بعضا منها و اخفته داخل ملابسها ثم رفعت سماعه الهاتف و فعلت مثلما اخبرها عاصم و هو تبتسم بتشفى، و بدأت بازاله اى اثر و كلها.
, خرج عاصم من منزله و صعد لسيارته و تحرك بها مسرعا و عقله لا يستوعب ما سمعه للتو
, قتل، قتلت، سرقه، سرقت، تدمير منازل و تخربها، فعلت!
, لم ينجو احد من يدها، و لكن ان تحدث الان ستتدمر فرحه ابنتها٣ نقطة
,
, هو يعرف مها جيدا منذ زمن و هو يعلم انها تكن مشاعر لاكرم ربما تتجاهلها هى، ان كانت والدتها من قتلت والده فهذه مصيبه، ماذا يفعل؟
, لابد من التفكير جيدا فعاقبه الامر لن تكون هينه،
, و لكن ما عرفه للتو جعله غير متزنا و غير قادرا حتى على التفكير، هو فقط يحتاج لهدنه.
,
, يا ليت هناك من يفهم!
, من ينظر للامور محاولا فهم رؤيه الاخرين بعيدا عن رؤيته،
, من يستمع بصدر رحب لمشاعر غيره - و التى يعتقد انها تفاهات - لربما ادرك ما بداخل القلب حقا،
, من ينوى الحكم بإنصاف و ليس كما يعتقد انه يجب،
, من يُقدر ما نحتاج حقا و ليس ما يعتقدوا اننا نحتاجه،
, يا ليت!
,
, كان الجميع جالسا بالاسفل عندما دلف عاصم من الخارج ولم ينتظر ليتحدث مع احد بل صعد مباشره للاعلى بعدما القى السلام، تعجبت جنه موقفه و استأذنت منهم صاعده للاعلى خلفه٢ نقطة
,
, بمجرد ان دلف للغرفه زفر بقوه و بدأ في نزع قميصه بعصبيه ادت لقله صبره مما دفعه ليمزق ازرار قميصه و من شده اندفاعه لم يستطع اكمال نزعه حتى فاتجه للطاوله المقابله له ليرفع الفازه الخشبيه المزخرفه اعلاها يدفعها ارضا بغضب شديد، ليصله شهقه جنه التى استقرت الفازه امام قدمها لتنظر اليها بذهول و صدرها يعلو و يهبط باضطراب٢ نقطة
,
, استدار لها مسرعا و لرؤيه اضطرابها و خاصه بعدما رفعت عينها اليه ليغرق ابريقها العسلى بدهشه متوتره، تمتم بكلمات غير واضحه و هو يضغط اسنانه بقوه مشددا قبضته ثم اشاح بوجهه عنها فأغلقت الباب مبتلعه ريقها ببطء و اقتربت منه حتى وقفت امامه٢ نقطة
,
, نظرت اليه بقلق غلف عينها و هى تتطلع لملامحه لتستقر على حصونه السوداء التى اشتعلت ببراكين غضب عاصفه و التى سرعان ما اخفاها عنها مديرا وجهه للجهه الاخرى، رأت هى نوبات غضبه من قبل، رأت اندفاعه و نظراته القاسيه و لكن مثل هذه المره لم يحدث، لم ترى عينيه بمثل هذه القسوه و لم ترى ملامحه بمثل هذا الجحيم من قبل، لن تنفى ارتباك اوصالها و لكنها تماسكت و وقفت امامه مجددا و لكن قبل ان تتحدث تحرك هو خطوتين متجاوزا اياها و حاول التحدث بهدوء فبعد كل شئ هى لا ذنب لها: اخرجى دلوقتى يا جنه و نتكلم بعدين.
,
, اقتربت منه واقفه خلفه و هى تنظر لانتفاضه جسده الغاضبه و حركه قدمه المتتاليه و التى تدل على عصبيته الشديده و باستماته يحاول اخفائها و تمتمت بهدوء قلق: عاوزه اطمن عليك بس، فيك ايه يا عاصم؟
, لاحظت هى اغلاقه لعينيه بمحاوله منه للهدوء ثم استدار لها صارخا بانفعال لم يستطع التحكم به: انا قولت اخرجى دلوقتى.
,
, انتفضت و اتسعت عينها تحدق به و عينها تجوب ملامحه و التى ادركت منها انه ليس بوعيه الكامل فيبدو انه للمره المائه تغلب عليه غضبه٣ نقطة
, و لكن كفى هى لم تعد تهرب، لم تعد تختبئ و ان كانت ستفعل سيكون به، و بحركه سريعه لفت يديها حول خصره مستنده بأنفها على صدره تخفى وجهها و انفاسها به، متمسكه بقوه لتغمغم ببطء تدرك تأثيره عليه جيدا: انا خايفه٢ نقطة
,
, تجمدت يديه بجواره و هو يغلق عينه، متذكرا انها السبب بحمايه حياته الان، لولا وجودها و تمسكها به لربما كان تخلص من ذلك القذر لتخسره للابد، حبها و وعده لها هو من منعه من تدمير نفسه فقط لاجلها٢ نقطة
, رفع يديه يحاوطها مستندا بذقنه على رأسها متمتما بيأس من هزيمته دائما امام غضبه: منى؟!
, مرغت وجهها بصدره نافيه لتهمس بقلقها عليه و انفاسها تلفح بشره صدره: عليك٣ نقطة!
,
, ازداد من ضمها له و شعرت هى بارتجافه صدره و انفاسه المتقطعه و التى تدل انه يحمل هما كبيرا، ليس كبيرا على ابن الحصرى بقدر ما هو قويا، قويا لدرجه جعله يخرج عن طوره و يهاجمها هى ايضا٣ نقطة
,
, استندت بوجنتها على صدره و يدها على موضع قلبه كأنه تحدثه بعتاب: من كام ساعه بس قولتلى ان انا انت، و انت انا، ليه دلوقتى في تعبك و وجعك بتبعدنى عنك؟ ليه مصمم تحسسنى انى متاحه وقت ما يكون مزاجك مرتاح، ليه مصمم تسيب بينا فواصل يا عاصم؟
,
, زفر بقوه و اخفض رأسه اكثر رافعا اياها ليدفن وجهه بين خصلاتها برائحتها التى تمنحه بعضا من الراحه و الامان و تمتم بنبره بقدر ما تحمل من ثقه تحمل من قلق: عارفه انك انتِ الوحيده اللى بتقوينى، الوحيده اللى بتقدر تمتص كل وجعى و غضبى بحضن، كل يوم عن اللى قبله بتأكد انى مقدرش استغنى عنك.
, ابتعد عنها محاوطا وجهها بيده ليروعها ما رأت في عينيه من ألم،
, ماذا حدث ألم روحه بهذا الشكل؟
,
, ما الذى يحمله قلبه من وجع لتعكسه عينيه بهذا الحزن؟
, ماذا يخفى عنها؟
, دفعته من كتفه بهدوء لتُجلسه على الفراش و تجلس امامه و لكنها قبل ان تفعل جذب يدها ليجعلها تجلس بحضنه كطفله صغيره و رغم ما اجتاحها من حياء دفع الدماء لوجنتها بغزاره، لم تفكر سوى في وجعه الذى اصابها في مقتل٣ نقطة
, اخفضت عينها على يده لتُمسك بها و لكنها شهقت بفزع و هى تنهض عنه لتصرخ بخوف: ايه ده يا عاصم؟ ايه اللى حصل؟
,
, نظر ليده ليجد عده قطع زجاج منغرسه بها و خيوط من الدماء لونت يده، و ربما الان فقط شعر بألمها ففى ثوره غضبه تلك لم يشعر بشئ، جذب يده منها و احتدت عيناه متذكرا ما قاله عزت ليقبض يده بعنف ليزداد خروج الدماء منها، فجذبت جنه يده بقوه جعلته يناظرها بتعجب ثم نظرت اليه و لاول مره، لاول مره يرى بعينها مثل هذا الغضب و رمقته بنظرات متوعده بحده شديده، ثم اخفضت عينها و زمت شفتيها متمتمه بأمر: قوم معايا٢ نقطة
,
, ارتفع حاجبيه تعجبا و لكنه انصاع لامرها و نوعا من التسليه يجتاح كيانه، فمهما مر من الزمن عليهم معا سيظل يكتشف بها شيئا جديدا، شيئا يجذبه بقوه و طغيان٢ نقطة
,
, دلفت للمرحاض وضعت يده تحت الماء لترتجف بين يديها فور ملامسه الماء لها و لكنه لم يبالى بل ظل على صمته يراقب ما تفعله فقط، تحركت من امامه و اخرجت صندوق الاسعافات الاوليه من الخزانه فوق الحوض لتُخرج منها ملقط طبى و عادت لتقف امامه ثم رفعت يده و حاولت بحذر اخراج قطع الزجاج العالقه بيده و مع حركتها كانت يده ترتجف بألم و لكنه لم يطلق صوتا واحدا، انتهت و وضعت يده اسفل صنبور الماء فقرر ممازحتها لعلها تُبدى اى رد فعل فجذب يده بخفه متأوها بخفوت منتظرا لهفتها و لكن عينها لم ترمش حتى بل تمسكت بيده جيدا مثبته اياها اسفل المياه ثم رفعت عينها اليه لتطالعه بانفعال تبعته بالضغط على جرحه لينكمش وجهه ألما و يضيق عيناه متعجبا من تصرفها و لكنه يدرك انها تعاقبه و يا له من عقاب لذيذ٢ نقطة
,
, اغلقت المياه و جذبت الصندوق و دفعته للخارج و هو مستسلم ليدها تماما اجلسته و جلست امامه ضمدت جرحه و هى تضغط عليه بقوه تؤلمه بحق و لكنه حافظ على ابتسامته التى تُزيدها استفزازا٣ نقطة
, حتى انتهت فنهضت واقفه امامه و هى تعقد ذراعيها امام صدرها متسائله بحده لا تقبل النقاش: ايه اللى حصل؟
,
, ظل يطالعها بتلاعب و هو يستند بكفيه على الفراش خلفه ناظرا اليها باستمتاع، فعقدت حاجبيها هى الاخرى و هى ترمقه بصمت منتظره الاجابه و عندما لم يفعل اومأت و تحركت لتخرج من الغرفه و لكنه امسك يدها يمنعها فجذبتها منه بحده تهدر به: هيفضل كبريائك و غضبك اهم منى يا عاصم٢ نقطة!
,
, و همت بالخروج لكنه جذبها بقوه وافقا متملكا خصرها بينما هى تشيح بوجهها عنه لتلمع عينها بالدموع فرفع يده يزيلها فوجدها تلتفت اليه بحده و تصيح بعتاب: وعدتنى انك مش هتسمح انى اعيط تانى، و للاسف خلفت بوعدك في نفس اليوم، و كمان مش مستعد حتى تشاركنى وجعك٢ نقطة
, رفع يده مسرعا مزيلا دموعها ثم ضمها اليه فهو لا يستطيع اخبارها، ماذا يقول؟
, يقول لها ان كل ما حدث في حياتها عمته السبب به؟
,
, يقول لها انها حُرمت من والدها بتدبير رخيص ادى بحياتها هى للجحيم؟
, ماذا يقول؟
, هو يمنع عنها الحزن الذى لن تتحمله ابدا، يمنع عنها وجع اشتعلت روحه هو به،
, وعدها الا يحزنها فا هو يحافظ على وعده٢ نقطة
, تنهد ليقول بصلابه و صوته يحمل قدرٍ متساوٍ من القسوه و اللين جعلها عاجزه عن تمييز اى منهم يطغى على الاخر: احيانا بنكسر وعد علشان ننفذ وعد تانى.
,
, ثم ابعدها عنه محاوطا وجهها ناظرا بعمق ابريقها العسلى الذى لمع بخوفها عليه و حزنها لاجله و هتف بقوه عشقه لها: ثقى فيا يا جنه، و افهمى حاجه واحده بس، انى معنديش اغلى منك في حياتى٢ نقطة
, نظرت لوجهه ليستقر صدقه بقلبها فرفعت يده مقبله اياها من فوق الضماد: لو مش عاوز توجعنى فعلا بلاش تأذى نفسك يا عاصم٢ نقطة
,
, اومأ موافقا و غمغم بغموض و هو يحاوطها بأسهمه السوداء: محدش بينقذنى من نفسى و غضبى غيرك، انتِ بتحمينى وانتِ مش مدركه حتى.!
, ابتسمت بارتياح مؤقتا و لكنها لن تهدأ حتى تعرف ما صار و لكن مهلا فالصبر يأتى بخير٢ نقطة
,
, طبعت قبله على وجنته ثم بدأت بفك باقى ازرار قميصه و الذى مزق معظمها، نزعته عنه محاوله تجنب خجلها لتساعده في ارتداء ملابسه و لكن مهلا فهذا ابن الحصرى فكيف يتنازل عن هكذا فرصه، حاوط خصرها مقربا اياها منه بينما هى تحاول الفكاك من بين يديه و لكنه لم يمنحها الفرصه و يده تسبح في ملكوت خاص لا يعرفه سوى جسدها لتسرى رعشه لذيذه تجعلها ترفع عينها اليه ببطء لتسقط في قلاعه المتينه و التى احتوتها مسرعه بابتسامه خبيثه ثم امتدت يده بعبث ليتلاعب برباط بيجامتها و هو يهمس بدراميه محببه لقلبها يمنعها اكمال مساعدته ليرتدى: انا بقول ملوش داعى، الجو حر قوى.
,
, ابتسمت بخجل و اخفضت عينها لتصطدم بصدره العارى، فأسبلت جفنيها متمتمه باخر ما توقعه منها بنبره دلال مثيره بنفس نبرته الدراميه المتلاعبه: متأكد انه الجو برده؟
, قهقه بصوت عالى ارتجف له قلبها و ابتسامتها تتسع لتوبخ نفسها بشده على ما تفوهت به فضغط جسدها اليه اكثر فرفعت وجهها اليه لتغرق في ملامحه القريبه٢ نقطة
, عيناه السوداء بحصونها المنيعه و التى دائما ما تحاوطها بتملك خاص به و لا يجوز الا لها،.
,
, بشرته الداكنه و التى تمنحه جاذبيه خاصه تجعل قلبها يشتعل بمجرد ملامستها،
, ذقنه المهندمه و التى اضفت ساحريه مهلكه على ملامحه القويه،
, انفه الذى يستقيم بحده و كبرياء لا تليق سوى بابن الحصرى، شفتاه٣ نقطة
,
, و عند هذا اخفضت بصرها بارتباك متنهده بحراره و لم تنتبه انه كان يراقب نظراتها المتفحصه و قبل ان تبتعد بعينها التى استقرت على شفتاه، اسر هو شفتيها ليمنحها وصف خاص بهما معا، وصف يخبرها انها له كما هو لها جمله و تفصيلا٢ نقطة
, تاهت معه في عالم غير الذى يحاوطهم، عالم استغرقا الكثير ليصلا اليه٢ نقطة
, ربما ليست المره الاولى التى يقبلها بها و لكن جمال هذا اللحظه و هذا المره لم يسبق له مثيل٢ نقطة
,
, فاليوم لا يتحدا جسد بجسد فقط و لكن روح بروح و قلب بقلب٢ نقطة
, قلبه الذى عرف الحب و ان تاه عنه قليلا فأخيرا استقر في فضاء قلبها.
, تحرك بها يدفع جسدها للخلف حتى سقطت على الفراش و هو بجوارها، مال عليها ينظر لها من علو ثم انخفض يطبع قبلاته المشتعله على وجهها بالكامل، جبينها، عينيها، انفها، وجنتها الا ان استقر امام شفتيها لتندمج انفاسهما معا، ناظرا لملامحها بنهم، رغبه و عشق سكن عيناه طويلا٢ نقطة
,
, ففتحت عينها ببطء لتواجهها شرارات عشقه و لهفته و التى اخبرتها انه بالفعل يحترق و لن يطفئه ايلاها٣ نقطة
,
, ابتسمت بهدوء و هى تتذكر جميع ما مر بهم لتتحول ابتسامتها لضحكه فطالعها بتساؤل فمنحته الاجابه بحنين جارف اسر قلبه بين شفتيها مراقبا حديثها و ربما فتنتها: كل مره ابص في عينيك اشوف عاصم القديم، عاصم اللى كان مجرد ما بسمع اسمه بترعب، بفتكر ضحكاتك القليله و مواقفنا سوا، بفتكر كل مره قريت حبى في عينيك بس تصرفاتك كانت العكس تماما، ذكرياتنا كتير قوى يا عاصم، كتير لدرجه انى على استعداد اعيش افتكرها باقى عمرى كل اما ابص في عينيك، كأنها دفتر ذكرياتى، سجلت فيه كل لحظات سعادتى و كل حياتى، و لو، اااه.
,
, قطعت كلماتها بآه خافته اختفت سريعا بمعانقه شفتاه لخاصتها ليغمرها بفيض ذكرياته هو الاخر مؤكدا لها ان ذكرياتهم معا لم تنتهى بل ما زالت تبدأ بعد٣ نقطة
,
, صوت طرقات متتاليه على باب الغرفه جعله ينازع ليفتح عينيه و فور ان ادرك وضعه ابتسم باستمتاع متذكرا لحظاتهم المهلكه منذ قليل، نظر اليها و هى تحتضنه و تتمسك به كما يتمسك الطفل بجلباب امه، ثم اعتدل قليلا ليفرد ذراعه التى تحاوطها لتستقر رأسها عليه ليطل عليها من عليائه يتأمل ملامحها التى تخطف انفاسه خطفا٣ نقطة
,
, عيناها المغلقه و التى منعت عنه فيض حنان ابريقها العسلى و الذى يعشق غرقه به، انخفض ليغمرها بقبلاته المستمتعه مع ابتسامه سعاده تجد طريقها لقلبه،
, انفها الصغير و الذى اكتسب لونا احمرا اثر ارتكازها به على صدره فداعبه بأصبعه و ابتسامته تتسع لتتململ قليلا ثم تسكن مره اخرى،.
,
, وجنتها الممتلئه قليلا و التى تدعوه دعوه صريحه ليداعبها بشفتيه و لم يبخل هو بل اعطاها بسخاء حتى انزعجت هى متحركه باعتراض لتتسع ابتسامته المشاغبه،
, و لكنه ابتعد عنها قليلا حتى تعود لسباتها فهو مازال لم يُكمل اكتشافه لملامحها و الان الهدف الاغلى، الاهم و الاكثر اغراءا و فتنه٢ نقطة
, نظر لشفتيها بعبث ليحرك اصبعه ببطء فوقهما ليهمس بافتتان: مستبده انتِ يا امرأه!
,
, انخفض متملكا اياها بقبله ناعمه استيقظت على اثرها لتدفعه ببعض العنف تدفن وجهها في صدره فيضمها اليه بقوه متناسيا ان ما افاقه طرقات على الباب و لم ينتبه لذلك الا عندما عادت الطرقات مره اخرى٢ نقطة
, ابتعدت عنه و ما زال النعاس يداعب جفونها لتمط ذراعيها بدلال ثم نظرت للشرفه لتجد الظلام قد حل و لكن في الواقع بحياتها و قلبها مازالت الشمس تشرق بعد فابتسمت هامسه بنبره خافته: مساء الخير يا سياده النقيب٢ نقطة
,
, اتسعت ابتسامته و قبل ان ينطق عاد طرق الباب من جديد فنهض بحركه سريعه غاضبه و هم بفتح الباب و هو على وشك قتل من يطرقه او **** يكسر الباب لكى لا يطرقه احد و لكنه توقف فور ان تصاعدت ضحكتها العابثه و التى بدت لاذنيه ضحكه ماجنه اشعلت نيرانه المبطنه بها فاستدار لها بغيظ واضح لتشير على صدره العارى برفع حاجبيها تراقصهما بابتسامه تجاهد لتمنع ظهورها: هتفتح كده؟!
,
, نظر لصدره و رغما عنه ابتسم مدركا وضعه فهو يرتدى بنطاله فقط ثم نظر للباب هاتفا بصوت يصل للخارج: مين؟
, وصله رد والدته و هى تقول و يكاد يجزم ان بنبرتها مكر: انا يا عاصم٢ نقطة
, وضعت جنه يدها على وجهها مسرعه ناهضه عن الفراش بقميصها القصير لتُمسك بملابسه متجهه اليه تساعده على ارتدائها و هى تجاهد لتمنع ضحكتها و همست بصوت خافت بجوار اذنيه حتى لا يصل للخارج: افتح لها٢ نقطة
,
, اعتقل خصرها بيده مانعا اياها من الابتعاد و هو يمطرها بسيل متواصلا من قبلاته المشاكسه و هتف من بينها مخاطبا والدته فان كان هى تمكر فهو يملك منه اكثر منها بأضعاف: خير يا ماما؟
, لم تستطع ليلى منع ضحكتها فوصلت اليه ليكتم غيظه بقوه بينما اخفت جنه وجهها بصدره و لم تستطع منع ضحكتها اكثر، فصوته كان كافيا ليعبر عما يجيش بصدره من انفعال٣ نقطة
,
, حمحمت والدته قائله بشبه اعتذار: انا عارفه انه مش خير ليك خالص، بس اكرم تحت و عاوز يشوف جنه٣ نقطة
, ضغط شفتيه بعصبيه و هو يحاول امتلاك كل قوته لكى لا يقتل اكرم الان و تلك التى انهارت ضحكا بين ذراعيه ليعلو صوتها فيصل لوالدته فتضحك هى الاخرى متمتمه قبل ان ترحل: متأخرهاش يا حبيبى٢ نقطة
, و رحلت و ضحكاتهم معا تكاد تحرقه هو فأمسك بكتفيها ناظرا اليه بضيق صارخا بنفاذ صبر: بتضحكِ؟ بتضحكِ يا جنه؟
,
, كتمت فمها قليلا حتى تمكنت من التحدث فغمغمت ببراءه: طب انا ذنبى ايه؟
, طافت عيناه على ملامحها مقربا ايها منه اكثر و هو يهدر بغيظ: و انا ذنبى ايه؟
, اقتربت و طبعت قبله دافئه على وجنته اليمنى، تبعتها بأخرى اكثر عمقا على وجنته اليسرى ثم همست و هى تداعب وجنتيه بيدها معتقده انها هكذا تواسيه او ربما تمنحه بعض الصبر: انت حبيبى، بس٢ نقطة
,
, ازداد احتضانه لخصرها بكلتا يديه لترتفع يديها حول عنقه ليهمس بخبث لتدرك ان ما فعلته لم يكن الفعل المناسب الان: انت كده بتصبرينى يعنى٢ نقطة!
, ابتعدت مسرعه بعد منازعه و هى تتحرك باستعجال واضح لتُخرج ملابسها: اكرم مستنى تحت، عيب يا عاصم.
, اتجه اليها مسرعا ليُمسك ثيابها من بين يديها ليلقيها ارضا صارخا بغضب مكتوم و هو يحملها متحركا باتجاه الفراش: ايوا عيب، عيب اللى اخوكِ بيعمله٢ نقطة
,
, القاها على الفراش وسط ضحكاتها و هى تحاول الهروب من بين يديه و لكنه تمكن منها عندما احتجزها بين جسده و الفراش مختطفا قبله من شفتيها مردفا بعدها: عيب اللى انتِ بتعمليه فيا ده!
, اقترب مختطفا قبله اكثر عمقا لتذوب هى بين ذراعيه بعجز يعشقه قلبها و يهواه قلبه فرفع وجهه ناظرا اليها و بدا استسلامها يروقه و همس بصوته الرجولى و نبرته الخاصه التى بات يدرك تأثيرها عليها: عيب تسبينى كده!؟
,
, و قبل ان تنطق أسر شفتيها للمره الثالثه بقوه اكبر و اعمق دفعتها للغرق اكثر و اكثر و لكن طرقات على الباب تبعها صوت شذى الطفولى تقول بتأفأف: يالا يا ابيه، الكل بيسأل عليكم تحت، انت اتأخرت ليه كده؟
,
, انتفضت جنه اسفل يديه و هو يضغط شفتيه بقوه لتجذب جسدها من اسفله بسرعه لتسقط ارضا و يتبعها هو على طرف الفراش لتصدع ضحكتها و هى تنهض، حملت ملابسها التى القاها ارضا و ركضت للمرحاض و ضحكتها تدق الطبول و تعلن الحرب بقلبه، بينما يتابعها هو بغيظ شديد متأفأفا و صاح بغضب مستحب: خلاص نازلييييين٢ نقطة
,
, وصله ضحكات جنه بالمرحاض فشدد قبضته بقوه و لكنه لم يستطع منع ابتسامته من الظهور فيبدو ان من قبل كان كلاهما يمتنع عن الاخر و لكن الان يبدو ان الجميع اتفق على الوقوف بينهم، تبا، سيخطفها، اتسعت ابتسامته ها قد وصل لحل، سيخطفها.
,
, بعد قليل كان عاصم يجلس مع اكرم بالحديقه الخارجيه في انتظار نزول جنه لهم، اخذ اكرم يلعب بالعشب الصغير امامه و هو شارد تماما فنظر اليه عاصم بتفحص ثم نظر امامه متمتما: ايه اللى شاغل بالك؟
, نظر اليه اكرم بنظره ذات مغزى و التقطها عاصم على الفور فابتسم بسخريه: واضح ان الستات دى حالفه تجنننا٢ نقطة
, ابتسم اكرم بسخريه مماثله ثم اعتدل ناظرا اليه هاتفا بضيق: مش فاهم انا، اختك دى عاوزه ايه بالظبط؟
,
, نظر اليه عاصم لحظات ثم شرد قليلا مغمغما بتسائل اكثر دقه: السؤال الانسب هو انت عاوز ايه؟
, تنهد اكرم بحيره و هو يفكر قليلا ثم هتف بقله حيله: عاوزها.
, ربت عاصم على كتفه هاتفا بحزم متذكرا ما قيل له صباحا: لازم تاخد خطوه يا اكرم، و النتيجه يا رفض يا قبول و كفايه مماطله٢ نقطة
,
, تعجب اكرم نبره الغضب التى شملت كلماته و نظر اليه قليلا قائلا بانزعاج: انا مش بماطل يا عاصم، انا مش هقبل اتجوز واحده قلبها مع حد تانى، مش هسمح انها كل اما تشوفه تخونى بقلبها، انا لو ارتبطت بمها مش هتخلى عنها مهما حصل بس كمان لازم اتأكد انها مش هتتخلى عنى٢ نقطة
, تطلع عاصم لنظرات القلق و الالم التى شملت ملامحه ثم منحه الثقه: مها بتحبك يا اكرم٢ نقطة
,
, عقد اكرم ما بين حاجبيه و هو يحاول استيعاب ما يقوله عاصم ليهتف مسرعا بلهفه: هى قالت لك كده؟!
,
, ابتسم عاصم مشيرا بنفى ثم اردف بنبره واثقه تماما فمن ذا الذى يفهم مها خيرا منه: مها بتحبك حتى لما كانت مخطوبه، مها اتعلقت بمحمود تعلق وهمى لكن مكنش حب، و الدليل على كده انها لما اتوجعت من بعده اتوجعت لاحساسها انه جرح كرامتها، ان قرر عنها بدون رأيها و اللى وجعها اكتر انها فهمت انها محبتوش هى حبت اهتمامه و حبه ليها اللى كان بيعوض عندها احساسها بالنقص و انها مش مرغوبه، مها لو كانت حبت محمود مكنتش هتتحمل فكره بعده عنها و تانى يوم تكمل حياتها عادى لان مها على قد قوتها على قد ما هى حساسه جدا٣ نقطة
,
, اخذ نفسا مردفا بقوه: كفايه تتعب قلبك و عقلك في تفكير ملوش لازمه و بلاش تغلط غلطتى علشان هتندم، وخد بالك البنات بتحب الراجل الصريح، و مش قصدى بالصراحه انك تقول، لأ، بالعكس، قصدى انك تعمل و تثبت حبك حتى لو مقولتش طول حياتك كلمه بحبك٢ نقطة
, صمت اكرم قليلا يزن كلمات عاصم و قبل ان يجيبه وجد جنه تتقدم منهم بابتسامه واسعه و ربما يلاحظ الاثنان للمره الاولى اشراقتها فصدق من قال.
,
, المرأه ورده كلما اعتنى بها زوجها و روى قلبها عشقا كلما ازهرت و تلألأت كأجمل الازهار في بستان حياتهما
, ابتسم اكرم بسعاده لمرآها بهذه السعاده الباديه بوضوح لا على وجهها و ابتسامتها فقط و لكن في عينيها ايضا، نهض مرحبا بها محتضنا اياها ثم قرب وجهها اليه مقبلا جبهتها بعمق هامسا بصدق عاطفته تجاهها: **** يديم الضحكه في عنيكِ٢ نقطة
,
, ابتسمت بسعاده لتُمسك بيده ثم جلست بجوار عاصم و هو بجوارها لتنظر لكلاهما و تشعر ان عالمها بهم يكتمل٣ نقطة
, نظرت لعاصم فطالما كان شعورها به يتأرجح ما بين شعور بخوف مرضى بدايه بخوفها منه ثم خوفها عليه و خوفها - الذى لم يفهمه احد - من خسارته و فقدانه و رغم رغبته بحبها فهو دعم شعورها هذا و نماه بداخلها٢ نقطة
,
, و بين شعورها بنفسها طفله يتوجب عليها ان تكون في ظل ابيها لتحتمى به من بطش الدنيا و التى لم تتعلم مجابهتها طوال حياتها٢ نقطة
, و لكنها الان تجرب شعورها بنفسها و كيانها المستقل معه، شعورها بأنوثتها و دلالها، شعورها بقلبها الذى دُفن قهرا خلف ضباب و غيوم الماضى ليأتى هو بسطوته و سيطرته المعتاده ليزيحها متحملا مطرها حتى اشرقت بنهار مشمس انار قلبيهما معا٢ نقطة
,
, ابتسمت برضا و هى تردد الحمد لله بداخلها، منعها الطفوله ليمنحها شبابا مزهرا، اعطاها الالم ليمنحها لذه الشعور بالسعاده، و ربما واجهت الفشل و لكنها ستسعى الان لتتذوق طعم النجاح، ليس نجاح قلبها فقط و لكن عقلها، كيانها وشخصها كإمرأه٢ نقطة
, افاقت على همسه المشاغب لها و الذى رافقه ضحكه ماكره من اكرم حيث انتبه كلاهما على تفحصها الحالم به بالاضافه لابتسامتها العاشقه: واضح ان زياره اكرم مش في وقتها خالص٢ نقطة
,
, احمر وجهها خجلا لتخفضه عنه و هى تكاد تضرب نفسها على شرودها و ازداد شعورها بالخجل حتى اخفت وجهها بكفيها عندما وافقه اكرم بخبث: طول عمرى بختار الوقت الغلط٢ نقطة!
,
, صمتت قليلا تتحاشى النظر اليهما و لكن هاجمها شعور غريب برغبه عارمه تجتاحها الان فنهضت وافقه لتقول بطلب صريح و لهفتها تظهر واضحه في نبره صوتها: عاوزه اخرج، عاوزه امشى في كل شارع اسيب فيه ضحكه من قلبى، عاوزه ازور داده زهره و اقولها انى فرحانه، عاوزه اجرى و اصرخ و اقول انا بضحك و سعيده و الاهم مش خايفه، عاوزه ارجع جنه الصغيره اللى دائما كان بابا يدلعها، عاوزه اضحك بجد، معاكم.
,
, ابتسم اكرم بحنان اغرقها بنظراته التى امتلئت بذنبه بتقصيره في حقها و فرحته لاجلها بينما شملها عاصم بنظرته الدافئه العاشقه التى رأت من خلالها موافقته على اقتراحها و الذى اكدها قائلا: هنأجل زياره داده زهره ليوم مخصوص٢ نقطة
,
, ثم نهض واقفا مقبلا رأسها بفخر ملئ عينه لها و قام بثنى ذراعه امامها لتتأبطه ضاحكه لينهض اكرم على الجانب الاخر و اثنى ذراعه هو الاخر لتتأبط ذراعه ايضا و ضحكتها تتسع بمشاكسه طفوليه، و بمجرد ان تحركت خطوه توقفت و ابتسامتها تتلاشى تدريجيا فتبادل اكرم و عاصم النظرات المتعجبه و نظرا اليها مجددا بينما هى احتل عقلها مشكله سلمى التى ابقتها في غرفتها طول اليوم بعد حديثهما الاخير و كم سيكون تقصيرا منها ان سعدت هى تاركه اياها في بحر احزانها، بالاضافه لمها التى عادت من عملها لتستقر بغرفتها هى الاخرى و لم تراها ابدا بعدها، و ايضا لشذى فان كانت تستحق هى التدلل فالصغيره اولى به٢ نقطة
,
, رفعت نظرها لهما لتتسع ابتسامتها مجددا لتهتف باقرار: و البنات كمان هيجوا معانا٢ نقطة
, ابتسم اكرم بينما رمقها عاصم بخبث متسائلا يشاغب و قد اشتاق حد الجنون جنونه: خفتِ نستفرد بيكِ.؟!
, و حمره دلال لونت وجنتها مع ردها بسخريه و اكرم يلكزه بخفه مانعا اياه من اخجالها فضحك و ترك يدها مقبلا اياها ثم غمزها بشقاوه قائلا: 3 دقائق و تكونوا قدامى انتم الاربعه٢ نقطة
,
, رفعت احدى حاجبيها لتهتف باستنكار: 3 دقائق في عُرف النساء 3 ساعات يا سياده النقيب٢ نقطة
, و انطلقت راكضه للاعلى لتجمع الفتيات و التى تدرك جيدا انها ليست بمهمه يسيره و خاصه مع سلمى، صعدت اولا لغرفه شذى و اخبرتها لتنطلق مسرعه ترتدى ثيابها، اتجهت بعدها لغرفه مها لتقول بحماس: خروجه و مش عاوزه اعتراض و يالا لانهم مستنين تحت٢ نقطة
,
, و همت بالخروج عندما نهضت مها مسرعه و امسكت يدها لتشير بتعجب خروجه ايه؟ و مين اللى مستني؟
, ضربت جنه جبينها بدهشه مصطنعه: لسه هتسألى؟
, ثم اجابتها على عجاله: هنتفسح سوا، و اكرم و عاصم مستنين تحت.
,
, انتفض جسد مها انتفاضه خفيفه لذكر اسمه فهو لم يغب عن عقلها او قلبها ثانيه واحده منذ حوارها الصباحى مع سلمى، لا تعرف كيف تنظر في وجهه الان، و ان كان ما قالته سلمى صحيحا فذلك يجعلها تتورط اكثر فاشارت بارتباك مش لازم انا يا جنه
, نظرت اليها جنه باستنكار هاتفه بغيظ: ليه ها ليه؟ حلو البيت٢ نقطة! وحشتك الاوضه؟! يالا يا مها بقى عاوزين نسهر سوا، علشان خاطرى.
,
, ابتسمت مها و اشارت بيدها و ان كانت لم تكن بحاجه لتحايل فهى و قلبها يرغبون بهذه السهره خلاص خلاص هاجى و امرى لله
, ضحكت جنه بعدما قبلتها بقفزه سعاده و هى تصرخ: ايوا بقى٢ نقطة
,
, و خرجت ركضا لغرفه سلمى ثم توقفت امامها قليلا لتأخذ انفاسها و ابتسامتها الكبيره تختفى تدريجيا ثم طرقت الباب و دلفت لتجدها نائمه على الفراش تحتضن نفسها و دموعها تنساب بصمت، فاقتربت منها و جلست بجوارها لتربت على رأسها بحنان: لو العايط هيفيد كنت هعيط معاكِ و اخلى كل اللى في البيت يعيط معانا، بس مش هيفيد بحاجه، انتِ قويه و مازلتِ قويه يا سلمى، و مينفعش عنوان التمرد تبقى بالضعف ده٢ نقطة
,
, وضعت يدها على كتفيها ترفعها عن الفراش حتى جلست فلملمت جنه خصلاتها المشعثه قليلا بفعل نومها و مسحت بقايا دموعها العالقه: الطير الحر مبيقبلش السجن، مبيعرفش يعيش في قفص حتى لو اتكسر جناحه، و انتِ طير حر، قومى يا سلمى و سلمى امرك لله و هتلاقى الحل من عنده٢ نقطة
,
, ثم نظرت بعاطفه لبطنها تمسد موضع الجنين ببطء و ابتسامه حانيه تداعب شفتيها تردف تلامس عرق الامومه لديها: و بعدين فرحه الطفل لازم نحتفل بيها حتى لو انتِ زعلانه، هو او هى ذنبه ايه حضرتك؟
,
, رفعت سلمى عينها الحزينه اليها بابتسامه باهته و هى تضم نفسها كأنها تضم جنينها فاكملت جنه و هى تدرك انها تضغط على وتر حساس لدى سلمى فهى رغم صلابتها تحمل قلبا رقيقا: هتندمى على الحزن وقت الفرحه ده، و اتهيألى الندم بعيد شويه عن سلمى٢ نقطة
,
, ابتسمت سلمى بضعف فوقفت جنه و اوقفتها معها هاتفه باصرار و حزم: انتِ محتاجه وقت و امجد محتاج زيه، بس مش معنى كده انك تدفنى نفسك جوه اوضتك، فا يلا علشان هنخرج، و تصفى ذهنك كده علشان تعرفى تفكرى بعقل٢ نقطة
, تحدثت سلمى لاول مره منذ بدايه حديث جنه و هى تضغط عينها برفق فكثره بكائها اصابتها بصداع حاد: نخرج فين؟
, دفعتها جنه للخارج و هى تصرخ بها: انتم ليه ناويين تجننونى؟ اتحركِ و انا هقولك في الطريق٢ نقطة
,
, توقفت سلمى بتململ و هى تحاول التهرب: مليش مزاج يا جنه، اخرجوا انتم٢ نقطة
, وقفت جنه امامها و وضعت يدها بخصرها لتهددها تهديد صريح: هتمشى قدامى و لا اقول لعاصم انك رفضتِ و هقوله الاسباب٢ نقطة!
, رمقتها سلمى بحذر لتفاجأها نظره التهديد الصريحه بعينها و التى أكدتها جنه عندما اردفت: ايوا حصل، انا بهددك، ها هنخرج و لا ايه؟
,
, و نظرت اليها بابتسامه ساذجه و عينها تجمع براءه الطفوله بعبث الشباب فابتسمت سلمى و اومأت برأسها متحركه بتكاسل باتجاه المرحاض فصرخت جنه من خلفها قائله: عاصم قال 3 دقائق٢ نقطة
, فنظرت اليها سلمى باستنكار فضحكت جنه محركه كتفيها بشغب مردفه بطفوليه: بس انا خدت اذن ل 3 ساعات٢ نقطة
,
, اتسعت ابتسامه سلمى و بدأت تستعد للخروج، هبطت الاربعه الدرج بعض حوالى ساعه و هن يضحكن و حاولت سلمى بقدر الامكان اخفاء ما يشتعل بصدرها و نجحت بجداره و من افضل من المتمرده على هذا و خاصه عندما تتمرد على نفسها و صدقت جنه عندما قالت الطير الحر لا يقبل السجن ٢ نقطة
,
, و قبل ان يهبطا الدرج توقفت مها مكانها بصدمه و عينها تنظر للامام بذهول تام نظرت اليها سلمى و جنه بتعجب ثم وجها نظرهما لما تنظر اليه لتبتسم سلمى بسخريه بينما تتأملها جنه بخبث، فمحور نظرها كان اكرم، و حقا هى محقه٢ نقطة
,
, اكرم منذ ان عرفته مها لم تراه سوى بحلته الرسميه البذله العمليه بالوانها الداكنه التى دائما ما تترواح ما بين الاسود، الرمادى، و الكحلى مع ربطه العنق المحكمه، مع القميصان التقليديه و التى لا يتعدى الوانها نفس الالوان السابقه بالاضافه للابيض و النيلى و السكرى، مع حذائه الكلاسيكى اللامع و نظيف باحترافيه لم يغفل عنها يوما، و لكن الان٢ نقطة
,
, كان اكرم يرتدى حذاء رياضى باللون الابيض يحمل من الجانبين خطين باللون الازرق، بنطال من الجينز الازرق الداكن يعلوه تيشرت ابيض يرسم جسده بدقه مظهرا عنقه كاملا مع جزء من عضلات صدره و فوقه قميص مفتوح بنفس لون البنطال، حسنا لم تكن الملابس مميزه بقدر ما كان هو بها مميزا٢ نقطة
,
, لا تعلم لماذا و لكن الان بدا لها شخص اخر، شخصا بعيدا كل البعد عن المهندس الاكرم المدير ليبدو لها شابا يحمل من الجاذبيه ما جعل قلبها ينتفض و نبضاته تخونها ليعلو دويها، اخفضت بصرها و وضعت يدها على صدرها ناشده انتظام انفاسها و لكنها لم تستطع٢ نقطة
,
, اليوم ترى اكرم جديدا و لكن يبدو ان اليوم يوم كل جديد، اغلقت عينها لحظات حتى لا ترتكب ذنب النظر اليه من جديد و لكن قلبها يدفعها لتفعل، و لكنها توازنت قليلا و رفعت عينها لجنه لتتحدث وتنوى رفض تلك السهره وخاصه بعد ان ادركت ما تكنه، بعدما ادركت ما يعنى انفعال قلب محب، بعد ان ادركت ان ما تحمله تجاهه لم يسبقه اليه احد، فهى وقعت بكامل قواها عاشقه لها و انتهى الامر٢ نقطة
,
, تفاجئت بجنه تعقد ذراعيها امام صدرها تتابعها بخبث ثم بهمس تحدثت و عينها تشملها بعبث: هو حلو و يتعاكس بس غض البصر يا بشمهندسه.
, اقتربت سلمى من اذنها الاخرى لتدرف بنفس الهمس: يارب تكون الهانم فهمت، و عيب بقى لو لمحك هيبقى شكلك وحش٢ نقطة
, نقلت بصرها بينهم و بحرج شديد اندفعت تصعد الدرج مجددا و لكن هتاف عاصم اوقفها: على فين يا مها؟ مش يالا بقى؟!
,
, التفتت بتردد لتجد الجميع يحدق بها و لكن نظره اكرم كانت مختلفه شعرت بها تحمل شيئا من الاعجاب، الاشتياق و مغلفه بعتاب٣ نقطة
, فاخفضت بصرها و هبطت الدرج مره اخرى باستسلام و لا تدرى ان كانت ستتحمل قربه و شعورها الغريب هذا٢ نقطة؟!
,
, خرج الجميع و استقلوا سياره عاصم بعد عراك مع اكرم ليترك سيارته بعدما كان ينوى اصطحاب جنه معه ليتحدث معها على انفراد و لكن عاصم لم يسمح له، توجهوا لمطعم هادئ على ضفاف النيل حيث قال عاصم: نتعشى الاول و بعدين نكمل!
,
, جلس الجميع حول الطاوله و انشغلت الفتيات بالحديث معا بينما اكرم و عاصم ينظر كلاهما للاخر بضيق فحديثهم هذا لا ينفذ و لم يسمحوا باشتراكهم ايضا، نظرت شذى اليهم ممازحه لتهتف بطفوليه: زهقتوا زيى صح؟
, قالتها و هى تضع يدها اسفل ذقنها مرتكزه على الطاوله امامها بنظرات محبطه، نظر اليها كلاهما بينما لم تنتبه الفتيات، فوضع اكرم يده مثلها مقلدا اياها هاتفا باحباط هو الاخر: جدا٢ نقطة
,
, لينظر عاصم لهم بغيظ و عوضا عن تقليدهم ضرب على الطاوله بحده لتنتبه الفتيات له فصاح بسخط: اظن الرغى بتاعتكم ده ينفع في البيت، و لا انتم مأجلينه لما نخرج، علشان نقعد احنا نتفرج عليكم!
, تناقلوا النظرات بينهم ليبتسموا بخبث فنظر اكرم لهم بضيق فنهضت جنه واقفه لتقول بضحكه: لا ازاى بس، يالا نمشى من هنا٢ نقطة
, تسائل اكرم: هنروح فين؟
, نظرت لشذى و غمزتها لتجيب شذى بجذل و هى تضحك بسعاده: الملاهى٢ نقطة
,
, اغلق عاصم عينه لحظات و ملامحه تهتف برفض شديد بينما تبادلت مها و سلمى النظرات فعاصم لم يوافق سابقا على اصطحابهم فهو ينفعل دائما من ازدحام تلك الاماكن و صخبها٢ نقطة
, نظرت جنه اليهم لتشير مها بعينها على عاصم فنظرت جنه اليه لتجد الرفض الواضح على وجهه فابتسمت بخبث خفى و اتجهت لتجلس على المقعد بجواره هامسه بصوت يسمعه فقط: فاكر يوم ما خطفتنى للمزرعه و طلبت منى أسلمك نفسى بدون اعتراض٢ نقطة!
,
, نظر لعينها التى لمعت بلهفتها و اومأ موافقا فتحولت نظراتها لبراءه طفوليه و لمعت بشغفها قائله بنبره حزينه راجيه: ممكن تسمحلى انت نبدل الادوار النهارده، انا مروحتش الملاهى بقالى سنين يا عاصم، تحديدا من يوم ما بابا توفى، ب**** عليك انا نفسى اروح تانى، ارجوك.
, امسك يدها ليفاجئ الجميع بتقبيل باطنها بحنان واضح و هو يصرح بحزم و نبره مسيطره: مراتى متترجاش حد، حتى انا، انتِ تأمرى بس.
,
, ثم قبل يدها مره اخرى مع نظراتها الحانيه و التى شوبها بعض الخجل و بعدما لاحظت نظرات الجميع لها بالاضافه لبعض زبائن المكان و الذى جذبهم مظهره هذا، ابتسمت لتلمع عينها بفرحتها ليس من كلماته التى منحتها جزء من السعاده و الذى اشعرتها بأنها قويه به و له، و الاهم لاجل نفسها، بل لانه استجاب لها و هذا امر تصادفه نادرا فأمر ان يتنازل عاصم الحصرى عن قراره ليس بشئ هين و ان يفعل من اجلها، منحها سعاده مطلقه٢ نقطة
,
, استند اكرم بعبث على كتفه ليهمس بسماجه: مش كفايه و لا ايه، احنا كده نرجعكم البيت اضمن!
,
, وكزه عاصم بقوه ليكتم اكرم تأوهه راغما بضحكه عاليه جعلت مها تنتفض مع انتفاضه قلبها و هى ترى اشراقه ضحكته لا تدرى اهى حقا المره الاولى ام هى من كانت غافله عنها، و لكنها منذ متى كانت غافله، فهى تعرف عقده حاجبيه جيدا، تستطيع ابتلاع ملامحه الغاضبه و التى تُربك اطرافها، تتحمل صراخه و عنفه في العمل و الذى لا يعرف تهاون فيه بالاضافه لتقبلها لابتسامته الجانبيه و التى دائما ما يرمقها بها، لكن ان يضحك و بمثل هذه الطريقه التى تطرب قلبها٢ نقطة
,
, انتبه لتفحصها به ليرمقها بنظره جانبيه لتختفى ضحكته تدريجيا ليعتدل بنظره ثاقبه شملتها لتخفض عينها ارتباكا لتتسع ابتسامته و كلمات عاصم تترسخ بداخله محق هو كفى مماطله.
,
, نهضوا جميعا لينطلقوا للملاهى كما ترغب سمو الملكه فمن رأى الدلال و لم يتدلل ظالم ، و بكل مكان تخطوه جنه كانت ابتسامتها تنيره بفرحه عارمه لتطبع بصمات سعادتها، انطلقت الفتيات بمرح لتتسابق على الالعاب، بينما جلس اكرم و عاصم على مقعد جانبى امامهم٢ نقطة
, حتى قطع عاصم الصمت و مازالت عينه تتابعهم في هذه اللعبه العاليه و التى ينبعث منها صرخات الجميع: عمتى السبب!
,
, نظر اليه اكرم بعدما ابتعد بنظره عن الفتيات ليرمقه بتعجب ليتمتم بتساؤل: عمتك! سبب ايه؟!
,
, اخذ عاصم نفسا عميقا ناظرا اليه و للاسف مجبر هو على اخفاء امر ماجد الالفى فأكرم سيتألم كثيرا لهذا و هو لن يسمح، بالاضافه لتأثير هذا الامر على امر علاقته بمها، فأخبره بالتفاصيل الاخرى مما دفع اكرم لتتسع عيناه بصدمه غير مستوعبا كم بشاعه تلك المرأه و انهى كلماته قائلا: و لولا ستر **** كنت هقتله و لو هى قدامى مكنش هيمنعنى عنها حد٢ نقطة
,
, حدق به اكرم ليعبر عن دهشته بصراخ ذاهل: انت بتقول ايه؟ توصل لقتل و سرقه و نصب و لعب بأعراض الناس!، مش كفاياها اللى حصل زمان، الانسانه دى مخلوقه من ايه؟! دى مريضه نفسيا٢ نقطة!
, غطى وجهه بيده قليلا ليستعيد نفسه ثم تسائل: عملت فيه ايه؟
,
, اشاح عاصم بيده في لامبالاه و تمتم بقسوه و كأنه يتحدث عن امر هين لا يستدعى الاهتمام: رصاصه في رجله و على ما اعتقد بقت غير صالحه للاستخدام، وشه بقى غريب شويه، و جسمه تقريبا سلم نمر مهما كان الراجل كبير٢ نقطة
, نظر اكرم لجرح يده المضمد و اشار اليه بذهول: دا سبب جرحك؟
,
, نظر ليده متذكرا عقاب جنه اللذيذ له و يتخيل كيف ستتصرف ان عرفت الحقيقه بالتأكيد ستغضب فقسوته و لا مبالاته في ايذاء نفسه او الاخرين امر لن تتهاون فيه ابدا، و اومأ برأسه موافقا، دار اكرم برأسه حوله بخيبه امل مدركا ان غضب عاصم هو عدوه الوحيد و لكن تجمدت عينه خلفه عندما رأى جنه واقفه و عينها متسعه بدهشه و دموعها تنساب ببطء، فاستدار عاصم مسرعا لترمقه بنظره متخاذله ثم تحركت من خلفهم مسرعه٢ نقطة
,
, زفر عاصم بقوه و نظر لاكرم بضيق فهم اكرم بالنهوض خلفها و لكن عاصم اوقفه مترقبا مكانها بعينه حتى وجدها تقف في مكان هادئ بعيد قليلا عن صخب المكان، فأشار للفتيات بالاقتراب و دون كلمه اشار لهم بالتحرك امامه حتى صعدوا للسياره غير مدركين ما حدث و ما سبب الضيق البادى على وجهه، و نظر لاكرم نظره ذات معنى فاومأ اكرم و وقف خارج السياره مستندا عليها بينما تتبادل الفتيات نظرات متسائله٣ نقطة
,
, تحرك عاصم باتجاهها حتى وقف امامها ليرى بعينها نظرات لوم و لكن ما فجأه بشده نظرات الخوف التى كست عينها مره اخرى فاقترب ممسكا يدها لتنظر اليه قائلا برفق: جنه، انا مرضتش اقولك علشان مكنتش حابب اشوف دموعك.
, رفعت عينها اليه لتنظر لوجهه بنظره غريبه و لاول مره يصعب عليه فهم ابريقها العسلى الذى غرق بدموعها و تمتمت بحزن ذاهل: انت اذيت الراجل يا عاصم!؟
,
, رمقها بتعجب مستنكر ليهتف بسخريه غلبته: و المفروض كنت اعمل ايه اسقف له و لا اهنيه على خططه الممتازه! دا واحد قاتل.
, لتحرك رأسها بمعنى لا فائده و تغمغم بخيبه امل: هتفضل مندفع، هو قاتل، مجرم، يستاهل الحرق بس انت مش هو يا عاصم، امتى هتفهم ان غضبك هيأذيك؟
,
, حاول بقدر امكانه التماسك و لكن اعصابه لم تسعفه في هذا فهو يتفهم خوفها جيدا و لكنه لم يعتاد ان ينتقده احد او يملى عليه ما يفعل و ماذا لا، و تجنبا لجدال قد يؤدى لعواقب وخيمه، أشار لها على الطريق امامه ثم امسك مرفقها و هم بالتحرك بها هاتفا و هو يضغط اسنانه بقوه: يلا على البيت٢ نقطة
,
, نظرت لوجهه ثم جذبت يدها منه بعنف لتتحرك امامه تاركه اياه خلفها يحاول تجاوز غضبه، ، اغتصبت ابتسامه لتسير بها حتى لا تدفع الفتيات لسؤالها و لكنها بمجرد ان اقتربت من السياره وجدت اكرم و شذى في وضع اشبه بوضع المهرجين بضحكاتهم العاليه و التى تراقبها عين مها و سلمى بضحكات مستمتعه و هى يتسابق معها في اكل غزل البنات، فشقت ابتسامه حقيقيه شفتيها مترقبه نهايه السباق٢ نقطة
,
, حتى رفع اكرم يده مستسلما قائلا بهتاف ساخر: انا اكل غزل بنات ليه؟ ها ليه؟ دا عقاب، بتحبوه ليه مش عارف؟!
, ضحكت الفتيات بينما اقتربت جنه و وضعت يدها على كتفه مبتسمه و هى تهمس بسخريه: مش قادر تاكل غزل بنات٢ نقطة؟! يا خساره.
,
, نظر اليها بغيظ هاتفا بتهرب: مبحبش اكل سكريات انا، ثم اضاف بكلمات تدل على نفوره منه حقا: انا اشرب قهوه، اكل حاجه سبايسى، اشيل حديد و اطلع عماره 30 دور على السلالم، و لا انى اكل غزل البنات دا تانى.
, رمق مها بنظره جانبيه لم تغفل عنها عينها و تعجبها قلبها الذى اتنتفض فور ان اكمل و هتف بحنق مقصود: هو اصلا البنات و غزلهم متعب.
,
, ضحك جميعهم حتى تقدم عاصم ليركب السياره بملامحه العابسه يرمقها بنظره غاضبه و كأنها هى من اخطأت، صعدوا للسياره و اتجهوا للمنزل لتتجه الفتيات للاعلى قبل ان يميل اكرم على عاصم قائلا قبل ان يرحل: قول للحاج و الحاجه انى جاى اطلب عروستى بكره٢ نقطة
, ابتسم عاصم غامزا متجاوزا ما سيحدث من جنته و التى ستصبح جحيمه بعد قليل: اخيرا.!
,
, ليشيح اكرم بلا مبالاه مصطنعه كأن الامر لا يعنيه: اقتنعت انا، كفايه مماطله، ، ثم هتف بغيظ: علشان انا لو فضلت كده هتجوز و انا عندى 60 سنه و الصحه مطلوبه دا زواج مش رقص على السلم، ، ثم اضاف بغمزه مشاكسه: بس اهم حاجه السريه يا سياده النقيب، مش عايز عروستى تعرف، ، تنهد بعدها بعمق ليبتسم بخبث مغمغما: بتعجبنى المفاجأت٢ نقطة, خارج القائمة
 
الفصل الرابع والأربعون


ممكن ادخل؟!
, تسائلت حياه بتوجس من رد فعله و هى تطل برأسها من باب غرفته، فابتسم ناظرا اليها بحنانه المعتاد و الذى دائما ما يشعر به تجاهها، و اومأ برأسه موافقا٢ نقطة
,
, دلفت اليه بخطوات متردده فتعجب ناظرا اليها بتساؤل و هو يراقب خلجات وجهها المتأسفه و النادمه لسبب لا يدرى ما هو، وقفت بعيدا عن الفراش قليلا تنظر ارضا فحاول بكل ما يملك من قوه الاعتدال جالسا و جسده كله يصرخ ألما ثم تحدث بوهن و لكنه شملها بدفء خاص لها: قربى.
,
, رفعت عينها اللامعه بالدموع و التى جعلته يقلق لمرآها هكذا و تحركت باتجاهه خطوه متردده ثم تراجعتها مره اخرى فتمتم متعجبا: انتِ خايفه و متردده ليه كده؟ قربى يا حياه.
, تحركت بتثاقل باتجاهه حتى وقفت امامه فاحتوى كفها جاذبا اياها لتجلس امامه على الفراش ليرفع يده مزيلا دموعها فأغلقت عينها قليلا ليصلها صوته الهادئ باهتمام: في ايه؟
,
, فتحت عينها ببطء لتُمسك بيده التى مازالت تحتضن وجنتها و تضمها بيدها الاخرى ايضا على ساقيها بضمه ليست بقويه و لكنها ليست ابدا بضعيفه و غمغمت بصوت بالكاد يُسمع خزيا مما فعلت: انا اسفه٢ نقطة
,
, ابتسم ملتقطا سببها، فصغيرته تشعر بالذنب على ما فعلت، تندم و تشعر بتأنيب ضميرها على عدم اطمئنانها عليه حتى هذا الوقت، مهما زادت قوتها و مهما استردت حياتها سيظل قلبها ضعيفا كالزجاج و قويا في احساسه كالماس بل اغلى، و هذا ما دفعها لتأتى اليه في مثل هذه الساعه المتأخره لتعتذر٢ نقطة
,
, ربت بكفه على يديها التى تضم كفه الاخر و تمتم بحزم رغم خروج صوته مهزوزا اثر ألمه و لكنه كان كافيا لترفع عينها اليه بترقب قاسٍ جدا عليها: غلطتِ و كان لازم تعتذرى فعلا و انا مش هقبل غير بتعويض و غالى قوى كمان٢ نقطة
,
, ظلت تنظر اليه و صمت هو تاركا كلماته تترك مفعولها ليهتف بعدها بمرح و ضحكه صغيره ترتسم على وجهه: اضحكِ لان ضحكتك بتنسينى أى وجع، اضحكِ و احكيلى عملتِ ايه في المقابله؟، لو عاوزانى اسامحك فعلا رغم انى مش مضايق منك اصلا فرحينى و قوليلى ان تربيتى جابت نتيجه و الحلم اتحقق٢ نقطة
, شعرت بالسعاده تغمرها و التفتت اليه بحده انفعاليه و هى تصرخ فرحا: جابت نتيجه، نجحت يا مازن، نجحت و حققت حلمى٢ نقطة
,
, رفع كفيه امام وجهها بابتسامه سعاده لسعادتها هاتفا بارتياح و استسلام و ضميره يبشره براحته اخيرا: يبقى انا كده نفذت وعدى.
, ثم رفع كفها امام شفتيه ليطبع قبله سريعه عليه و بصدق شعوره تجاهها الان: انا فخور بيكِ يا حياه، فخور بيكِ و يمكن لو ليا اخت حقيقيه مكنتش هفتخر بيها كده٢ نقطة
, اتسعت ضحكتها و هى تهم بجذب يده لتقبلها و هى تقول باخلاص صادق: و انا متأكده ان لو ليا اخ حقيقى مكنش هيقف معايا زي ما انت عملت٢ نقطة
,
, جذب يده مسرعا و لكنها تشبثت بها و طبعت قبلتها الممتنه فوقها لتتحدث و هى تنظر اليه بعاطفه مست قلبه و هى يشعر بصدق حديثها: اول مره اتكلمنا فيها، انت وعدتنى بحاجتين، الوعد الاول انك تاخذ حقى و فعلا اخذته يوم ما ساعدتنى اخذه بنفسى، غير الاعتذار اللى انت طلبت انه يتنشر منه ليا في النجع كله لحد ما بابا نفسه بقى خجلان يكلمنى لألومه، و الوعد التاني انك تساعدنى احقق حلمى و النهارده بس كمل وعدك و حلمى اتحقق، صدقت انا لما قولت انى هلاقى فيك اب و اخ و سند.
,
, نظرت ليده بشرود لتردف بحنان طاغٍ على نبرتها الممتنه: عارف يا مازن، اول ما شوفتك حسيت في عنيك بالدفا بس قلبى خاف منك، خفت تبقى زى بابا و شادى و غيرهم من اصحاب العقول المرضيه، مهو المرض ده مبيفرقش بين صعيدى و بندرى، خفت تظلمنى و لما سألتنى اترعبت و انا متأكده ان ده هيبقى اخر يوم في عمرى٢ نقطة
,
, رفعت عينها اليه لتبتسم مكمله بنفس نبرتها الممتنه: بس انت كنت خير دليل على كلام الرسول الخير في و في أُمتى الى يوم القيامه
, لمعت عيناه بتأثر و هم بالتحدث و هو يضم يدها بقوه اكبر و عيناه تحاوطها بحنانه الاسر و لكنها اعتدلت امامه لتجلس متربعه و هتفت مقاطعه: بلاش تقاطعنى، انا جوايا كلام كتير قوى نفسى اقوله، و جوايا حاجات كتير قوى نفسى احكيها٢ نقطة
,
, اومأ برأسه في تفهم و استدار بنصف جسده ليُعدل من وضع الوساده متأوها بخفوت لتسانده هى حتى جلس معتدلا نوعا ما فاستقرت امامه و تمتمت بأسف: اول حاجه انا عاوزه اتأسف ان انا مشيت بدون ما اطمن عليك، عارفه انه غلط كبير قوى بس طمعانه في انك تسامحنى، انا عارفه انك انت اللى قدمت ليا حلمى ده، انت اللى رسمت مستقبلى و ساعدتنى امشى فيه، انت كنت السبب و انا خذلتك لما اخترت النتيجه و اهملت السبب بس صدقنى احساسى بالاطمئنان عليك و حنين موجوده شجعنى انى احقق حلمى لانه مش نجاحى بس، لا، دا نجاح ليك اكبر، شعورى انى بسيب *** قلقانه عليه بس بسيبه في حضن امه خلانى اقوى، كلمتك اللى قولتها ليا في اول مره اقف فيها في وش ضعفى حاولت معاكِ بكل الطرق اساعد قلبك يتحكم بخوفه، حاولت ارجع الامان لحياتك، حاولت احيي قوتك اللى دفنتيها ، كلماتك دى كانت في كفه و كلمتك الاخيره اتمنى متخذلنيش كانت في كفه تانيه، ف بدون تفكير خرجت اجرى من المستشفى علشان انجح و مخذلكش، ثقتك و ايمانك بنجاحى اتحكم فيا، عارفه انه مش مبرر بس اتمنى متزعلش منى٢ نقطة
,
, رفعت عينها اليه لتجده هادئا يطالعها بابتسامه حنونه و عيناه فيض من احتواء كبير شملها و لكنه ظل على صمته، فتمتمت بخفوت: هتسامحنى؟!
, اشار لها بيده مداعبا بحركه مشاكسه معناها هل اتحدث الان؟
, فأومأت مبتسمه فاردف بابتسامه واسعه بمرح ساخر لا يعرفه ايلاه و لا يليق بسواه: لازمتها ايه المحاضره دى كلها، كان عندى اهم بكتير تقولى انك هتعزمينى عزومه حلوه بسبب نجاحنا سوا و خلاص، و عامه٢ نقطة
,
, اشاح بيده في دراميه هاتفا بسخريه: لقد عفوت عنكِ٢ نقطة
, ما كاد ينهيها حتى تأوه بخفوت رغما عنه من حركه يده و عظام كتفه تأن وجعا، فابتسمت مع انكماش ملامحها بشفقه اثر تأوهه فتمتم بضعف مرح: بقيت خرده قديمه خلاص بكم الشاش اللى وقعت فيه ده٢ نقطة!
,
, اتسعت ابتسامتها فهذا هو مازن اما يشتعل غضبا و هذا قليلا و يا لا سوء حظه من يقف امامه وقتها و اما تغلفه هاله مرحه لا يتخلى عنها ابدا كأنها جزءا لا يتجزأ من شخصيته، و نادرا ما يكون هادءا و هى اكثر حالاته عجبا و بها لا تفهمه ابدا فلا تستطيع استبيان ملامحه و لا استنباط ما يفكر به٢ نقطة
, سكن قليلا ثم حثها على اكمال ما بدأته قائلا بحذر: دى اول حاجه، ايه التانيه؟
,
, صمتت قليلا تستجمع قوتها لتخبره ما تريد و لقد شجعها روحه المتقبله الان عله لا يحزن مما ستقول فتمتمت بتردد حذر و هى تراقب رد فعله المبدأيه: علاقتنا٢ نقطة!
, اختفت ابتسامته دفعه واحده و شردت عيناه قليلا بوهج خاص لم تفهمه ثم همس بهدوء جاد: مالها؟
,
, تعجبت هدوءه فهو لم يغضب فتدرك انه لا يريد التحدث بشأن علاقتهم - اللامسماه حتى الان -، و لا مزح لتدرك انه لا يهتم للامر برمته، بل اصابته حالته النادره التى لا تفهمها٢ نقطة
, فأخذت نفسا عميقا مصممه ان تكمل ما بدأته حتى و ان كان لاذعا: انت حبتنى يا مازن؟!
,
, عقد ما بين حاجبيه و سؤالها يدفعه ليخفض عينه مع اضطراب ملحوظ في انفاسه مما اربك قلبها و جعلها تتردد في ان تعرف اجابته قليلا فهى لا ترغب في ان يثنيها شيئا عما ستقول فأردفت مسرعه: انا فكرت كتير و كمان حاولت كتير، و شايفه انى مش مستعده اسمع اجابتك قبل ما تعرف اجابتى انا الاول.
,
, رفع عينه اليها هو اشد خوفا منها الان، لو صرحت عن حقيقه مشاعرها و التى لا يعرف ماهيتها لا يستطيع خذلانها، هى في الاول و الاخير زوجته لا ذنب لها في ماضٍ واهم، و لا مستقبل مستحيل، كفاه تعلقا بأحبال واهيه، فليعيش حاضره دون النظر للامام او الخلف، , ربما هى ضعيفه و لكنها بالتأكيد اقوى منه في تجريد حقيقه ما بينهم٢ نقطة
,
, اسلبت جفنيها لحظات احمرت فيها وجنتها فسره هو خجلا فازداد ارتباكه و لكنه ادرك انه انفعالا مما اصابه بالصدمه لقولها و التى امتزج فيه ارتباكها بقوتها الجديده و التى اذهلته: انا مقدرتش احبك كحبيب او زوج يا مازن، قلبى مش قادر يشوف فيك غير اب احتوانى، اخ احترمنى و سند كان دائما في ظهرى، اول جوازنا انا اتعلقت جدا بحنانك اللى مازال لحد الان بيحتوينى، و مش هنكر ان بعد فتره بدأت احس ان علاقتنا سخيفه، لا احنا اخوات حقيقين و لا احنا زوجين حقيقين، ف حاولت اكسبك كزوج بس مقدرتش او يمكن قلبى مطاوعنيش، و لقيت نفسى بدون تفكير و بدون تعقيدات مش شايفه فيك غير الاخ اللى فضلت طول عمرى محتاجاه٢ نقطة
,
, لم تتجرأ لترفع عينها و لو فعلت لرأت اشد ملامح الصدمه على وجهه و عينه تطالعها بذهول تام، لقد اعتقد و خشى في الوقت ذاته ان تعترف بحبٍ له، تخبره انها تكن اليه مشاعر خاصه كان سيقبلها راغما و لكنها بكل ببساطه تخبره انها لم تستطع٣ نقطة
,
, اردفت و هى تتوتر من صمته الذى طال بنفس نبرتها المتردده و لكن كفى فهى تريد ان يعرف خشيه ان تكون قد لامست قلبه دون درايه منها: انت نفذت كل وعودك ليا بس هل فاكر كلامك لما قولتلى انا ممكن اقدملك اى حاجه بس مش هقدر اقدملك الحب، انا وقتها قولتلك انى محتاجه امان و ثقه و احترام بس، و انت مقصرتش معايا يا مازن، بس هل مازلت مقدرتش تقدملى٣ نقطة
,
, قطعت كلماتها دون قدره على اكمالها خشيه من بوحه بمشاعر قد يصعب عليها تحملها، لا تدرى لما قررت اليوم خاصه لتتحدث معه فلقد مر على زواجهم ما يقارب العامين و لكن شعورها بالحاجه لتُزيح هذا الحمل الثقيل عن قلبها جعلها تتحدث٢ نقطة
, ظل على صمته غير مستوعبا ما تقول، لا يدرى السبب و لكن كم الصراحه التى فاجأته بها اربكته، جعلت عقله يتوقف للحظات عاجزا تماما عن العمل٢ نقطة
,
, التفت اليها عندما استمع لضحكتها القصيره و التى بدت له شارده ممتنه و كأنها تتذكر شيئا ما: فاكر يوم ما حضنتك و طلبت منك تكون ليا سماء و تحتوينى بمطرك، مكنتش اعرف وقتها ان انا اللى هطلب الشمس لان بردت من المطر، فهمت ان مهما طال البرد لازم يجى وقت الدفا، الدفا اللى بدأت اعيشه من يوم ما وقفت تانى و بدأت حياه ترجع لحياتها، دفا انت بنيته جوايا و حاوطنى بيه، كنت خايفه الشمس تشرق بس دلوقتى فهمت ان لما الشمس تشرق هتحتوينى اكتر، مطرك برد جرحى لحد ما التئم يا مازن، و نفسى في شمسك تشرق قلبك فتغمرنى بدفا و حنان اكتر٣ نقطة
,
, رفعت عينها اليه اخيرا لترى عينه التى تحدق بها بلا اى تعبير سوا اتساعها الغريب التى لم تفهم ان كان دهشه، فرحه، حزن او تساؤل ام ماذا و لكنها حاولت تجاهل طوفان مشاعره المتخبطه و اردفت بابتسامه: انت وعدتنى ان السما ليا و هتفضل ليا، هل بعد كلامى ده هتغضب السما عليا؟
, طافت عيناه على ملامح وجهها بذهول قليلا ثم وجد صوته اخيرا ليهمس بتيه متسائل: انتِ٢ نقطة!
,
, قاطعته قائله بتوسل بادٍ بعينيها كأنها تخبره الا يصدمها بمشاعر اخرى هى لا طاقه لها لتحملها: انا اختك، و هفضل اختك و بس، صح؟
, نظر اليها و هو يشعر انها تتحدث بلسانه هو،
, ولكن هو او هى هنا ما الفارق؟!
, مادام احساسهما متماثل، مادام حملت هى دون ان تدرى ثقلا كبيرا عن كتفه الذى احنته ضربات قدره،.
,
, بدايه بابتعاده عن حلم ظن انه الحياه ليُدرك انه كان غافلا ليعيش سنوات على حب واهم ليسقط بالنهايه على ارض حقيقه قلبه بعدما اُستنزف قدرا من طاقته،.
,
, ثم دخولها الغريب لحياته ليطمئن نفسه انها ستكون الحياه لقلبه و ربما تمنحه وصفا جديدا كزوج محب و ربما تجعله العشره لا يعتادها فقط بل و يعشقها ايضا، و لكن عنادته الحياه مره اخرى مستنزفه قدرا اخر من طاقته لتخبره ان قلبه و عينيه لا يعداها سوى اخته التى لم تنجبها امه، ، امرأه ضعيفه تحتاج لسند و دعم، فتاه هدم الجميع - و خاصه اقرب اقربائها - جذورها لتصبح خاويه في عراء الحياه التى نافست حياه في نفسها، ليجد نفسه يقوم بدور السند حتى تجد نفسها من جديد، نفسها التى لم تكن يوما حلما لقلبه و ادرك اليوم انه كذلك لم يكن فارس احلامها،.
,
, و لاحقا اقتحام طوفان زوجه اخيه لحياته عنوه رغما عنه و عنها، ليجد الحياه تسخر منه لتخبره بتبجح ان سعادته و راحته بها شئيا مستحيلا، و لكنه ادرك ان هبه وهم، و حياه زعزت داخله مشاعر الاخوه التى استفزتها بقوه بضعفها فكون تجاهها مشاعر اخوه حقيقيه، و لكن ماذا تكون حنين؟، مشاعره الغريبه و احساسه الغامض الذى يجتاحه بجوارها، ، حنانه و الذى هو مصدر قوته ليصمد بوجه الحياه يختفى بارتباك معها، بل و يشعر بنفسه انه هو من بحاجه لحنانها، يؤلمه بشده دعوه اخيه و التى لا تفارق اذنيه عندما قال **** يرزقك زوجه زى حنين هتحس انك ملكت الدنيا بما فيها تمنى و ردد دعاؤه و لكنه ابدا لم يتمناها هى، ، لتأتى لعبه القدر لتمنحه اياها و هو مدركا انها ستسلبها منه مجددا لتستنزف باقى طاقته كامله.
,
, شعور بالعجز يطوقه و هو بالكاد يستوعب ما يحدث له و معه، قناعه المرح يخفى خلفه روحا داميه و نفسا مُهلَكه٢ نقطة
, عادت حياه لحياتها، و سعدت هبه بحياتها، و لكن ماذا عنه؟ و الاصعب ماذا عنها هى٢ نقطة!
, ما مصير كليهما؟ و ماذا يخبئ لهما القدر بعد؟!
,
, احترمت حياه صمته و التى ادركت من خلاله انه يفكر، لا تدرى ما مركز افكاره تحديدا و لكنها رأت حيره قاتله بعينيه، شعور بالتيه و التشتت يملئ ملامحه جعلها تعض شفتيها ندما يا ليتها لم تصارحه، ايُعقل انه اراد منحها قلبه؟
,
, و لكنها لا تستطيع القبول به فهى لا ترغب بالحب، فقط يعنيها نجاحها الذى حُرمت منه، و لكنها ابدا لا تهمش دوره و لن تتخلى عن حنانه السخى وضعت يدها على كفه فتفاجأت بانتفاضته كأنه كان بعالم غير العالم فجذبت يدها ناظره اليه بتعجب و لكنه حاول الهدوء قائلا بخفوت مطمئنا اياها: اختى و بس٣ نقطة
,
, اتسعت ابتسامتها بسعاده و هى ترمقه بامتنان لانه لم يضعها موضع صعب، و لكن هو ظل على جموده مغمغما بخفوت متهربا من وجودها معه: انا محتاج ارتاح ممكن نكمل كلامنا وقت تانى٢ نقطة
, نهضت مسرعه تساعده على الاعتدال و لكنه لم يكن بحاجه لقرب احد الان فأشار بكفه مانعا اياها من الاقتراب قائلا: انا كده كويس٢ نقطة
,
, اومأت موافقه باحترام لتفكيره التى فهمت من عينيه انه يعصف به الان و خرجت بعدما نظرت اليه بامتنان مره اخرى، القى برأسه على الوساده بارهاق جسدى و فكرى مغلقا عينه تاركا لافكاره و حدتها الفرصه لتمزق فيه تمزيقا٣ نقطة
, تجرد هو مما كان يختبئ خلفه، ذنبه الذى لم يفهمه و لن يفعل٢ نقطة
,
, كان يعتقد ان مجرد تفكيره في مشاعر اخرى سيكون خطأً بحق زوجته التى اتت الان بكل ثبات لتخبره انها لا تعده زوجا من الاساس، خلف من يتوارى عن تساءلات قلبه، و علامات الاستفهام التى تداهم عقله٢ نقطة
,
, شعر بيد تمسح على شعره بحنان ففتح عينه مسرعا ليطالعه وجه والدته التى جلست بجواره تنظر اليه بحنان غمره من اعلى رأسه حتى اخمص قدميه ليجد نفسه دون وعى ينحنى بجسده ليدفن وجهه في صدرها متجاهلا صرخات الالم التى اشتعلت بجسده كله و التى خرجت على شكل تأوهات لا يدرى أهى حقا من وجع جسده أم من انهاك روحه٢ نقطة!.
,
, لتضمه والدته بحرقه على ابنها الذى عاش مرفهاً طوال عمره تبعها سفره للخارج لتحقيق حلمه ليعود فتبدأ معركته القاسيه مع الحياه، العمل بمستوى اقل بكثير مما كان عليه بالخارج حتى استقر بالشركه الان، حياه قلبه و التى استنزفها بالبدايه حب واهم ليطعنه بعدها ما هو اقسى و اصعب٢ نقطة
,
, وفاه اخيه و التى دمرت الجزء الاقوى بداخله و هو يشعر بنفسه وحيدا فجأه مسئولا عن كل ما حوله خاصه مع مرض ابيه الذى ظل في غيبوبته اشهر حتى فاق ليصبح طريح الفراش بما تجاوز عام من الزمن٢ نقطة
, غضبه و عصبيته التى احرقت قلبه و التى لم تكن هينه على شاب لم يكن يعرف بحياته سوى الضحك و المرح و نادرا ما كان يعرف معنى العبوس٢ نقطة
, فيضان حنانه و الذى ورثه منها ليُغرق الجميع به حتى شعر بجفافه ليكون هو في اشد حاجته للحنان٢ نقطة
,
, انتفض جسدها و عينها تلمع بالدموع و هى تشعر بدموعه تبلل عبائتها البسيطه لتحرق صدرها حرقا فابنها يعانى وجعا و قهرا فاق الحد و ما اصعب قهر الرجال!
, مسدت ظهره باحتواء لتهمس بخفوت يقطر حنانا امطرته به: انت اقوى من كده يا مازن، **** بيختبرك يا ابنى اصبر و احتسب و هتلاقى الفرج من عنده٢ نقطة
,
, شدد من دفن وجهه بها ليصلها صوته المذبوح و كل ذكرياته السابقه و التى اشتاقها حد الجنون تجتاح كيانه: تعبت يا امى، تعبت، و قلبى تعب، لا مال و لا جاه و لا منصب يساوى راحه البال، انا عاوز راحه البال، راحه البال بس٢ نقطة
, تساقطت دموعها وجعا عن نبض قلبها الذى فقدت نصفه و لم يعد لديها سوى النصف الاخر: وحد **** يا حبيبى ضاقت و لما استحكمت حلقاتها فُرجت و كنت اظنها لا تُفرج ، حبيبك النبى بيقول، ,.
,
, صمتت تنتظر رده عليها و لم يغب عنها بل ردد الصلاه على النبى صلى **** عليه و سلم بصوت خاشع و هو ساكن بين يديها٢ نقطة
, فأردفت هى برضا بعدما سمعته: قال رسولُ ****ِ صلى **** عليه وسلم: عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا له .
,
, استند بوجنته على كتفها يلتقط انفاسه التى سكنت قليلا فحاوطته بيدها بسخاءها الحانى وهى تشعر به ابن العشر سنوات و التى كانت تعلمه ايات القرءان و تنصحه دائما و هو ساكنا بين ذراعيها كما الان لتُكمل بتأكيد مؤمن: قلقان ليه و ربك موجود، هو قادر يشرح صدرك و يخفف تعبك، احكيله و اشكيله و اطلب منه، اطلب بسخاء، اطلب و خليك واثق انه هيستجيب، انا مفيش حاجه صبرتنى على بعد اخوك عن حضنى غير كرم ربك و حنانه على قلبى.
,
, اومأ برأسه في هدوء غريب اجتاحه كأنه لم يكن
, يحتاج سوى حضنها هذا الان و دموعه تنساب من جانب وجهه و هو ينظر لكتفها الاخر متذكرا ان وجه فارس كان يواجهه هنا فقد كانت تضمهما معا لينعما بحنانها و هى تنعم بوجودهم٢ نقطة
,
, رفعت رأسه اليها لتُزيل دموعه بفرط عاطفتها الحانيه و ربتت بعدها على وجنته بيدها الدافئه و هى تنظر لعينيه قائله بصوت متردد: انا سمعت كلامك مع حياه غصب عنى، مش هقولك غير حاجه واحده، وامسكوهن بمعروف او سرحوهن بمعروف حقها تعيش حياتها، و تبدأ من جديد، القهر والظلم اللى عاشته في حياتها و اللى **** هيأك ليها علشان تبعدها عنه تستحق تعيش قده و اضعافه فرحه، لو عاوزه تتطلق يا ابنى طلقها٣ نقطة
,
, نهض مسرعا ناظرا اليها هاتفا بعجاله مدافعا لتصدر عنه آهات مكتومه اثر وجعه الجسدى: لو طلبتها مش هجبرها يا ماما، بس انا مش هقدر اعملها الا لو طلبتها، غير كده انا مش هحرمها من حاجه هى طول عمرها بتستناها و حتى لو على حساب نفسى، فرحتى و انا بحقق ليها فرحه انا عاجز عن انى احققها لنفسى بتقوينى، احساسى انها وقفت على الطريق اللى يستحقها بيشجعنى، هى حياه قلبى فعلا، بس مش في الحب لكن هى خلته يعيش٢ نقطة
,
, حاوطت وجهه بكفها لتهمس بترقب حذر و هى تتفحص ملامحه المتعبه: طيب و حنين؟!
, غامت عينه بمراره احساسه الغامض مجددا ليهمس بشرود اعطاها اجابتها التى تدرى انه لن يدركها الا بعد كثير: مش عارف، مش عارف بجد هترسى على ايه٣ نقطة!
,
, كانت واقفه بالمطبخ تُعد بعض المأكولات السريعه حتى شعرت بيديه على خصرها تحاوطها هى و جنينها معا هامسا بحراره بجوار اذنها: فاكره لما قولتلك نفسى احضنكم سوا٢ نقطة
,
, تجاهلت احساسه المشتعل الان فهى لا قدره لها على المماطله و التحدث معه فهى مرغمه ستقبل البقاء ببيته، فإن لم يكن من اجلها فمن اجل طفلها، لن تسمح ان تنجب معتز جديدا، تفرق والداه ليتوه هو و يتحول لانسان بل لمسخ غريب اغرق كل سفن عشقه ببحار عينها، و احرق كل الورود ببستان قلبها، غمغمت بتردد متذكره كلمته هذه سابقا: يومها انت كنت فعلا بتحضنا سوا٢ نقطة
,
, شدد من اقترابه منها حتى لاصقها تماما مستندا بذقنه على كتفها ليغلق عينه يستنشق رائحه خصلاتها العبقه و التى تشبه رائحه الفل لهذا دائما ما كان يلقبها فله ثم عاود بهمس اشد حراره: وحشتينى يا فله، وحشتينى قوى٢ نقطة
, اغلقت عينها لحظات ثم استدارت له لتنظر لعينه بقوه و اصرار هاتفه: انا عاوزه اروح عند ماما٢ نقطة
,
, عاد خطوه للخلف بضيق من اصرارها على الابتعاد عنها، فطوال الاشهر الاخيره كانت بارده ثلجيه معه حتى كان هو يحترق حرقا ليُذيب جليدها و لكنها لم تستجيب٢ نقطة
, طال صمته المتفحص بها فعادت طلبها مره اخرى بتوضيح ابلغ: انا بقيت بتعب، و محتاجه ارتاح و محتاجه مساعده ماما معايا خصوصا انه اول حمل و انا لسه معرفش حاجه٢ نقطة
,
, اخذ نفسا عميقا و تمتم بهدوء محاولا اثناءها عما قالت: انا ممكن اسلم الصفقات و الشغل الحالى لعاصم زى الاول و اتفرغ ليكِ تماما و اى حاجه تحتاجيها اطلبيها و هعملها فورا،
, تحركت ببطء للخارج تاركه ما كانت تفعله متجاهله ما قال و همست بتأكيد: انا محتاجه اروح هناك يا معتز٢ نقطة
,
, وقف امامها ممسكا كتفيها هاتفا بحده غلبته: انا مش هقدر اشوفك هناك يا هبه، انتِ عارفه والدك مش طايق يشوفنى او يسمع صوتى، دا غير كلماته اللاذعه اللى بتسمعيها كل مره و التانيه لانه شايف انك فرطى في كرامتك٢ نقطة
, حاولت تمالك غضبها و تمردها المعتاد فهى لا قدره لها بهم الان: انا فعلا فرطت في كرامتى٢ نقطة
,
, قاطعها و دون انتباه حركها بعنف قائلا بصراخ: انتِ طول عمرك رافعه راسك، قبلى و معايا و من بعدى، كرامتك متصانه يا هبه و ان كان في حد اتهان فأنتِ اكيد عارفه هو مين٢ نقطة!
, انقبض قلبها من كلمته من بعدى و لكنها حاولت بقدر الامكان تجاوزها و لكن قابلها طوفان الحزن الذى طغا عينيه و هى تُدرك مغزى كلمته و لكنها ايضا تجاهلتها جاهده هامسه باستسلام غريب عليها: دا والدى يا معتز، في الاول و في الاخر دول اهلى٢ نقطة
,
, نظر اليها نظره ثاقبه هاتفا بثبات: و انا مش هسمح حتى لاهلك يكونوا سبب وجعك٢ نقطة
, ابتسمت بسخريه وتمتمت بمراره شعر بها ك سهم غادر يخترق قلبه: بلاش انت تتكلم عن وجعى يا معتز **** يكرمك.
,
, تركته و خرجت، جلست على الاريكه بالخارج فأسرع اليها رافعا قدمها بحنان ليضعها على الاريكه ايضا متجاهلا المشاداه بينهم منذ لحظات بينما هى تتطالعه بدهشه فجلس بجوارها من الجهه الاخرى ليجعل ظهرها مواجهه له و بدأ بتمسيد عنقها بهدوء و هى تحدق بالفراغ ذاهله، ثم تمتم بتأكيد و نبرته يكسوها شيئا من اللهفه و طفوليه عجيبه يعاملها بها منذ ان علم عن حملها: بيقولوا ان افضل ترفعى رجلك كده، بترتاحى اكتر.
,
, تركت احساسها ليده لتشعر برعشه تسرى بجسدها٣ نقطة
, هرومانتها متخبطه هذا الفتره، و هو يستغل ذلك ليلعب على وتر احساسها٢ نقطة
, و هو محق، هى بحق في اكثر الاوقات حاجه له٢ نقطة
,
, فكم تتمنى ان تُلقى رأسها بحضنه ليعبث بخصلاتها القصيره ليخبرها كيف سيعتنيا بالطفل معا، تتمنى ان يداعب وجهها ليمنحها صفات طفلهما كما فعل من قبل، هى عرفت انها تحمل صبيا و كم كانت تتمنى دوما ان يمنحه والده اسمه، تتمنى لو يمنحها سعادتها لتكتمل عائلتها الصغيره لتشعر انها امتلكت الدنيا بما فيها!
,
, و كأنما قرأ افكارها هذه لتجده يجذبها برفق ليضع رأسها على فخذه بهدوء فنظرت لوجهه بصدمه ليبتسم لها بعشق و هو يتمتم بجديه زائفه: انا بهتم بطفلى اظن مفيش اعتراض على كده؟
,
, اغلقت عينها و اجابتها تتراقص على شفتيها اهتم به او بى لا فارق، كفى ان تكون معنا و لكنها اعتقلتها بداخلها عن مسامعه لتشعر بعدها بلحظات بيده تداعب خصلاتها بدفء تمر من جبينها حتى منتصف رأسها مرات متتاليه حتى كادت تستسلم لنعاس في احتواءه الذى ربما تختبره لاول مره٣ نقطة
,
, توقفت يده ثوانى لتفتح عينها مسرعه لتجد وجهه امام وجهها منخفضا عليها مقتربا منها بصوره خطره - على قلبها المسكين -، و سيئه اشد السوء - على عقلها المتمرد - و قبل ان تُدرك هدفه كان قد وصل اليه هو عندما زين جبينها بقبله عميقه هامسا بنبره مشتعله و انفاسه تلفح وجهها: دى لحمزه٣ نقطة
, رفرفت باهدابها لتُتمتم بلهفه و قد راقها الاسم: هنسميه حمزه؟!
, منحها نظره غريبه ثم غمغم بغموض: هجاوبك بس صبرك عليا!
,
, تجاوز غموضه بعدها عندما مال عليها مجددا ليضم شفتيها بشفتيه في قبله جمعت كل مشاعره نحوها من اسف، ندم، خزى، شوق، لهفه، عتاب، فرحه، حزن و غلفها رداء عشقه لها و رغم سعادته معها سابقا كان هذا مختلفا٢ نقطة
, كانت قبله تمنحها وعد ابدى بأنه لها وحدها، و تقتنص منها ألف وعد و وعد انها له و فقط له لاخر عمره٢ نقطة
,
, امتدت يده لبطنها المنتفخ قليلا يضمه باحتواء بكفه و لم يفصل قبلته بعد حتى وضعت هى يدها على يده فابتعد عنها مستندا بجبينه على خاصتها هامسا بعشق: و دى لأم حمزه.
,
, كانت تحاول التحكم بانفاسها اللاهثه، حسنا طوال الاشهر الماضيه لم تمنعه من الاقتراب منها و لكنها لم تستسلم له و لكن لا تعرف لما استسلمت اليوم، استسلمت لطوفان عشقه الذى اكتسح ما تحمله من غضبا ليترك حطام قسوتها على ارض عقلها توبخها، بينما ازدهرت بتلات عفوها و حبها بجينان قلبها تشكرها، و لكن ما حكم بينهم ضميرها و الذى ما زال يلومها و لكن ما المانع في لحظه، لحظه و ربما لحظات او فليكن ليلا كاملا تستعيد فيه سعاده قلبها اليس هذا بأفضل لها و لحمزه!
,
, رفع رأسه اخيرا محررا اياها من اعتقال انفاسه المتحكم في انفاسها و الذى سلب قوتها منها، ظلت على سكونها دون ان تطالعه حتى همس بتساؤل هادئ: عاوزه تعرفى ليه اخترت حمزه!
,
, همهمت دلاله على رغبتها في معرفه اسبابه فضم كفها التى تضعه على بطنها المنتفخ و داعب بيديهما معا طفلهما مما تدغدغ مشاعرها فابتسمت بسعاده رغما عنها و هو يشرح متذكرا حلمه: حلم جميل كنتِ فيه قاعده على شط البحر و انا قررت انزل المياه و حاولت اقنعك اخذ حمزه٢ نقطة
, فتحت عينها اخيرا ليلتقط هو اهدار امواجها السخى و الذى لمع بلهفه اغرقته بها: كان اسمه في الحلم حمزه؟
,
, اومأ برأسه موافقا و هو يحتضن وجنتها بأيد مرتجفه ليُصرح بعاطفته المشتاقه: اشتقت ليكِ بين ايديا، و لنظره عنيكِ اللى غصب عنى بتوه فيها، اشتقت لضحكتك و لمعه السعاده في عز تعبى، اشتقت لقلبك اللى سكنت جواه و بيعترف قبل لسانك انه بيحبنى.
,
, و ما بيدها حيله الان سوى ان تهرب، بل تركض بعيدا، رغم انها بدونه كحافيه قدمين تركض على اشواك لوعتها و زجاج شكواها، رغم انه الدفء فهو اقرب للصقيع، رغم انه الجنه فهو يحمل بين كفيه النار، و رغم اتساع بحره بمغرياته الكثيره لن تخاطر به دون وجود شطآن، و اسفه هى مازالت لم تجد معه الامان٣ نقطة
, سمعها هو بقلبه، بل باحساسه بها الذى اصبح يفوق احساسه بنفسه عندما هتف: كذابه.
,
, ضغطت عينيها بقوه و هى تمنع دموع عينيها من الهروب فلم يشأ ان يضغط عليها اكثر و هو يعلم الصراع التى تجاهد فيه روحها فانخفض طابعا قبله اخيره على جبينها و همس بترجى: و دى لعل قلب أم حمزه يرضى عن باباه٢ نقطة
,
, تتحرك ذهابا و ايابا في الغرفه لا ترغب بالذهاب لغرفته لا ترغب، لما يريد رؤيتها أفلا يمكنها ان تبعث التصاميم مع احد اخر٣ نقطة
, اخبرها في بدايه العمل ان عملها سيكون مع - مازن - مباشره و لكنه الان يبدو ان عملها معه و كأن الشركه لا تحوى سوا كلاهما، ، لا تريد التواجد معه بمكان واحد ف مشاعرها المتخبطه ترهقها٢ نقطة
,
, مشاعرها تجاهه و التى لا تدرى أهى - وليده - ام منذ امد و هى لم تدركها، و ما يؤرقها انها عندما تتذكر محمود لا تتذكر سوا ابتعاده المهين لكرامتها و شخصها، نادرا ما تتذكر ضحكاتهم و لكن أسفا لا تذكر مواقف حاسمه او محمسه له معها٢ نقطة
, و لكن على النقيض تماما و دون رغبه منها حتى تتذكر كل مواقفها مع اكرم، رغم غفلتها عن احساسها به وقتها - كما تعتقد - و لكن يظل يحتل تفكيرها بلا منازع٢ نقطة
,
, منذ ان عملت بشركته و هو يقدرها و يحترمها لم يبد حتى رد فعل صادمه بعد معرفته بعجزها، انقاذها و احتواء خوفها يوم الحادث المشئوم و الذى لولاه لخسرت اعز ما تملك و احترامه لرغبتها رغم خطؤها، تشجعيه الدائم لها على العمل والاتقان فيه و جعلها توقن انها قادره على فعل ما تريد، توضيح الثغرات التى تغفل عنها ليعطيها من الخبرات ما يفوق خبرتها بالداخل و الخارج، حفاظه على سمعتها بالشركه كلما تجاوز محمود التصرف معها و كأنه كان يعد نفسه وصيا عليها٢ نقطة
,
, جميع تناقضاته و التى تمنحه هاله غريبه و غير مستقره من الغموض، مزاحه و حزمه، حنانه و قوته، ضحكاته و غضبه، و نظراته المشجعه و الواثقه و نظراته اللامباليه٢ نقطة
, و الى الان لا تستطيع نسيان يوم رأته يعتذر لجنه، يوم اخبرها عن وصفها بعطرها المحبب ليمنحها دهشه فلم تكن تعتقد انه ذواق في امور النساء هكذا٢ نقطة
,
, قبضت على نفسها بابتسامه ارتسمت على شفتيها رغما عنها لتضرب جبينها بخفه ثم حملت التصاميم متجهه اليه و هى تدعو **** ان يمنحها قوه التماسك بجواره٢ نقطة
, فمشاعرها تجاهه ذنب، فهى رغم كل شئ لا تدرى صحه شعوره تجاهها، اخرجت مارد مشاعرها المتخفى خلف احساسها الدائم بالارتباك الواضح امامه و الذى كان مخفيا عنها ايضا اخرجته لنفسها و لكن ماذا عنه! لا تعلم؟!٢ نقطة
,
, و لا يوجد بيدها سوى لحظات السعاده القليله التى تعيشها بمجرد رؤيته، و التى تدفعها لذنوب اقوى و ما اجملها من ذنوب تحمل من المغريات الكثير٢ نقطة
, كرغبتها الدائمه بالنظر اليه لتنعم بملامحه التى لم ترى منها سوى دفء يسرق لبّ قلبها، ، الاستماع لحديثه بنبرته الرجوليه الخشنه و التى لا تخلو من حنان يحتوى كل حواسها لتندمج معه٢ نقطة
,
, ابتسمت مجددا و هى تشعر برغبتها العارمه الان لتشكر سلمى على حسن صنيعها بتجريد مشاعرها امامها، حتى اختفت ابتسامتها تماما عندما وقفت امام الباب و هى على وشك طرقه و حاولت اخفاض دقات قلبها العاليه التى تجزم انها ربما تصله من فرط حماسها و لكن قبل ان تطرق وصلها صوته يتحدث و رغما عنها جذبها حديثه خصوصا عندما شعرت به يصيبها بأخر ما توقعته٢ نقطة
,
, اما بالداخل كان هو يتحدث على الهاتف مع جنه و قد قرر اخبارها قبل ذهابه لتتأكد من عدم معرفه مها بحضوره، , ضحكت جنه بصوت عالى لتهتف بمرح: انا مش مصدقه نفسى، مها يا اكرم! من امتى؟
,
, حمحم بضحكه و هو يستند على مقدمه مكتبه ناظرا لنقطه وهميه و صورتها تتجسد امامه ببحر الفيروز الذى غرق فيه طوعا كان او قسرا، فانتفض قلبه بين اضلعه ليغلق عينه يُصرح بحراره و انفاسه تضطرب بصدق عاطفته: من اول ما شوفتها، انا نفسى مش عارف حبيتها ازاى و امتى؟ صبرت كتير، كتير قوى٢ نقطة
, ثم ابتسم بمرح و هو يفتح عينيه ليهتف بغيظ تملك قلبه من نفسه اولا ثم منها - تلك الفيروزيه -: بس انا فاض بيا و سلمت الرايه٢ نقطة
,
, تحركت جنه ذهابا و ايابا بفرط حماسها و فرحها له و هى تصيح بسعاده كأنها تُحدث نفسها: انا مش قادره استوعب، انت و مها! طيب ازاى؟ و ناوى على ايه؟
,
, نقر بأصابعه على المكتب ليتمتم بعزيمه تحمل اطنان من مشاعره الجياشه و كلماته تخبرها بوضوح انه ليس بمعجب او مجرد - عريس مناسب - لمها، فالامر ابسط من ذلك و في الوقت ذاته معقد بشكل سئ فهو ببساطه شديده عاشق حد النخاع - و حسرتاه -: انا هاجى النهارده، و مش ناوى على خطوبه، انا ناوى على جواز عالطول، انا داخل على 34 سنه، و مش مستعد استنى لحظه او اضيعها زى ما حصل قبل كده، , خرجت منه بصوتٍ متهدج رغما عنه٢ نقطة
,
, ثم هتف بلهفه كأنه يجاهد ليكسبها: كل طلباتهم هتتلخص في كلمه واحده انا بعشقها و مقدرش استغنى عنها يطلبوا مهر، شبكه، شقه، فلوس، اى حاجه كفايه هى، انا عاوزها هى و بس٢ نقطة
, لمعت عينها بتأثر و هى تشعر بصدق عاطفته التى أنبأتها انه احترق حرقا و هو يراها تُخطب لغيره بل و يعملا معا امام عينه، ليس بأمر هين اطلاقا خصوصا على من هو مثل اكرم، و الذى يخفى اكثر مما يُبدى فهو تلخيص لقول الشاعر، ,.
,
, اراك عصى الدمع شيمتك الصبر، اما للهوى نهي عليك و لا أمرُ؟
, بلى انا مشتاق و عندى لوعه، و لكن مثلى لا يذاع له سرُ!
, صمتت جنه للحظات ثم تمالكت احساسها بمشاعره و حزنها لاجله بالوقت ذاته و لكن ما لبثت ان ابتسمت بمكر و هى تغمغم بتردد مصطنع اختبارا لثقته: بس مها ممكن يعنى٣ نقطة!
,
, و صمتت منتظره رد فعله و التى جاءتها سريعا عندما تنهد اكرم بقوه ليغلق عينه متذكرا عندما امسكها متلبسه بالامس تناظره بتفحص لترتبك بعدها فهمس بقلق و نفسه تنازعه ليصدق همسه: انا شوفت في عنيها نظره شجعتنى، قلبى بيقولى انها هتوافق، انا حفظت قلبى طول عمرى علشان كنت متأكد ان يوم ما هسلمه هيبقى لواحده تستاهله و انا حاسس انه اختارها هى، عقلى و قلبى اتفقوا عليها و مش هقدر اتنازل عنها٢ نقطة
,
, ضحكت جنه و هى تبتسم بحنان شاعره بالخوف الذى غلف صوته لتهتف بثقه بعدما تذكرت هى الاخرى تجمد مها فور رؤيته بنظرات فضحت مشاعرها و التى ربما كانت هى نفسها - مها - غافله عنها: حافظ على ثقتك دى، أينعم اختيار القلب ممكن يكون غلط، بس احيانا بيكون اصح من تفكير العقل و متقلقش انا هحرص انها متعرفش٢ نقطة
,
, طمأنه حديثها قليلا رغم شعوره انه على حافه الهاويه فهو اليوم اما سيفوز بقلبه و اما سيخسره للابد، اما سيغرق في بحر الفيروز ليغرقها معه في دفء عاطفته و صدق احساسه بها و اما سيغرق به بعيدا عنها في وحل عشقٍ لم يُكتب له حياه. ظ
, ابتسم بتشتت و تفكيره ينحصر في فكره واحده و هو انه بانتهاء هذا اليوم سيصبح اكرم جديد اما لها و اما بعيدا عنها و ما اقسى شعور الانتظار٢ نقطة!
,
, اغلق الهاتف و استدار ليخرج متجها لهناء ففتح الباب بحركه مفاجئه ليُفاجئ بها امام الباب و تُفاجئ هى الاخرى بخروجه فرفعت عينها الغارقه بمرارتها اليه لتلتقى عينهما في حديث صامت٢ نقطة
, كانت عيناها غارقه ببحر دموعها و التى ابت السقوط و لكن من يوقف نزيف قلبها٢ نقطة
, ما اعتقدته من مشاعره نحوها، كذب،
, ما اخبرتها به سلمى، كذب،
, ما انشأته من قصور داخل قلبها المسكين، كذب،
, هو يحب اخرى بل من حديثه هذا ادركت انه يعشقها٢ نقطة
,
, هى فقط من سولت لها نفسها ان تحلم ناسيه او ربما متناسيه ان معيبه مثلها لا تستحق حتى الحلم٢ نقطة
, امثالها لا يليق بها الحب و من مثل اكرم لا يفكر بمثيلاتها٢ نقطة
, قلبها يؤلمها، يؤلمها بشده، كما لم يفعل من قبل.
, كل ألم عانته في علاقتها المعطله مع والدتها، كل ألم كسرها بسبب ضعفها و استسلامها لعجزها، كل ألم اختبرته ببعد محمود و كسر كرامتها، جميعها معا لا تساوى مثقال ذره من ألمها لفكره عشقه لغيرها، لفكره خسارته٢ نقطة
,
, كانت حمقاء لا تدرى حتى ما بداخل قلبها و لكن صدق من قال لا تُدرك قيمه الشئ إلا بعد خسارته و هى للاسف لم تدرك قيمه حبها الا متأخره، بل لم تدرك حبها من الاساس٢ نقطة
,
, و لكن كفى، كفى قصور وهميه و احلام بائسه، ليست كل فتاه سندريلا لتُختم قصتها بأميرها المنتظر، فهناك احيانا بعض القصص تنتهى دون امير و دون سندريلا، باختصار خاويه وهميه لا صحه لها، تماما كالحلم الساذج التى رسمته على لوحه قلبها بل و تجاهلت كل الواقع من حولها و لونته بألوان زاهيه لتذهب لوحتها مقدمه على طبق من ذهب لغيرها٢ نقطة
,
, و امامها هو عقد ما بين حاجبيه متأملا انكسار ملامحها و صدمته بالالم و المراره التى كست عينيها بشكل هدم قلبه هدما٢ نقطة
, بحر الفيروز و الذى ينذر بعاصفه هوجاء من اليأس و الاستسلام - لقرار او فعل او ربما قولا ليس بيدها - و الذى اختفيا من عينيها مأخرا٢ نقطة
, حديثها الصامت و الذى يخبره بحزنها كأنها ستفقد شئيا غاليا جدا على قلبها بل و يبدو انه اغلى ما تملك بحياتها٣ نقطة
,
, قطع صمته و صمتها جامحا رغبته الصارخه بضمها لحضنه لتلتهم شفتيه دموعها قسرا و تُحرمها على عينيها، ليجذب منها كل ما تحمل من ألم و ان دفع عمره سيعطيها ما تحلم به مهما كان و كيف يكن، و اثر انفعاله خرج صوته متحشرجا رغما عنه محملا بفيض احساسه الصامت لها: خير يا بشمهندسه؟ انتِ كويسه؟!
,
, اخفضت بصرها عنه متمسكه بما لها من قوه و تحركت من امامه هاربه لعلها تخفى عنه دموعها و لكنه اوقفها مناديا باسمها فتوقفت و مازال ظهرها يواجهه فتماسكت قليلا لترفع رأسها لاعلى مغلقه عينها لتمنع مرآه عينها من عكس نزيف روحها التى لم تكن تتوقع ان يكون بهذا الوجع، وجع تدركه لاول مره ليخبرها ان ما سبق من حياتها مع الاخر هباءا ف - وجع عشقها - اخبرها انها ما احبت من قبل و عندما فعلت، يا ليتها لم تفعل ابدا٢ نقطة
,
, استدارت له فأشار لها لتدخل مكتبه و دلف لتتبعه هى ساكنه و الحمد لله ساعدتها قوتها الان لكى لا تُفضح امامه، فما اعتقدته من مشاعر صورتها لها عينه - او كما رأتها هى - كلها مجرد حلم يقظه يكفى ان تستيقظ منه الان، و حان حتما وقت الاستيقاظ!
, توقف امام مكتبه ناظرا اليها بتفحص عاقدا حاجبيه بشده يجاهد ألا يُفضح متسائلا بحذر: في حاجه مش مظبوطه ممكن افهم في ايه؟! انتِ كويسه؟!
,
, رفعت عينها اليه بقوه خانتها لتتنمر عليه هو بدلا من كبح جماح ألمها و للاسف لم تحاول تمالك نفسها لتُشير بحده غير مبرره وجهها يحمل من انفعالها الكثير و ليه مش هكون كويسه؟
,
, لتنكمش ملامحه اكثر من انفعالها و حركه شفتيها السريعه مما اخبره انها غاضبه او ربما ساخطه عليه لفعل ما، ف لاحظت هى تدقيقه بشفتيها لتطبقها محاوله اخماد شعورها بالشفقه على نفسها و لكنها تذكرت كلمات سلمى فتعمدت تحريك يديها دون نطقها الصامت بالكلمات فأشارت في حاجه تانيه مطلوبه منى حاليا؟
,
, لاحظت انعقاد حاجبيه اكثر موضحا شعوره بالتشتت لتنتقل عيناه بين يديها و شفتيها عده مرات دون فهمه لما تقوله، و لا شعوريا اغتصب قلبها فرحه باحساسها بتميزه او ربما تميزها لديه و لكنها عادت تختفى خلف ضبابات الواقع و التى وضحتها مكالمته و التى اخبرتها بوضوح افيقى هو يعشق اخرى فانقبض قلبها مع دوار خفيف يلف رأسها٢ نقطة
,
, فاخفضت عينها و اعطته التصاميم فأخذها متعجبا موقفها و تصرفها الغريب هذا و لكنه ألقاه باهمال على المكتب ليعاود النظر اليها و قبل ان يسألها شيئا يُطفئ نيران صدره و التى احترقت بحزنها.
, استدارت هى و اعطته ظهرها دون كلمه اخرى او حتى استئذان بالخروج كعادتها٢ نقطة
,
, لحظات تبعت خروجها ظل هو واقفا بدهشه متسائلا ما سبب تصرفها بهذا الشكل و قلبه يدق اجراس الخوف و الحذر، و وسط مشاعره الملتهبه الان لم يستطع التروى و تقدم مسرعا ليخرج خلفها و لكنه توقف خلف الباب فور ان سمع هناء تقول بسخريه كالمعتاد منها فهى لا تجيد الا السخريه او الدلال الزائد: انتِ كنتِ وافقه تسمعى كلام البشمهندس اكرم ليه؟ و لا متعرفيش ان كده عيب؟! افرضى اسرار!
,
, ثم نهضت واقفه لتقترب منها مسرعه لتهتف بحماس خالف تأنيبها لها منذ ثوانٍ: كان بيقول ايه بقى خلى وشك يصفر كده؟ قوليلى قوليلى و مش هقول لحد.
, رفع اكرم عينه - التى اختفى توترها و قلقها لتلمع بخبث متلاعب - ليطالع وجه مها ليجدها ترمقها بنظره غاضبه حارقه اخبرته بوضوح عن اشتعال روحها ثم تحركت مسرعه باتجاه غرفتها ليدلف هو و يغلق الباب بعدما ادرك ما صار٢ نقطة
,
, فشقت ابتسامه واسعه طريقها لشفتيه ليهمس بخفوت متلذذ كأنه يُحدث احدا ما: فيروزنى بتغير، ٣ نقطة!
, عقد حاجبيه و ابتسامته تتسع ليهمس مستمتعا اكثر بالخاطر الجديد و الذى بناه عندما تذكر انه لم يذكر اسم من يعشقها او اسم من يحدثها: او يمكن فهمت انى بحب واحده، ،!
, تحولت ابتسامته لضحكه ليتمتم ضاغطا حروف كلمته ببطء و هو يشعر بقلبه يكاد يفارق صدره طربا: تانيه، ،!
,
, ثم ازدادت ضحكته لترسم انعكاس واضح لسعاده روحه الان هاتفا بمكر: غيرها٢ نقطة٢ علامة التعجب؟
, ليقهقه بعدما بملئ صوته صائحا بانفعال و كأن روحه هى من منحته الاجابه او ربما الاستنتاج: يعنى بتحب، يبقى هتوافق.
, حاول التماسك قليلا و لكن ضحكته لم تفارقه و هو يضع يده على كتفه مهنئا نفسه بصخب و بسعاده حقيقيه: مبروك عليك الجواز يا اكرم يا ابنى مبروك.!
,
, طول ما لسه في بكره لسه في امل،
, وطول ما انا لسه عايش هفضل ببتسم،
, و مهما غاب الحلم اكيد في يوم هلقاه،
, و مهما زاد الوجع مصيرى في يوم انساه،
, دا القلب يعشق الفرح و الضحك و الغنى،
, و قلبى لسه عايش و حلمى عايش معاه،
, اكيد هنقول في مره على الماضى دا راح و تاه،
, متفرقش اليوم او بكره مسير الحياه تتعاش٣ نقطة
, تربعت على الفراش تنظر اليه بنظره شارده و جسدها يهتز بخفه دلاله على توترها٢ نقطة
, هى تلومه! و لكن لا تدرى على ماذا؟!
,
, اكرم لم يحدثها يوما عن اى امرا يجمعهم سويا، اذا لم تلومه على عشق فتاه ما؟!
, و بدون سابق انذار وجدت نفسها تتخيله بجوار اخرى،
, تتحدث معه بانطلاق تعجز عنه هى، تضحك ليتابع هو ضحكتها الرنانه بابتسامه حالمه، تصرخ له بكلمه احبك لتُشرق عيناه بعشقه لها، و هنا تكتمل الصوره، يجد اكرم من تليق به و بواجهته الاجتماعيه.
, وضعت يدها على وجهها تخفيه و لم تدرى كيف؟ او متى؟ تساقطت دموعها!
,
, ليغزو عقلها دون ادراك كل ما صار لها معه من مواقف٢ نقطة
,
, ليرحل عقلها لذكرى مباركته لها يوم خطبتها و تلك الابتسامه الغريبه و نظراته التى لم تفهم معناها، لتعود لذكرى عراكه مع ظابط الشرطه عندما عنفها و كيف دافع عنها و وضعها موضع اخته و لم يستغل قرارها الخاطئ ليكون معها بمفردهم، لتزداد دموعها فور تذكرها يوم عنفها في مكتبه بعدما قدم محمود استقالته و كيف صرخ بعجزه عن فهم ما يربطهم و سؤاله عن سبب لجوءها اليه و رفض مساعده محمود حتى٢ نقطة
,
, لتجد شفتيها ابتسامه متذكره كيف ارتبك و خالط الامور بعدما بكت امامه و كيف حملت عينيه نظرات حانيه دفعتها للابتسام الذى انطلقت بعده ضحكاتها، رفعت يديها عن عينها و اخر ما خطر على بالها يوم كادت تدهسها سياره مازن و صرخته الخائفه و الغاضبه بالوقت ذاته انتِ عاوزه تموتينى بسكته قلبيه.
,
, وضعت يدها على رأسها و همت بالنهوض لتمنع عقلها من التفكير و الذى يهديها لطريق مسدود و تمنع قلبها من التيه و الذى يخبرها ان الطريق مازال موجود٢ نقطة
, قطع تفكيرها طرقات على الباب تبعها صوت معتز الهادئ قائلا بنبره افتقدتها بشده: ممكن ادخل يا مها؟!
, لماذا أتى!
, أيدرى انها في اشد الاوقات احتياجا له٣ نقطة!
,
, نهضت لتفتح له و لكنها شعرت بدوارها يزداد خاصه مع امتناعها عن تناول الطعام فاستندت على الحائط تحاول التوازن ثم فتحت الباب ليروعه مظهرها الباكى و عينها التى اخبرته كم افتقدته فهى منذ معرفتها بأمر زواجه، لم تحادثه و لم تسمح له بفرصه ليتحدث معها و لكن الان هى بحاجه اليه، عيناها تستغيث به، ، دلف مسرعا مغلقا الباب خلفه و ثانيه واحده و كانت تغرق داخل حضنه المفعم بالدفء الذى دفعها لتبكى بقوه شعورها بالوجع٣ نقطة
,
, عقد حاجبيه من انتفاضه جسدها فشدد من ضمه لها هاتفا بحذر قلق: مالك يا مها؟!
, لم تبتعد رغم محاولته بابعادها فظل على احتضانه لها بوقت ليس بقليل حتى هدأت قليلا فتحرك بها مجلسا اياها على الفراش ليجذب مقعد من جانب الغرفه ليجلس امامها ممسكا يدها بيد و يده الاخرى تمحى دموعها بفيض قلقه عليها و عاود سؤاله بلين و هو يعقد حاجبيه اكثر: ليه كل ده؟ في ايه؟!
,
, نظرت اليه و حاولت التماسك لكى لا تتحدث و لكنها لا تستطيع، لن تستطيع ان تحمل مثل هذا الوجع بمفردها، لم تكن تعلم ان اكرم يشغل حيز كهذا بقلبها بل هى ادركت انه يشغل قلبها بأكمله، لتنتبه انه يوم تخلى محمود عنها لم تحزن مقدار ذره من حزنها الان.
,
, فحركت يديها بضعف لتُشير و دموعها تزداد انهمارا و رأسها يذهب في ضبابات رماديه و كم تخشى هى تحولها لسوداء اى واحده مكانى مش هتقدر تقول كده لاخوها بس في حمل انا مش قادره اشيله لوحدى، محتاجه ليك قوى تسمعنى بدون ما تفهمنى غلط
, ابتسم رغم شعوره ان الامر جلل و لكنه تدراكه بهدوء ليهمس محاولا بثها الطمأنينه: قولى يا حبيبتى سامعك٣ نقطة!
,
, حركت يدها مسرعه لتُشير و اصابعها ترتجف انا بحبه يا معتز، انا فهمت انى بحبه، كل مره كنت بشوفه كنت برتبك و قلبى بيهرب منى بس مكنتش فاهمه، نظره عينيه الدافئه بحسها بطمن قلبى، محدش ساعدنى افهم نفسى و أثق فيها قده، كل موقف حصل ليا معاه مش عارفه اخرجه من عقلى، و كل نبضه قلب غريبه كانت بسببه مش قادره امحيها من قلبى، بس كالعاده خسرت، خسرت فرحه قبل ما تبدأ يا معتز، خسرت.
,
, غطت وجهها بكفيها لتغرق في نوبه بكاء حملت من الماضى و الحاضر الكثير، فعقد معتز حاجبيه بغضب فأى شخص اخر محله لكان منحها صفعه تجعلها تُدرك ما هذا الذى تتفوه به، و لكنه يعرف مها جيدا، و متأكد تماما ان من تتحدث عنه ليس محمود فهو ابعد ما يكون عمن وصفته و لكنه ايضا متيقن انها لم تخطئ ليغزو قلبها شعورا كهذا، و لكن من و كيف و متى لابد ان يفهم لذلك لابد ان يهدأ!
,
, جذب يديها عن وجهها ليحاوطه بكفيه ممحيا دموعها ليهتف بتساؤل حانى رغم جمرات غضبه المكتومه: مين ده يا مها؟! و تعرفيه منين؟!
, رفعت عينها اليه لترى بعينيه نظره تهديد صريحه و ترقب قاسٍ لتُدرك ان ما قالته ليس بأمر طبيعى، و هو كرجل شرقى لن يقبل حديث هكذا من اخته، ندمت، لأ، و لكن ربما تسرعت!
, اخذت نفسا عميقا ثم نظرت لعمق عينيه لتُشير بارتباك غير متوقعه لرد فعله أكرم.
,
, اتسعت عيناه فجأه محدقا بها ببلاهه قليلا و سرعان ما اختفت النظرات الغاضبه ليحل محلها نظرات عابثه و هو يجاريها بمكر: و طبعا بحكم تعاملكم في الشغل قلبك اتعلق بيه٢ نقطة!
, اخفضت عينها خجلا و ضيقا لتُشير بنفى انا مكنتش بتعامل معاه كتير غير في الاجتماع او مكتبه و كان بيبقى التعامل رسمى جدا، و **** ما تجاوزت حدودى و لا كان في تعامل خارج حدود الشغل، معرفش ازاى و امتى؟ انا اسفه بس و **** غصب عنى.
,
, ضغط بيديه على وجنتها ليحتضنها برقه هامسا امام عينيها: انا واثق فيكِ يا مها، رغم ان بدايه الكلام كانت هتخلينى اقوم اضربك بس انا عارف اخلاقك كويس٢ نقطة
, ثم اعتدل قليلا ليُصرح بغموض: و اكرم شخص ممتاز، فعلا يتحب!
, نظرت اليه باستغراب من النظرات العابثه التى شغلت عيناه و لكنه تجاهل نظراتها و نهض ليوقفها امامه قائلا: ادخلى اغسلى وشك و البسى حجابك و تعالى في حاجه ضرورى لازم تشوفيها٢ نقطة
,
, ازدادت غمامتها سوادا لتترنح قليلا فأسندها بقلق ينظر لوجهها الذى اخذت تمسح عليه بارهاق: مها، انتِ كويسه؟
, اخذت انفاسها بتتابع بطئ ثم ابتسمت و رؤيتها تتضح قليلا و اشارت تطمئنه كويسه متقلقش يمكن علشان وقفت مره واحده ، ، ثم تجاوزت الامر منعا للاطاله و ضيقت عينها بتململ لتُشير بمحاوله للتملص مش عاوزه اخرج يا معتز، و بعدين انت كنت جاى ليه؟ خصوصا بعد٣ نقطة
,
, و توقفت حركه يدها لتنظر اليه بعتاب فامسك يدها مقبلا وجنتها مرددا برجاء خالص: انسى يا مها علشان خاطرى كفايه هبه و اللى بتعمله فيا.
, نظرت اليه بغل قليلا ثم اشارت باندفاع امرأه تدافع عن اخرى تستاهل، و هى عندها حق بالعكس اللى هبه عملته او بتعمله او حتى هتعمله قليل دا انا كان هاين عليا اقتلك يا معتز.
,
, ابتسم محاولا اخفاء شعوره بالالم فلا احد يعلم سوا محمود عن حقيقه ما فعلته هبه و اخفائها امر حملها الذى ادمى روحه كثيرا بشعور ان يكون السبب بخساره طفله و لكنه تجاوز ذلك الان قائلا بمزاح: لا هبه طيبه الحمد لله٢ نقطة
, ابتسمت مها بخفوت لتربت على كتفه بعدها لتُشير بفرحه بدت على وجهها حقيقه مبروك البيبى و يارب يكون خلف صالح و **** يهديكم له.
,
, تمتم خلفها و هو يدفعها لترتدى ملابسها صائحا بنفاذ صبر: يارب، بس اجهزى يلا.
, استعدت لتهبط معه و دوارها يزداد و لكنها لم تخبره حتى هبطت الدرج لتدلف لصاله الاستقبال الواسعه لتُفاجئ بأكرم يجلس مع عز و عاصم و بمجرد ان لمحها اكرم ابتسم بخبث و نظراته تشملها بتلاعب غريب على طبعه٢ نقطة
, تجمدت اطرافها و عينها تثبت عليه بتعجب صارخ اليس من المفترض ان يكون الان ببيت حبيبته؟ ماذا يفعل هنا؟!
,
, و بدأ صراع عقلها مره اخرى ليصرخ بها جاء ليقول نتيجه زيارته لاخته، جاء ليفرح معها، نظراته الضاحكه تدل على فوزه بعشقه، و تدل على خسارتها هى
, ارتفعت نبضاتها بشكل ارهقها اكثر لتشعر بعقلها يودعها اخيرا لتغرق عيناها في دوامه سوداء و اخر ما وعت عليه عينيه الضاحكه و هو يهتف بنبره قويه: انا يشرفنى اطلب ايد الانسه مها يا عمى؟!
,
, عاد عاصم من **** الفجر، فتح باب الغرفه بهدوء عسى ان تكون قد نامت بعد ادائها للصلاه و لكنه وجدها تجلس على ارضيه الشرفه و ظهرها مواجها له، ابتسم متذكرا عادتها اليوميه بمراقبه الشروق و محادثتها الهامسه لابيها، هى لا تعرف انه يعرف عن عادتها تلك و لكنه يعشق مراقبتها و يبدو انه عاد اليوم مبكرا لينال هذه الفرصه٣ نقطة
,
, جلس على طرف الفراش بهدوء ناظرا اليها و قد جمعت عيناه كل حبه لها ليحاوطها بحصونه كأنه يشاركها ما تحمل في قلبها من جرح ماضٍ لم يلتئم بعد و يبدو انه لن يلتئم٣ نقطة
,
, رفعت رأسها للاعلى و بدا من انكماشه جسدها انها تحتضن شيئا ما او ربما تحتضن نفسها و همست بحزن غلف صوتها، حزن يعلم انه مهما حاول عند هذه النقطه و لن يستطع ان يمحيه: وحشتنى قوى يا بابا، مش عارفه انت دلوقتى فخور بيا و لا لأ؟ بس عارفه انك لو معايا هتشجعنى اكمل في الطريق اللى بدأته، انا هقوى يا بابا، هبقى قويه، هنسى خوفى و هرمى عجزى و هعيش، هعيش علشان انا بنتك، بنتك اللى غلطت كتير بس فهمت انها مبقتش صغيره و مينفعش تغلط اكتر٣ نقطة
,
, نظرت ارضا ليخفت انكماش جسدها ليُفاجأ بها تمسك بمجلده الذى طالما خط داخله مشاعره التى اخفاها عنها لتلمع عينه ببريق خاص بها و صوتها الخافت يصيب اوتار قلبه برجفه خاصه: انا حققت حلمى يا بابا، حلمى اللى افتكرت انه اختفى و مكنتش مدركه انى حققته، الامير المجهول، الكتاب و سندريلا٢ نقطة
,
, ضحكت بصوت هادئ و كأنها تتذكر شيئا ما و اردفت بنبره جعلته يعقد حاجبيه تسائلا: هو اول واحد قالى سندريلا، الكتب كانت السبب في انه يعرفنى، دفتره كان السبب في انى افهم حبه، هو كل حاجه انا اتمنتها يا بابا.
,
, ثم رفعت عينها ببطء لتُكمل بخفوت كأنها تعاتبه: بس مبعرفش افهمه يا بابا، اوقات احس انه بيبعد و اوقات احس انه اقرب حد ليا، اوقات هادى و اوقات غضبه بيكون مسيطر عليه، اوقات بحس انى اهم حد في حياته و اوقات بحس انى مش موجوده اصلا، اوقات بحس انه واثق فيا و اوقات بحس انه بيتعمد يلغى وجودى تماما، ملك التناقضات و انا تعبت من كده، تعبت من التفكير.
,
, اغلق عينه و كلماتها تصيب قلبه بقوه لتخبره انه لن يتغير، طبعه القاسى و تقلباته شملتها و بشده، رغم عشقه لها قلبها لم يتعرف عليه بعد، رغم قربهم هم ابعد ما يكون عن بعضهم٣ نقطة
, هى منذ رجوعهم في ذلك اليوم و هى لا تحادثه سوى بكلمات عابره، تشعر انه اخفى عليها لعدم ثقته بأنها تستطيع الوقوف بجواره، تشعر انه لا يثق بها و هذا يأرجح ثقتها بنفسها و خاصه بالنسبه لمبتدأه مثلها٣ نقطة
,
, من قبل زاد خوفها بابتعاده و قسوته، و الان يزيد تذبذبها بقربه الغريب و طبعه اللامفهوم٣ نقطة
, تعلم في عمله ضبط النفس و لكنه لم يتعلمه في حياته٣ نقطة!
,
, نهض و اقترب من باب الغرفه ليغلقه بقوه ليعلمها بقدومه فرأها تجفف وجهها بيدها مسرعه ثم تخفى المجلد بطيات ملابسها لتخرج من الشرفه و هى تنظر للاشئ كأنها تتجنب النظر لوجهه و همت بالتحرك باتجاه الفراش و لكنه امسك يدها و جلس و اجلسها بجواره هاتفا بتساؤل حمل نبرته القويه بحنانه الخاص بها: هنفضل متجاهلين بعض كده كتير؟!
, شردت بعينها قليلا لتجيبه بعدها مدعيه اللامبالاه: انا مش بتجاهل.
,
, اخفض رأسه ناظرا لعينها التى تنظر ارضا ليُتمتم بعصبيه قليله خانته لتغلف صوته مع نبره متهدجه خالفت عصبيته: بقالك يومين مبتكلمنيش، بتنامى قبلى و طول اليوم يا في المطبخ يا مع سلمى، حاسس انك بتهربى منى٢ نقطة!
, رفعت عينها اليه ليشعر برجفه حفونها لا يدرى حزنا ام غضبا و هى تجيبه بحده: و يمكن انت اللى شايف ان انا دايما بخاف، بهرب، ضعيفه و يمكن انت مش عاوز تشوف غير كده اصلا٢ نقطة!
,
, ابتسم بهدوء عاقدا ذراعيه امام صدره محاولا تمالك غضبه من حدتها الجديده و التى لم يعتادها مع احد - ايلاها هى و بالطبع الحده العمليه مع روؤساء العمل - و صمت منتظرا التالى٢ نقطة
, لتمنحه اياه مردفه و رغما عنها ارتفع صوتها قليلا: جنه عمرها ما كانت كتاب مفتوح يا سياده النقيب، و انت اكتر واحد عارف ده و مش بسهوله حد يفهمها و محاولاتك بكده ممكن تفشل عادى٢ نقطة
,
, لمعت عينه باعجاب واضح و لكنه تجاوزه هاتفا بنبره قويه و بالطبع ظهر فيها جزء من غضبه: صوتك بيعلى يا مدام جنه.
, اخفضت عينها مشيحه بوجهها عنه ليردف بعدها بنبره زادت من حيرتها في هذا الجالس امامها فكلما اعتقدت انها اعتادته او فهمت كيفيه تفكيره يفاجأها برد فعل غير متوقع كسؤاله الهادئ و يده تُعيد خصلاتها البندقيه خلف اذنها: بتحبى تشوفى شروق الشمس٢ نقطة؟!
, حملقت به قليلا و لسان حالها يقول.
,
, لست وحدك كتاب مغلق يا جنه فهو مكتبه بأكملها و ابدا لن تفهميه
, لتزداد ابتسامته اتساعا مدركا ما يجول بفكرها الان فنهض واقفا و مد كفه اليها هامسا امام عينها بسيطرته المعتاده: تعالى معايا٢ نقطة
, نهضت تنظر اليه و كم تناشد نفسها ان ترفض و لكنها كانت في امس الحاجه لامر يشغل تفكيرها عنه، لشئ جديد ربما يمنحها حل لالغازه و ربما يزيد تعجبها فوضعت كفها بيده ليتحرك بها للخارج تتسائل باهتمام: احنا هنروح فين؟
,
, نظر اليها بابتسامه ليجيبها هامسا بشغب: هتعرفى دلوقتى.
, سارت معه ليصعد بها لاعلى حتى وصلا لسطح المنزل و التى كانت تراه لاول مره، و قد كان رائعا في اتساعه، نظرت حولها بابتسامه و التى اتسعت عندما داعب الهواء وجهها ليدغدغها بخفه و خصلاتها تتطاير من حولها، رفعت عينها للسماء التى بدأ النور يتخللها لينكشح الظلام رويدا رويدا٢ نقطة
,
, تحركت بسعاده لتجلس على حجر كبير موضوع جانبيا ليجلس عاصم بجوارها ممسكا يدها هامسا و عيناه تجول في المكان باشتياق فمر زمنا طويلا منذ ان جلس هنا: مكانى المفضل٢ نقطة
, نظرت اليه و عينها تضحك بسعاده لتضغط كفه بخفه معبره عن اعجابها: رائع.
,
, شعرت به يضع رأسه على كتفها لتستند جبهته على عنقها و هو ينظر ليدها المحتضنه يده ليهمس بصوت متهدج، صوتا اخبرها ان زوجها يحمل بداخله الكثير، يحمل هما تجاوز قدرته: عارفه انى لما بمسك ايدك كده بحس بالامان٢ نقطة!
, نظرت ليديهما معا لتصل بها الدهشه لاقصى تعجبها فتهدر باستنكار متعجب: معايا انا، انت بتحس بالامان، ازاى؟!
,
, شردت بعينها تتابع اختفاء الظلام الذى ما زال يحيط بهم قليلا و غمغمت بتذكر لكل سنين حياتها: انا اللى طول عمرى بخاف و يوم ما لقيت الامان معاك هربت منك، اناا اللى بدل ما تبنى نفسها و تعيش قتلت نفسى بايدى و كابرت، انا اللى بدل ما اجرى على حضنك اتحامى فيك اخترت وجعى و وجعتك٣ نقطة
,
, ثم استندت برأسها على رأسه لتردف بهمس مبحوح: انا اللى كسرت نفسى و كسرتك، حرمت قلبى منك و حَرمت نفسى عليك، انا اللى بحسسك بالامان يا عاصم، انا!
, لف يده الاخرى على خصرها ليزداد اقترابا منها و هو يغلق عينه مستمتعا برائحتها التى تمنحه بحق سكينه روحه المتعبه و نبضاتها المتلاحقه يكاد يسمعها تصرخ باسمه: يمكن وجودك جنبى هو الامان اللى انا بدور عليه٢ نقطة!
,
, حسنا كفى مبالغه، كفى مغالاه، هو طوال عمره يهفو للحظه يُخرج فيها مكنونات صدره٢ نقطة
, يتمنى ان يغلق عينه بحضن احدهم مرتاحا ليلقى بحمله كله ارضاا، و هو الان ادرك ان الضعف ليس عيبا.
, بل ابداء الضعف بين يديها قوه،
, القاء الشكوى على مسامعها رضا،
, الاعتراف بالمشاعر بين شفتيها عشق،
, و العيش بجوارها سكينه و راحة للبال.
, هى امرأه رغم ضعفها قويه، قويه بألمها و وجعها٢ نقطة
,
, من تتحمل ما تحملته هى تستطيع مساندته، من تعرف معنى الضعف تستطيع كسب القوه٢ نقطة
, و هى طالما كانت نقطه ضعفه، و مركز قوته.
, بدأت الشمس تنشر اشعتها الهادئه لتتعلق عين كلاهما بها، و بداخل كل منهما شعور ان شمس الحياه آن لها ان تُشرق و عتمه الليل مرغمه ستتبدد و تختفى،.
,
, ليقترب منها اكثر ليردف بهدوء و مراره غريبه تغزو صوته و قد قرر ان يترك نفسه، قلبه، عقله و فكره بين ذراعيها: المشكله انك عمرك ما فهمتِ انك رغم ضعفك انا محتاج لك جنبى، رغم وجعك كنتِ بتقوينى، انتِ كنتِ و مازالتِ و هتفضلى دائما سبب فرحه قلبى يا جنتى، قلبى اللى لا شاف و لا حب و لا عرف الحب غير ليكِ و بيكِ و على ايدكِ٢ نقطة
,
, رفع وجهه مستندا بذقنه على كتفها لينظر لعينها التى امتزجت بضوء الشمس لتمنحه مزيج ساحر من ابريق العسل اللامع فهمس بنبره مأخوذه: مبهجه زى الشمس وقت الشروق، قويه زيها وقت الظهر، و ضعيفه زيها وقت الغروب، لكن في كل الحالات جميله و مهما تعبتنا و اثرت فينا منقدرش نعيش من غيرها، باختصار شديد انتِ شمس حياتى يا جنه٢ نقطة!
,
, اخذ نفسا عميقا مردفا و هو يشعر بيدها تحتضن يده المحاوطه لخصرها لشعورها به يجرد نفسه، مشاعره، و طوال صبره عليها الان، فاحتضن قلبها قلبه، لا تسمع الكلمات بقدر ما يتشربها قلبها: قبلك كنت قاسى و معرفش يعنى ايه مشاعر، كنت متعجرف و ميفرقش معايا حد، بس من يوم ما قابلتك و انا حاسس ان جوايا حاجه بتتغير، جوايا نور في ضلمه كتير منعته، نور انتِ ساعدتيه يخرج، انتِ اجمل و انقى و اغلى حاجه في حياتى.
,
, لمعت عينها بتأثر و هو تسمعه يتحدث بتلك النبره الهادئه و التى اخبرتها ان قوته الكبيره و قلبه المتحجر سابقا يحمل خلفه قلبا ابيض معها فقط اراد ان يعيش،!
,
, رفع يدها مقبلا اياها و انهى حديثه بنبره قويه و غامضه و لم تخلو من سيطرته المعتاده: كل اللى عاوزك تفهميه ان مهما حصل انتِ ليكِ مكانه خاصه في قلبى مش هتتغير، حاجه بقت اكبر من مجرد كلمه بحبك او احساس ان اخدك في حضنى، و مهما واجهنا في حياتنا مش هقدر اتخلى عن عاصم الحصرى، بس كمان مش هقدر اتخلى عن قلبه اللى اتعلق بيكِ٢ نقطة
,
, نظرت اليه تحاول فهم كل ما يقوله و لكنها لم تستطع بل ادركت ان هناك امر جلل على وشك الحدوث امر اخبرها ان قسوه ابن الحصرى لم تنتهى و لن يحدث، و عن قريب ستراها، ستراها و هو يحذرها من ذلك٣ نقطة
, ادرك هو من نظره عينها انها فهمت ما يقوله، فهمت انه لن يستطيع اخبارها بما يشغل تفكيره و انه لن يستطيع التخلى عن قوته، و لكن ربما بعد هذا الامر و بعد خلاصه المؤكد من عمته ورد ما فعلته اليها يتحكم و لو قليلا بقسوته٣ نقطة
,
, اعتدل زافرا بقوه كأنه جاهد لتخرج منه هكذا كلمات فهو لم يعتاد يوما على توضيح موقفه و لا ابداء مشاعره و لكن منذ متى ما يعيشه مع جنته الصغيره معتاد، فهى استثناء و هو نفسه في وجودها استثناء٣ نقطة!
, نظر اليها بابتسامه مشاغبه و تمتم بتساؤل و لم يستطع كبح فضوله: ايه الحلم اللى حققتيه٢ نقطة؟!
, رفعت عينها اليه بتعجب فابتسم بمراوغه ليقول بخبث: الامير المجهول، الكتاب، سندريلا٢ نقطة!
,
, اتسعت عينها بصدمه و هو يجرد خلوتها مع نفسها امامها مخبرا اياها بصوره غير مباشره بانه استمع اليها فزمت شفتيها و همت بتعنيفه و لكن ابتسامته جعلتها تهدأ٢ نقطة
, ابتسامه حملت لها صدق مشاعره و رغبته في معرفه حلمها، ابتسامه اخبرتها انه يود مشاركتها في كل شئ حتى احلامها.
,
, ابتسامه جعلتها تعاند و تجيبه بمراوغه و ابتسامه متحديه ترتسم على شفتيها: مش انت لوحدك اللى عندك اسرار يا سياده النقيب، انا كمان عندى اسرار افضل احتفظ بيها لنفسى٢ نقطة
,
, ظهر اعجابه بتحديها واضحا بعينيه التى لم تغفل هى عنها و هو يحيطها بحصونه السوداء بقوه جعلت انفاسها تضطرب و هو يرفع احدى حاجبيه ثم داعب جانب وجهه بيده ليخبرها لغموض: جهزِ نفسك النهارده عندنا يوم طويل، ثم همس بتأكيد و هو نفسه يخشى نتيجته: و صعب٣ نقطة!
,
, نظرت اليه لتسأله و لكن نظرته العابثه اخبرتها ان اى محاوله لاستجوابه الان ستبوء بالفشل، اببتسم لينظر بعدها للشمس التى فرضت نفسها في عنان السماء كما فرض عشقه لها نفسه في قلبه٣ نقطة
, بينما هى تراقب جانب وجهه فذلك الرجل امامها مهما حاولت و مهما عرفت عنه سيظل لغزا، لغزا كبيرا ربما تفهمه بعد سنوات عمرٍ٣ نقطة, خارج القائمة
 
الفصل الخامس والأربعون


استيقظت لتجد نفسها على الفراش، ظلت تطالع الغرفه بتعجب و هى تتذكر ما حدث بمساء الامس لتدرك انه بالنهايه كان حلما٣ نقطة
, قدوم معتز، حديثها معه، خروجها معه، رؤيتها لاكرم هنا، اغمائها، و اخيرا عرض الزواج الذى قدمه، كل هذا حلما!
, ارتجفت شفتيها و هى تضع رأسها بين يديها، يا ليته كان حقيقه و لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
,
, و ها هى تتخذ قرارها لن تذهب للشركه من الان و صاعدا، ستقدم استقالتها فهى لن تتحمل ان تراه، و بعد فتره ترى زوجته ايضا، لا لن تتحمل!
, و كأنه كُتب على قلبها ان يبقى وحيدا، و كأنه يعاقبها على طول تعذيبه بمختلف حب زائف لم يكنه حقا حتى اذا ما جاءه عشقه الحقيقى لم يعرفه فخسره قبل ان يمتلكه حتى٣ نقطة!
,
, تساقطت دموعها بصمت لتصلها صوت طرقات خافته على الباب فأذنت للطارق بالدخول و هى تجفف وجهها بيديها مسرعه، فتح الباب ليدلف عاصم و خلفه جنه، اقترب عاصم جالسا بجوارها مقبلا جبينها بقوه: صباح الخير.
, ابتسمت بتصنع و هى تشعر انها بحاجه لحضن منه هو - تحديدا - لتبكى نفسها و قلبها بين يديه و لكنها تماسكت و اشارت صباح النور.
,
, جاءها صوت جنه و هى تبتسم بسعاده متمتمه: عامله ايه دلوقتى؟!، ، عقدت مها حاجبيها و طالعتها بتساؤل فأردفت جنه بخبث: قلقتينا جامد عليكِ امبارح يا عروسه.
, اتسعت عين مها بصدمه و هى تحاول استيعاب ما تقوله جنه فربت عاصم على يدها قائلا بلوم يأنبها: ارهقتِ نفسك امبارح لحد ما وقعتِ من طولك، لو الموضوع ده اتكرر تانى هتزعلى منى!
, اغماء، اذا لم تكن تحلم!
, مهلا أقالت جنه عروسه؟!
, اذا٣ نقطة!
,
, اتسعت عينها اكثر و هى تتجمد تماما و عاصم يجيبها على تساؤل عقلها: طبعا بسبب الموضوع ده، معرفتيش ان اكرم جه هنا و اتقدم ليكِ.!؟!
, هل يشعر احد بما تشعر به الان؟!
, هل هى فرحه ام صدمه ام ارتباك!
, فسبحان من احال ظلمه حزنها لنهار فرحه، و صدق من قال ربما تبيت على ضيقه فتُصبح على فرجا، و لكن كانت اجابتها غير متوقعه عندما دخلت في نوبه بكاء حاده٣ نقطة
, لا ليس حزنا و انما عدم تصديق، عدم تصديق بأن ما تمنته يتحقق٢ نقطة
,
, لم يكن وجود اكرم و عرضه و ابتسامته العابثه حلما،
, كان واقع، واقعا جميلا يشبه الحلم، حلم سندريلا٣ نقطة!
, ازداد انهمار دموعها و هى تنظر لعاصم و الذى ادرك سر دموعها جيدا لتتسع ابتسامته و هو يطالعها بحنان قبل ان يضمها لتتمسك به و يزداد بكائها٣ نقطة
,
, فاخته الحمقاء فرحه و لكن ربما تداخل الامر معها فعبرت عن فرحتها بدموعها، فهمس بجوار اذنها بنبره محتويه: فاكره لما قولتلك حبى نفسك زى ما هى وقتها هتلاقى اللى هيحبك بجد، اكرم استنى لما مها لقت نفسها، وقتها لقته هو اول واحد٢ نقطة
, ازداد تمسكها به و كل مواقفها مع اكرم تمر الان في ناصبها الصحيح٣ نقطة
, ادركت ان قلقه عليها، حبا،
, اهتمامه بها، تشجعيها، دث ثقتها بنفسها، افتخارا بها،
, ادركت ان نظراته الغريبه، وجعا،.
,
, و افعاله المتناقضه كانت من الم سببته هى،
, اربتاكه و غضبه كان خوفا عليها،
, حديثه عمن منحها قلبه كان عنها،
, هو يعشقها و منذ امد، منذ ان رأها كما قال،
, اذا وجودها لم يكن سوى تعبا و وجعا على وجع بالنسبه اليه، و لكنه لم يأبه سوى بفرحتها٢ نقطة!
, عبر محمود من قبل عن حبه بأقوال كثيره، و لكن اكرم لم يُعبر بل اثبت، و فعل٣ نقطة!
, و بئست المقارنه، فلا مقارنه تجوز بين اسدا، و ثعلب نام بعرين الاسد٣ نقطة
,
, فهى النهايه، مالك قلبها فاز، بل قلبها فاز بمالكه؟!
, ابعدها عاصم عنه مزيلا دموعها مبتسما لتنظر هى لجنه بفرحه طغت كل ملامحها فامسك عاصم يدها قائلا بجديه اخ يقلق اشد القلق على قلب اخته و اندفاعها: خدى وقتك و فكرى، انا هسافر بكره علشان الشغل و لما انزل الاجازه هاخد منك الرد٣ نقطة
,
, ثم اضاف و هو مدركا حساسيه هذا الامر عندها و لكن لابد ان تعلم: انا و بابا و معتز موافقين مبدأيا، بس نجلاء هانم مع عارفين نوصلها علشان ناخذ رأيها حتى، باباكِ مقلش رأى قال لما تقرروا عرفونى، القرار و الاختبار بايدك و احنا في اى قرار تاخديه معاكِ دائما٢ نقطة
, اومأت مها برأسها و دموعها تزداد و حزنها يمتزج بفرحتها لتحتضنه مره اخرى فليس لديها اغلى منه فهو اخيها، ابيها و امها٣ نقطة
,
, بينما جنه ترمقهما بنظرات حانيه و قلبها اخبرها بفرحه مها و التى عادلت فرحه اخيها عندما حدثها عنها، و كما قال المولى ان **** مع الصابرين ٣ نقطة
,
, أحيانا لا يكون هناك مكان اكثر ظلمه من افكارنا، حيث منتصف ليل العقل الذى بلا قمر.
, دين كونتز
, صباح الخير
, تمتم بها مازن و هو بالكاد يتحرك متقدما من والدته الجالسه بعرج ملحوظ اثر عظامه شبه المحطمه٢ نقطة
,
, همت والدته بالنهوض و لكنه اشار لها لتجلس و اقترب منها جالسا على حرف الاريكه العريضه الجالسه عليها ليفرد جسده ببطء و تأوها خافتا يصدرعنه حتى اعتدل واضعا رأسه بحضنها لتهمس اخيرا و هى تضم رأسه و تطبع قبله حانيه على جبينه: صباح النور يا حبيبى، عامل ايه دلوقتى؟
,
, اغلق عينه التى تصرخ به ان يغلقها لتنام قليلا فهو لم يستطع النوم طوال الليل لتجتمع عليه آلام جسده و التى كانت اشبه بسكاكين تنحر في جسده مع ألام روحه و هلاكها و التى فاقت اى ألم اخر ليهمس بسخريه: تمام و احسن كتير يا امى متقلقيش٢ نقطة
, ثم فتح عينه ناظرا لها هاتفا بتذمر: لازمته ايه الاسبوعين الاجازه اللى اخدتهم دول انا من يوم واحد زهقت من البيت٣ نقطة
,
, فوضعت يدها على رأسه المضمد بالشاش فتأوه بخفوت فجذبت يدها ضاحكه بقلق: شوفت ليه يا حبيبى؟، انت محتاج ترتاح علشان تسترد عافيتك٢ نقطة
, زفر ببطء و هو بالكاد يلعن شروده الذى دفع به لهذا الحادث الذى كاد يفقد به حياته و يُفقد الاخر حياته ايضا ثم تجاوز الامر و تسائل باحثا بعينيه في ارجاء المنزل: فين حياه؟ لسه نايمه؟
,
, ابتسمت والدته متذكره نشاطها الصباحى و هى تتناول فطورها على عجاله لتلحق بعملها الجديد: دى صحيت من بدرى و فطرت و نزلت شغلها٢ نقطة
, ابتسم بحنان ثم دار بعينيه مجددا بلهفه اكبر و لكنه ألجم لسانه و اغلق عينه و هو يجاهد ألا يسأل عنها و لكن ادركت والدته من نظرته المتلهفه فقالت بابتسامه متألمه لاجله: و حنين في المطبخ بتحضرلك الفطار علشان الدواء٢ نقطة
, ضغط عينيه بقوه و اهتمامها به يزيد الامر تعقيدا،.
,
, فلتزهده لينسى، فلتبتعد ليتجاوز الامر، فلتخرج من حياته و لكنه حتى لا يستطيع لفظها خارجها٢ نقطة
, ربتت والدته على خصلاته ثم تمتمت بخفوت: متتعبش قلبك و تحمله فوق طاقته يا مازن، الحى ابقى من الميت يا حبيبى.
, خرج صوتها متهدجا و قلبها يؤلمها، تغلق عينها مانعه اياه من رؤيه حزنها و التى رغم صبرها و رغم مرور الوقت لا يضئل٢ نقطة
,
, فتح عينه ليطالع ملامحه المقتضبه الواشيه بحزنها و وجع قلبها فحاول تغير الحوار ليخرجها من فيضان ذكرياتها متسائلا بنبره حاول جعلها مرحه قدر امكانه: فين بقى الحاج محمد، انا قلبى مش مطمن، كل يوم الصبح في النادى و مبيرجعش غير العصر، شكله بيحب جديد يا نونا؟
, و بحدسها ادركت رغبته المستتره في نزعها من افكارها فابتسمت و وضعت يدها على صدره لتجيبه بثقه تغيظه: ميقدرش٢ نقطة
,
, ضحك بصدق فهو يدرك ما عاناه والده مع والدته من سردهم لذكرياتهم دائما، فلقد تزجوا من اجل مصلحه العائلتين رغما عن كلاهما ليخوضوا بعدها نضال كبير حتى استطاع والده ترويض والدته ليُسقطها في بئر حبه لها ليعيشا بعدها على جميل الذكريات و التى لم تنتهى حتى اليوم، فلا استطاع والده يوما اشعارها بالنقص او ايذائها رغم المناوشات التلقيديه بينهما و لكن لم ينتقص ذلك من حبهم و لو بمقدار ذره، و لم تستطع والدته التخلى عن حنانها و الذى شمله حتى هذا اليوم ليجعله غارق به لا يستطيع الاستغناء عنه٣ نقطة
,
, شعرت والدته بحركته لينهض فاسندته، ليقول بابتسامه مشيرا بدراميه لغرفته خلف الدرج: هدخل مغاره على بابا.
, ابتسمت و لكنها حاولت الاعتراض عندما قاطعها بنظرته الراجيه فأدركت انه بحاجه للبقاء بمفرده الان، فمازن رغم كل شئ لم يعتاد ان يراه احد ضعيفا و هو فعل هذا معها قبل يوم و لكن الان لن يفعل، فصمتت!
,
, خرجت حنين من المطبخ و بيدها صينيه الطعام فنظرت لنهال وجدتها استعدت لتذهب لعملها فوضعت الطعام على الطاوله جانبا لتقول بود: انتِ ماشيه يا ماما؟
, اومأت نهال ثم نظرت اليها و امسكت يدها هامسه برجاء: مازن قاعد في مكتبه تحت مش هيرحم نفسه شغل، ارجوكِ اهتمى بيه و امنعيه باى طريقه، انا همشى علشان دوام المستشفى بس هسلمك زمام الامور، ينفع اعتمد عليكِ؟
,
, ابتسمت حنين معتقده ان الامر بسيط لن يكلفها سوى اترك ما بيدك فيقول نعم، و لكنها لم تدرك ان قولها صعب و استجابته اصعب بكثير٢ نقطة
,
, اتجهت اليه لتجد باب الغرفه مفتوحا قليلا على غير عادته باغلاقه فدفعته لتدلف لتُفاجئ به جالسا ارضا و ملامحه تجسد معنى الالم بوضوح لتعتقد انه وجع جسده فتقدمت منه لتصطدم بلوحتها بيده و التى اتقنت رسم وجه فارس فوقها و لكن يبدو انه لم ينتبه لدخولها فوضعت صينيه الطعام جانبا و اتجهت لتقف امامه فانتبه اليها تاركا اللوحه جانبا و هم بالنهوض ليتجمد و جسده يعلن كل اعتراضه الان فأغلق عينه بعنف حتى لا ينطلق تأوهه امامها٢ نقطة
,
, وجدها تمد يدها له بارتباك واضح جليا على وجهها فنظر ليدها قليلا ثم احتضنها بكفه و لا يدرى ما شعوره الان اهو فرحا لاجل هذا ام يتلوى الما لاجله ايضا٢ نقطة
, استند عليها لينهض و اتجه جالسا على المقعد فقالت متسائله بحزن لالمه: ليه قاعد هنا!
, تجولت عيناه على المكان حوله و هو شخصيا لا يدرى اجابه هذا السؤال.!
,
, اجل كان يجلس هنا لاوقات طويله و لكن لانه يعمل و منذ زمن لم يقرب الرسم رغم شغفه القديم به، و لكنه بالفعل بات يفضل الجلوس بهذه الغرفه ربما لانه المكان الوحيد التى تشارك معها فيه٢ علامة التعجب
, ربما لانه لم يسبقها و لن يليها احدا بالدخول لهنا٢ علامة التعجب ربما لانها اشعرته ان هذا المكان سيجمع اجمل ذكرياته و ابعدها٢ علامة التعجب
, و ربما لان هذا المكان مفعم بوجود حنين شخصا الان و شعورا فيما بعد!
,
, ابتسم ناظرا اليها هامسا بعاطفته و تساؤلاته المريره و التى اعطته الاجابه و هى انه يجلس هنا لاجلها : برتاح هنا٢ نقطة
,
, طافت عينها على المكان بابتسامه باهته لتستقر على لوحه فارس فتتبدل ابتسامتها لشرود جعله يضغط باطن وجنته بقوه عله يتجاوز هذا الالم، صمت اطبق عليهم للحظات قبل ان تحمل اللوحه و تضعها على المكتب ناظره اليها باشتياق حارق ثم اتجهت اليه و حملت صينيه الطعام له لتقول بجديه: ممكن تفطر بقى علشان العلاج٢ نقطة
,
, اومأ موافقا فهمت بالخروج و لكنها ما لبثت ان عادت بخزى لتقف امامه بتوتر، فرفع عينه اليها ملاحظا ارتباكها فعقد حاجبيه متسائلا: خير في حاجه؟
, ازدردت ريقها ببطء لتهمس بخفوت شديد: كنت، محتاجه، يعنى، فلوس!
, و رغما عنه وجدت البسمه طريقا لشفتيه فتلك المرأه مشكله، ببراءتها المهلكه، فأجاب و هو يشير على درج مكتبه على مرمى يده: الدرج ده في الفلوس خدى اللى تحتاجيه في الوقت اللى تحبيه.
,
, نظرت لما يشير بيده و عندما عادت ببصرها اليه و جدته يبتسم بحنان يحاوطها، فصاحت مسرعه: انا محتاجه مبلغ بسيط٢ نقطة
, ازدادت ابتسامته و عاود محاوطتها بدفء كلماته مشيرا للمقعد امامه هاتفا بحنانه المعتاد: اقعدى٢ نقطة
,
, نظرت اليه لتجد نظره غريبه بعينيه نظره منحتها شعورا كاحتواء الاب لابنته فانصاعت له جالسه امامه فبدأ بتناول طعامه قائلا باقرار: طول ما انتِ مراتى يحق ليكِ تشاركينى في كل حاجه مش بس فلوسى، فا من حقك تاخدى و تصرفى وقت ما تحتاجى او كان المبلغ و اى كان السبب٢ نقطة!
,
, اشعلت كلماته بريق الغضب بروحها و ربما اشعرتها بمشاعرها الخفيه حتى عنها لتشعر بذنب دفعها للغضب لتنهض واقفه لتصيح بضيق: انا مش هشاركك في حاجه يا بشمهندس، انا عاوزه الفلوس لانى كل فتره بجيب مصاحف و احطتها في جوامع مختلفه صدقه عن فارس و الفلوس اللى كانت معايا خلصت، فأنا مليش حق في حاجه انا فتره و همشى، ااح٢ نقطة
,
, قاطعتها نظره عيناه الغاضبه و تجهم ملامح وجهه و التى شعرت بها تقول لها كفى فاض بى و هو يقف متجاهلا آلامه صارخا و قد فاض به حقا و ضغطت هى و بقوه على جرح لا تدركه: و ليه الفتره دى!، ليه مش دلوقت؟ و حضرتك شايفه الفتره دى قد ايه؟ وقت ما تحبى بس عرفينى اصل الاقى نفسى في يوم الصبح طلقتك و انا معرفش!
, انكمشت على المقعد و لاول مره ترى غضبه، اخبرتها حياه من قبل غضبه اسود ، و لكن لما كل هذا؟ و ماذا يقول؟!
,
, و البلهاء لا تُدرك انها اسرفت في الضغط على نقاط ضعفه بحبها اللامسموح.
,
, ضرب المقعد بيده ليسقط للخلف فانتفضت ناظره اليه بخوف لاول مره يجتاح عينها فهى طوال عمرها مسالمه حتى لم تتجاوز اى الامور ليثور عليها عاصم فأبدا لم تخشاه و لا حتى فارس و لكنها لاول مره تجرب شعور الخوف من احدهم او ربما الخوف عليه و خاصه بعدما وضع يده على كتفه و وجهه يزداد احتقانا و هو يصرخ بنبره لامست قلبها: اتجوزها و الا هنقتلها، حاضر، , خدها البيت دى بقت مراتك، حاضر، , رفضك للواقع و معاملتك اللى زى الزفت معايا دائما، حاضر مش مهم، , فرحها يا مازن، حاضر، , اعمل و متعملش و بلاش و مينفعش، حاضر، , لازم رسميات دا مهما كان مراه اخوك، حاضر، , ارجعى بيت اهلك لا مش عاوزه اصل مازن اسمه هيحمينى من انى اتجوز واحد تانى و ابعد عن ذكريات فارس، حاضر، , و دلوقتى اصبر شويه و انا هسيبك و امشى، و المفروض اقول حاضر؟!
,
, ثم صرخ بأقصى ما يملك من قوه بكل ما يحمل بصدره من وجع لم تكن ابدا بمدركه له: كفااااااااايه بقى، ,
, انتفضت حنين لتضم يدها لصدرها و عينها ترتجف ليغزوها الدموع، فهذه المره الاولى التى يصرخ بها احدهم هكذا و لكنها المره الاولى ايضا التى تفهم بها انها ليست الوحيده المجبره على هذا الوضع بل هى اقحمته رغما عنه في وضع اصعب منها٢ نقطة
,
, تحاملت و القت بثقلها عليه دون ان تأبه به، لم تفكر انه مثلما ظُلمت هو ظُلم، بل و ربما اكثر و ربما تكون السبب بتدمير حياته٢ نقطة
, تساقطت دموعها عجزا و قهرا على وضعيهما معا فوجدته يزفر بقوه فنظرت اليه لتجد علامات الندم جليه على وجهه و اكتفت بهذا لتنهمر دموعها التى اخفتها طويلا خلف اشراقه ضحكه،
, رسم الالم نفسه بقوه على وجهها التى جاهدت طوال الايام الماضيه لدفنه بنفسها،.
,
, لا يدرى احد انها تسهر كل ليله لتُحدث فارس، لا يدرى احد انها لا تنساه و لن تفعل، لا يدرى احد ان خلف هدوءها بركان حزن سيفيض و يبدو انه فعل٣ نقطة
, نهضت واقفه لتخرج مسرعه و لكن قدمها لم تحملها بمجرد وقوفها، فكادت تجلس مجددا و لكنها وجدت حضنه يحتويها، يديه تدعم ظهرها بقوه اسندتها جسدا و روحا٢ نقطة
,
, انتفضت بين ذراعيه بينما يديها متجمده بجوارها ضعفا فشدد من ضمه لها كأنها يغرزها داخله فسرعان ما حاوطته بقوه و انتفاضه جسدها تزداد لشهقات عاليه و هى تتمتم و ضميرها يحرقها ندما: ان اسفه٢ نقطة
, ظلت ترددها حتى بهت صوتها و لكن شهقاتها لم تخفت٢ نقطة
, كاد هو يضرب نفسه على ما فعل، لم يكن يرغب بهذا و لكنها تقول ببساطه سأرحل، أهى بهذه السهوله يا امرأه؟
,
, كيف يستغنى عن وجودها بجواره، مرت اشهر و جمعهما بيت واحد فكيف يمر يوما و هى ليست معه٢ نقطة
, رائحتها المسكيه المميزه و التى يطمئن كلما استنشقها صباحا بجوار غرفتها قبل ذهابه للعمل و تسكن نفسه متناسيا تعبه عندما يستنشقها مساءا بعد عودته للمنزل٢ نقطة
, كيف ينسى طعامها المعد بأناملها الضئيله و التى تليق بملاك مثلها، كيف يتخلى عن راحه قلبه بمجرد رؤيتها؟!
,
, جرحها كبير و جرحه اكبر، فهى تتألم بفراق اخيه، و لكنه يتألم فراقه و يتعذب بذنب حبه لها، شاعرا بنفسه خائن!
, كيف يفكر بامتلاك قلبها الذى حمل يوما عشق لاخر و الاخر اخيه!
, أيتمسك بها شاءت ام ابت ليفوز لمره واحده بحياته بما يريد و يترك احساسه بالذنب جانبا و يظل طوال عمره بنظر نفسه خائنا و لاصدق من احب قلبه، - اخيه -، ام يتركها ليتمسك باخلاصه امام اخيه حتى لا يخجل من النظر لصورته فيما بعد!
,
, أيترك النار لتحرقه حيا ببطء، ام يتعجل و يحرق نفسه بها!
, اعطته الاجابه و هى تبتعد عنه بضيق خفى و همست بأسف و حرج: انا بعتذر على الوضع اللى انت فيه بسببى، و اوعدك وقت ما احس انى هقدر ابعد بابا عن فكره جوازى مره تانيه هبعد تماما عن حياتك علشان ترجع لطبيعتها، و صدقنى لسه في الحياه كتير و اكيد هتنسى الفتره دى كأنها لن تكن.
, اغلق عينه و ابتسم بسخريه مريره ليردف و روحه تبكيه ليرحمها: هنسى فعلا، اكيد هنسى.
,
, و تركها و خرج من الغرفه لتجلس هى على المقعد بصدمه من احساسها المتألم، تشعر بأنها اقتنصت قطعه من روحها لتنطق بهذ الكلمات، تشعر بأنها تكذب و هذا ألمها٢ نقطة
, نهضت و همت بالخروج و قبل ان تفعل وقع نظرها على اللوحه التى بدأها هو بعشوائيه لتنهيها هى فحملتها تطالعها بابتسامه مكسوره و قبل ان تتركها لاحظت كتابه بخط مميز اسفلها لتُفاجأها كلماته،.
,
, لعل الحلم في يوما ما يتحقق، فحلم السندريلا لا تحلم به الفتيات فقط، فهناك رجال تنتكس قلوبهم و لا علاج لقلب الامير سوى سندريلا، سندريلا بعشوائيتها تُكمل الانتقاص
, ظلت تقرأ كلماته عده مرات و هى لا تفهم لم خصّ تلك الرسمه بحديثه هذا، و ماذا يعني به؟
,
, و لكنها افاقت من افكارها عندما استمعت لصوت شيئا يتكسر بالخارج فركضت مسرعه لتجده يستند بكفه على مقعد الطاوله و يبدو انه لا يستطيع التوازن و بجواره ابريق الماء الزجاجى مهشم فتقدمت منه بذعر هاتفه: انت كويس اي٣ نقطة!
, استدار لها موقفا اياها بحركه يده و اجابها بلامبالاه: كويس، خليكِ بعيد علشان متتجرحيش٢ نقطة
,
, فتحركت بحذر لتدلف للمطبخ و احضرت فرشاه صغيره لتلملم الزجاج بحذر اكبر قائله بهدوء: متقلقش انا هعرف اتصرف٢ نقطة
, نظر اليها بسخريه و هو يهمس بنفسه لنفسه: ياريت تقدرى تلململى بقايا قلبى يا حنين ياريت٢ نقطة
, رفعت عينها اليه بعدما نهضت لتجده يضغط عينه بقوه كأنه يقاوم شيئا ما فوضعت ما بيدها جانبا و اقتربت منه لتقول بتسائل حذر و هى تنظر لوجهه بدقه: تحب اساعدك!
,
, فتح عينه ليُفاجئ بوجهها القريب منه، فنظر لعينها التى لمعت فضيتها بقلق عليه، حاول جاهدا اغلاق عينيه او ابعادها عنها و لكنها تمسكت به ليعجز حتى عن الهرب٣ نقطة
,
, ظل ينظر اليها قليلا و مشاعره كلها تبدو واضحه كشمس الظهيره بعينيه و التى جعلتها تعقد حاجبيها ارتباكا و تعجبا و سرعان ما اخفضت هى عينيها و قلبها ينبض بشكل سئ، سئ جدا على عقلها، و قلبها، و لكن احساسها بألمه ألمها فرفعت عينها اليه مجددا لتمد كفها اليه هامسه بتوتر: قولى حابب تعمل ايه، او تروح فين و انا هساعدك؟
,
, للمره الثانيه و دون تفكير احتضن كفها ليستند عليها بذراعه الاخر حتى شعرت بأنفاسها تكاد تختفى و شعور غريب يغزو قلبها عنوه٣ نقطة
, حتى خرجا للحديقه فأجلسته بهدوء و همت بالدخول عندما تشبث بيدها متسائلا: رايحه فين؟!
,
, جذبت يدها و هى تنظر اليه لتجيبه ليروعها نظره الرجاء المتجسده بعينيه، اليوم يبدو مختلفا، صمته يخبرها الكثير و لكنها تعجز عن فهمه، شفتاه تحكى اكثر و لكنها لا تستطيع سماعه، عيناه تخاطبها بحديث خاص و لكنها بعيده تماما عن رؤيته، لا تدرى اليوم هو بعيدا كل البعد عن مازن المرح التى تعرفه، بعيدا عن اخ زوجها التى احترمته طويلا و مازالت تفعل بل اكثر٢ نقطة
,
, تشعر ان حديثه - المندفع - معها خرج بعد معاناه من صمت طويل، صمت فاق صمتها و جرحه يتجاوز جرحها، ندمت لانها لم تفكر به و بما يعانيه من قبل، فكرت كيف ستعيش بعد خسارتها الفادحه لفارس و لكن لم تفكر به او بزوجته٢ نقطة!
, لاحظت نظراته التى تجابه نظراتها المتسائله و ربما المشفقه فتمتمت بتلعثم و هى تخفض رأسها: هجيب علاجك٢ نقطة
, و تركته و دلفت ليرفع هو عينه للسماء متضرعا بقلبه و عقله معا٣ نقطة
,
, لن يمنحه الحل و السكينه سوا ربه، ليتمتم بخفوت اللهم لا تعلق قلبى بما ليس لى
, و ظل يرددها حتى شعر بها ففتح عينه ليجدها تجلس على ركبتيها امامه تجاهل النظر اليها عندما رأى كفها ممدودا امامه بعلاجه هامسه بخفوت: اتفضل٣ نقطة
, اخذه منها ثم ظلت صامته قليلا منتظره منه ان يقول شيئا و لكنه بقى على صمته ف همت بالنهوض عندما وصلها صوته: ليه رافضه تنزلى تشتغلى.؟
,
, نظرت اليه لتُدرك ان الحوار الذى دار بينها و بين نهال وصله، فعقدت حاجبيها بضيق و لكنه وضح الصوره قائلا: سمعت حوارك مع ماما.
, نظرت امامها قليلا حتى فاجأها بسؤاله المباشر و الذى زاد من ارتباكها: انتِ شايفه انك مجرد ضيفه هنا، ف ليه ربطتِ شغلك بسلامتى؟
,
, ازداد ارتباكها و اخذت تفرك يدها بتوتر واضح بينما يتابعها هو بنظراته حتى منحته الرد اخيرا بخفوت كأنها تخبر نفسها بالاجابه قبله: لان ماما نهال بتنزل الشغل و حياه كمان و مفيش حد هنا ياخد باله منك او من باباا محمد، مكنش ينفع افكر في نفسى على حساب غيرى و بالاخص انتم.
, اغلق عينه و براءتها تلك تقتله، هى لا تدرك ماذا تفعل به؟!
, سامحكِ **** يا حنين القلب، سامحكِ الله٢ نقطة
,
, صمت قليلا ثم اردف بجديه لا تقبل النقاش: لما أجازتى تنتهى و انزل الشغل هتقدمى في الشركه زى ما اتفقت معاكِ، اتفاقنا اللى كان من زمان ده.
, ابتسمت ممتنه و هى تنظر لجانب وجهه لتغمغم بشكر: كل حاجه بعد وقت بتبقى فرحتها اكبر، متشكره ليك قوى بجد، انت عملت علشانى حاجات كتير و صدقنى يا بشمهندس ان٣ نقطة
,
, قاطعها و هو يغلق عينه ليفاجأها بمحاولاته حتى نام ارضا على العشب و هو يقول محاولا و لو قليلا ليمحو ما بينهما من حواجز شتى: مازن بس، قولى مازن بس٢ نقطة
, ثم فتح عينه لينظر اليها عن بعد لتيحدث بمزاح و صدقا كان اداءه متقنا: خلينا ناخد هدنه من الرسميات و الكلاكيع دى، انتِ زى، اختى، , خرج صوته مهزوزا رغما عنه و لكنه تماسك قليلا مردفا بمزاحه المعتاد: انا مازن و بلاش تكبرينى بالرسميات دى انا حلو و شباب اهه٢ نقطة
,
, ابتسمت و هى تشعر بارتياح من اعطاؤه صفه لما يجمعهم و هى الاخوه فهمست بخفوت: تمام يا مازن٢ نقطة
, ابتسم بسخريه مغلقا عينه و صوتها باسمه يتغلغل داخل روحه بشعور غريب و الذى اصبح معتاد معها، هى بكل شيئا مميزه حتى بصمتها تفعل٣ نقطة
, و هو لم يعد الاختيار بيده لا بأمر حياه التى اتخذت قرارها بنفسها، و لا بأمر حنين للاسف٢ نقطة
,
, استند على مقعد سيارته ينظر لمنزلها فهو منذ يومين يفعل هذا، يقف امام المنزل يراقبه عن بعد غير قادرا على الدخول٣ نقطة
, اعاد اجراء التحاليل ليعرف انه ليس بعقيم، التحليل السابق كان مجرد غلطه، غلطه ممرضه خالطت تقريره بتقرير اخر، لتمنح بذلك املا كاذبا لاحدهم و اما هو فسحقت كل آماله٢ نقطة
, كل ما بنى بداخله الظنون بسوء فهم اُثبت خطأه بتوضيح٣ نقطة
,
, هو منعها من العمل بالمنازل السكنيه، و لهذا كذبت، ضغط عليها و بتمردها عاندته رغم خطأها فأخفت عنه، لم يراقبها بل اتى الامر صدفه و لكنها تعتقد حتما انه كان يشك بها لذلك فعل، لم يسألها عن شئ طوال الفتره الماضيه رغم احتراقه ضيقا و غضبا من كذبها و بالنهايه يلومها، و بالاخير عندما وصل الامر لنقطه عجزه اتهمها بشرفها!
, هى اخطأت و لكنه اخطأ ايضا، اخطأ خطأً جعله عاجزا عن مواجهتها حتى٢ نقطة!
,
, مر يومين دون ان يحادثها او يراها، يراقب المنزل قبل الذهاب لعمله حتى يراها و هى تتجه للعمل ثم يعود بعد انتهاء عمله و يقف امام المنزل حتى يعود لمنزله مساءا لينام وهكذا هى ايامه بدونها٢ نقطة
, افتقدها بشده، بعدها عنه يحرق قلبه حرقا و فكره خسارتها تصيبه بالذعر٢ نقطة
, هو بها يكتمل كما قال يوما و لكنه لم يدرك انه بدونها لن يستطيع العيش٢ نقطة
, متمردته الجميله و التى لونت حياته الباهته بألوان زاهيه جملت معنى حياته،.
,
, افتقد مشاغبتها و تمردها الدائم، تزمرها و غضبها و محاوله ترضيتها، افتقد مشاجراتهم و مشاكستهم، ضحكهم، حضنه لها و رائحتها القويه مثلها، افتقدها و كفى٣ نقطة!
, لاحظ خروج سياره عاصم و بجواره جنه من المنزل فأخفى نفسه قليلا حتى لا يراه عاصم و لكن منذ متى تغفل عين عاصم الحصرى عن شيئا حوله، تحرك بالسياره مبتعدا عنه ثم نظر لجنه بطرف عينه قائلا: سلمى مالها يا جنه؟!
,
, حمحمت جنه مرتبكه و حادت بعينها عنه لتنظر من الزجاج بجوارها مدعيه عدم سماعه حتى شعرت بيده تضغط يدها بقوه ألمتها و هو يهتف بغضب و نبرته تحمل من الحده ما جعلها ترتبك: امجد بقاله يومين بيقف قدام البوابه، لو الموضوع طبيعى و زياره زى ما سلمى بتقول، ايه يمنعه يدخل؟، و ليه سلمى اللى كلنا عارفين انها بتعشق الخروج حابسه نفسها في اوضتها، من الشركه للبيت و من البيت للشركه، فيه ايه يا جنه؟!
,
, ابتعلت ريقها ثم نظرت اليه و لم تستطع الكذب و كذلك لا تستطيع ان تقول له فهذا الامر حق لسلمى لن تستطيع انتزاعه فأجابته بما يريحه و يجننه بالوقت ذاته: انا مش هقدر اقول حاجه سلمى هتحكيلك، بس سيبها براحتها٢ نقطة
, عقد حاجبيه و عينه تجبرها لتقول و لكنها نظرت اليه بعجز و رجاء الا يضغط عليها فزقر بتوعد فهو صبر عليها بما فيه الكفايه: اما نشوف اخرتها٢ نقطة
,
, حاولت اخراج الامر من تفكيره فتمتمت و هى تميل بجسدها لتمسك يده ناظره اليه هاتفه بحماس: هنروح فين بدرى كده!
, فضغط يدها و هو يغمزها بعبث مطاوعا اياها في ترك الامر الان و اجابها بغموض: احنا خارجين بدرى علشان اليوم كله بتاعك، و النهارده هننسى جنه القديمه و هنودعها تماما علشان جنه الجديده تبدأ حياتها بكل حاجه بتحبها، مفيش خوف، مفيش هروب و مفيش ضعف.
,
, ابتسمت منتظره تحقيق ما يخطط له فاذا قال عاصم الحصرى انها ستودع جنه السابقه اليوم فالبتأكيد ستفعل!
,
, اما امام المنزل، ادرك امجد انها فرصه مناسبه ليتحدث مع سلمى الان، فبقى حوالى ساعه على خروجها للعمل، عز اتجه للنادى مع محمد حسب العاده حيث يراهما على هذا الوضع منذ يومين، و ليلى اتجهت للعمل مع نهال ايضا، شذى ذهبت للمدرسه فالان لن يكون بالمنزل سوى سلمى و مها، و بهذا اتخذ قراره ليدلف للداخل و بعد قليل كان يجلس بغرفه الاستقبال بعدما ادخلته ام على في انتظار سلمى٣ نقطة
,
, و بعد دقائق وجدها تدلف عليه و لكنها لم تنظر اليه بل اتجهت مباشره لمقعد لتجلس عليه واضعه قدم فوق الاخرى ثم نظرت اليه دون ان تحيد بعينها عنه٣ نقطة
, كانت عينها كأسهم حارقه تصيب قلبه، ملامحها بارده بشكل سئ لم يعتاده بطبعها، سكونها امر مفاجئ بالنسبه اليه فهو بعيدا كل البعد عن تمردها٢ نقطة
,
, اشتاق لصوتها، ضحكتها حتى لحزنها فقط لتتحدث، و لكنها لم تفعل، اخذ نفسا عميقا يتحدث بهدوئه المعتاد و هو ينظر اليها: ازيك يا سلمى؟!
, ظلت كما هى، لم تجيبه حتى فبدأ يفقد سكونه: ردى عليا يا سلمى، سكوتك ده هيوصلنا لحاجه.
, و ايضا لم تنطق فقط تنظر اليه و هى مستكينه تماما على مقعدها و على وجهها ابتسامه ساخره لم تفارق ملامحها٣ نقطة
,
, اقترب منها بمقعده ليُمسك يدها و لكنها لم تتحرك و لم تبدى اى رد فعل فنظر اليها و عينه تفيض بفيضان ما يحمله من مشاعر و التى انسابت في كلماته المتلهفه كأنه يبرر موقفه علها تمنحه فرصه ليسمعها و تسمعه: انا مكنتش في وعيى يا سلمى، انا عمرى ما راقبتك و لا حتى شكيت فيكِ، انتِ شرفى و ثقتى في نفسى يا سلمى، بس غصب عنى٢ نقطة
, ازدادت ابتسامتها الساخره و قلبها ينتفض بين ضلوعها يبكى لوعه،.
,
, لوعه على واجهتها الثلجيه و التى تخفى خلفها قلباً يذوب اشتياقا له،
, سماء عينه التى دائما تحتويها بحنانه و احتوائه، ملامحه التى تجاهد الان الا تنساب عليها بقبلاتها لتعبر عن اشتياقها له،
, لمسه كفه لكفها و التى اشعرتها بأنها ما زالت على قيد الحياه بعدما شعرت في غيابه انها تموت بالبطئ،
, و على النقيض من كل هذا، عقلها ينظر اليه باشمئزاز و نفور،
, كبريائهاا يقف حاجزا بينها و بين رجلا اول من جرح جرحها هى،.
,
, كرامتها تدعوها لتصفعه صفعه تخبره بها انها ابدا لن تسامحه على ما فعل،
, تمردها الذى سيطر عليها الان و لكنها تكبله بصمتها فلا يحق له حتى سماع صوتها٢ نقطة
, و بين هذا و ذاك يقف ضميرها حائرا،
, جزءا منه يلومه و جزءا اخر يمنحه العذر،
, هى اخطأت تعترف بهذا، و لولا تفهم امجد و ابتعاده عنها وقت غضبها ربما كانت الان ترقد في المشفى كأى زوجه يشكك زوجها بأخلاقها٢ نقطة
,
, ربما لو كان امجد كعاصم لكانت الان مقتوله على يده، ليس لشكه بخيانتها فقط و لكن لعصيانها امره، لعملها من خلف ظهره، لكذبها عليه رغم رؤيته لها و بالنهايه لحملها رغم عقمه، و ربما هذا ما يمنعها من التحدث مع عاصم حتى الان، فهذا امر لا يتهاون عاصم به ابدا، تتوقع صراخه، غضبه و ربما يصل الامر ان يرفع يده عليها، فهى بما فعلت دمرت منزلها الذى ما عادت بقادره على نسيان ما صار لتعود اليه و كان شيئا لم يكن٣ نقطة
,
, قاطع سيل افكارها و هو يضغط يدها اكثر ليُردف بتوضيح اكثر: من يوم ما اتخانقنا لما رفضتِ السفر و انا حاسس انك دائما مرتبكه و قلقانه، سألتك كذا مره و انتِ انكرتِ ان في حاجه، و دا ادى ان علاقتنا اتهزت!
,
, جاهد ليتماسك ليكمل توضيح ما فعله حتى يضع امامها كل اوراقه: يوم ما شوفتك، كنت حابب اكسر الحاجز الغريب اللى بينا، جبت ورد و جيتلك الشركه بس قبل ما اركن العربيه لقيتك خارجه و ركبتِ عربيتك و مشيتِ، اعتقدت انك راجعه البيت و لما كلمتك انتِ قولتِ كده فعلا، و لسه هقولك انى وراكِ لقيتك دخلتِ شارع جانبى غير طريق البيت و قفلتِ معايا بسرعه، فضولى خلانى امشى وراكِ في اعتقاد منى انك هتشترى حاجه او حاجه من هذا القبيل يعنى٢ نقطة
,
, صمت قليلا بينما هى لم تحيد عينها عنه و ابتسامتها الجانبيه تختفى تدريجيا و هى تستمع لتفاصيل ما حدث و لكن هذا لم يشفع له بعد، اردف هو و هو يغلق عينه عن عينها المسلطه عليه: لكن اتفاجات بيكِ داخله عماره انا معرفش حد فيها و انا عارف ان باقى عليتكم في الصعيد، قولت يمكن واحده صاحبتك هناك و علشان كده كلمتك يا سلمى٢ نقطة
,
, شملت نبرته بعضا من عتابه كأنه يخبرها انها اخطات بحقه كثيرا ايضا: كلمتك و انت كدبتِ عليا و قولتيلى انا في الطريق و خلاص على وصول، قولتلك انتِ فين بالظبط، قولتيلى اسم شارع قريب من البيت بعيد عن المكان اللى كنتِ فيه، كدبتِ عليا و انا جن جنونى، نزلت علشان الحقك قبل ما تدخلى لكن كنتِ دخلتِ و لما سألت البواب عليكِ قالى انك طالعه شقه واحد اعزب٣ نقطة
,
, و دون ان يدرى ضغط يدها بقوه ألمتها و اخبرتها بالوقت ذاته انه فعل ما فعل لا عن قصد بل رغما عنه، ما فعلته دفعه لهذا رغما عنه، تصاعدت رغبه قلبها بحضنه الان و رفض عقلها اعطاؤه عذرا، و صرخ ضميرها لتسمعه و نام الاخر متمسكا بوجعه٢ نقطة
,
, اردف هو بعدها بحزن غلف صوته: كنت عارف انك مش هتجاوبينى، كنت شايف ان المواجهه بينا في الوقت ده هتوصلنا لمشكله اكبر، فسكت، سكت و قولت اكيد عندها عذر، اكيد هتيجى تحكى، هتقول على كل حاجه زى ما اتعودنا دائما، بس انتِ كمان سكتِ، سكتِ و سيبتِ قلبى و عقلى في حيرتهم، كنت تايه مش عارف اتصرف ازاى خايف اوجعك و في نفس الوقت انا موجوع و محتاج اسمعك، عدت الايام و رجعت الامور لطبيعتها، و نسيت او بصراحه تناسيت الموضوع، لحد يوم ما اغمى عليكِ و عرفت انك حامل، كل حاجه هاجمت عقلى تانى، ارتباكك، كدبك، سكوتك، هروبك، و في الاخر حملك و انا عقيم٢ نقطة
,
, تنهد بقوه كبيره و هو يرفع عينه لها ليجدها ما زالت على جمودها الذى بدأ يصيبه بالجنون هو يحتاج بشده لسماع صوتها، كلامها، صراخها و لكن صمتها يزيد هلاك روحه٢ نقطة
, فصاح هو بغضب من صمتها و غضبا من نفسه: انا مكنتش اعرف انى مش عقيم يا سلمى، كنتِ عاوزانى اعمل ايه، افكر ازاى و انا في الوضع ده و الاحداث دى؟ ردى عليا، كنتِ عاوزانى اعمل ايه؟
,
, صرخ بها بصوت عالى جعلها ترمش و للمره الاولى منذ ان جلست ابعدت عينها عنه و سرعان ما نهضت جاذبه يدها منه لتتحرك باتجاه باب الغرفه لتفتحه قائله اخيرا بهدوء قاتل: اذا كنت خلصت كلامك تقدر تتفضل انا عندى شغل.
,
, صدمته كلماتها البسيطه تلك لتجعله يطالعها بصمت قليلا هو الاخر لينهض بغضب مقتربا منها جاذا اياها لصدره بقوه ليهمس امام وجهها بعنف لم تعتاده و لم تتوقعه منه: غلط قصاد غلط يا سلمى، بس انا عمرى ما هفرط فيكِ و لا في ابنى، سواء بمزاجك او غصب عنك.
,
, ثم ابتسم بخفه و هو يرمقها بتحدى، ليرى عينها تشتعل بغضبها و تمردها المعتاد مجددا فأدرك انه وصل لمفتاح التعامل معها و كأنها منحته من تمردها ما جعله يفوق قدرتها هى على التمرد: اذا كنتِ انتِ عناديه فأنا - الهادئ المسالم ده - اعند منك فوق ما تتخيلى، و اللى اتعود يخسر يوم ما بيحب يكسب بيعافر علشان يكسب و انا اهه بقولهالك٢ نقطة
,
, ثم اقترب بوجهه منها ضاغطا حروفه بقوه: انا مش هسيبك يا سلمى، حتى لو دفعت عمرى كله في المقابل٣ نقطة
,
, ظل كلاهما ينظر للاخر لحظات و كلا منهما الان يشعر بغلطه و بغلط الاخر بحقه فأصبحت كفتى الميزان متعادله، و فجأه اقترب مقتنصا شفتيها في قبله جامحه كادت تخل توازنها و هى تدفعه عنها ليبتعد هو هامسا بحراره و كأنه شعر ان ضعفه ببعدها منحه قوه غريبه على طبعه بقربها: من عاشر قوم ستين يوم بقى منهم، و احنا عشرتنا كبيره يا سلمى، و مش هبعد، مهما حاولتِ، , ثم تركها مبتعدا عنها و خرج من الغرفه لخارج المنزل تماما ليزفر بقوه هاتفا بتمنى: هتسامحينى، قلبك اكيد هيسامحنى.
,
, اما بالداخل كادت هى تشتعل غضبا و هى تنظر للباب الذى خرج منه لتصرخ بغضب و هى تضرب بقدمها الارض تشعر انها عاجزه عن الرد عليه لتصيح بقوه كأنها تقول له: مش هسامحك و مش هرجع يا امجد، ابداااااااااااااااااا٢ نقطة
,
, برغم النزيف بأعماقنا
, و إصرارنا
, على وضع حد لمأساتنا بأى ثمن
, برغم جميع إدعاءاتنا
, بأنى لن
, و انكِ لن
, فإنى أشك بإمكاننا
, فنحن رغم خلافاتنا
, ضعيفان في وجه أقدارنا
, شبيهان في كل أطوارنا
, دفاترنا، لون أوراقنا
, و شكل يدينا، و أفكارنا
, دليل عميق على اننا
, رفيقا مصير، رفيقا طريق
, برغم كل حماقاتنا٢ نقطة
, نزار قبانى.
,
, كان معتز في طريقه للخروج من المنزل عندما شعر بالم حاد في معدته فهو منذ البارحه لم يتناول دوائه و عندما عُرض عليه قهوه في عرض الزواج بالامس لم يرفضها، كما انه لم يغادر من جوار مها الا بوقت متأخر لقلقه عليها٣ نقطة
,
, جلس على المقعد المقابل لباب المنزل، و استند على حرفه و لكنه لم يستطع تحمل الالم فنهض ليأخذ مسكن من الداخل مدركا انه ما عاد يجدى معه نفعا و بمجرد ان نهض ازداد ألمه فسقط ارضا مستندا على المقعد٢ نقطة
, كانت هبه على وشك دخول المطبخ لتُحضر افطارها لتتناول ادويتها التى اوصتها بها الطبيبه و هى تحتضن بطنها بكفيها معا، و على وجهها ابتسامه و هى تدندن بكلمات طفوليه كأنها تحدث طفلها٣ نقطة
,
, رفعت رأسها عندما استمعت لتأوه خافت خلفها فاستدرات لتُفاجا به على الارض ممسكا ببطنه و جبينه يتصبب عرقا فاتسعت عينها بهلع و تحركت مسرعه اليه لتحاول الجلوس على ركبتيها امامه بحذر و امسكت وجهه بين كفيها لتهتف بفزع: معتز، معتز انت كويس، رد عليا؟
,
, ازدرد ريقه بصعوبه و لكنه لم يستطيع التحدث فأومأ برأسه محاولا تهدأه هلعها فرفعت هى طرف قميصها لتُزيل عرقه ثم احتضنته لصدرها بقوه و تمتمت و هى تحاول النهوض: قوم معايا٢ نقطة
,
, استند عليها و على المقعد خلفه و كلاهما يجاهد ليقف، فلم يعد واضح من منهما يستند على الاخر، حتى اعتدل كلاهما فوضعت يده حول عنقها لتتحرك به باتجاه غرفتهم لتساعده بالاستلقاء على الفراش ثم جلست بجواره تاخذ انفاسها هى الاخرى، بدأت تفك ربطه عنقه لتنزعها ثم فتحت ازرار قميصه لتمنحه فرصه اكبر للتنفس او ربما لا تدرى ماذا تفعل و لكنها تفعل اى شئ حتى تساعده، ثم نظرت اليه و هى تُخرج علاجه من الدرج بجوارها لتبدأ بعد الاقراص بغضب لتصرخ به: مش بتاخد العلاج ليه يا معتز؟! انا تعبت منك.
,
, نظر اليها بعتاب ليعاتبها بوهن و هو بالكاد يجاهد ليخرج صوته: و انتِ مبقتيش تهتمى بيا!
, عقدت حاجبيها و غضبها يتصاعد لتهتف بضيق واضح متناسيه كل ما بينهما من مناوشات دائمه و زمت شفتيها بتزمر بدا له رائعا: انا اتنين يا معتز، و مش عارفه اهتم بنفسى اساسا و المفروض انت اللى تهتم بنفسك و بينا كمان٢ نقطة
,
, حاول الاعتدال و لكنه وضع يده على بطنه متألما ليجيبها بضحكه و شبه اتفاق: طيب اهتمى بيا النهارده و نبقى نشوف الموضوع ده بكره٢ نقطة
, اقتربت منه لتعطيه دواءه ثم اتجهت للمطبخ لتُعد ما اخبرها به الطبيب سابقا لتجد ورقه مطويه بجوار الموقد فتذكرت رسالته الصباحيه الذى لا يتخلى عنها حتى الان حتى اصبحت كل خزانتها ممتلئه برسائله، فتحتها لتقرأ ما بها٣ نقطة
,
, مشكلتى انى لم اعشقكِ كعشق قلب لقلب، لم احبكِ كحب زوج لزوجه، بل انا غارق معكِ بلا وسيله للنجاه، فقلبى تعلق بكِ تعلق الابن بأمه و قد كنتِ انتِ نعم الأم، كنت يتيماا قبل لقياكِ، فالكل تفنن بجرحى، و طفلا مثلى لا قدره له على تحمل الجرح، كان مؤلم اشد الالم، تدمر قلبى و ضاقت روحى و لجئت لطريق لا يليق بى و لكنى لم اكن ادرى، ف كنتِ انتِ لقلبى طريق رشدا بعد اعوام من الضياع و كنت لعقلى طرق حريه بعدما سجنت نفسى في طرقات الماضى، انا وليدا على يديك فلا تنبذ اما طفلها مهما كان عاصيا لها، فقلبك انتِ قلب ام، ام لن ترضى لاولادها بالضلال، فلطفا سامحينى، فقلبى قسما لم يحب سواكِ.
,
, دمعت عينها و هى تشعر بكلماته تعمق شعورها بمسامحته و يبدو انه مدرك لحقيقه ما بينهم، فكيف تنكر و هو ابن قلبها الاول، حب قلبها الاول و لكنه اسفا وجع قلبها الاول و الاكبر٢ نقطة
, انتهت من تحضير طعامه ثم اتجهت اليه لتجده ينتظرها و الالم بدأ يهدأ قليلا فجلست امامه و بدأت تطعمه رغم وعيها بما تفعل و رغم وجعها لا تستطيع الابتعاد الان ربما لانها من تحتاج الاقتراب منه٢ نقطة
,
, ظل يطالعها مستسلما لحركه يدها وهو يستمتع بقربها هذا، تساقطت بعض خصلاتها القصيره على جانب وجهها فرفع يده ليُمسكها بخفه ليُلامس وجنتها بارتعاشه اصابعه فرفعت عينها لتنظر اليه ليحاوطها بعشقه الى بات واضحا يتسائل و قلبه يهفو حقا للاجابه: مش هسألك امتى بس قوليلى، هل ممكن في يوم من الايام تسامحينى؟
,
, وضعت الملعقه مبتعده عن مرمى يده ليردف قائلا محاوله منه لاستفزازها لتجيبه و هو مدرك تمام الثقه ان قلبها سامحه منذ زمن و لكن عقلها هو من يعارض: انا عارف ان الطفل هو اللى جبرك تفضلى جنبى و معايا، محدش هيوافق انك تسيبى البيت و انتِ حامل و احنا لسه في اول جوازنا، بس انا عاوز اعرف هل ممكن في يوم قلبك يتمسك بيا لانك عاوزانى انا؟ ممكن قلبك يقدر يسامح و ينسى و يقبل قلبى تانى، مش عاوز وقت انا عاوز رد بأه او لأ!
,
, ابتسمت بسخريه و هى تنظر اليه بخيبه امل لتجيبه بضيق من عجزه عن فهمها مره اخرى: هنفضل دائما في نفس الدائره دى، لا انا قادره اوصلك اللى انا عاوزاه و لا انت بتحاول تفهمنى!؟!
, حاوط وجهها بيده مره اخرى ليقول بلهفه فضحت شعوره: فاهمك بس نفسى اسمعها، طمنى قلبى٢ نقطة
,
, و للمره الاولى منذ شهور تعود نظراتها تتشبع بحبها له لتحضتن وجنته بيديها هاتفه باقرار و عقلها و قلبها قد اتخذا القرار: انت عارف ايه مشكلتك يا معتز٢ نقطة!؟
, نظر اليها بترقب و عيناه تدور على ملامحها بعشق فأردفت هى بنبره معاتبه: انك حابس نفسك جوه اطار خوفك من الخساره، احساسك بأن كل اللى حواليك هيكسرك و يبعد عنك.!
,
, ثم لانت نبرتها قليلا لتغرقه بفيض عاطفتها التى اخفتها عنه كثيرا: اكسر الاطار و بص حواليك، بص بره اطار عجزك هتلاقى ناس كتير عمرها ما هتقدر تستغنى عنك٣ نقطة
, ثم بدأت تردد اسماء من حولهم و يحبوه صدقا حتى امسكت يده و وضعتها على بطنها المنتفخ: و اخيرا حمزه٣ نقطة
, فزم شفتيه بضيق فهى لم تذكر نفسها بينهم و لكنها ابتسمت ثم ضمت يدها لتضعها على صدرها موضع قلبها لتهمس اخيرا: و قلب فله.
,
, لتجعله يدرك ان الهروب ليس بالحل المناسب دائما بل عاده لا يكون هو الحل و ان من خاف الخساره ففر هاربا مخطئ، فلو تمسك بما يريد فلن يخسر و ان خسر فلن يندم و ان ندم فيكفى ما اكتسب من خبره من تجربته اضافت لسجل حياته معلومه جديده و نجاح جديد، فليس كل خساره فشل فربما تكون الخساره مكسب٢ نقطة!
,
, توقف عاصم بالسياره امام منزل داده زهره لتصرخ جنه بفرح: داده زهره٢ نقطة
, ثم ركضت من السياره دون ان تنتظر لحظه واحده لتركض للداخل بسعاده فراقبها بعينه ضاحكا، ركن سيارته و هم بالنزول لكنه لاحظ انها تركت هاتفها و هى على عجاله و بمجرد ان حمله صدع رنينه ليجد الشاشه تضئ باسم اكرم، ففتح الخط و قبل ان يتحدث وصله صوت اكرم المتلهف: جنه طمنينى مها كويسه؟
,
, ابتسم عاصم و هو يشعر انه الان ما عاد قلقا على مها فمن تجد رجلا يعشقها كأكرم فهى اكثر فتيات الارض حظا فأجاب بهدوء: بخير يا اكرم متقلقش.
, حمحم اكرم و هو يضرب بيده على جبهته فهو لم يكن بحياته مندفعا و لكن ما عاد يفرق اندفاعه من هدوءه فهى قلبت كل موازينه و قضى الامر، ابتسم متمتما بحرج: هو انا طلبت رقمك غلط. و لا انت اللى رديت على التليفون بالغلط، و لا انت قاصد و لا ايه الموضوع بالظبط؟!
,
, ترجل عاصم من السياره و هو يجيبه: هو ده المهم! روح شوف شغلك علشان انا عندى شغل٢ نقطة
, و هم باغلاق الهاتف فكاد اكرم يقذف بالهاتف فعاده عاصم اللامباليه دائما لن تتغير، من اى شئ صُنع هذا الرجل؟! و لكنه تمالك نفسه هاتفا: طيب يا سياده النقيب طمنى، ايه الاخبار؟
,
, توقف عاصم امام باب المنزل ليقول بجديه: اظن انت اكتر واحد بتتمنى ان مها تاخد قرارها المره دى عن اقتناع و بعد تفكير كويس جدا، انا هسافر بكره و هرجع اخر الاسبوع وقتها هسمع قرارها و ابلغك٢ نقطة
, زفر اكرم بقوه و هو مدرك ان كلامه صحيحا مائه بالمائه و لكنه لا يستطيع صبرا و لكن حسنا سيصبر، و قلبه يخبره انه سيفوز، بالنهايه سيفوز فحاول تغير مجرى الحوار: عرفت حاجه عن طريق عمتك!
,
, لم يصله الرد فعلم اكرم انه يحاول تمالك اعصابه التى تُثار بمجرد سماعه لاسم تلك الحيه حتى وصله الرد: لأ، بس عن قريب هوصل٣ نقطة!
, و اغلق الخط و جمع كل قوته ليكبل غضبه داخل اقفاص صدره الان فاليوم لجنه و لن يسمح هو بخرابه، فإن اراد النتيجه كامله لابد ان يكون المجهود كااملا٣ نقطة
,
, دلف ليجدها جالسه بجوار زهره و الاخيره تضمها بيدها بحنان اموى، ليلقى السلام جالسا امامهم فرفعت جنه نظرها اليه بامتنان بينما رمقته زهره بحنانها لتقول بطيبه: **** يسعدك دنيا و اخره يا ابنى، و يجعلك في كل خطوه سلامه٣ نقطة
,
, ابتسم و هى تمطره بدعواتها و هو ينقل عينه بينهم ليطول حديثهم بعدها و لم يخلو الامر من بعض مشاكسات جنه و التى يبدو ان زهره معتاده عليها و لكن هو لا، فلم ينتبه لحديثهم بقدر انتباهه لابتسامتها او بالاحرى ضحكتها الواسعه و التى قليلا ما تنير وجهها حتى تقدمت منهم فتاه ترتدى زى الممرضه لتُعطى زهره دوائها: ميعاد الدوا يا ماما زهره.
,
, اخذته منها زهره بينما ابتسمت جنه و هى تراقب كيف تعامل الفتاه الداده بحنيه و لكن اشتعلت اوداجها غضبا او بالادق غيره عندما التفت الفتاه لعاصم قائله بابتسامه: ازيك يا كابتن، نورتنا النهارده، غبت عننا كتير.
, لم يرفع عاصم نظره اليها بل ركز انظاره على جنه و التى ابتعدت عن حضن زهره و هى تعقد حاجبيها ثم ذراعيها امام صدرها متابعه ما سيحدث فابتسم عاصم و رفع عينه قائلا بهدوء: تسلمى يا نورا٣ نقطة
,
, اساءت جنه تأويل سبب ابتسامته - و التى كانت من غيرتها عليه - و تمتمت بنبره غاضبه و هى تنظر له بينما توجه حديثها لنورا: واضح انك تعرفى الكابتن من زمان يا نورا؟
, اتسعت ابتسامه عاصم و كذلك ابتسمت نورا قائله و هى ترمقه بامتنان: اه طبعا، كتر خيره كل فتره و التانيه كان بيجى يطمن على ماما زهره، و قلقنا عليه جدا لما غاب عننا، اللى زيه كده قليلين و الله٢ نقطة
,
, رمقته جنه بنظره كادت تجعله يهلك ضحكا و لكنه تماسك قائلا بمراوغه و هو ينظر لجنه قصدا: انا بقول تاخدى النهارده اجازه يا نورا٢ نقطة!
, ابتسمت جنه بسخريه و هى تغمغم بصوت خافت تتوعده كأنها تحدث نفسها فوصل صوتها لزهره الجالسه بجوارها: و تاخد اجازه ليه! خليها تهتم بالداده و ضيوف الداده، , ماشى يا عاصم.
,
, ضحكت زهره بقوه و هى تقاوم تعبها و ضمت جنه اليها فخفضت جنه عينها خجلا بينما ابتسم عاصم على ضحكها، بالفعل رحلت نورا و ظل عاصم و جنه مع زهره ما يقارب من الثلاث ساعات حتى صدع رنين الهاتف الخاص بعاصم فأجاب ثم اغلقه دون ان يقول كلمه و نهض قائلا: يلا بينا، , ثم نظر لزهره قائلا باحترام: هنمشى احنا بقى و ان شاء تتعاد الزياره عن قريب٢ نقطة
,
, لاحظت جنه ان نبرته لا تقبل الجدل فنهضت لتلقى السلام هى الاخرى و خرجت معه و بمجرد ان صعدت لسيارته هتفت بغيظ و هو يتحرك: حلوه نورا؟ مش كده يا سياده النقيب٢ نقطة!؟
, قالتها بدلال محاوله تقليد نبره نورا المدلله بطبعها، الفتاه محترمه جدا لم يصدر عنها اى تصرف مشين و لكن من اين لجنه ان تفهم، فابتسم متجاهلا الرد عليه فاعتدلت ناظره اليه بجسدها كليا لتصيح و يدها تدفع كتفه: رد عليا يا عاصم انا بكلمك.
,
, نظر اليها بطرف عينه ليقول بنبره قويه حملت تقديره بغضبه: انتِ مش بتتكلمى انتِ بتزعقى.
, نظرت امامها بضيق فهو يتهاون معها في اى امر الا صوتها العالى، طبع يكرهه معظم الرجال و زوجها على رأسهم٣ نقطة
, ظلا على صمتهم حتى توقف بالسياره ليفتح زجاج سيارته الاسود مشيرا على المكان بترقب: وصلنا.!
,
, نظرت للخارج لترى اين، لتتسع عينها بصدمه و هى تراه توقف امام الفندق التى صفعتها به كوثر من قبل و صفع هو كوثر به بعدها، و دون ارادتها ضمت ملابسها بيدها بقوه و احداث ذلك اليوم تجابهها ليتبعها احداث خطفها و الرعب الذى اصابها، لتنتهى بمظهر كوثر الاخير قبل ان تلفظ اخر انفاسها٢ نقطة
, نظرت امامها مسرعه و اغلقت عينها بقوه تتمسك بملابسها و دون ان تشعر غمغمت: انا عاوزه امشى٣ نقطة
,
, اقترب منها ليمسك بيدها فشعر بارتجافتها ليضغطها ببعض القوه كأنها يمنحها اياها: اول نقطه النهارده، مفيش هروب!
, فتحت عينها تنظر له بتوسل تجاهله هو ليترجل من السياره و يذهب لباب جهتها ليفتحه و كان شبه يجذبها جذبا لتخرج، حتى سارت بجواره للداخل، و هى تُمسك يده بعنف حتى دلفا لتلك القاعه، كانت القاعه مظلمه ما عدا مكان واحد على المنصه في الاعلى نظرت حولها وجدت المكان يخلو تماما من الناس٢ نقطة
,
, سار بها في اتجاه المنصه و هو يهمس بدفء نادرا ما يتحدث به متزامنا مع احتضانه لكفها: اول مره شوفتك كان هنا، مكنتش اعرفك بس حسيت انك جزء منى، اول دقه قلب من عاصم الحصرى لست كانت ليكِ و كانت هنا، اول مره اغرق في عينكِ كاان هنا، فصعب جدا بالنسبه ليا اسيب ليكِ في المكان ده ذكرى وحشه، ذكرى بمجرد ما تفتكريها بتهربى منها، اول حاجه هعملها، انى همحى كل ذكرى وحشه و هسيب مكانها ذكرى حلوه، ذكرى لعاصم و جنه، مهما مر من الزمن هنفضل فاكرينها٢ نقطة
,
, دمعت عينها و كلماته تسطر حروف عشق على اوتار قلبها، حروف اخبرتها ان حقوق ذكرياتها محفوظه له، به و معه، شعرت ان رغبتها بالرحيل و الهروب تختفى نسبيا٣ نقطة
, تبددت صوره كوثر ليحل محلها صورته الان، الان خاصه و هو يصعد معها على المنصه لتبدأ انغام قصيده لى حبيب و التى سردتها له من قبل بين ذراعيه٢ نقطة
,
, فضحكت بسعاده و هى تنظر حولها لتستكشف من اين تصدر النغمات و لكنه لم يمنحها الفرصه و الكلمات تبدأ ليعتقل خصرها بذراعيه محاوطا ابريقها العسلى بحصونه السوداء لتتوه بينهما تماما و قد ظهر جليا بهما عاصم خاصتها٣ نقطة
, فكم من مره انتظرت ان يتحقق حلمها و لكن الان ادركت ان ما تعيشه اكبر، اغلى و افضل كثيرا من اى حلم كان، فالكثير يتمنى ان تحقق الاحلام غير مدركا ان احيانا الواقع يكون اجمل من الاحلام جميعها٣ نقطة
,
, شعرت بشفتيه تنساب على وجنتيها فتبددت ذكراها بصفعه كوثر و اهانتها بقبلاته الهادئه، ثم غزا اذنيها بكلماته الرائقه لتتبد كل كلمات كوثر و صراخها بعذب صوته، حراره انفاسه و جميل كلماته، ليبتعد ناظرا لعينها الضاحكه ليمنحها ابتسامه لاول مره تراها على وجهه فاتسعت ابتسامتها لضحكه واسعه ثم ضمه و كل شعورها بما حولها يتبدد٢ نقطة
,
, لا تدرى كم مر من الوقت و لكن ما تعرفه انه كان من اجمل الاوقات بحياتها كامله، فما عاشته من عمرها لا يساوى مثقال ذره ما عاشته من سعاده اليوم٢ نقطة
, ابعدها عنه ممسكا يدها هامسا باذنها بنبره مشاغبه: انا اخذت اذن بقفل الكاميرات و وقتنا خلص نمشى قبل ما حد يقفشنا بقى.
,
, نظرت اليه بدهشه من كلماته المازحه لتكن تلك اولى المرات التى يمزح بها ابن الحصرى و بمثل هذا العبث و تلك الغمزه فانطلقت ضحكاتها تطرب اذنيه، فطبع قبله على جبينها متسائلا: كده مفيش هروب٢ نقطة!
, اومأت برأسها سريعا و ذكريات ما حدث، ما قال و ما فعل منذ قليل و تُضع جميعها بكفه و مزاحه و ضحكته المميزه تلك بكفه اخرى، من اين لها اذا ان يحمل هذا المكان ذكرى سيئه٢ نقطة!
,
, صعدا للسياره و هى تضحك على عكس ما كانت قبل ترجلها، بينما هو يضع يديه على قلبه من القادم و الذى حتما لن يكون يسيرا، ادار محرك السياره قائلا بدفء و هو يحتضن يدها: جنتى!
, نظرت اليه مسرعه و ضحكتها لم تفارقها منتظره ما سيقول فتسائل بهدوء و نبره مسيطره: بتثقى فيا؟!
, اومأت برأسها دون تفكير لتصرخ بثقه: اكتر من اى حد، حتى نفسى.
,
, نظر امامه تاركا يدها لتعاود هى النظر للخارج من زجاج السياره، تحرك هو بالسياره رويدا ثم بدأ يزيد من السرعه فلاحظ تمسكها بباب السياره و ضحكتها تختفى تدريجيا، فاخذ نفسا عميقا و زاد من سرعته اكثر فانتفضت و نظرت اليه فلم ينظر اليها فهو لن يتحمل نظره عينها فقالت بسرعه و هى تضع يدها على قلبها فما يحاول محوه الان ليس بمجرد ذكرى، بل هى اكبر، اسوء و اكثر تعقيدا: هدئ السرعه شويه يا عاصم٢ نقطة
,
, ظل ينظر امامه مرددا ببعض التردد: النقطه التانيه، مفيش خوف!
, و زاد من سرعته اكثر فتمسكت بمقعدها و صور مختلفه تعبث برؤيتها، و طغى على الجميع والدها و وجهه مغطى بالدماء، لترتفع صرخاات كوثر باذنها: انتِ السبب.
,
, اضطربت انفاسها بحده حتى كادت تزهق و هى تضع يدها على اذنها بقوه و هى تحرك رأسها يمنا و يسارا بتتابع، و هنا نظر عاصم اليها ممسكا يدها ضاغطا اياها بقوه و هو مستمر على سرعته العاليه، زاد من ضغط يده فجذبها الالم من خضم افكارها لتصرخ بتأوه ليتعجب عاصم فالامر ليس هينا ابدا فضغطه يده على يدها االان كانت قويه لدرجه يصرخ منها اعتى الرجال و ان تصل هى لتلك الدرجه هذا يعنى ان جذبها من هذا الوجع ليس بيسير ابدا٣ نقطة
,
, اخفض السرعه قليلا حتى توقف بالسياره على جانب الطريق و نظر اليها و هى بالكاد تلتقط انفاسها، تغلق عينها منكسه رأسها صائحا بجديه: ارفعى رأسك يا جنه.
, لم يبدو انها تسمعه فصاح مره اخرى: افتحى عنيكِ و ارفعى راسك يا جنه٢ نقطة
,
, و ايضا لم تستجيب فوضع يده اسفل ذقنها و رفع وجهها اليه هادرا بها: لازم تحاولى تخرجى من خوفك، لازم تحاولى تمحيه، جنه ملهاش ذنب، و موت والدك كان قضاء **** و لازم تحاولى تتخلصى من احساسك بالذنب، اللى هيفضل دائما مأثر عليكِ و مزود احساسك بالخوف٢ نقطة
, تساقطت دموعها و هى تهمس بصوت بالكاد يُسمع: انا كنت السبب يا عاصم٢ نقطة!
,
, كز اسنانه غضبا و هو يزداد توعدا لنجلاء فصاح عاليا: مش انتِ السبب، افهمى ده، مش انتِ السبب، ثم وضع يديه يحاوط وجنتيها يردد باصرار: حاولى يا جنتى حاولى.
, وضعت يديها على وجهها و هى تستغفر لتنفى بضعف فما يحاول فعله اصعب ما يكون على قلبها: مش هقدر، و **** العظيم ما هقدر٢ نقطة
,
, رفع يديها عن وجهها ليقول بنبره مستحوذه و قويه لتمنحها بعضا من الاراده: هتقدرى لو حاولتِ، فكرى في اى حاجه، فيا، في اكرم، في حنين، في اى حد، او اى حاجه حلوه ضحكتك في يوم افتكريها، امحى الذكرى بغيرها يا جنه٢ نقطة
,
, حاولت التقاط انفاسها و هى تحرك رأسها نفيا و لكن هو لن يتراجع، ادار محرك السياره بعزم و انطلق بها بسرعه جنونيه، حتى كادت هى تصرخ بجواره و بالفعل فعلت، حاول تهدأتها بيده، و لكنه مستمر على السير دون توقف و هى مستمره على الصراخ دون توقف و دموعها تنهمر، و عندما شعر انها على وشك الخروج من الواقع خاصه مع انعدام احساسها بضغطه كفه القويه على كفها، لم يجد حلا سوى التوقف مجددا.
,
, و مجددا يحاول بثها القوه، يحاول منعها الخوف، يحاول تشجيعها على المحاوله، يحاول و يحاول حتى استكانت نسبيا، فانطلق بسيارته مجددا بنفس الرسعه الجنونيه، لتضطرب انفاسها عنوه، تحاول مجابهة خوفها و لكن قلبها لا يتحمل، و لكنه هذا المره لم يتوقف بل ارتفع صوته بأيات من كتاب **** بذلك الصوت الخاشع الذى منحها به السكينه من قبل٣ نقطة
,
, ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾.
,
, ظل يرددها و هو ينظر اليها بجانب عينه حتى شعر بانفاسها تهدأ قليلا و هى تردد خلفه، و بدأت صورها المهاجمه تتشتت، لترى وجه والدها الضاحك و هو ينصحها يومها ان ترضى بقضاء **** و قدره، تتذكر حديثه معها عن حكمه **** في اقدارنا، ارتفعت يدها لتُمسك بسلسال عاصم على عنقها لتبدأ بترديد الايه خلفه، فادرك انه هذه المره سينجح، سينجح في توطيد ايمانها٢ نقطة
,
, توقف و صمت لحظه و لكنها قالت بخفوت و هى تتمسك بسلساله و ما زالت انفاسها شبه هاربه و نبضاتها تتدافع بكل قوتها: قول تانى.
,
, ابتسم و هو يلتقط انفاسه كأنه هو من كان يعافر، ظل يردد الايه و هى ترددها خلفه و كل هذا و هى مغلقه لعينها حتى بدأت تفتحها بهدوء لتغلقها عده مرات و ذكرياتها تتزاحم على عقلها مجددا فارتفع صوتها خلفه بالترديد حتى استطاعت النظر للطريق بمثل هذه السرعه و بعد بعض الوقت بدأت تهدأ تماما حتى سكنت٣ نقطة
,
, توقف بالسياره على جانب الطريق مغلقا زجاجها القاتم ليقترب منها ضاما رأسها لصدره لتتنفس هى ببطء و سرعان ما انهمرت دموعها مردده الايه فازداد من ضمه لها يطمئن متسائلا بجوار اذنها: كده مفيش خوف؟!
, رفعت عينها اليه ليحاوط وجهها بكفيه مزيلا دموعها مقبلا جبينها بتعب منتظرا اجابتها فتمتمت بخفوت كأنها تأكد الامر لنفسها: مفيش خوف.
,
, عاود ضمها مره اخرى و هو يتنفس الصعداء فكانت تلك المهمه الاكبر و الاصعب و صدقا استنفزت قوته كلها ليفعلها، و لكن لم يكن النجاح بيده بقدر ما كان بأيات السكينه التى انزلت الهدوء على قلبه و قلبها معا٢ نقطة
, اعتدلت فتحرك بالسياره مره اخرى و لم يزيد من سرعه السياره كما فعل منذ قليل فمهما كان هى تقف على اولى خطوات الدرج و لكنها فاجأته و هى تهمس بوجل: زود السرعه٣ نقطة
,
, و تعمدت هى الامر حتى تثبت لنفسها ان قلبها ازداد ثقه، ثم تثبت له انها قادره على النجاح و ثقته بها في محلها، نظر اليه قليلا فقالت محاوله استدعاء قوتها الجديده و لكن صوتها خرج مهزوزا رغما عنها: لما تحس انك نجحت في حاجه لازم تجرب على تتأكد من نجاحك٣ نقطة
, ثم نظرت اليه بتشتت لتهمس و هى عاجزه عن منح الرد لنفسها: انا نجحت يا عاصم، صح؟!
,
, اغلق عينه ثوانى ثم زاد من سرعته على مراحل مختلفه و رغم اضطرابها و لكنه كان اقل من قبل بكثير بل بكثير جدا، بدات تقاوم اضطرابها لتردد الايات السابقه بنفس متيقنه من ايمانها، حتى هدأ اضطرابها نوعا ما و اتسعت ابتسامه وجهها و هى تقبض على سلساله بقوه، لتصمت بعدها و هو يزيد السرعه اكثر فتنطلق ضحكاتها متجاهله انتفاضه قلبها كأنها بهذا تعاند نفسها و هى بالفعل تفعل٢ نقطة
,
, ظل قليلا على سرعته ثم اخفضها قليلا حيث دلف لوسط البلد متجها لاخر محطاته لليوم، توقف امام منزل ما و لان الوقت ليلا لم تتبين المكان جيدا فنظرت اليه بتساؤل٣ نقطة
, فأمسك بيدها مبتسما بارهاق بادا على وجهه: مستعده تثقى فيا تانى؟!
, و دون تردد مره اخرى ابتسمت و اومأت موافقه، فترجل و استدار لها، ساعدها ثم اتجها لداخل المنزل و التى بمجرد ان رأته توقفت امامه متسمره، فهنا كانت بدايه تحطيم احلامها كلها٢ نقطة
,
, بدايه حياتها بتلك الصفعه، التى ألمت وجنتها و هى ابنه عشر اعوام، ارتجف كفها بكفه و كأنها تخبره بارهاقها، و قد كان بالفعل عندما ترنحت مكانها ليسندها بذراعه و هم بالرجوع فاذا كان هو قد اُرهق فما بالها تكون، و لكنه لن يتراجع الان و حان نهايه الطريق لتبدأ جنه حياتها الجديده٢ نقطة
,
, تحرك بها للداخل و هى مستسلمه ليده تماما فلم تعد تستطيع المعافره، دلفت للمنزل فأضاء الانوار، ظلت تتلفت حولها باستطلاع و ربما تذكر لتسلط عينها على تلك الاريكه التى جلست كوثر فوقها لتصدر تعليماتها بتحطيم احلام جنه كلها٣ نقطة
, وضع عاصم يده على كتفها فاستدارت له و عينها تفيض ادمعا لتسرد له ما حدث لها ها هنا: هنا مش ذكرى واحده، هنا انا خسرت احلامى كلها، خسرت حلم امى اللى مفيش قوه هتقدر ترجعه٢ نقطة!
,
, فأخرج عده اوراق من طيات ملابسه ليبسطها امامها قائلا بابتسامه دافئه خالفت نبرته المسيطره: و لو قدرت ارجعه.!
, ابتسمت بسخريه دون ان تنظر للاوراق متمتمه بضعف: هنسى كل حاجه، انا هنا خسرت طفولتى، دراستى، و مستقبلى، خسرت حلم انى ابقى دكتوره، هتقدر ترجع الزمن؟! هتقدر تخلينى دكتوره يا عاصم؟!
, اعطاها الاوراق بيدها هاتفا بثقه و قوه فاجأتها في موقف كهذا: انتِ اللى هتقدرى تحققى حلمك٢ نقطة
,
, نظرت للاوراق بتفحص فلقد أعطاها اجابه بل اعطاها حلمها الضائع بين يديها عندما غمغم بشبح ابتسامه: دى اوراق تسجيلك بالمدرسه، هتكملى دراستك، تنجحى و تتخرجى و تبقى دكتوره زى ما بتتمنى٢ نقطة
,
, رفعت عينها اليه بصدمه تمكنت منها و عجز لسانها عن النطق تماما فيما اردف هو و هو يحاوط وجنتيها بكفيه: مش هتبقى محتاجه تروحى المدرسه، اتفقت من انجح المدرسين علشان دروسك، يمكن اتأخرنا بس مفيش وقت للحلم، و نجاحك هنمشيه سوا خطوه بخطوه.
,
, طبع قبله على جبينها لتغلق هى عينها بقوه و كأنها تتأكد انها بواقع لا تحلم حتى اكمل هو بنبرته الواثقه: انا فخور بيكِ و بقوتك و هبقى فخور بنجاحك، هتوصلى انا متأكد، هتبنى حلمك بنفسك و هيبقى واقع، واقع اجمل من الحلم كمان٢ نقطة
, تساقطت دموعها ليتحول صمتها لشهقات باكيه و هى تصرخ بكل ما تملك من صوت، تشعر بأن كل اوجاعها تُسحب من داخلها اليوم٣ نقطة
,
, ضمها لصدره بقوه لتتمسك به بقوه اكبر و هى عاجزه عن النطق بكلمه واحده فقط تبكى، تبكى كما لم تفعل من قبل، طوال عمرها تبكى وجعا اليوم فقط ادركت ما معنى ان تبكى فرحا٢ نقطة
, لم تتمالك نفسها فسقطت بجسدها ارضا فسقط معها و لم يتركها تبتعد و هى لم تكن لتسمح له بهذا ليهمس بجوار اذنها و هو يتنفس الصعداء على انتهاء هذا اليوم: كده، مفيش ضعف؟!
,
, لتصرخ بعلو صوتها و فرحتها تملأ ارجاء هذا المكان الذى فقدت به كل ما ملكت يوما لتمتلك به الان كل ما فقدت: ااااااااااه٢ نقطة
, لتدرك اخيرا ان مهما طال الوقت،
, لا شئ يمنع الحلم من ان يصبح واقعا، مهما زاد البأس و مهما غلفنا اليأس فلا شئ يستطيع قتل الامل، فكل غد يحمل املا جديدا، و طالما تحمل من الانفاس نفسا اخر لا معنى لليأس، و ان كان هناك ما هو اقوى من الخوف، فهو الامل., خارج القائمة
 
الفصل السادس و الأربعون


يتعافى المرء بأصدقائه و عائلته،
, يتعافى بالضحكات التى لا تتوقف حتى يدمع،
, و الحكايات التى لا تنتهى،
, و الدفء المحيط بهم حتى في اكثر الليالى بروده،
, يتعافى بالايدى التى تمسك به اذا وقع،
, و الكتف الذى يحتضنه عن الحاجه،
, نحن نتعافى بالحب، نتعافى بالدعم و نتعافى بالصُحبه٣ نقطة
, افنان تاج الدين.
,
, كانت حنين بالمطبخ تعد كيك بالفراوله كما يفضلها مازن كما اخبرتها نهال بالاضافه لبعض المشروبات و الحلويات الاخرى فاليوم ليس يوما عاديا فاليوم يوم ميلاد مازن، اخبرتها نهال صباحا بهذا و تركت مهام تحضير ما يلزم لاحتفالهم على عاتقها، بينما ستحضر حياه الهدايا من الخارج بعدما املاها الجميع هديته٣ نقطة
,
, ابتسمت حنين باشتياق لفارس متذكره كيف كان يهتم كثيرا بيوم ميلاد مازن و يحرص كل الحرص على سعادته به و لهذا اصرت هى على نهال للاحتفال به اليوم لتُعيد ذكرى فارس بينهم٢ نقطة
, دمعه و ضحكه، انتِ دايما كده متناقضه؟!
,
, رفعت عينها على صوته بهذه الكلمات لتدرك ان دموعها انسابت دون ان تشعر فرفعت يدها مسرعه لتزيلها و لم تنتبه ان يدها مغطاه بالكريمه البيضاء اثر تزينها للقالب امامها، فكتم مازن ضحكته و هو يستند على الطاوله بجواره ينظر اليها بعبث ثم اشار على وجنتها متمتما بابتسامه ماكره: كريمه؟!
, فعقدت حاجبيها بدون ادراك فغمغم هو مجددا و ابتسامته تتسع: حنين بالكريمه.
,
, ثم نظر اليها ليلاحظ تجهم وجهها فأغلق عينه قليلا مصرا على اتباع ما انتواه من تجاهل و قبول الواقع كما يجب،
, فهو لن ينسى نفسه معها بعد،
, لن يتخيلها في يقظته و لن يشاركها احلامه،
, لن يصرح بما يشغل قلبه و لن يشتاق لنبضات قلبها التى تمنح الحياه لنبضاته٣ نقطة
, سيمرح و يضحك فقط كالمعتاد منه دائما.
,
, فتح عينه ليجدها تعقد ساعديها امام صدرها كأنها تنتظر منه توضيحا لما قال فهتف بمرح و هو يرفع يده لتلامس وجنتها مزيلا قطع الكريمه العالقه بها ثم رفع يده امام عينها: كريمه، بهدلتى نفسك كريمه!
,
, فانتبهت لما يتحدث عنه فتحركت باتجاه الحوض لتفتح الماء و تبدأ بمسح وجهها و لا مانع من نثر وجهها بقطرات الماء و التى لم تشمل وجهها فقط بل و خصلاتها الاماميه ايضا، ثم استدارت له ليزدرد ريقه بصعوبه و عيناه تجول على وجهها٣ نقطة
, خصلاتها التى لاصقت جبينها لتتساقط قطرات الماء منها على كتفها و عنقها،
, رموشها اللامعه و التى ترفرف على عينها التى امتزجت رماديتها بلمعه الماء لتمنحه فضيه خطفت قلبه،.
,
, وجنتها المبلله و التى رفعت يدها تجففها بلا فائده، و اخيرا شفتاها و التى تباعدت لتبللها بخفه و هى تتجه للخارج٣ نقطة
, و رغما عنه ضُرب بكل ما انتواه عرض الحائط،
, و لا يدرى كيف و متى وجد يده تعتقل معصمها جاذبا اياها لتقف امامه قبل ان يصله صوتها و هى تتطالعه بدهشه: فيه ايه يا مازن؟!
,
, اعاده صوتها لارض الواقع فترك معصمها الذى تركت اصابعه اثرها بوضوح فوقه و نظر حوله بارتباك و كل خططه و ما عزم على تنفيذه يطير كأوراق مبعثره في مهب الريح حتى وقع بصره على قالب الكعك ليتمتم بمحاوله للهروب: بمناسبه ايه الكيك ده!
,
, ارتكبت هى فلقد ارادت ان يكون الامر مفاجأه فتحركت مسرعه لتقف امام قالب الكعك تخفيه و للاسف بهذا الوضع احتجزت نفسها بينه و بين الطاوله التى يعلوها القالب لتعاود انفاسه بالهروب منه بينما هى توترت، لا ليس بسبب القالب الان و لكن بسبب قربه الذى لم تحسب حسابا له٢ نقطة
,
, فأخفضت عينها و هى تضع خصلاتها خلف اذنها مدركه انها كانت على راحتها الكامله و لم تتوقع ان يأتيها في المطبخ، ظلت على وضعها هذا و افضل بكثير انها فعلت فما حملته عيناه الان من وجع و شوق و عشق لم تكن لتفهمه عيناها و ان فهمته لم يكن ليتحمله قلبها٢ نقطة
, اقترب برأسه منها ليغلق عينه و رائحتها المسكيه التى لا تفارق ثيابها تتعمق بداخله اكثر ليشعر برغبه مجنونه بضمها٢ نقطة
,
, فكم تشتهيها اضلعه الان ليذوبها بينهم متشربا رائحتها، كم تهفو نفسه لانفاسها القريبه و لكنها ابعد ما تكون عنه٢ نقطة!
, قبض يديه بقوه لكى لا تعانده و تلامسها و ابتعد خطوه للخلف ثم تحرك ليخرج و عندما استدار لينظر لها وجدها تتخبط لتُمسك بكوب الماء لترتشف منه مسرعه مما دفع بعض الماء للسقوط على جانب فمها ليغلق هو عينيه و هو يكبت احساسا جاهد ليصرخ، بمكانتها عنده٢ نقطة
,
, ليمنع جسده من الاقتراب منها، فكم يحسد الكوب الذى لامس شفتيها و هو لم يفعل و يبدو انه لن يفعل ابدا٢ نقطة
, اما هى فبمجرد خروجه شعرت بأنها الان فقط قادره على التنفس، الان عادت لواقعها التى حلقت منه منذ قليل، ماذا يحدث لها؟!
, رفعت يدها امام عينها لتلاحظ ارتجافتها، لمَ هذا الارتباك٢ نقطة!
, وضعت يدها على صدرها الذى يعلو و يهبط بعنف، لمَ هذا الاضطراب٢ نقطة!
,
, ضغطت بيدها على موضع قلبها ليدهشها نبضاتها المتلاحقه بجنون، لمَ هذا الخفقان٢ نقطة!
, غطت وجهها بكفيها و هى تسقط في وحل صراع قاسٍ جدا عليها، وحل جديد من مشاعر كم تكره الشعور بها، هى لا تستطيع استيعاب ما يصير او ربما هى ترفض ذلك.
, اخذت نفسا عميقا لتُبعد يدها عن وجهها و تغلق عينها لعلها تهرب من احساسها هذا و لكنه اكتسح بعنفوان افكارها٣ نقطة
,
, يوم تحمل صراخها عندما اعطاها دبله فارس، يوم جلس بغرفتها ليحدثها على عملها و عندما اعطاها بالنهايه صوره العائله التى منحها لها فارس و التى مزقها عاصم فيما بعد لتدرك انه لملمها بعنايه ليعيدها اليها،
, فتحت عينها مسرعه و جسدها كله ينتفض فسقطت ارضا و عقلها يكاد يجن و قلبها يبكى خوفا،.
,
, رفعت اصبعها تتحسس دبله فارس لتطمئن روحها قليلا و لكنها ليست هنا، نظرت ليدها بصدمه لتتساقط دموعها تباعا و هذا الضغط على اعصابها يؤذيها٢ نقطة
, هناك امرا مجهولا يقلقها، امرا اجتاح تفكيرها، قلبها و شعورها غصب٢ نقطة
, امرا فاق كل تحملها٢ نقطة!
,
, اجتمعت العائله مساءا احتفالا بمازن الذى سخط من الموضوع قليلا فهو عاده ما يتجاهل يوم ميلاده و فارس من كان يصر دائما على الاحتفال به و لكن وجود العائله من حوله اليوم اسعده بحق٣ نقطة
, جلست حياه بجواره و هى تربت على قدمه بمرح هاتفه بسعاده: كل سنه و انت طيب يا باشمهندس.
, ليضع يده على يدها و هو يحرك رأسه بمرح مماثل و ابتسامه شقيه تتراقص على شفتيه: و انتِ طيبه يا هانم.
,
, ضحكا سويا و لكن عيناها هى لم تضحك وهى تراقبهم، شعور جديد و غريب و مخيف اجتاحها مجددا، شعور يشبه تلك التى نطلق عليها غيره!
, حركت رأسها يمينا و يسارا تنفض تلك الافكار عن رأسها لتبتسم و عينها ما زالت تنظر بتمعن ليده الممسكه بيد حياه على ركبته و ضحكاتهم سويا لتجد نفسها تنهض مندفعه لتقول دون وعى: ساعدينى نجيب الكيك يا حياه٢ نقطة
,
, نظرت اليها حياه و اومأت ناهضه معها و عندما ترك مازن يدها زفرت حنين بشبه ارتياح و لكن من اين تأتيها الراحه و شعور غيره امرأه من امرأه اخرى يتملكها، شعور لا يكون سوى لمن نحب!
,
, شتت انتباهها مجددا و هى تحمل ما انجزته يدها لتخرج اليهم مره اخرى لتنطلق بعدها ضحكات الجميع و انسجامهم سويا، نقلت نهال بصرها بين الجميع و على وجهها ابتسامه هادئه و هى ترى للمره الاولى منذ وفاه فارس فرحه، فرحه سكنت قلوبهم، مر على وفاته ما يقارب العامين و لكن ما زال الجرح بداخلها لم يتجاوز بضع ثوانى٣ نقطة
,
, نظرت لحياه و هى تلاحظ الفارق الكبير في طباعها و شخصيتها التى عاد لها مرحها و قوتها و عنفوانها القديم التى طالما صاحبها ايام جامعتها و دراستها، فلقد فازت بنفسها مره اخرى، ربما لم تحب مازن و لكنه منحها ما تستحقه و هى منحته شعور اخت طالما تمناها هو لمنحها حنانه اللامحدود، علاقتهم حقا غريبه، علاقه بدأت بزيجه لتنتهى بصله اخوه غلفها رداء الزواج، علاقه لا تدرى ما نهايتها و لكنها مدركه انها ستكون استثنائيه حتما.
,
, نقلت بصرها لحنين و التى كادت نظراتها تصفع حياه صفعا مبرحا، اتسعت ابتسامتها و هى ترى نظراتها الغيوره و التى جردت كل مشاعرها التى تُجاهد لتخفيها كما تجاهد الان لتبتسم بوجههم و هى تراقب تصرفات مازن المرحه مع حياه و التى اكتسبت تلقائيه بفعل حياتهما معا و لكن يبدو ان ما لم تشعر به حياه تجاه حنين كأى زوجه، تشعر به حنين بشده تجاه حياه كأى محبه، ابتسمت بسخريه فأيضا علاقتها بمازن علاقه غير طبيعيه و نهايتها غير معروفه فالعائق بينهم رغم هشاشته - الذكريات - قوى بل قوى جدا ربما يصعب اجتيازه٢ نقطة
,
, تنهدت و هى تشعر بيد محمد تحتضن كفها كأنه يؤازرها في تفكيرها و شكوى قلبها فمن ذا الذى يعرف ما يؤلمها بقدره هو، نظرت اليه لتسقط تلك الدمعه التى علقت بجفونها فضم رأسها ليطبع قبله خفيفه على جبينها هامسا بصوت مشبع بحنانه: بلاش تتعبى قلبك يا أم فارس، الحياه هتكمل و **** مبيظلمش حد، و لسوف يعطيك ربك فترضى ٣ نقطة
,
, اخذت نفسا و قلق قلبها على ولدها الجالس امامها يفوق كل قلق بحياتها، خسرت احدهم و لن تتحمل تعاسه الاخر، فقد احدهم النبض ليتوارى تحت التراب و لن تتحمل ان يفقد الاخر قلبه حيا فيتوارى خلف حواجز معتمه من حزن و وجع٣ نقطة
,
, ضغط محمد يدها معيدا همسه بنبره اشد حنانا و حزما: مازن طول عمره طلباته مجابه، و الفتره الاخيره كل اموره اتلخبطت، و انا شايف ان ده لصالح مازن علشان يتعلم يعنى ايه يحافظ على النعمه اللى في ايده، عينه فضحاه و للاسف اختار الصعب، اختار قلبه اللى اختارها هى، و ان مدافعش عن حبه ده يبقى ميستحقهاش يا نهال٢ نقطة
, نظرت اليه بحزن و لكنها مدركه ان ما يقوله صحيح،.
,
, الحب يحتاج للشجاعه و حبه خاصه يحتاج لشجاعه كبيره جدا، لكسر حاجز الذكريات القديمه - التى لا يجوز لمازن او لحنين ان تصير اكثر من ذكريات بينهم - و تكوين ذكريات جديده٢ نقطة
, هى مدركه ان علاقتهم و زواجهم الكامل و امتلاك كلا منهما قبل الاخر لا يعد خيانه لابنها الراحل٣ نقطة
,
, فارس كان و مازال و سيظل في قلب الجميع سابقا شخصا و الان طيف جميل لن يمحوه حياه جديده و لن يدفنه عشق جديد و لكن حياه كلا منهما بحاجه لشريك، و لم يكن الاختيار خيارهم ف**** عز وجل هو من جمع طريقهما معا لانه لا يجوز لقلب مازن سوى حنين و لا يجوز لقلب حنين سوى مازن٣ نقطة
, عيب يا حاج و **** عيب!
,
, هتف بها مازن بفرحه مرحه و هو كالعاده يدفن وجعه خلف واجهته المازحه، مقتربا منهم ناظرا لوالده بخبث و هو يقبل جبين والدته و يده التى تحتضن يدها بقوه٢ نقطة
, رفع محمد عينه عن نهال و ابتسم بغيظ هاتفا بغضب: ولد اتأدب.
, ضحكت حياه و حنين على غضب محمد الواضح و خجل نهال و الذى دائما ما يستغله مازن اعظم استغلال و الذى ظهر جليا الان و هو يتحرك ليجلس امامهم قائلا بغمزه مشاغبه: كان بيقولك ايه يا نونا٢ نقطة؟
,
, ثم اشار لها بسبابته و هو يضيق عينه مردفا بنبره محذره: اوعى تخليه يضحك عليكِ بكلمتين و ينسيكِ خروجه للنادى كل يوم٢ نقطة
, ضربه محمد بقوه على كتفه ليصرخ متأوها و هو يهتف بضحكه عاليه: انا اه بقالى خمس ايام برتاح بس لسه تعبان يا حاج و **** و بصراحه، ايدك ثقيله، قوى.
, هم محمد بضربه مجددا و لكن نهال امسكت يده لتقول بحنان و هى تضم مازن لصدرها: بس يا محمد، الولد لسه تعبان.
,
, نظر اليها محمد باستنكار ليشير اليه بسبابته من اعلى لاسفل: كل ده، و ولد٢ نقطة!
, ضحكت حنين و حياه لتنهض حياه مسرعه لتجلس بجوار محمد لتضع يدها على كتفه مغيظه بكلمات تدرك انها ستستفز مازن: يا بابا متعرفش المثل اللى بيقول القرد في عين امه غزال!
, قهقه الجميع عدا حنين التى رمقتها بنظره غاضبه بينما نظر اليها مازن صارخا بغيظ كبير: حياااااااه، انا٣ نقطة
,
, ثم زم شفتيه لينهض ليُمسك بها و لكنها نهضت راكضه لتتعلق عين حنين بهم و قلبها يكاد يخرج من صدرها، عيناها تشتعل بغضبها كاشتعال صدرها بغيرتها الان فنهضت واقفه هى الاخرى لتهتف بقوه: مش هتشوف الهدايا بقى؟!
, توقفت حياه ضاحكه ليقف مازن بجوارها واضعا يده على كتفها ضاما اياها اليه ضاحكا هو الاخر ناظرا لحنين قائلا بنبره متقطه اثر انفاسه المضطربه من ركضه: هى فين الهدايا دى انا مش شايف حاجه٢ نقطة؟
,
, اتجهت حنين لحياه لتجذب يدها لتبتعد عن مازن لتنظر اليها بحده دون وعى منها لتقول بنبره مشتعله ادركها الجميع عداها: مهو انت لو بعدت عن حياه شويه هتشوف الهدايا!
, نظرت نهال لمحمد ليكتم كلاهما انفعاله و حملقت بها حياه قليلا ثم ابتسمت و تبادلت نظرات ذات مغزى مع مازن و التى كذبها مازن رغم تصديق قلبه لها فابتسمت حياه بمكر مدركه غيره حنين و من ذا الذى يفهم امرأه سوى امرأه مثلها!
,
, فاتجهت اليها متأبطه ذراعها تحدثها بضحكه: طيب يلا نجيبهم٢ نقطة
, اتجهوا سويا للداخل ثم عادا بعد بعض الوقت و بدأ الجميع بتهنئه مازن مجددا و الضحك هو جامعهم هذه الليله٣ نقطة
,
, ابتعدت حنين عنهم لتنظر اليهم عن بعد، لتبتسم بحزن و هى ترى بهم عائله ربما كانت لتضمها يوما ما، استدارت حامله صوره كبيره لفارس على طاوله خلفها لتنظر اليها و تبدأ دموعها بالتساقط و هى تحدثه بضعف و قلبها بات يترنح من فرط اشتياقها له: انا خسرت يا فارس، خسرتك، خسرت نفسى و خسرت وجودى وسط عيلتك، يا ريتك جنبى ياريت٣ نقطة
,
, لتجد فجأه نهال على يمينها و محمد على يسارها و حياه تحاوط عنقها من الخلف و مازن امامها ليقول محمد بقوه و حزم: انتِ نواره العيله و هتفضلى نواره عليتنا دائما٢ نقطة
,
, نظرت اليه لتضم صوره فارس لصدرها بقوه جعلت قلب مازن يهوى ارضا و هو يدرك كل يوم عن الذى قبله بل كل دقيقه عن سابقتها انها ابدا لن تكون له، و لكنه اقترب هاتفا بحنق مصطنع: فين هديتى؟! فاكره يعنى انى هعمل مش واخد بالى و هنسى و الكلام ده، , ثم استند بمرفقه على كتفها هاتفا بنفى ممازح: لا خالص، اطلعى بالهديه و إلا مش هيحصل طيب.
,
, رفعت يدها لتُزيل دموعها ثم ضحكت ملتفته ناحيته لتقول بابتسامه لا تدعيها: لا انا قولت لحياه تجيب الهديه.
, رفع حاجبا و انكمشت ملامحه باستنكار متعجب و هو يضغط بمرفقه على كتفها وسط ضحكات من حولهم و الذى كان منهم من يرمقهم بنظرات تمنى و منهم بسعاده و اخيرا بفرحه لبدأ حياه جديده رضى و وافق عليها الجميع سواهم: و انا مالى و مال هديه حياه انا عاوز هديتك انتِ؟!
,
, استدارت له لتزيح كتفها من اسفل يده لتسقط يده منحينا قليلا لتقول هى بمراوغه جديده عليها و غالبا لا تكون الا معه عندما يجتاحها بمزاحه هذا: ما انا قولت لحياه تجيب الهديه اللى انا هديهالك.
, وضع يده خلف عنقه يمسدها بفخر مصطنع لتزداد ضحكتها ليغمزها بشغب: و فين هى؟!
,
, اتجهت حنين لتحملها بينما اغلق مازن عينه و هو يتمالك ما يشعر به الان، ذلك الشعور الذى كاد يهدمه هدا و لكنه ضحك بشقاوه و هى تقترب منه مجددا و اعطته اياها، فك غلافها ليجدها تحتوى على قرص مدمج لمعزوفه كلاسيكيه قديمه، و ديوان شعر لاحد الشعراء العمالقه، فقلبه بين يديه بسعاده حقيقه و قد لامست هى احب الاشياء لقلبه٢ نقطة
,
, فرفع عينه اليها و لاول مره تشعر بهما تحملان فرحه حقيقه وهو يهتف كطفل صغير اهدته والدته لعبته المفضله: انتِ مش معقوله، شكرا بجد٢ نقطة
, لتتسع ابتسامتها ايضا و لكنها عادت تكتمها عندما قال بمكر و هو يضم الهديه بيديه معا: بس انا عندى طلب، او ممكن تعتبريها امنيه عيد الميلاد.
,
, نظر محمد لنهال و انسحبا بهدوء للداخل بينما ابتسمت حياه بخبث و هى تفعل مثلما فعل والديه و عندما لمحها مازن غمزته بمشاغبه فرمقها بنظره ساخره بينما نظرت له حنين متسائله غير منتبهه لما فعله الجميع فقط تنتظر طلبه: امممممم، اطلب.
, نظر اليها قليلا ثم امسك كفها لينتفض جسدها من لمسته و التى لم تكن الاولى و لكن تلك الدافئه و ربما المتملكه اشعرتها بشعور غريب٣ نقطة
,
, توقفا داخل غرفته تلك ليضع لوحه بيضاء فارغه امامها قائلا بتمنى: ارسمى، ارسمى لوحه بتعبر عنى، او يتوصفنى جواكِ، لوحه بتعبر عن مازن مش اخ فارس.
, انتفض قلبها و هى ترى الضباب المشبع بالالم الذى غلف عيناه و هو ينطق بجملته الاخيره و التى تبعها برجاء: لوحه بتوصف مكانه مازن جوه حنين، مازن بشخصه و بس٢ نقطة
,
, حدقت به قليلا عندما فوجئت به ينحنى ليهمس بجوار اذنها و هو يضع الفرشاه بيدها ليقربها من اللوحه: بيقولوا ان الرسم فن و ان الفنان بجد اللى يقدر يرسم باحساسه، , عاوز اشوف احساسك هيوصلك لايه؟
, صمتت قليلا متيبسه اثر صوته، رغبته، و لكن غلب عليها احساسها االذى اجتاح كل حواجزها لتنطلق يدها على اللوحه تجسد شعورها تجاهه، شعور هى تدركه جيدا و لكنها تهرب منه٣ نقطة
,
, تحرك هو بابتسامه فهو يدرك جيدا ان احساسها تجاهه سيتجسد رغما عنها على اللوحه، ربما تلك هى فرصته الوحيده في معرفه حقيقه شعورها، حقيقه اما ستجعله يتقدم و اما ستعيده آلاف الخطوات للخلف٣ نقطة
,
, اتجه لمشغل الموسيقى ليضع المعزوفه التى اهدته اياها ليلاحظ ابتسامتها المنطلقه و التى دفعت يدها لتتحرك اكثر على اللوحه فابتسم جالسا على مقعد امامها و بيده كتاب الشعر التى اهدته له ليقرأ منه بينما تنهل عينه من ملامحها التى طغت الابتسامه عليها٣ نقطة
,
, حتى توقفت يدها متنهده بقوه ليلاحظ انكماش ملامحها و كأنها ادركت الان ما رسمته يدها فأغلق عينه ثوانى ثم نهض ليقف خلفها تماما لينظر للصوره لتتسع عينه بدهشه تتحول بعدها لضحكه صدمه و فرحه حاول هو كتمها بكل طاقته عندما رأها تنهض لتنظر للوحه ثم شهقت بعنف مرتده للخلف حتى كادت تسقط عن المقعد و لكن جسده خلفها كان لها بالمرصاد لتشهق مره اخرى و هى تنظر لوجهه الذى جاهد لجعله متجهما مدركا ان تقبلها للامر لن يكون بهذه السهوله و هذا ما كان عندما ابتعدت عن يده لتقف و تمتمت بارتباك و جبينها يتصبب عرقا اثر توترها و ربما انتفاضه قلبها فخرج صوتها مهزوزا متقطعا مشبعا بندم اصاب قلبه في مقتل: انا معرفش، مقصدش، انا، مش عارفه، ا.
,
, قاطعها هو و هو يبتسم بهدوء قائلا كأنه لا يبالى: على فكره دى حاجه تفرحنى جدا٢ نقطة
, عقدت حاجبيها بضيق و هى تنظر حولها بتشتت لترمقه بنظره ساخطه غاضبه ليصحح هو ما جال بخاطرها مردفا و هو يُمسك الصوره: احساسك ناحيتى بالامان شئ يسعدنى٣ نقطة
,
, كتم جم انفعالاته الان و هو يتطلع لرسمتها متمتما بكذب شعرت هى به كأنه حقيقه او ربما ارادت تصديقه كحقيقه: انتِ اختى و كون انى امثل حضن راحه و انك تعتبرينى زى عاصم، دى حاجه كبيره قوى بالنسبه ليا٢ نقطة
, نظرت لرسمتها بين يديه و هى تتعجب كيف فعلتها، كيف صورت احساسها به في رسمه تضمها هى و هو و ليس هذا فقط بل و هى تحتضنه ايضا٢ نقطة
,
, هى رسمت نفسها بحضنه، هو يقول ان احساسها عبر عن الامان فقط و لكنها تشعر بشئ اخر، شئ جعلها تضع يدها على صدرها تمنع انتفاضته و التى تلاها التماع عينها بالدموع و هى تلتف بحده لتنظر لصوره فارس خلفها لتتساقط دموعها لتلتفت لمازن مجددا بحده ليست منه بقدر ما هى من نفسها لتجذب الرسمه من يده و همت بتقطيعها و لكنه اوقف حركه يدها بقبضته و التى رغما عنه بقوه اندفاعه ألمتها هاتفا بجديه: حنين، انتِ٢ نقطة
,
, قاطعته بعصبيه و هى تفكك يدها عن يده التى شعر بها ترتجف بعنف كأن ليس الرافض قلبها فقط بل و كل جسدها ايضا، كل ما بها يرفضه جمله و تفصيلا، لا يهمها احساسا فهى تبكى خوفا و صوتها يقطر اعتذارا لصوره فارس خلفها: انا غلطت لو سمحت سيبنى اقطعها٢ نقطة
,
, وضع اللوحه جانبا ليقترب منها مجددا ناظرا لها و عين كل منهما تفصح للاخر عن حقيقه مشاعره و لكن دائما ما تعاندهم الكلمات لتُثبت العكس تماما: انتِ مغلطيش، ايه المشكله في انك تحسى معايا بالامان٢ نقطة؟ انا زى عاصم يا حنين، لا اكتر و لا اقل، انت مغلطيش صدقينى٢ نقطة
,
, نظرت اليه بتشتت ليربت بهدوء على كتفها متمما كلماته مانعا صوته من الاختناق الذى شمل كل روحه الان: متخليش تفكيرك يروح لبعيد، احنا اخوات و بس، شوفتِ بسيطه!
, ثم ابتسم بحنان احتواها و كأنه يهدهد قلبها رغم النيران التى تجتاحه الان تحرقه، نيران حبه و نيران رغبته بها التى تزداد اشتعالا يوما بعد يوم، ، انجراف مشاعره تجاهها لن يكون حسن العواقب ابدا، و لكن ان كان هناك املا ضئيلا لن يتخلى عنه٢ نقطة
,
, و ربما يكون هذا اقوى، اغلى، اكبر و احب المكاسب لقبله بل لروحه، نفسه و جسده ايضا!
,
, لم يشعر متى و كيف خرجت من امامه و لكن لهيب انفاسها مازال يلامسه، اقترب من لوحتها ليرفعها امام عينيه ثم اقترب من لوحتهاا التى تحمل وجه فارس ليغلق عينه و شعوره بالحزن يعتليه ليجلس ارضا و يضع رسمتها جانبا ليظل يطالع وجه فارس ليهمس بصوت متحشرج و قلبه يعانى من الم الخساره، الافتقاد و الاسوء الحب الذى كُتب له و لكن حُرم عليه: انا محتاج لوجودك جدا، محتاج نصيحتك و ايدك على كتفى تقوينى، مش عارف اعمل ايه و مفيش غيرك هيدلنى، اعمل ايه يا فارس قولى، قولى اعمل ايه؟
,
, اغلق عينه لتتساقط دموعه عجزا أحاط روحه كلها لتشق كلمه فارس رأسه مش احنا اللى بندور على الحب يا مازن هو بيجى لوحده و يوم ما هيقرر يدخل قلبك هيدخل بدون استئذان و اللى واهم نفسه زيك كده مش بس بيحب لا دا بيعشق و بجنون ٣ نقطة
,
, فتح عينه ليبتسم بسخريه متمتما بحسره و مراره لونت صوته و هو ينظر للوحه التى جمعتهم سويا: حبيت يا فارس بس هل انتِ هتسامحنى على عشقى لحبيبتك، لمراتك و الحاجه الوحيده اللى اتمنتها بس كان اجل **** اسرع، هتسامحنى و لا لأ؟!
,
, انطلقت ركضا على الدرج بمجرد ان استمعت لصوت بوق سيارته و هى تدلف للمنزل، مرت عليها الايام الماضيه في غيابه كالدهر، لم تشتاق اليه من قبل كما فعلت هذه الايام٢ نقطة
, توقفت على اخر الدرج و هى تراه يدلف لتكون اول ما تراه عيناه رغم الجميع حوله٢ نقطة
, كان يحتضن ليلى و لكن عينه مثبته عليها، تحرك لعز و مازالت عينه عليها، ليعقد حاجبيه و هو يرى دموعها التى اندفعت كثيره و التى ناقضت ضحكه شفتيها الواسعه٢ نقطة
,
, هل تعرف انه منذ زمن طويل يتمنى رؤيتها هكذا؟!
, طالما اراد ان تكون في استقباله ليلقى بتعب عمله كله ارضا بحضن منها، لتهمس له بشغف عن اشتياقها له، لتطبع قبلات مشبعه برائحتها على كامل وجهه، و ها هى الان تحقق له ما يتمنى!
, اقترب واقفا امامها و لكن لوجود الجميع حولهم و احتراما لخجلها اكتفى بنظره احتضنتها بقوه و كذلك هى اكتفت بكلمات بسيطه و لكنها مشبعه باشتياقها: حمدلله على السلامه.
,
, ابتسم بهدوء و اومأ برأسه مجيبا بسخاء مشاعره و التى ناقضت اقتضاب قوله: **** يسلمك، ثم همس بصوت خفيض اسرى رعشه خفيفه بجسدها: يا جنتى.
, اتسعت ابتسامتها و هى تراقبه ليتحرك جالسا مع العائله ليتحدثا قليلا قبل ان يستأذن ليريح جسده من عناء سفره و في الواقع هو كان يرغب براحه قلبه من عناء اشتياقه ف تحرك للاعلى لتتحرك جنه خلفه بهدوء٢ نقطة
,
, و بمجرد ان فتح باب غرفته استدار بسرعه جاذبا يدها ليضمها بتملك كاد يكسر اضلعها مغلقا الباب بقدمه لتتعلق هى بعنقه بكل طاقتها ليدفن وجهه بتجويف عنقها مغلقا عينه حتى وصله همسها الاسر: وحشتنى، وحشتنى قوى يا عاصم٢ نقطة
,
, ابتعد بوجهه لينظر اليها فلم تبخل عليه بتحقيق امنيته و التى كانت اغلى امانيها الان و هى تجوب وجهه بقبلاتها السخيه و التى اخبرته بحرارتها عن مدى اشتياقها لها حقا و هى تعيد همسها بين قبلاتها التى استسلم لها كليا: وحشتنى، وحشتنى، وحشتنى.
,
, ضحك بانطلاق و هو يضمها له و ربما تلك من اللحظات النادره التى يضحك فيها بانطلاق هكذا فاخفت وجهها بصدره فطبع قبله على جبينها لتبتعد عنه متحدثه بحماس: خد شاور و غير هدومك على ما احضرلك الغدا٢ نقطة
, فجذب يدها اليه عندما همت بالابتعاد جالسا على طرف الفراش و اجلسها بجواره قائلا باهتمام: بدأتِ دروسك طبعا٢ نقطة!
, اتسعت ابتسامتها و دون ان يسأل عن تفاصيل بدأت هى تسردها بسعاده و هى تشير هنا و هناك بيدها٢ نقطة
,
, تاره تضحك من مواقفها مع معلماتها و اللاتى منهم من يقارب عمرها، و تاره تتجهم متذكره تلك الاستاذه الكبيره عنها سنا و التى تعاملها كأنها طفله صغيره مذنبه و حقا تخشاها او بالادق تغتاظ منها٣ نقطة
, لتخبره بعدها بأنها تتعاون مع شذى في مزاكرتهم فهما بنفس السنه الدراسيه تقريبا، و ذلك الامر لم يضايقها بل زادها تحمسا مع وجود منافس لها و الامر كذلك بالنسبه لشذى٣ نقطة
,
, بينما تعد لهم ام على بعد المأكولات و الحلويات السريعه و التى تمنحهم طاقه اكبر لاستكمال مزاكرتهم، و بعض الاوقات يغلبهم النوم مساءا لتدلف ليلى لتضع الغطاء على كلتاهما بحنان مع قبله على الجبين دائما ما تشعر بها جنه بسبب نومها الخفيف، لتنام بعدها قريره العين و على وجهها ابتسامه سعاده افتقدتها٣ نقطة
, كان يتطلع لوجهها مدركا انه يرى هذا الجانب الطفولى بها لاول مره٣ نقطة
,
, فكم تحمل بداخلها روح طفله صغيره و برغم ما واجهت من كسور و جروح و الكثير الكثير من الخدوش مازالت متمسكه بروحها الغنيه ببراءتها، ربما بلغت من العمر ما يقارب ربع قرن و لكن ابنه العشر سنوات مازالت داخلها، ابنه شعر بأهميه دوره كأب تجاهها٢ نقطة
,
, لم يكن يتخيل ان يأتى يوما يجلس فيه ليستمع لحديث امرأه، بل و عن دراستها و تلك الطفوليه التى دائما ما رأها في شذى و كان يزهدها، الان يجلس و يستمع رغم تعبه و رغم رغبه جسده الصارخه بالراحه و لكن مجرد صوتها المنساب كخيوط غزل تشابكت على قلبه لتنسج من نبضاته زياً يناسبها٣ نقطة
,
, ضحكاتها المنيره و التى غطت على ظلام تعبه لتشرق راحه روحه بها، قالها مره و يعيدها الان تلك المرأه استثناء و معها هو ايضا من نفسه استثناء.
, انهت حديثها بتنهيده حاره لتصرخ بعدها و هى تجلس على ركبتيها على الفراش امامه: ان هت٢ نقطة
,
, قطع كلماتها عندما وضع يده على خصرها دافعا اياها على الفراش و هو بجوارها لتشهق بمفاجأه ليتوه تأوهها بين شفتيه التى سطرت كلمات عشق، فخر و سعاده على انفاسها التى استسلمت تماما لانفاسه التى اشتاقتها حد الجنون٢ نقطة
, حتى دفعته عنها بهدوء لتهمس بتورد و قد عاد لوجهها فتنته الساحقه بخصلاتها التى انتشرت على الفراش خلفها، لينهل من ابريقها العسلى ما يملأ حصونه بأمانها حبا جما: انت محتاج ترتاح.
,
, تنهد بقوه مقبلا كلتا وجنتيها و هو ينهض عنها ليجلس بينما نهضت هى لتجهز ملابسه حتى منحته اياها ليتحرك للمرحاض بينما هبطت هى للاسفل٣ نقطة
, خرج من المرحاض لم يجدها بالغرفه فزفر بقوه و عاد يداعب جانب فمه بحركته المعتاده بابتسامه ليتحرك هاتفه باهتزاز على الطاوله بجواره فاتجه اليه ليجده اكرم٣ نقطة
, اتسعت ابتسامته و هو يلتقط الهاتف ليجيب بهدوء و هو يلقى بجسده على الفراش: السلام عليكم؟!
,
, ليتنهد اكرم بلهفه و هى يهتف بحده: و عليكم السلام، اربع ايام و انا هتجنن، لا اختك بتيجى الشركه و لا سيادتك بترد على التليفون و الست جنه واخده اوسكار في التحوير، افهم بقى، ها فهمنى، تعبت من الانتظار يا نااااااس.
, كتم عاصم ضحكته و قال بنبره مستفزه هادئه تتناقض تماما مع ما يشعر به اكرم الان: اهدى يا بشمهندس، في ناس بتستنى اسبوع و اتنين على ما العروسه تقرر!
,
, نقر اكرم على المكتب عله يهدأ فالانسه المبجله اخذت اجازه مرضيه و لم يراها منذ ان سقطت مغشيا عليها امام عينه و الان لن ينتظر دقيقه واحده فهتف باقرار حاسم: انت وصلت اهه و الحمد لله، الساعه 8 بالدقيقه هكون عندكم٣ نقطة
,
, دلفت جنه من الباب و هى تحمل ابريق الماء لتجده يبتسم مستمتعا فاتجهت اليه جالسه بجواره، فاعتدل جالسا ليضم كتفها لصدره بيده الحره و هو يقبل رأسها بعمق ليقول بجديه: انا لسه معرفش رأى مها يا اكرم، نستنى لبكره.
,
, صمت اكرم قليلا ثم اخفض صوته المتحمس قليلا ليقول بعقليه: اعتقد في ايدك تسألها دلوقت و قدامها 4 ساعات تقرر فيهم دا لو قولنا انها في الاربع ايام اللى فاتوا مقررتش، انا هاجى باليل يا عاصم، هاخذ يا القبول، يا الرفض.
, صمت عاصم بالمقابل قليلا ثم قال كلمته اخيرا لصالح اكرم فها هو عرف مكان عمته تحديدا و استطاع اعداد ما يرغب به كليا عدا بعض نقاط صغيره اذاً حان الوقت لابداء الحقيقه: تمام يا اكرم في انتظارك٢ نقطة
,
, ان شاء **** هقول مبرووك و هزغرد كمان٢ نقطة
, صرخت بها جنه في سماعه الهاتف ليبتسم عاصم بينما يصرخ اكرم بالمقابل: قولى يارب، اخوكِ وصل لمرحله خطر يا جنه، ادعيله٢ نقطة
, اعطاها عاصم الهاتف ليضمها هو بذراعيه مستندا بذقنه على رأسها بينما ضحكت جنه متمتمه بثقه: متقلقش يا حبيبى بدعيلك و ****، هو انا عندى اغلى منك٢ نقطة
,
, انطلق منها تأوه خافت و هى تشعر بضغط يدى عاصم حولها بقوه كأنه يعاقبها على كلماتها فرفعت عينها اليه لتجده يرمقها بنظرات غاضبه ساخطه فابتلعت ريقها وهى تطبع قبله صغيره بجانب شفتيه ليصلها صوت اكرم ممتنا: **** يباركلى فيكِ، يالا هقفل دلوقت و اشوفكم على خير بالليل٢ نقطة
, تعلقت عينها بعاصم لتُجيب بصدق: ان شاء **** يا حبيبى في رعايه الله٢ نقطة
,
, اغلقت لتضع الهاتف جانبا فتحرك ليبتعد عنها و لكنها لم تسمح له بهذا قائله بحراره و انفاسها تصطدم بعنقه: عاصم مضايق من جنته!
, ضمها بقوه غاضبه ليصيح بضيق والغيره تقطر من كلماته: معندكيش اغلى منه؟!
,
, ضغطت بيدها فوق يده التى تضمها رغم شعورها بالالم لتسلط شعاع ابريقها العسلى بين حصونه والتى سرعان ما هاجمتها اسهمها باستماته لتهمس بعاطفتها الجياشه و هى تلامس وجنته برقه: انت مش مجرد حد غالى عندى، انت انا يا عاصم.
, انخفضت لتضع يدها على قلبه ثم اقتربت لتطبع قبله فوقه قائله بنفس النبره الذائبه: قلبى قلبك.
,
, ثم نظرت اليه مجددا لتتخذ من تصرفاته قدوه لها لترتفع بوجهها قليلا لتقبل جفنيه والتى اغلقهما استسلاما لعاطفتها التى اكتسحته مذيبه كل غضبه لتحوله لاشتعال دفين بها: عيونك بيتى و رغم ذلك دائما بتوه فيهم٢ نقطة!
, تساقطت يده عن كتفها لتضم خصرها بدفء مقربه اياها منه اكثر فرفعت يديها تحاوط وجنتيه مردفه بنفس الهمس الذى دفع به دفعا داخل حصار قلبها: انت اى حاجه، اهم حاجه، و كل حاجه٢ نقطة
,
, انهت كلماتها بقبله عميقه على جانب فكه لتلاحظ تشنجه بقوه و هو يكز على اسنانه ويده تكاد تغرز في لحم خصرها فابتسمت لتبتعد عنه ففتح عينه ليلاحظ ابتسامتها المشاغبه والتى يبدو انها استمتعت باستسلامه التى تدرى انها لو انتظرت دقيقه لرأت طوفان يكتسح كل استمتاعها فنهضت واقفه قائله بتهرب حتى لا يغرقها هو بفيض عاطفته التى دائما ما تنسى نفسها فيها: الاكل جاهز، يالا ننزل قبل ما حد يجى ينادى.
,
, نظر اليها قليلا ليدرك مغزى كلماتها فمنذ زواجهم لم يستطع الانفراد بها دون مقاطعه كأن جميع من بالمنزل يتربص بهم، ومع نظراته المدركه ونظراتها المشاغبه انفجر كلاهما ضحكا حتى نهض هو ضاما اياها مقبلا جبينها متحركا بها للاسفل لتناول الطعام٣ نقطة
,
, اجتمع الجميع بالصاله الخارجيه وقد قاربت الساعه على السابعه مساءا فنظر عاصم لمها لينهض جالسا بجوارها ممسكا يدها قائلا بجديه: اظن كده ممكن اسألك عن قرارك؟!
, اخفضت رأسها خجلا وهى تعبث بأصابعها ارتباكا فتمتم عز باحتواء ابوى: اى كان قرارك يا بنتى كلنا في ظهرك٣ نقطة
,
, نظرت لعاصم بخجل ثم اخفت وجهها بصدره ليصله ردها دون مجهود منها فنهضت ليلى لتحتضنها بقوه مغمغمه بعاطفه امومه طالما كانت حقيقيه تجاهها: ياااه يا مها، انا فرحانه جدا اخيرا هطمن عليكِ زى اخواتك.
, دفنت مها وجهها في صدرها لتتساقط دموعها تباعا من تلك الفرحه التى بدأت تتسلل لحياتها مره تلو الاخرى كما تسللت خارج حياتها سابقا،.
,
, وهنا نالت سلمى من عاصم نظره حارقه اخبرتها انها على وشك الاحتراق بلهيب خطأها، و زاد الامر سوءا عندما تحدث بنبره تحذير واضحه موجها نظراته لها: امجد اخباره ايه يا سلمى؟!
, نهض عز مقبلا جبهتها واجاب عنها مما جعل عاصم يرمقها بغضب عاصف ارعد مفاصلها: الهانم مصره تقضى فتره معانا لان امجد مشغول عنها و بيجى يشوفها بس مش عارف بيجى واحنا مش هنا ليه؟!
,
, فنهض عاصم مقتربا منها خطوه ليقول بهدوء نافى نظره عينه الغاضبه: يمكن بيتكسف مننا او تكون سلمى متفقه معاه و لا حاجه، ألا صحيح يا سلمى ايه سبب الاجازه المفاجأه دى؟! دخلنا في اسبوعين يعنى و انا مش شايف سبب مقنع لغيابك عن بيتك و جوزك كده!
, وقفت جنه امامه و بعينها نظره مانعه ولكنه تجاهلها وعينه مسلطه على سلمى فهو مدرك جيدا لشعور ان تترك الزوجه بيتها وزوجها يعانى غيابها كما فعلت به جنته الصغيره من قبل٢ نقطة
,
, نهضت سلمى واقفه بارتباك لتتمتم بنبره مهتزه غريبه على طبعها المتمرد: اصل هو، الفتره ده مشغول جامد، ومش بشوفه كتير قولت اجى اقضى معاكم يومين.
, هم بالتحرك مقررا ايقاف هذه المهزله والمسرحيه الساخره فكفى دلالا ولكن ليلى منعته بقولها وهى تضم سلمى بذراعها الاخر: ****، فيه ايه يا عاصم!، ايه المشكله اما تقضى يومين هنا طالما جوزها موافق و مفيش مشاكل.!
,
, انتفض جسده كله بغضبه ولكن ضغطه جنه على يده ونظره عينها التى ترجته الا يفعل امام الجميع جعلته يبتلع لسانه قسرا ويتحرك بغضب للاعلى ولكنه توقف على الدرج بعدما تذكر هاتفا: اكرم هيجى النهارده على الساعه 8، اجهزى يا مها!
,
, فله فين القميص اللبنى مش لاقيه؟!
, صرخ بها معتز وهو يبحث في ثيابه فلقد اخبره عاصم بموافقه مها وزياره اكرم وها هو في طريقه للاستعداد ليكون بجوار اخته في يوم كهذا٢ نقطة
, وصله صوتها من المطبخ وهى تصرخ بنفاذ صبر وهى تحرك رأسها بمعنى لا فائده: في الدرج الاول يا معتز، الاول مش الثالث!
, وضع يده على فمه مغلقا الدرج الثالث المفتوح امامه فهو عاده ما ينسى ترتيب قميصانه ويبدو انها حفظت اخطاءه هذه حتى٢ نقطة
,
, فابتسم مخرجا القميص وبدأ بارتدائه ثم نثر من العطر ببزخ على ملابسه وعنقه ليخرج من الغرفه متجها اليها بالمطبخ محتضنا اياها من الخلف كما تفضل دائما قائلا وهو يطبع قبله على وجنتها: لسه مصممه متجيش!
, استنشقت عطره بقوه فهو ما عاد يستخدم عطره القديم والذى اصبح يصيبها بغثيان مؤلم ولكن انفاسها ويبدو ان صغيرها يفضل هذا ولهذا بات هو عطره المفضل وربما يضطر لتغيره مره اخرى بعد ولادتها٣ نقطة
,
, ضمت شفتيها بحرج لتترك السكينه بيدها لتضم يده اكثر حولها هامسه بحزن: كان نفسى ابقى جنبك انت و مها النهارده اكيد، بس مهما كان انا اخت محمود يا معتز ووجودى ممكن يسبب مشكله٢ نقطة
,
, ازداد من ضمه لها وهمس بخفوت بجوار اذنها وهو يطمأنها من تلك العلاقه التى باتت تخشاها: انتِ ملكيش اى دخل باللى عمله محمود، وانتِ عارفه ان مها بتحبك جدا كأخت وصديقه واخيرا مراه اخوها، ولعلمك بقى هتزعل جدا لو مجتيش معايا، متخلقيش حواجز مش موجوده يا فلتى و اسمحى للفرحه تدخل بقلب جامد.
,
, تنهدت بقوه وهى ترتكز برأسها على كتفه وكلماته المقنعه تطمأنها قليلا، فأومأت برأسها موافقه لتصرخ: خلاص استنى هلبس في ثوانى و اجى معاك.
, وبمجرد ان انتهت تسمرت مكانها بضحكه بينما تجمد معتز كلوح الخشب عندما اعلن صغيرهم - حمزه - عن فرحته هو الاخر بركله قويه لوالدته و التى لاول مره تشعر بها هبه وهو يحاوطها ولاول مره يشعر بها معتز٣ نقطة
,
, مما جعله يستقيم ورغبته جنونيه في الابتعاد عنها قلقا وخوفا بل وارتباكا لا يدرى مصدره ولكن يده تجمدت تماما وطفله يمنحه ركله اخرى وكأنه يتعمد التحدث والتواصل مع والده٣ نقطة
, فازدادت ضحكات هبه وهى تتوقع ما يشعر به الان فاستدارت برأسها لتراه لتجد عينه متسعه بدهشه وانفاسه متلاحقه بقوه لينظر اليها بعدم استعاب قائلا بتشتت: انا، ان، انا حسيت، حست بيه!
,
, ضحكت بحنان وفيضان عينها يغرقه بعاطفتها تجاهه ليعاود القول بنبره اكثر صدمه وصوتا اكثر علو وتعجب: انا حسيت بيه يا هبه، حسيت بيه!
, وضعت يدها على يده التى مازالت على بطنها المنتفخ و تمتمت بسعاده: حابب يتكلم معاك، حابب تحس بيه زيى بالظبط، بيحبك.
,
, خرجت منه ضحكات متقطعه من شده فرحته تبعها تساقط دموعه فرحا ليترك يدها جالسا على ركبتيه ليحاوط بطنها بيده و هو يهتف بعاطفه لاول مره تجتاحه و فرحه لا تعادلها فرحه بعالمه كله: بيحبنى، هو بيحبنى يا هبه، بيحبنى!
, وضعت يدها على فمها تكتم انفعالها و لكن عينها لم تفعل فامتلئت بالدموع على مظهره الذى اثار كل عاطفه امومتها تجاهه و هى ترى فرحته كبيره لهذا الحد٢ نقطة
,
, لتندم اشد الندم على حرمانه منها طوال الاشهر السابقه ولكن صغيرها اختار فرحه ابيه، اختار الوقت المناسب تماما ليمنح ابيه القوه رغم صغره٣ نقطة
,
, حرك معتز يده على بطنها يمينا و يسارا ليتمتم بحنان و وعد قطعه لنفسه قبل ان يقطعه لطفله و ازداد انهمار دموعه بمشاعر متداخله من فرحه، حزن، ندم، وجع، فخر و لهفه: انا اسف، اسف انى حرمت ماما و حرمتك منى طول الفتره دى، اسف انى وجعت قلبها بسبب طيش منى، اسف على بعدى، اسف٣ نقطة
,
, اوقفه اختناق صوته، انفاسه و دموعه ترفض التوقف، لم يخجل و لم يشعر بهذا ضعفا بل قوه، قوه امدته بها هى اولا ليُكمل صغيره مسيرتها و التى لن تنتهى ابدا، هم كل عالمه و ليس فقط جزءا منه، هم قوته، فخره و عزته كرجل٣ نقطة
, ازادادت دموعها و هى تضع يدها على شعره و كل صدأ وجعها منه يختفى تماما، كل دمعه ذرفتها سابقا عوضتها الان فرحه،.
,
, ردف هو و مازال يخاطب طفله بعاطفته اللامحدوده الان: اوعدك اعمل كل حاجه علشان اسعدكم، كل حاجه اقدر عليها، عمرى ما هتخلى عنك زى ما والدى عمل، عمرى ما هوجعك زى ما انا اتوجعت، هبقى أب تفتخر بيه، هبقى كتف تتسند عليه لحد ما تبقى انت ظهرى اللى هيحمينى، هبقى قوتك و انت صغير علشان تبقى قوتى اما اكبر، مش هسمح لحاجه تكسرك حتى لو فيها كسرى، هتعيش حياتك صح، هتبقى ناجح و راجل، راجل زى ما مامتك ساعدتنى ابقى راجل٣ نقطة
,
, استند بجبينه على بطنها لتضمه هى بيدها لتتساقط دموعها و هو يردف بعشقه الذى عجزت كل حروف الابجديه عن تكوين كلمات توصفه: مامتك قويه و هتبقى سندى انا و انت، انا مش خايف من اى حاجه طول ما هى معايا و انت كمان هتلاقيها دائما معاك، هى الضعيفه في نظر الناس بس صدقنى هى اللى قوتنى٣ نقطة
,
, انتفض جسدها بقوه و هى تبعده عنها لتجلس بهدوء على ركبتيها لتضمه بقوه لصدرها ليرتجف جسده بين يديها مغمغما باعتذار: انا اسف يا هبه سامحينى٣ نقطة
,
, زادت من ضمها له و لسانها يعجز عن النطق تماما فأردف و هو يقبل كتفها بامتنان و يزداد ضغط يده حولها كأنه يزرعها داخله: انتِ كنتِ السبب في كل سعادتى، انتِ ادتينى كل اللى اتمنيه في حياتى، بيقولوا كل انسان بيحمل قدر من اسمه و انتِ هبه فعلا، هبه **** منّ عليا بيها، و مش ممكن هفرط فيها ابدا٣ نقطة
, ظلت على وضعها هذا حتى تمتمت هى بتعب و لكن بنبره مرحه: مش عاوزه ابعد عنك بس انا تعبت٢ نقطة
,
, ابتعد عنها مسرعا ليلاحظ جلوسها هذا و اضطراب انفاسها فنهض عن ارضيه المطبخ ليسندها لتقف ثم ضمها لصدره فاتسعت ابتسامتها و هى تبتعد مقبله وجنته و يدها تمحى اثار دموعه الباقيه على وجنته هاتفه بتذكر: عندك ميعاد يا معتزى٣ نقطة
, فضحك هو الاخر و لقبها الجديد له يمنحه سعاده لا متناهيه، ثم ضم كتفها اليه لتستند عليه متحركا بها باتجاه غرفتهم متمتما بتساؤل قلق: هتقدرِ تيجى معايا؟!
,
, اومأت برأسها مسرعه فطبع قبله على وجنتها ثم انخفض طابعا قبله على بطنها و تركها تستعد للخروج. ,.
,
, خرج من الغرفه ليدلف للغرفه المجاوره ليضع سجاده الصلاه ارضا و انخفض عليها ساجدا شكرا لله - عز و جل - و تمتم بثقه و ايمان: اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك و لعظيم سلطانك، اللهم انى عصيتك فسترتنى، اغضبتك فرحمتنى، ابتعدت عنك فقربتنى، اللهم اغفر لى ذنبى و طهر لى قلبى و زدنى ايمانا و آمانا يا رب العالمين، اللهم لك الشكر على كل عطاياك و لك الحمد على كل ابتلاء، فأنت خير ولى و حسبى انت و نعم الوكيل، الحمد لله الحمد لله الحمد لله٢ نقطة
,
, انتهت و خرجت من الغرفه لتستمع لصوته الهامس المختنق بدموعه فوقفت على باب الغرفه تراقبه مع ابتسامه حانيه و قلبها يتلو شكرا كثيرا لا ينتهى و لن ينتهى٢ نقطة
, مدركه ان بين كل عسر وعسر يسر، و مهما طال الانتظار فهناك حتما نتيجه، و كلما طال الصبر كلما اثمرت نتائجه٣ نقطة
,
, نجاح المرء في قوه شخصيته، بعد نظره بدقه الامور و الاهداف و برغبته القويه الصادقه التى لا تشوبها شائبه!
, غميكن كردستانى
, استعدت مها لتلك المقابله التى لا تدرى ماذا ستفعل بها فهى تشعر انها بأضعف حالاتها الان، لن تقوى على مجرد النظر لوجهه فكيف ستخاطبه!؟
, جلست جنه و سلمى معها و شذى تلعب في طرف فستانها البسيط، حتى طُرق الباب فنهضت سلمى لتفتح لتجدها حنين لتشهق صارخه و هى تحتضنها بقوه: حنييييين!
,
, ضمتها حنين هى الاخرى بقوه مماثله و هى تبتسم باشتياق لتلك المجنونه و لتلك الذكريات الجميله التى تجمعهم سويا، رحب بها الجميع و دلفت جالسه معهم و بدأت مناوشاتهم المعتاده و كل منهم تتجنب شعور كبير بقلبها الان٢ نقطة
,
, فحنين اخفت بابتسامتها الهادئه و حديثها الشبه مرح ما تشعر به من ذنب ووجع منذ حديثها و موقفها الاخير مع مازن، و سلمى تخفى بضحكاتها العاليه وتمردها المعتاد وسخريتها اللاذعه اولا اشتياقها المتعب لامجد والذى يهاتفها كل ساعه تقريبا مع تجاهلها لاتصالاته دائما، وثانيا شعورها بالخوف من معرفه عاصم بالحقيقه بالاضافه لخوفها من اكتشاف احدهم لحملها والا لن يسمح لها احد بالابتعاد، فهى ربما اخطأت ولكن ما فعله هى لن تستطيع نسيانه بسهوله ويكفى انها ستكون ذكرى دائمه معها كلما سألها طفلها عن شعورها يوم ان علمت عن وجوده٣ نقطة
,
, و مها تبتسم بارتباك و خجل مخفيه شعور الخوف الذى اجتاحها من الخساره مجددا، و شعور التوتر من رؤيتها لاكرم بل و تركهم يتحدثون على انفراد و ليس بأمر العمل و لكن بحياه خاصه، حياه تجمعهم معا، هى و هو فقط٣ نقطة
, بينما جنه تبتسم بسعاده حقيقيه لمها و اكرم فكلاهما يستحق السعاده حقا و لكنها تشتاق لعاصم٢ نقطة
,
, تتلهف لرؤيته، لقد عاد اليوم من سفر عمل، عاد سياده النقيب لعمله و ستضطر اسفه تحمل غيابه لايام كل اسبوع، و لكن اليوم الم يكن بإمكانهم تأجيله لتروى اشتياقها اليه قليلا٢ نقطة
, اما شذى فكانت تشاغبهم ولكنها تفكر وتسترجع دروسها بعقلها حتى تتفوق على جنه في الاختبار التى اعدته المعلمه لهم غدا، وكلٌ يبكى على ليلاه!
,
, نظرت سلمى لحنين لتقول بابتسامه: انا اللى قولت لعاصم يكلمك على فكره، علشان تبقى معانا النهارده بدل ما احنا بنشوفك من السنه للسنه كده.
, ابتسمت حنين و هى تشيح بيدها بلامبالاه و هى تغمغم بسخريه: و انا اشوفك ليه يا سلمى.؟! هو انتِ بتوحشينى و لا حاجه! و بعدين كلنا اتجمعنا النهارده و دى مجرد مقابله عاديه يعنى.
,
, نظرت لها سلمى بغيظ بينما ضحكت الفتيات لتقول جنه بثقه و التى على اساسها طلب عاصم من معظم اقربائهم الحضور: انا متأكده ان اكرم هيصمم على قراءه الفاتحه لما هيعرف ان مها وافقت، كان عاقل يا مها **** يسامحك بقى.
, استدارت سلمى لها بسخريه لتتذكر سابق موافقها مع اكرم فابتسمت بضحكه: عاقل ايه يا جنه!، دا انا شوفت منه جنان ميعرفوش واحد مجنون اصلا!
,
, ضحك الجميع وكان نصيبها لكمه خفيفه من يد مها بكتفها لتصرخ بشغب: ايوه بقى، مها بتغيير، انت فين يا اكرم٢ نقطة!
, ارتفعت ضحكاتهم مجددا و كل منهم تتناسى ما بها مندمجه بكامل احساسها مع البقيه، حتى اتت اللحظه الحاسمه عندما طُرق الباب مجددا لتدلف هبه بضحكه و هى تهتف بفرحه: عروستنا الحلوه.
, نهضت مها ضاحكه لتحتضنها بمحبه و في الواقع لم يخطر محمود على بالها حتى فسبق ان قالت بين هذا و ذاك لا مقارنه٣ نقطة
,
, رحب الجميع بها لتقترب منها سلمى ناظره لانتفاخ بطنها باعجاب وهى تضم بطنها بيدها فابتسمت جنه بحنان وهى تلاحظ نظراتها، بينما وضعت مها يدها على بطنها قليلا ثم اشارت بسعاده مبرووك يا هبه **** يتمم ولادته على خير
, رددت الجميع الدعاء خلفها بينما ربتت هبه على كتفها قائله بابتسامه تفضح سعادتها بوضوح متناسيه ما جاءت لتقوله اصلا: و انتِ **** يفرحك و يتمم جوازك على خير.
,
, ثلاث طرقات على الباب تبعها دخول عاصم و بمجرد ان رأته حنين اقتربت منه مسرعه ليضمها باشتياق مغلقا عينه لحظات و هو يشعر انه اتم واجبه بحق الجميع الا هى!
, الا اقربهم لقلبه، ابنته الاولى و الاغلى، ساند الجميع ايلاها، و وصلها هى من ضمته ما عجز لسانه عن قوله فابتسمت مبتعده عنه و هى تضغط كفه بيدها متمتمه بهدوءها المحبب اليه: وحشتنى جدا يا عاصم٢ نقطة
,
, داعب انفها بسبابته ليقول بصوته الخشن ولكنه حمل نبره دافئه مميزه لاجلها هى: ما اناا كنت عندك قبل ما اسافر و لا هتنكرى بقى٢ نقطة!
, ابتسمت و هى تضمه مجددا لتقول بلهفه لراحتها بين ذراعيه: انت كنت بتزور مازن، لكن انت وحشتنى.
,
, ضمها اليه مدركا ما تقصده من كلماتها البسيطه و رفع رأسه لاعلى ليأخذ نفسا عميقا وعاد ببصره للفتيات ليجد الجميع يرمقهم بحنان عدا جنه التى رمقته نظره كأنه تخبره الصبر، نظره اخبرته انها فهمت ما يؤلم صدره و ما يعتل روحه٢ نقطة
, فاغلق عينه لحظات ثم ابعدها عنه مقبلا جبينها قائلا بجديه و هو ينظر لمها: اكرم وصل، متتأخريش!
,
, ابتسمت بخجل ناظره ارضا فأردف بابتسامه و هو يرمق هبه بطرف عينه: و على فكره معتز بقاله نص ساعه على الباب بس يظهر مداد هبه نسيت تقولك.؟!
, تذكرت هبه فغطت وجهها خجلا بينما ضحكت الفتيات، فكانت نظرته الاخيره من نصيب سلمى و هو يقول بجديه مترقبا رد فعلها: امجد تحت و كان بيسأل عليكِ٢ نقطة
,
, تلعثمت و تاهت عينها قليلا و لكنها نجحت في اخفاء تلعثمها و لكن لم تغفل عين عاصم عنه و لكنه تجاهل الامر مؤقتا و تحرك خارجا، استعدوا جميعا، و بعد حوالى نص ساعه اخرى كانت مها تجلس معهم داخل غرفه الاستقبال بينما الفتيات تتجمع على باب الغرفه منصتين لما يُقال٢ نقطة
, حتى نهض عز قائلا بود: طيب نسيب العريس و العروسه لوحدهم شويه!
,
, ارتبكت مها بشده حتى شعرت انها على وشك الاغماء بينما ابتسم اكرم بانطلاقه و هو ينتظر تلك اللحظه بفارغ الصبر، نهض الجميع تاركا اياهم و حرفيا خرجت معهم قدره مها على التنفس فضمت يديها بقوه بين ساقيها و كادت تقبل الارض من شده انحناء رأسها للاسفل٣ نقطة
,
, ظل اكرم يتطلع اليها قليلا و هى بهذا المظهر الخجل فخفق قلبه بين ضلوعه التى تكاد تفارقه لتحتضنها، لقد اشتاق بجنون لبحر الفيروز الذى يعشق الغرق به، و لكنه لابد ان يمنحها انفاسها الهاربه اولا فحمحم قليلا قائلا بجديه جعلتها ترفع رأسها و ملامح الصدمه تتملك منها: على فكره الشغل اتعطل كتير بسبب الاجازه المرضيه اللى حضرتك اخدتيها.
,
, ظلت تحملق به حتى انهالت عينه عليها تتشرب من بحر فيروزتيها و التى جعلته يصير اكرم اخر، اكرم لها فقط، لا يهم طوعا او قسرا، لا يهم ان تغير لاجلها ام لاجله، يكفى ان فيروزته ستكون له، له للابد و لن يتخلى عنها ابدا٢ نقطة
, شعرت هى بنظراته التى فارقتها جديتها بعد سؤاله - الكارثى - كما تعتقد ليعود خجلها اليها تدريجيا حتى فوجئت به يقول ببعض الجديه المختلطه بحده: ممكن ترفعى رأسك.
,
, اخذت نفسا عميقا لترفع رأسها ببطء ليوجهها نظراته المحتويه و ابتسامته الهادئه لينظر لعينها بقوه متمتما بعد طول انتظاره: انا هكتفى بانى أقولك حاجه واحده بس٣ نقطة
, نظرت اليه بترقب حتى حدق بها بتلك النظره الغريبه التى ادركت مغزاها الان، نظره عاشق يهفو لبر الامان بين عينيها و همس بصدق عاطفته و التى وصلتها كامله دون نقصان: ان انا دلوقتى اسعد انسان على وجه الارض كلها٢ نقطة
,
, اسر عينها بدفء عينيه لتتوه بهم رغم خجلها الواضح و احمرار وجنتيها ارتباكا و لكن ان ابتعدت عن نظرته تلك الان فستندم طوال حياتها، فعاود يقول و هذه المره بنبره اكثر جديه: و هسألك سؤال واحد؟!
, اومأت منتظره سؤاله الذى فاجأها به و الذى لم تكن مستعده لاجابته ابدا: ليه وافقتِ على جوازنا٢ نقطة! او اكتر دقه، ليه وافقتِ تتزوجينى انا؟!
,
, سكنت عينها على عينيه قليلا ثم اخفضتهما تنظر للارض بشرود تبحث عن اجابه تنبع من قلبها و عقلها معا، اجابه يرضاها قاضى ضميرها و كرامتها كانثى فأشارت و هى تحرك شفتيها بحديثها الصامت الذى التقته هو بشوق المنتظر الذى نال جائزته بعد طول انتظار لانى لما لقيت نفسى، لقيتك اول واحد جواها
, و دون ان تنتظر ان ترى رد فعله نهضت لتخرج من الغرفه مسرعه و لكن نداؤه لاول مره باسمها اوقفها امام الباب: مها٢ نقطة
,
, اول مره تخرج مجرده دون القاب، منه هو، و لها هى، لها طعم مميز و احساس مختلف، قشعر جسدها كله و هى تشعر انها الان فقط تدرك ان ما تعيشه حقيقه، وجوده، حديثه، حبه، و شغفها هى به، حقيقه.
, قطع احساسها هتافه المصدق لتفكيرها: اول مره اقولها من غير بشمهندسه، عارفه ليه؟
,
, ظلت مكانها و ظهرها مواجه له فتمتم بابتسامه سعاده: لانى اللحظه دى بس اتأكدت انك ليا، ليا و بس، اتأكدت انك قدرى اللى استنيته عمر كامل و محتاج الف عمر علشان اعيشه معاكِ، ، ثم ختم كلماته بقراره الاكيد و الذى اخبرها بحكم معرفتها له انه لا يتراجع فيه: فاضل على اخر الشهر اسبوعين، اعملى حسابك ان اول يوم في الشهر الجديد هتبقى مراتى و في بيتى.
,
, امسكت بطرف فستانها بدهشه دون ان تستدير له و جسدها يتجمد تماما حتى شعرت بصوته خلفها مباشره قائلا بمرح و جرأه جديده عليه: اصل انا ناوى على جواز عالطول، محدش يقولى خطوبه و لا حتى كتب كتاب، اللهم بلغت، اللهم فاشهد.
, و هنا لم تتمالك اعصابها اكثر فخرجت من الغرفه ركضا دون حتى ان تنظر لمن ينتظروها بالخارج بل صعدت مباشره لغرفتها و لكن كيف تتركها الفتيات بل انطلقن خلفها لتبدأ حفله استجواب عما حدث٢ نقطة
,
, بينما في الاسفل اخبر اكرم الجميع عن رغبته، فمعرفته بها امتدت للعامين فأى خطوبه هذه التى ترضى ظمأه الان، و حقيقه لقد كان عاصم ينتظر عرضه هذا، فهو مطمأن تماما لاكرم و يدرك جيدا انه سيهتم بمها اكثر من نفسه حتى، و الوقت ليس بيده فوالدها يمتلك الان اجازه لمده اسبوعين على استعداد للسفر بهم و هذا هو الوقت المناسب.
,
, و بعد موافقه الجميع تمت قراءه الفاتحه و تم الاتفاق على عقد القران و الزفاف بدايه الشهر الجديد اى بعد اسبوعين تماما من اليوم، أربعه عشر يوم فقط و يتحقق حلم مها بحياه جديده و فوز قلبها بصاحبه، و يتحقق حلم اكرم بفيروزيته الغاليه٣ نقطة
,
, كان امجد قد رحل بعد مشاداه بينه و بين سلمى مجددا كعادتهم مؤخرا و حتى لا يُثير حديثا في تلك المناسبه السعيده رحل بهدوء بعدما استأذن من الجميع بصوره عاديه مع توديعها له على الباب بفتور فقط لتبدو الامور بينهم طبيعيه امام الجميع٢ نقطة
,
, هم مازن بالرحيل مع حنين بعدما ودعت الجميع بالاعلى عندما اوقفه عاصم واقترب من حنين ممسكا يدها قائلا بجديه وهو ينفذ ما انتواه: اظن دلوقت المفروض ترجعى بيتك و تبقى وسط اهلك من اول و جديد٣ نقطة
, انتفض قلب مازن فزعا و هو يستمع لكلمات عاصم والتى اخبرته عن نيته باصلاح وضعه مع حنين المختل بطبيعه الحال٢ نقطة
,
, فنظر عز لها واقترب منها رابتا بيده على رأسها بحنان ما عادت تشعر به كالسابق حتى وان سامحهم قلبها: اه يا بنتى انتِ من حقك حياه جديده، و سعيده تعشيها براحتك من غير قيود.
, ارتجفت عينها و هى تنظر لمازن بدهشه تملكتها قليلا و لكنه رأى خيط من خوف يلمع بعيدا، خوفا ليس من حياه جديده بل خوف من الابتعاد عنه و لكنه كذبه منتظرا سماع رأيها٢ نقطة
,
, و لكنها لم تمنحهم اياه فأردف عز و هو يحاوط كتفيها بكفيه: انتِ لسه في بدايه حياتك و لسه الطريق قدامك طويل، و مازن كتر خيره وقف جنبك وقت ما احنا كنا بعيد، بس يا بنتى حياتكم كده مش مظبوطه و وضعكم ده مينفعش.
, شعر مازن بروحه تكاد تفارقه و هو يستمع لحديثهم هذا و ما يحرقه حرقا صمتها،
, صمتها الذى يتمنى ان تكسره بكلمه لصالحه،
, يتمنى ان تمنحه مجرد بريق املا لن يتركه مهما صار،.
,
, بريق لن ينضب و لن يختفى و لكنها تصمت، كل ما تفعله صمت!
, و في المقابل كانت هى تكتوى بنار احساسها الجديد،
, هى تنتظر منه حديث يمنعهم،
, تنتظر ان يفى بوعده لها بأنه لن يفعل شئ خارج ارادتها،
, هى طلبت منه امنا و حمايه لها و لذكرياتها بينما هو لا يفعل،
, تشتت تفكيرها و هى تشعر بنفسها انانيه٢ نقطة!
,
, فربما هو يرغب بخروجها من عالمه التى دمرته بوجودها، يرغب بابتعادها ليحيى حياه طبيعيه كما يتمنى اى رجل، لماذا تفكر بنفسها و بسجن ذكرياتها و لا تفكر به!
, و بين ما تفكر به و يفكر فيه، هوى قلبه و اسقط قلبها معه.
, رفع عاصم رأسها اليه ليهتف بحسم: الوضع دا لازم ينتهى يا حنين، و انا متأكد ان مازن مستعد يطلق علشان تنتهى المهزله دى بقى٢ نقطة
,
, وهنا فقد هو اخر مقاومته للصمت، فقد عقله، قلبه و كل تفكيره، نسى نفسه، مكانه و وضعه بالنسبه اليها و ما ينبغى عليه فعله، فما دام حيا لن يمنعه احدا من وجودها ليصرخ بغضب اسود جعل الجميع و اولهم هى يطالعه بدهشه: واضح انك مش واخد بالك يا عاصم انك بتكلم مراتى و بتاخد قرار على لسانى، قرار انا مش هوافق بيه ابدا.
,
, احتدت عين عاصم بغضب هادر و صوت مازن يعلو بغضب امامه و لكن ما اخمد غضبه كله ليحيله لدهشه هى نظراته المتألمه!
, نظرات الخوف التى يرمق حنين بها الان،
, نظرات شعر هو بها يوم ان غابت جنه عن عينيه، شعر بها عندما سُحبت من بين يديه غصبا و شعوره العاصف بخسارته جسد الخوف على ملامحه،
, و هنا فهم ابن الحصرى ان مازن عشقها، عشق اخته و لن يتخلى عنها بل مجرد التفكير في هذا يؤلمه!
,
, بينما امتلئت عين حنين بالدموع و هى ترى تمسك مازن بها و لكن الحمقاء كذبت شعورها الحقيقى لتفسر فعلته على انها وفاءٍ بوعده، على انها احتراما منه لقرارها بالاحتماء به و باسمه، على انها شهامه اخ - كما اخبرها - يوما لينقذ اخته من التيه والصراع مجددا!
, و لكن قلبها عارض كل هذا و فرح، فرح لرفضه ابتعادها عنه، فرح لشعوره بروحها ترد اليها بعدما كاد عاصم و عز سحبها منها.
,
, نظر عاصم لمازن قليلا و كأنه يخبره بنظراته انه يفهم دواخله بينما عز لم يستطع استيعاب الامر سريعا فهتف بحده: يعنى ايه يا مازن؟! حنين من حقها تعيش و تتجوز و تبدأ حياه جديده، حنين اغلى من انها تبقى زوجه تانيه.
,
, و هنا وقف عاصم امام والده ليس دفاعا عن شعور مازن و لا دفاعا عن حق حنين و لكنه دفاعا عن عدل لم يأبه به والده سابقا: كان فين اغلى من دى يا بابا لما صدقت اللى اتقال، كان فين لما كسرناها كلنا و انا اول واحد و ملقتش جنبها غير مازن، كان فين لما رفض هو يخليها زوجه تانيه و انت اجبرته و اجبرتها على كده، مازن معاه حق، الحقيقه دلوقت ان محدش له حق يدخل بينهم.
,
, تصاعد غضب عز و هو ينظر لعاصم بضيق تبعه بنظره زاجره لمازن ليزداد هتافه الغاضب: لا، بنتى هترجع لبيتها و حياتها و النهارده، و ورقتها توصلها بكره، و معدش فيه نقاش في الموضوع ده.
,
, و هنا جذب مازن يد حنين لتقف خلفه متوقعا ابتعادها و لكنه شددت قبضتها على يده و امسكت بيدها الاخرى قميصه لتخفى وجهها خلف كتفه و هتف بحده و قرار حاسم: حنين هتفضل مراتى و على ذمتى طول ما انا عايش، و مفيش ورقه و لا كلمه و لا قرار من حد مهما كان هيخلينى ابعد بدون إرادتى، مع احترامى لحضرتك و لعاصم بس محدش له كلمه لا عليا و لا على مراتى غيرى، و لو فكرنا في الطلاق هيبقى قرارنا احنا الاتنين و بس.
,
, هم عز بالصراخ و لكن تلك النظره التى رأها بعين حنين اخرسته، نظره تحمل عده مشاعر جعلته هو شخصيا يتخبط بها٢ نقطة
, حملت من العتاب الكثير على خذلانه لها و الان يصرخ بأمر اخر دون ارادتها،
, حملت من الندم على امر ما هو لم يفهمه و لكنه بدا كأنها تلومه على تقصيره و تندم على فرط ثقتها به، حملت من المشاعر ما فاق ما رأه بعينها يوم قرر جدها طلاقها من فارس،
, الامر عاد نفسه مجددا و لكن نظرتهم الان اختلفت كثيرا عن قبل٢ نقطة
,
, فنظره فارس الواثقه بمكانته قابلها الان نظره من مازن و لكن واثقه بمشاعره،
, و نظراتها الراجيه لرفضها البعد عن فارس قابلها الان نظره اكثر رجاءا و اكثر تمسكا بمازن،
, و هنا ادرك اخيرا ان ابنته اختارت بالفعل حياتها الجديده،
, اختارت طريقها الذى يبدو ان عينها شرحته و لكن للجميع عداها!
, ادرك ان تمسك مازن بها ليس سطوه او سيطره حمقاء بل حب، حب عاند قلبيهما قبل ان يدفعهم ليعاندا الجميع لنصره و التمسك به٢ نقطة
,
, و هنا ابتسم بسخريه فرحمه **** على قلباً يعشق و ينكر عشقه، و رحمه **** على ما جمعهم و الذى سيستنفذ طاقه كلاهما كامله حتى يدركوه٢ نقطة!
, نقل عز بصره بينهم ثم تمتم بحزم: ماشى يا مازن، بنتى امانه و لو فكرت مجرد تفكير انك تأذيها من هيصيبك منى خير ابدا.
, ثم دفعه بكتفه دفعه خفيفه قائلا بحده موبخا اياه بلطف: و صوتك قدام منى مينفعش يعلى و خصوصا لو الكلام عن بنتى، فاهم يعنى ايه بنتى٢ نقطة؟
,
, ثم استدار لعاصم بنظره غاضبه ليردف: بنتى يا سياده النقيب، يعنى مهما قصرت في حقها او غلطت هتفضل بنتى، بس صدق اللى قال انا قلبى على ابنى انفطر و قلب ابنى عليا حجر، ٢ نقطة!
, و رمق حنين بنظره اخيره و تركهم متحركا باتجاه غرفته فهو لم يكن بحاجه لعتاب او اتهام هو مازال يتظلى بنار اتهامه لها، عندما يُخطئ الابناء يسامح الاباء فورا و لكن عندما يُخطئ الاباء يجد الابناء الف عذر وعذر حتى يغضبوا٢ نقطة
,
, ربت عاصم على كتف مازن قائلا بتحذير: اهتم بيها يا مازن مش هوصيك، ، ثم مال عليه هامسا حتى لا تسمعه حنين: و صدقنى لو طال السكوت عن كده يا هتخسرها يا هتخسرك٣ نقطة
, ثم ودعهم على الباب الخارجى لينطلق بعدها مازن و حنين للبيت و بداخل كلا منهم شعور غريب جديد اولدته المواقف، و خاصه موقفهم هذا، و لكن متى يُدرك٣ نقطة؟!
,
, صعد عاصم لغرفه الفتيات وطرق الباب ليدلف جالسا بجوار مها على الفراش مندمجا بحوار اخوى معهم وكان دوره الكبير اما التوبيخ او الصمت متجاهلا اياهم حتى نهض ناظرا لسلمى وقد طفح به الكيل وهم بالتحدث عندما ادركت جنه نظرته فنهضت ممسكه يده قائله بهمس ترجوه و تدرك انه ربما لن يستجيب: بلاش النهارده اليوم كان مرهق عليك وعلينا بلاش نقلبه زعل علشان خاطرى.
,
, نظر اليها بطرف عينه ثم استأذن منهم متجها للغرفه بينما نهضت جنه و اشارت لسلمى لتحدثها قليلا فنهضت سلمى فقالت جنه بقلق من الانتظار اكثر: عاصم على اخره يا سلمى و انا حاولت بكل الطرق ابدأى الكلام انتِ لانه لو ضغط عليا اكتر من كده مش هقدر اسكت و الافضل يسمع منك،!
, اطرقت سلمى برأسها قليلا ثم اومأت موافقه و تمتمت بتوجس تخشى العواقب: حاضر يا جنه هتكلم معاه بكره الصبح، و **** يسترها.
,
, ربتت جنه على كتفها و تحركت باتجاه غرفتهما لتعود سلمى لمها و قد دب الرعب بقلبها فعاصم حتما لن يمرر فعلتها بسلام٢ نقطة
, دلفت للغرفه لتجده يبدل ملابسه دون ان ينظر لها فحمحمت مقتربه منه دافعه بخجلها جانبا فهو غاضب منها بسبب رفضها الدائم لتخبره و الاستاذه الاخرى خائفه فتخفى و هذا ما يزيد غضبه اكثر و لكن كفى لزوجته و لاخته٢ نقطة
,
, امتدت يدها لكتفه لتجعله ينظر اليها و بدأت بمساعدته بارتداء منامته و هو ينظر للفراغ دون اى رد فعل حتى انتهت فطبعت قبله على وجنته تدفعه باتجاه الفراش لتجعله يجلس وهو فقط ينظر اليها رافعا احدى حاجبيه بتعجب و نظره ساخره تشملها فجلست بجواره ممسكه يده قائله بهدوء يتعجبه احيانا: ايه اللى مضايقك منى يا عاصم!
,
, جذب يده بهدوء منافيا لرغبته الحارقه للصراخ لتنطق تاركه تعنتها و رفضها فالمسأله بدأت تأخذ اكثر مما ينبغى، ولولا سفره هذا لكان عرف عن الامر منذ زمن ولكنه تجاهل هذا واعتدل ليتمدد على الفراش متجاهلا اياها بالكامل
, فتحركت للجهه الاخرى لتقترب منه نائمه على ذراعه المفرود على الفراش ورفعت عينها اليه لتهمس بحزن لا تدعيه: بلاش تدينى ضهرك يا عاصم، انا مش بعاند و**** بس صدقنى لما تسمع منها افضل٢ نقطة
,
, استندت برأسها على صدره ليغلق هو عينه ورائحتها تلامس انفاسه لتمنحه بعضا من السكينه الذى يفتقدها الان بشده٢ نقطة
, اولا عودته للعمل بعد طول غياب٣ نقطة
, ثانيا الحقيقه التى ستظهر واضحه وضوح الشمس والاسوء انها ستكون يوم زفاف اكرم ومها لان والدها اخبره انه سيحضر الفرح ويسافر مره اخرى مباشره٢ نقطة
,
, ثالثا هو لا يضمن نفسه ولا رد فعله ان رأى نجلاء امامه فكلما يُذكر اسمها امامه يتذكر جسد فارس الذى هوى امام عينيه دون قدره على اسناده حتى فتتراقص الشياطين امام وجهه فهو لن يكفيه مجرد قتلها او سجنها٣ نقطة
, رابعا هم سلمى والذى يبدو انه كبير، فغياب شقيقته عن منزلها واضطراب علاقتها مع زوجها ليس بأمرا هينا، وهو متيقن 100 % ان سلمى مخطئه بأمر ما ولكن مهما كان خطأها فهو لن يغفر لامجد خطأ بحقها كيفما كان٢ نقطة
,
, واخيرا حياته الخاصه وجنته الصغيره الذى يؤرقه كثيرا ابتعاده عنها بالاضافه لقلقه من شعورها اذا عرفت حقيقه موت والدها والذى يجاهد لاخفائها وسيفعل كل ما يلزم لهذا، فهو لا يعرف كيف سيكون وقع الامر على جنه او حتى على اكرم٢ نقطة
,
, شعر بيدها تمسد رأسه بحنان ودفء وهى تتلو بعض ايات من كتاب **** بصوت خفيض لتزداد نفسه سكينه حتى همست بتفهم: عارفه انك مش بتحب تحكى على اللى شاغل تفكيرك، واللى انا متأكده انه مش موضوع سلمى و بس، بس متحاولش تخبى عنى وجعك وقلقك لان نبضات قلبك فضحاك يا عاصم٣ نقطة
, ضغطت بيدها بخفه على جانب جبينه لتطبع قبله فوقها قبل ان تُكمل تمسيده مع همسها الاخير: نام ومتفكرش في حاجه انا هسهر لحد ما تنام!
,
, لم يجادل ولن يفعل فهو في اشد الحاجه لهذا الهدوء ويبدو ان جنته الصغيره اصبحت تفهمه فباتت تفهم متى يجب ان تتحدث ومتى يجب ان تصمت.؟.
, فابتسم بامتنان ليغرق بعدها في نوم عميق ادركته هى من انتظام انفاسه، والذى اتى مسرعا على عكس توقعها فعلى ما يبدو ان التعب اليوم ارهق جسده كثيرا٣ نقطة, خارج القائمة
 
الفصل السابع والأربعون


فتح عينه صباحا على قطرات ماء تتساقط على وجهه فجذب يدها لتنام على صدره متمتما بصوت ناعس: صباح الخير٢ نقطة
, لتطبع قبله على اسفل فكه وهى تجيبه باشراقه: صباح الورد، قوم يالا الفطار جاهز٢ نقطة
, مط ذراعيه بقوه حتى استمعت هى الى صوت فرقعه بظهره فنظرت اليه بابتسامه وهو ينهض عن الفراش لتنهض هى لتقف امامه وتعطيه ملابسه قائله بدلال طفولى: انا عندى مذاكره كتير يالا علشان نلحق نفطر سوا٢ نقطة
,
, حاول كتم ضحكته مع نبرتها الطفوليه الساخره ونهض مقبلا وجنتيها بعمق ليتجه بعدها للمرحاض ويخرج بعد دقائق مستعدا٢ نقطة
, هبطا للاسفل فلم يجد احدا سوى سلمى والتى نهضت بمجرد ان دلف للغرفه واقفه امامه وقالت وهى تنظر ارضا: ممكن نتكلم شويه بعد ما تفطر!
, امسك يدها متحركا باتجاه غرفه المكتب هاتفا بجديه: لا ممكن قبل ما افطر٢ نقطة
,
, نظرت سلمى لجنه واشارت لها لتلحق بهم فتحركت جنه خلفهم وهى مدركه ان ما سيحدث الان لن يكون خيرا ابدا٢ نقطة
, دلف للغرفه ناظرا اليها وهو يعقد ساعديه امام صدره حتى برزت عروق رقبته قائلا بنبره قويه ارعبتها كما تكون دائما عندما تخطئ: سامعك!
, اتجهت جنه اليه قائله وهو ترى نظرات الرعب على وجه سلمى وللحق كانت على وجهها ايضا فعاصم غير مضمون في غضبه: ممكن تقعد الاول، بلاش كده!
,
, زفر بقوه جاذبا مقعد من خلفه ليضعه بقوه مكان وقوفه ليجلس واضعا قدما فوق الاخرى ويديه الاثنتين على جانبى المقعد مرددا مره اخرى بنبره اكثر قوه: سامعك يا سلمى!
, وضعت جنه يدها على كتف سلمى واومأت لها برأسها ان تتحدث فأغلقت سلمى عينها لتهرب من حصار عينيه التى ضجت بغضبه رغما عنه، وبدأت تسرد له من بدايه اصرارها على تحاليل الحمل، حتى حديثه معها يوم جاءها هنا وتوضيح موقفه٢ نقطة
,
, لم تقوى على فتح عينها عندما انتهت ولكنها انتفضت وكذلك جنه عندما نهض بغضب اعمى حتى سقط المقعد ارضا وهو يصرخ بعنف: عملتِ ايه؟ انتِ اتجننتِ؟!
, حاولت جنه الاقتراب منه ولكن رمقها بنظره جمدت اطرافها مكانها ولم تتقدم خطوه لانها ان فعلت بحق الان ربما يفعل او يقول شيئا يندم كلاهما عليه٢ نقطة
, اقترب من سلمى ممسكا ذراعها بقوه حتى صرخت ألما وبدأت دموعها بالانهمار وهى تحاول التحدث قائله: افهمنى يا ع٢ نقطة
,
, جذب ذراعها بقوه اكبر وهو يصيح بها بنبره هادره زلزلت جسدها كله: افهم ايه يا متربيه يا محترمه؟! افهم انك عصيتِ كلمه جوزك لمجرد احساسك انك بيتحكم في طبيعه شغلك، و لا انك خرجت من وراه و استغفلتيه بدون اى اعتبار لا له و لا للاتفاق بينكم، و لا انك كدبتِ عليه و عملتِ اللى في دماغك، و لا انك تقفى مع عمال لوحدك و قال ايه معايا ستات تانيه! افهم ايه انطقى!
,
, صاحبت صرخته بكلمته الاخيره دفعه لجسدها بقوه ادت لانتفاضها بعنف وشهقاتها تتعالى، ولكنه لم يأبه بل كاد يغرز اصابعه في لحم ذراعها غضبا وهو يعيد اهدراه بأخر اعلى واقوى واشد ألما عليها: افهم انك مغفله و خربتِ بيتك بايدك، و لا انك ماشيه بدماغك و محتاجه حد يظبطك، ولا انك محتاجه حد يعلمك الاصول من اول و جديد!
,
, دفعها بعنف لتسقط على مقعد قريبا منها و هى تكاد تختنق من كثره بكائها، اعطاها ظهره قليلا فحاولت جنه الاقتراب منه او منها و لكنه استدار بحده جنونيه و هو يصرخ بانفعال: انتِ مضايقه انه شك في اخلاقك بس، انا لو مكانه كنت قتلتك، عارفه ليه يا سلمى هانم!
,
, انخفض عليها ليهتف بحده و غضب لتلفح انفاسه الحارقه وجهها فيزداد قلبها رعبا: لانك قبل ما تخالفينى خالفتِ مبادئك و احترامك لنفسك، قبل ما تقللى من مكانتى عندك قللتِ من مكانتك في نظر نفسك و نظرى، لانك غبيه و مفكيش عقل يفكر.
,
, و هنا لامس وتر لا تسمح سلمى لاحد بلمسه ليستولى عليها تمردها لتلمع عينها ببريق جرأه لم تكن تدركها - و ها هو خطاها الاول - و هى تنهض واقفه امامه لتصرخ - و ها هو الخطأ الثانى - رغم تساقط دموعها بانهمار: لا يا عاصم انا احترامى لنفسى مقلش، هو اصلا بأى حق يتحكم في شغلى، بأى حق يقول اعملى و متعمليش٢ نقطة؟!، انا حره و عشت طول عمرى حره و مش هقبل بيه او بغيره يقيدنى على مزاجه او يمنعنى من حاجه بحبها٢ نقطة
,
, صرخت بتوجع و هى تسقط جالسه على المقعد مره اخرى عندما هوت صفعته القاسيه على وجنتها لتشهق جنه بصدمه و هو يصرخ غير منتبه لما قام به و بدون تفكير ان كان صحيح ام خطأ: و كمان صوتك بيعلى و بتعاندى، و بتسألى بأى حق.٢ علامة التعجب
, ثم امسك ذراعها و جسدها كله ينتفض بين يديه و لكن كالعاده اعماه غضبه وهو يهدر بها: جوزك يا هانم فاهمه يعنى ايه؟، و مش هتقبلى بأن حد يقيدك او يمنعك!
,
, و ضغط ذراعها بقوه اكبر و هى تصرخ متألمه و هو يصيح بالمقابل غير آبه ببكائها: انا همنعك يا سلمى، و ابقى حاولى تكسرى كلمتى كده٢ نقطة!
, انتفضت بقوه فتركها و يا ليتها صمتت و لكنها لم تفعل و هتفت بحده و هى تدرك جيدا انها تُخطئ: اكيد هتبرر له، ما انت راجل زيه٢ نقطة!
,
, و قطعت كلماتها و هو يتقدم باتجاهها و لكن توقفت جنه امامه فأبعدها عنه بحده ليُمسك سلمى من ذراعها بقوه رافعا اياها امامه و كادت يده تطبع الصفعه الاخرى على وجنتها و لكن يده تعلقت بالهواء عندما شهقت جنه باكيه: سلمى حامل يا عاصم، حراام عليك!
, و كأن بعض عقله عاد اليه عندما تذكر حملها ليتركها لتجلس على المقعد و هى تبكى بعنف و جسدها ينتفض فاتجهت اليها جنه لتضم اياها لصدرها٢ نقطة
,
, فشدد عاصم قبضته بقوه لا يعرف ان كان نادما او لا، و لكن غلب غضبه عليه ليعاود صراخه فيها و هو يتلوى وجعا لاجل ما فعله بها: انتِ فاكره ان كل حاجه بالتمرد و العناد، فاكره ان اهتمام جوزك بيكِ و خوفه عليكِ تقييد! فاكره ان حبه ليكِ و اهتمامه بيكِ منع حريه!.
,
, امسك يد جنه ليجذبها بعيدا عن سلمى ثم رفع رأس سلمى اليه بقوه ليردف و نبرته مسيطره حملت الان شيئا من القلق عليها متذكرا ما صار مع مها رغم وجود آخرين معها: تقدرى تقوليلى لو حد من العمال كان اتعرضلك هناك كنتِ هتتصرفى ازاى٢ نقطة!، تقدرى تقوليلى امجد لو مكنش اتجنب غضبه و بعد عنك في الوقت ده كان ممكن يعمل فيكِ ايه؟ تقدرى تقوليلى لو اطلقتِ و بعدتِ عن بيتك و جوزك و هدمتِ حياتك بايدك، هيفيدك شغلك بايه!
,
, ثم همس باستياء واضح و نبره مريره تغلف صوته: تقدرى تقوليلى لو جوزك عصبى زيى وأذاكِ وقتها كنت انا هعمل فيه ايه؟!
, ثم نهض ليهتف بعنف قاسٍ: امجد معترضش للحظه على شغلك على ما فهمت منك بس منعك من امر هيضرك يعنى خوف عليكِ و في المقابل طلب منك انك متأثريش في حق بيتك، تقومى انتِ تهدميه؟!
,
, و مع صمتها صرخ هو بها: انطقى و لا الكلام اختفى، انطقى يا سلمى و قوليلى و انتِ مقتنعه تماما، انا مغلطش يا عاصم، و كلامك كله غلط، اتكلمى!
, صرخ بها بأقوى ما يملك من صوت لتنتفض كلتاهما فيما همست سلمى بخفوت مستجديه عاطفه اخيها التى تحتاجها الان ليحتويها بحضنه: امجد كسرنى و اتهمنى بالخيانه يا عاصم٢ نقطة
,
, شهقت بقوه بينما ارتجف جسد عاصم بغضب حارق و هى تردف باختناق واضح و ضعف لم يعهده بسلمى ابدا: لو كان سألنى او عاتبنى حتى كنت هقوله، انا معترفه انى غلطت بس هو وجعنى يا عاصم وجعنى قوى٢ نقطة
,
, ثم اخفت وجهها بين كفيها لتبكى و جسدها يرتجف بشده فاقتربت جنه منها لتضمها مجددا ناظره لعاصم بأسى بينما هو مع تيارت الغضب التى تملأ كامل كيانه الان خرج من الغرفه كالثور الهائج لتستمع كلتاهما لصوت سيارته التى تحركت بعنف محدثه صوت عالى خلفها٢ نقطة
, فرفعت سلمى رأسها من حضن جنه لتهتف بقلق وسط دموعها: هيروح لامجد، انا خايفه عليه يا جنه، خايفه على امجد.
,
, ثم اخذت تبكى بقوه فضمتها جنه و هى لا تدرى اتضحك على خوف سلمى الذى من المفترض الا تشعر به الان! ام تبكى على حالها وعلى ما سيفعله عاصم بزوجها وعلى ما ستؤول اليه الامور!
,
, توقف بسيارته امام باب المشفى التى يعمل بها امجد ليهبط مسرعا ناسيا حتى اغلاق سيارته ليركض لاعلى ثم فتح باب غرفته ليجده بمفرده حمدا لله فهتف محاولا تمالك نفسه في مثل هذا المكان العام: لو مش عاوز الخلق اللى هنا يتفرجوا علينا قوم معايا نخرج حاااالا!
,
, وهنا زفر امجد بقوه مدركا ان عاصم عرف كل شئ ولن يتحمل ما قاله امجد لشقيقته فنهض نازعا رداءه الابيض مبلغا الممرض برحيله لبعض الوقت وتحرك مع عاصم للخارج، حتى صعدا للسياره وانطلق عاصم دون كلمه باتجاه منزلهم٢ نقطة
, ترجل عاصم لداخل المنزل وامجد معه حتى دلف لغرفه المكتب التى خرجت سلمى منها قبل وصولهم للاعلى بعدما قلقت مها من الصراخ التى استيقظت عليه وحمدلله ان والديه خرجا باكرا٢ نقطة
,
, استدار عاصم لامجد هاتفا بحده وغضب: سلمى اختى يا دكتور، بنت عز الحصرى، اللى شككت في اخلاقها دى تبقى سلمى عز الحصرى!
, و حمدا لله على هدوء امجد المعتاد و الذى ساعده الان قائلا ببطء: مش العيله و لا النسب اللى بيحدد الاخلاق يا سياده النقيب، سلمى غلطت و غلطها خلانى اغلط٢ نقطة
,
, هم عاصم بالصراخ مجددا و لكن اردف امجد مقاطعا اياه و هو يهتف و لكن لم يعلو صوته: قبل ما تحكم فكر شويه بس، انت لو مكانى كنت هتفكر في نسب مراتك قبل ما تتصرف، كنت هتفكر اصلا في عز غضبك الموضوع ايه هو، وجه ازاى و مين الغلطان؟ كنت هتفكر لما تلاقى مراتك ماشيه قدامك و بتكدب عليك؟ مش العيله اللى هتحدد تفكير او تصرف في لحظه عصبيه يا سياده النقيب٣ نقطة
,
, ارتفع صوت عاصم ينادى بأقصى ما يملك من صوت على سلمى، و بعد لحظات كانت واقفه امامه و اثار البكاء ظاهره بوضوح على وجهها و لكن ما افقد امجد توازنه و هدوءه اثار صفعه عاصم و التى تركت وجنتها حمراء بشده و كدمه زرقاء على جانب شفتيها ليلتفت بحده غريبه على طبعه الهادئ لعاصم صارخا بترقب: مين اللى عمل كده!
,
, و قبل ان ينطق عاصم هتف امجد بحده اكبر: سلمى اختك، يبقى تنصحها، توجهها، تسمعها، لكن تضربها، دا اللى مش هسمحلك بيه ابدا٢ نقطة!
,
, اشتعلت عين عاصم بنيران حقيقيه و هو يفقد اخر ما يملك من عقل ليس من حديث امجد و الذى رغب اصلا بسماعه و لكن من صوته العالى بينما سلمى حدقت بأمجد بصدمه تبعها تحديقها بعاصم بخوف حقيقى من مواجهه بينهم الان و لكن عاصم قبض يديه بقوه قائلا بعنف: دى اختى قبل ما تبقى مراتك و انا مش مستنى حد يقولى ايه الصح و ايه الغلط في تصرفاتى معاها٢ نقطة
,
, جذبها امجد خلف ظهره و هو يواجه عاصم رافعا سبابته في وجهه هادرا بقوه موقفه: من ساعه ما بقت سلمى على ذمتى محدش ليه كلمه عليها غيرى، دورك يتلخص في سند لو انا فكرت ءأذيها لكن انك انت اللى تأذيها لا ليك حق دلوقت و لا كان ليك قبل كده، و اذا كنت انت تقبل ان مراتك حد يمد ايده عليها حتى لو اخوها انا مش هقبلها٣ نقطة
,
, تجمدت اطراف سلمى خوفا و جسد عاصم كله يرتج غضبا رغما عنه كان مدركا لموقف امجد و ان لم يفعله لم يكن ليطمئن على سلمى معه و لكنه لم يكن يدرك ان كظم غضبه صعبا لهذا الحد فالموضوع امتد للحديث عن جنه فهتف بعصبيه مفرطه: امجد الزم حدودك.
, جذبت سلمى يده فالانحناء الذى تأخذها علاقه زوجها باخيها لن تُرضى احدا ابدا و اولهم هى٢ نقطة
,
, شعر امجد بحركتها فتمالك اعصابه قليلا قائلا بهدوء مجددا: عاصم لو سمحت اللى بينى و بين مراتى انا هقدر احله، من فضلك بلاش ضغط و ياريت تفضل بره الموضوع٢ نقطة
, ضرب على مكتبه صارخا بعصبيه مفرطه و قد وصل اخيرا لما اراده بكل ما فعله: لما انت اللى هتحله مراتك هنا بتعمل ايه يا دكتور٢ نقطة!؟
, نظر اليه امجد بتفحص قليلا ثم نظر لسلمى قائلا بجديه مفرطه: جهزى نفسك و هدومك يلا علشان هنمشى.
,
, نظرت سلمى لنظرته الغاضبه و التى اخبرتها انها ان ماطلت بكلمه اخرى ستكون النهايه وخيمه لها، لعاصم و لامجد و هذا ما لا ترغب به٢ نقطة
,
, فأومأت برأسها موافقه لتتحرك خارج الغرفه و لكن وصلها صوت عاصم الذى لمع بريق غضبه بحنان اخ حاول تحسين علاقه اخته بزوجها و لكن بطريقه قد يفهمها كلاهما: اختى امانه في رقبتك، مهما عملت حذارى تجرحها يا امجد، سلمى متمرده و عناديه بس مش قويه، مش قويه تتحمل صدمه او جرح من حد بتحبه و اول من هتأذى هتأذى نفسها، و حسك عينك تفكر تزعلها تانى، لان وقتها انا فعلا اللى هقفلك و وقتها مش هيحصلك طيب٣ نقطة
,
, تساقطت دموعها و عضت شفتيها ندما على ما آلت اليه الامور بسبب عنادها و تمردها على امر لم يكن بأمر و عادت ركضا للداخل لتلقى بنفسها بين ذراعيه تبكى بقوه فزفر بحزن شمل روحه و هو يضمها مقتربا من اذنها هامسا بصوت وصلها فقط لتكون اول مره بتاريخ حياتهم معا يعتذر: انا اسف بس انتِ اجبرتينى و انتِ عارفه اخوكِ في غضبه مبيفكرش، فرقى بين التحكم و الخوف، بين التقييد و الاهتمام، و اوعى تخسرى راجل بيحبك من قلبه بجد٣ نقطة
,
, شددت يدها حوله و اومأت موافقه فرفع رأسه مستعيدا نفسه ليبعدها عنه طابعا قبله على جبينها ثم دفعها بهدوء للخارج لتستعد لتعود مع زوجها رغم انها مازالت على غضبها منه ليترك هو امجد متجها للخارج ايضا و لكن هو اتجه لخارج المنزل ف لاول مره يشعر بمعنى دوره كأخ، ربما تسرع قليلا و لكنه فهم الان ان احتماء احد به ليس بأمر سهل، بل هو صعب جدا، و ربما من اصعب الامور على نفسه هو كظم غضبه و الذى استهلك كل طاقته اليوم ليفعل٢ نقطة!
,
, في الغربه عن الاهل، الوطن و الصحاب،
, نصمد لحظه و نتنكس لحظات،
, نعيش مره و نموت آلاف المرات،
, نسعد حينا و نحزن بقيه الاحيان،
, ففى الغربه وجعا لا يدركه الا من عاشه و ان كان هناك ما قد يغير نظرتك للحياه فالغربه اولهم، يليه المرض ثم فقدان غالى.
, مازن عاوزه اتكلم معاك في موضوع ضرورى!
,
, قالتها حياه بارتباك غريب على طبيعتها الجديده اثناء جلوسه مع العائله في الحديقه الخارجيه يتبادلون اطراف الحديث متجنبا تماما النظر لحنين و رغم ذلك عينه دائما ما كانت تخونه لتتابع ابتسامتها الهادئه على نقاش والدته و والده المفعم بمرح يشاركه هو رغم كل ما يحمله من تشتت داخلى٣ نقطة
, رفع نظره لحياه متعجبا ارتباكها ثم نهض مقتربا منها بتفحص متمتما بحنان: واضح ان في حاجه قلقاكِ٢ نقطة!
,
, اومأت برأسها و هى عاجزه عن توقع رد فعله عندما يعلم عما تريده و لكنه امسك بيدها مستأذنا من الجميع و دلف معها للداخل بينما حنين تكاد تشتعل لا تدرى ضيقا ام غضبا ام، غيره!
, و لكنها لسبب ما و هى لم تحاول ان تصل لهذا السبب بل نهضت مسرعه هى الاخرى متمتمه بكلمات مقتضبه لتندفع لغرفتها مغلقه الباب خلفها بعنف٢ نقطة
,
, دلف مازن لغرفه الاستقبال و اجلسها و جلس امامها ناظرا اليه بترقب عاقدا ساعديه امام صدره منتظرا سردها لما يشغل تفكيرها و يقلقها و عندما طال صمتها حثها هو قائلا بهدوء: خير يا حياه ايه اللى حصل؟!
,
, اعطته عده اوراق بيدها لم ينتبه لها سابقا ليأخذها باستغراب متفحصا اياها و هى امامه صامته منتظره رد فعله و الذى اتاها سريعا عندما عقد حاجبيه بضيق فور قراءته لما تشمله الورقه بيده - منحه عمل يتوجب عليها فيها السفر لخارج البلد - ثم رفع عينه اليها هاتفا بتساؤل مستنكر و قد حمل صوته بعد الحده: سفر ايه؟ انتِ متخيله انى ممكن اوافق على الكلام ده!
,
, ازدردت ريقها بصعوبه محاوله اخراج صوتها فا هى الفرصه التى طالما انتظرتها و لن تتنازل عنها بسهوله و رغم اهتزاز نبرتها خرجت كلماتها بثقه و اصرار: انا نفسى اسافر يا مازن، و كون انى افوز بالمنحه دى، دا يدل على انى مميزه و ناجحه جدا في شغلى، الفرصه ذهبيه و مش عاوزاها تضيع منى٢ نقطة
,
, اغلق الاوراق و وضعها جانبا ليقترب منها ممسكا بيدها محاولا اقناعها فتلك الصغيره منذ ان استردت حياتها لم تعد تقبل بأى أمر دون اقتناع و هو لا يجبرها على شيئا دون تبرير و لكن هذا الامر خاصه لن ينتظر اقتناعها لرفضه و لكنه حتما سيحاول فحاول جعل نبرته اكثر ليناً: في نقط كتير غايبه عنك في الموضوع ده، اولا انتِ لسه جديده في الشغل و الشغف مش وحش بس بالشكل ده انتِ ممكن تخسرى كل حاجه، ثانيا هتقعدى فين و مع مين و ازاى هبقى مطمن عليكِ في بلد اجنبى لوحدك، ثالثا و الاهم ازاى يبقى جوزك هنا و انتِ بره لوحدك، و رابعا بقى انتِ متعرفيش يعنى ايه غربه؟، و علشان كده مينفعش توافقى على المنحه دى، انتِ عارفه انى و لا مره حاولت اقتل طموحك، و لا مره قولتلك لا على شغلك تحت اى ظرف لانى مدرك كويس قوى لحلمك و لاهتمامك بيه، لكن لحد هنا و انا مش هوافق يا حياه٢ نقطة
,
, و انهى حديثه بصرامه مانحا اياها قراره: المنحه دى مرفوضه.
,
, اعتدلت حياه بإستماته بتلك النظره المصره التى اشتعلت بعينها و هى تقول بثقه غير منتبهه لصحه او خطأ حوارها: اولا انا شغفى و اهتمامى بالشغل هو اللى وصلنى لانى ابقى جديره بالمنحه دى خصوصا ان فرع الشركه بره لسه جديد يعنى لازم الموظفين يكونوا مدربين كويس جدا علشان اسم الشركه، ثانيا هقعد في فندق مخصص لموظفين الشركه بس، و هقعد مع 3 بنات كمان و انا هطمنك عليا يوميا ممكن فون او مكالمه فيديو، اما ثالثا و الاهم انت عارف كويس يا مازن العلاقه اللى بينا و اللى انا مش هسمح ابدا انها تأثر على مستقبلى٢ نقطة
,
, ثم ضغطت كفه الممسكه بيدها و هى ترى ملامح الضيق و الاعتراض على وجهه و عادت تحاول بترجى: ارجوك يا مازن بلاش ترفض انا بجد متحمسه جدا للمنحه دى و عارفه انى هقدر انجح و انا من ايام الكليه و انا بتمنى اسافر و احقق نفسى في بلد تانيه، انت نفسك كملت تعليمك بره ليه دلوقت بتمنعنى!
,
, رفع يده الاخرى ليحاوط كفها الممسك بكفه ليهتف بجديه قلقه و صوته يخرج حادا رغما عنه رغم غصه الالم التى لمعت بصوته: و علشان انا سافرت و عارف يعنى ايه تكون في غربه بمنعك، بمنعك عن كل ساعه تعبت فيها و اتمنيت حضن امى و ملقتوش، عن كل يوم حسيت ان الناس هناك بتيجى عليا و اتمنيت اجرى و اتحامى في ابويا ملقتوش، عن كل يوم كنت فرحان و نفسى اشارك حد فرحتى ملقتش اهلى حواليا، عن كل يوم ضاع من عمرى هناك و رغم ان كنت بنجح فيه عمليا بس كنت بخسر فيه ساعات و ذكريات كتير انا في عز احتياجها دلوقت٣ نقطة
,
, اختنق صوته بغصته رغما عنه ليذبحه شبح الذكريات و كل ما مر من عمره ليخرج صوته مهتزا محملا بثقل حمل قلبه: بندم على السنين اللى مكنتش مع فارس فيها، بندم انى مقضتش معاه عمرى كله لكن دلوقت مينفعش ندم لان القدر خطفه منى٢ نقطة
,
, ازدرد ريقه بصعوبه و هو يردف و عينه تلمع بدموع حسرته: كنت بعيد وقت ما كانت امى بتضحك و دلوقتى مش شايف في عنيها غير الوجع، كنت بعيد لما كان ابويا بقوته و دلوقتى مش شايف غير ضعفه، كنت بعيد و اخويا عايش و دلوقتى خسرته، كنت بعيد في الفرحه اللى دلوقتى بتمنى لو كنت فشلت في دراستى بس اعيشها معاهم، بندم على كل لحظه كان نفسى فيها احضن فارس بس اجلتها و قولت بكره، وجه بكره بس و هو مش موجود يا حياه، عاوزه تخسرى كل ده٢ نقطة!، عاوزه تحسى الوجع ده!، عاوزه تندمى!
,
, نظرت لعينيه التى حملت ما فاق تحملها و تحمله من وجع، فتساقطت دموعها بتأثر و هو يوضح خباياه لاول مره امامها و هى مدركه انه يفعل فقط ليحميها مما عاشه هو٢ نقطة
,
, رفع رأسه لاعلى ليأخذ نفسا عميقا و اغلق عينه للحظات مانعا عنها فيض مشاعره التى جرفته بكل قوته بعيدا ليتصدع قناع قوته و يبدو قشره هشه لم تعد تتحمل الصدمات و لكن منذ متى و مازن يستسلم امام احد لحزنه، و لم تدرك هذا لاغلاقه لعينه الذى منع عنها كل دواخله٢ نقطة
,
, فتح عينه و عادت لها نظراتها الحانيه ليقرب رأسها منه مقبلا جبينها فهمست بخفوت شديد و دموعها تنساب و لا قدره لها على اكمال جدال الان و ربما ادركت انه لا قدره له: طب ممكن تفكر مره كمان٣ نقطة؟
, هى ليست هو!
,
, ليست الابنه المدلله سابقا لابوين لا يهمهما سوى سعادتها، حتى تفتقد هذا، ليست الزوجه المحبوبه التى يعاملها زوجها بحب و عطف كما لو كانت جوهره ثمنيه حتى تهرب من العالم كله اليه، و لا يجوز ان تكون اخت له فهناك زوجه - رغم انكارها - تحترق غيره عليه، ليست الفتاه المحظوظه و التى سيحزن الجميع على فراقها،.
,
, حياتها لها و لابد ان تعيشها فلا احد سيدرك مدى شعورها بالتهميش، لا احد سيعرف الاجابه ان تسائلت عن اصل وجودها في هذا المنزل،
, هل هى ابنه؟ اذا هل زوجه! اخت! ام مجرد حاله نكره؟! ام كل هذا؟!
, تعبت هى من عدم استقرارها و الان لن تتنازل عن هذا حتى و لكنها لن تستطيع ايلامه، و لن تكسر له كلمه ان رفض، فربما حتى تنتظر رفضه هذا٢ نقطة
,
, ربما تحاول الشعور باحساس ان يتمسك بها احد، ان يخاف عليها احدهم من الحزن، ان يحتضنها ليقول لها لا تبكى فانا لا اتحمل رؤيه دموعك، و من افضل من مازن يفعل؟
,
, و كانت نظرتها كفيله بجعله يضمها لصدره لتنهمر دموعها على قميصه مدركا انها كانت بحاجه لذلك، تلك الصغيره مهما كبرت تظل صغيره تبحث عن الامان و الاحتواء التى تقصى نفسا قصيا عنهم، و لكن حواره معها الان عقيما فهى بحماسها لن تستمع و لن تفكر باتزان لتدرك ان الوضع التى ترغب به لا يجوز٣ نقطة
,
, ربما لديها امرا بسيطا و لكن بالنسبه اليه لا فتمتم بانهاء للحوار: هنفكر في الموضوع ده بعدين، نعدى فرح اكرم و مها على خير الاول و بعدين اقولك قرارى.
, تحمست قليلا فاتسعت ابتسامتها و هى تبتعد عن ذراعيه لتتعلق عينها بعينه بلهفه ليردف هو باقرار صريح اخبرها ان هذا الوقت - الذى يزعم انه سيفكر به - ما هو الا ذريعه ليجعلها هى تقتنع برفضه و لكنه لم يبخل عليها بمجرد التوضيح: و اللى هيبقى رفض.
,
, رفعت يدها محاوله التحدث و لكنه منحها نظره مانعه لحديثها قائلا بحزم: هنتكلم في الموضوع بعد الفرح و انتهى الكلام حاليا، و زى ما انا هفكر انتِ كمان هتفكرى و يستحسن ترفضى.
, زمت شفتيها بضيق و هى تُجفف دموعها ليستعيد هو بعضا من قناع مرحه المزيف فابتسم مغمغما بغمزه: نفسى بقى في فنجان قهوه من ايدك يظبط دماغى، , ثم اضاف بمكر مستغلا عقده حاجبيها ضيقا: علشان اعرف افكر،.
,
, فضيقت عينها بغيظ لتنهض من امامه منطلقه للخارج و هى تعلم انه يعلم انها لن تعد له كوب القهوه فهذه عادتها دائما عندما تغتاظ منه و هو لا يلومها او يعاتبها و للعجب يحب تدللها هذا و الذى يزرع داخله شعوره بها كأخت صغيره تتدلل على اخيها لا كزوجه مطيعه تعصى كلام زوجها٣ نقطة
, ابتسم بسخريه ثم اخذ نفسا عميقا مستندا برأسه على مسند الاريكه تاركا لنفسه فرصه التفكير بحالها قليلا٢ نقطة
,
, حياه تطلب الابتعاد، هو لا يحبها هو متأكد تماما و لكن كأخت له كيف يتركها٢ نقطة!؟
, كيف يتحمل غيابها و يستغنى عن دلالها الذى منحه افضل شعور تمناه يوما، شعور الاخ القلق بشان اخته الصغيره، و ايضا كيف يطمئن عليها من ضربات الحياه، فهنا هو معها و بجوارها و خلفها دائما و لكن هناك كيف ستتحمل؟
,
, اجل هى استردت نفسها و لكنها مازالت هشه طيبه القلب لن تستطيع التعايش مع مكر الحياه هناك، شاءت ام أبت هى زوجته و مادامت مسئوله منه لن يسمح لنفسه بمجرد فكره القلق عليها حتى و ان كان رغما عنها!
, كيف يضحك و من يشاكس و مع من ينسى وجعه سواها٣ نقطة
,
, زفر بقوه و تلك البريئه المستبده تقتحم عقله بقوه فشعر بنبضات قلبه تتقافز رغما عنه و قبل ان يسمح لنفسه بالتفكير نهض خارجا من الغرفه متجها اليها، طرق الباب مرتين قبل ان تفتحه ناظره اليه و عينها تحمل غضبا سرعان ما تحول لخجل عندما طالعها بحاجب مرفوع قائلا بمكر: هو احنا متخانقين ولا ايه؟! ليه الغضب ده؟!
, بللت شفتيها بتوتر و تمتمت و هى تهرب بعينيها منه: لا ابدا انا بس٣ نقطة
,
, قاطعها بمرح و هو يتحدث بضحكه مانعا كم المشاعر التى اجتاحته فور رؤيتها بتلك الهيئه بعبائتها الطويله التى لا تتخلى عنها و لكنها اخيرا تخلت عن حجابها و لكنها دائما ما تلملم خصلاتها جيدا و لكنها الان تركتها مبعثره لتمنحها منظرا فوضاويا ادى بقلبه ارضا: حيث كده بقى، عاوز اتكلم معاكِ في كلمتين!
,
, نظرت حولها بارتباك ثم اشارت له بالدخول، دلف الغرفه معها لينظر في ارجائها بابتسامه ساخره متذكرا ذكرياته في تلك الغرفه التى حملت اغراضه و اسراره سابقا لتحمل رائحتها و حياتها الان ثم تنهد و جلس على الفراش فاحضرت هى مقعد لتجلس امامه على بعد مناسب منه٢ نقطة
, فاتخذ وجهه وضعيه جاده و هو يقول باقرار: عاوزك تعملى حسابك هتخرجى معايا بكره الصبح علشان تروحى تقدمى في شركه الادويه، اتفقنا٢ نقطة!
,
, لمعت عينها ببريق خاطف و رغم انه اختفى سريعا وسط عبارتها و لكن اثره على قلبه لم يختفى: بكره بكره بجد!
, ثم همست بقلق و هى تشير لكتفه الذى لم يطيب تماما بعد: بس انت محتاج ترتاح، ليه قطعت الاجازه بسرعه كده؟!
, حرك رأسه بلا مبالاه و هو يقول بنبره محايده: زهقت من البيت و واحد زيى ميتحملش يقعد فاضى كتير٢ نقطة
,
, ثم اضاف بمرح ساخر متذكرا اهتمامها به طوال الايام السابقه: و بعدين انتِ كنتِ عامله ليا حظر تجوال و مانعانى من الشغل تماما و انا صعب اتحمل الفراغ ده كتير٢ نقطة
, اتسمت بخجل و هى تنظر ارضا ليطالعها قليلا مقاوما رغبته المشتعله بها ليقول بجديه: انا وعدتك اول يوم ارجع الشركه هتيجى معايا و رغم انها متأخره بس المهم انتِ ترتاحى هناك.
,
, و لاول مره تضحك عينها مع شفتاها و هى تردف بفرحه عرفت الطريق لقلبها اخيرا حتى و ان كانت لحظيه: و لا يهمك انا مبسوطه جدا انك افتكرت٢ نقطة
, ثم نظرت اليه بامتنان و لا يدرى لم لاحظ نظره يتمنى ان تكون حقيقيه، نظره حملت من الحب اكثر مما حملت من الشكر و غمغمت بابتسامه حقيقيه: شكرا بجد يا مازن انا مش عارفه هقدر اوفى كل اللى عملته و بتعمله علشانى ازاى؟
,
, صمت اطبق على كلاهما و هو يتطلع اليها و قلبه يتوسلها لتفهم نبضاته٢ نقطة
, لن تقدرى يا حنين القلب، لن تقدرى.
, فان كان لى عندك دَينٌ فقيمته انتِ،
, قلبك مدين لقلبى بنبضاته التى بعثرتيها دون اكتراث،
, انفاسك مدينه لانفاسى بشهقات ألم تعجز عن الخروج من سجن صدرى لتصل اليكِ علك تطيبها،
, جسدك يُدين لصدرى بألف حضن و حضن لعل عطرك يمنحنى السكينه،
, انوثتك تدين لرجولتى بألف اعتذار فانتِ الفتنه و سيده الاغراء،.
,
, و شفتاك تدين لشفتاى بملايين القبلات التى لن تروى عطشى بل تحيله جفافا لن يرويه سوى قربك، قلبك و انتِ!
, فانتِ خاصه لا تتحدثى عن الوفاء فالدَينُ كبيرا و رغم انك المطلب انتِ ابعد من السماء٣ نقطة
, افاق من تفكيره على حركه يدها يمينا و يسارا امام عينيه فارتجفت جفونه ليردف بعدها بصوت حمل من مرارته الكثير: لو عاوزه توفى حقى فعلا، افرحى، مش محتاج منك غير انك تفرحى.
,
, ابتسمت ابتسامه حقيقيه فنهض من مجلسه رابتا على كتفها بحزن غلفه بابتسامه هادئه و لم يكبح جماح رغبته فاحتضن وجنتيها ليشعر بارتجافه جسدها و حرارته و وجنتها تتلون بخجل واضح و ربما غضبا ثم اقترب طابعا قبله طويله عميقه على جبينها ارتج لها جسدها بعنف و شعرت بها تنساب بهدوء لاعماق قلبها لتشعر برغبه غريبه في قربه٢ نقطة
, قبله لم تفهمها او ربما خافت، يرفض عقلها ابتعاده و يتمناه قلبها!
,
, عاده ما يختار القلب فينهره العقل لتدخل النفس في صراع ينتهى دائما بهزيمه العقل امام مشاعر قلب فياضه، و لكنها حاله خاصه فقلبها هو من ينهر عقلها على قراره، يهرب من مشاعره ليجعلها شئ مُجرد مشوه لا قيمه له رغم نداءات العقل المستميته٣ نقطة
, فهى انثى يقف قلبها بمواجهه عقلها يردعه، ليصرخ ضميرها مؤيدا القلب و كأن جسدها اتفق عليها، يعادى بعضه بعضا، و تحارب هى نصف منها هى اصلا له و لكنها لا تعلم٢ نقطة
,
, لم تشعر بشئ حتى خروجه فما اجتاحها من احساس الان غلف كل حواسها، جلست بهدوء على الفراش محل جلوسه و اغلقت عينها و رائحته رغما عنها تغتال انفاسها لتستقر بصدرها٢ نقطة
, فعل مازن الكثير لاجلها بل فعل ما لم يفعله احد،
, ذكرياتها معه مشبعه بشهامته، لذه ابتسامته و مرحه الذى يجعلها تعرف معنى الضحك من جديد٣ نقطة
,
, و ذكريات اخرى مشبعه بغضبه، سطوه صراخه و عرقه الاسود الذى يجعلها تشعر لاول مره بحياتها بخوف من مجرد التفكير فيه٢ نقطة
, و اخرى مشبعه باحساس جميل، احساس يمنح لانفاسها انتعاشا و لقلبها حياه جديده، احساس ترغب به و تخاف منه، احساسا بقدر ما يحمل من الجمال بقدر ما يحمل من الخيانه٢ نقطة
,
, حركت رأسها يمينا و يسارا نافضه تلك الافكار عن رأسها لتنهض ممسكه بصوره فارس و لكنها لاول مره تشعر بخطأ ما، هى على ذمه رجل اخر فكيف لصوره عشقها القديم ان تشاركها٢ نقطة
, القديم!
, هل اصبح الان قديم؟!
, انهمرت دموعها بقوه و هى تشعر بتضارب مشاعرها يرهقها و يفقدها تماسكها المزعوم٢ نقطة
, فارس كان و مازال و سيظل رجلا لن ترى مثله و لن تفعل و لكن من قال ان قلبها بحاجه لمن مثله او حتى لمجرد مقارنه بينهم٢ نقطة
, فارس لن يتكرر٢ نقطة
,
, هى مازالت تعشقه سيظل عشقها القديم، عشق الان و عشق الغد، لن يخفق قلبها بغيره يوما و لن تدعه يفعل ان اراد٣ نقطة
, و بهذا اراحت عقلها، قلبها و ضميرها معا و لكن بئسا فهى نفسها لم ترتاح٢ نقطة
,
, بمجرد ان اغلق مازن باب غرفتها اتجه بخطوات متثاقله لغرفه فارس المغلقه منذ زمن حتى لا تدخلها تلك العنيده و لكنه يجلس بها كثيرا فهى تشعره ان اخاه معه، يسمعه و يمنحه هدوء نفسه٢ نقطة
, جلس على الفراش و الذى مهما دلف لهنا لا يقترب منه، لا يدرى لم و لكنه لا يستطيع الاقتراب و لكن الان لم يعد هناك شعور اسوء مما يشعر به٢ نقطة
,
, القى بجسده دفعه كامله عليه ملقيا رأسه على وسادته ليغلق عينيه و اه الم تفارق شفتيه و هو يتمسك بالوساده ضاما اياها لصدره بقوه٢ نقطة
, لم يدر كم مر من الوقت حتى استعاد وعيه و الذى بدا و كأنه فقده هنا، تحدث، تحدث كثيرا، افضى بكل ما يحمل بداخله، و لكنه للعجب لم يبكى، فاق ألمه قدره عينه على البكاء حتى٣ نقطة
,
, اختفى صوته تدريجيا فضرب بيده على الكومود خلفه فاهتز بعنف ادت لفتح درج الكومود فزفر بقوه و نهض ليخرج و لكن سقطت عينه على دفتر صغير طالما كان يرى اخيه يحمله في شنطته الخاصه جلس مجددا ليرفع الدفتر الصغير ليقرأ ما خطته يد اخيه على صفحته الاولى
, دائما ما تمنحنا الايام درسا جديدا كل يوم، درسا يظل داخل عقولنا مهما حاولنا تجاوزه.
,
, ابتسم و هنا امتلئت عينه بالدموع فأغلقها لحظات لتتساقط دموعه ببطء يليق بصبره القاسى، ثم فرّ الاوراق بسرعه ليفتح على احداها ليقرأ ما بها
, سنندم على كل لحظه منحنا الوقت اياها و نحن بتفكير عقيم او ربما احساس مشتت منعنا انفسنا عنها، فلتعش الحياه كما ترغب انت و ليس كما ترغب الظروف.
,
, شهقه ألم اخرى غادرت شفتيه و لكنها كانت اكثر ألما و وجعا مع ازدياد دموعه بحزن و هو يتخيل فارس امامه ينصحه و يحدثه فما خطته يده تعبر عنه، ، و ما اسوء من رؤيه اشخاص غائبين قسرا بين احرف كلماتهم!
, مرر الاوراق بسرعه مره اخرى ليفتح على احداها ليقرأ ما بها.
,
, احيانا نعيش شعورا غاليا جميلا و لكنه انتهى، اذا اصبح ماضى، فالان لم يبقى سوى كذكرى كلما تذكرناها نضحك، و قد يكون الماضى حدثا، شخصا، شعورا، و ربما عده كلمات، و لكن في الوقت الحاضر دعنا لا نترك باب الماضى مفتوحا حتى لا يظل باب المستقبل مغلقا، دع الذكريات ذكريات و فلتعش غيرها و ربما تكون افضل بكثير مما مضى.
,
, لم يكن جنونا و لم يكن حلما فقط تعاظم شعوره بحروف كلمات اخيه فشعر بنفسه بين يديه، شعر بابتسامه رائقه ترتسم على وجهه حتى منحته جذابيه اكثر مما كان يحمل، هو كان متأكد ان اخيه من سينصحه و لكنه لم يكن مدرك انه حقا سيمنحه ما يحتاج، سيمنحه بعده كلمات حياه كامله٢ نقطة
, مرر الاوراق بلهفه مجددا منتظرا التالى ليجدها،.
,
, ما اجمل ان يظل الراحلون على قيد الحياه رغم ابتعادهم و لكن ما اسوء ان تكون حاضرا و لكنك تعيش كذكرى، فالغائب الحاضر افضل بكثير من الحاضر الغائب
, ليكون اخر ما يقرأه و هو يدرك جيدا متى كتبها اخيه،.
,
, يقرر من نحبهم احيانا الرحيل و لكن ان تمسكنا بهم لن يرحلوا، و من اغلى عندى من اخى لاتمسك به، لاطلب منه فرصه اخرى لنفسه ليعيش سعيدا، ربما ضعف و ربما قنوت و لكنه بالنسبه لى حب و تعلق، تعلق بأخ غاب عنى كثيرا و لكنه بكل خطوه كان معى بمرحه، بعقله، بحنانه و نجاحه، و هذا يكفى لامنعه الرحيل، حتى و ان كان بحجه وهميه كحفل زفافى.
,
, اغلق الدفتر ضاما اياه لصدره ليصرخ بلهيب صدره و رغم خروج صوته مبحوحا و لكنه كان قويا و هو يتذكر شجار فارس معه حتى يؤجل سفره هروبا من سهم حب غادر حتى يكون جواره في زفافه: و احيانا بيكون الماضى هو مفتاح باب المستقبل، و انت كنت دائما حريص على مستقبلى، و حتى و انت بعيد مازلت مفتاح مستقبلى٢ نقطة
, ثم اردف بثقه و اصرار و دموعه عكس هذا تماما: هنجح، هنجح و هعيش مبسوط علشانك و علشانى، هنجح يا فارس صدقنى، هنجح.
,
, استدارت حنين له بحذر بعدما دلفت لمدخل الشركه لتهمس بقلق: انا قلقانه!
, نظر حوله بابتسامه، الجميع يتحرك بعمليه دون اى انتباه لهما من الاساس و لكنها تشعر كما لو ان نظر الجميع مسلط عليها فعاد ببصره اليها ليجدها تتفحص المكان حولها بنظرات مضطربه حتى فوجئ بها تقترب منه بعفويه فأخذ نفسا عميقا و اقترب منها اكثر ممسكا كفها بيده فنظرت اليه مسرعه ليبتسم بحنان وقور: متقلقيش انا معاكِ٢ نقطة
,
, اومأت برأسها لتجد احدهم يقترب منهما بابتسامه واسعه ليهتف بود واضح: مازن باشا بنفسه في شركتنا، لا دا اهلا جدا يا جدع.
, ثم رمقها بنظره لتتحول ابتسامته لاعجاب لم تنتبه له و هو يتمتم بنبره هادئه ماكره: منوره يا دكتوره٢ نقطة!؟
, رمقه مازن بنظره مشتعله ليهتف بحده و هو يصافحه بقوه جعلت الاخر يتأوه متعجبا: اهلا بيك يا سيف، دى الدكتوره حنين كنت كلمتك عن موضوع شغلها قبل كده.
,
, نظر اليها سيف مجددا ثم غمغم بترحيب لا يخلو من اعجاب بهيئتها البسيطه و لكنها مميزه خاصه مع نظرها الذى تعلق بالارض خجلا مع احمرار خفيف طغى على وجنتيها: اكيد الدكتوره تنور، اتفضلى معايا.
, ظل مازن واقفا لا يدرى أيظل بجوارها ام يغادر و لكنه حسمت الامر عندما حاول جذب كفه الممسك بكفها و لكنها ابت و تشبثت به لترفع عينها اليه بنظره راجيه تبعتها بهمسها الخافت الذى بالكاد يُسمع: متسبنيش لوحدى٢ نقطة
,
, حنين لا تعرف فن الاختلاط بالجميع، ليست اجتماعيه او انسيابيه في التحدث،
, لاحظ هو انها بالفعل تواجه مشكله كبيره في التحدث مع الغرباء بل بالكاد تتحدث!
, وجودها هنا لن يعلمها مهنه فقط و لكنه سيمنحها قدره على التواصل الاجتماعى و لكنها ما زالت في بدايه الطريق و البدايه دائما صعبه، و لابد ان تتقدمها بمفردها حتى لا تتعثر عندما يتركها فيما بعد!
,
, نظر اليها بصمت قليلا كأنه يحاول سبر اغوار علقها و لكنه لم يكن بحاجه لذلك فسرعه حركه صدرها لاعلى و اسفل، انفاسها المضطربه و المتلاحقه بشده جعلته يدفع بكل تفكيره عرض الحائط و يتنازل عن فكره الابتعاد عنها في اول خطواتها بل سيسيرها معها خطوه خطوه و لن يترك يدها ابدا، فتمتم بحنيته المعتاده و هو يضغط كفها بخفه: انا هنا متخافيش٢ نقطة
,
, ثم نظر لعينها التى تتطالعه برهبه التعامل من الامور لاول مره خصوصا مع امرأه هادئه انطوائيه كحنين، و ازدادت ابتسامته المطمئنه ليهمس بثقه منحتها قوه مؤقته: انا واثق فيكِ، بلاش قلق!
,
, بعد بعض الوقت كانت تخرج معه من الشركه على اتفاق ببدأ العمل غدا، خرج سيف خلفه ركضا ممسكا بيد مازن الاخرى فتوقف مازن بدهشه و معها رفعت حنين رأسها بخضه لينظر اليها سيف و هو يحاول التقاط انفاسه قائلا بابتسامه بلهاء: انا اسف، ثم نظر لمازن قائلا بتردد: عاوزك ثوانى يا مازن!
,
, التفت مازن الى حنين و قبل ان يتحدث تمتمت هى بخفوت شديد لدرجه ان سيف لم يسمعها: هستناك في العربيه، و تحركت باتجاه السياره بنيما التفت مازن لسيف ليجده يتابع ظهرها المنصرف عنهم فوقف مازن امامه و كل اوداجه تشتعل غضبا فحمحم سيف بارتباك ثم غمغم بصراحه جعلت مازن يكاد يقتله: مين دى يا مازن؟! مش قصدى اساءه و **** بس بجد واضح انها محترمه و هاديه قوى٢ نقطة
,
, هم مازن بالصراخ و لكنه قاطعه قائلا بسماجه غافلا عن الذى يتلوى غيره امامه: انا لاحظت ان مفيش في ايديها دبله، ف٢ نقطة
, و لم يستطع سيف النطق بكلمه اخرى حيث ان مازن عاجله بدفعه قاسيه بصدره تراجع على اثرها قليلا و هو يصرخ و ازداد احمرار اذنيه غضبا و عيناه تشتعل بجحيم لا يطاق: دى مراتى٣ نقطة!
, تجمد سيف و هو يخفض رأسه خجلا لم يكن يعرف ف يدها لا تحمل دبله زواج و هيئتها البسيطه اوحت له ببراءه فلم يعتقد انها متزوجه٢ نقطة
,
, بينا شهقت حنين بفزع داخل السياره و لكنها لم تستطع التحرك خطوه خارج السياره و هى ترى مازن يتقدم باتجاه السياره فتجمدت مكانها مع لمعان عينها بذعر حقيقى، تحرك بالسياره بسرعه عاليه بشكل جعلها تتمسك بالمقعد بخوف و هى حتى غير قادره على سؤاله عما حدث جعل الامور تصل لهذا الحد٢ نقطة
, لتنتفض مكانها عندما صرخ بغضبه الاسود و انفاسه تكاد تحرقه و تحرقها معه و هذا ما لم تجد مبررا له: مفيش شغل في الشركه دى٢ نقطة!
,
, حاولت التماسك و استدعاء هدوئها لتنطق و لكن شعورها بالخوف الذى لم تعتاده سوى معه جعلها عاجزه عن ذلك فإكتفت بالصمت فالتفت اليها ليهدر مجددا بنبره اكثر غضبا: ردى عليا، انا بقول مفيش شغل هنا، سامعانى!
, و رغما عنها أثارت كلماته العاليه و نبرته القويه اعصابها لتجد نفسها تهتف بحده لم تنتبه لها و لم تشعر كيف خرجت الكلمات منها اساسا: سمعت، سمعت بس ليه؟ مفيش ليه؟!
,
, صرخت بتوجع و رأسها يصطدم بتابلوه السياره بغته عندما توقف بالسياره على جانب الطريق ليصيح و كأنه فقد كل ما يملك من اعصابه دفعه واحده: لانى قولت مفيش شغل هناك، خلص الكلام، فاهمه؟!
,
, ثم صمت ما يقارب نصف ثانيه و فاجأها عندما اشاح بيده و عرقه الاسود يظهر كاملا عليها و صراخه يجعل قلبها ينتفض خوفا: لانك عجباه يا دكتوره، واقف قدامى يعاكسك و يقولى حلوه، واقف يتكلم عن مراتى، ، ثم صاااح بأقصى ما يملك من صوت: دا كان ناقص يطلبك منى٣ نقطة
, ارتجفت عينها و لكن ليس من كلماته و لا غضبه و لا حتى من اعجاب ذلك المعتوه بها و لكن لانها رأت بعصبيته الغير مبرره، شعور الغيره!
,
, رأت في ملامحه الغاضبه شيئا من الخوف، التردد و ربما خشيه الخساره!
, شعرت من نبرته الصارخه بصوت يخبرها انها ملكه، له و فقط!
, لان قلبها ادرك ان ما يجمعهم ليس بمجرد وعد بالاخوه فشعوره بها يختلف، يختلف كثيرا!
,
, و دون استئذان عاد لعقلها ذكرى شجار عاصم مع الشباب بالمول عندما تتطاول احدهم على جنه بالكلام، ادركت هى وقتها غيرته، ادركت نبته العشق الذى زرعتها جنه بقلبه و ها هى ترى ذلك في مازن بل اسوء من عاصم وقتها بمراحل ربما لانه يدرك ان علاقتهما مستحيله٣ نقطة
,
, ضرب المقود امامه عده مرات بقوه قبل ان يدفع جسده للخلف بعنف مصطدما بمقعده ليخرج منه تأوه مكتوم من ألم كتفه الذى لم يندمل بعد فاهتزرت شفتاها بعدم استيعاب لكل هذا فمتلئت عينها بالدموع و هى عاجزه عن تحديد شعورها في هذا الوقت تحديدا٣ نقطة
,
, حتى شعرت به يعتدل بجسده لها ناظرا لعينها باعتذار و تمتم بصوت شعرت به تائه بين ضبابات وجع لم تفهمه جيدا و لكن قلبها ادركه جيدا و خاصه مع نبرته الضعيفه: انا اسف مش قصدى ا٣ نقطة
, و قطع كلماته عاجزا عن اكمالها فماذا يقول و كيف يبرر الان!
, لن يستطيع الكذب ليخبرها ان حديث الاخر جرح كبرياؤه كرجل او اثار حفيظته فثار عليه،
, و لن يستطيع قول الحقيقه ليخبرها انه اشتعل غيره و حسره على حديث احدهم على حنين قلبه،.
,
, رغم براءتها و لكنه شعر ان نظر رجلا اخر اليها يدنسها٢ نقطة
, كيف يخبرها ان هذا الحديث اوقد روحه نارا ألمته بقوه، مجرد تحدث اخر عنها جعله يفقد اخر ابراج عقله المتزنه٣ نقطة
, كيف يخبرها انه للحظه تخيل٣ نقطة!
, مجرد تخيل انها من الممكن ان تتزوج غيره، احد اخر يستمتع بضحكتها، تعد اناملها الطعام لغيره، تتشعث خصلاتها على كتف اخر، يتلذذ احد بضمها و تتساقط دموعها على صدره.
,
, نيران تنهش قلبه بوجع مضنى، و لم يعد هناك قدره احتمال باقيه له!
, فكل ما به يصرخ بحاجته اليها، اجل هو يحتاجها!
, كل ما به متعطش لها، ف متى سيسمح قدرهم بارتوائه!
, متى سيُمحى المائه حاجز الذى وضعتها الظروف، قلبها و قلبه بينهما!
, هى عذابه و لكنها سكينته، هى مرضه و لكنها دواءه، هى كل شئ و لكنها لا شئ!
,
, بعيده جدا، بعيده كسماء لامعه بنجومها يشتاق من بالاسفل لملامستها، بعيده كشهب تركض ركضا امام اعيننا لنظل نتوهم عقب مروره ان كنا رأيناه ام لا، و رغم بساطه احساسه تجاهها و لكنه اكثر الامور تعقيدا٣ نقطة!
, كيف يخبرها بكل هذا!
, افاق على صوتها المكتوم ببكائها و انتفاضه جسدها الجزعه من صراخه و التى عقبها بصمته مع انفاسه المتلاحقه و التى اخبرتها عن اضطرابه: انا اصلا مش عاوزه اشتغل، انا مرتاحه في البيت٢ نقطة
,
, زفر بقوه و هو ينظر اليها و حروف كلماته تذوب على شفتيه عاجزا عن النطق بكلمه واحده لتردف هى و دموعها تزداد رغم صدق احساسها بما تقوله: صدقنى انا مش عاوزه اشتغل، انا مرتاحه كده و مش عاوزه حاجه تانيه.
,
, ثم اجهشت في بكاء عنيف و جسدها ينتفض بقوه كبيره فشتم بصوت هامس قبل ان تمتد يده ليربت على كتفها بشبه اعتذار و لكن يده توقفت قبل ان تلمسها ليقبضها بقوه و هى يراها ترفع يدها لتخفى وجهها و جسدها مازال على انتفاضته فكز اسنانه بغضب من نفسه ليتحرك بالسياره بسرعه دون ان يعرف وجهته٣ نقطة
,
, الانسان الذى يمكنه اتقان الصبر، يمنكه اتقان أى شئ اخر٢ نقطة
, اندرو كارنجى
, دلف امجد بخطوات هادئه للمنزل بعد يوم عمل استنفذ كل طاقته و بمجرد ان اغلق باب المنزل نظر لغرفتهما سويا ليجدها تُغلق الاضواء مسرعه ليستمع بعدها لخطوات ركضها الى الفراش لتدعى النوم كما تفعل كل ليله٢ نقطة
, فابتسم بسخريه و هو يتقدم بهدوء للداخل و اتجه للمطبخ ليروى عطشه ثم تحرك بخفوت كعادته ايضا مانحا اياها الثقه بانه يعتقد انها نائمه٣ نقطة
,
, اقترب منها جالسا بجوارها على الفراش و هو يتطلع لملامحها الساكنه و على شفتيه ابتسامه ساخره بسبب انفاسها التى لم تهدأ بعد٢ نقطة
, منذ ذلك اليوم و بعد ان عادت معه و هى تتجنب الحديث معه٢ نقطة
, هو مدركا تماما انها معترفه بخطأها و لكنها تمردها - الجامح - يجعلها رافضه الاعتراف له هو تحديدا٢ نقطة
,
, يستغل هو ادعائها للنوم ليجلس معها يحدثها و يحدث طفلهما، يستغل هدوءها ليتأمل ملامحها التى اشتاقها حد الهوس، ليُمسك بيدها و هو يتلوى شوقا لضمها لصدره، للاستمتاع بعبق رائحتها و يتمنى العوده لمشاكستهما معا٢ نقطة
, و لكنه يستحق كل هذا، هو قبل ان يعتابها لابد ان يعاتب نفسه، قبل ان يهنأ بوجودها جواره مجددا لابد ان يعاقب نفسه عما جمح اليه تفكيره،.
,
, هو لن ينتظر جلدها له بسياط لومها فهو منذ ان نطق بتلك الكلمات و هو يجلد نفسه بلوم قلبه!
, اجل يخبره عقله كثيرا انه ليس بمخطئ فهى من وضعت حجر الشك بين طريقهما و لكن يعاود ليتزن و يخبره انه تسرع!
, طالما اعتاد معها التفاهم و التحدث لفض الامور دون ان ينام احداهما محملا بثقل - و لو بمقدار ذره - تجاه الاخر، فلماذا اذا تخلى كلاهما عن تلك الميزه التى تجمعهم٣ نقطة
,
, لماذا بحث كل منهما عن النقص في الاخر و هما يدعيان ان احدهما للاخر يعنى الاكتمال!
, هو مخطئ و ربما اكثر منها أوليس الرجال اشد تحملا فلما اذا كان اقل صبرا و اكثر تسرعا!
, تنهد بحراره و هو يرفع يده ليُلامس بروز بطنها الصغير الذى بالكاد يُلاحظ، ليلاحظ انكماش جسدها ككل ليله اسفل لمسته فابتسم بحنان يطوقها، تلك العنيده تستمتع بهذا، لا تمنعه و لكنها لن تستجيب له ايضا٣ نقطة
,
, حاوطها بيديه الاثنين ثم مال عليها قليلا ليهمس بخفوت كعادته: ازيك يا بطل، ثم اقترب اكثر حتى لامست انفاسه بشره بطنها رغم حاجز ملابسها البسيطه و اردف بنبره ذائبه كأنه يحدثها هى: وحشتنى جدا٢ نقطة
, ارتجف جسدها بعنف و رغم ملاحظته تجاهل الامر فان كانت هى تتخذ وضع العبيطه فهو لا يقل عنها بل انه اكثرا منها استعباطا ٣ نقطة
,
, خشت هى ان يشعر برجفتها و التى لا تستطيع التحكم بها كلما اقترب منها هكذا، و مع لمساته تلعن هى ذلك العمل الذى وافقت عليه ليكون المقابل حرمانها من حنانه و عاطفته الذى يغمرها بها يوميا كلما عاد من عمله دون كلل او ملل٢ نقطة
, و في فوره احساسها تتمنى ان تنهض لتلقى برأسها على صدره لتعتذر الف اعتذار عما فعلت لتؤول الامور بينهما لهذا الحد، و لكنها لا تستطيع نسيان اتهامه٢ نقطة
,
, يؤلمها قلبها لاجله و يؤلمها عقلها لاجل نفسها، ينازعها شعورها اليه لتقترب و يدفعها كبريائها بعيدا عنه، اخطأت و اخطأ و لكنها تهتم بمن يبدأ الاعتذار٣ نقطة!
, افاقت من افكارها على رأسه التى استندت على بطنها برفق شديد ليتحدث و هو يداعب خصرها بابهامه بنبره ماكره مستفزا هدوءها: ماما عناديه، بلاش يبقى الموضوع ده تحديدا وراثه!
,
, كزت على اسنانها و هى تلجم زمام انفراطها للتشاجر معه على كلماته فابتسم ليردف و هو يزيد من مداعبه خصرها بنبره فاضت عشقا و اشتياقا: بس انا عاوز كده، عاوز يجيلى بنوته شبهك يا سلمى متمرده، عناديه و تطلع عين اللى هيتجوزها، عاوز اشوفك فيها، و حتى لو ولد عاوزه انتِ، عاوز ولادنا يبقوا نسخه منك، من قوتك و ضغفك، من تمردك و استسلامك، من قسوتك و طيبتك، منك انتِ و بس٢ نقطة
,
, ضغطت عينها بقوه و هى تجاهد ألا تتساقط دموعها و هو يضمها اليه اكثر ليهمس بصوت خفيض و هو يسمد بطنها بدفء لامس قلبها عنوه و هو يُحدث صغيره التى لا تعرف ان كان ذكرا ام انثى بعد: حلم كبير قوى، بنيناه انا و ماما، كنت انت، امنيه جميله و غاليه قوى، و فجأه خسرنا الحلم، اتدمرت حرفيا، كنت محتاج ابن اتسند عليه و بنت تقوينى بحنانها، محتاج عزوه و اسره لما اكبر يلعبوا حواليا، و انت او انتِ اول فرد في بيتنا الصغير، اول حد هيكمل حياتى انا و ماما٢ نقطة
,
, اخذ نفسا عميقا ليطبع قبله طويله على بطنها ثم يبتعد عنها و رغما عنها اجتاحتها بروده غريبه، فهى تحتاج الان و بشده لدفء حضنه، تحتاج لهمساته و كم تتمنى الا تنتهى، و لكن مازال هناك ألم بعيد يمنعها الدفء و للاسف هم اكبر اعدائها، هو و قلبها!
, القت بنبضاتها الهادره بعيدا لتستسلم للنوم الذى داعب جفونها مع لمساته الحانيه على خصلات شعرها و اخر ما وعت عليه قبلته الهادئه على جبينها!
,
, اما هو فأدرك انها بالفعل نامت،
, لا يلومها على تجنبها بل يمنحها الحق كاملا، فابتعادهم كقرض سيعود اليه و لكن بالفائده٣ نقطة
, فسلمى عندما تستلم سيكون استسلامها بقوه تمردها و هذا ما يريده،
, يريدها ان تعرف انه لا يستطيع ان يمس كرامتها ببساطه لان كرامتها من كرامته و وجعها وجعه و هى على نفسه اغلى منها - نفسه - و ان ادعى احداهما غير هذا،
, يريدها ان تغفر لانها تريد، و ليس لانه فرض عليها الغفران،.
,
, سيصبر و ليس هناك افضل منه في ذلك!
,
, و بابتسامه واسعه يقف امام المرآه و قد رفض ان يكون معه احد ما، عاش تقريبا عمره الا القليل منه بمفرده٣ نقطة
,
, سفره لاستكمال دراسته بعد وفاه والدته بعده سنوات، ثم عودته بعد قلقه الشديد على والده و شقيقته ليُصدم بخبر وفاه والده و بُعد شقيقته ليعيش حسره و حزن لم يتوقع ان يتحمله عاتقه، فعشره اعوام من البحث عن حياته و شقيقته و لكن يبدو انه لم يبذل الجهد الكافى ليحصل على هذا بالسرعه الكافيه، اجتنابه لظهوره القوى في حياه شقيقته لمنح عاصم الفرصه ليكسب قلبها بعدما كان زواجهم مصدر الامن الوحيد لحياتها، ثم عشقه الذى اضنى روحه و ارهق نفسه!
,
, كل هذا كان بمفرده و اليوم و امام نفس المرآه التى جمعت حزنه و دمعته الأبيه التى رفضت لاعوام شتى السقوط، تجمعه اليوم بفرحته و ابتسامته الحقيقه و كل ما في حياته تلون بالوان قوس قزح المزدهره!
, و بعد عده ساعات ستجمعه مرآته بامرأته، و سيدة قلبه الاولى و الاخيره!
,
, اتسعت ابتسامته و هو يعدل من ربطه عنقه متذكرا يوم سألها عن مقدرتها على عقد ربطه العنق لتخبره انها لا تعرف كيف تفعل! و اه لو تدرك انها منحته فرصه ذهبيه ليشاكسها فيما بعد!
, رفع زجاجه العطر لينثر منها ببزخ و هو يتذكر أيامهم السابقه، كيف كانت تجالسه بخجل، و نادرا ما تتلاقى عينها بعينه حتى كاد يجن من اشتياقه لبحر الفيروز خاصتها و الذى بعد قليل سيصير خاصته ليغرق فيه و به متى شاء ليروى ظمأ عشقه لها٣ نقطة
,
, تنهد بحراره و هو يتحرك باتجاه خزانته ليجد ذلك الجانب الذى وضعت به ثيابها فاقترب يستنشقها ببطء متلذذا بتخيله لها بين ذراعيه لتروى لها شفتاه ما عاناه و هى بعيده عنه حتى هذا اليوم، ثم تحرك ببطء لصندوق صغير ليخرج رسائل والدته و يبتسم بحنان و هو يقلبها بين يديه متمتما بدفء: دائما كنتِ بتنصحينى اراعى **** في قلبى و نفسى علشان افرح بالحلال، انا عملت كده فعلا بس عاوز اعترفلك بحاجه٣ نقطة
,
, لمعت عيناه بتأثر و هو يتذكر حضنها الدافئ الذى طالما احتواه و مهما مر عليه من اعوام و اعوام لن ينساه ابدا رغم صغر سنه وقتها: انا في فتره يئست، قولت ان كل حاجه في الدنيا خساره و بس، مفيش حاجه اسمها فرحه، مفيش مكسب و مفيش سعاده والضحك دا رفاهيه مش لينا، كنت بقرأ كلماتك و اقول ازاى كتبتيها بالثقه دى؟ ازاى رغم استسلامك انتِ للمرض، حسيت لفتره ان كل دى اوهام و انى عمرى ما هفوز بحاجه اتمنتها٣ نقطة
,
, استغفر بخفوت و هو يضم صورتها التى جمعته هو، هى و والده سويا و اردف بصوت مختنق: بس كل رساله كانت بتناقض الاحساس ده، كل آيه اقرأها من كتاب **** بتزودنى ثقه رغم ترددى، كل سجده بدمعه و كل دعاء بجرح، بس كلامك كان دائما قوتى٣ نقطة
, اغلق عينه لحظات ليهمس بصوت مبحوح: كان نفسى تبقى جنبى، تحضنينى و تقوليلى اخيرا شوفتك عريس، كان نفسى تشوفيها و توصيها عليا، كنت محتاج وجودك معايا جدا يا امى، جدا!
,
, و هنا تساقطت كل دمعه آبيه رفضت السقوط٣ نقطة
, ربما فرحا، ربما وجعا و لكن اكثرها اشتياقا، اشتياق لام منحته من الحنان ما يكفيه حتى الان!
, فهى بكل رساله تضمه لصدرها، بكل كلمه تطمأنه، بكل حرف تواسيه و تشاركه حياته حتى و ان كانت بعيده و كان وحيدا!
,
, ابتسم بحراره و هو يقبل صورتها بقوه و يأخذ انفاسا عميقه كأنه يحاول امتلاك القوه التى تتركه دائما في حديثه مع امه، ثم اقترب من ظرف صغير كانت قد كتبت فوقه لا تراه سوى يوم زفافك ٣ نقطة
, ابتسم بشغف و كم من مره نازعته نفسه ليرى ما به و لكن ثقتها به انه لن يفعل منعته من كسر وعد لها حتى و ان كانت غائبه، فتحه بلهفه ليجد خاتم صغير و ورقه مضمونها،.
,
, ستشتاقنى في يومك هذا كما لم تفعل طوال عمرك، اعلم هذا و لكن حبيبى انا معك، دائما و ابدا معك، حدث قلبك و ستجدنى داخله، هذا الخاتم لعروسك، كم كنت اتمنى رؤيتها و لكن كفى انها فازت بقلبك لاتأكد انها رائعه، هذا الخاتم منحنى اياه والدك يوم عقد قراننا فامنحه لزوجتك ليكون هديتى اليها، مبارك زواجك يا صغيرى، قبلاتى و امنياتى الحاره لك بالسعاده الدائمه، و اخر الامر يا صغيرى، اتقى **** في نفسك و فيها.
,
, خرجت منه اه خافته تعبر عن وجع قلبه الازلى و هو يقبل صورتها عده مرات متتاليه ليضمها لصدره بعدها و هو يزفر بقوه كبيره عله يستطيع الهدوء، بعد بعض الوقت نظر في مرآته محتفظا بابتسامته و تحرك للخارج ليذهب لباب السعاده الذى فُتح له على مصرعيه٣ نقطة
,
, اتجه عاصم و معه الدفتر ليحصل على امضاء العروس - و التى تجلس بالطابق العلوى للقاعه الصغيره الذى اُقيم بها الحفل - ليتوقف على اولى درجات السلم و هو يرى جنه اعلاه بفستانها السكرى الواسع و الذى يتساقط خلفها على الدرج فتعلقت عيناه بملامحها التى تشع فرحه مع ابتسامتها الخجوله و التى لونت وجنتيها بحمره محببه و هى تلاحظ تفحصه بها لتُمسك بطرف فستانها لترفعه قليلا حتى لا تتعثر فدرات عيناه عليها من اعلى لاسفل باشتهاء و اعجاب واضح، بينما هى تبتسم بسعاده حقيقيه و حلمها يتحقق، حلم سندريلا ، هى بفستانها الجميل و خطواتها الهادئه و هو امامها او اكثر دقه بانتظارها و بيده دفتر ما٣ نقطة
,
, فاتسعت ابتسامتها حتى وقفت امامه ليفرد يده اليها لتضع يدها بيده بخجل واضح ليحاوطها بحصونه السوداء للتوه كليا بهم بينما هو يتشرب عسل ابريقها الامع ببريق آخاذ ليهمس بصوت هائم بها: عينكِ بتحكى كلام كتير!
, اشارت اليه ليقترب، فمال برأسه قليلا لتهمس هى بخفوت و نبره مدلله: هو ده الحلم، سندريلا، اميرها، و الكتاب٢ نقطة
,
, ثم امسكت الدفتر من يده لتبتسم بدلال و هى تبتعد عنه لتقول بخفوت و لكن بنبره معاديه: خليك انت و انا هطلع الدفتر لمها٢ نقطة
, و ابتعدت عنه ببطء بينما ابتسم هو يتابعها بعينه متلذذا بخجلها، عبثها و حياه عينها التى اصبحت تعج بكثير و كثير من مشاعرها الفياضه و كأنما الان فقط اصبحت على قيد الحياه٣ نقطة
,
, عادت بعد دقائق اليه لتمنحه الدفتر و دون ان ينتبه احد و دون ان ينتبه هو طبعت قبله سريعه على وجنته جعلته يغلق عينه ليمنع عنها بركان مشاعره الثائر الان٣ نقطة
,
, ليعود لجمع الرجال و يبدأوا احتفالهم بالموسيقى الصاخبه و كذلك بالاعلى حيث اجتمعت الفتيات حول مها ليرقصوا سويا بفرحه ملئت قلب الجميع باستثناء حنين و التى شعرت بروحها تكاد تنسحب منها و هى ترى حفل زفاف اخر ، فستان ابيض ، و فرحه لونت عين العروس و كم تخشى عليها ان تُخطف منها مثلما حدث معها٣ نقطة
,
, كان معتز في طريقه للخارج عندما اصطدم بأحدهم ليرفع رأسه متمتما بأسف: انا اسف! و لكنه تجمد مكانه و هو يرى المصطدم به و الذى يبدو انه لم يعرفه فغمغم بصدمه: بابا!
, تجمد والده قليلا فهو لا يعرفه و لم يسأل يوما عنه او يرى صورا له، فهو لا يعنيه وجوده او معرفته و لكن لسبب ما شعر بقلبه ينبض بعنف و هو يستمع لكلمه بابا منه تحديدا فتمتم بدهشه هو الاخر: معتز؟!
,
, ازدرد معتز ريقه و معها ابتلع غصه مريره اصابته في مقتل و والده امامه لا يعرفه و لولا انه رأى صوره مع مها ربما لم يكن ليستطع التعرف عليه ايضا، و لكنه تجاهل هذا و اومأ برأسه موافقا منتظرا ترحيبا به او ربما اعتذار و ضمه تحكى عن اشتياق سنوات٢ نقطة
,
, ليلقى والده بكل هذا ارضا ليصدمه برد فعله البسيط و اللامبالى في الوقت ذاته عندما ابتسم بتكلف ثم تحرك متجاوزا اياه لقاعه الرجال، ليظل قليلا ينظر لمحله الفارغ ثم أغلق عينه مبتسما قهرا و حسره٢ نقطة
,
, كم كان يتمنى ان يضمه ليخبره عن مدى اشتياقه له، كم كان يأمل ان يقول كلمه واحده فقط و قسما باسم **** كان ليسامحه متناسيا ابتعاده عنه من صغره، كم كان يهفو ليشكى له عما فعلت والدته به، كم، و كم، و كم، , و لكن انتهى الامر باب
, تسامه و خطوات بعيده عنه مجددا!
,
, تنهد بقوه ليفتح عينه ليجد نجلاء امامه تتطالعه بابتسامه ساخره و يبدو انها رات ما حدث منذ قليل، فاحتدت ملامحه و هو يتذكر كل ما صار له بسببها والان و بعد غياب اشهر عده لا يعرف احد عنها شيئا تعود!
, اقتربت منه و كادت تقبله و لكنه ابتعد بوجهه للخلف متمتما ببرود: اهلا يا مدام نجلاء نورتِ!
,
, ازدادت ابتسامتها الساخره و هى ترى نظرات النفور بعينيه لتتجاوزه هى الاخرى بلامبالاه ليضم قبضته بقوه شديده ثم تحرك بغضب للداخل٣ نقطة
, توقفت نجلاء قليلا و شعورها بالقلق يعاودها و هى تتذكر مرسول والدها اليها بما ان الليله عرس حفيدتى الكبيره، انا جررت اجول وصيتى، عاوزه ورثك تيجى تباركِ للعرسان و بعديها هنتجمع حدا اخوكِ الكبير، معتجيش، انتِ و خاطرك، بس متستنيش حاجه منى عاد.
,
, لا تدرى كيف عرف بمكانها، و لا تدرى ماذا سيحدث، و لكن بما انه سيُقسم ثروته فلابد ان تكون حاضره حتى و ان كلفها الامر حياتها٣ نقطة
, اقتربت من مها التى طالعتها بابتسامه شاحبه و هى تتذكر ما اخبرها به عاصم و اكرم عما سيحدث بنهايه هذا اليوم، لم تعرف تفاصيل منهما و لكن عاصم قال لها انها لابد ان تقوى فما ستعرفه عن والدتها سيصدمها، ليعدها اكرم مزيدا توترها ان يظل معها مهما حدث،.
,
, لا تدرى ما سيقولا و لكن من نظره اكرم القلقه و نظره عاصم المتردده و التى لمعت في عين كلاهما جعلتها تدرك ان الامر كبيرا و سيحتاج مجهودا خرافيا منها لتتجاوزه و لكن ما هو، صدقا لا تدرى؟
, صافحتها نجلاء ببرود متمتمه: الف مبروك يا مها، ثم تركتها و تحركت دون انتظار اجابتها حتى لتتسع ابتسامه مها الساخره فمهما كانت المناسبه و امام من كانوا لن تتغير نجلاء الحصرى ابدا٢ نقطة
,
, لحظات و اقتربت جنه من اذنها لتهمس بشقاوتها الجديده و التى اخفت خلفها توجس مما ستشعر به مها بعدما تعرف حقيقه نجلاء البشعه: اكرم جاى يخطفك!
, عقدت مها حاجبيها بتعجب فغمزتها جنه بضحكه لتنظر للخلف مشيره على الدرج فنظرت مها لما اشارت لتلمح اكرم و عاصم اسفله فارتبكت قليلا و هى ترى نظرات اكرم المتبله بنفحات عشق روت قلبها لتبتسم بخجل و هى تنهض لتتجه اليهم مع مباركات الجميع لهما حتى تحركت معه للخارج٣ نقطة
,
, بينما طلب عاصم من جميع افراد العائله التوجه لمنزله لضروره الامر و انفض الحفل لتعود الحياه لرونقها و ربما لقساوتها٣ نقطة
,
, لو ارشتنى السماء بنجومها،
, لو اغرتنى الارض بوديانها،
, لو اسرتنى الحياه بألوانها،
, لن اختار الاكِ٣ نقطة
, يا من اهواك٣ نقطة
, عنقود من الفل انتِ
, عيناكِ بحر الفيروز
, شفتاكِ أطعم من الكرز
, ياسمينه انتِ ببستانى
, تُغار منكِ الالوان
, جمعتِ الجنه و النار٢ نقطة
, و ساكن قلبك سيفوز٢ نقطة
, سيفوز بكنز، كلا كنوز!
, فوجودك وحده يكفينى٢ نقطة
, لتُنيرى دروبى و سنينى٢ نقطة
, لتُشرق عيناكِ نهارى٢ نقطة
, و يُآنس قلبك ليلى٢ نقطة
, فمن اختار الاكِ؟
, يا من بالروح اهواكِ؟!
,
, ابتسمت بسعاده و هى تراقب ضوء القمر في صرح السماء الواسعه و هى خجله، خجله كما لم تكن من قبل من وجوده، معها، بمفردهما داخل السياره التى اصر هو على عدم مغادرتها قائلا بجديه: مش عاوز حد يشوفك غيرى النهارده٣ نقطة
, ارتجف جسدها بحب و هى تشعر بكفه يلامس كفها بهدوء و لكن بتملك ليصلها صوته الهادئ: كنتِ ابعد من القمر، بس اقرب من نوره٣ نقطة
,
, كانت مازالت تتابع القمر فتسلل صوته لقلبها لتتسع ابتسامتها و هى لا تكاد تصدق ان فرحتها تلك حقيقيه، تلك المعيبه - كما ترى نفسها - اليوم تجلس امام رجلا كأكرم - زوجها - و ببساطه كلماته يغازل انوثتها الناقصه - لا بجمالها الفاتن - و لكن باحساسها، بمشاعرها التى طالما وضعها الجميع اسف اقدامهم فور معرفتهم حقيقه عجزها٣ نقطة
,
, اليوم اخبرها اكرم بوجوده فقط انها تستحق الحب، ربما لم يعبر بوضوح و لكن نظراته قالت، دفء كلماته و صدقها الذى مس قلبها وضحت، احساسها الجديد و المختلف تجاهه شرح كل شئ مفصلا، و لكن يبدو ان الاعتراف الصريح بينهما مازال بعيدا٣ نقطة
,
, افاقت من شرودها عندما شعرت به يلبسها شئ ما في اصبعها فنظرت ليدها لتجده خاتم رقيق يحتوى على لؤلؤه كبيره تعلو عده صفوف من ماسات لامعه لتنتهى على جانبى الخاتم بنفس الماسات ليستدير حول اصبعها بشكل رائع، لمعت عينها ببريق خاص ادوع بقلبه بين حنايا قلبها فاقترب منها موضحا و هو يرمقها بنظرات حانيه و لكن غلب الحزن على همسه: دى هديه امى ليكِ، و بتقولك مبروك٢ نقطة
,
, عقدت حاجبيها متعجبه و صوته الحزين يلامس قلبها و لكنها تتسائل عما يقوله و رأى هو تساؤلها دون ان تعبر عنه فتمتم بابتسامه شاحبه وهو يخرج رساله والدته من جيبه ليعطيها لها: كانت سايباه ليا و قالتلى دى هديتى للى قلبك يحبها٣ نقطة
,
, انتفضت على همسه الحزين و الذى حمل اليها تصريح كامل و شامل عن مدى حزنه لفراق والدته و هى تقرأ رسالتها له بينما هو اغلق عينه مغمغما بعشق لكليهما: كانت عارفه انى هختار بقلبى مش بعقلى٢ نقطة
,
, ابتسمت و شعور بالفرحه يباغتها من نبرته التى اخبرتها عن حبه دون وصف فتنهد بقوه و ابتسامتها تنتزعه من فيض اشتياقه لوالدته ليبتسم بعدها بمشاغبه دائما ما يلجأ اليها نافيا وجعه بعيدا: بس دا مش ماس قالها مشيرا على فصوص الخاتم الماسيه في لمعانها ، و لا دا لؤلؤ قالها و هو يشير على اللؤلؤه الكبيره في المنتصف ، الخاتم فضه، عارف انى دمرت سقف طموحاتك بس دا الواقع٢ نقطة
,
, و انهى كلامه بغمزه شقيه فاتسعت ابتسامتها حتى صارت ضحكه قصيره و هى لا تستوعب ما يحدث ف تاه هو في بحر الفيروز الذى طالما غرق فيه سابقا سهوا و الان قصدا٣ نقطة
, كل احلامه تلخصت في تلك الفيروزيه امامه،
, فكم من سجده اختلطت فيها دموعه باسمها، و كم من مره شاركته في دعوه لنفسه٢ نقطة
, رأى هو في عشقها الامرين، مر العلقم و حلو العسل٢ نقطة
, منحته بابتسامتها الف امل و قتلت بخطبتها كل اماله،.
,
, شجعته بضعفها ليحتويها و بهرته بقوتها لتحتويه،
, يغار اسفا عليها حتى من نفسه، و لمن تكون الغيره لسواها؟
, تغافل هو تماما عن نظرات محمود الحزينه و التى اشعرته انه يندم، اجل من يعرفها يوما يندم على ضياعها و لكنه لا يتحمل رؤيتها بعين احد اخر غيره٢ نقطة
,
, زفر بقوه عندما شعر بحركتها بجواره فنظر اليها ليجدها ترفع يدها لتُشير اليه بما تريد قوله فامسك يديها ضاما اياها بحنان و هو يسلط عيناه على بحر الفيروز خاصتها لتغرق هى في دفء عينه و صوته الذى اخبرها بثقه: كلمينى يا مها، مش بالاشاره، انا عايزك تكلمينى و اتأكدى رغم ان مفيش صوت انا هسمعك٣ نقطة
,
, لمعت عينها بتأثر و هى تراه يُجرد عجزها امامها و لكن في الوقت ذاته يحتويها و يحتويه فحركت شفتاها بحديثها الصامت انا خايفه من٣ نقطة
, ليقاطعها قائلا بنبره ذائبه وهو ينظر لشفتيها: انتِ عارفه انا كام مره مسكت نفسى عنك و انا بتكلم معاكِ، عارفه كام مره قولت لنفسى غض بصرك بس انتِ كنتِ فتنه و جاهدت نفسى علشان ابعد عن اكتر ذنب بحبه٣ نقطة
,
, اسبلت عينها بخجل واضح و اطرقت برأسها و كلماته تشعل كل نيران حيائها ليضع يده اسفل ذقنها رفعا رأسها اليه قليلا متمتما بحراره: اوعى، اوعى تخبى عينك عنى اب٣ نقطة
, قطع حديثه المُحذر بنبره مشتعله بعشقه صوت هاتفه فاغلق عينه ثوانى متذكرا ما هم على وشك مواجهته بعد قليل فأغلق الاتصال و نظر اليها مجددا و امسك يدها مقبلا اياها هامسا: للحديث بقيه، بس٣ نقطة!
,
, فتعلقت بعينه قليلا حتى ظهر توترها جليا و هو يتمتم بتوجس: بتثقى فيا يا مها؟
, اومأت برأسها موافقه و هى تعلم عما يتحدث تحديدا فابتسم مقبلا يدها مجددا ثم تحرك بالسياره متوجها للمنزل٣ نقطة, خارج القائمة
 
الفصل الثامن والأربعون


الحقيقه قد تؤلمنا، و لكنها لا تسمح بأن نبقى مغفلين طويلا٢ نقطة
,
, داخل المنزل يجلس الجميع بجو يملؤه التوتر و الترقب فكلمات عاصم المقتضبه لا تمنح احد السكينه او الوضوح الكافى، كان نظر الجميع مُركز على نجلاء التى بدأ التوجس يؤرقها و هى تتخيل اسوء ما يُحتمل ان يصير، نظرات الجميع تخبرها ان الامر اكبر من مجرد توزيع إرث او قراءه وصيه، فلما يلجأ والدها لهذا التجمع و الذى جمع هاله و اسامه ايضا بل و الاربع عائلات جميعا، الامر اكبر مما توقعت بكثير٢ نقطة
,
, كان عاصم يقف بثبات بجوار الدرج مستندا على سياجه بمرفقه يحاول وضع اسوء الاحتمالات لنهايه هذا اليوم، فقط فليأتى اكرم و لن يتأخر اكثر فهذا الانتظار يفقده هدوءه و خاصه و نجلاء هنا في مرمى بصره، يده و مجبرا هو التماسك، حتى انتهى انتظاره بوصول اكرم و مها لهناك و مجرد ان دلفوا للمنزل اصابتهم شحنه التوتر التى ملئت المكان من حولهم٣ نقطة
,
, جلس الجميع و عم الصمت للحظات من الوقت كانت كفيله بزياده الارتباك و التوتر حتى فقدت نجلاء اخر محاولاتها للتمسك بهدوءها و هتفت بضيق و نفاذ صبر: هو في ايه؟
,
, ثم نظرت لابيها الذى كان يتماسك بأعجوبه من قتلها الان و هو يرى بها صورتها المدنسه و شرفه الملطخ بينما يرى بصوره ابنه صوره ذنبه الذى يتلوى به حسره و ندما و ما بين سيف الشرف الذى اعتقد انه حفظه و بين نصل الغدر الذى اصابه تاه هو و تاهت معه قوته بل و كلماته٣ نقطة
, افاق على كلماتها التى تقطر قلقا: ليه التأخير ده يا حاج؟ مش احنا متجمعين علشان الوصيه؟
,
, نظر اليها بتعجب ليتمتم باستنكار: وصيه ايه دى٢ نقطة! انتِ رايده تورثينى بالحيا و لا ايه عاد؟
, عقدت حاجبيها تعجبا ليصلها الرد بأسرع مما توقعت عندما اقترب عاصم منها عده خطوات قائلا بتمهل قاسى: مستعجله على ايه؟ هتفهمى كل حاجه، و حالا٢ نقطة
, حتى توقف امامها ليتسائل بحده و عيناه تخبرها ان الامر ليس الا جحيم اتت اليه بقدمها: عندى سؤال واحد نفسى اعرف اجابته٢ نقطة!
,
, نظرت اليه بترقب لما سيسأل حتى فاجأها بسؤاله الذى استحوذ على دهشه الجميع باستثناء اكرم و مازن الذى ادرك من خلاله ان عاصم قرر التصريح الكامل و الواضح للحقيقه: اتطلقتِ ليه؟
, انكمش وجهها بقوه و عينها ترتجف بتوجس خفى من سبب سؤاله و دون اى مقدمات استدارت بعنف لزوجها و الذى ابتسم بسخريه مريره متذكرا ما حدث منذ اعوام مرت لتعقد حاجبيها مدركه ان الامر مجرد مكيده لتحضر٢ نقطة
,
, التجمع للوصيه مجرد عذرٍ لكشف الماضى امام الجميع، و امام صمتها اكتوى عاصم بنار غضبه و الذى يحاول كبته حتى لا يصل به لتصرف لا تحمد عواقبه٣ نقطة
, حتى نهضت نجلاء بعنف ممسكه بحقيبه يدها و هى تهتف بغضب و تتحرك للخارج بمحاوله للتهرب: انا مش فاضيه للكلام ده، و انا غلطانه انى جيت اصلا٢ نقطة
,
, و لكن يد عاصم التى قبضت على معصمها بقوه غضبه جعلتها تصرخ ألما و هى تحاول جذب يدها و لكنه لم يمنحها الفرصه و تمتم ببطء: انا عارف انك مش فاضيه و وراكِ حياه ناس لسه عاوزه تدميرها، بس معلش هناخذ من وقتك شويه٣ نقطة
, ثم اقترب منها و عينه ترميها بحمم بركانيه مشتعله غضبا و توعد ليهمس بصوت بالكاد يُسمع و لكنه كان كالطنين بأذنها: اما من ناحيه غلطانه فانتِ غلطانه جدا انك جيتِ٣ نقطة!
,
, دفعها لتجلس على مقعدها و ضرب كفيه احدهما بالاخر ناظرا للجميع قائلا بنبرته المسيطره و الثابته رغم ما يموج بنفسه من خوف، قلق و ترقب: انا طلبت نتجمع النهارده علشان الكل يعرف الحقيقه، الحقيقه اللى دمرت حياه اربع اشخاص زمان و كانت السبب في تدمير حياه ولادهم بعدين، الحقيقه اللى معظمنا عارفين قشور عنها و البعض ميعرفش حاجه٢ نقطة
,
, ثم عاد ببصره لنجلاء التى هربت الدماء من وجهها ليشحب بقوه ارتباكها ليهتف بحده شديده: تحبى نبدأ من القديم و لا الجديد؟ تحبى ارجع لثلاثين سنه و لا افضل في دلوقتى احسن؟ تحبى احكى عن جذور الشجره اللى قلعتيها و لا عن اغصانها اللى كسرتيها واحد ورا التانى؟
,
, ازدردت ريقها بصعوبه ليهمس هو بصوت خافت و الالم يكسوه رغما عنه متذكرا فارس الذى ابتعد عنهم قضاءا و قدرا و لكن جعلها **** سببا في ذلك: تحبى نتكلم عن خسارتنا و لا خساره اهالينا لينا؟
, ازداد الجو توترا، ارتباكا و رغم توقع الجميع للسئ لم يتخيل احد ما ستؤول اليه الامور و الذى كان اسوء و اسوء٣ نقطة
, اقترب عاصم من زوجها حامد السروى ليقول بتساؤل هو اكثر من يملك اجابته تفصيلا: ممكن نسمع منك انت ليه طلقتها؟
,
, اخذ حامد نفسا عميقا و عين الجميع تراقبه حتى تمتتم بهدوء نافى ذكرياته التى عادت لذلك اليوم الذى طلقها فيه بعد صفعه كانت امضاء النهايه لعلاقتهم التى ظلت اعوام متذبذبه و خاصه بعد ولاده مها و نفور نجلاء منها بسبب عجزها رغم طفولتها و جمالها الذى خطف قلوب الجميع ايلاها: بلاش تدور في الماضى يا سياده النقيب محدش هيستفاد حاجه بالعكس الكل هيتأذى٢ نقطة
,
, ضحك عاصم بملئ صوته غضبا و هو يمنح الجميع الخلاصه قائلا باستنكار ساخر: علشان خاينه مثلا!
,
, شهقت هبه بصدمه و خاصه عندما انتفض معتز جوارها ليهم بالصراخ بعاصم و لكن صمت الجميع اوقفه، صمت امين - الرجل الصعيدى الذى لا يسمع لاحد بمس شرفه -، صمت عز - اخيها الذى لم يتحمل ان تخطئ ابنته ليزوجها قسرا كما سمع من والدته من قبل -، صمت والده - الذى ادعى ان الماضى سيؤذيهم -، و اخيرا صمتها هى نفسها - والدته - و الذى اخبره ان ما يُقال حقيقه، فمن اين له بصوت يخرج؟ من اين له بكلمه يدافع بها؟ من اين و هى من خاضت في حياته، عبثت بشرفه و سعادته عندما بعثت بأخرى لحياته فتجمد مكانه امام نظرات عاصم الغاضبه و المؤازره في الوقت ذاته، بالاضافه لان عاصم لا يقول كلمه الا بعدما يتيقن يقينا منها!
,
, بينما تجمدت ملامح مها فنظر اكرم اليها و هو يشعر ببروده مفاجئه في كفها الذى احتضنه بكفه فضغطه بقوه حتى التفتت له بعينين ذاهلتين و ملامح شاحبه شحوب الموتى فبدأ قلبه يقلقه اكثر٢ نقطة
, هبت نجلاء واقفه و لكن اقتراب عاصم منها جعلها تسقط جالسه مجددا و هو يهتف بتساؤل: مدام امل عرفت عن خيانتك فاتهمتيها في شرفها لحد ما الحاج مجدى طردها، صح؟
,
, اغلقت نجلاء عينها و هى تعود لذكريات الماضى البعيد فيما استرد هو شارحا ما عرفه بصوت يحمل من الغضب بقدر ما يحمل من الوجع: من ثلاثين سنه كانت صحوبيه الاربع بنات اساسها تجمع الاربع عائلات عمتى، مدام امل، ماما و مدام هاله ، كانوا دائما سوا لحد الثانويه العامه و اللى فرقت بينهم بمجموعاتهم و كانت بذره الغل و الحقد الاولى، ماما قدرت تحقق حلمها و تبقى دكتوره، و مدام هاله قدرت تحقق حلمها و تدخل كليه التربيه، و مدام امل مجموعها كان يساعدها تدخل فنون جميله و اللى كانت حلم حياتها لانها من عشاق الرسم بس عمتى مقدرتش تدخلها و علشان كده اتنازلت مدام امل عن حلمها و فضلت صداقتها مع عمتى و دخلوا سوا أداب بس عمتى مكنش هدفها دراسه فكانت دائما تنجح بالعافيه لكن مدام امل دائما تنجح بامتياز، و دى كانت بذره الغل و الحقد التانيه، بدأت خلافات كبيره تحصل بين مدام هاله و عمتى لان مدام هاله بشخصيتها القويه و المنفرده مصدر تميز لها على عكس عمتى باستسلامها لواقع حياتها فدائما الصدام بينهم كان كبير، و دى بذره الغل و الحقد الثالثه٣ نقطة
,
, صمت عاصم ثوانى و لكن نجلاء مازالت في ذكرياتها و كل كلمه منه يؤمن عليها قلبها صدقا و ربما ربما جزءا طفيفا من الندم و لكن من تغلب عليه شيطان روحه لا حاجه لملاك الندم داخل قلبه٣ نقطة
, اردف عاصم و هو يغلق عينيه بقوه و عجز ما يصيبه، صوت ما يخبره ألا يفعل!.
, ما الذى سيجنيه الجميع من هذا، هناك قلوب غاليه عليه جدا ستُحطم!
,
, ولكن من حق الجميع معرفه الحقيقه، من حق الجميع معرفه ما مضى و لعلها تكون صفحه جديده في كتاب الحياه، ثم انه لم يعد هناك وقت للتراجع فالرمح انطلق و لم يعد هناك مجال للرجوع: جدى امين و الحاج مدحت اتفقوا على جواز عمى اسامه و مدام هاله و دى كانت رغبه الاتنين بعيدا عن اى مصالح بس بشرط، انه جوازهم يبقى بعد جواز المصلحه اللى كان واجب يتم بين بابا و مااما لمصالح مشتركه بين عيله الالفى و عيله الحصرى و اللى اتفرض نفسه على عمى محمد و مدام نهال علشان المصالح بين عيله الشرقاوى و عيله العسوى، و اللى كان بدون رغبه الاربعه و لكن تحت ضغط الاهل اضطروا يستجيبوا، و على هذا و بعد ما العلاقات اتحسنت و كربط كلام كان في رغبه لجمع خالى ماجد مع عمتى نجلاء، و دا اللى رفضه خالى ماجد بسبب حبه لمدام امل و دى كانت الضربه القاضيه لعمتى و اللى بدأت من عندها تظهر غلها و حقدها عليهم، مش لانها بتحب خالى او كانت عاوزاه لا خالص، لانها اترفضت و دا كبر جواها احساس بنقص، هى كانت عاوزاه يوافق و هى ترفض و لكن للاسف حصل العكس، و في الوقت نفسه اتقدم لها الاستاذ حامد برغبه جباره في عقد الجواز ده لانه رايدها فعلا، و لانها خسرت اللى بتحبه و اللى رخصت نفسها علشانه وفقت٣ نقطة
,
, صمت عاصم لحظات ليُفجر بعدها القنبله الكبرى عندما صرح عن السبب الرئيسى لكره نجلاء: حبها اللى باعت نفسها، كرامتها و عيلتها بأرخص ثمن علشانه، ثم استدار ناظرا للمقصود بكلامه متمتما و هو يكز اسنانه بقوه: الحاج عبد الرحمن العسوى٢ نقطة
,
, انتفضت حياه في جلستها بينما اغلقت زوجته عينها و هى مدركه لما يقول و الذى تعرفه و لكن لا يعرف احد معرفتها للامر، بينما جحظت عين امين و عز و هما يطالعان عبد الرحمن الذى كاد يخفى وجهه بين طيات ملابسه ليبتعد عن نظراتهم٣ نقطة
,
, لم يصمت عاصم عند هذا الحد بل ادرف و روحه تُستنزف بشده: وعد بالجواز، صحوبيه على الماشى، مقابلات في الخفى، لحد ما اتعلقت بيه و اتعلق بيها لكن جوازه كان مانع لعلاقه جديده بتربطه بيها فبعد و ادعى الانشغال عنها طبعا خوف من بطش كباره العيله، ثانيا رغبه مريضه معرفش فكر فيها ازاى! بالحفاظ على مراته و بيته٣ نقطة
,
, فتحت نجلاء عينها اخيرا لتنظر لعبد الرحمن الذى كان في اكثر حالاته خجلا و خزيا و امتلئت عينها بالدموع و التى صاحبها ابتسامه ساخره عبرت بوضوح عن جرح قلبها مما فعله بها ليردف عاصم بنفس النبره المستحقره: و في الفتره دى التفت كل منهم لحياته، هى استسلمت للامر الواقع و وافقت على الاستاذ حامد، وهو اهتم ببيته و مراته، و مرت الشهور كل واحد منهم بيتجنب التانى لحد ما **** رزق عمتى بمها، كانت فرحه كبيره للعيله لكن لأمها لا، ليه لانها ببساطه بتحب حد تانى و كارهه يبقى ليها ولاد من حامد و استغلت عجزها ذريعه علشان تتجنب التعامل معاها لا و رفضت رضاعتها و العنايه بيها، و قامت امى بالدور ده لانى وقتها كنت مولود قبل منها بسنه تقريبا، و دا زود كره عمتى ليها و لينا اكتر، مرت بعدها سنين و كل حد مشغول بحياته وجه وقت جواز مدام هاله و عمى اسامه و اللى كانت نجلاء هانم معرضاه بشده للخلافات اللى بينهم بس و للاسف جدى اختار الوقت الغلط علشان يعلن عن رغبته٣ نقطة
,
, اخذ نفسا عميقا مردفا بعتاب مشوب بالغضب: اعلن انه هيكتب اراضيه و املاكه بالنص بين والدى و عمى اسامه، و عمتى تعيش في حمايتهم و يصرفوا عليها لانه كان متأكد ان الاستاذ حامد مش هيقصر في طلباتها لانه بيعتبرها جزء لا يتجزأ منه رغم المشاكل اللى بينهم و اللى كان المعظم عارف عنها و دا اعلن النهايه لطاقه نجلاء هانم، و كانت نقطه الصفر!
,
, نظر عاصم لنجلاء التى كانت تنظر لعبد الرحمن بحزن لاول مره يلون وجهها بهذا الشكل و تمتم بخزى من نفسه لقوله هذا و خزى منها و من الامور التى دفعته لكل هذا: و من هنا فكرت عمتى ازاى تكسب فلوس و ورث ابوها اللى حرمها منه بدون وجه حق و تنفى اخواتها تماما علشان تبقى هى كل حاجه و الكل في الكل، مهو الاحساس بالنقص دائما بيبقى معاه طمع اللى خلاها تفكر في سرقه الكل حتى في ابسط حقوقهم، و في نفس الوقت تقريبا و في انشغالات الفرح و استعداداته حصل قرب تانى بين الحاج عبد الرحمن و عمتى، قرب كانت نهايته علاق٢ نقطة
,
, صمت عاجزا عن اكمال ما ينوى قوله و لكن شكله المنفر و نظراته المستحقره اوصلت للجميع مقصده عندما اردف هو: و للاسف مدام امل عرفت عن الموضوع ده، من ناحيه صاحبتها و من ناحيه اخوها، واجهت عمتى بالذوق مره، بالنصيحه مره و بالقوه مره لحد ما قررت تهددها يمكن تتعظ و تبعد عن الطريق اللى مشيت فيه، لكن للاسف كانت اضعف من انها تواجه اخوها و تمنعه، و بعد الموضوع ده بفتره بسيطه و قبل الفرح بيومين تقريبا عرفت عمتى انها حامل في معتز بس للاسف مكنتش متأكده مين والده!، لكن مدام امل لما عرفت بالحمل خافت يكون ابن اخوها و يتكتب باسم حد تانى و تبقى قضيه نسب، لا شرع و لا قانون هيقبل بكده فا قررت تنصحها تانى و لما عمتى تغاضت عن كل ده و فرحتها بابن من الحب الاول قالها بسخريه لاذعه اعمت عينها عن اى صح او مفروض او حتى حلال و حرام، و زى ما ضربت بكل حاجه عرض الحائط علشان تبقى على العلاقه دى، تجاهلت موضوع الحمل تماما٢ نقطة
,
, ازدرد ريقه و هو ينظر لنقطه وهميه غير قادرا على رفع عينه لوجه احد و خاصه مها و معتز بالاضافه لحياه و اكمل: مدام امل ما تحملتش الموضوع و صممت على ان عمتى تعرف جوزها الحقيقه و تبعد عن الطريق ده و إلا مدام امل مش هتسكت، فعمتى خافت، و لسبب ما مجهول حصل خلاف كبير جدا بين الحاج عبد الرحمن و عمتى، فاتجمعت كل حاجه في نقطه واحده، اولا عدم رغبتها في جواز عمى اسامه و مدام هاله، ثانيا ضغط مدام امل عليها و معرفتها للوضع اللى هى فيه و اللى اهلها لو شموا خبر عنه هيقتلوها بدون تفكير، و ثالثا الخلاف بينها و بين الحاج عبد الرحمن، و علشان تضرب كل ده بجحر واحد، فكرت لحد ما لقت حل استنتجته بعد تفكير من المستنقع اللى هى فيه، مستنقع القرف، فدبرت خطه لطيفه جدا لمدام امل مع عمى اسامه علشان تدمر كل حاجه، اولا الجوازه تبوظ، ثانيا مدام امل محدش يصدقها لانها في وضع لا تُحصد عليه، و ثالثا توجع الحاج عبد الرحمن في اخته و اللى كان متأكد من براءتها، و فعلا نجحت، و بكل بساطه الحاج مجدى صدق في بنته و شكك في نسب اكرم لخالى ماجد، و صدق الحاج امين طيش ابنه و حصل خلاف كبير جدا بين عيله العسوى و عيله الحصرى و اتقطعت العلاقات، بس مدام هاله و خالى ماجد مصدقوش و كل واحد فيهم اتمسك بحقه في شريك حياته، و لما الحاج مدحت رفض جواز بنته من راجل خاين، مدام هاله اعترضت و قرر عمى اسامه يهرب بيها لانه اصلا كان عاقد عليها و من هنا اتقطعت العلاقات كامله مكمله بعد مشاجره كبيره جدا بين عيله الشرقاوى و عيله الحصرى و كانت دى النقطه الفاصله، و لما طلب الحاج عبد الحميد من ابنه يطلق مدام امل و يتخلى عن ابنه او يتأكد من نسبه، خالى رفض و عارض والده و اللى بدوره حرمه من ميراثه و اسمه و منصبه و طرده من بيته و اعتبره هو و اسرته عار عليه، و لما الحاج مجدى حس ان راسه بقت في التراب حاول يقتل بنته و اكرم بدون اى رحمه او تفكير بس خالى عرف ينقذها و هو كمان هرب بيها و سابوا كل امور العيله وراهم بدون تفكير٣ نقطة
,
, زفر عاصم بقوه و صوته يكاد يختفى من حديثه التى ألم روحه اشد الالم ثم تمتم بشرود: قدرت بخطه بسيطه جدا تفرق الكل، بس مدام امل قبل ما تمشى قررت تخلص ضميرها و تنقذ شرف الاستاذ حامد من تعلقه بواحده لا صانته و لا صانت اهلها و لا صانت شرفها فقابلته و قالتله على كل اللى هى تعرفه و من هنا حصلت مواجهه بين عمتى و جوزها و تمسكا بقوتها و لامبالاتها مأنكرتش، لانها لما لقت ان السفينه ممكن تغرق مش هتغرق لوحدها كفايه ان يغرق معاها الحاج عبد الرحمن و لانها كانت واثقه ان الاستاذ حامد بأخلاقه العاليه مش هيحاول يشوه سمعتها او سمعه راجل استحل عرضه، و انتهت المقابله بقلم انهى كل حاجه بعد ما اعترافها أكد ان اللى في بطنها مش ابنه، و دا بيبرر بُعده و سفره المفاجئ و لولا ملامح مها الغربيه اللى ورثتها عن اصوله الاجنبيه كان هيشكك في نسبها كمان٣ نقطة
,
, صمت عاصم صمت اطبق عليهم جميعا، كبار العائلات يعرفون معظم هذه التفاصيل و ليس كليتها و لكن ما واجهته امل معها و ما فعله عبد الرحمن لا يعرفه احد و لم يتخيله احد٢ نقطة
,
, لم يمنح عاصم الفرص لهم بالتفكير او ربما الاستيعاب فألقى بالنصل الجديد: بس بعد كده مدام نجلاء مكتفتش، بعد ثلاثين سنه و لما ظهر اكرم و جنه في حياتنا و بدأت خيوط العيله تتجمع بجواز حنين و فارس، بدأت تحس ان اللى عملته زمان بيتهد قدامها و دا كفيل بأن نارها تولع تانى، فالمرادى قررت تستغل و تدمر حياه ولادهم و كأن عندها مشكله في الفرحه اللى ممكن تلم شمل العيله٣ نقطة
,
, زفر بقوه و هو لا يدرى من اين يبدأ؟! و عند ماذا ينتهى؟! لكن ما يعرفه جيدا ان امر قتلها لماجد الالفى لابد ان يظل مخفيا، فهو لا يدرى تأثير ذلك على جنه و لا يدرى تأثيره على اكرم، و هو لن يتحمل شرخ كبير كهذا بين مها و اكرم٣ نقطة
, تحرك بهدوء لغرفه مجاوره ليخرج منها عده اشخاص عزت، شادى، بهجه، سالى، ثلاث رجال لم يعرفهم احد.
,
, تجمدت حياه فور رؤيتها لشادى فأمسك مازن بيدها فهو تقريبا اقل الحضور دهشه لمعرفته بما قاله عاصم من جده من قبل، و لكنها لم تستطع التحمل فنهضت واقفه هاتفه بحده: انا عاوزه امشى؟
, اغلق مازن عينه قليلا و تمتم بخفوت و نبره مهتزه بتردد و هو يضم كتفيها اليه: انا اسف بس مضطر!
,
, قاطعه عاصم لكى لا يجعل الامر صعبا على مازن اكثر من مواجهتها بالامر وحقا شكره مازن على هذا عندما تمتم عاصم باشفاق: شادى سمع عن خيانتك له من نجلاء هانم، و اللى عملت كده انتقاما من والدك على اللى عمله زمان اللى محدش يعرفه حتى الان٣ نقطة
, اضطربت انفاسها بحده و خطين من الدموع يسيل على وجنتيها بتشتت ثم سقطت جالسه بحاله مغيبه و كأنها انتقلت لعالم اللاوعى٣ نقطة
,
, استدار مازن بتفحص للفتاه الصغيره سنا بين الحضور - بهجه - ثم نظر لحنين التى نظرت اليها بتفحص هى الاخرى ليشير اليها مازن باصبع اتهام فابتسم عاصم بسخريه متابعا نظراتهم مردفا بتهكم مرير: وهى اللى طلبت من بهجه تجمعكم سوا، علشان تدمر حياه حنين و حياتك و حياه حياه اللى بدأت تستقر معاك، و ايه السبب؟ بصراحه معرفش!
,
, قبض مازن يديه بغضب اتضح جليا في عينيه بينما تجمدت حنين للحظات لا تدرى ما شعورها الان تحديدا و لكن هل هناك فرق بين قتلها بخنجر سام ممن يفترض انها من اقرب الاقربين اليها، ام قتلها بنصل خيانه ادت بثقها بكل من حولها بما فيهم والدها الذى كان اول من خذلها، فالموت موت و النتيجه واحده فبما تفيد الطريقه!
,
, التفت عاصم للرجال قائلا بسخريه: اما دول بقى كانوا لعاصم الحصرى نفسه، دول اللى اتسببوا بأنى اتعمى بعد ما نجلاء هانم شعللت غضبى من مراتى علشان اروح لها و للاسف استجبت لها٣ نقطة
, شهقت ليلى بلوعه و هى لا تكاد تصدق ما تسمعه، بينما كز عز على اسنانه بغضب و هو يرمقها بأسف و خزى و غضب ملئ روحه من امرأه ليست من بنى الانس و لا حتى الشياطين٣ نقطة
,
, نظر عاصم لمعتز الذى تجسد اشد انواع الالم بعينيه و هبه بجواره تتطالعه بخوف حقيقى مس قلبها واجزعه فتمتم بأسف: انا مش عارف اقول ايه ان٣ نقطة
, قاطعته سالى و لاول مره تشعر انها كانت مجرد لعبه بيد امرأه خُلقت لتلعب بقلوب البشر و تمتمت بخزى من نفسها و مما فعلت: معتز عارف عن اللى حصل بسببها له.
, صمت عاصم ضاغطا خصلات شعره بعنف و هو يرى حال معتز الذى كان اكثر الحضور تشتتا و وجعا، حتى الان!
, أهل ما يمر به الان ألم؟
,
, لا و **** ما يشعر به ليس له وصف و تتجمد الحروف عجزا لتجميع كلمات تمنحه حق شعوره!
, شعور اشبه بغريق تجذبه المياه بقوه ليشعر بكل انفاسه تخرج نفسا نفسا،
, شعور من يُسلخ جلده حيا و هو يشعر بكل نقطه دماء تقطر منه نقطه نقطه،
, شعور من يُحرق حيا و هو يشعر بخلايا جسده تنصهر خليه خليه؟!
,
, اغلق عينه و يا ليته لم يفعل فما احتاجه الان من شعور اشعل نيران صدره و اضنى روحه التى تشبعت بالسواد، كان اكبر من تحمله، اكبر من قدرته على الاستيعاب، تحمل ما يكفيه طوال عمره و لكن تلك هى القشه التى قصمت ظهر البعير و ما اقسى كسر الرجال؟
, تمتم عاصم اخيرا بصوت خفيض و كأنه ينهى حديثه الذى ارهق روحه كثيرا: هى اللى بعتت واحد يهدد سلمى علشان جوازها يفشل و امجد يتخلى عنها٢ نقطة
,
, شهقت سلمى بفزع متذكره ذلك اليوم الذى اصابها فيه من الخوف ما لم تعرفه بحياتها مطلقا فضمها امجد لصدره بحنان و هو يخفى غضبه بجدراه و لو تركه احدهم لقتلها الان، ان كان هذا شعوره و هو اقل المتضررين منها ماذا كان سيفعل لو كان او زوجته ضمن خطتها الرخيصه!
, و صمت عاصم و صمتت معه الكلمات لم يستطع قتل حنين و والدى فارس و شقيقيه بسر قتله، و لم يستطع قتل جنه و اكرم بسر ابيهم٣ نقطة!
,
, ضعيف! ربما و لكنه لهنا و لم يعد يتحمل كلمه اخرى بوجع اخر لاى فرد من افراد العائله!
, رفعت نجلاء عينها لتنظر للجميع بتشفى، روحها المريضه لم ترى من حولها شيئا سوى ما تراه على وجوههم الان و الذى سعت اليه دوما، الالم، الوجع، الحزن و شقاء الروح٢ نقطة
,
, لمعت عينها بعظم انتصارها و لكن مهلا فهناك امرين لم ينطق بها ابن اخيها العزيز، و هى لن تسمح له بالانتصار حتى و ان كان الامر امرا اخرا عليها، فهى غارقه غارقه فلا فارق اذا!٢ نقطة
, فنهضت واقفه لتصفق بيدها في حراره شديده و هى تضحك بصوت عالى ساخر لتهتف باعجاب مستنكر: براافو يا سياده النقيب براافو، قدرت تجمع كل المعلومات، و تجيب الحقيقه كامله قدام الكل لكن واضح انك نسيت او عملت ناسى حاجتين مهمين جدا٣ نقطة!
,
, اقترب منها عزت مسرعا متذكرا تحذير عاصم له بعدم البوح بجرائم القتل و التى من شأنها ان تقتل الاحياء بموتاهم و همس بجوار اذنها: اسكتِ متتكلميش كلمه زياده و الا مش هيحصلك طيب!
, دفعته عنها لتصرخ بهستيريا غاضبه و هى تقترب من عبد الرحمن مسرعه لتُمسك بياقه قميصه جاذبه اياه بقوه: حسستنى انى فتاه ليل و انك اخدت غرضك منى فرمتنى، يومها قولتلى انى رخيصه و ان اللى عاوزاه حصل و رميت ليا فلوس كأنك كنت شارينى٢ نقطة!
,
, اشارت على نفسها بسبابتها بيدها الحره لتهتم بفخر خالطه دموعها فإن كان في حياتها امرا واحد صادقا - فهو حبها له - و ان كان هناك رغبه واحده ملحه - فهى رغبتها بقربه و بناء حياه معه - و لكن بئس الامرين فلقد دفع بها لاشر امور الدنيا و اعظم كبائر الذنوب: اتفرج عليا!، شوف عملت ايه؟
,
, ثم اشارت على الجميع باصبعها بسخريه و مازالت دموعها تجرى دون توقف و لكن ليس ندما او توبه او حتى شعور بالذنب و لكن لانها خسرت، امتلكت كل شئ بانتقامها و لكن خسرت اغلى ما تمنت، انتصرت بذنبها و افعالها و لكنها خسرت نفسها و رغباتها، منتشيه بلذه الانتصار و مكتويه بنارها ايضا لتهتم بظفر مشوب بالخساره: كلهم شربوا من نفس الكأس اللى انا شربت منه، الكل خسر قدام السمعه و الشرف حتى لو برئ، كله عاش الوجع و الاهمال اللى انا عشته، انا رخيصه، و رخصت الكل معايا!
,
, ثم اتجهت لحنين و مازن واقفه امامهم و هى تبدو في حاله غير طبيعيه لتهتف و هى تشير عليهما بسبابتها: عارفه، انا اللى قتلت فارس، انا اللى لونت فستانك الابيض بدم جوزك يوم فرحكم، انا اللى قتلت فرحته و فرحتك و قصمت ظهر ابوه و امه و كسرت جده و دمرتكم٢ نقطة
,
, ثم ضحكت بصوت عالى مع شهقات الجميع بصدمه تملكت منهم و خاصه نهال التى كادت تفقد وعيها من اثر وقع الكلمه عليها فأكملت نجلاء بانتشاء واضح كمن تعاطى جرعه ممنوعات لتمنحه نشوه سلطانيه: انا نجحت و دمرت كل حاجه، كل حااااجه٢ نقطة
, ارتفعت ضحكاتها مجددا وحنين تنهار ارضا بينما اتجهت هى لجنه لتقف امامها بابتسامه ساخره: فاكره لما ماجد مات، يوم ما اخدك في حضنه٢ نقطة
,
, انتفضت جنه بينما اقترب اكرم منهما و جسده يرتعد قلقا على زوجته التى دخلت في حاله صدمه تامه و جنه التى كانت تحدق بها بعينين متسعتين و ملامح جامده، و قبل ان يُظهر اى رد فعل اقترب عاصم من نجلاء بقوه ممسكا عنقها بيده صارخا بصوت هادر: اقسم ب**** هموتك٢ نقطة
,
, حاولت تخليص نفسها من يده حتى نجحت لتبتعد عنه و هى تنظر لجنه صارخه بهستريا ضاحكه و هى بالتأكيد بعيده كل البعد عن عقلها: انا اللى دبرت العربيه اللى قتلت ماجد، انا اللى حرمته شبابه و حرمتك منه و بسببى عشتِ يتيمه طول عمرك، انا السبب٢ نقطة
, صفعها عز بقوه لتسقط ارضا و مازالت ضحكاتها تملئ المكان بجنون بينما قلب الجميع اصبح في قلب واحد، قلب مدمر تماما٣ نقطة
,
, لوْ كنتَ أنتَ مَعي و النَّاسُ غائِبةٌ
, عَنّي لمَا ضَرّْني مَن غابَ أوْ هَجَرا
, إنْ كنتَ حوْلي فَكلُّ النَّاسِ حاضِرةٌ
, حوْلي وإنْ غِبتَ لمْ أشْعُرْ بمَن حَضَرا
, العَيْنُ بَعْدَ حَبيبِ القَلبِ ما عَرفَتْ
, إلا الدُّموعَ وإلا الحُزْنَ والسَّهَرا
, إنَّ السَّعادةَ في ظِلِّ الحَبيبِ، فإنْ
, وَلّى، تَوَلّتْ فلمْ نَلحَظْ لها أثَرا
, سعيد يعقوب.
,
, كنت هسامحك، قولت هنسى و هعيش حياتى من اول و جديد و هسامح بس دلوقتى٣ نقطة!
, صمتت حياه بعد تلك الكلمات التى وجهتها لوالدها الذى كان يطالع الارض خجلا و جبينه يتصبب عرقا وعيناه تتطلع بنجلاء التى اصابتها حاله من هيستريا الضحك و هى تتحرك بجنون ارضا بعد تلك الصفعه التى ادمت شفتيها من يد عز و لكنها لم تبالى٣ نقطة
,
, رفع عبد الرحمن رأسه لابنته و التى رغم انتفاضه جسدها كانت عيناها تحمل اطنانا من القسوه والاشمئزاز لم يتوقع احد ان يسكنا عينا حياه خاصه فاردفت بنبره حاده: بس دلوقتى انا مش هسامحك، مش هسامحك طول حياتى، لا هسامحك و لا هسمح لك تسامح نفسك و هتفضل دائما عايش بذنب انك كنت السبب بتدمير حياتى٢ نقطة
, ثم صرخت و دموعها تنهمر بغزاره: حتى لو مت مش هسامحك، سواء انت او٢ نقطة
,
, قطعت كلماتها مشيره باصبعها على شادى الواقف من اعلى لاسفل بازدراء ثم تمتمت باستحقار: او ده!
, ثم بحركه مسرعه تحركت لخارج المنزل في اتجاه منزلهم بينما بالداخل يكاد مازن يجن ما بين ابيه الذى جاهد ليأخد انفاسه واضعا يده على قلبه بضغط عنيف و ألم لا يُحتمل فاجتمع الجميع حوله بفزع، و بين والدته التى انهارت بشكل سئ حتى بدت على حافه الجنون و بين حنين قلبه التى تجمدت تماما و كأنها غابت عن الواقع مره اخرى٣ نقطة
,
, و وسط هذا و بعدما نظر عبد الرحمن لظهر ابنته المنصرف استدار لينظر لزوجته التى اخفت وجهها خجلا منه و اشفاقا على نفسها من رجلا مثله رغم علمها و مصارحتها سابقا بما فعل من نجلاء ذات ليله انتقام ايضا و لكن بتهديد بعدم اخبار احد و ضعيفه مثلها لا تجرؤ على التفوه بكلمه فاعتصر قلبه قبضه من نيران اكلت روحه بنهم٣ نقطة
,
, فرفع عينه لشقيقته المنهاره و التى ضمتها ليلى بشبه انهيار هى الاخرى فامتلئت عينه بدموع ندمه و حسرته على ما زرعه سابقا ليحصده كاملا الان و ما اسوءه من حصاد٢ نقطة
,
, مر بعينه على والده الذى استكان في جانب بعيد و هو يحرك شفتيه بكلمات مبهمه بدت له كدعوات اقتنصت روحه حتى كادت تزهق انفاسه، ليستقر بعينيه على محمد الذى طُلبت الاسعاف له فشعر نيرانه تأجج بغضب شمل روحه و خاصه عندما رأى ملامح معتز التى اصابها جمود قاسى ليفكر لحظات، هل من الممكن ان يكون معتز ولده من صلبه؟! هل من الممكن ان يكون نتيجه خطأ عابر فعله هو بنفس راضيه لينكره بعدها بنفس واهمه بالراحه؟!
,
, اغلق عينه و ضميره يغصه اكثر ثم فتحهما ليعود ببصره لتلك الملقاه على الارض تنظر للجميع بتشفى واضح و نظرات هيستيريه مع ضحكاتها العاليه و التى لم يلتفت اليها احد و الجميع منشغل في صدمته او التجمع حول محمد خشيه ان يُصاب بمكروه ما٣ نقطة
, فتذكر على فور ما قرأه يوما في لحظه عابره لم يعيريها انتباه.
,
, يَا بُنَيَّ مَنْ كَشَفَ حِجَابَ غَيْرِهِ انْكَشَفَتْ عَوْرَاتُ بَيْتِهِ، وَمَنْ سَلَّ سَيْفَ الْبَغْيِ قُتِلَ بِهِ، وَمَنِ احْتَفَرَ لِأَخِيهِ بِئْرًا سَقَطَ فِيهَا، وَمَنْ دَاخَلَ السُّفَهَاءَ حُقِّرَ
, وعجبا هو فعل كل هذا!
, اعتدى على حرمه بيت اخر فاعتدى اخر على حرمه بيته،
, حفر بئر لها – نجلاء – و اغرقها فيه و لكنه لم يدرك انه احدهم سيدفعه ليغرق ايضا بل ووجد يدها تجذبه للغرق اكثر،.
,
, استهون بكبيره الكبائر و خاض فيها بعنفوان فخاض احدهم في نفسه و شرفه٣ نقطة!
, قطع افكاره المؤلمه صوت سياره الاسعاف تتوقف امام الباب لتستعيد نهال بعض تماسكها وهى تركض لزوجها و صوت بكائها سهم غادر اصاب قلبه فما حدث لشقيقتيه هو السبب به٢ نقطة
, ألم الصغيره و التى ماتت قبل ان تسامحه، و الكبيره تكاد تموت امامه و ايضا بالتأكيد لن تسامحه، كل هذا بسببه!
,
, تم نقل محمد للسياره و صعد مازن معه و عاصم بعدما صرف شادى و الاخرين معه و طلب من البواب ان يمنع خروج نجلاء وحتى ان اضطره الامر لتقييدها حتى يعود، بينما لحق بهم بعض افراد العائله، بينما تمسكت ليلى بنهال ومنعتها فهى لن تكون عونا بقدر ما ستكون عله!
,
, نهضت مها واقفه و دموعها تنهمر بصمت و هى تنظر لنجلاء بصدمه شلت عقلها عن الاستيعاب ثم نقلت بصرها لوالدها الذى اخفى عينيه عنها لتنظر ارضا و يدها تبحث عن يد اكرم – كأنها تبحث عن حمايتها الان و قوتها التى كانت في امس الحاجه اليها – الذى شعر بدماؤه تجمدت فور لمستها و عجبا لم يكن يريدها فأبعد يده بسرعه استغربتها لتُصاب روحها بخوف و جزع كاد يفقدها حياتها جزعا عندما نظرت اليه و دموع الحسره و الخوف مما هو قادم تملئ عينيها لتحرك شفتيها بحديثها الصامت انا عاوزه امشى.
,
, و هنا طافت عيناه على وجهها ليداهم عقله سخريه عندما فكر قليلا بنسبها٣ نقطة
, زوجته ابنة قاتله ابيه، يا لا سخريه القدر!
, شعر بيدها تمتد لتحتضن يده مجددا و كأنها تذكره بمن هى و هاجس تركها ببساطه لذنب غيرها يهاجمها بقوه ولكن هذه المره لن تتحمل، و لكنها عجبا تقدر شعوره، تقدر صمته و التشتت الذى كسا عينيه، تقدر ألم قلبه على ماضٍ ليس لكلاهما يد فيه، و لكن رغم انفها هى ابنه نجلاء!
,
, فانسابت اصابعها على يده المضمومه بقوه لتفتحها ببطء لتزرع اصابعها الهزيله بين فضاء كفه بانتفاضه جسدها الذى جعله ليلتفت اليها و ظل لحظات ينظر لعينها٣ نقطة
, لحظات اطول من الدهر و اغلى من العمر، لحظات اخبرتها ان القادم سئ، و ان سئ الحظ دائما سئ الحظ، و ان من حُكم عليه بالعقاب سينفذه لا محاله حتى ان كان بريئا!
,
, امسك يدها بضعف دون ان يمنحها قوته ليقويها، دون ان يضغط كفها ليطمأنها، دون ان يمنحها السكينه او يريح تفكيرها٣ نقطة
, فنظرت لوالدتها بخزى رغما عنها ف ازدادت دموعها و هى تستغفر **** بخفوت فتحرك بها اكرم للخارج دون اى حديث و خاصه بعدما ركضت جنه من امامهم لتصعد للاعلى دون انتظار ان يحدثها احد٢ نقطة
, و كم سولت نفسه له الان ان يأخذ جنه و يبعد بها عن هنا!
, عن حجيم ماضٍ ليته لم ينكشف؟!
,
, عن نفوس مليئه بالحقد حتى نست ماذا تعنى رحمه ****؟!
, عن ارواح ماتت رغم وجودها على قيد الحياه؟!
, ولكن ماذا يفعل و كيف؟ لا يدرى!
, خاصه مع وجود روحا معلقه بروحه، ابتسامه مشتقه منها ابتسامته، و بحر فيروزيتها التى يود الان لو يغرق به غرقا ليس بعده عوده، غرقا يمنحه الخلاص لاحمال كتفه الثقليه و التى اوشكت على احناء ظهره!
,
, و لكنه الان لا يرى حتى خلاصا، و لا غرقا، فقط غدرا، و دماء لوثت الايدى قديما لتبقى اثارها حتى هذا اليوم لتمنع الابيض من النصوع و تمنع القلب من الخضوع!
, و عند هذا لم يشعر بنفسه الا وهو ينطلق بسيارته بسرعه خياليه باتجاه منزله٣ نقطة
,
, رفع معتز بصره اخيرا مستجيبا لنداءات هبه بصوتها المبحوح اثر بكائها و يدها التى كانت تمسد يده بسرعه لعلها تمحى تلك البروده التى اصابته لترى بعينه فضاء واسع من ألم مبرح اصاب قلبها في مقتل و هى ترى نظراته تتحرك على وجهها بلا حياه تذكر فيهما٢ نقطة
, قبل ان ينظر لبطنها المنتفخ بصدمه و تشتت جعلها تشهق بخفوت و هى ترى عينه تقول أمور كثيره بشأن ابنهما، امور من شانها ان تنهيها فضمت نفسها بقوه وهى تردد اسمه٣ نقطة
,
, ولكنه نهض متجاهلا اياها متحركا باتجاه نجلاء ليجلس على ركبتيه امامها فازدادت ضحكاتها و هى تنظر اليه فاحتضن وجهها يُزيل دموعها التى انهمرت لا تدرى منذ متى، ليهمس بصوت لا يُسمح الا لها: ليه؟ ليه محبتنيش؟
, نظرت له لتطلق ضحكه صاخبه قبل ان تهتف برعونه و صفاقه: انا مبحبش حد، بحب نفسى بس، انا و بس٣ نقطة
,
, ثم زمت شفتيها لاسفل في حركه دلت على مدة تيه عقلها و ضياعها المؤقت لتُشير بإصبع مرتجف لعبد الرحمن لتهتف بحزن لا تدعيه و لكنها ايضا لا تشعر به: و حبيته، حبيت نفسى و حبيته، بس
, ابتعد معتز عنها لتعاود ضحكاتها تملئ المكان بينما يتابعها معتز بجمود ثم رفع عينه لحامد ليقترب منه ببطء و مد يده مصافحا ببرود: اتشرفت بمعرفتك يا استاذ حامد!
,
, شعر حامد بقبضه تعتصر قلبه و هو يرى نظرات التيه و الشرود بعين معتز و التى احالها عنه لينظر لهبه التى تقدمت منه و بدون كلمه اخرى تحرك بها لخارج المنزل و اتجه بعدها لمنزلهم وصمت مطبق عم عليهم طوال الطريق٣ نقطة
,
,
, انفض الجمع الا من كبار العائله بالاضافه لليلى التى جلست على كرسى مجاور و نهال التى منعتها ليلى من الذهاب للمشفى على وعد من مازن باخبارها بكل جديد٣ نقطة
, نهضت نهال واقفه و هى ترمق حنين التى انكمشت على نفسها بجانب المقعد تنظر لنقطه وهميه وكأن الامر عاد لنقطه الصفر مره اخرى٢ نقطة
,
, فعادت ببصرها لنجلاء مقتربه منها و اوقفتها و نجلاء تطالعها بتوجس مشوب بضحكها الغريب فنفضتها نهال بحركه غير متوقعه و هى تحركها بعنف لتنهار مجددا بصراخ قلب ام ذُبح ذبحا عن طفلها الذى ابعده القدر قسرا عن حضنها: ليه؟ عمل فيكِ ايه؟ ليه تحرمينى منه؟ كنت ءأذيه، اوجعيه بس سيبيه في حضنى، حرمتينى منه ليه؟ ليه؟ حرام عليكِ، حرمتينى منه ليه؟
,
, ظلت تصرخ بها مع رفع يدها لتنهال على وجهها و جسدها بضربات متتاليه بضعف و هى تصرخ باسم **** و روحها تكاد تفارق جسدها، و جاء العون من اخر مما توقع الجميع حيث نهضت حنين بهدوء مُميت تتحرك باتجاه نهال مكبله حركتها و هى تبدو في حاله من الصمت القاسى و فقدان الاحساس بالواقع، فنظرت اليها نهال بانهيار بينما ضحكات نجلاء تجابه صراخاتها فقبلت حنين رأسها و هى تضمها لصدرها و تحركت بها للخارج لتعود لمنزلهم٣ نقطة
,
, بينما رمقت ليلى ظهرهما المنصرف بأسى و هى تنظر لنجلاء باشمئزاز و قلبها يبكى دما على اخيها الذى ربما كانت ستراه مجددا لولا تدابير تلك المرأه التى فاق خبثها خبث الشياطين٢ نقطة
, و تحركت بعجز باتجاه غرفتها بينما بقى بالخارج كبار العائله بالاضافه لعبد الرحمن٢ نقطة
, نعم انفض الجمع ليعود كلا لحياته و لكن بنقص ما، و ربما باكتمال ما! من يدرى؟!
,
, و وسط كل هذا فقد عبد الرحمن اعصابه التى انهارت تماما حتى نهض بغضب منقضا على نجلاء لتطبع اصابعه عده صفعات متتاليه يا وجهها مستمتعا بصرخاتها لتستقر يده على حجابها ليجذبها منه مندفعا بها باتجاه الحائط و بكل ما اوتى من قوه دفع رأسها بالحائط بغضب اعمى وهى تصرخ و تضحك و تبكى في الوقت ذاته و كأنها تشعر بما فاق تحملها من الالم، ولكنها ايضا لا تشعر بأى شئ!
,
, نهض امين بعنف ليمنعه و لكنه تجمد مكانه عاجزا عن التصرف فماذا يقول او يفعل و هو نفسه يريد ان يفعل بها هذا و ما يزيد ايضا، حتى جاءت الضربه القاصمه عندما دفع عبد الرحمن رأسها بأسوء ما يكون فصرخت صرخه ارتجف لها قلبه قبل الجميع بقلق فتركها مبتعدا بصدمه مما جنته يداه لتسقط هى على حرف الطاوله القريبه لتخسر من نفسها الكثير في مقابل ما جنته لتكون تلك هى نقطه النهايه٣ نقطة
,
, وضع اكرم المفتاح بباب المنزل و لم يتحدث بكلمه واحده فدلفت مها بينما فوجئ هو بقليل من جيرانه يستقبلونه بالتهانى و الكلمات الطيبه التى تدعو له بالسعاده و الذريه الصالحه، و قابل هو كل هذا بابتسامه باهته مصطنعه و كان وقع التهانى عليه كوقع امرا جللا على رأس من نسى الامر٢ نقطة
,
, حتى ابتعدوا من حوله ليدلف للداخل فزفر بقوه و هو يتحرك باتجاه غرفته ليجدها مستلقيه على الفراش رافعه الغطاء حتى رأسها لا يظهر منها شيئا٣ نقطة
, فوقف بجوار الباب يطالعها قليلا وهو يشعر بضيق شديد و بالوقت ذاته يشكر لها صنيعها فهو لا يريد احد بجواره الان فرأسه ينفجر حيره و حسره؟!
, دلف للمرحاض ليبدل ملابسه بينما هى اخرجت رأسها من تحت الغطاء لتنظر للمرحاض بحزن شديد و عيناها تذرف الدموع بلا توقف٢ نقطة
,
, الى اين ستدور بها عجله الحياه؟
, الى متى ستظل تجابه ما فوق قدرات تحملها؟
, متى ستنهض النهوض الذى لا سقوط بعده؟
, ما ذنبها؟ و لكن، ايضا ما ذنبه؟
, هو بكلمات بسيطه اخبرها عن مدى حبه لاهله، و الان هل سيمنعه ماضٍ عنها؟
, هل ستقف العقبه التى وضعتها والدتها بجداره في طريقها بين قلبيهما؟
, هل سيخبو عشقها من عينيه و يختفى اسمها عن شفتيه و يُمحى اثرها من قلبه؟
, هل من شعرت به يقويها، هكذا يكون عندما يضعفها!
,
, هل من منحها كل شئ، قادر على سلبها كل شئ!
, و اه، فما اسوء المنح عندما يُتبع بالمنع، ما اسوء الجود عندما يُتبع بالبخل، ما اسوء غنى المشاعر عندما يُتبع بالفقر!
, فإن كان حبه – هو – ضعيفا فأين و لمن تكون قوه الحب!
, لكن مع كل هذا لن تتخلى و لن تبعد و لن تضعف!
, سيرفضها، يهجرها، يبتعد و ليكن؟
, هى لن تفعل!
, هى من ادركت معنى القوه بعد الخنوع، و ادركت معنى الحياه بعد العجز، و ادركت نفسها بعد التيه!
,
, لن تتخلى عما اختارته بإرادتها، لن تتخلى عمن يعنى لها كل هذا، من دق قلبها حقا اليه، من عزف لحنه الخاص على اوتار حياتها و بدونه، بدونه لا حياه لها!
, ابدا لن تتخلى حتى، حتى ان كان رغما عنه!
, قطع هدير افكارها خروجه من المرحاض بمنامته السوداء فأخفت رأسها بهدوء مجددا فلم ينتبه لها و لكنه اقترب منها مراقبا حركه صدرها الذى يعلو و يهبط من اسفل الفراش فأدرك انها تدعى و صدقا لم يكن يريد مواجهتها الان٣ نقطة
,
, فكيف يفعل و ماذا يقول؟
, فما عرفه اليوم ايقظ كل نيران حزنه دفعه واحده،
, فلا هو يدرك حقيقه شعوره الان، و لا يستطيع التجاوز عنه؟
, هل هو في قمه سعادته لتحقيق حلمه بفيروزته ام في قاع جحيمه لمعرفته ان والده قُتل عمدا؟
, يقولون ماضى و انتهى فلننظر للان و لكن كيف ينسى انه والده و بالاخص عشق والدته!
, كيف ينسى بكاء والده على والدته و اللجوء لحضن ابنه ذا العشر سنوات!
,
, كيف ينسى الرجل الذى كانت يستمع لدعاء والدته باسمه ليعيش حياه مديده بعدها لينعم العالم بأنفاس رجلا لن يتكرر مرتين!
, كيف ينسى انه كان من الممكن ان يرى شيب والده و يحفظه كصور معه كما وصته والدته؟
, كيف يتجاهل كل هذا!
, اجل قدر **** و لكن موجع٣ نقطة!
, حقيقه كهذه تخفى كل ملامح حياته في طيات وجع لم يعد يتحمله!
, تحمل الكثير و لكنه لم يعد يتحمل!
,
, اضناه الوجع و لا يجد حضن والدته ليطمأنه، قُصم ظهره و لا يجد كتف والده ليستند عليه، اماته الالم حقا و ليته يستطيع الصراخ!
, و لكن هل للرجال صرخات!
, هل للرجال ما يعبر عما يحنى ظهورهم و يُزهق انفاسهم!
, اطلق تنهيده مكتومه بأصابعه ثم استدر بعينه التى تشبعت بألمه القاسى لينظر لجسدها المخفى اسفل الغطاء الخفيف ليغلق عينه عاجزا عن الاقتراب منها٣ نقطة
, هل يستطيع اللجوء لحضنها!
,
, هل يستطيع البكاء على كتفها كما كان يفعل مع والدته!
, هل يستطيع الاعتراف بعشقه المحمل بوجع قلبه!
, هل يستطيع لومها على نسبها ثم يقبلها ليصرخ بحبها!
, رفع يده ليلامس كتفها و لكنه في هذه اللحظه تحديدا كان اضعف ما يكون فجذب يده بعنف معتصرا ملابسه بقوه و اظافره تكاد تنغرس في لحم جسده٣ نقطة
,
, و ظل على هذا الوضع لا يدرى كم مر من الوقت حتى استدار بعنف مجفلا من انتفاضتها بقوه عن الفراش و هى تكاد تلتقط انفاسها و جبينها يتصبب عرقا مع التصاق خصلاتها الشقراء بجانب وجهها٢ نقطة
, فازدرد ريقه قلقا عليها و هو ينظر اليها ليجدها تدور بعينها في الغرفه بلهفه حتى استقرت على وجهه فانطفئت اللهفه ليعود الامان يشغلها بدفء فتمتم بخفوت: انتِ كويسه؟
,
, اومأت برأسها بصمت و قبل ان يسألها عن شئ اخر اعطته ظهرها لتنام مجددا، فاعتدل على الفراش مستندا بظهره على الوساده جوارها عاقدا ساعديه امام صدره ناظرا لظهرها و هو يقاوم رغبته في ضمها لصدره٣ نقطة
, فبعد كل شئ و بغض الطرف عن اى شئ، هى فيروزته!
, حلمه الذى نام و استيقظ عليه ليالى و سنين، دعوته المستمره و التى كانت هى استجابتها،.
,
, هى التى شاركته في حديثه مع ربه، هى التى نقشت اسمها على صفحه قلبه فأصبح لا يُمحى، هى من سار في دروب عشقها، على اشواك غيرته، لوعه بعدها رغم القرب، نيران الخساره رغم المكسب!
, هى صاحبه بحر الفيروز و كفى!
, اعتدل بقلق اكثر عندما تحركت جواره بحركات عنيفه لتحرك شفتيها بحديثها الصامت و الذى قرأه هو وساعده على ذلك اعتياده على هذا: لا، اسمعنى بس، ب**** عليك افضل جنبى، لااااا.
,
, ثم انتفضت مجددا و انفاسها تكاد تختفى و عرق جبينها يزداد مع احمرار عينيها لتدور عينها في الغرفه بلهفه اكبر قبل ان تستقر على وجهه مجددا ليعود الامان يملأها٢ نقطة
, فاستدار لها بكامل جسده ليرفع يده مزيلا خصلاتها عن وجهها مغمغما بتفحص مضطرب و هو يقاوم احساسه بقربها و الذى اجتاحه كنيران نهشت قلبه و عقله معا: اهدى اهدى دا كابوس٣ نقطة
,
, نظرت اليه لتلمع عينها بالدموع و لكنها دون كلمه اخرى اعطته ظهرها مجددا لتنام، و بعد بعض الوقت من الجهاد حتى لا تنام مره اخرى غلبها تعبها و صداع رأسها و خوفها لتسقط في النوم مجددا كأنها تهرب٣ نقطة
,
, بينما هو عقد حاجبيه متفحصا اياها بجزع مشوب بالتعجب من انتفاضتها المتتاليه فظل ينظر لظهرها و يطل عليها من عليائه ليرى جانب وجهها فابتسم بحنان غلب كل مخاوفه و حزنه ليجد ان مجرد شعوره بها قربه يعنى له الدنيا بما فيها٣ نقطة
,
, و لكنها لم تمنحه الفرصه للتفكير بأمر جيد او سئ عندما نهضت بفزع اكثر عنفا هذا المره و دموعها تغرق وجهها بغزاره و رأسها تتحرك يمينا و يسارا بالنفى لتنظر اليه هو هذه المره بلهفه قلقه قبل ان تخفى وجهها بين يديها لينتفض جسدها ببكاءها فشعر بقلبه يهوى بين قدميه فإقترب منها دون تفكير محاوطا اياها بذراعيه ليضمها بقوه زادت مع قوه انتفاضه جسدها ليمسح بيده على شعرها مرددا ايات من القرءان الكريم لعلها تهدأ و لا يدرى كم مر من الوقت حتى هدأت متمالكه احساسها الخائف فأبعد وجهها عن صدره ليهمس امام عينيها و يديه تُزيل دموعها بسرعه و لمساته الدافئه تشمل روحها بمزيج من امان وخجل: اهدى حبيبتى محصلش حاجه!
,
, توقفت عيناها على شفتيه و هو يردد كلمه حبيبتى لتُحرك شفتيها كأنها تتذوقها بحديثها الصامت الذاهل حبيبتى!
, فاستقرت عينه على شفتيها هى الاخرى ليميز ترديدها للكلمه فابتسم و شفتاه تطوف على وجهها بعاطفته التى اخبرتها انها اكثر بكثير من حبيبته حتى ابتعد ناظرا لعينيها التى فاضت بدموعها ليغرق فيها ببساطه متمتما بهمس بترقب: ايه اللى قلق نومك كده؟
,
, عادت عينها تلمع بالخوف و هى تتذكر الكابوس الذى راودها ثلاث مرات و التى كانت به تستجدى اكرم ألا يرحل و لكنه غض الطرف عنها راحلا بدون تفكير بها و من مجرد كابوس كهذا شعرت بارتجافه جسدها ترفض، كل ما بها يرفض، كل خليه بها تتمسك به، لن تتخلى عنه، ابدا لن تتخلى!
,
, تعلقت عينها بعينه مجددا ليمنحها نظره مطمئنه لتمنحه السكينه و تخبره عما يؤرق نومها ف حركت شفتيها تخبره فتعلقت عيناه بشفتيها منتظرا ما ستقول و الذى شعر به كسهم غادر نفذ لقلبه ان انت كمان هتسبنى! هتبعد عنى زى الكل، هتعمل زي٣ نقطة
, صمتت عنوه عندما قطع كلماتها بين شفتيه فيما يشبه القبله و لكنها لم تكن هكذا ابدا٢ نقطة
,
, كانت اشبه باعصار يعاقبها به، اشبه بفيضان اغرق كلاهما في طريقه، غرقا لا نجاه منه، غرقا يعنى الحياه بالنسبه لكليهما!
, كانت قبلته الاولى كارثيه٣ نقطة
, فانتفض قلبها بين ضلوعها يأن ندما، على سوء ظنها بتفريطه بها!
, فقبلته اخبرتها انها تسكنه، و ما اجمل ان تعيش معه حب يسكنها و تسكنه!
, قبلته اعطتها ما فقدته من امان طوال عمرها، اعطتها قوتها بعد ضعف روحها و نفسها!
,
, قبلته اخبرتها ان لا حياه له بدونها، و بدونه لا حياه لها!
, حياتهما قطعه بازل هى النصف و هو الاخر و بدون احداهما لن تكتمل ابدا مهما استبدلناها!
, قبلته التى اخبرتها بوضوح ان لا مجال للمقارنه بينه و بين غيره، و لا مجال للتفكير بأحد في حضوره و لا في غيابه حتى!
, فهى يبدو انها بينها و بين نفسها ستردد اسمه التى اصطبغ العشق بحروفه، و تلون قلبها بألوانه!
,
, و اكد هو تفكيرها عندما ابتعد عنها اخيرا ليستند بجبينه على جبينها محاولا التمسك بأنفاسه اللاهثه ليهمس من بين اسنانه بغضب: اياكِ، تقارنى بينى وبين حد تانى، اياكِ تذكرى اسم حد تانى قدامى او حتى بينك و بين نفسك، مراتى انا، متفكرش غير فينا، انا و هى و بس!
,
, ثم فتح عينيه لينظر لملامحها بنهم قبل ان تستقر عيناه على جفينها المطبقين ليتأوه بخفوت هامسا بانفعال: اتخلى عنك! ازاى اقدر اتخلى عنك؟! انتِ كنتِ كنزى و هديتى بعد طول صبرى، كنتِ حلم و اتأخرت قوى على ما حققته، و دلوقتى بتقولى اتخلى عنك، دا انا اتخلى عن روحى بس انتِ لأ٣ نقطة!
, اقترب منها يميل بشفتيه على عينيها المغلقتين مغمغما بتحكم عشقه: بحر الفيروز اتخلق علشانى و مش هسمح لحد تانى يسكنه٣ نقطة
,
, اختلج قلبها بين ضلوعها من تشخيصه لعينيها بهذا الوصف الذى تسمعه لاول مره، لترقص نبضاتها على الحان نبضاته و التى منحتها اعزوفه اتقنت قدماها بخطواتها الرقص عليها٢ نقطة
, فعاد يزفر بقوه و هو يتمتم من بين اسنانه متذكرا لوعته السابقه ببعدها عنه: انتِ عارفه انا كام مره اتعذبت بقربك قبل بعدك؟
,
, رفع يده يلامس وجنتها اليمنى ثم منحتها شفتاه باقى اللمسات بشغف عاشق و هو يردف بنفس النبره الهائمه: عارفه كام مره اتمنيت ألمسك، امسح دموعك، و اقولك مبقدرش على زعلك!
, ثم لامس وجنتها الاخرى بنفس الشغف الحارق و الذى جعلها تذوب اكثر و اكثر بين يديه ليخرج صوته بعدها مهزوزا و هو يقول بخفوت شديد: كام مره اتمنيت احضنك يمكن تسمعى دقات قلبى و على وجعى تحنى!
,
, فتحت عينها مع بحه صوته الذى اختفى تماما في كلمته الاخيره لترى عيناه المغلقه و هو يعض على شفتيه لتشعر بإرتجافه جسده لتدرك انه كان يطمأنها لكنه يكتوى بنار ما عرفه للتو٢ نقطة
, الامر ليس بهين و لكنه لم يتحمل خوفها فداس وجعه بقدميه ليعبر بها لشط الامان!
, محى الألم من عينيها بتنازله عن فرحه ضحكته و جرف مشاعره اليها!
, بينما هو يتلوى بين نيران ماضيه، و هواجس حاضره٢ نقطة
,
, يشتعل غضبا و يزيده عجزه عن اعاده الماضى و لو قليلا!
, لذا لم تشعر سوى به و بوجعه فقط، فأحتوته بين ذراعيها و هى تضمه لصدرها بقوه احساسها به لتتساقط دموعها تؤازره و لاول مره تشكر عجزها عن الكلام فلم يكن هناك ما سيسعفها الان!
, و لكن جادت يداها بفيض كلماتها على ظهره و خصلاته و هو كطفل عاد بعد غياب لحضن امه!
, ادركت بقلبها عظم شعور هذا اللحظه على اكرم تحديدا،.
,
, ذلك الطفل الذى فقد امه قسرا استجابه للقدر، ليتغرب بعدها طواعيه ثم يفقد والده غدرا فيعيش طوال عمره وحيدا حتى الان!
, هذا الحضن الذى منحه ما عجز الدهر ان يمنحه اياه طوال هذا الوقت، و الذى بداخله شكرها شكرا لن يوافيها حقها بما منحته اياه!
, لم تتحدث و لكن انفاسها سطرت الف كلمه و كلمه في قاموس قلبه!
, لم تعده بشئ و لكن حضنها اعطاه الف وعد و وعد بألا تتخلى عنه و ألا تسمح له بالتخلى عنها!
,
, لا يوجد اثبات لفظى على مشاعرها و لكن قبلاتها المحبه على شعره و جبينه منحته عهد موثق والف اثبات على عهد قلبيهما معا!
, عهد لن ينتهى مهما صار و لن يضعف مهما مر عليهما٢ نقطة
, وان كان أُلقى بطريقهما عقبات فمعا يد بيد سيتخذانها درجات نحو السعاده، نحو الافضل، نحو عالم جديد يضم كلاهما، هو و هى فقط!
,
, بالرغم من انه لا يمكن ان نعود للوراء لنصنع بدايه جديده، الا انه يمكن ان نبدأ من الان في صناعه نهايه جديده.
, ماركوس اوريليوس.
,
, تقدم معتز لداخل المنزل و هبه خلفه بينما لا ترى اى تعابير على وجهه الذى اصابه جمود كاد يُقف قلبها حتى جلس على الاريكه في صاله المنزل الخارجيه ينظر ارضا دون كلمه واحده، فاقتربت منه جالسه بجواره و وضعت يدها على كتفه فلم يبدى انه شعر بها حتى، و تمتمت بأسى واضح: معتز علشان خاطرى، اتكلم، اصرخ، زعق، اعمل أى حاجه بس متفضلش ساكت كده!
,
, ابتسم ابتسامه جانبيه و اطبق عليهم الصمت لمده من الوقت مرت عليها اطول من سنوات حياتها حتى نظر اليها قليلا بنظرات جعلت قلبها يهوى بين قدميها ثم نهض و امسك بيدها حتى انهضها و تحرك بها باتجاه غرفه نومهم حتى اوقفها امام المرآه و نظر لانعكاس كليهما بها ثم نطق اخيرا بعد طول صمت بنبره ذبحتها ذبحا: فاكره لما سألتينى عن صورتنا اللى جمعتها المرآه دى يا هبه!
,
, نظرت لملامحه بصدمه و خوف حقيقى و هى تتذكر ما يحكى عنه و الكلمات لا تختفى من عقلها كأنماا اراد الزمن حفرها٢ نقطة
, تعتقد هتفضل المرايه دائما جامعه صورتنا كده، هتفضل محوطانا جواها كأنها بتقول مكانكم سوا و بس، تعتقد المرايه مش هيجى يوم و تتكسر يا معتز؟
, وضعت يدها على شفتيها و هى تنظر لعينه التى تنظر لانعكاسهما بنظرات خاليه من الحياه، لتتذكر رده وقتها٢ نقطة
,
, يوم ما المرآه هتتكسر انا هتكسر معاها يا هبه، وانا يوم ما هتكسر مش هفضل في حياتك ابدا٣ نقطة
, شهقت بعنف و هو يرفع يده ليضعها على حافه المرآه من الاعلى ليجذبها بقوه ارضا فسقطت مهشمه لقطع صغيره تناثرت حولهما، تناثر معها نبضات قلبها هلعا من فكره يأسه، ابتعاده، او تخليه عنهما٣ نقطة
,
, فتساقطت دموعها و هى تستدير له مقتربه منه لتدفع كتفه باتجاهها لينظر لها بدلا من النظر لقطع الزجاج المهشمه و هى تحاوط وجهه بيديها و تندفع متحدثه بلهفه: معتز، متفكرش في حاجه، كل حاجه هتبقى تمام، كل حاجه كانت كذب مفيش اثبات٣ نقطة
,
, ازداد انهمار دموعها مع اضطراب انفاسها و امواج عينها تدعوه ليسكنها، ليغرق بها، لينجرف معها في تيار حبهم دون التفكير بما هو فات او ما هو أتٍ و عادت تهتف بانفعال: علاقتنا بس حقيقه، انا و انت و حمزه، حبنا بس حقيقه، علاقتك الجديده معايا و صفحتنا سوا مع **** بس حقيقه٣ نقطة
,
, ابتلعت ريقها بسرعه و هى تحرك رأسها نفيا لتردف بنبره سطر عشقها له حروفها فامتزجت لهفتها بخوفها، ثقتها بيأسها، و ما اقساه من مزيج: انت مش هتفكر في حاجه، هنرمى كل حاجه ورانا و نعيش لبكره و بس، ماشى يا معتز، مش هنفكر٢ نقطة
,
, قطعت كلماتها بشقهه عنيفه عندما همس بخفوت و بطئ شديد امام عينها مقاطعا اياها: انا ابن حرام، جيت على الدنيا بغلطه و عشت طول حياتى غلط، انا مليش نسب! انا ابن حرام يا هبه!
, نبرته المهتزه قتلت روحها فاقتربت منه محتضنه اياه علها تمنحه بعضا من حنانها ليعوضه فراغ روحه الذى اهلكه و اضنى قلبه الذى يترنح كالذبيح بين جنبات صدره و همست باحتواء لا يقدر عليه سواها: انا مقدره و فاهمه اللى انت٣ نقطة
,
, و لكنه يبدو انه كان ابعد ما يكون عن استيعابه الان فأبعدها عنه بحده ليصيح مقاطعا اياها و هو يضحك بشده مع لمعان عينه بدموعها: لا انتِ مش فاهمه، و مش عارفه انا حاسس بإيه؟
, اخفت ضحكته تدريجيا و هو يضرب صدره بقوه على موضع قلبه قائلا بشعور مجروح ذاهل: انا مُت، قتلونى بإيديهم، ابويا و امى قتلونى بدم بارد، و سكينه بارده، ابويا٣ نقطة
,
, قطع كلامه بضحكه سخريه لاذعه ليهتف و هو يشيح بيده بعشوائيه فاندفعت دموعها تؤازره دون حول لها و لا قوه: ابويا؟! مين ابويا؟ مين اهلى؟
,
, نظر اليها ثم رفع يديه يحاوط كتفيها بكفيه يضغط عليهما بقوه و عيناه تستقر على امواج عينيها التى غامت بأمواجها المنهمره دون توقف بنظرات تشتت و ضياع خالص كأنه *** صغير يستجدى وجود امه، و شعوره يشابه شعور اليتيم الذى تاه عن صاحبه فلا هو عاش بأهله و لا هنأ بتبنى، فقط يقف في العراء دون كسوه يتلقى ضربات الهواء و لسعات البرد المؤلمه دون توقف، حتى انفرجت شفتاه يهمس بتوسل امام عينها عاجزا عن منح نفسه الرد الذى يتمناه و لكن يخشاه: انا مين يا هبه؟
,
, هربت الكلمات منها و لكن لم تفارق قلبها لتترجمها شفتاها بعشقها الخالص له: انت راجلى، سندى و ابو ابنى، انت حياتى، انت بكل تفاصيلك – بحزنى منك قبل فرحى، و بوجعى منك قبل سعادتى – نبض قلبى، انت سيد القلب يا معتز!
,
, اطلق آه طويله و هو يجلس على طرف الفراش ليواجه بطنها المنتفخ و يهتف بحده ولدها انفعاله و تفكيره الممزق: وعدتك مش هخذلك بس خذلتك، لانى مش عارف ايه نسبى علشان اعرف نسبك، مش عارف مصيرى ايه؟ علشان٢ نقطة
, قاطعته هبه و جلست امامه لتنظر اليه و هى تحتضن وجهه بكفيها لتهمس بقوه شعورها به و صدق مشاعرها نحوه: مصيرك مصيرى، دائما سوا.
,
, لاحظت تحركه و خطواته التى لم تأبه بقطع الزجاج المتناثره فأسرعت للمطبخ و عادت تلملمها بعيدا عنه، حتى انتهت و التفتت اليه لتجده يطالعها بسخريه و تسائل أتخشى عليه جرح الزجاج و كل ما به قد تمزق فعليا نظر اليها قليلا قبل ان ينهض ليرفع مرتبه الفراش ليُخرج حقيبه كبيره من اسفلها ليضعها ارضا و يجلس على ركبتيه امامها فاتحا اياه لترى هبه عده العاب طفوليه، طائرات ورقيه، دفاتر مدرسيه و الكثير من الرسائل المطويه، و صناديق زجاجيه صغيره فاق عددها العشرين٣ نقطة
,
, عقدت حاجبيها تطالع ما امامها بدهشه حتى ابتسم هو بانكسار و هو يرفع عينه لها و همس بخفوت: اقعدى!
,
, جلست امامه في الجهه المقابله للحقيبه و دموعها ترفض التوقف فرفع بعض الدفاتر المدرسيه امام عينه ينظر اليها قليلا ثم اعطاها لها بأصابع مرتجفه و هو يوضح لها بضياع: دفاترى في المدرسه، كنت بجمعهم علشان لما بابا يرجع يوقع ليا عليهم، كنت بحتفظ باللى درجاتى فيها عاليه علشان يفتخر بيا، كل سنه او تقريبا كل يوم ميئستش على يقين انه هيرجع، في يوم من الايام هيرجع٣ نقطة
, صمت لحظات ليهمس ببحه مذبوح: بس مرجعش!
,
, آنه خافته فارقت شفتاها و هى تتطالع خطه الطفولى، علاماته العاليه و كلماته العابثه على سطور الدفتر بالاضافه لغلطاته الاملائيه الكثيره فأغلقت الدفتر و ضمت اياه لصدرها لتتساقط دموعها بانهمار عجزت عن التحكم فيه٢ نقطة
, فنهض جالسا بجوارها رابتا على رأسها بحنان قلبه حُرم من اختباره فمنحه لها بسخاء متمتما بنبره مواسيه كأنه يواسى روحه لا هى: متعيطيش، و متزعليش، عادى انا وقتها مكنتش يئست٣ نقطة
,
, لم تستطع النظر اليه لانها تعلم انها ان فعلت سيقتلها حيه بنظراته المكسوره فرفع الطائرات الورقيه ليبتسم مع ازدياد روحه بخدشا جديدا: كل اول يوم عيد كنت بشترى طياره و اطلع اقعد على سطح بيتنا استناه يجى يقولى كل سنه و انت طيب، استنى يجى نلعب بيها و نطيرها سوا، لحد ما كنت بنام و هى في حضنى، لا هو كان بيجى و لا انا كنت بطيرها٣ نقطة
, انتفض جسدها ببكاء عنيف فاحتضنها بذراعه مهدئا اياها و هو يصرخ ألما بداخله٣ نقطة
,
, نفسه تائهه و عاجز هو عن ايجادها، روحه ممزقه و لا يستطيع جبرها، و لكنه يرغب بمشاركتها هى شخصيا صندوق ذكرياته، الصندوق الذى ضم حياته كلها ليجدها الان مجرد سراب٣ نقطة
,
, ابتعد عنها و حمل الرسائل بعشوائيه ليضعها على امامها بهدوء و هو ينظر اليها بعينين مشتتين و صوته يختنق بذكرياته و وقعها القاسى على روحه: من صغرى و انا طريقتى في الشكر او الاعتذار او طلب هى الرسايل، زى ما عملت معاكِ، كنت كل يوم بكتب له رساله و ارميها من الشباك و انا نفسى انها تطير توصله، بس كانت دائما تقع على الارض فانزل اجيبها و انا مضايق انى مش قادر اوصله رسالتى بس وقتها مفهمتش ان انا مصيرى دائما اقع على الارض، فاحتفظت بيهم يمكن يرجع و يسهر يقراهم، في جواب بطلب منه طلب مش قادر عليه، جواب تانى بعتذر على غلط عملته و جواب ثالث بحكيله عن نجاح حققته، بس كلها موصلتش٢ نقطة
,
, وضعت يدها على صدرها تجاهد لتلتقط انفاسها، مدركه ان معتز يحاكيها ليمحى اثار قديمه بأخرى جديده و لكنها لم تكن بالقويه التى عهدها الان، ان لم يمنح نفسه القوه فستخذله هى ايضا، و لكن ربما وجودها بجواره وحده قوه!
,
, رفع لعبه صغيره على شكل طائره و ادار محركها فأصدرت صوتا مميزا قبل ان تُحلق حولهم حتى اصطدمت بالجدار المقابل لتسقط ارضا فابتسم بسخريه مريره و انفاسه تكاد تفارق جسده ليهمس باختناق: احتفظت بكل لعبى علشان اثبتله انى مش مستهتر، و علشان العب معاه لما يرجع بس مكنتش فاهم ان زى ما الطياره بتصطدم بالجدار و تقع انا كمان هقع، و وقعت!
,
, حركت رأسها نفيا بقوه و هى تجاهد لتتحدث و لكن شفتاها انطبقا على بعضهما فلم تعد تميز من الحروف او الكلمات سوا حروف اسمه فهمست به بخفوت: معتز!
,
, نهض واقفا و مال على الحقيبه حاملا الصناديق الزجاجيه بيديه ليطالعها بدهشه لحظات قبل ان تخونه دمعه ساذجه لتسيل على وجنته فأزاحها بيده بعنف مائلا على هبه بجذعه مظهرا الصناديق لعينها لتتبين هى الوريقه الصغيره بداخلها فتمتم بلوعه: الصناديق دى بعدد سنين عمرى، كتبت في كل واحده امنيه نفسى يحققها ليا، لحد الان كان عندى امل يقرأها، كبرت و الامل جوايا بيموت بس انا كنت بحارب علشان اسيبه يعيش، بس النهارده٣ نقطة
,
, صرخت بحده و هو يدفع بالصناديق ارضا و جسده ينتفض بعجزه و وجعه و صاح بانفعال تام، انفعال لم يخفى نبره الموت من صوته: بس مات الامل و انا مت معاه، كل حاجه انتهت، انتهت٢ نقطة
,
, صرخ بالاخيره بأقصى ما يملك من صوت و هو يفقد اخر اعصابه و تماسكه الواهم و يده تمزق ما طالته من دفاتره و رسائله و تدفع بالصناديق ارضا و هو يكاد يتنفس حتى سقط ارضا على ركبتيه ليهمس بضياع لم يشعر به من قبل في روحه رغم ما مر به من ضعف: دلوقتى انا مش عارف مين هو علشان اقوله يا بابا٣ نقطة!، مش عارف مين هو علشان اشاركه ذكرياتى اللى عشت سنين عمرى اجمع فيها له، ٣ نقطة!، مش عارف مين هو علشان اعرف مين انا؟!
,
, ما اسوء شعوره و ما اقساه من قدر!
, ربما كان مدركا و متحملا الفراق و الابتعاد عن ابيه – او من كان يظن انه ابيه – لكن ما يشعر به الان من ضياع فاق ما تستطيع نفسه تحمله٢ نقطة
, فما اسوء من الغربه، النفى!
, سلبه الماضى هويه الحاضر و حياه المستقبل!
, لم يتمسك اهله به و لم يسعه حضن احد بعدهم بعيدا كان او قريبا!
, و دائما خلف كل ضحكه دمعه صامته، و خلف استهتاره روحا ممزقه!
, يا لشقائك يا معتز القلب يا لشقائك!
,
, جلست هبه بجواره فألقى برأسه على ساقيها ليضم جسده بقوه و نبرته شقت قلبها شقا و هو يهمس بتيه: انا تعبان يا هبه، قلبى وجعنى و مش عارف افكر، حاسس بنفسى تايه في طريق ضلمه لوحدى، حاسس انى بغرق و مش قادر اخذ نفسى.
, بللت دموعه ملابسها و هى تضم جسده اليها عاجزه تماما عن التصرف٢ نقطة
, ماذا من الممكن ان يفعل المرء في موقف كهذا!
, الطفل الذى يعيش طوال عمره في العراء ثم بعد حين يلقى الدفء، يا لسعده!
,
, الطفل الذى يتلوى من اليأس و يضنيه الوجع ثم ينير الامل حياته، يا لفرحه!
, و لكن الطفل الذى يتجرع كأس الألم مرتين احداهما طواعيه و الاخر قسرا، يا لشقاؤه!
, الرجل الذى عن موطنه يتغرب لينفى بعدها اجبارا، يا لوجعه!
, ماذا تفعل؟
, هل هناك كلمات تواسيه؟
, هل سيُمحى ما مر به من تفاؤل ليحطم على صخره الواقع بدون مرعاه لشعوره، ببساطه!
, هل تسعفها كلمات لتنير قلبه من غمامته و تُزيح عنه ظلمات نفسه!
,
, لا و**** فلقد تاهت الكلمات من قاموسها و الحروف تقف خزيا امام ضعفها!
, و على ساقيها كان هو كمن يحتضر٢ نقطة
, انفاسه بالكاد تخرج من صدره و صدقا لم يعد يرغب بها!
, عقله فقد قدرته على التفكير سواء بالسئ او الحسن!
, قلبه مبعثر تماما لا هو سليما و لا هو قتيلا فقط بين الحاليتين يتلوى!
, ما بين حرائق ماضيه، براكين حاضره، و مجهول مستقبله!
, يشعر بنفسه كحرف جر داخل جمله طويله لا محل له من الاعراب!
,
, كمعادله حسابيه هو بها مجرد صفر على اليسار!
, ما قيمته و قد سلبه الجميع ما يميزه!
, سُلب حتى اسمه!
, هو معتز فقط، لا اكثر من هذا او اقل!
, فأى نسبا يمنحه لطفله!
, و اى عار هذا الذى نُسب اليه!
, اهناك اسوء او اقسى مما يشعر به!
, ماذا يفعل؟ و هو فقط في حاله مزريه من التشتت اللامسمى٢ نقطة!
,
, شعر بيدها تربت على شعره برفق و صوتها الهادئ و الذى ما زال يحتفظ بإختناقه مع كلماتها التى حملت قوتها المعهوده: معتز اللى قدر يتغلب على شيطان نفسه بفطرته السليمه هيقدر يتغلب على شيطان ماضيه اللى بيحاول يخرب حياته و مستقبله، معتز اللى قدر على سلطان الاستهتار و البزخ و حياه الحرام و فتح صفحه بيضاء مع **** و تاب من قلبه بجد هيقدر على رسم مستقبل واضح له و ليا و لابننا اللى دائما هيفتخر بأبوه و قوته، معتز اللى ادرك غلطه و مكابرش لا و عاتب نفسه و جلدها قبل فوات الاوان هيقدر ينسى غلط غيره و يصلحه لنفسه قبل فوات الاوان، خصوصا ان مفيش اثبات على تيه نسبك و بإيديك تتأكد منه!
,
, مالت عليه تنظر لملامحه بحالميه لم تعرفها في نفسها من قبل و لم تراه في نفسها سوا معه، معه، له و من اجله، و همست بقوه ثقتها من عشقه لها و قوه احساسها بعشقها له: معتز اللى قدر يفوز بقلبى بعد ما انا فكرت انه خسره هيقدر يفوز بنفسه بعد ما فكر انه خسرها، عارف ليه!
, اغلق عينه بقوه اكبر لتميل هى على اذنه بهمس اعاد ايقاظ ثقته بنفسه، كلمه واحده كانت له الدواء لكل وجع و الطيب لكل جرح: لانك معتزى!
,
, ثم تركت قبلتين على وجنته كانت خير دليل على ثقتها به٣ نقطة
, رغم حزنها على ضعفها و ان هذا فقط ما استطاعت قوله لكنها لم تدرك انها كانت ببساطه تخبره ان الطريق امامهما ما زال مفتوحا٣ نقطة
, لتعاود عباره عاصم اختراق سمعه بس للاسف مكنتش متأكده مين والده!
, هذا يعنى انه ربما يكون ابن حامد لا عبد الرحمن! ربما يكون ابنا من الحلال!
, شعر بنبضاته تتواثب بسرعه كبيره معلنه عن امل جديد ينبض في قلبه!
,
, هو لم يعد بحاجه لابيه بعد كل هذه السنوات التى قضاها بمفرده و لكنه صدقا بحاجه لنسبه٢ نقطة
, بحاجه لان يرى نفسه يستحق طفلا و حياه شريفه دون ماضى عفن سيدمر مستقبله و مستقبل عائلته٢ نقطة
,
, يا **** صدق – عز و جل – عندما قال أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب (8(
, ان مع العسر يسرا!
,
, و مع كل عسرات حياته جاء اليسر فيها هى – فلته الثمينه – الذى كل يوم عن سابقه يدرك قيمتها!
, وسط كل هذا الالم يبرق وجهها ك فله ناصعه البياض في حديقه حياته شديده السواد٢ نقطة
, هى في حياته كدعوه مستجابه في عز الاحتياج ليأتيه العون بها بعد التيه٢ نقطة
, هى انقى، اجمل، اغلى ما في حياته، بل هى حياته نفسها!
, هى المبتدأ، و الخبر، هى الفاعل، و المفعول بل هى الجمله كلها!
, لم يجد ام تمنحه حنانها، و لكنها فعلت!
,
, لم يجد اب يسند ظهره و يلصب طوله، و لكنها كانت!
, لم يجد دربا يسير به بعيدا عن ضياعه، و لكنها لاجله آلاف الدروب رسمت!
, و وسط ضياع كل شئ كانت هى المكسب، و وسط كل حزن كانت هى للسعاده مهرب!
, رفع رأسه ناظرا اليها ليضم وجهها بيده ليُزيل دموعها متمتما بحسره: قولتلك قبل كده بلاش تبكى عليا دموعك اغلى منى!
, رمقته بنظره عاتبه تلومه بها، ليمنحه طوفان مشاعرها المتفجر بعينها ما كان يبغاه الان٢ نقطة
,
, طوفان اخبره انه لها اغلى ما تملك!
, و حبها له اثمن هدايا القدر!
, و عشقه لها اغنى ما ورثه قلبها!
, فنهض مريحا رأسها على صدره متمتما بصدق عاطفته الذى مس قلبها: انتِ اغلى حاجه في عمرى، لا انتِ عمرى كله!
, فرفعت نفسها قليلا لتقبل جبينه مهمهمه بارهاق فصد العرق على ملامحها خاصه من وجع ظهرها الذى ازداد بشناعه كأنها تذكره بواجباته ان فكر التخلى عنها: حمزه بيحبك يا ابو حمزه٣ نقطة
,
, فجاهد هو ليتحمل ألم معدته الذى تجاوز الحد المعتاد و خاصه مع عدم تناوله لدواءه هذا الصباح انشغالا بتحضيرات الزفاف و نظر اليها نظره لم تفهمها و تمتم بضعف ضاغطا شفتيه بقوه: و انا بحبه، و بحب ام حمزه، لكن لأبو حمزه نواقص لازم يكملها٢ نقطة
, تمتم بها بثقه عاقدا العزم على تنفيذ ما انتواه!
,
, و رغم غموض كلماته لكنها اطمئنت لها، رغم شعورها بالخوف من رد فعله او ما يعقد العزم على فعله لكنها كانت واثقه انه ابدا لن يتخلى عنها، ليس فقط لانها بحاجه اليه، و لكن لانه يدرك انا كلاهما يحتاج صاحبه اكثر٣ نقطة
, و مع ألمه الذى ازداد بقوه شعر بيدها توضع على وجهه تمحى عرقه بخفه متمتمه باهتمام حزين: الالم شديد؟
, كان سؤالها اقرب لاجابه منه كسؤال فنظر لعينها دون كلمه فساعدته ليقف او بالادق ساعدها هو٢ نقطة
,
, وكأن كلا منهما يخبر الاخر انه يستند عليه!
, ان كل منهما عون لصاحبه لا يستطيع التخلى عنه!
, انه حان الوقت لكى يتحرر العصفور مكسور الجناحين من قفصه، ليفضى في سماء الحياه بانطلاق!
, و لكن لابد من جبر، و اصلاح ما افسدته الايام في النفوس؟!, خارج القائمة
 
الفصل التاسع والأربعون


عاد عز و عاصم للمنزل و جسده يأن وجعا بعدما اطمئنا على محمد الذى عاد للمنزل مع مازن فاستند عاصم على الدرج ناظرا لوالده ليتمتم بخفوت لاول مره يراه والده به: تعتقد انى غلطت يا بابا!
,
, ربت عز على كتفه و هو يحرك رأسه نفيا هاتفا بقوه ناقظت شعوره المطعون من اقرب الناس اليه: لا يا عاصم، كل فرد في العيله كان لازم يعرف حقيقتها، و بعدين انت بس ساعدتنا نعرف النقطه الفاصله و اللغز اللذى حيرنا سنين، و من هنا لازم كل واحد يقف على رجليه و يقوى!
, و ضع يده على جبينه يضغطه بخفه محركا رأسه موافقا و هو مازال يشعر بتأنيب الضمير على فعلته، لا يدرى حقا ان كانت خطوه صحيحه ام لا!
,
, فتنهد عز متذكرا شكل نجلاء و كلام الطبيب عنها بعدما نُقلت للمشفى مردفا بحزن: نجلاء اذنبت و لازم تتعاقب و للاسف مش هيبقى عقاب في اخرتها بس، القدر بدأ يقول كلمته٢ نقطة
, ثم رمق عاصم بنظره عطوف رغم انكسار نظراته: سلم التسجيل للشرطه بكره، و خلينا نشوف قدرها هيوديها لفين!
, حرك عاصم راسه موافقا و تحرك بخطوات بطيئه للاعلى باستعداد تام لمواجهته مع جنته الصغيره و التى ستكون صعبه حتما٢ نقطة
,
, دلف للغرفه ليجد الظلام يعم المكان فتعجب لقد اعتقد ان يراها مستيقظه لم يعتقد انها ستنام ببساطه هكذا، فأشعل الضوء الخافت للغرفه حتى لا يزعجها و لكنه اصطدم بها تجلس ارضا امام الفراش تستند بظهرها عليه و تضم ركبتيها لصدرها و عينها شاخصه في اللاشئ تضم اطار ما لصدرها بدون اى تعابير حقيقيه على وجهها٢ نقطة
,
, فأشعل الضوء مقتربا منها زافرا بقوه ليجلس ارضا امامها لتمتد يده للاطار الذى تحتضنه و ابعده عنها لينظر اليه و كما توقع تماما كان اطار لصوره والدها الذى يدرى مدى عشقها له فوضعه جانبا و امتدت يده تحتضن يدها متمتما بخفوت مناسبا لرغبته العارمه في محو كل ما يشغل تفكيرها الان: قومى نامى كفايه كده النهارده٢ نقطة
,
, ثم ضم كتفيها بكفيه لتقف امامه متحركا بها باتجاه الفراش فتوقفت مكانها و هى ترفع عينها اليه بحده ناقضت قولها الهادئ و الذى كان اقرب لاقرار اكثر منه سؤال: انت كنت عارف!
,
, اشاح بوجهه عنها متجاهلا سؤالها و لكنها امسكت كتفه جاذبه اياه اليها لينظر لها مجددا بنظرات اخبرتها بوضوح انه بالفعل كان يعلم فاحتدت عينها اكثر و هى تقول بقوتها الجديده و التى لم تخذلها الان: ليه خبيت عليا يا عاصم؟! ليه قولت نص الحقيقه و سكت عن النص التانى؟! ليه خبيت؟
,
, صمتت و صمت متجاهلا نبرتها العاليه نسبيا و التى بدأت تفقده اعصابه حقا مع كم الضغط الساقط عليه و لكنها لم تصمت بل عادت تصيح بحده مشبعه بوجعها: حتى لما قولت لاكرم، ليه مقولتش الحقيقه كامله؟ رد عليا ليييه؟
,
, صرخت بالاخيره بصوت عالى ليعقد هو حاجبيه غضبا اصرت هى على اخراجه من داخله و هو كان في اكثر اوقاته تعبا فلم يستطع التحكم في غضبه و هو يصرخ في المقابل: صوتك ميعلاش يا جنه؟ انا اقول اللى انا عاوزه و مقولش اللى مش عاوزه، سامعه؟
,
, هاجت مشاعرها بقوه وجعها و هى تهدر بحنق و ضيق سُلط عليه بانفعال: ليه؟ ليه من حقك كل حاجه و احنا ملناش حقوق، ليه تختار امتى تقول؟ و ايه تقول؟ و احنا مجبرين في كل وقت نسمع و نتفاجئ و بس، ليه مفكرتش تشاركنى او تحكى ليا؟
, اعتقل كتفيها بكفيه ليهدر بغضب عاصف اخفى خلفه ألم روحه و هو يهزها بعنف: لانى خايف عليكِ٢ نقطة
,
, افلت ماردها المجنون هى الاخرى فدفعت بذراعيه عنها بشده و هى تعود للخلف خطوات لتصيح بصوت شبه صارخ غير واعيه للزمان او المكان او من يسمعها او يقف امامها حتى فقط اعماها وجعها عن استيعاب ما حدث فغلفته بقوتها المزعومه الان: لحد امتى هتفضل شايف نفسك القوى اللى تقدر تتحمل كل حاجه و اى حد تانى ضعيف؟ لحد امتى هتفكر ازاى غيرك هيتصرف و على اساس تفكيرك تحكم و تنفذ بدون اى اعتبار للطرف التانى؟
,
, صمتت لحظه تلتقط انفاسها اللاهثه و هو امامها يرمقها بنظرات مشتعله تُنبأها بعاصفه غاضبه قد تنتهى بأسوء ما يكون و لكنها عجبا لم تهتم، رغم ان حصونه حاوطتها كالعاده موجها اسهمه اليها و لكنها الان استقبلتها طاعنه لا حاميه لتعاود صراخها باخر اقوى و هى تقترب منه خطوات حتى واجهته تماما: امتى هتفهم انى من حقى تسألنى و تسمعنى؟! من حقى افهم انا ماشيه فين و ازاى و قدامى ايه؟! امتى هتستوعب ان الدنيا فيها غير عاصم الحصرى؟! و ان زى ما ليك رأى لازم الكل يحترمه انا كمان ليا رأى لازم انت تحترمه؟! لحد امتى هتفضل شايف نفسك اكبر من اى حد و اقوى من اى حاجه؟!
,
, زفرت بقوه و هى تشعر برغبتها العارمه في البكاء على صدره و لكن هناك حاجز غير مرئى يقف امامهما، هناك قوه ضعيفه تدفعها عنه،
, و كم ودت لو يصرخ حتى تتقد نيرانها اكثر و لا تخمد، فانطفاء غضب روحها يعنى اشتعال وجعها و هذا ما لا ترغب به ابدا و خاصه في يوم كهذا، بفاجعه ك التى عرفتها اليوم!
,
, و مشكور هو عندما اعطاها ما ارادت عندما اندفع باتجاهها قابضا على ذراعها بقوه مهوله حتى كادت اظافره تغرس في لحم ذراعها و صوته يُجسد الغضب بأسوء حالاته: طول ما انتِ الطرف التانى، يبقى هحميكِ، لو الحد دا انتِ يبقى اه، هتفضلى في نظرى ضعيفه و محتاجانى، و لو فاكره ان قوتك هتخليكِ تستغنى عنى تبقى غلطانه٢ نقطة
,
, حاولت التملص من يده و كلماته تُزيد من نيرانها اكثر فهتفت بقوه رغم ان التعبير خانها: ايوه محتاجاك معايا بس مش مكانى!
, اطبق كفيه حولها بقوه و هو يجذبها باتجاهه لتصطدم بصدره ناظرا لعمق عينها التى خذلتها لتتساقط دموعها تباعا بقوه وجعها على ما صار بوالدها، بقوه ألمها على ما وصلت اليه حياتها بفعل حادث مدبر، بقوه عجزها عن اخراج مكنونات قلبها المترنحه بضياع كطير ذبيح٢ نقطة
,
, و هدر بحده رغم غضبها اخفت في طياتها قوه عشقه لها و خوفه عليها: انا مبستحملش حاجه توجعك، مستعد ادفع عمرى بس انتِ ترتاحى، متعرفيش وجعك بيوجعنى ازاى، و غصب عنك و عنى هخاف عليكِ، هخاف عليكِ بقوتك قبل ضعفك، بقوتك اللى بتهربى بيها من وجعك دلوقت، لاننا لما بنتعلق بحد قوى بنحاول نحميه٢ نقطة
,
, ثم اشاح بيده و لكن لم تفارق عينه عينها و هو يردف بحده اكبر: مش فارق معايا صح او غلط، مش هفكر ينفع او مينفعش، لكن بكل الطرق و اى الطرق همنع عنك الوجع٣ نقطة
, ثم خفضت نبرته قليلا ليهمس بصدق شعوره المكتوى لاجلها بنبرات اخبرتها انه لم يفعل هذا الا لاجلها و صدق فلقد ذبحها الامر ذبحا: انا مش بلغى شخصيتك و لا بمحى وجودك انا بحاول امنع عنك اى حاجه توجعك٣ نقطة
,
, ثم صمت و كست عيناه نظرات مكسوره غلفها ألم كبير شمل روحه قبل كلمته اليتيمه التاليه: و توجعنى!
,
, قيد حركتها تماما لا بيديه بل بكلماته و التى اخبرتها انه يتلوى ألما بألمها، فاستند برأسه على رأسها و روحه المرهقه تناشدها ضمه، ضمه يتخلى كلاهما بها عن اوجاع قلبه، يتخلى كلاهما بها عن ما يهلك روحه، ضمه تمتزج بها دموعهم فترسم بسمه، ضمه تتلون بها اوجاعهم لترسم لوحه، لوحه تلونها اصابعهم بألوان البهجه، لوحه تضم كلاهما فقط و بينهما ضحكه!
,
, و كأنما قرأت هى ما تخاطبها به دقات قلبه فرفعت يدها تحاوط عنقه بقوه دافنه وجهها بصدره ليضمها هو بقوه اكبر معبرا عن حاجته لحضنها هذا مدركا حاجاتها المماثله اليه٢ نقطة
, فانهارت قوتها المزعومه و تهاوى قناع قوتها المتماسك ليتصدع كذب تحملها و تبرق قشرتها الضعيفه التى تهدد بانكسار، لتصرخ باكيه بكل وجه روحها، و توالت دموعها تغرق قميصه فازداد من ضمه لها حتى صاحت بتيه مزق قلبه: بابا يا عاصم٣ نقطة
,
, شدد من ضمها فانتفض جسدها بين ذراعيه و ذكريات يوم الحادث تواجهها بقسوه فعادت تصرخ بنبره اكثر ألما: حرمتنى من بابا يا عاصم٣ نقطة
,
, استغفر **** بصوت مسموع لامس قلبها بخزيه فشهقت بعنف و جسدها يفقد السيطره على نفسه لينتفض بقوه اكبر و اقسى على قلبه، و عادت تصرخ و لكن خرج صوتها متقطعا اثر بكائها: اتحرمت من كل لحظه احتجت فيها لحضنه، من كل مره كان نفسى اسمع صوته بيطمنى، اتحرت منه و عشت من غيره، اتحرمت منه يا عاصم٣ نقطة
,
, ثم اختنق صوتها بشهقاتها التى لم تسمح لها بقطع كلماتها التى توالت بنبره مبحوحه شبه واضحه: بابا كان كل حياتى، كان ابويا و امى، كان صاحبى، و كان حبيبى بس٣ نقطة
, ثم انهارت و ارتفعت شهقاتها بعنف شديد اصاب قلبه بسهم غادر جعله ينزف ألما عليها و اليها و انهت كلماتها بصرخات بين وعى و هذيان: بس بعد عنى بدرى قوى٣ نقطة
,
, وضع يده على رأسها يدفنه اكثر بصدره و هو عاجز تماما عن قول اى شئ الان و لكن ربما افضل لها ان تفرغ مكنونات صدرها التى ارهقت نفسها طوال عمرها٢ نقطة
,
, زادت شهقاتها بقسوه عليها و عليه و هى تهمهم بكلمات لم يعد يسمعها او يميزها فيما يشبه الهذيان، فأبعدها عنه لينظر لوجهها بجزع فدقت اجراس الخطر قلبه عندما رأى ملامحها الشاحبه و انفاسها المضطربه، و عيناها الشبه مغلقه فربت على وجنتها بخفه ناسبت همسه المتلهف باسمها و لكنها كان في وادٍ اخر تردد كلمه بابا دون انقطاع حتى تراخت تماما على ذراعيه فحملها ليضعها على الفراش و هو يمسح على وجهها بحنان و قلبه يؤلمه اشد الألم لاجلها ثم اقترب طابعا قبله على جبينها كأنه يعتذر ثم استلقى بجوارها عاهدا نفسه و اياها قبله عهدا انه مهما كان و كيف كان لن يسمح بأى وجع يصيبها بعد الان٣ نقطة
,
, بعدما اطمئن الجميع على محمد و رفضت نهال ان يظل احد معه سواها كان مازن جالسا بغرفه الاستقبال عندما طرقت حياه الباب حتى جاءها صوته سامحا لها بالدخول فجلست على الاريكه بجواره و عينها تحكى بوضوح عن بكائها الطويل بانتفاخها و احمرارها الشديد فاعتدل امامها ليضع ذراعه على طول كتفها ضاما اياها لصدره فعادت تشهق بقوه مجددا فزفر و هو يضمها اليه اكثر و لكنها ابتعدت ناظره لعينيه برجاء خالص: ب**** عليك سيبنى اسافر، انا مش قادره اتحمل اعيش في البلد دى، و مش عاوزه ارجع لاهلى و لا عاوزه افضل هنا، وافق يا مازن علشان خاطرى، انا محتاجه اسافر و ابعد عن هنا فعلا٢ نقطة
,
, اغلق عينه لحظات يستمع اليها فابتعدت بجسدها كاملا عنه لتُمسك يده و تضغط عليها بقوه شعورها بالغدر الان: انا محتاجه ابعد و ابدأ حياتى في مكان تانى من جديد، محتاجه انسى كل اللى حصل هنا و انسى معاه المكان و الناس و افتكر نفسى بس، محتاجه اقدر اقف على رجلى لوحدى بدون سند يسندنى علشان لما يغيب انا ما تكسرش، انا محتاجه نفسى اللى كل واحد في حياتى سرق منها شويه٣ نقطة
,
, طالعها بصمت قليلا ثم حرك شفتيه ليتحدث و لكنها اردفت بتمنى اكثر عله يمنحها خلاصها من حياتها المهمشه هذه: ارجوك فكر فيا شويه، فكر في حياتى اللى ارتسمت على كيف كل واحد شويه بدون رأيى و بدون رغبتى، و انا دلوقت عاوزه اسافر و احقق لنفسى كيانها، عاوزه ارجع لحياه القويه اللى كان عنفوانها اهم حاجه فيها، عاوزه اعيش بعد ما كل حاجه حواليا بتموتنى٢ نقطة
,
, ثم نظرت لعينيه بتفحص قائله و هو متيقنه تماما منه فهمه لحديثها دون جرح لكرامته: انا من حقى احب و اتحب يا مازن، من حقى اعيش و ابنى بيت و اكون اسره و اكون ام، من حقى اختار انسان يشاركنى دنيتى بعد ما ابنيها٣ نقطة
,
, ازداد انهمار دموعها و هى تردف بأسى و خزى حقيقى من والدها: كل لحظه ليا هنا هتبدأ حلوه هتنتهى بغدر، كل مره هقف على رجلى هيجى حاجه توقعنى، و انا تعبت من المقاومه، تعبت من نفسى اللى انتهت و كل مره كان غصب عنى، مره من جوزى، مره من بابا و مره من الماضى، لسه ايه تانى؟ انا زهقت من حياتى كده٢ نقطة
, زفر بقوه مقاوما رفضه و لكن الفكره التى استقرت برأسه يلائمها طلبها الان فتمتم بتساؤل: هتسافرى امتى!
,
, اخفضت رأسها بخزى لتهمس باقرار: انا وافقت على المنحه من فتره و السفر بعد بكره!
, رمقها بنظره عاتبه على تصرفها دون اذنه و لكنه إلتمس لها العذر فهى حاولت لمره واحده ان يكون قرارها نابعا وفقا لارادتها، ان تُمنح حق الاختيار الذى سلبه اقرب الناس اليها منها٢ نقطة
, و لكن ما زال قلبه ينبض قلقا عليها فعاد يقول باقرار مرسخا الفكره في رأسه ايضا: مش هتسافرى لوحدك؟
,
, عقدت حاجبيها ضيقا و هى تهم بالرد عليه و لكنه وضع يده على شفتيها مغمغما بابتسامه لعوب جاهد لينزعها من بقايا روحه المشتعله و ابتسامه باهته شاحبه تتراقص على شفيته: انا مقدرش اعيش من غيرك، فا هسافر معاكِ و اهو نهرب من هنا سوا بعيدا عن أى حد و أى حاجه٢ نقطة
, ابتسمت هى مدركه مزاحه المستتر خلفه قلقه عليها، اردكت رغبته في حمايتها و الاطمئنان عليها، ادركت وجعه الذى ينوى الهرب منه قليلا، قليلا فقط عله ينساه٢ نقطة
,
, و لهذا ابتسمت بالمقابل و هى تقترب منه و برغبتها في شكره لم تجد افضل من قبله عميقه على كفه تبعتها بأخرى على رأسه قائله بنبره صادقه في مشاعرها الاخويه تجاهه: **** يبارك في عمرك و تبقى دائما جنبى يا مازن٢ نقطة
, كلا منهما يدرك حقيقه الواقع بينهما لكن تلك التى كانت تقف على باب الغرفه لا تدرك٢ نقطة
,
, تلك التى اصابتها كلماتهما كنصل سام شق قلبها لنصفين، تلك التى جاءت راغمه تشاركه هم قلبها الذى لم يشاركها به احد و لم تستطع تحمله بمفردها، تلك التى شعرت انها بحاجه اليه تحديدا و خاصه الان!
, جاءت و يا ليتها لم تأتى؟!
, فعندما وصلت رأته يضع يديه على شفيتى حياه، ليقول ما قال معبرا عن حبه لها – كما اعتقدت هى – و ما اقساه من اعتقاد٢ نقطة
, هو يعشق زوجته و هى مجرد فرد زائد يود هو الهروب منها٣ نقطة
,
, هى من شعرت انها لن تبكى و لن تُخرج مكنونات صدرها و قلبها الذى ذاق الفقد مره، إلا لديه، بقربه، بكلماته الحانيه و ربما بحضنه، و للاسف جاءت اليه لتدرك انها ستذوق مراره الفقد مرتين!
, الاول استنفذ روحها و الثانى استنفذ كل ما فيها!
, يقولون ان القلب يحب مره واحده٢ نقطة
, بأقوى ما فيه، و اغلى ما عنده٢ نقطة!
, و لكن هى عاشت الحب مرتين، بأقوى ما فيه و اغلى ما عندها٢ نقطة
, كان الاول نبض القلب، و الثانى القلب كله!
,
, كان الاول غذاء روحها، و الثانى روحها كامله!
, وضعت يدها على شفتيها و عقلها و قلبها معا يتفقان على تلك الحقيقه التى ارتجف لها جسدها٢ نقطة
, تحب!
, هى تحبه؟!؟
, كيف؟
, متى؟
, و لماذا؟
, ركضت من امام الغرفه مسرعه لتدلف لغرفتها مغلقه بابها خلفها بعنف و وقفت امام المرآه تنظر لنفسها بذهول تام و نبضات قلبها الثائره و الممزقه تُصدق على حديثها٢ نقطة
,
, كان عقلها يخبرها و لكنها تجاهلته امام ثبات قلبها و لكن الان قلبها ثار عليها. , و بقى ضميرها في المنتصف، ليخبرها بخيانتها٢ نقطة
, خائنه لعشق خسر نفسه لاجلها، خائنه لأخر نبضاته كانت لها، خائنه لطفوله جمعت بينه و بينها!
, فقط خائنه!
, انتفضت من مكانها تحرك رأسها بجنون و هى تردد بنفى هستيرى مشتت: لا، لا، انا مش، لا، مش بحبه٢ نقطة
,
, حركت يدها بعنف و ضغوطات حياتها، قلبها و روحها تواجهها مره واحده فهى منذ وفاه فارس و هى تخفى جزءا كبيرا من ألمها بداخلها٢ نقطة
, سكونها مقابل ثوران قلبها!
, صمتها مقابل صخب انفاسها!
, نفيها مقابل اثباتات روحها!
, كل هذا دفعها لتفقد اخر حدود العقل لديها لتجن صارخه و هى تدفع كل ما طالته يدها على طاوله الزينه امامها ليسقط ارضا مهشما٢ نقطة
, حبٌ اختارته و اختارها تخونه امام حب اختارته و ليس لها!
,
, حبٌ حمل كل يوما فيه ضحكاتها تخونه امام حب حمل في كل دقيقه دموعها!
, حبٌ أحيى قلبها تخونه امام حب أمات روحها!
, نظرت ارضا و جسدها ينتفض بكاءا حتى اصطدمت عينها بصوره فارس التى سقطت و تهشم اطارها و زجاجها فشهقت بصدمه نزعت روحها نزعا و هى تقترب من الزجاج لتضع قدمها فوقه و بهذا اقنعت نفسها بعقاب فارس لها٣ نقطة
,
, صرخت بألم و قطع الزجاج تمزق قدمها و لكن وجع روحها كان اقسى و اعنف و هى تمتم بحاله من اللاوعى: انا خاينه، انا خنته، خنت حبه ليا٣ نقطة
, تجسدت امامها صوره مازن و حياه و هو يعبر عن حبه بوضوح و شفافيه لها فزاد ضغط قدمها على الزجاج لترتفع صرخاتها وجعا و خزيا و صوتها يرتفع و هى تلوم نفسها بقسوه: انتِ خاينه يا حنين، انتِ خاينه٢ نقطة
,
, فُتح باب الغرفه بقوه و دلف مازن و خلفه حياه – بعد ان استمعا لصوت التهشم وصرخاتها التى تلته بلحظات – فشهقت حياه بعنف من مظهر حنين و الدماء التى تركت اثارها على الارض بينما شعر مازن بالدماء تتجمد في عروقه و هو يراها على هذه الصوره فاقترب منها هاتفا بجزع: حنين!
,
, توقفت مكانها عندما وصلها صوته المتلهف و هى ترفع عينها بحده كبيره اليه لتشير بسبابتها عليه هادره بغضب خارج حدود مداركها: متقربش منى، اخررج بره٢ نقطة
,
, توقف دون التقدم عاقدا حاجبيه بتعجب من صراخها، مظهرها، دموعها، و ايضا ما تفعله بنفسها و لكنه اعتقد ان كل هذا لصدمتها التى اعادتها ليوم زفافها فتقدم منها مجددا و لكنها عادت للخلف الخطوات التى تقدمها هو و هى تحرك رأسها بهيستريا غير اعتياديه مع قولها النافى بانفعال شديد حتى بدت له غائبه عن وعيها: انت بالذات مش عاوزه اشوفك، اخرج من حياتى٢ نقطة
,
, ثم ضربت صدرها موضع قلبها بقسوه بقبضتها و دموعها تزداد انهمارا و لكن كلمتها التاليه ضربت قلبه في مقتل عندما صرخت بغضب ربما من نفسها اكثر منه: اخرج من قلبى!
,
, نقلت حياه بصرها بينهم مدركه ان الوضع هنا لا يرغب بها قبلهما فانسحبت بهدوء للخارج رغم خوف قلبها على ما فعلته حنين بنفسها و لكنها مدركه كما كانت هى بحاجه لمازن حنين بحاجه اليه اكثر منها خاصه ان تلك العنيده ترفض الاعتراف لنفسها بحبها الذى ملأ روحها قبل قلبها كما ان مازن في اشد اوقاته احتياجا اليها!
, بينما رمقها مازن بصدمه و كلمتها تخترق قلبه بمعنى تمناه و يخشاه!
,
, بقدر ما كانت الكلمه بسيطه بقدر ما كانت قويه،
, و رغم ما حملته من مشاعر جميله حملت اكثر من مشاعر النفور و الكره،.
,
, و لكن مظهرها هذا لا يمنحه فرصه التحدث حتى فاقترب منها اكثر و لكنها تراجعت مجددا لتضغط على قطعه عريضه من الزجاج فصرخت صرخه اخرجت معها آه قلبها فانتفض من مكانه ركضا باتجاهها ليُمسك ذراعها و لكنها نفضته منه و هى تدفعه عنها صارخه بنبره مشتته: انت ليه عملت كده؟ انا مش خاينه، مش هخونه، ازاى تعمل فيا كده؟ و ليه؟ ليييييه!
, ازداد انعقاد حاجبيه و هو لا يدرى عما تلومه!
, ماذا فعل بها؟
,
, لحظه واحده، عن اى خيانه تتحدث؟!
, من ستخون!
, بدأ هاجس الحقيقه يداهم عقله الذى انكرها و يستقر بقلبه الذى استقبلها، فانتقلت حيرتها اليه بأقسى ما يكون و اجمل ما يكون!
, عادت تهتف بما يشبه الهذيان و ملامحها تبتعد تماما عن ملامح حنين الهادئه لتظهر بصوره جنونيه مع اختلاط حكل عينها بدموعها: انا مش خاينه، مش خاينه٣ نقطة
,
, ثم اقتربت منه لتضرب بقبضتها على صدره دافعه اياه للخلف و استسلم هو لدفعها و عيناه مثبته على قدمها الدامى: انت السبب، انا بكرهك، ايوه انا بكرهك، انا مش عاوزه اشوفك، اخرج من هنا، اخرج من حياتى، اخرج منها، اخرج٢ نقطة
, تمتمت بالاخيره بضعف و عارضت يدها لسانها و تمسكت بقميصه بقوه تجذبه باتجاهها و اخفضت رأسها ارضا و ظلت تردد ما بين: اخرج و بين انا مش خاينه.
,
, بينما هو تجمدت يديه بجواره و هو عاجز عن ضمها حتى و كلماتها تُأكد له صحه شعوره بحبها، هل هذه النتيجه اذا، أحبته فرأت نفسها خائنه!
, لو تجاهلنا حقيقه ان فارس اخ مازن!
, ألا تعرف انه لا يحق لها شرعا التفكير بأحد ما دامت على ذمته!
, ألا تعرف ان صوره التى ملئت غرفتها، كلامها عنه و وصف مشاعرها اليه لا يحق لها ما دامت على ذمته!
, ألا تعرف ما فعلت هى به قبل ان تفكر عما فعله هو!
, ثم علام تلومه هى؟!
,
, تلومه على عشقه لها ام على عشقها اليه!
, تلومه على خيانته لاخيه الراحل ام خيانتها لزوجها الراحل!
, تلومه على دقات قلبه باسمها و هو متزوج ام على دقات قلبها باسمه وهى ارمله!
, تلومه ام تلوم نفسها!
, ثقلت انفاسها على كتفه الذى مالت عليه و هى تغمغم بصوت خافت غير واعيه و كأنها على وشك فقدان الوعى: انت مبتحبنيش، انت بتحبها، بتحبها هى، انا بقيت لوحدى، هو سابنى لوحدى، و انت هتسبنى لوحدى، هفضل لوحدى٣ نقطة
,
, ثم سقطت رأسها عن كتفه مستسلمه للسواد الذى لفها و غيبها عن الواقع تماما و كانت الكلمه الاخيره التى اخترقت اذنه بسهم اوضح له ما صار و ادى بها لهذا الحال: بلاش تسافر، متسافرش!
,
, اسندها بذراعيه اخيرا دون دفع منها ثم وضع يد اسفل ركبتيها و الاخرى على خصرها ليحملها متجها بها للفراش، وضعها اعلاه ثم خرج طمأن والدته التى استيقظت على صراخها و لكن بمجرد ان سمعت الحديث امتنعت عن الدخول و احضر علبه الاسعافات الاوليه عائدا اليها و اغلق باب الغرفه خلفه، و بدأ يطيب جروح قدمها و التى مزقتها الزجاجات حتى انتهى فاقترب منها ماسحا على شعرها مزيلا خصلاتها التى تعلقت بوجهها و خانته اصابعه لتمر بخفه على ملامحها الساكنه٢ نقطة
,
, ما اقسى ان يكون الحلم بين يديك و رغم ذلك تعجز عن تحقيقه٢ نقطة
, فما اسوء من الكره، الحب المحرم!
, ماذا يفعل الان؟!
, هل يفرح لاعترافها بحبه حتى و ان كان عن طريق كلمه انا بكرهك او حتى اخرج من قلبى ؟ ام يبكى وجعا على رفضها لمشاعرها دون حتى ان تعلم مشاعره؟!
, هل يفرح لامتلاك قلبها ام يبكى لفقدان قلبه!
, هل يفرح بشعور الفوز بها ام يبكى دماً لشعورها به خيانه!
, ما هذا الاختبار القاسى؟ و ما هذه النتيجه الغاليه؟
,
, قلبه يتلوى ألما و هى امامه، فما بال غيابها يكون؟
, روحه تشتاق اليها و هى حاضره، فما بال فقدها يكون؟
, نبضاته تهرب منه اليها و هى قريبه بعيده، فهل تكون يوما قريبه!
, فهى اقرب ما يكون و لكنها كالنجم اللامع في سماء صافيه بعيده كل البعد عنه!
, اغلق عينيه مستندا بجبهته على جبهتها متمتما بنبره متألمه و كأنه يقوى نفسه بكلمات اخيه: دعنا لا نترك باب الماضى مفتوحا حتى لا يظل باب المستقبل مغلقا٣ نقطة
,
, خطوه اخيره سيخطوها و ستكون اما البدايه و اما النهايه!
, اما اول الكلام او خاتمته!
, فلقد كثرت السطور بينهما التى لا تغن و لا تسمن من جوع عاطفته!
, فإن كان لقائهما قدر!
, و تعب قلبيهما خطأ!
, ف و**** ان عشقهما اجمل خطيئه و اعظم ذنب٣ نقطة
, و هل في قلب المحببين من سلطان يمنح او يمنع!
, فرحمه **** على قلوب العاشقين!
, و الان مازن لن يعطى بل سيطلب و ببذخ!
, الان لن يتخلى بل سيتمسك و غصبا او يترك قصدا!
,
, الان لن يسمح لفرحته بالهروب بل سيقتنص آلاف الفرص لامتلاكها!
, و تأخر كثيرا على هذه الخطوه و لكنها حانت، حانت و ليكن ما يكن!
,
, قل للرياح تأتى كيفما شاءت، فما عادت سُفننا تشتهى شيئا٣ نقطة
, استيقظت صباحا لتفتح عينها ببطء فاجتاحها شعور بالالم غزا جسدها بأكمله فأغلقت عينها مجددا لتفتحها على صوته الهادئ: صباح الخير٢ نقطة
, رجفه غريبه سرت بجسدها و هي تتذكر الليله السابقه كحلم بعيد، تتذكر بعض هذيانها و حركاتها الغاضبه على الزجاج المتكسر ارضا، و اخيرا سقوطها بين يديه لتتوسله ألا يرحل٣ نقطة
,
, ضغطت عينها بقوه اكبر و هي تحاول منع غصه حلقها التي اصابتها دافعه اياها برغبه في البكاء و لكن يده التي لامست خصلاتها تبعدها عن وجهها جعلتها تشهق بحده و هي تشعر بلمساته الدافئه تُشعل نيران احساسها القاتل بالخيانه٣ نقطة
,
, ففتحت عيناها لتُفاجئ بوجهه القريب بشكل خطر على نفسها و قلبها فعادت بجسدها للخلف و هي ترمقه بحذر و عيناه تطوفان وجهها بابتسامه هادئه لم تفهمها، و لكنها ما لبثت ان حمحمت بخجل و هي تعتدل ناهضه عن الفراش وقفت بخجل فاق ضيقها تعدل من وضع ثيابها و تلملم خصلاتها المشعثه بشكل عشوائي اصاب قلبه في مقتل،.
,
, فأخذ نفسا عميقا لينظر اليها بعمق لاول مره، يغمرها بنظراته العاشقه بدلا من تلك الحانيه، ليبتسم بوله بدلا من ابتسامته المتحفظه، ثم ينهض واقفا امامها و هي ينقل بصره بهدوء من اعلى رأسها لاخمص قدمها فدفعها ذلك لتبتلع ريقها بارتباك و هو يعود بعينه اليها ليهمس اخيرا مخلصا اياها من اعتقال نظراته الغريبه: رجلك عامله ايه دلوقت٣ نقطة؟!
,
, قالها و هو يشير على قدمها التي لا تدري متي ضمدتها و لا تشعر بألمها من فرط توترها بل تشعر بتنميل ثقيل شمل أطرافها جعلها بالكاد تستطيع الوقوف، لتجمدها كلماته التاليه التي قالها بنبره مباشره دون تمهيد او تمهل: فاكره كلامك بالليل يا حنين٢ نقطة!؟
,
, اغلقت عينها و هي تحاول التوازن لتستند على الدولاب خلفها بأصابعها الواهنه و هي تتذكر كلماته لحياه و كلماتها هي له فهمت بالتحدث عندما عاود هو سؤالها بنفس الاصرار غير عائبا بارتباكها الذي اقسم الا يعيره انتباه حتى تُضع النقاط على حروفها الصحيحه٢ نقطة
, فكفي عبثا بقلبه و قلبها، كفي وجعا لروحه و روحها، كفي هروبا منه و استسلاما منها، يريد شيئا فليجاهد من اجله،.
,
, كانت نهال دائما ما تقول له ليست المطالب بالتمني و لكن تُأخذ الدنيا غلابا
, و هكذا هو مطلبه، حبه بل عشقه سيأخذه غلابا، اعتاد هو على اليسير، أُمر تُجاب، فقط يؤشر على ما يريد، يُحضر اليه،
, و الان هو سيحارب ليفوز بقلبها و عقلها معا،
, اقنع قلبه و نفسه - او هكذا اعتقد - و بقي قلبها،
, فإما اقنعه و إما اعتقه، اما هذا و اما ذاك لا وسيط بينهما!٢ نقطة
,
, خرجت نبرته جامده بصوره جديده على نبرته الحانيه: طيب عارفه معني كلامك٢ نقطة؟!
, حاولت تجاهل ما شعرت به من تواثب قلبها المجنون بخفقاته التي كانت اشبه بصفعات حاده على صفحه ضميرها،
, ففتحت عينها و رمقته بنظره زاجره اعتقدت انها كالعاده ستنهيه و لكنه ظل على نظراته المربكه لها حتى قررت هي انهاء هذا الصراع الكبير عندما تمتمت بصوت بالكاد يُسمع: مش فاكره حاجه.!
, جنون بجنون اذا!
,
, جنون منها عندما احرقت قلبه ببراءتها و اذابت جليد نفسه بضحكتها،
, جنون منها و هي تحاول دفن الحاضر بروحها لتشقى،
, جنون منها عندما احبته،
, و جنون منها عندما عشقها!
, و جنونه هو كان عندما امسك بمعصمها الان ليجذبها بعنف لاصقا ظهرها بصدره لتصرخ بحده متفاجئه قبل ان يشتعل جسدها بجنون اسفل لمسته الناعمه و هو يمتد بيده حول خصرها حتى عقدها امام بطنها مستندا بذقنه على كتفها هامسا بخفوت غاضب: متأكده انك مش فاكره٢ نقطة؟!
,
, حاولت التملص من يده، و لكن يداها تجمدا فلم تستطع ابعاده،
, ترغب بالهروب منه و لكن جسدها اعلن التمرد و استمتع بحضنه،
, تريد الغضب لتحرقه به و لكن عجبا فلم تجد في نفسها سوى استسلاما لدفئ ذراعيه،
, فمال عليها ضاغطا جسدها اكثر و رغم احساسه بأنه خطأ، مطالبته هذه خطأ، رغبته بزوجه اخيه الراحل خطأ، و لكن انانيته لها و بها فاقت و اطغت على كل شئ،.
,
, فهو على استعداد لمحاربه نفسه و نفسها فداء لعلاقه تجمعهم، على استعداد لقتل الذنب في قلبه قبل قلبها ليعيش معها ما بقي من سنين عمره، على استعداد لدفن وجعه و وجعها ليبدأ معها هي فقط ما ظل طوال عمره يتمناه و يدعو **** به.
, لهذا عاود همسه بجوار اذنها و انفاسه تصطدم ببشره عنقها: مش فاكره، مش فاكره انك اعترفتِ ليا بح٣ نقطة
,
, شعرت بالكلمه التي سيقولها فانتفض قلبها بين اضلعها لتتمرد يدها اخيرا لتدفعه عنها بقوه و هي تستدير اليه بحده بالغه قبل ان تصرخ بغضب و هي تدفع كتفه عنها و فيضان مشاعرها فجرته كلماتها كأنها تقنع نفسها بها قبله: اوعي تنسي نفسك و تنسي انك مجرد زوج مؤقت علشان اهرب من تحكمات بابا، اوعي تنسي ان انا مرأه فارس و هفضل لحد ما اموت مراته، اوعي تنسي نفسك و تفكر انا في حاجه ممكن تجمعنا، احنا مفيش حاجه بينا و لا هيبقى فيه، أ٣ نقطة
,
, اختفت باقي كلماتها بين شفتيه التي احتضنت شفتاها بقوه ادت لاتساع عينها بذهول تام و هي تشعر به يدنس شفتاها،
, تشعر به يمحي اثر قبله قديمه كان لها بالغ اثر السعاده على قلبها،
, شعرت به يجرد كل ما بقي من تماسكها التي حاولت تجميعه لتدفعها عنه و لكن بدون فائده!
, و وسط طوفان غضبه و فوره انفعالها ظهر طيفا خفيا من مشاعرهما التي أيدته تلك القبله،.
,
, فشعرت بضميرها المتعذب بذنبه يُخدر تماما امام ما اجتاحها من شعور قوي بمشاعره،
, شعرت بقلبها يترنح سعاده و حزنا، و عقلها يبتسم لهفه و انتشاءا،
, بينما هو يكاد يلعن تسرعه و لكن تحمل اشهر و اشهر فاين التسرع اذا٣ نقطة؟!
, يلوم نفسه و يجلدها بسياط الندم و لكن احساسه الان يدفع مقابله هنيئه ايامه كلها٣ نقطة
,
, دفعها عنه بغضب عاصف تملك روحه فرحا، ندما و احساس بالذنب يجلده بقوه ليهتف محاولا منع انفاسه اللاهثه: بمزاجك، غضب عنك انا جوزك، مش زوج مؤقت و مع الوقت هتنتهي صلاحيته و يبقى غير قابل للاستخدام!؟
,
, كانت تنظر لوجهه بذهول مما حدث للتو و لكن كلماته افاقتها لتملع عينها ببراءتها التي شعرت به يدنسها، فاعتقل ذراعها بقوه غضبه الان لتكن اول مره تري غضبه ينصب عليها كاملا و هو يضغط ذراعها بقوه صائحا: اهي نظرتك دي السبب، براءتك دي السبب، هدوئك ده السبب، انتِ السبب مش انا! انتِ٣ نقطة
,
, ثم دفعها لتطالعه بصدمه تملكت منها و هي تسمع كلماته التي منحتها اعترافا غير مؤكدا و لكنه منحها اياه كاملا مما جعلها تبرق بعينها بدهشه مع شهقه خافته هربت من بين شفتيها التي ما زالت تحمل اثر اكتساحه لها: انتِ اللي اجبرتِ قلبي يتعلق بيكِ، انتِ اللي خطفتِ راحه بالي، انتِ السبب في كل المشاعر اللي بانها قلبى وانتِ السبب في بدايه هدمها، انتِ حكمت عليا بالحياه و بعدين على غفله عدمتينى.
,
, وضع يده على خصلات شعره بتشتت قائلا بغضب مستنكر و هو للمره الاولى يُنفس عن مكنونات قلبه و حيره عقله: انا حبيت واحده و حاولت انجح علشانها و لما اتجوزت انا حسيت اني خسرت و قولت مستحيل انساها، بعدها اتجوزت حياه و رغم قربها مني لكن بردو مقدرتش احبها و فضل الجرح القديم معايا، لكن انتِ٣ نقطة
,
, وضع يده على شفتيه ليلتقط انفاسه و هو يوبخ نفسه آلاف المرات على استسلام لسانه لسرد ما يعتل صدره و امامها هي خاصه و لكنه لم يعد يُدرك سوى شيئا واحدا و هو انه امامها كل ما به يعارضه فأردف بنفس النبره التي جمعت مرارتها بشجن كلماته فخرج صوته متذبذبا: انتِ كنتِ فيضان غرق اى حاجه قبلك و فضلتِ انتِ، لا لقيت قديم و لا جديد بس انتِ، نظره الحزن مع ابتسامه فرحه كانت بستفزني احضنك، لمعه الخوف مع الامان و الثقه كانت بتناديني اطمنك اكثر و اكثر.
,
, اخذ نفسا عميقا و هو يقترب منها ليصرخ بنيران عجزه و قوه حبه و ضعف قلبه امام ضميره الذي يجلده بذنبه: انا معاكِ بقيت تايه، حاسس اني متغرب في وسط صحرا لا عارف ارجع ولا قادر اكمل، مش قادر اوقف حبي و لا قادر استم، نفسي اقرب بس لازم ابعد، نفسي المسك بس لازم احفظك، انتِ حلالي بس حرمتك على نفسي، بس ده٣ نقطة
,
, قالها ضاربا قلبه بقوه ليهدر بعلو صوته و عيناه تغيم بضبابات وجعه و اسفا بغمامات عشقه، فاختلط سواد ذنبه بنقاء حبه ليمنحها مزيج مهلك من مشاعره: بس ده مصمم يوجعني، كنت شايفك اخت و حلفت اشوفك اخت، بس قلبي شافك زوجه، شافك ام لولادى،
, صمت لحظات مرت كالدهر على كليهما ليهمس بتهدج و صوته يدل على معاناته قبلها: شافك حبيبته٣ نقطة!
,
, شهقت بانتفاضه و دموعها تجري على و جنتيها بعجز قيد كلاهما حتى اقترب منها ممسكا بيدها بقوه هاتفا امام عينها بقوه: و لان انا عارف، ان قلبك لا يمكن يشوفني، ان ذكرياتنا مش هتتعدي مجرد ذكريات انا معدش ليا طاقه احتفظ بيها،
, لمعت عينه و الخاطر الاخير الذي دمر خطته السابقه بالطلب، خطته بالاخذ رضي او غصبا، خطته الذي رسمها مساءا ليفوز قلبه بأمانه و تعود لانتفاضته نبضاته، كل هذا تاه عند المواجهه٢ نقطة!
,
, هي تحبه و لكنها لن تستطيع تقبل الامر، هو يسكن داخلها و لكنه ايضا ليس موجودا،
, و هو يحبها بل يعشقها و لكن يبدو ان حذاء الوصل الذي اوصل الامير لاميرته كُسر، كسرته اميرته نفسها٣ نقطة
, و يبدو ان ما بقي منه سليما سيكسره هو فغمغم بحزم رغم اشتعال نبراته بعجزها: لازم نحرقهم، .
,
, تحرك بها لخارج الغرفه ليتوجه باتجاه غرفته اسفل الدرج التي طالما جمعته معها، فتح بابها، اوقفها مشيرا للداخل بسبابته و عيناه معلقه بذلك المكان باشتياق صائحا بعنف يلومها و ربما يلوم نفسه او يلوم تلك الظروف التي جمعت قلبين رغم تعلقهما ببعضهما البعض هناك رابط اغلظ و اقوي يقف بينهما: المكان ده محدش دخله غيرك، المكان الوحيد اللي شاركتيني فيه، المكان اللي جمع اول حاجه لمست قلبى،.
,
, صمت لحظات ثم اشار على الارض بسبابته المرتجفه و هي تشعر بنفسها خارج حدود الوعي فلا قدره لها حتى على التحدث كأنها ابتلعت لسانها فما عاد ينفع كلاما و لا يجدي العتاب نفعا و لا حتى تملك صرخه تعبر عما يجيش بصدرها هي الاخري حتى وصلها صوته المعبأ بشجونه: اول مره اشوفك بعين قلبي كان هنا، , - قالها متذكرا يوم دلفت و جلست ارضا ترسم دون ان تنتبه لمراقبته لها -،.
,
, تهدج صوته بشجن ذكرياته و هو يدور بعينه على لوحتها بوجه فارس ليشعر بنفسه - خلافا لتوقعه - اقوى، شعر ان ما يفعله صحيحا و فارس لو حيا لشجعه على هذا، فأردف بنبره اكثر تحشرجا و هو ينظر لذلك المقعد الذي جلست فوقه سابقاا: اول ضحكه بجد كانت هنا، - قالها متذكرا يوم خط بيده خطوط عشوائيه لتكملها هى -، اول مره اشوف خوفك عليا كان هنا - قالها متذكرا يوم سالت الدماء من انفه لتعالجه هي بصرامه غاضبه -،.
,
, ابتسم بتهكم و قلبه ينزف مع سيل ذكرياته العامره معها في هذا المكان و اكمل بنفس يجاهد ليبقى صامدا: اول مره اغضب عليك كان هنا، - قالها متذكرا غضبه عندما اخبرته برحيلها -، اول مره احضنك و انا عارف و فاهم مشاعري كان هنا، - قالها متذكرا حضنه لها لتبكي بين ذراعيه بعد صياحه بها -،
, اغلق عينه عن المكان لحظات و هو يهمس بصعوبه و صوت مشبع بحنينه و حبه لهذا المكان: اول حاجه بينا كانت هنا،.
,
, ليفتح بعدها عينه باصرار ليكمل بصوت رغم اهتزازه رج قلبها رجا، رغم تقطعه اصاب عقلها خوفا، و رغم استسلامه حمل لنفسها حزما و قوه بل تجاوز الامر للقسوه: و اخر حاجه بينا هتبقي هنا٣ نقطة!
,
, ثم تحرك بغضب لمكان جانبي ثم مال يحمل شيئا بيده لم تنتبه له حنين و هو يقترب منها معتقلا نظراتها بعينيه التي حملت من رفضه ضعف قبوله، من حزمه ضعف توسله، و حملت من قلبه ما قتله، و من عقله ما جعله يجن تماما و هو يسألها بحده: مفيش حاجه هتجمعنا٢ نقطة!، لا يمكن يبقى في حاجه بينا؟!، هتقدري تعيشي حياتك من غيري، هتقدري تخلصي من مشاعرك و معاها تخلصي من ذنبك؟!، انتِ عاوزه كده يا حنين صح؟! عاوزه ترمي كل حاجه ورا ضهرك للابد صح٣ نقطة!
,
, ثم اخرج ما حمله امام عينها و هي يُزيح غطاءه لتفوح رائحته النفاذه لتجعلها تجحظ عينها بذهول و هي تميز رائحه جاز لتكون كلمته التاليه الاخيره التي قالها بحزم نافي قلبه الذي خر صريعا بين اضلعه بعدما فشلت كل توسلاته و نداءاته الراجيه: يبقى دا اول مكان لازم نخلص منه!
,
, بدأ بسكب السائل بكثره في تلك الغرفه التي جمعت كل ذكرياتهما معا، بحلوها و مرها، بتفردها و وزرها، بجمالها و تميزها، عود ثقاب، نظره حازمه اليها، اشعاله ثم القاءه، تندلع النيران، لتصرخ هي بجزع و النيران تكوي قلبها كيا بألمه و ذكرياتها معه تملأ روحها فرحا و وجعا و هي ترى ذكرياتهما تُمحي امام عينها لتجده يركض للداخل مسرعا ليحمل شيئا ما ثم تبعها باخري و خرج من المكان بعدما طالت النيران ذراعه و ظهر ملابسه، لتأتي نهال و حياه فزعا على رائحه الدخان التي ملئت المنزل فاستند مازن على الحائط ليمرغ ظهره به حتى انطفئت النيران و هو مدركا انها تركت ندوبا لن تُمحي عن ظهره يراقب اشتعال ذكرياته معنويا قبل ان تكون ملموسه كما يشتعل قلبه الان٣ نقطة
,
, فركضت نهال و حياه لتأتي كلا منهما بوعاء مملوء بالماء عل النيران تخمد، وعلي جانبي الغرفه وقف كلاهما ينظر للاخر حتى اقترب مازن منها متمتما بجديه و صرامه مفرطه: اتحرقت الذكريات، لو قدرت تحرقيها من قلبك، لو قدرتِ تنسينى، فأنتِ طالق!
,
, صرخت بملأ روحها من وجع و صدمه و هو يقولها بهذه البساطه قبل ان يفتح يدها واضعا بها لوحه ما و التي كانت لوحتها لفارس و لكنها لم تنظر ليدها بل تعلقت عينها بعينيه التي امتلئت بقسوتها المشبعه بدموع حسرته على قلبيهما و لكن هذا الحاجز سيظل بينهما ما دام وضعوه هما بأنفسهم حاجزا و غمغم مجددا بضعف غلب صوته: دي انا عارف انك مش هتقدرى تعيشى من غيرها،.
,
, ثم رفع اللوحه الاخري امام عينها جابرا اياها للنظر اليها و التي كانت اللوحه التي رسمتها باحساسها له و هي محتضنه اياه و ابتسم ابتسامه جانبيه عبرت عن وجعه قائلا بخفوت اصاب قلبها مُزيدا جروحه: اما دى انا مش هقدر اعيش من غيرها٢ علامة التعجب
, و تركها و خرج من المنزل تماما، و ادركت هي انه لن يعود، حتما لن يعود٣ نقطة
,
, اقترب منها بهدوء جاثيا على ركبتيه امامها ليضع يده على وجهها برفق حتى لا تنهض من نومتها التى لاقتها بصعوبه بعد عده ايام، سلمي بتمردها و قوتها المعتاده كانت اضعف ما يوم تلك المواجهه، ليدرك امجد امرا جديدا بها و هو انه رغم قناعها القوي الذي تخفي خلفه اي الم او وجع يصيبها اضعف من ان يتحمل وجع أحد، انهيار البعض، صمت البعض و صدمه الاخر ذاك اليوم جعل قلبها يأن وجعا رغم انها اقل المتضررين، .
,
, طبع قبله صغيره على جبينها و احساسه بها يزداد كثيرا حبا و اكتمالا، اشتاق حقا لتلك المجنونه،
, احيانا لا نُدرك مدي محبتنا لمن حولنا سوي بالازمات، و حقيقه لولا مشكلتهم الحاليه ما ادرك ابدا انه لا يستطيع العيش بدونها.
,
, قطع افكاره همهمتها الخافته و هي تمط ذراعيها بتثاءب حتى فتحت عينيها ليكون وجهه القريب اول ما يغزو عقلها، عيناه الصافيه كصفاء السماء في نهار بلا غيوم تمنح قلبها السكينه و هي تعتدل جالسه ليساعدها هو بيده على ظهرها بخفه متمتما باشتياق لتلك الكلمات: صباحك جميل متمردتي الجميله٢ نقطة
,
, ظلت تحدق بوجهه قليلا و هي تراقب نظراته الحانيه التي غلفت روحها بنسيان مؤقت عما مر، فقط تتذكر ما آلت اليه حياتهم بفعل تمردها و مازال هو يري تمردها جميل٢ نقطة!
, كفي يا سلمي، كفي تعنتا، اعترفي بخطئك في حق نفسك و حقه،
, اوجعتك كلماته و لكن انتِ اوجعته بتصرفاتك، اعتذر هو و لابد لكِ من الاعتذار٣ نقطة
, وضع يده على رأسها يعدل خصلاتها المموجه و التي انتشرت حول كتفها بعنج و قال بنبره هادئه كعادته: احسن دلوقت٢ نقطة؟
,
, امسكت يده لتجعله يجلس امامها و ضمت يديه الاثنتين بيدها لتتعلق عيناها بسماء عينيه التي لمعت باشتياقه لها و غمغمت بخفوت: انا اسفه٢ نقطة
, و دون تمهيد كانت جسدها بين ذراعيه يضمها بقوه كبيره حتى كاد يكسر اضلعها فانتفضت بين يديه،
, بكاءا على ما مر من ايامهما هباءا دون ان تنعم بحضنه،
, اسفا على ما فاتها طوال الايام والليالي السابقه من حنانه و امانها بين ذراعيه،.
,
, و ندما على تسرعها الذي دفعها خطوات بعيده عنه لتشكو هي الفراق و الاشتياق قبله٢ نقطة
, بينما تنهد بحراره اخبرتها عن مدي اشتياقه، متمتما بنبره ثائره و هو يضغط جسدها بخفه: انتِ بنتى الاولى يا سلمي، يحق لكِ الدلال كله، ، ثم دفن وجهه في عنقها لتغمره رائحتها المتمرده مثلها بما لها من اثر عابث على نفسه و تنهد بحراره هامسا بصدق ارتياحه بين ذراعيها الان: وحشتينى.
,
, حركت ذراعيها اخيرا تتمسك به بقوه و هي تُعيد همسه بأخر اكثر شجنا: اللي بينا مش حب، , ليبتسم هو مبتعدا ضاما وجهها بيديه ليغمزها بعاطفه سخيه: قد ما هو اكتمال.
,
, و كأن عدوي ابتسامته انتقلت اليها و علامات الندم مازالت تترسم بجداره على وجهها و هي تعقد حاجبيها فرفع يده يزيل عقدتها بنفسه قائلا بخبث و هو يميل عليها محاولا ابعادها قدر الامكان عن تذكر ما حدث حتى كادت شفتاه تلامس خاصتها: اعتقد من حقنا نفكر في شهر عسل تانى،.
,
, و بدلا من ان تجيبه بادرت هي بالاقتراب لتمنحه اجابتها بين شفتيه بهديه تناسب تمردها و جنونها فرفع حاجبيه بدهشه سرعان ما تحولت لاستمتاع تام، لحظات ثم ابعدها عنه ليضم كتفها اليه طابعا قبله صغيره اعلى رأسها بحنان وهدوءه المطمئن يعود اليه ليغمر روحها مع كلماته: دائما يقولوا ان الحقيقه بتوجع بس بعدها بتبقي واقف على ارض صلبه، ارض عارف بدايتها فين و نهايتها فين، الحقيقه كانت بعيده عن اي تخيل و اصعب من اي وصف لكن انا متأكد انها هتبقي بدايه لحاجات كتير، و اللي هيختار يهدم نفسه بالماضي يبقى ميستاهلش الحاضر!
,
, نظرت لعينه التي جمعت ثقته بإيمانه ليكمل بنبره اكثر ثقه: **** عز وجل بيقول لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ، و مفيش احن من **** على عباده، ف هتقلقي ليه و **** موجود و قادر يهدى الروح و يريح البال٢ نقطة!
,
, تنهدت بارتياح نسبي شاكره لها صنيعه، فقبل ان تحرر شكوتها الجمها هو بحنانه، بمواساته و حسن اقناعه لقلبها الذى كاد يموت قلقا على افراد العائله ما فرط ما يصيبهم من احداث، شعرت به يبتعد عنها ناظرا لبطنها الذي انتفخ قليلا ليداعبه بحنان فابتسمت بسعاده حقيقه وهي تري زوجها و طفلها واقعا حيا ملموسا امام عينها.
, فمر شريط حياتها امام عينها، حقا لو اطلعتم على الغيب لإخترتم الواقع.
,
, و صدق عزوجل عندما قال { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون َ}، تجلت الايه الكريمه في حياتها كثيرا،.
,
, اُعجبت بفارس، اعتقدته حبا سجنت نفسها بين طياته، و ربما لو تزوجته لذاقت هي نار الفراق و ربما ما تحملته، شعرت حينها بأنه عز وجل ظلمها، اتعب قلبها و لكنها الان تشكره و تعتذر، تعتذر على سوء ظنها ب**** - حشا لله -، تعتذر على ما تمنته من مكسب قريب و لو ادركته لما ادركت عظم هذا المكسب البعيد،.
,
, وهم الماضي امام جمال الحاضر، وجعها بعقم مزيف ادى لسعاده حقيقيه بالمولود لها و له، فسبحانه تعالي جعل حكمه لكل شؤونهم،
, شرها قبل خيرها، و مرها قبل حلوها،
, و الان هي راضيه بما فات، و اكثر رضا بما هو آت٣ نقطة!
,
, أثناء سعيك للانتقام ربما تفقد اكثر بكثير مما تجنى، فاتنبه و انت تحفر قبر غيرك ربما تُفاجأ انك حفرته لنفسك٣ نقطة
, الاصابه مش سهله يا سياده النقيب، مدام نجلاء فقدت عينها اليسري، و في كسر في الانف، دا طبعا غير كميه الدم الكبيره اللي فقدتها، و الاسوء من ده كله اصابه رأسها و اللي ادت لشلل رباعى.
,
, كانت تلك كلمات الطبيب الذي اهتم بحاله نجلاء بعد ما اصابها اثر اندفاع عبد الرحمن بغضبه عليها، زفر عاصم بقوه و هو يقف بجوار ظابط الشرطه الذي جاء لمتابعه حاله نجلاء قبل القبض عليها، فقبل ان يجعلها عاصم تعترف كان قد حصل على اذن رسمي بالتسجيل و الذي على اساسه قد ادانت الشرطه نجلاء و صدر اذن بالقبض عليها، و لكن لضروره وجودها بالمشفي تحدث الظابط بعمليه: هيتم نقل مدام نجلاء لمستشفي السجن لحد ميعاد عرضها على النيابه٢ نقطة
,
, و بالفعل تم الامر بسرعه و مازالت نجلاء لم تستعيد وعيها بعد،
, ان **** يمهل و لا يهمل
, كانت تظن انها ستستطيع اخذ الحياه غلابا، و كأنها تحرك الشمس بين كفيها، و تدور الارض برغبتها و لكنها لم تدرك ان لكل ظالم يوما،
, يوما بل لحظات فقدت فيها كل ما تملك،
, فلم تعد تجد لا قوه جسديه، لا قوه عقليه، و لا حتى قوه نفسيه، فقط حطام٢ نقطة!
,
, حطام لامرأه استضعفت الجميع اعتقادا منها انها القوه، امرأه لم تترك حسنا إلا و شوهته، امرأه كانت عنوان التعاسه، و مع كل هذا فشلت٣ نقطة!
, فتحت عينها اخيرا لتنظر حولها برؤيه مشوشه و هي تشعر بضيق نظرها في مكان محدود و الباقي ظلام، حاولت رفع يدها و لكنها لم تستطيع، حاولت التحدث و لكنها عجزت، حاولت حتى الصراخ بصوت مسموع لم يخرج صوتها الا مبحوح٢ نقطة!
, اين نجلاء٣ نقطة؟!
, اين القويه مِن هذه الضعيفه٣ نقطة!؟
,
, اين المتعجرفه مِن هذه المذلوله٣ نقطة!؟
, اين جبروت الماضي مِن صعلوق الحاضر٣ نقطة!؟
, اين مَن كانت مِن هذه٢ نقطة!؟
, شعرت بحراره دموعها التي سالت بغزاره على جانب وجهها و هي عاجزه عن اي شئ٢ نقطة
, إلى انا وصلها صوته القوي الذي رغم كل شئ لم يفقد ثباته و سيطرته و هو يقول بنبره جامده: حمد لله على السلامه يا نجلاء هانم٢ نقطة
, و من اقوي من قلب عاصم الحصري ليدفن شفقته، , و حتى ان ظهرت فنجلاء اخر من سيشفق عليها٢ نقطة!
,
, نعم كانت تدابير القادر القدير بقدره و كانت هي مجرد السبب، في تدمير عائلته، في تعزييب زوجته، في دمار اخته، في قتل صديقه، في شتات ابنها، و في جرح ابنتها، من اين لابن الحصري عليها باشفاق٣ نقطة!؟
,
, اقترب منها عندما شعر بعجزها عن النظر اليه حتى توقف في مرمي بصرها خاصه من نومتها تلك و وضعيه رأسها التي تعجز عن حركتها الان الا من حركات قليله ليميل عليها ناظرا لوجهها الذي اسود بخطيئته متمتما بحده: يارب تكونى حاسه انك احسن، اتمني متكنش في حاجه بتوجعك؟
, اغلقت عينها قهرا و عجزا اصاب قلبها في مقتل فتمتم هو: حاسه بإيه يا مدام نجلاء٢ نقطة!
,
, رفع رأسه لاعلي مستغفرا ربه عندما شعر برغبته الشيطانيه في تعجزيها اكثر فردد في نفسه حتى لا يجرفه شيطانه اللهم اعوذ بك من الشماته، اللهم لا شماته ،.
,
, ظل يرددها بصوت عالي حتى شعر بدماؤه تغلي غضبا مجددا و هو حتى لا يقدر على تعنيفها او رد الصاع صاعين الان، و لكن يد جنه التي وضعت على كتفه جعلته يغلق عينه و هو يجاهد نفسه على كظم غيظه و ترويض غضبه فاقتربت جنه منها - و قد اصرت على عاصم اشد الاصرار بل كادت تركض خلفه ليوافق على اصطحابها حتى وافق بالاخير مع طلبها المُلح - و تمتمت برسميه لم تستطع اشاركها بحنانها و دفء كلماتها كالمعتاد و هي حقا تشعر بالاشفاق عليها: ألف سلامه٢ نقطة
,
, نظر عاصم اليها و هي يشعر برغبتها العارمه في البكاء، جنه أصرت على عقاب نجلاء بنفسها، أصرت على رغبتها في تلقينها نتيجه من زرعته، أصرت على نيل حق والدها ممن قتلته لاجل المال، و لما كان المال كل همها قررت جنه معاقبتها به٣ نقطة!
, و لكن يبدو انها تتراجع، قلبها الحاني لا يطاوعها بعدما رأت حالتها تلك و لكن عاصم ها هنا لهذا الامر٢ نقطة
,
, فاقترب منها ضاما كتفيها لصدره مؤازرا فأخذت نفسا عميقا و هي تُخرج صندوق صغير لتضعه امام نجلاء التي ساعدها عاصم لتعتدل جالسه و بمجرد ان رأت الصندوق كأنما مسها عفريت اخذت تحاول تحريك شفتاها المائله بلا فائده فخرج صوتها ببحه جعلت جنه رغما عنها تبكى، بدأت تحاول التحرك عن الفراش و لكن من اين لها حركه٣ نقطة!؟
,
, تماسكت جنه و هي تشعر بقوتها الجديده و قسوتها الاخيره رغم دموعها الضعيفه تساندها و هي تفتح الصندوق فاتسعت عين نجلاء بفزع و هي تري حصاد سنينها من اموال، شيكات، ملفات لسنادات و اسهم و غيرها، الكثير داخل هذا الصندوق الذي اخفته في شقتها هنا و لم يعلم عنه احد سوي عزت٣ نقطة
,
, تساقطت دموعها عجزا، قهرا و غضبا لم تستطع التعبير عنه و جنه ترفع تلك الاوراق امام عينها مع قولها: هما دول اللي انتِ بعتِ ضميرك، دينك، دنيتك و اخرتك و ربك علشانهم٣ نقطة!
, حركت الاوراق امام عينها باشمئزاز و هي تردف باستنكار و نبرتها يعلوها الغضب المشفق: هيفيدوكِ بإيه دول؟! هيرجعوا عنيكِ، هيساعدوكِ تعيشي حياه وسط ناس بتحبك، هيساعدوكِ علشان **** يسامحك٢ نقطة؟!
,
, بدأت جنه في تمزيق الشيكات و المستندات لتتبعها بالاوراق الماليه حتى وضعت الصندوق امام عين نجلاء التي احمرت انفعالا، غضبا و ما بقي به حطاما لثروه مثلها تماما، حطام ثروتها كحطام جسدها و قلبها٢ نقطة
, فقالت جنه اخيرا و هي تُزيل دموعها بيدها ببطء تلتقط انفاسها اللاهثه: كل فلوسك ضاعت، اتبرعت ببعضها يمكن الصدقه تنفعك، اما الباقى٢ نقطة
,
, ابتسمت بتهكم خالطه اشفاقها: كل امر الدنيا زائل يا مدام نجلاء، **** يرحمك و يغفرلك.
, ثم غادرتها بخطوات سريعه للخارج بينما نظر اليها عاصم نظره اخيره تخلو من الشفقه تماما متمتما بقوه و هو يطالعها من اعلى لاسفل بإزدراء: فكري لحظات كده كسبتِ ايه و خسرتِ ايه٢ نقطة!
, ثم غاردها هو الاخر تاركين اياها في حاله من هيستريا العجز تكاد تُشعرها ان الموت افضل بكثير من حياتها هذه، رنت كلمات عاصم بأذنها٢ نقطة
,
, ماذا اكسبها ما فعلت و في المقابل ماذا خسرت٣ نقطة!
, تدبيرها لمكيده الماضي و طرد امل و ماجد ربما نجحت و لكنها للاسف فشلت في حصولها على ما تريد عبد الرحمن ،
, قتل ماجد و الذي دفع ابنته لهذا الضعف و لكنه دفعها لتأتي لهنا فلولا وفاته لظلت معه و لم يعودا ابدا،
, اخبارها للجميع بوجوده جنه ليقتلوها جعل عاصم يبادر ليتزوجها، وتدريجيا يختفي الضعف و تظهر القوه،.
,
, اللعب بحياه ابنها زاد من تعلقه بامرأته و تعلقها به حتى اكتملت حياتهم بطفلهم القادم،
, تهديد سلمي ادى لتسريع زواجها و اكتمال علاقتها بزوجها،
, تدمير حياه حياه و تخريب زواجها السابق جعلها تتزوج مازن لتدخل السعاده حياتها من اوسع ابوابها،
, قتل فارس لفتح باب تار جديد لا يُغلق جعل العائلات تدرك قيمه بعضهم فيتمسكوا ببعضهم بدلا من التفرق،
, تدبير مكيده حنين و مازن جمعت بينهم لتستظل هى باسمه و يبدو ان زواجهم دائما،.
,
, فقدان عاصم لبصره اكسب زوجته قوه لاجله و لاجل نفسها و لم تفرق بينهما كما اعتقدت و لم تكسر سيطره و قوه ابن الحصرى،
, فيما نجحت هي اذن٣ نقطة!
, في جمع الاموال، كلا فلقد ضاعت جميعها٢ نقطة!
, في قوه بدن، بئست فلقد خانها حتى جسدها و اعجزها اكثر٢ نقطة!
, في قوه عقليه و عقل مدبر، عليهم اللعنه فهم من دفعوا بها لهنا٢ نقطة!
, فقدت عينها، خسرت قوتها، ضاعت اموالها،
, ضاعت اموالها،
, ضاعت اموالها،
, ضاعت٣ نقطة!
,
, و مع قسوه تفكيرها، اضطربت انفاسها بشكل سئ و هي تحاول الهدوء و لكن بلا فائده فما اصابها من اضطراب مشاعر الان جعلها تترنح كطير ذبيح يتألم و لكنه غير قادر على إزاله ألمه، فقط تتمني هي الان من كل قلبها، من كل قلبها ان يكون أجلها قريب.
,
, ألا ان فرج **** قريب
, جلست جنه على الكرونيش بعدما طلبت من عاصم التوقف قليلا، تطلعت للمياه امامها و هي تشعر بنفسها داخل دوامه كبيره و ما زالت بها تدور،
, و لكن مع كل هذا يأتي الفرج،
, مع كل وجع يأتي الفرح،
, مع كل ضنك تأتي السعه،
, و وسط ما يحدث جاءها الامل، بل جاءتها الحياه، ,
, احتضنت نفسها بيديها و هي تبتسم بهدوء فعلام تحزن٢ نقطة!
, هي ادركت جيدا ما معني كلمه قضاء ****.
,
, انتهت حياه والدها ليس لمكيده مدبره بل لان هذا عمره،
, عانت و تعذبت ليس بسبب كوثر بل لان هذا قدرها،
, هربت و شعرت بيتم ليس لضعفها بل لان هذه حياتها،
, فلولا عذابها ثم استسلامها ثم تمردها و قدومها لهنا، لما تزوجت عاصم،
, لولا التار القديم و العار الذي الحقه الاخرين بوالدها فلحق بها، لما كُتبت على اسمه و فازت بحياته و قلبه،.
,
, لولا وجعها ما رأت السعاده، لولا ضعفها ما فهمت القوه، و لولا حظها السئ ما ادركت اجمل حظوظ الدنيا و اغناها٣ نقطة!
, اتسعت ابتسامتها و هي تردد بالحمد داخلها حتى شعرت به يقف جوارها ناظرا للمياه هو الاخر و كلا منهما يشعر ان الحياه يوما ما ستشبه هذا النهر كثيرا في هدوءه و عمقه، فحتما ستنتهي امواجهم،.
,
, نظرت اليه قليلا ثم ابتسمت و امسكت يده مقبله باطنها بحب شديد ثم ابتعدت عنه متوجهه للسياره فتابعها بتعجب لحظات ثم لحق بها ليغادرا المكان بعدها بقليل دون حوار بينهما.
, و اثناء عودتهم رن هاتف عاصم و كان اكرم ففتح الخط محييا حتى قال اكرم بقلق: جنه فين؟! برن عليها تليفونها مقفول٣ نقطة
, ابتسمت جنه و صوته القلق يطمئن روحها اكثر،
, و ماذا ان كان والدها غائبا فهي لديها اخ بأب، أخ و صديق.!
,
, أجابه عاصم بابتسامه هادئه: جنه بخير يا اكرم متقلقش، انتم اخباركوا ايه؟! و مها.!
, جاءه الرد غير متوقع عندما تنهد اكرم بصوت عالي قائلا بحزم: هنسافر٢ نقطة
, اوقف عاصم السياره مباشره على جانب الطريق هاتفا بتعجب: يعني ايه هتسافروا٢ نقطة!؟
,
, اخذ اكرم نفسا عميقا و هو يخبره عما انتواه بجديه ادرك عاصم بحدسه انها قرارات نهائيه: هاخد مراتي و ابعد عن هنا مده كده، و هتابع شغل الشركه من هناك و مازن موجود، و منها اقضي شهر عسل و منها ادي لعقلي فرصه يهدي و يرتاح٢ نقطة
, هدأ عاصم قليلا و هو يفكر، هل من الصائب ان يبتعد اكرم الان في ظل ظروفهم الحاليه،.
,
, و لكنه وجد ان هذا افضل حل، فأكرم لن يسمح بأي تعامل بينه و بين نجلاء حتى و ان كانت مها الرابط و لكن يحق لهم معرفه ما حدث لها فأولا و اخيرا هي ام زوجته، فزفر عاصم بقوه و هو يسرد له تفاصيل بسيطه عما حدث لنجلاء.
, صمت اكرم قليلا ثم تنهد بهدوء متمتما بخفوت: لو مها طلبت تشوفها قبل ما نسافر انا مش همنعها بس انا هسافر هسافر، و معلش يا عاصم مش نجلاء هانم اللي هعملها حساب دلوقت٢ نقطة!
,
, و بعد كلمات عابره انهي المكالمه مع عاصم و نيران غضبه تتصاعد مجددا و لكنه افاق على حركتها خلفه فالتفت اليها ليجدها استعدت كما طلب منها مرتديه ملابسها و بانتظاره فنهض واقفا امامها ثم احتضن وجنتيها مقبلا جبينها بدفء و هو يهيم في بحر الفيروز الذي مهما تلاعبت به الظروف و مهما علت امواج وجعه سيجرفه في تياره،.
,
, و لكنها شعرت بقبلته تختلف عن سابقها المفعم بعاطفته فحركت شفتاها بحديثها الصامت خير يا اكرم ايه اللي حصل٢ نقطة؟
, و بدون تفكير وجد نفسه يخبرها بالحقيقه و لكن بصوره اكثر لينا فأغلقت عينها ثوانى.
, ما بالها لا تحزن عليها٢ نقطة؟
, ماذا حدث لقلبها ليجعلها لا تفكر في رؤيتها٣ نقطة؟!
, لماذا الان تحديدا تشعر انها تستحق كل هذا و اكثر٢ نقطة؟!
, لماذا تجمد احساسها لوالدتها هكذا٢ نقطة!؟
,
, شعرت بيده تطوق كتفيها ف فتحت عينها و هي تحمل اصرارها و قوتها ثم حركت شفتيها بتمني انك متأجلش السفر انا مش عاوزه اشوفها٢ نقطة
, زفر بضيق مغمغما بتساؤل غاضب و في الوقت ذاته مؤازر: علشانى٣ نقطة!
, حركت رأسها نفيا لتشير على صدرها بسبابتها محركه شفتيها بكلمه واحده علشانى
, اومأ برأسه موافقا و امسك بيدها ليُمسك بحقيبه ملابسهم باليد الاخرى متحركا لخارج المنزل نحو بدايه جديده افضل و اجمل من البدايه القديمه٣ نقطة
,
, بدايه تمناها كلاهما و يستحقها كلاهما٣ نقطة!
,
, هبه، فله قلبى، يا فله٢ نقطة
, صرخ بها معتز و هو يدلف من باب المنزل ليصله صراخها الضاحك بالمقابل و هى تخرج بلهفه من غرفه النوم: ايوه، نعم، ايه اللى حصل؟ في ايه؟!
,
, و بحركه مفاجأه وضع يده اسفل ركبتيها و الاخرى على خصرها رافعا اياها ثم دار بها عده مرات و هى تصرخ متعلقه بعنقه و قلبها يكاد يتوقف خوفا على طفلها من سقوط مباغت و لكنه توقف اخيرا ناظرا اليها هاتفا بلهفه و ضحكه واسعه تلون وجهه الذى غابت البسمه عنه طوال الاشهر السابقه: انا ابن حلال يا هبه، انا ابن حلال، انا معتز، استرديت نفسى و نسبى و حياتى كلها، انتِ صح، انتِ دائما صح، مفيش حاجه بتنتهى، انا فرحان يا هبه فرحان٢ نقطة
,
, و بفرحته العارمه اغرق وجهها بقبلاته الشغوفه المتلهفه بينما هى اتسعت ابتسامتها و تمتمت بخفوت: الحمد لله يا حبيبى، **** كبير٢ نقطة
, ثم عقدت حاجبيها بغضب طفولى مصاحبا لزمه شفتيها بدلال لا يليق الى بها و لا يجوز الا له: ابعد عنى كده نزلنى،
, فداعب انفها بأنفه غامزا بمشاكسه و تمتم بخبث متلاعب و هو يشعر انه في قمه استمتاعه و سعادته الان: انا حاسس ان وزنك زاد شويتين يا فلتى٣ نقطة!
,
, ثم امالها موقفا اياها ارضا فاعتدلت هى و دفعته بكتفه بغيظ صاحب قولها الحاد المصطنع: انا اتنين في بعض يا استاذ معتز، , ثم لامست كتفها بكتفه في مرح و هى تهمس كأنها تخبره سرا قوميا: و بعدين يعنى انت حاسس مش متأكد٣ نقطة؟
,
, ارتفعت ضحكاته التى افتقدتها حد الجنون فمالت برأسها على كتفه فضمها اليه بقوه مقبلا رأسها هامسا بوعد صادق ما عاد لديها شك بيقينه: انا النهارده كأنى اتولدت من جديد، و من النهارده بوعدك نبدأ كلنا حياه جديده، احسن و اجمل و افضل بكتير من الاول٢ نقطة
, دفنت وجهها بصدره اكثر و ها هى اليوم تستطيع القول انها ربحت الرهان٣ نقطة
, و قيمته كبيره، و هل هناك قيمه اكبر من قلبه لدى قلبها؟!
,
, هل هناك اغلى من نبضاته التى تنبض بإسمها؟!
, فإن كان الرجال رزق فلقد كان زرقها بجحم السماء و عمق البحار،
, و ان كان هناك جنه على الارض فهو جنتها بل كل نعيمها،
, ربما ألمها بل كسر كل ما بها، و لكنه لم يرممها فقط بل ازاح كل خدوش ألمها،
, فقدت ثقتها به؟
, ابدا و لن تفعل، فما زادها تجربه الماضى إلا ثقه، و ما اكسبتها إلا خيرا!
,
, انكمشت ملامحها فجأه و هى تشعر بألام بطنها تعود مجددا فانحنت بجسدها للامام قليلا تضغط بطنها بقوه خفيفه فانحنى بالمقابل ناظرا اليها بقلق متمتما بحذر و هو يساعدها لتجلس: خير يا فلتى٢ نقطة؟
,
, صاحبتها آلام على فترات متفرقه طوال اليوم و عندما قلقت و هاتفت الطبيبه اخبرتها ان هذا امر طبيعى فالتستعد للولاده لهذا لم تذعر و امسكت يده فجلس جوارها فرفعت رأسها و الالم يرسم نفسه على ملامحها و همست ببطء و هى تلتقط انفاسها: متقلقش يا حبيبى دا امر طبيعى، شكلى هولد!
, انتفض من جوارها كمن لدغته افعى و هو يصيح بارتباك واضح: ايييييييييييه؟ لا، اقصد ليه، لا يعنى، مينفعش، يعنى، لسه بدرى٢ نقطة
,
, ثم اقترب منها بلهفه مجددا و هى تبتسم مقاومه وجعها و هى ترى لهفته و ارتباكه و هو يضع يده على بطنها المتكور و هتف بتوتر و هو ينقل بصره بين وجهها و بطنها: هو هيخرج خلاص، طيب انتِ كويسه؟
, ضرب جبينه بغيظ من نفسه متمتما باستنكار: اكيد طبعا مش كويسه، طيب انتِ هتصرخى زى الستات في الافلام و كده؟
, ثم عاود ضرب جبينه و هى يسب نفسه سرا مردفا كأنه يجاوب نفسه: اكيد يعنى هتصرخ مهى ست زيهم!
,
, ثم نهض مجددا و هو يتحرك هنا و هناك بسرعه غير مبرره و هو يهتف بالترتيب مما جعلها تضحك و هى تراقبه بحنان مع ملاحظتها كم اشتياقه لطفله: طيب اجهز شنطه هدومه، طيب هدومك٢ نقطة
, استدار لها ليهتف بتذكر: لازم اكلم الدكتوره٢ نقطة
, ثم رفع سبابته مفرقعا اصابعه كأنه تذكر شيئا: و لازم اخذ فلوس٢ نقطة
, ثم عاد اليها متسائلا بحذر: انتِ هتولدى فين؟
, ضرب على فخذيه بعنف من تفكيره الغبى الان ليصيح بنفسه: غبى يا معتز، اكيد في المستشفى٢ نقطة
,
, ثم عاد اليها ليتسائل و هو يضيق عينيه مفكرا فخرجت نبرته مشتاقه بلهفه كانت على قلبها اغلى و اجمل ما يكون: هو حمزه هيتولد خلاص، انتِ هتولدى خلاص، هشوفه، انا هشوفه٢ نقطة
, ضمت وجنتيه بيدها لتهمس برفق حانى و هى تداعب لحيته الصغيره التى بدأت بالنمو مقاطعه سيل توتره المتحمس: شششش، معتز، معتز، حبيبى، حياتى و دنيتى كلها، انا هبقى كويسه، و حمزه هيبقى كويس، وهنشوفه سوا، اخيرا خلاص هنبقى سوا!
,
, لمعت عينه و هى يطالع بطنها المنتفخ و يلامسه بيده غير مصدقا كم مرت الاشهر سريعا، ثم رفع يديه ليحاوط يدها التى احتضنت وجهه ليسحبها لشفتيه مقبلا باطنها بحب خالص اخبرتها به قبلته كما تفعل كل حركاته و تمتم بسعاده حقيقه ربما ما استشعرها كلاهما منذ زمن: انا لو عشت عمرى كله اشكر **** على نعمه وجودك في حياتى مش هيكفى!
,
, انكمش وجهها بوجعها مجددا و هى تنحنى ضاغطه اسفل بطنها برفق ثم اشارت للهاتف بجواره قائله و العرق يتصبب من جبينها: شوف الساعه كام!
, فنهض مسرعا ممسكا بالهاتف و اخبرها الساعه متسائلا بتعجب و تألمها و وجعها البادى بوضوح يربكه اكثر: ليه؟ بتسألى على الساعه ليه؟
,
, اغلقت عينها و هى تضغط شفتاها بقوه و الوجع يزداد لمده اطول و هى تضغط بطنها بيدها بينما هو يطالعها بترقب متفحص و هو يشعر رغم ارتباكه بسعاده و هو يراها هكذا، ليس جنونا و لكن حقا الامر يبدو شيقا، فهى احيانا تبتسم، و اخرى تزم شفتيها بطفوليه متألمه. و احيانا اخرى تصيح به لابتسامته التى لا تفارق شفتيه و هو يتابعها، و احيانا تطالعه بغيظ غاضب، . و تقلباتها تلك تدفعه للتفحص بها كأنها مخلوق فضائى حط على سطح قلبه فامتلكه تملكا ليس بعده فكاكا!
,
, حتى سمعها تزفر بقوه و هى تضغط بطنها متمتمه بضجر: كل 4 دقائق، كل 4 دقائق٣ نقطة
, فعقد حاجبيه مفكرا قليلا ثم ابتسم ناظرا اليها بتساؤل متوقعا صارخها بوجهه الان: هو ايه ده!
, و كأنها لم تسمعه و انحنت بجسدها اكثر و هى تقف امامه فما عاد بإمكانها تحمل الجلوس و غمغمت كأنها تحدث نفسها وسط انفاسها اللاهثه: قالتلى لما يبقى كل 3 دقائق، لما يبقى كل 3 دقائق، 3 دقائق٢ نقطة
,
, شعر بقلقه يتضاعف فهب واقفا امامها ممسكا اياها من كتفها هاتفا بجديه و حزم: يالا هنروح المستشفى،
, حركت رأسها نفيا و هى تتحرك في الغرفه ذهابا و ايابا و يدها تحتضن بطنها وجسدها ينحنى للامام قليلا و هى تردد: لا، مش دلوقتى، هى قالتلى كل 3 دقائق٣ نقطة
, رفع جانب شفته مستنكرا هاتفا بضيق فجره عدم فهمه بالاضافه لقلقه و ارتباكه بحالاتها تلك: هو ايه اللى 3 دقائق؟
,
, فرفعت رأسها اليه بغضب فجره وجعها و صرخت به بغيظ: معتز اسكت، اسكت دلوقتى، يارب.
,
, ماشاء **** لا قوه الا ب****، **** يحفظه ليكم يا بنتى، و يبارك له فيكم٢ نقطة
, تمتمت بها والده هبه و هى تعطيها حمزه داخل غرفه المشفى بينما معتز يقف جانبا و هو يرمق كلاهما بنظره لم يفهمها سوى هبه التى اشارت له بعينها ليقترب فتقدم خطوات قليله ثم توقف فربتت والدتها على كتفه و خرجت كما فعل الجميع بعد الاطمئنان عليها٢ نقطة
,
, فعادت تنظر اليه تدعوه ليقترب ففعل جالسا بجوارها فاستدارت له واضعه الطفل على الذراع المواجه له رافعه اياه اليه متمتمه بعشق خُلق داخلها لطفلها منذ اول يوم عرفت بوجوده: حمزه، حمزه نفسه يتعرف على بابا٢ نقطة
, نظر معتز لوجه الصغير، عيناه المغلقه و ملامحه التى بالكاد يستطيع تميزها ثم نظر لوجهها و هو يردد خلفها كأنه يحاول استيعابها: بابا؟
,
, اومأت برأسها موافقه و هى تضع الطفل بين يديه بحرص فأخذه بارتجافه لم يستطع التحكم بها بينما إستندت هى برأسها على كتفه تداعب انف الطفل بيدها فاستجمع نفسه قليلا ليقترب طابعا قبله على جبين صغيره فأغرته بشرته الناعمه فأغرق وجهه بقبلات رقيقه مع ابتسامه هبه الحنونه حتى نظر اليها بشغف مقبلا جبينها المستند على كتفه ثم اطبق عليهم صمت وعين كلاهما متعلقه بالصغير حتى قال و هو يرمقه بنظرات تعلق لم يكن يدرك مداه بينما هبه رفعت عينها لتتعلق بملامحه هو الذى ارتسم عليها صخب مشاعره الان: مكنتش مدرك انى بحبه قوى كده يا فلتى، مكنتش متخيل انى ممكن اعيش الاحساس ده و بالشكل ده، مش عارف انا فرحان لانى بقيت اب، و لا علشان اب لابن منك انتِ، و لا علشان انتِ جنبى٣ نقطة
,
, ثم طبع قبله اخرى على جبينها تبعها بقبله على جبين الصغير مرددا بالحمد داخله، متذكرا حديث الرسول صلى **** عليه وسلم والذى اخبرته به هبه قبلا و حفظاه سويا٣ نقطة
,
, ٢ قوس أيسر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ ٢ قوس أيمن.
,
, اطمئن معتز على نوم هبه و الصغير فأخذ نفسا عميقا مغادرا المشفى متجها للفندق الذى يقطن به والده الان بعدما عاد من سفره مره اخرى، مستجيبا لنداء معتز، توقف امام الغرفه متنهدا بثبات ثم رفع يده بطرقات بسيطه على الباب حتى فُتح!
, تجمد حامد قليلا و هو يرى معتز امامه و لكن معتز لم يبد اى رد فعل بل مد يده مصافحا: مساء الخير يا استاذ حامد، بعتذر على الزياره المفاجئه بس انا حابب اتكلم مع حضرتك في موضوع مهم!
,
, اومأ حامد موافقا - و هو يلاحظ الرسميه التامه في حديث معتز - مشيرا له بالدخول و جلس كلاهما فقال حامد بمحاوله لتلطيف الموقف الذى جعل التوتر يملأ المكان من حولهم: تحب تشرب ايه!
, حرك معتز رأسه نفيا و ملامحه مازالت على جمودها السابق ثم اخرج اوراق مطويه من جيبه و وضعها على الطاوله الزجاجيه امامهما قائلا بجديه دون ابتسامه بسيطه حتى: دى نتيجه التحليل، و انا طبعا بشكر حضرتك جدا انك وافقت نعمله٢ نقطة
,
, نظر حامد للاوراق بعين زائغه، يخاف، بل يكاد يموت خوفا من النتيجه!
, النتيجه التى ان كانت سلبا او ايجابا لن تمنحه شئ!
, فإن كانت سلبا فهو سيدخل لكابوس الماضى بألمه مره اخرى خاصه ان نجلاء كانت حب حياته و إلى الان لا يستطيع نسيان حبه لها، اجل رغم كل ما فعلت لا يستطيع النسيان!
,
, و إن كانت النتيجه ايجابيه، فسيندم اشد الندم على ما فعله بطفله، بإبنه الوحيد و ان كان فحتى ان حاول هو التقرب لن يحاول معتز ببساطه لان معتز لن يسامح!
, بينما معتز للعجب لا يحمل مثقال ذره من شعور الان،
, لا يحمل صدقا، لا بغضا، لا سعاده و لا حزنا، فقط يشعر بحاله من تخدير مشاعره و ربما هذا افضل لكلاهما!
,
, اخذ حامد التحليل ليفتحه بأصابع مرتجفه و بمجرد ان رأى النتيجه اغلق عيناه بقسوه و هو يشعر بقلبه يبكى دما ندما و حسره٢ نقطة!
, ماذا كان سيحدث ان إنتظر لتضع مولودها٢ نقطة؟
, ماذا كان سيخسر ان وافق لمره واحده على مقابله معتز٢ نقطة؟
, ماذا كان سيصيبه ان استمع لحديث مها عنه او حتى رأى صورا له٢ نقطة؟
, و الان، يتعرف الاب على ابنه بعد ما يقارب ثلاثين عاما من عمره٣ نقطة
, بعدما انتهت طفوله ابنه بدونه ليجرى شبابه ايضا بدونه و الان ماذا؟
,
, كم من مره وبخه عندما هاتفه،
, و كل هذا في جهه واحده، و مهاتفته له ليحضر زفافه و رفضه في جهه اخرى!
, رفض بل لم يستمع له من الاساس،
, تفجرت عاطفه الابويه بداخله لطفله، لطفل حرم منه رغم زواجه من اخرى - فزوجته الاخرى لم يرزقه **** منها سوى بالاناث -!
, لطفل اثنى عليه به القدر بعدما اصبح بينه و بين قبره قاب قوسين او ادنى، فهل هناك من يسامح؟
, من ينسى؟ و من يمنح الان دون البحث عما سبق؟
,
, قطع معتز هدير افكاره و هو يهتف بنفس جموده: انا اسف انى كنت السبب في احساسك ده، بس كان لازم تعرف، ، ثم نهض واقفا و هو يشير على صدره مردفا بنبره غلفتها سخريه خالطها الان فقط بعض الألم: اما انا كفايه قوى انى ضمنت مستقبل ابنى، عن اذنك!
, تحرك معتز ليخرج و لكنه تجمد خلف باب الغرفه و هو يستمع لصوت حامد خلفه قائلا بخفوت شديد كأنه يُسمعها لنفسه: ابنى!
,
, اما معتز فتسارعت دقات قلبه بعنف و الكلمه تخترق اذنه لتصل لقلبه مباشره فإرتفعت انفاسه بحده ليغلق عينه محاولا كبت كل هذا و عدم التفكير به ليستدير لحامد و الذى لم يعد يستطيع اعتباره والده قائلا برسميه حذره: لا يا استاذ حامد حضرتك غلطت في العنوان مفيش ابن هنا، حضرتك راجل متغرب و ضيف بس، انسى الموضوع تماما و مفيش داعى تفكر فيه و عاوز حضرتك تبقى متأكد من حاجه واحده، انى عملت التحليل ده علشان ابنى مش علشانى٢ نقطة
,
, ثم عاد بخطوات بطيئه ليقترب منه و عاطفته تغلب قناعه البارد هذا معاتبا اياه بقسوه جديده عليه: ابنى، اللى استنيت لحظه ولادته كل يوم و كل دقيقه، ابنى اللى اول ما صرخ كان قدام عنيا، ابنى اللى اول ما اتولد حضنته و وعدته ابقى دائما جنبه، ابنى اللى انا مستعد اضحى بحياتى كلها في مقابل سعادته و راحته، ابنى كلمه مش سهله و شعورها اصعب، بس اجمل، كفايه قوى انك حرمت نفسك منه٢ نقطة
,
, ثم تحرك مجددا باتجاه الباب فناداه حامد مجددا و كلمات معتز تُزيد قلبه ندما و وجعا: فرصه، فرصه تانيه يا معتز!
, استدار معتز له بإستنكار خالطه سخريه اصابت قلبه بألم فاق ألمه فأردف حامد متجاهلا كل هذا: فرصه اعيش معاك، نبنى علاقتنا القويه سوا، اقرب منك و انت تقرب منى، فرصه تانيه اخدك في حضنى، فرصه واحده، واحده بس٢ نقطة
,
, حرك رأسه نفيا و ابتسامته الساخره تتسع مزيده من شعوره بقهر لم يستطع تجاوزه و لكنه لن يستطع تجاوز جرحه ايضا، جرحه الذى لم يؤلمه يوما بل عدد سنوات عمره، جرحه الذى رغم ما مر من وقت و رغم محاولات فاشله منه للهرب من ألمه ظل يؤلمه، لم يندمل و لن يحدث!
, لماذا لانه ببساطه جرح مزمن، ينتشر في جسده كله قلبه كان او عقله او ربما روحه فكل ما به اشتكى و كل ما فيه ظُلم٣ نقطة
, و يتكلم الاخر عن فرصه؟
, فرصه لماذا تحديدا!
,
, فهل ستمنحه الفرصه من سيوقع على دفاتره التى مُزقت، من سيلعب معه بطائراته التى كُسرت، من سيحقق امنياته بصنادقه الصغيره الذى تهشمت حتى ترك زجاجها اثاره به، من سيعيش معه الذكريات التى ولت٢ نقطة!
, من سيعيد الزمن؟!
, فرصه، ضحكه ساخره و كفى!
,
, اغلق عينه لحظه ليفتحها بعدها مستعيدا تماسكه و قوته الذى وعد صغيره بها و قال بنبره لا تقبل النقاش بما حملت من أمر و حزم اخبرت حامد ان الماضى انتهى و معه انتهت علاقه ربما الان كانت له اسمى علاقه: ارجع لمراتك و بناتك يا استاذ حامد، الوقت هنا اتأخر و للاسف فات الميعاد و ضاعت الفرص، انت اتأخرت، أتاخرت قوى٣ نقطة
,
, ثم اعطاه ظهره مغادرا الغرفه و بمجرد ان اغلقها استند على بابها متمتما بعاطفته الجياشه بأبوته الان: بس وقت ما هتحتاجنى هتلاقينى في ظهرك، لان اللى خلف مامتش يا بابا!
, زفر بقوه و هو يشغر براحه غريبه كأنه الان حقا اغلق القديم كله بما يسوؤه حقا،
, ليغادر بخطوات سريعه ومتلهفه نحو أسرته الصغيره، اسرته التى اعطته اكثر مما تمنى!
, و اغلى مما توقع!
, اعطته نفسه٣ نقطة, خارج القائمة
 
الفصل الخمسون والأخير


فات من عمرى سنين و سنين
, شفت كتير كتير و قليل عاشقين
, فات من عمرى سنين و سنين
, شفت كتير كتير و قليل عاشقين
, اللى بيشكى حاله لحاله
, و اللى بيبكى على مواله
, اللى بيشكى حاله لحاله
, و اللى بيبكى على مواله
, اهل الحب صحيح، صحيح مساكين
, اهل الحب صحيح، صحيح مساكين
, ياما الحب نده على قلبى
, ما ردش قلبى جواب
, ياما الحب نده على قلبى
, ما ردش قلبى جواب
, ياما الشوق حاول يحايلنى
, و اقول له روح يا عذااب
, ياما عيون شاغلونى لكن و لا شغلونى.
,
, ياما عيون شاغلونى لكن و لا شغلونى
, إلا عيونك انت، دول بس اللى خدونى
, خدونى و بحُبك أمرونى
, أمرونى احب لقيتنى بحب
, لقيتنى بحب و أدوب في الحب
, ااااه و أدوب في الحب صبح و ليل
, و ليييييييل على بابه٣ نقطة
, اهل الحب صحيح مساكين٢ نقطة
,
, دندنها اكرم و هو يستند على باب المطبخ يراقبها و هى مستمتعه بكلمات الاغنيه المنبعثه بجوارها، فإلتفتت اليه بشهقه مفاجأه و هى تضع يدها على صدرها ليبدو وجهها المضطرب في اشد حالاته فتنه مع خصلاتها الشقراء و التى رفعتها على هيئه زيل حصان تاركه اياه يتحرك مع حركتها، مع قميصها الفيروزى القصير و الذى يُظهر جسدها بإغواء على اكرم تحديدا اشد انواع الخطر٢ نقطة
,
, اقترب منها بخطوات بسيطه ناظرا اليها من اعلى لاسفل متمتما بساحريه شملت نبرته بل و اجتاحت نظراته لتذلذلها مكانها: **** عليكِ يا ست!
, رفع يده ليُمسك بيدها ثم ارتفع بأصابعه على طول ذراعها حتى وصل لكتفها فاقترب منها طابعا قبله عميقه على ترقوتها المكشوفه لتزدرد ريقها بصعوبه و هو يهمس بجوار اذنها: اللى يحبك صحيح مسكين٢ نقطة
,
, اغلقت عينها بإبتسامه حالمه فابتعد عنها قليلا مداعبا جفنيها المغلقين بإبهامه ليردف بعدها بحراره و انفاسه تلفح وجهها برائحته المميزه و التى تشعرها بشعور غريب لم تعرفه قبلا: قولتلك قبل كده اوعى تخبى عينك عنى ابدا٢ نقطة
, فتحت عينها ببطء ليغرق هو غرقا ببحر الفيروز فاتسعت ابتسامته السعيده و غمزها بمكر قائلا: إلا عيونك انت، صح؟
,
, نظرت ارضا خجلا من نظراته فإقترب طابعا قبله صغيره على شفتيها متمتما بغضب مصطنع: قولنا ايه؟
, رفعت عينها اليه بإعتذار و أومأت برأسها موافقه ثم حركت شفتاها بحديثها الصامت مردده كلمته إلا عيونك انت!
, وضع يديه على خصرها مديرا اياها ليستند هو على الطاوله الرخاميه خلفه ضاما اياها لصدره و حاجبيه يتراقصا بمشاكسه متسائلا: امممممم و قالتلك ايه عيونى بقى!
, اخفت وجهها بصدره خجلا منه، لا تكاد تصدق نفسها بتغيره هذا!
,
, منذ ان سافرا لهنا بعيدا عن العائله بأكملها و هو اصبح شخصا اخر،
, لا، لا يشبه فارس الاحلام الذى سرقها على حصان ابيض، بل اكثر من ذلك بكثير!
, هو أب، و أخ و لكن تبالغ ان قالت أم ايضا٢ نقطة
, فما تحمله عينه من دفء و حنان تكاد تجزم انها لم تراه بعين والدتها ابدا!
, يدللها بشكل فاق تصورها!
, هو لا يحبها و لم ينطق بها ربما لان كلمه احبك ستُنقص من حق ما يشعر به تجاهها!
, ما بينهما اكبر بكثير من كونه حب او زواج تقليدى،.
,
, بعد معرفتهم بولاده هبه طلبت منه العوده و لكنه رفض رفضا قاطعا و اكتفى بمهاتفتهم!
, لا لم تحزن فهدفه ليس التقليل من شأن أخيها و زوجته و لكن لانه لا يرغب بقطع سعادتهم!
, ايام تمر و مع كل يوم تتأكد انها ما كانت لتعرف يوما بقدر اجمل من هذا!
, هذا مديرها ليس بزوجها ابدا فشتان بين اكرم صاحب الشركه و اكرم حبيبها!
,
, شتان بين ذلك الذى يرتدى البذله الرسميه و بين ذاك الذى لا يشعر بالراحه سوى في ملابسه البيتيه، شتان بين اكرم صاحب القرارات و المسئوليه الصارمه و بين اكرم الذى يعلمها الطبخ بصبر كبير، شتان بين اكرم البعيد عنها سابقا، و اكرم الذى اصبح زوجها و كل دنياها الان٢ نقطة!
, افاقت من تفكيرها الجامح به على همسته الحانيه و هو يمسد ظهرها ببطء: ها النهارده هنشوف النتيجه؟
,
, ازدردت ريقها بصعوبه و هى تبتسم بطفوليه و عينها تلمع بمكر و هى ترفع اليه عينها بهدوء و هى تبتسم مع رفرفه رموشها المتلاعبه٣ نقطة
, فرفع حاجبا مبعدا اياها عنه ليوقفها امامه هاتفا بجديه ناظرا اليها بتفحص: انا بقالى 3 ايام بعلمك المكرونه مش شايفه انى المفروض أكلها من ايدك بقى و لا هنفضل يا نحرقها، يا نعجنها، يا نسيبها حصى!
,
, اسبلت جفنيها كتلميذ مخطئ ثم زمت شفتيها بحزن مصطنع و هى تحرك شفتيها بحديثها الصامت دى اول مره اجرب ادخل المطبخ اصلا، في امريكا كان معظم أكلى جاهز و هنا كانت ام على اللى بتهتم بالاكل، انا مبعرفش اعمل الشاى من غير ما اسيب المايه تنشف.
,
, قرص وجنتيها بيده بغيظ ثم قبلهما بعدها قائلا بضيق مصطنع: و انا بقالى سنين انا اللى بطبخ لنفسى، ، ثم اضاف بمكر و هو يعطيها ظهره و ابتسامه خبيثه تتراقص على شفتيه فاللحظات التى يقضيها معها في تعليمها تجعله في قمه سعادته: و انا من حقى كراجل شرقى انى اتجوز واحده تريحنى و تاخد بالها منى و من أكلى، و لا انتِ ايه رأيك؟
,
, عقدت حاجبيها بضيق و هى تضع يدها على كتفه ليستدير لها و نظرت لعينيه باستشفاف لترى الخبث يتراقص بهما فوكزته بخفه محركه شفتيها طيب يلا نشوف النتيجه يا سياده الراجل الشرقى.
,
, انطلقت ضحكاته و هو يشير لها بطول ذراعه لتتحرك امامه ممسكه بكيس المكرونه و بدأت بتحضيرها، و هو يقف خلفها مراقبا اياها باستمتاع، ثم اخرجت المقلاه لتضع بها الزيت لتتركها قليلا حتى يصبح جاهزا للقلى، ثم احضرت قطع الدجاج المخليه المتبله لتصنع الاكله الشهيره البانيه ، ثم بدون انتباه امسكت بقطعه من الدجاج دون تصفيتها من صوص التتبيل لتضعها بالمقلاه ليصرخ هو بها: مش كده حاسبى!
,
, و لكن للاسف ربما تأخر صراخه الذى سبقه صراخها و هى تعود للخلف بشهقه خائفه و بعض قطرات من الزيت تطال يدها فاقترب منها مسرعا ممسكا بيدها هاتفا بقلق و لكن غلبته ابتسامته: انتِ كويسه؟
, عقدت حاجبيها بغيظ و هى ترمق الزيت بغضب كأنه اذنب بحقها فقرب يدها من المياه فنظرت اليه بضيق لتحرك شفتيها بتأفأف ظهر واضحا على وجهها انا معلمتش حاجه.
,
, حرك رأسه موافقا بسخريه متمتما بموافقه كأنما يتجنب حوارها المعتاد عندما تخطئ و خاصه بأمر الطبخ فلا يكاد يصدق ان المهندسه الناجحه بجدراه في عملها هى نفسها تلك التى تفشل في تحضير وجبه بسيطه كهذه: عارف عارف الزيت اللى غلط طبعا٢ نقطة
,
, نظرت اليه بضيق فاستدار مغلقا الموقد و امسك بيدها متحركا بها للخارج و جلس امامها ممسكا بيده مرطب للحروق يداوى به يدها بينما هى تتابعه بعينها بإبتسامه سعاده حتى انتهى فرفع عينه إليها لينتبه لتفحصها به فغمزها بشقاوه مغمغما: بتبصى لى كده ليه؟
,
, امسكت يده بين يديها لتخفض عينها ثوانى ثم رفعتها اليه ليتعجب هو نظره الالم و الوجع التى شملت عيناها لتخفى وهج بحر الفيروز عنه ثم حركت شفتاها بحديثها الصامت للاسف دائما بعجز بادٍ بوضوح في عينها، يمكن انت مقولتش ليا بحبك، بس اكيد نفسك تسمعها، نفسك حبيبتك تصرخ بها، بس انا٣ نقطة
,
, قاطعها و هو يحتضن شفتيها بخاصته في قبله رقيقه دامت لحظات قليله ثم ابتعد عنها هامسا امام بحر الفيروز - عشقه الاول و سبب شقاءه الازلى معها -: طيب ما انتِ بتقوليها فعلا٢ نقطة
, نظرت اليه بتعجب فابتسم مقتربا منها مقبلا عينيها و هو يردف بنبره عاشق صبر كثيرا لينول و ما اعظم نتيجه صبره: بتقوليها بعينكِ اللى قدمها مبقدرش اتكلم،.
,
, خفق قلبها بجنون و هى تشعر بصدق كلماته تداعب وتر انوثتها بألحان مميزه به و خاصه لها، حتى اقترب طابعا قبله على جانب شفتيها مردفا بنفس النبره التى اغرقتها في بحور عشقه اكثر: بتقوليها بضحكتك اللى قلبى بيدق علشانها،
, تنهدت بقوه و كلماته تلملم شتات عجزها، تمنحها قوه لم تشعر بها سابقا، اسقت كلماته ببراعه ورودها الضعيفه فتفتحت اكثر٣ نقطة
,
, فإنخفض هو طابعا قبله على عرقها النابض بعنقها و اكمل بنفس عميق اخبرها بوضوح عن كبر احساسه بها، كأنها فعلا كما قال لها سابقا حلم : بتقولها بنبض قلبك اللى انا متأكد انى ساكن جواه،
, ثم تنهد بعمق طابعا اخر قبلاته على جبينها بقوه مشاعره الان، سابقا و فيما بعد: بتقوليها بيكِ انتِ يا مها،.
,
, ثم اقتنص شفتاها بقبله اكثر جموحا تاها بها عده ثوانى قبل ان يستند على جبينها منهيا كلماته بثقه: لان انا عايش بيكِ، و ليكِ٢ نقطة
, اخذت نفسا تائها ربما الان فقط وجدته لتطوقه بذراعيها بقوه و هى تشعر انها الان لم تعد ترغب بشئ، بل حتى لم تعد ترغب بصوتها٢ نقطة
, هى مميزه، اجل مميزه!
, مميزه برجل يرى بها كل النساء،
, مميزه بقلب لم يعرف قبلها عشق،
, مميزه هى بقوه لم تعرف قيمتها سوى الان،
, مميزه بنجاحها في شخصها و حياتها العمليه،.
,
, و حتى ان كانت عاجزه عن التحدث فقلب من يحبوها يفهمها دون حديث،
, ماذا تحتاج اكثر؟!
, مجرد صوت؟
, لا و**** فلو خُيرت بين كمالها بصوتها و بين حياتها بمن يحبها، لاختارت حياتها هذه، بكل ما عايشته سابقا و بكل ما تعيشه الان٢ نقطة
, ربما لانها الان فقط فهمت معنى
, و اصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا .
,
, انهت جنه اخر دروسها لليوم و شكرت **** لعدم وجود عاصم اليوم، فلقد مرضت معلمتها و بعثت محلها بمعلم،
, اجل، المصيبه الكبرى الان عاصم!
, عاصم منعها تماما من مجرد الاقتراب من كل من يحمل ببطاقته لقب ذكر فلو عرف انها جلست معه ساعتين متواصلتين ليشرح لها مع بالتأكيد مناقشه منها، لانطلق مارده المجنون ليحطم رأسها،
, اجل لم تجلس معه بمفردها فعز جلس على مقربه.
,
, منهم، و اجل لم يتحدثا بكلمه واحده خارج منهجها، و لكن صغر سنه الذى يقارب الثلاثين او يتجاوزه بقليل و كونه ذكرا، كان سيجعل عاصم يجن حتما؟
, كان!
, بل جعله!
, شهقت و هى تراه يدلف من باب المنزل و المعلم يخرج بمقابلته و هى خلفه، انطفئت عيناه دفعه واحده و اشتعلت بسواد غضبه فضمت هى يديها لبعضهما بقوه، اجل هى كانت تعلم عن عودته اليوم من العمل و لكنه كان من المفترض ان يعود بعد ثلاث ساعات من الان٢ نقطة
,
, لم تكن بحاجه لثلاث ساعات بل فقط ثلاث دقائق!
, القى المعلم السلام و خرج من المنزل الحمد لله سليما دون جروح او خدوش حتى،
, اما هى فما بالها سيفعل بها الان؟
, سيصرخ، بالتأكيد،
, سيغضب، هه حتما،
, سيمتنع عن التحدث معها او الاقتراب منها كعادته دائما في معاقبتها و ما اسوء من التجاهل كعقاب، ربما،
, اخذت نفسا عميقا و اقتربت منه خطوه فتقدم هو خطوتين فعادت خطوتها باحترام للذات لانها لم تكن تعرف حتى ماذا تفعل الان،.
,
, و لكن مهلا هى لديها مفاجأه ربما تقلل غضبه٣ نقطة
, ربما!
, قليلا!
, توقف امامها ليجد والده يخرج من نفس الغرفه التى خرجت هى منها للتو فتجاوزها دون كلمه مصافحا والده الذى استقبله بترحاب بعودته، ثم لم تشعر كيف قبض على معصمها لتجد نفسها الان معه بمفردهم داخل غرفتهم الخاصه و الباب مغلق٣ نقطة
, حسنا و لكن لم اغلقه بالمفتاح!
,
, وضع حقيبته جانبا مقتربا منها واقفا امامها ليحاوطها بأسهمه الحارقه هاتفا بغضب: ممكن افهم ايه اللى انا شوفته ده؟
, ارتجفت عينها و هى تجاهد حتى تظل صامده امامه و لكنه لم يمنحها الفرصه فعندما صمتت صاح بها و هو يعتقل ذراعها بكفه بقوه: انطقى يا جنه، كل اللى بيجيلك هنا مدرسات ممكن افهم البنى ادم ده كان بيعمل ايه هنا!
,
, اغلقت عينها و صوته القوى يخترق صدرها ليداعب قلبها لتخاف و لكن بئس الخوف الان فهى تعلم جيدا ان خلف صراخه هذا، غيره!
, غيره تحبها بجنونه و غضبه هذا!
, فهدرت بسرعه قبل ان يصرخ بها مجددا فصمتها وقت غضبه يزيده غضبا: تعبانه تعبانه!
, عقد حاجبيه مع التواء فمه باستنكار متسائلا و مازال على غضبه: هى مين دى؟
,
, فاسرعت هى تجذب يدها من يده لتقول بتوضيح قبل ان يثور عليها مره اخرى: المُدرسه بتاعتى تعبانه فهو جاى ليا مكانها٢ نقطة
, حسنا يبدو انها اختارت الكلمات الخاطئه في الوقت الخطأ و ادركت هى ذلك عندما احمرت عيناه بقوه فلعنت لسانها الذى يتسرع بالرد دون تفكير و هو يردد كلماتها من بين اسنانه بعنف: جاى ليكِ؟
,
, ثم صرخ بغضب اسود بها و هو يقترب ليعتقل ذراعيها و لكنها تراجعت بسرعه و هى تنظر اليه لتُفجر مفاجأتها بأسوء طريقه متجاهله كل ما خططت له سابقا: انا حامل٣ نقطة!
, اشاح بيده بعدم اهتمام كأنه لم ينتبه للكلمه ليصرخ بغضب دون وعى: ايه دخل ده دلو٣ نقطة
,
, ثم صمت فجأه لتتسع عينه محدقا بها بذهول قليلا محركا شفتاه ليتحدث و لكنه عاد يطبقهما عاجزا عن التفوه بكلمه واحده و لكنه استجمع نفسه قائلا بصدمه و هو يتسائل بهدوء كأنه يتأكد: انتِ ايه؟
, زفرت بقوه فا هو اخيرا خمد بركان غيرته الغاضبه ليظهر الان بركان اخر من مشاعر هى اكثر ادراكا لانتظاره لها فاقتربت منه واضعه يدها حول عنقه متمتمه و هى تضغط على حروف كلماتها مؤكده: انا، حامل٢ نقطة
,
, ابتسمت و هى تنظر لعينيه منتظره رد فعله و الذى كان اغرب ما يكون على ابن الحصرى بجبروته عندما ابتلع ريقه ببطئ هو يفك يديها عن عنقه ليُمسكها بقوه بين انامله ليعاود التساؤل بأخر بعدم استيعاب: ثانيه واحده بس، انتِ ايه؟
, اتسعت ابتسامتها و هى تمسك بكفه لتضعه على بطنها مردده بتأكيد مع ضحكه خفيفه طغت ملامحها بفرحتها: انت بعد 7 شهور هتبقى أب٣ نقطة
,
, ثم ضحكت بسعاده و هى تضع يده الاخرى على بطنها من الجانب الاخر مردفه بنفس النبره: و أنا، ثم صرخت بفرحه: هبقى أم٣ نقطة
,
, و دون سابق انذار شعرت بقدمها لا تلامس الارض و هو يحملها ليدرو بها عده مرات بينما هى تتعلق بعنقه بقوه مع صرخات سعاده متتاليه حتى توقف و اوقفها ارضا محتضنا وجنتيها بيديه هاتفا بفرحه ربما لاول مره تشعر بها في عينيه بوضوح هكذا: انتِ عارفه انا كنت مستنى ازاى؟ عارفه كام مره اتمنيته و طلبته من ****!
, لمعت عينها و هى ترى فرحته و رغم ان قلبها يصدقها لكنها كالبلهاء تساءلت بعدم تصديق: بجد فرحان؟!
,
, ضمها لصدره بقوه و هو يخبط كتفها بقبضته كأنه يلومها على سؤالها هاتفا بنبره اجابتها قبل كلماته: انتِ مجنونه! فرحان دى شويه جدا على اللى انا حاسس بيه، انا حاسس، حاسس٢ نقطة
, صمت عاجزا عن اكمال وصف شعوره فبادلته حضنه بأخر اكثر قوه كأنها تخبره انها عرفت اجابته، بينما ظل هو يتمتم بالحمد و الشكر على ما اعطاه الله٢ نقطة
, حتى ابتعدت عنه و تحركت و هى ممسكه بيده جالسه على طرف الفراش ليجلس بجوارها متسائلا: عرفتِ من امتى؟
,
, ابتسمت و هى تضم نفسها كأنها تضم طفلها و هى تجيبه بنبره مشتاقه اليه: من يومين بس حبيت اقولك و انت جنبى و معايا مش في التيلفون٢ نقطة
, قبل جبينها بعمق متمتما بعاطفته الخاصه لها و التى لم يجد بنفسه الان سواها: انا قولتلك قبل كده انك جنه **** على الارض٢ نقطة
,
, اتسعت ابتسامتها وجلس ليأخذهما حديث طويل بعدها حتى اختفت ابتسامتها و قطعت حديثها الذى تطرق لاهل عاصم و اخفضت رأسها بحزن فعقد حاجبيه رافعا ذقنها لتتطالعه عيناها فتسائل بنبرته القويه: في ايه٢ نقطة؟
, تنهدت بقوه لتغيم عينها باشفاق و هى تقول بأسى: حنين٣ نقطة
,
, ازداد انعقاد حاجبيه و هو يشيح بوجهه فجعلته يستدير لها قائله برجاء: بلاش كده يا عاصم، حنين من يوم ما مازن طلقها و هى حالتها النفسيه وحشه جدا، رغم انها اشتغلت، رجعت لحياتها هنا، و بابا عز وعدها انه مش هيفاتحها في موضوع الجواز تانى طالما هى لسه متمسكه بحب فارس **** يرحمه، دا غير المرسم اللى انت عملته لها في الحديقه اللى ورا البيت، و مع ذلك مش حاسه انها عايشه، سفر مازن مع حياه اثر فيها و خصوصا بعد طلاقهم٢ نقطة
,
, زفر بقوه ماسحا على فمه بعنف بحركته المعتاده و هو ينظر اليها لاول مره بقله حيله مجيبا اياها بجديه: حنين لازم تواجه قرارها يا جنه، هى كابرت و رفضت مشاعرها في اعتقاد ان كده خيانه لفارس بس مفكرتش في خيانتها للى عايش و اللى هو جوزها بغض النظر عن سبب جوازهم، مفكرتش في قلبها اللى مش هتقدر تملكه، مفكرتش في بكره و ربطت نفسها بالماضى، كلنا اتكسرنا بموت فارس لكن دى سنه الحياه، بس هى رافضه تعيش و كان لازم للاسف تفكر في نتيجه قرارها قبل ما تاخده٢ نقطة
,
, اغلقت جنه عينها بوجع و هى تردد كالتى تحدث نفسها: بقالها اكثر من شهرين على الحال ده، من البيت للشغل و من الشغل للبيت حتى الرسم مبقتش ترسم زى الاول بحس انها دائما سرحانه و تفكيرها مشغول بس للاسف مش قادره اعمل لها حاجه؟
, ربت عاصم على كتفها ضما اياها لصدره مقاوما غضبه الان من حنين التى تسعى لتدمير حياتها بيدها متمتما بثقه: و محدش هيقدر يعمل لها حاجه غير نفسها!
,
, هو كرجل يدرك جيدا ان مازن فعل ما عليه بل و اكثر،
, مدركا ان سفر مازن ما هو الا اطمئنانا على حياه و هدفه الاكبر هو منح حنين فرصه الاختيار بين ما تريد حياتها عليه و بين ما تمنحها الحياه اياه،
, مدركا ان مازن لم يهرب، و لكنه اراد منها هى المواجهه!
, مواجهه نفسها بدواخلها، مواجهه نفسها بحقيقه شعورها و رغبتها،
, لا يوجد من يستطيع العيش على ذكريات مهما كانت كبيره،.
,
, ربما لو تزوج حنين و فارس و عاشا معا لسنوات لكان اعطى لحنين الحق في تمسكها بالذكريات، و لكن حنين لم تعرف فارس جيدا، لم تعرف عاداته و لا روتين حياته!
, لم تكون ما يكفيها سنوات عمرها الباقيه كذكريات!
, لو نظرت حنين حولها في بيت فارس لن تستطع تذكر اى ذكرى لماذا؟!
, لانه لا يوجد!
, و لكنها سترى مازن في كل مكان ضحكته، غضبه، مرحه، حنانه، ربما لان العشره تفرق٣ نقطة!
,
, ربما لان الحب مهما كان قوته لا يقاس بالكلمات بل بالتعامل و الحياه فيما بعد، لان القدير لا يدبر شيئا دون حكمه ربما ليست جليه و لكنها بتأكيد لصالحنا٢ نقطة
, اعانكِ **** على نفسك يا حنين اعانكِ ****!
,
, تجلس امام غرفه المرسم الذى خصصها لها عاصم، لتعيش حياتها بمطلق رغبتها بل و حريتها ايضا، هذا ما كانت ترغب به؟
, خسرت فارس و هذا رغم صعوبته فهو امرا واقع لابد ان تتعايش معه،.
,
, و لكنها تعيش الان الحياه التى رسمتها بدونه، تعيش في المنزل بغرفتها السابقه، تعمل بالشركه الان حتى اصبح لها مكانها، حقق لها عاصم امنيتها بالمرسم لتُخرج مكنونات قلبها بألوانها على لوحاتها البيضاء، وعدها والدها بحريتها و عدم اجبارها، باختصار استعادت حياتها،
, فما بالها الان ضائعه؟!
, تشعر بثقل كبير على كتفها لا تستطيه دفعه عنها،
, قلبها يتألم، يحزن، و تباااا يشتاق!
,
, منذ ألقى اليمين عليها و هى اقسمت ان تعيش بلا اى ضغوط، بلا خيانه، بلا زوج، بلا حب!
, و لكنها الان لا تشعر بنفسها تعيش!
, في بدايه قدومها لهنا اطلقت ليدها و ألوانها العنان على لوحاتها!
, لتجد النتيجه ملامحه - مازن - ضحكاته، غضبه، هو، فقط هو!
, حتى انتهى الامر بها تخلد اخرى ذكرى مرت بهما معا!
, فتركت الالوان فلو لم تفعل لاصبحت رسوماتها كلها هو، بل بالفعل اصبحت!
, تشتاقه كثيرا!
, لا ليس لحبه فقط!
,
, بل لحنانه الذى تفيض به عيناه عندما يطالعها، لامانها الذى شعرت به كلما ضمها بذراعيه، لمرحه الذى علم قلبها و وجهها معنى الضحك مجددا،
, اشتاقته لانه مازن، مازن الذى بوجوده اتزنت حياتها،
, و الان عندما فقدته ادركت معنى ان يختل توازنها؟!
, ادركت الان ان قلبها لا تملكه بيدها لتقلبه متى تشاء او تثبته متى تشاء!
, حبها لمازن ليس بخيانه لفارس، و لا لذكرياته الذى مهما مر من الزمان عليها لن تنساها،.
,
, تعلقها به ليس خيانه لحبها القديم بل بدايه جديده ارادها **** لها،
, و لكن اين مازن؟!
, اين قلبها الان؟!
, هل حُكم عليها ان تعيش دائما و ابدا على امل الذكريات لتفقدها دون عوده!
, و لكن هل لمازن من عوده؟!
, لن تتحمل فقده؟!
, غاب عنها كثيرا و لم يعد بطاقتها التحمل٢ نقطة!
, و لكنه لن يعود!
, احرق ما يجمعهم سويا من ذكريات و لن يعود!
, طلقها حتى يتحرر من قيد حبها و لن يعود!
, سافر مع زوجته الاخرى فهل يتركها لاجل من لم تعد زوجته!
,
, اختارت و الان ستتحمل اختيارها، اختيار يجبرها ان تعيش مهمشه دون ارض ثابته تستقر عليها،
, الاختيار السابق لم يكن بيدها فتألمت، و اختيارها الان كان بيدها فالألم اشد!
, تشعر انها اذنبت و كأن احساسها بالذنب يلاحقها!
, و لكن هل يفيد!
, نهضت لتدلف و لكنها تسمرت مكانها و هى تراه امامها واقفا يتابعها، و بملامحه شيئا ما تغير٢ نقطة!
, كأنها صارت اكثر ارتياحا، اكثر رضى، و ربما اكثر اشراقا!
,
, تعالت نبضاتها بجنون و هى تتمنى الركض لحضنه، تتمنى الصراخ بإسمه، تتمنى ان تخبره انها فهمت، تأخرت و لكنها ادركت٣ نقطة
, ادركت انها له،
, اختارها عز وجل له،
, و لكن هل يسمعها، هل يعينه ما ستقول؟
, اقترب منها عده خطوات شعرت هى بكل خطوه بأنفاسها تختفى تدريجيا حتى توقف امامها ناظرا اليها قليلا قبل ان يتحدث بخفوت: ازيك يا دكتوره!
,
, اغلقت عينها بعجز و هى تدرك ان لا لحديثها قيمه و لا لمشاعرها وجود الان فلقد عادت الحواجز بينهما و ربما اكبر من سابقا!
, حاولت اخراج صوتها و لكنها لم تستطيع فعاود هو اقترابه خطوه اخرى و هو ينظر لعينها بدقه مع ابتسامه خفيفه زينت وجهه اكثر و هو يشير للمرسم: مبرووك المرسم، افضل بالكثير من اللى اتحرق، صح٢ نقطة!
,
, و هنا وجدت صوتها لتخرج منها اه خافته و هى تخفى عينها عنه مغمغمه بصوت بالكاد يُسمع: مفيش حاجه اتحرقت٢ نقطة
, مال عليها قليلا متسائلا بهدوء: قولتِ حاجه؟!
,
, حركت رأسها نفيا بسرعه فأومأ موافقا متقدما باتجاه المرسم ليفتح بابه ليدلف فيتفاجأ بلوحات مبعثره في اتجاهات عده و لكن ما صدمه حقا ان كل اللوحات تحمل جزءا منه، ملامحه، ضحكته، عقده حاجبيه في غضبه، ابتسامته الصافيه، عينيه اللامعه، لتسقط عينه على تلك اللوحه في ركن بعيد مغطاه بقطعه قماش فتقدم باتجاهها و لكن حنين سبقته لتقف امامها بخجل شديد تمنعه عن رؤيتها و لكنه امسك يدها جاذبا اياها لجواره ثم نفض الغطاء عن اللوحه ليفاجئ بمحتواها و الذى جعلها تنصهر غضبا امام نظرته المستمتعه بها مع رفعه حاجب باعجاب واضح، و هو يرى اللوحه هى و هو يقبلها اخر مره٢ نقطة
,
, قبلته الاولى لها٣ نقطة
, حسنا فالصغيره حفظتها كلوحه٣ نقطة
, و رغم الحزن البادى عليها جعله هذا يبتسم بمكر و هو يقترب منها و هى تتراجع، هو يقترب و هى تتراجع حتى استندت على الحائط و هو امامها٢ نقطة
, ربما كانت تلك قبلتهما الاولى و لكنها حتما ليست الاخيره!
,
, و بلحظه واحده كانت يداه تحتضن خصرها مقربا اياها منه بقوه حتى لاصقته تماما، فشهقت بحده و رائحته تنساب لانفاسها لتنعش قلبها الذى كاد يموت ندما و حسره، و لكن عيناها اتسعت بشده كأول مره تماما و هو يأسر شفتيها بشفتيه بقوه شعوره بها الان٢ نقطة
, بقوه اشتياقه و لهفته لرؤيتها، غاب ما يقارب الشهرين و لكنها لم تغيب عن فكره لحظه واحده٣ نقطة
, عن اى خيانه يتحدث كلاهما؟!
, اخيه سيظل اخيه مهما كان،.
,
, و ذكراه بداخلها ستظل بداخلها ايضا مهما كان،
, و لكن اجتماعهما ليس بخيانه لا لهذا او لذاك!
, بل قتل مشاعرهما الحقيقيه، ظلم،
, جبر قلبيهما على الموت حيا، تهمه،
, دفن حبهما تحت انقاض تفكيرهما المزعوم، جريمه،
, و على ظلمهما و بتهمتهما و جزاءاً لجريمتهم تعاقبا، بفراق قصير اختاره كلاهما!
, و لكن للمجرم فرصه الاخرى!
, ليقعا في الحب دون قيود، لينطلقا معا في فضاء سعادتهما، ليرضا بقضاء **** و قدره لهما٣ نقطة
,
, و اخبرتها قبلته بكل ما بداخله و التى آزره قلبها، بل و يداها التى حاوطت عنقه بقوه كأنها تتمسك به خشيه ابتعاده مجددا!
, حتى ابتعد عنها و كم كانت هى اضعف من اى تلتقى عينيهما الان، ، فدفنت وجهها في صدره و لكن نبرته الحاره مع انفاسه اللاهثه بجانب اذنها جعلتها ترتجف بين يديه: تتجوزينى يا حنين!
,
, ابتعدت عنه بصدمه و هى تلعن تسرعهما فهى الان طليقته، نظر لعينها المصدومه و الذى قرأ سبب صدمتها فابتسم و هو يمسك يدها موضحا: انا قولت لو قدرتِ تحرقى الذكريات من قلبك تبقى طالق و كنت قاصدها قوى، و انتِ مقدرتيش، يمين الطلاق موقعش٢ نقطة
,
, لمعت عينها بدموعها التى سرعان ما تساقطت لتلمع عينها بفضيتها الآسره فرفع يديه يزيلها مردفا بنبره اكثر قوه و اصرارا: لكن انا هتجوزك بعقد جديد بموافقتك و برغبتك، ثم نظر لعينها التى ازدادت الدموع بها متسائلا مجددا بنبره اكثر شوقا و لهفه: تتجوزينى!
, و لسوف يعطيك ربك فترضى.
,
, مرت الاشهر متتاليه و ها هى حياه تركض مسرعه لداخل الشركه فاليوم هناك اجتماع هام لان صاحب الشركه سيقوم بتعيين مدير تنفيذى جديد و هو موظف سابق معهم كان في عمل بفرع اخر للشركه و الان حان وقت ترقيته تكريما له على سنوات جهده لاجل الشركه٢ نقطة
,
, جلست اخيرا على مقعدها ليبدأ رئيس مجلس الادراه بالتحدث بخطبه طويله بالطبع ملّ الجميع منها حتى اعلن اخيرا عن اسم المدير التنفيذى الجديد فشهقت حياه بصدمه و هى تراه يصعد درجات السلم امامها، لتتقافز دقات قلبها بجنون و هى تتبين هويته متمتمه بصدمه: دكتور عادل؟
,
, اجل دكتور عادل - دكتورها بالجامعه و الذى احبته بل بالادق احبها كثيرا و رغب بالتقدم اليها ليمنعه عن ذلك وفاه والدته و التى ادت لزواجها من شادى -، دكتور عادل - الذى بسببه اعتقد والدها انها لوثت شرفه فأجبرها على قبول الزواج دون اعتراض -، دكتور عادل - الذى ترك جامعتهم بعدما خسرها كأنما كان يهرب -، هو الان مديرها التنفيذى هناا٣ نقطة!
,
, انتهى الاجتماع فخرجت مسرعه دون التعرف عليه كما فعل باقى زملائها و زميلاتها، خرجت من باب الشركه تستنشق الهواء بقوه كأنها كانت تختنق بالداخل٢ نقطة
, ماذا يا حيااه؟!
, لماذا ينبض قلبك بجنون الان٢ نقطة؟
, نعم الان انتِ مطلقه بل و منذ زمن يقارب 5 اشهر،
, نعم انتِ الان مستقله و ناضجه بشكل كافى لتتخذى قرارتك،
, نعم وجدتِ حياتك اخيرا و تعيشى كما كنتِ تحلمين دوما،
, فهل ستحبسى نفسك خلف قضبان الحب و اسطوره الزواج٢ نقطة!؟
,
, هل ستفنين كيانك لاجل رجل مجددا٢ نقطة!؟
, نعم اخبرتِ مازن انكِ تستحقى زوج و حياه و عائله، و لكنكِ تدركِ جيدا انكِ كنتِ تخدعينه ليسمح لكِ بالسفر!
, فأنتِ قررت الابتعاد عن معشر الرجال فهم سواسيه و ان كان مازن منهم استثناء!
, كلهم لا يهتمون بحقيقه من انتِ!
, لا، لا رجال، لا حب، لا زواج، فقط حياه مستقله و نجاح امرأه ادركت معنى ان تكون امرأه قويه!
,
, و بهذا استدارت لتدلف للشركه و امام الاصانصير اجتمع كلاهما، لينظر لها بدهشه هاتفا بصدمه ارتجف لها قلبه: حياااه٢ نقطة
, ابتلعت ريقها مانعه انتفاضه قلبها مبتسمه بعمليه مجيبه بهدوء: اهلا دكتور عادل!
, اتسعت ابتسامته و ظهرت فرحته جليه على وجهه متسائلا بلهفه و هو لا يصدق ان عينه تراها: انتِ بتعملى ايه هنا؟
, رفعت الاوراق بيدها امام عينيه لتحرك كتفها للاعلى مع ابتسامه صغيره هامسه بصوت رسمى: بشتغل٢ نقطة
,
, ازدادت لهفته و هو يطالع يدها ليجدها فارغه من محبس الزواج فتحولت ابتسامته لضحكه اوءدت كل محاولتها للتماسك و ردع قلبها عن خفقانه فتمتمت باقتضاب لتغادره مسرعه: مبروك المنصب الجديد، عن اذنك.
, لم تنتظر اجابته و رحلت مسرعه و هو يتابعها بابتسامه مصره هذه المره، فإن كان قد خسرها لمره، فأبدا لن يخسرها الاخرى٣ نقطة
, حتى ان اضطر للمحاوله مره، اثنان، ثلاث بل الف مره٢ نقطة!
,
, فليس كل من عشق يلقى عشقه، و لكن من يضيعه مره خاطئ و من يضيعه الثانيه سيندم!
, و قد علمته الحياه العمليه هنا انه لا مانع من الخطأ و لكن لا وجود لما يسمى بالندم٣ نقطة
,
, في سكون الليل و القمر يتسلل بخجل لينافسها في جمالها، تلك النائمه على نبضات صدره تستنشق عطره لتروي ظمآها٢ نقطة
, رفعت مها رأسها قليلا لتستند بمرفقها على الوساده بجوارها لتتطالع وجهه الهادئ و ملامحه الناعسه السخيه بجمالها، سخاء يقتل قلبها و يجعله شهيدا له و لعشقه،
, ابتسمت بحالميه و هي تجول بعينها كل ملامح وجهه،
, ذلك الرجل الذي لم يسلب قلبها بل جعلها تمنحه إياه طواعيه،
, لم يخطف حبها بل جعلها تسعي لاحساسه به،.
,
, هو رجل بكل ما تحمله الكلمه من معنى،
, رجل بقوته و ضعفه القوى،
, رجل بقلبه العاشق و عقله الوعى،
, رجل بحنانه و دلاله السخى،
, رجل لها، و لها فقط.
, مالت برأسها قليلا و تنهدت بسعاده و عينها ترمقه بنظرات عاشقه ذائبه، ثم رفعت يدها الاخري لتداعب وجنته بخفه بابهامها، ليتململ قليلا و يستدير لجانبه الاخر معطيا ظهره لها،.
,
, فعبست بطفوليه ثم ابتسمت بخبث فلقد اكتشفت نقطه ضعفه اخيرا، رفعت اصبعها لتحركه بشقاوه على منتصف ظهره و خاصه فقراته البارزه ليتحرك بضيق و يعتدل لجانبه الاخر واضعا يده على خصرها بحركه تلقائيه و ما زال النوم يستولي عليه،
, فابتسمت بهدوء فهو اليوم كان متعبا حد الجحيم، عمل، عمل، عمل حتى باتت تكره العمل و انشغاله الدائم به عنها، فمنذ عودتهما من رحلتهما الخاطفه للانفاس دفن نفسه بالعمل حتى بات يشقى كثيرا٣ نقطة
,
, اتسعت ابتسامتها وهي تضع يدها على بطنها المنتفخ و الذي يحمل قطعه صغيره من كلاهما، تتأسف لصغيرها فهي تقصد بالتأكيد انشغاله الدائم عنهم، عقدت حاجبيها بطفوليه واعتدلت جالسه تنظر له بضيق متذمر فهو طوال اليوم بالعمل و يأتي مساءا ليأكل ثم يخلد للنوم مباشره، متناسيا وجودها تماما،.
,
, و هي تكاد تصاب بالجنون، فكم باتت تشتاق لعبثه وعشقه الزائد لها، اغمضت عينها لحظات و عادت تلك الرغبه تسيطر عليها بشده، تعلم ان ما تطلبه يستحيل ان تناله و لكن ماذا تفعل فا ها هو الوحم يسيطر عليها،.
,
, لا خيار امامها الان سوي ان توقظه، لن تتحمل الانتظار وسيقبل بطلبها شاء ام رفض، فهي امرأه حامل و لابد ان يراعي احتياجاتها، و لكن هي غضبت منه قبل النوم، تذمرت و اخبرته انها لا تتحدث معه ابدا، هي غاضبه منه ولكنها لن تستطيع الانتظار مهما حدث. , فهذه المسأله تخص صغيرها٢ نقطة
,
, صمتت قليلا تفكر في طريقه تخبره بها عما تريد و في الوقت ذاته لا تحادثه مباشره، حتى استقرت على الطريقه فنهضت واقفه و هي تنظر لبطنها المنتفخ بضحكه و اتجهت لحقيبته و احضرت دفتر الملاحظات خاصته و عادت اليه مجددا.
,
, صعدت على الفراش بصعوبه ثم اعتدلت جالسه عاقده قدميها و ضربت كتفه بخفه. , فهمهم و لم يستيقظ، عادت تفعلها مره اخري و لكن ايضا لم يستيقظ، فعقدت حاجبيها بغيظ واضح، ثم دفعت كتفه عده مرات بقوه مفرطه فانتفض بفزع جالسا يصرخ و هو يفرك عينه عله يستقيظ: بسم **** الرحمن الرحيم، في ايه!، ايه اللي حصل؟
,
, وجدها تطالعه بابتسامه سرعان ما اختفت و امتلئت عينها بالدموع و نظرت للفراش بصمت مدعيه الحزن لتستدعي بعضا من عاطفته التي تختفي فور شعوره برغبه في النوم،
, فاعتدل بهدوء و امسك كأس الماء بجواره ليرتشف منه قليلا ثم تركه و نظر اليها يتثائب و هو يتسائل بنصف اهتمام: مالك يا حبيبتي٣ نقطة؟
,
, رفعت عينها التي دائما ما يغرق بها و لكنه لم يفعل فأين يغرق و هو لم يستيقظ بعد، وضعت يدها على بطنها و ازداد بكائها فعقد حاجبيه محاولا استدعاء نشاطه بقدر الامكان ثم صاح بذعر: ايه هتولدي٢ نقطة!
,
, رفعت وجهها بسرعه و تجهمت ناظره اليه بغضب ثم اشاحت بوجهها للجهه الاخرى، فزم شفتيه بغضب و رفع يده على وشك صفعها و لكنه قبضها و اخفضها ممسكا يدها هاتفا بنفاذ صبر وتعجب: في ايه يا حبيبتي، قولي٢ نقطة!، , ثم نظر لساعه الحائط و هتف باستنكار مغتاظ: مصحياني ليه الساعه دى٢ نقطة؟!
,
, ابعدت يدها عنه و امسكت دفتر ملاحظاته ليعقد ما بين حاجبيه بدهشه و هي تكتب عده كلمات فوق الورقه لتعطيها له. , نظر اليها متعجبا ثم ما لبث ان تذكر انها اخبرته انها لن تتحدث معه مباشره ابدا لانها غاضبه،.
,
, فابتسم بغيظ، أسيحدث شئ ان تجاهلها و غرق في نومه مجددا، لوي فمه مجيبا نفسه بالطبع سيحدث، كان يظن انها هادئه و لكنها قنبله موقوته و اي ضغط او تعامل بغير حذر معها لا محاله ستنفجر و سيكون هو اول من تنفجر به، نظر اليها مبتسما ابتسامه صفراء و اخذ الورقه من يدها بعنف و قرأ ما بها ليرفع جانب شفتيه بسخط و هو يري كلماتها انا بتوحم.
,
, اغمض عينه قليلا محاولا تمالك نفسه حتى لا يجعلها تنام الان غصبا او ربما قتلها هي و صغيرهم الذى يبدو انه سيجعله يفقد عقله قبل ان يأتي على هذه الدنيا، فتح عينه محاولا التمسك بهدوءه ناظرا اليها باستخفاف و تسائل بسخريه: و انا دخلى اليه يا حبيبتي٣ نقطة!؟
, رمقته بنظره حارقه شعر هو بها ليبتسم بعجز و يضغط اسنانه بضيق هاتفا باهتمام مزيف و هو يتثائب: و بتتوحمي على ايه بقى٢ نقطة؟
,
, امسكت دفتر الملاحظات مسرعه لتكتب اخر ما قد يخطر على باله يوما و دفعت بالدفتر اليه بضحكه واسعه متوقعه ثورته القادمه، نظر هو للدفتر بعين مستيقظه و الاخري مغلقه تأكل ارز مع الملائكه و لكن سرعان ما اتسعت عيناه الاثنتين بصدمه تبعه احمرار عينه بانفعال و هو ينهض مستندا على ركبتيه فوق الفراش ليصرخ بها: نعم يا مدااام، عاوزه ايه٢ نقطة!
,
, نظرت اليه ببراءه و اشارت بنظراتها على طفلهم و عادت تنظر اليه مبتسمه و اهدابها ترفرف بطفوليه، كأنه تخبره ان هذا طلبه هو! لا دخل لها٢ نقطة!
, فرفع يده الاثنتين ليجذب خصلاته بعصبيه و ينظر اليها بدهشه غاضبه و هو يصيح: بتتوحمى على سجاير؟!، في واحده ست تتوحم على سجاير، امال الرجاله لو حملت هتتوحم على ايه٣ نقطة؟!،
, ثم بسخريه لاذعه هتف بعدم تصديق: غزل بنات٢ نقطة!
,
, ضحكت بشده و هى ترمقه بنظرات آسفه و عاجزه فصغيرها من يرغب بهذا لا هى،
, تمدد على الفراش و ساعدها لتنام بجواره على صدره متمتما كأنه يشرح أمرا مهما: عارفه يا مها، انا كنت عايش حياتى اخر مزاج، باكل براحتى، الاكل اللى بحبه، اخرج وقت ما احب، انام وقت ما احب، لكن دلوقتى٣ نقطة
,
, صمت قليلا فاعتقدت هى انه يفكر، و لكن طال صمته، طال صمته حتى ملت الانتظار فرفعت نفسها قليلا تنظر اليه لتجده غرق في النوم مجددا فضربت كتفه بغيظ غاضب فانتفض مره اخرى و عندما رأى ملامحها الغاضبه اصطنع مثلها و اكثر غضبا ليشير اليها بسبابته محذرا: لا كده انا ممكن اطلقك و انام و بعدين بكره نتفاهم٣ نقطة
, فضحكت بسذاجه مصطنعه و حركت شفتيها بحديثها الصامت تصبح على كل خير يا حبيبى، نام، نام.
,
, انطلقت ضحكاته ليضم كتفها اليه ليستلقى كلاهما ليغرق سريعا في نوم عميق، فوداعا للرومانسيه عندما يأتى سلطان النوم٣ نقطة
, فمن قال الحب الحقيقى هو ان تخاصم النوم لاجعل مجالسه من تحب ، كاذبٌ، كاذبٌ، كاذب٣ نقطة
,
, الغرفه البيضاء، بجدرانها الهالكه و لونها الباهت، نفس الفراش، نفس الملابس، لا طعام شهى و لا طيبه في المعامله فقط كل شئ قاسى، صعب لا تستطيع التعامل معه!
, نجلاء امين الحصرى، اصبحت مجرد سجينه لفراش احمق داخل غرفه سيئه بحاله محطمه!
, الان فقط بدأت تشعر بسنوات عمرها، الان فقط ادركت ان حياتها على وشك الانتهاء حقا!
, لا مال يفيد، و لا جاه يساعد فقط خسرت، خسرت كل شئ، كل شئ!
,
, طرقات خافته على الباب فأعتقدت هى انها الممرضه التى تعاملها اسوء مما يُعامل الجماد فأغلقت عينها مدعيه النوم لحظات و شعرت بيد خشنه - عرفت صاحبها على الفور - تلامس جبينها التى اظهر الألم تجاعيده مع همسه حانيه من صوت لا تدرى أهى حقا اشتاقته ام اشتاقت فقط لمن يتذكرها: ماما!
, ظلت عينها على وضعها المغلق و نبرته الهادئه بإسمها تداعب اوتار قلبها!
,
, معتز الوحيد الذى يودها، يسأل عنها، يزورها من حين لأخر، و كل مره عقب خروجه تسمع هى صوته و هو يوصى الممرضه بها!
, اهملته صغيرا، احبطته شابا، استمتعت بإنفلاته لطريق الخطأ كأنها تتباهى بساحريته، و دمرت حياته كرجل، بل و سعت لتخريب بيته، و الان هو فقط من يهتم بها٢ نقطة!
, من أين لك بهذه القوه و الطيبه يا معتز!
, حقا من أين لك بها!
,
, انخفض معتز طابعا قبله على جبينها و هو يسأل الطبيب بجواره باشفاق ظهر بوضوح في نبرته التى شقت قلبها نصفين فما عاد يجوز لها سوى الاشفاق: و بعدين يا دكتور مفيش أى تحسن في حالتها بالعكس انا بحس ان كل مره أسوء من اللى قبلها؟!
,
, تنهد الطبيب و هو ينظر في تقاريرها بين يديه و هتف بعمليه دون ادى شعور باحساس معتز: ذراعها في تحسن، بدأت تحركه لوحدها و دا ساعدها تقدر تتحرك بالكرسى بنفسها من غير مساعده، بس انا عاوز حضرتك تفهم حالتها دى ميؤوس منها اصلا، و المريضه مش بتستجيب للعلاج لان الموضوع مش عضوى بس الموضوع نفسى كمان، التحسن البسيط ده كان ممكن يبقى اكبر و اكبر لو المريضه بتستجيب٣ نقطة
,
, احتدت عين معتز و هو يطالعه بضيق واضح فأكمل الطبيب بسخريه و استحقار: و بعدين هى هنا تعتبر بتقضى فتره عقوبتها اللى مش هتعيش علشان تكملها٢ نقطة
, اشتعلت نظرات معتز بغضبه و هو يعتقل ياقه قميصه صائحا بحده: انت اتجننت، انت هنا تشوف شغلك و بس٢ نقطة
,
, ابعد الطبيب يده و هو يغلق التقارير ليغادر الغرفه بعدما رمقه بنظره ساخره فعاد معتز يجلس بجوار نجلاء ممسكا بيدها رامقا اياها بنظرات عطوف دون اى كلمه و هى مستمره في ادعاء نومها الذى ادرك هو انها تهرب به منه، و صدقا حتى الحديث معها لم يجد له أول و لم يجد من الكلمات ما تناسب حديث معها٣ نقطة
, فظل على صمته فقط يربت على كفها حتى انتهى موعد الزياره فنهض مقبلا جبهتها مره اخرى و خرج من المشفى٣ نقطة
,
, صعد لسيارته التى انتظرته هبه بداخلها و معها حمزه على قدميها و بمجرد ان جلس بجوارها استند برأسه على المقود امامه زافرا بقوه فربتت على كتفه مؤازره فهو هكذا كل مره، كلما اتى الى هنا يخرج محملا بحزن كبير٣ نقطة
, نظرت امامها عاجزه عن التحدث ككل مره تماما و لكنه هو هذه المره تحدث بخفوت: مش بترضى تقابلنى، حتى دلوقت يا هبه بتهرب منى و بترفض تقابلنى، نفسى انساها او اتجاهلها زى الكل بس مش قادر٣ نقطة!
,
, ثم رفع رأسه مشيرا بيده على قلبه هامسا بيأس من نفسه و الذى اوصله لحاله مهلكه من الحزن بسببها: بس لسه لها مكان في قلبى، مش عارف انسى او اتجاهل لانى لسه بحبها، لسه بتمنى في يوم بس أحس انها راغبه بوجودى جنبها و انا مش هسيبها ابدا، رغم كل حاجه و كل اللى هى عملته مش عارف اكرهها يا هبه، مش عارف٣ نقطة
,
, زفر بقوه ضاربا رأسه بمسند المقعد خلفه فنظرت اليه بفخر خالطه حزنها عليه، و لكنها لن تسمح بحزنه اكثر، فرفعت حمزه قليلا لتضعه بحضنه قائله بابتسامه: كلم بابا يا حمزه علشان ماما مبقتش عارفه تقول ايه؟
,
, اعتدل معتز حاملا اياه رافعا اياه امام وجهه مبتسما اجباريا مع ابتسامه الصغير الرائعه و التى دغدغت مشاعر ابوته و هو يقول بينما شفتيه تطبع قبلات على ملامح الصغير: حبيب بابا، ثم رفع يده امام يد الصغير قائلا بمرح: احنا رجاله زى بعض، ملناش دعوه بيها!
,
, قالها مشيرا على هبه فابتسم الصغير و هو يضرب يد معتز بيده الصغيره في علامه للموافقه فشهقت هبه مستنكره و هى تستدير لهم و هتفت بعتاب: بقى كده يا حمزه تزعل ماما!
,
, اصطنعت وجه طفولى حزين فتعالت ضحكات معتز و هو يرى الصغير يتحرك عن ساقيه ليقترب منها مهمهما بلهجته الغريبه التى لا يفهم معظمها و طبع قبله على وجنتها مرددا اسمها بتقطع، فضحكت هى بالمقابل و هى تضم وجهه بيدها لتُعيد قبلته اثنتان و ثلاث فارتفعت ضحكات الصغير مع ضحكات معتز و هبه٣ نقطة
,
, و لكن صرخات من حولهم جعلتهم يلتفتوا بحده للخارج لتشهق هبه و هى ترى جسد امرأه مسجى على الارض غارقا بدماؤه و لكنها تجمدت تماما عندما ميزت جسد المرأه او بالاحرى وجهها - و التى لم تكن سوى نجلاء - اعطاها معتز حمزه بسرعه و هو يترجل من السياره ركضا ليقترب من نجلاء لتتسع عينه بصدمه محدقا بها ثم نظر للاعلى ليجد نافذه غرفتها مفتوحه على اخرها بينما الممرضات تقف تنظر منه بفزع٣ نقطة
,
, فعاد ببصره الى والدته ليسقط على ركبتيه امامها و هو يبعد خصلاتها المشبعه بالدماء عن وجهها التى لم يعد يبدو به ملامح بل تلون بالاحمر تماما، حركها بهدوء و لكن لا استجابه، مره اخرى و لكن لا استجابه٢ نقطة
, اقترب منه عده اطباء و الكثير من الناس الذى لا يعرفون سوى التجمهر ليحاولوا مساعدتها بينما هو يهتف بها، يتفقد انفاسها التى انقطعت اخيرا: ليه، ليه عملتِ كده؟ ليه مصممه تخسرى، ليه تخسرى أخرتك! ليه؟
,
, حملها الاطباء لتكن تلك النهايه، نهايه ارادت هى ان تضعها بيدها٢ نقطة
, و ربما هذا الشئ الوحيد الذى نجحت به!
, ارادت الموت فماتت!
, ارادت الراحه و لكن بئس اعتقادها فلا راحه بعد الان٢ نقطة!
, بل حياه جديده، حياه جديده كانت لتكون افضل بتوبتها!
, كانت لتكون اجمل بتقربها لله تعالى!
, كانت لتكون و لكن لم تعد!
, فلقد اختارت حياتها الجديده بأسوء ما يكون!
, عاشت حياتها الزائله خطأ،
, و ستواجه حياتها الابديه بأكثر خطئا!
,
, فبئست البدايه، و بئست النهايه!
,
, بعد مرور 25 عاما.
,
, وعدتكِ ألا أحبك٢ نقطة
, ثم أمام القرار الكبير، جَبُنت!
, وعدتكِ ألا اعود٢ نقطة
, و عُدت!
, و ألا أموت اشتياقا٣ نقطة
, و مُت!
, و عدتكِ ألا أقول بعينيك شعرا٢ نقطة
, و قُلت!
, و عدتك ألا اكون ضعيفا٢ نقطة
, وكُنت!
, فلا تأخدينى على مَحمَلِ الجَدّ!
, مهما غضبت، مهما انفعلت٢ نقطة
, مهما اشتعلت، مهما انطفأت٢ نقطة
, لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصِدق!
, و الحمد لله انى كَذبت!
,
, ابتسمت حنين بسعاده حقيقيه و هى تستمع لكلمات قصيده نزار قبانى بصوت كاظم الساهر داخل غرفتها عندما طُرق الباب، فأذنت للطارق بالدخول فدلف ابنها البكر - فارس - و خلفه ابنتها الصغيره - عائشه - فاتسعت ابتسامتها و هى تستقبل كلاهما٢ نقطة
,
, فلقد عاد فارس للتو من جامعته و كعادته دائما يتجه اليها بمجرد عودته، قبل جبينها ثم يدها ليجلس على ركبتيه امامها كالمعتاد بينما قبلت عائشه وجنتيها و جلست على حرف المقعد بجوارها متمتمه بمرح: ايوه يا عم بقى، كاظم و شعر و رومانسيه واضح كده ان الحاج مازن كان رومانسى اصيل٢ نقطة
,
, شعرت بضربه خفيفه على رأسها من الخلف فعضت على شفتيها مغمغمه كأنما مُسكت متلبسه بسرقه ما: اتقفشت، ، ثم نهضت بسرعه لتستدير لمازن متعلقه بعنقه مقبله اياه ضاحكه و هى تهتف بمرح تشربته منه: حبيبى يا بابا، كنا جايبين في سيرتك بكل خير!
, ضحك مازن جالسا على المقعد المقابل و هو مازال يحتضن اياها لتجلس بجواره متمتما بصوته الحانى: انتِ هتقوليلى٢ نقطة!
,
, ضحك الجميع فجلس فارس ارضا مصفقا بيده لينتبه الجميع له قائلا بجديه: انا دلوقت قدمت للهانم دى في كليه خدمه اجتماعيه و علم نفس زى ما طلبت، ، ثم اردف بسخريه عجيبه من اختيارها لهذه الكليه: مش عارف مين العاقله اللى تجيب مجموع طب و تختار خدمه اجتماعيه٢ نقطة
,
, اعتدلت جالسه لتتحدث بطبعها المنطقى البحت: أنا واحده مبحبش اى نوع من انواع المواد الطبيه، بعشق علم النفس، الواقع، المجتمع، تحليلاته بعقده و مشاكله، اختار حاجه مبحبهاش ليه؟ ثم ان٣ نقطة
, قاطعها هاتفا بصراخ بينما يتابعهم حنين و مازن بسعاده على تفهم الكبير و عقل الصغيره: بس بس انتِ هتشرحيلى محاضره، المهم انا كده عملت اللى عليا!
,
, ربت مازن على كتفه هاتفا بفخر جمع مرحه المعتاد و الذى رغم ما مر من العمر لم يتغير: انت شايف انك كده عملت اللى عليك؟ دا انت لسه بتقول يا هادى!
, تنهد بتأفأف مصطنع و هو يرمق عائشه بنظرات اخويه حانيه جمعت معها نظرات ساخطه على طلباتها التى لا تنتهى وعجبا هو لا يمل٢ نقطة!
, فرمقتهم حنين بفرحه أم حقيقيه و هى ترى اولادها بهذا الترابط فتدعو **** يوميا حتى لا يحرمها من رؤيتهم بسعاده هكذا امامهم،.
,
, نهض فارس قائلا و هو يتحرك لخارج الغرفه: انا متفق مع فهد هشوفه كمان ساعه كده في النادى هنلعب تنس، هتيجى معايا يا أوشه عهد هتبقى موجوده٢ نقطة
, اشاحت عائشه بيدها قائله بغضب مصطنع: لا مش هاجى انا هبقى اتفق مع عهد و أشوفها لكن اشوف فهد استحاله٢ نقطة
, ضحك مازن و حنين فتمتمت حنين و هى تدرك الاجابه جيدا: ليه يا أوشه بس دا فهد بيخاف عليكِ زى فارس بالظبط٢ نقطة
,
, بدأت تتحدث بطبيعتها الفيلسوفيه العمليه البحته: بيستفزنى بصمته الرهيب دا يا ماما، اقولك حاجه فهد دا اما انسان معقد و اما بيحب التعقيد، هو عامه نسخه مصغره من خالو عاصم، سبحان ****، اصلا كل ما بتكلم مع دكتوره جنه بحس انها مظلومه بينهم و الله٢ نقطة
, تصاعدت ضحكات الجميع، ففهد هو الابن البكر لعاصم و جنه٢ نقطة
, عاصم حصرى صغير بل يكاد يكون اسوء!
, فعاصم كان يميزه غضبه و لكن فهد يميزه صمته٢ نقطة!
,
, لا يتحدث سوى قليلا و دائما ما تكون كلماته من الصميم لتصيب الصميم بقسوه!
, و رغم شدته يخاف خوفا جما على عهد - شقيقته الصغرى التى تصغره بثلاثه اعوام - بالاضافه لغيرته و التى تمنحه حميه رجوليه خاصه به٣ نقطة
, و عهد تعشق خوفه، غيرته و حرصه الشديد عليها فهو من اعتنى بها صغيره رغم صغر سنه وقتها و لكنه كان يتابعها باستمرار و استمر ذلك بمرور العمر حتى اصبحت مسئوليته كامله!
,
, قرص فارس وجنتها ضاحكا قائلا بمرح فهو يعرف ان عائشه تحب الحديث، تعشق الثرثره بشكل سئ و لكن ثرثرتها ليست عديمه الفائده و لكن رغم سنها الصغير فرأيها يعتمد عليه بل و بثقه: اساسا فهد اول ما بيشوفك او يعرف انك هتبدأى كلام بيهرب من المكان علشان عارفين انك مش هتسكتِ٢ نقطة
, شهقت مستنكره لتصرخ به بغيظ واضح: كده يا فارس؟، ثم انقضت عليه مقتنصه يده لتعضها بقوه ليصرخ بتوجع ضاحك و هو يبتعد عنها لتستمر ضحكاتهم٣ نقطة
,
, بينما استغل مازن انشغالهم ليُمسك بيد حنين مقبلا اياها، بينما هى تطالعه بنظره عاشقه لم تعد تفارق عينها.
,
, صباح الخير يا فيروزه٢ نقطة
, هتف بها اكرم و هو يدلف لغرفه ابنته جالسا بجوارها ليداعب خصلاتها البندقيه الاقرب للون خصلاته، فتململت بدلال لتفتح عينها التى ورثت بحر الفيروز عن والدتها لتصبح اكثر جمالا و ملامحها تجمع الاصول الشرقيه بالجمال الاوروبى لتمنحه فتاه كقطعه فنيه غاليه٣ نقطة
, نهضت جالسه لتقبله بحنان: صباح الورد يا بابا٢ نقطة
,
, قبل جبينها و هو يساعدها لتنهض و هى تمط يديها ليقول بابتسامه خفيفه و هو لا يصدق انه خلال عده ايام ستتخرج صغيرته من كليتها لتبدأ مشوار حياتها: كل ده نوم، يالا هتتأخرى على جامعتك كده،
, اومأت برأسها باتزان ورثته عنه متحدثه بعقلانيه تجعله فخور بها: متقلقش عليا يا حبيبى انا منظمه كل حاجه.! ماما فين؟
,
, اشار للمطبخ غامزا اياها بضحكه واسعه تدرك هى مغزاها الحقيقى: بتحضر الفطار، ، و بفهمها لمغزى نظرته قالت بضحكه عاليه و هى تتأبط ذراعه ليتحركا للخارج: على فكره انت كده بتظلمها ماما بقت بتعرف تطبخ كويس جدا٢ نقطة
, وصل لانفها رائحه شيئا يحترق منبعثه من المطبخ فنظر كلاهما للاخر ثم نظرا للمطبخ فانفجر اكرم ضحكا بينما تمتمت فيروز بضحكه عاليه تتراجع عن ثقتها: يعنى تقريبا٢ نقطة
,
, خرجت مها من المطبخ و على وجهها علامات الضيق و بيدها طبق به شئيا ما و لكن للونه الاسود و رائحته المحترقه لم يستطع اكرم او فيروز تمييزه فحاول كتم ضحكته و هو يبتعد عن فيروز ضاما اياها لصدره ممسكا بالطبق من يدها مانحا اياه لفيروز: و لا يهمك يا حبيبه قلبى فيروز هتحضر الفطار و انا و انتِ هنقول كلمتين على جنب٢ نقطة
,
, اومأت فيروز مبتسمه و هو يغمزها فأدركت انه يرغب بابعاد مها عن المطبخ فقط، فكفى كوارث التى يبدو انها لن تنتهى، جلسا سويا و مازالت تستند برأسها على كفته حتى تمالك نفسه قائلا بجديه: دلوقتى فيروز هتتخرج، و انا كده مبقتش هرفض اى عرسان، البنت كبرت و دلوقت اقدر و انا مطمن اسيبها تعتمد على نفسها و تأسس حياتها٢ نقطة
,
, اومأت مها برأسها موافقه و حركت شفتيها بحديثها الصامت انت عارف انى كنت معترضه على انها تفضل لحد ما تخلص دراستها بس فعلا كده افضل، البيت هيبقى وحش من غيرها قوى
, ضمها اليه اكثر و هو يجاهد كى لا يظهر حزنه من هذا الامر و هو اكثر من سيتأثر برحيلها، و خاصه انها ابنتهما الوحيده فمها لم تستطع انجاب سواها لظروف صحيه منعتها من ذلك٢ نقطة
,
, و تقبل كلاهما الامر راضيين و لكن ان تكون ابنه و تتركهم بنهايه المطاف هذا من اصعب ما يكون عليهما و لكن ماذا نقول سنه الحياه٣ نقطة
, عادت فيروز و تناولا فطورهم سويا ثم خرجت هى لتلحق بجامعتها لتستلم عده اوراق مهمه لاجل مستقبلها المهنى بينها استعد اكرم ليذهب للشركه مصطحبا مها معه و التى اصبح عملها داخل غرفته، تعمل معه و بجواره، و خبرتها العمليه الرائعه لا يُستهان بها مهما تقدم بهما العمر٢ نقطة
, عمر؟!
,
, أى عمر هذا الذى يمحى ما يعد عمرا!
, فبحر الفيروز مازال مسكنه الاول و الاخير،
, و صاحبه بحر الفيروز مازالت فرحه عمره، و حلمه الذى لم ينسى ابدا انه سعى اليه سنوات!
, و ما اجمل من العشق، الحفاظ عليه!
, و ما اقوى من الود، الحياه به!
, و ما اقوى من حبهما، حياتهما و عشرتهما معا!
,
, عاد امجد من المشفى لتستقبله سلمى كعادتهما منذ بدايه حياتهما لتأخذ حقيبته و همت بالدخول للمطبخ و لكنه امسك يدها و هو يجلسها بجواره متسائلا: الولاد فين؟
, اشارت لغرفه ابنتها الكبيره مجيبه بتعجب: نيره في اوضتها لسه راجعه من الكورس بتاعها، و إياد نزل يلعب كوره مع صحابه، و فرحه في اوضتها مع صاحبتها٢ نقطة
, اومأ برأسه معتدلا ناظرا اليها بتفحص هاتفا بجديه: في عريس متقدم لنيره!
,
, زفرت سلمى بقوه فأبنتهما الجميله رأسها أصلب من رأس والدتها، و اكثر تمردا منها بل و اسوء عنادا بكثير، وصل عمرها 24 عاما و مازالت ترفض الزواج دون حتى رؤيه المتقدمين لطلبها٣ نقطة
, نظرت اليه سلمى مغمغمه بقله حيله: انا غلبت معاها، هى رافضه تماما.
,
, تصاعد غضبه الذى كلما تقدم به العمر يزداد خلافا لطبعه الهادئ سابقا ليصيح بضيق واضح: ليه! بترفض ليه؟ حجتها قبل كده الدراسه، و دلوقت الكورسات و الدبلومات اللى بتعملها، طيب و بعدين!
, قطع حديثهم خروج ابنتهم الصغيره فرحه - ذات احد عشر عاما - من غرفتها مع صديقتهاا التى ودعتها و غادرت٢ نقطة
,
, فاتجهت فرحه لوالدها واقفه امامه و هى تضع يدها في خصرها هاتفه بتزمر: اسمعنى بقى يا بابا انا كبرت و بقيت مسئوله عن نفسى، و هعمل اللى انا عاوزاه اتفقنا!
, تبادل سلمى و امجد النظرات المتعجبه بصدمه لتهتف سلمى بتساؤل و هى تجذبها من ذراعها ببعض العنف: ايه يا بنت اللى بتقوليه ده؟
,
, فتحولت نظراتها لاخرى طفوليه حزينه و هى تصرح عن سبب كلماتها التى لقتنها صديقتها اياها للتو: يا ماما، بابا مش بيوافق اطلع رحلات مع صحباتى البنات و انا عاوزه اطلع، فا ندى صاحبتى قالتلى اقوله كده و هو هيوافق٢ نقطة
,
, قالتها و هى تنظر لامجد ببراءه جعلته يكتم ضحكته بصعوبه و هو ينظر اليها باستغراب فحتى طفلته الصغيره كبرت و بدأ عرق تمردها يظهر، و عندما طال صمته عقدت حاجبيها بغيظ ثم رفعت يدها تضعها عليهم لتتأكد انهما انعقادا و تمتمت و هى تشير بسبابتها بتحذير واهن: انت مش هترفض يا بابا٢ نقطة
,
, ثم ركضت من امامهما على غرفتها متجاهله نداءات سلمى المتكرره بإسمها و قبل ان يبدى أى منهما رد فعل، خرجت نيره من غرفتها لتلقى التحيه على والدها الذى دعاها لتجلس بجواره ليتحدث معها في موضوع هام و التى بخبرتها السابقه بأحاديثه تدرك مغزاه، و لكنها جلست منصاعه متمتمه بحذر: خير يا بابا اتفضل!
,
, اعتدل ناظرا اليها بحنان ابوى و هو يحاول التمسك بهدوءه الذى ينتهى دائما بصراخه غضبا من تيبس رأسها و تمسكها برأيها: في عريس يا نيره، و المرادى مش عاوز اعذار هتشوفيه يعنى هتشوفيه٣ نقطة
, عقدت ساعديها امام صدرها و صمتت قليلا ثم تسائلت بجديه تجاريه: انت ليه عاوزنى اتجوز يا بابا! ليه مستعجل على الموضوع كده!
,
, امسك يدها و هو يشعر بتفاؤل اليوم فها هى تتناقش دون رفض قاطع فتحدث بهدوء بينما سلمى تتابع الحديث و هى تجاهد لتخفى ضحكتها فنيره تتبع طريقها هى القديم في اقناع والدها برأيها: علشان اطمن عليكِ لان انا مش ضامن عمرى، و عاوز احس انى سلمتك لانسان هيقدر ياخد باله منك٢ نقطة
, صمتت حتى انتهى من حديثه ثم استدرات لسملى قائله بابتسامه هادئه لتجعل عقل والدها يجن: انتِ اتجوزتِ امتى يا ماما؟
,
, حمحمت سلمى و هى تنظر ارضا متمسكه بهدوءها و لكن ابتسامتها هددت بالظهور و هى تجيبها بخفوت: و انا عندى 25 سنه٢ نقطة
, هم والدها بالتحدث و لكنه قاطعته باحترام قائله بهدوءها المستفز: ثانيه واحده يا بابا معلش، , ثم استدارت لسلمى مجددا و تمتمت بتساؤل اخر: و خالتو مها اتجوزت امتى؟!
,
, اغلق امجد عينه بضيق فربما تسير بطريق سار به مَن قبلها و لكنه يقلق عليها، من حقه كأب ان يطمئن عليها، فكز على اسنانه و سلمى تجيب و بنبرتها ضحكه مكتومه: تقريبا على 27 سنه٢ نقطة
, نظر امجد اليهما ثم صاح بضيق بادٍ بوضوح على وجهه: و ليه مسألتيش على خالتك حنين او مرأه خالك٢ نقطة؟، ليه مبصتيش على صحباتك البنات اللى في منهم اللى معاها ولاد دلوقت؟! و ليه! و ليه؟
,
, فأجابته بهدوء ايضا فهى تشعر ان موقفها صحيح و لا حاجه لتضطرب او حتى تُبدى رأيها بغضب: و حضرتك ليه مبصتش على ماما و خالتو مها، هما الاتنين ناجحين و رغم كده اتجوزوا متأخر، ،.
,
, ثم امسكت يده محاوله اقناعه برأيها الذى يبدو انها لن تغيره: يا بابا يا حبيبى انا عاوزه ابنى نفسى و مستقبلى الاول و بعدين اختار الراجل اللى يستحق ده، كل اما كنت واعيه و مدركه لنفسى و قوتى و حياتى هقدر ابنى بيت و اكون اسره افضل و انجح، حاول حضرتك تفهمنى!
,
, ثم اضافت بتفكيرها التى متيقنه تمام اليقين من صحته: ثم ايه اللى أكد لحضرتك انى لما اتجوز، حضرتك حتطمن، مش يمكن يبقى راجل مش كويس، او يعاملنى بأسلوب صعب او يمكن حتى يوصل الموضوع لانى اطلق، كده حضرتك هتبقى اطمنت عليا! اطمئنانك عليا يا بابا في انى اكتسب قوه تخلينى اقدر اواجه اى حاجه تقابلنى بعد كده!
,
, و قبل ان يجيبها دلف اياد من باب المنزل بملابسه الملطخه و شعره المشعث و الكره بيده هاتفا بصوت عالى: السلام عليكم يا بشر٢ نقطة
, نهض امجد غاضبا و زاده مظهر ابنه غضبا صارخا به: ايه المنظر ده؟ دا منظر راجل محترم السنه الجايه هيبقى طالب جامعى؟
, وضع اياد الكره في مكانها الجانبى بجوار الباب و تقدم من والده واقفا امامه قائلا بتعجب: و ايه المشكله يا بابا انا كنت بلعب كوره طبيعى هدومى تتبهدل٢ نقطة؟
,
, فرفع امجد يده للسماء هادرا بقوه و هو يشعر ان التمرد اصبح رمزا لعائلته و رغما عنه اتسعت ابتسامته و صوته جعل الجميع من حوله يضحك: يارب، انا طلبت بنت متمرده زى والدتها لكن ثلاثه بوالدتهم كتير عليا، و **** العظيم كتير٣ نقطة!
, خرجت فرحه من الغرفه على صوته صارخه بالمقابل: بردو هروح الرحله يا بابا٣ نقطة
,
, ايه اللى انتِ لابساه ده؟!
, هتف بها فهد و هو يطالع عهد من اعلى لاسفل متفحصا ملابسها التى لم تكن بسيئه بل كانت تمنحها جمالا فائقا بعينيها السوداء الواسعه مع ملامحها الصغيره و صوتها الرقيق وهو كرجل يفهم جيدا ماذا يعنى جمال المرأه؟
,
, تصغره عهد بثلاثه اعوام و يحرص هو كل الحرص على حمايتها، نظرت لملابسها و التى كانت عباره عن بنطال باللون الابيض لا يرسم قدمها من شده اتساعه يعلوه قميص بناتى من الشيفون الثقيل باللون الاحمر الهادئ مع حجابها الطويل باللون الابيض و الذى منحها اشراقه ساحره مع بشرتها البيضاء كوالدتها ثم رفعت اليه عينها لتسأله بابتسامه: ماله اللى انا لابساه يا فهد٢ نقطة! طويل و واسع و بحجابى!
,
, احتدت عيناه و التى ورثها عن والده بأسهمها الغاضبه دائما ليحاصرها بها و كانت نظرته كفيله باخبارها بغيرته التى لا يستطيع التعبير عنها حتى بالحديث فقط يعبر بغضبه الصامت٢ نقطة
, فتأبطت ذراعه و هى تتحرك باتجاه باب السياره ليتوجها للنادى و همست بضحكه واسعه: متخافش يا فهد انا مش هوافق على العرسان، انا هفضل جنبك عالطول٢ نقطة
,
, رمقها بنظره مشتعله فهو لن يوافق على زواجها حتى ان وافقت هى، اخته ستظل معه تحت حمايته و رعايته دائما٣ نقطة!
, بعد قرابه نصف ساعه استقبلهم فارس و حمزه في النادى فألقت عهد السلام ثم تحركت باتجاه عائشه التى جلست على طاوله خلفهم٢ نقطة
, وقف الشباب يتحدثون قليلا حتى رن هاتف حمزه فاستأذن متجها لجانب بعيد قليلا ليفتح الخط هاتفا بمرح: صباح الفل يا فله بيتنا٢ نقطة
,
, ابتسمت هبه رغم قلقها و هى تسمع صوته و هتفت بغضب تبدد بمجرد الاطمئنان عليه: انت فين يا حمزه قلقتنى عليك؟ ينفع تنزل بدرى كده من غير ما تعرفنى؟!
, هدأها قائلا بنبرته الرجوليه القويه: اهدى يا ست الكل، انا نزلت النادى و محبتش اقلقك انتِ و الحاج معتز، و متقلقيش ساعتين كده و هجيلك علشان نفطر سوا!
, عنفته بحنان امومتها هاتفه بحده: و ينفع تنزل من غير اكل كده؟
,
, اخذ نفسا عميقا و ابتسامته تتسع فوالدته العزيزه لا تتجاوز موضوع الطعام و الاهتمام و الرعايه الذى لا يعرف كيف يعيش بدونها يوما: حبيبتى قصرت حقك عليا، هشوف الشباب بس كده و بعدين هاجى آكل أكل البيت كله، اما دلوقت هلعب شويه و اعاكس بنات شويه!
,
, صرخت به بغضب فضحك بشده فحمزه اكتسب طبع والده المتلاعب و لكنه ألجمه بطبع والدته الهادئ و هذا ما طمئن هبه عليه، تحدثا قليلا ببعض كلمات مع عده ضحكات ثم اغلق معها الخط متجها لفارس و فهد و اتجه ثلاثتهم بعدها للتمارين بينما اندمجت الفتاتين معا في الحديث.
,
, في ذلك الوقت كانت جنه بالمشفى، نهضت واقفه و هى تستعد لدخولها لغرفه العمليات و قلبها ينبض بقلق و خوف و الماضى امامها يتجسد بوضوح٢ نقطة
, فالحاله التى ستحضر عمليتها الان، امرأه حامل مريضه بالقلب، حُذرت من الحمل و لكنها لم تتخلى عن جنينها، و الان حياتها على حافه الهاويه، و زوجها يجلس امام غرفه العمليات دافنا وجهه بين كفيه يدعو لها٣ نقطة
, اخذت نفسا عميقا، فالان هى امام اختبار حقيقى!
,
, اخبرتها والدتها في رسائلها عن رغبتها في ان تصبح جنه طبيبه، لكى تنقذ حياه كحياتها، و بتوفيق **** ثم خبرتها تمنح كلاهما فرصه للحياه!
, و الان اما تنجح و يتحقق الحلم، و اما تفشل و يُولد جنه جديده و يتحول زوج المرأه لماجد اخر!
, تحركت باتجاه الغرفه لتغيب بداخلها بعض الوقت قبل ان يصدع صوت الطفله في انحاء الغرفه ليقترب الزوج ناظرا من زجاج باب الغرفه، و بعينيه دموع الفرحه بطفلته و دموع القلق على زوجته٣ نقطة
,
, خرجت الممرضه بالطفله لتعطيه اياها فأخذها بلهفه ليصرخ متسائلا بخوف حقيقى: مامتها، مامتها عامله ايه؟
, اجابته الممرضه على عجاله و هى تتحرك للداخل مجددا: مقدرش اقول حاجه عن حالتها، ادعى لها٢ نقطة
,
, اُغلق الباب بينما هو يقف بالخارج يكاد يموت قلقا و هو يضم طفلته بقوه لصدره مرددا لها بالدعاء، و بعد قليل من الوقت فُتح الباب مجددا لتخرج الممرضات و خلفهم جنه و طبيبه التوليد يتحدثون فيما بينهم فاقترب الزوج منهم و هو يضم الطفله بخوف و عيناه تنبض بالقلق متسائلا: مراتى يا دكتوره، مراتى كويسه؟
,
, ابتسمت جنه و حملت عنه الطفله لتداعب ملامحها الصغيره بإصبعها و هى تشعر انها الان فقط تستحق تضحيه والدتها و والدها،
, تستحق ثقه عاصم وايمانه بنجاحها،
, تستحق افتخار اكرم بها،
, تستحق ان تكون ام لاطفالها،
, تستحق ان تكون هى٣ نقطة!
,
, اجابت الزوج طبيبه التوليد و هى تبتسم بسعاده: الحمد لله زوجتك بخير متقلقش، الفضل يرجع لربنا ثم دكتوره جنه، بس هنحتاج نسيبها تحت الملاحظه شويه و ان شاء **** في اقرب وقت ترجعوا لبيتكم بالسلامه٢ نقطة
, لمعت عيناه بفرحته ثم نظر لجنه التى تلاعب الطفله بفرحه كأنه اول *** تراه رغم انها ام لطفلين فتمتم بشكر شعرت به نابع عن قلبه حقا: انا مش عارف اشكرك ازاى؟ انتِ متعرفيش عملتِ ايه؟ بجد شكرا شكرا جدا٣ نقطة
,
, ابتسمت جنه و هى تجيبه بعمليه ورغم ذلك لم يختفى الفرح من صوتها: انا معملتش حاجه غير واجبى٢ نقطة
, فابتسم و هو يرمقها بنظره امتنان فابتسمت بالمقابل و سألته بفضول قائله بترقب: هتسموها ايه؟
, فكر قليلا ثم اخذ قراره ضاحكا مردفا بثقه اجابته: جنه!
, اتسعت عينها بدهشه سرعان ما تحولت لابتسامه واسعه و هى تقبل الطفله بفرحه عارمه متمتمه بخفوت: نورتِ الدنيا يا جنه٣ نقطة
,
, قطع تأملها بالطفله قدوم الممرضه لتقول بسرعه: تليفون يا دكتوره جنه!
, اعطته جنه الطفله متمتمه مره اخرى قبل رحيلها: حمدلله على سلامتهم، عن اذنك٢ نقطة
, وتحركت مسرعه باتجاه الهاتف ليصلها صوت عاصم فأجابته بلهفه: انا نجحت يا عاصم، نجحت٣ نقطة
, ابتسم هو ايضا و هو يتخيل فرحتها دون ان يراها فهتف بسعاده لسعادتها فخرجت نبرته رغم قوتها حانيه: انتِ قدها يا دكتوره، مبرووك!
,
, قفزت بسعاده و هى تقول بنبره ممتنه و تملؤها السعاده الحقيقيه: باباها سماها جنه، سماها على اسمى يا عاصم، انت٢ نقطة!
, قاطعها هو و هو يعقد حاجبيه غضبا ليصرخ بها بغيره واضحه: افندم! و هو يسميها على اسمك ليه؟ و بعدين هو عرف اسمك ازاى؟
, صمت لحظات ثم رفعت يدها تضرب جبينها بيأس لتُتمتم بصوت لم يصله: مفيش فائده!
,
, قل لي يا صديقي من النساء!
, النساء! ومن يفهم؟!
, قلوبا بالحب مفعمه وبالقسوه مشبعه٢ نقطة
, قلوبا تمنحنا اشعارا و اوقات اخري محطمه٢ نقطة
, قلوبا تُزهر بساتين و تُنشد عن الهوي اناشيد٢ نقطة
, و ان غضبت اودعت النيران بكل مشاعرنا المزهره٢ نقطة
, و يا ليت هناك من يفهم!
, و معهن كيف نحسب؟!
, بالضعف هي مُدعيه و داخلها القوه مندلعه٢ نقطة
, بالحب تُرسيك على الشاطئ و بالكره بكل سرور مغرقه٢ نقطة
, تتمسك بك دائما لا قوه بل عشقا٢ نقطة
,
, و ان تخلت عنك يوما بقوه عشقها ستكون مودعه٢ نقطة
, يا صاحبي النساء ضعيفه و لكن سبحان من جعلها في القسوه مبدعه٢ نقطة
, تُحيل الحزن قوه و تمحي الحبيب قبل الغريب
, و لدموعها تسمح احيانا و احيانا مانعه٢ نقطة
, فلا تحسب فلا يجوز معها حساب و لن تصل بالنهايه لنتيجه مقنعه!
, و ان كنا الرجال اقوياء عقولنا فالقلب يسعي دائما للضعف٢ نقطة
, و ان كن النساء ضعفاء عقولهم فالقلب يمنح دائما القوه٢ نقطة
, فالقوه و الضعف نسبي يا صديقي٢ نقطة
,
, و هي لكل النسب متملكه٣ نقطة
, اعتي الراجل يحنون رؤوسهم اذا دق القلب حقيقه٢ نقطة
, لانثي و امرأه و سيده زمانها لتأخذ وسام الحبيبه بهيبه٢ نقطة
, فازت بقلب المسكين و يا ليته يدرك ان الحب للرجال مصيبه٢ نقطة
, فإن امتلئ قلبها بعشقه كان اكثر الرجال سعاده٢ نقطة
, و ان رفضت او امتنعت عن احتواء قلبه امتلك بجحم العالم تعاسه٢ نقطة
, سيظل قويا بالخارج و داخله سيكون اكثر الرجال تشتتا٢ نقطة
, هن الالم، هن الوجع، هن الخيانه٢ نقطة
,
, هن الرزق، هن العشق و بهن يا لجمال النهايه٢ نقطة
, هن القلب و هن العقل٢ نقطة
, وياليت يختار كلاهما خير البدايه٢ نقطة
, فعلي البدايه صدقني تكون النهايه٢ نقطة
, وبئس قلب يغرق في بحار العشق٣ نقطة
, ويختار قلب يرفض الغرق!
, فلا تكن جاحد لقلبك، واختار له من ترفعه عاليا٢ نقطة
, فإن لم تكن انت الامير فلن تكون لك اميره.
, وحتي ان كنت حلما جميل٣ نقطة
, وحتي ان كنت
, حلم سندريلا٣ نقطة
,
, تمت, خارج القائمة
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%