NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة حكاياتنا أغرب من الخيال ( بـنـت قلبي ) | السلسلة العاشرة | ـ الجزء السابع والاخير31/12/2022

mor2010

نسوانجى الاصلى
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
مشرف سابق
إنضم
24 مايو 2022
المشاركات
7,109
مستوى التفاعل
4,920
نقاط
466
الجنس
ذكر
الدولة
egypt
توجه جنسي
أنجذب للإناث
السابق



ارجو من السادة المشرفين التعليق على اي خلل في الالتزام بالقواعد ..
حتى أستطيع اكمال العمل القصصي بشكل سلس لان القصة ستكون على اجزاء ..
جميل التنويه الذي سأعيده ان القصة لا تعبر عن الكاتب نهائيا باي حال من الاحوال ..
القصة ستبدأ بسرد الاحداث ..

ـ الحكاية الخامسة

من سلسله حكاياتنا أغرب من الخيال

الحكاية الخامسة بـنـت قـلـبـى

الجزء الاول


ــ يوسف شاب في أوائل العشرينات من عمره ..
وسيم أنيق طويل القامة مع اعتدال فى القوام ..
له جسم رياضي مفعم بالحيوية واللياقة ...
أنهى دراسته بكلية الهندسة بتفوق وحصل على بعثة الى ألمانيا مدتها عام كمنحة للتفوق وكان بصحبته صديقه رفيق لنفس السبب
رفيق في نفس عمر يوسف لا يقل عنه وسامة درس رفيق مع صديقه بنفس الكلية بجامعة القاهرة إلا انه من أسرة صعيدية ...

أنهى كلا من الصديقين بعثتهما وعاد يوسف الى مصر ..
لبدء حياته العملية وارتباطه بحياة حب عمره ...
والزواج منها بينما قرر رفيق الزواج من محبوبته كلوديا الفتاة الألمانية التي تعرف عليها بألمانيا واستقر في حياته هناك وأخبر والديه أنه أستقر للعمل هناك دون أن يخبرهما بزواجه من ألمانية .

عاد يوسف حيث استلم عمله في المكتب الهندسي الذي يملكه والده وارتبط بحياة وتزوج منها حيث قضى معها أيام مليئة بالحب والدفء والسعادة

ـ حياة فتاة ناعمة فائقة الجمال تملك عيونا ساحرة ...
وملامح جذابة وشعرا كثيفا ناعما كستنائى اللون ,...
هامت عشقا في حب يوسف ...
كما هام هو أيضا في عشقها ..
وكان كل من يراهما يتمنى لو أن يعيش قصة حبهما

ــ مرت أعواما توفي والد يوسف ..
وأصبح يوسف هو المسئول عن مكتب والده بينما ..
حياة قد أصابها شيء من الحزن والضيق لأنها لم ترزق أطفالا ..
وكانت تخشى من فقدان يوسف ..
وبحثه عن زوجة أخرى تمنحه ما لم تستطع هي أن تمنحه اياه ...
ولكن يوسف كان متمسك بحياة يحبها بل يتنفس حبها ...
ولا يستطيع أن يفرط فيها يوما ما....

حياة ل يوسف : أعلم أنني لم أمنحك ما يبغيه كل رجل فلن ألومك لو أنك تركتني وتزوجت بأخرى لأنني فشلت في إسعادك
يوسف يضع أصابعه على فم حياة قائلا :
ليتني كنت شفاهك هذه فلم أطاوعك على نطق حرف واحد مما قلتيه الآن ...
ألا تعلمين كم أتنفس هوائك وكيف يسري حبك في عروقي كمجرى الدم في الوريد ألا تدركين أم أنكي تحبين أن تسمعينها دائما ....
أنت لست حياة بل أنت حياتي أنا أتبغين أن تفارق حياتي جسدي؟
اطمأنت حياة لكلمات يوسف وأسندت رأسها على صدره حيث أحاطها هو الآخر بذراعيه وغابا عن الوجود في عالم العشق والهيام.

كان يوسف يذهب يوميا الى عمله بانتظام ويعود لقضاء باقي يومه مع حياة
وأحيانا يخرجان للتنزه والرحلات الترفيهية كل من يراهما يظنهما عروسين في شهر العسل.

تمر الشهور والأعوام ويتقدم يوسف في عمله
وحياة تعاونه لتشغل فراغها ولتظل الى جواره أطول فترة ممكنة

وذات يوم بينما يوسف في عمله إذا برفيق يتصل به
يوسف : ألو أهلا رفيق كم توحشتك ماهي أخبارك وأخبار طفلتك مممممممم أأأأأ أليس اسمها صافي ....صوفي
رفيق : ههههههههههه صوفيا يا يوسف صوفيا ...نحن بخير ها هي قد أتمت عامها الثاني عشر
يوسف : ياااااااااااااه كم تمر السنوات سريعا
ألم يأن الأوان لأن تعود إلى بلدك يا رفيق
رفيق : ليس بعد يا يوسف فأنا مرتبط بأعمال وتشابكت كل أعمالي
وأصبح تصفية الأعمال هذه الفترة أمر صعب جدا .........
وبعد وفاة كلوديا والدة صوفيا وأنا أتركهها للمربية هي من تباشرها وتعتني بها ولكن .....
يوسف : ولكن ماذا يا رفيق أهناك خطب ما ؟
رفيق : أنت تعلم أنني مصري وأتمسك بعاداتي المصرية ولكن صوفيا هنا تعيش في ألمانيا وأنا غير متفرغ لها كي أحارب التأثير الغربي عليها وأطبعها بطباع المصريين كما ان مربيتها ستغادر البلد مع أبنائها ولن أثق في مربية أخرى ..
فأنا أريد منك خدمة
يوسف : ماهي ؟
رفيق : أود أن أرسل إليك صوفيا لتعيش معك أنت وزوجتك قرابة عام واحد حتى تنتهي جميع ارتباطاتي هنا وأصفي أعمالي وأعود إلى مصر
يوسف: ولكن الأمر ليس سهلا يا رفيق فكيف ستكمل دراستها هنا و .......
قاطعه رفيق : لا تخشى شيئا يا يوسف صوفيا مسلمة وتحمل الجنسية المصرية وتتحدث العربية كما تتحدث الألمانية فأنا حرصت على أن تتعلم اللغة العربية لأنني أعلم أننا سوف نعود يوما ما إلى مصر
يوسف : إذن فالأمر سهل حقا
رفيق : ولكن لي رجاء عندك ...
لا تخبر أحدا من أهلي بالصعيد عنها شيئا أو عن زواجي فهم كما تعلم لا يدرون شيئا عن زواجي وأخشى أذا علموا شيئا عن صوفيا أن تتعرض لأذى فكما قصصت عليك من قبل أن عمي وأبناؤه يضمرون لي الكراهية لأنني رفضت الزواج من ابنة عمي وخالفت قوانين العائلة
يوسف :................( جال يوسف بخاطره فيما يقول رفيق )
رفيق : يوسف ....أين ذهبت ؟؟
يوسف: ها نعم أنا معك يا رفيق ..
أرسل صوفيا وسوف أنتظرها ولا تقلق بشأنها بإذن **** .

أنهى يوسف مكالمته مع رفيق وشرد فترة طويلة يفكر كيف سيتصرف مع هذه الطفلة الغريبة وكيف ستكون شكل الحياة بعد أن تقتحم حياتهما وهل ستتقبل حياة وجودها بالبيت وترى ماهي طباعها وهل طباعها الغربية
من الممكن أن تتحول وتكون سهلة التقويم ........
تساؤلات كثيرة تدور برأس يوسف منذ أنهى مكالمته مع رفيق
حتى استقر رأيه للنقاش مع حياة في هذا الأمر فهي زوجته وشريكة حياته وسيدة المنزل ويجب أن تبدي موافقتها على وجود هذه الطفلة في بيتها قبل أن يتصرف في شيء.

بعد أن قص يوسف على حياة ما دار بينه وبين رفيق فكرت قليلا ثم أجابته :
ولم لا يا يوسف إنني أشعر بوحدة حتى تعود إلي من العمل
فربما تؤنسني وتملأ فراغ حياتي وأستشعر إحساس الأمومة
ولو لعام واحد فقط
يوسف: ولكنها ليست ابنتنا والوضع مؤقت يا حياة ...
ثم انها تربت سنوات في ألمانيا ورغبة والدها هي تربيتها على العادات والتقاليد المصرية وربما هذا يكون أمرا ليس بالهين
وربما تكون ذات شخصية عنيدة فنشقى معها .
حياة : اعتبرها تجربة اما نجحنا أو أخفقنا فنتحمل وجودها هذا العام حتى يعود والدها ويأخذها
يوسف : حسنا ........ سأتصل به لأعلم منه موعد وصولها

اتصل يوسف برفيق لمعرفة موعد وصول صوفيا حيث أخبره بوصولها بعد ثلاثة أيام وأخبره عن بعض عاداتها وطباعها وصفاتها كم هي حساسة ورقيقة ومحبة للرسم وتمارس رياضة السباحة وركوب الخيل
وخلال هذه الأيام الثلاثة أعدت فيها حياة الغرفة الفارغة في شقتها والتي كانت تدخرها لأولادها ووضعت بها سريرا مناسبا ودولابا متوسط الحجم لونهما وردي مختلط باللون الأبيض وزينتها بالديكورات المناسبة للفتيات والستائر الوردية المنقوش بالورود والفراشات
وزينت الجدران ببعض الصور الطريفة للشخصيات
الكرتونية .......
حياة تشعر بدبيب الحياة في الغرفة التي طالما أغلقت لسنوات وكانت بمثابة مخزنا لقطع الأثاث الغير مستخدمة ...
وكأنما تعد الغرفة لاستقبال أول مولود لها ،
ثم أفاقت من حلمها زفرة طويلة مليئة بالأسى
واستأنفت ترتيب الغرفة
حتى عاد يوسف فوجدها منهمكة في ترتيبها فدخل عليها
حيث انبهر بجمال وأناقة الغرفة
التي لم يرها بهذا الجمال من قبل وربما انتابه نفس شعور حياة من الأسى والحزن على الحرمان من الأبناء ولكنه أخفى مشاعره حتى لا يجرح زوجته واثني على ما صنعته بالغرفة

وقال لها مبتسما : ما كل هذا انها ضيفة وليست صاحبة مكان
حياة : دعني أتوهم شعور الأمومة يا يوسف
خرقت كلمات حياة قلب يوسف فضمها إلى صدره ضمة حانية
وملس بيديه على شعرها ثم قبلها من جبينها
ومسح بإصبعيه دمعة انزلقت من عينيها قائلا :
لم تشعرين بهذا الإحساس معي أنا ...
ألست طفلا يحتاج إلى تدليلك واهتمامك
حياة : وهل أنا غير مهتمة بك ؟
يوسف : ربما أنني أشعر بذلك منذ يومين ...
منذ أن انهمكت في أعداد هذه الغرفة ...
فلم لا تعيريني اهتمامك الآن لبعض الوقت ..
حياة مبتسمة : بماذا يا ترى؟
يوسف :تعالي معي إلى غرفتنا ساعديني في تبديل ملابسي ..
وسأخبرك بالباقي هناك
حياة تبتسم بخجل وتحيط خصره بذراعها وهي تمضي معه إلى الغرفة ..
حيث تبادلا فيها لحظات من الحب والعشق الحلال.

..................................................
................................... يتبع

قراءه ممتعة 🙂

الى اللقاء مع الجزء الثانى غداً
واتمنى ان تنال أعجباكم

الجزء الثانى


ــ حان موعد وصول صوفيا فذهب يوسف لاستقبالها بالمطار
وقد عرفها من هيئتها ووصف رفيق لها كما ..
وجدها تشبه الى حد كبير والدتها كلوديا ..
فهي ذات بشرة وردية وعيون زرقاء صافية وشع أشقر ذهبي ناعم
تبدو ألمانية خالصة ..
وكأنها لم ترث من ملامح والدها شيئا تعرفت عليه صوفيا حيث كان يحمل لافته عليها اسمها بالألمانية فأقبلت عليه

فخاطبها بالألمانية : Hallo ...... guten Morgen
فأجابته : Hallo ...... guten Morgen
يوسف : Sind SieSophia?
صوفيا : Ja ؟ أنت أستاذ يوسف أليس كذلك ؟
يوسف : نعم أنا يوسف
صوفيا : أنا أتحدث العربية دائما مع والدي فأنا أعرفها جيدا
يوسف : حسنا هذا رائع فهذا سيسهل عليك الكثير في الحياة هنا .....
تفضلي معي

ثم صحبها الى سيارته ومعها حقائبها وانطلق الى منزله ..
وفي الطريق كانت تحلق بعينيها في كل مكان ..
وكأنها لا تريد أن يفوتها مشهدا دون أن تسجله في ذاكرتها ...
وتملأ عينيها من مصر وطنها الثاني ..

لاحظ يوسف هذا فأخبرها قائلا :
سوف أصحبك أنا وزوجتي للتعرف على القاهرة
وبعض المحافظات الأخرى خلال العطلة الصيفية للدراسة لتتعرفي على ملامح وطنك الثاني ...
صوفيا : حسنا .........
ثم ساد الصمت الاثنان طيلة الطريق حتى وصلوا إلى المنزل
فصعدت صوفيا مع يوسف إلى شقتهم
حيث استقبلتها حياة بترحيب وسعادة .....
انبهرت حياة بجمال ونعومة صوفيا فكم كان وجهها بريء
ومريح جميل الملامح فضمتها إلى صدرها ضمة حانية عجبت صوفيا لحنان هذه السيدة رغم أنها أول مرة تراها.....

اصطحبت حياة صوفيا إلى الحجرة المعدة لها حيث بهرها جمال الحجرة وروعة تنسيقها فسألت حياة : انها رائعة غرفة من هذه ؟
حياة : إنها غرفتك أعددتها لك
صوفيا : وقبل حضوري من كان يقيم بها ؟
حياة : لا أحد
صوفيا : أليس لديكم أبناء؟
حياة : لا لم يرزقنا **** الأطفال فظلت هذه الغرفة فارغة لسنوات ..
وأنت أول من يقيم بها أرجو أن تقضين بها أوقاتا لطيفة

صوفيا : Danke ....أقصد شكرا ..
أعذريني قد أتلفظ ببعض الكلمات الألمانية بحكم العادة لكني أعرف العربية جيدا
حياة : سعدت بوجودك يا صوفيا وأرجو أن تسعدي بإقامتك معنا
وأن تصيري واحدة منا..... ما رأيك لو ناديتك صوفي ؟
صوفيا : OkFrau حياة
حياة : بل نادني بـ ماما حياة
صوفيا : هزت رأسها إيجابا وهي مبتسمة .....ماما حياة
تهللت أسارير حياة طربا لسماع كلمة ماما من صوفي فضمتها إلى صدرها واحتضنتها بحنان
حياة : سوف أتركك لتبدلي ملابسك وتأخذين حمامك وتأتين لتناول الغداء ....
هل تحتاجين مني أي مساعدة
صوفيا : beide..... كلا يمكنني الاعتماد على نفسي فقط أريني مكان الحمام
أشارت حياة إليها بمكان الحمام وتركتها وانصرفت لإعداد الغداء

يوسف يراقب حياة ويرى السعادة ..
وهي تبدو عليها في عجب وقلق من أن تتعلق بصوفيا ..
وهي تعلم أن مهما مكثت لديهم فإقامتها معهم لفترة محدودة

بدلت صوفيا ملابسها وأخذت حماما دافئا ..
ثم بدأت في ترتيب أغراضها داخل الدولاب ..
ثم خرجت من الغرفة لتناول الغداء مع يوسف وحياة ..
كانت ترتدي شورتا قصيرا وتي شيرت بلا أكمام ..
ما لفت نظر يوسف فنظر الى حياة التي أشارت له بعدم التعليق ..
وتناولوا طعام الغداء ثلاثتهم وأخذت حياة تتجاذب أطراف الحديث مع صوفي عن حياتها في ألمانيا وكيف كانت تمضي أوقاتها هناك
وأسلوب الدراسة
أما يوسف فكان يكتفي بالسماع دون المشاركة في الحوار

بعد الغداء استأذنت صوفي للذهاب إلى غرفتها لتأخذ قسطا من الراحة
يوسف لحياة : يبدو أن ملابسها متحررة
حياة : إنها لازالت طفلة وعلى الرغم من ذلك فسوف اصطحبها لشراء الملابس بنفسي منذ الآن

في المساء طرقت حياة على باب غرفة صوفي
ثم ولجت إلى الداخل مستفسرة عن سبب مكوث صوفي بالغرفة
وعزلتها عنهم حيث وجدت صوفي تجلس أما جهاز اللاب توب الخاص بها
ومنهمكة في الكتابة والمراسلة
فسألتها عن سبب انهماكها هكذا وعزلتها في الغرفة
صوفي : إنني أطمأن والدي على وأحادث أصدقائي بألمانيا لقد تركت كل شيء لي هناك وصرت بدونهم جميعا
حياة : ألا ترضين بي صديقة جديدة وأما تعوضك عن فراقهم ...
ثم أن والدك سوف يأتيك بعد عام ولن يتركك
صوفي : أشعر بأنك حنونة جدا
ولكن هل لي أن أنفصل عنهم فجأة ؟؟!!
أنني أحتاج بعض الوقت لاعتاد الوضع الجديد
وأألف الأشخاص الأماكن الجديدة

حياة : ومن هم أصدقائك إذن ؟
صوفي : لارا ومورين و جاك وليليان أصدقائي بالمدرسة
حياة تحدث نفسها وتتساءل كيف يمكن أن تتحول عادات صوفي التي اكتسبتها من ألمانيا إلى عادات أخرى مصرية بعيد عن المخالطة وأقرب إلى التدين والاحتشام
حياة : لم لا تقومين معي لصلاة العشاء ؟
صوفي : حسنا
حياة : أتعرفين كيف تتوضئين وكيف تصلين ؟
صوفي : نعم أنني أحافظ على الصلوات وكنت أذهب لصلاة الجمعة
مع والدي إلى المسجد

حياة براحة وسعادة : إذن هيا بنا
قامت صوفي مع حياة لأداء **** العشاء
مضت ليلتهم وفي الصباح استيقظت حياة لإعداد الإفطار
ودعت يوسف وصوفي لتناول الإفطار
قبل نزول يوسف للعمل ولكنها لم تجد صوفي بغرفتها فخرجت ..
وأخبرت يوسف الذي تعجب بدوره فإلى أين قد تكون ذهب ..
وهي لا تعرف شيئا في القاهرة ..
وهو لا يدري حتى إن كانت تملك هاتفا نقالا أم لا ..
فخرج مسرعا للبحث عنها ..

وفور خروجه من باب العمارة إذا به يجدها تمارس رياضة الجري حول حديقة العمارة ومعها مجموعة من البنات والشباب الصغير غضب يوسف من تصرف صوفي ..
وناداها بحزم فأقبلت عليه مندهشة غير مدركة لسبب غضبه ..
فصعد أمامها وصعدت خلفه حتى ولجا إلى الشقة

حياة كانت قد راقبت الموقف من النافذة
وما أن هم يوسف بأن يصيح غضبا إلا أنها أدركته ومضت به إلى غرفتهما وطلبت منه ضبط النفس
حياة : لا تنسى أنها مضت سنوات حياتها في ألمانيا ..
والأمر يحتاج إلى وقت من المؤكد أنها غير مدركة لسبب غضبك من فضلك اهدأ الأمر يحتاج إلى بعض الوقت
يوسف بضيق : يبدو أننا سنعاني من تصرفاتها قبل أن تعتاد على نظام حياتنا
حياة : لن تتغير بين عشية وضحاها والبنات تحتاج إلى اللين والصبر لا القسوة والشدة دعها لي

خرج يوسف على مضض وتناول طعام الإفطار ثم مضى إلى عمله
وبعد أن انصرف يوسف

صوفي لحياة : ما الخطب هل صدر مني تصرف يغضبه ؟
حياة : أنها فقط اختلاف العادات بين هنا وألمانيا حبيبتي ..
والوضع الجديد الذي يحتاج لبعض الوقت حتى تألفينه ..
فمجتمعنا يرفض الاختلاط بين الشباب والفتيات بدءا من سن معينة ..
والبنت يجب أن تستأذن قبل خروجها من البيت
ولا يجب أن تحدث الغرباء

صوفي : معذرة ولكني تصرفت على سجيتي ولم أقصد شيء يغضبه
حياة : لا عليك حبيبتي ......
ما رأيك بعد الغداء بأن نذهب إلى النادي
صوفي بسرور : wunderbar(رائع) ...
إنني أحب السباحة وركوب الخيل .
بعد الغداء استعد ثلاثتهم وذهبوا جميعا إلى النادي ..
حيث استمتعت صوفي بركوب الخيل وخصوصا الخيول العربية الأصيلة ..
ثم مضت وقتا لطيفا في مشاهدة بعض الألعاب ..
ثم ذهبت لتبديل ملابسها لتمارس رياضة السباحة .. ..
وتفاجأ يوسف وحياة حيث قفزت صوفي في حوض السباحة
وهي ترتدي مايوه من قطعتين فلم يتمالك يوسف نفسه من الغضب حيث ناداها بغضب لتخرج من الماء وأمرها بتغيير ملابسها للانصراف

ــ في المنزل
يوسف لصوفي بغضب : اسمعيني جيدا هنا يختلف تماما عن ألمانيا هنا لنا عادات وتقاليد يجب أن تدرسيها وتتفهميها جيدا وتحافظين عليها ولن أحتمل منك أي تجاوزات أخرى أفهمتي ؟
ذهبت صوفي مسرعة إلى غرفتها وانهارت في بكاء مرير وشعرت من وقتها ان يوسف لن يعوضها عن والدها وأنه لا يحبها
حياة ليوسف : قلت لك لا تنهرها وهي لن تتغير بين يوم آخر
يوسف : انني انفعل عندما أجد هذه التصرفات أمطلوب مني أن أتحلى بالبرود حتى تعتاد هي على أخلاقياتنا؟!

حياة انصرفت متوجهة إلى صوفي لتهدئتها
صوفي : لماذا الأستاذ يوسف يكرهني ؟
حياة : لا تقولين هذا يا حبيبتي هو فقط عصبي ويحب أن يراكي أفضل ..
لا تنزعجين فأنا أحبك جدا ولن أتركك ........
ثم ضمتها إلى صدرها بحنان
ومنذ تلك اللحظة وحياة وصوفي لا تترك أحداهما الأخرى
فيمضيان أوقاتا طويلة في الحديث عن كل شيء ..
وتتلازمان في الخروج لشراء الأغراض والنزهة ..
حتى أن حياة كانت تقوم بتوصيلها إلى المدرسة وتعود لأخذها ..
مضت فترة على ذلك الحال حيث وجدت صوفي
حنان الأم مع حياة والذي فقدته في صغرها كما وجدت حياة شعور الأمومة مع صوفي والذي طالما تمنت أن تشعر به

بدت صوفي تعتاد الحياة المصرية وتكتسب من عاداتها
حتى انها ارتدت ال**** واكتفت بمصادقة الفتيات فكن كثيرات حيث أن ملامح صوفي الأوربية وبراءتها جذبت اليها العديد من الصديقات
كما انها كانت متميزة في دراستها
ومعلميها يثنن عليها وعلى ذكائها ..

الا يوسف فكان يشعر ببعض الغيرة لقرب صوفي من زوجته واستحواذها على اهتمامها ووقتها حتى انه لا يكاد ينفرد زوجته الا دقائق كل يوم قبل النوم

...........................................................................
.......................................................... يتبع


قراءه ممتعة 🙂

--------------------------------

الجزء الثالث

ــ يوسف وحياة في غرفة نومهما

يوسف : كدت لا أراكي إلا وقت النوم وأنت منهكة ...
لقد صرتي تقضين كل وقتك مع صوفي ولم أعد في دائرة اهتمامك

اعتدلت حياة وقالت ليوسف:
لما تشعر بذلك يايوسف
فأنا لم أتغير ولكن صوفي تحتاج لرعاية واهتمام من نوع خاص ..
أنسيت أنها غريبة هنا وليس لها أحدا ولا تعرف شيئا هنا .؟
هل تريدنا أن نتركها تتخبط في الحياة هنا....
ثم إنني لا أدري لماذا أنت غير مرحب بها وبوجودها ...
إنها بنت لطيفة وذكية ورقيقة .....
ليت كانت لنا ابنه مثلها

يوسف : صرت أغار عليك منها وحمدا لله إنها سترحل عنا بعد فترة وإلا كنت أرسلتها إلى والدها هههههه

حياة : آه منك كم أنت كالأطفال أتغار من ابنة صديقك فماذا لو كان ابنا وليس ابنة

يوسف بانفعال مازحا : كنت طردته فورا ....
بل لم أكن أسمح له بدخول المنزل أساسا

حياه تبتسم وتحتضن يوسف :
انك أنت أهم شيء في حياتي ولا تخلط بين حبي لك ..
وحبي لصوفي فالأمران يختلفان كل الاختلاف

يوسف بمكر : وكيف الاختلاف

حياة علت صوتها بضحكة عذبة قائلة :
انك ماكر حقا ...
ثم قضيا ليلتهما في حب وسعادة حتى الصباح

سعادة أثلجت صدر يوسف بعض الشيء وأزالت الكدر من قلبه

مضت أشهرا واقترب موعد وصول رفيق ..
ولكنه اعتذر عن القوم هذا العام لعدم قدرته على فض أعماله في ألمانيا ..
حتى ذلك الحين وكان يرسل نقودا لصوفي عن طريق البنك لتفي بأغراضها ..
ولكن يوسف كان يرفض أن تصرف صوفي من هذه النقود وهي نقيم في منزله

ــ مرت ثلاثة أعوام أخرى وصوفي تقيم في منزل يوسف وحياة

حياة تزداد تعلقا بصوفي وصوفي أيضا تزداد تعلقا بحياة

يوسف لا يدري لماذا أصبح أكثر ضيقا من وجود صوفي في حياتهم ..
خاصة أنها صارت شابة صغيرة وغريبة عنه ..
وكم يشعر بعدم الراحة في بيته لوجود تلك الفتاة ..
وأصبح أكثر تقيدا في تصرفاته ...
كم صار وجودها عبء في حياته فصار يتجنبها ويقضي أوقاتا كثيرة خارج البيت

صوفي أصبحت شابة وازدادت نعومة وجمالا وتفوق في دراستها ...
تشعر دائما باجتناب يوسف لها وعدم راحته في الجلوس معها
وكانت تتمنى أن يأتي والدها لترحل عنه ..
ولكن ارتباطها وحبها لحياة يجعلها تريد البقاء معها

ــ عاد رفيق بعد مضي أربع سنوات قضتهم صوفي في منزل صديقه وزوجته واشترى منزلا ليعيش به هو وصوفي

غادرت صوفي منزل يوسف وحياة ..
وتركت جزءا من قلبها مع حياة بينما قلب حياة يتمزق لفراق صوفي

يوسف لم يكن يعلم أن زوجته سوف تذبل لفراق صوفي
فأصبح في حيرة أيسعد لتحرره من وجودها وعودة حياة له وحده ؟
أم يحزن على حال زوجته ؟
فكان يحاول دائما أن يسعدها بالنزهة والرحلات قدر ما يستطيع

كانت حياة تدخل إلى غرفة صوفي وتمضي أوقاتا داخلها تتذكر أوقاتهم معا وتتفقد بقاياها في أنحاء الغرفة من رسوم وبعض الأغراض

أما صوفي فكانت تزور حياة من حين لآخر يمضيان بعض الوقت معا

حياة بعد أن كانت قد استسلمت لقدرها بأن تعيش بلا ***** عادت الفكرة تلح عليها بقوة فدأبت البحث عن طريقة للعلاج كي ترزق بالأطفال إلى أن استقر رأيها حسبما أشار عليها الطبيب بإجراء عملية جراحية

رفض يوسف إجراء العملية

يوسف : لا أريد أطفالا فهذه العملية غير مأمونة وسبق أن حذرنا الطبيب منها لأن نسبة نجاحها ضعيفة والخطر وارد .
حياة : العلم يتقدم والطبيب هذه المرة أعطاني أملا في نجاح العملية

وتحت إصرار وإلحاح حياة لم يجد يوسف أمامه خيارا إلا الاستسلام لرغبتها

ــ أجرت حياة العملية وتمت بنجاح وحملت في بطنها جنينا كادت تطير فرحا لأنها اقتربت من تحقيق حلمها حمدت ربها وسر يوسف لحملها ولكن الطبيب حذره لأن الحمل بالنسبة لها معجزة وسيكون مجهدا لها وقد تكون هذه هي الفرصة الوحيدة للحمل بالنسبة لها

ــ مضت شهورا على حياة وهي تنتظر مولودها وتجهز له الأغراض ...
كانت كلما تقدمت في عمر حملها وهنت وازداد ضعفها ..
حتى أوشكت ساعة الميلاد ...
قرر الطبيب إجراء عملية للتوليد حيث أنها من الصعب أن تلد بصورة طبيعية
ورزقت حياة بطفلة ولكن لصعوبة الولادة أصيبت حياة بنزيف حاد فسارع الطبيب والممرضات ويوسف بالبحث عن فصيلة دمها حتى يتم تدارك الأمر ....
ولكن أتى قضاء **** ففارقت حياة الحياة قبل أن ترى طفلتها وتضمها الى صدرها

فارقت حلمها الجميل بعد أن أصبح حقيقة

فارقت يوسف وتركت له طفلة لتكون جزءا منها يحمله بين يديه فارقته وتركت له أحزانا وآلاما تمزق قلبه

قرر يوسف تسمية المولودة حياة ليظل ذكر زوجته على لسانه مدى الحياة .

كانت المولودة هزيلة لأن ولادتها كانت مبكرة فتم وضعها بالحضانة بضعة أيام
حتى تتعافى ويكتمل نموها

صار يوسف بين ألم فراق زوجته وبين حيرته في أمر صغيرته التي لا يدري كيفيعتني بها ويرعاها خاصة أن أخته الوحيدة سعاد تقيم في في دولة عربية معزوجها وتأتي زيارات قصيرة الى مصر

صوفي لا تقل حزنا على فراق حياة فكانت بالنسبة لها بمثابة أما حانية

صوفي لوالدها رفيق : أبي أريد أن أتولى رعاية حياة الصغيرة
رفيق : ولكنك لا زلت صغيرة وتدرسين فكيف تستطيعين فعل ذلك؟
صوفي :نحن في عطلة الدراسة وخلال هذه الفترة سأجتهد في التدرب على رعايتها وان عجزت سأستعين بمربية بعد إذنك.
رفيق يشعر بوفاء ابنته وحنو مشاعرها :
وانا سأعاونك ولعل هذا ردا لجزء من جميل يوسف وحياة علي عندما أقمت عندهم أربع سنوات
صوفي شعرت بارتياح لموافقة والدها الذي بدوره فاتح يوسف في الموضوع
رفيق : يوسف ابنتك هي ابنتي وصوفي تود أن تتولى رعايتها
يوسف : كيف لطفلة مثل صوفي أن تتولى رعاية طفلة مولودة مثل حياة !!...
الأمر صعب
رفيق : وهل كان صعب عندما احتملت وجود صوفي عندك أربعة سنوات؟؟
يوسف : صوفي لم تكن بسن حياة ....
لا تقارن هذه بتلك ....
ثم أنه ليس واجبا عليك أن تردها الى فأنا لم أفعل المستحيل
رفيق : ونحن ايضا لن نفعل المستحيل دعها انها ستكون في أيدي أمينة
يوسف : ودراسة صوفي ؟
رفيق : أثناء فترة الدراسة سنستعين بوجود مربية تساعد صوفي .........
وافق يا أخي ولا تعاند لن يكون الوضع سيء بإذن **** وتوكل على ****

يوسف بعد أن فكر برهة في الأمر وجد أنه لا خيار لديه إلا ما اقترحته صوفي ووالدها بل هما بذلك أنقذاه من مشكلة كبيرة

بعد انتهاء فترة علاج حياة بالحضانة ضمتها صوفي في حضنها بحنان
وكأنها تحتضن جزءا من حياة وحملت أغراضها وانتقلت مع رفيق
ويوسف الى شقة رفيق حيثأعدت لها هناك جانب من غرفتها خصصته لحياة لتكون الى جوارها وأتى يوسف لها ببعض الأغراض والأغذية واستأجر لها مربية لتعاون صوفي في رعايتها

صوفي تشعر براحة تثلج صدرها لوجود حياة الصغيرة معها
يوسف يحدث نفسه وكأنه يحدث حياة زوجته :
رغم ان صوفي استحوذت على اهتمامك على مدى أربع سنوات
وأخذتك مني إلا أن ما صنعتيه لم يذهب هباءا فها هي صوفي
الآن ترعى ابنتنا ولكني أخشى أن تأخذها مني هي الأخرى

ــــ تمر الأيام والشهور والأحوال مستقرة
صوفي تهتم بحياة وتذهب لجامعتها حيث التحقت بكلية الفنون الجميلة فتترك حياة مع المربية نهارا وتعاود تقضي معها باقي اليوم

يوسف يداوم عمله لساعات أطول حتى لا يترك نفسه فريسة للفكر والأحزان
وبين اليوم والآخر يذهب للاطمئنان على حياة ومعه أغراضا لها وأغذية


.................................................................
.............................................. يتبع


قراءه ممتعة
🙂


الجزء الرابع



ــ حياة الصغيرة بدت تأخذ ملامح والدتها ....
وبدأت تحبو وتمشي وارتبطت بصوفي وتعلقت بها

ــ رفيق بدأ يشعر بنوبات مرضية تصيبه بحالات من الإغماء ..
ويتم نقله للمستشفى بين الحين والآخر
وحينما اشتد عليه الإعياء طلب يوسف ليخبره بأمر ما

رفيق ليوسف: اسمع يا يوسف فأنا أشعر بشدة الإعياء
وأخشى على صوفيا فقد ظلمناها أنا والدتها كثيرا ..
فكم كنا نفكر فقط في أنفسناعندما قررت أن أتزوج ...
وأخفي الأمر عن أهلي وقررت كلوديا زوجتي أن تتزوجني ..
رغم رفض أهلها لي واعتقدنا أن بإمكاننا الاستغناء عن الجميع ....
وها قد رحلت كلوديا وتركت لي صوفي ..
وسنها سبع سنوات وها أنا الآن أشعر بقرب الأجل ..
وسوف تصير صوفي بلا أبا أو أما أو أهلا
فأهل كلوديا تنكروا لها منذ تزوجنا ولا يأبهون بأمرها
وأهلي يعتقدون أنني عازفا عن الزواج ولا يدرون شيئا عن زواجي وعن صوفي
وها هي المسكينة ستذوق الأمرين بعد رحيلي ...
ولم أكن أفكر هكذا قبل أن يتملك مني المرض

يوسف : أطال **** بقاءك وعفى عنك يا رفيق
قاطعه رفيق : يوسف اسمعني فلا أدري كم بقى في عمري ..
فأردت أن أوصيك وصية
أعلم أني أخطأت وكما عهدت فيك الوفاء أريدك أن تعاونني على اصلاح خطأي
فأنا عندما اختلفت مع أحد الشركات هناك في ألمانيا وفسخت العقد معهم طالبوني بشرط جزائي كبير وعجزت عن سداده فحجزوا على ممتلكاتي هناك
ولم يبق لدي الا ما اشتريت به هذه الشقة ومبلغ يسير استطعت أن أبدأ به من جديد هنافي مصر

ولكن ميراثي من والدي ووالدتي في الصعيد كبير جدا ولو توفيت ستذهب أملاكي كلها لجدي ولأبناء عمومي لأنهم لا يعلمون شيئا عن صوفيا
وبهذا أكون قد ظلمتها للمرة الألف
أعلم أن الأمر صعب عليك ولكني أريدك أن تقف الى جوار صوفيا حتى تنال حقها
من الميراث وتجد أهلا لها قد يعوضونها عن ما فقدته المسكينة
وتفعل ما جبنت أنا عن فعله كل السنوات الماضة وتساعدني في تصحيح أخطائي
أعرف أنك شقيت بصداقتي ولكني أيضا أعرفك لن تخذلني كما عدهتك
عدني يايوسف أنك ستفعل .......عدني
يوسف بعد صمت وهو يربت على كف رفيق : أعدك

ـــ مضت بضعة أيام ساءت فيها حالة رفيق الصحية حتى توفاه ****
وهو على فراش المرض لتبدأ رحلة يوسف مع صوفي لتنفيذ وصية والدها
شعرت صوفي أن الدنيا أصبحت فارغة من حولها فلم يعد لها أحدا تلقي بهمومهافيصدره فقط كانت تمضي الساعات منعزلة في غرفتها وتضم حياة الى صدرها علهاتطفيء نيران قلبها المشتعلة

ـ المربية : سيدتي كل من عليها فان ...
اصبري واحتسبي واصمدي فإن الحياةأمامك والمستقبل لكي ....
من منا لم يفارق أحباءه انها سنة الحياة
صوفي لا ترد وتكتفي بإيماءات وجهها التي تنم عن الموافقة
المربية : هذا موعد إطعام حياة هل تعطيني إياها لأطعمها
صوفي : لا بل دعيني أطعمها بنفسي ..
لا اريدها أن تغادرني فهي تلهيني عن أحزاني

في تلك الأثناء كان يوسف قد سافر الى الصعيد لتعزية أهل رفيق
والتعرف عليهم قبل أن يفاتحهم في أمر صوفيا
هناك وجد عمه الحاج قاسم وابناءه وعمه رضا وابناءه ..
وأيضا جده الحاج عبيد رجلا هرم مريض جاوز الثمانين من عمره
ومن خلال حديثه مع المعزيين علم أن الحاج عبيد هو المتصرف في شئون العائلةوأن الجميع يستشيرونه في كل كبيرة وصغيرة وكم أنه راجح العقل قوي الشكيمةرغم كبر سنة ومرضه

بعد انقضاء أيام العزاء طلب فارس مقابلة الحاج عبيد
الحاج عبيد : تفضل يا بني أنت يوسف صديق ..
ولد ولدي رفيق رأيتك مرة واحدة معه منذ أكثر من عشرين عاما ...
وكان ذكرك دائما على لسانة قبل أن تأخذه المشاغل والسفر و.......
ثم نزلت دمعتان من عيني الحاج عبيد

يوسف : الدوام لله ياحاج عبيد
الحاج عبيد : ونعم ب**** يابني
يوسف : حمدا لله أنك تعرفني وتعرف أني صديق رفيق المقرب ...
فهذا سيسهل علي الأمر الذي أتيتك من أجله
الحاج عبيد : خير يا بني
ثم قص يوسف على الحاج عبيد كل تفاصيل زواج رفيق
وعن صوفيا ووصية رفيق له قبل وفاته
استمع الحاج عبيد وهو في شرود ......
حتى بعد أن انتهى يوسف من حديثه ظل الحاج عبيد شاردا لفترة

انتظر يوسف أن يخرج الحاج عبيد من شروده ويعلق على ما قصه عليه
وبعد فترة وجيزة
الحاج عبيد : كنت اشك في أن رفيق قد تزوج لم أصدق أنه عاش أعزبا
كل هذه السنوات ولكن تخيلته سوف يدخل علي يوما
ويعترف لي ولكن لم أتوقع أن أعرفذلك بعد وفاته رحمه ****
اسمع يابني الدنيا تتغير حولنا وعاداتنا وتقاليدنا عمرها ما تغيرت
ولو كنت تعرفني منذ عشرين عاما ما كنت استطعت تقص علي هذه القصة لقد هدني موت ابني الكبير صابر والد رفيق كان أحن وأطيب أولادي
كنت دائما أقول له ان قلبه رهيف وطيبته ستضره وتطمع الناس فيه حتى اخوته
وولده رفيق ورث طيبة قلبه منه......

ومنذ توفي صابر وقد هدني المرض وكسرقلبي
وأدركت كم قسوت عليه ليشتد عوده ...
وندمت على قسوتي معه بعد أنفقدته للأبد
وكنت أتمنى أن يعود رفيق ليعوضني عن والده وأعوضه عن قسوتي
مع والده أحب أبنائي الى قلبي
ولكن أشعر أن **** ينتقم مني فحرمني من كل قلب حنون....
فباقي أبنائي وأولادهم ورثوا غلظة القلب والقسوة بل وزادعليهم
مالم أكن أتمناه ( الحقد والطمع)

اسمعني يا يوسف أريدك أن تأخذني معك الى القاهرة أريد أن أرى ابنة رفيق أريد أن أضمها إلى حضني
يوسف : ولم تتحمل عناء السفر وأنت مريض سوف آتيك بها الى هنا
الحاج عبيد : الأمر ليس سهلا كما تتخيل فعمومها وأبناء عمومها لن يرحبون بها ولن يتقبلوا الأمر فأنا أدرى بهم وبقلوبهم
اسمع كلامي وخذني معك فبمجرد علمي بوجد حفيدة لي من صابر ابني بدأت الحياة تدب داخلي من جديد
أطاع يوسف الحاج عبيد ورحب بسفره معه

بينما تعجب أبناؤه قاسم ورضا من سفر والدهم
قاسم : كيف ستسافر وانت مريض ؟ ولم السفر ؟
الحاج عبيد : في القاهرة طبيب ماهر جدا وانا احتاج الى الفحص والعلاج ..
ونظر الى يوسف مبتسما الذي بدوره بادله الابتسامة وخفض رأسه أرضاً
رضا : ولم لم تطلب منا أن نسافر بك نحن أبناءك لم تذهب مع الضيف؟
الحاج عبيد : أنتما لا تعلمان شيئا في القاهرة ويوسف سيصطحبني معه
قاسم :لا نعلم شيئا ؟ أترانا بقرا أو جاموسا ؟
الحاج عبيد : نعم أنتم بقرا وجاموسا ولا أريد كثرة حديث
قاسم :فلنأتي معكم إذن
الحاج عبيد : لا هل سنسافر جميعا ونترك النساء هنا!!
رضا :معهم أبناءنا الرجال يا والدي
الحاج عبيد : أووووه تعبت منكم ........
اختصار الحديث أنا تعبت منكم وذاهب بعيدا عنكم لأجدد هواء وأماكن و ...
(ونظر إليهم نظره تأفف واستكملحديثه).... وبشر
هيا بنا يا يوسف هيا
نظر كل من قاسم وراضي بعضهما الى بعض وهما يضربان كفا على كف متعجبين من حال والدهما

ــ في القاهرة

حمل يوسف حقيبة الحاج عبيد وصعد به الى شقة صوفيا واستأذن للدخول
صوفيا قدمت اليهم وهي لا تعلم من الزائر
يوسف للحاج عيد : انها صوفيا ابنة رفيق

ــ نظر إليها نظرة عميقة يتمعن في ملامحها ورغم أنها لا تشبه والدها الا انه استشعر في ملامحها حنان وطيبة والدها فضمها إلى صدره بحنان
ارتبكت صوفي ونظرت إلى يوسف متسائلة بعينيها من هذا؟
يوسف: أنه جد والدك الحاج عبيد
اطمأنت صوفي لرد يوسف واستقرت في أحضان جدها مطمئنة وسالت دموعهما فكل منهما يتوق لحضن دافئ حنون يحفف الحزن ويزيل الكدر عن قلبه

اطمأنت صوفي لقدوم جدها وترحيبه وفرحته بها وسر الحاج عبيد لرؤية حفيدة ابنه صابر وابنة رفيق جلسا فترة طويلة يقضيانها في الحديث والسؤال عن أحوالهما ويقصان كل منهما شيئا صوفي تقص لجدها عن حياتها وسنوات عمرها كيف تقضيها والجد يقص لصوفي عن جدها صابر ووالدها وحياتهم في الصعيد أخذهم الكلام ولم يشعران بيوسف وقد غادرهما إلى غرفة حياة يطمئن عليها فوجدها نائمة فظل يتأملها فترة ويملأ عينيه منها كم أصبحت تشبه والدتها كثيرا وكم يخشى عليها من الأيام القادمة بعد أن تغادرها صوفيا وتذهب للحياة مع أهلها وقد تعلقت بها حياة حتى استيقظت حياة من نومها فوجدت والدها أمامها فابتسمت له وهمت فاحتضنته ويلاعبها وتلاعبه وقد كان متشوقا لها ولبراءتها فأخذ يداعبها ويلهوان بالألعاب حتى أن صوت ضحكاتها ودبيب أقدامها سمعه الحاج عبيد وصوفيا بالخارج

فانتبهت صوفيا ودخلت الغرفة فوجدت يوسف وحياه يمرحان
يوسف : هل أزعجتكما بلهوي مع حياة
صوفي وهي مبتسمة : لا أبدا فقط أعتذر لقد انشغلت عنك بوجود جدي ولم أقدم لكما شيئا حالا ساعد الغداء
يوسف : لا داعي سأنصرف الآن حتى يستريح الحاج عبيد وتكونا على راحتكما وسأعود إليكما غدا بإذن ****.....
وهم يوسف بالخروج
صوفي : أستاذ يوسف ....
لا أدري كيف أشكرك فقد منحتني الإحساس بالأمان ورددت إلى أهلي وأسرتي وتحملتني في طفولتي في بيتك ..
لقد فعلت من أجلي الكثير ولم تكن مضطرا لهذا
يوسف : لم أفعل الكثير بل أنه الواجب ......
رفيق رحمه **** صديق عمري وأنت ابنة صديق عمري أي جزء منه .........
ويكفي انك ترعين حياة بعد وفاة والدتها
ختم كلامه بابتسامة حانية ولكنها باهتة ثم خرج ...
واستأذن من الحاج عبيد وانصرف

صوفيا خرجت من الغرفة ومعها حياة فسألها جدها
الحاج عبيد: من هذه الطفلة الصغيرة هل أنت متزوجة يا بنيتي ؟
صوفي : لا يا جدي إنها ابنة الأستاذ يوسف لقد توفيت زوجته أثناء ولادتها
وكم كنت أحب هذه السيدة وكم أحببت ابنتها............

ثم قصت عليه تفاصيل علاقتها بأسرة يوسف والسنوات التي قضتها لديهم .
الحاج عبد : إن يوسف هذا رجل نبيل وصديق مخلص
صوفي : فعلا يا جدي انه شخص ندر وجوده في هذا الزمان..
وكم كانت زوجته رائعة رحمها ****

ثم انتبهت أنها قضت أكثر من ساعة تتبادل الحديث مع جدها وهو لازال بملابس السفر ولم يسترح ولم يتناول قطرة ماء منذ وصوله
صوفي : عفوا جدا فلم تبدل ملابسك ولم تأخذ قسطا من الراحة فأنت مرهق من السفر هيا هيا معي الى غرفة والدي بدل ملابس واسترح
وسأحضر لك الطعام هناك
الحاج عبيد : و**** يا ابنتي لقد علمت سبب علتي بمجرد أن رأيتك فقط كنت احتاج أن أجد أحدا من نسل صابر ابني حتى تشفى أوجاعي وها أنا ذا قد ردت إلى روحي وصحتي من جديد لا تغادريني بنيتي حتى املأ عيناي منك
صوفي : لن أتركك ولكن الراحة والغداء أولا
ثم هم الجد الى غرفة رفيق وهمت صوفي بإعداد الغداء


........................................................................................
......................................................... يتبع


الجزء الخامس ــ في اليوم التالي حضر يوسف لزيارتهم وأحضر معه بعض الأغراض لحياة وبعض المشتروات التي قد تحتاجها صوفيا للمطبخ والغذاء الحاج عبيد ليوسف : اريد أن أتحدث معك أنت وصوفيا في أمر ما يوسف : تفضل دخل ثلاثتهم غرفة المكتب بعيدا عن الطفلة والمربية الحاج عبيد : كما قلت لك يا بني ان أبنائي وأبناءهم لن يتقبلوا ظهور صوفيا لأنها ستقاسمهم الميراث من والدها ومني بعد انقضاء الأجل يوسف : أطال **** في عمرك يا حاج .....قاطعه الحاج عبيد قائلا : يا بني لكل أجل كتاب وان عشت اليوم فلا اضمن الغد فمات ولدي وولد ولدي وانا لا أدري متى ينقضي اجلي فأنا اليوم موجود ويمكنني حماية صوفيا ورعاية مصالحها أما الغد فبعلم **** وحده .... لا يمكن أن أخفي وجود صوفيا عن عائلتها لأن من بينهم من يسعدون بها وسيكونون لها عزوة ولأنها أيضا لها حق يجب أن تناله من ارثنا جميعا .. ولكن... ولكن أنا اعلم رضا وقاسم سيفرضون عليها احد أمرين إما أن تتزوج من أحد أبنائهما مثل تقاليد العائلة وأنا أرى أن صوفي بنت متعلمة ولن تستطيع التكيف مع الحياة مع أحد منهم ولن تستطيع أن تحيا حياتهم فستشقى بزواجها من أي منهم ...... وإما أن يجبرونها على التنازل عن ارثها يوسف : ولكنهم بذلك سيظلمونها الحاج عبيد : للأسف يا ولدي هذه الزرعة التي زرعتها بيدي وأنا أدرى بثمارها وبطرحها وأعلم أن رفيق كان يعلم أن الأمر ليس سهلا ولأنه مسالم فاكتفى بالابتعاد عن العائلة ولأنه يعلم كم أنت وفي وقوي لما كان كلفك بحماية حق صوفيا خفض يوسف رأسه يفكر في الأمر وهو يزفر زفرة أسى وقد كان يظن أن صوفيا قد وصلت لبر الأمان فإذا بالأمر لا زال صعبا وصوفيا تتابع الحديث وانتابها الوجوم ... ثم قالت : سأتنازل عن الميراث فأنا أريد اهلا وحنانا لا مالا ومعه شقاء الحاج عبيد : هذا حديث الناس المسالمين مثلك ومثل أباكي ولكن لكي حقا يجب أن تتمسكين به أو على الأقل يجب أن نحفظه لكي...... إن وافقتما يوسف وصوفيا في لفظ واحد : على ماذا ؟ الحاج عبيد : أخبرتني صوفيا أنها ليست مخطوبة أو ترغب في الزواج من شخص ما .... كما أعلم أنها تحب ابنتك وترعاها بعد وفاة زوجتك ففكرت في أن أزوجكما أنت و صوفيا وبذلك نقطع الفرصة من زواجها بأي من أبناء عمومها وتنال حقها في ارث والدها ألان ثم انا بعد وفاتي وسأكون أن المسئول والموافق على الزواج ولن يعارض أي منهم الحاج عبيد بكلمة واحدة يوسف وصوفيا أصابهما الذهول يوسف : ولكن يا حاج عبيد أن أكبر من صوفيا بأكثر من عشرون عاما فانا تجاوزت الأربعين وهي لا زالت لم تتم العشرون بعد ..ثم .. ثم إنها في سن ابنتي أما صوفيا فاكتفت بمتابعة حديثهما حيث أن الذهول من الأمر قد الجم لسانها الحاج عبيد : فارق السن ليس مشكلة فكنت أكبر من زوجتي بخمسة وعشرين عاما وكذلك صابر أبني أكبر من زوجته بعشرين عاما ..... ثم إنني في بداية حديثي قلت إذا وافقتما على الأمر .... فكرا في المر واتخذا قراركما فهو اقتراح وليس أمرا والأمر متروك لكما ... أنهى الحاج عبيد حديثه ثم استأذن من يوسف لأداء **** العشاء فهم يوسف معه لأداء الصلاة ثم انصرف إلى منزله ودخل الحاج عبيد غرفته لينام وترك صوفيا ويوسف بين حيرة ورفض لفكرة الحاج عبيد التي فاجأهما بها وأذهلت تفكيرهما. قضى كل منها ليلته في تفكير عميق يوسف يستنكر أن يتزوج بعد حياة حبيبته ومن من ؟ فتاة في سن ابنته كانت طفلة في بيته أمام عينيه وكيف يتزوجها ويحكم عليها أن تدفن أحلامها وطموحها في الحب والارتباط بشخص يناسبها ويخشى أن يتخلى عن زواجه منها فبذلك يتخلى عن مسئوليته تجاهها وواجبه نحوها وتنفيذ وصية والدها صوفيا تفكر كيف ليوسف الذي لم يرحب بوجودها في حياته يكون زوجا لها .. انه زوج حياة التي هي بمثابة والدتها ... ولكن إن رفضت فتخشى أن يأخذ منها حياة الصغيرة ظل الاثنان على هذا الحال حتى الصباح ولم يهنأ أي منهما بنوم حتى طلوع الشمس إلى أن استقر رأي فارس إلى فكرة وقرر أخذ رأي صوفيا فيها مر يوسف على صوفيا في الجامعة وطلب منها أن يتناقشا في هذا المر يوسف : صوفيا . أردت الحديث اليكي في أمر هام ولكن بعيدا عن الحاج عبيد والبيت صوفيا وهي تتعثر في سيرها تجاهه : تفضل يوسف اصطحب صوفيا إلى أحد الكافيتريات وجلس أمامها وهي تخفض بصرها إلى الأرض لا تقوى على النظر إليه صوفي : أعتذر عن ما قاله جدي بالأمس فلم يكن لدي علم مسبق بما سيقول ........ قاطعها يوسف قائلا : صوفي هل أنت غير مرتبطة حقا؟ صوفي : !!!!!!!!!!!!! ؟؟؟؟؟؟؟ يوسف : انك فتاة جميلة ومن المؤكد أن هناك الكثير ممن يتمنون الارتباط بكي ألم يصادفك شخصا مناسبا؟ صوفي : ليس بعد يوسف : هل لكي مواصفات خاصة ولم تجديها فيمن حولك؟ صوفي : أكيد كل فتاة تحلم بمواصفات خاصة لشريك حياتها ...بماذا تفكر ؟ يوسف : اسمعيني يا صوفيا فأنا أود مساعدتك وحماية حقوقك ولا أرغب في هدم أحلامك التي تمنيتي تحقيقها كأي فتاة وان يحكم عليك بقضاء حياتك مع شخص يكبرك بأكثر من عشرين عاما كما أنني لأ أرغب في الزواج بعد وفاة حياة رحمها **** ففكرت في أمر ما وأردت اخذ رأيك فيه صوفي : ما هو؟ يوسف : نتزوج صوريا .. أي يتم عقد القران فقط إلى أن تأخذي حقوقك وتستقر حياتك مع عائلتك وكذلك وقتما تقابلين الشخص المناسب لكي سأطلقك لترتبطين به صوفيا : أتزوجك وأبحث عن فتى أحلامي !!!!!!!!!!!!! كيف هذا ؟؟!! يوسف : قلت انه زواجا صوريا على ورق ومشهر أمام عائلتك أما بيني وبينك فأنا بمثابة والدك صوفيا أخذها التفكير والشرود فترة ثم هزت رأسها إيجابا انطلق الاثنان إلى الحاج عبيد يعلمانه بموافقتهما على الزواج ولكن سيكون عقد قران فقط حتى تنال صوفيا حقها وتستقر بين أسرتها وافق الحاج عبيد على الفكرة وتم عقد القران في منزل صوفيا في اجتماع حضره يوسف وصوفيا واثنان من جيران صوفيا كشهود للعقد والمربية وكان الحاج عبيد وكيلا لصوفيا على عقد القران الحاج عبيد بعد استخراج وثيقة الزواج سوف نسافر إلى البلد لإتمام إجراءات إعلام الوراثة وتعريف صوفيا بعائلتها ــ مضت بضعة أيام حتى تم استخراج وثيقة الزواج كانت قد انتصف العام الدراسي لصوفيا بالجامعة وفراغ يوسف نفسه من عمله ووكل من ينوبه عنه في العمل حتى يعود من السفر وسافر ثلاثتهم إلى البلد وبصحبتهم حياة الصغيرة ــ في البلد استقبل الحاج قاسم والحاج رضا والدهما ورحبوا بالضيوف الحاج قاسم : ما شاء **** يا حاج لقد تقدمت صحتك بعد سفرك وعودتك وما ذا قال لك الطبيب هناك وكيف عالجك ؟ الحاج عبيد : إنها الطبيبة .. وأشار إلى صوفيا الحاج رضا : لقد أحضرت معك الطبيبة إلى هنا الحاج عبيد : لقد وجدت عندها دوائي ....... إنها صوفيا ابنة رفيق رحمه **** نظر رضا وقاسم إلى بعضهما البعض وعقبا على قول والدهما : ابنة رفيق !!!!!! كيف ومتى ؟ إنها تبدو غير مصرية الحاج عبيد : رفيق تزوج من والدتها الألمانية وأنجبها في ألمانيا وعاشت هنا في مصر منذ زمن ولم يعلم احد بأمر زواجه أو ابنته غير صديقه يوسف زوج صوفيا اتسعت عينا رضا وقاسم اندهاشا مما يسمعان الحاج قاسم : وهل هذه الصغيرة ابنتهما ؟ الحاج عبيد : لا إنها ابنة يوسف من زوجته الأولى صعق رضا وقاسم من تلك المفاجأة وتحسرا على ضياع جزء كبير من ميراث رفيق في طرفة عين الحاج قاسم : وهل تأكدت من أنها ابنة رفيق أين أوراقها وأين قسيمة زواجها من يوسف ربما أنهما يكذبان الحاج عبيد بغضب : صه هل تحسبني ساذج حتى يخدعني أحدا..... إنها ابنة رفيق وأوراقها معي وقسيمة زواجها ولا تحاول تعكير صفو العائلة بما تقول الحاج قاسم بانفعال : ولم يعكره ما فعله رفيق .... أليست هذه أخبارا غير سارة ..... طالما كان رفيق مخالفا لأعرافنا وخارجا عن تقاليدنا أحزن كلام الحاج قاسم صوفيا فنظرت إلى يوسف وجدها الحاج عبيد بحزن فضمها إليها جدها برفق واستكمل حديثه : قاسم رضيت أم أبيت فهي ابنة رفيق ابن أخيك وهذا زوجها يوسف بموافقتي ورضاي عليك تقبل الأمر أنت وأخوتك فلن أضحي بها وعليك أنت ورضا إبلاغ النساء بإعداد غرفة لها لتقضي فيها أجازتها حتى تنتهي إجراءات تقسيم الميراث ... ومن هنا حتى يتم ذلك فهي فرد من العائلة معززة مكرمة لها مل لكم وعليها ما عليكم أما يوسف فهو ضيف وصاحب دار له واجب إكرام الضيف قطع كلام الحاج عبيد أي حديث آخر وانصرف كل من رضا وقاسم على مضض لتنفيذ أوامر والدهم بينما يوسف وصوفيا بقيا مع الحاج عبيد في المضيفة حتى تعد لهم أماكن الراحة والمبيت أما الصغار فالتفوا حول صوفيا وحياة فرحين يداعبون حياة ويمتدحون جمال صوفيا الأوربي وصوفيا وحياة سرهم وجود الصغار فبادلوهم المرح واللعب استقرت صوفيا بالغرفة هي وحياة بينما يوسف قضي ليلته بحديقة المنزل يتأمل المكان من حوله ويفكر فيم يحدث وما ينتظره وما تحمله له الأيام القادمة ........................................................................................ .................................................................. يتبع قراءه ممتعة 🙂

---------------------------------

الجزء السادس


ــ في الصباح الباكر كعادة أهل البلدة استيقظ الجميع ..
ليجتمعوا على مائدة الإفطار تجمعت الأسرة بكاملها
وانضمت اليهم صوفيا ويوسف على المائدة وتبادلوا الحديث أثناء الطعام
كانت نساء العائلة أكثر توددا لصوفيا
وترحيبا بها وهذا ما أثلج صدر صوفيا بعض الشيء

ــ زوجة الحاج رضا لصوفي : كم أنت جميلة
لو لم تكوني زوجة الأستاذ يوسف
لما تركتك أبدا لا بد وأن زوجتك احد أبنائي
لكن خطفك هذا الفارس على حصانه هههههههههههه
وتبادل الجميع الضحكات والفكاهات أثناء الطعام
أما الأعمام فكانوا لا زالوا مكدرين لظهور صوفي وزواجها من يوسف

بعد الإفطار أخذتهم زوجة الحاج رضا إلى الحديقة المملوكة لهم
فهي مزرعة كبيرة مزروعة بالفاكهة والموالح والزهور العطرية
كم انبهرت صوفي بجمال هذه المزرعة والطبيعة وألوانها ووجدت إسطبلا للخيل فأخذتها الرغبة في ركوب احدها
زوجة عمها : ولكن النساء هنا لا يركبون الخيول ......
ثم استكملت قائلة مممممم بعد **** العصر ينصرف الفلاحون وتصبح المزرعة خالية انطلقي فيها بالخيل كما تشائين ومعك الأستاذ يوسف
ابتسمت صوفيا ابتسامة طفولية سعيدة فابتسم يوسف لفرحتها

يوسف : منذ متى لم تركبين خيلا
صوفي : ليس من زمن بعيد فوالدي كان يأخذني إلى نادي الخيل كل فترة أتدرب ولكن لم أركب خيلا في مكان رائعا كهذا
بعد العصر خرجت صوفيا بصحبة يوسف لركوب الخيل
وتركا حياة تلعب مع الصغار داخل الدار .
اختارت صوفيا خيلا واختارت ليوسف آخر وركبا
صوفي : هل تتمكن من الخيل
يوسف :م بعض الشيء فلم أركبها منذ زمن بعيد
صوفي : إذن سأغلبك
يوسف : أنحن في مسابقة :؟
صوفيا : نعم وبدأت من الآن هيا انطلق
وانطلقت صوفيا بسرعة بخيلها
مما أدخل القلق على قلب يوسف أن يصيبها مكروه فانطلق خلفها
ولكنها كانت أسرع وأمهر منه انطلقت بالخيل بعيدا
حتى أنها من شدة سرعتها طار حجابها من فوق رأسها ودفعه الهواء إلى الخلف في اتجاه وانسدل شعرها الذهبي يتطاير خلفها......

يوسف فمد يده يلتقط حجابها من الهواء فاختل توازنه وسقط من فوق الحصان
سمعت صوفي صوت وقوعه خلفها فالتفتت
فوجدته وقع أرضا فاستدارت بحصانها واتجهت نحوه .
نزلت من فوق حصانها وجثت بجانبه تطمئن عليه وتتحسس قدمه حتى وصلت الى موضع الألم فقامت بإسعافه اسعافاتا أولية بسيطة وحاولت إسناده حتى ترفعه فوق الحصان فانسدل شعرها على وجهه
ولم تكن منتبهة لذلك فنظر لوجهها كأنه يراها لأول مرة فمنذ كانت طفلة لم يرى شعرها ذو اللون الذهبي المتناغم مع عينيها الزرقاوين وبشرتها الوردية
والتي زادتها الشمس توردا فألاح لها بحجابها
فانتبهت والتقطته منه وضعته فوق رأسها ثم عاونته على الصعود فوق الحصان وركبت هي أمامه وتحركت برفق حتى لا يزداد إحساسه بالألم
وهو من خلفها يحاول ألا يتشبث بها ولكنه يترنح فوق الحصان

صوفي : تمسك بي حتى لا تسقط مرة أخرى
استند يوسف بيديه على خصرها باستحياء وكأنه صعقته الكهرباء حين أمسك بخصرها حتى وصل إلى الدار
حين وصولهم التف حوله الخدم يحملونه من فوق الحصان ووضعوه داخل الغرفة وأحضروا له طبيبا فأخبرهم انه شرخ في عظمة الساق وقام بعمل جبيرة وأوصى له ببعض الأدوية
يوسف لصوفيا : سامحيني أفسدت عليك متعتك بركوب الخيل
صوفيا : لا عليك .المهم أن تكون بخير
يوسف : سأسترح قليلا وبعدها سأغادر الغرفة
صوفيا : لا تغادرها فالغرفة بها جزء ملحق يمكنني النوم به أنا وحياة

ــ مرت بضعة أيام داومت فيها صوفيا على مراعاة يوسف
والاعتناء بعلاجه حتى تعافى
يوسف يحدثه عقله ( لقد صرتي أما صغيرة وتحملتي المسئولية مبكرا يا صوفي فأنت تراعين حياة وكأنك أمها وها أنت الآن تراعينني وكأنك أما لي )

الحاج عبيد ليوسف وصوفي : انتهت إجراءات الميراث
وسوف تتسلم صوفيا ميراثها فور بلوغها السن القانونية
ومن هنا وحتى تتم سنها القانونية فانا تحت أمرك في أي طلب ومصاريف دراستك واحتياجاتك كافة وهذه دارك وهؤلاء أهلك .......
قاطعة يوسف : مهلا يا حاج عبيد وأين أنا من كل هذا إن تكفلت أنت بكل شيء
الحاج عبيد : أنا يا بني لا أتصدق عليها أنه مالها وأنت سباق بالخير يا بني...
كنت أود أن تبقيان هنا ولكن سأترككما كل منكما يقضي مصالحه
أنت في عملك وصوفيا في دراستها وسأنتظر قدومكما قريبا
يوسف : قريبا يا حاج عبيد بإذن ****
وعاد يوسف وبصحبته صوفيا وحياة الى القاهرة حيث عادت إلى شقتها
وعاد يوسف إلى منزله

ــ مرت عليهم أياما وشهورا كان يوسف يهتم بزيارة صوفيا وحياة يوميا
ويمر على صوفيا ليعود بها من الجامعة وأحيانا يأخذهما للنزهة والرحلات فيمرحون ويلعبون جميعا
لاحظ يوسف تعلق حياة الشديد بصوفيا حتى أنها تناديها ماما صوفي فتذكر عندما كانت تنادي صوفي زوجته بماما حياة
صوفي بدأت تعود إليها حيويتها ونشاطها وتألقها من جديد بعد أن ذابت إحزانها واطمأنت لوجود عائلة وأسرة معها

في يوم عيد ميلاد صوفيا قرر يوسف أن يقيم احتفالا ليدخل البهجة على الجميع ويقدم لها شكرا على وجودها في حياتهما بهذا الشكل الرائع فطلب منها أن تعزم صديقاتها وتستعد لحفل عيد الميلاد .
سعدت صوفيا كثيرا لأنها لم تذق هذه السعادة منذ فترة طويلة
فخرجت لتشتري ثوبا مناسبا للمناسبة وإكسسوارات جديدة
كان فستانا نحاسيا مرصع بالكريستالات المتألقة
ووضعت بعض المساحيق التي زادتها جمالا
وأبرزت ملامحها ووقفت أما المرآة كأنها ترى نفسها لأول مرة
وأخذت ترفع شعرها لأعلى مرة ثم تسدله على ظهرها مرة ثم تجمعه على جانب وتخرج منه بعض الخصلات على الجانب الآخر مرة وإذا بصوت من خلفها
(رائعة في كل الأحوال )
خجلت صوفيا قائلة : أستاذ يوسف ؟!!
يوسف : نعم أنا هنا منذ أكثر من عشر دقائق
وأخشى أن يأتي الضيوف وأنت بهذه الروعة فيحسدونك....
صوفي : جميعهم فتيات ولا أحد غريب
يوسف : إذن فلتخافي مني أنا
(وابتسم ابتسامة عذباء ثم ناولها علبة قطيفة واستكمل حديثه )
اعتقد أن هذا سيكون مناسبا مع هذا الجمال السحري
( وفتح العلبة فإذا بها عقدا ذهبيا رائعا وكأنه صمم من أجل هذا الفستان)
ثم وضع العقد حول رقبتها وابتسم لها ابتسامة حانية ثم استدار ليستكمل إعداد الموائد واستقبال الضيوف
وترك صوفيا وهي في قمة سعادتها وبهائها
وبعد فترة وجيزة بدأت صديقات صوفيا في الحضور

حضر الضيوف ومر اليوم بالنسبة لصوفيا كليالي ألف ليلة وليلة كانت جميلة رائعة سعيدة تشعر ان الكون في هذااليوم لها وحدها
وهي سيدته لا يوجد من هو اسعد منها
بعد انتهاء الحفل
يوسف لصوفي : والآن نستكمل الحفل
صوفي : وهل هناك تكملة ؟؟
يوسف : نعم سوف نخرج جميعا للعشاء بالخارج ....
احضري حياة وهيا بنا
صوفي بدون تردد أو تفكير : إن الوقت متأخر
ولن تقوى حياة على السهر فها هي قد نامت ....
هيا نتركها بصحبة المربية ونخرج نحن
يوسف متفاجئا برد صوفيا : إذن هيا بنا

انطلقت صوفيا إلى غرفتها ووضعت حجابا على رأسها بلون نحاسي متناغم مع لون فستانها ولون بشرتها الوردية ثم أقبلت على يوسف الذي يتبعها بنظرات إعجاب وحيرة من اندفاعها هذا اليوم فهو لم يراها هكذا من قبل ..
وفاجأته أيضا حيث تأبطت زراعه دون حرج
وسارت معه كالفراشة التي تعلقت بغصن زهرة
كانت ملفتة بجمالها المتألق هذا اليوم وابتسامتها التي أشرقت وجهها حتى أن يوسف لاحظ نظرات الإعجاب المختلسة نحوها من بعض المارة خاصة الشباب والرجال
تناولا العشاء وتبادلا الأحاديث لأول مرة ببساطة دون تحفظ أو ارتباك من صوفيا التي كانت تتجنب مجرد الحديث مع يوسف من قبل
انتهى يومها وعادت الة منزلها
حيث ودعها يوسف واطمأن على حياة وانصرف الى منزله
باتت صوفيا ليلتها تستعيد أحداث يومها الرائع وسعادتها الغامرة وتتذكر همسات صديقاتها عن يوسف وما له من وسامة وجاذبية وحديث احداهن معها :
صوفي هل يوسف صديق والدك متزوج أو مرتبط ؟
فلم تستطع صوفي أن ترد على سؤالها إلا بأنه غير متزوج ولكنه مرتبط ولم تفصح عن أكثر من ذلك ولكن انتابها شعور غريب من سؤال صديقتها لا تدري ان كان بدافع الغيرة أم انه لأن الأمر يخصها
المربية أقبلت على صوفيا وهي منهمكة في أفكارها قائلة :
ما شاء **** يا سيدتي لم أراك بهذه الروعة من قبل أسعد **** أيامك ......
والأستاذ يوسف رجل رائع حقا انك تستحقينه أسعدكم ****
فكرت صوفيا في كل تلك الكلمات وحدثتها نفسها
( أنا ويوسف زوجان والمقربين يعلمون ذلك ولكن لا يعلمون انه زواج صوري مؤقت ، أما صديقاتي لا يعلمون شيئا عن زواجنا وان علموا هل سيصدقون انه زواجا صوريا؟؟
لا أدري ولكني اليوم سعيدة ...
فقط سعيدة ولا أحب أن أعكر صفو يومي بأي أفكار مزعجة )

وظلت صوفي حتى نامت بملابسها حتى أذان الفجر حيث قامت وبدلت ملابسه وتوضأت وصلت الفرض وبدأت يوما جديدا

مرت الأيام وانتهت صوفيا من مشروع تخرجها ودعت يوسف لحضور حفل التقييم النهائي والتخرج حيث حضر وبصحبته حياة حيث هناك وجد شابا على ما يبدو أنه معيدا بالكلية دائم الوقوف مع صوفيا ومهتما بها بصورة مبالغ فيها عن بقية الطالبات فاتجه نحوهما حتى يبرز وجوده لهذا الشاب فصافحه الشاب وعرفتهما صوفيا
صوفيا : الأستاذ علاء معيد بالكلية ومشرف على مشروعي ....
الأستاذ يوسف صديق والدي رحمه **** و......
ثم صمتت وحولت مسار الحديث ....
ثم هذه الصغيرة ابنتي هههههههه
ابتسم كل من يوسف وعلاء وأوما علاء برأسه وانصرف قائلا لصوفيا :
سوف أطمئن عليكي
يوسف : يبدو مهتما بكي
صوفيا : انه مشرف على مشروع تخرجي
يوسف : لا.... أشعر أن الأمر أكبر من ذلك
صوفيا : قد يكون بالنسبة له فقط وليس لي
صوفيا :هيا بنا لننصرف هل لي أن أدعوك على الغداء بعد يوما شاقا كهذا؟؟
يوسف : مممممممم ولم لا ...... أين
صوفيا : عندي .فانا أعددت أطعمة خيالية سوف تأكل إصبعك وراءها
ذهب ثلاثتهم إلى منزل صوفيا حيث ذهبت صوفيا لتبدل ملابسها وتعد السفرة بينما حياة تلعب وتمرح وتعبث ببعض أوراق صوفيا
شاهدها يوسف فجمع منه الأوراق وأخذ يلملمها فإذا هي رسومات كثيرة لها فأخذه الفضول لمشاهدتها واذا بينها دفترا له عنوان
(فارس أحلامي )
فتحه فوجد به رسوما جميعها له في أوضاع مختلفة ، غاضبا ، مبتسما ، نائما وآخرها صورة له داخل قلب ذهبي وموقع عليها ب

( سر داخل أعماقي لن أفصح عنه حتى لذاتي) ..
أذهله ما رآه وشعر أن الدنيا دارت من حوله وأخذته الى عالم آخر ....
وظل شاردا لفترة طويلة حتى قطع شروده صوت صوفيا :
لقد أعددت الغداء هل من مجيب ؟؟
ترك يوسف الأوراق وتقدم نحو السفرة وتناول الغداء
وصوفيا تراقب شروده ثم هب فجأة من مكانه هاما بالانصراف
صوفيا : لم تنتهي من طعامك ألم يعجبك؟؟!!
يوسف : بلى ..انه كثيرا ...كثيرا جدا وانصرف

صوفيا عجبت لحال يوسف ولا تعلم ما الذي بدل حاله فجأة
فذهبت إلى غرفتها فإذا بها تجد أوراقها ورسومها على منضدة الصالون فعلمت أنه اتطلع عليها فجلست مكانها ووضعت وجهها بين كفيها خجلة ومتورطة فيم حدث لا تدري كيف تتصرف


...................................................................
............................................يتبع


قراءه ممتعة 🙂

الجزء الاخير

ــ جلس يوسف في أحد الكافيتريات الهادئة يفكر في أمر صوفيا
وما اكتشفه ودار بينه وبين نفسه حديثا
(كيف لهذه الصغيرة أن تفكر برجل كوالدها وترفض الشاب الذي في مثل سنها وكيف لي أن أتصرف )
وتذكر حينما رأى الشاب الذي كان يلازمها في حفل التخرج وكيف أزعجه ذلك
( هل يبادلها هو أيضا هذا الشعور الخفي)
( لا انه وهم لابد أن تفيق صوفيا من وهمها هذا ولا أتمادى معها في هذا التفكير)

انصرف يوسف إلى منزله بعد هذا التفكير الطويل
ومضت أياما لم يذهب فيها إلى صوفيا وحياة فقط كان يرسل لهما احتياجاتهما مع العامل الذي يعمل عنده بالمكتب
حتى انه كان لا يجيب على اتصالات صوفيا به متعللا بانشغاله
حتى أرسل إليه الحاج عبيد بضرورة ذهاب صوفيا لاستلام ميراثها لبلوغها السن القانونية اتصل يوسف بصوفيا وبلغها بالأمر في مكالمة مقتضبة
يوسف : لقد بلغني جدك الحاج عبيد بضرورة استلامك ميراثك فها أنت الآن بلغتي السن القانونية وبإمكانك أن تصبحين حرة بعد ذلك وتحصلين على الطلاق وتختارين حياتك كيفما ترغبين .......
وأنهى يوسف مكالمته ولم ينتظر منها أي رد

في المساء
وجد يوسف طرقات على باب شقته حيث فتح الباب
فإذا بها صوفيا هي القادمة
يوسف :صوفيا !! تفضلي
صوفيا : لماذا لم تعد تأتي إلينا ؟
يوسف : انه انشغالي بالعمل ولكني أرسل لكما احتياجاتكما إلى المنزل
صوفيا : ولكنك حتى لا ترد على مكالماتي......
هل أغضبتك في شيء ....
حتى مكالمتك لي كأنك تود أن تزيح حملا ثقيلا من على قلبك ....
ألهذا الحد كنت عبئا عليك هل طيلة عمري
وأنا أحملك مالا تستطيع تحمله ؟ .....
لماذا دائما تشعرني انك لا تتحملني؟ ....
حتى وقتما اقتربت المسافات بيننا وبدأت اشعر بالسعادة أراك تنسحب من حياتي

يوسف : لأنها وهم يا صوفيا .
هذا شعور وهمي لا بد أن تفيقي منه قبل أن تندمين
صوفيا : ولم الندم ؟
يوسف: اسمعيني أنا أكبرك بثلاثة وعشون عاما .
ربما لا تشعرين بهذا الفارق الآن ولكن بعد خمسة عشرة أو عشرون عاما سأصبح رجلا مسنا وأنت لا زلت شابة ستندمين أفهمتيني ؟
صوفيا : ولكني لا أفكر بهذا الشكل ولا أقيم للسن وزنا في اعتباري
يوسف : هذا لأنك صغيرة وتنظرين تحت قدميك ....
يمكن لأي رجل غيري أن يستغل مشاعرك ويتمتع بشبابك ويحظي بسعادته بزواجك ولكنك أنت الخاسرة .
اسمعيني علاء يحبك أنا لاحظت ذلك عليه فقط أعطيه وأعط نفسك الفرصة حتى يزول الوهم من خيالك وترين الحقيقة وتعيشين حياتك مع شابا من مثل سنك
صوفيا : ولكني أحبك أنت ....
ولا أرى أمامي غيرك وان تركتني فلن أتزوج بغيرك أبدا
كلمات صوفيا أشعرت يوسف بقشعريرة في جسده فلم يرد بكلمة
فقط اقتربت منه صوفيا بشدة حتى صار وجهها ملامسا لوجهه وقبلته قبلة استسلم لها يوسف وبادلها القبلة بعمق لا يدري إن كان استسلامه لها بدافع الحب أم بدافع الرغبة

وبعد لحظات انتبه يوسف لنفسه وابتعد عن صوفيا نادما على ما فعله وتركها ودخل غرفته فورا فانطلقت وراءه صوفيا فوجدته قد استلقى على أريكته بغرفة نومه فجثت على ركبتيها أمامه متطلعة في عينيه
يوسف : صوفيا من فضلك اذهبي الآن
صوفيا : لما تعاندني وتعاند مشاعرك ؟
يوسف : صوفيا اذهبي الآن فقط ولا تستغلي ضعفي
صوفيا : سأذهب ولكني سأنتظرك أأمل ألا تتأخر عني
ذهبت صوفيا وتركت يوسف فريسة لأفكاره المتضاربة بين انجذابه لصوفيا وعدم قدرته على مقاومتها وخشيته من أن تكون مشاعرها هوجاء سطحية تتبدد مع الوقت وكيف أنه يحب تلك الطفلة التي احتضنتها زوجته لسنوات ويتحول ما بينهما إلى قصة حب وزواج
ظل يوسف على هذا الحال حتى بزوغ الفجر فتوَضأ وأدى **** الفجر
وحاول النوم لبعض الوقت

بعد يومان اتصلت به أخته سعاد تخبره بقدومها لقضاء أجازتها الصيفية السنوية فهم بالذهاب لانتظارها في المطار لاستقبالها وشعر أنها أتت في الوقت المناسب فربما تخفف عنه ما يشعر به وتزيح عنه بعض الهموم
استضاف يوسف سعاد في منزله وقص عليها كل ما حدث منذ وفاة رفيق صديقه وحتى الليلة الماضية
سعاد : يااااااه يا يوسف أحدث كل هذا في الفترة الماضية .......
وتزوجت من صوفيا !!!! معقول !!!
يوسف : انه كان رأي الحاج عبيد ليحصنها من محاولات السيطرة عليها من أعمامها وربما أيضا أنه توسم في صفات الرجل المناسب لها
سعاد : وهل صوفيا تحبك؟
يوسف : هذا ما اكتشفته مؤخرا و أفصحت عنه ولكن .......
سعاد : لكن ماذا؟
يوسف : قد تكون موهومة بهذا الحب
سعاد : يمكننا أن نتأكد ولكن المهم هل أنت تحبها؟
يوسف :....................
سعاد : يوسف لم تجبني هل تحبها؟؟
يوسف : لا أدري
سعاد: فهمت.......
ولم كل هذا إذا كان الشعور بينكما متبادل لم تقسو على نفسك وعليها ؟
ولما لا تنعمان بحبكما
يوسف : فارق السن....فارق السن يا سعاد
سعاد : وماذا تود فعله ؟
يوسف :أود أن تساعديني في ابعادها عني
سعاد بعد تفكير : كما تشاء ..... فقط أمهلني حتى أتدبر الأمر

في اليوم التالي ذهبت سعاد إلى صوفيا لتجد حلا للمشكلة
ثم عادت لتخبر يوسف بالنتيجة التي توصلت اليها
سعاد ليوسف : أقنعتها بأن أمر زواجكما مستحيل وعليها أن تنظر أمامها وتعيد النظر في اختيار شريك حياتها
يوسف : أحقا اقتنعت ؟
سعاد : ربما لأن تأثير قوي أو لأن عدم وجودك ساعدني في إقناعها
يوسف بأسى : حسنا هكذا أفضل لها
سعاد : لكنها طلبت مني أبلغك أمر ما
يوسف باهتمام : ما هو؟
سعاد : تقول أن علاء المعيد بالكلية يريد أن يتقدم لخطبتها ولأن ليس لها سواك في القاهرة فهي ترغب أن تكون أنت من ينوب عن جدها في مقابلته حتى يتسنى له زيارة جدها بالصعيد
يوسف بقهر : بهذه السرعة سوف ترتبط
سعاد : وهناك أمر آخر
يوسف يزفر زفرة : ماذا ؟
سعاد : الطلاق ...
لن يمكنها الارتباط إلا بعد أن تطلقها وتحصل على قسيمة الطلاق .....
هي تنتظرك بعد غد لتذهب لمقابلة علاء وتذهبان بعد ذلك للمأذون لإتمام الطلاق
وبالنسبة لحياة فسوف تبقى معها حتى يتم زفافها على علاء
يوسف بضيق : لقد أنهيتي الموضوع بسرعة لم أكن متوقعها .........
كم أنت بارعة يا سعاد
سعاد : هل أسعدك ذلك أم أحزنك يا يوسف؟ أليست هذه رغبتك ؟
يوسف : نعم هي رغبتي ولكن .......
سعاد : لكن ماذا يا يوسف؟
يوسف : .. ... لا شيء
سعاد : صارحني وصارح نفسك أكثر يا يوسف ...
أنت تحب صوفيا وتكابر هذا الشعور أليس كذلك ؟ ......
أنت تخشى من مصارحة نفسك به
لقد قسوت على نفسك يا يوسف كان بإمكانك منح نفسك السعادة
ومنحها لصوفيا لو لم تعاند مشاعرك
يوسف : نعم أحببتها يا سعاد ولكني شعرت بأن حبها مثل النار
وخشيت أن تحرقني اذا اقتربت منها أكثر ......
ولكن لا يفيد الكلام فهي اختارت من هو أنسب لها مني ....
أتمنى لها السعادة
سعاد لم تجبه ولكن ربتت على كتفه بكفيها بحنان
وكأنها تحاول تخفيف الأسى عنه

مر يومان وفي الموعد المحدد ذهب يوسف إلى صوفيا
ليكون هذا هو يوم فاصل في حياتهما

طرق يوسف باب الشقة فوجده مفتوحا فولج إلى الشقة فوجد الأضواء خافتة
ولم يجد من مجيب فخطا خطوات حذرة يترقب ما قد يكون بالداخل
حتى وصل إلى بهو الشقة فإذا بضوء خافت يأتي من غرفة الصالون فدخلها فإذا بصوفيا تقف أمامه ترتدي فستان سهرة أسودا قصيرا بدون أكمام لامع يتلألأ منه ضياء مع أضواء الشموع ورفعت شعرها في نعومة
وتركت منه بعض الخصلات الحرة على وجهها ..
أضاءت نور الغرفة فزادت وضوحا فإذا بها تبدو في قمة الروعة
والأنوثة والفتنة ساحرة فاتنة بمعنى الكلمة
رآها يوسف فبهرت عينيه من شدة جمالها فشرد برهة
لم ينطق فيها بكلمة واحدة حتى قطعت هي صمته قائلة :
تفضل بالجلوس
أفاق يوسف من شروده وجلس وجلست هي أمامه في نعومة ودلال
يوسف وهو ينظر اليها
والى المكان من حوله المزين بالتعاليق والزينات :
لم كل هذا؟
صوفيا : انه يوم عيد ميلاد حبيبي
يوسف يحرك أصابعه بعصبية على ركبتيه قائلا : علاء ؟
صوفيا تستكمل حديثها :
أحببت أن يكون يوم خطبتنا هو يوم عيد ميلاده لتكون ذكرى جميلة
كلمات صوفيا تشعل الغيرة بقلب يوسف
يوسف متعصبا : وأين هو ؟
وهل ستقابلينه هكذا بهذا الفستان
وهذا الشعر وهذه المساحيق أنسيتي انك لا زلت زوجتي ....
ألا تنتظري حتى أطلقك ؟
صوفيا بعدم اكتراث : معذرةَ لقد أخذتني الفرحة ولم انتبه لذلك
يوسف يعض على شفتيه من الغيظ
صوفيا تقدم له ظرفا بداخله بطاقة دعوة قائلة :
أحببت أن تكون أنت أول من يستلم بطاقة الدعوة لحفل الخطوبة
تناول يوسف الظرف ووضعه بجيبه في حنق
يوسف : ألن تبدلي تلك الملابس قبل قدومه؟
صوفيا : حسنا ولكن دعني أدعوك لتشاهد ما أعددت له .....
جذبته من يده وأدخلته غرفة الطعام فإذا بها الشموع في كل مكان والزهور ورائحة العطر تملؤها وكعكة عيد الميلاد موضوعة على السفرة اقترب منها يوسف فوجد صورته على الكعكة فنظر إلى صوفيا باندهاش قائلا:
إنها صورتي ...... انه اسمي ..... هو عيد ميلادي أنا
صوفيا بحنان : وهل لي حبيب غيرك احتفل بعيد ميلاده
يوسف : وعلاء ؟
صوفيا : ليس هناك علاء
يوسف : وبطاقة الدعوة ؟
أخرج يوسف بطاقة الدعوة من جيبه وفتحها فوجدها تحمل اسمه واسم صوفيا (دعوة لزفافهما )
يوسف وقف مذهولا مم يحدث :
دعوة زفاف لي أنا وأنت ......كيف .......صوفيا
صوفيا وضعت يديها على شفتاه .......
ثم قالت : كفاك لن أدعك تفلت مني هذه المرة لقد سمعت كل ما دار بينك وبين أختك سعاد واعترافك بحبك لي وكل ما حدث كان من تدبيرها ..
لن يمكن إنكار مشاعرك والهروب منها هذه المرة .......
أفهمت .......
كفى حرمان من السعادة .....
كفى عناد وقسوة ......
قلها وتحرر من قيودك قلها دعني أسمعها من شفتيك
ثم أحاطت عنقه بذراعيها وعبثت بأصابعها في شعره
فإذا بيوسف تتفجر عاطفته ويجذبها إلى أحضانه قائلا :
نعم أحبك أحبك يا صوفي ......
نعم أحبك يا بنت قلبى
نعم اعشقك صغيرتى
نعم محبوبتى الصغير أحبك
نعم أحبك حد الجنون
وكان حبك مثل النار يخبوه الرماد نارا تحرقني وحدي ........
منذ أن حملتيني خلفك فوق الحصان في مزرعة جدك
وتمسكت بكي وكأن نارا شبت في جسدي.........
ومنذ رأيت علاء وهو يلازمك في حفل التخرج
وشعرت بذات النار تشتعل مرة أخرى .......
وهذه المرة وأنا قادم إليك
وأنا أعتقد أنك سوف تكونين لغيري أحسست بالنار ذاتها ......
وخشيت أن تحرقني النار وتحرقك فكنت أقاوم وأعاند ..........
ولكني الآن أقولها لكي أحبك أحبك

فضمته أكثر إلى صدرها وحملها واخذ يدور بها في المكان فرحا ومرحا وسعادة

وتم الزفاف في حفل رائع حضره الأحباب والأقارب
حيث كانت صوفي كحورية من حوريات الجنة بفستانها الأبيض
وكان يوسف كفارس الاحلام أتى من فوق حصانه
ليأخذ محبوبته الى عالم الحب والسعادة
مضت سنوات قضاها الزوجين في حب وسعادة وأنعم ا لله عليهما بالذرية
ولدا وبنتا كانوا أخوة لحياة
التي كانت سعيدة بوجود صوفيا كأم لها ولوجود الأخوة والعزوة
..............................................................................
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,تمت ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ما اجمل ان تجد شخص ..
◄اذا نظرت اليه شعر بك . .
و اذا اشتكيت اليه جفف همك . .
و اذا تهتَ ارشدك . .
و اذا بكيت مسح دمعتك . .
و اذا احترمته قدرك . .
و اذا احتجت اليه تجده بجانبك
........... 👇

👈 أتمنى لكم 12 لحظة من النجاح ..
و 52 أسبوعًا من الضحك ..
و 365 يومًا من المرح ..
و 8760 ساعة من الفرح ..
و 525600 دقيقة من التوفيق ..
و 31536000 ثانية من السعادة ..
قل وداعاً ..
للسنة القديمة واستقبل العام الجديد بكل سعادة


 
  • حبيته
  • عجبني
التفاعلات: ابو عمره و حاكم الشاات
تم أضافة الجزء الثاني
 
تم أضافة الجزء الثاني
 
  • حبيته
التفاعلات: mor2010
تم أضافة الجزء الثالث
 
  • حبيته
التفاعلات: mor2010
  • عجبني
التفاعلات: BٍِASM17 اسطورة القصص
تم أضافة الجزء السادس
 
  • حبيته
التفاعلات: mor2010
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
  • عجبني
التفاعلات: BٍِASM17 اسطورة القصص
  • عجبني
التفاعلات: محترف اربعيني (ابوالخير)

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%