NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

المبادئ الأساسية لكتابة قصة أيروسية ناجحة / فصل (4/5)

دكتور نسوانجي

مدير
طاقم الإدارة
مدير
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
نسوانجي قديم
حاصل علي أكثر من 100000 نقطة
ناشر مجلة
إنضم
8 سبتمبر 2021
المشاركات
45,844
مستوى التفاعل
11,788
نقاط
18,621
المبادئ الأساسية لكتابة قصة أيروسية ناجحة .
موضوع تفاعلي
(خاص بمنتدى نسونجي)



مقدمة :

الكثير من رواد هذا المنتدى يقضون أغلب وقتهم في المنتدى بين أروقة واقسام الكتابات الجنسية (الايروسية) المختلفة ، وخصوصا الاقسام الخاصة بالقصص ، سواء كانت قصص الجنس العربي ، أو المحارم أو قصص السحاق أو قصص اللواط والشذوذ . (خاص بمنتدى نسونجي) حيث تشير احصاءات المنتدى لإعداد المتواجدين فيه إلى أن 60_65. % ممن يتصفحون اقسام المنتدى المختلفة يتواجدون في اقسام الكتابات الجنسية السبعة مجتمعة . وهذا يدل على الأهمية الكبيرة للكتابات الجنسية وخصوصا القصص ومدى متابعتها والاهتمام بها من قبل الاعضاء والزوار الضيوف على حد سواء .


تعمل الإدارة العليا لهذا المنتدى وطاقم الاشراف المتخصص ، وبكل جهد ممكن على الارتقاء بعالم الثقافة الجنسية العربي إلى أعلى المستويات ، ليكون لهذا المنتدى مساهمة إيجابية في هذا الموضوع ، فالإدارة مشكورة تحاول جاهدة أن يكون لهذا المنتدى بصمة واضحة في هذا الجانب ، (خاص بمنتدى نسونجي) فهي تعمل دوما على أن تضع لبنة قوية في ركن أساسي من اركان الثقافة والأدب الجنسي في محيطنا العربي وفي جميع المجالات التي يتخصص فيها هذا المنتدى . ومن ذلك القصة الجنسية وأهميتها في الثقافة الجنسية كما هي أهميتها في التسلية والترفيه وقضاء وقت قراءة ممتع لجميع مرتادي هذا الموقع الرائد في مجاله وتخصصه . وهي بذلك لا تألو جهدا في محاولة كسب رضا الزوار كما الاعضاء ، وتحاول بكل وسيلة متاحة رفع مستوى المواضيع التي يتم نشرها والارتقاء بها إلى المستوى الذي يرضي أذواق كل من يزور هذا القسم ويقضي وقته في تصفح محتوياته .


تصدى الكثير من اعضاء المنتدى لكتابة القصة ، وقد حاولوا مشكورين مشاركتنا إبداعاتهم ، وبذل الكثير من الجهد والوقت لتقديم كتابات وموضوعات تساهم في علو وارتفاع شأن المنتدى.(خاص بمنتدى نسونجي) وتساهم ايضا في توفير الثقافة والتسلية والترفيه لنا كأعضاء وزوار متابعين من غير الأعضاء ايضا . فلهم جميعا جزيل الشكر وعظيم الامتنان .

من متابعتي المستمرة والدائبة منذ فترة طويلة لما يتم طرحه من مواضيع جديدة فقد لاحظت بروز الكثير من المبدعين . الذين تفضلوا علينا بعظيم ابداعهم وكبير جهدهم وجعلونا نستمتع ونزداد ثقافة ونقضي في قراءة مواضيعهم وقتا نريده دائما أن يطول ولا يتوقف ابدا ، وذلك لجميل سردهم وحسن صنعة كتابتهم وامساكهم جيدا بتلابيب أدوات فن الكتابة والادب الراقي . (خاص بمنتدى نسونجي) وفي المقابل فقد لاحظنا طرح الكثير من المواضيع الركيكة ، هابطة المستوى ، ضعيفة اللغة ، العامرة بالمبالغات وابراز البطولات الوهمية ...الخ . أنني اقدر عمل أصحاب هذا النوع الثاني من المواضيع ، فهم قاموا بالمبادرة مشكورين محاولين تقديم شئ جيد ولكن خانتهم خبرتهم أو معرفتهم أو لغتهم فخرجت مواضيعهم بهذا الشكل . فلهم ايضا الشكر فيكفيهم شرف المحاولة وان جانبهم التوفيق .

بناءا على ما سبق ، وحيث أن أحدا قبلي لم يتطرق إلى هذا الموضوع سابقا ( على حد علمي على الأقل ) ، لا في هذا المنتدى ولا في غيره من المواقع والمنتديات المشابهة والمتخصصة في هذا المجال ، ورغبة مني شخصيا في إثراء موضوع الأدب الايروسي العربي بشئ مفيد ونافع ليكون حلقة مرجعية لمن يرغب طرق هذا الباب ناويا الدخول إلى هذا الحقل الواسع الملئ بالمتعة ،(خاص بمنتدى نسونجي) فقد ارتأيت ان اطرح هذا الموضوع ، مساهمة مني كمشرف على هذا القسم ، في هذا الجانب ، متضمنا الأسس والمبادئ الأساسية لكتابة قصة ايروسية ذات مستوى مرتفع ، تحقق لقارئها ما يصبو إليه من الثقافة والتسلية والترفيه والمتعة ، وتجعله راغبا في قراءتها وتكرار قراءة غيرها من القصص دون ضجر أو ملل أو حتى غضب . ليكون موضوعا تفاعليا نقاشيا مفتوحا للجميع ،(خاص بمنتدى نسونجي) فما ساطرحه يمثل وجهة نظري الشخصية ، الا انني في نفس الوقت منفتح على كل الافكار والآراء التي تثري الموضوع وتزيد من مستوى المعرفة بخبايا هذا الفن الأدبي وترفع من شأنه وتعلي مكانته ، وبالرغم من كون القصة الجنسية ههي الهدف الأساسي لهذا الموضوع ، إلا أنه لن يقتصر على هذا المحور فقط بل سيتعداه الى مواضيع اخرى ذات علاقة أو تمهيدية للدخول في موضوع القصة واسس ومرجعيات كتابتها ، لذلك فقد ارتأيت ان اقسم هذا الموضوع الى فصول وحلقات متتابعة ستكون محاورها كما يلي :-

1_ الأدب الايروسي العربي / لمحة موجزة
2_ الأدب الايروسي عموما / مقوماته وأهدافه
3_ المرأة والرجل في المجتمع العربي / علاقة جدلية
4_ القصة الايروسية / مقوماتها وأسباب نجاحها
5_ نصائح و ارشادات لكتاب القصة الايروسية
(خاص بمنتدى نسونجي)

أو أية محاور أخرى قد تبرز الحاجة لها .

سأبدأ هذا اليوم بالفصل الاول المتعلق بالادب الايروسي العربي ، لمحة تاريخية ، أهميته ، ولماذا هذا الاهتمام بالادب الايروسي ، قيمته الاجتماعية .. الخ
ارجو ان يروق لكم .(خاص بمنتدى نسونجي)


وستنزل الفصول الأخرى تباعا ، مع الإشارة في العنوان الى نزولها . حيث اخترت تجزئة الموضوع الى مراحل حتى لا يبدو طويلا فتعافون قراءته والاطلاع على تفاصيل مضمونه .

أؤكد مرة أخرى على طبيعة هذا الموضوع التفاعلية راجيا أن استمع لآراء كل من يمر عليه وخصوصا الزملاء الاعضاء الذين يكتبون القصص معنا حتى نستفيد من مخزون خبراتهم وتحربتهم الغنية ايضا ،(خاص بمنتدى نسونجي) دعونا نتعاون جميعا على إثراء هذا الموضوع . وجعله موضوعا شخصيا لكل واحد فينا فغاياته وأهدافه تستحق منا هذا الاهتمام .





الفصل الاول
الأدب الايروسي العربي / لمحة موجزة

(خاص بمنتدى نسونجي)



تتميز العلاقات البشرية عموما بتشابكها وتعدد اشكالها ومحاورها و انماطها ، فمنها ما يتعلق بالجانب الاجتماعي الذي يعنى بالتعاون بين سكان المنطقة الواحدة أو الإقليم الواحد ، ومنها الجانب الاقتصادي الذي يعنى بتبادل المنفعة من خلال تبادل السلع والخدمات ،(خاص بمنتدى نسونجي) ومنها الجانب السياسي الذي يعنى بالعلاقة بين الدول والأنظمة السياسية ....الخ ، ومنها ايضا الجانب المتعلق بالعلاقة الأزلية بين الرجل والمرأة ، ولهذه العلاقة عدة أوجه ، منها بل أهمها هي العلاقة الجنسية ، وهي علاقة أزلية ايضا، وقد كانت وما زالت على رأس أولويات الطرفين في ارتباط كل منهما بالطرف الآخر ، أساسية جدا ومهمة للغاية لتحديد شكل العلاقة بين نصف المجتمع ونصفه الآخر ، لعدة أسباب ، منها أنها ضرورة لأزمة بل هي الوسيلة الوحيدة للتكاثر وامتداد وديمومة العنصر البشري ، ومنها ايضا أن تلك العلاقة هي السبب في ارقى واعلى وسيلة استمتاع ممكن أن يحصل عليها الإنسان ذكرا كان أم أنثى ، (خاص بمنتدى نسونجي) والمتعة بشكل عام تعتبر ايضا أساسية لحياة الإنسان لدورها في التخفيف عن هذا الإنسان من متاعب العمل المضني وتزويده بالطاقة الايجابية اللازمة لمعاودة العمل بمزاج اكثر اتزانا وهدوءا . ( لن ادخل في قضية سلم الحاجات وكون العلاقة الجنسية تصنف ضمن الحاجات الأساسية لديمومة الحياة مثل الغذاء والشراب وقبل الأمن والمأوى ، فقد تحدث الكثيرون في هذا الجانب ولا أريد التكرار ) إلا أنه وبالرغم من تصدي الكتاب والأدباء والعلماء والباحثين للبحث والتحليل والوصف لكل جوانب حياة الإنسان وعلاقاته المتشابكه مع غيره من البشر ،. (خاص بمنتدى نسونجي) الا أن هذا النوع من العلاقة بين الرجل والمرأة ، بقي محظورا الحديث بشأنه أو التطرق إليه في الأعمال الادبيه ، وحتى العلمية ، خلافا لغيرها من أنماط العلاقات البشرية المتعددة والمتشابكة .


في مجتمعات اوروبا وامريكا والغرب عموما ، بدأوا بالتحرر من هذه القيود نسبيا في وقت مبكر ، أما نحن العرب فقد بقينا نعتبر الخوض بتفاصيل هذه العلاقة أمرا محظورا ومنعنا أنفسنا من الاقتراب منه أو التطرق إليه بأي شكل من الأشكال ، باستثناء بعض المحاولات الخجولة التي ظهرت بدءا من العصر الجاهلي فقد احتوى الأدب الجاهلي علي الكثير من القصائد الايروسية بجراة قد تبدو فاحشة ، (خاص بمنتدى نسونجي) و تجلت الايروسية ايضا في كتاب الف ليلة و ليلة و معلقة امرؤ القيس و شعر ابي نواس في العصر العباسي و كتاب العقد الفريد للاصفهاني كما كتب بعض الفقهاء كتب في اداب النكاح و انواع الجنس و اوضاعة. ، وهي محاولات كانت ترضخ دوما للمحظورات العقائدية أو الاجتماعية أو الرهاب الفكري . حتى أن المفردات التي استخدمت في وصف تلك العلاقات حينها كانت مقيده وتدعو إلى االضحك والفكاهة اكثر من دعوتها للثقافة . ويحضرني هنا هذا المقطع الشعري للشاعر الكبير نزار قباني حيث يقول :(خاص بمنتدى نسونجي)

تعبت من السفر الطويل حقائبي
و تعبت من خيلي و من غزواتي ...
لم تبق زاوية بجسم جميلة
الا و مرت فوقها عرباتي ...
فصلت من جلد النساء عباءة
و بنيت اهراما من الحلمات ..

وهناك الكثير من النصوص التي حاولت التمرد على كل القيود الاجتماعية والعقائدية ولكنها نصوص قليلة جدا ولا تفي بالغرض ولا تمثل حجم أهمية هذه العلاقة . (خاص بمنتدى نسونجي)


حتى جاء عصر الانترنت والتكنولوجيا الرقمية وهذا التطور المتسارع في عالم الاتصالات ، فوجد العالم عامة والشعوب العربية خاصة متنفسا جديدا من الحرية ، وظهرت المواقع التي تهتم بالجنس ، وبموازاة ذلك ظهرت هذه المنتديات التفاعلية التي أعطت المزيد من الحرية في التعبير عن الذات ، فوجدت كل هذا الاهتمام الذي نرى ، وكل هذه المتابعة التي نشاهد ، ومن أسباب هذا الاهتمام وغزارة المتابعة أن هذه المواقع أعطت لمرتاديها حرية عدم الإفصاح عن اسماءهم الحقيقية ، فدخل الجميع بأسماء وهمية حركية وغير حقيقية وبدا التفاعل فيما بينهم بشكل متسارع ،(خاص بمنتدى نسونجي) مما أعطاهم الحرية في الخوض في كل شئ دون خوف أو وجل فظهر الابداع وبرزت العديد من المنتديات الريادية التي تعنى بهذا النوع من الأدب ومنها منتدانا هذا وهو المنتدى الذي يحتل مركز الصدارة بين كل هذه المنتديات على المستوى العربي . وكمرحلة لاحقة وكشكل طبيعي لتطور الاهتمامو بهذا الجانب ، فقد ظهر أن هناك حاجة لتعميق هذه المفاهيم وضرورة تطوير مستوى هذا الابداع ورفع سويته الأدبية ليرقى الى مستوى ثقافة المتابعين ويكون مقنعا لهم كما هو ممتعا لهم ايضا .(خاص بمنتدى نسونجي)


من وجهة نظري فان قراءة الأدب الايروسي ليس مجرد فانتازيا لقتل الوقت وقضاء لحظات متعة فقط ، بل إن غاياته تتجاوز ذلك إلى ما هو أعظم اثرا واكثر أهمية . فمن متابعتي لفئة الشباب المراهقين وما يكتبون في هذا المنتدى او غيره من المنتديات لاحظت أن أغلبهم يفتقد للفهم الحقيقي لطبيعة الجنس الآخر سيكولوجيا ، واكثر هذا الجهل هو الجهل في سيكولوجية المرأة من الناحية الجنسية ، كما أن الفتيات ايضا لا اجدهن على معرفة كافية بسيكولوجية الرجل من الناحية الجنسية ايضا وعلى حد سواء ،. (خاص بمنتدى نسونجي) مع ما لمعرفة هذه السيكولوجية من أهمية بالغة في مساعدة طرفي العلاقة على القيام بواجبه الجنسي ، بمعنى آخر فإن عدم المعرفة بهذا الجانب سيكون سببا في نقص المنفعة المتوقع الحصول عليها من هذه العلاقة ، وهي الاستمتاع ، فيفقد الطرفين قدرتهم على الامتاع كما هي فرصتهم في الاستمتاع .و بالمناسبة فانا هنا لا الوم الشباب بل اعذرهم جدا ، والوم المجتمع الذي حرمهم من هذه الثقافة الضرورية لاستمرار حياتهم وحسن تفاعلهم مع نصفهم الآخر وبالتالي الوصول لمجتمع منتج ، مبدع , متفاعل إيجابيا ، يحترم كل فرد فيه الفرد الآخر ضمن قواعد عادلة وشفافة وواضحة .


يسألني سائل : وما علاقة الأدب الايروسي بذلك ؟؟ سأحاول الإجابة باختصار ، ولكم حرية الفهم والاستفادة مما يجول في خاطري ، ويشغل تفكيري ، ويختمر في مخيلتي الضعيفة الواهنة .


الايروتيكية مذهب يعني الجنس و الشهوة و خرج منة الادب الايروسي و تعود كلمة ايروتكية الى كلمة Erotic الانجليزية و تعني المثير للشهوة الجنسية كذلك تعود للكلمة الانجليزية
(Eroticism)وتعني الاثارة و التهيج الجنسي.(خاص بمنتدى نسونجي)


و الأدب الايروسي هو الكتابات التي تصف العلاقات الجنسية بين البشر ، وفي العادة فإن هذه الكتابات تذهب للاهتمام بالتفاصيل وشرح وتوضيح كل ما هو مثير وممتع في هذه العلاقة ، فلو كان الكاتب خبيرا وعالما بطبيعة هذه العلاقات ، وممسكا بادواته الادبيه بأحكام ، وعارفا بلغته ولغة القراء المتلقين لكتاباته جيدا ، وعالما بطبيعة مجتمعه بشكل مناسب فسيقدم لهم قصصا أو أشعارا أو خواطر أو اي صنف من صنوف هذا الأدب بشكل يفهمونه ويثري ثقافتهم الجنسية ويزيد من مستوى علمهم بالطبيعة السيكولوجية للطرف الآخر من العلاقة ، ما يرضيه وما لا يرضيه ، ما يمتعه وما قد يسلب المتعة منه ، كيفية تدرج العملية الجنسية النموذجية ...الخ ،. (خاص بمنتدى نسونجي) الأمر الذي سيجعل هذا المتلقي او القارئ وبعد قراءته لهذا العمل الأدبي يستعجل الدقائق والثواني للذهاب الى نصفه الآخر للالتقاء به جنسيا وتجربة ما فهمه وتعلمه مما قرأ بل إنه من حيث يدري او لا يدري سينقل هذه المعرفة الى الطرف الآخر ويجعله متفاعلا معه لتعظيم مستوى المتعة التي يحصل عليها كلا الطرفين .

فالأدب الايروسي من وجهة نظري هو كتابات تثقيفية تنويرية موجهة إلى مجتمع فقير جدا بهذا النوع من الكتابات ، وكلما زاد مستوى الجودة والتميز في هذه الكتابات ستزيد مستوى جودة العلاقة الجنسية بين طرفي هذا المجتمع الذكر والانثى .


اعلم تماما أنني اتحدث بطريقة هي أقرب إلى المثالية الافلاطونية ، ولكنني مؤمن تماما بأن تجويد مستويات الكتابات الجنسية ، والتوسع في نشرها لتصل إلى أغلبية شرائح المجتمع البالغين طبعا سيكون له أثر إيجابي على تجويد وتحسين طبيعة العلاقة الجنسية بين الرجال والنساء ، الازواج والزوجات ، وحتى العاشقين والعاشقات ، (خاص بمنتدى نسونجي) أو على الأقل فإنني أعتقد جازما بأن ايقاد شمعة صغيرة خير لنا من أن نبقى نلعن الظلام . واغلبنا ان لم يكن كلنا للاسف نتحدث سرا أو جهرا عن عدم رضانا عن طبيعة علاقاتنا الجنسية كلها أو بعضها على أقل تقدير . حتى إنني أعتقد أن تحسين مستوى العلاقات الجنسية بين الازواج سيكون سببا لتخفيض مستويات الخيانة الزوجية ، وتقليل عدد الباحثين عن المتعة المحرمة في دور البغاء أو في ازقتنا وشوارع بلادنا . (خاص بمنتدى نسونجي)

ننهي هذا الفصل هنا ، على أمل اللقاء بكم قريبا في الفصل الثاني .











الفصل الثاني

الأدب الايروسي /كيف ولماذا

(خاص بمنتدى نسونجي)


آيروس iros عند اليونان هو إله الحب وهو ابن آرس وافرودايت . وإيروس eros في الميثولوجيا الاغريقية (علم الاساطير ) هو إله الحب والرغبة والجنس ، ويعادلة في الميثولوجيا الرومانية كيوبيدو . وإيروس أو سفالوسا في الميثولوجيا الإغريقية ، كما قلنا هو الاله المسؤول عن الحب والرغبة والجنس وقد تمت عبادته كإلاه للخصوبة . (خاص بمنتدى نسونجي) وكان الإغريق يسمونه ايضا سفالوسا اي اله الرغبة والجنس ، والإيروس عند افلاطون هي قوة عظمى تحرك النفس الى الخير ، وهي الوسط بين المعرفة والجهل لان الإنسان الذي لا يشعر أنه ناقص لا يمكنه أن يحب الحكمة .

عمل المختصين بعلم الجنس وعالمه على استعارة هذه المفردات ليرمزوا بها إلى الرغبة والإثارة الجنسية ، واصبحت كلمة irotic. تعني الإثارة الجنسية . (خاص بمنتدى نسونجي)




والادب الايروسي litreature erotic هو تلك الأعمال الأدبية بكافة أشكالها وانواعها التي تتعرض لوصف وتحليل العلاقات الجنسية بين البشر بما فيها من إثارة ورغبة وشبق ومتعة وتلذذ وغريزة ، ووصف دوافعها واسبابها وظروف نشأتها وتحليل مسارها وطريقة نهايتها . (خاص بمنتدى نسونجي) ولهذا الأدب اشكال مختلفة كأي نوع آخر من الأدب مثل الشعر والخاطرة والمقال والقصة والرواية والاقصوصة...الخ

أقتحم الادب الايروسي خلوة المحرم وتفاصيله.. صانعاً من ذلك دلالات شبقية ولذاذات تعبيرية مستعينا بمكر اللغة وجموحها وبراعتها ورقتها وبلاغة بيانها للدلالة على جمالية وشبقية العواطف البشرية،.(خاص بمنتدى نسونجي) حتى ليبدو الإيحاء الفني والخيال الواسع هو المنتج الرئيسي للصور الشعرية أو القصصية ..


، وبرغم أن iros. هو إله الحب والجمال ، فقد اتجه الأدباء والكتاب الذين تخصصوا بهذا النوع من الأدب إلى وصف حبهم أو حب ابطال قصصهم أو رواياتهم للمرأة من حيث جمال جسدها أو جاذبيتها الجنسية وليس حبا لروحها أو شخصيتها أو سلوكها واخلاقها والتزامها بالقيم والمبادئ ، (خاص بمنتدى نسونجي) فما يهمهم في قصصهم واشعارهم إنما هو جسد المرأة ، وجاذبيتها ، ومدى قدرة هذا الجسد وتلك الجاذبية على إطفاء نار شبقهم أو إشباع رغبتهم أو ارواء ضمأهم الجنسي ليس إلا . حتى في الأدب الايروسي الغربي سنجد أن هذه الصورة للمرأة هي المتكررة والشائعة في أغلبية الأعمال الأدبية وبالذات القصصية منها . ولهذه الصورة النمطية مبررات معقولة أهمها أن الأدب الايروسي وخصوصا القصص لا يتحدث عن العلاقة الجنسية بين الزوج وزوجته ولا بين الصديق وصديقته ( boy friend , girl friend). ) ولا بين الحبيب وحبيبته بالمفهوم العربي ولا بين خطيبين . (خاص بمنتدى نسونجي) وانما يتحدث عن علاقات جنسية محرمة خارج إطار العلاقة الزوجية أو العلاقة الجنسية المنتظمة إجتماعيا وقانونيا وشرعيا ، مع بعض الاستثناءات التي عالجت ظاهرة التبادل أو وصف ليلة الدخلة وهذا ما ساتطرق الى توضيح مفاهيمه عند حديثي عن القصة الايروسية بالتفصيل في فصل لاحق .
حتى في الأدب العربي الايروسي القديم فقد ظهرت صورة المرأة على هذا المنوال . وإليكم هذا المثال : (خاص بمنتدى نسونجي) يلخص مقطع من كتاب "الروض العاطر في نزهة الخاطر" للشيخ أبي عبد **** محمد النفزاوي أوصاف المرأة التي كانت تداعب خيال أجدادنا العرب الجنسي. يقول: "كاملة القد، عريضة، خصيبة، كحيلة الشعر، واسعة الجبين، زجة الحواجب، واسعة العينين في كحولة حالكة وبياض ناصع، مفخمة الوجه، أسيلة ظريفة الأنف، ضيقة الفم، محمرة الشفائف واللسان، طيبة رائحة الفم والأنف، طويلة الرقبة، غليظة العنق، عريضة الصدر، واقفة النهود ممتلىء صدرها، معقدة البطن وسرتها واسعة، عريضة العانة، ممتلئة لحماً من العانة إلى الأليتين ، ضيقة الفرج، ليس فيه ندوة، رطب سخون تكاد النار تخرج منه، غليظة الأفخاذ والأوراك ذات أرداف ثقال، وأعكان وخصر جيد، ظريفة اليدين والرجلين، عريضة الزندين، بعيدة المنكبين، عريضة الأكتاف، واسعة المخرم، كبيرة الردف".
فهذه هي المواصفات والمقاييس الأنثوية التي كان يعتني بها أجدادنا العرب في المرأة من الناحية الجنسية وهي او جزء منها ما ورد في اشعارهم أو خواطرهم أو لحظات تألقهم وشرودهم العقائدي . فهي جميعها صفات لجمال الجسد وتناسق الشكل .ولم يقولوا عنها رومانسية ، أو حالمة ، أو رقيقة المشاعر ، ولا صاحبة خلق وأدب ...الخ ، فللايروسية سمات خاصة للمرأة غير تلك المعروفة عنها عموما . (خاص بمنتدى نسونجي)

وقد لاحظت ايضا أن الكاتبات الإناث في هذا الحقل دائما ما يكون جسد الرجل ووسامته ، صوته الحالم ، وغزارة شعر جسده مثلا ، او حجم قضيبه ، أو طريقة ممارسته . (خاص بمنتدى نسونجي) هي ما يلفت انتباههن ويتم التركيز عليه في وصفهن لانجذابهن لهذا الرجل أو ذاك وذهابهن باتجاه إقامة علاقة جنسية معه .

ما يلاحظ ايضا في الأدب الايروسي هو الميل باتجاه الاغراق في التفاصيل . وهذا ناتج عن أن غاية الأدب الايروسي عند أهل صنعته هي صنع الإثارة الجنسية ووصف الشبق والرغبة ومخاطبة الغريزة لا العقل ، (خاص بمنتدى نسونجي) فيذهب الكاتب إلى كثير من التفاصيل الدقيقة ، لوضع القارئ في مسرح الحدث وكأنه يسمعه ويراه ، هذا لن يتأتى الا اذا كان الحدث موصوفا وصفا دقيقا ومتدرجا حسب تطور الحدث الزمني والمكاني والحركي . وفوق ذلك فإن الكاتب المحترف الناجح هو من يذهب بعيدا في وصف مشاعر الشبق والإثارة والرغبة هذه فيدخل الكاتب في أعماق الشخوص ليصف للقارئ مشاعرهم واحاسيسهم الجنسية قبل وخلال وبعد اللقاءات الجنسية ، وكل ذلك لصنع المزيد من الإثارة وزيادة مستوى الشبق الجنسي لدى القارئ وهو الغاية والمقصود من هذه الكتابات ، وعادة ما يتم ذلك بعدة أساليب سنتطرق إليها عندما نتحدث عن القصة الايروسية وأسلوب بناءها وصنعتها .
ما يميز الادب الايروسي ايضا هو إغراق كاتبيه وادباءه بالخيال ، لخدمة غاياتهم ومبتغاهم الأساسي في الإثارة الجنسية . وقد أدى ظهور السينما والتلفزيون ومن بعدهما الفيديو ، الى اعتبار الممثلات والمطربات والراقصات والمذيعات والنجمات العالميات كأمثلة نمطية لصورة بطلات قصصهم أو رواياتهم فتجدهم يصفون بطلاتهم بصفات تلك الشخصيات التي أصبحت معروفة للجميع خصوصا من ناحية الشكل الخارجي كالصدر والوجه والمرخرة والطول ...الخ وقد يكون ذلك بشكل صريح كأن يقول الكاتب أن فلانة (البطلة ) تشبه فلانة (النجمة) أو دون تصريح بأن يرسم للقارئ صفات بطلته وكأنها نسخة كربونية عن تلك البطلة السينمائية أو النجمة التلفزيونية . (خاص بمنتدى نسونجي) لأنه في الأصل عندما يكتب يكون قد وضع في خياله صورة هذه البطلة وبدأ يصفها . واسوأ هذه الخيالات هي تلك الخيالات المتعلقة لنجمات البورنو ، وافلامهن وفيدواتهن ، فيذهب الكاتب في خياله الوصفي ليصف لنا مشاهده وكأنه يصف مشهد بورنو وليس مشهدا قصصيا وهذا ما يسمى pornology .أو pornography .ليس هذا فقط ، فقد ذهب الكتاب والأدباء ايضا عميقا في خيالاتهم وبدأوا يصفون لنا نساءا مكتملات الجمال الجسدي والروحي وأسلوب الممارسة وامتلاك كامل الإمكانيات الجنسية وكأنهم يصفون لنا انثى من عالم الاساطير ،وحتى في وصفهم لابطالهم الذكور فهم ايضا يذهبون إلى ما هو أعمق في خيالاتهم فيصفون لنا أبطالا هم في الوسامة كبراد بيت أو أكثر وفي القوة والطاقة الجسدية كسوبرمان . (خاص بمنتدى نسونجي) وهذا بالتأكيد هو محض خيال مبرره الأساسي هو صناعة أجواء الإثارة ومخاطبة الغريزة البشرية الجنسية التواقة دائما إلى ممارسة جنسية متكاملة الأركان .
ملاحظة مهمة : بالرغم من إفراط كتاب الادب الايروسي في الخيال ، فإنهم لا ينسون ولا يتجاهلون الالتزام بواقعية كتاباتهم ، والكتاب الذين يتقنون صنعتهم يعرفون تماما كيف يلتزمون بمبادئ الواقعية جيدا ، فخيالهم محدود بالاسباب التي تصنع الإثارة في كتاباتهم ، وهناك فرق بين الخيال الاسطوري والخيال الواقعي ، أو بين الإفراط في المبالغة والتصوير المثالي للأحداث . ايضا سنتحدث بوضوح اكثر عن ذلك في الفصول اللاحقة .



ميزة أخرى من ميزات الأدب الايروسي وهي اللغة . فاللغة الايروسية هي لغة فاحشة ، لا تمنعها عوائق القيم ولا تخضع لأي محظورات ، (خاص بمنتدى نسونجي) وفي ذلك فالكتاب لا يمنعهم شئ عن استعمال اكثر المفردات فحشا في سبيل الوصول لغايتهم في إثارة الغرائز واشعال نيران الشبق والرغبة ، ولذلك فتجدهم يستخدمون المفردات المعروف في اللغة العامية المحكية وليس المفردات المعروفة في اللغة الفصيحة الأصلية . حتى من يستخدمون اللغة الفصحى أو الأصلية في الوصف العام فإنهم عندما يصلون إلى المفردات الخاصة بالأعضاء الجنسية أو مفردات وصف العملية الجنسية فإنهم يلجأون إلى العامية الفاحشة التي لا تخلو من القبح والفجور . خصوصا عندما يكتب الكاتب باسمه الوهمي الحركي والذي لا يخشى معه عتاب معاتب ولا لوم لائم . وفي الحقيقة فإن ذلك ليس عيبا إذا علمنا الهدف من الأدب الايروسي المتمثل في الإثارة ومخاطبة الغريزة ، فلتحقيق هذا الهدف فلا بد ذلك ، كما أن ذلك يعتبر هو الأقرب للواقعبة لان الحوار الذي يجري بين أطراف العملية الجنسية اصلا سيكون بهذه المفردات والعبارات . (خاص بمنتدى نسونجي) سواء كانت هذه الممارسة ممارسة حراما ام حتى بين الازواج والزوجات والأصدقاء والصديقات ، فهم بذلك يعكسون الواقع الحقيقي ولكن يبدو قبيحا وفاحشا عند البعض .

اعود الى فكرة كنت قد تحدثت بها في الفصل السابق ، وهي المغزى الثقافي للادب الايروسي ، ففمي غمرة اندفاع الكتاب الايروسيين الى الوصف المثالي للعملية الجنسية بما تتضمنه من تحضيرات ومقدمات وملحقات ، وفي محاولتهم لتصوير المشهد الجنسي النموذجي المثالي الذي ينبغي أن يكون نمطا لكل ممارسة جنسية ،.(خاص بمنتدى نسونجي) فإنهم بذلك يقدمون لقراءهم ثقافة جنسيةsexology راقية ومثالية ، والكثير من القراء يستغلون هذه الثقافة التي حصلوا عليها لتحسين مستوى اداءهم الجنسي مع زوجاتهم أو أزواجهن أو بين الأصدقاء والصديقاتboy friend &girl friend ، وبين كل من يرتبطون بعلاقات جنسية مشروعة كانت أم غير مشروعة . فسواء كان الكتاب يقصدون ذلك أو لا يقصدونه فإنهم يقدمون هذه الخدمة المجانية لقراءهم . المعضلة في هذا الجانب هي : أن الكثيرين ذكورا واناثا يذهبون لنصفهم الآخر ليتقمصوا شخصية البطل أو البطلة الذي قرأ حكايته ويريد ايضا من شريكه أو شريكته أن يكون مشابها للطرف الآخر الذي قرأ حكايته وتخيل أفعاله وأقواله في القصة ، ناسيا أو متناسيا أنه لم يكن يقرأ الا مجرد قصة فيها من الخيال اكثر مما فيها من الواقع . وهنا لا بد من التوضيح أن القارئ ينبغي عليه أن يقتبس كل فعل أو قول أو حركة أو تقنية أو أسلوب إيجابي يساعده على تحسين مستوى أداءه الجنسي . (خاص بمنتدى نسونجي) مع الأخذ بعين الاعتبار خيالية ما قرا ، وفي كل الأحوال عليه أن لا يحرم نفسه من فوائد ومنافع ما قرأ ولكن بحذر وتدرج ، و عليه أيضا أن ينقل خبرته هذه الى الطرف الآخر ولكن بروية وهدوء ودون أن يفصح عن مصدر خبرته و معرفته ، وباساليب غير مباشرة ومتدرجة دون استعجال النتائج .

الأدب الايروسي موضوع واسع جدا ، وشائك كثيرا ، حاولت أن اتطرق الى أكثر الأفكار أهمية والاكثر ارتباطا بغايات وأهداف هذا الموضوع . (خاص بمنتدى نسونجي) ارجو ان اكون وفقت في ذلك . وسانهي هذا الفصل هنا رغم أنه ما زال هناك الكثير للحديث بشأنه ولكن الى هنا كفاية .

في الفصل القادم ساتحدث عن طرفي العلاقة الجنسية ، الرجل والمرأة وعلاقتهما الجدلية مع بعضهما البعض ، وساتحدث في هذا الموضوع في محورين الاول هو علاقتهما اذا كانوا اغرابا ، (خاص بمنتدى نسونجي) والمحور الثاني علاقة الرجل والمرأة المحارم . ارجو ان اوفق في تحليل وتوصيف هذه العلاقة بشكل ينال رضاكم ويقنعكم .




______&________


الفصل الثالث
_____________
بداية وقبل الذهاب لتفاصيل الفصل الثالث من هذا الموضوع ، ارجو ان اقدم اعتذاري المزدوج لمتابعي هذا الموضوع الهام ، اعتذاري الاول للتأخير الذي حصل والذي بينت لكم أسبابه في ردود سابقة والإعتذار الثاني أن هذا الفصل وبسبب أهميته الكبيرة في سياق كتابة القصة الايروسية والأدب الايروسي عموما فسيكون طويلا نسبيا ، ارجو ان تتحملوا هذا مشكورين ،
ايضا اجدها فرصة لتقديم الشكر والامتنان للاعضاء المتفاعلين مع هذا الموضوع بإيجابية أدخلت السرور الى قلبي واحيت عندي الامل بأنه سيكون موضوعا مفيدا لعشاق كتابة القصة الجنسية وقراءها على حد سواء .
واخيرا أود التنويه انني في كتابتي واعدادي لهذا الموضوع عموما تعمدت استخدام المفردات المتزنة والمقبولة للجميع ، والابتعاد عن الألفاظ والمفردات الفاجرة أن جاز التعبير ، لاعتقادي أن هذا الموضوع يرتقي فوق مستوى الإثارة والتسلية الى الثقافة والبحث الموزون المنضبط ، ارجو ان اوفق في ذلك .
_________________________
الفصل الثالث
آدم وحواء /ثنائية القطبية الجنسية
أسباب ونتائج
لمحة تاريخية
منذ أن خلق الخالق آدم وحواء وأسند إليهما مهمة اعمار هذه الكرة الأرضية ، وخلافة الخالق فيها من خلال الاعمار والبناء ونشر الفضيلة والخير والسعي نحو العلم والمعرفة ، ومنذ أن سخراالخالق لبني آدم كل مخلوقاته على هذه الأرض لتسهيل مهمته في هذا الاعمار والخلافة ، ومنذ أن زود الخالق الإنسان بالعقل لإدارة شؤون هذه المهمة ، فقد كان لا بدّ من إيجاد نمط خاص من العلاقة بين الجنسين لتسهيل مهمة القيام بهذا الاستخلاف خير قيام ، واول هذه العلاقات واهمها كانت هي العلاقة الجنسية .

فاعمار الارض يحتاج إلى اعداد كبيرة من السكان ، وهذه الاعداد لن تأتي الا بالتكاثر الطبيعي ، والتكاثر يحتاج إلى حمل وولادة ، والحمل لا بد أن يسبقه العلاقة الجنسية !! ولتنظيم هذه العلاقة ووضع الأسس والمعايير الناظمة لها فقد كان الزواج، والزواج لغة هو الاقتران بين شيئين وارتباطهما معا بعد أن كانا منفصلين ، والزواج اصطلاحا هو اتفاق بين الرجل والمرأة على الارتباط بهدف إنشاء الأسرة ، والأسرة لا تنشأ الا بالعلاقة الجنسية كما ذكرت ، فيكون الزواج هو الإطار الذي يضبط وينظم شؤون العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة .

وللتشجيع على التكاثر ، بصفته غاية هامة لكل شعوب الأرض ، فقد وضع الخالق في الإنسان هذه الغريزة الجنسية ، التي تجعله يسعى بكل جهد يملكه لاشباعها والتلذذ والاستمتاع بها ، وهي غريزة كما تعلمون قوية جدا الى الحد الذي يصبح الصبر على فقدان اشباعها صعبا جدا بل إنه ضربا من المستحيل عند البعض ، وذلك ناتج عن أن المتعة واللذة التي يتحصل عليها طرفيها خلال ممارسة الجنس هي من اقوى أشكال المتعة وأكثرها تأثيرا إيجابيا على الإنسان .

لا شك أن أول علاقة جنسية كانت بين آدم وحواء وهما اول زوجين ايضا ، ثم بدا التكاثر لأبناءهما وبناتهما ، ثم بتزاوج ابناءهما وبناتهما وبدء سلسلة التكاثر اللانهائية مرورا بيومنا هذا . ثم بعد تكاثر البشر وانتشارهم في أرجاء هذه الكرة الأرضية وبعد أن أصبحوا شعوبا وقبائل مختلفة الطباع مختلفة أماكن الإقامة وحتى مختلفة المعتقدات فكان لا بد من وضع ضوابط اكثر للزواج ، فأصبح هناك محارم وغير محارم ، اي من هم مسموح لهم الزواج من بعضهم ومن هم محظور عليهم فعل ذلك .
وقد اكتشف الإنسان بفطرته البشرية أن اللذة والمتعة التي يحصل عليها من الممارسة الجنسية تكون أكبر واعمق اثرا اذا ترافقت مع مشاعر الحب والعشق والعاطفة الجياشة بين طرفي هذه العلاقة . فالعواطف البشرية الكامنة في قلوبهم اكثر من عقولهم تكون دافعا ومحفزا قويا نحو محاولة كل طرف في هذه العلاقة إشباع وارواء حاجة الآخر الجنسية بطريقة تبادلية لذيذة تشعرهم بعدها بحجم المتعة والاسترخاء والتلذذ الناتجة عن هذه العلاقة ، فأصبحت هذه الغريزة الجنسية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحب والعشق .

هذا الحب وهذا العشق من الضروري أن يكون متبادلا ، بعيدا عن النرجسية والأنانية ، وقد قيل في هذه المشاعر الكثير الكثير من الاشعار والعبارات الجميلة التي تصف ما يتحصل عليه من يشعرون به من استمتاع وتلذذ فاق كل الاوصاف ، . هذا الحب والعشق لم يكن يوما مقصورا على الروح والوجدان بل تعداه الى حب الجسد والجمال والمفاتن ، فالرجل يحب المرأة لطيبتها وعطائها وخفة دمها ...الخ لكنه ايضا يعشق فيها جمال جسدها ، وقد وضعت الشعوب مقاييس ومعايير الجمال عند المرأة تحديدا اعتمادا على قوامها الممشوق ، وجهها ولون بشرتها ، عينيها ، صدرها الناهد ، شعرها ، مؤخرتها ، رقبتها ، ...الخ فأصبح الرجل يعشق اكثر المرأة التي تتصف باكثر ما يمكن من مقومات الجمال هذه . أما المرأة فقد نظرت الى الرجل نظرة مختلفة نسبيا فالنساء تعشق في الرجل قوته الجسدية ، وسامته ، شهامته ، رجاحة عقله ، نظرته إلى الجنس الآخر . أما ما تحت الثياب فله مقومات أخرى مشابهة فجمال المرأة مرتبط بجمال فرجها وحجمه وشكله ، شكل نهديها ، بطنها الضامر ...الخ وللرجل نصيب فيما تحت الثياب ايضا ، فالنساء غالبا يعشقن الرجل الشعور خصوصا منطقة الصدر كما يعشقن اكثر حجم القضيب الطويل العريض الذي يروي ضمأها الجنسي ويشبع رغبتها ويجعلها ترتجف متعة وشبقا . وهكذا فقد أصبح الحب والعشق والغرام بالمحبوب هو ما يوجه الغريزة الجنسية ، ولم يعد الزواج هو الإطار الوحيد الذي يحويها فقط بل أصبح للمشاعر والأحاسيس والرغبات سيطرة اكبر حتى من رابط الزواج .فجمال المرأة وفتنتها وإغراء صوتها شكل عينيها ، وفحولة الرجل ووسامته وقوته الجسدية ، وما يتبع ذلك من الوقوع في براثن الحب والعشق والهيام بالمحبوب ، تجعل الرجل كما المرأة يتمردون على كل القيم الاجتماعية والقوانين الوضعية وحتى الشرائع السماوية في سبيل الوصول إلى رشفة لذيذة من شفتي المحبوب أوالفوز بلقاء تنصهر فيه الأجساد تحت حرارة نار الشبق والرغبة الجامحة ، فيلتقي اللحم باللحم ويخترق اللحم حصون اللحم لتتوحد الاجساد كما توحدت المشاعر والرغبات فتكون النتيجة رعشة جنسية تهز اركان الجسد فتذيبه في نار الشهوة لتعاود اطفاءه وارواءه بماء الرعشة المختلط في ثنايا الاحشاء االملتهبة .
.
لذلك فقد ظهرت العلاقات الجنسية خارج إطار مؤسسة الزواج ، بحيث تمرد أطرافها على القيم والقوانين وغامروا بالكثير من أجل غريزتهم ورغبة أجسادهم الجامحة .وفي الأغلبية الساحقة من القصص الايروسية فإنها مخصصة للحديث عن هذا النوع من العلاقات ، بمعنى أن القصص الجنسية الايروسية مختصة بوصف شكل ومضمون ومبررات وأسباب وطبيعة ومسار العلاقات الجنسية ، والتي تجري بين رجل وامرأة أو اكثر اذا كانت هذه العلاقات لا شرعية أو غير قانونية . ولالقاء الضوء على هذه العلاقات ، دعونا نبحث في أسبابها ومبررات حدوثها ، حتى يكون بحثنا هذا هاديا ومرشدا لكتاب هذا النوع من القصص الى كيفية رسم مسار احداث قصصهم وكيفية ايجاد الأسباب والظروف التي تدعو لحدوث الوقائع التي يسردون مجرياتها ، و يستطيعون إقناع قراءهم أنهم يكتبون قصة تتسم بالواقعية والمنطقية الطبيعية ، والا فستوصف قصصهم بالخيالية أو المبالغة أو الأسطورية .

لتسهيل فهم هذه الظروف والأسباب وتصنيفها فقد ارتأيت أن أتحدث عنها في محورين رئيسين ، الأول يتعلق بالعلاقات بين الرجل والمرأة عموما ، والثاني العلاقات بين الرجل والمرأة داخل نطاق الأسرة (محارم) . لوجود بعض الاختلاف في هذه العلاقات سنتعرف عليه لاحقا :

أولا : علاقات جنسية لاشرعية ( فينوس وكيوبيد)

ليست علاقة الحب والعشق ، وليس هي المشاعر والأحاسيس والرغبات وحدها من تدعو الرجل أو المرأة أو كلاهما الى ممارسة علاقة جنسية لا شرعية ، بل إن الأسباب متشابكة جدا ومتعددة سأحاول أن الخصها فيما يلي :

1_ جمال المرأة :

تحدثنا فيما سبق عن مقومات جمال المرأة ، وقدرة هذه المقومات على فتنة الرجل وجعله يهيم بها حبا وعشقا ، فلجمال شكل المرأة ومظهرها الخارجي ، عيناها السوداوان الناعستان ، رموشها ، وجنتيها ، جيدها ، خصرها الاهيف ، ومؤخرتها البارزة ، وصدرها الناهد ، نعومة بشرتها ، رقة صوتها ،...الخ مفعول السحر على الرجل الباحث عن سحر الأنوثة ، فتجد الكثيرين يحومون حولها كالفراش يحوم حول لهيب النار ، فتشعر حينها بأهميتها وقيمة جمالها و قد تتعالى عن ذلك أو أنها تقع في حب أحدهم أو أكثر لتتطور المسائل مع مرور الوقت إلى لقاء جنسي ملتهب تحركه الغريزة وتغلفه المشاعر وتشعل نيرانه الرغبة ويكون وقوده الأجساد ونهايته المتعة واللذة ، فجمال المرأة لا شك أنه دافع غريزي نحو الجنس اللا شرعي خصوصا اذا اصطدم هذا الجمال بالباحثين عنه ورافقته مشاعر الحب والغرام ، التي تكون سببا للتضحية بالجسد لحساب المحبوب .
2_ السفور والملابس الفاضحة المثيرة .
الغريزة الجنسية موجودة ، تختفي عادة تحت غطاء الفضيلة وحسن الأدب ، وربما احترام خصوصية الآخرين ، ولكن ظهور المرأة بشكل يبعث على الفتنة والاغراء ، كاشفة جزءا من جسدها أو مجسمة له تحت ثيابها الضيقة ، سيوقظ هذه الغريزة لدى الرجال المراقبين لها ويخرجها من محبسها ، فيشعرون بالإثارة والرغبة في امتلاك هذا الجسد الذي يبدو أمامهم رخيصا وسهل المنال ، فيبداون خطواتهم التالية من طرفهم بمحاولة الفوز بهذا الكنز وذلك بالتقرب من صاحبته واغوائها أو دعوتها إلى مخدعهم ، وربما بفعل عشقهم الطبيعي لهذا الجسد سيبدأون بعبارات العشق والغرام والتعبير عن مشاعر الحب والهوى ، لتنتهي المسألة على فراش المتعة واللذة والشبق الذي أصاب الطرفين وتكون العلاقة الجنسية غير الشرعية ، التي ربما قد تتكرر , وربما كانت علاقة عابرة يأخذ كل واحد ما سعى إليه من الآخر ويذهب في حال سبيله . أما إذا اجتمع السفور بالجمال فسيكون الأمر أكثر التهابا وسيكون الساعين لامتلاك هذا الجسد أكثر عددا وللمراة حينها أن تختار أو أنها تنسحب من المشهد بعد أن تترك خلفها غصة قاسية في حلق اؤلئك العشاق .

3_ الاختلاط المباشر أوالافتراضي:
بعد أن كانت المرأة معزولة عن الرجل بالتزامها منزلها وان خرجت لا تخرج إلا برفقة أحد من محارمها ، ها هي الآن تقضي اغلب وقتها مع رجال غرباء سواء في عملها أو في الأسواق أو حتى في الحفلات والمناسبات الاجتماعية ...الخ فأصبحت المسافة بين الرجل والمرأة اكثر قربا ، بل لم تعد هناك أي حواجز أو معيقات بينهما . وقد جاءت وسائل التواصل الاجتماعي الفيسبوك ، تويتر ، انستجرام وغيرها لتقرب المسافة اكثر وتزيل اخر ما تبقى من عزلة للمرأة لتصبح على تماس مباشر مع الجنس الآخر في كل وقت وحين . لا أقول إن هذا وضعا استثنائيا بل طبيعي واكثر ولكن هذا سيشكل بلا شك أسبابا إضافية لإثارة الغريزة عند كلا الطرفين ، خصوصا اذا ترافق ذلك مع ما ورد في 1+2 ، وبخصوص وسائل التواصل فقد اتاحت الفرصة للطرفين للتحاور والنقاش في أمور قد لا تكون متاحة خارجها فصنعت جوا من الإثارة وربما الاعجاب قد ينتهي إلى لقاء في الفراش . فالاختلاط والتواصل بين طرفي العملية الجنسية سيقربهما من اللقاء الجنسي غير الشرعي اذا توفرت بعض العوامل المساعدة الأخرى .

4_ فحولة الرجل وقوته الجسدية ووسامته :
كما هو جمال المرأة وجاذبيتها ، فإن شكل الرجل الخارجي قد يشكل دافعا للنساء السعي نحو إقامة علاقة جنسية معه ، فالنساء عادة تعشق الرجل الوسيم ، ذو العضلات المفتولة ، لاعتقادهن أن ذلك له علاقة مباشرة بمستوى فحولته ، واذا ترافق ذلك مع مشاهدتهن لانتفاخ بنطاله من قضيبه المنتصب ولاحظن حجم قضيبه الكبير فإن ذلك أيضا عاملا إضافيا ، لا اتحدث عن كل النساء ولكن هذا النوع موجود وخصوصا اللواتي يتميزن بالشبق الجنسي العالي . فيكون هذا النوع من الرجال وخصوصا الشباب منهم مطلوبون لبعض النساء اللواتي سيبدأون التقرب منه واغواءه واثارته واسماعه بعض عبارات الاعجاب وصولا إلى لقاء جنسي لا شرعي ، ستغلفه بعض مشاعر الحب والعشق المجنون .

5_ الحرمان الكلي والجزئي :
الكثير من النساء واحيانا بعض الرجال وبعد أن يجربون لذة الممارسة الجنسية ومتعتها . يجدون أنفسهم فجأة يفقدون شريكهم الجنسي سواء بالوفاة أو الطلاق أو العجز الجنسي الكلي أو الجزئي . ومن اصعب الحالات هي أن يفقد من جرب المتعة هذه المتعة وهو يعلم مدى أهمية حاجته لها ، حتى أن هرمونات جسمه ستنتفض مطالبة بهذه اللذة المفقودة ، وتواجه النساء مشكلة كبيرة في مثل الحالات ، فالمطلقة وخصوصا اذا كان لديها اولاد وكذلك الأرملة ستعيش باقي حياتها فاقدة لفرصتها في الزواج أو أنها ستضطر للتخلي عن تربية أولادها ، فيكون الخيار غالبا بالتفرغ باقي حياتها لأولادها ، الا أن نداء الجسد يبقى موجودا وصوته سيرتفع يوما بعد يوم ، وتصبح هذه المرأة هدفا سهلا لطالبي المتعة غير الشرعية ، وما أسرع الاستجابة لهذا النداء . وأما من يعانين من عجز أزواجهن الكلي أو الجزئي فهم ايضا صيدا سهلا وفريسة سهلة المنال في وسط رغبتها الجامحة التي لا ترحم وضغوط الطالبين وكلامهم المعسول الذي يذيب كل صخور المقاومة فيقع الطرفان في علاقة جنسية لا شرعية هدفها بالتأكيد المتعة واللذة العابرة . وينطبق ذلك أيضا على العزاب والعوانس خصوصا ، وربمار تدوم هذه العلاقة في الكثير من الحالات فتصبح علاقة منتظمة ودائمة .
6_ فقدان التقدير المتبادل للرغبات :
للرجل والمرأة على حد سواء ميولا وطقوسا جنسية يريد ممارستها عند لقاءه الجنسي بشريكه ، بعض الشركاء الجنسيين للاسف لا يعي أهمية السعي لإرضاء وتلبية متطلبات شريكه الجنسية بل يقع تحت وطأة أنانيته ونرجسيته أو عدم تقديره لقيمة التجاوب مع هذه الرغائب فيرفض ممارستها ، والبعض خصوصا الرجال يعتبر زوجته مجرد خزان يفرغ فيه حيواناته المنوية كلما شعر بوجود فائض منها لديه ، فيذهب إلى ذلك الخزان يفرغ فيه مخلفاتها ثم ينقلب نائما أو يقوم مغادرا ، ناسيا أو متناسيا أن للمرأة شهوة وسوائل خاصة بها قام هو بتهييجها لاخراحها وقبل أن تنتهي مهمته تركها معلقة في منتصف الأنبوب فلا هي خرجت ولا هي بقيت راكدة في مكانها الاصلي . مثل هذه السلوكيات قد تدفع بالطرف المتضرر الى البحث عما يفقده من شريكه لدى شريك جنسي آخر ولو كان شريكا لا شرعيا مؤقتا . ويندرج في هذا الإطار امتناع بعض النساء عن مص القضيب أو السماح بتقبيل الفرج ولحسه ، ولا أرى الجنس الشرجي ضمنها لانني اعتبره شذوذا .
7_ تجربة اشياء جديدة :
كثيرا ما نتعرض لسؤال تقليدي ، هل كل النساء لهن نفس الطعم ونفس المستوى من اللذة ؟؟! ما الفرق بين الممارسة مع امرأة سمينة وأخرى نحيفة ؟؟ ما الفرق بين الصبية المراهقة والزوجة الخبيرة في الممارسة الجنسية ؟؟ والكثير من الأسئلة المشابهة ، وعلى الجانب الآخر ، ما الفرق بين رجل شاب قوي البنية ورجل متوسط العمر صاحب خبرة في مستوى امتاعه لشريكته الجنسية ؟؟ ما أهمية طول القضيب أو سماكته في متعة المرأة جنسيا ؟؟ هل الرجل الوسيم هو بالضرورة لطيف ويمنح المرأة متعة اكبر ؟؟ أسئلة كثيرة تطرح من الطرفين قد تصل إلى مستوى المحاولة للبحث عن الإجابة بالتجربة العملية ، فيبدأ الطرف الباحث عن ذلك بالبحث عن الشريك المحتمل ومن ثم اغواءه وحثه على قبول إقامة هذه العلاقة التجريبية ، و التي قد تستمر وتتطور إلى سلوك منتظم بعد أن كان هدفها الأساسي تجريبيا .

8_ عدم الانسجام العاطفي بين الازواج ؛
كررنا كثيرا ان الممارسة الجنسية دون عواطف الحب والاحساس بالرغبة لدى كل طرف بالآخر ما هي إلا إطفاء لنار الشهوة وتفتقد في نهايتها الى المتعة الحقيقية بل المتعة كل المتعة هي عندما تجتمع الرغبة والشهوة مع عاطفة جياشة وإحساس بالرغبة الجامحة بالشريك وينبغي لذلك أن يكون الامر متبادلا وليس انفراديا لطرف دون طرف.
يحصل كثيرا ان تتم زيجات بشكل أشبه بالزواج القسري خصوصا للبنت ، ويتم ذلك لأسباب مختلفة بين مجتمع وآخر ، فمنها أسباب اقتصادية لظروف العريس المالية المريحة ، أو مسألة زواج الاقارب ، أو مسألة الخوف من العنوسة ...الخ فتصبح العلاقة الجنسية بين الزوجين مسألة أداء واجب من قبل الزوجة ليس إلا ، الا أن هذه الفتاة قد يكون لها ارتباط عاطفي سابق أو حتى لاحق ، فتكون تلك الظروف دافعا لها البحث عن متعتها المفقودة لدى شريك جنسي لا شرعي ترتبط معه عاطفيا وتشعر تجاهه بفيض من المشاعر المتأججة التي تدعوها لإقامة هذه العلاقة غير نادمة ولا آسفة . فعدم الانسجام عاطفيا سبب للعلاقات اللا شرعية التي قد تكون موضوعا لبعض القصص .
9،_ الشبق الجنسي المرتفع أو المرضي :
الغريزة الجنسية موجودة لدى كل الناس بشكلها الطبيعي ، الا أن مستوى هذه الغريزة متفاوت بين شخص وآخر ، وهذا ينطبق على الطرفين . وفي بعض الحالات يعجز الشريك الجنسي عن الايفاء بمتطلبات هذا الشريك الشبق مرضيا ، كما يرفض هذا الشريك الاعتراف بأنه يعاني من المرض وان الحل في الخضوع الى العلاج ، فيلجأ الى شريك جنسي آخر لاستكمال الحصول على ما تبقى من حاجاته الجنسية ، فيبدأ باغواء هذه وتلك أو هذا وذاك للوصول إلى مبتغاه ، وفي أغلب الحالات فإنه لن يعدم الوسيلة للوصول إلى هدفه ، فتنشأ لدينا علاقة جنسية لا شرعية أو أكثر ، منتظمة أو مؤقتة ، تحت عنوان تعويض النقص .ويندرج في هذا الإطار ايضا البرود الجنسي المرضي .
10_ الانتقام :
الزواج علاقة مقدسة عند البعض ، وعند البعض الآخر مشروع استثماري لانجاب الاولاد وتحسين الصورة الاجتماعية ، دون التزام بقدسية العلاقة الزوجية . هذا النوع الثاني لا يتوانى عن إقامة أي علاقة جنسية متاحة ما زال الطرف المقابل يلبي حاجته ويشبع نزعته النرجسية ، واذا اكتشف الطرف الآخر من العلاقة الزوجية ذلك فسيكون رد الفعل سلبيا بالتأكيد ، قد يصل عند البعض تكون الرغبة بالانتقام والتي تؤدي الى البحث عن شريك محتمل يتمكن من خلاله من رد الخيانة بمثلها بدافع انتقامي ليس إلا ، الا أن هذه العلاقة أيضا قد تدوم طويلا وتستمر تحت نفس المبرر أو غيره . والرغبة في الانتقام سبب لإقامة علاقات جنسية لا شرعية .

أعتقد أننا بذلك قد احطنا بالاسباب والموجبات التي تدفع لإقامة علاقات جنسية خارج الشرعية ، وهذه الأسباب هي ما يستخدمها كتاب القصص دوما لإيجاد الدوافع والظروف التي تسبق العلاقة الجنسية في قصصهم ، ولكنني أعتقد أن أي قصة لا تتضمن مزيجا من هذه الدوافع أو غيرها إن وجدت فهي قصة تميل إلى الخيال على حساب الواقعية ، مع الأخذ بعين الاعتبار دائما المناخ العام أو طبيعة المكان والمجتمع الذي تجري أحداث القصة فيه .

ثانيا : علاقات جنسية داخل الأسرة (محارم ) .

برغم كل ما يشاع ويفال ، وبرغم كل قصص المحارم المنشورة هنا او في أماكن أخرى ، فإنني أرى أن حجم العلاقات الجنسية بين المحارم في مجتمعنا العربي هي أقل بكثير مما يبدو في هذه القصص . خصوصا عندما يتعلق الأمر بين الأب والابنة أو الابن والام أو الاخ والاخت، ويمكن بنسبة أقل مسألة العمات و الاعمام الخالات والاخوال أو اخوات الزوجة وأخوة الزوج فهذه أكثر شيوعا باعتقادي لطبيعة مستوى التحريم ومستوى العلاقة الاجتماعية التي هي في مستوى أقل ، الا أن ذلك لا ينفي وجود هذه العلاقات ، فهي موجودة ولكن القيود الاجتماعية والدينية تحد منها ، وعلى فرض شيوعها فساحاول بيان أسباب هذا الشيوع والتي هي أيضا المبررات والظروف التي يستخدمها كتاب القصص بالإضافة إلى الأسباب العشرة السابقة لوجود علاقة جنسية محارمية ، سأحاول تلخيص هذه الأسباب فيما يلي :

1_ الانفتاح المبالغ به :
تفرض الظروف على نساء مجتمعنا لباس يتميز بالستر والوقار خارج منازلهن ، وبعض منهن ما أن يدخلن منازلهن حتى يتحررن من كل هذه القيود وارتداء ملابس أقل ما يقال عنها انها مثيرة وربما فاجرة ، تتناسى بعض النساء أن في المنزل رجالا لديهم غريزة جنسية وان ظهورها بهذا الشكل سيثير هذه الغريزة ويؤججها ، لن يجد الاب أو الأولاد أو الأخوة وسيلة لمنع ذلك لأن الحجة جاهزة : هذا بيتي وليس الشارع فمن حقي أن ارتاح هنا وبالطريقة التي تناسبني ، ثورة الغريزة للاسف لا تفرق احيانا بين ام أو اخت أو عمة وخالة وبين امرأة غريبة فكلهن نساء ذوات مؤخرات مغرية وصدور مثيرة وافخاذ تدعو إلى الاعجاب ...الخ ، فتبدأ مرحلة التحرش بشكل يبدو غير مقصود أو التلصص والمراقبة لرؤية ما هو أكثر وهكذا ، فكيف اذا ترافق ذلك مع الجمال والجاذبية أو أسباب أخرى كالحرمان الجزئي أو الكلي ، ؟؟ فستكون النتيجة علاقة جنسية محارمية لن تخلو من العواطف والحب كما سابين لاحقا ،
2_ السرية والحفاظ على الخصوصية :
هناك الكثيرون ممن يرغبون بإقامة علاقات جنسية لاحد أو أكثر من الأسباب التي ذكرناها في اولا ، ولكن المانع يكون دوما الخوف من الفضيحة ، وبعد تفكير عميق وربما بتشجيع من احد المقربين العارفين يتم اللجوء إلى أحد المحارم أو أكثر لتنفيذ هذه الرغبة لانهم بذلك يضمنون الحفاظ على السرية والخصوصية ، خصوصا اذا كان الطرف الآخر ايضا لديه دوافع معينة تشجعه على الانخراط في هذه العلاقة ، وغالبا ما يتم تغليف هذه العلاقة أيضا بعاطفة الحب والمشاعر رغم أنني أعتقد أن كلا الطرفين يكون على علم بالاسباب الحقيقية ولكن لا بأس من خوض التجربة ما زالت النتائج مأمونة والعواقب تخلو من السلبيات . بمفهومهم الخاضع للغربزة طبعا .
3_ التقارب العاطفي :
لا شك أن الام والاخت هي الانثى الاولى في حياة اي شاب ، وان الاب والاخ هو الرجل الأول في حياة اي شابة ، وغالبا ما يقوم الشباب والشابات بمقارنة كل من يعرفون من الإناث والذكور بذويهم من أهل بيتهم ، فالأم هي الاجمل وهي الأكثر حنانا وعاطفة وهي الأرقى والانقى ، وكذلك الاخت والاب والاخ . يتحول هذا الإعجاب الى نوع من انواع الارتباط العاطفي السلبي ، ويتحول الإعجاب الى نوع من الحب ، ينتقل سريعا الى حب الجسد والإمكانات الذكورية أو الأنثوية ، وتحت ضغط عوامل أخرى كالحرمان أو الجمال أو التعري المبالغ به ...الخ إلى رغبة جنسية غريزية عند احد الأطراف أو كلاهما ، وتبدأ بعدها وسائل الاغراء والاستثارة للوصول إلى الهدف الذي لن يكون بعيد المنال ، فالخصوصية محفوظة والحب موجود والإثارة ايضا متبادلة ، فيجري ما يمكن أن يجري تحت مبررات وأسباب عاطفية غريزية ، وهذا النوع من العلاقة غالبا ما تغمره المشاعر والعواطف الجياشة حتى وصل الأمر بالبعض الى الزواج سرا من اخواتهم والامتناع عن الزواج بغيرهم والاحتفاظ بعلاقة جنسية منتظمة ومستمرة .
4_ حمى البدايات /المرة الأولى :
كما قلنا فإن الغريزة الجنسية مخلوقة مع الإنسان ولا سبيل للخلاص منها ، بعض الشباب والشابات يجد صعوبة في تلبية متطلباته الجنسية في الخارج ، ولا يعتبر العادة السرية كافية لإشباع رغبته ، أو أنه/انها يتملكها الخوف من التجربة خوفا أو عدم ثقة بالنفس ، ولكون الاخ والاخت هما المثل الأعلى كما قلنا فإنهم كثيرا ما يلجأون لبعضهم للبدء في علاقة جنسية خارجية أو شرجية يكون هدفها إشباع الرغبة والاطمئنان على القدرات . او على الاقل خوض التجربة لأول مرة والبدء بتلمس قيمتها ومدى منعتها ، هذه العلاقة ربما تستمر الى حين زواج أحد طرفيها وربما تدوم الى ما بعد ذلك .
5_ التفكك الأسري :
الكثير من الأسر تعاني من آفة التفكك والانحلال الأسري ، وينتج هذا غالبا لأسباب الإدمان على الكحول عند الأب مثلا او كلا الوالدين ، المخدرات ونتائجها الكارثية ، ممارسة أحد أو كلا الوالدين لعلاقات جنسية خارجية قد تصل لحد الدعارة ، وغيرها من الظروف التي تؤدي إلى تشوه شكل العلاقة بين جميع أفراد الأسرة ، و فقدان الاب السلطانه والام لتأثيرها ، فتصبح الأسرة متفككة الأوصال ولا يبقى اي عوائق تمنع الفجور بين أفرادها ، فتصبح الام والاخت مجرد انثى جميلة والاب والاخ مجرد رجل فحل جنسيا فتصير العلاقات الجنسية بينهم بطريقة مكشوفة تصل إلى حد الحفلات الجماعية مع بعضهم أو بمشاركة آخرين .
رغم ندرة هذه الحالات الا انها للاسف موجودة وهي الأخطر والاكثر انتشارا من حالات جنس المحارم .
______________________

بالرغم من أن مبررات حدوثها ظاهريا هي أكثر من غيرها من العلاقات فإن علاقات المحارم تبقى نادرة والسبب كما قلنا يعود إلى الأعراف الاجتماعية والقيم الأساسية التي يسعى الجميع للمحافظة عليها بالإضافة إلى الوازع الديني المتوفر لدى الأغلبية الساحقة من مجتمعنا ويضاف لذلك أن افتضاح أمر هذه العلاقة سيدمر الكثير في هذه الأسرة ويفقدها مكانتها وكل ما عملت لأجله . لذلك فإن حصولها مرهون لأسباب أخرى مما ذكرناه في اولا ويبقى ذلك في أضيق الحدود كما اعتقد انا على الأقل .
بذلك نكون قد القينا نظرة عامة على العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة في المجتمع العربي ، وأؤكد مرة أخرى بأن هذه الأسباب والمبررات التي سقناها أعلاه لا تعني شيئا جميلا في العلاقة الجنسية أن لم يرافقها شي من العاطفة والحب والكثير من الاحاسيس والمشاعر والرغبة الحقيقية في إشباع رغبة الطرف الآخر قبل محاولة إشباع الرغبة الشخصية ، فالجنس بلا حب هو حب الجنس وهو نرجسية وانانية ويغلب عليه الجانب المرضي قبل الغريزي ، واما الجنس الذي يسبقه ويرافقه ويتبعه الحب فهو علاقة إنسانية قد يكون لها ما يبررها أو يدعو إليها ويكون سببا فيها ،
في النهاية أؤكد أنني شخصيا ادعو الى الفضيلة والالتزام بقدسية العلاقة الزوجية ، ولكن اهتمامي بهذا الموضوع ما هو الا محاولة للتعبير عن شي موجود في مجتمعنا شئنا أم أبينا ، وعلينا أن نحاول الاضاءة عليه وسبر اغواره والتعبير عنها بأعمال قصصية أو أدبية عموما وقد تكون مسحة النقد للمجتمع في هذه الأعمال أكثر وضوحا من الإثارة والمتعة التي تحتويها ،وكل واحد يقرأ ويأخذ مما يقرأ على حسب مفهومه وحاجته .
انتهى الفصل الثالث
____________________
في الفصل القادم سنتحدث عن القصة ، تعريفها ، انواعها ، مواصفات كاتبها ، بناءها ومكوناتها الأساسية ، أسباب نجاحها ومسببات فشلها ...الخ
ارجو لكم قراءة ممتعة مفيدة
وتقبلوا تحيات محبكم
شوفوني




الفصل الرابع
القصة


القصة بأنواعها المختلفة من احب الفنون الأدبية الى جمهور الناس على مختلف مستوياتهم . وهي كذلك على مر العصور والأزمنة ، حيث كان الناس في السابق يتحلقون حول القاص ليحكي لهم اخبار الأمم السابقة وابطال الحروب والمواقع التاريخية ، واعتقد أن هذا النوع من الأدب سيبقى فنا أدبيا محببا يستهوي القراء والسامعين و يستأثر باهتمامهم ، فما هي القصة !؟؟

]تعريف القصة[

القصة هي مجموعة حوادث متخيلة في حياة اناس متخيلين ، ولكن الخيال فيها مستمد من الحياة الواقعية باحداثها وشخوصها .
وفي تعريف آخر : هي حكاية مصطنعة مكتوبة نثرا تستهدف استثارة الاهتمام سواء كان ذلك بتطويع احداثها أو بتصويرها للعادات والأخلاق أو حتى بغرابة احداثها .
تعريف آخر : هي سرد واقعي أو خيالي لمجموعة أفعال ، قد يكون نثرا أو شعرا يقصد به إثارة الاهتمام والامتاع وتثقيف السامعين أو القراء .

في المحصلة :
القصة هي عمل ابداعي مكتوب أو مسموع ، تتضمن سردا لاحداث يتخيلها كاتبها في مكان وزمان يختارهما بنفسه . ضمن بيئة اجتماعية متخيلة ايضا ، تجري تلك الأحداث مع شخوص متخيلين ، تهدف إلى إثارة اهتمام القارئ أو السامع لقضية اجتماعية أو سياسية أو عاطفية إنسانية ...الخ ، بقصد الامتاع أو الثقافة أو كلاهما .

عناصر القصة الرئيسية


اولا : فكرة القصة أو موضوعها :
يقوم الكاتب باختيار موضوع القصة بناءا على :
* ** تجربته السخصية : بحيث يتناول تشريح نفسه البشرية وتحليلها على شكل قصة
****تجارب الآخرين : ونعني بذلك المجتمع الذي يروي الكاتب القصة من داخل أروقته
****ثقافة الكاتب : حيث يتناول مواضيع فلسفية ثقافية وفكرية مستمدة من ثقافته الشخصية
****التاريخ والوثائق : حيث يتناول الكاتب سرد احداث التاريخ الذي مضى او ما وقع تحت يديه من وثائق تبين ما خفي من هذا التاريخ بشكل سردي تاريخي .

النتيجة:

فكرة القصة أو مغزاها عادة هي وجهة نظر الكاتب أو القاص في الحياة ومشكلاتها التي يستخلصها القاص في نهاية القصة . وعلى القاص أو الكاتب أن يتجنب الطرح المباشر للفكرة لكي لا يسقط في هاوية الوعظ والإرشاد وأن يترك للقارئ أو المستمع ان يستخلص هذه الفكرة من خلال أحداث القصة وحبكتها .

ثانيا : الأحداث أو الحبكة :
هي باختصار ترتيب ما جرى من حوادث بطريقة سردية مشوقة ومحفزة للقراءة والاستمتاع ، و تكون الحبكة عادة في وسط الأحداث أو أن الأحداث نفسها تكون هي الحبكة . حيث تأتي من خلال ترتيب الحوادث وسردها وتطويرها وهي انواع :
أ_ حبكة محكمة : حوادث مترابطة متلاحمة تتشابك حتى تبلغ الذروة ثم تنحدر نحو الحل .
ب_ حبكة مفككة : احداث متعددة غير مترابطة برابط السببية وانما حوادث ومواقف وشخصيات لا يجمع بينها سوى أنها تجري في زمان واحد ومكان واحد .
يلجأ بعض الكتاب إلى إيجاد العقدة والحل في قصته وهي ليست شرطا لازما ، حيث تتأزم الأحداث وتتشابك لتنتج عقدة ثم يستمر هذا التشابك الى حين ، ثم يبدأ الانحدار نحو الحل ، والحل ليس ضروريا على أية حال فقد تكون النهاية مفتوحة تعطي للقارئ حرية تخيل الحل كل على حسب فهمه .
تتضمن الأحداث أو الحبكة فيما تتضمنه ما يسمى بالصراع وهو نوعان :
_ صراع خارجي بين الشخصيات .
_ صراع داخلي بداخل الشخصية نفسها .

ثالثا: البيئة الزمانية والمكانية :

وهي الطبيعة الجغرافية التي تجري بها أحداث القصة . بالإضافة إلى المجتمع المحيط وما فيه من ظروف واحداث تؤثر في الشخصيات .
هذا بالنسبة للمكان ، أما الزمان فهو المرحلة التاريخية التي تصورها احداث القصة .
وفي هذا المجال يجب التنويه أن الكاتب يجب أن يراعي جيدا هذين العنصرين ، وأن لا ينجرف في وصفه للأحداث بحيث تكون منفصلة عن مرحلتها التاريخية ، أو مكانها الجغرافي ، أو محيطها الاجتماعي ، فلو كان يتحدث عن عصر سبعينيات القرن الماضي فمن غير المبرر أن يتحدث عن الانترنت والفيسبوك مثلا !!؟ أو عن لبس الفيزون مثلا . أو عن الهواتف الخلوية ...الخ .

رابعا : الشخصيات :

والشخصيات عادة نوعان ، شخصيات رئيسية وهم ابطال القصة وفي العادة فهذه الصفة تنطبق على واحد أو اثنان أو ثلاثة على الأكثر ، أما اكثر من ذلك فتكون أحد سيئات القصة . بالإضافة إلى شخصيات ثانوية وهم كل من يرد ذكرهم في الأحداث ليكونوا عنصرا مساندا لسير أحداث القصة واكتمال الحبكة وتمام صورتها .
كما يمكن تقسيم الشخصيات من حيث ديناميكيتها الى نوعين ايضا وهما.:
_ شخصيات نامية تتطور مع الاحداث
_ شخصيات ثابتة لا يحصل في تكوينها اي تغيير وتبقى تصرفاتها على ذات الطابع دون تغيير حتى نهاية دورها في القصة .
تبرز طبيعة الشخصيات باسلوبين :
_ اسلوب تحليلي اي رسم الشخصية وتحديد مواصفاتها وظروفها وطبيعتها وعواطفها والتعقيب على تصرفاتها من قبل الكاتب للتأكيد على دقة تحليله لهذه الشخصية .
_ اسلوب تمثيلي : وهو أن يتنحى الكاتب جانبا ويترك للشخصية أن تعبر عن ذاتها بالطريقة التي تراها والتي سيدركها القارئ .

انواع القصة


درجت العادة أن يتم تصنيف القصة إلى عدة أنواع ، تعتمد أساسا على طول القصة وحجم نصها . وعلى هذا الأساس يمكن تقسيم القصة الى الأنواع التالية :

اولا : الاقصوصة :
هي فن كتابي يهدف إلى سرد احداث مشهد واحد في زمن قصير عادة وشخصياتها قليلة كشخص واحد أو اثنان عادة

ثانيا : القصة القصيرة

وهي فن سرد احداث خيالية أو حقيقية تجري في وقت قصير نسبيا وفي مكان واحد أو أماكن محدودة متقاربة لان زمنها يجب أن لا يكون طويلا .

ثالثا : القصة :
هي المتوسط بين القصة القصيرة والرواية ، حيث يحصر الكاتب اتجاهه في جانب واحد أو ناحية واحدة ، ليسلط عليها خياله ويركز فيها جهده ويصورها بايجاز . فالقصة عادة تكون مختصة بجانب واحد من حياة أبطالها أو شخوصها . وغالبا ما يكون زمنها غير طويل بعكس الرواية .

رابعا : الرواية :
هي نص قصصي طويل نسبيا يتم بناءه من نسج الخيال تكون احداثها ممتدة لفترة زمنية طويلة وتحتوي على عدد كبير من الشخصيات ، وحيث إنه سيكون لها بطلا واحدا أو أبطالا متعددين فإن الكاتب يلجأ إلى معالجة شخصيات الابطال من جوانب كثيرة بعكس القصة التي تركز على جانب واحد .الا أن الرواية ايضا عادة ما تركز على مكان معين ليروي لنا كاتبها طبيعة المجتمع واوضاعه والتركيز على مرحلة ما من حياته عموما . فالرواية عادة عمل أدبي تحليلي وهادف وليس مجرد سرد قصصي للتسلية والترفيه .
كما يمكن تقسيم القصة الى نوعين على أساس طريقة الكتابة من حيث الواقعية والخيال وكما يلي
اولا الحكاية :
وهي وهي وقائع خيالية أو حقيقية لا يلتزم فيها الكاتب أو الحاكي قواعد فن كتابة القصة . وهي في الغالب احداثا حقيقية حصلت مع الكاتب ، وغالبا ما تكون لسرد السيرة الذاتية biograghy. للكاتب أو لأحد آخر من المشاهير .
ثانيا : القصة بأنواعها
وهي احداثا خيالية في زمن ومكان خيالي يسردها الكاتب لكي ينقل للقارئ فكرة ما أو بقصد المتعة ويلتزم كاتبها بكل فنون وصنعة كتابة القصة .

الكاتب :

الكاتب هو صاحب القلم والفكر والأسلوب الذي بواسطته تصل القصة الينا لنأخذ منها ما يحاول هذا الكاتب أن يوصله الينا ، وفي هذا الصدد فإنني الاحظ اننا نقرا بعض القصص وننهيها دون أن نعلم ما الذي ****اه ؟؟ ولماذا ****اه ؟؟، وذلك ناتج عن أحد سببين ،فاما أن الكاتب يكتب لاناس من طبقة ثقافية ليست من طبقتنا ، أو أنه عاجز عن إيصال أفكاره الينا . ونقرا أخرى فنشعر وكأننا جزء من الحدث أو أننا ونحن نقرأ نرى أن هناك أشخاصا حقيقيون يتحركون أمامنا في مشهد مسرحي نشاهده بأم أعيننا ونعيشه بكل حواسنا ، نعيش الحدث وكأننا جزء منه أو على الأقل نشاهده ونشعر به .
فما هي مواصفات الكاتب الناجح الذي يستطيع أن يوصل لنا فكره وأهدافه ، ويجعلنا نستمتع ونستفيد مما ****ا ؟؟! . أعتقد أن هناك عوامل كثيرة تساعد في ذلك ، سأحاول اختصارها في ثلاثة مقومات أساسية للكاتب الناجح .وهي كما يلي :

اولا : اللغة ......

يقولون أن اللغة هي وعاء الأدب ، فكيف لاي شئ موضوع في وعاء مهترئ أو غير مكتمل الصنع أو مخروم أو غير نضيف ...الخ أن يكون جميلا ومقنعا ومفيدا ؟؟! اللغة هي الوسيلة التي يخاطبنا بها الكاتب .هي وسيلة النقل التي تحمل القصة على مقاعدها ، وان لم يكن الكاتب متمكنا من وسيلته هذه فلن يستطيع نقل أفكاره الينا ، وان وصلت فإنها ستصل مشوهة وغير واضحة أو انها تصلنا بينما نشعر تجاهها بالاشمئزاز والتقزز .
اللغة بقواعدها وبلاغتها وعروضها ، بجملتها الاسمية والفعلية . بجمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم . بجناسها وطباقها ، بسجعها وشعرها ، بالصفة والموصوف والكناية ، والحال والتمييز ،بالاسم والفعل والحرف والاسم الموصول ، المصدر واسم الفاعل واسم المفعول . كلها وغيرها الكثير ، هي قواعد لغوية أساسية ، ينبغي على الكاتب اتقان الحد الادنى من فنونها ، حتى يتمكن من استعمال هذه اللغة كوسيلة تواصل بينه وبين من يقرأ له . فإن لم تصلح وسيلة النقل فلن يصل المنتقل (الراكب) الى مقصده . والراكب هنا هو القصة التي يضعها الكاتب في سفينة اللغة ويبحر بها قاصدا القراء .
تعلمت مما قرأت وكتبت انه كلما كان الكاتب ممسكا بتلابيب لغته وكلما كان مالكا لناصيتها يقودها كيفما شاء . وكلما كان قادرا على تسخير بديع اللغة وبلاغتها في خدمة نصه القصصي . كلما زادت قدرته على إيصال رسالته ، وكلما وجد القارئ في القصة كل ما يصبو إليه ، من استمتاع في القراءة ومن فهم للمحتوى ، ومن استفادة ووعي كامل لحبكة القصة ومغزاها والهدف الذي يريد الكاتب الوصول إليه .
ويندرج تحت هذا البند الخاص باللغة استخدام الكاتب لعلامات الترقيم المعروفة ، فاشارة التعجب والاستفهام ، أو الفواصل والنقاط ، وتقسيم الموضوع الى فقرات منفصلة حسب الأفكار ، كلها وسائل ضرورية ولازمة لاكتمال جودة القصة ، فبعض العبارات يتغير معناها مثلا اذا تبعتها علامة تعجب عن ذلك المعنى لو تبعتها علامة استفهام .
نأتي إلى القضية الكبرى التي تحدث بها الكثيرون في مسألة اللغة في القصة الجنسية تحديدا ، وهي استخدام اللغة العامية أو اللغة المحكية وليس اللغة العربية الفصحى لكتابة القصة ،
فلا شك أن للغة العامية سحرها وجمالها كما هي اللغة الفصحى ، ولكن المشكلة تبرز في عدم فهم الجميع لكل اللغات العالمية السائدة في البلدان العربية ، وحتى داخل البلد الواحد فهناك فروقات في اللغات أو على الأقل بعض المفردات التي يجد القارئ صعوبة في فهم معناها ومدلولاتها ، ولكون أن العامية المصرية هي الأكثر شيوعا والاكثر فهما من غالبية القراء العرب ، فإن استخدامها لا يشكل عيبا كبيرا رغم تفضيلي شخصيا للغة الفصحى , خصوصا عندما يتعلق الأمر بالوصف , أما الحوار فإن اللغة العامية انسب له . لكي يظهر النص والمشهد اقرب إلى الواقعية .
إن ما يمكن قوله حول اللغة لن ينتهي ولو أردت لتوسعت اكثر , ولكنني انصح الكتاب بأن يستخدموا اللغة الفصحى بما فيها من بديع وبلاغة ، في حالات السرد الوصفي ، وهذا مشروط بامتلاك الكاتب لمخزون وافي من المفردات ، وعلم مناسب بأساليب الوصف والبديع اللغوي و مكامن البلاغة العربية الجميلة ، والتي ستعطي النص سحرا وجمالا اخاذا سيمتع القارئ ويجعله منهمكاً في القراءة بتلذذ . أما في حالة استخدام أسلوب السرد بالحوار فلا مانع بل من المفضل أن يكون الحوار بالعامية مع تجنب استخدام المفردات الصعبة وغير الشائعة . خصوصا في العامية المغاربية أو العراقية على سبيل المثال .

ثانيا : الثقافة ........

تعرف الثقافة بأنها هي : التمكن من العلوم والفنون والآداب ، وهي الغنى الفكري والتوسع المعرفي ، فهي اذا مجموعة المعارف المكتسبة التي تسمح لصاحبها بتنمية الذوق وحاسة النقد الذاتي والغيري والحكم على الناس في كافة الأمور .
وكاتب القصة هو بالاصل يكتب قصته أما منتقدا لسلوك معين أو مشجعا لسلوك آخر أو داعيا إلى تصويب جانب ما من جوانب الحياة . او كل ما سبق ، فالكاتب هو ناقد للمجتمع يدعو إلى منهج ما ويحذر من منهج آخر أو يدعو لتعديل منهج ثالث وهكذا ، فإن لم يكن الكاتب ملما بمعلومات ومعارف كافية عن هذا المجتمع وغيره من المجتمعات فلن يستطيع إقناع القارئ بأن ما يكتبه شيئا يستحق القراءة ، الثقافة والمعرفة الواسعة صفات لأزمة لكاتب القصة الناجح خصوصا اذا كان يكتب قصة متخصصة مثل القصة الجنسية مثلا .
فكيف لكاتب يكتب عن علاقة جنسية داخل أروقة المجتمع المصري مثلا ، أن لم يكن على دراية بعادات هذا المجتمع وتقاليده وقيمه ومعتقداته ، وكيف هي طبيعة العلاقة بين الجيران والاقارب والأصدقاء والمعارف ...الخ . كيف تنشأ العلاقات العاطفية وما هي حدودها ، اصول علاقات الازواج بزوجاتهم ، وكل ما الى ذلك . حتى أنه من المهم أن يكون على معرفة بطبيعة المرأة المصرية ومستوى أهمية العلاقة الجنسية في حياتها والرجل كذلك ، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف كل ذلك من منطقة إلى منطقة ومن إقليم الى إقليم وبين الريف والمدينة والمناطق الحارة والمناطق الباردة . كل ذلك يجب أن يأخذه الكاتب بعين الاعتبار وهو يكتب حتى يقنعنا بأن ما يكتبه من الممكن أن يكون قد حدث أو يمكن أن يحدث مستقبلا .
وعليه ايضا أن يكون على دراية بالقضايا العلمية المتعلقة بالجنس وطبيعته وما يتعلق به فسيولوجيا وسيكولوجيا . قدرات الرجال وحدودها ، مكامن شهوة الإناث وأسباب أثارتها ، قدرات الرجل والمرأة الطبيعيين على الاحتمال والى أي مدى والى اي زمن ، كلها معارف أساسية ينبغي على الكاتب الإحاطة بها حتى يكتب لنا شيئا مقنعا .
فالثقافة اذا هي الشرط اللازم الثاني الذي يجب أن يتميز به الكاتب .

ثالثا : الملكة ،،،الموهبة ....

ليس بالضرورة أن كل من يملك اللغة والثقافة سيكون كاتبا ناجحا ، فالكتابة تحتاج إلى الخيال الخصب ، والأسلوب المقبول من القارئ ، والقدرة على ربط مقومات الثقافة واللغة بطبيعة المجتمع والمكان والزمان ، لترتبط كل هذه العوامل ببعضهما ، ويتم صياغتها بأسلوب لغوي محبب على شكل مفردات وجمل وفقرات وافكار لنصنع منها قصة جميلة نستمتع بقراءتها .

فملكة الكتابة والخيال الخصب ، عناصر أساسية ينبغي توفرها بالكاتب ليكون كاتبا ناجحا . وهي سمات في الغالب مخلوقة مع الإنسان ، وليست كلها مكتسبة ، الا أن ذلك لا يعني حرمان من لا يولد موهوبا من الكتابة . فبإمكان الجميع الكتابة بواسطة تنمية موهبته وملكته تنمية صحيحة ، وهذا لا يتم إلا بالثقافة اولا ، والثقافة اللازمة لتنمية الموهبة هي القراءة للعديد من القصص . وتدبر احداثها والتفكر في حبكتها والتمعن في أسلوبها ، وربط كل ذلك بثقافة القارئ العامة في بقية مناحي الحياة والمجتمع . فبهذه الطريقة يمكن تنمية ملكة الكتابة وتطوير اسلوب الكاتب وارواء خياله بتجارب الآخرين القصصية . فكل انسان لا بد ان لديه نسبة ولو بسيطة من الموهبة ، ولو عمل عليها وطورها وسقاها بماء الثقافة وسماد اللغة وعزقها بالقراءة فستنمو وتكبر شيئا فشيئا ويصبح كاتبا متميزا .
الا أنه في المحصلة أن لم يمتلك الكاتب الموهبة سواءا كانت الاصلية أو المكتسبة فإنه لن يتمكن من إنتاج قصة ذات مواصفات عالية المستوى ولن نجد نحن القراء المتعة المطلوبة في قصته .

خاتمة
لا اريد ان يفهم من يريد كتابة القصة أنني اضع أمامه العوائق ، فكل ما أريده من هذا الموضوع ، أن أنقل الى من يهوى الكتابة بعضا من المعرفة قد تساعده لانتاج قصة ذات مواصفات وجودة راقية ، وتجد القبول والمتابعة من جمهور القراء ، وبالمحصله أن نوفر لجمهور نسونجي أعمالا متميزة ، ترتقي لمستوى ثقافتهم وتصل حد طموحاتهم واهدافعم من تصفح صفحات هذا المنتدى الرائد .
*******************
نختم هذا الفصل هنا
في الفصل القادم وهو الاخير سيكون لنا إطلالة مهمة جدا على كل ما سبق
وكيفية استخدامه لانتاج قصة ايروسية ناجحة وممتعة ومقبولة لدى القراء
وسيتضمن الفصل نصائح و ارشادات محددة للاستفادة منها في كتابة القصة الجنسية
ارجو ان يكون هذا الموضوع عموما مفيدا لكم ويشكل اضافة جديدة لمخزون ثقافتكم ويساعدنا في نسونجي على تطوير مستوى القصة الجنسية التي ننشرها في هذا المنتدى .
محبكم
شوفوني
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%