NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

دكتور نسوانجي

مدير
طاقم الإدارة
مدير
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
نسوانجي قديم
حاصل علي أكثر من 100000 نقطة
ناشر مجلة
إنضم
8 سبتمبر 2021
المشاركات
45,844
مستوى التفاعل
11,825
نقاط
18,768
الرعب المميت ( حصريا علي نسوانجي للكاتب Hematology 012 )
" الجزء الأول "


" 1 "

اولا المقدمة: ( إلى الشخص الذي يتخطى حاجز الخوف بهدف التفوق .. احذر هُناك ما ينتظرك من أضرار .. لا تتخلص منها ، فبعضها قد يكون مُفيدًا لأفكارك القصة من خيال الكاتب ولا تتم للواقع بصله )

الليل ، والظلام يسودان في منطقةٍ ما ، وصوت خطوات خالد ، وسامح .. يتقدم خالد عند سامح ببضع خطوات .. يمشي خالد وراءه .. يحمل حقيبة بها ملابسه ، وينظر حوله في كل مكان .. لا أشخاص في هذا الشارع .. لا محلات .. لا أشجار .. المكان شبيه بالصحراء .. فقط بعض العمارات الموجودة على جانب الشارع .. على الجانب الآخر بيت واحد فقط به نوافذ ، وهناك شُرفة .. باب في منتصف البيت تمامًا وأمام هذا البيت شجرتان .

يقف سامح أمام بوابة البيت الذي سيسكن فيه خالد .. كان خالد ينظر لهذا البيت المهجور الذي أمام بيته ، وقلق منه .
• سامح .. ما هذا البيت ؟!
• هذا بيت مهجور ولم يسكن به أحد مُنذ سنين .. لا تقلق لا يوجد أحد بهذه المنطقة تمامًا
أومأ خالد رأسه بمعنى " نعم " .. يصعدا هما الإثنان على السلم .. كانت العمارة تتكون من أربع طوابق .. خالد يسكن في الطابق الثالث من العمارة .. يفتح سامح باب الشقة ، ويدخلا .. الشقة واسعة جدًا يوجد بها أريكة .. شاشة عرض كبيرة أمامها .. منضدة ..غيره .. الشقة مثلها كمثل أي شقة كبيرة ، وفخمة ... تتكون الشقة من ثلاث غرف .. يدخل خالد غرفته الذي سينام فيه بها سرير .. دولاب .. مكتب .. بها شُرفة تطل على الشارع .. يقول خالد فارحًا :
• الشقة رائعة جدًا ... ولكن هل أنت واثق من أن المنطقة خالية من السكان تمامًا ؟ .. انا قلق بشأن هذا الشارع .
• لا تخاف يا خالد .. لا يوجد أحد في هذا الشارع .. ولكن حرام أن تترك والدك وحده .
• أنا لم أتركه .. لقد استأجرت هذه الشقة من أجل النساء فقط لا غير .. أريد أن أعيش فترة شبابي بصدق .
كان خالد سعيد بهذه الشقة ، تركه سامح بعد أن تأكد خالد من عدم وجود أي شخص في العمارة أو المنطقة .. يتصل خالد بفتاة يعرفها كي تأتي له ، ويصف لها العنوان .

خالد ، وسامح صديقان في كلية التجارة .. مثلهما كمثل شباب مِصر سيتخرجان من هذه الكلية ، ويجلسا على القهوة كباقي المصريين .. خالد ليس لديه أي أحلام في حياته .. لا أهداف .. يعشق الفتيات .. كل يوم مع فتاة .. إستأجر خالد هذه الشقة كي تكون له حياته الخاصة بعيدًا عن تصرفات أبيه ،

o
يدخل خالد ، وترى الفتاة ، وهي واقفة على الباب الفتاة التي معه ، وهي تجلس على الأريكة ، وملابسها القصيرة ، وتشرب كوب به خمر ، وفي يديها سيجارة .. يأتي لها خالد ، ويُعطي لها المصباح الذي وجده في غرفته ، ثم يغلق الباب جيدًا .. يدخل مرة أخرى للفتاة التي معه ، ويدور بينهما الحديث ، والضحك من جديد ، ثم يدخلا الغرفة ، وقبل أن يحدث بينهما أي شيء .. يسمعا صوت صراخ لفتاة ما .
يدخل خالد الشُرفة ، ويقف خائفًا .. لا يرى أي شيء .. يرى البيت المهجور أمامه ، ولا يوجد أحدًا في هذا الشارع .. يدخل خالد مرة أخرى للفتاة ، ويجدها تأخذ أشياءها ، وتدخل سريعًا .. حاول خالد أن يتكلم معاها ، ولكنها رفضت بشدة ، وخافت من هذا المكان
يذهب للحمام ، ثم يأتي لغلق الشُرفة ، ويقف في الشُرفة قليلاً ، ثم يرى شيئًا غريبًا لا يُصدق .. مُندهش تمامًا من هذا .. عقله رافض الاستجابة أو التفكير ، ويتأكد عدة مرات من أنه إستيقظ وأنه الآن في الواقع بعيدًا عن الأحلام ، وفي عقله يدور سؤال واحد فقط : " أين البيت المهجور ؟! "
يصمت سامح للحظات ، وينظر لخالد ، ثم يقول :-
• يا سامح لا تقلق .. لا تكُن جبان هكذا .
• جبان ! .. لقد جئت إلى هُنا وأنت واضع المكتب وراء الباب .. أنت خائف من الذي حدث .. ستبول على نفسك .
• نعم وبعدها بقليل سمعتُ صوت فتاةٍ ما .. أكيد هذا الصوت له علاقة بإختفاء البيت المهجور .
يجلسان هُما الاثنان ، وكُل واحدًا منهم يُفكر في لغز إختفاء هذا البيت .. يفكران طوال اليوم .. لا طعام .. لا شراب .. لا نوم .. فقط التفكير لا غير .. والساعة قد تخطت السادسة مساءًا .. يقول سامح :-
• لا أعرف .. أنا عبارة عن إنسان تافه يا سامح .. لا أفعل في حياتي سوى مقابلة الفتيات وممارسة الرذيلة معهم وارتكاب الذنوب فقط .. أنا أشعر الان أنني سأتغير بسبب هذا البيت .. حياتي ستكون لها قيمة .
هياكل عظيمة ملقاة على الأرض في كُل مكان في الغُرفة .. لا يوجد للغرفة أي أبواب غير الباب الرئيسي فقط .. لا نوافذ .. لا شُرفة .. لا شيء أنها غرفة مُظلمة بين أربع حوائط .. يقول خالد بخوف :-
• يبدو أن كُل واحدًا منهم مات بطريقة مختلفة عن الآخر وهذا واضح من شكل الهياكل العظمية .
• يبدو أن الهياكل لا تحب الصور كثيرًا ( قالها سامح )
يخافون بشدة هما الاثنان ، ويحتضنان بعضهما من شدة خوفهم .. يفتح خالد باب الغرفة سريعًا ، ويخرجا منها .. يحاولان الهرب من الطوب الذي يسقط عليهم .. كُل شيء ينهار .. يتجه خالد ، ووراءه سامح نحو الغرفة التي يوجد بها شُرفة ، ويحاولان الهرب ، والجري سريعًا .. وحش تكون من التراب ، وجدران البيت يلاحقهم .. إنهيار شديد يجري راءهم ، وكاد الموت ان يلاحقهم ...

الحلقة الثالثة
" 3 "
يستيقظ خالد من نومه بعد ليلة قاسية قضاها هو ، وسامح .. يستيقظ بعده سامح ، ويجري ناحية خالد ، ويقول له فارحًا :-
• لقد فكرت لك في فكرةٍ ما
• ما هي ؟
• أنا وأنت مُمكن نذهب إلي صاحب البيت الذي إستأجرت منه شقتك .. أكيد يعرف معلومات عن البيت المهجور .
يصمت خالد للحظات ، ويقول بإندهاش :-
• فكرة جيدة يا سامح .. بدأت تُفكر بالفعل .
***
يذهب خالد ، وسامح لصاحب البيت الذي إستأجر منه سامح شقة خالد ، ويجلسان معه ، ويحكيان كُل شيء حدث معهم ، ويتهمهم الرجل بالجنون :-
• أنتما الإثنان مجانين حقا !! .. ما هذا البيت الذي يختفي نهارًا ويظهر ليلاً
يرد عليه خالد :-
• و**** حدث لنا كُل هذا .. أنت لم تُصدق لأنك لم ترى هذا إلا في السينما والأفلام فقط .. هل إستأجرت مِنك فتاة شقة كي تسكن فيها في العمارة عندي في الطابق الثاني ؟
• نعم .. إنها فتاة إستأجرت مني شقة مُنذ شهرين تقريبًا .
• ما اسمها ؟
• نادين
• هل عندك معلومات عنها ؟
• لا .. كُل ما أعرفه عنها أنها فتاة مُحترمة تعيش وحدها .. إستأجرت مني هذه الشقة .
• هل تعرف أين كانت تسكُن قبل ذلك !
• لا أعرف .. بل أعرف إنها جاءت من قرية .. وإسمها نادين مؤمن عبد العزيز .
***
يخرجا خالد ، وسامح من بيت الرجل ، والحزن عليهما .. حيث ينادي عليهم رجل يعمل خادم عند صاحب البيت ، ويقول لهما :-
• لقد سمعتُ كُل شيء .. وأعرف حكاية البيت المهجور .
يقول خالد بلهفة :-
• ماذا تعرف ؟!
• ليس أنا .. لقد كُنتُ أعمل عند هذا الرجل .. كُنا نسكُن مكانكم في العمارة ورأيت إثنان مثلكم يدخلون هذا البيت .. كانوا إثنان رجال وهذا عنوان واحدًا منهم .. إسمه " رضوان " .
يعطي لهما الخادم عنوان رضوان ..
• ولكن إحذر .. لقد سمعت أن هذا البيت ملئ بالجان والعفاريت وأن هُناك اناس دخلت هذا البيت ولم تخرج منه ثانية .. والذي خرج منه أصبح كفيف وأصابه العمى .. ****م إحفظنا ، ولقد سمعت أيضًا أنه يوجد به كنز .
لم يعطي خالد إهتمام لتخاريف هذا الخادم ، ويذهبان لهذا العنوان ...
***
بعد أن وصلا لهذا العنوان بصعوبة ..يجلس خالد ، وسامح مع رجلٍ ما يعرف سر هذا البيت .. يحكي خالد له كُل الذي حدث معهم بالتفصيل ، وكيف وصلا له ، ويحكي لهما كُل الذي يعرفه عن هذا البيت ..
• أنا إسمي رضوان ... سكنت في العمارة التي تسكنان بها اللآن أمام البيت المهجور مثلكم .. إكتشفت أن البيت المهجور يختفي نهارًا من الساعة السادسة صباحًا ، ويظهر ليلاً بداية من الساعة السادسة مساءًا .. كان دائمًا عندي فضول بأن أدخل هذا البيت أنا وصديقي عزت .. دخلنا هذا البيت ودخلنا غرفة الهياكل العظمية وسمعت صوت رجلٍ ما يتحدث معنا في هذه الغرفة .. أخذت صورة لهذا الرجل بالتليفون ولللآسف كان التليفون إمكانياته ضعيفة جدًا .. وللآسف الصورة ظهرت مشوشة ووجدنا أن البيت يقع علينا .. أنا خرجت وصديقي عزت صديق عُمري لم يخرج .
يتأثر خالد ، وسامح بشدة ، وكاد أن يبكي سامح ، ويُكمل رضوان حديثه :-
• مات ( قالها رضوان ، وهو متأثر بشدة ، وينظر في الأرض ، وملامح الحزن تُسيطر على وجهه ) .
يقول خالد :-
• ولم تدخل البيت مرةٍ أخرى ؟
• لا .. تركت المنطقة بأكملها وقررت أن أكون وحدي .. وهذه الصورة التي صورتها للرجل الذي تحدث إلينا .. كان يجب عليِّ أن أبقيها معيِّ كي تكون ذكرى لصديقي عزت البطل وأنني السبب بأن بعد عن الدنيا بأكملها ويتركني .
يُرسل رضوان الصورة لخالد عن طريق البلوتوث .. وسامح مُتأثر جدًا بحديث رضوان عن صديقه عزت ، وتذكر أنه سيكون مكانه أو أنه سيذهب إلى صديقه هذا قريبًا ...
يقول خالد :-
• أنت تحدثت مع هذا الرجل ورأيت .. لم تتذكر ملامحه ؟
• لا أتذكره .. لقد فات على هذه الحادثة أكثر من خمس سنوات .
• حاول أرجوك .
يصمت رضوان للحظات ، ويفكر ، ثم يقول :-
• لم يكن طويلاً .. كان يرتدي سروال أسود .
• أكان رجلاً كبيراً في السن ؟
• لا .. من الممكن أن يكون في الثلاثين من عُمره .
يخرج خالد ، وسامح من عند رضوان ، وهما في طريقهما إلى الباب .. ينادي عليهم رضوان ، ويقول :-
• إحذروا جيدًا أنتما الإثنان .. هذا البيت مثل المصيدة .. لو دخله احدكم مرةٍ ثانية .. لن يخرج منه أبدًا .
يرد عليه خالد بثقة :-
• لا تقلق علينا يا رضوان .. سأدخل هذا البيت وسوف أأخذ ما به من كنز .
• لم نُخلق في هذه الدنيا كي نبحث عن الكنوز فقط .. فلدينا عقل نُميز به .. بوسعنا أن نعمل .. وبوسعك أن تكون إنسان .
• أنا خُلقت كي أبحث عن الحقائق والكنوز والأموال .. لماذا تقول لي هذا الحديث المُمل .. لقد جئت إليك كي أعلم سر البيت لا أكثر .
• يا بُني .. يبدو أنك ولد شُجاع .. يجب عليك أن تُفكر أولاً .. تتخطى حاجز الخوف بداخلك ثانيًا .. تأخذ ما يقابلك من أضرار لعلها تُفيدك ثالثًا .. لقد دخلت هذا البيت أنا وصديقي عزت كُنا خائفين بشدة .. كُنا وحدنا في هذه الدنيا .. لم نجد عمل .. لم نجد حياة .. قبل أن تدخل هذا البيت فعليك أن تُحدد حياتك .. قبل أن يذهب واحد منكم إلى الجحيم .
• لقد إخترت حياة تافهة من قبل .. حياة ليس لها معنى .. سنتخرج من كُليتنا ولن نجد عمل .. ستكون لنا أسوأ حياة .. أمامي اللآن اختياران فقط .. إما أن أدخل هذا البيت وحياتي تتغير سواء للأفضل أو للأسوأ .. إما أن أبقى مكاني .. لحياتي التي ليس لها معنى .. حياتي التافهة .
• إحذر يا خالد .
يومئ خالد رأسه بمعنى " نعم " .. ورضوان مُتأُثر جدًا بحديثه عن نفسه .. يخرج خالد ، وسامح من بيت رضوان .. ورضوان ينظر إليهما ، يبتسم لهما ، وكأنه يشعر أنه سينتصر ...
***

يذهبا خالد ، وسامح لشيخ يستيطع أن يُبعد الشياطين والجان عنهما .. بعدما جاءت هذه الفكرة لسامح ، وأنه يًفكر بشكل جيد حتى الآن ..
يجلسان هما الإثنان في غرفةٍ ما غريبة الشكل .. مَرسوم عليها رسومات لحيوانات مُفترسة ، وأشكال مُرعبة شريرة جدًا .. كاد سامح أن يبول على نفسه من شدة خوفه من هذه الصور ، والغرفة التي بها الكثير من المطبات .. ظن خالد أن هذه حماية لهذا الشيخ من الشياطين والجان حتي لا يمسكوا به ... وفجأة ! .. يدخل عليهما رجلٍ ما يقف وراءهم ، ويصدر صوتًا مُخيفًا من حنجرته .. كاد أن يبتلع حنجرته في هذا الصوت .. يقفز خالد ، وسامح من شدة خوفهم .. يجلس الرجل بجانبهم كان يرتدي جلباباً أبيض وفي يده سِبحة بيضاء اللون ، وفي يده الأخرى عصا صغيرة بيضاء ، والتي ظنها خالد أنها العصا السحرية التي يصرف بها الشياطين ، والجان .. ويقول لهما فجأة! :-
• لماذا دخلتم هذا البيت ؟!!
يرد عليه سامح بخوف ، وهو يشاور على خالد :-
• لالا .. ليس أنا بل إنه خالد الذي دخل هذا البيت المهجور .. لقد نصحتهُ كثيرًا ولم يستجيب لنصيحتي .
يقول خالد :-
• أنا الذي دخلت البيت المهجور .. كُنت أتمنى أن يكون ليِّ حياة أخرى أو عالم آخر أعيش به .
• هذا البيت تسكنه العفاريت والجان منذ آلاف السنين .. آخر بشري دخل هذا البيت لم يخرج منه أبدًا .. لم يمت بل أغلق عليه بابًا به الكثير من الثعابين .. هل تتمنون ذلك ؟!!
• بالتأكيد لا
• إذن يجب عليكما أن تبتعدوا عن هذا البيت وإلا لن يترككم هذا البيت
• سنتركه بالتأكيد
• ولكن قبل أن تبتعدوا عن هذا البيت يجب عليكما أن تدخلا هذا البيت مرةٍ أخرى .
• لماذا ؟!!
• يجب عليكما أن تعملا مع هذا البيت .. بجب عمل مُصالحة بينكما وإلا لن يترككم وسيتخلص منكما واحدًا تلو الآخر وسيتخلص من كُل المقربين لكما .
يقول سامح بسخرية :-
• سأودع أقاربي من الآن .
• هل ستقومان بالمُصالحة بينكما أم لا؟
يقول خالد بجدية :-
• نعم .. بكُل تأكيد .
• سيرسل لكُما البيت أموالٍ كثيرة .. ترحيبًا بِكُما ... وبعد أن تدخلا البيت ، ويتم عمل المُصالحة بينكُما .. تعالا ليِّ مرةٍ أخرى .
يقول خالد لسامح :-
• قُلت لك أنه ستكون لي حياة ذات قيمة كبيرة بعد ذلك .
***
يجلس خالد على الأريكة في شقته في الصالة ، وينظر في الصورة التي أخذها من رضوان ، وسامح يجلس على المنضدة يأكل ، ولا يفكر في شيء.
يرن جرس الباب عليهما .. ينهض خالد ، ويفتح الباب ، ولم يجد أحدًا ، وينظر على الأرض ، ويجد حقيبة سوداء .. يأخذ خالد الحقيبة ، ويدخل شقته ...
يجلس خالد على المنضدة بجانب سامح .. يفتح خالد الحقيبة ، ويجد فيها أموالٍ كثيرة جدًا ، وعلى الأموال ظرف أبيض كبير .. يندهش خالد ، وينظر سامح للأموال غير مُصدق ، وفي فمه الملعقة ، وثابت على حركته يلقي سامح الملعقة على الأرض ، وينظران هما الإثنان للأموال بدهشة كبيرة .. يأخذ خالد الظرف الأبيض .. ويفتحه .. كان بالظرف أوراق بيضاء مَرسوم عليها رسومات لحيونات ، وطيور مُفترسة :- " أسد .. نمر .. خفاش .. ديناصور .. ثلاثة قرود ، وآخر ورقة موجودة في هذه اللأوراق أخذها خالد ، وينظر إليها بخوفٍ شديد ، وقلق ، وكان مَرسوم عليها صورة رجلٍ ما مقتول .
***
يخاف سامح بشدة من هذه الرسمة ، ويقول :-
• ما هذه الصورة .. هذا قتيل حقًا أم أن البيت يُريد أن يُخيفك ؟!!
لم يعقب خالد على حديثه ، وظل ينظر لرسمة لقتيل ، وفجأة ! .. يرن تليفون خالد .. يأخذ خالد تليفونه ، ويضعه على أذنه ، ويسمع صوت صراخ .. يخاف خالد ، ويلقي التليفون أمامه على المنضدة .. يقول سامح :-
• مَن الذي يتحدث ؟!
• هذا صوت فتاة تصرخ .. مثل الصوت الذي سمعته قبل ذلك .
• ما معنى هذا !! .. لم يبلغنا الشيخ أن هذا قد يحدث .. فقط أبلغنا بالأموال .
• يجب علينا دخول البيت مرةٍ أخرى .
• لا .. لماذا ندخل مرةٍ ثانية .. يجب علينا الهروب يا خالد .
• الذي يحدث الآن يدل على أننا سنموت قريبًا .. يجب علينا دخول البيت .. لنرى النهاية .
• نهاية الموت !!
• لا .. لا أظن أننا سنموت .
• لماذا ؟!
• لكُنا حينها أموات .
• لن أدخل هذا البيت مرةٍ أخرى .
وفجأة ! .. إرتطمت النجفة المٌعلقة في سقف البيت بالأرض بعد أن سقطت يخافان هما الإثنان ، ويحتضنان بعضهما ، ويقول سامح :_
• سأدخل .. سأدخل .
• قُلت لك ستكون لنا حياة أخرى .
***
يدخل خالد ، وسامح البيت المهجور .. كان الباب مفتوحًا .. البيت مهجور للغاية كما هو .. ولكن صور الشخصيات التاريخية الشريرة مُعلقة على حوائط البيت في كُل مكان ، ونظيفة .. صور بعض أشرار التاريخ :- " دراكولا .. شرشبيل .. عصابة القناع الأسود .. ريا وسكينة "
كانت كُل شخصية مكتوب إسمها أسفل الصورة .. وكانت صورة ريا وسكينة كانت لإمرآة واحده فقط .. يندهش خالد من هذه الصور التي كانت مُلقاة على الأرض ، ويغطيها الكثير من التُراب .
كان خالد يحمل معه كاميرا أحضرها معه ; ليصور بها كُل شيء ، وكُل مكان في البيت ، ويحمل سامح معه الرسومات التي وجدها خالد أمام باب شقته ...
يأمر خالد سامح بأن يبحث عن أي شيء في هذا البيت ، ويبحث في المكاتب الموجودة ..
خالد يُصور كُل شيء في البيت ، وسامح يبحث في كُل مكان في البيت عن أي شيء يجده ... تقع الأوراق المرسوم عليها رسومات الحيوانات ، والطيور من يد سامح على الأرض .. يجمع سامح هذه الأوراق ، وفجأة ! تقع صورة دراكولا على الأرض ... ينظرا خالد ، وسامح للصورة ، وفجأة ! .. تتحول صورة دراكولا إلى إنسان حقيقي في الواقع .. يظهر وكأنه كان محبوس لسنين في هذه الصورة .. دراكولا بملامحه الشريرة وأسنانه المُستفزة .. سيتغذي عليهما اليوم ..
***
يندهش خالد ، ويخاف سامح ، ويترك الأوراق ثم يجري ناحية خالد .. وفجأة! .. تقع جميع الصور على الأرض ، وتظهر جميع الشخصيات الموجودة في الصور على هيئة أناس حقيقية تعيش في الواقع ..
يخاف سامح ، وخالد يشده ، ويجري خالد ، ووراءه سامح ناحية باب البيت ، وجميع هذه الشخصيات تتجه نحوهما يحاول خالد فتح الباب ، ولكن الباب مُغلق ... وفجأة! .. تتطاير الأوراق التي وقعت من سامح في الهواء ، وكُل ورقة تقع منها الرسمة المرسوم عليها على الأرض ، وتظهر على هيئة طيور ، وحيوانات حقيقة " أسد .. نمر ..خفاش .. ثلاثة قرود تتسلق على جدران البيت .. " .. ثم يظهر من آخر ورقة ديناصور عملاق جدًا يظهر تدريجيًا .. لقد إكتمل خروجه من الورقة .. ليتحرك خطوتين في صالة البيت ، وهو يُحرك ذيله الكبير يمينًا ، ويسارًا .. يلمس ذيله هذا صورة الچوكر التي ما زالت مُعلقة على الحائط .. لتنكسر الصورة وترتطم بالأرض بعد أن تسقُط .. ثم يظهر الچوكر بشخصيته في الواقع ، والصورة فارغة ..
******
ينادي خالد على سامح ، ويسأله عما سيفعلان اللآن! .. ، ولكن سامح لم يستطع الرد ; لأنه حينها شعر بمياه تغزو ملابسه من الأسفل ...
يجري خالد ، ووراءه سامح سريعًا ، وتجري وراءهما الحيونات ، والشخصيات التاريخية الشريرة ، والخُفاش يُحلق في سماء البيت ..
يجري خالد ، وسامح ، وتقف أمامهم عصابة القناع الأسود المكونة من ثلاثة أفراد ، ويقول واحدًا منهم :-
• أين عم دهب ؟!
يقول سامح بإندهاش :-
• مَن ؟
• من منكم عم دهب ؟!
• يبدو أن لديه محل دهب .. تقريبًا قد تمت سرقته .
• من مِنكُم عم دهب وإلا سأقتلكم اللآن .
يجري خالد ، وسامح ، وتجري وراءهم عصابة القناع الأسود :-
• أمسكوا بِهم .
يتجه خالد ، وسامح نحو السلم .. يصعدان عليه ، والحيونات وراءهم ، وصوت زئير الأسد وراءهم الذي بسببه وقع سامح على السلم ، وتعلقت إحدى أرجله في إحدى السلالم المكسورة .. يُساعده خالد في عجلة ، وكاد أن يُمسك به الأسد ..
يصعد خالد ، وسامح إلى الطابق الأول ، ويتجهان نحو اليمين .. ويدا رجلٍ ما أمامهم يقول :-
• هل أنتم السنافر الزرقاء .. التي أخبروني عنها !
يقول خالد بإندهاش :-
• لا لا
• أنتم كاذبون .. سأقتلكم وأحولكم إلى دهب وأشتري ما أريد وأكون غنيًا .. لقد وضعت لكما خطةٍ شريرة .
يقول سامح :-
• مَن أنت ؟!
• إسمي شرشبيل
يقول خالد :-
• هيا الآن .. ستتعرف عليها
تخرج من داخل غرفة أخرى إمرآه ، ويقف خالد ، وسامح ينظران إليها ، وتقول :-
• من الذي سيدخل اولاً ؟
يقول سامح فارحًا :-
• أنا ... مَن أنتِ ؟
• أنا ريا وسكينة .
• أنتِ ريا أم سكينة .
• أنا الإثنان .. لقد صنعوني هكذا .
يقول خالد :-
• هيا يا سامح الآن .. لا داعي لهذا الهراء .
يتجهان سريعًا نحو السلم .. يجدان أمامهما باب غرفة الهياكل العظمية ينفتح .. ليخرج منه هياكل عظمية تبدو مُخيفة لهما .. يدق قلب سامح بشدة حين يشعر مرةٍ أخرى بمياه تغزو ملابسه من الأسفل .. سوف يذهب إلى بيته ، ولن يستطيع التحرك لمدة شهرين كاملين ..
يجري خالد ، وسامح ، ويصعدان على السلم إلى الطابق الثاني المؤدي إلى سطح البيت .. وراءهم دراكولا ، وشرشبيل ، وعصابة القناع الأسود ، وريا وسكينة ، ويطير حولهما الخُفاش ، وصوت زئير الأسد وراءهم ، والنمر ، وثلاثة قرود تتسلق على السلم ...
كُل شيء حولهم يبدو لهما مُخفيًا .. كُل شيء يلاحقهم .. ظنوا أنه الموت .. الرعب في قلوبهم .. ربما سيموت واحد منهم .. ربما لن يخرجا من البيت مرةٍ ثانية .. يصعدان على السلم سريعًا .. يضرب خالد الباب بأرجله .. ينفتح الباب ، ويدخلان.. ويغلق خالد الباب جيدًا .. سطح البيت واسع جدًا .. صوت ضربات عالية على الباب .. ينكسر الباب ، ويدخل منه دراكولا ، وبقية الشخصيات يبحثون عن خالد ، وسامح .. يجري خالد ، وسامح .. والحيوانات ، والشخصيات تجري وراءهم يحاولون اللحاق بِهم . يجري خالد ، ويسبق سامح .. يُمسك دراكولا بسامح ، ويقف الخفاش على إحدى ذراعيه ، وسامح يُنادي على خالد بأعلى صوت عنده ، ويصرخ من شدة خوفه من الذي يحدث له ..
***
يخاف خالد بشدة ، ويقف مُندهش .. لا يستطع فعل أي شيء .. يتقدم الأسد نحو سامح مُسرعًا ، والنمر وراءه .. يرى خالد عصا مُلقاة على الأرض .. يُمسك بها خالد .. يجري شرشبيل ، ويُمسك بخالد .. لا يستطيع التحرك والأسد ، والنمر يتقدمان نحو سامح .. يضرب خالد شرشبيل بالعصا حتى وقع على الأرض .. يجري خالد نحو سامح ، ويحاول إنقاذه ببعض الكدمات التي تلقاها دراكولا في وجهه بالعصا التي لم تأتي بنتيجة حتى تلقى دراكولا ضربةٍ من خالد في منطقة ممنوعة لدى دراكولا تحت الحزام ، والتي بسببها بعد دراكولا عن سامح ، ووضع يديه على وجهه .. ما زال الخفاش مُمسكًا بذراع سامح .. يضرب سامح الخُفاش ، ويحاول التخلص منه حتى طار الخُفاش بعيدًا عنه
يجري خالد ، وسامح ، ووراءهم الأسد ..النمر .. وأصواتهم العالية . وفجأة! .. يقعان هما الإثنان في فتحة في أرض السطح .. يقعان ، وهم يصرخان ..خائفين .. يقعان مُرورًا بالسلم ، والصالة حتى وقعا في حجرةٍ مُظلمة أسفل البيت ..
***
يقف خالد ، ويتألم من أوجاعه ، وكذلك سامح .. يُنير سامح تليفونه حتى يرى أين هما ؟! ..
كانوا في غرفة مُظلمة تمامًا .. يرى خالد أمامه غرفة يوجد بها منضدة وأمامها كُرسي ، وهُناك مكتبة بها الكثير من الكٌتب .. يأخذ خالد كتابًا واحدًا ورآها تتكلم عن العفاريت ، والجان .. وكذلك جميع الكُتب كانت لمؤلفين كبار وجميعها تتحدث عن الشياطين .. وإتحاد الشياطين والإنس.. وكيف كانت أول مقابلة بين الإنسان ، والشيطان !! ...

والتي كانت بين شيطان لوسيفر ، وملك يُدعى " زاهاك " * ..
( هذه المعلومة مأخذوة عن رواية الدكتور أحمد خالد مصطفي " أنتيخريستوس " ) ...
يرى خالد بجانبه مَمر في نهايته سلم ، ويرى سامح بجانبه صندوق أسود كبير على الأرض .. يُنادي على خالد ، واخبره بأمر الصندوق .. يفتح خالد هذا الصندوق ، وكان موجود بداخله صورة يُحيطها برواز .. يأخذها خالد ، ويُنظفها من التُراب ، وكان مَكتوب عليها بضع كلمات .. ويقرأ خالد يصوتٍ عال :-
• " لك ما تُريد .. إنها ليِّ "
• ما معنى هذه الجملة !!
لم يرد عليه خالد ، وظل ينظر لهذه الكلمات .. يُمسك خالد الكاميرا خاصته التي كانت مُعلقة في رقبته طوال الوقت ، ويُصور هذه الصورة ..
يذهبان ، ويأخذان طريق المَمر حتى وصلا إلى نهايته ، ويصعدان السلم حتى وصلا إلى آخره ، وكانت غرفة مُظلمة أيضًا .. يتجهه خالد إلى باب هذه الغرفة ، ويفتحه ، ويخرجان منها ...
كانت هذه الغرفة تؤدي إلى الصالة الخاصة بالبيت .. كُل شيء مكانه .. الفتحة التي كانت موجودة في الصالة التي وقعا منها لم يعد لها آثر ، ولكن فتحة السقف كما هي .. والحيوانات ، والشخصيات التاريخية الشريرة ينظران منها عليهما .. يجريان نحو باب البيت ، ويحاول خالد فتحه بصعوبة ، ويخرجان من البيت المهجور ...
***
يقول سامح :-
• الكاميرا ما زالت معك بعد كُل هذا ؟
• الحمد لله .. عليها صور لكُل شيء حدث
يصمت خالد قليلاً ، ثم يقول فجأة :-
• سامح .. هُناك شيء ما ناقص .. الرسومات التي قامت علينا .. الحيوانات .. جميعهم إستيقظوا ما عدا رسمة القتيل .. الرسمة كانت مَعك ؟!
• نعم كانت معيِّ .. وقعت مني داخل البيت مع باقي الأورق ، ولم أستطع جمعهم بسبب الذي حدث .
يصمت خالد ، ويفكر .. ويدور في قلبه سؤال واحد فقط " أين ذهبت رسمة القتيل ؟! " ...

.. الحلقة الرابعة ..
" 4 "

بعد مُنتصف الليل ...
المكان مُزدحم جدًا في شارعٍ ما .. المكان ملئ بالضباط ، والاطباء ، وسيارة الإسعاف ، وسيارات الشرطة ..
هُناك ضابط يقف بجانب جُثة مقتولة ، ويتحدث مع زميله الضابط :-
• ما الذي حدث يا علي ؟
• شخصٍ ما .. اتصل وبَلغ أن هُنا جُثة مقتولة في هذا الشارع
• هل هُناك أحد يَسكن في هذا الشارع ؟
• للآسف لا يا فندم .. جميع العمارات خالية من السكان .
• من الذي بَلغ ؟
• لم يقُل اسمه .. والرقم مُغلق الآن .. أكيد تم تقطيع الشريحة .
• راقبوا هذا الشارع أربعة وعشرون ساعة .. أي جديد يجب عليك أن تبلغني فورَا .
• أمرك يا فندم .
***
في مكتب الضابط .. غرفة المكتب واسعة جدًا .. بها أريكة ، وكراسي .. والمكتب توجد عليه لافته صفراء اللون مكتوب عليها "الرائد شوقي غُنيم" ... حوائط المكتب مُعلق عليها شهادات تقدير ، وجوائز للرائد شوقي .. صوت طرق على الباب .. يَسمح الرائد شوقي بالدخول .. يدخل الضابط علي ، ويُغلق الباب ، ويقول :-
• تمام يا فندم .
• هل جئت بجديد ؟
• نعم يا فندم .. اتخذنا عملنا بتحريات ، وإسم الجُثة " إبراهيم مؤمن عبد العزيز " .. الجُثة مَقتولة في مكانٍ ما غير الشارع الذي وجدت فيه .. ربما أحد قتله وألقى به في هذا الشارع .. الشارع يا فندم لا أحد يسكن به .. العمارات خالية من السكان .. ولكن في الشارع الذي بجانبه يوجد عمارات كثيرة على جانب الشارع وعلى الجانب الآخر بيت مهجور .. العمارات خالية من السكان ماعدا عمارة واحدة التي أمام البيت المهجور يسكن في الطابق الثاني فتاة تُدعى " نادين مؤمن عبد العزيز " .. أخت القتيل ومُختفية من فترة ولا يوجد أي جديد عنها .. الطابق الثالث يسكن به شابان الأول "خالد صابر عبد الفتاح" .. والثاني " سامح عبد الواحد " .. صديقان يدرسان في كُلية التجارة .. لم يذهبا للكُلية مُنذ أسبوع .. والدة خالد توفيت منذ عشر سنوات مضت .. يعيش مع أبوه وحيدًا .. إستأجر هذه الشقة كي يلهو مع الفتيات .. صديقه سامح يذهب له ، ويجلس معه مُنذ يومان ...
• أحسنت يا علي .. يجب علينا الذهاب لخالد ... نحن لا نضمن أي شيء حتى الآن ... تظل كما أنت مُتابع للقضية .. أي جديد اتصل بي فورًا .
• حسنًا .
***
كان خالد يجلس وحيدًا على الأريكة ، وينظر للأموال ، والصور التي صورها أمس ، وأدخلها على اللاب توب الخاص به ..
سامح قد ذهب لوالد خالد كي يطمئنه عليه ..
يرن جرس الباب .. ينهض خالد سريعًا .. ويضع الأموال في الغرفة ، ويغلق اللاب توب ... يفتح خالد الباب .. كان الرائد شوقي ، ويُعرف نفسه ، ويقول :-
• الرائد شوقي غنيم .
يبلع خالد ريقه بخوف ، ويقول :-
• أهلاً
• يمكنني الدخول؟
• تفضل
يدخل الرائد شوقي الشقة ، وينظر في كُل إتجاه ، ويغلق خالد الباب .. يجلس الرائد شوقي على الأريكة ، ويجلس خالد بجانبه ، ويقول :-
• ماذا تشرب ؟
• شُكرًا .. لقد أتيتُ إلى هُنا لأسألك بعض الأسئلة .
• ما المُناسبة ؟
• حدث أمس جريمة قتل في الشارع الذي بجوارك .
• ما علاقتي بهذا ؟
• لا يوجد أحد يسكن في المنطقة غيرك .
• أنا فعلاً استأجرت هذه الشقة .
• لماذا ؟
• لأني أحب أن أجلس وحدي .. أريد أن تكون ليِّ حياتي الخاصة .
• تجلس وحدك في منطقة لا يوجد بها احد من الأساس .
• أريد أن أبقى بعيدًا عن الناس .
• أين كُنت أمس ؟
• هُنا في الشقة .
• لم تنزل من البيت أبدًا ؟
• نزلت صباحًا كي أشتري حاجة البيت .
• أين صديقك؟
• أنتم تراقبونني ... ذهب لأبي كي يطمئننه عليِّ .
• يمكنني دخول غرفتك الخاصة ؟
• هل يوجد معك إذن من النيابة .
• لا أريد أن تسير الامور قانونية .. لكن إذا أردت ذلك .. أنا موافق.
يخاف خالد قليلاً ، ثم يقول :-
• تفضل .
يدخل شوقي الغرفة ، ويقف وراءه خالد ..
يرى شوقي حقيبة على السرير .. يُمسك شوقي الحقيبة ، ويفتحها ، ويجد أموالٍ كثيرة .
• ما كُل هذا ؟ .. هل تعمل بعد الكُلية ؟
• لا
• إذا .. أين حصلت على كُل هذه الأموال ؟
• هل أنا مُتهم بشيء ما .
• واضح أنك أخذت كثير مقابل عملك .
يدخل شوقي الشُرفة ، وكانت الجهة الأخرى من الشارع فارغة .. لا بيوت .. لا عمارات موجودة .
يدخل الغرفة ، ويفتح دُرج من أدراج المكتب جميعها فارغة .. ماعدا آخر دُرج كانت به ورقة بيضاء .. يأخذ شوقي الورقة ، ويجد بها رسمة قتيل تُشبه قتيل أمس ..
• ما هذه الرسمة ؟
يخاف خالد ، ويقول :-
• أحب الرسم .
• تحب رسمة شخصيات مقتولة .
• نوع من أنواع فن الموت .
• أستاذ خالد مُمكن أعرف السيدة / نادين مؤمن عبد العزيز .. أين ذهبت ؟
• لا أعرف .
• أستاذ خالد .. سيادتك مُتهم بقتل السيد / إبراهيم مؤمن عبد العزيز .. وخطف السيدة / نادين مؤمن عبد العزيز .
لا يُصدق خالد ما سمعه ، وعقله رافض الاستجابة تمامًا ، ويقول شوقي :-
• تفضل معيِّ الآن بدون كلام .. لو قمت بشيء ما سأستخدم معك أسلوبي الخاص .






الحلقة الرابعة .. جـ 2
يجلس خالد أمام مكتب الرائد شوقي ، وكان قد بَلغ سامح بالذي حدث .. ويُحقق معه الرائد شوقي :-
• لماذا قتلته ؟
• لم أقتله .. صدقني .
• الرسمة التي وجدتها في غرفتك .. بماذا تفسرها ؟
• انا ليس موهبة الرسم من الأساس .
• مَن مُشترك معك ؟
• أنا وحدي .. لا أشترك مع أحد .. ليس انا الذي قتلته .
• البصمات في غرفتك يا خالد .. رسمة القتيل في مكتبك .. إستأجرت شقة في منطقة مُخفية خالية من السكان تمامًا .. بماذا تُفسر كُل هذا ؟
• استأجرت هذه الشقة من اجل الفتيات ..
• اختفاء السيدة / نادين مؤمن عبد العزيز بعد قتل أخيها .
• نادين اختفت قبل قتل أخيها .
• كيف عرفت ؟
يصمت خالد ، ويقول شوقي :-
• ستعترف يا خالد بهدوء .. أسلوبي الخاص لن ينال إعجابك أبدًا .
ينظر خالد في الأرض ، والحزن يسيطر على وجهه .. يُنادي شوقي للعسكري .. ويأخذه العسكري تجاه الزنزانة ..
***
يجلس خالد حزينًا في ركن الزنزانة .. الزنزانة مليئة بالمجرمين .. يأتي واحدًا منهم ، ويجلس بجانب خالد .
• تريد سيجارة ؟
يهز خالد رأسه بمعني " لا " ...
• لماذا جئت إلى هُنا ؟
• قتل
• أنا أيضًا .. نحن زملاء .. ما اسمك ؟
• خالد
• إسمي سعيد .. مُجرم .. لكنيِّ جئت إلى هُنا بسبب السرقة .. وأنت لماذا قتلت ؟
• أنا بريء
• ههههههه ... كُلنا نقول تلك الجملة الغبية وكُلنا نفعلها كي نخرج براءة .. إنكارك لا يُفيدك يا خالد ... أنا مررتُ بتجارب عديدة .
• نصيحة جيدة من مُجرم وقاتل .
• ههههه يبدو أنك طيب القلب .. هل تريد الهرب ؟
• أهرب !! .. انا ضائع الآن .. تعلقت بوهم ليس له وجود .. كُنت أتمنى أن يكون طوق النجاة بالنسبة لي ِّ .. أصبح مُصيبة لا أستطيع الخروج منها .
• بيديك أن تُحول هذا الوهم إلى حقيقة .. حقيقية جيدة .
• أتستطيع تهريبي ؟
• أظن أنها بسيطة للغاية .
يُقاطع حديثهما العسكري ، ويدخل الزنزانة ، وينطق إسم خالد ، ويقول له "أتى اليك زيارة" .. يقف خالد ، ويذهب مع العسكري ، ويظن أنه سامح .. يدخل خالد الغرفة ، ويغلق العسكري الباب عليهما ، ويندهش خالد من الرجل الذي يرآه أمامه ، ويقول :-
• أبي !! .. كيف عرفت ؟
• سامح بلغني بكُل شيء
يجلس خالد أمامه على المكتب ، ويقول والده :-
• ما الذي حدث يا بُني !
• أنا بريء يا والدي .. لا تُصدق .
• صادق يا بُني
• أنا مُتهم في جريمة قتل
• قتل ! .. كيف حدث هذا ؟
• لا أعرف .. أكيد ان هُناك شيء ما خاطئ
• سأذهب وآتى إليك بأكبر محامي
• لا داعي لذلك .. سأهرب
• كيف ستهرب يا خالد ! .. هل أنت مجنون .. سيُصعب موقفك في القضية .
• المهم دليل براءتي
• كيف ستأتي به ؟
• لا أعرف .
• كُل هذا لأنك تركتني وحدي يا خالد .
• سامحني يا والدي .
• احذر يا بُني .. سآتي لك كُل يوم .. يجب عليك أن تُحقق أحلام والدتك يا خالد .
أومأ خالد رأسه بمعنى " نعم ".. وينظر في الأرض بتأثر .. يدخل العكسري عليهما ، ويقول :-
• انتهت الزيارة
يقف خالد ، ووالده ، ويحتضن خالد والده ، ووالده يبكي .. وتنهمر الدموع على خديه ، ويقول :-
• معلش يأبني
• لا عليك يا بابا
***
يعود خالد للزنزانة ، ويجلس بجانب سعيد الذي تعرف عليه ، وهو حزين ، ويتذكر حديث والده ، ويقول له سعيد :-
• وضعت لك خطة هروب
• اسمعك
• أنت الآن ستنادي على العسكري ، وتقول له : " أريد الحمام " .. العسكري سيفتح لك الزنزانة .. قبل أن يضع في يديك الكلابشات .. تأخذه بقوة وتُدخله الزنزانة ، وتضربه .. وتبدل ملابسك معه .. وتخرج من الزنزانة . وتغلقها من الخارج .. وتهرب .
• وأنت .. لن تأتي معيِّ .
• لا .. هذا مكاني .. لماذا اخرج؟! .. ليس ليِّ بيت ولا أهل .. الدنيا كما هي .. لا تُريدني معها .. إن خرجت سأكون مُجرم مرةٍ أخرى .. وسأدخل هذا المكان ثانية .
• أنت طيب القلب يا سعيد .. لديك بداخلك شيئًا ما حسن .
• احذر يا هذا .. إن رأى احد ذلك .. لن يرحمك .
• حسنًا .
• لماذا اتهمت في جريمة قتل ؟
• حكاية لن يفهمها أحد .. سأصبح مجنونًا في نظرك .. لا داعي لهذا .. إترك نظرتك تجاهي كما هي .
يذهب خالد ناحية باب الزنزانة ، ويُنادي على العسكري بصوتٍ عال ، ويرد عليه لعسكري بعصبية ، ويقول له :-
• أريد أن أذهب للحمام .
• افعلها في أي ركن هُنا .
• حرام عليك .. أنا تعبان .. أليس عندك ***** ؟
• اخرس .
يفتح العسكري الزنزانة ، ويقول :-
• تفضل ا...
يقاطعه خالد ، ويُمسك به من زيه العسكري ، ويدخله الزنزانة بقوة ، ويُغلق الباب ...
• اخلع ملابسك .
• أنا مُحترم .
يجبره خالد على خلع ملابسه بالقوة .. وفجأة! .. يراه عسكري آخر من الخارج ، ويصرخ بصوتٍ عال :-
• هُناك سجين يحاول الهروب .
يخاف خالد ، ويضرب العسكري بقوة ، ويأخذ منه المسدس من جيبه ، ويفتح باب الزنزانة ، ويُهدد العسكري ، ويرفع يديه ، ويضربه خالد في وجهه بالمسدس ، ويُدخله الزنزانة ، ويُغلق بابها من الخارج .. يتقدم خالد للأمام ، وبُهدد الجميع ، والجميع يرفعون أيديهم ، وخائفون ، ويقول خالد :-
• إرفعوا أيديكم .. لا أريد التنفس .. سأخرج الآن من هُنا بدون أن يموت أحد بسببي .
جميعهم خائفون .. يمشي خالد في المَمر ، ويرى الرائد شوقي قادم نحوه .. يختبئ خالد سريعًا وراء الحائط المجاور للمَمر ، ويتقدم الرائد شوقي ، ثم يجري خالد سريعًا من خلفه ، ويراه شوقي ، ويُنادي عليه ، ثم يُخرج مسدسه ، ويجري وراءه .. يجري خالد ، ويُهدد كُل من يقابله ، ويضرب طلقات نارية في الهواء .. يلقي خالد المسدس على الأرض ، ويجري في الشوارع حتى وصل إلى كوبري ، والرائد شوقي يتجه نحوه سريعًا ، وفي يده مسدسه .. وفجأة ! .. يقفز خالد من فوق الكوبري في المياه .. ولم يلحق به شوقي ، وينظر اايه من فوق الكوبري ، ويضرب إحدى أرجله على الأرض بعصبية .. ويقول بأعلى صوت له :-
• لن أتركك حيًا .

الحلقة الخامسة ..
" 5 "

في مكانٍ ما أمام البحر .. يجلس خالد حزينًا ، ويُفكر فيما حدث .. ويُفكر في جريمة القتل ، وسر البيت المهجور .. ياتي له سامح ، وهو ينظر وراءه ، يقلق خالد ، ويقول له :-
• هل يراقبك احدٌ ما ؟
• لا .. لقد تأكدت من ذلك .. أنظر ورائي في كُل إتجاه طوال الطريق .
• أنا مُتهم في جريمة قتل يا سامح .
• كيف استطعت الهروب !! .. أنت مُبلل للغاية .
• قفزت في النيل .. وسمعت الرائد شوقي يقول " لن أتركك حياً " ..
• كُل شيء سينتهي على خير .. ستظهر الحقيقة بإذن **** .
• كيف ... ؟
• أكيد البيت المهجور .
• القتيل يكون أخو نادين .. إبراهيم مؤمن عبد العزيز .. ونادين مؤمن عبد العزيز .. فعلاً البيت المهجور
• ماذا سنفعل الآن ؟
• الصورة التي وجدناها في البيت المهجور ومكتوب عليها " لك ما تريد .. إنها لي ِّ " .. بماذا يقصد ؟
• ربما نادين
• لك ما تريد .. ربما يقصد الأموال التي أرسلها لنا .. أنا الآن على الطريق الصحيح .
• ماذا سنفعل الآن يا خالد .. أنا خائف عليك يا خالد .. وخائف على نفسي .
• ههههه .. لا تخف يا سامح .. لقد قررتُ أن أدخل بيت نادين .
• لماذا !!
• ربما نجد فيه شيئًا ما .
***
يدخل خالد ، وسامح شقة نادين بعدما فتح الباب بمقص ، وينبهر به سامح كثيرًا .. يدخلان ، ويبحث خالد عن زر الإضاءة ; ليُنير الشقة .. الشقة مثل شقة خالد تمامًا .. يختلف عنها الديكور ، ولون الشقة فقط .. يبحث خالد عن أي شيء في كُل مكان في الشقة ، وسامح يتبعه .. يدخل خالد غرفة نادين .. في الغرفة يوجد لوحة خشبية مُعلقة على الحائط عليها ورق مَرسوم عليه بعض أشرار التاريخ مثل الذين قاموا عليهم في البيت المهجور ، ويوجد أيضًا صور للبيت المهجور من الخارج ، ومن الداخل ، وصورة لغرفة الهياكل العظمية .. يبدو أن نادين تمتلك موهبة الرسم ، والتصوير أيضًا ..
يتقدم خالد ، ويبحث في الغرفة ، ويجد على المكتب ملف به أوراق كثيرة .. يأخذ هذا الملف ، وكانت أول ورقة مكتوب عليها " سر البيت المهجور " .. يفتح خالد الملف ، وبدأ يُقلب في الأوراق ، ويجد جميعها عبارة عن مقالات ، وصور بشأن هذا البيت .. أخذ خالد ورقة من بين هذه الأوراق ، ويقرأ بصوت يسمعه سامح :
• " البيت المهجور .. هل سمع أحدكم من قبل عن بيت يختفي ! .. لقد حدث ذلك بالفعل في عصر الأنبياء .. ولكن هل سمع أحدكم عن أساطير ، وقصص خيال علمي تحققت بالفعل ! .. بالطبع لا .. لكني رأيتُ هذا .. رأيتُ الرعب بعيني .. رأيتُ القتل .. رأيتُ الخوف ، وشعرت به .. لكني أملك الجراءة .. أنا اليوم معيِّ الشيء الذي سيقضي على هذا البيت تمامًا .. سنتخلص من البيت المهجور ، وسنعرف قصته الحقيقية .."
ينتهي خالد من القراءة ، وعلامات الحيرة ، والإندهاش على وجهه .
يسأله سامح باندهاش :
• هيا أكمل القراءة .
• لقد انتهيت .
• ما معنى هذا؟ .. هل تقصد أن نادين هي التي أرسلت لك صور أشرار التاريخ ..
• ... !!
• هل هي التي أرسلت الأموال أيضًا ؟
• لا أظن ذلك .. نادين معها شيئًا ما ستقضي به على البيت المهجور ... يبدو أيضًا أنها كانت صحفية .
• أظن أنها ماتت .. ولكن حديث الشيخ .. ما معناه !!
• ... !!
يبحث خالد عن هذا الشيء الذي سيقضي على هذا البيت تمامًا .. يقرأ جميع الأوراق .. جميعها تحكي عن مغامراتها ، ومحاولة دخولها لهذا البيت .. يبحث خالد ، وسامح في كُل مكان في الغرفة .. يفتح سامح دُرج من أدراج المكتب الأول ، ويجد به ظرف أبيض صغير .. يفتح سامح الظرف ، ويقرأ بصوت سمعه خالد :-
• " إلى نادين .. إننا اليوم سنقضي على هذا البيت تمامًا .. سأنتظر في الساعة العاشرة مساءًا أمام البيت المهجور .. لقد وجدتُ شيئًا بمُنتهي السهولة نستطيع من خلاله أن نقضي على هذا البيت ، ونتخلص منه .. سنفرح ، وندخل التاريخ قريبًا ...
" خالد عبد الفتاح "
***
علامات الحيرة ، والدهشة الآن على وجه خالد .. لا يفهم شيئًا .. الحزن يُسيطر على وجه سامح .. يقول سامح ، وهو يبكي :
• ما معنى هذا ! .. أنا كُنت لعبتك الخاصة .
• و**** يا سا...
يُقاطعه سامح بصوتٍ عال :
• أنت كاذب .. لا تتحدث نهائيًا .. أنت تعرف حكاية هذا البيت من الأساس .. كُنت تُريد أن تُنقذ نادين .. تُريد أن تدخل التاريخ من أجل المال والشُهرة
• يا سامح أنت لا تفهم شيئًا .. وأنا أيضًا لا أفهم شيئًا .. أنا لا أعر...
يُقاطعه سامح :
• ستكذب مرةٍ أخرى .. كُل هذا من أجل أن تدخل التاريخ وتبقى إنسانًا ، وحُبك لنادين .. كُنت تُريد أن تُنقذها على حسابي .. وأنا هُنا مثل الكلب لا أفهم شيئًا .. فقط أتبعك وأنُفذ ما تُريد .. أنت أناني يا خالد .. طوال حياتك كُنت أناني معيِّ ... أشكُرك يا صديقي .
يتركه سامح ، ويذهب ، ويجري وراءه خالد ، ويُنادي عليه ، ولم يرد عليه سامح ، ويخرج من الشقة تاركًا الباب مفتوحًا .. يعود خالد للغرفة ، ويجد بداخل الدُرج الذي كان به الظرف .. ورق أبيض مكتوب عليه كلماتِ غير مفهومة ، ورسومات غريبة .. يأخذ خالد هذه الأوراق ، ويخرج من الشقة ، ويُنادي على سامح ..

الحلقة السادسة ..
" 6 "

في مكتب الرائد شوقي .. يقف شوقي ، وينظر من النافذة ، وفي يده سيجارة .. يُخرج من فمه دخانها .. ويُفكر في خالد ، ولحظة قفزته من فوق الكوبري ...
يدخل على ، ويقول :-
• المُخبر الذي كان يُراقب شقة خالد يا فندم .. لقد رأى خالد ، وسامح .. وهما يدخلان البيت .. وبعدها بنصف ساعة تقريبًا نزلا من البيت ، وخالد كان يُنادي على سامح .. وسامح لم يرد عليه .
• هل رأى ما حدث بينهما ؟
• لا يا فندم .. المُخبر قد اتصل بيِّ .. وأمرته بأن يُراقب خالد .. وهو الآن في منطقة غريبة عند دجال يدُعى " الشيخ سيد "
• دجال !! .. ألديك خلفية بماذا يفعل هُناك ؟
• للآسف لا
• أحضر قوة الآن .. سنذهب إليه .. يجب علينا أن نُحضر خالد هُنا اليوم .
يدخل عليهما فجأة سامح .. وشوقي ينظر إليه بإندهاش .. ويقول سامح :-
• لقد حضرتُ إلى هُنا كي أبلغ عن خالد
يرد عليه شوقي بعدما نظر شوقي وعلى لبعضهما :-
• لماذا !!
• بسبب خيانته ليِّ .. جعلني كلب يجري وراءه في كُل مكان .
***
يجلس خالد في غرفة الشيخ سيد .. غريبة الأطوار كما هي .. يدخل عليه الشيخ سيد ، وهو يتمتم بكلماتٍ غير مفهمومة .. ويوجه حديثه لخالد فجأة قائلاً :-
• أنت خائن .. لماذا فعلت ذلك ؟
• لم أفعل شيئًا .
• دخلت البيت وأنت تحمل كاميرا لتصور كُل شيء .
• نعم .
• تُريد أن يعرف الناس سر البيت المهجور وينتقمون منه .
• ماذا أفعل الآن ؟
• لقد رفض البيت التصالح معك بعد الذي فعلته .. إذًا يجب عليك أن تتخلص من هذا البيت قبل أن يتخلص هو مِنك .
• كيف .. ؟
• المطلوب أن تقرأ تعاويذ .. تعاويذ ضد البيت المهجور .
• إن شاء ****
يسمع خالد فجأة صوت ، يخاف بشدة ، ويقول :-
• ما هذا الصوت ..؟
• لا تقلق .. إنه العفريت المُسلم يُصلي العِشاء
• تقبل **** .
• هذا البيت يوجد به كنز كبير .. لا يستطيع أحدٌ أن يأخذه حتى الآن .. يجب عليك مواجهة هذا البيت ... سأعطيك هذه التعاويذ وتقرأها جيدًا عندما تدخل البيت ثم تقوم بقلب جميع صور أشرار التاريخ الموجودة على ظهرها .. كي تكون هذه الصور محبوسة .. فلا تستطيع الخروج للواقع .. وبعد ذلك تقوم بغلق غرفة الهياكل العظيمة بالمُفتاح الذي سأعطيه لك .. وتقرأ التعاويذ بعدها .. وستكون بأمان .
يُعطي الشيخ سيد لخالد .. أوراق بها كلماتٍ غير مفهمومة .. والمُفتاح الذي سيغلق غرفة الهياكل العظيمة .
• يجب دخول البيت اليوم .. وإلا ستنتهي صلاحية هذه التعاويذ .
أومأ خالد رأسه بمعنى " نعم " .. يجري خالد ، ويخرج من الغرفة خائفًا ، وينظر إليه الشيخ سيد نظرة شريرة ، وكأنه يتمنى أن ينتقم منه .
***
ينظر شوقي ، وعلي لسامح باندهاش شديد ، ولا يُصدقان أي شيء مما سمعا من سامح .. يقول شوقي :-
• أنت تكذب عليِّ .. تُريد التخلص على أفكاري وأن أصدق هذه التخاريف كي يهرب خالد .
• حديثي صحيح يا باشا .. ولا أكذب عليك .
• معنى حديثك أن خالد بريء .. والقضية ستكون البيت المهجور هو القاتل .
• إن لم تُصدقني تستطيع الذهاب لخالد ، وتقبض عليه .. أنت أكيد تعرف مكانه الآن .
• وكيف عرفت .. ؟
• رأيتُ المُخبر الذي كان يُراقب البيت بعدما نزلتُ من شقة نادين
• ولماذا لم يحكي خالد ليِّ كُل هذا ؟
• بالتأكيد لن يُصدقه أحد .
• إذا كان هذا الحديث خداعاً مِنك .. سأقتُلك .
أومأ سامح رأسه بمعنى " نعم " .. وكان خائف بشدة .
***

يقف خالد أمام بيت الدجال " الشيخ سيد " .. الذي خرج منه الآن ، وفجأة يسمع صوت سيارة الشرطة ، وأصوات خطوات الضباط ناحيته .. يجري خالد مُسرعًا .. والرائد شوقي في سيارة الشُرطة .. يجلس بجانب السائق ، وينظر على خالد ، وهو يجري أمامه .. يجري خالد مُسرعًا حتى دخل في أرض خضراء .. كان الجو ليلاً .. الضباط يدخلون وراءه في هذه الأرض .. يختبئ خالد ، وهو يجري بين المزارع الخضراء .. تقف سيارت الشرطة أمام هذه الأرض .. ينزل شوقي ، وعلي من سيارة الشُرطة ، ويحمل شوقي سلاحه ، ويدخل هذه الأرض ، ويبحث عن خالد في كُل مكان بتركيز شديد .. خالد يرى الضباط ، وشوقي يبحث عنه .. يرى خالد شوقي ، وهو يتجه نحوه .. يخاف خالد ، ويجري مُسرعًا .. يراه شوقي ، ويضرب عليه طلقات نارية .. يجري شوقي وراءه .. يستمر خالد في الجري حتى خرج من هذه الأرض ، ويجد شاب يركب دراجته .. يضرب خالد هذا الشاب ، ويأخذ دراجته ويهرب سريعًا .. لم يلحق به شوقي ، ويصوب سلاحه ناحية الدراجة ، وهي تجري أمامه ، ويضرب طلقة نارية ، وتُصيب ذراع خالد ..
***
يعود شوقي للضباط سريعًا .. ويأمرهم بأن يذهبوه إلى البيت المهجور يركبوا جميعهم السيارات ، وسامح يركب مع شوقي .. وتتجه جميع السيارات نحو البيت المهجور ..
***
يصل خالد للبيت المهجور .. ينزل خالد من الدراجة بعدما ألقى بها أمام عمارته ، ويتألم من شدة الرصاصة التي اصابت إحدى ذراعيه .. ينظر خالد للبيت المهجور ، وفي يده الأوراق التي أخذها من الدجال " الشيخ سيد " .. وفجأة ! .. يظهر ضوء من الجانب الأيمن من البيت ، والجانب الآيسر من البيت ، ويبحثان عن شخصٍ ما يقف أمام البيت .. يخاف خالد أن تراه هذه الأضواء .. يجري مُسرعًا ; ليختبيء بداخل عمارته ، ويظهر من فوق سطح البيت بُندقية تصوب على خالد ، وتضرب طلقات نارية عليه .. يخاف خالد ، ويجلس وراء بوابة العمارة .. تقف الضربات النارية من البُندقية ، وتظل الأضواء كما هي تبحث عن أي شيء ، وتتحرك في جميع الإتجاهات حول البيت .. حتي اختفت البندقية من فوق سطح البيت .. وتختفي الأضواء أيضًا .. يتحرك خالد ناحية البيت خائفًا .. يرى الباب مفتوحًا مثل كُل مرة .. وفجأة ! .. يسمع صوت سيارة الشُرطة تتجه نحوه .. ويرى شوقي خالد ، وهو يدخل البيت المهجور .. وينظر شوقي لسامح بإندهاش شديد غير مُصدق .. ، ويجري خالد مُسرعًا ناحية باب البيت .. ويدخل البيت المهجور .
***
الجو ليلاً .. أمام البيت المهجور .. سيارت الشُرطة ، والكثير من الضباط حول هذا البيت يحملون أسلحتهم .. شوقي ، وسامح ، وعلي يقفون بجانب بعضهما .. سامح خائف ، وقلق بشدة .. يُتابع شوقي الضباط ، ويأمرهم بما يفعلون .. يسأل على شوقي ماذا يفعلون ، ولم يرد عليه أبدًا ، ويُفكر في شأن هذا البيت .. وينظر إليه ، ثم لسامح ..
***
داخل البيت المهجور .. يقف خالد خائفًا ، ويحمل في يديه الأوراق التي أخذها من الشيخ سيد .. يجد رسومات على حوائط البيت رسومات لحيونات مُفترسة مثل التي كانت مرسومة معه من قبل .. " الأسد .. النمر .. الخُفاش .. القرود .. " .. يذهب خالد ناحية الصور المُعلقة على الحوائط " أشرار التاريخ " .. يقلب هذه الصور على ظهرها كما قال له الشيخ سيد .. يقلب جميع الصور واحدة تول الأخرى .. إرتطمت صورة دراكولا بالأرض بعد أن سقطت من على الحائط ; ليظهر دراكولا حقيقًا في الواقع .. يخاف خالد ، وهو يجري ناحية السلم ; ليصعد عليه .. ويُخرج المُفتاح الذي أخذه من الشيخ من الشيخ سيد ، ويُغلق باب غرفة الهياكل العظمية جيدًا كما أمره الشيخ سيد .. يجري خالد ناحية الغرفة المفتوحة ، وهو يقرأ التعاويذ التي في الأوراق التي معه ، ولكن لم تأتي بأي نتائج .. وظل يجري حتى وجد أمامه في آخر الممر شخصٍ ما لم يخطر على عقله أبدًا .. إنه أبيه .. يقف خالد مذهولاً ، ويذهب ناحيته سريعًا .. ويُمسك به دراكولا فجأة ، ويحاول بأن يصل بفمه إلى رقبة خالد حتى هرب خالد بقوة من بين أيديه ، ويتلقى دراكولا ضربة قوية في وجهه .. حتى شعر خالد بضربةٍ في رآسه بقوة من الخلف وأن شخصٍ ما ضربه .. يقع خالد على الأرض .. لا يرى شيئًا .. يُغلق عينيه ، ثم يسحبه أحدٍ ما من أرجله ، وهو ينطق إسم والده .. ومكان سقوطه على الأرض مليء بدمائه ..



الحلقة السابعة
" 7 "

يفتح خالد عينيه بصعوبة شديدة .. يشعر بألم شديد في رأسه .. يجد نفسه مربوطًا ، وملقى على الأرض في غرفة لا يوجد بها أحدًا .. ينظر أمامه ، ويجد فتاةٍ ما تجلس بجانب الحائط .. يحاول النهوض .. يسحب نفسه على الأرض حتى وصل إلى هذه الفتاة ، ويجلس بجانبها ساندًا ظهره على الحائط .. ينظرا إليها ، ويقول :-
• مَن أنتِ .. ؟
تنظر إليه الفتاة .. يندهش خالد ، ويقول :-
• نادين ! .. أنتِ على قيد الحياة!! .. لقد اعتقدت أنكِ أصبحتِ هيكلًا عظميًا مثل الذي في الخارج .
• أنا على قيد الحياة
• لماذا فعلتِ كُل هذا ؟
• لأني لم أعش يومًا أحبه في حياتي كُلها .. لقد كُنتُ صحفية
• أعرف
• اعتقدت أن هذا البيت سيغير حياتي .. وحياة مُستقبلي .
• أتفكرين بهذا الأسلوب الأحمق؟!! .. تدخلين البيت المهجور .. وأنتِ تعلمين ما الذي به !!
• أنت أيضًا كُنت تعرف ما الذي بالبيت .. ورغم ذلك دخلته .
• أنا لم أفهم شيئًا .
• سأحكي لك كُل شيء من البداية ..
تحكي نادين له كُل الذي تعرفه من البداية ..
***
تقف نادين في الشُرفة في شقتها أمام البيت المهجور ، وتري رجُلٍ ما يمر من أمام هذا البيت .. ظنت نادين أنه لص .. بالفعل كان لص .. لم يرى شيئًا سوى هذا البيت .. ظن أنه مليء بالذهب ، والكنز كما قال الناس عنه .. دخل الرجُل اللص هذا البيت ، وبعدها بقليل سمعت نادين صوت صراخ الرجل .. خافت نادين بشدة .. ونزلت من على السلالم سريعًا ، ووقفت أمام البيت المهجور ..
شعرت نادين أن البيت يهتز .. كُل شيء فيه يقع من الداخل .. تُصور نادين كُل شيء يحدث أمامها .. رأت من الداخل نيران في كُل مكان في البيت .. شعرت بهزة أرضية تحت أرجُلها .. يقع الموبايل من أيديها .. تعود نادين مُسرعة إلى شقتها ..
اكتشفت نادين أن البيت يختفي نهارًا ، ويظهر ليلاً .. دخلت نادين البيت .. تركت حياتها وتفرغت لهذا البيت .. كتبت كُل شيء تراه .. كُل شيء يحدث أمامها .. دمار البيت ، وسقوطه من الداخل .. الهياكل العظيمة .. كُل شيء ..
***
يسأل خالد باندهاش :-
• أنتِ الذي أرسلتِ ليِّ الأوراق المرسوم عليها الحيوانات ، والأموال أيضًا .
• لا .. هو الذي أرسلها .. كُنت أحاول أن أفكر كيف أستطيع محاربة هذا البيت .. ووجدت بالفعل فِكرة .
تُكمل نادين الحكاية ، وتتحدث عن نفسها ..
***
نادين تجلس في غرفتها أمام المكتب ، وترسم بعض أشرار التاريخ . دراكولا .. شرشبيل .. ريا وسكينة ، ولكن في إمرآه واحده .. عصابة القناع الأسود ..
إنتهت من هذه الرسومات .. عرفت أن كُل شيء سيدخل هذا البيت سيقوم بدون أدنى أسباب ...
أتت بتعاويذ ، ورسومات بعد قراءتها لكُتب كثيرة عن عالم الجن .. ذهبت لكثير من الشيوخ ، والدجالين .. إبتكرت نادين هذه التعاويذ ، والرسومات الغريبة من ثقافتها التي أخذتها بعد قراءتها ، وبحثها على الإنترنت ، ومحاولتها للتخلص من هذا البيت ..
وفجأة ! .. وهي تجلس ; لتحفظ التعاويذ والرسومات .. إنقطعت الكهرباء عنها .. ذهبت نادين ، وصعدت إلى شقة خالد بعدما رأته هو ، وسامح ، وهم يصعدان إلى الشقة العلوية في الطابق الثالث .. طلبت من خالد مصباحًا كهربي .. ودخلت شقتها مرةٍ أخرى .. حفظت التعاويذ ، والرسومات جيدًا ، ووضعتها في الدُرج الأول من المكتب ، وأخذت معها رسومات أشرار التاريخ التي رسمتها .. دخلت نادين البيت المهجور .. و بعدها بقليل سمع خالد صوت صراخها ..
***
يسألها خالد بلهفة :-
• ما الذي حدث بعد ذلك ؟
• دخلتُ البيت ، وقرأتُ التعاويذ ، ورسمت الرسومات على أرض البيت . والرسومات إستيقظت عليِّ أنا .. وظللتُ أصرخ وخائفة .
• لهذا سمعتُ صوت صراخك .. وأنتِ تدخلين هذا البيت ، وتحاربينه في اليوم الذي إستأجرت فيه شقتي .
• اكتشفت بعدها أن صاحب البيت المهجور لم يكن العفاريت والجان بل اللص الذي رأيتُه يدخل البيت .. وأصبح هو صاحب البيت والجان والعفاريت تطيع أمره .. إستغل موهبتي في الرسم .. وأجبرني على رسم أشرار التاريخ مرةٍ أخرى ، والحيوانات الشريرة المُفترسة .
• لقد فهمت الآن .. ولكن التعاويذ لم تكن صحيحة إذًا .
• لا .. لقد كانت صحيحة .. ولكنني لم أنجح فيها .
• لقد ذهبتُ إلى شيخ وأعطى ليِّ تعاويذ .. ولكن التعاويذ لم تأتي بأي نتائج .
• التعاويذ التي كانت معيِّ .. هي التعاويذ الحقيقية التي ستقضي على هذا البيت .
• لقد رأيتُ أبي الآن قبل أن أستيقظ هُنا .. ماذا يفعل هُنا ؟
• لا أعرف شيء عن هذا
• لقد اتهمت بقضية قتل أخيكِ إبراهيم .
• صاحب البيت اللص هو الذي قتله انتقاما مِني .
• ولكن هُناك سؤال .. عندما دخلتُ شقتك .. وجدتُ ظرف مكتوب انني من أرسله لكِ !!
• أنت لم تُرسل ليِّ أي شيء .. ما هذا الظرف ؟!
• لا أعرف .. اكنت تعرفينني قبل كل هذا ؟
• لا .
يفاجأ خالد بسماع صوت لرجُلٍ ما .. يكاد يكون يجلس معهم في الغرفة .. ويراه خالد في ركُن الغرفة أمامه ، ويقول له :-
• مَن أنت .. ؟
يقول الرجُل ، وتُخرج كلماته بصعوبة شديدة .
• إسمي عزت .
• أنت دخلت هذا البيت أيضًا .
• نعم .. أنا وصديقي يدُعى رضوان .
• مَن !! .. رضوان !! .. أنت صديقه عزت !!
• نعم .
• لقد ظن أنك ميت مُنذ خمس سنين .
• أنا بالفعل كذلك .. فقد كانوا يضعون ليِّ الطعام والشراب .. لكنيِّ فقدتُ الكثير من وزني ... أنا بالفعل ميت هُنا .
• رضوان حزين عليك بشدة .
يدخل عليهما فجأة رجُلٍ ما ، ويقطع حديثهما .. يرتدي قناعة لونه أسود.. يستقبل منه خالد ضربة قوية على وجهه ..
***
يفتح عينيه .. الرؤية غير واضحة .. يفتح عينيه ، ويجد أبيه يجلس على الكُرسي ، وينظر إليه ، وعلامات الدهشة على وجه والده ، ومقيد من يديه من خلف الكُرسي ، وبجانبه تجلس نادين ، ومُقيدة هي الأخرى من يديها في الكُرسي ، وبينهما يجلس عزت على كُرسي أمام خالد ، ومقيد من يديه في الكُرسي .. يقف دراكولا وراءهم .. هُناك شخصٍ ما يقف بجانب باب البيت .. يأتي لهما رجُلٍ ما من خلف الكُرسي الذي يجلس عليه خالد .. يشعر خالد به ، ويقول الرجُل :-
• كيف حالك يا خالد ؟
• مَن أنت .. ؟
• أنا صاحب هذا البيت .. أنا الذي خطفت أبيك .. أنا الذي خطفت نادين .. أنا صاحب الأشرار والحيوانات والهياكل العظمية والدمار .. أنا الذي أمتلك القوة .. أنا القوة بذاتها .
• القوة ليست القوة التي كُلنا نحلُم بها .. قوة العقل أقوى من أي شيء
• لا .. قوتي أنا أقوى من أي شيء .. أنت من الأساس ليس عِندك قوة عقل يا خالد .. أنت لا تستطيع ان تُفكر .. ولو كٌنت كذلك .. كُنت ستعرف من أنا .
• أنت اللص الذي دخل البيت ؟
• حسنًا .. ولكن مَن هذا اللص ؟
يأتي الرجُل بخطوات تكاد تكون بطيئة ، ويظهر وجهه تدريجيًا لخالد ، وتتضح له الرؤية كاملة .. إنه هو .. إنه الرجُل .. لكن كيف !! .. كيف يكون هو !!
• أنا لا أفهم شيئًا .
• قُلت لك أنك ليس عِندك قوة عقل .. قوتي أقوى من أي شيء .
• الشيخ سيد ! .. الدجال !!
• اللص يا خالد .. أنت الآن بين يدي .. لك أمنية واحدة فقط قبل موتك .. وبالتأكيد تود أن تعرف حقيقة هذا البيت .

أومأ خالد رأسه .. و يكمل الشيخ سيد حديثه :-
• في الماضي .. كُنت لص رخيص جدًا .. ليس ليِّ قيمة ولا شأن .. ضعيف .. حياتي عبارة عن سرقة وهروب فقط .. طوال حياتي أهرب ، وآكل من المال الحرام .. وليس هذا ذنبي .. وفي يومٍ ما سرقت قصر .. ظلت الشرطة تلاحقني حتى وقفتُ أمام هذا البيت .. كُنت دائمًا أسمع من البشر أنهم يقولون أنه يوجد به كنز .. وأنه سيغير حياتي وسأكون غنيًا .. عرفت بأن لا أحد يأخذها بسهولة .. وفجأة .. أصبح أمامي شخصٍ ما يقول لي : " سأغير حياتك . وسأعطيك القوة .." أخذتُ القوة .. بهذه القوة أستطيع بأن أفعل أي شيء .. أستطيع أن أدمرك وأدمر البشر وأدمر العالم بأكمله .. أصبحتُ دجال وإسمي الشيخ سيد .. سرقتُ من البشر أموالهم وعقولهم وأفكارهم وأخذتُ الأموال .. أموال كثيرة جدًا .. أصبح لدي القوة والمال معًا .
• ونادين لماذا فعلت بها هكذا .. وقتلت أخيها ؟
• نادين كانت تحاول بأن تعرف ما الذي يدور بهذا البيت .. كانت تُريد أن تعرف حكايته .. كانت تود أن تنتقم من هذا البيت .. عرفتُ أنها تُخطط لخطةٍ ما تُدمر بها هذا البيت .. رسوم الأشرار التاريخية .. دخلت البيت ، وقرأت التعاويذ التي تقتلني وتقتل البيت .. لم تستطع بفعل أي شيء .. إستغليت موهبتها في الرسم .. وأجبرتها على رسم أشرار التاريخ مرةٍ أخرى بالإضافة إلى حيونات مُفترسة شريرة تحميني من هؤلاء البشر .. وكُل هذا بواسطة العفاريت والجان ..
• والظرف الذي وجدتُ في شقة نادين .
• كانت خطتي أنا .. كُنت أود أن يبتعد سامح عنك .. أنت من أجبرته أن يدخل هذا البيت .
• ما اسمك .. ؟
• جون إسمي الحقيقي جون.. صاحب البيت المهجور .. الذي يمتلك القوة .. الذي لم يستطع أحد من كشفي .. العفريت والجن الذي أعطى ليِّ كُل هذا .. أصبح خادم عندي .. يُطيعني فيما أقوله .
يأتي لهما هذا الرجُل الذي كان يقف بجانب باب البيت .. كان وجهه طبيعي جدًا .. وجه إنسان طبيعي بالفعل .. يقول فجأة :-
• إسمي سورافيل .. من الجن الطيب .. لا أؤذي أحد أبدًا .. بل أختار من الإنس ليؤذيكم ، ويؤذي نفسه .
يقول خالد بعصبية :-
• كما فعلت مع الدجال أو چون .. يكون قائد البيت ليؤذينا .
• نعم .. بالضبط .
• ما حكاية هذا البيت ! .. لماذا تفعل هذا بنا ؟!!
• هذا البيت ليس له قِصة ولا أي شيء .. إنه فقط كان مِلكنا .. ملك الجان والعفاريت .. كان يسكن به القائد الخاص بِنا .. ولكن تحت الأرض .. أراد هذا الملك أن يجمع بِنا جميعًا بجميع العفاريت والجان .. أراد أن تتسع دولته ولكن فوق الأرض مع البشر ليتخلص منهم .. يغزو العالم .. هو وعشيرته .. ويصبح هو مالك هذا العالم بما فيه .. نجحت المُهمة بالفعل .. لقد أصبحنا فوق الأرض مع هؤلاء البشر .. أضاف هذا الملك خاصية الإختفاء للبيت .. حيث أنه يختفي نهارًا كي يُخطط ويُفكر .. ويظهر ليلاً .. كي يُنفذ ما كان يُخطط ويُفكر له ..
• وماذا كُنت أنت .. ؟
• كُنت أنا نائبًا لهذا الملك .. وفي يومٍ ما مات هذا الملك بسبب حروبه مع أحد البشر وقد قرأ عليه تعاويذ .. ومات هذا الملك .. جميعنا كُنا في حيرة .. اصبحت مكانه .. وجلست على كُرسيه ..لم تكُن لدي خطة لوضعها .. عرفت بأن الإنس لديهم عقل جاحد .. يستطيعون أن يغزوا لعالم بمن فيه إذا أتيحت لهم الفُرصة . وفي يومٍ ما دخل عليِّ هذا الرجُل الذي يدُعى چون .. أعطيته القوة .. جعلته قائدا لهذا البيت كي أنجو أنا .
• يا بن الجان .. كُل هذا لتنجو أنت .. كُل هذا لكونك " فرفور " .. ليس لديك عقل تُفكر به .. جعلتُ نفسك خادمًا له .
• أنا لستُ خادمًا عند أحد .. أنا أستطيع أن أسحب قوته وأجعله ضعيفًا .. لكني لستُ المسئول عن هذا بل الملك ...
• أنت الملك بالفعل .
• نعم صحيح .. أنا أعطيك ما تُريد وعليك بالباقي .
• يا نهار أسود .
يوجه خالد حديثه لچون :-
• هكذا فهمتُ كُل شيء .. التعاويذ الخاطئة .. أردتني أن أدخل البيت كي تتخلص مِني .
• كيف أخلص مِنك إلا بهذه الطريقة .. أين قوة عقلك يا خالد ؟ ..
• لماذا قتلت أخو نادين .. ما ذنبه في كُل هذا ؟
• سأنتقم من أي بشري يجرؤ على أن يدخل هذا البيت .. وسأنتقم من المُقربين له أيضًا .
بِمَن نبدأ مِنكم الآن .. ؟ .. سنبدأ بالكبير .. والدك يا خالد .

***
تتجه يد چون ، وهو يحمل المُسدس ناحية رأس والد خالد .. كان والده يبكي ، والدموع تقع على إحدى خديه .. ينظر خالد في عين والده ، وكان يتمنى أن يقول :- " سامحني .. لقد تركتك وحيدًا .. "
يقول خالد موجهًا حديثه لچون :-
• سأقتلك .
• لن تستطيع قتلي إلا بالتعاويذ بالحقيقية .
تقول نادين فجأة :-
• يجب عليك أن تُكمل يا خالد .. يجب عليك أن تُحقق حلمي .
ينظر خالد إليها بكُل تركيز حتى يتذكر الأوراق الذي أخذها من شقتها ..
***
يتركه سامح ، ويذهب ، ويجري وراءه خالد ، ويُنادي عليه ، ولم يرد عليه سامح ، ويخرج من الشقة تاركًا الباب مفتوحًا .. يعود خالد للغرفة ، ويجد بداخل الدُرج الذي كان به الظرف .. ورق أبيض مكتوب عليه كلماتِ غير مفهمومة ، ورسومات غريبة .. يأخذ خالد هذه الأوراق ، ويخرج من الشقة ، ويُنادي على سامح ..

يجلس خالد وحيدًا في غرفته ، وهو يُقلب في هذه الأوراق التي أخذها من شقة نادين ، وهو يقرأ الكلمات التي بها ، وينظر إلى الرسومات الغريبة بكُل تركيز .. كان لا يفهم شيئًا من هذه الكلمات ، والرسومات ليُكمل قراءة ، ويزيد فضوله في معرفة هذه الكلمات .. ينهض من فراشه ، ويفتح اللاب توب ، ويبحث عن هذه الرسومات ، والكلمات ليجدها تعاويذ ضد الجان ، والعفاريت ..
***
خالد ينظر لوالده ، وعلامات الحزن تُسيطر على وجهه .. يُغلق عينيه ، ويحاول أن يتذكر الكلمات ، والرسومات التي كانت موجوده بالأوراق .. يضغط على تفكيره ، ويُسرع في تذكرها بصعوبة ..
يفتح عينيه ، ويتمتم بكلماتٍ غير مفهمومة حتى يندهش چون ، وعلامات الحيرة على وجهه .. يقع المُسدس من يده ، يضع يديه على أذنيه .. يخاف العفريت سورافيل .. يجري سريعًا ناحية خالد ; ليُزيل الأحبال المربوطة في يد خالد .. ويبتعد عنه .. ينهض خالد من على الكُرسي ، ويُكمل الكلمات التي يقولها ، ويرسم على الأرض بأصابعه ، وهذه الرسومات لم تظهر بعد .. أكمل خالد عمله بشكل أسرع حتى وقع چون على الأرض ، وهو يصرخ حتى ظهر في المكان الذي يرسم فيه خالد لون أزرق من خلاله يُظهر الرسومات الغريبة التي رسمها على الأرض .. يأتي دراكولا لچون ويحاول أن يمتص دمائه من رقبته .. وچون مازال يحاول الهروب .. يقف ، ويُمسك بالمُسدس الذي وقع منه ، ويُصوب تجاه والد خالد حتى يقع والد خالدبالكُرسي للخلف على الأرض حيث أنه مات ، والدموع على إحدى خديه .. لا يعرف ماذا فعل إبنه به ! .. كان قلقًا بشدة عليه ! .. لقد ذهب إلى العالم الآخر بسبب غباء إبنه .. كان ضحية من أجل البيت المهجور الذي دمر بداخلهم كُل شيء
***
.. يقع چون على الأرض مرةٍ أخرى من تأثير الرسومات والكلمات التي يُتمتها خالد في سره .. تظهر نيران على شكل دائرة حول چون ليصرخ چون بصوت عالي .. ويقف خالد عن عمله ، ويذهب لنادين ، ويُزيل الأحبال من يديها ، ويذهب أيضًا لعزت ، ويُزيل من يديه الأحبال ، ويجريا نادين وعزت خارج البيت ..
***
يندهش شوقي ، وسامح ، وعلي .. بدأ الخوف يتسرب في قلوبهم .. ويسمعون من داخل البيت صوت الصراخ .. يتجه شوقي ناحية البيت ليُمسك به سامح ، يمنعه ..
***
كان خالد ينظر للنيران ، وهي تقترب من جون .. وينظر للعفريت سورافيل .. ويذهب ناحيته ; ليُتمتم بكلماتٍ غير مفهومة ويرسم على الأرض أمامه بأصابعه ..
***
شوقي ينظر للبيت المهجور ، ويحاول أن يفهم ما الذي يحدث بعد أن جاءت لهما نادين وعزت .. يدخلان هما الإثنان سيارة الإسعاف .. جميعهم ينظرون للبيت المهجور ، واللون الأزرق الذي يُخرج منه ، والنيران .. وفجأة .. ينفجر البيت المهجور .. ويقع شوقي ، وعلى ، وسامح على الأرض .. كاد البيت أن يقع عليهم من شدة إنفجاره ، والنيران تتطاير حوله في كُل مكان ..

الحلقة الثامنة
" 8"

بعد 3 شهور

يدخل سامح شقة خالد ، ويتجه ناحية غرفته ; ليأخذ ملابسه ، ويُعطي الشقة لصاحب البيت بعد أن علموا جميعهم قصة البيت المهجور ، وموت خالد ووالده .. يٌفاجأ سامح بظرف على مكتب خالد .. يأخذه سامح ، ويفتح هذا الظرف .. يقرأ الورقة الموجودة به :-
• " سامح .. لا أريدك أن تظل حزين بسببي .. أرجوك سامحني .. أنا آسف على كُل ما فعلته بِك .. أريدك أن تصل بسلامي هذا للرائد شوقي بعد أن عرف أنني بريء .. كان ليِّ هدف .. وهذا الهدف تحقق والحمد لله .. كُنت دائمًا أقول لك أنني سيكون ليِّ قيمة .. اكتشفت أن العالم البشري حمادة .. وأن عالم البيت المهجور حمادة ثاني تمامًا .. قُل لنادين خالد سيُكمل حلمك .. أرسل سلامي أيضًا لرضوان أريد أن أشكره .. أنا لم أمت يا سامح .. أنا مازلتُ على قيد الحياة ..
صديقك الأنتيم
خالد عبد الفتاح "

تتسع عينا سامح من هول المُفاجأة ، وغير مُصدق للكلمات التي قرأءها .. يأخذ سامح تليفونه ، ويتصل بنادين :-
• نادين .. خالد ما زال على قيد الحياة .
***
يقف خالد في مكانٍ ما أمام البحر .. وشكله قد تغير كثيرًا .. حيث شعره القصير ، ويرتدي نظارة نظر ، وينظر إلى البحر ، و الابتسامة على وجهه لا تفارقه ..
يبدو أن الحكاية لن تنتهي بعد


" الحلقة التاسعة "
إلي كُل من يُدرك أنه يعيش وحيدًا في هذه الحياة ..
إلى كُل من يُريد الانتقام مِمَن ظلمه في هذه الحياة ..
اهدأ قليلاً .. حقك سيأتي دون جُهد منك ..

" 9 "
يجلس سامح ، ونادين في مطعم ما أمام البحر .. ووجه سامح يُسيطر عليه الحيرة ، والقلق ، وعلامات الإستفهام تملأ وجه نادين ، وهُما الاثنان كانا يتحدثان بشأن خالد ، ويقول سامح بخوف :-
• معنى هذا .. أن خالد ما زال على قيد الحياة بالفعل ؟!
• بالتأكيد .. ولكن كيف ؟!!
• لا أعلم .. ربما مقلب رامز جلال ؟
• وهل رامز جلال يعرفنا ؟
• ربما هذه خِطة أو فِكرة جديدة لبرنامجه الجديد
• لقد انفجر البيت المهجور أمامنا جميعًا .. وكانت جُثة خالد في هذا البيت وجُثة والده أيضًا .. ولقد دفناها في المقابر وحضرنا جنازته .. وعرفنا جميعًا ذلك .. كيف يعود مرةٍ أخرى ؟!
• ربما بسبب العفريت سورافيل
• لا أظن ذلك .. لأن النار تحرق الجان ولن يعيشوا بعدها .. قد عرفت ذلك من قراءتي لكُتب حول عالم الجان والعفاريت .
• يجب أن نبلغ الشُرطة والرائد شوقي الآن .
• لالا .. ليس الآن .
• لماذا ؟
• يجب أن نذهب للبيت المهجور أولاً .
• ... !!
• ربما قد يحدث شيء .. أو ربما يحدث شيء بعد ذلك .
• ولكن كيف ؟!! .. البيت انفجر أمامنا ورأينا جُثة خالد .
• إذًا أين خالد؟!! .. كيف يعيش الآن ؟ وماذا يأكل وماذا يشرب ؟
• هل تقصدين أن البيت المهجور لم ينفجر وهذه خدعة من قبل الجان؟ أو العفاريت
• ربما ذلك
لم يستطع سامح الرد عليها .. كان يوافقها الرأى دائمًا .. كان ينظر إليها ، وكان يُحب أن يتكلم معها .. إذا غابت عنه لحظة يشتاق إليها ، وإلى صوتها الحنون .. كان مُغرم بنادين بشدة .. لم يستطع أن يقول لها : " أحبك " ، أو يعترف لها بحبه .. لأنه يعرف أنها سترفض ذلك ، أو أنه خائف من أن تجرح قلبه .. وكان يفكر أيضًا في خالد . .ربما كان خالد يُحبها أيضًا .. هكذا كان تفكير سامح طوال الوقت .. كان يتخيل أنه يستطيع أن يحميها ، ويكون أمانًا لها في كُل لحظة .. ولكن هذه التخيلات باتت بالفشل ; لأنه لم يستطع أن يعترف لها بحبه الشديد ، أو أنه ينتظر الفُرصة ، أو الوقت المُناسب لذلك ..
لم تكُن نادين بالنسبة لسامح أي فتاة .. لم تكُن أجمل فتاة رآها سامح .. لم تكُن ملاكًا يطفو على سطح الأرض .. لم تكُن ذو العينان الزرقاء ، ووجهها البيضاء ، وشعرها الأصفر الذي يمتناها كُل شاب ..
بل كانت فتاة عادية تمامًا .. ذو الشعر الأسود القصير ، والأعين الذي تحمل متاعب الدُنيا التي بها الحنان الكافي لأي شخص ..
بل كان ينظر إليها على أنها هي .. فقط ..
كان هذا يكفيه تمامًا ..
***
في مكتب ما يجتمع الرائد شوقي بزملائه ، ورئيسه في العلم ، وبعض الضباط الذين لديهم خِبرة عالية في عملهم .. الجميع يجلسون أمام منضدة كبيرة جدًا ، وأمام كُل واحدًا منهم ملف به أوراق ، ويقف الرائد شوقي ، ووراءه شاشة عرض كبيرة ليشرح للجميع عن قضية ما ، وجرائم حدثت في الآونة الأخيرة :
• حدث في الثلاثة شهور الأخيرة أكثر من خمسة عشر عملية سرقة من بنوك مُختلفة ، وأكثر من ثلاثة عشر جريمة قتل أيضًا في أماكن مُختلفة .. ومن الواضح أن جميع هذه الجرائم يرطها شيئ ما له علاقة بجميع هذه الجرائم ..

تظهر على شاشة العرض التي وراءه صور لبعض الجُثث في أماكن مُختلفة ليُكمل حديثه قائلاً :
• هذه صور لبعض الجُثث في أماكن مُختلفة .. وعلى الذراع الأيمن لجميع الجُثث وجدنا أنه مكتوب عليه حرفين من اللغة الإنجليزية وهُما kh""

تقوم الشاشة بتكبير الجُثة حتى تصل إلى الذراع الأيمن لكُل جُثة ، والتي بالفعل مكتوب على الذراع الأيمن لكُل حُثة حرفي kh"" .. ثم تظهر على الشاشة صور لبعض البنوك التي تمت سرقتها ، وكانوا جميعًا يغطيهم الكثير من الأتربة ، والزجاج المكسور ، والكراسي ، وأجهزة الكمبيوتر الملقاة على الأرض نتيجة السرقة ، ويُكمل شوقي حديثه :
• وهذه بعض البنوك التي تمت سرقتهم وانتهت بالطبع مع قتل بعض العُملاء والموظفين بهذه البنوك ..
ثم ينظر للجميع بثقة زائدة ، ويقول :
• وبعد جُهد وعِناء شديد .. أدركت أيضًا أن هذه السرقة لها علاقة بجرائم القتل التي حدثت ..

تظهر على شاشة العرض خريطة للمدينة ، ويظهر بعض النقاط الحمراء المُتفرقة عن يعضها لتصل ببعضها البعض ليتكون حرفي kh"" .. ولكن حرف h"" لم يكتمل ، بل إن آخر شَرطة من الأسفل من الجهة اليُمنى له محذوفة ، وهُنا يُكمل شوقي حديثه ، وهو يشاور بأصابعه على الخريطة قائلاً :
• هذه خريطة المدينة ، والنقاط الحمراء التي ظهرت الآن هي البنوك التي تمت سرقتها بالفعل .. إذا وصلنا هذه النقاط الحمراء ببعضها يُنتج لنا حرفي kh"" .. ولكن حرف h"" لم يكتمل من آخر شَرطة له من الأسفل من الجهة اليُمنى له حيث لم تحدث حتى الآن سرقة لبنك أو أي جريمة في هذه المنطقة .. إذًا نستنتج الآن أن في هذه المنطقة سيحدث شيئ ما .. إما جريمة قتل أو سرقة أو أي شيء ليكتمل هذا الحرف ويُصبح علامة مُميزة في البلاد .. لذا اتخذت انا القرار من الآن وهذه المنطقة بالكامل تمت مُراقبتها طوال اليوم ، ولا تغيب عنها الأنظار ..

وهُنا يقف رئيسه ليصفق له ، ويقف الجميع ليصفقوا أيضًا له بشدة .. وبعد أن إنتهى ذلك .. يجلس رئيسه ليقول :-
• أحسنت عملاً يا شوقي .. ولكن ما اليوم أو الوقت الذي تُرجح أن تحدث فيه الجريمة التي نتوقعها في هذه المنطقة ؟
• علمتُ يا سيدي أن هُناك في تلك المنطقة إستاد لكُرة القدم .. وقريبًا سيكون هُناك مُباراة بين الأهلى والزمالك .. أُرجح أن تحدث الجريمة في ذلك الوقت ..
***

يقف سامح ، ونادين الآن أمام مكان البيت المهجور .. نادين تنظر لمكان البيت .. مكان البيت فارغ .. تنتظر أن يظهر البيت المهجور .. ظلا هكذا بضع دقائق ، ولم يحدث شيئ حتى قطع سامح هذا الصمت قائلاً :
• مكان البيت مازال فارغ .
• نعم .. ربما يظهر أو سيحدث شيء ما .
• البيت لن يظهر يا نادين .. إن خالد ما زال على قيد الحياة .. ولكن لا يختبئ في البيت المهجور .. هو يعرف أن الشُرطة ستجده .. خالد ليس غبيًا لهذه الدرجة .. وغير ذلك أن البيت المهجور إنفجر وقد دُفن خالد .. بالتأكيد لن يعود .
لم تعقب نادين على حديثه ، ونظرت إلى الأرض حتى أومأت برأسها بمعنى " موافقة " .. وبدأت تمشي بجانب سامح حتى دقت الساعة السادسة مساءًا ، واهتزت الأرض أسفلهما لتنظر نادين وراءها ، وتجد أن البيت المهجور يظهر تدريجيًا .. وقف سامح مُحدق العينين .. وقف مذهولاً .. كيف ظهر هذا البيت مرةٍ أخرى ؟! .. دار هذا السؤال في عقل سامح .. البيت يظهر وكأنه يظهر من الهواء .. كان الهواء شديد جدًا لحظة ظهوره .. ظل بضع دقائق حتى إكتمل ظهور البيت المهجور ..
كما هو مُنذ ثلاثة أشهر .. لم يتغير .. التُراب الذي يُغطي بعض الأماكن ، والبعض الآخر المكسور .. كما هو كأنه لم يحدث له شيئًا ..
أمسكت نادين يد سامح سريعًا ليأتي معها ، ويدخلان البيت .. لم يُصدق سامح الذي حدث .. لقد أمسكت نادين بيده .. نظر إليها ، ثم ينظر ليديها ، وهي تُمسك بيده .. وقف مذهولاً .. كان هذا اليوم العالمي للإندهاش بالنسبة لسامح .. ظهور البيت المهجور ، وأن نادين تُمسك بيده .. كان يشعر بالخوف حتى زال هذا الخوف عنه عندما أمسكت بيده .. قلبه كان سعيدًا .. أغلق سامح يديه على يديها ليأتي معها ، ويدخلان البيت المهجور ..
***
يدخلان البيت ، وأعين سامح لا تغيب عن نادين .. دخلا البيت ، وتركا الباب مفتوحًا .. ما زال قلب سامح يدق مثل كُل مرة يدخل فيها هذا البيت .. تنظر نادين في كُل مكان حولها .. البيت كما هو لم يتغير .. صور الحيوانات المُفترسة لم تعُد موجودة ، وصور الشخصيات التاريخية الشريرة لم تعُد موجودة أيضًا .. تتذكر نادين الحادث عندما كانت مُقيدة بالحبال ، وخالد يجلس أمامها .. صوت زئير الأسد ، والنمر .. وصوت الحيوانات ، والديناصور لا تُفارق ذاكرتها .. وجه العفريت " سوارفيل " الذي كان يُشبه الإنسان الطبيعي .. ما زالت تتذكره جيدًا .. سامح أيضًا كان يتذكر الوقت الذي دخلا فيه هو ، وصديقه خالد .. تذكر سامح عندما رأى الحيونات تخرج من الرسومات ، والشخصيات التاريخة تخرج من الصور عندما شعر بالمياه التي كانت تغزو ملابسه من الأسفل .. تذكر إنقاذ خالد له من الحيوانات ، وأيضًا عندما قفزا من شُرفة البيت ..
قطع تفكيرهُما صوت باب البيت ، وهو ينغلق بقوة ..
أدي ذلك إل قفز نادين من مكانها ، وصراخها من شدة خوفها .. أمسكت نادين بأيدي سامح ، وظلت في أحضانه .. شعر سامح بالقوة حينها لا يُصدق أن نادين التي يعشقها في أحضانه الآن ، وبين يديه .. أغمض عينيه ليشعر بهذا الإحساس دائمًا .. ابتعدت نادين قليلاً عنه لتعتذر عما حدث ، وينظر سامح في أعينها ، ويبتسم .. حتى ظهر لهُما صوت يُشبه صوت خالد قائلاً :
• أهلاً
ينظران في الاتجاه الذي يُصدر منه الصوت .. يظهر خالد حينها ، وهو ينزل من على السلالم المكسورة دون أن ينظر في الأسفل كأنه حفظ هذه السلالم ، مُخزنة في ذاكرته .. كان ينظر لسامح ، ونادين .. لا أحد يفهم تلك النظرة .. هل نظرة الاشتياق لصديق عُمره ؟ ، أم نظرة للانتقام منهما ؟! .. النظارة التي على وجهه ، وتلك الإبتسامة التي لا تُفارقه ، وقد اختلف كثيرًا بعد قص شعره القصير الآن .. ينظران لخالد .. وقف خالد أمامهما .. سامح ينظر له بذهول لا يُصدق عينيه التي ترى خالد الآن .. لا يفهمان شيئًا .. اقتحم خالد هذا الصمت قائلاً :
• كيف حالك يا صديقي ؟





ظل سامح ينظر له بذهول حتى احتضنه فجأة ، وكان سعيدًا برؤية صديق عُمر ، وأن **** أنجاه من الموت .. يبتعد عنه سامح قليلاً ، ويقول :-
ينهض خالد من على الكُرسي ، ويُكمل الكلمات التي يقولها ، ويرسم على الأرض بأصابعه ، وهذه الرسومات لم تظهر بعد .. يكمل خالد عمله بشكل أسرع حتى وقع چون على الأرض ، وهو يصرخ حتى ظهر في المكان الذي يرسم فيه خالد لون أزرق من خلاله تظهر الرسومات الغريبة التي رسمها على الأرض .. يأتي دراكولا لچون ويحاول أن يمتص دمائه من رقبته .. وجون مازال يحاول الهروب .. يقف ويُمسك بالمُسدس الذي وقع منه ، ويُصوب تجاه والد خالد حتى وقع والد خالد بالكُرسي للخلف على الأرض .. وإحدي خديه مليئة بالدموع .. يقع چون على الأرض مرةٍ أخرى من تأثير الرسومات والكلمات التي يُتمتها خالد في سره .. تظهر نيران على شكل دائرة حول چون ليصرخ چون بصوت عالي .. ويقف خالد عن عمله ، ويذهب لنادين ، ويُزيل الأحبال من يديها ، ويذهب أيضًا لعزت ، ويُزيل من يديه الأحبال ، ويجري نادين وعزت خارج البيت ..
كان خالد ينظر للنيران ، وهي تقترب من چون .. وينظر للعفريت سورافيل .. ويذهب ناحيته ; ليُتمتم بكلماتٍ غير مفهومة ويرسم على الأرض أمامه بأصابعه حتى خاف العفريت " سورافيل " ، ويقول بخوفٍ شديد :-
تتجه يد العفريت على وجه خالد ليقع خالد فجأة على الأرض ، وتخرج من جسده دوامة صغيرة على شكل دائرة لونها أزرق لتصل إلى سقف البيت سريعًا لتقوم بتكسيره ، وتخرج خارج البيت عاليًا ، وتظل هكذا لبضع دقائق ، وهذه الدوامة تدور بشكل سريع جدًا .. يختفي العفريت " سورافيل " ، وبعدها تختفي هذه الدوامة الزرقاء بعد أن دخل جزء مِنها في عقل خالد ، ثم ينهض خالد من على الأرض ، ويصعد السلم سريعًا ، ولكنه لم يجد چون في مكانه بل لم يعُد له وجود في البيت .. يصعد خالد السلم سريعًا ، ويدخل غرفة بها نافذة تطل على شارع خلفي للبيت من الناحية الأخرى ، ويقفز خالد ، وينفجر البيت المهجور وراءه ، وهو يطير في الهواء .. يرتطم بالأرض بعد سقوطه ، وهو ينظر للبيت المهجور ، وتتطاير حوله النيران .
• لا يا خالد .. أنت الآن برئ .. هيا الآن إخرج معنا.
• ليس الأمر بوسعي .. لقد تأخرت هذه الجُملة كثيرًا .. أنا الآن رئيس هذا البيت .. المسؤول عنه .. كُل شيء في هذا البيت يحدث بأمر مِني أنا فقط ..
• ربما لهذا البيت قصة أخرى لم نعرفها بعد .
• أنا لستُ مجنون .. هذا البيت لن يطاردنا هذه المرة .. أنا الوحيد الذي خرجت من هذه القصة التافهة بلا شيء ، والهزيمة تُسيطر عليِّ .. تأخرت ترقيتي .. أنتِ يا نادين إكتسبتِ شُهرة ، و سامح بالتأكيد لديه أموال ليُخبئ أسرار صديقه ، وأنا لا شيء .. سوف أثبت لكُم أن خالد لن يعود مرةٍ أخرى .. سأذهب للمقبرة الذي دُفن فيها خالد ، وأريكم جُثته ، وأنزلها منشور على الفيس بوك .. اليوم ستعرفون ذلك .
الليل ، والظلام يسودان المكان بأكمله .. سيارات الشُرطة ، وسيارة الإسعاف .. ينزل شوقي من سيارة الشُرطة، ووراءه الكثير من الضُباط الذين يحملون أسلحتهم .. جاء شوقي إلى المقابر ، ومعه الضابط علي بعد أن رفض سامح ، ونادين المجيء معه .. يدخلون جميعهم المقابر ، وقد أحضر شوقه معه رجُلٍ ما يعمل " حانوتي " ; حيث أنه يفهم كثيرًا في هذه الأمور . يتحركون جميعا في المقابر ليلاً يبحثون عن مقبرة خالد .. كان شوقي يتذكرها جيدًا عندما دُفن بها خالد من قبل .. ظلوا يمرون على جميع المقابر حتى وجدوها بصعوبة ، ومَكتوب عليها لوحة من الرُخام :- " مدفن عائلة صابر عبد الفتاح " ; حيث كان مدفون بهذه المقبرة خالد ، ووالده ، وباقي العائلة بالطبع .. يبحث شوقي عن المقبرة التي دُفن فيها خالد حتى وجدها .. أمر شوقي الرجل بأنه يفتح هذه المقبرة ، وأن يدخل فيها ..
فتح الرجل المقبرة ، ونزل بها .. حمل شوقي مصباحًا كهربيًا ; كي يُنير له المكان .. وجد الجُثة مُلقأة على الأرض ، ومُغطاة بزي لونه أبيض .. أزال الرجل هذا الزي الذي على وجه الجُثة بأمر من شوقي .. إندهش شوقي بشدة ، وغير مُصدق ما تراه عينياه الآن .. أنه ليس خالد بل رجُلٍ آخر .. لم يفهم شوقي شيئًا ، وعقله رافض التفكير تمامًا بعد هذا الموقف البشع .. كان مشهد مُرعب حقًا بالنسبة له ، ودار في عقله سؤال واحد فقط بل عدة أسئلة تجمعهما سؤال واحد : " كيف لخالد أن يعيش ؟! " ..
ألقى شوقي المُصباح الذي في يده في وجهه الرجُل ليأتي فوق وجه الجُثة تمامًا .. وتبادلا الضرب في بعضهما ، ثم يسمع الضابط علي صوت في المقبرة ، ثم تحدث لهُما ، ولم يجب أحد .. ينزل لهُما في المقبرة ليرى الرائد شوقي يجلس فوق الرجُل ، ويعطى له بعض الكدمات الشديدة في وجهه .. يُبعد علي شوقي عن هذا الرجُل ، ويأمر الضُباط بالقبض عليه ، ثم يخرجون جميعًا من المقبرة ، ويأخذ شوقي المُصباح الكهربي بعد أن غطى وجه الجُثة بالزي الأبيض " الكفن" ، ثم يخرجان هو ، والضابط علي من المقبرة .. تحركا هُما الإثنان نحو الخارج ، وهُم يتحدثان بشأن هذا الرجُل .. يجد شوقي شيئًا ما أمامه من بعيد .. اقترب من هذا الشيء ، وكان إثنين جالسين أمام بعضهما شاب ، وفتاة ، وكان يضع الشاب ذراعه على كتف الفتاة ، وذاهب لتقبيلها ، ولكنه إكتشف أمره قبل ذلك .. إقترب منهما قائلاً :-
في نفس الوقت الذي كان فيه ذلك الرجل الذي أطلق الرُصاص على الضابط علي.. كان يرتدي سروالا وتي-شيرت لونهما أسود ، ويرتدي أيضًا قناع ليُغطي وجهه لونه أسود .. كان يجمع أشياءه ، وهذه البندقية ، ويبدو أنه قاتل مُحترف .. ذهب سريعًا لباب الشقة ، وفتح الباب .. ينزل على السلالم سريعًا ليجد الرائد شوقي يصعد إليه .. يدخل ذلك الرجًل سريعًا ، وينظر من النافذة ليجد الضُباط الذين أمام مقبرة خالد يقفون ، ويوجهون أسلحتهم نحو النافذة ، ثم ينظر أسفل البيت ليجد ضُباط كثيرة ، ولا يستطيع ان يقفز منه .. وضع الرجل ما معه في حقيبته جيدًا ، وإرتدى هذه الحقيبة على ظهره ، ثم فتح باب الشقة ، ونزل السلالم ليُقابل الرائد شوقي .. رفع شوقي مُسدسه على وجهه قائلاً :-
• قُلت لك إصغ ليِّ .. لا تهتم بأشياء خُرافية يا شوقي ليس لها وجود .. خالد قد مات والبيت المهجور إنفجر وأغلقت القضية ضد مجهول .. لا تفكر في الحادث يا شوقي مرةٍ أخرى
• لا يا فندم .. لستُ أنا السبب بل خالد
• إن الرُصاصة التي دخلت في ظهره .. أثرت على العمود الفقري بشكل كبير وخصوصًا الفقار الصدرية التي تتحد مع الأضلاع وتكون القفص الصدري مما أثر عليه و هو الآن في غيبوبة .. الهواء يدخل ويخرج بدون أي نتائج .. لقد أزلنا الرُصاصة وحالته تتحسن مع الوقت ..
أومأ شوقي رأسه بمعنى" موافق " .. كان وجهه حزين ، ثم ترك الدكتور ، وذهب إلى غُرفة علي ، ويدخل الغُرفة .. وقف أمامه ، وهو ينظر له .. كانت أصوات الأجهزة من حوله ، وهو حزين لتنزل دمعة من عينيه ، تمر على إحدى خديه ، ويقول بحزن شديد :-
جلس شوقي في مكتبه وحده ، وفي فمه سيجارة ، وأمامه ملف قضية البيت المهجور ، قتل إبراهيم مؤمن عبد العزيز أخو نادين .. حيث كان يقرأ هذه الملفات من جديد ليُفكر مرةٍ أخرى ، ثم بعدها بساعات قليلة كان المكتب قد إمتلأ بالأوراق الكثيرة ، والصور المُعلقة على الحائط للبيت المهجور ، وصور خالد ، وسامح ، ونادين .. وملف الدجال سيد الذي يُدعى چون .. وكانت على صورة خالد دائرة حمراء قد رسمها شوقي ، وهي تعبر أن خالد هو وراء كُل ما حدث للبيت المهجور ، ويُفكر أيضًا أنه هو من أطلق الرُصاص على الضابط علي .. خلع شوقي الچاكيت الذي كان يرتديه ، والقميص ; كي يُفكر أكثر .. حتى وجد أن مبارة الأهلي والزمالك ستُقام غدًا ، فجهز كُل شيء سيقوم به ، وتأكد من أن المكان مُحاط بالمُراقبة ; حيث نظر لخريطة المدينة ، والمَرسوم على بعض الأماكن النقاط الحمراء المُتصلة ببعضها المُكونة حرفي ""kh .. وقال :-
مُباراة لأهلي ، والزمالك بدأت مُنذ قليل .. الجماهير الكثيرة تملأ الإستاد بالكامل الذي يُشجع الأهلي ، والذي يُشجع الزمالك، والمُعلق الرياضي للمُباراة الذي يقول حديثًا ليس له علاقة بالمُباراة ، ولكنه يُذيع الذي يحدث أمامه حتى ، وإنه كان شيء غير مُهم .. الرائد شوقي قد وضع خطته .. الإستاد مُمتلئ بالضُباط في كُل مكان . الضُباط ذوو خبرة ، وكفاءة عالية .. ضُباط مُدربين على أعلى مُستوى .. قد إستدعى الحراسات الخاصة ، وبعضًا من القوات المُسلحة .. كان يومًا في غاية الأهمية بالنسبة لشوقي كانت عيناه على كُل الضُباط الذين يحرسون المكان ، ويبلغونه بكُل شيء يحدث أمامهم ..
أعطى الرائد شوقي أمرًا سريعًا بإخلاء المقاعد الآن ، وخروج الجماهير من الإستاد .. نفذوا أمره بشكل سريع جدًا ، وبالفعل خرج الجماهير سريعًا .. وبدأت المقاعد تكون فارغة حتى ذهب خالد ، وأزال هذا الزُجاج من عليه إلى إحدى الجماهير الموجودة ، ووقف أمام إمرآه جميلة تُمسك بطفلتها الصغيرة .. إختطف خالد هذه الطفلة من يديها ، وكانت تصرخ بشدة ، وتُنادي على الضُباط الموجودين ، وذهب خالد بالطفلة ، وكانت تصرخ بشدة ، وتُنادي على أمها ..
ذهب خالد بالطفلة إلى إحدى المقاعد الفارغة الآن .. وأتى إلى مجموعة ضُباط ، والمُدربين على أعلى مُستوى ، وبدأوا يُهاجمون عليه ، وكانوا خائفين على الطفلة بشدة .. كان خالد يطير من بينهم سريعًا ، ولم يلحق به احد .. حتى رأى الرائد شوقي ذلك ، وأخذ بُندقية من أحد الضُباط الذين كانوا معه ، ويخرجون الناس خارج الإستاد .. أمسك الُبندقية حتى رأى في هذا الشيء الذي يطير بواسطته " لمبة " صغيرة جدًا حمراء تُنير ، وتطفئ بشكل سريع حتى ضغط شوقي على البُندقية ، وأصابت الطلقة هذه " اللمبة " الحمراء ، والتي بسببها وقع خالد على الأرض فاقد الوعي ، ووقفت الطفلة أيضًا لكنها لم ترتطم بالأرض ، بل أمسك بها أحد الضُباط الذين كانوا يريدون إنقاذها .. أتى شوقي سريعًا لخالد .. كان خالد مُلقى على الأرض فاقد الوعى لا يتحرك .. كان يُريد أن يعرف من هو ؟ .. مَد يده نحو القناع الأسود الذي يرديه .. أفاق خالد فجأة ! ، وضرب شوقي ضربة قوية ، وأخرج شيئًا ما صغير مثل الكُرة .. ألقى بها على الضُباط الذين كانوا واقفين أخرجت هذه الكُرة الصغيرة دخانًا ليختنق هؤلاء الضُبط ، ويقعوا جميعهم على الأرض فاقدين الوعي .. وأغمض الرائد شوقي عينيه ، وفقد وعيه ، ولم يستطع التحرك .. حيث ذهب خالد بعيدًا عنهم .. وخلع القناع الذي كان يرتديه ، وخرج من ضمن الجماهير الموجودة ، ولم يشك فيه احد نهائًيًا .. حيث مازالت المُباراة مستمرة ، والمُعلق بدلاً من أن يُذيع المُباراة ذاع الذي حدث في المُباراة ، وهذه الحادثة ، والذي حدث للجماهير ..
يجلس خالد فيها الآن ، وهو يرسم أشياء عبارة عن آلات ، وأرقام حسابية كثيرة ، ومُعادلات .. يبدو أنه يُحضر شيئًا جديدًا .. كان يقرأ الكُتب بشكل سريع جدًا ، ويأخذ مِنها ما يُريد ; حيث أنه قرأ كتاب به معلومات كثيرة جدًا عن عالم الجان أكثر من 100 صفحة ، وقد قرأ الكتاب كامل في بضع دقائق ، وأخرج الأخطاء التي كانت بالكتاب أيضًا ..
• سأنتقم مِنكُم ، ومن هذا العالم قريبًا .. لقد اقتربت نهايتكم .. سوف أسيطر على هذا العالم وحدي ..
يقف خالد مذهولاً ، ومُحدق العينين غير مُصدق ما يرآه .. هل هذا حقيقي بالفعل ؟! ، أم أنه جُن فعلًا ، أم خدعة من العفريت " سورافيل " ، والبيت المهجور .. قال چون واثقًا من نفسه :-
• لقد قُلت لك أن أحيانًا عقلك يخونك
• هل تعرف محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية ؟ .. هو أخ لدراكولا .. عاشا مع بعضهما مُنذ الصغر .. كانا يكرهان بعضهما بشدة .. لا تقلق بشأن هذا .. فكان محمد الفاتح فارسًا حقيقًا والآخر شيطانًا حقيقًا .. بإختصار شديد لقصتهُما كان محمد الفاتح ي
البلاد وأصبح دراكولا شيطانًا كان يحب حكاية " الخازوق " بشدة حيث أنه كان يغرزالوتد في فم أحد الرجال ويعلقه على الوتد مقلوبًا .. وتارة أخرى كان يعلق النساء عليه من فروجهن وتارة يغرزه في البطون وتارة يغرزه في رقبة *** رضيع كان شيطانًا حقيقًيا بالفعل .. أي أن نستفيد من هذه القصة الحقيقة .. أن الإثنان الذين عاشا مع بعضهما مُنذ الصُغر كانا أخوان لبعضهما ويكرهان بعض بشدة .. نحن الإثنان سنعيش هكذا .. نكره بعضنا .. واحد مِنا سيُسيطر على هذا البيت والأخر لا .. أي واحد مِنا سُيصبح شريرًا والآخر سيُصبح فارسًا في أعين الناس مثل محمد الفاتح .. ما رأيك في ذلك .. من ستُصبح مِثله؟
يضع چون الكتاب مكانه ، ويرى الأوراق التي كان يرسم عليها خالد ، ويرى العمليات الحسابية ، والأرقام الكثيرة ، ثم ينظر على السبورة السواء المُعلقة بجانب خالد ، ويرى شوقي ، ونادين ، وسامح ، والآلة الغريبة المرسومة التي تُشبه للإنسان .. حتى يقول چون :-
كان خالد لا يسمع شيئًا من هذا الحديث ; لأنه كانت الدوامة الزرقاء تتحكم به ، وبعقله .. حتى يختفي العفريت سريعًا ، وتتكون دائرة بخط لونه أحمر حول چون مكان النيران ، وتنكسر ، وتكون أرضية البيت التي ينام عليها چون دائرة صغيرة بحجمه ، وتهبط لأسفل ، ثم تصعد مرةٍ أخرى ، ولكن چون ليس عليها ، وكأنه لم يكُن موجودًا من الأساس ، ثم تختفي الدوامة .. تختفي هذه الدوامة الزرقاء بعد أن دخل جزء مِنها في عقل خالد ، ثم ينهض خالد من على الأرض ، ويصعد السلم سريعًا ، ولكنه لم يجد چون في مكانه بل لم يعُد له وجود في البيت .. يصعد خالد السلم سريعًا ، ويدخل غرفة بها نافذة تطل على شارع خلفي للبيت من الناحية الأخرى ، ويقفز خالد ، وينفجر البيت المهجور وراءه ، وهو يطير في الهواء .. يرتطم بالأرض بعد سقوطه ، وهو ينظر للبيت المهجور ، وتتطاير حوله النيران .
• كُنت مكانك في هذا البيت .. وأعرف هذه الخدعة
يندهش خالد بشدة ، وينظر له ، ثم يرفع يديه الإثنان معًا ليُصقف مرتين لينفتح حائط الغُرفة بجانبه ، كأنه باب ، ثم يخرج منه رجُلٍ ما يُشبه مصاص الدماء .. بل أنه مصاص دماء بالفعل ، ثم ينغلق الحائط تلقائيًا .. يهجم مصاص الدماء على چون ليأكله ، وهو يُحرك فمه بطريقة غريبة ، ومُرعبة .. يأتي إليه چون مُسرعًا ليركله بقوة بأرجله ليتطاير مصاص الدماء ويدخل في الحائط وراءه لينكسر ويذهب مصاص الدماء بعيدًا عنه ..
لم يعقب خالد على حديثه .. الحائط يتجدد ويُعيد بناء الحائط تلقائيًا من نفسه.. ، ثم يهجمان على بعضهما البعض ، ويزدادون ضربًا فوق بعضهما .. ولكن كان چون أقوى من خالد ليجلس چون فوقه ، ويضربه ضربة في وجهه بقوة ما أدى آثرها إلى نزيف الدماء من وجه خالد ، ثم يزداد فيه ضربًا أكثر ، وأكثر حتى أمسك بالكُرسي الذي وراءه ، ويضعه بقوة فوق رأس چون على الأرض ، ثم يقفان سريعًا ، وخالد يقوم بضربة بالكُرسي ، وچون يُدافع فقط عن نفسه ، وهو يتحدث إليه قائلاً في سُرعة :-
- إسٍمعني جيدًا أيُها الغبي الأحمق .. أنت تُريد أن تُسيطر على البيت وأنا أيضًا .. أنت تُريد أن تتخلص من البشر وتغزو العالم وأنا أيضًا .. لنفعلها سويًا .. كُل واحد مِنا مُختلف عن الآخر إذا إتحدنا سويًا سنفعل ما نستطيع ..
هُناك بيت في هذا الشارع .. يفتح رجُلٍ ما النافذة المُطلة على هذا الشارع .. إنه الرجُل الذي أطلق الرُصاص على الضابط علي .. كان هو يرتدي القناع الأسود حتى لا يعرف أحد وجهه .. يفتح حقيبته ، ويُخرج مِنها البُندقية ، ثم يتم تجهيزها لإطلاق الرُصاص على من يُريد .. يبحث هذا الرجل على الذي يُريد قتله ; حيث أنه يبحث بداخل السيارات عن طريق تكبير الصورة في البُندقية حتى يستطيع تصويب الهدف بطريقة صحيحة .. يبحث في جميع السيارات الواقفة .. إشارة المُرور بقى عليها عشرون ثانية لتُنير اللون الأخضر .. مازال هذا الرجُل يبحث عن الرجل الذي يُريده ; كي يقتله .. لقد وجده .. بقى على اللون الأخضر عشر ثوانٍ يُصوب على الرجل الذي كان يجلس في السيارة في الكُرسي الخلفي وراء السائق .. إنه الرجُل الذي كان يُشاهده خالد في التلفاز رجُل الأعمال ، وأنه يُساعد البلد ، ويقدم لها خدمات .. إلخ ..
في مكتب الرائد شوقي .. يقف الرائد شوقي ، وفي يده سيجارة ، ويُخرج دخانها من فمه .. وكالعادة يُفكر في أمر القضية التي يُحقق فيها في هذه الأيام ، ثم ينظر في الأوراق التي على المكتب ، ويُعيد تفكيره من جديد ، وينظر إلى حرفي "KH" المكتوبين بحروف بارزة على الذراع الأيمن لكُل جُثة ، وفجأة ! .. يفتح دُرج من أدراج المكتب ، ويُخرج مِنه ملف خالد ، وقضية إبراهيم مؤمن عبد العزيز الأخ الوحيد لنادين .. ثم يغلق الدُرج ، ويفتح هذا الملف ، ويقرأه بعناية شديدة .. وفجأة ! .. يتوقف عن شيئًا ما يُعيد قرأته مرةٍ أخرى ، ويُعيد التفكير فيه .. ثم يفتح ملف خالد ، والبيت المهجور ، ويتذكر خالد عندما كان يهرب ، ويقفز من أعلى الكوبري .. وفجأة! .. يقف ، ويأخذ أشياءه معه ، ويقول :-
يفتح باب المكتب ، ويخرج منه سريعًا ، ثم يغلقه ، ويبدو أنه يُخطط ، أو سيفعل شيئًا ما بالتأكيد ..
يقطع حديثهما صوت سيارات الشُرطة من خارج البيت .. يقول چون ، ويأتي لفتح الباب حتى يُمسك به خالد ، ويقول :-
يذهب خالد إلى الغُرفة الموجودة في الصالة ، يقوم بفتحها سريعًا ، ويدخلها ، ويفتح الباب الآخر الموجود بها ، ثم ينزل من على السلالم ، ويمشي مسرعا إلى آخر المَمر حتى وصل إلى نهايته ، والغُرفة الخاصة الموجود بها الكُتب ، والتي نزلها من قبل هو ، وسامح .. يأخذ خالد بعض الأوراق من المكتب ، ويُخرج قلم من جيبه ليقوم ببعض التعديلات عليه ، ثم يُخرج كتاب ما من المكتبة التي بجانبه ، ثم يقوم بقراءة بعض الكلمات الغير مفهومة ..
سيارت الشُرطة خارج البيت ، وضُباط كثيرة جدًا خارج البيت .. يقف الرائد شوقي ينظر لهذا البيت ، وينتظر مِنه فعل أي شيء ، ولكن لم يأتي .. يأمر شوقي بعض الضُباط الذين يحملون أسلحتهم ، ويتجهون ناحية باب البيت ..
إتجه هؤلاء الضُباط ببطيء شديد حتى وصلوا إلى باب البيت ، وقام أحدهم بمد يده إلى هذا الباب ليقوم بفتحه حتى حدث شيئًأ ما له صوت عالٍ جدًا أدي إلى طيران هؤلاء الضُباط في الهواء إلى الخلف حتى ارتطموا بالأرض بشدة .. لا يفهم احد اي شيء .. وقفوا جميعًا ينظرون للبيت حتى شعر شوقي باهتزاز في أرجله ، فنظر أسفله حتى وجد أن الأرض هي التي تهتز .. وقفوا جميعًا ينظرون لهذا الاهتزاز حتى زاد هذا الاهتزاز أكثر ، وأكثر .. وقعوا جميعًا على الأرض ، وسيارات الشُرطة تعود للخلف نتيجة هذا الاهتزاز الشديد ..
نهض شوقي سريعا بعد أن زال هذا الاهتزاز .. وأمر الضُباط أن يقفوا سريعًا .. كان سريع الحركة .. قام جميع الضُباط يثبتون أنفسهم ، وأمسك كُل واحدًا منهم بسلاحه حتى أمرهم شوقي أن يطلقوا النار على هذا البيت المهجور ..
استمر جميعهم بإطلاق الرُصاص على البيت ، وكانت الرُصاصة تصل إلى البيت ، وتقف قبله بعشرة أمتار ، ثم تختفي الرُصاصة .. وكأن هُناك أمام البيت مُستطيل ، أو لوحة من الزُجاج ، ولكنه مخفي يقوم بإخفاء الرُصاص عن البيت قبل أن يصل إليه ..
كان چون يقف فوق سطح البيت ، وسمع جُملة خالد جيدًا حتى رفع يده اليُمنى بالأعلى ليضع إصبعه الإبهام على إصبعه الوسطى ليحكهما ببعضهما ليُصدر صوتًا عجيبًا " طقطقه " ، وكأنه يأمر شيئًا أن يحدث ، والتي من خلالها ظهر من أرضية سطح البيت بندقيتان واحدة بيمين السطح ، والأخرى بيساره من الجهة المُقابلة للبُندقية الأولى .. وظهروا خارج البيت ، وأطلقوا الرصاص تلقائيا على جميع الواقفين خارجه ..
ويقف شوقي بعد قوله لهذه الجُمل بعد أن انتهى إطلاق الرُصاص عليهم ، وتم إخفاء البُندقيتان من قبل چون .. ينظر شوقي للبيت بزاوية مُعينة ، وليس أمامه مُباشرةَ .. حمل سلاح " البازوكا " الذي معه ، ووضعه صحيحًا على كتفه الأيمن ،ويُمسك به بيده اليُسرى ، ثم أطلق على البيت المهجور .. ولكن دقت الساعة السادسة صباحًا ، وظهرت الشمس ، ثم اختفى بعدها البيت المهجور تدريجيًا ، ووصل صاروخ البازوكا إليه ، ومرت من بينه ، ولم يحدث للبيت أي شيء ، وكأنه لم يكُن موجودًا ، وأكمل الصاروخ مساره ، واختفى البيت نهائيًا ..
يجلس شوقي في مكتبه ، وأمامه ثلاث علب سجائر فارغة .. المطفأة مليئة بالسجائر بعد أن انتهوا تمامًا .. يدخل " عم محسن " المسئول عن المشروبات بالقسم بعد أن طرق على الباب ، وسمح شوقي له بالدخول .. يقول له عم محسن أن رئيسه يحتاجه الآن ، ثم يخرج عم محسن ، ووراءه الرائد شوقي سريعًا ، وهو حزين يعلم أنه سيُقال له حديثًا لن يعجبه أبدًا .. وصل شوقي لمكتب رئيسه ، و طرق على الباب بصوت لا يسمع ، ويسمح له بالدخول :-
• لم يُطاردني شيء.. وسأنتقم من هذا البيت المهجور وسترى خالد بنفسك بعد أيامٍ قليلة
في مكان ما تدق الساعة الثانية ظُهرًا ; حيث أنه ميعاد لخروج المدارس .. أمام مدرسة ما في شارع تمتلئ به الناس ، والموظفين .. تخرج الأطفال من المدرسة .. ازداد الزحام أكثر ، وأكثر .. الجميع بجانب بعضهم .. صراخ الأطفال عالٍ ، ولعبهم الشديد .. أولياء الأمور ينتظرون أبنائهم .. جاءت الأطفال لأقاربهم بصعوبة .. تفتح الآباء ذراعيها لأبنائهم ليحتضنوهم بشدة ، وكأنهم يخرجون من السجن بعد فترة كبيرة جدًا ..
في نفس الوقت الذي كان فيه رجُلٍ ما يقف في نافذة في بيت مُقابل للمدرسة إنه الرجُل الذي يرتدي القناع الأسود ويقتل في البشر .. يبحث عن شخص مُعين بالتأكيد يُريد قتله .. لقد وجده بعد بحث عنه طويلًا في وسط هذا الإزدحام الشديد .. حيث يُصوب عليه ، وأمامه طفله .. إنه رئيس الرائد شوقي في عمله الذي يتحدث مع إبنه الآن ، ويضحك .. يصوب هذا الرجُل بُندقيته في رأس هذا الرجُل .. يُطلق الرُصاصة ، وتمر في الهواء سريعًا حتى تصل إلى ذراع ذلك الرجُل ، وتسكن في ذراعه ..
تقف الناس جميعًا مكانهم ينظرون لهذا المشهد المؤلم .. الحُراس يحمون الطفل .. يتحدث مع أبيه بعد أن جلسا على الأرض ، يحاولون اللحاق بمن فعل هذه الجريمة ينظرون في كُل مكان حولهم ..
في مكانٍ ما تجلس نادين في مكان عملها ; حيث أنها غُرفة واسعة بها الكثير من المكاتب .. كُل مكتب عليه كمبيوتر .. ملفات .. أوراق كثيرة .. كُل شخص يجلس على مكتبه الخاص به .. تجلس نادين أيضًا على مكتبها تنظر إلى شاشة الكمبيوتر .. كانت تفتح الفيس بوك الخاص بها .. موقع التواصل الإجتماعي الذي أفسد كثير من العقول الراقية كانت سيكون لها مُستقبل عظيم لكن الفيس بوك أصبح حاجز كبير أمامه هو ، وكُل من يستخدمه بشكل سلبي ..
فتحت نادين الفيس بوك الخاص بها بعد إدخال البريد الإلكتروني ، و رمز الدخول .. لديها الكثير من الأصدقاء .. يأتي لها طلبات صداقة من أولاد لا تعرفها ..
استقبلت نادين رسالة على الفيس بوك من حساب يُدعى نفسه " أنا الواد وبتاع البنات " .. قرأت نادين هذا الإسم لتدخل سريعًا على هذا الحساب لتُرسل له Block"" ..
أغلقت نادين الفيس بوك ، ثم قامت لتذهب إلى المُدير حتى وصلت إلى باب مكتبه ، وطرقت الباب ، فسمح لها بالدخول .. تدخل لتقف أمام مكتبه قائلة :-
• لا .. أريد فقط أن أصبح مُحاسبًا وأنا مُتأكد من ان هذا لن يحدث في هذه البلاد
• لقد هاجمت البيت المهجور ليلة أمس .. رأيتُ أشياء غريبًا تحدث .. لم يصل الرصاص للبيت كان يختفي قبل أن يصل بعشرة أمتار تقريبًا .. لقد اختفى البيت أمامي ومر الصاروخ من بينه وكأنه ليس موجودًا
• لكنك دخلت قبل ذلك أنت ونادين .. أريد أن أعرف معلومات عن هذا البيت من الداخل
• إهدأ .. صحتك لا تسمح بذلك .. هذه القضية ملكي يا فندم
أمام شقة نادين نهارًا تقف نادين ، وسامح .. تفتح نادين شقتها ، ثم يدخلان .. ينظر سامح للشقة في كُل مكان حوله لقد دخل هذه الشقة من قبل هو ، وخالد .. لم تدخل نادين هذه الشقة مُنذ ثلاثة أشهر مُنذ الحادث .. كُل شيء لم يتغير .. سمحت نادين له بالدخول إلى غُرفتها .. أعجب بها بشدة ، ثم أخبرها بدخوله هو وخالد هذه الشقة من قبل .. لم تتضايق نادين بل عرفت أنه كان يبحث عن الحقيقة ..
ذهب شوقي سريعًا إلى المُستشفى التي يوجد بها الضابط علي . كان الطبيب واقفًا في الغُرفة يفعل ما بيده ; كي ينقذ علي من الموت .. جميعم خائفين .. يقف الممرضون حائرين .. حيث يُمسك الدكتور بجهاز الصدمات الكهربائية ، ويستخدمها ناحية صدره لكن لا نتائج ..
الدكتور يُكرر ما يفعله مرةٍ أخرى لكن لا نتائج .. يفعلها الدكتور للمرة الأخيرة حتى يُصدر صوتًا من الجهاز الخاص بعلي فوقه " تصفير " ، ثم يظهر على الجهاز خط مُستقيم لونه أخضر .. يخلع الدكتور " الكمامه " من على وجهه ، ثم يخرج من الغُرفة .. يقف شوقي أمام الدكتور ، ثم ينظر للدكتور ، ثم ينظر على الأرض قائلاً :-
• لقد قال أنك يجب أن تنتقم من خالد ..
تتجه يد العفريت على وجه خالد ليقع خالد فجأة على الأرض ، وتخرج من جسده دوامة صغيرة على شكل دائرة لونها أزرق لتصل إلى سقف البيت سريعًا لتقوم بتكسيره ، وتخرج خارج البيت عاليًا ، وتظل هكذا لبضع دقائق ، وهذه الدوامة تدور بشكل سريع جدًا .. يختفي العفريت " سورافيل " .. يظهر العفريت مرةٍ أخرى ، ولكن بجانب چون ، والنيران حوله ، وهو بداخلها ، ويصرخ بشدة .. ترتفع يد العفريت عاليًا ، وتهبط مرةٍ أخرى ، وتهبط النيران معها .. حتى يصمت چون .. ويحاول أن يقف على أرجله ، ولكنه يتألم بشدة حتى وقع على الأرض ، ولا يستطيع حينها الثبات ، أو الوقوف ، ثم يقول له العفريت :-
• والعفريتة ستأتي إليِّ كي تطلب مني مُصباح كهربي .. يبدو أن نظرها ضعيف للغاية .
• أنا جائع بشدة وأنا خائف بشدة أيضًا . ماذا سنفعل !
يجد خالد أن البيت ظهر ، وموجود مكانه ، وكأن شيئًا لم يحدث ، فهو بيت مهجور مثل : جميع البيوت المهجورة ، ولكن ليس مثلهم ، فهو بيت غريب الأطوار .. هكذا قال خالد عن هذا البيت في هذه الجملة .. ودخلا هما الإثنان الغرفة ، وخالد يفكر ماذا سيفعلان الآن ؟!
كان سامح يقول على خالد دائمًا أنه مجنون ، ولم يصدقه أبدًا في هذا القرار ، وسامح خائف بشدة من خالد ، وعلى خالد ..
يدخلا البيت المهجور ، وهم خائفين .. ينظر للبيت في كُل إتجاه .. البيت كُل شيء به مكسور ، ومهجور للغاية .. يبدو أنه لم يسكن أحدًا به مٌنذ آلاف السنين غير العفاريت ، والجان .. البيت به أريكة صغير ة ، ولكن لا تصلح للجلوس .. كراسي مكسورة ، ولا تصلح للجلوس أيضًا .. الكثير من الصور لشخصيات تاريخيه شريرة ، وكانت مُلقأة على الأرض مكسورة .. حائط البيت قديم جدًا .. يوجد مكاتب جميعها يغطيها التراب .. كانت هُناك غرفة في صالة البيت مُغلقة .. يتقدما هما الاثنان نحو سلم موجود بداخل البيت .. السلم مكسور .. الكثير من التراب ..نصف السلالم مكسورة ، وبعضها سليم
خالد يمد يده ، ويفتح الباب ببطيء شديد .. يدخل خالد الغرفة ، ووراءه سامح .. يخاف سامح من ذلك المشهد الذي يراه الآن ..
• مكاني هُنا يا سامح .. سأظل هُنا .. لماذا أخرج ؟ .. لهؤلاء البشر الذين لا يُفكرون وإن جاءت لهُم فِكرة يقومون بقتلها .. لقد كُنت في كُلية التجارة .. ماذا كنت سأصبح ؟ .. صبي قهوجي أم صبي ميكانيكي أم أشهر شاب يقف على عربة فول ..
- لستُ غبيًا مثلك أيتها البشرية .. أنا أذكي مِنك وأذكى من عاملك هذا .. أنا عبقري بحق .. لقد أصبحتِ صحفية مشهورة وناجحة بسبب هذا البيت .. هذا البيت الذي تكرهونه أفادك في تحقيق حلمك .
• أحيانًا المُجتمع هو من يدفع الإنسان للشر ..
• نعم .. ولم أجد .. هل وجد الشباب الخريجين ذوي الشهادات و الخبرات العالية عمل كي اجده انا يا حضرة الضابط ؟ .. العمل ليس في هذه البلاد ..
• هكذا !! .. أمام الأموات ؟! .. افترض ان هُناك ميت سينجل .. لم نُراعي مشاعره !!
يقف الرائد شوقي في مكتبٍ ما ، وجلس رئيسه في المكتب ، وهو ينظر في الأوراق التي أمامه ; حيث سمح لشوقي بالجلوس ، وكانت علامات التوتر تظهر على وجه شوقي .. ترك الرجل الأوراق التي أمامه ، وانتبه لشوقي قائلاً :-
يخرج شوقي من المكتب ، وهو حزين بشدة ..
أخرج خالد من جيبه بُندقيتان واحده في يده اليُمنى ، والأخرى في يده اليُسرى ، وأطلق النيران على جميع الجماهير الموجودة بداخل الإستاد .. أخذ الجميع يصرخون بشدة ، ويحاولون حماية أنفسهم .. نظر الرائد شوقي لهذا ، لم يبد أنه خالد .. أخرج مُسدسه من جيبه ، وأمر كُل الموجودين من الضُباط أن يطلقوا النيران عليه.. بالفعل تم تنفيذ أمر الرائد شوقي ، وجميع الضُباط الموجودين بالمكان بدأوا اطلاق النيران على خالد .. استمر خالد في إطلاق النيران حتى ألقى خالد البُندقيتان على الجماهير ، وضغط على زر بأرجله في الشيء الحديدي الذي يقف عليه ، ويطير بواسطته .. يُخرج هذا الاختراع زُجاج يرتفع ، وينغلق على خالد من جميع الاتجاهات حتى يحميه من طلقات النيران التي تأتي عليه .. جميعهم تعجبوا .. إطلاق النيران في الزُجاج لا يؤدي إلى أي شيء .. لقد كان هذا الزُجاج قوي جدًا ، ومضاد للأسلحة ..
كان خالد يجلس أمام تلفاز موجود في الغُرفة أمامه .. كان يُشاهد قناة ما تُذيع برنامج قد استضاف رجُلٍ أعمال ، ويتحدث معه عن أشياء يفعلها للبلاد ، وأنه يُقدم الكثير من الخير .. يعرف خالد أن هذا الرجُل يكذب ، ويفعل الكثير من الفساد غير ذلك أنه يخون زوجته ثلاث مرات في الأسبوع مع فتيات مُختلفة الجنسيات .. وأنه يُحضر صفقات مُخدرات سُيدخلها مِصر..
• أنا الآن أصبحت شريرا وأنت أيضًا ..
• الآن لك الحُرية كاملة .. لقد ازددت قوة .. أرني ماذا ستفعل بعد ذلك ؟ .. البيت تحت مسئوليتك يا جون .. إما أن تُفكر بعقلك إما أن تموت .. من منكم يستطيع هزيمة الآخر سيكون له حق السيطرة على هذا البيت ..
• أنا أمتلك القوة ، وأنت الآن تمتلك العبقرية سنُدمر العالم إذا اتحدنا سويًا ..
• ثم بعدها نتخلص من هذا البيت .. ولا أحد يتحكم فينا وفي عقلنا وقوتنا ..
صوت سيارات الشُرطة ، وينظران هُما الإثنان لبعضهما حتى يقول خالد :-
أطلقوا جميعهم الرُصاص على البيت المهجور ، وكأنهم لم يفعلوا ذلك بل أن البيت لم يصل له شيئًا من الأساس ..
كان خالد مازال يقف في مكانه ، وسمع حديث شوقي كاملاً ، ثم إبتسم إبتسامة كادت أن لا تُرى حتى قال بصوتٍ عال لا أحد يسمعه إلا الموجود بداخل البيت فقط :-
• أأنت جبان يا خالد ؟ .. أنا آسف على هذه الجُمل العنيفة في حقك .. لم أقصدك أنت .. إحنا آسفين يا خالد ..
• كلا .. بل هي الحقيقة وأنا مُتأكد من ذلك تمامًا
• لم يمت بل كانت خدعة منه بالتأكيد
• لقد ولدت في قرية صغيرة بالمنصورة .. كان عندي خمس سنوات هُناك .. انتقلنا أنا وأمي وأبي إلى القاهرة بسبب عمل والدي كان يعمل صحفيًا .. كُنت أحب عمله بشدة .. كان مثلي الأعلى ولكن كُنت أكره التعليم .. كُنت أعتبره شيئًا ما غير هام بالنسبة إليِّ .. دخلت كُلية سياحة وفنادق .. تخرجت وبعدها عملت في أكثر من مجلة حيث تعلمت أساس المهنة على يد والدي .. كان يشجعني دائمًا
• نصف حياة .. ليس لدي عمل بل إني في كُلية التجارة الآن سأتخرج ولن أفعل شيئًا
• ليس لديك موهبة .. لا تحب شيئًا ما
نظر سامح لنادين ، ثم أومأ رأسه لها معنى أنه موفق .. جاء إتصال لتليفون شوقي من صديقه الضابط يخبره بأن رئيسه في العمل أصيب بحادث ، وأنه الآن في المُستشفى .. قلق شوقي بشدة ، وإندهش .. أغلق التليفون ، ثم وقف سريعًا ، وهو يقول لهُما :-
• شُكرًا . لكن يا شوقي يجب عليك ان تتذكر قضيتك
• افتحيها إذًا لتعرفي ما الذي بداخلها
يقف شوقي خائفًا خارج الغُرفة .. ينظر لهُما ، وينظر من النافذة الزُجاجية للغُرفة .. يدعو ربه بأن يعيش .. شعر ناحيته بالذنب بالفعل .. هو السبب في ذلك ..
يرن جرس الباب ، ويذهب لفتحه ، وفي يده سيجارة .. تدخل الفتاة التي كان ينتظرها ، ويغلق الباب جيدًا تجلس الفتاة في الصالة على الأريكة أمام شاشة العرض ، ويشاهدا فيلم أجنبي ، ويدور بينهما الحديث ، ويضحكا ، وفجأة ! ... يرن جرس الباب ... يخاف خالد بشدة ، وينهض لفتح الباب . دقات قلب خالد تتسارع في كُل خطوة ، وأسئلة تدور في عقله ، وتذكر بأن سامح قد نسي شيئًا ما ، وجاء لأخذه ، أو ربما جاء ليرى الفتاة التي معه .. يفتح خالد الباب ، ويرى فتاة أخرى .. كانت جميلة جدًا .. رقيقة في حديثها .. شعرها الناعم القصير .
• قُلت لك أن تأتي الآن .. هُنا مُصيبة .
يقفز خالد من مكانه من شدة خوفه .. يتجه نحو الباب ، ويُبعد المكتب الذي جاء به من الغرفة .. وضعه وراء الباب من شدة خوفه .. يفتح خالد الباب بعد أن تأكد أنه سامح .. يدخل سامح .. يغلق خالد الباب جيدًا ، ويضع المكتب مرة أخرى وراء الباب .. يُمسك خالد بسامح من يديه ، ويدخل به إلى الغرفة ، وسامح مُندهش من الذي يفعله ، ولا يفهم شيئًا .. يجلسا على السرير ، ويقول سامح باندهاش :-
• أنا خائف يا خالد وأنت أيضًا خائف .
يجرى خالد سريعًا نحو الشُرفة ، وظن أن سامح كاد أن يقع من الشُرفة ، فخالد يعرف جنونه ، وأنه يفعل أي شيء لإرضاء جوعه ..
• لا .. اخرج أنت .. أنا سأعود إلى بيتي .. أنت تتمنى أن تكون دراكولا !!
يصعدان هما الاثنان على السلم بحرصٍ شديد .. كل واحدًا منهم خائف بشدة .. يصلان إلى الطابق الأول ، وكان هُناك تكملة لباقي السلم تؤدي إلى سطح البيت ، ولكن ظلا مكانهما .. كان هُناك ممر طويل على الجانب الأيمن من السلم .. جميع الغرف التي بها مفتوحة ، وبعض الأبواب مكسورة .. هُناك بعض الغرف التي بها نوافذ ، وجميعهم مكسورين ، وهناك غرفة واحدة يوجد بها شُرفة تطل على الشارع ..لا شيء سليم في هذا البيت ما عدا غُرفة واحدة كانت على الجانب الأيسر من السلم ، وكانت مُغلقة .. يشاوران بعضهما ، ويقرران أنهما سيدخلان هذه الغرفة ...
ينظر لخالد بذهول حتى تقول نادين :
ثم أمر شوقي بإمساك الشاب ، والفتاة ووضعهم في سيارة الشُرطة للذهاب بِهم إلى القسم .. إتجه شوقي نحو صديقه علي ليتحدث معه قائلاً :-
ليُفاجأ بطلقة رُصاص تخرج من الشقة المُقابلة لمقبرة خالد ، وتدخل هذه الرُصاص في ظهر الضابط علي ليقف صامتًا لبضع ثوانٍ ، ثم يقع على جسد شوقي ، ويُمسك به ، وهو ينظر عليه .. ثم يضعه على الأرض ، وهو يُنادي على الدكتور ، وسيارة الإسعاف . ويصرخ بصوتٍ عال بإسم : "علي " ..
وفجأة ! .. ينظر شوقي ناحية الشقة التي خرجت مِنها الرصاصة ليعرف الطابق الصحيح .. يقف شوقي ، وترك الدكتور يهتم بأمر علي ، وأمر شوقي بعض الضُباط أن يأتوا معه ، وأن يأتي البعض الاخر معه .. وصل سريعًا إلى بوابة البيت ، وأمر الضُباط أن يبقوا هُنا ، وصعد سلالم البيت سريعًا ..
ضرب الرجل ضربة مُفاجئة في يد شوقي ليقع المُسدس على الأرض ، ويُخرج مُسدس آخر من جيبه ، ويوجه ناحية رأس شوقي ، وكأنها إجابة أو ردًا على سؤاله .. ليضرب شوقي ذلك الرجل عن طريق رفع يده الُيمنى بقوة في يده التي تحمل المُسدس ليسقط علي الارض هو الآخر ، ويقف شوقي وراء ذلك الرجل مُمسكًا برقبته ; حيث يمسك الرجل رأس شوقي بيده اليُسرى لينقلب به على الأرض ، ويخرج أنبوبة صغيرة من جيبه لتُخرج سائلاً مثل روائح البرفان هذه ، والتي بسببها نام شوقي على الأرض ; حيث كانت كُل هذه الحركات سريعة جدًا .. وقف هذا الرجل ، ونظر إليه ، ثم نزل السلالم سريعًا ، ويمر بين الضُباط الوقفين ، ويجرون وراءه ، و لم يلحق به احد ابدا ..
• ولكني أعلمك الآن .. عليك أن تُركز في قضيتك .. إنها فُرصتك الأخيرة يا شوقي .
• لقد قرأت كُل هذه الكُتب .. كُنت أجلس مكانك وأخطط للقتل والتدمير
• أنت تخترع أشياء لكي تُدمر إنما أنا أدمر بنفسي وبذراعي هذا .
يسمع خالد هذه القصة ، وينتهي چون من حديثه حتى يقول خالد :-
يرفع خالد يده اليُمنى للأعلى ليضع إصبع الإبهام على إصبع الوسطى ليحكهما ببعض عكسًا لبعضهما ليُصدر صوتًا عجيبًا يُشبه بـ " الطقطقة " ، وكأنه يأمر بشيئًا أن يحدث ، والتي من خلال هذه الحركة تقع النجفة المُعلقة في الغُرفة على رأس چون ، ولكنه ينقذ نفسه ، ويبتعد عن مكانه سريعًا ، ولم يراه خالد من شدة سرعته لتقع هذه النجفة على الأرض ، ثم ينظر چون له قائلاً :-
لا يستمع خالد له ، ويُكمل في الضرب حتى يكسر چون الكُرسي بقوة نتيجة دفاعه عن نفسه ، ويزدادون ضربًا في بعضهما ، ويقول چون :-
• لقد تركنا العفريت سورافيل وحدنا لأنه يعرف بأن هذا سيحدث .. سنموت معًا ولا نُحقق أحلامنا .. ستكون نهاية مأساوية .. سنموت ويأتي العفريت ويرى شخصًا آخر بدلاً مِنا وسيكون في نفس الموقف ولن نتخلص من أسطورة هذا البيت أبدًا ..
وفجأة ! .. يُمسك به چون ليرفعه عاليًا ، ويأخذه على المكتب بشدة ليرتمي عليه مما يؤدي إلي كسر المكتب نصفين ويقع خالد في النصف ، وفوقه چون ، ومازالا يتبادلان الضرب .. حيث يقول چون :-
لقد أطلق الرجُل الرُصاصة .. مرت الرُصاصة ، وتطير في الهواء مُرورًا بجميع الموجودين ، والسيارات الواقفة حتى تدخل في زُجاج السيارة ، وتكسره لتصل إلى مُخ الرجُل ، وتسكن فيه . .تحركت السيارات ، ووقفت مرةٍ أخرى .. السواق نزل من السيارة مذهولاً ، وخائفًا .. نزلت الناس من السيارات .. إزداد الزحام مرةٍ أخرى .. يُغلق الرجُل النافذة ، ويدخل ، ويضع أشياءه في حقيبته ، وكأنها حقيبة مدرسية ، وكأن شيئًا لم يحدث ..
• سامحني يا شوقي .. لقد حذرتك مُسبقًا وأعطيتك فُرصة للتراجع وبأن تمحو هذه القصة من عقلك ولم تفعل
• لماذا تقول ليِّ هذه الكلمات الرائعة ؟
قطع حديثهما الجرسون ، وهو يضع الطعام على المنضدة أمامهما ، ثم ينصرف .. ينظر سامح لنادين ، وتُكمل حديثها :-
• لقد أصبح خالد مُجرم ويجب إيقافه .. أريد أن أنقذه يا نادين
وصل شوقي إلى المُستشفى سريعًا .. كانت هادئة تمامًا . الكثير من الضُباط أمام بوابة المُستشفى .. الضُباط في كُل مكان بها .. يصل شوقي إلى غُرفة رئيسه ، ويطمئنه الدكتور على حالته .. يدخل شوقي له وكانت زوجة رئيسه موجودة بجانبه ، وكان طفلهما معهما .. إرتاح قلب شوقي ليلاً .. جاء بجانبه ليقول :-
• نعم .. ولكنها ليست معنا الآن .. لقد أخذها خالد من قبل ولكننا معنا سلاح أقوى منه
نظر له شوقي مُحدق العينين ، ثم أزاحه من طريقة ليدخل مُسرعًا إلى الغُرفة ليمنع هؤلاء المُمرضين مما يفعلون .. كانوا يأتون بملاءة بيضاء يغطون بها وجهه .. أ.اهحم شوقي بقوة ، ثم أمسك رأس علي ليحتضنه بشدة ، ثم يقول ، والدموع تملأ عينيه ، ويبكي بشدة :-
نظر له شوقي بإندهاش غير مُصدق .. يُكمل المُمرض حديثه :-
وقعت هذه الجُملة كالصاعقة على رأس شوقي . لقد إزدادت صعوبة عليه .. لقد وعد سامح بأنه سينقذه .. وكانت وصية الضابط علي قبل أن يموت أن ينتقم من خالد .. ماذا يقعل الآن ؟! .. إزداد في البُكاء لتمُر الدموع على إحدى خديه ..
ينام خالد بصعوبة في هذه الليلة ; لأنه أول مرة ينام في مكان غير بيت أبيه ، وبسبب البيت المهجور الذي رآه ، صوت الصراخ الذي قد سمعه مُنذ قليل
• نعم .. لم يسكن به أحد مُنذ سنين .. لقد تأكدت من ذلك .
يتجهان هما الاثنان نحو البيت .. قلب سامح يدق ، وخائف بشدة .. نبضات قلب خالد تتسارع أيضًا .. يتقدم خطوة للأمام ، ويعود خطوتين .
كان باب البيت مفتوحًا ، ويدخل خالد البيت ، ووراءه سامح .
• أنت الآن لستُ خالد .. بل أنت غبي
تأتي نادين سريعًا لسامح ، وتطمئن عليه ليقف سامح ، ويخرجان من باب البيت .. حتى أتي خالد لهُما ، ويُمسك بسامح ، ويُدخله البيت ، ويترك نادين خارج البيت ، وهي تصرخ ، وتُنادي على سامح .. حتى تسمع صوت هجمات شديدة على بعضهما ، وحديث يدور بينهما ، ولكنها لا تسمع شيئا منه .. تظل هكذا لبضع دقائق حتى خرج سامح من باب البيت سريعًا ، ويقع على الأرض ، وتأتي نادين وراءه .. ثم ينغلق باب البيت بنفسه تلقائيًا بقوة ، وتقول نادين له :
• خالد ما زال على قيد الحياة ولكنه لم يعُد خالد صديقي .. بل أنه شخص آخر .. لقد أصبح شريرًا .
• لقد رأيناه معًا .. في البيت المهجور
• مرةٍ اخرى خالد .. !! صديقك بين الحياة والموت بسبب أفكارك الوهمية الغير موجودة في الواقع .
يذهب شوقي إلى المُستشفى التي يوجد بها علي .. يصل سريعًا ليسأل الإستقبال عن رقم الغُرفة التي يوجد بها علي ; حيث أخذ الرقم وذهب إليه سريعًا ، ثم يقابل الدكتور ، ويقول له :-
كان هذا حديث المُعلق عندما أحرز لاعب من الأهلى هدف في مرمى فريق الزمالك .. إشتد الصراخ في الإستاد من قبل جماهير الأهلي فرحين بهذا الهدف .. يقفون ، ويهتفون بإسم الأهلي والأشعار التي يعرفونها ، ويحفظونها جيدًا .. ربما لو أننا حفظنا أشياءًا مُفيدة هكذا لأصبحنا من الدول المُتقدمة في العالم .. أظن أن البلاد المُتقدمة مثل أمريكا لديها عُلماء رائعين بسبب عدم وجود لعب كُرة القدم لديهم ..
إنه خالد الذي يطير في الهواء .. قد صنع هذا الشيء الذي يقف عليه اخترعه بسبب عبقريته .. أخذ الفِكرة من كارتون علاء الدين الذي يطير بسجادة سحرية في الهواء .. قد أتى بهذه الفِكرة ، صنع شيئأ مُستطيل الشكل من الحديد ، وطورها عن طريق التكنولوجيا بل أنه يستطيع أن يولد أسلحة أو أشياءًا ما للدفاع عن النفس ..
• لا أحب أن أصبح مثل أحد .. ليس لدي مثل أعلى .. أنا مثل أعلى لنفسي فقط ..
• كما نٌريد أن نفعل بالضبط .. ومن يستطع التخلص من الآخر فهو الذي له الحق في السيطرة على هذا البيت
• لقد خاننا العفريت .. لقد كُنت بشري مثلك ونحن مازلنا هكذا لكن كُلأ منا مُختلف عن الآخر. كُل واحدًا مِنا لديه قوة خارقة لنفسه .. يجب أن يعُم السلام في البلاد وهذا سيأتي عن طريقة واحدة وهي التخلص من البشر لأنهم هُم الذين لا يُريدون السلام أن ينتشر ..
وقف شوقي مذهولاً ، وضرب بإحدى أرجله بالأرض بعصبية شديدة قائلاً :-
• أريدك أن تحكي ليِّ شيئًا عن حياتك
تفتح نادين العُلبة ، وتجد بها ساعة صغيرة لونها أزرق بداخلها صورتها هي ، والعقارب فوقها تدور كشيء عادي .. تفرح نادين بشدة ، ثم تشكره على هذه الهدية الرائعة ، ثم تقول :-
يجري خالد مُسرعًا مُتجهًا نحو غرفته ... ويبحث عن تليفونه ، ثم يتصل بسامح
• لحظة .. أنت قُلت أن فتاةٍ ما جاءت إليك وطلبت مِنك مُصباح كهربي .
يخرج سامح ، ويقف في الشُرفة .. وخالد يجلس في الغرفة كما هو يُفكر في أمر هذا البيت ، ويتذكر صوت الصراخ الذي قد سمعه الليلة الماضية يتردد في عقله ، وصورة البنت التي جاءت له أمس ، وطلبت منه المُصباح الكهربي .. يفكر في كُل شيء حدث ، وبعد قليل يقطع تفكيره صوت سامح ، وهو يصراخ ، وينادي عليه :-
• لأن هُناك هيكل بدون أذرع .. وهُناك هيكل آخر بدون رأس ، وهُناك آخر بدون ا...
يُمسك سامح تليفونه ، ويأخذان صورة تذكارية (سيلفي ) مع هذه الهياكل العظيمة حتى سمعا صوتاً من الخارج ، وظن خالد أنه زلزال أو شيئًا ما يقع على الأرض .. يخرجان من الغرفة ، ويجدان أن جدران البيت تتساقط .. وإنهيار شديد لهذا البيت يتساقط على ادمغتهم ، يخاف سامح ، ويدخل الغرفة مرة أخرى ، ووراءه خالد .
صوت انهيار البيت من الخارج .. بدأ الخوف يتسرب في قلب خالد ، وسامح .. ظلا هكذا بضع دقائق ، ولا شيء يحدث داخل الغرفة حتى سمعا صوتاً خلفهم ، ويقول :-
يتوقف خالد فجأة عن الحديث ، والرسم على الأرض بعد سماعه لهذه الجُملة ، ثم ينظر للعفريت " سورافيل " ، ويقول له :-
يتوقف خالد مرةٍ أخرى عن التمتمة بالكلماتٍ الغير مفهومة ، والرسم .. ثم يصمت لحظة ، ويقول :-
• لا أعرف يا سيدي .. ولكن لماذا تهتم بأمره هكذا ؟
الجماهير تُركز على المُباراة ، وتتفاعل معها .. يأتي لاعب من الأهلي نحو مرمى الزمالك قد تخطى كُل اللاعبين .. أحرز هدف رائع يستحق أن ينال عليه جائزة ..
• هذا الكتاب يحكي عن قصة دراكولا وقصته الحقيقة .. كثير من البشر لا يعرفونها .. يظنون بأنها قصة أسطورية من خيال مؤلف ما .. لكنها حقيقة .
• نعم .. معك حق .. ولكن واحدًا مِنا سيُنقذ البيت ويُصبح فارسًا في أعين الجان أو العفريت " سورافيل " ..
• إنني قوي بالفعل .. هل رأيت ذلك ؟
يتوقف خالد عن الضرب فجأة ، وجون أيضًا ، ويستمع خالد لچون ، وهو يلتقط أنفاسه ، ثم يقول چون :-
اندهشوا جميعًا من هذا حتى أوقفوا إطلاق الرُصاص على البيت ، ثم أمر شوقي سريعًأ بإحضار سلاح البازوكا الذي لديهم ، وأمسك بهذه البازوكا ، ثم وضعها على كتفه الأيمن ، وأمسك بها بذراعه الأيسر ، ثم أطلق على البيت المهجور حتى وصلت إليه ، وانتهت بنفس النتيجة .. اختفت قبل أن تصل إلى البيت بعشرة أمتار ..
• لأنه غبي وجبان .. ظن أن سيختبئ في البيت المهجور طوال حياته لن يعلم بأنه قدره سئ للغاية لأنه إلتقى بيِّ ولن أتركه .
• أظن أن لعنة البيت المهجور تُطاردك .. اذهب إلى شيخ .. أنصحك بهذا
يدور بينهما الحديث أكثير ، والضحك المُتبادل بينهما ..
أصدقاء الطفل ينظرون له و يبكون .. الآباء يتركون المكان سريعًا يحاولون حماية أولادهم .. الطفل ما زال يتحدث مع أبيه .. الدم في يده بعد أن أغمض أبيه عينيه .. يصرخ بأعلى صوت لديه كادت أن تنفجر حنجرته ، ويُنادي على أبيه ..
• لا أعرف .. لابد من أن هناك مُصيبة
• نعم وأنا أيضًا .. دائمًا أعتبرك بمثابة أخي الحنون
• كانت لدي الخبرة الكافية لكي أعمل صحفية .. عملت صحفية وحققت حلمي .. توفي والدي ووالدتي في نفس اليوم .. كانا يُحبان بعضهما بشدة .. من أكثر قصص الحُب التي عشقتها هي أمي وأبي .. هذه حياتي فقط ..
ثم يرى سامح شوقي ، وهو يدخل عليهما ، ثم يقف ليُسلم عليها .. يلقي شوقي عليهما التحية .. يجلس معهما ، ويسمح له سامح بأن يأكل معهما ، ولكنه رفض ثم قال :-
• أريد أن أهاجمه يا نادين .. أريد أن أخذ حقي .. لقد إرتكب جرائم كثيرة .. قتل الضُباط وناس أكثر .. لقد قام بعمليات سرقة في وقت دقيق جدًا .. لقد أصبح مُجرم خطير جدًا من المُمكِن أن يقتلني ويقتلك في أي لحظة ..
• لن نقول لك على أي معلومات .. إنه بيت الجان كما تعرف وبالتأكيد سيؤذي خالد .
أومأ شوقي رأسه بمعنى " نعم " .. ثم قال له :-
• أنا آسفه .. مُمكِن لو سمحت مُصباح كهربي لأن النور انقطع من شقتي في الأسفل ، وهُناك مُشكلة في الكهرباء .
• ماذا ! .. هل تتمنى أن تكون قردًا أو حمارًا .. هؤلاء عفاريت ، وليس بإنس مثلنا .. سيقضوا علينا تمامًا إذا بقينا هُنا .
ينظر خالد للبيت بخوف ، ويتردد في قراره ، وكاد أن يتراجع عنه .
يقفزان هما الاثنان فجأة من الشُرفة ، وصوت صراخهم العالي خوفًا من الموت .. ارتطمت أجسادهم على الأرض بشدة ، ويتوقف هذا الانهيار فجأة ، وكأن شيئًا لم يحدث بداخل البيت .
• هيا بنا نخرج يا خالد من هذا البيت .. نعود لحياتنا
• أنت الآن تمتلك العبقرية .. تستطيع أن تصل إلى العالمية وتصبح إنسانًا مشهورًا .. وتُفيد البشرية .
• لقد تحقق حلمي .. أصبح لدي عقل .. أستطيع أن أصنع كُل شيء بسهولة .. البشر هُم السبب الرئيسي في الذي حدث لنا .. سأنتقم منهم واحدًا تلو الآخر .
لا أحد يرى خالد حتى الآن .. ارتدى قناع أسود مَكتوب عليه "kh" .. ظهر للجماهير .. أخذ الجميع ينظرون له بذهول .. كيف لرجُل أن يطير هكذا في الهواء مثل علاء الدين ؟! .. نظر الرائد شوقي لهذا .. ظن أنه إحتفال بالهدف الذي أحرزه فريق الأهلي ، أو الزمالك .. لكن لم يكُن كذلك
• مُشكلتك أنك ما زلت تُريد أن تعرف الحقيقة حتى وإن كانت مؤلمة .
بقى ثلاث ثوانٍ .. بقى ثانيتان .. بقى ثانية واحدة ..
يقف خالد في صالة البيت المهجور ، وأمامه چون .. كان خالد يُجرب عليه شيئًا ما .. حيث أنه يحمل أسلاك في يده ، ويلمس بها على صدره ، وينظر إلى اللاب توب ليظهر صدر چون من الداخل ، ويقف خالد ليقوم بشيئ ما على اللاب توب ، ثم ينظر له چون قائلاً :-
• أصنع لك شيئا ما ستعرفه بعد قليل ..
• سأعطي لكِ العنوان وهُناك موضوع آخر له علاقة بالبيت المهجور .
في مطعم ما يجلس سامح ، ونادين على منضدة بجانب حائط ما في هذا المطعم .. يأتي لهُما الجرسون ، ثم يطلبان طعامًا ليأكُلاه .. يتحدثان مع بعضهما ، ويتبادلان الضحك ; حيث بدأ سامح قائلاً :-
نظر شوقي في أعين سامح ، ورأى نظرة الحُب ، والإشتياق لصديقه .. شعر شوقي بهذا الإحساس الذي شعر به سامح ناحية صديق عمره ، ثم يقول :-
جاء الحُزن في نظرتها ليُغير سامح هذا الموضوع سريعًا ، ويتبادل بينهما الضحك من جديد ..
• أنا السبب .. أريدك أن تُسامحني يا صديقي .. أريدك أن تُسامحني . كُنت شديد الغباء .. لقد كُنت أحمق من ناحيتك .. سامحني
ينتظر خالد الفتاة التي ستأتي له بعد مُنتصف الليل ; ليقضيا ليلة سعيدة .. يضع خالد كُل شيء يحتاجه على المنضدة " الشراب .. السجائر .. العشاء ... "
يستيقظ خالد على صوت المُنبه في الساعة السادسة صباحًا ، ويحاول أن يضع يديه على وجهه بسبب نور الشمس الذي يأتي من الشُرفة المفتوحة ..
يجلسا هُما الاثنان على السرير .. سامح مُندهش ، وغير مُصدق بعد أن حكي خالد له كُل شيء حدث في الليلة الماضية .
يحاول خالد إيقاظه بالماء ، والروائح الجميلة .. يستيقظ سامح .. ينهض خائفًا ، وهو يقول :-
كان خالد خائفًا بشدة من اتخاذه لهذا القرار ، ولكن قالها بدون خوف ، وسامح مُندهش جدًا .
• ولكن النهاية واحدة .. حسبي **** ونعم الوكيل فيك .. وكيف عرفت أن كُل واحدًا منهم مات بطريقة مُختلفة عن الآخر ؟
• كلا .. بل أنا أشعر أنني أملك الحياة الآن
يقفان ليُغادرا هذا الشارع ، وسامح يضع يده على كتفيها ، ونادين تُمسك به ، وهو يتحدث إليها ، ويُحاول إضحاكها ..
في مكتب الرائد شوقي .. يجلس شوقي على مكتبه ، ويُقلب في الأوراق التي أمامه ، ويُفكر في الجرائم التي تحدث ، وأمامه سامح ، ونادين يجلسان بجانب المكتب ، وينظران لبعضهما ، ولا يعرفان من فيهما سيبدأ بالحديث حتى قال سامح فجأة :
• كيف يحدث ذلك ؟ .. لقد انفجر البيت .. وجون او الدجال قد مات ، وأيضًا العفريت الذي يُدعى سورافيل على ما أظن .. لقد قُلتِ أنه كان في البيت هو ، وخالد .. ولقد انفجر هذا البيت اللعين .. كيف لخالد أن يعود مرةٍ أخرى ؟
• أسرق هذه الأعضاء من الأموات ثم أبيعها بأموالٍ كثيرة
• استمع إليِّ يا شوقي .. أنا عندي ولدان .. أنت مثل الكبير . هو مثلك تمامًا وعنيد مثلك .. أريدك أن تصغى إليٍّ
• سأصل إليهم .. سأصل إلى الحقيقة .. لقد علمتني هذا من قبل .
إنه چون .. مازال على قيد الحياة ...
• لا .. فهمك للعقل خاطئ .. أنا أقوى مِنك .. أنا أستطيع بأن أخترع الأسلحة المُدمرة ، وأقوى مِنك .. القوة هُناك دائمًا الأقوى مِنه .. لكن العبقري ليس هُناك أذكى مِنه بل إنهم نادرين للغاية .
• سأعيدك مرةٍ أخرى للحياة .. ولكن هُناك شرط .. أن تأخذ بحقك من هذا الوغد خالد ..
كان چون ينظر باندهاش ، وهو يتألم من أوجاعه بشدة ليُكمل العفريت حديثه :-
• لم يحدث شيء بل سيحدث الآن .. اصعد الآن فوق سطح البيت وانتظر مِني أمرًا حتى تقوم بتشغيل أسلحة البيت وإطلاقها تلقائيا ..
• انظر إلى الدلائل يا سيدي .. ستجد بأن كُلها تنطبق على خالد تمامًا
• لقد حدث الآن جريمة قتل .. أريدك أن تعرفي التفاصيل وتكتُبي خبر جميل لكي يُنشر في أول صفحة .. أريده مُشوقًا
• يجب علينا أن نستخدم سلاحًا ضد البيت المهجور

يقلق سامح مِن طريقة حديثه في هذه المكالمة ، وخروج كلماته بخوفٍ شديد
• أنت لم تُلاحظ أي شيئًا غريبًا وأنت أتٍ إليِّ ؟
يُبعد خالد المكتب من وراء الباب ...
• للآسف .. الأخبار لم تكُن بخير أبدًا
في شارع ما بالمدينة هُناك السيارات الكثيرة ، والناس المُزدحمة .. لا أحد يستطيع التحرك في هذا الشارع .. إشارة المُرور تُنير الإشارة الحمراء ، ويعني ذلك أن السيارات يجب عليه الوقوف لدقائق حتى يتحرك الناس بسهولة ..
لم يرُد عليه چون ، بل صعد سريعًا على السلالم بدون أن ينظر أسفله ..
• تعالى ليِّ .. خالد أنا أعرف بأنك ترأني الآن .. إحضر ليِّ . أنت تحتمي بهذا البيت اللعين .. أنت بدون هذا البيت لا شيء .. لا شيء يا خالد ..
هُناك رجُلٍ ما يقف بجانب سيارته .. إنه رئيس الرائد شوقي في عمله .. الحُراس وراءه ، والسائق الخاص به يجلس في السيارة .. يأتي له ابنه الذي ينتظره مُنذ فترة كبيرة إلى حدٍ ما .. إبنه لا يتجاوز السبع سنوات .. يحتضنه بشدة قائلاً :-
• نأتي لقصة البيت المهجور وخالد .. لقد هاجم شوقي ليلة أمس البيت المهجور وبالطبع إنتهت هذه المعركة بهزيمته
كان يبكي بشدة .. يبعده أحد المُمرضين الواقفين .. ثم يخرج شوقي من الغُرفة ببطئ ، جميع الواقفين كانوا يبكون .. ثم خرج من الغُرفة ، وجلس على الأرض ، وهو يبكي .. الدموع تملأ عينيه حتى أتي له إحدى المُمرضين الذين كانوا واقفين ليقول له :-
يذهب سامح إلى بيت خالد .. صوت خطوات سامح .. وصعوده على سلم العمارة .. يرن سامح الجرس .
• نفكر ! .. لا .. تستطيع أن تُفكر أنت .. أما أنا سأعود حالاً .
يُمسك خالد يد سامح بقوة ، ويأخذه معه ، وسامح خائف جدًا ، ويرفض بشدة .
• هذا يكفي .. لسنا في كلية الطب .. خالد ... سأخرج تليفوني الآن ونأخذ صورة تذكارية ( سيلفي ) بمناسبة هذه الهياكل العظمية ... هياكل وسنشبع .. ههههههه
• كيف حدث ذلك ؟ .. لقد انفجر هذا البيت أمام أعيننا جميعًا
• لا .. بل للأسوأ .. انتقاما من كُل ما حدث لنا .. انتقاما من البشر الذين لا يُفكرون .
يُمسك سامح بخالد بقوة حتى يقوم خالد بضربه قويًا في وجهه ليقع سامح على الأرض بعيدًا عنه ، وهو يتألم من ضربة خالد .. ليقول خالد ، والشر يملأ عينيه :
• لا تعرفان !! .. أنتم من رأيتم جثته .. رأيتم جسده ، وهو يُدفن .. لقد أنقذنا جسده من تحت الأنقاض .. كيف لخالد أن يعود ثانية ؟!
اندهش شوقي مرةٍ أخرى عندما رأى الرجل يأخذ شيئًا ما بجسد الجُثة .. حيث اندهش شوقي قائلاً :-
بضع دقائق .. وبدأ الهدوء يعُم في المكان .. وفجأة! .. أحرز لاعب آخر من فريق الزمالك هدف في مرمى فريق الأهلي ، واشتد صراخ جماهير الزمالك عاليًا .. حيث كان هدف رائع بشدة كاد أن ينفجر الإستاد من شدة صراخ هؤلاء الجماهير ، ومع هذا الصراخ يظهر من أعلى الإستاد رجُلٍ ما يُحلق في الهواء بل أنه يقف على شيئًا ما حديدي مُستطيل الشكل ، ويطير في الواء ..
يجلس خالد في غُرفة ما في البيت المهجور .. يبدو أنها الغُرفة التي قد دخلها من قبل هو ، وسامح .. الغُرفة التي وقعا فيها ، ووجدوا الكُتب ، والصندوق الذي كان به الصورة ، أو البرواز ..
وفجأة! .. يظهر صوت لرجُلٍ ما وراء خالد يقول :-
اندهش شوقي من هذا الرد العنيف ، وهو يجري مُسرعًا بشكل كوميدي :-
نظر له شوقي باندهاش شديد لكنه توقع ذلك .. وقف شوقي من مكانه ، ثم أدى التحية العسكرية بأن يرفع يده اليُمنى ناحية رأسه قائلاً :-
• نعم .. لقد هاجمته الشُرطة ليلة أمس وانتهت بهزيمتهم واختفى كالعادة .. أريدك أن تعرفي الموضوع جيدًا .. هذا الموضوع مهم جدًا لي وللناس جميعا
• أريد أن أسكُن بداخلهما كي أحتمي من تعب وعناء الدُنيا
• لا أعرف .. ربما لأني أريد أن أقولها فقط .. أريد أن أتحدث معكِ دائمًا
• هل يجوز لرجُل ان يحب فتاة أكبر مِنه في السن ؟
• مرةٍ أخرى خالد .. لقد مات خالد يا شوقي
يخاف خالد كثيرًا ، والفتاة التي معه تُمسك به .. يقول خالد خائفًا :-
• لالا .. ستصبح بسببها قويًا وتحقق حلمك يا خالد .. حلمك الذي طالما حلمت به .. حلمك الذي دخلت من أجله هذا البيت
يُمسك سامح بيد خالد ، ويتجه نحو باب البيت ، وهو يقول :-
يظهر وجه هذا الرجل تدريجيًا حتى يظهر كاملاً ، ويقول :-
ينظر إليه خالد .. يُفكر في حديثه .. وعم الصمت بينهما ..
لم يرُد عليه خالد ، ويُكمل ما يفعله ، ويقول چون مرةٍ أخرى :-
يدخل الرائد شوقي ، ويُغلق الباب .. يسمح له بالجلوس ، ثم يقول :-
• هؤلاء الذين تسير وراءهم ستضيع بسببهم يا شوقي .
• سامح ونادين إنهم معيِّ ولن يكذبا أبدًا
جاء إليها صديقها في العلم ، وجلس بجانبها بكرسيه المُتحرك الخاص بالمكتب ليقول :-
• حسنًا .. أنت أقرب شخص ليَ الآن في هذه الدُنيا
ينظر سامح لخالد ، ويقول له ( وهو يشاور على البيت ) :-
خالد يُحضر أدواته مثل : الكشاف .. الذي سيدخل به البيت المهجور ...
• هذا طبيعي جدًا .. أنت كُنت جبان مثلي مُنذ قليل .. لماذا تأخذ قرار هكذا ! ..
• لا تأخذ الموضوع بهذه الجدية يا خالد .. إنه عالمنا وسيظل هكذا ولن يتغير .
ينظر له الرائد شوقي غير مُصدق ما سمعه ، ويضحك بشدة ، ثم يسخر منه قائلاً :
• أقترح بأن تكون شريرًا يا خالد .. كما قُلت لك قوة عقلك تخونك دائمًأ وستُصبح شريرًا بسبب ذلك ..
وقف چون في صالة البيت المهجور حتى جاء له خالد مرةٍ أخرى ، يقول له چون بإندهاش :-
تجلس نادين على الكُرسي الذي بجانب المكتب ، ويقول المدير لها :-
• حسنًا . أتعرف معلومات عن البيت وتعرف ما الذي بداخله ؟
يدخل خالد غرفته ، وهو يدعو على سامح ، ويقول بشكل كوميدي :-
• لا أُريدها .. هذه القوة سأصبح بسببها وحش شرير يُدمر البشرية .. سأتخلص مِنك ومن هذه الفوضى التي سببتها لنا .
• وبم أفادتني البشرية كي أقيدها ؟
• هل تذكر البيت المهجور وقصته ؟
يعُم الصمت في المكان ، ثم تتحدث نادين :-
يخرج شوقي من المكتب ، ثم يغلق الباب بقوة ، وهُما ينظران لبعضهما ، والحُزن يُسيطر عليهما ..
• بالطبع .. أنت ضابط وتفهم ذلك ..
يُفكر خالد بأمر ما جديد يُحضر له ، وينظر إلى السبورة السوداء المُعلقة في الغُرفة، والتي بها صور لسامح ، ونادين ، وشوقي .. وبجانبهم رسمة لآلة غريبة الشكل تُشبه الإنسان ، أو إمراه مُرعبة ، ويقول :-
يخرج شوقي معها من الغرفة .. ثم يأتي له اتصال بأن الضابط علي في حالة طارئة بالمستشفى ..
• البيت المهجور الذي أمام العمارة الذي قُلت ليِّ أنه لم يسكن به أحد .
يخرج سامح للشُرفة بالفعل ، ويقف مُندهشًا ، وغير مُصدق ، ويحاول البحث عن هذا البيت ، وينظر في الشارع في كُل إتجاه ، وأن حديث خالد صحيح بالفعل ، ومكان البيت فارغ .
• وأكيد أيضًا أن هذه الفتاة التي جاءت إليك لها علاقة بهذا البيت ... أنا مُتأكد أن لم يسكن أحد في هذه المنطقة .. يبدو أنها عفريته .
ثم يُكمل خالد حديثه ، ويرسم على الأرض ، ويقول العفريت سريعًا :-
ثم يخرج من المكتب ، ويغلق الباب وراءه ..
• نعم .. بكُل تأكيد . الحب يأتي في أي وقت يريده ليس نحن من نحدد الحب وليس عقلنا أيضًا بل ان أراد القلب الحب سيتحقق في الحال .
• أريد أن أعرف مِنك شيئًا يا سامح
• هل حقًا ستُعطي شوقي معلومات نعرفها عن هذا البيت ؟
• لقد قال أنه سيُنقذ خالد ويُساعده
أعلي الصفحة
• أنت السبب .. اجلس هُنا كي نُفكر ماذا سنفعل ؟
• أنا بخير وأنت ؟ .. أظن أنك لستُ بخير كثيرًا
• نعم .. لقد اندهشنا بسبب النور الأزرق الذي كان يخرج من البيت ..
كان بوجه سامح بعض الكدمات ، والدماء يملأ وجهه ، ويقول ببطئ :
• هل تظن حقًا أن خالد ما زال على قيد الحياة ؟
وقفوا جميعًا مُندهشين ، وينظرون لهذا البيت حتى قال شوقي بصوتٍ عال :-
• لقد مات خالد يا شوقي .. والبيت انفجر
رأى الطفل والده في هذا المشهد القاسي بالنسبة له ، ثم يُمسك بأبيه يمنعه من السقوط .. يصرخ قائلاً :-
خرجت نادين من غُرفة المدير ، ثم يأتي لها اتصال من سامح ليطمئن عليها ، وأيضًا ليأكُلا سويًا .. واففت نادين على طلبه .. وهي الآن ذاهبة لمُقابلته في مطعم ما ..
• لقد أفاق قبل مجيئك وكان يُنادي باسمك ..
Shares
يقطع تفكيره صوتها ، وهي تقول :-
• حسبي ( جملة دينية ) فيك يا سامح .
يقفا أمامه أولاً .. ثم ينظر خالد من ثقب الباب ليندهش سامح قائلاً :-
يندهش خالد بشدة ، وينظر له ، ثم يقول چون :-
• لا تقلق بشأنهم .. لقد أعددت لهذا اليوم وكُنت أعرف بأنه سيأتي ..
• سأأتي إليك يا خالد .. أنت جبان
• شُكرًا .. وأنت ليس لديك حياة ؟!
رد عليها سامح بعد أن تذكر الطعام وأمرها بأن تأكل ، ثم يقول :-
• هذه فُرصتك الأخيرة يا شوقي .. ذنب الضابط علي في رقبتك أنت
• إن لم تصدقني فبوسعك الآن أن تخرج للشُرفة وترى أن البيت غير موجود بالفعل .
خالد يفتح الباب ، ويقول لسامح :-
• إن شاء **** .. أنا خائف .. لا أعلم ماذا سأفعل !
• أنت ستتغير حقا .. ولكن ستكون في الأخرى بإذن **** .
نفذ ذلك الرجل الأمر سريعًا ، ولم يظهر على وجهه الإندهاش ، وكأنه يمر بهذه المواقف دائمًا ..
• أنا أعرف بأنك من أفضل الضُباط وأنك ذو خبرة عالية جدًا ولكنك تسببت في موت صديقك الضابط علي
ينظر خالد وراءه ، ويرى رجُلٍ ما .. ينظر خالد له بإندهاش شديد .. لا يُصدق عقله .. ظن أنه جُن بسبب عبقريته الشديدة .. ينظر له خالد ، ويقول :-
أغلق هذا الرجُل الذي يرتدي القناع الأسود النافذة ..
• بالطبع .. لم يرَ شيئًا قبل ذلك من قبل هذا البيت
• معنى ذلك أنك لستُ هُنا رسميًا ؟
• ما بِك يا خالد !! .. لماذا تفعل كُل هذا ؟!
• هل أنت مجنون يا خالد ! .. أنا لا أصدق هذه التخاريف .
ظلا هكذا خائفين حتى وصلا أمام باب البيت ، ويمد خالد يده ببطئ خائفًا نحو باب البيت ..
• لم يعُد هُناك مُستقبل ينتظرني ..
• لن أتركك في هذه المصيدة .. لن تكون صائدها يا خالد ..
• نود أن نقول لك أن .. أن خالد ما زال على قيد الحياة
• لقد كان به كنز من نوع آخر .. لم ينظر احد منا له من قبل
• خالد .. هو الذي يقتل .. هو الذي يقوم بكُل هذه الجرائم ..
• ماذا تقصد ؟! .. كُل هذه الجرائم تؤكد بأن خالد هو من يفعلها
• هذا يكفي بالنسبة ليِّ .. المُهم أن أراكِ دائمًا
• لا تقلق .. سأفعل ذلك .. إنه خالد
يُخرج سامح من جيبه فجأة هدية صغيرة لنادين ، ويقول لها :-
• ألو .. سامح .. احضر هُنا الآن .. أرجوك .
• سأقف في الشُرفة.. يبدو أن هذا اليوم سيكون صيام .
• يقف خالد ويمد يده مرةٍ ثانية ..
ينظر الرائد شوقي لنادين ليقول :-
• أريدك أن تنظر إلى الأدلة أولاً ثم تتحدث بنفسك
• لا أريد شيئًا .. والإثنان المجانين سامح ونادين إذا رأيتهم معك مرةٍ أخرى سوف أتخذ معك ومعهم الإجراءات القانونية
أبيه فيه .
4m
يقول شوقي بعصبية ، وهو يقف ، وقد ألقى الأوراق التي أمامه ، وأسقطها أرضًا :-
• نعم ! .. من ميت !! .. لماذا تفعل ذلك ؟
يبدأ چون بقلب الأوراق الموجودة بداخل الكتاب ، وهو يقول :-
وقف خالد في مكانه ينظر أمامه ، وكأنه ينتظر شيئًا ما سيحدث ..
• لم ترى ما الذي حدث ليلة أمس
>
• لم أستطع أن أفعل شيئًا أمس .. سأحكي لك كُل شيء .
• لا يا صديقي .. مكاني الآن هُنا .
• ولكن هذه جريمة يُحاسب عليها القانون ..
• شُكرًا .. أنتِ إنسانة طيبة مِثلي
يدخل سامح الغرفة ، ويقف ينظر طويلاً لخالد ، ثم يقع على الأرض فاقد الوعي .
• أنت هكذا تنظر على ابنة خالتك وهي عارية
• لا أريد القوة بل أريد العبقرية ..
يُبعد خالد يده ، ويعود مكانه ، ثم يقول :
• أنت لستُ عبقري يا خالد .. قوة عقلك ليست القوة الكافية ..
يتحرك جون في الغُرفة ، ويُمسك بالكُتب ، وهو يقول :-
• ليس من حقك يا جون .. أنا من أسيطر على هذا البيت وسأظل مُسيطرًا عليه مهما كانت قوتك
ثم يتوجه زوجته حديثها لشوقي قائلةً :-
• قُلت لك أن قوتي أقوى من قوة العقل .
• ترى أن قوة العقل تُهزم من قوة الجسد أم لا ؟!
• خُذ هذا الكشاف وتعالى معي .
• يبدو أن هُناك آخرين دخلوا هذا البيت .
• أو أن تم انفجارهم مثلي بسبب هراءك .
يرد عليها خالد بعصبية شديدة :-
• لماذا لا تخرج خالد من رأسك ؟
• حسنًا .. أخيكِ يشبهني بالتأكيد
• نعم !! .. عفاريت !! .. يبدو أنك عشت ليلة أمس بصدق تمامًا .
• لا أظن ذلك .. إن مُرتبي قد زاد عنكم بعد حادثة البيت المهجور
• يُريد أن يأخذ منا معلومات عن البيت المهجور .. لقد أعطيت له عنوان المطعم ليُقابلنا هُنا ..
• هُناك في أسفل البيت غُرفة بها الكثير من الكُتب .. بالتأكيد خالد يجلس فيها
ينزلا من على السلم ، ويقف أمام البيت .
• لا أحب العالم الذي كُنت فيه .. سأظل هُنا وأُدمر العالم بأكلمه
• سأتخلص مِنك .. ولكن أريد أن أعرف كيف حدث هذا ؟
• هذا العفريت الخائن .. يُريد أن ينتقم من البشرية بأكلمها
• العفاريت ، والجان ( قالها خالد بصوت مُنخفض ) .
• أنت لم تسمع لحديثي جيدًا يا شوقي .. أنت ستحول للتحقيق
غريب هذا الموقع .. يفتح مجالاً لشخصيات لا نعرفها تتدخل في حياتنا بضغطة واحدة ..
• لا أعرف .. إن قلبي ينبض الآن
• لقد اتصل بي .. يُريد أن يقابلنا
• أنا قررت أن أدخل هذا البيت .
• لا أحب هذا الهراء .. إذًا اذهب واحلم بصديقك مرةٍ أخرى
ثم أخرجت نادين خريطة للبيت المهجور من الداخل ، وتقول :-
سامح ينظر لخالد ، ويقول له :_
• أريدك أن تحكي ليِّ مأساتك
• ستعرفه عندما نذهب لشوقي
• اذهب أنت الآن .. القضية لك
>
• أريدك أن تُصبح ضابطًا مِثلي
• مُنذ متى وأنتم جالسين هُنا ؟
• لا أعرف .. لقد أخذنا الحديث ونسيت نفسي
تقول نادين مُقاطعة حديثهما :-
• لقد توقفت عن العمل وحُولت للتحقيق
• اهدأ .. هيا بنا .. أأنت بخير ؟
• أفعل شيئًا أنت لن تفهمه قط
• نعم .. جميعهم في المدرسة .
قهقه خالد ضاحكًا ، ثم يقول :-
• ماذا تفعل ؟ .. أأنت مجنون ؟
يقول رئيسه بعصبية شديدة :-
• لا تقلق .. سيتحقق بإذن ****
يقول سامح باندهاش شديد :-
• أود أن أعرف الحقيقة كاملة
• سأعرفك .. سأعرف من أنت
يُمسك خالد بيده بقوة قائلاً :-
• نعم .. ولكنه مات رحمه ****
قهقه خالد ضاحكًا ، ويقول :-
• أنظر إذا أحد بالداخل أم لا
• بالتأكيد قوة العقل .. قوتي
• لا .. هذه تخيلات يا شوقي
• اذهب لمكتبك واستعد لهذا
• نعم أنا أتحدث بالود معكُم
• حقًا ؟! .. ما الذي بداخلها ؟
• أنت طيب القلب يا سامح .
• أنت تعرف بأنك ستخسر ..
• إنه بيت الجان وأنت تعرف
• هيا يا شوقي .. تعالى معيِّ
• لقد كان يخرج من جسدي
• حسنًا .. سأذهب إليه الآن
• نعم وأمام عيني أنا الآخر
• وماذا تعمل في الأساس ؟
• لا تدع الجنون و الخرافات تقتلك
• لا بد من أنه يومًا أسود .
• سنترك هذا المكان الآن .
• هل تصدقين هذا الهراء ؟
• نعم .. أحب أن أراكِ دائمًا
• أعدك بأن أنقذه يا سامح
• أنا الآن أمتلك العبقرية ..
• نعم يا نادين ... تفضلي .
• كاان كان يُريد قتلي .
• ليس لديك عقل يا خالد
• إن المدير يحتاجك الآن
• ليست مأساة .. بل رائعة
• لا .. هُناك من يسكن به .
• أنتِ أكبر مِني في السن
• نعم ..ماذا سنفعل الآن ؟
ثم يوجه حديثه لنادين :-
• سأحكي لك الأمر كاملاً
»
• تفضل .. بالتأكيد اسأل
• سأحكي لكُما كُل شيء
• أسرق عضو مما يملك .
• هل تقصدين التعاويذ ؟
2
• لا تقلق .. لا أظن ذلك .
• لا يا خالد .. هذا خطأ .
• قُلت لك .. ماذا تفعل ؟
• جميعهم توفاهم **** !
• لا أفهم .. ماذا تُعنى ؟
• سنرى من فينا الأقوى
• أنا أعرف كُل ركن فيه
• نود أن نخبرك بشيء .
• كيف حالك يا نادين ؟
• هل بحثت عن عمل ؟
• بالتأكيد حضروا إلينا
• أريد أن أسالكِ سؤالاً
• لا سأظل هُنا بجانبك
• هذه هدية صغيرة لكِ
• ماذا يحدث يا خالد ؟
• تحدث .. أنا أسمعك .
• ليس وحدك يا خالد .
كتابة موضوع جديد
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الحلقة الحادي عشر ..
• يجب علينا أن نُفكر .
• وماذا ستفعل الآن ؟
• نعم .. أنت مِثل أخي
الموضوع التالي
• ومُستقبلك يا خالد ؟
• نهاية البشر قريبة ..
• ما أخبار حالة علي ؟
• دعني أنهي ما أفعله
• الحمد لله أنك بخير
يقاطعه رئيسه قائلاً :-
قالت ضاحكة بشدة :-
• أنت ستدخل حقا ؟!
يقول سامح بغضبٍ :-
• هل أرسلت بطلبي ؟
• لا أعلم مِثلك تمامًا .
• بعد إذنك يا فندم ..
الحلقة الثانية عشر ..
• إذهب وإكشف الآن
• لا .. أنا عبقري الآن
الحلقة الثالثة عشر ..

• ما الذي حدث لك ؟

• نعم .. لاحظت ذلك
1
• مثلما حدث معك .
تقول نادين بحزن :-
• نعم أعرفه جيدًا ..
-
• لقد تم إنفجارهِم .
• يا فندم خالد ما...
• أريد أن أعيش ..
• لماذا فعلت ذلك ؟
• لقد تغيرت كثيرًا
• أنت الآن شرير ..
• إضرب يا چون ..
• ان عيناكِ رائعتان
قال سامح فجأة :-
ثم يذهب سريعًا ..
• البيت المهجور !!
• نعم .. أظن ذلك
• سأمنحك القوة .
• لقد تركنا وحدنا
• حديثك إليِّ رائع
• لدي نصف حياة
• ستنقذه حقًا .. ؟

يقول سامح :
• تعالي الغرفة يا نادين عايز اقلك حاجة وتذهب نادين مع سامح وخالد منتظرهم برا وسامح دخل ونادين دخلة وراه وقال سامح:
• انا بحبك يا نادين وقعدوا يبوسوا في شفايف بعض لما كان هيقطعلها شفايفاها ونزل لحس عند ودانها ويلحس ورا ودانها وبعدين نزل علي بزازها قعد يمص فيهم ويلحس فيهم وهي اهههههههه احححححححح اوووووووف يا سامح براحة هتقطع بزي فأيدك وقعد يمص بالراحة ويشفط ف الحلمة ونزل علي سوتها وقعد يلحس ونزل علي كسها وقعد يلحس فيه وهي اهههههههه اححححححح اوووووووف موتني يا سامح دخله يا سامح بسرعه وسامح قعد يفرش ف كسها وبعدين دخله كله مره واحده وهي اههههههههههههههههه يا سامح ارزع كمان اسرع وسامح يرزع فيها وبعدين طلع يبوس شفايفها ويلحس كسها ودخل زبه تاني وقعد يرزع وجابهم في كسها وهي اححححححح لبنك سخن اووووووف ونار وطلع سامح برا لقا خالد ميت قعد يعيط عليه قالت نادين:
• معلش يا حبيبي انه مات سامح قرر يهرب من البيت المهجور دا وتاني يوم هرب هو ونادين وعاشوا في سعادة الي الابد تمت
الرعب المميت
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%