NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول إغواء قلب ـ ثلاثون جزء 19/10/2023

٢١


طرقات منتظمة على باب مكتبه اخرجته من شروده ليأذن للطارق بلدخول ويستأنف مراجعة عمله ليتقدم منه رجل في العقد الخامس من عمره ويدعى محمود ليحمحم محمود بحرج:ممكن اخد من وقتك دقيقة يا صقر بيه
, رفع صقر عينه من على الورق وابتسم بهدوء وقال: تعالى يا عم محمود فينك ياراجل ياطيب كدة تحرمني من قهوتك
, محمود : لموأخذة يابيه كنت تعبان شوية وراقد بقالي كام يوم
, صقر: ولا يهمك انت أحسن دلوقتي
, امأ له واخبره بأمتنان : أحسن يا بيه **** يخليك لينا ليتحمحم من جديد بتردد
, ليخبره صقر بجدية بعدما لاحظ تردده : عايز تقول حاجة قولها ياعم محمود متتردتش
, محمود:ايوة يابيه في حاجة معايا تخصك.. ورقة ولازم اديهالك لقيتها وانا بروق المكتب من كذا يوم وبصراحة خوفت اسيبها توقع في ايد اي حد غيرك وسامحني يابيه و**** لولا رقدتي وتعبي كنت جبتهالك علطول
, عقد حاجبيه بأستغراب وهتف : -ورقة ايه ياعم محمود ناوله محمود تلك الورقة التي خطتها هي له من عدة أيام وقصت له كل شئ بخصوص المخطط اللعين اشار الي محمود بلأنصراف بعدما شكره ، وعندما قام بمعاينتها
, اتسعت عينه بصدمة عارمة من تلك الكلمات التي سطرتها لأجله فهي شرحت له كل شئ و أخبرته انها لن توشي بأي شئ يخص عمله وأكدت انها لم تستطيع ايذائه
, وضع يده على فمه بعدم تصديق وهو يقرأ باقي كلماتها ويقسم انه شعر برجفة قوية اجتاحته بعدما قرأ قسمها ، انها أحبته بصدق اغمض عينه بقوة يحاول استيعاب الأمر ولكن مهلآ ذلك لم يغير شئ بلنسبة له فيكفي انها اخفت عنه
, وتعمدت ان توقعه في شباكها اما بشأن قسمها لم يعلم قلبه يخبره انها لم تتصنع مشاعرها واحبته بصدق لكن عقله اليابس لم يقتنع بتلك السهولة وحتي إن اقتنع ذلك لا يغير من كونها مدنثة عديمة الشرف بلنسبة له فهو مثله كمثل اي رجل شرقي يتمسك بلمبادئ والقيم والأعراف المتبعة ، وهو كا شرقي ايضآ يعد من أكثر رجال الأرض غيره على عرضه وشرفه ولا يقبل المساس بهم بتاتآ ،بعد تفكير دام طويلآ تنفس الصعداء وتعمد عدم الأكترث لندائات قلبه وبعد القليل من الشرود جال بخاطره
, عقد الصفقة الخاصة بفهد وظل يسأل نفسه ان لم تكن هي من فعلت فمن فعلها لدقائق فقط استغرق الأمر منه التفكير ليرفع سماعة الهاتف ويطلب رقم مدير الشئون القانونية الخاص بشركته ويطلب منه بإيجاز ان يتأكد له من امر ما
, ٢١ شرطة
, اما عنها بعد ان قصت لأحسان كل شئ شعرت انها ازاحت عنها قليلآ
, لتهمهم فتون بضعف : انا خايفة يكون مات يا ست أحسان انا معرفش انا عملت كدة ازاي انا شكلي هروح في داهية وهتسجن
, أحسان بأمل: هو يستاهل كل اللي حصله ٤ نقطة بس نقول ايه **** يعفي عنه علشانك ياغلبانة وعلشان مستقبلك ميضعش دي أختك ملهاش غيرك
, انتفضت بقوة بعدما تذكرت شقيقتها وهتفت : نهار ابيض انا نسيت ان فرحة هتروح على البيت اللي كان أكمل مأجرهولي دي اجازتها كمان تلات ايام دة حتي تلفوني معرفش فين نسيتو علشان اقولها انا لازم اروحلها المدرسة وأقولها متجيش دلوقتي لغاية متخلص امتحانات
, لطمت أحسن صدرها بقوة وقالت بذعر: لأ مش هتتحركي من هنا انتي عايزة يتقبض عليكي
, حاولت فتون طمأنتها : متخافيش مش هخلي حد ياخد باله مني وكمان لازم اعرف أكمل مات ولا لأ
, هتفت أحسان بنبرة يشوبها القلق : - يالهوي كمان عايزة تروحي برجليكي مستحيل اسيبك لوحدك
, فتون بأصرار : متخافيش ياست احسان لو ليا نصيب في حاجة هشوفها
, امأت لها أحسان بقلة حيلة واخبرتهابنبرة حانية : علشان خاطر **** يا بنتي خلي بالك من نفسك
, هزت رأسها بأنصياع وعزمت أمرها ان تذهب غدآ
, ٢١ شرطة
, في مشفي الجارحي في صباح يوم جديد
, استبد القلق بهم جميعآ عندما لم يستفيق الى الأن فكان لكل منهم افكاره الخاصة
, كانت امه تنتحب بحرقة وتدعوه له بتضرع طالبة من **** عز وجل ان يسلمه لها اما عنها ظلت متسمرة امام الحائط الزجاجي المطل على فراشه بلعناية لم ترمش عن موضعه، وظلت تناجي ربها لأجله
, ليأتيها صوت أكرم الخفيض من خلفها فهو ايضآ ظل ملازم لهم ينتظر الأطمئنان عنه: وجودك هنا غلط ٣ نقطةانتي أكيد عارفة ان صقر هيضايق لو عرف
, اجابته بوهن وبنبرة حزينة : عارفة يا أكرم متتعبش نفسك مش همشي غير لما أطمن عليه ٣ نقطة وانا عارفة انك أكيد مش هتخبي على صقر حاجة ومش فارق معايا علشان انا كنت هقوله
, أكرم بيأس : انتي حرة يافدوة بس انا مش عايز صقر يضايق كفاية اللي هو فيه
, امأت له بضيق واستمرت بتحديقها بمالك قلبها من خلال الحائط الزجاجي
, اما عنه دخل ليتفحصه هو وفريق من الأطباء المختصين وبعد عدة دقائق خرج وعلى وجهه ابتسامة مطمئنة ، تهافتو الجميع عليه وسألوه بفم واحد : طمنا ياهاشم
, اجابهم بعملية : الحمد لله كل الوظايف الحيوية كويسة ومفيهاش خلل كل شئ طبيعي وحالته مستقرة
, زفرت هي بأرتياح واعتلت بسمة هادئة ثغرها ثم تمسكت بقلادتها وكأنها تستمد منها القوة ورفعت عيناها بترجي وقالت بنبرة متألمة تناجي ربها بخفوت : يارب متوجعش قلبي عليه ،واحفظه
, لتهتف ثريا والدته بلهفة : عايزة اشوفه يا هاشم **** يخليك
, اجابها هو برسمية : حاضر ممكن اتنين منكم يدخلو يشوفوه بس طبعآ مش ازيد من عشر دقايق
, امأت له بتفهم وصوبت نظراتها على فدوة وقالت بحنو :
, ثريا: انا وفدوة هندخله
, بعد عدة دقائق دلفو اليه وعند رؤيته عن قرب انهارت امه باكية وأخذت تقبل جبهته وهي تتوسله :
, -ياقلب امك اوعي تسبني انا مليش غيرك يا أكمل كفاية اني اتحرمت من أختك علشان خاطر امك اوعي تسبني لتتعالي شهقاتها دون ارادة ليأتي هاشم واحد الممرضات ويسحبها خارجآ وهو يهدئها
, اما عنها انسابت دمعاتها تأثرآ بأنهيار والدته وتقدمت من فراشه بخطوات بطيئة وحين تمسكت بيده شعرت ببرودتها أخذت تمسح عليها برفق قاصدة تدفئتها وهمهمت من بين دمعاتها : -متعملش كدة فينا فوق علشان خاطري
,
, -س٣ نقطةام٣ نقطةحي٣ نقطةني
, همهم هو بنبرة متقطعة دون وعي وهو مازال مغمض العين
, هزت رأسها بعدم تصديق وظنت انها يهيئ لها انها أستمعت لهمهمته
, لتنظر اليه بذهول وتهتف بسعادة
, -أكمل انت اتكلمت صح رد عليا انت كويس
, لكن هو همس من جديد بتقطع وبنبرة ضعيفة
, - سا٤ نقطةمحيني
, ابتسمت هي بأتساع وهتفت بسعادة مطلقة : هسامحك اوعدك هسامحك بس فتح عيونك يا أكمل
, ليهمهم من جديد دون وعي بنبرة أضعف
, - فتون٧ نقطةسامحيني يافتون
, وعند تفوهه بأسم أخري انتفضت من جانبه وجففت دمعاتها بعصبية وهي تشعر بخنجر مسموم انغرس بصدرها فيبدو ان شكوك صديقتها بمحلها لتستقيم وتنظر له نظرة عميقة تحمل بطياتها الكثير ودون ادني تفكير قامت بنزع القلادة التي تحاوط عنقها بقوة ووضعتها بكفه المتراخي فهي عزمت بعد اطمئنانها عليه ان ترحل دون رجعة مهلآ فيبدو ان قد حان موعد الفراق بلنسبة لها ، هي تعلم ان قرارها السابق هو الصواب ولن تتهاون وتضعف من أجله فيكفيها خنوع لقلبها ، تنهدت بعمق قاصدة لملمت شتاتها ثم القت عليه نظرة أخيرة وأنصرفت بتعجل دون الأكتراث لأحد ممن كانو ينتظرون بلخارج
, ٢٦ شرطة
, في منزل والدت مي
, ظلت تعبث بأغراضها بفوضوية مبالغ بها وهي تبحث عن ضالتها لتدخل والدتها اليها والحزن يحتل تقاسيم وجهها وتهتف بعدم رضا
, هنية : بتدوري على ايه ياقلب امك
, هدرت وهي منهمكة بلبحث
, مي: ماما كان البسبور بتاعي هنا مشفتوش انا قلبت عليه البيت ملقيتهوش
, هنية بمغزى: ومش هتلقيه متتعبيش نفسك
, عقدت مي حاجبيها بعدم فهم وتسألت : مش فاهمة ليه مش هلقيه ؟
, هنية : علشان انا خدته يامي
, مي بضيق: ياماما حرام عليكي هو معاكي وسيباني ادور
, هتفت هنية بنبرة حزينة وهي توبخها :عايزة تسافري وتسبيني يامي عايزة تهربي ليه ومخبية ايه عني تاني ؟؟
, زاغت نظراتها وردت بتوتر : هخبي ايه ياماما بس انا كنت هسافر أغير جو في اي حتة مش أكتر
, قاطعتها هنية بأنفعال: -كداااابة ٤ نقطة
, انا سمعتك بوداني بتتفقي مع الدكتور أحمد ابن صاحب ابوكي انك عايزاه ينتدبك عنده في المستشفي بتاعته اللي في دبي
, لسنة كاملة
, مي بأندفاع: بتتجسسي عليا ياماما
, هنية بعصبية : اه بتجسس عليكي لما أشوفك بتضيعي نفسك وبتخربي حياتك بأيدك يبقي لازم اتدخل مش هقف اتفرج عليكي
, هتفت مي بعصبية مفرطة وبقلب مفتور من الألم : حياتي هي فين حياتي اللي انتي خايفة عليها عايزاني اقف اتفرج عليه وهو بيتجوزها قدام عيني ؟؟
, ولا عايزاني استني هنا واتحمل تجريحه فيا كل ما يشفني.
, عيزاني اركع عند رجله واقوله مخنتكش معملتش حاجة لتنهار باكية وتهمهم بضعف من بين دمعاتها دون تفكير : عملت اللي أكتر من كدة ومصدقنيش ومقدرش يسامحني على حاجة انا معملتهاش يا ماما الثقة انعدمت مبينا وانا مقدرش أحاول اقنعه تاني حتي البيبي اللي في بطني خايفة اروح أقوله انا حامل يفاجأني ويقوولي مش مني ويكرر جرحه ليا واتهامه
, اتسعت عين هنية بصدمة وتسألت بلهفة : انتي حامل يامي
, هزت رأسها بضعف وهي تجفف دمعاتها بظهر يدها وجلست على طرف الفراش بهوان وهمهمت بنبرة حزينة بعدما تداركت زلفة لسانها : -ايوة حامل ياماما اتأكدت من كام يوم ومكنتش عايزة حد يعرف
, هنية متسألة بعدم تصديق : بس انتي كنتي بتاخدي حبوب منع يابنتي ازاي حصل
, مي موضحة بحرج :اخر مرة كنت معاه يوم طلاقنا كانت حبوبي خلصت من فترة
, احتضنتها هنية بحنان ومسحت على ظهرها بحنو وقالت بسعادة بالغة : مبروك يا بنتي **** يكملك حملك على خير أخيرآ امنيتي هتتحقق وأشوف عيالك لتقبل ظهر كفها وباطنه بلتناوب وهي تحمد ربها انه استجاب لدعواتها أخيرآ
, لتهمهم مي برجاء: اوعديني انك متقولوش!!
, هنية بعدم اقتناع: ازاي يابنتي من حقه يعرف حرام عليكي تحرميه من الفرحةدي
, انتفضت مي بعصبية مفرطة وصاحت بأندفاع كعادتها: يا ماما حرام عليكي قولتلك مش هيصدقني وهيشكك فيا وحتي لو صدقني هيبقي فاكر اني عيزاه يرجعلي علشان حملي انا مش هفرض نفسي عليه ولا هقبل انو يرجعلي شفقة منه
, اجتاح القلق قلبها من هيأت أبنتها وعصبيتها التي من الممكن ان تضر جنينها لتهتف لتسايرها : خلاص يابنتي اللي يريحك بس براحة علشان اللي بطنك بلاش تتعصبي **** يخليكي
, امأت لها مي وجلست من جديد بأحضانها بهوان لتدعو والدتها لها جهرآ :**** يصلحلك الحال ياقلب أمك
, ٢٣ شرطة
, رمش بأهدابه عدة مرات قبل ان يفتح جفونه بضعف ثم همهم بصوت متحشرج بعدما استعاد جزء من وعيه
, أكمل : انا فين ؟؟؟
, تهللت اسارير هاشم وهو يتفحصه وهتف بسعادة
, هاشم: نشفت دمنا يا جبلة وطيرت النوم من عيونا حاسس بأيه
, ابتسم ببهوت وهمهم بصوت ضعيف: يارتني موت وريحتكم مني
, هاشم بأستنكار: بعد الشر يا جبلة متقولش كدة، دة لو تشوف أمك منهارة ازاي من ساعة اللي حصلك هتتمني تقعد تحت رجليها الباقي من عمرك ولا الغلبانة اللي حلفت ما تسيبك غير لما تفوق وفضلت وقفة على الأزاز الليل بطوله تبص عليك وهي بتعيط
, ابتسم هازئا وأستفهم بضعف: مين دى الغلبانة اللي عملت كدة٣ نقطة نيرة ٣ نقطة
, هاشم ساخرآ : هي نيرة صاحبتك دي ليها في حاجة غير المياعة دي طهقتني بقى بذمتك راجل ملو هدومه زي تقوله شومي دي عيزة ميت شومة على دماغها
, ابتسم أكمل وهو يتحامل على نفسه بهوان وقال : البنت كانت بتعمل اللي طلبتو منها كتر خيرها انها وفقت تمثل معاك على مي
, وبعدين مش انت اللي كنت عايز كدة ياحنين علشان تثبتلها ان الدنيا مش هتقف عليها
, لم يعطي حديثه عنها أهمية فذلك ليس وقت ملائم كي يخبره عن تخبط افكاره وسوء هواجسه ليغير مجري الحديث بخفة : تاني حنين وو**** ما عارف أعمل فيك ايه؟
, همهم أكمل بتعب : تقولي تقصد مين بلغلبانة ؟
, اجابه هاشم بمساومة : لما تقولي مين القادرة اللي عملت فيك كدة
, غامت عين أكمل بحزن وتمتم بضيق بعدما تذكر ما فعله بها : -قادرة ٤ نقطةدة مفيش حد ظلمته في حياتي قدها انا أستاهل يارتها كانت موتتني ورحمتني من تأنيب الضمير
, ضيق هاشم عينه يحاول سبر اغوار صديقه لكن دون جدوى
, ليستأنف أكمل بأصرار بعدما التقط نظراته : مش هقولك هي مين ريح نفسك والحمد لله انك مبلغتش زي ما قولتلك
, هاشم : على فكرة فيها مسؤلية كبيرة عليا ومسائلة قانونية بس ولا يهمك والحمد لله **** ستر و
, أهم حاجة انك قومت بلسلامة
, ليستأنف أكمل بتعب والفضول يتأكله : مش هتقولي برضو تقصد مين بلغلبانة
, تنهد بعمق وأخبره بإيجاز :لما انقلك غرفة عادية وأطمن عليك هبقي اقولك وإن نوي الخروج استوقفه أكمل بنفاذ صبر وبنبرة جاهد لتكون قوية:
, -استني ياحنين وقولي الأول مش هعرف أصبر
, ليهتف هاشم بمراوغة : لما تعترفلي الأول ،قلبي حاسس انك عامل مصايب
, ابتسم بوجع وحاول ان يعتدل بجلسته فأستند على الفراش بكفيه بهوان وتحامل على نفسه ليأتي هاشم ويحاول مساعدته وهو ينهره
, هاشم: مينفعش تتحرك كتير غلط عليك علشان جرحك لسة عايز وقت علشان يلم
, ولكن هو لم يعقب على حديثه بعد ما فاجأه ذلك الملمس البارد الخاص بقلادتها تحت يده، ألتقطها بخفة ورفعها امام عينه بملامح شاحبة يكسوها الضيق فهو الأن علم هوية تلك الذي اخبره هاشم عنها ولكن لما الأن تركت قلادته تلك القلادة هو من اهداها لها وهي اقسمت انها لن تشلحها من عنقها الا بمماتها لما الأن تخلت عنها هل حقآ كل شئ انتهي بينهم اين هي هل تركته للأبد ،ليهتف بعدم اتزان وبنبرة هستيرية وهو يحاول النهوض
, أكمل : فدوة فين ياهاشم هي اللي كانت هنا طب هي فين وليه قلعت السلسلة من رقبتها انا لازم اروحلها
, امنعها أكيد هتسافر ليحاوطه هاشم بقوة ويمنعه وهو يوبخه بحدة : انت اتجننت عايز تروح فين انت لسة تعبان ومش هينفع تتحرك لما تشد حيلك تبقي تروح مطرح ما أنت عايز
, زجره هو بعصبيه وانفعال : لأ انا لازم اشوفها ولو في أخر الدنيا
, هاشم : مش هينفع تتحرك اسمع الكلام متبقاش مجنون
, هدر أكمل بحزن وبنبرة تدمي القلب :
, - لا انا مجنون ٣ نقطةمجنون بيها ياهاشم انا لازم أفهمها كل حاجة وهي أكيد هتعذرني انا بحبها ياهاشم ٣ نقطةبحبها ومش هعرف اعيش من غيرها
, ليحاول هاشم جاهدآ تهدئته وكبح حركته لكن دون جدوى ليزئر أكمل بوجع ويتمسك بصدره بضعف و يحاول تنظيم انفاسه المتعالية ولكن الألم كان فوق أحتماله لم يعلم اهذا ألم الجرح ام قلبه اللعين ليسقط من جديد مغشي عليه من شدة الألم
, ٢٢ شرطة
, جلست هي بين صديقاتها على أحدى الطاولات العريضة داخل ذلك المطعم الفاخر الذي يتوافد عليه نخبة المجتمع
, وظلو يتبادلو الهمسات بينهم والأحاديث المتملقة بين نميمة ومدح وزم ايضآ لكن بطريقتهم الخاصة أطلقت هي ضحكة صاخبة أثر قول أحدي صديقاتها
, لتهمهم احدهم : واضح ياهند ان فضيحة ابنك مأثرتش عليكم خالص
, اجابتها هند بعنجهية وابتسامة صفراء : وليه عيزاها تأثر ابني راجل ويعمل اللي هو عيزه وبعدين هي دي اول مرة تسمعو عن نزوات رجال الأعمال ولا أيه وبعدين شباب ولازم نعذره
, ليتبادلو الضحكات من جديد وهم يأيدو حديثها بتملق ليقاطعها رنين هاتفها لتجيب وهي مازالت محتفظة ببسمتها وعند سماع صوته المقيت تجمدت ملامح وجهها و استأذنت منهم بلباقة وابتعدت في زاوية بعيدة عن الأنظار وأجابته
, هند : عايز ايه تاني مش قولتلك متتصلش بيا
, الطرف الأخر : انتي نسيتي اتفاقنا ولا أيه يا ست هند انتي وعدتيني تخرجيني من هنا علشان ارجع الأمانة وأخليها تحت عيني من تاني
, هند بسخط : اسمع الراجل كلها كام يوم ويموت وساعتها مفيش حاجة هتقلقني وانت معندكش اي دليل ضدي وانا فكرت كتير ولقيت ان سجنك أحسن كتير على الأقل هتبطل تاخد مني فلوس وتستغلني
, واذا كان على الأمانة بتاعتك مبقتش تلزمني لان بعد موته مفيش حد هيشاركني انا وابني في حاجة
, الطرف الأخر : يعني ايه ياست هند بعتيني واستغنيتي عني بلبساطة دي وطلعتيني من المولد بلا حمص
, هند بأمتعاض: افهمها زي ما تحب و متتصلش بيا تاني وبتمنالك من كل قلبي تعفن في السجن
, أغلقت معه واعتلى ثغرها بسمة منتصرة ظنآ منها انها انتهت منه ومن ابتزازه لها لكن لن تدري ان للقدر حسابات أخري
, ٢٤ شرطة
, في قصر العزازي
, بعد وصولها الي هناك ظلت ملازمة سيارتها لعدة دقائق تحاول ان تتمالك نفسها لكن دون جدوى استندت برأسها على عجلة القيادة وظلت تتعالى شهقاتها دون انقطاع لتضرب المقود عدة ضربات بهوان وهي تهمهم بضعف قاصدة دعم نفسها
, فدوة: كفاية ٤ نقطة كفاية انا تعبت٤ نقطةانا قفلت صفحته وهبدء من جديد انا لازم ابقي قوية وقد قراري انا مش هضعف تاني
, لتتنهد بعمق وتسحب عدة محارم ورقية من تابلوه السيارة وتجفف دمعاتها وحين انتهت نزلت من سيارتها وتوجهت الى الداخل
, في تلك الأثناء
, كان هو يقطع الردهة ذهابآ وايابآ وهو يشعر ان رأسه ستنفجر من كثرة التفكير ليصيح بها بحدة بعدما وقعت عينه عليها
, صقر: مش هقولك كنتي فين علشان انا اتوقعت دة ٥ نقطةبس قولتلك قبل كدة وهفضل اقولك مش هسمحلك ترجعيلو حتي لو روحك فيه فاهمة
, ظلت تجاهد حتي تكبح رغبتها بلبكاء مرة أخري امامه وهمهمت وهي تدعي الثبات:
, -انا منستش وعدي ليك انا قدمت على التأشيرة من كام يوم ومستنية الموافقة وأنشاء **** هسافر خلال ايام وياريت تكون أقنعت خالتو علشان مش عايزة أمشي وهي زعلانة مني
, هذا أخر ما تفوهت به قبل ان تنسحب الى غرفتها
, تاركته ينظر لأثارها بذهول فهو توقع انها ستعارضه اوحتي تناقشه بعد ما حدث لذلك اللعين لكن هي فاجأته كثيرآ بردة فعلها
, ٢٦ شرطة
, بعد ان استرد وعيه أطمئن عليه هاشم وعمل اللازم له تم نقله لغرفة عادية داخل المشفي وحين لاحظ تلهف أمه عليه وجلوسها بجانبه وهي تحمد ربها على سلامته قرر ان يترك لهم المساحة الكافية واستأذن منهم وذهب لذلك القابع بلخارج بشرود على أحدى المقاعد الحديدية القابعة في الرواق
, جلس هاشم بجانبه ورتب على ساقه بأمتنان وقال:
, - تعبتك معايا يا أكرم معلش بس ملقتش غيرك ينفع يجيب مامت أكمل
, إكرم : ولا يهمك أهم حاجة طمني على الندل بقي احسن
, هاشم : اه الحمد لله أحسن ليعقد حاجبيه بأستفهام ويستأنف : -بتقول ليه عليه ندل
, ابتسم أكرم ساخرآ واجابه بأنفعال: علشان هو قليل الأصل ومعملش حساب للي كان بينا
, هاشم بعدم فهم : عمل ايه فاهمني
, أكرم : انت مقريتش الجرايد ولا أيه
, هز هاشم رأسه ب لا وتحدث مستفهمآ : فيها أيه الجرايد
, زفر أكرم بنفاذ صبر وتناول هاتفه وعرض عليه الخبر من على أحدي المواقع الألكترونية وأستأنف بخزلان : صاحبك بعتله البنت دي لعبت عليه وكانت بتتجسس لحسابه وخسرت صقر صفقة مهمة في شغله ومش بس كدة الندل كان ناوي يحطله مخدرات علشان يسجنه
, وكل دة ليه علشان غبي وتفكيره محدود كان فاكر ان صقر ليه علاقة بموت أخته
, أغمض هاشم عينه بعصبية مفرطة وهدر دون وعي : كنت حاسس انو بيخطط لحاجة بس معرفش انو هتوصل بيه لكدة والبنت دي انا عارفها وميتهيألي كمان انا السبب في أختياره ليها ليدلك عنقه بأنفعال ويتمتم من بين أسنانه بضيق : غبي٣ نقطة طول عمره غبي وتفكيره سطحي ليستأنف : انا مش هسكت لازم اوجهه وابهدله
, لينهض بقوة قاصد ايلامه ليوقفه أكرم بأصرار وهو يقبض على ذراعه : مش وقته يا هاشم هو لسة تعبان استني لما يشد حيله وبعدين متنساش ان أمه معاه
, أمأ له بتفهم وتمتم بأصرار : ماشي هسمع كلامك بس لغاية مايشد حيله
, إكرم : تعالى بقى معايا ابص عليه قبل ما أمشي علشان أطمن صقر عليه
, هز الأخر رأسه بعدم تصديق من قوله ايعقل ان صقر يريد الأطمئنان بعد كل هذا حقآ انه معدنه أصيل و رغم ادعائه الحدة والصرامة الا ان قلبه انصع من بياض الثلج ليلعن هاشم غباء أكمل للمرة الألف ويدلف اليه برفقة أكرم
, كان هو متسطح بين أحضان والدته وشارد بحزن في صاحبة القلادة
, الا ان همهمت أكرم اجفلته
, أكرم: حمد **** على سلامتك
, نظر له نظرة خاطفة ثم أطرق رأسه بخزي ولم يتفوه ببنت شفة ليستطرد هاشم يلاحق الموقف امام والدت أكمل
, هاشم: أكرم جة يسلم عليك قبل ما يمشي كان قاعد هنا من ساعة اللي حصلك علشان يطمن عليك
, ليهتف أكرم بتهكم تقصده : احنا أخوات وعندنا أصل ومينفعش نسيب بعض في ظروف زي دي ٥ نقطة انا همشي بقي تأمروني بحاجة
, ليهمهم أكمل بحرج : شكرآ يا أكرم مش عارف اقولك ايه انا مكسوف منك
, امأ له بتفهم وان كاد ينصرف أخبرته ثريا : خدني معاك يا أكرم هجيب هدوم لأكمل وشوية حاجات من البيت لتستأنف قبل انسحابها وهي توجه حديثها لأكمل: مش هتأخر عليك يا حبيبي مسافة السكة
, أمأ لها لتخرج برفقة أكرم اما عنه ظل ينظر له بغيظ يريد ان يحطم جمجمته اللعينة التي تسببت بكل شئ سئ ليهمهم أكمل بعدما التقط نظراته :
, - مالك يا هاشم انت بتبصلي كدة ليه
, اجابه هو بنبرة مشمئزة : هتعرف بس مش وقته حاول تنام شوية وانا هشوف كام حاجة كدة وارجعلك
, امأ له بأنصياع لينصرف هاشم ويتركه يتطلع لتلك القلادة التي افقدته أخر أمل له معها
, ٢٣ شرطة
, تسللت هي الي خارج منطقتهم الشعبية بعدما تعمدت ان تخفي وجهها بطرف وشاحها الأسود وعند ابتعادها مسافة كافية زفرت بأرتياح وتوجهت الى منزل أكمل لعلها تستعلم عن توابع فعلتها
, وعند وصولها أخبرها حارس البناية ان سيارة أسعاف اصطحبته الى مشفي الجارحي لتتوجه الى هناك دون تردد
, بعد أقل من نصف ساعة وصلت هي الى غايتها وبعد استعلامها عن غرفته وثبت الى هناك بخطوات مهزوزة ، وقفت امام باب غرفته وهي تشعر ان كل انش بجسدها ينتفض من الذعر لكن لا مجال للتراجع
, تعالت انفاسها بقوة وهي تدير مقبض الباب وتحاول فتحه وعندما اتضحت الرؤية أمامها حمدت ربها انه بمفرده لتجول المكان من حولها بحيطة وتدلف الى الداخل وتغلق الباب خلفها
, كان هو يتحايل على النوم لكن دون جدوى لينتبه لدخولها حاول ان يعتدل بجلسته وسألها بخفوت وبنبرة متهكمة
, أكمل : جيتي ليه ؟؟
, اوعي تكوني جية تموتيني بجد المرة دي ؟؟؟؟؟
, ٢٩ شرطة
, 🌸إغواء قلب🌸
, 🌸ميراكريم🌸
, ♡الفصل الثاني والعشرون ♡
, تسللت هي الي خارج منطقتهم الشعبية بعدما تعمدت ان تخفي وجهها بطرف وشاحها الأسود وعند ابتعادها مسافة كافية زفرت بأرتياح وتوجهت الى منزل أكمل لعلها تستعلم عن توابع فعلتها
, وعند وصولها أخبرها حارس البناية ان سيارة أسعاف اصطحبته الى مشفي الجارحي لتتوجه الى هناك دون تردد
, بعد أقل من نصف ساعة وصلت هي الى غايتها وبعد استعلامها عن غرفته وثبت الى هناك بخطوات مهزوزة ، وقفت امام باب غرفته وهي تشعر ان كل انش بجسدها ينتفض من الذعر لكن لا مجال للتراجع
, تعالت انفاسها بقوة وهي تدير مقبض الباب وتحاول فتحه وعندما اتضحت الرؤية أمامها حمدت ربها انه بمفرده لتجول المكان من حولها بحيطة وتدلف الى الداخل وتغلق الباب خلفها
, كان هو يتحايل على النوم لكن دون جدوى لينتبه لدخولها حاول ان يعتدل بجلسته وسألها بخفوت وبنبرة متهكمة
, أكمل : جيتي ليه ؟؟
, اوعي تكوني جية تموتيني بجد المرة دي ؟؟؟؟؟؟
, كانت هي تستند على الباب و تضع يدها على خافقها تحاول ان تكبح ذعرها وتتمالك نفسها وقالت بعدما هزت رأسها بنفي مستنكرة قولهوهتفت:
, 'معرفش جيت ليه .انا كان مفروض ازعل لماعرفت انك عايش بس لقيت نفسي عندك علشان أطمن . انا عارفة انو غباء مني بس يمكن جيت علشان أريح ضميري
,
, اجابها ساخرآ : لا و**** فيكي الخير يافتون جية تطمني عليا على العموم انا كويس ومتقلقيش مبلغتش عنك
, أطرقت فتون رأسها بلأرض وهمهمت بخفوت : كنت فاكرة انك هتبقي عايز تسجني وتعاقبني على اللي عملته فيك
, تنهد بعمق وهو يتمسك بصدره بألم : انا أستاهل أكتر من كدة ياريتك موتيني ليستأنف بأسف وشعور الندم ينهش به:
, - سامحيني يا فتون و اوعدك هحاول أصلح اللي حصل
, هزت فتون رأسها هازئة بما تفوه به وغمغمت بنبرة حزينة متألمة:
, -مبقاش ينفع هتصلح ايه ولا أيه
, انت قضيت عليا بعد ما دنثتني بوصمة عار عمري ما هعرف امحيها
, اجابها بأصرار وبنبرة يشوبها الضيق : انا هقول ل صقر كل حاجة هقوله انك مكنش ليكي علاقة بفهد وان كل دة من تخطيطي انا
, قاطعته فتون ودمعاتها تنسل على وجهها دون انقطاع وبنبرة حزينة تقطع نياط القلب:
, - مش هيصدقك وحتي لو صدقك عمره ما هيغفر ولا يستوعب اني بريئة مبقاش ينفع يا أكمل لتستأنف بتهكم ونبرة أشد حزن : -لو كنت انت صدقت ، كان هو كمان صدق٣ نقطة انت نسيت انك في يوم من الأيام خدتني لنفس الغرض
, ضرب بقبضته الفراش بقوة وهدر بأنفعال بعدما لامس حديثها اوتار قلبه وشعر بفداحة فعلته:
, -انا السبب فكل حاجة انا السبب غبي ٣ نقطةغبي
, لتستأنف فتون بقهر وبنبرة متألمة اضنتها الحياه :
, مش انت السبب لوحدك في اللي وصلتله في غيرك ابويا اللي كان بيتاجر بيا وبسمعتي دة كان مش هامه اني ممكن في مرة أضيع وأخسر شرفي كان كل اللي يهمه الفلوس وبس انا كنت ضحية للراجل دة.
, لتستأنف بهستيرية : ٥ نقطةوجمال
, وعوض ..وفهد ٣ نقطةوغيرهم كتير حاولو يستغلوني اسوء استغلال وينهشو فيا
, الوحيد اللي لقيت معاه الأمان وعمره ما حاول يعمل زيكم كان صقر وللأسف خسرته للأبد بفضلكم
, لتستأنف بحرقة وصوت مختنق اثر بكائها :
, - بدعي من **** تحس باللي حسة بيه يتوجع قلبك زي ما وجعتني وظلمتني "حسبي **** ونعم الوكيل" فيك
, وإن كادت ان تلتفت لتغادر استوقفها بترجي : استني متمشيش انا هعوضك و**** يافتون هعوضك بس سامحيني
, هزت رأسها بنفي قاطع وغمغمت :
, -أطلب السماح من **** مش مني انا
, مش عايزة منك حاجة غير انك تسبني في حالي انا هاخد أختي ونبعد في اي حتة بعيدة وعمري ما هرجع هنا تاني
, أكمل : انا قطعت وصولات الامانة انا كنت عمري ما هأذيكي يافتون
, أبتسمت بسخرية مريرة وقالت قبل ان تلتفت :
, -ياريتك أذتني ولا أنك عملت فيا كدة وإن فتحت الباب لتغادر وجدت هاشم متسمر امام الباب وملامحه ممتعضة للغاية فيبدو انه أستمع الي حديثهم أطرقت برأسها بلأرض وتخطته وأنصرفت بخطوات واهنة متخازلة ليندفع هاشم الى أكمل بقوة ويلكمه بوجهه بعنف غير عابئ بحالته الصحية وهدر من بين اسنانه
, هاشم : حرام عليك ليه ٤ نقطةليه انا مش مصدق عملت كدة ازاي
, أجابه أكمل بضيق و بعيون غائمة وهو يتمسك بفكه بألم : بلاش انت كمان تيجي عليا ، واعذرني انا فهمت غلط وكان انتقامي عاميني
, اجابه هاشم بعصبية وانفعال : -يبقي تستاهل تتحمل نتيجة غلطك لوحدك ايه ذنب المسكينة دي
, اجابه أكمل بندم : انا عارف اني استاهل اي حاجة تحصلي وصدقني ندمت
, ليحذره هاشم بجدية مبالغ بها وبنبرة لا تقبل التفاوض:قسمآ ب**** لو مصلحتش اللي عملته وروحت ل صقر واعترفتله بكل حاجة لكون انا اللي حكيله وساعتها متلمش غير نفسك
, امأ له أكمل بأنصياع وأخبره وهو مطرق الرأس :
, - اوعدك هصلح كل حاجة بس أخرج من هنا، رمقه هاشم بأحتقار ثم غادر بخطوات غاضبة تاركه يتطلع لأثره بخزي من نفسه
, ٢٧ شرطة
, في مشفي الجارحي في صباح يوم جديد
, استبد القلق بهم جميعآ عندما لم يستفيق الى الأن فكان لكل منهم افكاره الخاصة
, كانت امه تنتحب بحرقة وتدعوه له بتضرع طالبة من **** عز وجل ان يسلمه لها اما عنها ظلت متسمرة امام الحائط الزجاجي المطل على فراشه بلعناية لم ترمش عن موضعه، وظلت تناجي ربها لأجله
, ليأتيها صوت أكرم الخفيض من خلفها فهو ايضآ ظل ملازم لهم ينتظر الأطمئنان عنه: وجودك هنا غلط ٣ نقطةانتي أكيد عارفة ان صقر هيضايق لو عرف
, اجابته بوهن وبنبرة حزينة : عارفة يا أكرم متتعبش نفسك مش همشي غير لما أطمن عليه ٣ نقطة وانا عارفة انك أكيد مش هتخبي على صقر حاجة ومش فارق معايا علشان انا كنت هقوله
, أكرم بيأس : انتي حرة يافدوة بس انا مش عايز صقر يضايق كفاية اللي هو فيه
, امأت له بضيق واستمرت بتحديقها بمالك قلبها من خلال الحائط الزجاجي
, اما عنه دخل ليتفحصه هو وفريق من الأطباء المختصين وبعد عدة دقائق خرج وعلى وجهه ابتسامة مطمئنة ، تهافتو الجميع عليه وسألوه بفم واحد : طمنا ياهاشم
, اجابهم بعملية : الحمد لله كل الوظايف الحيوية كويسة ومفيهاش خلل كل شئ طبيعي وحالته مستقرة
, زفرت هي بأرتياح واعتلت بسمة هادئة ثغرها ثم تمسكت بقلادتها وكأنها تستمد منها القوة ورفعت عيناها بترجي وقالت بنبرة متألمة تناجي ربها بخفوت : يارب متوجعش قلبي عليه ،واحفظه
, لتهتف ثريا والدته بلهفة : عايزة اشوفه يا هاشم **** يخليك
, اجابها هو برسمية : حاضر ممكن اتنين منكم يدخلو يشوفوه بس طبعآ مش ازيد من عشر دقايق
, امأت له بتفهم وصوبت نظراتها على فدوة وقالت بحنو :
, ثريا: انا وفدوة هندخله
, بعد عدة دقائق دلفو اليه وعند رؤيته عن قرب انهارت امه باكية وأخذت تقبل جبهته وهي تتوسله :
, -ياقلب امك اوعي تسبني انا مليش غيرك يا أكمل كفاية اني اتحرمت من أختك علشان خاطر امك اوعي تسبني لتتعالي شهقاتها دون ارادة ليأتي هاشم واحد الممرضات ويسحبها خارجآ وهو يهدئها
, اما عنها انسابت دمعاتها تأثرآ بأنهيار والدته وتقدمت من فراشه بخطوات بطيئة وحين تمسكت بيده شعرت ببرودتها أخذت تمسح عليها برفق قاصدة تدفئتها وهمهمت من بين دمعاتها : -متعملش كدة فينا فوق علشان خاطري
, -س٣ نقطةام٣ نقطةحي٣ نقطةني
, همهم هو بنبرة متقطعة دون وعي وهو مازال مغمض العين
, هزت رأسها بعدم تصديق وظنت انها يهيئ لها انها أستمعت لهمهمته
, لتنظر اليه بذهول وتهتف بسعادة
, -أكمل انت اتكلمت صح رد عليا انت كويس
, لكن هو همس من جديد بتقطع وبنبرة ضعيفة
, - سا٤ نقطةمحيني
, ابتسمت هي بأتساع وهتفت بسعادة مطلقة : هسامحك اوعدك هسامحك بس فتح عيونك يا أكمل
, ليهمهم من جديد دون وعي بنبرة أضعف
, - فتون٧ نقطةسامحيني يافتون
, وعند تفوهه بأسم أخري انتفضت من جانبه وجففت دمعاتها بعصبية وهي تشعر بخنجر مسموم انغرس بصدرها فيبدو ان شكوك صديقتها بمحلها لتستقيم وتنظر له نظرة عميقة تحمل بطياتها الكثير ودون ادني تفكير قامت بنزع القلادة التي تحاوط عنقها بقوة ووضعتها بكفه المتراخي فهي عزمت بعد اطمئنانها عليه ان ترحل دون رجعة مهلآ فيبدو ان قد حان موعد الفراق بلنسبة لها ، هي تعلم ان قرارها السابق هو الصواب ولن تتهاون وتضعف من أجله فيكفيها خنوع لقلبها ، تنهدت بعمق قاصدة لملمت شتاتها ثم القت عليه نظرة أخيرة وأنصرفت بتعجل دون الأكتراث لأحد ممن كانو ينتظرون بلخارج
, ٢٦ شرطة
, في منزل والدت مي
, ظلت تعبث بأغراضها بفوضوية مبالغ بها وهي تبحث عن ضالتها لتدخل والدتها اليها والحزن يحتل تقاسيم وجهها وتهتف بعدم رضا
, هنية : بتدوري على ايه ياقلب امك
, هدرت وهي منهمكة بلبحث
, مي: ماما كان البسبور بتاعي هنا مشفتوش انا قلبت عليه البيت ملقيتهوش
, هنية بمغزى: ومش هتلقيه متتعبيش نفسك
, عقدت مي حاجبيها بعدم فهم وتسألت : مش فاهمة ليه مش هلقيه ؟
, هنية : علشان انا خدته يامي
, مي بضيق: ياماما حرام عليكي هو معاكي وسيباني ادور
, هتفت هنية بنبرة حزينة وهي توبخها :عايزة تسافري وتسبيني يامي عايزة تهربي ليه ومخبية ايه عني تاني ؟؟
, زاغت نظراتها وردت بتوتر : هخبي ايه ياماما بس انا كنت هسافر أغير جو في اي حتة مش أكتر
, قاطعتها هنية بأنفعال: -كداااابة ٤ نقطة
, انا سمعتك بوداني بتتفقي مع الدكتور أحمد ابن صاحب ابوكي انك عايزاه ينتدبك عنده في المستشفي بتاعته اللي في دبي
, لسنة كاملة
, مي بأندفاع: بتتجسسي عليا ياماما
, هنية بعصبية : اه بتجسس عليكي لما أشوفك بتضيعي نفسك وبتخربي حياتك بأيدك يبقي لازم اتدخل مش هقف اتفرج عليكي
, هتفت مي بعصبية مفرطة وبقلب مفتور من الألم : حياتي هي فين حياتي اللي انتي خايفة عليها عايزاني اقف اتفرج عليه وهو بيتجوزها قدام عيني ؟؟
, ولا عايزاني استني هنا واتحمل تجريحه فيا كل ما يشفني.
, عيزاني اركع عند رجله واقوله مخنتكش معملتش حاجة لتنهار باكية وتهمهم بضعف من بين دمعاتها دون تفكير : عملت اللي أكتر من كدة ومصدقنيش ومقدرش يسامحني على حاجة انا معملتهاش يا ماما الثقة انعدمت مبينا وانا مقدرش أحاول اقنعه تاني حتي البيبي اللي في بطني خايفة اروح أقوله انا حامل يفاجأني ويقوولي مش مني ويكرر جرحه ليا واتهامه
, اتسعت عين هنية بصدمة وتسألت بلهفة : انتي حامل يامي
, هزت رأسها بضعف وهي تجفف دمعاتها بظهر يدها وجلست على طرف الفراش بهوان وهمهمت بنبرة حزينة بعدما تداركت زلفة لسانها : -ايوة حامل ياماما اتأكدت من كام يوم ومكنتش عايزة حد يعرف
, هنية متسألة بعدم تصديق : بس انتي كنتي بتاخدي حبوب منع يابنتي ازاي حصل
, مي موضحة بحرج :اخر مرة كنت معاه يوم طلاقنا كانت حبوبي خلصت من فترة
, احتضنتها هنية بحنان ومسحت على ظهرها بحنو وقالت بسعادة بالغة : مبروك يا بنتي **** يكملك حملك على خير أخيرآ امنيتي هتتحقق وأشوف عيالك لتقبل ظهر كفها وباطنه بلتناوب وهي تحمد ربها انه استجاب لدعواتها أخيرآ
, لتهمهم مي برجاء: اوعديني انك متقولوش!!
, هنية بعدم اقتناع: ازاي يابنتي من حقه يعرف حرام عليكي تحرميه من الفرحةدي
, انتفضت مي بعصبية مفرطة وصاحت بأندفاع كعادتها: يا ماما حرام عليكي قولتلك مش هيصدقني وهيشكك فيا وحتي لو صدقني هيبقي فاكر اني عيزاه يرجعلي علشان حملي انا مش هفرض نفسي عليه ولا هقبل انو يرجعلي شفقة منه
, اجتاح القلق قلبها من هيأت أبنتها وعصبيتها التي من الممكن ان تضر جنينها لتهتف لتسايرها : خلاص يابنتي اللي يريحك بس براحة علشان اللي بطنك بلاش تتعصبي **** يخليكي
, امأت لها مي وجلست من جديد بأحضانها بهوان لتدعو والدتها لها جهرآ :**** يصلحلك الحال ياقلب أمك
, ٢٣ شرطة
, رمش بأهدابه عدة مرات قبل ان يفتح جفونه بضعف ثم همهم بصوت متحشرج بعدما استعاد جزء من وعيه
, أكمل : انا فين ؟؟؟
, تهللت اسارير هاشم وهو يتفحصه وهتف بسعادة
, هاشم: نشفت دمنا يا جبلة وطيرت النوم من عيونا حاسس بأيه
, ابتسم ببهوت وهمهم بصوت ضعيف: يارتني موت وريحتكم مني
, هاشم بأستنكار: بعد الشر يا جبلة متقولش كدة، دة لو تشوف أمك منهارة ازاي من ساعة اللي حصلك هتتمني تقعد تحت رجليها الباقي من عمرك ولا الغلبانة اللي حلفت ما تسيبك غير لما تفوق وفضلت وقفة على الأزاز الليل بطوله تبص عليك وهي بتعيط
, ابتسم هازئا وأستفهم بضعف: مين دى الغلبانة اللي عملت كدة٣ نقطة نيرة ٣ نقطة
, هاشم ساخرآ : هي نيرة صاحبتك دي ليها في حاجة غير المياعة دي طهقتني بقى بذمتك راجل ملو هدومه زي تقوله شومي دي عيزة ميت شومة على دماغها
, ابتسم أكمل وهو يتحامل على نفسه بهوان وقال : البنت كانت بتعمل اللي طلبتو منها كتر خيرها انها وفقت تمثل معاك على مي
, وبعدين مش انت اللي كنت عايز كدة ياحنين علشان تثبتلها ان الدنيا مش هتقف عليها
, لم يعطي حديثه عنها أهمية فذلك ليس وقت ملائم كي يخبره عن تخبط افكاره وسوء هواجسه ليغير مجري الحديث بخفة : تاني حنين وو**** ما عارف أعمل فيك ايه؟
, همهم أكمل بتعب : تقولي تقصد مين بلغلبانة ؟
, اجابه هاشم بمساومة : لما تقولي مين القادرة اللي عملت فيك كدة
, غامت عين أكمل بحزن وتمتم بضيق بعدما تذكر ما فعله بها : -قادرة ٤ نقطةدة مفيش حد ظلمته في حياتي قدها انا أستاهل يارتها كانت موتتني ورحمتني من تأنيب الضمير
, ضيق هاشم عينه يحاول سبر اغوار صديقه لكن دون جدوى
, ليستأنف أكمل بأصرار بعدما التقط نظراته : مش هقولك هي مين ريح نفسك والحمد لله انك مبلغتش زي ما قولتلك
, هاشم : على فكرة فيها مسؤلية كبيرة عليا ومسائلة قانونية بس ولا يهمك والحمد لله **** ستر و
, أهم حاجة انك قومت بلسلامة
, ليستأنف أكمل بتعب والفضول يتأكله : مش هتقولي برضو تقصد مين بلغلبانة
, تنهد بعمق وأخبره بإيجاز :لما انقلك غرفة عادية وأطمن عليك هبقي اقولك وإن نوي الخروج استوقفه أكمل بنفاذ صبر وبنبرة جاهد لتكون قوية:
, -استني ياحنين وقولي الأول مش هعرف أصبر
, ليهتف هاشم بمراوغة : لما تعترفلي الأول ،قلبي حاسس انك عامل مصايب
, ابتسم بوجع وحاول ان يعتدل بجلسته فأستند على الفراش بكفيه بهوان وتحامل على نفسه ليأتي هاشم ويحاول مساعدته وهو ينهره
, هاشم: مينفعش تتحرك كتير غلط عليك علشان جرحك لسة عايز وقت علشان يلم
, ولكن هو لم يعقب على حديثه بعد ما فاجأه ذلك الملمس البارد الخاص بقلادتها تحت يده، ألتقطها بخفة ورفعها امام عينه بملامح شاحبة يكسوها الضيق فهو الأن علم هوية تلك الذي اخبره هاشم عنها ولكن لما الأن تركت قلادته تلك القلادة هو من اهداها لها وهي اقسمت انها لن تشلحها من عنقها الا بمماتها لما الأن تخلت عنها هل حقآ كل شئ انتهي بينهم اين هي هل تركته للأبد ،ليهتف بعدم اتزان وبنبرة هستيرية وهو يحاول النهوض
, أكمل : فدوة فين ياهاشم هي اللي كانت هنا طب هي فين وليه قلعت السلسلة من رقبتها انا لازم اروحلها
, امنعها أكيد هتسافر ليحاوطه هاشم بقوة ويمنعه وهو يوبخه بحدة : انت اتجننت عايز تروح فين انت لسة تعبان ومش هينفع تتحرك لما تشد حيلك تبقي تروح مطرح ما أنت عايز
, زجره هو بعصبيه وانفعال : لأ انا لازم اشوفها ولو في أخر الدنيا
, هاشم : مش هينفع تتحرك اسمع الكلام متبقاش مجنون
, هدر أكمل بحزن وبنبرة تدمي القلب :
, - لا انا مجنون ٣ نقطةمجنون بيها ياهاشم انا لازم أفهمها كل حاجة وهي أكيد هتعذرني انا بحبها ياهاشم ٣ نقطةبحبها ومش هعرف اعيش من غيرها
, ليحاول هاشم جاهدآ تهدئته وكبح حركته لكن دون جدوى ليزئر أكمل بوجع ويتمسك بصدره بضعف و يحاول تنظيم انفاسه المتعالية ولكن الألم كان فوق أحتماله لم يعلم اهذا ألم الجرح ام قلبه اللعين ليسقط من جديد مغشي عليه من شدة الألم
, ٢٢ شرطة
, جلست هي بين صديقاتها على أحدى الطاولات العريضة داخل ذلك المطعم الفاخر الذي يتوافد عليه نخبة المجتمع
, وظلو يتبادلو الهمسات بينهم والأحاديث المتملقة بين نميمة ومدح وزم ايضآ لكن بطريقتهم الخاصة أطلقت هي ضحكة صاخبة أثر قول أحدي صديقاتها
, لتهمهم احدهم : واضح ياهند ان فضيحة ابنك مأثرتش عليكم خالص
, اجابتها هند بعنجهية وابتسامة صفراء : وليه عيزاها تأثر ابني راجل ويعمل اللي هو عيزه وبعدين هي دي اول مرة تسمعو عن نزوات رجال الأعمال ولا أيه وبعدين شباب ولازم نعذره
, ليتبادلو الضحكات من جديد وهم يأيدو حديثها بتملق ليقاطعها رنين هاتفها لتجيب وهي مازالت محتفظة ببسمتها وعند سماع صوته المقيت تجمدت ملامح وجهها و استأذنت منهم بلباقة وابتعدت في زاوية بعيدة عن الأنظار وأجابته
, هند : عايز ايه تاني مش قولتلك متتصلش بيا
, الطرف الأخر : انتي نسيتي اتفاقنا ولا أيه يا ست هند انتي وعدتيني تخرجيني من هنا علشان ارجع الأمانة وأخليها تحت عيني من تاني
, هند بسخط : اسمع الراجل كلها كام يوم ويموت وساعتها مفيش حاجة هتقلقني وانت معندكش اي دليل ضدي وانا فكرت كتير ولقيت ان سجنك أحسن كتير على الأقل هتبطل تاخد مني فلوس وتستغلني
, واذا كان على الأمانة بتاعتك مبقتش تلزمني لان بعد موته مفيش حد هيشاركني انا وابني في حاجة
, الطرف الأخر : يعني ايه ياست هند بعتيني واستغنيتي عني بلبساطة دي وطلعتيني من المولد بلا حمص
, هند بأمتعاض: افهمها زي ما تحب و متتصلش بيا تاني وبتمنالك من كل قلبي تعفن في السجن
, أغلقت معه واعتلى ثغرها بسمة منتصرة ظنآ منها انها انتهت منه ومن ابتزازه لها لكن لن تدري ان للقدر حسابات أخري
, ٢٤ شرطة
, في قصر العزازي
, بعد وصولها الي هناك ظلت ملازمة سيارتها لعدة دقائق تحاول ان تتمالك نفسها لكن دون جدوى استندت برأسها على عجلة القيادة وظلت تتعالى شهقاتها دون انقطاع لتضرب المقود عدة ضربات بهوان وهي تهمهم بضعف قاصدة دعم نفسها
, فدوة: كفاية ٤ نقطة كفاية انا تعبت٤ نقطةانا قفلت صفحته وهبدء من جديد انا لازم ابقي قوية وقد قراري انا مش هضعف تاني
, لتتنهد بعمق وتسحب عدة محارم ورقية من تابلوه السيارة وتجفف دمعاتها وحين انتهت نزلت من سيارتها وتوجهت الى الداخل
, في تلك الأثناء
, كان هو يقطع الردهة ذهابآ وايابآ وهو يشعر ان رأسه ستنفجر من كثرة التفكير ليصيح بها بحدة بعدما وقعت عينه عليها
, صقر: مش هقولك كنتي فين علشان انا اتوقعت دة ٥ نقطةبس قولتلك قبل كدة وهفضل اقولك مش هسمحلك ترجعيلو حتي لو روحك فيه فاهمة
, ظلت تجاهد حتي تكبح رغبتها بلبكاء مرة أخري امامه وهمهمت وهي تدعي الثبات:
, -انا منستش وعدي ليك انا قدمت على التأشيرة من كام يوم ومستنية الموافقة وأنشاء **** هسافر خلال ايام وياريت تكون أقنعت خالتو علشان مش عايزة أمشي وهي زعلانة مني
, هذا أخر ما تفوهت به قبل ان تنسحب الى غرفتها
, تاركته ينظر لأثارها بذهول فهو توقع انها ستعارضه اوحتي تناقشه بعد ما حدث لذلك اللعين لكن هي فاجأته كثيرآ بردة فعلها
, ٢٦ شرطة
, بعد ان استرد وعيه أطمئن عليه هاشم وعمل اللازم له تم نقله لغرفة عادية داخل المشفي وحين لاحظ تلهف أمه عليه وجلوسها بجانبه وهي تحمد ربها على سلامته قرر ان يترك لهم المساحة الكافية واستأذن منهم وذهب لذلك القابع بلخارج بشرود على أحدى المقاعد الحديدية القابعة في الرواق
, جلس هاشم بجانبه ورتب على ساقه بأمتنان وقال:
, - تعبتك معايا يا أكرم معلش بس ملقتش غيرك ينفع يجيب مامت أكمل
, إكرم : ولا يهمك أهم حاجة طمني على الندل بقي احسن
, هاشم : اه الحمد لله أحسن ليعقد حاجبيه بأستفهام ويستأنف : -بتقول ليه عليه ندل
, ابتسم أكرم ساخرآ واجابه بأنفعال: علشان هو قليل الأصل ومعملش حساب للي كان بينا
, هاشم بعدم فهم : عمل ايه فاهمني
, أكرم : انت مقريتش الجرايد ولا أيه
, هز هاشم رأسه ب لا وتحدث مستفهمآ : فيها أيه الجرايد
, زفر أكرم بنفاذ صبر وتناول هاتفه وعرض عليه الخبر من على أحدي المواقع الألكترونية وأستأنف بخزلان : صاحبك بعتله البنت دي لعبت عليه وكانت بتتجسس لحسابه وخسرت صقر صفقة مهمة في شغله ومش بس كدة الندل كان ناوي يحطله مخدرات علشان يسجنه
, وكل دة ليه علشان غبي وتفكيره محدود كان فاكر ان صقر ليه علاقة بموت أخته
, أغمض هاشم عينه بعصبية مفرطة وهدر دون وعي : كنت حاسس انو بيخطط لحاجة بس معرفش انو هتوصل بيه لكدة والبنت دي انا عارفها وميتهيألي كمان انا السبب في أختياره ليها ليدلك عنقه بأنفعال ويتمتم من بين أسنانه بضيق : غبي٣ نقطة طول عمره غبي وتفكيره سطحي ليستأنف : انا مش هسكت لازم اوجهه وابهدله
, لينهض بقوة قاصد ايلامه ليوقفه أكرم بأصرار وهو يقبض على ذراعه : مش وقته يا هاشم هو لسة تعبان استني لما يشد حيله وبعدين متنساش ان أمه معاه
, أمأ له بتفهم وتمتم بأصرار : ماشي هسمع كلامك بس لغاية مايشد حيله
, إكرم : تعالى بقى معايا ابص عليه قبل ما أمشي علشان أطمن صقر عليه
, هز الأخر رأسه بعدم تصديق من قوله ايعقل ان صقر يريد الأطمئنان بعد كل هذا حقآ انه معدنه أصيل و رغم ادعائه الحدة والصرامة الا ان قلبه انصع من بياض الثلج ليلعن هاشم غباء أكمل للمرة الألف ويدلف اليه برفقة أكرم
, كان هو متسطح بين أحضان والدته وشارد بحزن في صاحبة القلادة
, الا ان همهمت أكرم اجفلته
, أكرم: حمد **** على سلامتك
, نظر له نظرة خاطفة ثم أطرق رأسه بخزي ولم يتفوه ببنت شفة ليستطرد هاشم يلاحق الموقف امام والدت أكمل
, هاشم: أكرم جة يسلم عليك قبل ما يمشي كان قاعد هنا من ساعة اللي حصلك علشان يطمن عليك
, ليهتف أكرم بتهكم تقصده : احنا أخوات وعندنا أصل ومينفعش نسيب بعض في ظروف زي دي ٥ نقطة انا همشي بقي تأمروني بحاجة
, ليهمهم أكمل بحرج : شكرآ يا أكرم مش عارف اقولك ايه انا مكسوف منك
, امأ له بتفهم وان كاد ينصرف أخبرته ثريا : خدني معاك يا أكرم هجيب هدوم لأكمل وشوية حاجات من البيت لتستأنف قبل انسحابها وهي توجه حديثها لأكمل: مش هتأخر عليك يا حبيبي مسافة السكة
, أمأ لها لتخرج برفقة أكرم اما عنه ظل ينظر له بغيظ يريد ان يحطم جمجمته اللعينة التي تسببت بكل شئ سئ ليهمهم أكمل بعدما التقط نظراته :
, - مالك يا هاشم انت بتبصلي كدة ليه
, اجابه هو بنبرة مشمئزة : هتعرف بس مش وقته حاول تنام شوية وانا هشوف كام حاجة كدة وارجعلك
, امأ له بأنصياع لينصرف هاشم ويتركه يتطلع لتلك القلادة التي افقدته أخر أمل له معها
, ٢٣ شرطة
, تسللت هي الي خارج منطقتهم الشعبية بعدما تعمدت ان تخفي وجهها بطرف وشاحها الأسود وعند ابتعادها مسافة كافية زفرت بأرتياح وتوجهت الى منزل أكمل لعلها تستعلم عن توابع فعلتها
, وعند وصولها أخبرها حارس البناية ان سيارة أسعاف اصطحبته الى مشفي الجارحي لتتوجه الى هناك دون تردد
, بعد أقل من نصف ساعة وصلت هي الى غايتها وبعد استعلامها عن غرفته وثبت الى هناك بخطوات مهزوزة ، وقفت امام باب غرفته وهي تشعر ان كل انش بجسدها ينتفض من الذعر لكن لا مجال للتراجع
, تعالت انفاسها بقوة وهي تدير مقبض الباب وتحاول فتحه وعندما اتضحت الرؤية أمامها حمدت ربها انه بمفرده لتجول المكان من حولها بحيطة وتدلف الى الداخل وتغلق الباب خلفها
, كان هو يتحايل على النوم لكن دون جدوى لينتبه لدخولها حاول ان يعتدل بجلسته وسألها بخفوت وبنبرة متهكمة
, أكمل : جيتي ليه ؟؟
, اوعي تكوني جية تموتيني بجد المرة دي ؟؟؟؟؟
 
٢٢


تسللت هي الي خارج منطقتهم الشعبية بعدما تعمدت ان تخفي وجهها بطرف وشاحها الأسود وعند ابتعادها مسافة كافية زفرت بأرتياح وتوجهت الى منزل أكمل لعلها تستعلم عن توابع فعلتها
, وعند وصولها أخبرها حارس البناية ان سيارة أسعاف اصطحبته الى مشفي الجارحي لتتوجه الى هناك دون تردد
, بعد أقل من نصف ساعة وصلت هي الى غايتها وبعد استعلامها عن غرفته وثبت الى هناك بخطوات مهزوزة ، وقفت امام باب غرفته وهي تشعر ان كل انش بجسدها ينتفض من الذعر لكن لا مجال للتراجع
, تعالت انفاسها بقوة وهي تدير مقبض الباب وتحاول فتحه وعندما اتضحت الرؤية أمامها حمدت ربها انه بمفرده لتجول المكان من حولها بحيطة وتدلف الى الداخل وتغلق الباب خلفها
, كان هو يتحايل على النوم لكن دون جدوى لينتبه لدخولها حاول ان يعتدل بجلسته وسألها بخفوت وبنبرة متهكمة
, أكمل : جيتي ليه ؟؟
, اوعي تكوني جية تموتيني بجد المرة دي ؟؟؟؟؟؟
, كانت هي تستند على الباب و تضع يدها على خافقها تحاول ان تكبح ذعرها وتتمالك نفسها وقالت بعدما هزت رأسها بنفي مستنكرة قولهوهتفت:
, 'معرفش جيت ليه .انا كان مفروض ازعل لماعرفت انك عايش بس لقيت نفسي عندك علشان أطمن . انا عارفة انو غباء مني بس يمكن جيت علشان أريح ضميري
,
, اجابها ساخرآ : لا و**** فيكي الخير يافتون جية تطمني عليا على العموم انا كويس ومتقلقيش مبلغتش عنك
, أطرقت فتون رأسها بلأرض وهمهمت بخفوت : كنت فاكرة انك هتبقي عايز تسجني وتعاقبني على اللي عملته فيك
, تنهد بعمق وهو يتمسك بصدره بألم : انا أستاهل أكتر من كدة ياريتك موتيني ليستأنف بأسف وشعور الندم ينهش به:
, - سامحيني يا فتون و اوعدك هحاول أصلح اللي حصل
, هزت فتون رأسها هازئة بما تفوه به وغمغمت بنبرة حزينة متألمة:
, -مبقاش ينفع هتصلح ايه ولا أيه
, انت قضيت عليا بعد ما دنثتني بوصمة عار عمري ما هعرف امحيها
, اجابها بأصرار وبنبرة يشوبها الضيق : انا هقول ل صقر كل حاجة هقوله انك مكنش ليكي علاقة بفهد وان كل دة من تخطيطي انا
, قاطعته فتون ودمعاتها تنسل على وجهها دون انقطاع وبنبرة حزينة تقطع نياط القلب:
, - مش هيصدقك وحتي لو صدقك عمره ما هيغفر ولا يستوعب اني بريئة مبقاش ينفع يا أكمل لتستأنف بتهكم ونبرة أشد حزن : -لو كنت انت صدقت ، كان هو كمان صدق٣ نقطة انت نسيت انك في يوم من الأيام خدتني لنفس الغرض
, ضرب بقبضته الفراش بقوة وهدر بأنفعال بعدما لامس حديثها اوتار قلبه وشعر بفداحة فعلته:
, -انا السبب فكل حاجة انا السبب غبي ٣ نقطةغبي
, لتستأنف فتون بقهر وبنبرة متألمة اضنتها الحياه :
, مش انت السبب لوحدك في اللي وصلتله في غيرك ابويا اللي كان بيتاجر بيا وبسمعتي دة كان مش هامه اني ممكن في مرة أضيع وأخسر شرفي كان كل اللي يهمه الفلوس وبس انا كنت ضحية للراجل دة.
, لتستأنف بهستيرية : ٥ نقطةوجمال
, وعوض ..وفهد ٣ نقطةوغيرهم كتير حاولو يستغلوني اسوء استغلال وينهشو فيا
, الوحيد اللي لقيت معاه الأمان وعمره ما حاول يعمل زيكم كان صقر وللأسف خسرته للأبد بفضلكم
, لتستأنف بحرقة وصوت مختنق اثر بكائها :
, - بدعي من **** تحس باللي حسة بيه يتوجع قلبك زي ما وجعتني وظلمتني "حسبي **** ونعم الوكيل" فيك
, وإن كادت ان تلتفت لتغادر استوقفها بترجي : استني متمشيش انا هعوضك و**** يافتون هعوضك بس سامحيني
, هزت رأسها بنفي قاطع وغمغمت :
, -أطلب السماح من **** مش مني انا
, مش عايزة منك حاجة غير انك تسبني في حالي انا هاخد أختي ونبعد في اي حتة بعيدة وعمري ما هرجع هنا تاني
, أكمل : انا قطعت وصولات الامانة انا كنت عمري ما هأذيكي يافتون
, أبتسمت بسخرية مريرة وقالت قبل ان تلتفت :
, -ياريتك أذتني ولا أنك عملت فيا كدة وإن فتحت الباب لتغادر وجدت هاشم متسمر امام الباب وملامحه ممتعضة للغاية فيبدو انه أستمع الي حديثهم أطرقت برأسها بلأرض وتخطته وأنصرفت بخطوات واهنة متخازلة ليندفع هاشم الى أكمل بقوة ويلكمه بوجهه بعنف غير عابئ بحالته الصحية وهدر من بين اسنانه
, هاشم : حرام عليك ليه ٤ نقطةليه انا مش مصدق عملت كدة ازاي
, أجابه أكمل بضيق و بعيون غائمة وهو يتمسك بفكه بألم : بلاش انت كمان تيجي عليا ، واعذرني انا فهمت غلط وكان انتقامي عاميني
, اجابه هاشم بعصبية وانفعال : -يبقي تستاهل تتحمل نتيجة غلطك لوحدك ايه ذنب المسكينة دي
, اجابه أكمل بندم : انا عارف اني استاهل اي حاجة تحصلي وصدقني ندمت
, ليحذره هاشم بجدية مبالغ بها وبنبرة لا تقبل التفاوض:قسمآ ب**** لو مصلحتش اللي عملته وروحت ل صقر واعترفتله بكل حاجة لكون انا اللي حكيله وساعتها متلمش غير نفسك
, امأ له أكمل بأنصياع وأخبره وهو مطرق الرأس :
, - اوعدك هصلح كل حاجة بس أخرج من هنا، رمقه هاشم بأحتقار ثم غادر بخطوات غاضبة تاركه يتطلع لأثره بخزي من نفسه
, ٢٥ شرطة
, اما عنها بعد خروجها من المشفي
, توجهت من جديد لبيت أحسان فهي لم تقوي على الحركة أكثر بعد مواجهتها معه فهي شعرت بقليل من الأطمئنان عندما أكد لها انه لم يوشي بها للشرطة فقد قررت تذهب في صباح اليوم التالي الى مدرسة شقيقتها وتخبرها بما نوته فهي عزمت ان عند انتهاء اختبارتها ان تأخذها بعيدآ عن كل شئ وتبدء حياه جديدة
, ظلت تسير بخطوات بطيئة متخازلة وهي تحمي وجهها بوشاحها حتي لا تلفت الأنظار لها وحين وصلت الى البناية تنهدت بأرتياح وصعدت الدرج بأرهاق تام
, وحين طرقت على الباب فتحت لها أحسان وهي متلهفة وملامحها يكسوها القلق وهتفت :
, -الحمد لله انك رجعتي يابنتي كنت هموت من قلقي عليكي
, ابتسمت لها فتون ببهوت واجابتها وهي تدلف للداخل :
, - الحمد لله **** ستر وان كادت تغلق باب الشقة خلفها اندفع الباب بقوة ارتدت هي على اثرها ، واذا به يظهر بهيأته المقيتة وصوته الذي يشعرها بلاشمئزاز:
, - وحشتيني ياست البنات انتي فكرك لما تخبي وشك مش هعرفك عيب دة انا أطلعك من وسط الف وحدة
, شهقت هي بقوة وان كادت تصرخ
, صفعها بقوة اسقطتتها بعدما دلف الي الداخل وأغلق الباب ليهدر
, بوعيد وهو يشهر مديته بوجهها:
, -عارفة ياروح أمك لو صوتك طلع هعمل فيكي ايه انتي والحيزبونة دي عليا النعمة هشرحكم
, كتمت فمها بيدها بذعر وهي تهز رأسها بهستيرية واجابته بخوف : مش هفتح بوقي يا جمال بس بلاش تأذي ست أحسان **** يخليك هي مذنبهاش حاجة
, ابتسم جمال بشر وجذب أحسان بقوة ووضع مديته على رقبتها وهتف بنبرة إجرامية : خايفة عليها ياست البنات يبقي تسمعي الكلام
, هزت رأسها بأنصياع وهي ترفع يدها بأستسلام ونهضت بهدوء وأجابته: حاضر هسمع الكلام بس سيبها يا جمال
, هدر هو بعدم تصديق : واضمن منين انك مش بتشتغليني زي المرة اللي فاتت
, هتفت هي بخوف : قولتلك هعمل اللي انت عايزه
, جمال: فين الفلوس اللي خدتيها من البيه العليوي
, فتون بصدق: و**** ما أخدت حاجة
, جمال بمغزي: هعمل نفسي مصدقك يا بنت العايق و انكري براحتك بكرة فلوسنا تبقي واحدة ويبقي مفيش بينا فرق لما اتجوزك
, كررت كلمته بعدماأستيعاب :تتجوزني
, جمال بثقة : اه هتجوزك ياست البنات دة انا حلمت كتير بليوم دة انك تبقي ليا لوحدي وأعيش معاكي
, همهمت أحسان بأنفاس مضطربةوهي تحاول ان تخفف ضغط يده على رقبتها : أهدي ياأبني **** يخليك وخلينا نتفاهم
, وبعدين جواز ايه دة اللي بلغصب
, نهرها جمال بحدة بعدما دفعها بقوة على احد المقاعد المتهالكة : -ملكيش دعوة انتي يا ولية يا حيزبون انا متفق مع العايق انو هيجوزهالي لما القيها
, همهمت فتون بضعف : بس ابويا مسجون
, جمال: العايق طالع ،أصل البيه اللي قدم البلاغ غير اقواله من كام يوم و كلها يومين بلكتير ويفرجو عنو انا عرفت الكلام دة من حد معرفة جوة القسم
, غامت عيناها وهي تلعن حظها العسر فيبدو ان أكمل قد صدق بوعده لها وسيخرج اباها
, ليستأنف جمال بنبرة لا تقبل التفاوض : هنكتبو الكتاب اول ما يخرج انا اتفقت معاه على كدة اعملي حسابك ياعروسة ليوجه
, حديثه لأحسان : وانتي يا ولية عايزك تظبطهالي وتخليهالي زي البدر في ليلة تمامه ليخطو عدة خطوات الى الهاتف الأرضي ويهشمه بلارض بقوة ويسحب السلك الخاص به ويقطعه بمديته الحادة وهدر بوعيد : لو فكرتو تستنجدو بحد ولا شطانك وزك بس تهربي هندمك يافتون ، هجيب كرش ست أحسان بتاعتك دي دة غير اللي هعمله في المحروسة أختك واوعي تفكريني ياست البنات كرودية لأ انا بقولك اهو رجالتي في كل حتة في الحارة حتي باب الشقة هوقف عليه رجالتي ونجوم السما أقربلك تعتبي برة عتبة البيت لغاية ما أعقد عليكي ليخرج ويتركها متسمرة تتطلع لأثره بعيون جاحظة غير مستوعبة لكل ما يحدث لتجثو على الأرض بهوان وينتابها نوبة بكاء هستيرية لتضم ساقيها الى صدرها وتنتفض بقوة وهي تهز رأسها بنفور فكل ما يحدث لها يفوق قدرتها على التحمل لتندفع اليها أحسان تحاول ان تهون عنها لكن هي كانت مثل المغيبة وصرخت بحرقة وقهر و ثم سقطت فاقدة للوعي فقد تحاملت كثيرآ على نفسها وما يحدث فاق قدراتها
, ٢١ شرطة
, داخل شركة العزازي
, تنهد بعمق وهو يفرد جسده على الأريكة التي تحتل زاوية من غرفة مكتبه وهو يقرأ رسالتها للمرة الألف يحاول ان يستنبط اي شئ من بين السطور يقنع عقله به ، وخاصتآ انه يشعر بحلقة مفقودة بلأمر
, دخل أكرم اليه بهدوء وأخبره برسمية : في عندي معلومات مهمة لازم أقولهالك
, صقر بحزم:مش وقته يا أكرم عايز ابقى لوحدي
, أكرم بأصرار وهو يقترب منه : لأ مش هسيبك لوحدك وبعدين لازم تعرف علشان يمكن المعلومات اللي عندي تهون عليك
, أجابه بحدة بعدما أعتدل بجلسته: -اتكلم يا أكرم انا على اخري ودماغي هتنفجر من التفكير
, تنهد بضيق من حدة صديقه ولكن عذره وهتف يزف اليه الخبر:
, - مش فتون اللي سربت العرض ل فهد
, عقد حاجبيه بدهشة وتسأل بعدم فهم : اتأكدت ازاي ؟
, أكرم: حسين مدير التسويق لقينا الملف بتاع Deal مسحوب على اللاب توب بتاعه لما فحصناه ولما اتحقق معاه مأنكرش دة اللي عرفته من الشؤن القانونية بعد ما انت بلغتهم بشكوكك
, أغمض عينه بقوة وأخذ يمسد جبهته وهو يستند برأسه للخلف على الأريكة يحاول ان يهدء ثوران أفكاره ويرتبها لكن دون جدوى فهو يشعر ببراكين ثائرة داخل رأسه وان حممها ستفيض وتحرق العالم من حوله
, ليربت أكرم على ساقه قاصد دعمه : انت عارف اني مش من مصلحتي أضللك بس قلبي حاسس ان البنت دي انت ظلمتها حاول تراجع نفسك علشان انا متأكد انك بتحبها ،نهض صقر بعصبية وشعل احدي سجائره و ولاه ظهره يحاول بكل قوته ان يستوعب الأمر ويلتمس لها الأعذار لكن عقله اليابس لا ينصاع اليه
, ليهمهم أكرم من جديد بعدما طال انتظاره لرده : على العموم دة قرارك وانت حر ليستأنف أكرم حديثه بعملية :
, - انا بعت راسلت المستثمرين الأجانب صحاب Deal اللي خده فهد المجري وشرحتلهم كل حاجة عن التلاعب اللي حصل وعن سرقة عرضنا من فهد والمحامي بتاعهم قالي انهم هيلغو الاتفاق معاه و كمان هيبلغو كل الشركات العالمية التانية محدش يتعامل مع شركته
, أمأله صقر بتفهم ولكن ظلت ملامحه جامدة وأستطرد ببرود: -كويس يستاهل هو اللي جابه لنفسه ٣ نقطة ؟
, ليحمحم أكرم بتردد : انا حسيت انهم عندهم النية يتعقدو معانا بس بصراحة يا صقر بعد الكلام اللي في الجرايد ما اتنشر عنك وسمعتك اتهزت في السوق ويمكن دة اللي منعهم
, زفر صقر بضيق بعدما تفاقم غضبه وهتف بصوت جهوري اجفل الأخر بعدما طرق بيده سطح المكتب بقوة: عايزني اعمل ايه يعني ؟؟
, اروح اوضح لكل من هب ودب وأقوله اني كنت مغفل وحبيت وحدة عديمة الشرف ولعبت بيا وبمشاعري ،ولا تحب اقول على صاحب عمري انو ظن فيا السوء وانه خطط لكل دة علشان ينتقم مني على حاجة مليش يد فيها ، قولي يا أكرم انا غلطت في ايه؟ عملت ايه استاهل عليه اني اخسر شغلي وسمعتي ،عملت ايه انا علشان يستهترو بمشاعري كدة ليخبط رأسه بقبضته عدة خبطات ويستأنف بهستيرية :
, رد عليا٤ نقطة قولي حاجة تقنعني وتريحني وتخلي دماغي توقف تفكير ٣ نقطةرد عليا٥ نقطة
, أطرق أكرم رأسه بلأرض ولم يستطيع ان يجيبه فهو محق هو لم يقترف شئ كي ينال كل ذلك الخزلان
, ليلعن صقر تحت انفاسه بغضب وخطى بخطى غاضبة كي يغادر
, ليستوقفه أكرم بقلق:
, -رايح فين وانت بلحالة دي استهدى بل ****
, هتف هو بنفاذ صبر وهو يزيحه عن طريقه : سبني عايز ابقى لوحدي ومتجيش ورايا لينصاع الأخر له بيأس
, لينصرف هو بخطوات ضائعة وبأفكار متخبطة الي ذلك المكان المنشود الذي يجد به الراحة
, ٢٤ شرطة
, ظل شارد بكل ما ولت اليه حياته
, وهو مستلقي في فراش المشفي
, يشعر بلخزي من سوء افعاله لعن نفسه للمرة المائة وهو يتذكر ما خسره بسبب مخططاته الدنيئة
, فهو خسر صقر رفيق دربه وصديق طفولته وما يزيد الأمر عليه سوءآ هو موقف صقر الرجولي تجاه شقيقته
, وحتي هاشم الذي يعتبر اقرب شخص له فبعد معرفته بفعلته اتخذ موقف عدائي تجاهه ،ووالدته الذي تركها لحالها لسنوات تعاني بمفردها ألام الفقد والوحدة،
, حتي هي خسرها من تربعت على حصون قلبه خسرها وربما الى الأبد فهو يعلم ولائها ل صقر وشعورها الدائم بلأمتنان له هو وخالتها ويعلم انها اتخذت القرار بناء على فعلته السابقة فهو الي الان صدي كلماتها يتردد بأذنه ويتذكر ما تفوهت به سابقآ ،اثناء دراستهم بلخارج سويآ
, (انا عمري ما حبيت حد زي ما حبيتك ولا عشقت حد زي ما عشقتك ولا عمري بشوف راجل غيرك زى ما بشوفك ،انا عمري ما هسيبك غير لو انت اللي سبتني وساعتها عمري ما هرجعلك )
, ابتسم بحنين لتلك الأيام بعدما فرت من عينه دمعة حارقة وتمني لو ان يعود به الزمن من جديد فكان سوف يتخلي عن روحه ولا يتخلي عنها ، فهو يعلم انها ليست بتلك القوة التي تدعيها دائمآ و ليس لديها الجرئة الكافية لتجاهد من أجله وخاصتآ بعد فعلته الدنيئة ب صقر
, ليتنهد بحرقة بعدما تفاقم شعوره بلندم ويهمهم بضعف لوالدته التي كانت غافية على الكرسي مقابل فراشه
, أكمل : ماما٣ نقطةماما علشان خاطري قومي روحي انتي تعبتي ودة غلط على صحتك
, فتحت جفناها بتثاقل وتمتمت بنعاس
, ثريا: مش هينفع اسيبك يا حبيبي لوحدك
, أكمل بأصرار : متقلقيش عليا انا طول عمري لوحدي مفرقتش كتير قومي روحي وتعالي الصبح
, انصاعت له بعدما يأست من اقناعه وأخبرته قبل ان تنصرف : -أمري لله خلي بالك من نفسك ياحبيبي وانا من النجمة هبقي هنا
, أماء لها ببسمة باهتة لم تصل الى عينه، لتقبله من جبينه بحنان وتخرج من الغرفة ناوية الذهاب واثناء مرورها بلممر
, قابلت نيرة وهي تهرول اليها وملامح القلق مرتسمة على وجهها
, لتهدر نيرة بأندفاع وتلهف : خير ياطنط طمنيني أكمل كويس
, ثريا : خير يا بنتي الحمد لله هو بقي احسن نحمد ****
, تسألت نيرة : طب عايزة اشوفه واطمن عليه بنفسي أشرت لها على غرفته وودعتها
, في تلك الأثناء كانت مي تتفقد أحوال المرضي فهي تعمدت ان تأخر نفسها حتي تتهرب من والدتها قليلآ ومن الحاحها المستمر بأخباره بشأن حملها ليلفت نظرها تلك الشقراء التي تمقتها وهي تتحدث مع والدت أكمل وحين دلفت الي غرفة أكمل دون وجود هاشم ساورها الشك لتخطو بخطى واسعة الي والدت أكمل تحاول ملاحقتها وان أقتربت هتفت بثبات
, مي: مدام ثريا ازي حضرتك
, ثريا : تمام يابنتي انتي أخبارك ايه ؟
, لتجيبها مي وهي تحاول مسايرتها وازلاقها بلحديث : تمام ..ايه ريحة فين وسيبة أكمل لوحده
, ثريا: هو اللي أصر عليا علشان أروح هجيله الصبح بدري وبعدين هو مش لوحده دة معاه نيرة
, امأت لها والفضول يتأكلها لتهمهم بدهاء : هي نيرة دي قريبتكم
, ثريا: لأ يابنتي دي صحبته من زمان هي اي نعم مجنونة وطايشة بس جدعة وبتحب أكمل زي أخوها
, تنهدت مي بضيق بعدما تداركت ان ذلك اللعين أكمل هو السبب في تعارفهم وربما يكون هو من رجح هذا الأرتباط ورشحها له
, لتباغتها ثريا بسؤالها: مالك يابنتي سرحتي في ايه ؟
, هزت مي رأسها بقلة حيلة وأخبرتها انها على ما يرام
, ثم أخذت تتساير معهاوهي توصلها الى باب الخروج
, ١٩ شرطة
, توجه الي ذلك المكان القريب على قلبه يريد ان يصفي ذهنه ويرتب افكاره التي بعثرتها هي، لاكثر من مرة ساوره الشك تجاهها، ولكن ما حدث فاق كل توقعاته ، هي خذلته بعدم ثقتها به فربما لو كانت واجهته كان تفهم الأمر وحاول مساعدتها يقسم انه كان على اتم الأستعداد لذلك فهو كان من الممكن ان يتقبل اي شئ الا ما رأه بأم عينه فلذلك الحين يتجسد المشهد امامه وهي برفقة فهد،اما عن السمعة السيئة الملازمة لها فهو مثله كأي رجل شرقي بمجتمعنا لا يقبل بأمثالها ولن يلتمس لها اي عذر حتي وإن كانت مجبرة فذلك لا يغير شئ بحقيقة انها مغوية وبائعة هوا مثل ما قيل عنها
, تنهد بعمق بعدما اتخذ قراره الحاسم بشأنها ومد يده بجيب سترته وأخرج تلك العلبة الصغيرة المخمليه التي تحوي الخاتم الماسي الذي رفضت أخذه منه واخبرته ان يحتفظ به لبعد زواجهم والقاه بكامل قوته في البحر وهو يتمتم بقهر :
, صقر: مبقاش ينفع ياخسارة حبي ليكي يا فاتنتي لتفر دمعة حارقة من عينه وهو يجلس بهوان على مقعده الرخامي المعتاد ويتأمل تلاطم امواج البحر العاتية على تلك الجزيرة الشامخة والثابتة بوسط البحر وكاد يقنع ذاته انه بثباتها لكن دون ارادة ظلت يتوافد على ذهنه ومضات وذكريات عديدة لها واقربهم الي قلبه هو قولها
, (انا بحبك اوي ياصقر انت بتعوضني عن حاجات كتير انا اتحرمت منها واولها الأمان اللي عمري ما حسيتو غير معاك اوعي تسبني ياصقر مهما حصل )
, زفر الهواء بضيق وهو يشعر بأن نبرتها الناعمة تتردد الي الأن على مسامعه، هز رأسه بقوة يحاول طرد ذكريتها اللعينة من داخله ولكن عند التدقيق في كلماتها تلك المت قلبه للغاية وأشعرته بأنها كانت تعلم ان فراقهم وشيك لذلك كانت دائمآ تخبره ان لا يتركها مهما حدث، لكن الامر يصعب عليه كثيرآ فعقله رافض وبشدة لاي شئ يخصها تنفس بعمق ثم تحسس خاتمها الفضي بيده وقام بنزعه وعند رفع يده قاصد يلقيه هو الأخر في البحر تذكر كلماتها الصادقة بشأنه
, (امي وصتني قبل ما تموت اديه للراجل اللي قلبي يختاره واني عمري ما أفرط فيه وانت الراجل دة ياصقر ولغاية اخر نفس فيا شعوري عمره ما هيتغير )
, ليتنهد بضيق ثم اخفض يده من
, جديد وظل يتمعن به بحزن بعدما عدل عن الفكرة ثم وضعه بجيب سترته فقد انتابته رغبة غريبة بلأحتفاظ به
, ٢٥ شرطة
, في صباح يوم جديد في احدى المصانع الصغيرة القريبة من منطقتها الشعبية
, ظلت هي تباشر عملها بين عاملات المصنع وتشرف عليهم فبعد العريضة التي قدمتها هي وامثالها من العاملات المهدور حقهم في رئيس العمال المدعو عوض تم طرده شر طردة وتم تعينها بمنصبه نظرآ لشعبيتها وسط العاملات واسبقيتها في العمل
, وحين كانت تلقي تعليماتها على احداهم لف نظرها مجموعة يتبادلو الأحديث الجانبية لتباغتهم هي بحدة
, كوثر : جري ايه منك ليها هنسيب شغلنا ونقعد نتسامر ولا ايه كل وحدة تشوف شغلها
, لتؤشر لأحدهم ان تقترب وتدعي فاطمة وتسألها بفضول : في ايه يافاطمة ملاحظة ان البنات من الصبح عمالين يتوشوشو جري حاجة وانا معرفهاش
, تحمحمت فاطمة بتردد وأخبرتها : -بصراحة يا أبلة كوثر البنات ملهاش سيرة غير فتون وفضيحتها اللي في الجرايد
, لطمت كوثر صدرها وقالت
, بتفاجأ : يالهوي فضيحة ايه يابت؟
, فاطمة : و**** يا أبلة كوثر انا مصدقتش ،دي فتون كلنا عارفنها ملهاش في الغلط لغاية ما لتحمحم بحرج
, اصل يا أبلة كوثر ٣ نقطة
, كوثر: انطقي يافاطمة وقعتي قلبي
, في رجليا
, فاطمة : بيقولو ان جمال جبها وحابسها عند أحسان وحالف ليتجوزها بلغصب ورجالته ملين الحارة ومحدش عارف يفتح بؤه خايفين منه ما أنتي عارفاه يا أبلة كوثر بلطجي والكل بيعمله حساب
, همهمت كوثر بحزن ونبرة يشوبها الضيق: ياعيني عليكي يافتون طول عمرك الدنيا جاية عليكي
, انا هروح اشوفها يا فاطمة خلي بالك عقبال ما أرجع
, فاطمة : من عيوني يا أبلة كوثر
, لتتركها وتهرع الى منزل أحسان قاصدة الأطمئنان عن فتون
, ١٩ شرطة
, في مشفي الجارحي
, دلفت الي غرفته بلمشفي فلم تجده لينتابها القلق لتخطو الى مكتب هاشم بخطي مهزوزة وقلبها يكاد ان يتمزق لنصفين من القلق لتدفع الباب وتصيح بنبرة مرتعشة:
, ثريا: أكمل فين ٣ نقطةفين ابني مش في الأوضة. هو حصله حاجة ياهاشم رد عليا **** يخليك فين ابني
, نهض هاشم من على مكتبه وأقترب منها وحاول تهدئتها قدر المستطاع : هو كويس انا أطمنت عليه الصبح اول ما جيت تلاقيه كان في الحمام ولا حاجة أهدي وتعالي نشوفه
, انصاعت له وهي تناجي ربها ان يكون تخمين هاشم بمحله لكن عند البحث عنه لم يجدو له اي أثر بكامل المشفي ليلعنه هاشم لتسرعه الاهوج فهو يعلم الي اين ذهب
, ١٧ شرطة
, اما عنها ظلت شاردة في الفراغ داخل السنتر الخاص بها فتلك هي المرة الأخيرة التي سوف تأتي الى هنا فقد تحدد موعد سفرها بعد يومان فهي اصرت ان تودع العاملات معها وتعطيهم مستحقاتهم وترتب بعض الأمور الخاصة بلعمل اثناء سفرها
, - الجميل سرحان في ايه ؟؟
, باغتها هو بعدما لاحظ شرودها المستديم بعدما اتي اليها ليفاجأها كعادته
, ابتسمت هي وردت بهدوء : اهلآ يا أسر ،ابدآ المكان هيوحشني
, تسأل هو بمكر: المكان بس اللي هيوحشك ولا في حاجة تانية
, فدوة بأستنكار : لأ مفيش حاجة تانية دة طبعآ بأستثناء خالتو وصقر ومي
, عقب هو بخفته المعتادة وهو يضيق عينه: و**** قلبي حاسس ان في حد كمان عايزة تقولي أسمه
, ردت هي بحدة بعدما تفهمت الى ماذا يرمي بحديثه: أسكت يا أسر بلاش تضايقني
, رد هو بجدية عكس طباعه وهو يتعمد مواستها: على فكرة انا مش قاصد اضيقك انا عاذرك علشان كل اللي مريتي بيه انا كمان مريت بيه
, بس مع اختلاف بسيط
, ان اللي انا حبتها فضلت عليا واحد تاني واتجوزته علشان اهلها شافو انو مناسب ليها وظروفه أحسن . وقتها كنت في بداية طريقي ومكنتش هعرف احقق ليها ربع طموحها ولا طلبات اهلها واضطريت اسافر علشان اثبت ليها وللدنيا كلها ان الحياه موقفتش عليها، وبقيت حاجة كبيرة زي ما انتي شايفة من غيرها، لكن انتي مش مضطرة يافدوة تثبتي لحد وخصوصآ ان أكمل لسة بيحبك
, زفرت هي بعصبية ونهضت وولته ظهرها تحاول ان تخفي
, دمعاتها لتخبره بنبرة متألمة تدمي القلب : مبقاش ينفع هو صعبها عليا اوي
, أسر: حاولي يافدوة ٣ نقطةياريت انا عندي فرصة علشان أحاول مرة تانية صدقيني مش هتردد ثانية
, ساد الصمت لثواني بينهم وهي تحاول جاهدة ان تبدو ثابتة ولا تسقط من جديد بنوبة بكاء ولا تعلم سببها ليهتف هو بسأم بعدما طال صمتها
, أسر : انا زهقت تعالي نتغدا في اي حتة وبلمرة اخد رأيك في كام موضوع كدة شاغلني
, ايه رأيك ؟
, تنهدت هي بخفوت واغتصبت بسمة هادئة على ثغرها وامأت له بموافقة لتسحب حقيبتها وتتبعه ولكن قبل ان تخرج تسمرت بمحلها وهي تشعر بضربات قلبها تتسارع من شدة الصدمة فكان هو يستند على اطار الباب بتهاون وضعف ويتمسك بصدره بألم وينظر لها نظرة عميقة مستعطفة، لتهتف هي بلهفة وهي تخطو اليه
, فدوة : أكمل انت ايه اللي جابك هنا انت لسة تعبان ازاي تسيب المستشفي
, ليهمهم هو بتقطع وبأنفاس متألمة : عايز اتكلم معاكي ٣ نقطةممكن؟؟
, ليتقدم نحوه أسر ويسنده بعدما لاحظ عدم قدرته على الصمود واقفآ ليدفعه أكمل بضعف ويعترض على مساعدته له لكن الأخر لم يكترث ونهره بخفوت وهو يسنده ويتقدم به نحو اقرب مقعد : و**** العظيم انت مجنون رسمي بس نقول ايه **** يخرب بيت الحب وعمايله
,
, رمقه أكمل بملامح جامدة واستغرب كثيرآ ردة فعله لكنه التزم بصمته ولم يتفوه ببنت شفة،
, لينسحب أسر بهدوء بعدما أخبرها بتعقل وهو يرجوها بعينه ان تستمع له وتعطيه فرصة أخيرة : -انا هسيبكم تتكلمو براحتكم وهستناكي في العربية
, امأت له بتوتر وإن أنصرف صوبت نظراتها عليه دون حديث ليتمتم هو بعتاب وبنبرة ضعيفة وهو يخرج قلادتها من جيب سترته ويحتضنها بيده : وحشتيني يافدوتي كدة تقلعي سلسلتي وترمهالي ، هونت عليكي
, دة انتي وعدتيني زمان مش هتقلعيها لأخر يوم بعمرك
,
, اجابته هي بحدة بعدما تمالكت نفسها ولم تكترث لعتابه : عايز ايه يا أكمل ؟
, تنفس بعمق وحاول ان يتحامل على نفسه ويتجاهل ذلك الألم اللعين بصدره :
, -متسبنيش يافدوة انا محتاجك
, حانت منها بسمة هازئة وهي تجلس على طرف الطاولة الصغيرة مقابل له وأخبرته : اسيبك ٣ نقطة انت نسيت ولا أيه يا أكمل انت اللي سبتني
, اجابها بهوان وشعور الندم ينهش به: ندمت وعرفت اني كنت غبي لما فكرت بلسواد دة بس اعذريني مكنتش هعرف اتجوزك وانا فاكر ان صقر هو السبب في موت أختي
, اجابته بسخرية مريرة وهي تكبح رغباتها بلبكاء : وانت كمان اعذرني مقدرش اسامحك بعد ما كسرت فرحتي فليوم اللي اتمنيته من كل قلبي، انا كنت بدعي ليل نهار علشان تبقي من نصيبي بس انت خزلتني ٤ نقطةخزلتني يا أكمل ولأ مكفكش روحت اذيت صقر واتعمدت تضره وانت عارف معزته عندي
, همهم هو بخزي من نفسه : اسف
, لتهتف هي بغيظ : أسف دي تقولها لما تخبط فيا من غير قصد لكن انت دوست على قلبي واتخليت عني عارف كان ممكن تيجي تحكيلي وكنت هساعدك تكتشف الحقيقة ولو كان اعتقادك في محله كنت هسيب الدنيا علشانك وهقف في صفك بس انت أصريت تبعدني وأخدتني بذنبه وخليت شيطانك يتحكم فيك
, لتستأنف بعيون غائمةو بنبرة حزينة وهي تتحسر على كل ما مر : لو كنا اتجوزنا كان نفسي اوي يبقي عندي ***** منك
, يشبهوك في كل حاجة، كان نفسي أبني أسرة وبيت الاقي فيهم الحنان اللي اتحرمت منه بعد موت أهلي ، انت لما سبتني خدت روحي معاك ،وسلبتني أحلامي وحتي طموحي مبقاش عندي هدف أعيش علشانه ، لتستأنف ببسمة ساخرة : علشان كدة سبتهم يتحكمو فيا وأقنعت نفسي اني نسيتك واتخطيت اللي عيشتو معاك
, كانت كلماتها كسهام ضارية اصابته بمقتل ، وجعلت شعوره بلندم يتخطى قدرته على التحمل ليهمهم بنبرة متألمة :
, - انتي ليه فاكرة اني كنت مرتاح من غيرك انا كنت بتعذب في بعدي عنك والأيام كانت بتمر عليا بلعافية وانا لوحدي انا عمري ما نسيتك ولا ثانية واحدة ومفيش وحدة عرفت تاخد مكانك في قلبي
, ضحكت هي بهستيرية من بين دمعاتها الخائنة وهتفت بسخرية مريرة وهي تجففهم بكف يدها :
, - انت كنت كل يوم مع واحدة شكل متحاولش تحسسني اني فرقت معاك
, هز رأسه بقوة وهو يستنكر حديثها ويحاول ان يستعطفها : و**** فرقتي معايا .. ومفيش حد خد مكانك في قلبي ،انا كنت بقعد انادي عليكي زي العيل الصغير وكان نفسي تبقي جنبي
, لتباغته بحدة وبنبرة هستيرية : -كداااااب ومش مصدقاك تقدر تقولي مين حاول يقتلك ؟
, نكس رأسه بخزي ولاذ بلصمت لتهتف هي : واحدة من اللي كنت تعرفهم هي اللي عملت فيك كدة صح حتي بلأمارة اسمها فتون
, انتبهت كل حواسه حين لفظت اسمها ليهمهم بدهشة : عرفتي منين ؟؟
, فدوة : كنت بتهلوس بأسمها وانت تعبان
, لتباغته من جديد بسؤالها لكن بحدة أكبر: تقدر تقولي ليه حاولت تقتلك؟؟
, تلعثم وتنحنح ولم تسعفه الكلمات فبماذا يخبرها أيخبرها عن ابتزازه ل فتون وتهديده المستمر لها ام يخبرها انه طعنها بشرفها ودنث سمعاتها ، هو لا يقوى على ان يخبرها فهو يعلمها تمام المعرفة هي لا تصفح عنه ولن تلتمس له اي عذر وخاصتآ اذا كان للأمر صلة وثيقة ب صقر
, وإن طال صمته أخبرته هي بفطنة
, : البنت دي هي اللي عملتلها الفضيحة مع صقر مش كدة
, رفع نظراته لها بضياع وخزي من نفسه لتتفهم هي من نظراته اجابته لتخبره بثقة:انا متأكدة انك عملت كدة علشان صقر بيحبها وانت حاولت تفرقهم بطريقتك مش كدة
, هز رأسه بضعف وأخبرها بتقريع ضمير وبنبرة راجية اضناها الفراق : هصلح كل حاجة هروح ل صقر وهحكيله وهبرئها بس متسبنيش مش هعرف اعيش من غيرك انا بجد محتاجكك يافدوة
, نهضت هي بعصبية من جلستها مقابل له قاصدة المغادرة فهو حقآ خزلها من جديد بسوء افعاله
, ليتمسك بيدها ثم انزلق بوهن وجثى على ركبتيه وباغتها بأحتضان خصرها بقوة و أخذ يرجوها بنبرة متألمة تقطع نياط القلب :
, - متسبنيش ٤ نقطة و**** انا ندمت وهفضل عمري كله بكفر عن اللي عملته ٥ نقطةسامحيني انا بحبك ٣ نقطةو**** بحبك
, وعندها أطلقت العنان لدمعاتها التي جاهدت لتكبحها طويلآ وجثت هي ايضآ مقابل له واحتضنت وجهه براحتها وهمهمت بضعف من بين شهقاتها :
, - مبقاش ينفع افهم انا ممكن اسامح في حقي لكن حق صقر لأ انت زمان سبتني بسببه وانا النهاردة هسيبك بردو بسببه ودة عدل **** ولازم تتقبل نتيجة غلطك
, هز رأسه برفض قاطع وأخبرها بأنفاس متقطعة وبنبرة ضعيفة متألمة : مش هعرف ٥ نقطةمش هعرف اعيش من غيرك لو على صقر هفهمه واستسمحه بس
, متسبنيش
, هزت رأسها بعدم اقتناع فهي تعلم صقر لا يتهاون ، وأغمضت عيناها بقوة تحاول ان تلملم شتاتها ثم هتفت بنبرة صارمة لا تقبل النقاش : انا مش عايزة اشوفك تاني ٣ نقطةابعد عن حياتي ٣ نقطةوسبني ابدء من جديد
, همهم هو بيأس وبملامح
, منكسرة : مش هقدر
, فدوة : لأ هتوعدني وهتقدر أحلف انك هتسبني وتحاول تنساني
, هز رأسه بعدم اقتناع وأجابها بضياع: انتي بتطلبي موتي
, هدرت هي بأصرار ولم تكترث لحديثه: أحلف يا أكمل
, دمعة حارقة انسلتت من عينه دون وعي من أصرارها اللعين على تركه ليهمهم بأحتياج وبنبرة تقطع نياط القلب وهو يشعر بأنسلات روحه من جسده: احضنيني
, رفعت عيناها الغائمة اليه بذهول
, ونظرت له بتمعن لعدة دقائق دون ابداء ردة فعل ليستأنف هو بيأس:
, -اعتبريه حضن الوداع يافدوة
, امأت له بأنصياع ثم ارتمت بأحضانه وحاوطت خصره بحنان ليدثرها هو بقوة بين احضانه دون الأكتراث لألام صدره ويستنشق عبقها الأخاذ بأنتشاء يحاول ان يدفنه بأعماقه الممزقة لعدة دقائق معدودة دام عناقهم ،فظل هو متشبث بها بقوة يخشي انفلاتها وكأنها طوق النجاه بلنسبة له لا يريد ان يبتعد يتمني ان يظل الى اخر العمر هكذا بجانبها فهي ملاذه وعشقه الأوحد ، رتبت هي على ظهره بحنان وكررت بأصرار لعين : اوعدني
, اخذ نفس عميق من عبقها و
, هسهس بأذنها بعشق تام و بطريقة بعثرتها كثيرآ: اوعدك ٣ نقطة عمري ما هنساكي، وكل اللي هقدر اعمله اني هسيبك تبعدي وتعملي اللي انتي عيزاه وهيفضل عندي أمل لأخر نفس فيا انك ترجعيلي بأرادتك ليسلتها من أحضانه برفق وينظر لها نظرة عميقة تحمل بطياتها الكثير ثم مال عليها و لثم جبينها بعشق جارف ونهض بعدها بهوان وهو يتحامل على نفسه وأنسحب من امامها بخطوات واهنة متألمة
, لتتطلع هي الي أثره وتجهش بلبكاء
, وهي تدعو **** ان يلهمها الصبر والقوة لتتخطى الأمر
, ٢٥ شرطة
, عند وصولها امام البناية التي تقطن بها أحسان منعها رجال ذلك المقيت بقوة ان تخطو خطوة واحدة الى الداخل وذلك ما أثار حنقها وجعلها في قمة ثورتها لتندفع الى ورشته وهي تصيح بصوت جهوري لفت الانظار لها
, كوثر : انت يا جماااال
, خرج لها من ورشته وهو يتسأل بغضب
, جمال: في ايه يا بت صوتك عالي ليه ؟؟
, كوثر بحدة : انت حابس فتون ليه ورجالتك العرر دول ليه منعوني اطلعلها
, اجابها بسماجة وبنبرة مقيتة : انا حر هتبقي جماعتي كمان يومين وأعمل فيها اللي يجي على هوايا انتي مالك أحبسها ولا حتي أموتها كنتي الوصية عليها وانا معرفش
, هدرت هي بأنفعال وصوت جهوري : انت فاكر الدنيا سايبة ولا أيه دة انا هفضحك وبعدين تتجوز مين دي مبتقبلكش ولا بطيقك
, ابتسم هو بسمة شيطانية وأقترب منها بخطوات سريعة اجفلتها وقبض على **** رأسها بقوة وهدر من بين اسنانه بوعيد : عارفة يا بت لو ما لمتيش نفسك وقصرتي لسانك هخليكي فورجة للحارة
, لتصرخ هي مستغيثة ربما أحد ينجدها منه ويرأف بحالها لكن لا أحد أكترث لصراخها فلكل أكتفي فقط بلمشاهدة فذلك المقيت الكل يهابه نظرآ لأجرامه المعهود
, لتتعلق هي بيده بعدما يأست من تدخل أحد وحاولت التملص من قبضته التي تكاد تقتلع خصلاتها من تحت حجابها
, ليخبرها هو بوعيد : محدش هينجدك يا بت متحاوليش ولسانك دة تحطيه في بؤك وكلمة كمان وانتي عارفة انا أقدر أعمل ايه
, لتهتف هي بقهر : روح **** ينتقم منك ٣ نقطةلم تكمل جملتها بسبب
, صفعه لها بقوة
, ليخبرها جمال بتحذير :
, - اتهدي يابت ومتنسيش انك عايشة لوحدك يعني ممكن اجي ازورك انا ورجالتي ونهدك بمعرفتنا
, هزت رأسها بقوة مستنكرة قوله ليبتسم بأصفرار ويخبرها بنبرة مقيتة بعدما شعر بذعرها : يبقي تسمعي الكلام أمأت له بضعف لينفضها بقوة ويقول بنبرة أمرة وهو يجلس بأرياحية ويتناول ارجيلته ويسحب منها عدة انفاس متقطعة :
, -هسيبك تطلعي لست البنات بس علشان تعقليها وتروقهالي وعيزك تقوليلها تحمد **** اني هرضي اتجوزها بعد فضيحتها مع البيه بتاعها واظن انا عداني العيب
, تمتمت هي بخفوت وهي تلعنه بسرها وترمقه بأحتقار :**** ينتقم منك ياجمال انت وامثالك المحسوبين على الرجالة بلأسم بس
, - بتقولي ايه يا بت
, باغتها هو بحدة
, اجابته بذعر : ولا حاجة بقولك هعمل اللي تأمر بيه بس خليني اشوفها
, رفع جانب فمه بأمتعاض ثم أخبرها بحدة : غورى من وشي هخليهم يطلعوكي
, لتركض هي من امامه قاصدة بناية أحسان مرة أخري ليتشدق جمال بنبرة قوية وهو ينظر لأثرها بسخرية
, -صحيح ناس تخاف متختشيش
, ٢٤ شرطة
, بعد ان خرج من السنتر الخاص بها استند على أحد السيارات المرتكنة امامه بوهن يحاول جاهدآ ان يتحامل على نفسه لكن دون جدوى
, فقد خارت قواه وساقيه لم يعدو يستطيعو حمله في تلك الأثناء كان أسر ينتظرها كما أخبرها بلسيارة لكن لفت نظره خروج أكمل وتعبه الواضح وسقوطه الوشيك ليخرج من سيارته ويتوجه اليه بخطي سريعة ويهتف
, أسر : انت كويس حاسس بأيه
, حاول ان يجيبه لكن لم تسعفه الكلمات بسبب تفاقم الألم لينزلق بوهن على الأرض، شهق أسر وهو يحاول ان يساعده وكرر بقلق بعدما لاحظ الدماء التي تلوث ملابسه:
, - انا هاخدك أقرب مستشفي دة شكل جرحك بينزف امأ له أكمل برفض وأخبره بأنفاس ضعيفة متألمة تكاد تسمع وهو يتصبب عرقآ : سبني اموت حياتي مش هتفرق من غيرها
, لينهره أسر بحدة : انا قولت مجنون محدش صدقني ..عايزني يعني اتفرج عليك، انا هسندك وهوديك المستشفي
, وما لبس عدة ثواني حتي استمعو لصوت سيارة الأسعاف وخروج هاشم منها وهو يهرول اليه والقلق يغزو ملامحه بعدما شاهد هيأته المزرية :
, هاشم: حرام عليك عايز تموت نفسك انا كنت متأكد اني هلاقيك هنا عملت كدة ليه
, ليقول أسر بتسرع : مش وقته الكلام دة اسعفه بسرعة دة بينزف
, ليزيحه هاشم من جانبه ويعاين أكمل بحرفة وعملية ويأمر المسعفين الذين برفقته ان ينقلوه الى داخل سيارة الأسعاف وقبل ان يحملوه همهم هو بضعف ل أسر : خلي بالك منها
, وكان هذا أخر ما تفوه به قبل فقدانه للوعي
, ليسرعو به الي سيارة الأسعاف وينطلقو بسرعة فائقة لأسعافه من جديد تاركين خلفهم أسر ينظر لاثره بملامح متأثرة ليتقدم بعدها للأطمأنان عليها ويخبرها بما حدث ويرجوها كي تتراجع عن قرارها لكن عندما وجد حالتها لاترثي لها هي ايضآ عزم ان يأجل الامر قليلآ حتي لا يزيدها عليها ربما لاحقآ سيخبرها عندما يتأكد من سلامته
 
٢٣


دام عناقهم لعدة دقائق طويلة وظلت هي تنتحب بقوة داخل احضان صديقتها التي افتقدتها كثيرآ وافتقدت حنانها
, لتهمهم كوثر بعتاب وهي ترتب على ظهرها : كدة برضو يا فتون تغيبي عني كل دة ومعرفش عنك حاجة انتي وفرحة مكنش العشم يا ختي
, اجابتها فتون بنبرة متحشرجة اثر بكائها المستديم : معلش يا كوثر الشديد القوي هو اللي منعني عنك
, لتقطع كوثر عناقهم وتخبرها بحزم : عايز اعرف كل حاجة يا بت العايق واوعي تكدبي عليا علشان عنيكي هتفضحك
, اجابتها فتون بأنكسار : لو كدبت على الدنيا كلها مش هعرف أكدب عليكي يا كوثر هحكيلك كل حاجة وهطلب منك خدمة محدش هيعرف يعملها غيرك
, كوثر برحابة : قولي وانا مش هتأخر عنك يافتون
, فتون : عيزاكي تروحي لفرحة مدرستها بس خلي بالك ليكون جمال مخلي حد من رجالته يراقبك
, ضربت كوثر صدرها وهتفت بفطنة : لأ متقلقيش هأخد بالي بس انتي قولي عيزة توصليلها ايه
, فتون موضحة:عايزاكي تقوللها متخرجش من باب المدرسة الا بعد امتحاناتها انا خايفة تيجي هنا وابويا يمنعها تحضر الامتحان وتروح عليها السنة وتعبها وتعبي يروح على الفاضي
, هتفت كوثر بعدم فهم : ابوكي يمنعها ازاي وهو مسجون
, اجابتها فتون بضيق: جمال قالي انو هيفرجو عنه بعد يومين
, رفعت كوثر جانب فمها بأمتعاض وهتفت بغيظ: منهم لله الاتنين العن من بعض
, لتستأنف بتسأل وبعدم رضا: هو انتي هتتجوزي جمال بجد
, لتجيبها فتون بنبرة متألمة منكسرة اضنتها الحياه : انا تعبت يا كوثر لغاية امتي هفضل احارب في الدنيا وانا بحاول احمي نفسي من جمال وغيره وفي الاخر محدش يصدق اني شريفة
, انا اقرب حد ليا هو اللي قسم ظهري وخلاني طول عمري مطاطية رأسي و شايلة شيلة تقيلة عليا ، عارفة لما يكون الحد دة
, المفروض ابويا و إن هو الراجل الوحيد الملزم بحمايتي والمفروض برضو انو سندي وظهري في الدنيا، هو اللي مرخصني وكسرني يبقي مفيش راجل هيجي يصوني ولا يحميني بلعكس دة هيجي عليا أكتر لما يحس اني مليش حد يزعل على زعلي واعتمد عليه ،حتي اللي كنت فاكرة **** عوضني بيه وهيحميني منهم اتخلي عني وحكم عليا زيهم واكتشفت ان مستحيل واحد بمكانته يتقبل وحدة زي ، انا اخري اتجوز واحد زي جمال من نفس توبي لتضيف بسخرية مريرة : يعني بت العايق عيزاها تتجوز ايه غير واحد سوابق وبلطجي ميتخيرش عن ابوها
, اللي زي يا كوثر ملهمش سند غير **** وانا فوضت امري ليه
, هتفت كوثر بعيون غائمة وهي تواسيها : **** مبيرضاش بلظلم وأكيد هينصفك
, اجابتها فتون بقلة حيلة : ونعمة ب**** يا كوثر
, لتبتسم كوثر وترتب على يدها وتقول بفضول : احكيلي بقي احسن دماغي بتودي وتجيب
, امأت لها فتون بحسرة وأخذت تقص عليها كل شئ من البداية وتخبرها بكل ما مرت به مع مالك قلبها
, ٢٣ شرطة
, تدلت من عندها بعد بعض الوقت وحين تأكدت من ان لا أحد يتتبعها توجهت الي تلك المدرسة الداخلية التي تدرس بها فرحة وعند وصولها وتم السماح لها بمقابلتها اتت هي اليها بلغرفة المنعزلة التي تخصصها المدرسة للزوار من الاهالي لتهدر فرحةبقلق :
, -ايه اللي حصل ياكوثر فتون كويسة
, طمأنتها كوثر واخبرتها بأقتضاب عن ما أوصتها به شقيقتها بشأن اختباراتها وأخبرتها ايضآ بشأن زيجة فتون من ذلك المقيت
, لتهتف فرحة بعدم رضا : لأ٣ نقطة ازاي تتجوزه وهي مش بطيقه وبعدين فتون بتحب صقر وهو وعدني ياخد باله منها
, همهمت كوثر بضيق وهي تتحسر على حال صديقتها : مبقاش ينفع الموضوع كبير يا فرحة ومش هتفهميه علشان خاطري اسمعي كلام أختك ومتتحركيش من عندك لغاية امتحاناتك متخلص على خير
, لتهتف فرحة بترجي وبعيون
, غائمة :
, -طب قوليلي وفهميني يا كوثر انا مش صغيرة وهفهم بس انتي ريحيني ليه مبقاش ينفع صقر وفتون يبقو مع بعض
, لتتنهد كوثر بعمق بعدما تأثرت بالحاح فرحة وأخبرتها بأقتضاب مختطفات مما قصته فتون لها
, ٢٤ شرطة
, في صباح اليوم التالي داخل مشفي الجارحي
, ظل ملازم بجانب فراشه منذ ليلة أمس
, ينتظر افاقته لكن لا جديد فبعد ان اتي به الي هنا اعاد فحصه و بعد مجهود مضني اوقف النزيف وتم تقطيب الجرح من جديد فبسبب حركته الزائدة وانفعاله الاهوج تضرر جرحه و بعد ان استقرت حالته نسبيآ تركه توجه الى مكتبه
, ليباشر القليل من عمله،جلس على مقعده الدوار خلف مكتبه
, وظل يفرك بعينه يحاول ان يكبح رغبته في النعاس فهو منذ ليلة أمس لم يبرح مكانه ولم يغمض له جفن طرقات خافتة اجفلته ليأذن للطارق بلدخول اذا بها تتقدم منه بملامح جامدة يكسوها البرود فهي منذ رؤيتها لتلك الشقراء بلأمس وهي تستشيط غضبآ منه لتتسأل : - مفيش جديد
, هز رأسه بيأس واخبرها : لأ لسة ما فاقش
, هدرت هي بعملية : حالات كتير بيحصلها كدة ووارد يحصله اضطرابات بسبب النزيف
, امأ لها بتفهم وهمهم بضيق : انا نفسي اعرف ليه اتغابي كدة وساب المستشفي
, استطردت هي بمغزي : يمكن كان حابب يودعها
, تنهد بضيق وسألها : هي هتسافر امتى؟
, اجابته هي بأقتضاب :بكرة الصبح
, دلك رقبته برفق كعادته عندما يتوتر وسألها بحذر : تفتكري ممكن تسامحه وترجعله
, حانت منها بسمة هازئة استفزته وأخبرته بثقة : مستحيل فدوة لأول مرة في حياتها تاخد قرار صح،وبعدين صاحبك ميستهلش كفاية انو كسرها واتخلي عنها
, هدر هاشم بحدة دفاعآ عنه: بلاش تقسي عليه علشان في حاجات كتير انتي متعرفهاش خليته يعمل كدة
, ردت ساخرة وبأندفاع كعادتها : -مهو صاحبك ولازم تدافع عنه معلش نسيت ان أنت ملكش حد غيره دة حتي خطيبتك المصون بتموت فيه وكانت يا حرام قاعدة جنبه طول الليل بتواسيه في غيابك
, لتضيف بتهكم تقصدته:
, - مهو زي أخوها مش كدة وأكيد انت بثق فيها ثقة عمياء
, هتف هو بغيظ بعدما ادرك الي
, ماذا ترمي بحديثها المبطن : -مييييي بلاش تستفزيني انا مش ناقصك أكمل ونيرة فعلآ زي الأخوات ومن زمان فبلاش لف ودوران انا عارف تقصدي ايه بكلامك
, اجابته هي بدهاء انثوي قاصدة ايلامه على ادعائه الواهي لها بشأن خيانتها له : المبادئ مبتتجزئش يا هاشم وأظن انت فاهم قصدي كويس
, جذبها بقوة من ذراعها وهدر بغضب ونفاذ صبر فقد طفح به الكيل :
, -انتي عايزة ايه ؟؟؟؟؟ ارحميني بقي انا تعبت منك ، لا كان عاجبك أبقي معاكي ولا قادرة تسبيني أعيش من غيرك ، مكفكيش أستغفالك ليا و أهانة لرجولتي عايزة ايه تاني؟؟؟؟؟
, حسرت نظراتها على عينه تحاول ان تجد هاشم خاصتها بأعماقهم
, لكن لم تجد شئ سوى الغضب والنفور الواضح وظلت تتسأل هل حقآ تغير الى ذلك الحد،هل هذا هو متيمها الأسبق تعلم انه مازال يكن لها المشاعر ولكن هل الحب كلمة يتفوه بها فقط ام لها تبعات فأين الثقة التي هي أساس الحب اين؟؟
, غامت عيناها لوهلة ثم أطرقت برأسها وحاولت سحب ذراعها من قبضته ،تركها هو بعدما زفر بنفاذ صبر وولاها ظهره والغضب يتملك من كل خلية به
, لتهمهم هي بثبات عكس انهيار دواخلها : صدقني مبقتش عايزة حاجة ، انا بس حابة أقولك ان كلنا بنغلط وانا عارفة اني استهترت بمشاعرك زمان بس و**** ما قصدت أجرحك او اقلل منك وعمري ما خنتك زي ما أنت متصور
, حانت منه بسمة هازئة واجابها بأصرار : بلاش تكلميني عن زمان وتفكريني انا كنت قد ايه مغفل
, ردت هي بدفاع وبنبرة حزينة يشوبها الندم :
, - انا فوقت متأخر اوي يا هاشم بعد فوات الأوان
, أغمض عينه بقوة يحاول ان يتغاضى عن تأثير كلماتها عليه
, و ندمها الواضح ، لكن كبريائه كا رجل منعه بقوة من تصديقها فماذا يفعل بشكوكه
, التفت لها ونظر لها نظرة عميقة لائمة وهتف بثبات : كويس انك عارفة انو فات الأوان يا مي ومبقاش ينفع و ياريت بعد كدة متتدخليش في اي حاجة تخصني وتتقبلي فكرة ان انا وانتي خلاص انفصلنا
, همهمت هي بضعف وبعيون غائمة :
, -اوعدك عمري ما هتدخل تاني في حياتك
, أمأ لها بملامح جامدة
, وان همت لتغادر
, فتلت رأسها بقوة وانتابتها ذلك الدوار اللعين المصاحب لها بلأونة الأخيرة،وضعت يدها على وجهها تحاول ان تتماسك امامه لكن دون شعور انهارت قواها وان كادت ان تسقط أحال هو بينها وبين ارتطامها بلأرض فقد اندفع بسرعة بديهية اليها عندما شعر بعدم توازنها ، شعرت هي بساقيها يرتفعا في الهواء اثر حمله لها بين ذراعيه شهقت بخفوت ثم اسندت رأسها على صدره بهوان وأستسلمت اما هو توجه بها بسرعة فائقة الي غرفة الكشف الخاصة به ومددها على فراش المعاينة برفق وحاول جاهدآ ان يفيقها وحين رمشت هي عدة مرات بهوان وادرك انها بدئت في استعادة اتزانها جلس بجانبها على طرف الفراش وقلبه يعتصر من القلق وهمهم بلهفةلم يستطيع أخفائها: انتي كويسة
, امأت له بضعف وحاولت النهوض ليمنعها برفق ويخبرها بأصرار:استني لازم اطمن عليكي وأعملك شوية تحاليل وفحوصات علشان اعرف سبب الدوخة دي ايه؟
, هزت رأسها بنفي قاطع فحتمآ إذا فعل سيكتشف أمر حملها
, وهمهمت بنبرة متسرعة يشوبها الخوف وهي تنهض بقوة : لأ انا كويسة وبقيت أحسن
, لا يعلم لما ساوره الشك لعدة ثواني
, بشأنها فردت فعلها تلك كان مبالغ بها كثيرآ ، ظل يتوافد على ذهنه الكثير والكثير من الأفكار ليهتف بشك :
, -مالك خايفة كدة دي فحوصات عادية
, هدرت هي بحدة : قولتلك لأ انا كويسة وعايزة امشي
, حانت منه بسمة هازئة فحتمآ يتخيل الأمر ليس الا لتباغته هي بغيظ : ممكن افهم بتضحك ليه يا دكتور؟؟؟
, اجابها هو ساخرآ : أصل تخيلت ان ممكن تكوني حامل
, تجمدت ملامح وجهها وهمهمت بتلعثم : ايه اللي انت بتقوله دة
, أستأنف هو بسخريةلعينة وبنبرة متهكمة : ما انا قولت برضو مستحيل توصل بيكي لكدة أكيد انتي عندك وعي كافي ومش هتعملي كدة من غير جواز
, تعالت انفاسها بأنفعال من حديثه المبطن الذي يحمل بطياته مغزي مشين وبدون ادني تفكير رفعت يدها وهوت على وجهه بصفعة مدوية أجفلته
, جحظت عينه بغضب جامح وقبض من جديد علي ذراعيها ولكن بقوة أكبر وهتف بغيظ : هي حصلت تمدي ايدك عليا
, هتفت هي بشراسة وهي تدفعه بكل قوتها : مش هسمحلك لغاية كدة كفاية انا أشرف منك يا شكاك يا مريض ٣ نقطةانا بكرهك يا هاشم وبعد اللي قولته دة مبقاش عندي
, ذرة ندم في قراري لتغادر بخطوات واهنة متخازلة ودمعاتها تتساقط
, دون انقطاع لينظر هو الي اثرها بأفكار متضاربة ويشعر بلأسي على ما توصلت اليه حياتهم وظل يتسأل عن اي قرار تتحدث هي
, ٢٥ شرطة
, وصلت هي الى وجهتها بعد عناء الطريق الذي دام لأكثر من ساعتين
, تنفست الصعداء عند ما تأكدت من افراد الأمن انها لم تخطئ بلعنوان
, ولكن ما كان لم تحسب حسابه هو منعهم لها وعدم السماح لها بمقابلته لتهتف بتوسل لأحدهم :
, -فرحة علشان خاطر **** سبني بس اقابله عشر دقايق
, فرد الأمن بحدة : يا شاطرة قولتلك ممنوع ادخلك الست هانم مانعة
, لتهتف هي بترجي : **** يخليك و**** ما هعطله دول هما دقايق بس، انت قوله فرحة وهو مش هيمانع
, رد فرد الأمن بعدما شفق عليها وتأثر بألحاحها : طب استني شوية وانا هدخلك ليه
, امأت له بهدوء واتخذت زاوية منعزلة ووقفت بها
, ليتناهي الي مسامعها صوت بوق سيارة تخرج من القصر لتنتبه كل حواسها ظنآ منها ان البوق خاص بسيارته
, انتفض فرد الأمن بأحترام وفتح البوابة الخارجية للقصر لتخرج هند بسيارتها وتتوقف امامه بعدما رمقته بتعالي كعادتها وهتفت بسخط : ساعة علشان تفتحلي البوابة شوية أغبية أطرق رأسه بلأرض لتقود هي وتنطلق بسرعة متناهية قاصدة مقابلة رفقاتها
, في تلك الأثناء كانت فرحة تشاهد كل ما حدث من تلك المرأه تجاه فرد الأمن لتهمهم لنفسها بتفكير : الست المعوجة دي انا شفتها قبل كدة بس فين ٣ نقطةفين ؟؟؟
, قطع همهمتها فرد الأمن وهو يسمح لها بلدخول ولكن أصر ان يرافقها للداخل تنهدت هي بأرتياح وتوجهت الي داخل القصر برفقته
, في تلك الأثناء
, كان محمد عم صقر يجلس كعادته يتناول قهوته الصباحية ويتصفح الجرائد
, دلفت هي بخجل وهي تفرك يدها بتوتر مبالغ به ليهتف فرد الأمن :
, -محمد بيه البنت دي عايزة تقابل صقر بيه انا كنت همشيها بس صعبت عليا
, ترك محمد جريدته وهتف بطيبة : -ماشي روح انت وسبها صقر زمانه نازل
, أمأ له فرد الأمن وانصرف لتبتسم فرحة بأمل وهي تنظر اليه
, ليهف هو بحنان : تعالي يا بنتي متخافيش قوليلي عايزة صقر فأيه
, انسابت دمعاتها بقهر وأخبرته : عيزاه في موضوع حياه او موت
, -فرحة ٦ نقطة
, هتف بها هو بذهول عندما تدلي من غرفته متأخر على غير عادته
, ابتسمت هي من بين دمعاتها وهرولت اليه بلهفةوهي تقول:
, - صقر الحمد لله اني شفتك لازم اتكلم معاك
, اجابها صقر بأستغراب : انتي جيتي هنا ازاي
, جففت دمعاتها بكم بلوزتها وأخبرته: أخدت اذن من المشرفة بأربع ساعات وكدبت عليها وقولتلها لازم ازور أختي علشان تعبانة ،وكانت فتون قيلالي على اسم الشركة ولما روحت ملقتكش اتحيلت عليهم وعطوني عنوان بيتك
, امأ لها بتفهم ورتب على ذراعيها بحنان وقال : طب اهدي علشان نتكلم
, امأت له وهدرت بأندفاع :
, -انت لازم تلحقها
, ليباغتها هو بسؤاله : هي اللي بعتاكي
, هزت رأسها بنفي وقالت مستنكرة : -لأ واللهي ٣ نقطة انا اللي قررت أجيلك علشان تلحقها
, عقد حاجبيه بعدم فهم وقال: -الحقها من ايه مش فاهم
, لتستأنف هي بتلعثم :انا عرفت كل اللي حصل بينكم ومش هدافع عنها بس هقولك علشان خاطر **** انت لازم تساعدها زي ما ساعدتك ومرضتش تضرك
, حانت منه بسمة هازئة وهتف بمغزى: ايه يا فرحة جية تسوميني ولا أيه ؟؟
, نفت برأسها وهمهمت بضيق بعدما انسلتت دمعاتها من جديد تتوسله :
, - و**** ابدآ انا جية وقعة في عرضك وبترجاك تساعدها و**** العظيم هي بتحبك يا صقر واتظلمت واتحملت كتير بسببي
, أغمض عينه بقوة يحاول ان يتمالك نفسه ولا يتأثر بحديثها وظل يقنع نفسه انها مكيدة أخري
, ليهتف عمه بعدما أستمع للحديث : -استهدي ب**** يا بنتي وتعالي أقعدي علشان تفهميه
, أمأت له بضعف وجلست ليجاورها عمه وهو يرتب على ظهرها بحنان يحاول ان يهدئها
, لتهمهم هي بضعف وهي ترجو عمه : قوله يساعدها انت شكلك راجل طيب ومش هيرضيك
, ليهتف صقر بحدةبعدما تسلل القلق منه بشأن فاتنته دون ارادة: الحقها من ايه ؟؟
, همهمت هي بنبرة مختنقة أثر بكائها : جمال حابسها وهيتجوزها
, جز على نواجزه بقوة وشعر بوخز بقلبه ليهدر بسخرية مريرة وهو يدعي الثبات :
, - وايه المطلوب مني ؟اشهد على جوازهم
, نفت برأسها وأخبرته بدفاع : لأ تمنع جوازهم جمال دة بلطجي ورد سجون وعايز يتجوزها بلعافية
, هي مش بطيقه
, هتف عمه بتأثر يدعو لها : يا حول **** يارب **** ينجيها يابنتي من شره
, لستطرد صقر بنبرةحادة دون تفكير وهو يشعر ان الأمر فاق احتماله :
, -مش هعرف اساعدك و بأي صفة عيزاني اتدخل ، انا أسف يا فرحة اعذريني
, ليستأذن منهم ويغادر بخطوات يتأكلها الغضب الى الخارج
, لتنظر هي لأثره بحزن وتجهش بلبكاء من جديد ليواسيها عمه ويطمأنها بكلماته الحانية التي بثت بها الأمل وحين استعادت رباط جأشها قالت بضعف :
, - انت راجل طيب اوي هو انت باباه
, محمد : لأ يا بنتي انا عمه وابقي جوز والدته
, همهمت فرحة بأمتعاض وهي تكرر :
, -اوعي تكون والدته دي الست اللي لسة خارجة من شوية
, أمأ لها لتخبره بتلقائية مبالغ بها دون تفكير : دي صعب اوي انت مستحملها ازاي دي هزئت الأمن قدامي والراجل يا عيني معملش حاجة ، بس عارف يا عمو انا اللي هموت وأعرفه هي تعرف ابويا منين
, عقد حاجبيه بأستغراب وسألها بفضول : ابوكي مين يا بنتي؟
, ردت فرحة : ابويا عزت العايق انا متأكدة كانت بتزورنا في البيت زمان وحتي كانت بتدي ابويا فلوس
, تراجع بظهره على المنضدة التي يجاورها عليها وأخذ يفكر في ما تفوهت به وان طال شروده
, هتفت هي بحزن : انا لازم امشي علشان اتأخرت امأ لها ورتب علي ظهرها بحنان وأخبرها بطيبة : -هحاول يا بنتي أقنع صقر يساعدها وانشاء **** خير
, لتنصرف هي عازمة العودة لمدرستها والألتزام بتعليمات شقيقتها، تاركته يشرد في ذلك الأسم المألوف بلنسبة له ويحاول ان يجد اي أحتمالات واردة بعلاقته ب هند العزازي
, ٢٥ شرطة
, بعد شروق يوم جديد على ابطالنا سحبت هي نفس عميق ودفنته بأعماقها لعدة دقائق قبل ان تستقل الطائرة المنطلقة الي باريس
, فبعد أقناع صقر لوالدته بشأن سفرها أصر عليها ان ترد لها كافة أموالها ،تعلم ان خالتها لم ترضي بلكامل عن هذا الشئ فهي رغم عشقها للمال وجنيه الا انها وافقت حتي لا تخسر صقر ، وخاصتآ انه ساومها على ان يعطيها أسهمها إن لم تفعل ، لم يتبقي شئ يؤرقها ويشعرها بلذنب سواه هو مالك قلبها ، لكن هي ستتغاضي عن ذلك الشعور مؤقتآ وستستكمل مسيرتها وتتمتع ببعض الحرية التي حرمت منها طيلة حياتها
, رفعت نظراتها وناجت ربها ان يوفقها ثم التزمت بمقعدها الذي يجاور أسر رفيق رحلتها ثم ربطت حزام الأمان الخاص بها لتنطلق الطائرة وتحلق في السماء مغادرة ارض الوطن
, ١٧ شرطة
, انتابه الشكوك الكثيرة نحوها بعد حديث فرحة لكن التزم بثباته ولم يشعرها ظل يتسأل يا تري ما سر علاقتها بذلك المقيت؟
, لو لم يعرفها تمام المعرفة كان ظن انها تعطف عليه وتعطيه المال لكن هي لم يكن العطف من سماتها يومآ ،تنهد بسأم بعدما ودعته برتابة وأنصرفت كعادتها لرفقاتها كل صباح ليظل هو يتصفح تلك الجريدة بيده وهو يتناول قهوته الصباحية
, وبعد عدة دقائق اتت مدبرة المنزل وتدعي فوزية وأعتذرت بأحترام وأخبرته : أسفة يا محمد بيه هعطل حضرتك
, أجابها وهو منهمك بقرأة الجريدة : خير يا فوزية
, أخبرته هي : البنت المسؤلة عن Washing clothes
, وهي بتفضي جيوب البدل الخاصة بساعتك وبصقر بيه لقيت الخاتم دة ونست هي طلعته من جيب اي وحدة فيهم فأنا قولت أسأل حضرتك
, هدر محمد بهدوء : أكيد مش بتاعي بس سبيه هنا أكيد بتاع صقر
, أمأت له بأنصياع ووضعت الخاتم على الطاولة أمامه وأنصرفت ليغلق هو الجريدة ويضعها على الطاولة بأهمال وحين وقعت عينه على ذلك الخاتم جحظت عينه بصدمة عارمة وكادت ان تتوقف دقات قلبه من المفاجأة
, ٢٣ شرطة
, لأول مرة يشعر بليأس و انه فقد كل شئ ، فحين استفاق في صباح اليوم من ثباته المؤقت وجد هاشم غافي على الاريكة المجاورة له بغرفة المشفي تنهد بعمق وظل يسترجع مرارآ وتكرارآ كلماتها وهو يشعر بأن قلبه يعتصر من الألم لكن هو عزم أمره ان يتحامل على نفسه و يترك القرار لها فقلبه يخبره انها ستعود يوم ما من اجله ،
, ليظل شارد في نقطة وهمية بلفراغ دون ابداء اي ردة فعل
, اما عنه تململ بنومته، ليلفت نظره شرود ذلك العاشق لينهض بهدوء و يدلك عنقه ليخفف تشنجها من أثار نومته الغير مريحة بلمرة ويهتف بحدة مصتنعة أجادها:
, -انت فوقت كل توقعاتي بغبائك يا جبلة
, ينفع اللي انت عملته دة كنت هتموت نفسك بأستهتارك
, رفع عينه له ولم يجيبه وظل على وضعه ليباغته هاشم من جديد :
, -انت مبتردش ليه مش كفاية انك فقدت الأحساس اوعي تكون فقدت النطق كمان
, هدر هاشم بعدما مل من انتظار رده :
, -على العموم حمد **** على سلامتك ،ولو مش عايز تتكلم براحتك
, ليهمهم أكمل بضعف وهو يشعر بلأمتنان لصديقه الوفي :
, -هفضل عمري كله مدين ليك بحاجات كتير واولها انك الوحيد اللي متخلتش عني زيهم، وفضلت جنبي حتي لما عرفت اللي عملته وقلة ضميري
, اجابه هاشم بنبل : انت مش صحبي وبس انت أخويا وافديك بعمري واذا كان على عميلك السودة هساعدك تكفر عنها وتبدء من جديد ، بس انت تعقل وتتهد
, ابتسم ببهوت وأخبره بضيق: -اتهديت يا هاشم خلاص
, همهم هاشم بنبرة حنونة : انا بهزر على فكرة انا كنت هتجن لو كان حصلك حاجة انا مليش غيرك ياصاحبي
, اجابه أكمل بتهكم : ومي نسيتها
, رد هاشم بمشاعر متضاربة :
, - صعب عليا انساها بس كمان مش عارف اسامحها وأكدب شكوكي
, صرح له أكمل بصدق :
, -هي معملتش حاجة مراتك مظلومة متبقاش غبي زي وتضيعها من أيدك .
, هاشم بأصرار : مش هقدر ارجعلها وانا شاكك انها خانتي
, أجابه أكمل بثقة وأصرار :
, -انا هثبتلك صحة كلامي، معايا تسجيل فيديو على تليفوني للجبان مازن هيبرئها
, هاشم بعدم استيعاب :
, - دة بجد ، ولا انت بتهزر
, أكمل بثقة وبنبرة متعبة : لأ مبهزرش ، انا خدت مازن وعلمته الأدب وخليته يعترف بكل حاجة
, ابتسم هاشم بأتساع وظل
, يدور حول نفسه بسعادة بالغة وهو يحاول ان يستوعب الأمر ليهتف بلهفة :
, -تلفونك في مكتبي كان معاك يوم الحادثة ، هروح اجيبه وان اندفع للباب رجع مرة اخري وهتف بعدم استيعاب ودون اتزان :
, -انت متأكد انها مظلومة
, أمأ له أكمل بنعم ليهتف هو بهستيرية : طب أحلف كدة علشان أصدقك
, أبتسم أكمل بضعف وأقسم: و**** العظيم مراتك مظلومة يا حنين
, شعر هاشم ان دقات قلبه تتراقص من فرط السعادة ليهدر:
, -انت مش بتحلف كدب صح . انا مش قادر أصدق انا أكيد بحلم صح ٤ نقطة طب أحلف تاني
, وإن ابتسم أكمل ساخرآ منه من جديد
, هتف هاشم بنفاذ صبر: يوووه انا هجيب التليفون أحسن علشان اتأكد
, وان انصرف اتسعت ابتسامة أكمل الساخرة أكثر على هيئة صديقه فيبدو انه فقد صوابه كليآ من فرحته ببرائتها ليشعر ببعض الراحة لكونه رد ولو جزء بسيط من معروفه وأعتبر ذلك اول خطوة في طريق تكفيره عن ما مضى
, ٢٠ شرطة
, وقفت امام مرأتها تتأمل شحوب وجهها وذبلانها بقلب ممزق فليوم هو اليوم الموعود الذي ستتزوج به ذلك المقيت ، كانت تتصرف بألية مفرطة فهي تعمدت ان تساير الحياة وترضي بما خبأته لها ،
, دفع الباب بقوة ودخل اليها وعلى وجهه تلك البسمة الخبيثة التي لا تفارقه وبيده رداء بلون الأبيض
, ووضعه بأهمال على الفراش بجانبها وهدر :
, - أخيرآ يا ست البنات جة اليوم الموعود اللي هتبقي فيه مراتي
, رمقته هي بكره والتزمت بصمتها
, ليتشدق جمال من جديد :
, -بلاش تبصيلي كدة يا ست البنات دة انا كلها كام ساعة وهيتقفل علينا باب واحد
, تنفست هي بضيق وازاحت برأسها للجانب الأخر بعيدآ عن محيطه
, ليلعنها هو ويسبها بألفاظ بذيئة ثم قبض على خصلاتها بغل وهتف بتوعد : وحيات ابوكي لو ما أتعدلتي وفردتي وشك لكون فارد وشك الجميل دة بمطوتي
, صرخت هي وهمهمت بنبرة متألمة : -سبني يا جمال شعري هيطلع في ايدك حرام عليك
, نفضها عنه وأمرها بحدة : يبقي تسمعي الكلام وتفردي وشك
, أمأت له بضعف وحاولت جاهدة ان تغتصب بسمة مفتعلة على ثغرها
, ليهدر هو بصيغة أمر يشوبها
, التحذير: عايزك تلبسي الفستان دة وتحطي في وشك شوية الوان من اللي بتحطها الحريم وتكوني جاهزة يا ست البنات أول ما يوصل ابوكي هنكتبو الكتاب
, أمأت له بقلة حيلة وهي تكبح رغبتها القوية بلبكاء
, لينصرف ليستعد لمراسم الزواج وأستقبال العايق
, ٢٦ شرطة
, بعد ان شاهد الڤيديو الذي يبرئها انصرف بخطوات متلهفة اليها يقسم انه سيتحمل كل ما تفعله به و لن يتركها مرة أخري ابدآ الا بمماته، يعترف انه أخطأ بشكوكه ،
, وظلمها وجرح بها، لكن يوجد عنده يقين انها ستغفر له تراعي طبيعته كا أي رجل لا يقبل المساس بطرف ثوب زوجته
, دفع باب مكتبها دون أستذان وعلى وجهه تلك البسمة الساحرة التي تنبع من قلبه حصريآ لها لتتجمد ملامحه وتختفي بسمته عندما وقعت عينه على شخص أخر على مكتبها ليهمهم هاشم بتسأل :
, -دكتور ثروت انت بتعمل ايه على مكتب دكتورة مي ؟؟
, اجابه ثروت برسمية : اهلآ يا دكتور اتفضل ، دكتورة مي وكلتني ادير المستشفي مع حضرتك في غيابها
, انكمشت ملامح وجهه بعدم استيعاب ليتسأل من جديد :
, - مش فاهم حاجة ممكن توضح أكتر
, ثروت : غريبة انا كنت فاكر حضرتك عندك علم بسفرها
, صاح بعدم استيعاب ودون تصديق : انت بتقول ايه ٤ نقطةسفر ايه ٦ نقطة مي مسافرة ازاي ٣ نقطة
, ثروت : و**** يا دكتور معنديش فكرة دة اللي هي قالتهولي
, أمأ له بضياع وهو بشعر ان كل ما حوله يدور به هل حقآ ستتركه وتغادر الهذا الحد هو أشعرها بليأس لعن غبائه وظل يؤنب نفسه وهو ينسحب بخطوات مسرعة الى منزل والدتها
, ٢٠ شرطة
, في تلك الأثناء كانت هي تعد حقيبتها تتحضر للسفر فموعد طيارتها في الصباح الباكر وحاولت جاهدةان تظل متماسكة الي حينها ولا تتأثر بتوسل امها المستمر لها بأخباره ،وحين أغلقت حقيبتها تناهي الى مسامعها نحيب والدتها الملازم لها منذ معرفتها بشأن سفرها
, لتهمهم وهي تجلس بجانبها على الاريكة
, مي: يا ماما حرام عليكي بطلي عياط قولتلك هما كام شهر وهرجع تاني
, أجابتها هنية بنحيب : مش هبطل عياط يا مي غير لما ترجعي عن اللي في دماغك يا بنتي حرام **** هيحاسبك ازاي تحرميه من انه يعرف دة حقه يامي
, تنهدت هي بعمق وهتفت بسأم : -تاني يا ماما مش كل شوية هفضل أقول وأعيد في نفس الكلام
, هنية بترجي : طب علشان خاطري انا بلاش تسافري
, قالت مي بحنان وهي ترتب على يدها : يا ماما **** يخليكي متصعبيش الموضوع عليا وبعدين انا اتحيلت عليكي تيجي معايا وانتي مش راضية
, هنية بأصرار: انا مستحيل أسيب البيت اللي جمعني بأبوكي **** يرحمه
, ابتسمت مي بأتساع على وفاء والدتها وقالت : براحتك يا ماما بس اوعديني تجيلي هناك لما يقرب ميعاد ولادتي
, هتفت هنية بعدم رضا : انتي كمان عايزة تولدي هناك لا انا لايمكن اقبل بلكلام دة
, وإن كادت ترد على حديث والدتها وتحاول اقناعها ،أجفلها طرقات قوية على الباب لتنتفض وتهمهم بقلق :
, -خير ٣ نقطة مين اللي بيخبط كدة
, امأت لها هنية بعدم معرفة لتخطو مي الى باب الشقة وتفتحه، لتشهق بقوة بعدما وجدته أمامها ،وعينه يتطاير منها الشرار
, لتهمهم بذعر وهي تتراجع عدة خطوات للخلف :
, -هاشم مالك ٣ نقطة وايه اللي جابك
, هدر هو بحدة أجفلتها : انتي صحيح مسافرة
, تنهدت بخفوت ودلفت بلامبلااه تجلس من جديد بجانب والدتها
, ليهدر هو بحدة أكبر وهو يتتباعها :
, -ردي عليا متجننيش انا على أخري
, حانت منها بسمة هازئة ثم أخبرته بأندفاع كعادتها : ايوة مسافرة
, وملكش فيه .. ومش من حقك تتدخل
, ليهدرهو بعصبية : من حقي يا هانم انتي مراتي
, ردت ساخرة وبنبرة متهكمة : -كنت ٤ نقطة كنت مراتك يا دكتور انا عدتي خلصت من كام يوم
, -مش مهم هكتب عليكي تاني ودلوقتي
, هدر بها بأصرار وهو يوجه حديثه لها
, لتخبره هي بأصرار مماثل: مش موافقة طبعآ ومش هسمحلك تعمل كدة انا مش لعبة حضرتك علشان تلعب بيا وابقي تحت أمرك
, كانت تستمع لمناقرتهم بصمت وهي تدعو **** بسرها ان يصلح بينهم الحال من أجل ذلك الجنين الذي ينمو بأحشاء أبنتها، ولكن عند أصرار مي على رفضها لم تستطيع الصمت أكثر :
, -استهدو ب**** يا ولاد وأقعدو اتفاهمو
, لتهتف مي بأندفاع وبعصبية مفرطة : اتفاهم على ايه يا ماما انا خدت قراري وخلاص ومستحيل ارجعله بعد شكه وتجريحه فيا
, شعر هو بخنجر مسموم انغرس بصدره من قسوة كلماتها ولكنه تحامل وهتف بندم : انا أسف ٣ نقطة كان غصب عني ، أعذريني انا راجل وعمري ما كنت هتقبل ان يكون ليكي علاقة بواحد تاني ليهمهم بخزي من نفسه : انا ظلمتك حقك عليا
, حانت منها بسمة هازئة من جديد وهتفت بتهكم وهي تقف بمواجهته وتكتف ذراعها على صدرها : لا يا راجل بلبساطة دي
, وياتري يا دكتور ايه اللي غير فكرتك عني
, أطرق برأسه بلأرض ولم يجيبها
, لتهتف هي بأصرار : انسي يا هاشم
, ،انت شككت فيا وطعنتني بشرفي،
, ولأ كمان بكل بجاحة روحت خطبت وهتتجوز ، وانا بغبائي حاولت افهمك بدل المرة الف وانت كدبتني ومصدقتنيش
, رد هو بتوسل وهو يتمسك بذراعيها برفق : خلينا نبدء من جديد يا مي علشان خاطري بلاش تبعدي
, لتصيح هنية بها بعدم نفذ صبرها :
, - اسمعي كلام جوزك يا مي وابتدو صفحة جديدة
, لتهتف هي بأنفعال وعصبية مفرطة بعدما نفضت يده: مبقاش جوزي ياماما متعصبنيش
, لتستطرد هنية بثقة وهي تحيل بينهم : لأ جوزك يا بنتي وعدتك لسة مخلصتش
, مي بأندفاع: لأ انا حسباهم كويس
, لتقول هنية بفطنة : يا بنتي **** سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز
, (وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) الطَّلاق: 4.
, يعني يا بنتي عدتك تتمد لميعاد ولادتك
, اتسعت عينه بذهول مما تفوهت به زوجة عمه وظل يردد دون وعي : -حامل ٦ نقطة حامل انا مش مصدق دة بجد
, اماهي صرخت بوالدتها بعدم رضا وهي تؤنبها على افشائها لسرها :
, - ليه قولتيلو يا ماما انا مش اتفقت معاكي وانتي وعدتيني
, هنية : يا بنتي دة حقه وهو راجع وندمان وعايز يردك فين المشكلة
, لتستأنف هنية بحنان وهي تربت على ظهرها : يا بنتي علشان خاطري بلاش تعاندي تاني وتنشفي دماغك
, في تلك الاثناء كان هو متخشب يحاول تدارك الأمر وأستيعاب ما يدور يكاد يقسم ان قلبه يتراقص من فرط السعادةلكونها تحمل بأحشائها قطعة منه ليهمهم بسعادة عارمة لم يستطيع كبحها وهو يديرها اليه ويتمسك بمنكابيها
, وينظر لها نظرة عميقة تحمل بطياتها الكثير: انتي بجد حامل يا مي
, نفضت يده وهتفت :
, -اه حامل بس دة هيبقي ابني لوحدي وهخده واسافر واربيه بعيد عنك كفاية عليك ست نيرة بتاعتك اللي هتجيب منها قرطة عيال، انت نسيت كلامك ولا أيه يا دكتور
, تنهد هو بعمق بعدما التقط أشارة والدتها له بأن يفعل شئ يجدي نفعآ معها
, ليبتسم هو بمكر ويقترب منها بخطوات سريعة أجفلتها وأنحني بجزعه و حملها على كتفه بشكل معاكس كالجعبة وأحكم ذراعيه حول ساقيها دون اي مقدمات
, شهقت هي بقوة وظلت تتلوي وتضربه على ظهره بشراسة وهي توبخه :
, - سيبني نزلني يا هاشم أحسنلك
, سيبني بقولك.. انت فاكرني شوال بطاطس علشان تشلني كدة.. نزلني بقولك
, لكن هو لم يكترث لها وشدد أكثر عليها وحاول ان يكبح حركتها وعند ما يأس من ايقافها صفعها بيده بقوة أسفل ظهرها لتشهق هي بألم
, وتصرخ به :اه ه ه٣ نقطة انت قليل الأدب ٣ نقطة نزلني بقولك وجعتني
, هتف هو بأصرار وبنبرة يشوبها التحذير : مش هنزلك ومش هسيبك تبوظي حياتنا و تسافري ولو مسكتيش هضربك تاني
, هزت رأسها بطاعة ووضعت يدها على فمها بعدما قالت بتسرع:
, -لأ بلاش ضرب تاني يا هاشم انا سكت أهو لتنظر الى والدتها تستنجد بها لكن عندما
, اتاها صوت دعواتها لهم أدركت انها راضية عن ما يفعله وان لاشئ سيمنعه
, هنية : **** يصلحلكم الحال يا أبني ويبعد عنكم الشيطان ويحفظكم يارب
, شكرها هاشم وأمن على دعوتها وتوجه بها الى منزله غير عابئ بها وبمحاولتها للتملص منه
, بعدما أقسم انه سيردها اليه ويؤثر عليها بطريقته الخاصة التي غالبآ تجدي نفعآ معها
, ٢٤ شرطة
, تعالت أصوات الزمر والطبل والمهللين والمرحبين بعودة العايق
, ووقف هو وسط ذلك الحشد بهيئته الشيطانية يتقبل المباركات من أصحابه وأعوانه في مجال الأجرام
, وبعد بعض الوقت مال جمال على اذن عزت يرحب به :
, -حمد**** على سلامتك يا عايق كفارة
, عزت بلؤم : **** يسلمك ياجمال تعيش
, جمال بفخر :
, - انا عملت زي ما قولتلي ولقيت ست البنات مفضلش غير انك توفي بوعدك ليا وتجوزهالي
, ابتسم عزت بسمة شيطانية وأخبره بلؤم شديد : مش وقته يا جمال خلينا نشوف الناس اللي جاية تبارك رجوعي
, جمال بغضب : يعني ايه مش وقته انا جهزت كل حاجة و ست البنات جهزت نفسها يعني مفضلش غير المأذون واتنين شهود
, والفرحة تبقي فرحتين، خروجك وجوازي منها
, هز عزت رأسه بعدم اقتناع وأخبره بلؤم : لما نفض الليلة نبقي نتكلم
, أمأ له جمال والغضب يتملك من مماطلته فهو لن يتنازل عن رغبته بها ابدآ وسيحصل عليها مهما كلفه الأمر
, وبعد عدة ساعات وعند انصراف الجميع توجه عزت الى منزل أحسان وبرفقته جمال
, كانت هي في تلك الأثناء فعلت مثلما أمرها ذلك المقيت وجلست تنتظر مصيرها المحتوم بقلة حيلة وبملامح تحاكي الموتي، وظلت أحسان تواسيها وتشد من عزيمتها وأما عن كوثر صديقتها ظلت ساكنة تبكي بصمت وهي تشعر بلأسى عليها
, وعند وصول مركزي الشر اليها انتفضت بذعر وانتابتها تلك الرجفة المعتادة التي تراودها عندما يتعلق الأمر به
, ليهتف عزت بمكر وحنان مصتنع وهو يمد يده لها : وحشتيني يا سنيورة ايه مش هتيجي في حضن ابوكي ولا أيه؟؟
, هزت رأسها بنفي وتشبثت بأحسان
, بقوة ليبتسم هو بشر ويتقدم منها بخطوات بطيئة ارعبتها ويجذبها بقوة ويحتضنها وهتف بود مصتنع وبنبرة لئيمة : حد يخاف من ابوه يا وش السعد
, عقدت حاجبيها بدهشة من مديحه لها فتلك المرة الأولي الذي يقول لها شئ كهذا وأنسحبت من أحضانه وهي تسلط نظراتها عليه لتهمهم : حمد **** على سلامتك يا بابا
, ليباغتها هو بسؤاله: فين أختك مش شيفها يعني ومجتش ليه تسلم عليا
, تلعثمت هي وردت بخوف: عند جماعة معرفة قاعدة معاهم ٣ نقطةدي هتفرح اوي بخروجك
, امأ لها بتفهم وظلت تلك البسمة الشيطانية ملازمة وجهه البغيض
, ليهتف جمال بحدة وبنفاذ صبر :
, -هبعت حد من رجالتي يجيب المأذون ياعايق وخير البر عاجله
, ليهدر عزت بلؤم وتلك البسمة الشيطانية ملازمة له : كان على عيني يا جمال بس السنيورة أكتب كتابهاومش فاضل غير أمضتها على العقد
, ساد الصمت الأجواء وظلت هي مشدوهة مما يتفوه به وهي تزيد من تشبثها بأحسان
, اما عنه
, رفع جانب فمه بأمتعاض و أشهر مديته بأنفعال مبالغ به وهو يقول بنبرة شيطانية متوعدة : نعممممم٤ نقطة انت بتقول ايه ؟؟
, دة انا أصورلكو قتيل هنا دة على جثتي يا عايق لو ترجع في كلامك
, اجابه عزت ساخرآ : متبقاش غبي يا جمال وصدقني لا انا ولا انت قد البيه اللي كتب عليها
, لوح جمال بمديته بأجرام وهدر بنبرة مقيتة متوعدة : بيه مين ٤ نقطة دة انا أجيب كرشه ٥ نقطةمتخلقش اللي ياخد حاجة من جمال نفسه فيها ٣ نقطة دة لو راجل يجيلي هنا وانا هندمو على اليوم اللي امه ولدته فيه
, قولي يا عايق هو مين اللي أستجري وعملها
, -انا يا جمال
, هدر بها هو بصرامته المعتادة وهيبته التي لا يضاهيه أحد بها وهو يقف بكل شموخ و يضع يده بجيب بنطاله بوقار لا يليق الا به
 
٢٤


-انا يا جمال
, هدر بها هو بصرامته المعتادة وهيبته التي لا يضاهيه أحد بها وهو يقف بكل شموخ و يضع يده بجيب بنطاله بوقار لا يليق الا به
, - ص..ق٣ نقطةر
, همهمت هي بأسمه بنبرة حارقة واحتياج طغى عليها وبحروف متقطعة من شدة صدمتها
, تتبع هو بعينه مصدر الصوت بلهفة
, لم يتعمدها بعدما أصابته نبرتها بقشعريرة قوية ارجفت قلبه كما السابق ، وعندما وقعت عينه عليها تشابكت نظراتهم بأشتياق تام لعدة ثواني معدودة قبل يهتف ذلك المقيت بنبرة جهورية
, جمال: هو انت يا باشا
, تقدم صقر منه بخطوات حثيثة وهو مازال محافظ على وقاره وهتف بنبرة صارمة :
, - اه أنا عندك مانع يا جمال
, هتف جمال بعدم رضا وصوت جهوري يضغى عليه الأجرام :
, -اه عندي لموأخذة يا باشا
, مش رجولة منك لما تتعدي على حاجة تخصني، بت العايق دي مش هتكون غير ليا، وانا يا قاتل يا مقتول
, حانت منه بسمة هازئة ثم أشار لافراد حراسته ان تتقدم
, وهدر بنبرة متوعدة : طب يا جمال انا هوريك الرجولة تبقي ازاي يظهر اني علشان اتهاونت معاك قبل كدة وسبتك تمشي سليم
, خدت فكرة غلط عني بس ملحوقة انا هغير فكرتك وأعرفك ان صقر العزازي مبيقبلش بلغلط ولا بيتهاون في اللي يخصه
, ليؤشر لرجاله ان تتقدم منه وعندما لاحظ جمال أقترابهم منه أشهر مديته وسحبها عنوة وحاوط ذراعه حول عنقها وأخذ يلوح بمديته بأجرام
, صرخت هي بقوة وظلت ترتجف من شدة ذعرها ليشدد هو أكثر على عنقها ويهتف بشر وهو يضع طرف مديته على عنقها :
, -اياك حد يقرب مني ٤ نقطة اللي هيقرب هاخد روحها ومش هيهمني
, ليهسهس بأذنهابنبرة شيطانية بعدما تعالي نحيبها :
, - مهو يا تكوني ليا يا ست البنات يا مش هتكوني لغيري
, توسلته أحسان :
, - استهدي ب**** ياجمال ومضيعش نفسك وتضيع البنية معاك
, لتعقب كوثر ايضآ بعويل وهي تضرب صدرها بحسرة : ياعيني عليكي يافتون سبها يامفتري **** ينتقم منك
, ليباغته عزت بتحذير : سيب البت يا جمال وخلينا نتفاهم
, ابتسم جمال بشر وهتف بغل : -نتفاهم على ايه بعد ما رجعت في كلامك انا متأكد ان الباشا زغلل عينك بفلوسه علشان تجوزها له
, اما عنه ظل ثابت لم تهتز به شعرة واحدة فهو يعلم علم اليقين ان المدعو جمال ليس بلجرئة الكافية لأيذائها ولكن بلرغم من ذلك هيأتها
, أحزنته للغاية ومزقت نياط قلبه وجعلت نيران عاتية تنضرم بكل حواسه تماسك هو و ظل على ثباته حتي لا يشعر ذلك المقيت بأنه أثر به بفعلته
, ليؤشر من جديد لرجاله ليندفعو اليه ويحاوطوه من كل الجهات بحرص ليظل جمال يلتفت بها بكل اتجاه بتوجس يحاول ان يتفادي أقتراب أحدهم وعندما لاحظ هو عدم انتباهه باغته صقر بركلة قوية بذراعه أسقطت مديته على الأرض لتهرول هي مبتعدة عن جمال وترتمي بأحضانه ،ليبتلع هو ريقه ببطئ مميت ويحاول تمالك نفسه،ليربت على ظهرها برفق دون ان يبادلها عناقها ثم دفعها بهدوء في اتجاه صديقتها وتلك السيدة الحنون ، لم يدم العناق سوى بضع ثواني معدودة وكان ذلك الوقت كافي ان ينقض أفراد حراست صقرعلى جمال ويقيدو حركته ثم يدفعوه بقوة الى الخارج
, ليصرخ جمال بوعيد وهو يحاول التملص منهم : بتتحاما في رجالتك مش هسيبك يا باشا ٣ نقطةمحدش هيتجوزها غيري٣ نقطة انت السبب يا عايق ومش هسيبك هنتقم منك
, وعند انصرافه جلس صقر بأرياحية على أحد المقاعد ووضع ساق على أخري بكل شموخ وتناول هاتفه من جيب سترته وتحدث للطرف الأخر بأقتضاب
, وبعد عدة ثواني معدودة دلف محمد العزازي وبرفقته أحد الشيوخ لأستكمال عقد الزواج
, طالعتهم هي برؤية مشوشة من كثرة دمعاتها ثم
, ابتسمت ببهوت و بعدم اتزان وتعالت انفاسها من شدة تأثرها وظلت تحدق به ببلاهة لا تستوعب ما يحدث هل حقآ تزوجها ٣ نقطة هل غفر لها ٣ نقطة هل مازال متيم بها ٣ نقطة هل افتقدها ،و ما السبب ياترى الذي دفعه ان يأتي لأنقاذها فهي تعلمه تمام المعرفة هو لم يتهاون بفعلتها ،كل تلك التسؤلات ظلت تجول بذهنها دون انقطاع لتنساب دمعاتها بغزارة مرة أخري ولم تعلم سبب لها، حين راودها ظنون انه يريد ان ينتقم منها على فعلتها
, ليندفع اليها عمه ويحتضنها بحنان وهو يطمأنها بعدما مزق نحيبها نياط قلبه : أهدي يا بنتي خلاص.. **** نجاكي متقلقيش انتي هتبقي في أمان
, أمأت له بضعف ولم تعلم ما أصابها فقد أمتلكتها رغبة قوية بلأرتماء بحضنه وأستكمال نحيبها فلم تتردد ليحاوطها هو بحنو ويربت على ظهرها وهو يتمتم لها ببعض الكلمات الداعمة
, وعند اتمام عقد القران
, هدر صقر لعمه بحزم : خدها وروح بيها وانا هحصلك
, رفعت هي نظراتها اليه تريد ان تستنبط من ملامحه اي شئ يريح قلبها لكن لم تجد غير الجمود منه
, ليرد محمد بطاعة : ماشي يا أبني متتأخرش علينا
, وبعد وداعها لكوثر ولأحسان رافقت عمه دون ان تنبس ببنت شفة
, ٢٤ شرطة
, عند انصراف الجميع أمر عزت أحسان ان تفسح لهم المجال للحديث لتنصاع اليه بمضض ولكنها ظلت قريبة تسترق السمع لحديثهم
, ليهتف صقر بحدة وهو يناوله ذلك الشيك البنكي الذي يزينه رقم خيالي : أظن كدة انا عطيتك اللي انت عيزه وشوية زيادة
, تناول عزت الشيك من يده بلهفة وعندما وقع عينه على الرقم المخطوط عليه التمعت عينه بلجشع وهتف بخبث : مش بطال يا باشا لو أن السنيورة تستاهل أكتر من كدة
, حانت من صقر بسمة هازئة على ذلك الاب اللعين الذي يتاجر بأبنته وكأنها بسوق الرقيق وتذكر تساهله معه عندما قام بزيارته بلسجن
, وأخبره بأنه سيعطيه الكثير من المال من أجل زواجه منها فلم يتردد عزت لثانية واحدة بلموافقة حتي انه لم يسأل غير عن أسمه ولقب عائلته، يقسم انه عندما أخبره شعر ان عينه التمعت بخبث لم يعهده من قبل وذلك ما أثار شكوكه بشأنه فهو يعلم مدي جشعه وطمعه لكن ما رأه بعينه ليس سعادة بلمال فقط ، لا هو يشعر ان ذلك البغيض يخفي الكثير وحين نهض صقر ليغادر
, باغتته أحسان وهي توصيه برجاء : **** يخليك يا بيه بلاش تقسى عليها دي ياما شافت غلب على ايد المفتري دة وو**** العظيم هي بتحبك
,
, أمأ لها بهدوء ورتب على كتفها وقال بثقة : متقلقيش عليها
, انا عمري ما هفكر أذيها دي بقت مراتي وشيلة أسمي
, ليرمق عزت بأستحقار للمرة الأخيرة ويغادر الى الأسفل ليقتص من ذلك المقيت جمال
, وعندها همهمت أحسان بشجاعة وهي توجه حديثها ل عزت : منك لله يا عايق يارب تكون ارتحت بعد
, ما بعتها وقبضت تمنها
, ليهتف عزت بقوة وهو ينهرها : ملكيش فيه يا ولية ، بتي وانا حر فيها وبعدين دة انا أستنيت اليوم دة من سنين طويلة علشان أحقق غرضي وينوبني من الحب جانب
, لتلتمع عينه بخبث شيطاني وهو يحيك بذهنه لأمر ما ، فهو لديه أهداف أخري غير المال
, ٢٤ شرطة
, ظلت طوال الطريق تصرخ به ان يدعها لكن هو لم يتأثر وظلت تلك البسمة الراضية تعتلي ثغره وحين وصلو أمام منزلهم سبقها هو وفتح الباب لها وهو ينحني بشكل مسرحي لتصرخ هي به : انت جبتني هنا ليه
, اتسعت أبتسامته الملازمة له وقال بتسلية :
, - دة بيتك يا حبي ومكانك الطبيعي انتي نسيتي ولا أيه؟
, لتستأنف بعند وهي تكتف ذراعها على صدرها وتتحاشا النظر له : اه نسيت و مش نازلة ٣ نقطةومش هتحرك من العربية غير لما ترجعني بيت ماما انا عندي سفر الصبح وميعاد طيارة
, ابتسم هو بأتساع من جديد على عنادها الذي أفتقده كثيرآ
, ليهدر بمشاكسة : انتي شايفة كدة
, خلاص اللي يريحك خليكي في العربية ، ليغلق باب السيارة من جديد، لتبتسم هي بأنتصار ظنآ منها انها أثرت عليه وسيعيدها لمنزل والدتها
, ليباغتها هو بغلقه لكافة الابواب بجهاز التحكم الصغير الخاص بسيارته، ثم استند على مقدمة السيارة وهو يصفر بفمه بلامبلااه وتقصد أغاضتها غير عابئ بصراخها ولا هتافها ، لتستمر هي على عنادها بعدما يأست من ان ينصاع لها وتهتف بصوت جهوري بأصرار :
, - هفضل هنا برضو ومش هتحرك غير لما ترجعني بيت ماما
, هز رأسه هو بنفي قاطع بعدما تناهى لمسامعه هتافها
, ورد بعناد مماثل : وانا موريش حاجة وهخليكي محبوسة للصبح وشوفي مين هيطلعك
, وبعد بعض الوقت من تركه لها ملت كثيرآ ودون شعور وكعادتها مؤخرآ استسلمت لنعاسها
, وعندما تأكد هو من أستغراقها في النوم ،ابتسم بهيام وتقدم نحوها بخطوات هادئةوفتح باب السيارة برفق ثم أنحني بجزعه ومرر يده خلف ساقيها و حملها من جديد ولكن تلك المرة كانت هي مستسلمة بين ذراعيه وتستند برأسها على صدره بأستسلام تام حاول جاهدآ ان يتمالك نفسه ويهدء من ثوران مشاعره لكن دون جدوى، فهو يشعر ان خفقات قلبه تشبه الطبول بصخبها وسوف توقظها لا محالة
, وبعد عدة دقائق من صعوده الى شقته وضعها بلفراش ودثرها جيدآ بلغطاء ثم جلس بجانبها لبعض الوقت وأخذ يعبث بخصلاتها المتناثرة بحميمية وهو يتأمل ملامح وجهها بعشق تام ،ثم نزل بيده برفق يتحسس بطنها من فوق الغطاء لتحين منه بسمة مميزة على ثغره يشوبها الفرحة والامل ويشعر ان قلبه يتراقص من فرط السعادة
, ليهمهم بهيام لها وبنبرة خافتة تكاد تسمع : بحبك يا مي وعمري ما هبطل أحبك لأخر نفس فيا ٣ نقطة سامحيني يا ميوش كان غصب عني ليقترب بهدوء و يقبل جبينها قبل ان يتركها تنعم بسباتها لكن دائما عندما يتعلق الأمر بها لم يستطيع كبح رغبته، ودون وعي لم يستطيع الابتعاد ، ومرر شفاهه ببطئ مهلك على كل أنش بوجهها وهو مغمض العين ويشعر بأستمتاع وحين وصل الى ثغرها وينبوع عسلها لثمه بخفة لعدة مرات متتالية بوله تام، ثم بعد ذلك ثبت انفه أعلى فمها و أستنشق انفاسها الصادرة منها بأنتشاء تام وحين شعر انه على حافة الهاوية ولم يعد يستطيع تمالك نفسه نهض بأنفاس ثائرة وتركها تغط في سبات عميق
, ٢٦ شرطة
, تدلي درجات السلم المتهالكة بسرعة متناهية وعندما وقف أمام ذلك المقيت نزع سترته وأخذ يطوي أكمام قميصه بهدوء وهو يهتف بثقة بعدما لاحظ حشد الناس حوله وضحكاتهم المتشفية
, صقر:
, -ايه ياجمال انا شايف كل الناس فرحانة فيك ووقفة تتفرج عليك وانت شبه الفأر المبلول للدرجادي الناس بتكرهك
, ياتري اذيت كام واحد فيهم
, زئر جمال بغضب وهو يحاول التملص من رجال صقر الذين يشلو حركته بلكامل ويثبتوه بلأرض :
, -انت لو راجل متتحاماش في رجالتك وتوجهني وملكش فيه أهل منطقتي وانا هعرف أربيهم بعدين وكل واحد وقف اتفرج عليا هدفعه الثمن حياته
, حانت منه بسمة هازئة من ابتزال ذلك المقيت ليهتف بسخرية استفزت الأخر :
, -دة على كدة بقي هتقتل اهالي المنطقة كلها
, ليهدر جمال بوعيد : انا أقدر أعملها بس هتكون انت قبل منهم يا باشا
, رد صقر بتحدي ونبرة واثقة وهو يؤشر لرجاله بتركه :
, - طب ما توريني كدة تقدر تعمل أيه
, ليبتسم جمال بطريقة شيطانية ثم يندفع براسه بكل قوته قاصد أطاحت صقر لكن صقر كان أفطن منه وباغته بركلة قوية أستقرت بصدره ليتراجع جمال الى الخلف بعدما تشوشت نظراته و زئر من شدة الألم لكنه لم يستسلم بتلك السهولة ليقترب منه من جديد ويحاول لكمه ولكن بعد محاولات شتي لم يستطيع ان يصيب وجهه ولو لمرة واحدة بسبب تفادي صقر لقبضته وعندما شعر صقر بأقترابه الوشيك منه باغته بعدة لكمات عنيفة بوجهه دون اى شفقة أطاحت به وقبل ان يستعيد توازنه ويحاول النهوض كان صقر يركله عدة ركلات بقوة عاتية المت الأخر وجعلته يتلوى من الألم ،وان شعر بأن قواه قد خارت وانه على وشك ان يفقد وعيه ،انحني عليه بجزعه وتمسك بقوة بحاشية ملابسه وهدر من بين أسنانه بوعيد : اظن عرفت دلوقتي مين صقر العزازي ويقدر يعمل فيك ايه
, ليستأنف بنبرة صارمةيشوبها التحذير : قسمآ ب**** لو أفتريت على حد تاني ولمست طرف اي حد من الناس دي ساعتها متلمش غير نفسك هتلقيني قصادك ووقتها انت عارف هعمل فيك أيه
, أمأ له جمال بذعر وهو يتلوي من الألم لينفضه صقر عنه بأشمئزاز وينهض ويصيح بصوت جهوري وبكل ثقة لحشد الناس المتكدس ليشاهد ما حدث : لو الكلب دة عمل اي حاجة لحد فيكو ، ولا أتعرضلو بأذى انا هعرف شغلي معاه متخافوش منه ، وبابي مفتوح للجميع عمري ما بقفله في وش حد لتنتشر الهمهمات بين الناس فلبعض يتممتم بلدعاء لصقر ويشكره على شهامته وبسالته
, والبعض الأخر يشمت في ذلك المقيت ويوجهون السباب له وأما الذين نالو من بطشه ظلو يهللو بسعادة بالغة
, ليبتسم صقر بهدوء وهو يشعر بلرضا وينسحب هو ورجاله بعدما رمق ذلك المقيت بأحتقار
, ٢٨ شرطة
, بعدما أستقل السيارة الخاصة به وهي برفقته، المه قلبه كثيرآ على هيأتها المزرية وشحوبها الواضح وهي تحتضن نفسها وتشهق بخفوت ليحاول من جديد طمأنتها
, محمد:
, - اهدي يابنتي محدش هيأذيكي متخافيش انتي بقيتي وحدة مننا خلاص
, رفعت نظراتها المنكسرة اليه وهمهمت بضعف : خايفة يكون اتجوزني علشان ينتقم مني
, رتب محمد على يدها بحنان وقال بود وهو يطمأنها : متقلقيش يا بنتي صقر عمره ما هيأذيكي بس انا عايزك تتحمليه شوية واعذريه ،وانا متأكد ان **** هيجبر بخاطرك وهيعوضك خير
, أمأت له بضعف وأسندت رأسها على زجاج النافذة وظلت صامتةالي حين وصلو الى قصر
, العزازي
, وعندما ترجلو من السيارة توجه بها عمه الى الداخل
, ظلت هي تتقدم بخطوات مهزوزة تقدم ساق وتأخر ساق بتوتر ليدفعها عمه برفق وهو يحثها بنظراته ان تسير أمامه وتتقدم وعند دخولهم
, وجدو هند جالسة بكل عنجهية على ذلك المقعد الوثير وتضع ساق على أخر بكل غرور لتهتف وهي تشملها بنظراتها من أعلاها لأخمص قدمها بعدم رضا : مين البنت
, دي يا محمد ؟؟ وكنت فين انت وصقر من بدري
, لتضيق عيناها بشك ثم تستأنف بعدما نهضت ووقفت على مقربة منهم :
, -مش دي نفس البنت اللي صورها مع صقر في الجرايد
, ابتسم عمه بتأكيد وأخبرها بفخر قاصد أثارت حنقها وهو يضع ذراعه على منكب فتون: دي فتون مرات صقر يا هند
, شهقت بقوة كأن أصابتها صاعقة ما وهتفت بعدم تصديق:
, -انت بتقول ايه؟؟ أبني انا يتجوز وحدة زي دي مستحيل
, أطرقت فتون رأسها بلارض بحرج بعدما شعرت بضئالتها بلنسبة لهم
, ولم تتفوه ببنت شفة
, ليؤكد محمد من جديد ولكن بثقة أكبر : و**** مش عايزة تصدقي براحتك لكن دي الحقيقة ولما يجي أبنك اتأكدي منه
, هتفت هي بعصبية مفرطة وأنفعال: ابني باين عليه اتجنن وشكلك انت مشجعه على جنانه بس انا لما يجي هعرف شغلي معاه
, انا لا يمكن اقبل بلمهزلة دي مش ناقص كمان غير ٣ العلامة النجمية يدخلو قصر العزازي
, نهرها محمد بعصبية :
, -هنننننننند عيب كدة دي مرات أبنك وشالت أسمه خلاص
, لتهدر هي بسخط وبنفور وهي ترمق فتون بقرف :
, - مستحيل أقبل ان الزبالة دي تتنسب لينا انا لما يجي لازم أخليه يطلقها ويرميها مطرح ماجبها
, تنهد محمد بضيق وبنفاذ صبر و
, أمأ لها بعدم أكتراث وأصتحب فتون الى الجناح الخاص ب صقر وعندما دلف بها الى الداخل تحدث كي يطمأنها بنبرة حنونة :
, - ارتاحي يا بنتي ومتفكريش في حاجة،ومتزعليش من كلام هند ،وخليكي متأكدة انها مش هتأثر على صقر
, انا هنزل أقول لفوزية تحضرلك أكل
, هزت رأسها برفض وهمهمت بضعف : لأ مليش نفس شكرآ ياعمو
, أصر عليها هو بحنو : مينفعش يا بنتي لازم تاكلي انا هروح وانتي حاولي تريحي شوية
, أمأت له بأنصياع لينصرف ويتركها
, جالت هي المكان بعيناها بأنبهار تام فكانت جناحه ذو ذوق مميز خاص به، يتكون من ثلاث غرف تحدهم الغرفة الرئيسة التي تجمعهم ،وما أثار أعجابها حقآ هو الشرفة الواسعة التي يتدلي منها سلم خارجي يؤدي الي المسبح وجزء من الحديقة الخلفية التي يزينها كم هائل من الورود والأزهار المبهرة ،اما عن الغرف
, فكانت غرفة بهم مخصصة لألعابه الرياضية والغرفة الاخري كانت تحوي ملابسه وكل شئ يتعلق بمظهره الخاطف للأنفاس اما عن غرفة نومه كان يتوسطها فراش وثير ينم عن الفخامة والذوق الرفيع اما عن لون طلاء الغرفة فكان بلونها المفضل الذي تلونت به حياتها ،فقد كان بالأسود اللامع بحرفية متقنة وكأنه ينمق عن شخصية صارمة لا تقبل الحياد
, تنهدت تنهيدة حارقة وهي تتحسس فراشه ثم جلست بهدوء على طرفه وسحبت أحدى الوسادات وأشتمتها بعيون مغلقة بأستمتاع و بأشتياق تام لعبقه الفواح التي أفتقدته كثيرآ لتتكور على نفسها وهي تحتضن الوسادة وتظل تنتظر عودته بفروغ الصبر فهي لديها الكثير من الأفكار و التساؤلات التي تريد لها أجابة قاطعة حتي لا تصاب بلجنون
, ٢٤ شرطة
, اما عنه بعد أقتصاصه العادل من ذلك المقيت ظل يدور بسيارته دون وجهة محددة يحاول ان يتناسي هيأتها المزرية التي كانت عليها وألمته كثيرآ فماذا كان سوف يحدث لها ان لم ينجدها من ذلك المقيت هل كانت ستتزوجه بلفعل
, وماذا عن ذلك اللعين ابيها كيف كانت تتعايش معه ، وحين ساورته الشكوك نحو ان ذلك اللعين انه كان يتاجر بها من أجل المال ثارت ثائرته وهو يلعن كل شئ يتعلق بها
, وظل يقنع ذاته انه فعل كل ذلك ليس من أجله ولا من أجل ما يكنه لها لا هو فعل كل ذلك من أجل عمه الحبيب
, توقف بسيارته بجانب الطريق وتنهد بعمق كي يلملم شتاته،ويزيح أفكاره السوداوية جانبآ لكن دون ارادة ظل يفكر بها ،وذلك ما أثار حنقه وبشدة فمجرد التفكير بها يشعر انه مازال يعشقها حد الجنون كالسابق فهي فاتنته التي أسترقت كافة أحلامه وجعلته يغير قناعاته ،ليلعن ذلك القلب الجامح بعشقها و يكور قبضة يده حتي نفرت عروقه بغضب وضرب المقود عدة ضربات عاتيةوهو يقنع نفسه بعكس ذلك
, ٢٦ شرطة
, ظل يتقلب بفراش المشفي بسأم يتحايل على النوم لكن دون فائدة
, ليعدل من نومته ويجلس بوهن وهو يتحامل على نفسه، ثم مد يده وسحب قلادتها من تحت وسادته وظل يتأملها بأشتياق تام لمالكتها ومالكة قلبه ، اللعنة على الحب واللعنة على الفراق فليت الأمر يختصر فقط على جمال وروعة البدايات ، فلما نقاسي كل هذا لتكون النهاية غير مرضية لنا
, تنهد تنهيدة حارقة أضناها الألم وظل شارد بها لبعض الوقت ودون تفكير تناول هاتفه وأخذ يتجول بكل مواقع التواصل التي تستخدمها يريد لو يري فقط أحدي صورها لليطمأن قلبه وعندما وجد تلك الصورة الحديثة لها وهي برفقت أسر في أحدى المطاعم الشهيرة هناك تعالت انفاسه بأنفعال وسيطرت عليه مشاعر مختلطة وجميعها تخبره بأن ييأس من رجوعها اليه لكن قلبه الملتاع أخبره بأنه لايفقد الأمل، فبرغم أبتسامتها الظاهرة في الصورة الا انه يشعر بحزن عيناها ،هو سينتظرها لأخر يوم بعمره ، ولأخر نفس به سيظل يعيش وهو يمني نفسه برجوعها
, ٢١ شرطة
, جلس هو ينتظر عودته بفروغ الصبر ،يريد ان يوصيه ان لايقسو عليها،فهو يشعر بصدق حدثه نحوها ،فهي بدت له مظلومة ومنكسرة لأبعد الحدود ،لكن يقسم ان صدقت هواجسه نحوها وإن ادام **** بعمره سيعوضها عن كل ما عانته وسيقتص منهم جميعآ
, تنهد بأرهاق وأستند برأسه للخلف على احد المقاعد المريحة بحديقة القصر وظل يتذكر ما دار بينه وبين صقر في وقت لاحق
, flash back
, بعد ان رأى الخاتم ركض بكل قوته وتوجه الي جناح صقر وحين وصل دفع الباب بقوة دون أستأذان
, ليتفاجأ صقر من دخوله وهو يستكمل ارتداء حلته ليهمهم بدهشة :
, - عمي مالك في ايه ؟
, أجابه محمد بملامح شاحبة وأنفاس متعالية وهو يرفع الخاتم امام ناظريه :
, - الخاتم دة جبته منين ؟؟
, تنهد هو بضيق وأخبره : دة بتاعي يا عمي ٣ نقطة
, ليتلعثم قليلآ ثم يستأنف ببطئ : فتون عطتهولي
, كرر عمه أسمها لعدة مرات ثم هدر بتسأل والشك يغزو قلبه : فتون ٣ نقطةفتون دي نفس البنت اللي أختها جت هنا واترجتك تساعدها
, أمأ له صقر وهو يستغرب أهتمام عمه المبالغ به ليهمهم وهو يسحب الخاتم من يده ويضعه على الطاولة أمامه بأهمال :
, - متشغلش بالك يا عمي بلموضوع دة
, حاول عمه جاهدآ تنظيم انفاسه وقال بتسأل أكبر: لما ادتهولك مقالتلكش جابته منين ؟؟
, اجابه صقر بلا مبالااه: قالت كان بتاع امها وكان عزيز عليها
, ليتسأل صقر بأستغراب : انت مهتم ليه كدة يا عمي بلخاتم
, ليباغته عمه بلهفة ويتسأل دون الأكتراث لسؤاله : هي البنت دي عندها كام سنة يا ابني
, وعندما أخبره بعمرها جلس عمه على أحد المقاعد القريبة وقال بنبرة متألمة يشوبها الحنين: الخاتم دة بتاعي يا صقر انا بنفسي عطيته لكريمة يوم ما كتبنا الكتاب كان وقتها معيش فلوس وكان نفسي أجبلها شبكة زي باقي البنات لكن ظروفي كانت صعبة وخصوصآ ان جدك حرمني من كل حاجة وقتها
, عقد صقر حاجبيه بعدم أستيعاب وهدر: عمي ممكن يكون خاتم شبهه وانت بيتهيألك
, أجابه محمد بأصرار وثقة متناهية وهو ينهض ويحمل الخاتم من جديد وينظر بداخله :
, - مستحيل يا أبني انا متأكد الخاتم منقوش عليه حروف أسمي من جوة واللي صممه ليا كان مش من هنا دة مصمم اجنبي اتعرفت عليه لما كنت في زيارة لإيطاليا قبل ما أقابل كريمة ٣ نقطةصدقني يا صقر الخاتم دة بتاعي انا متأكد
, اجلسه صقر من جديد وتمسك بمنكابيه برفق وأخبره : عمي البنت دي خدعتني ومش سهلة دة غير ان أبوها مجرم ورد سجون يعني وارد يكونو عملين التمثلية دي علشان ينصبو علينا
, هتف عمه بأندفاع : لأ قلبي حاسس ان البنت دي مظلومة وانها ممكن تكون٧ نقطةليقطع جملته بتردد ويستأنف بأصرار :
, - انا لازم اشوفها واتكلم معاها
, هو ابوها دة أسمه ايه واروحله ازاي
, هدر صقر بنفاذ صبر وهو يواليه ظهره ويحاول ان يصيغ الأمر لعقله : أسمه عزت العايق واللي أعرفه انو مسجون
, عند سماع أسم ذلك اللعين مرة أخري انتبهت كل حواسه وظل يجمع بأطراف الخيوط مع بعضها
, ويتخيل بذهنه أشياء كثيرة
, ليقطع صقر شروده : عمي سرحت فأيه ؟؟؟
, اجابه عمه بشك يكاد يصبح يقين : - حاسس ان هند على علم بكل حاجة ليقص عليه كل ما دار من حديث بينه وبين فرحة ويخبره بكافة شكوكه وعند انتهائة لاحظ عدم اقتناعه ليقول
, بنبرة راجية وهو يتوسل اليه:
, - علشان خاطري يا أبني الحقها قلبي حاسس ان البنت دي ليها صلة بيا انا عمر ما قلبي كدب عليا وأعتبره أخر طلب ليا قبل ما أموت ابوس ايدك يا أبني الحقها ومتخلهمش يجوزوها
, صقر بعدم أقتناع : انا مش مستوعب ازاي وايه علاقة امي بلمجرم دة
, عمه بترجي ونبرة متلهفة : هنعرف كل حاجة أكيد أبوها عنده أجابة لكل أسألتنا بس دلوقتي لازم نلحقها انا حاسس انها بنتي يا صقر
,
, صقر بحدة : بنتك ازاي ٣ نقطة انا مش مقتنع وبعدين دة شك مش أكتر لازم نتأكد الأول ونعمل d N A علشان نتأكد
, رد عليه عمه وهو يتبع كافة السبل لأقناعه: هنعمل كل حاجة بس علشان خاطر عمك ريحني ولو طلع أحساسي مش في محله يبقي انت مخسرتش حاجة على الأقل هتكدب الخبر اللي في الجرايد وتقول انها مراتك وتبقي انقذت بنت غلبانة أختها وقعت في عرضك
, جلس بتشتت على طرف الفراش وأخذ يفكر مليآ وهو يفرك ذقنه كعادته
, ليجثو عمه مقابل له ويتوسله من جديد : انا عارف انك متلخبط بس أعتبره دة رجاء شخصي قبل ما أموت علشان خاطري يا أبني بلاش تقطع الأمل اللي هيخليني اتمسك بلحياه
, ابوس ايدك يا أبني لينحني على يده يريد ان يقبلها ليسحب صقر يده برفض تام ونفور وينهضه برفق ويقوم بمعانقته بمواساه ويخبره : حاضر يا عمي هساعدها بس ياريت الموضوع دة يفضل سر ما بينا لغاية منتأكد ونعرف الحقيقة
, أمأ له عمه بسعادة بالغة ورتب على يده بأمتنان وهو يدعو اليه ويناجي ربه ان لا يخيب ظنه
, End flashback
, خرج من شروده على سماع صوت سيارة صقر لينهض بقوة ويخطو اليه بخطوات متمهلة
, اما هو ترجل من سيارته بعدما صفها بأهمال على غير عادته ليلفت نظره تقدم محمد منه ليهدر هو بهدوء :
, - خير يا عمي قاعد ليه هنا
, اجابه عمه بنبرة يشوبها القلق :
, -قلقتني عليك يا أبني اتأخرت ليه كدة
, رد صقر وهو يتنهد بضيق :
, -ابدآ متشغلش بالك ياريت تطلع ترتاح علشان متتعبش
, أمأ له محمد بطاعة وتحدث بأمتنان: شكرآ يا أبني انا ممنون ليك ومقدرش أوصفلك ريحت قلبي قد ايه بللي عملته دة لو أوصفلك شعوري اول ما شفتها كأني واقف قدام نسخة مصغرة من كريمة **** يرحمها انا قلبي بيقولي انها بنتي ومن صولبي
, اجابه هو بثبات : اهم حاجة يا عمي متحسسهاش بحاجة دلوقتي
, وياريت تتصرف بطبيعية قدام أمي لغاية منتأكد
, أمأ له محمد بتفهم واخبره : هند شافتني وانا جي بيها واتعصبت ومكنتش مصدقة انك اتجوزت
, همهم هو بمغزى : متقلقش انا هعرف اقنعها
, ابتسم عمه بطيبة نابعة من حنان قلبه وقال وهو يربت على منكب صقر : انت ابني اللي مخلفتوش واللي هعيش عمري كله فخور بيه
, ابتسم له صقر بهدوء ثم خطو سويآ الى الداخل وهو يستعد لمواجهتها
, ٢٤ شرطة
, ظل هو مرتمي بلأرض بوسط الطريق فاقد للوعي ، وعندما أستعاد وعيه لم يقوى على الحركة بعد ما ناله من ضربات موجعة على يد صقر ،زئر بألم وهو يحاول الأعتدال بجلسته لكن كان الألم لم يحتمل فكل انش به يؤلمه وبشدة
, رفع يده ومسح وجه يزيح الدماء عن عينه ليتتضح الرؤية شئ فشئ وإن جال محيطه لم يجد أحد من رجاله فبعضهم نالو مثلما ناله هو، والبعض الأخر فرو هاربين وبرغم ان الوقت تعدى منتصف الليل الا ان أهالي المنطقة ظل بعضهم مجتمعين بأماكن متفرقة والبعض الأخر أكتفي بلمشاهدة من الشرف والنافذات ، فلا أحد أكترث له وظلو يهمهمو بتشفي ويضحكون بصخب على هيأته
, ليصيح بغضب جامح وبصوت جهوري وهو يستند بيده على الأرض يحاول النهوض :
, - بتضحكو على ايه؟؟؟؟
, انا جماااااال اللي كنتو بتعملولو ألف حساب
, محدش يضحك الا هندمكو كلكو يا حارة ٣ العلامة النجمية شمتانين فيا و**** لهنتقم منكم كلكم ليأتيه ضحكاتهم من جديد وهم يسخرو منه
, لتباغته سيدةمن أحدى الشرف بصوتها الساخر وهي تتشدق :
, -روح اتشطر على عدمك العفية انت ورجالتك يا عرة الرجالة وان رفع رأسه ينوي سبها بأفظع السباب ، باغتته هي بجلب سطل من المياه الباردة وأسقطتت محتواه عليه بسرعة متناهية
, أجفلته
, ليتعالى من جديد ضحكاتهم الساخرة منه ليزئر هو بغضب وهو يتوعد ل كل من أوصله الى ذلك واولهم ذلك اللعين الذي يقدس المال ليجر قدمه بتهاون ويتحامل على نفسه ويعود الى منزله القريب
 
٢٥


توجه هو الى جناحه بخطوات متمهلة رزينة وحمد ربه انه لم يجد والدته بأنتظاره فلابد انها غفت كعادتها مبكرآ ، وعندما أدار مقبض الباب ليدلف الى الداخل سحب نفس عميق من الهواء الى داخل رئته وكأنه سيشعر بلأختناق بلداخل ، ثم تقدم بخطوات هادئة
, ليجد الغرفة بأكملها يسودها الظلام الدامس ليخطو عدة خطوات بحذر ويتحسس مكبس الأنارة ليضئ الغرفة
, كانت هي تنتظر عودته بفارغ الصبر ولكن دون وعي غفت سهوآ على وضعيتها السابقة
, رمقها هو بطرف عينه ولم يكترث لها ثم توجه الى المرحاض ليأخذ حمامآ باردآ لعله يزيح بعض من ارهاقه ذلك اليوم الكارثي وعند غلقه لباب المرحاض
, انتفضت هي بذعر ونهضت من غفوتها وهي تلعن غبائها ، ليتناهي الى مسامعها صوت المياه الجارية بلداخل الحمام لتبتسم دون وعي وتتوجه للمرأه تتطلع لهيأتها المبعثرة بعدم رضا فكانت خصلاتها متناثرة بفوضوية ووجهها شاحب بشكل ملفت حتي عيناها كانت منتفخة قليلآ أثر بكاءها المتواصل لتزفر بضيق بعدما طالعت ذلك الثوب الأبيض اللعين الذي ترتديه الذي جلبه لها ذلك المقيط ،تشعر بلأختناق بداخله لكن ماذا تفعل هي لم تجلب اي شئ خاص بها معها فما حدث شتتها كثيرآ وافقدها تركيزها، لتحاول جاهدة ان تعدل من هيأتها قليلآ وترتب خصلاتها و جلست تنتظر خروجه ،بعد عدة دقائق معدودة خرج هو وهو يحاوط خصره بمنشفته العريضة وتوجه دون أكتراث الى غرفة ملابسه
, وعند سحبه لذلك البنطال القطني من خزانته شعر بأنفاسها قريبة منه ولكن ظل على وضعيته ولم يعطيها اي أهتمام وظل منهمك بأنتقاء الملابس
, لتقترب هي منه بخطوات حثيثة متلهفة وأحتضنته من ظهره بروية واشتياق، وعندما تشنجت عضلات جسده تحت يدها لم تهتم وشددت أكثر من عناقه تريد ان تستشعر ولو بعض من الأمان والراحة بقربه
, ليغمض هو عينه بقوة، وتتهدج انفاسه لكنه ظل على وضعيته والتزم بثباته لتخبره هي بتوجس وهي تدفن جانب وجهها بظهره أكثر:
, -عمري ما أتخيلت انك ممكن تسامحني وتصدق اني مظلومة
, حانت منه بسمة هازئة وهدر ساخرآ وهو يفك تشابك ذراعيها حول خصره وينفضها بعنف ويبتعد عنها بنفور :
, - مش هتفرق كتير وياريت متتعديش حدودك معايا واخر مرة تلمسيني وبلاش اسلوبك الرخيص دة
, أحتل الحزن معالم وجهها تأثرآ بحديثه وهمهمت متسائلة بعيون غائمة : يااااه للدرجة كارهني وقرفان مني ،طب اتجوزتني ليه ؟؟
, ليخبرها هو بغموض وبكلمات مقتضبة : ليا اسبابي الخاصة
, لتهتف هي بأصرار: من حقي أعرف اسبابك
, ليهدر هو بحدة وبأندفاع على غير عادته وهو يتقصد أهانتها ويتعمد ان يخفي السبب الأساسي لزيجته منها :
, -عايزة تعرفي أسباب هقولك
, اولآ مسمهاش اتجوزتني ،اسمها أشترتني ،انا أشترتك من ابوكي ودفعت تمنك غالي اوي مع انك رخيصة وتمنك كان لازم يبقي رخيص زيك ، وللأسف كنت مضطر أعمل كدة علشان خاطر اختك اللي جتلي هنا واترجتني ،وانا بصراحة لقيت الموضوع ممكن استفاد منه واصلح سوء سمعتي اللي انتي كنتي سبب فيها
, مهو مش صقر العزازي اللي وحدة زيك تخصره شغله وسمعته
, كانت تستمع له بقلب يمزقه الألم ودمعات منسابة دون انقطاع لتغمغم بنبرة مختنقة أثر بكائها :
, - يعني أشترتني علشان فرحة بس
, مش علشان بتحبني
, رد هو بأستخفاف وبنبرة واثقة لا تقبل الحياد :
, -أحبك لأ طبعآ مستحيل حتي لو كنت، مبقاش ينفع انا لا يمكن أخد فضلت غيري لازم الست اللي تشيل أسمي وافكر أجيب منها ***** ،تبقي عفيفة ومفيش راجل قبلي لمس طرف توبها وأكيد الست دي مش هتبقي انتي،جوازي منك هيبقي مؤقت لغاية مصلح الفضيحة اللي الغبي دة عملها،وبعد كدة هطلقك و هاخدلك شقة بعيد انتي واختك تعيشي فيها ومتقلقيش هتكفل بكل بحاجة
, لو كانت الكلمات تقتل لسقطت الأن طريحة لأثرها ،حانت منها بسمة هزيلة غير متزنة ساخرة من نفسها ومن ما توصلت له حياتها فماذا تفعل هي بشكوكه الواهية نحوها ،كيف تثبت له عكس ذلك الا يكفيه انه تخلي عنها سابقآ لنفس السبب الواهي الا يكفي انها التمست له الأعذار حينها ،هي سأمت ولم تعد لديها قدرة على أقناعه بعفتها .
, لتهدر هي بضيق و بنبرةحارقة وهي تجفف دمعاتها بيدها :كتر الف خيرك يا صقر بيه جميلك دة عمري ما هنساه
, لتنسحب بهدوء من امامه بخطوات متخازلة ضعيفة ليلعن هو بخفوت وهو يتطلع بأثارها ويستكمل ارتداء ملابسه
, ٦ شرطة‐١٥ شرطة
, حين انتهى من ارتداء ملابسه توجه الى فراشه ولكن ما أثار حنقه هو انها اتخذت من الأرض فراش لها ليوجه حديثه لها بحدة :
, - قومي من على الأرض ونامي على السرير وبلاش شغل الأستعطاف دة مش هيدخل عليا
, ردت هي بأختناق : شكرآ انا مرتاحة كدة ،انا مش بستعطف حد
, بس انا متعودة على نومة الأرض
, ابتسم هو ساخرآ وهدر بنبرة متهكمة : خيفة مني ولا أيه ؟
, متقلقيش انا عمري ما هفكر أقرب لوحدة زيك
, أغمضت عيناها بقوة وتصنعت النوم وظلت تقنع ذاتها انها في كابوس مفزع مثل كوابيسها المعتادة
, وعندما يأس من ردها تمدد على الفراش وظل كل حين وأخر ينظر لها نظرات خاطفةبعدم رضا ، فكانت هي متكورة على نفسها بلارض وتحتضن وسادته وتنتفض بهدوء وهي تحاول جاهدة كتم شهقاتها
, وبعد عدة دقائق شعر بأنتظام انفاسها دليل على أستغراقها بلنوم
, ليحاول هو جاهدآ ان يتحايل على النوم لكن دون جدوي ومع اول انبثاق خيوط النهار نهض من جديد وارتدى ملابسة الرسمية المعتادة وغادر الغرفة بعدما القى عليها نظرة أخيرة متمعنة هو نفسه لم يعرف المغزى منها
, ٢٦ شرطة
, تململت هي بتكاسل كعادتها وظلت ترمش بأهدابها عدة مرات لتستيقظ بلكامل وعندها شهقت بقوة عندما وجدت نفسها غافية بغرفة نومها القديمة، لتهتف بصوت جهوري وهي تنهض وتتوجه للخارج
, مي: انت زودتها اوي ، و**** ما هسكتلك ؟؟
, كان هو في تلك الأثناء يعد الفطور التي تفضله هي كلسابق بكل حماس وهو يدندن أحدي الأغاني الشعبية الدارجة
, اما عنها بحثت عنه بكامل الشقة لم تجده الى ان تناهى الى مسامعها صوت غنائه بتلك الاغاني التي تمقتها كثيرآ عرفت اين هو فذلك كانت احدى عاداته عندما يدخل المطبخ، لتخطو بخطوات حثيثة و بحذر مبالغ به الى باب الشقة تحاول الفرار
, ولكن خابت كافة امالها عندما وجدته موصود من الداخل بلمفتاح
, تأفأفت هي بغيظ وظلت تحاول جذب الباب لفتحه لكن دون جدوى
, - متحاوليش يا ميوش مفيش خروج من هنا
, هدر هو بتسلية بعدما شعر بها
, طالعته هي بغيظ وهي تضرب الأرض بقدمها وتهتف: انت ايه مبتفهمش بقولك عندي سفر ومعاد طيارة وبعدين انت ازاي تسمح لنفسك تجبني هنا وانا مش على ذمتك
, ابتسم هو بمشاكسة وهو يرفع حاجبيه بمكر : أنا رديتك ليا على فكرة ومفيش سفر انسي ياحبي
, لتهتف هي بشراسة وبعناد: وانا مش موافقة ومش هرجعلك مش بلعافية وهسافر وخلي ست نيرة بتاعتك تنفعك يا شوميييييي
, تقلصت معالم وجهه بضيق بعدما تذكر تمثليته الدرامية الذي حاكها ضدها وشعر بأنه تمادي كثيرآ بحقها و ظل يبرر لنفسه انها هي من دفعته لذلك ،ولكن هو لايستطيع أخبارها الأن فهو يعلمها تمام المعرفة ستعاند وتتخذ ضده موقف عدائي وهو لا ينقصه الأن فليجعل كل شئ ياخذ مساره الطبيعي مع الوقت
, لتهتف هي بأنفعال بعدما لاحظت شروده : انت يا دكتور سرحت في ايه انشاء **** اوعي تكون وحشتك وبتفكر تجري عليها مهو دة اللي ناقص
, ابتسم هو بأتساع بعدما شعر بغيرتها الواضحة وهمهم بعبث : -يظهر انك بتغيري منها كتير
, رفعت جانب فمها بأمتعاض وردت بأستنكار وهي تضع يدها بخصرها بغيظ :
, -انا لالالالالا طبعآ انت بتهزر
, انا مستحيل أغير من المايعة دي بصراحة ذوقك مسهوك اوي زيك
, ردد كلمتها بذهول وهو يقترب منها بخطوات بطيئة أرعبتها : انا مسهوك٣ نقطة متأكدة
, أمأت له بتأكيد وبلامبلاااه
, ليباغتها بمحاوطته لخصرها بقوة ويقترب من وجهها بشكل مربك للغايه ويهمهم امام شفاهها : تحبي أثبتلك العكس ياحبي
, ابتلعت ريقها ببطئ شديد وتعالت انفاسها وظلت عيناها منحصرة عند فمه ليشدد هو من محاصرته لها ويجذبهاأكثر اليه بشكل خطير لتستند هي على صدره براحتيها وترفع نظراتها الضائعة اليه، ليهمس هو من جديد وهو يقترب ببطئ من ثغرها : انا شايف ان دة اتهام خطير ولازم أثبتلك العكس بطريقتي وخصوصآ انك وحشتيني اوى
, لتغمض هي عيناها بعدما داعبت كلماته كافة حواسها، ليحمسه ذلك كثيرآ ويجعله يقترب أكثر
, وان كادت ان تتلاحم شفاههم تمتمت هي بصوت ضعيف وهي تدفعه بصدره برفق :
, -انا جعانة
, أغمض عينه بقوة وابتعد عنها وهو يحاول ان يتمالك نفسه من جديد ويتحكم بثورته ليوليها ظهره ويتمتم بأنفاس ثائرة: وقت أكل دة ،دة انتي فصيلة تعالي ورايا على المطبخ يا أخرة صبري
, لتتبعه هي بخطوات واسعة وهي تستمتع برائحة الطعام التي تسللت الي انفها
, ٢٨ شرطة
, تدلي الدرج وان كاد ان يغادر استوقفته هند بنبرة حادة متهكمة
, -رايح فين أكيد هربان علشان متبررليش عملتك السودة
, تنهد هو بضيق وعاد ادراجه من جديد وأقترب منها وهدر بثبات :
, -امي انا اتجوزت معملتش حاجة غلط ومش مضطر ابررلك حاجة
, هتفت هي بعدم رضا : يعني يوم ما تفكر تتجوز تكون وحدة زي دي ،
, انا مستحيل أقبل بكدة ،البنت دي مستحيل تتنسب لأسم العزازي انت فاهم
, فرك ذقنه بهدوء ورد بنفاذ صبر: -امي جوازي منها مؤقت انا بس اتجوزتها علشان الحق سمعتي وأمحي وصمة العار اللي اضافت في تاريخي انتي عارفاني يا أمي وعارفة طبعي ، واظن انتي كمان الموضوع هيفرق معاكي علشان شكلك الأجتماعي ميتأثرش
, لتهتف وهي تكتف يدها على صدرها بعدم رضا: جوازك منها مش هيغير حقيقة انها بنت مش كويسة وسمعتها بطالة، دة بلعكس ممكن يزود الأمر سوء
, رد هو بعقلانية وبنبرة واثقة : متقلقيش انا هكذب كل اللي اتقال عليها وهقول ان اللي قالو عنها الكلام دة أعداء ليا وعيزين يضرو سمعتي ،وصدقيني الناس وقتها هتصدق
, تنهدت وهتفت بغيظ : خلاص يبقي تشوفلها مكان تاني وتطلقها لما الموضوع يهدى
, أمأ لها وهدر برزانة : مينفعش اقعدها في حتة تانية ، لازم تبقي موجودة في المكان اللي انا موجود فيه علشان الموضوع يبقى مقنع أكتر
, هزت رأسها وهتفت بتهكم وبنبرة يشوبها الشك:مش عارفة ليه حاسة انو مش سبب كافي لجوازك منها ،وان في سبب أقوى من كدة خلاك تتجوزها ، انا عارفاك كويس وعارفة طبعك زي طبعك ابوك **** يرحمه مبتتهونش في الغلط ،الفرق الوحيد اللي بينك وبينه انو هو كان قاسي وعمر ما الحب عرف طريق قلبه
, نظر لها هو بضيق وهو يتذكر ما عانته أمه ، فنعم ابيه كان حاد الطباع كثيرآ ،وصارم في كافة قراراته ولا يقبل الحياد ابدآ و كان دائمآ يخص والدته دائمآ بلقسوة فهو كثيرآ ما كان ينهرها امامه ويتعمد اهانتها ،ولكن برغم من ذلك تحملت وكانت تخبره دائمآ انها تفعل ذلك من أجله هو
, ليهمهم وهو يدعي الثبات و يتعمد ان يخفي عنها : مفيش اسباب تانية ٣ نقطة وصدقيني انا هطلقها بس مش دلوقتي
, امأت له بتفهم وظلت تفكر بمكر بكونه يخفي شئ، لكن عزمت أمرها ان تكتشفه بنفسها ، ليبتسم هو بهدوء ثم قبل جبينها بخفة وانصرف بخطوات صارمة وهو يتمني من كل قلبه ان لايكون لوالدته صلة بشكوك عمه
, ٢٥ شرطة
, ظلت تتناول الطعام بشهية كبيرة حتي انها افرغت معظم الأطباق من محتوياتها ومع كل لقمة تلوكها بفمها تصدر تلك الأصوات المستمتعة التي كادت ان تصيبه بلجنون
, ليهتف بخفة وهو يطالعها بتسلية:
, - يا ساتر يارب اول مرة اعرف انك مفجوعة دة فاضل شوية وتاكلي دراعي
, تأفأفت مي وردت بتذمر طفولي : -اففففف يعني بلاش أأكل ولا ايه مش كفاية انك قاعد بتتفرج عليا وانا سكتالك ؟؟
, أبتسم هاشم على طريقتها وهدر بمشاكسة : اولآ انا اتفرج عليكي براحتي ومتقدريش تمنعيني
, ثانيآ بقي ودة الأهم انا بهزر انا عيزك تاكلي كويس علشان أبني اللي في بطنك ،بس وحياتك، ليا رجاء، بلاش أصوات وانتي بتاكلي علشان انا أعصابي باظت
, رفعت جانب فمها بأمتعاض وقالت بأعتراض وهي تعانده بعدما تفهمت معزى حديثه :
, -براحتي و**** انت مش هتفرض عليا كمان أأكل ازاي ،وبعدين مين قال انو ولد انا عايزة بنت شبهي
, ابتسم هو بسمة مهلكة لقلبها وهمهم بنبرة عاشقة وهو يتفرس بملامحها :
, -بنت ولد كل اللي يجيبو **** كويس أهم حاجة انهم هيبقو منك انتي ،ويارب يبقو شبهك يا ميوش
, ابتلعت الطعام الذي كان بفمها ببطئ شديد وبصعوبة بالغة بعدما أصابتها كلماته بجفاف حلقها لينتابها نوبة من السعال المتكرر ليسرع هو اليها ويناولها كوب الماء الموضوع أعلى طاولة الطعام ويجثو مقابل لها والقلق يغزو ملامحه، لتتناول هي بعض من الماء ويهدء سعالها تدريجيآ ليهمهم هو بقلق وهويزيح خصلاتها المتناثرةخلف اذنها :
, - بقيتي احسن
, أمأت له بضياع وهمهمت بتوتر: -انا كويسة متقلقش
, ابتسم لها بهدوء وتمعن بملامحها بعشق وهو مازال على جلسته امامها
, وتمسك بيدها وهمهم بوله تام وهو يتوسلها :
, -علشان خاطري بلاش تبعديني عنك انتي عارفة اني بحبك ،وكان غصب عني ،انا راجل وكان صعب اتقبل مجرد الشك انك على علاقة براجل غيري ،أعذريني وسامحيني وخلينا نبدء من جديد
, تمتمت هي بعدم أقتناع وبنبرة يشوبها الضيق : انت جرحتني وشككت في أخلاصي ليك، وكسرت قلبي لما معداش وقت ولقيتك مع وحدة غيري واخدة مكاني
, ليهدر هو بثقة وبنبرة صادقة حنونة نابعة من صميم قلبه:
, -متخلقتش اللي تقدر تاخد مكانك في قلبي ، **** يعلم اني عمري ما حبيت ولا هحب حد زيك ،انتي الوحيدة اللي دخلتي قلبي واتربعتي جواه وهيفضل دة مكانك لأخر نفس فيا
, غامت عيناها تأثرآ بحديثه الذي اصاب اوتار قلبها بأرتجافة قوية ولكنها لن تستسلم بتلك السهولة لتهمهم بأصرار بعدما أستعادة رباط جأشها :
, - سبني اسافر واوعدك اني عمري ما هحرمك من ابنك او بنتك
, انا محتاجة ابعد يا هاشم أفهمني
, هز رأسه بنفي قاطع ونهض بقوة وهو يهدر بعصبية وانفعال بوجهها بعدما أشعره أصرارها بغضب جامح :
, -مش هيحصل على جثتي لو سافرتي
, انا معنديش استعداد أخسرك و
, ما تطرنيش أعمل حاجات تضايقك
, نهضت هي ايضآ ووقفت مواجة له وهتفت بعناد وهي تشهر سبابتها امام وجهه بتحذير : مش هتقدر تعمل حاجة ،وحتي لو ما سافرتش مش هرجعلك يا هاشم نجوم السما أقربلك
, ليضرب الطاولة امامه بقبضته بقوة أجفلتها وهدر بنبرة غاضبة يشوبها الوعيد:
, -انتي اللي جبتيه لنفسك و أعملي حسابك مفيش خروج من هنا لغاية معاد ولادتك ، ووريني بقي هتعملي ايه
, لينسحب من امامها بخطوات غاضبة ويغادر، وقبل ان تلحق به أستمعت الى صوت حركة أدارت المفتاح بباب الشقة دليل على أغلاقه له وتنفيذه لوعيده
, ٢٥ شرطة
, في شركة العزازي
, باشر هو بعض من الأمور المتعلقة بالعمل وعند انتهائه رفع سماعة الهاتف وطلب من أكرم الحضور اليه ليشرد بعدها دون ارادة بها وحين تذكر قسوته معها بلأمس لايعلم لما أصابه الضيق ،وما ذاد الأمر عليه سوءآهو تذكره لهيأتها المزرية بلأمس ونحيبها المتواصل أثناء نومتها بلأرض ، لينفض افكاره ويهز رأسه بقوة كأنه سينفضها هي من عقله وظل يقنع نفسه ويسمم افكاره بكونها تستحق وربما أكثر، جزاء فعلتها ، فلن يشفق عليها فهي بنظره تتصنع كل ذلك لتؤثر عليه
, قطع شروده دلوف أكرم له وهو يهتف : خير يا صقر تأمرني بحاجة
, اجابه صقر بهدوء :ايوة يا أكرم عايزك تجمعلي شوية صحفين علشان عايز أصرح عن خبر جوازي
, ردد أكرم كلمته بعدم تصديق وبنبرة متوجسة : نعمممم جوازك ازاي يعني مش فاهم
, أبتسم صقر بهدوء وأخبره : -متستغربش ومتزعلش اني مقولتش ليك بس كل حاجة حصلت بسرعة
, ليباغته أكرم بتسأل :وياتري بقي مين سعيدة الحظ ؟؟
, ليغمض عينه ويحل رباط عنقه بأنفعال و هو يهدر بأسمها بضيق: -فتون
, فغر أكرم فمه بعدم تصديق وتمتم بتقطع :لأ٤ نقطة بتهزر ٤ نقطةمش معقول لازم تحكيلي كل حاجة
, أمأ له صقر بأنصياع وأخبره بجدية : هحكيلك متقلقش بس الأول نفذ اللي قولتلك عليه وياريت يبقي النهاردة
, هز أكرم رأسه بطاعة ثم انصرف لينفذ أمر صديقه برحابة صدر
, ٢٥ شرطة
, كانت مازالت هي تغط في سبات عميق اثر ارهاقها، الى ان اندفع الباب بقوة وتقدم هند منها وهي تهتف بسخط: و**** عال٤ نقطة لسة نايمة لغاية دلوقتي ٣ نقطةانتي فاكرة نفسك جاية تستجمي هنا ولا أيه
, نهضت هي بذعر بعدما اجفلها دخول هند المباغت لها
, لتهمهم بحرج وهي تفرك عيناها لتزيح اثار النوم عنها : اسف يا أمي بس كنت مرهقة جدآ ومقدرتش أصحي بدري
, امتعضت ملامح هند بشدة وهدرت بشمئزاز: اوعي تقوليلي الكلمة دي تاني انتي فاهمة
, قوليلي يا هند هانم زي ما الخدم بينادوني
, أطرقت هي رأسها بلأرض بحرج وهمهمت بطاعة : حاضر يا هانم
, لتأمرها هند بحدة وهي تشملها بتعالي: من النهاردة مسؤلية الجناح بقت بتاعتك ،تنظفيه اول بأول مهو أكيد مش هنقعدك ونخدمك كمان ،كفاية ان أبني لمك من الشوارع
, أمأت لها فتون وهمهمت بطاعة : -حاضر تأمريني بحاجة تانية
, لترفع هند عيناها الى سقف الغرفة بعدم رضا وتهدر بخبث : أسمعي النجفة دي مش عاجباني حاساها فيها تراب ياريت تعمليها اول حاجة
, أمأت لها بطاعة وهمهمت بحرج : - انا هنفذ اوامر حضرتك بس مش هعرف اتحرك بلفستان دة وللأسف نسيت أجيب هدوم معايا
, اجابتها هند بغطرسة : مليش فيه اتصرفي
, وبعد عدة دقائق أحضرت فوزيةكبيرة الخدم اليها ادوات التنظيف وسلم خشبي ليسهل عليها الوصول لتلك النجفة الكرستالية اللامعة التي تقسم انها تري انعكاس صورتها بها من شدة نظافتها ،عن اي غبار هي تتحدث لكنها انصاعت لها وصعدت على السلم بحذر وبصعوبة بالغة وهي تتفادي ان تتعثر بطرف فستانها وظلت تباشر ما طلبته هند منها ولكن ما أثار دهشتها هو وقوف هند تطالعها بنظرات خبيثة لا تعلم المغزى منها بعدما أمرت فوزية ان تنصرف
, وبعد عدة دقائق وان كادت ان تنتهي شعرت بأحد يدفع السلم بها بقوة ،لتشهق بذعر وقبل حتي ان تنظر للأسفل كانت قد سقطت على ظهرها وسقط السلم معها لكن من حسن حظها الغير معتاد، لم يسقط عليها و سقط بجانبها
, تأوهت هي بقوة وظلت متمسكة بظهرها ، وهي تأن من كثرة الألم
, لترمقها هند بتشفي وتخبرها بنبرة خبيثة : بسيطة قومي وبلاش دلع
, هزت فتون رأسها بضعف وهمهمت وهي تقاوم رغبتها بلبكاء :
, -مش قادرة أقوم ظهري واجعني اوي
, لترد هند بمكر وهي تحاول سبر اغوارها لتتأكد من شكوكها: اوعي تكوني حامل ، أصل وقعة زي دي ياحرام أكيد هتسقطك
, وعندها ،لم تستطيع فتون كبح دمعاتها أكثر فهي تفهمت الأن لما دفعتها وتعمدت ان توقعها
, لتسألها من جديد ولكن تلك المرة بوضوح أكثر وبنبرة لئيمة : ردي عليا حامل ولا مش حامل مهو أكيد في سبب قوي يخلي ابني يتجوز منك، قولي وخلصيني
, هزت فتون رأسها بنفي قاطع ووضعت يدها على عيناها بضعف وظلت تبكي بحرقة مريرة
, لتزفر هند بأرتياح فلو كانت أصابت شكوكها كانت سوف تسعي بكافة الطرق للتخلص من حملها ومنها
, في تلك الأثناء هرولت فوزية الي غرفة محمد العزازي بعدما شاهدت كل ما دار خلسة
, لتهتف بتوسل بعدما فتح لها الباب : الحق يا بيه **** يخليك هند هانم مستفرضة بلبنت المسكينة اللي تحت
, ليندفع هو بكل سرعته الى عندها ،وعندما وصل اجفله ما رأه
, ليهتف بقلق وهو يجثو بلأرض
, ليطمأن على فتون: ايه اللي حصل يا بنتي ردي عليا
, أمأت له فتون وأخبرته بضعف وهي تتحامل على نفسها وتكبح دمعاتها وتحاول النهوض : -محصلش حاجة يا عمو انا اتكعبلت في الفستان وانا بنظف النجفة
, ليوجه حديثه لهند بحدة وبنبرة قوية وهو يسند فتون ويوصلها الى الفراش يجلسها عليه : عملتلها ايه حرام عليكي ليه مفيش حد بيسلم من اذاكي ،اكيد انتي اللي أمرتيها بكدة صح
, اجابته هند بغطرسة : وفيها ايه يعني لما تساعد الخدم وتعمل بلقمتها، مفروض تحمد **** اننا لميناها من الشوارع
, لينهرها محمد بغضب وبصوت جهوري : قسمآ ب**** يا هند لو مسبتي البنت في حالها لكون قايل ل صقر ومخليه هو اللي يتصرف معاكي ،وانتي عارفة ابنك كويس ميتهاونش في اللي يخصه
, حانت منها بسمة هازئة وأستأنفت ساخرة : انت قولت بلسانك اللي يخصه ،وأكيد الجربوعة دي متخصهوش في حاجة لانه هو بنفسه قالي كدة، ريح نفسك انت يا محمد ومتدخلش انا بعرف اتعامل مع الأشكال دي كويس
, لتنسحب من امامهم بخطوات منتصرة وعلى ثغرها بسمة خبيثة متشفية
, أطرقت فتون رأسها بلأرض وهي تشعر بلقهر ولم تنبت ببنت شفة
, ليهمهم محمد بحنان وبنبرة يشوبها الأسف: حقك عليا انا يا بنتي اوعدك هخدلك حقك منها بس انتي متزعليش ،وقوليلي حاسة بأيه انا هجبلك دكتور
, هزت رأسها برفض واخبرته بنبرة ضعيفة : ملوش داعي انا كويسة شكرآ ليك ولمساعدتك ليا
, ليحتضنها محمد بحنو شديد وهو يشعر ان قلبه يعتصر من الألم وعندما وقعت عينه على طاولة الطعام فصل العناق ونهرها برفق : كدة يا بنتي مأكليش حرام عليكي نفسك، قومي يلا أغسلي وشك وتعالي، علشان انا هفطر معاكي
, لتنصاع له وتنهض تتوجه الى المرحاض وهي تتحامل على نفسها وتتعمد ان تخفي ملامحها المتألمة امامه
, ليأمر هو احدى الخدم بتنظيف الفوضى التي حدثت بلغرفة ويجلس ينتظرها
, وبعد عدة دقائق جلسو سويآ يتناولو الطعام معآ وهم يتبادلون اطراف الحديث بأستمتاع ،ولكل منهم افكاره الخاصة ،فكانت هي تفكر في كم الطيبة والحنان الذي يغدقها بها وتستغرب كثيرآ شعورها بلألفة والراحة تجاهه ،اما هو فكان يشعر بيقين أحساسه من نحوها وبكونها أبنته وقطعة من محبوبته الغالية التي فقدها
, ٢٨ شرطة
, تعالى رنين هاتفه بالحاح ليتناوله ويجيب بسأم بعدما شاهد رقم ذلك الصحفي الذي ساعده من قبل
, أكمل : خير٣ نقطة عايز ايه ؟؟
, الصحفي : يا فندم عندي معلومة ومعرفش هتفيد حضرتك ولا لأ
, أكمل : اتكلم معلومة ايه؟
, الصحفي: يافندم صقر العزازي عامل مؤتمر صحفي علشان يصرح بخبر جوازه من البنت نفسها اللي نشرنا صورها معاه،وهيكذب فيه كل اللي اتقال عنها انا لسة عارف حالآ من مصادري وحبيت أقولك
, ليغلق أكمل الخط و تراوده الكثير من الشكوك واولها ان صقر فعل ذلك لينتقم منها ودون ادني تفكير حاول النهوض بصعوبة بالغة وهو يتحامل على نفسه ليذهب اليه لكن تفاجأ بدخول هاشم ونهره له بقوة:
, -انت قمت ليه تاني مش هترتاح غير لما تموت نفسك ، رايح فين يا جبلة
, ليخبره أكمل بأصرار : هروح لصقر لازم يعرف كل حاجة ومش هينفع اسكت اكتر من كدة
, رد هاشم بجدية : احنا مش اتفقنا لما تخرج من هنا وتشد حيلك ايه اللي جد
, أكمل بتقريع ضمير وبنبرة يشوبها الضيق :اتجوزها يا هاشم وانا متأكد انو عمل كدة علشان ينتقم منها انا لازم الحقه
, هتف هاشم بحدة : مش هينفع تتحرك يا أكمل انا هروحله وهحكيله بس انت ريح **** يخليك
, ومتتعبش نفسك
, ليجلس أكمل بتهاون من جديد ويقول بنبرة متألمة : يارتني موتت ولا أني اذيت كل اللي حواليا كدة
, لينهره هاشم من جديد : اتهد بقي وبطل كلامك دة ،بعد الشر عليك ، قولتلك هنصلح كل حاجة بأذن **** متقلقش انا هروحله ويارب القيه في الشركة ريح انت عقبال ما أرجعلك
, امأ له بضعف وشعور الندم يطغو على ملامحه لينصرف هاشم ويتركه يأنب ذاته من جديد على كل افعاله المشينة
, ٢٦ شرطة
, في شركة العزازي بعد ساعتين
, دخل أكرم اليه بهدوء وأخبره
, برسمية : نفذت اوامرك يا صقر والنهاردة بليل كل حاجة هتم زي ما انت عايز
, أمأ له صقر بأمتنان وهتف وهو ينهض عازم الخروج:
, -شكرآ يا أكرم انا هروح القصر أحاول انام شوية قبليها
, تردد أكرم قليلآ ثم اخبره بتوجس:
, - استني أصل هاشم برة وعايز يقابلك بيقول موضوع مهم
, ضيق عينه بتفكير وقال بجدية : عايز ايه هاشم مقالكش
, أكرم : لا متكلمش في حاجة غير انو لازم يقابلك ضروري
, عدل هيأته قليلآ ثم جلس خلف مكتبه بوقار وأخبره برزانة:
, - دخله لما أشوف عايز ايه؟
, امأله أكرم بأنصياع وانسحب وبعد دقيقتان دخل هاشم اليه وهو مطرق الرأس وملامح الأسف مرتسمة على وجهه ليهدر صقر :
, -اتفضل اقعد يا هاشم خير اوعي تكون جي علشان تدافع عن أكمل وتبرر موقفه
, جلس هاشم مقابل له وقال مستنكرآ : لأ ٣ نقطةانا مش جي علشانه ادافع عنه ،وعلى فكرة انا مكنتش أعرف اللي هو عمله غير من أكرم ولو كنت عرفت قبليها كنت عارضته ومنعتو انت عارفني يا صقر انا مبعرفش اضلل الحق ولا يرضيني اللي حصل
, اجابه صقر بجدية : لو مش جي علشان أكمل ٣ نقطةجي ليه؟؟ خش في الموضوع علطول
, رد هاشم موضحآ :انا جي علشان ٣ نقطةفتون
, أغمض عينه بقوة وحاول جاهدآ ان يتغاضى عن صرخات قلبه من مجرد سماعه لأسمها وهتف وهو يدعي الثبات: وانت ايه علاقتك بفتون
, اجابه هاشم وهو يدلك رقبته برفق كعادته عندما يتوتر : أعرفها يا صقر ويمكن كمان أكون انا السبب فأختيار أكمل ليها بس و**** العظيم مكنتش أقصد ولا أعرف للي بيخططله
, زفر صقر بنفاذ صبر ورفع نظراته بسأم ثم باغته بقوة : انا مش فاهم حاجة انت جي تقول الغاز ياريت توضح
, ليجيبه هاشم بتوتر بعدما أجفلته ردت فعله : هوضحلك كل حاجة وهحكيلك من الأول خالص بس انت بلاش تتعصب وأسمعني
, تنهد بعمق بعدما أشعل سيجاره وأمأ له بعينه يحثه ان يتحدث
, ليبدء هاشم في قص كل شئ بدايتآ من ذلك اليوم المشؤم : -بدئت الحكاية لما خدني معاه المخزن المهجور بتاعه لقيته هناك مربط بنتين ونازل ضرب فيهم ولما حاولت امنعه يأذيهم قالي ان وحدة فيهم سرقته وضحكت عليه ولما ضغط على البنت وهددها انو مش هيمشيهم غير لمااااااا ٨ نقطةليتحمحم بحرج ويتلعثم
, ليزفر صقر بنفاذ صبر ويهدر بعصبية : فهمت قصدك خلصني انا مالي ومال كل دة
, هتف هاشم بأندفاع وهو يحاول تجنب غضبه : استني بس ياصقر هتفهم سبني اكمل كلامي
, صقر بضيق :
, -اتفضل كمل وخلصني
, ليستأنف هاشم:
, - بعد تهديده ليهم البنت الصغيرة اعترفت انو ابوهم هو اللي سرقه بس هو مكتفاش بكدة، مضة البنت على وصلات امانة ولولا ضغطي عليه مكنش مشاهم بعدها
, ليستأنف بخزي وشعوره بلذنب يؤرقه وهو منكس رأسه: يمكن اكون انا السبب لما قولتله ان البنت دي هي نفسها اللي جبتهالي المستشفي من ثلاث سنين
, ليسكن الجحيم عين صقر وينهض من جلسته ويقبض على تلابيبه بعدما رفعه لمستواه ويهدر بعدم تصديق:
, - البنت دي كانت فتون مش كدة
, أمأ له هاشم بنعم وقال يحاول ان يخفف حدة الموقف : و**** ياصقر مكنتش اعرف انو خطط لكل دة غير لما أكرم قالي
, ليدفعه يجلسه من جديد وهو يحاول تهدئه ثوران انفاسه الغاضبة ويأمره بحدة :
, - كممممممل
, أسترسل هاشم : فتون هي اللي حاولت تقتله
, عقد حاجبيه بعدم تصديق وانفاسه تعالت من جديدبغضب جامح
, ليستأنف هاشم : انا سمعتهم بيتكلمو ليقص عليه كل ما دار بين أكمل وفتون بلمشفي وعند انتهاءه أخبره بمغزي : البنت مظلومة ياصقر هي ضحية الظروف وأكمل هو اللي خطط لكل حاجة اديها فرصة تانية وبلاش تأذيها، وعلي فكرة أكمل بنفسه كان عايز يجيلك ويعترفلك بكل حاجة بس انا منعته علشان ظروفه الصحية صدقني أكمل ندم واتكسر بعد اللي حصل انا جيت أقولك وأخلص ضميري من **** والقرار ليك في الأخر وعند أخر كلمة تفوه بها رفع نظراته له وهو يطالع هيأته بتوجس و يتمني من كل قلبه ان يكون قد أقنعه ولو قليلآ
, اما عن صقرظل يعدو ذهابآ وايابآ كليث جريح يحاول ان يعاند الموت وكل حرف تفوه به هاشم يتكرر برأسه
, فرك وجهه بيده بعنف ثم زفر الهواء دفعة واحدة يحاول ان يهدء من غضبه الذي يتملك منه
, ليصيح بنبرة جهورية بأندفاع : -حتي لو مظلومة ومأذتنيش وكانت مضطرة دة ميبررش انها شريفة انا شفتها مع فهد ،وأكمل قالي انو رماها ليا بعد ما زهق منهاو قالي انها ٣ نقطةليصمت بخزي بعدما عجز لسانه عن التفوه بذلك اللفظ البذيئ
, ليرتمي على الكرسي المقابل له بضياع وهويضع رأسه بين يده بقلة حيلة وغمغم بضيق وبقلب انشطر من الألم :
, -مش هقدر يا هاشم أقبل فكرة ان في غيري لمسها ، غصب عني انا راجل ومن حقي الست اللي اختارها وتبقي شريكة حياتي ابقي انا أول راجل في حياتها
, هاشم بتأثر وهو لا يعلم بما يبرئها من ذلك ايضآ: بس انت اتجوزتها خلاص، و بتحبها وهي كمان بتحبك لو تسمع كانت بتتكلم عنك ازاي هتعرف انا أقصد ايه
, فتون ضحية يا صقر وكل حاجة اتفرضت عليها، اديها فرصة تانية
, هز رأسه بنفي قاطع ووهو يحاول ان يصيغ الأمر لعقله لكن عقله اللعين يأبي الانصياع او الاستيعاب فامثله مثل كل الرجال في مجتمعنا الشرقي وليهمهم مستنكر :
, - انا اتجوزتها علشان سبب تاني مختلف، مش علشان بحبها،وجوازي منها بشكل مؤقت وعلى الورق بس مش زي ما أنت فاهم
, ليخبره هاشم قبل ان ينصرف : -على العموم مهما كانت أسبابك انا عملت اللي عليا وخلصت ضميري والقرار ليك يا صقر ياريت متتسرعش وتظلمها زيهم
, ليتطلع صقر لاثره بحزن وبملامح منكمشة متألمة وهو يحاول يعيد النظر بشأنها
, ٢١ شرطة
, على بعد مسافة قريبة من قصر العزازي كان يقف هو بهيأته المقيتة وهو يتحدث مع أحد رجاله بشر وبنبرة يشوبها الحقد :
, - عملت ايه ؟؟
, ليخبره رجله بذعر بعدما تفحص المكان:
, -اللي انت طلبته صعب يا معلم جمال ،ازاي بس هندخل القصر بتاعه انت مش شايف الحراسة عاملة ازاي دة غير الكاميرات المرشقة فكل مكان
, ليدفعه جمال بغل بصدره ويصيح بغضب: انت غبي ومتفهمش أكيد في طريقة ،علشان توصلني لجوةو انتقم منه وأحرق قلبه
, لتلتمع عينه بلشر ويهدر بحقد وبنبرة متوعدة وهو ينظر الي قصر العزازي القريب من مرمى بصره:
, -انا مش هيأس وهفضل قاعد هنا لغاية ملاقي فرصة مناسبة وساعتها وحيات ست البنات لكون حارق قلبه وذله زي ما زلني وعملني فورجة للناس وضيع هيبتي
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٢٦


بعد انصراف عمه وتركه لها بحجة انها تستريح قليلآ اتجهت الى الحمام لتأخذ حمامآ دافئ لعله يريحها قليلآ ويفك من تشنج عضلات ضهرها
, وبعد وقت ليس بقليل خرجت وهي تلف جسدها الضئيل بأحدى المناشف القاتمة العريضة الخاصة به وبعد ان جففت خصلاتها رفعتهم بفوضاوية على هيئة كعكة مبعثرة وقبل خروجها من باب الحمام مدت رأسها بتوجس وهي تجول المكان بعيناها ،وعند تأكدها انها بمفردها خرجت بخطوات مسرعة الى غرفة ملابسه وهي تنوي ان تستعير منها
, وعند وصولها الى هناك ظلت تشاهد ملابسه بأنبهار تام وعندما وجدت انينة عطره تعتلى المنضدة تهللت اساريرها ودون ادني تفكير تناولتها وظلت تستنشقها بأنتشاء تام لتنثر القليل منها على راحتها ثم تضمها الي صدرها بتنهديدة عميقة تحمل بطياتها الكثير من المشاعر ولكن عندما تذكرت كلماته الطاعنة بلأمس انكمشت معالم وجهها بضيق واقنعت ذاتها انها لن تبذل اي جهد بعد لتثبت له اي شئ فليظن بها كيفما شاء ،فهي قد تعدت أقصي مراحل اليأس وبعد موقف أمه العدائي نحوها تأكدت انها لا تنتمي الى هنا ،وانه سيصدق بحديثه وينفصل عنها بعد ان يرمم سمعته ، وضعت انينة العطر من جديد أعلى المنضدة بعدما انتابها الضيق وتسللت دمعاتها من جديد، وتوجهت الى ملابسه البيتية لتنتقي منها ما يناسبها
, في تلك الأثناء كان يدخل الى الغرفة بملامح قاتمة لاتعبر عن شئ وحين جال المكان بعينه لم يجدها انتابه القلق ولكن عندما تناهى لمسامعه صوت شهقات خفيضة تأتي من غرفة ملابسه عرف مكانها ليتوجه الى هناك بخطوات ثابتة، وعندما وصل الى باب الغرفة تجمدت كل حواسه من هيأتها فكانت تلتف بمنشفته السوداء بأحكام مهلك يحدد بروز منحنياتها بشكل مثير، وما لفت نظره حقآ هو نصاعت بشرتها المتشربة بحمرة مغرية للغاية، وما ذاد الأمر سوءآ عليه هو ظهور جزء كبير من نحرها أمامه بشكل مهلك لرجولته، وعندما نظر لوجهها المتصبغ بلحمرة أثر بكائها انتابه مشاعر متضاربة نحوها،نفض أفكاره العابثة بعيدآ واستعاد ثباته فهو ليس بهذا الضعف وسيقاوم أغرائها مهما كلفه الأمر ليهتف بصوت رخيم يخفي خلفه الكثير:
, -بتعملي ايه عندك ؟؟
, شهقت هي بقوة والتفتت بذعر وهي تتمسك بمقدمة المنشفة وهمهمت بخجل وهي تطرق رأسها بلأرض وتحاول جاهدة تحاشي النظر اليه :
, -أسفة كنت عايزة حاجة البسها
, تصنع هو البرود وهدر بحدة لم يتقصدها :
, - مبحبش حد يلمس حاجتي، أخر مرة تدخلي هنا
, أمأت له بأنكسار والتفتت لتغادر وإن تخطته نظر هو لظهرها بملامح خالية من اي تعابير ليباغتها بحدة وهو يقترب منها :
, -استني عندك
, توقفت هي ولكن لم تستدير له لتشعر بعدها بسخونة أنفاسه تلفح أسفل رأسها ،أغمضت عيناها بقوة ثم أنتابتها رجفة قوية عندما شعرت بملمس كفة الدافئ على بشرة ظهرها الباردة لتتعالي انفاسها بتأثر، وعندما تتحسس هو تلك الكدمة بظهرها تأوهت بألم وانكمشت ملامح وجهها دون قصد والتفتت لتواجهه لكن لم تجرأ على رفع نظراتها له
, ليسألها هو بملامح جامدة : ايه اللي في ضهرك دة من ايه
, فركت يدها بتوتر وبللت شفتاها بطرف لسانها بخفة ثم أدعت
, كذبة واهية لأقناعه فهي لا ينقصها نزاعات أخري :
, - دة ولا حاجة ممكن من نومة الأرض
, ضيق عينه بشك وهدر بنبرة صارمة بعدما لم تنطلي عليه كذبتها الواهية :
, -متحاوليش تكدبي عليا، علشان أقدر اعرف بطريقي
, لترفع نظراتها اليه بتوجس ،تبحث عن دفئ عيناه ونظراته الحالمة المعتادة لها لكن خابت أمالها بعدما لاحظت قتامة عينه بشكل أرعبها كثيرآ لتهمهم بتلعثم وبخوف :
, -اتكعبلت ووقعت
, ليهتف بثقة وهو يوليها ظهره وينوي الخروج:
, - مش مصدقك وعارف انك بتكدبي بس انا هعرف بطريقتي
, لينصرف بخطوات غاضبة أجفلتها الي الخارج ويصيح بصوت جهوري على فوزية رئيسة الخدم لتحضر له فوزية بخطوات مهزوزة وهي تهمهم بخوف :
, - خير يا صقر بيه
, ليهدر هو بأنفعال وبنبرة صارمة : مين دخل الجناح بتاعي النهاردة وايه اللي حصل في غيابي
, تلعثمت هي وتصببت عرقآ خوفآ من رب عملها ولم تجرء على الأفصاح له خوفآ من جبروت هند
, -روحي انتي يافوزية شوفي شغلك
, هدر بها عمه بعدما تناهى الى مسامعه صوت صراخه واتي مسرعآ
, لتنصاع له فوزية ويخبره عمه بهدوء وهو يجره من يده :
, -تعالى هنتكلم في المكتب
, وحين دلفو الى المكتب سأله صقر بنفاذ صبر : ايه اللي حصل انا عايز اعرف ؟؟
, ليخبره محمد بضيق : هند أهانتها ،وأمرتها تنظف الجناح بتاعكم والبنت معترضيتش ولما طلعت على السلم زقتها من عليه علشان كانت فاكرة انها حامل وان دة سبب جوازك منها ولما حاولت أقولها هقول لصقر قالتلي ان انت
, قولتلها فتون متهمكش ولا تخصك
, نفرت عروقه بغضب جامح وكور قبضته يحاول ان يتمالك ثورته قدر المستطاع ثم نهض وظل يعدو أيابآ وذهابآ بخطوات قاسية تكاد تمزق الأرض تحتها ليهدر بأنفعال وبعدم أستيعاب :
, -ازاي امي تعمل كدة انا مش مصدق ، طب افرض فعلآ ان فتون حامل مني فعلآ وان دة هو سبب جوازي منها، كانت برضو هتحاول تأذيها ، انا مش قادر أستوعب ازاي هي قاسية كدة انا لازم اروحلها واتكلم معاها
, لينهض محمد ويمسكه من ذراعه ويهتف بتوسل : أهدى يا أبني **** يخليك علشان نعرف نفكر انا خايف هند تدور وراها ، ويبقي بوظنا كل حاجة ، انا خايف لو عرفت تأذيها
, هتف صقر بأندفاع بعدما تفاقم غضبه :
, -عمي، انا مقدر خوفك على فتون بس أمي مش هتوصل بيها لكدة،وبعدين احنا اتفقنا نتأكد الأول انها بنتك
, امأ له عمه وأخبره بثقة : انا متأكد انها بنتي ولو هعمل التحليل هعمله علشان اريحك بس
, تنهد صقر بضيق ثم أخبره : انا كلمت الدكتور هيجي ياخد العينات كمان ساعة ياريت متحاولش تشككها في حاجة قولها انك عايز تطمن علي صحتها أهم حاجة متشككهاش وانا فهمت الدكتور ومش هيفتح بؤه بكلمة غير انها فحوص عادية
, أمأ له عمه بتفهم لينصرف صقر من امامه ويتجه يبحث عن هند ولكنه لم يجدها وعند سؤال الخدم أخبروه انها لم تعود بعد من نزهتها الصباحية برفقة صديقاتها
, ٢٦ شرطة
, دلف هو الى غرفة أكمل بلمشفي بخطوات هادئة أستفزت الأخر الذي كان يكاد يفقد صوابه من كثرة الأنتظار
, لينهره أكمل بحدة هو يعتدل بجلسته على الفراش : يابرودك يا أخي انا هتجن من الصبح وانا بستناك وانت ولا على بالك وجي تتمشى ،انطق عملت ايه، قولت لصقر
, همهم هاشم بهدوء وهو يجلس مقابل له على طرف الفراش :
, - ايوة روحت وحكيتله كل حاجة بس موقفه غريب بيقول ان هو اتجوزها مش علشان بيحبها ولا علشان ينتقم منها وقال ان عنده سبب تاني وقالي كمان ان جوازهم مؤقت وعلى الورق بس وانو عمره ما هيقبل يلمس واحدة حد غيره لمسها
, ليتمتم أكمل بضيق وبنبرة مترقبة :
, -هو انت مقولتلوش انها ملهاش علاقة بفهد وان انا اللي خططت لكل حاجة
, هاشم بسذاجة : اه قولتله انها ملهاش علاقة بأتفاقكم
, عقد أكمل حاجبيه بعدم فهم وهدر بحدة :
, - انت بتقول ايه ؟؟ اتفاق ايه وزفت ايه ؟؟ ،وبعدين
, انت مش سمعت كلامنا يوم المستشفي،وعرفت اني انا اللي خططت لكل حاجة وان هي ملهاش علاقة بيه
, ليهدر هاشم بسوء فهم وبأندفاع : ايوة ماانا عارف، بخصوص الشغل يعني
, ليهتف أكمل بغيظ وبنبرة جهورية : -انت عايز تشلني ، شغل ايه ،انا بتكلم في حاجة تانية خالص
, انت شكلك جيت تكحلها عميتها **** يخرب بيتك
, ليهتف هاشم بأنفعال وهو يشهر اصبعه بوجه أكمل بتحذير : -ملكش دعوة ببيتي ،دة جزاتي اني روحت بدالك ، هو انا ايه يعرفني انكم تقصدو حاجة تانية انتو يومها كنتو بتتكلمو بكلام مختصر ومفهمتش حاجة غير انك اتفقت مع فهد ضد صقر وأن هي ملهاش علاقة بأتفاقكم عليه، دة اللي انا فهمتو وانت بتقولها (انتي مكنش ليكي علاقة بفهد وكل دة من تخطيطي انا ) ودة اللي قولته لصقر ، وكمان قولتله ان ابوها كان بيستغلها ، وانك انت اللي جبرتها وهددتها بوصلات الأمانة علشان تلعب عليه
, وبعدين ايه انشاء **** الحاجة التانية دي اللي انت تقصدها وانا مفهمتهاش
, زاغت نظرات أكمل وأخبره بخزي من نفسه وشعور الندم ينهش به:
, -انا وهمت فتون اني هديها وصلات الأمانة بتاعتها واديتها عنوان فهد على انو عنواني ٦ نقطة وبعت صقر علشان يشوفها ويفهم انها ٧ نقطة
, نطق بكلماته الاخيرة بتقطع وخزي أكبر وهو مطرق الرأس حتي انه لم يستطيع أستكمالها
, ليباغته هاشم بضرب الكومود الصغير بجانب فراشه بقدمه بقوة كبيرة أطاحت بكل ما عليه، بعدما شعر بمدى غبائه وعدم ادراكه وهدر بعصبية مفرطة :
, - انت ازاي بل٣ العلامة النجمية دي انا مش قادر أفهم ازاي وصلت بيك انك تطعن وحدة في شرفها كدة ، انا عمر ما جة في بالي ان الموضوع كدة ،انا دلوقتي عذرت موقفه، ليه حق مستحيل راجل يقبل على نفسه دة
, حتي لو كانت هي مظلومة لازم دليل قاطع يأما هيفضل طول عمره الشك مش هيفارقه وصدقني الشك دة ممكن يدمر اي علاقة مهما كانت قوتها من غير ذرة ندم واحدة انا مجرب وعارف ٥ نقطة
, ليهمهم أكمل بخزي وبتقريع ضمير:
, - انا ندمت ياهاشم وعرفت غلطي
, و هحاول أكفر عنه ، وانشاء **** صقر هيصدق الحقيقة وهيقتنع
, حانت من هاشم بسمة هازئة وباغته ساخرآ : لو فدوة هي اللي مكان فتون كنت هتصدقها يا أكمل
, أحتل الضيق تقاسيم وجهه ثم أطرق رأسه بخزي ولم ينبس ببنت شفه
, ليرمقه هاشم بنظرات غاضبة يتطاير منها الغضب ويقول وهو يأنبه : **** مبيرضاش بلظلم يا صاحبي زي ما وجعت قولبهم **** وجعك وبعدها عنك ، عمري ما هنسى الجملة اللي قالتهالك فتون يوم المستشفي قالتلك ( بدعي من **** تحس باللي حسة بيه يتوجع قلبك زي ما وجعتني وظلمتني حسبي **** ونعم الوكيل فيك )
, ومتهيألي **** أستجاب ليها وهتعيش عمرك كله بوجع القلب وتأنيب الضمير لينصرف هاشم ويتركه وهو يشعر ان كلماته أصابته في الصميم وألمته للغاية
, ٢٧ شرطة
, كانت هي مازالت على هيأتها لم تغيرها وتجلس على طرف الفراش الموازي للشرفة شاردةفتلك الذكري الأولى التي جمعتهم لا تعلم لما الأن راودتها ربما لان حالتها حينها لا تختلف كثيرآ عن الأن فسابقآ كانت ايضآ يأست من حياتها وظلت تتسأل بقلب مفتور من الألم متي الخلاص الى متي ستظل هكذا لقد تحاملت كثيرآ وعافرت كثيرآ لتحظي ببعض الأمان لكن كعادتها تعيسة حظ
, دخل هو جناحه بخطوات حسيسة لم تشعر بها وتطلع لشرودها بتذبذب لا يعلم ما أصابه ودون ادني تفكير جلس خلفها على الفراش ووضع القليل من الكريم الطبي الذي احضره خصيصآ لها على راحتيه وأخذ يدلك كدمتها ببطئ وبحذر شديد
, شهقت هي بقوة عندما شعرت بأنامله الدافئة تلمس ظهرها وعندما كادت ان تعترض وتنهض
, تمتم هو بنبرة هادئة وهو يتمسك برفق بذراعها :
, -أهدي يا فتون ومتخافيش الكريم دة هيريحك ويخفف الوجع
, حانت منها بسمة هازئة وأخبرته بتهكم بعدما التزمت سكونها من جديد:
, - مفيش حاجة تقدر تخفف وجعي متتعبش نفسك
, ظل هو يمسد ظهرها بهدوء ولم يعير حديثها اي أهتمام
, وظلت هي تكتم اناتها المتألمة قدر المستطاع وتتغاضى عن تأثرها بملمس يده وبعد عدة ثواني
, باغتها هو بسؤاله الذي صدر منه دون وعي ربما عقله الباطن هو من طرحه : ليه مقولتليش ان أمي اللي وقعتك من على السلم ؟؟
, التفتت ونظرت له نظرة عميقة متمعنة تحمل بطياتها الكثير وأخبرته بنبرة تملك منها الاسى :
, - انا ولا حاجة ،انا أقل بكتير من اني أعمل خلاف بينك وبينها
, همهم يأنبها بحدةوبعدم اقناع:
, - انتي جبانة ومقولتليش علشان معندكيش ثقة فيا متحاوليش تبرري أفعالك
, غامت عيناها وقالت بصدق و بنبرة متألمة وهي تلمس كفه المسنود على الفراش بحذر: انا من يوم ما وعيت على الدنيا وانا محرومة من الأمان والراحة انا معرفتش يعني ايه ثقة غير معاك ،انت أماني وحمايتي والراجل الوحيد اللي حبيته من كل قلبي
, انتفض بقوة يوليها ظهره بعدما غزى الغضب ملامحه وتتطاير الشرار من عينه ورد ساخرآ من حديثها:
, - وعلشان كدة روحتي اترميتي في حضن فهد مش كدة
, هزت رأسها بهستيرية وأطلقت العنان لدمعاتها ثم وقفت مواجه له تحاول ان تثبت نظراته عليها وهتفت بنبرةمتألمة من بين شهقاتها :
, - أكمل هو اللي باعتني لهناك علشان أخد وصلات الأمانة اللي كان بيهددني بيها وو**** ما كنت أعرف انو ناوي يبعني لفهد
, انا مش كدة يا صقر ، انت متعرفش ان كنت بتعرض لأيه طول عمري وكنت بكافح وبعافر علشان أحافظ على نفسي
, هدر هو بعدم أقتناع وبنبرة جهورية حادة وهو يركز نظراته عليها ويتمسك بفكها بقوة :
, -كدااابة انا شفتك بعنيا معاه
, نفضت يده بكل ما اتاتها من قوة و ردت بأنفعال وبنبرة هستيرية وهي وتتشبث بقميصه بعدما طفح الكيل بها :
, - قولي شفت ايه هاااااا رد عليا ؟ انا كان هدومي مقطعة ،وانت دخلت على صريخي ومقاومتي ليه ، قولي شكلي كان شكل واحدة رايحة برضاها
, الحيوان كان بيحاول يعتدي عليا ومنعته بكل قوتي ولما شفتك حمدت **** و قولت جي تحميني وتنقذني منه
, لتضربه بصدرة بقبضتها وتستأنف بخزلان وبنبرة مختنقة :
, -انا كنت هترمي في حضنك واستنجد بيك ، لكن انت عملت زيهم كلهم وجيت عليا واتخليت عني وظنيت فيا السوء
, وبرغم كل دة عذرتك وقولت زيك زي اي راجل الغيرة عمت عنيه
, حتي لما جيت واتجوزتني مكنتش مصدقة كنت طايرة من الفرحة وفاكرة انك لسة بتحبني وصدقت اني مظلومة،كان عندي شكوك بس كنت بكدب نفسي انك ممكن تأذيني
, لكن انت أستكترت عليا الفرحة دي ومكتفتش قعدت تجرح فيا وتقولي كلام عمري ما تخيلت اني أسمعه منك انت ، وبعد كل دة هند هانم العزازي تيجي تكمل عليا وفاكراني حامل منك وتقولي ان انا مخصكش ، هو للدرجة دي كلكو شيفني رخيصة ومليش قيمة
, كانت تتحدث بأندفاع ودمعاتها تنسل دون انقطاع بقهر وبنبرة حارقة متألمة أضنتها الحياه
, اما عنه كان يستمع لها وقلبه يتألم مع كل حرف تتفوه به ،فحديثها لامس اوتار قلبه وبشدة وشعر بصدقها وتأثر كثيرآ حتي انه ازاح الغضب من عينه وأستبدله بالدفئ التي أعتادت عليه منه ودون أدني تفكير جذبها من ذراعها وأحتضنها بقوة وبعاطفة جياشة جاهد كثيرآ لكبحها ، لتتعالى شهقاتها بين أحضانه ، ليضمها هو الي صدره أكثر ويعتصر بيده جسدها بحمايةوكأنه يريد ان يخفيها بين ضلوعه ويتألم بدلآ عنهاو يشعر بما تشعر به،
, اما هي لن تشعر بألم ولابكدمة ظهرهاأثر تشبثه بها بقدر ما شعرت بلأمان وبنجاحه في أحتوائها ليربت بحنان مبالغ به على ظهرها يحاول ان يهدئها
, وهمهم بصوت رخيم بأذنها :
, - ششششششششش ٦ نقطةأهدي .. خلاص متعيطيش ٥ نقطةأهدي يافتون
, وعندما هدئت شهقاتها تدريجيآ فصل العناق دون ان يترك مسافة لمرور الهواء بينهم ومرر أبهامه على وجنتها بهدوء مثير للغاية يمسح دمعاتها، لترفع هي نظراتها اليه تتوسله بعيناها ان يصدقها ولا يتخلى عنها فهي حقآ بأمس الحاجة اليه
, اما هو التقط نظراتها وفهم المغزى منها بعدما انتفضت دواخله لأثرها لينتقل بكفه لمأخرة رأسها يريد ان يثبت نظراتها عليه ودون وعي وجد نفسه يقترب من وجههاوكأنه مغيب بسحرها يريد ان يقبلها،
, أغمضت هي عيناها بتأثر واستندت على صدره بكفيها بعدما انتابتها قشعريرة قوية من انفاسه الساخنة التي لفحت وجههاوبعثرت كيانها، وكان رد فعلها هذا كدعوة صريحة له ان يتمادى وان أختلطت انفاسهم وكادت ان تتلاحم شفاههم معا قاطعم طرقات منتظمة على باب غرفتهم
, لينتفض هو كلملسوع ويبتعد عنها وتحمحم بصوت متحشرج أثر ثورته السابقة وهو يفتح الباب بعصبية :
, -أفندم يا فوزية عايزة ايه ؟؟
, أطرقت فوزية رأسها بلأرض بحرج وهمهمت : اسفة يا صقر بيه بس محمد بيه عم حضرتك عايز فتون تروحله
, أمأ لها بتفهم وهو يتذكر مجئ الطبيب لأخذ العينات وباغتها بسؤاله :
, -أمي جت ولا لسة
, ردت فوزية بأحترام : لسة حضرتك مجتش اول ما تيجي هبلغ حضرتك
, أمأ لها من جديد وأشر لها لتنصرف وأغلق الباب وألتفت اليها يطالع ارتباكها الواضح و تصبغ وجهها بملامح غامضة لا يستشف منها شئ ثم هدر بهدوء وهو يؤشر لها ان تتبعه:
, - عمي عايزك، ياريت تروحيله في أوضته ٤ نقطةوتعالي ورايا
, لتتبعه هي بطاعة الى زاوية خاصة بلجناح وعندها فرغت فاهها بذهول بعدما فتح أحدى الخزانات الكبيرة بلغرفة فكانت تحوي على ملابس نسائية كثيرة لكافة الأوقات بكافةمستلزماتها لتهمهم بذهول :
, -هو كل دة بتاع مين ؟
, اجابها هو بنبرة هادئة :
, -بتاعك يافتون أشترتهم مخصوص ليكي
, وفي حاجات تانية بس لسة موصلتش من باريس
, رددت بعدم أستيعاب وبعيون جاحظة ساخرة من نفسها : -باريس ٣ نقطة ازاي يعني
, انت أكيد بتهزر انا أخري بلبس من الناس اللي بتفرش على الرصيف في سوق الجمعة عادي ، دة لو يعني ابويا اتعطف عليا وسبلي حاجة من فلوسي أشتري بيها ، بصراحة انت بالغت اوي
, وبعدين انا مقدرش أقبلهم دول شكلهم غالي اوي ،انا هكلم كوثر تجبلي هدومي
, زفر هو بضيق من حديثها وهدر بنفاذ صبر :
, -متعصبنيش وأسمعي الكلام من غير نقاش وبعدين لازم مظهرك يليق بصقر العزازي
, تنهدت بقلة حيلة وهمهمت بعدما شعرت بأنه فعل ذلك ليس من أجلها بل من أجل مظهره الأجتماعي: حاضر بس لما همشي مش هاخد حاجة معايا
, ابتلع ريقه ببطئ شديد من ردها وهدر بثبات :
, -النهاردة بليل في صحفين جاين عايزك تجهزي علشان هتنزلي معايا ومش عايزك تفتحي بؤك بكلمة كل اللي تعمليه انك تبتسمي
, ومتنسيش احنا قدام الناس متجوزين و٤ نقطةبنحب بعض
, نطق بكلمته الأخيرة وهو ينظر لعيناها بتردد
, أمأت له هي بطاعة لينصرف هو الى الخارج تاركها مشدوهة من كل ما دار بينهم
, ٢٥ شرطة
, زفر بأرتياح بعدما وصل امام باب شقته وهو يمني نفسه انه سينال القليل من الراحة بلقرب من ملكت قلبه فبعد كل ما دار اليوم انتابه الضجر كثيرآ وارد ان ينعم ببعض الهدوء وعندما تناول مفتاح الشقة
, وفتح الباب تفاجأ من الفوضى العارمة التي حلت بلمكان وقبل ان يفتح فمه ويصدر اي ردة فعل أصتدمت بوجهه أحدي الوسادات الطائرة التي كانت تقذفها هي بأتجاهه وهي تصيح بهستيرية:
, -انا هوريك ازاي تقفل الباب وتحبسني، انت فاكر نفسك ايه ؟؟
, هتف وهو ينحني بخفة كي يتفادي
, الوسادات الأخري التي تناوبت بقذفها عليه :
, - يا مجنونة اهدي ٣ نقطة في حد عاقل يعمل كدة
, هدرت هي بعصبية مفرطة :
, - انت لسة شفت جنان و**** العظيم لهدغدغ البيت على دماغك
, لتتناوب بقذف كل شئ يأتي أمامها
, على الأرض بقوةوتتعمد كسره، من تحف باهظة وفازات كرستالية وغيره من مقتنياته الثمينة
, ليهتف بضيق :
, - كفاية٣ نقطة انتي عارفة الحاجات عزيزة عليا بطلي جنان
, زمت فمها بغيظ وخطت بخطوات حسيسةيشوبها الحذر وصعدت على احد مقاعد الصالون ومدت يدها لأعلى الحائط وتناولت ذلك الأطار الذهبي المعلق الذي يحاوط صورة زواجهم وبعد ان انزلته ولوحت به بخفة أمامه وتطالع ملامحه المشدوهة بتحدي سافر و تترقب ردة فعله
, ليصرخ هو بها بغيظ : لأ انتي بتهزري اكيد ٣ نقطة مي حبيبتي أهدي دي صورة فرحنا بلاش تزعليني ورجعيها مكانها
, هزت رأسها برفض وهدرت بعناد :
, -لأ ٤ نقطة هات مفتاح الشقة الأول وسبني أرجع بيت ماما
, ليقول هو بنفاذ صبر : قولتلك مفيش خروج من هنا غير لما تولدي
, تأفأفت هي كعادتها بعدم رضا وصرخت به :
, - دة مستحيل انت ازاي عايزني أقعد ازيد من خمس شهور محبوسةهنا٥ نقطة مش هيحصل
, تقدم هو نحوها ببطئ يريد ان يسيطر على نوبتها الهستيريةتلك التي من الممكن ان تضر بها و بجنينها ليهمهم بنبرة مطمأنة : -خلاص يا حبي هريحك وأعملك اي حاجة انتي عايزاها بس الا موضوع السفر دة
, ابتسمت هي بأنتصار وهتفت بأصرار وهي مازالت تحتضن الأطار وتخطو خطى واسعةمن أعلى المقعد الى المقاعد التي تجاوره بلتناوب :
, - رجعني بيت ماما هقعد هناك ،وعايزة ورقة طلاقي توصلي بعد ولدتي
, وفي الوقت دة مش عايزة أشوف وشك ،انت اللي ليك البيبي وبس
, وانا مش هحرمك منه وهخليك تشوفه
, زفر هو بنفاذ صبر وتعالت انفاسه بأنفعال واضح من تلك العنيدة التي تكاد ان تفقده صوابه ودون اي تردد اندفع اليها بسرعة ونزع صورتهم التي يحتضنها الأطار منها وقذفها بكل قوته على الأرض مما أدي الي تكسيرها ولم يتبقي منها غير بقايا زجاج متناثر فقط ثم دون اي مقدمات حاوط خصرها برفق وانزلها من أعلى المقعد وهتف بعدها من بين أسنانه بوعيد وهو يقرب وجهه منها بشكل أرعبها كثيرآ :
, - بطلي شغل القرود دة ،وحسي بلمسؤلية شوية نحيت اللي في بطنك ولعلمك بقي
, انا طلاق مش هطلق ومش هتمشي من هنا ولو حصل ونشفتي دماغك ومشيتي، قسم ب**** يا مي لكون طالبك في بيت الطاعة ومرجعك هنا غصب عنك، ليتركها وينسحب بخطوات غاضبة الى غرفة نومه ويغلق خلفه الباب بعنف أنتفضت هي على أثره
, لتنظر الى الباب الذي أغلقه بضيق فهو قد فاجأها كثيرآ بردة فعله وجلست بتهاون على المقعد و ظلت تفكر مليآ بشأن حياتها معه
, ٢٧ شرطة
, في نفس التوقيت في فرنسا وخاصتآ في باريس عاصمة الموضة والجمال
, كانت تجلس هي في أحدي المطاعم العريقة القابعة بشارع الشانزليزيه ، فبعد انتهاء يوم عملها اتت الي هنا بمفردها كي تتناول العشاء ، فبعد ما حدث وتركها للبلاد وهي تفضل العزلة كثيرآ حتي الحاح أسر المستمر بأنضمامها لحفلاته و عروضه الصاخبة لم تؤثر عليها
, تنهدت هي بعمق وهي تستمع الى صوت فيروز الخفيض الذي يصدر من هاتفها بهدوء يريح الأعصاب فاهي مثل عادتها عندما تريد الأختلاء بذاتها ،شعرت ان كلمات تلك الأغنية لامست كافة حواسها و ان قلبها يتأكل من القلق عليه وخاصتآ بعد ان أخبرها أسر بما حدث وسوء حالته الصحيةيوم أن تركته
, 🌸يا طير يا طاير على طراف الدني لو فيك تحكي للحبايب شو بني يا طير وآخد معك لون الشجر ما عاد في إلاّ النطرة والضجر بنطربعين للشمس عبرد الحجر وملبكي وإيد الفراق تهدني يا طير وحياة ريشاتك وإيامي سوا وحياة زهر الشوك وهبوب الهوا إن كنّك لعندن رايح وجن الهوا خِدني ولنو شي دقيقة وردني يا طير🌸
, نفضت فدوة أفكارها وظلت تشجع وتدعم نفسها من جديد :
, - انا قفلت صفحته خلاص ومش هفكر فيه تاني ٥ نقطة
, لتراودها تلك الذكري القريبة عندما كان يتوسلها، تقسم انها مازالت الى الأن تتردد كلماته المتوسلة بأذنها دون انقطاع
, لتتنهد بعمق تحاول ان تستعيد عزيمتها السابقة لكن دون أرادة ودون اي تفكير تناولت هاتفها وضغطت على شاشته بضغطات حسيسة وأنامل مرتعشة تطلب رقمه التي تحفظه عن ظهر قلب وهي تقنع نفسها انها فقط ستسمع صوته ليس الا
, كان هو في تلك الأثناء يلتزم بغرفته داخل المشفي لكن بعد أصابه الملل ،ونظرآ لتحسن حالته نسبيآ نهض من الفراش واتجه نحو النافذة التي تطل على الحديقة الخلفية للمشفى وبعد ان أستنشق نفس عميق من عبق الزهور المنتشر بلجو رفع نظراته للسماء وظل يتأمل كحلتها لعدة دقائق ويشاهد أبداع الخالق في كونه وعندما وقعت عينه على تلك النجمة اللامعة البعيدة لاحت منه بسمة باهتة وهو يتذكرها، معشوقته ومن تربعت على حصون قلبه وعندها تمتم يناجي ربه بقلب نادم أضناه الفراق :
, - يارب انا ندمت سامحني وأغفرلي، انا راضي بقضائك ،يارب بلاش عقابي اني أتحرم منها
, وعندها انسابت دمعاته دون ارادة
, و هو يشعر بمدى حاجته لها
, وإن تعالى رنين هاتفه تناوله دون أهتمام و بلامبلاااه ورد وهو يمسح وجهه بكف يده بضيق
, أكمل : الو مين ؟؟
, تنهدت هي بأرتياح ولم تنبت ببنت شفة وأكتفت فقط بسماعها لتلك الكلمتين منه وصوت أنفاسه
, ليهتف هو من جديد : الوووووو
, لتبتسم بهدوء وهي تنوي ان تغلق الخط
, -فدووووووة
, باغتها هو بلفظ أسمها بنبرة ملتاعة حارقة يشوبها الأشتياق
, شهقت هي بخفوت عندما تفاجأت انه علم هويتها وتساقطتت دمعاتها دون وعي ولم تتفوه بشئ
, ليهمهم هو من جديد بنبرة متألمة :
, - وحشتيني اوي
, انتي فكرك لما متتكلميش مش هعرف انو انتي ،انا بعرفك من صوت أنفاسك يا فدوتي
, وضعت يدها على فمها تحاول ان تكتم شهقاتها وتكبح دمعاتها وظلت ملتزمة بصمتها
, ليهمهم هو بتوسل وبنبرة ضعيفة متألمة: ردي عليا يافدوة قولي كلمة واحدة تبرد نار قلبي وتديني أمل في رجوعك،انا محتاجك يافدوة
, لم تقوى بعد تلك الكلمات التي تلفظ بها على التماسك أكثر ودون اي تردد أغلقت الخط وتبعته بأغلاق الهاتف نهائيآ ووضعت يدها على خافقها رغبة منها ان تهدء صرخاته و عندما فشلت أطلقت العنان لنفسها ان تفرغ كل ما بجعبتها من بكاء
, ليلعن هو حظه ويقذف الهاتف على الفراش بقوة بعدما يأس من محاولاته الشتي بمعاودة الاتصال بها ويجلس بتهاون ينعي حاله ويشعر بلأسى لكل ما توصلت له حياته بسبب غبائه
, ٢٤ شرطة
, في قصر العزازي
, بعد أستعداده وتأنقه المبالغ به علم من أحد الخدم بعودة والدته وتواجدها بغرفتها ،ليتوجه هو الي هناك بخطوات حازمة وعندما طرق الباب وسمحت له بلدخول
, باغتته هي بحدة :
, - هو انا أخر من يعلم يعني ايه أغيب كام ساعة أرجع الاقي القصر بلفوضى دى انت ليه مقولتليش علشان أستعد
, تنهد هو وجلس بهدوء على طرف فراشها وأستند بمرفاقيه على ساقيه وهدر بجدية دون ان يكترث لكلمة واحدة مما تفوهت به :
, - ليه حاولتي تأذي فتون ؟؟
, رفعت هي جانب فمها بأمتعاض وهدرت مستنكرة :
, -محصلش ٤ نقطة انا مجتش جنبها هي اللي اتكعبلت ووقعت
, هدر هو بحدة : اتكعبلت ووقعت منين يا أمي ؟؟؟
, أجابته هي بتوتر بعدما زاغت نظراتها بأدعاء: من على السلم انا دخلت عليها لقيتها بتنظف ولما سألتها قالت دة بيت جوزي ولازم أهتم بيه وبصراحة مرضتش أمنعها لأنها مفرقتش حاجة عن الخدمات اللي عندنا
, سكن الجحيم عيناه ونفرت عروقه من شدة الأنفعال بعدما لم تنطلي عليه كذبتها الواهية وارد ان يصرخ بها وينهرها لكنه لا يستطيع ان يقلل من أحترامه معها فهي أمه رغم كل شئ
, ليهدر هو بصرامته المعتادة وهو يكبح انفعاله :
, -لأ فرقت يا أمي وفرقت كتير ،فتون تبقي مراتي ٤ نقطة ومهما كان وضعي معاها او السبب اللي اتجوزتها علشانه مش هيغير من كونها تبقي مراتي وكرامتها من كرامتي وطول ما هي على زمتي مش هسمح لحد يهنها ولا يقلل من شأنها
, لتهدر هند بسخط وبنبرة متهكمة:
, - انا كنت عارفة ان بنت الشوارع دي هتعرف تأثر عليك وتخليك لعبة في ايديها
, ليباغتها هو بحدة بعدما تفاقم غضبه : امييييييييييي
, لأخر مرة بقولك فتون مراتي ومش هقبل عليها كلمة طول ما هي على ذمتي، وياريت انتي تراعي دة وتخلي بالك من كلامك عنها
, ، وياريت بلاش تحطيها في دماغك وتمارسي عليها جبروتك
, لتهدر هي بلئم تحاول تستعطفه:
, -بتعلي صوتك عليا يا صقر بعد كل اللي عملته علشانك وبتتعصب عليا علشان وحدة زي دي
, ليستأنف صقر بنفاذ صبر بعدما فهم الي ماذا ترمي بحديثها ،فهو يعلم طريقتها تلك تمام المعرفة لمحاولت أستعطافه ككل مرة: امي لو سمحتي انا مبحبش الطريقة دي وانتي عارفة ،ومش كل مرة تقوليلي عملت علشانك
, انتي معملتيش حاجة علشاني انتي اتحملتي قسوة ابويا وأهانته ليكي علشان خاطر ثروته مش علشان حاجة تانية،وياريت كفاية تحمليني فوق طاقتي وتحسسيني ديمآ بلذنب
, هذا أخر ما تفوه به قبل ان ينصرف ويتركها
, مطرقة الرأس بخزي فقد فاجأها كثيرآ بردة فعله وكشفه لحيلتها الماكرة
, ٢٢ شرطة
, اما عنها
, بعد ان رافقت عمه أثناء تواجد الطبيب بغرفته ونظرآ لقلقه أصر على ان يطمأن عليها ويتم عمل بعض الفحوص الروتينية لها
, وأخبرها ان ذلك القلق ناتج من شحوبها وهزالتها الواضحة أنصاعت له دون تردد وهي تشعر بلأمتنان لشخصه الحنون ولم ينتابها اي من الشكوك حوله
, وبعد انتهائها اتجهت لتتجهز كما أمرها صقر
, وبعد بضع دقائق انتهت من الأستعداد ووقفت تلقي على نفسها نظرة أخيرة بلمرأة تزامنآ مع دخوله اليها بطلته المهيبة التي تأثر القلوب
, وحين وقعت عينه عليها تجمد بأرضه وأحتبست أنفاسه لثواني معدودة من شدة فتنتها
, فكانت ترتدي فستان بنفسجي فائق الجمال منساب على جسدها بأنسيابية مهلكة وما أثار أعجابه فعلآ هو أطلاقها العنان لخصلاتها الحريرية ان تنساب على ظهرها بشكل مغري للغاية ، ولكن ما أثار حنقه كثيرآ وجعل الدماء تندفع الى رأسه عندما خطت بضع خطوات بأتجاهه ولاحظ فتحة فستانها المبالغ بهابجانب ساقيها لكنه التزم ثباته حتي لايشعرها بتلك النيران المشتعلة به
, ليهتف بنبرة جاهد لتكون هادئة ولا تفضح مكنونه :
, - جاهزة
, أمأت له بهدوء وبعيون حالمة
, ليمد يده بجيب بنطاله ويتناول علبة صغيرة مخملية اللون
, لتبتسم هي ظنآ منها انه نفس الخاتم الذي رفضتت ان تقبله سابقآ لكن خابت ظنونها عندما فتح العلبة وظهر منها خاتم ماسي أخر مختلف كليآ عن السابق ولكنه
, يضاهيه في روعته وبريق الماسه ليتناوله ويلبسها اياه بألية مطلقةوبملامح جامدة
, ليؤشر لها بعينه ان ترافقه ومد يده لها بهدوء ، لتتنهد بخفوت وتشابك يدها بخاصته وقبل ان يخطو خطوة واحدة سويآ تعلقت بيدها الأخري بذراعه وكأنها تحتمي به
, ليرمقها هو بتشتت وبمشاعر مبعثرة ويصطحبها الى الأسفل بخطوات واثقة يشوبها الشموخ
, ٢١ شرطة
, بعد انتهاء اللقاء الصحفي الذي دام لأكثر من ساعتين وظلت الأسئلة تنهال عليه دون انقطاع لكنه كان ملم بكل شئ وكان يجيب بدبلوماسية ولباقة أدهشتها كثيرآ
, وبرغم ان الأضواء الصادرة من كاميرات المصورين أربكتها ، الا ان محاوطته لخسرها و قربه منها ساعدها كثيرآ وأشعرها بلطمأنينة والامان وعندما كانت تتقابل أعينهم كان يطالعها بشكل مثير للغاية وبنظرات حالمة ترجف اوصالها
, تنهدت بعمق وهي تصعد السلم المؤدي الى الجناح الخاص به بعدما أمرها هو برفق ان تسبقه وانه سيوافيها بعد دقائق
, وعندما دلفت الى داخل غرفة النوم تمددت على الفراش وظلت تبتسم بسعادة مفرطة وهي تتطلع لنقطة وهمية بسقف الغرفة و تتذكر نظراته الحالمة لها
, وحين كانت هي مستغرقة في شرودها باغتها صوت مقيت تعلم صاحبه تمام المعرفة :
, - فكرك مش هعرف أوصلك يا ست البنات
, انتفضت هي بقوة وشحب وجهها بشكل ملفت ثم هدرت بذعر وهي تتراجع للوراء بخطوات مرتعشة
, - جمااااال
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٢٧


تنهدت بعمق وهي تصعد السلم المؤدي الى الجناح الخاص به بعدما أمرها هو برفق ان تسبقه وانه سيوافيها بعد دقائق
, وعندما دلفت الى داخل غرفة النوم تمددت على الفراش وظلت تبتسم بسعادة مفرطة وهي تتطلع لنقطة وهمية بسقف الغرفة و تتذكر نظراته الحالمة لها
, وحين كانت هي مستغرقة في شرودها باغتها صوت مقيت تعلم صاحبه تمام المعرفة :
, - فكرك مش هعرف أوصلك يا ست البنات
, انتفضت هي بقوة وشحب وجهها بشكل ملفت ثم هدرت بذعر وهي تتراجع للوراء بخطوات مرتعشة
, - جمااااال
, ليهدر هو بعيون تقدح بلشر :
, -اه جمال اللي خد على قفاه واتخدتي منه بلعافية ولوي الدراع
, هزت رأسها بقوة وهمهمت بذعر :
, - انت ازاي دخلت هنا
, ليجيبها هو بفخر أجرامي وبنبرة شيطانية :
, - البيه بتاعك فاكر نفسه واعي اوي ومشغل عنده رجالة تسد عين الشمس ومتفوتش الدبانة بس على مين دة أنا جمال
, لتحين منه ضحكةساخرة وهو يتشدق :
, - و**** البيه بتاعك دة مغفل وانا قررت أكسر عينه و اعلم عليكي وانتقم منه على اللي عمله فيا ليغمز لها بمغزى تفهمت معناه من نظراته الجائعةليبتسم هو لها بإيحاء ويقترب بخطوات بطيئة ارعبتها
, -انا شايف ان مفيش حد مغفل هنا غيرك ياجمال
, هدر صقر بها بثقة عارمةودهاء عندما ظهر من العدم امامه
, لهتف جمال بغيظ وهو يشهر مديته:
, -هو بتطلعلي منين عليا النعمة المرة دي لأجيب أجلك
, وإن كاد ان يخطو نحوه وفي لمح البصر كان رجال صقر يهجمو عليه و يحاوطوه من كل جهة
, ليهدر جمال بغضب وهو يتلوي منهم : ابعدو عني مكتفني كدة ليه انا معملتش حاجة٣ نقطة سيبوني
, ليهتف صقر بصرامته المعتادة وهو يضع يده بجيبه بكل ثقة ووقار:
, - انت غبي يا جمال ٣ نقطة انت لو فكرك ان انا معرفش انك بتحوم حولين القصر انت وواحد من رجالتك
, تبقي غلطان انا من اول ما رجليك خطت عتبة بيتك وانا عندي علم
, حتي الأمن انا اللي أمرتهم و خلتهم يسهلو دخولك وكنت عارف انك هتيجي في التوقيت دة وتستغل الزحمة والدوشة اللي كانت تحت، و**** ياجمال انا بشفق عليك ومش عارف بصراحة هيحكموك ازاي بكل الجرايم دي حيازة سلاح ابيض والتهجم على ممتلكات خاصة وكمان محاولة سرقة بلأكراه
, ليهدر جمال بغيظ وهو يحاول ان يصل اليه ويتملص من رجاله : -محصلش انا مسرقتش حاجة
, ليجيبه صقر ساخرآ بدهاء:
, -هو دة يفوتني برضو أعتبر نفسك سرقت ليناوله أحد رجاله حقيبة صغيرة
, تحوي على بضع المال ومقتنيات خفيفة للغاية ويضعها حول رقبة جمال بعنف تحت مضضه وعند انتهائه رتب صقر على صدره بقوة وأخبره بمغزي وهو يتصنع البراءة :
, -**** معاك٥ نقطة اه نسيت أقولك يا جمال ان أهالي المنطقة قدمو بلاغات ضدك وطبعآ دة بمساعدتي ، وان كل واحد أفتريت عليه ولا نصبت عليه وخدت منه قرش مش من حقك القانون هيجبلو حقو منك تالت ومتلت شوف بقى لو جمعنا عقوبتك على كل الجرايم دي هتبقي كام سنة دة مش بعيد تبقي تأبيدة يا راجل .
, وعند انتهاء أخر كلماته
, أندفعو رجال الشرطة وتم تسليمه لهم وتم القبض عليه وعند وضع أحدهم الأصفاد الحديدية بيده تقدم منه بغيظ دفين ولكمه بقوة عاتيه بعينه جعلته يصرخ بعويل كلنساء على أثرها
, وهدر صقر بتشفي بعدها :
, -دي علشان بس بصتلها بصة مش كويسة ومعجبتنيش
, ليسحبوه رجال الشرطة الى الخارج وهو يصرخ ويهتف بوعيد : مش هسيبك يا صقر يا عزازي مش جمال اللي تأكله الأونطة
, ليبتسم صقر ساخرآ من تهديده الواهي ويتشكر الظابط المسؤل ويخبره انه سيأتي بلصباح الباكر كي يستكمل أجراءات البلاغ
, وحين انصرفو جميعآ هرولت هي اليه وارتمت بين ذراعيه بأحتياج ليضمها هو الى صدره بقوة ويضع قبلة حنونة على مقدمة شعرها ويهمهم بنبرة مطمأنة :
, -متخافيش من هنا ورايح محدش هيعرف يأذيكي وانا على وش الدنيا وكل اللي أذوكي وجم عليكي هخدلك حقك منهم ليشرد لوهلة ويضيف بشك يساوره ويخشى ان يتحول ليقين :
, -حتي لو كانو أعز الناس عليا هجبلك حقك منهم
, تمتمت هي بخفوت مهلك وبنبرة صادقة نابعة من صميم قلبها وهي تمرغ وجهها بصدره :
, - انا مش عايزة حاجة غير اني أفضل جنبك واتنفس نفس الهوا معاك، انت عوض **** ليا ياصقر وأكتفيت بيك عن الدنيا كلها
, ابتلع هو ريقه ببطئ شديد يحاول جاهدآ ان يتمالك نفسه ويتحكم في ثوران مشاعره وتأثره بها ليتحمحم بتحشرج أثر ثورته كي يفض ذلك القرب المرهق له :
, - ممكن تروحي ترتاحي وتنامي علشان النهاردة أنتي تعبتي
, فصلت العناق بروية وأطرق عيناها في الأرض وردت بطاعة :
, - حاضر٤ نقطة وشكرآ على كل حاجة عملتها علشاني انا هغير هدومي وانام تصبح على خير
, امأ لها بتردد ولا يعلم ما أصابه لتنصرف هي وتتوجه لخزانتها كي تحضر منامة لها
, ليشعر وهو يتطلع لأثرها ان كل خلية به تطالب بها حتي قلبه يقرع طبولآ محتاجآ على أبتعادها، نعم هو تعاطف معها وحاول جاهدآ حمايتها وأستشعر صدقها ،لكن ماذا يفعل بعقله اللعين
, ليزفر بقوة عدة مرات متتالية وهو يحاول ان يهدء من ثوران أنفاسه وأشتعال جسده ويتوجه الي غرفة الألعاب الرياضية خاصته كي يفرغ طاقة جسده
, ٢٣ شرطة
, بعد مشاجرته الحامية معها ودلوفه للغرفة وهو منفعل توجه الى الحمام ودثر نفسه تحت المياه الجارية لبعض الوقت وبعد ان شعر ان أعصابه هدئت قليلآ خرج من الحمام بعدما ارتدي فقط شورت قصير كعادته أثناء النوم ، توجه الى الفراش وهو يفرك عينه من شدة النعاس ثم أستلقي على طرف الفراش وان كادت عينه تغلق ويستسلم للنوم فاجأه صراخها بقوة بجانب أذنه
, وهي تهتف:
, - انت بتعمل ايه في سريري قوممممممم
, انتفض هو بقوة بعدما فر النوم من عينه وأجابها بسذاجة : سريرك ازاي يعني انتي مجنونة
,
, وقفت هي أعلى الفراش ووضعت يدها بخصرها بعدم رضا وهتفت : -دة سريري وانا اللي هنام عليه لوحدي
, اجابها هو بنفاذ صبر :
, -تاني يا مي شغل القرود أنزلي وأقعدي زي الناس
, لتباغته هي بعناد : لأ مش هقعد وأطلع برة
, ليرد هو بعناد مماثل :
, - مي انا مقتول نوم ومعنديش أستعداد اناكف فيكي، وبعدين انا الأيام اللي فاتت تعبت من نومة الكنبة فلو سمحتي سبيني أنام
, ليشتد عنادها وتهتف من جديد : -مش هسيبك ومش هتنام
, ليقف هو ايضآ أعلى الفراش ويسحبها من ذراعيها برفق وبنبرة حنونة بعدما يأس منها ومن عنادها:
, - حبيبتي أستهدي ب**** وأعقلي قوليلي أريحك ازاي
, اجابته هي بحياد بعدما أثرت عليها نبرته الحنونة :
, - انا موافقة هقعد معاك هنا بس بشرط كل واحد مننا في أوضة
, أمأ لها بموافقته لكن بداخله يمقت هذا الشرط كثيرآ ولا يرضي عنه ولكن قرر ان يسايرها ليس الا
, لتشترط هي من جديد بثقة : -وكمان هنزل شغلى زي الأول
, ليتنهد هو بعمق ويخبرها بحنان وبنظرات متيمة:
, - مي حبيبتي انا عايزك جنبي في كل حتة ،وبعدين انا عمري ما أقدر أحبط طموحك ولا ألغي كيانك
, موافق طبعآ طالما مش هتبعدي عني
, أبتسمت هي بهدوء فاهو كما عاهدته سابقآ مراعي لهاوحنون
, لتهمهم بعدها تتسأل وهي تجول الغرفة بعيناها وتستغرب كيف أعاد كل شئ كما السابق بها :
, - هو انت مش كنت غيرت أوضة النوم بتاعتنا وجبت واحدة جديدة ،رجعتها تاني ليه
, مال عليها قليلآ ثم سحب يدها وأحتضنها بين يديه وأخبرها بعشق تام :
, - انا غيرتها علشان مكنتش بعرف أتنفس جواها من غيرك كنت كل ما أدخل علشان انام فيها أشم ريحتك جواها وأقعد اتخيلك معايا ودةاللي كان مجنني ،علشان كدة غيرتها ، لكن أكتشفت بعد كدة اني مقدرش أفرط في اي حاجة منك ورجعتها
, وخصوصآ ان أوضة النوم دي شهدت على ذكريات كتير جمعتني بيكي
, حاصرت عيناها داخل عينه وهي تشعر بتراقص ضربات قلبها من شدة السعادة
, ليبتسم هو ببشاشة كعادته ويتحسس وجنتها بحنان ويخبرها بوله تام:
, - انا بحبك يا مي ، أعذري وانسي اللي فات علشان خاطر البيبي اللي جاي يتربى وسطينا ليضع يده الأخري بحذر على بروز بطنها البسيط و الغير واضح بحنان مبالغ به وكأنه يرسل رسالة حثيةلجنينها ويخبره ان يتشفع له عندها، وعندما لاحظ توردها وصمتها الذي يؤشر على بادئة أقتناعها أقترب وتمتم بخفوت امام وجهها:
, -انا عارف ان قلبك طيب وهتسامحيني واوعدك لو دة حصل هكون أسعد راجل في الدنيا
, وقبل ان يدع لها فرصة للرد او حتي الاعتراض خطف قبلة عابرة من وجنتها وخرج من الغرفة قاصد النوم على تلك الأريكة وهو يتوعد لنفسه بسأم انه سيتخلص من تلك الأريكة الملعونة في القريب العاجل حتي لا ترغمه مرة أخري على النوم عليها
, اما هي بعد خروجه ظلت تفكر مليآ بشأنه فهي أستشعرت ندمه ومدى تمسكه بها ،فنعم ستسامحه وتعذر طبيعته كراجل ، لانها هي ايضآ بحاجته ولا تستطيع العيش دونه أكثر، لتبتسم بهدوء وهي تنوي ان في الغد ستصلح كل شئ ولكن ليس قبل ان وتخبره ان يخرج تلك النيرة التي تمقتها من حياته نهائيآ
, ٢٤ شرطة
, اما عنه بعد قضاء أزيد من ساعتين من ممارسته لكافة التمارين الرياضية التي يعرفها أخذ حمام بارد ثم توجه الى الفراش وعندما وجدها متسطحة على الأرض مثل سابقآومستغرقة بلنوم وهي ترتدي منامة وردية عارية وضيقة للغاية أفقدته صوابه، إن لم يكن هو من انتقى لها تلك الملابس كان ظن انها تتعمد إغرائه ،
, زفر هو بضيق ثم مال بجزعه عليها وحملها بحذر وهو يطالع ملامحها الهادئة امامه وأستسلامها بتشتت وضياع ، ابتلع ريقه ببطئ شديد ثم حاول جاهدآ طرد أفكاره العابثة نحوها وتوجه بها الى فراشه ومددها عليه بهدوء واستلقي بجانبها في الجهة الأخري للفراش وبعد عدة دقائق من فشله بلنوم تنهد بأستسلام ودون اي تفكير وكأنه مغيب ، أقترب منها وأحتضنها من ظهرها بعدما حاوط خصرها بحنان مبالغ به ودفن رأسه بأستمتاع بخصلاتها الحريريةالتي يفوح منها عبق الياسمين الذي يفضله كثيرآ، ليستغرق بلنوم دون اي عناء وكأنه وجد ملاذه أخيرآ بقربها
, ١٩ شرطة
, في صباح يوم جديد
, تململت هي بتكاسل كعادتها كل صباح وحين داعبت انفها تلك الرائحة التي تعشقها حد الثمالة ، ارغمت نفسها على فتح أهدابها وحين وقعت عيناها عليه يجلس بجانبها على الفراش ببشاشته المعتادة ونظراته الهائمة بها التي جعلتها تبتسم دون شعور
, لتتسع ابتسامته أكثر ويهمهم بحنان :
, -صباح الخير يا حبي اناعملتلك النسكافيه يلا قومي وبطلي كسل علشان نروح الشغل مع بعض
, امأت له ومازالت تلك البسمة الهادئة تعلو ثغرها ثم أعتدلت بجلستها وتناولت من يده كوب النسكافيه خاصتها وبتلهف شديد ارتشفت منه رشفة كبيرة بتلذذ وأستمتاع ليصدر منها تلك الاصوات المستمتعة التي تفقدة صوابه ،
, ليغمض هو عينه بنفاذ صبر ويخبرها وهو ينهض :
, - انا أعصابي باظت على الصبح ، انا هروح أحضر الفطار عقبال ما تجهزي
, أبتسمت هي بأتساع بعدما تفهمت الى ماذا يقصد بحديثه وأمأت له بطاعة غير مسبوقة منها
, لينصرف هو ويتركها تستمتع بكوب النسكافيه ، وهي تشعر انها حقآ أشتاقت له كثيرآ من صنع يده والي الأن لا تعلم كيف يعده ليكون بذلك المذاق الرائع
, ٢٢ شرطة
, اما هي رمشت بأهدابها عدة مرات متتاليه وهي تستغرب كم الراحة والدفئ التي تشعر به و لم تحظى به يوم وعندما فتحت اهدابها كادت يصيبها نوبة قلبية من شدة سعادتها ، فاهو مالك قلبها وأمانها الوحيد بتلك الحياه بقربها ويغمرها بين يده ، أبتسمت هي بسعادة بالغة وبعشق تام وهي تتمعن بملامحه الرجولية أثناء أستغراقه بلنوم ودون اي تردد مررت اناملها الرقيقة على وجهه وظلت تتحسس كافة ملامحه ببطئ، وبخفة شديدة
, وحين لامست شفاهه الغليظة بطرف اناملها أقتربت دون وعي ووضعت قبلة هادئة خاطفة على فمه ، لتتعالى انفاسه ويشدد أكثر من أحتضانها لتدرك انه استيقظ من نومه لتغمض عيناها بحرج وتضع يدها تخفيها ، وظلت تفكر ماذا سيظن هو بها الأن
, ليتمتم هو بصوت أجش أثر نومه وهو مازال مغمض العين ومتشبث بها :
, - صباح الخير
, أخفضت يدها ببطئ ثم ردت بخجل وهي تضغط على طرف شفتيها بأسنانها:
, - صباح النور هو انا ايه اللي نيمني هنا
, اجابها وهو يشملها بدفئ عيناه : -انا شلتك ونيمتك جنبي
, ليستأنف بنبرة صارمة لا تقبل التفاوض : أخر مرة تنامي على الأرض فاهمة
, أمأت له بضياع وهي تغوص في دفئ عيناه بعيون حالمة ،وان طالت تشابك نظراتهم انتابته نفس الرغبة الملحة خاصة الأمس لكنه حاول جاهدآ تمالك نفسه ، ليتحمحم بهدوء وهو يفك حصار يده من عليها وينهض :
, - انا يظهر اتأخرت في النوم على غير العادة ،لازم اخرج حالآ علشان أروح القسم واكمل بقيت الأجراءات بتاعت البلاغ ، ياريت متخرجيش من الأوضة لغاية ما أرجع خليكي مرتاحة النهاردة وهخليهم يبعتولك الفطار
, أمأت له هي بتفهم وقالت بهدوء بعد ان أعتدلت بنومتها و نفضت الغطاء عنها :
, - انت كمان مينفعش تنزل من غير فطار، ممكن تفطر معايا انا نفسي اوي أأكل معاك زي زمان
, ليلعن هو بخفوت تحت انفاسه ويوليها ظهره عندما لفت نظره من جديد منامتها الوردية خاصة الأمس وهمهم بتحشرج كي يتهرب من تأثيرها عليه:
, - أسف يافتون مينفعش اتأخر
, ليتوجه بخطوات مشتعلة الي المرحاض ليأخذ حمامآ باردآ لعله يطفئ تلك النيران المشتعلة بجسده
, ٢٧ شرطة
, تحضر هو اليوم لمغادرة المشفي
, فقد تحسنت حالته كثيرآ عن السابق وسمح له الأطباء بذلك
, وعند خروجه من غرفته ومروره بلمرر الذي يتواجد به مكتب هاشم نظر الى الباب نظرة مطولة يشوبها الضيق ، فبعد مناقشتهم الحامية بشأن فعلته ، وهاشم يتجنبه ويتحاشى الحديث معه
, حتي انه لم يمر عليه للأطمئنان كعادته
, رتبت والدته على يده المسنودة عليها بحنان وقالت تخفف عنه : -معلش يا حبيبي يمكن مشغول ولا حاجة وبعدين كتر خيره مسبناش من ساعة اللي حصل
, حانت منه بسمة ضعيفة ساخرة من تبرير والدته ، وعذرها فهي الي الأن لا تعلم شئ عما أقترفه من أخطاء بسبب ظنونه الواهية ،
, ليهمهم لنفسه بخفوت واليأس يتملك منه :
, -ماجتش عليك يا صاحبي ما كلكم كرهتوني وبعدتو عني لترتب امه من جديد على يده وتسحبه برفق ليغادرو المشفي
, ٢٨ شرطة
, كانت تتابع عملها داخل مكتبها
, بشرود تام وبعدم تركيز وهي تتذكر كلماته الحنونة ومحاولاته الشتى لأرضائها لتبتسم بسعادة عندما تذكرت نظراته المتلهفة لها أثناء استقلاله لها بسيارته الى المشفي، فكان كل حين وأخر تسمعه يستغفر ربه بخفوت و كأنه يكبح شيطانه عنها ولا يلتهمها وهي تجلس بجانبه
, فاقت من شرودها على طرقات خافتة على باب مكتبها لتسمح للطارق بلدخول ومازالت تلك البسمة مرتسمة علي ثغرها وحين وقعت عيناها على تلك الشقراء اللعينة تلاشت ملامح السعادة من على وجهها وأحتل مكانه الضيق
, لتهمهم نيرة بحرج بعدما لاحظت تغير ملامحها وهي تقترب منها : -ممكن اتكلم معاكي شوية
, تنهدت مي بسأم وردت بغيظ من بين اسنانها:
, - ممكن اتفضلي
, همهمت نيرة بتلعثم ولا تعلم من اين تبدء الحديث فهي قد عزمت أمرها على الأعتراف ل مي بشأن ادعائهم لأمر خطبتهم :
, - بصراحة انا جاية علشان أريح ضميري ، وأقولك على كل حاجة ، بس عيزاكي توعديني متتعصبيش وتسمعيني للأخر
, زفرت مي بنفاذ صبر وهتفت : -ياريت تتكلمي وتخلصيني من غير مقدمات
, همهمت نيرة بتردد :
, -انا وهاشم مفيش حاجة تجمعنا غير صدقتنا ب أكمل ،هاشم طلب مني مساعدة وانا مكنش ينفع ارفض وخصوصآ لما اترجاني وقالي انو عايز بس يثبتلك انو هيعرف يعيش من غيرك وانك مش فارقة معاه
, عقدت مي حاجبيها بذهول وهي تحاول ان تستوعب الأمر لتصيح كعادتها بأندفاع :
, - نعمممممممممم انتي بتقولي ايه يا مايعة انتي انا مش فاهمة حاجة
, زاغت نظرات نيرة وكررت بتوجس من ردة فعلها :
, - انا وهاشم كنا بنمثل عليكي ،
, انا و**** مكنتش هقبل غير لما أكمل قالي اوافق هاشم علشان تحسي بقيمته وانتي اللي تطلبي ترجعيله اي ي ي ي
, صرخت هي بألم بعد تفوهها بأخر كلمة عندما هجمت مي عليها بأندفاع و بشراسة مطلقة و شدت بكل قوتها خصلاتها الشقراء وكادت ان تنزعهم من رأسها وهي تهتف بغيظ :
, - بقي كنتي هتشليني وحرقتي دمي وكنت هموت من غيرتي وانا شيفاكي بتتمايعي عليه
, وفي الأخر تقوليلي كنا بنمثل عليكي ، و**** ما هسيبك غير لما أكون مموتاكي يا مايعة
, لتصرخ نيرة بألم وهي تستعطفها : -و**** مليش ذنب هو اللى كان عايز كدة ٤ نقطة سبيني يا مجنونة هتقطعي شعري
, لتهتف مي بأنفعال :
, -انا مجنونة .. طب بقي انا هوريكي الجنان على أصوله لتنحني عليها وتعض بأسنانها ذراعها بقوةوبغل، لتصرخ نيره وتتلوي من شدة الألم،
, وان كادت ان تدفعها عنها أحال هو بينهم بعدما تناهى الى مسامعه صراخهم وهدر بقوة :
, - في ايه انتي وهي اتجننتو لتحاول مي ازاحته وتمد يدها تريد ان تتعلق من جديد بشعر نيرة وهي تهتف بغيظ :
, - سبني و**** لموتها
, ليمنعها هو بقوة وهو يتمسك بخصرها ويرفعها من على الأرض بعيد عن الأخري
, لتصرخ هي من جديد وهي تتلوى بين يديه: سبني متمنعنيش سبني أفش غليلي منها المايعة دي
, ليهتف هاشم وهو يوجه حديثه ل نيرة المنكمشة بذعر :
, - انتي عملتلها ايه عصبها كدة ؟؟
, تمتمت نيرة بنبرة متألمة وهي تدلك ذراعها مكان عضة تلك الشرسة:
, - انا غلطانة كان قلبي عليها و كنت جاية أقولها الحقيقة واعرفها بلتمثلية اللي انت عملتهاعليها
, بس دي مجنونة **** يكون في عونك بتحبها ازاي
, لتصرخ مي وهي تحاول ان تتخلص من قبضته على خصرها وتلوح بلهواء :
, - برضو بتقول عليا مجنونة و**** ما هسيبهاااااا
, ليهدر هو بعصبية ينهرها :
, - أهدي يا مي علشان خاطري المستشفي كلها سمعت بينا
, ليوجه حديثه لنيرة بجدية : امشي انتي يا نيرة ،ومتشكر اوي لخدماتك الحمد لله طيرتي الربع اللي كان فاضل في دماغها
, لتخبرها نيرة بكيد أثار حنقه هو شخصيآ قبل انصرافها بخطوات سريعة :
, - شفتي حتي شوميييي رأيه فيكي انك مجنونة
, وحين انصرفت نيرة تركها هاشم واندفع الى الباب بسرعة متناهية و أوصده من الداخل حتي لا تلحق بها
, لتصرخ هي به بأنفعال :
, - انت بتعمل ايه سبني هروح اجبها من شعرها دي لسة بتقولك شومييي وبتغظني
, ليهتف هاشم بنبرة حنونة :
, -أهدي يا مي علشان خاطر **** هي مشت خلاص ٣ نقطة وهي ملهاش ذنب انا اللي طلبت منها دة وقتها
, لتضيق عيناها بغيظ وتجز اسنانها وتقذفه بتلك المنفضة الكرستالية التي كانت تتوسط المكتب
, ليتفاداها هو بأحترافية وبخفة متقنة، فهو أعتاد على الأمر في الأونة الأخيرة وهتف:
, -زعلانة علشان بتقولك يا مجنونة دة انتي مجنونة وستين مجنونة كمان ،كنتي هتموتيني
, لتهتف هي بغيظ وهي تقترب منه بخطوات غاضبة وتضربه بصدره عدة ضربات متتالية :
, -انت ليه كدبت عليا الكدبة السخيفة دي كان ممكن تعاقبني بأي طريقة تانية الا اني أشوفك مع واحدة غيري، انت عارف انا كنت بحس بأيه، كنت بموت بلبطئ
, ليهمهم هو بأسف وهو يستقبل ضرباتها لصدره برحابة:
, - انا أسف حقك عليا غيرتي وشكوكي كانو عاميني وكان نفسي تحسي بلنار اللي انا حسيت بيها واوجعك زي ما وجعتيني وجرحتي كرامتي
, لتخبره هي بعيون غائمة بعبراتها وهي تصفق له : براڤو عليك مثلت دورك تمام وبصراحة هي كمان ممثلة في منتهى البراعة
, لتستأنف بنبرة صادقة نابعة من صميم قلبها وبدمعات فشلت بكبحها :
, - بصراحة بهنيك على الدرس اللي انت اديتهولي انا فعلآ معرفتش قيمتك غير لما بعدت عني وحسيت انك هتبقي لغيري ، وقتها حسيت بسكاكين بتقطع في قلبي وأكتشفت اني بحبك اوي ومش هقدر أعيش من غيرك ، وقررت اني هبذل كل جهدي علشان أرجعك ليا ، لكن لما رفضت تردني لعصمتك وقتها قررت أستسلم وأرضى بخسارتك والملم الفاضل من كرامتي وابعد، ويمكن اللي كان محسسني اني مخسرتش كل حاجة في بعدك، هو اني شيلة جوة مني حتة منك وهتفكرني بيك
, اه ه ه ه كانت تلك أخر كلمة تفوهت بها قبل ان يبتلع باقي حروفها بجوفه بعدما سحبها الى أحضانه و تناول شفاهها بلهفة شديدةورغبة ملحة فهو كان يستمع لها بملامح منكمشة متأثرة وقلبه يعتصر من الألم ولكن عندما صرحت له بحبها لم يشعر بنفسه الا وهو يندفع اليها ويغدقها بمشاعره الجياشة
, ظل هو يتناوب على شفاهها واحدة تلو الأخري بتلهف مبالغ به لا يستطيع السيطرة عليه، بادلته هي ايضآ بشغف ولم تبخل عليه بشئ ثم رفعت يدها وأخذت تعبث بخصلاته البنية القصيرة بحميمية مبالغ بها ،وعندها لم يستطيع الصمود أمامها أكثر ورفعها من على الأرض برفق وتوجه بها الي الأريكة التي في زاوية من زوايا غرفة مكتبها ومددها عليها ثم أعتلاها وباشر غمرها بلمزيد من قبلاته
, لتهمهم هي بضعف من بين قبلاته المحمومة وبأنفاس متقطعة: هاشم.. م مش ٤ نقطةهينفع احنا٣ نقطة في المستشفي٤ نقطة أستني
, لما نروح البيت
, هز رأسه برفض تام ودفن وجهه بثنايا عنقها يلثمه بوله وهو يهمس بشكل خطير أصابها بلقشعريرة : -مش قادر أصبر أكتر من كدة ٤ نقطة سامحيني
, لتستسلم هي له وتبادله بشغف جموحه بها الذي أفتقدته كثيرآ
, ٢٥ شرطة
, أصر على والدته ان تسبقه الى المنزل وأخبرها انه سيلحق بها ، ودون تردد وجد نفسه ينصاق الى قبر شقيقته الراحلة
, وحين دلف الي مدافنهم الخاصة وجد شاب ينتحب بقوة و يجلس بجانب القبر ويلامس اللافتة الرخامية بملامح ممزقة وهو يذرف دمعات حارقة ويتمتم ببعض الكلمات التي أثارت كافة شكوكه تجاهه ليقترب بخطوات حسيسة اليه دون ان يشعره ليستمع بوضوح أكثر الى همهمته الخافتة :
, - وحشتيني يا أمل ٥ نقطة وحشتني كل حاجة فيكي يارتني انا اللي كنت مكانك تحت التراب سامحيني انا السبب ، انا مش ندل ومسبتكيش بمزاجي انا كان عندي أستعداد أواجه الدنيا بيكي وفعلآ روحت لابويا وقولتله اني بحبك وعايز اتجوزك رسمي لكن هو ما أقتنعش ، وقعد يماطلني علشان نيجي ونطلبك من أمك، في الوقت دة ابويا غصب عليا اسافر معاه بحجة انو تعبان ولازم يعمل عملية ووعدني لما نرجع هينفذلي اللي انا عايزه ،ولما سافرت أكتشفت انو ضحك عليا علشان يبعدني عنك و يجوزني بنت صاحبه علشان مصالح مشتركة مبينهم ، بس انا عارضته وقولتله اني متجوزك انتي وبحبك ومش هعيش مع غيرك ، ودة اللي أستفزه وخلاه خد مني الورقتين العرفي بتوع جوازنا وقطعهم قدام عيني ووصلت بيه انو حابسني وأخد مني باسبوري وكل ورقي علشان معرفش أرجع ،
, وبعد ما صاحب أخوكي هدد أمي وقالها مش هسكت وشرحلها الحالة اللي انتي وصلتلها ،أمي كلمتني من ورا ابويا وكانت متعاطفة معاكي وقالتلي لازم ارجع وأصلح غلطتتي،
, ليشهق بقوة ويستأنف من بين دمعاته بهذيان وهو يرتب على اللافتة الرخامية وكأنه يخاطب شخصها :
, - انا عارف ان دي مش اول مرة أحكيلك اللي حصل بس معلش أستحمليني وسبيني اكمل للأخر ، انا حاولت و**** حاولت أهرب منه لكن وانا بجري من رجالته اللي كانت محاوطاني في كل حتة مخدش بالي غير وعربية خبطتاني بكل قوتها ووقعتني سايح في دمي ، قعدت أسبوعين مش حاسس بلدنيا ولما فوقت عرفت ان أصابتي كانت بلعمود الفقري قعدت كتير بتعالج وعملت أكتر من عملية علشان بس أعرف أقف على رجلي وكنت في الوقت دة بحاول أعرف اي أخبار عنك من امي لكن كانت بتطمني وتقولي انك بتتعالجي في المصحة وانك بقيتي أحسن مكنتش أعرف انها بتكدب عليا وانك انتحرتي بسببي
, - مش بسببك لوحدك
, هدر بها أكمل بحزن وبنبرة منكسرة بعدما شعر بصدق حديث ذلك الشاب الذي يحتل الحزن ملامح وجهه وشعور الفقد يمزقه حزنآ على شقيقته
, مسح فارس وجهه بكف يده ورفع نظراته اليه وتسأل بذهول بعدما أدرك انه أستمع لحديثه :
, - مين حضرتك
, حانت من أكمل بسمة متألمة وغامت عينه وهو يخبره :
, -انا الغبي اللي بعدت عنها ومكنتش جنبها في أكتر وقت محتجاني فيه٦ نقطةيمكن لو كنت جنبها مكنتش عملت كدة في نفسها وفيا٤ نقطةانا أكمل الصرفي أخوها
, ليبتسم فارس ببهوت ويخبره وهو يشرد في تلك اللافتة الرخمية التي تتزين بأسمها :
, - كانت بتحبك اوي وعلطول بتحكيلي عليك ،كان نفسي أقابلك في ظروف أحسن من دي وتبقي هي معانا بس يظهر ان القدر أستكترها عليا وحرمني منها زي ما حرمني من حاجات كتير في بعدها
, ليحاول فارس النهوض بصعوبة بالغة أثارت دهشة أكمل مما دفعه لمساعدته وبعد ان نهض انحنى قليلآ وتناول عكازه من جانب القبر وأتكأ عليه بهوان ثم أنسحب بهدوء وبخطوات متعثرة ضعيفة من امام أكمل دون ان يتفوه بأي كلمة أخري
, ليؤشر أكمل الي العامل بلمدفن الخاص بهم ان يقترب ليسأله بفضول :
, -هو الشاب دة بيجي هنا كتير
, اجابه العامل بثقة :
, -فارس بيه يووووه يا بيه دة كل يوم والتاني هنا وبيقعد يعيط على قبر الهانم ويكلم نفسه بلساعات أمأ له أكمل بضعف
, ونظر لأثر فارس بملامح شاحبةوبدهشة كبيرة على مدى أخلاصه ووفائه لذكري شقيقته ليشعر حينها ان قلبه يتمزق من شدة الألم على فقدها هو ايضآ
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٢٨


ظلت هي ملازمة للغرفة كما أمرها ، حاولت الهاء نفسها بترتيب الغرفة ولكن رغم ذلك ملت كثيرآ ،ابتسمت بأتساع عندما تناهي الى مسامعها طرقات خافتة علي باب الغرفة ظنآ منها انه هو قد عاد هرولت الى المرأه تطالع هيأتها برضا تام فكانت ترتدي فستان رقيق من اللون الفيروزى الذي لائم بشرتها كثيرآ ، ورفعت خصلاتها على هيئة ذيل حصان ، ولتخفي شحوب وجهها الملازم لها أضافت لمسات خفيفة من مستحضرات التجميل التي وجدتها بحقيبة مخصصة لذلك داخل خزانتها التي تفاجأت كثيرآ عندما وجدتها جميعها تلائمها، ركضت الي الباب وعلى ثغرها بسمة هادئة وحين فتحت تفاجأت بعمه يقف امامها وهو يبتسم لها بطيبة وحنان ليهدر هو:
, - ايه يا بنتي كنتي نايمة ولا أيه ؟؟
, هزت رأسها بخفةواجابته وهي مازالت محتفظة ببسمتها :
, - لأ ابدآ يا عمو انا صاحية من بدري
, قال محمد بهدوءوبنبرة راجية :
, - طب يا بنتي تعالي انزلي معايا ندردش شوية لغاية ما صقر يجي ونتغدا مع بعض
, أطرقت رأسها بلأرض وتحمحمت قليلآ ثم قالت بحرج:
, - أسفة يا عمو بس صقر قالي مخرجش من الأوضة وانا مقدرش أخالف كلامه
, هز رأسه بتفهم وقال بترقب :
, -ولا يهمك يا بنتي طب ينفع انا أقعد انا معاكي٤ نقطة ولا هضايقك
, هزت رأسها وقالت مرحبة به :
, -لا ابدآ طبعآ يا عمو اتفضل دة انا زهقانة اوي وانت هتونسني
, دلف هو وجلس معها وظلو يتسامرون ويتبادلو أطراف الحديث بأرياحية تامة
, ليتحمحم هو ويسألها ذلك السؤال الذي يلح عليه منذ زمن بعيد :
, - قوليلي يا بنتي هي كر٥ نقطة ليتحمحم بعدما تدارك انه كان سيزلف بلحديث ويخلف وعده ل صقر:
, -أقصد والدتك اتوفت أمتى
, أطرق رأسها بلأرض وأحتل الحزن معالم وجهها ثم أجابته :
, -ماما كريمة اتوفت من ثلاث سنين ونص
, عند تفوهها بأسم محبوبته ابتسم رغم حزنه دون شعور لصدق حدثه نحوها وتسأل من جديد:
, - اتوفت ازاي ؟؟
, أجابته هي بعيون غائمة وبحنين لذكري والدتها الراحلة:
, -قعدت سنين تعبانة ،ومكنش معانا حق العلاج ولما حالتها سأت اوي ابويا رماها في مستشفي حكومي ومقعدتش يومين فيها وكان **** أختار يريحها من الفقر والعذاب اللي كانت شيفاه
, غامت عينه وشعر بوخز بصدره من شدة تألمه على محبوبته الراحلة وظل صامت لعدة ثواني حدادآ عليها
, لتباغته فتون بقلق:
, - خير يا عمو مالك انت تعبان
, رتب على يدها بحنان وأجابها بود : -سلامتك يا بنتي انا مبسوط اوي ان ربناجعل صقر من نصيبك ، وكرمنا بيكي علشان تونسيني ، أصل من ساعة فدوة ما سافرت وانا علطول قاعد لوحدي ،و صقر **** يكون في عونه علطول مشغول وهند كمان مش بتقعد علطول مع أصحابها
, ابتسمت هي بود وأحتضنته وهي تقول بخفة :
, - على فكرة بقى انت راجل طيب اوي وانا حبيتك من اول ما شفتك ولو مكنتش مرتبطة ، كنت طلبت ايدك واتجوزتك بدل صقر
, - بتعكسي الراجل عيني عينك كدة
, يا حرمي المصون وتبعيني
, هدر هو بها بخفة غير مسبوقة بعدما شاهد عناقهم الذي أثر به وأشعره بأن حدث عمه بمحله
, انتفضت هي بقوة بعدما فصلت العناق وتلعثمت وهى تفرك يدها بتوتر:
, - انا ٣ نقطةانا كنت٤ نقطة
, ابتلعت باقي كلماتها عندما فاجأها بوضع يده على منكبيها وقربها منه، ليهتف هو بخفة غير مسبوقة و يوجه حديثه ل عمه قاصد ان يخفف عنه ولو قليلآ : -يعني أغيب شوية أرجع الاقي بوس وأحضان من ورايا
, عضت فتون طرف شفاهها بقوة ورفعت نظراتها اليه بذهول وهي متوجسة خيفة ان يكون قد فهم الأمر بشكل خاطئ
, ليرد عمه بود :
, - **** يهنيكم يا أبني ، دي لو لفت الدنيا مش هتلاقي أحسن منك، وبعدين دي بنتي أحمحم٤ نقطةأقصد زي بنتي عن اذنكم بقي هروح أريح شوية قبل ميعاد الغدا
, ليهتف صقر وهو يرمقها بهدوء:
, -انا وفتون هنزل نتغدا معاكم
, أمأ له بهدوء وأخبره بأمتنان : ياريت يا أبني نفسي تجمعو حوليا
, أمأ له صقر بود ،لينسحب هو بهدوء من الغرفة ويغلق خلفه الباب
, لتستدير هي في مواجهته وتهمهم بتوجس :
, - صقر انا كنت بهزر واللهي
, ابتسم هو ساخرآ من ردة فعلها فهو يعلم فيما تفكر ليرد :
, - وانا كمان كنت بهزر ومتقلقيش انا مش بلغباء دة
, أطرقت برأسها وهمهمت بترقب:
, -يعني انت بتثق فيا؟؟؟
, زاغت نظراته لوهلة لم يعلم بيما يجيبها وخاصتآ ان قلبه يصرخ بين ضلوعه ويخبره كفى ، ليتلعثم قليلآ ثم يجيبها بثبات :
, - انا قولتلك قبل كدةأني مبحبش الغلط ومن وجهة نظري بشوف ان الي اتبني على الكدب بيفضل طول عمره اساسه خايب ،فاكرة الكلام دة ولا نستيه يافتون؟؟
, اجابته هي بتأكيد وهي تذكره ايضآ :
, - لأ منستش وعمري ما نسيت كلمة قولتهالي ،بس أفتكر كمان انك قولتلي انك بتسامح بس عمرك ما بتنسى وان دة بيبقي أستثناء للناس العزاز عليك ويهموك بس ومتهيألي انا واحدة منهم مش كدة يا صقر
, نظر لها نظرةعميقة لم تفهم المغزى منها ثم كور قبضة يده بقوة حتي نفرت عروقه يحاول ان يتمالك أعصابه ولاذ بلصمت ، فهي محقة هو تفوه بذلك سابقآ ونعم هي فاتنته مالكة قلبه منذ الامد ونعم يهمه أمرها وكثيرآ
, رفعت نظراتها الغائمة اليه وتمتمت بضيق وبنبرة متقطعة متألمة بعدما طال انتظرها لرده :
, - سكوتك دة معناه ٤ نقطة لأ ٤ نقطةصح يعني انت ، مش بتثق فيا٤ نقطة ولا يهمك أمري٥ نقطة ومصدقتنيش
, ولا ممكن تسامحني٤ نقطة
,
, لتنسلت دمعاتها وتستأنف بقهر وهي ترفع يدها بحذر وتحتضن وجهه وتسلط نظراتها داخل عينه تستعطفه :
, -يعني هتسبني ٤ نقطةزي ما قولتلي٦ نقطةانا مش هعرف أعيش من غيرك يا صقر علشان خاطري بلاش تبعدني عنك
, زفر بقوة وتعالت أنفاسه بشكل ملحوظ ولكنه ظل يجاهد ليبقي على ثباته و لا يتأثر بحديثها
, وهدر :
, -الزمن كفيل يغير كل حاجة يا فتون
, أقتربت من وجهه وأسندت جبهتها على خاصته وهمهمت من بين دمعاتها وبنبرة متألمة تتوسله :
, -مفيش حاجة هتتغير يا صقر بلنسبالي لأخر يوم في عمري هفضل أحبك ٥ نقطة قولي يا صقر انك انت كمان بتحبني زي الأول ٤ نقطة قولي انك سامحتني ونسيت كل اللي فات ٥ نقطة اتكلم يا صقر قولي حاجة تريح قلبي
, بلاش تقسى عليا ٤ نقطةانا محتجالك
, مد يده وأحتضن أسفل رأسها برفق وظل يخلل أنامله بخصلاتها الحريرية بحركات حسية لم يتعمدها أرجفتها وقال بصعوبة بالغة و بأنفاس ثائرة من تأثيرها عليه :
, - فتون بلاش تصعبي الأمور عليا انا مش هع١٦ نقطة
, كتمت كلماته الطاعنة لها بفمها بعدما بادرت هي بقلة حيلة وأطبقت بشفاهها بقوة على خاصته وقبلته بجهل تام دون ان تدع له المجال ان يعترض ، فهي يأست من أقناعه ، وقررت ان تثبت له عكس ظنونه ، فهو بلأخير زوجها ويحل له ذلك ، في بادئة الأمر كان مشدوهآ من مبادرتها وكاد يدفعها عنه، لكن دون ادني تفكير وكأن عقله مغيب و توارى خلف قلبه وأذن له و دون وعي وجد نفسه يبادلها قبلتها التي شعر بمدي جهلها وعدم قدرتها على قيادتهاوتعمق بها أكثر فا أكثر ، فقد قبلها بنهم شديد وكأن حياته تعتمد على ذلك ، لتمد هي ذراعيها وتحاوط رقبته وتبادله على أستحياء ، ليدفعها بتعجل ويسند ظهرها على الحائط ويضغط جسده على خاصتها بتملك شديد وهو يتفرس بها أكثر وحين انحصر الهواء من رئتيهم وشعورهم بلأختناق وبرغم ذلك لم ينفصلآ وظلت شفاههم متلاحمة بتلهف وشغف لا مثيل له وكأنها حرب ضارية لن تنتهي الا بنهاية أحدهم ،وقبل ان تستوعب الأمر وجدت نفسها بين ذراعيه ويتوجه بها الى الفراش دون ان يفلت شفاهها ويتشارك معها أنفاسها ،وحين مددها ونزع عنها ملابسها ، لثم كل أنش بجسدها بأستمتاع تام وتلهف شديد، لتتعالى اناتها و تهمس بتخدر كي تنبهه:
, - ص..صقر ٤ نقطة استني
, وكان ذلك لم يزيده الا رغبة بها ليكتم اناتها بفمه ولا يكترث لهمهماتها و يغوص معها في بحر العشق دون ان يعير أهتمام كونها لم تبحر من قبل وان ذلك مرتها الأولى
, ٢٧ شرطة
, ظل ملازم غرفة شقيقته لم يخرج منها منذ عودته من المقابر وهو يأنب نفسه
, لتدلف اليه والدته وتقول بحنان :
, - هتفضل كدة يا حبيبي مش هترتاح من ساعة ما جيت وانت قاعد هنا ..علشان خاطري يا أكمل ما تعملش فيا كدة انا مليش غيرك
, ليهمهم هو بضعف :
, - أمل كانت متجوزاه يا ماما عرفي
, وكانت بتحبه وهو كمان كان بيحبها ، يعني أختي مفرطتش في نفسها زي ما أنتي مفكرة انا عارف انها غلطت علشان جوازها من ورانا بس متهيألي انو أهون بكتير من انها تكون غلطت من غير جواز
, لتجيبه ثريا بحزن :
, - **** يرحمها يا حبيبي ادعيلها مفيش حاجة بأيدينا غير ندعيلها وندعي **** يصبرنا على فراقها
, ليهمهم هو بحزن وبملامح ممزقة :
, -أدعيله هو كمان يا ماما يصبره على فراقها ويشفيه ، انا اول مرة احس أني ندل وجبان ومعملتش حاجة علشانهاوأستاهل كل اللي بيجرالي
, لما اتكلمت معاه وشفت حزنه وأخلاصه ل أمل عرفت يعني ايه حب وتضحية ،وغصب عني لقيتني بقارن نفسي بيه ، انا كنت غبي اوي يا ماما ، يمكن لو يرجع بيا الزمن كنت غيرت حاجات كتير، انا أكتشفت أني عمري ما ضحيت علشان فدوة انا كنت عايز كل حاجة انتقم وترجعلي وكمان تسامحني على ندلتي معها
, بس انا مش هعترض على قضاء **** ، وعمري ما هعترض طريقها ولا هحاول افرض نفسي عليها٥ نقطة
, ليستأنف بذعر وبعيون غائمة وبنبرة ممزقة:
, - بس انا خايف ٣ نقطة خايف ٣ نقطة خايف متحملش أشوفها مع راجل غيري
, لتجيبه والدته بحنان وهى تحتضنه بحنو وترتب على ظهره :
, -انا متأكدة انها لسة بتحبك ، دي كانت هتتجن عليك وانت في المستشفى ،بس يمكن لسة كرامتها وجعاها علشان سبتها يوم فرحكم ، الست مننا لما الراجل بيخزلها،بتحس انها مكسورةوضعيفة وعلشان كدة بتقاوح و متبينش ضعفها،و بتبقى عايزة تلملم اللى باقي منها و تثبتله انها قوية ومش محتجاله وتثبت كيانها بعيد عنه ،سبها يا حبيبي تثبت لنفسها دة وتسترد كرامتها ،وانا قلبي حاسس انها هترجعلك ،بس انت ادعي من قلبك
, **** يجعلها وتكون من نصيبك وياريت تروح ل صقر هو ليه تأثير عليها ويقدر يقنعها ترجع
, رد هوبخزي من نفسه : صقر ٤ نقطة حتي صقر مش عارف اواجهه ازاي بعد اللي حصل
, لتقاطعه أمه:
, - فوض امرك لله يا حبيبي وأدعي **** من قلبك وهو كفيل يدبر كل حاجة
, ليهتف هو بتضرع وبنبرة اضناها الفراق :
, -يارب ٤ نقطةيارب انا ندمت رجعهالي وبلاش تعاقبني بحرماني منها
, أمنت هي على دعواته وظلت تواسيه وتخفف عنه وهي تدعو من صميم قلبها ان يريح قلب ابنها ويرد محبوبته اليه سالمة
, ٢٣ شرطة
, ظلت تعلو ثغرها تلك البسمة الهادئة التي تأثر قلبه، طوال طريق عودتهم الي منزلهم وظلت تشدد أكثر على ذراعه التي تحتضنه وكأنها تخشي ان يبتعد عنها لوهلة من الزمن ، فنعم هي تعشقه حد الجنون ولا تفرط به مرة أخري، وظلت تحمد ربها انه كان يدعي امر زواجه من تلك المقيتة،فاذا كان هو أصر على بقائها وفعلآ امر زواجه صحيحآ تقسم انها كانت ستنزع قلبه بأسنانها ولا تسمح له بفعلها اثناء تواجدها ، فهو ملكيتها الخاصة ولن تسمح لاي أنثي ان تتجرء وتلفت حتي نظره بعد اليوم، لتشرد هي في ملامحه البشوشة التي تخطف انفاسها وتتذكر جموحه بها بلمشفي وتلهفه المبالغ به الذي أرضى غرورها كأنثي كثيرآ وعندما تذكرت همساته وهمهماته الشغوفة بأذنها تخبضت وجنتها بحمرة الخجل ودفنت وجهها بذراعه بقوة
, ليهدر هو بنبرة عابثة بعدما تفهم فيما تفكر والتقط تمعنها به أثناء قيادته :
, - على فكرة اللي حصل دة مش محسوب دي كانت تصبيرة بس لغاية منروح البيت يعني متحلميش تبعديني عنك انتي عارفاني في المواضيع دي ما بتنزلش
, ضربته بذراعه بخفة ونهرته بخجل :
, -انت قليل الأدب
, ليضحك بكامل صوته الرجولي على خجلها البادي عليها ويسحب يدها التي تحاوط ذراعه ويلثمها وهو يجيبها بمشاكسة بعدما توقف امام البناية :
, -بس بذمتك مش بتموتي فيا وفي قلة أدبي
, هزت رأسها بإيجاب وأسبلت أهدابها و وردت بدلال مبالغ به وهي تبتسم له بطريقة مختلفة لم تصدر منها من قبل :
, -هاشم ٤ نقطة انا بعشقك بكل حالاتك مش بس بموت فيك
, رفع عينه الى السماء بنفاذ صبر وهتف بجنون :
, -يااااا لهوي عليا .. وعلى هاشم اللي طالعة من بؤك ٣ نقطة يارب قويني علشان أعرف امسك نفسي بس لغايه ما نطلع شقتنا ومنتفضحش في الشارع
, ضربته هي بخفة مجددآ بذراعه كي يكف عن جنونه وهي تبتسم بخجل ،ثم أعتدلت كي تنزل من السيارة ودون سابق انذار وجدته هو بسرعة الريح يفتح لها الباب وينحني بجزعه عليها ويحملها بين ذراعيه دون اي عناء
, لتهتف هي بخجل وهي تخفي عيناها بيدها :
, - و**** انت مجنون الناس بتتفرج علينا يا هاشم نزلني
, هز رأسه لها بمشاكسة ولاحت منه بسمة مهلكة أصابتها بلضياع وهو يهمس بأذنها بأثارة :
, -أعملي حسابك مش هتشوفي الشارع تاني غير لما أشبع منك وأعوض اللي فات لتبتسم هي له بعشق وتهز رأسها بطاعة وتتعلق برقبته وتداعب بأناملها أطراف شعره الناعم بحميمية دبت في جسده قشعريرة وأججت مشاعره بلهيب حارق،ليبتلع ريقه ببطئ شديد و يسير بها الى شقتهم بخطوات متعجلة وهو لا يقوى على كبح رغبته بها أكثر
, ٢٦ شرطة
, صرخة قوية صدرت منها صدحت بأجواء الغرفة أجفلته وجعلته يتجمد دون حراك ،يستوعب ما حدث للتو
, ليكبح نفسه عنها و يسألها بقلق وبأنفاس متعالية مضطربة أثر ثورته:
, - مالك٤ نقطة فتون انتي كويسة
, هزت رأسها بضعف وأجابته بصوت هامس متحشرج وهي تكبح دمعاتها وتتغاضي عن الألم التي تشعر به :
, -انا كويسة
, ليزيح جسده عنها وهو ينظر لها بعمق يريد ان يستنبط ما أصابها ولما تبالغ بردة فعلها
, لتدثر هي نفسها بلغطاءوتسحبه معها وتتكور على نفسها على طرف الفراش مبتعدة عنه و تخفي وجهها بخجل
, وقبل ان يسألها من جديد لفت نظره دليل براءتها يزين الفراش
, انكمشت معالم وجهه بذهول، وتعالت أنفاسه بأنفعال واضح وشعر ان الدماء تغلي برأسه دون هوادة، ليلعن بخفوت من تحت انفاسه وظل يسب هواجسه الواهية بشأنها، فهو لم يتوقع شئ كهذا بتاتآ، ليلعن مرة أخري وهو يتذكر عنفه معها وعدم مراعته لأنها مرتها الأولى
, ليقترب بهدوء ويحتضن ظهرها ويدفن وجهه بثنايا عنقها وهو يشعر بلخزي من نفسه وهمهم بندم و بصعوبة بالغة بجانب أذنها:
, - أسف ٦ نقطةانا مكنتش أعرف انك
, ٧ نقطة أغمض عينه بقوة ولم يستطيع ان يستكمل جملته وهو يشعر بفداحة ما ظنه بها
, لتشهق هي بخفوت وتغمغم من بين دمعاتها :
, - اتأكدت دلوقتي انك ظلمتني مش كدة
, ٤ نقطة العفة فالعقل يا صقر ٤ نقطة
, دفن رأسه بخصلاتها وإجابها بضيق :
, -أسف غصب عني يا فتون أعذريني غصب عني انا راجل وشكوكي عمتني
, لتستدير له وتهمهم بضعف وبنظرات منكسرة :
, - انا مفيش راجل غيرك لمسني
, هز رأسه عدة مرات يأكد حديثها ثم مال على جبينها ولثمه بحنان وهمهم بتقريع ضمير: -عارف ٤ نقطةعارف يا قلب صقر حقك عليا متزعليش مني انا مستعد أعمل اي حاجة بس مشفش النظرة دي في عنيكي تاني ،انتي من هنا ورايح عايزك رافعة رأسك في السما انتي بقيتي مرات صقر العزازي قولآ وفعلآ ،انا عارف انك حاولتي تفهميني وتقوليلي الحقيقة كتير بس غصب عني ، انا اتعاطفت معاكي وصدقتك وحاولت أحميكي لما عرفت كم الظلم اللي اتعرضتيلو بس كبرياء رجولتي مستوعبتش دة ومجرد بس الشك ان راجل غيري لمسك، كان برج من دماغي هيطير وبحس اني روحي بتتسحب مني
, ليهمس بخفوت مثير أمام شفاهها وبنبرة ملتاعة :
, - أنا بحبك و**** بحبك سامحيني يا فاتنتي حقك عليا
, أمأت له بضعف وأحتضنت وجهه وتمتمت بعيون يفيض منها الدمع فنعم هو ظلمها وظن بها السوء لكن هي ستعذره وتلتمس له الأعذار كعادتها ،فهي بأمس الحاجة اليه فهو أمانها الوحيد بتلك الحياه وليس لها ملاذ سواه :
, - اوعدني انك متسبنيش ولا تتخلى عني في يوم من الايام
, أجابها بنبرة عاشقة نابعة من صميم قلبه وهو يشملها بدفئ عيناه:
, - اوعدك هفضل أحبك لأخر دقة في قلبي وعمري ما هتخلي عنك وهفضل عمري كله أحاول أعوضك عن كل اللي فات
, ابتسمت له بسعادة مفرطة، ليجذبها هو من جديد ويدثرها بين أحضانه
, بعاطفة جياشة ويضمها الى صدره بقوةوكأنه يريد ان يزرعها بين ضلوعه، لتستمتع هي بقربه وبرائحته الفواحةالتي تسللت الي كافة حواسها وخدرتها واشعرتها براحة وطمأنينة لم تحظي بها من قبل
, ٢٦ شرطة
, بعد تفكير دنئ دام كثيرآ عزم هو أمره ان ينتقم من تلك الحرباء المتلونة بطريقته الخاصة ودون اي تردد توجه الى قصر العزازي بعزيمة وعيون تقدح بلحقد
, في تلك الاثناء
, كانت هي تتأمله ملامحه الرجولية الساكنة بعيون حالمة يفيض منها العشق ،لتتنهد بعمق وتلثم وجنته وتنهض من جواره بلفراش وتوجهت الى المرحاض وتركته يغط في سباط عميق أثر ليلتهم الحافلة بلكثير ، وعند خروجها وانهائها لروتينها اليومي وارتدائها لملابسها، مالت عليه وطبعت قبلة عاشقة على فمه قبل أن تخرج ودون سابق انذار سحبها هو بقوة اليه حتي انها لا تعلم كيف مددها وأعتلاها في أقل من دقيقة واحدة
, ليهمهم هو بنبرة ناعسة متحشرجة أثر نومه :
, - رايحة فين وسيباني
, اجابته بدلال وهي تحاوط عنقه : -حبيبي رايحة أحضرلك الفطار نفسي اوي تأكل من ايدي وكمان نفطر مع عمو كفاية امبارح وعدته ننزل ومنزلناش
, هز رأسه بعدم أقتناع وهتف بتذمر :
, -لأ احنا هنفطر هنا انا وانتي بس انالسة في كلام كتير لازم أقولهولك ليغمس انفه بخصلاتها ويتمتم بوله تام وعيون راغبة :
, - كلام ضروري مينفعش يتأجل وهموت لو مقولتهوش
, أعترضت هي و ذمت فمها بشكل طفولي بعدما تفهمت الى ماذا يرمي بحديثه :
, -حبيبي بعد الشر عليك بس علشان خاطري الكلام يتأجل ، اوعدك ننزل نفطر مع عمو ومامتك وبعدين نفضل نتكلم براحتنا لغاية تاني يوم
, هدرت بجملتها الأخيرة بهمس وبوجه متورد من شدة خجلها
, ليبتسم هو ويخبرها برجاء :
, -فتون مش عايزك تزعلي من امي
, وضعت يدها على فمه واجابته بنبرة صادقة :
, - حبيبي دي في منزلة أمي وكفاية انها جبتلي صقري وغصب عني لازم أحترمها وأقدرها
, أمأ لها ببسمة مهلكة لم تراها على محياه من قبل اوقعتها بحبه لاتعلم للمرة الألف ربما ٣ نقطةلتبادله بسمته بعيون حالمة ليقترب هو و يطبع قبلة خاطفة على فمها، لتنسلت هي بهدوء من أحضانه وتخبره قبل خروجها من الغرفة :
, -متتأخرش يا حبيبي انا حضرتلك الحمام
, بعث لها قبلة في الهواء وأمأ لها ونهض من الفراش بحماس مبالغ به ليلحق بها
, ٢٢ شرطة
, بعد نصف ساعة تجمعو جميعهم على طاولة الطعام وظلو يتناولو الفطور بأستمتاع وهم يتبادلون أطراف الحديث بود ولكن لم يخلو الأمر من تراشقهم النظرات ، فكانت هند ممتعضة للغاية وملامحها لا تبشر برضا ابدآ وان تقابلت عيناها مع فتون رمقتها بأحتقار وتعالي ، لكن فتون لم تكترث لنظراتها ، وصوبت كافة أهتمامها بصقر ، وعمه الحنون
, ليهتف محمد بمدح:
, - بسم **** مشاء **** يا بنتي أكلك يجنن انا عمري ما أكلت بلشكل دة
, لتجيبه فتون بخجل : تسلم ياعمو **** يخليك لينا
, ليجيبه صقر وهو يرفع حاجبه بمشاكسة :
, -اه أفضلو عكسو في بعض كدة وانا قاعد ،وامبارح بوس وأحضان
, ولا عمليلي أعتبار بقولك ايه ياعمي أحنا مأتفقناش على كدة
, ليضحكو ثلاثتهم بصخب على غيرته الواضحة
, لتزفر هند بقوة وتهتف بسخط وبنبرة ساخرة : مكنش شوية اومليت اللي عملتهم الهانم ومخلينكم طايرين بيها
, لتؤشر هند لفتون بصيغة أمر :
, - أعملي حسابك مفيش دخول المطبخ تاني انا مبثقش في اللي زيك و**** أعلم ممكن تحطلي ايه في الأكل
, زفر صقر بضيق وهتف بحدة:
, -امي لو سمحتي عيب الكلام دة
, تنهدت فتون بخفوت واجابتها وهي تغتصب بسمة هادئة على ثغرها:
, -سيب مامتك براحتها يا صقر
, دة بيتها وهي حرة فيه واكيد انا مش هغير نظامها اللي فضلت ملتزمة بيه سنين
, أحتضن صقر كفها المسنود على الطاولة تحت نظرات أمه المشمئزة ثم هتف بثقة وبكل فخر وهو يشملها بدفئ عيناه :
, -دة بيتك انتي كمان وانا من هنا ورايح مش هاكل غير من ايدك
, ليوجه نظراته لوالدته بحدة فهي تعدت حدودها معها مرة أخري ولم تعير لحديثه اي أهمية :
, -امي لو سمحتي انا قولتلك قبل كدة كرامة مراتي من كرامتي بلاش تضايقيها وياريت تحترمي وجودي ووجود عمي
, اجابته هند بمغزي وبلؤم شديد :
, - اصل يا حبيبي بصراحة مش قادرة أحترم واحدة زيها ابدآ دة حتي قعدتها وسطينا شرف مكنتش تحلم بيه
, زئر صقر بغضب وشعر انه اذا بقي أكثر سيتفاقم غضبه ولا يستطيع السيطرة عليه وان كاد ان ينهض ويسحب فتون خلفه تناهى الى مسامعهم صوت جلبة من الخارج
, ليدخل أحد أفراد الأمن ويخبر صقر بأحترام:
, - يا فندم في واحد برة عايز يقابل معاليك
, عقد صقر حاجبيه وتسأل :
, -مين دة ؟؟
, فرد الأمن :
, - بيقول انو أبو الهانم مرات حضرتك
, تبادل النظرات بينه وبين عمه بتوجس ثم أمر فرد الأمن ان يدخله
, لتهمهم هند بسخط :
, -على أخر الزمن قصر العزازي بقى يدخله كل من هب ودب
, لتشهق فتون بذعر وتتمسك بذراع صقر وتهمهم بنبرة مرتجفة :
, -صقر انا خايفة تفتكر جاي ليه ، ممكن علشان ياخدني
, اجابها صقر بثقة وبنبرة صارمة لا تقبل الحياد :
, - ياخدك فين انتي ناسية انك مراتي وبعدين انا وعدتك قبل كدة محدش هيدسلك على طرف طول ما انا عايش على وش الأرض أهدي ومتخافيش هو تلاقيه جاي ياخد فلوس تاني
, هزت رأسها بعدم أقتناع وهتفت تتوسله :
, -او يمكن علشان هيسألني عن فرحة **** يخليك يا صقر انا عيزاها تعيش معايا متقولوش مكانها ، أحميها منه يا صقر
, أمأ لها بتفهم وهو يربت على يدها بحنان مبالغ به كي يطمأنها ويخرج بهاوهي تحتمي به الي ساحة القصر للقاء ذلك العزت
, ليدلف هو بهيأته البغيضة وبعيون تقدح بلؤم اليهم وهو يصيح :
, - بذمتك ينفع كدة يا أبو نسب مش عيزين يدخلوني من الباب
, رد صقر بحدة وبنبرة صارمة : -خيرررررررر يا عزت جيت ليه ؟؟
, أجابه عزت وهو يطالع تلك المنكمشة خلف ظهر صقر بود مصتنع:
, - جيت أطمن على السنيورة وبلمرة اسأل عن البت فرحة وأجيبها ترجع معايا اهو تخدمني بدل السنيورة
, هدر صقر بثقة :
, -فرحة بتدرس ولما تخلص هتعيش مع فتون هنا في بيتي وتحت حمايتي
, عزت بلؤم ونبرة شيطانية :
, -لأ لموأخذة يا بيه انتو خدتو اللي ليكو عندي واللي يخصكم وبصراحة بحمد **** انكم لميتو لحمكم ودمكم بعد السنين دي، لكن فرحة دي بنتي ومن صلبي لموأخذة
, وفي تلك اللحظة تمآمآ كان محمد يخرج يتبعهم هو وهند والتقط أخر جملة تفوه بها
, ليهتف محمد بحدة مستفهم :
, -يعني ايه الكلام دة ياراجل انت؟
, وعندما وقعت عين هند عليه انتفضت بذعر بمكانها وكأنها أصابتها صاعقة من السماء
, ليبتسم هو بضحكة شيطانية ويهتف بمغزى وهو يطالع صدمتها :
, -و**** يابيه اسأل ست هند وهي تقولك
, هتف صقر بنفاذ صبر:
, - أمي مالها ياراجل انت
, حانت منه بسمة ساخرة وان كاد ان يتحدث قاطعته هند بعصبية وانفعال:
, - محصلش كداب ٤ نقطةكداب
, عقد صقر حاجبيه بذهول من ردة فعلها المبالغ به وهتف بتشكيك : -امي هو لسة ما قالش حاجة انتي مالك مرعوبة كدة هو في حاجة انتي مخبياها
, هزت رأسها بقوة وأخذت تفرك يدها بتوتر مبالغ به ولكنها لم تتمكن من التفوه بشئ أخر
, ليهتف عمه بنفاذ صبر :
, -انت يا راجل انت أتكلم أحسنلك
, ليسترسل عزت وهو يرمق هند بتشفي ويوجه حديثه ل محمد : -هحكيلك يا بيه بس متقطعنيش
, من سنين طويلة ست هند اتفقت معايا أخد كريمة مرات سعادتك واخفيها عن العين بعد ما البيه الكبير ابوك عرف مكانكم وغصبك تتطلقها ، في الوقت انا كنت بشتغل عندكم سواق مع البيه الكبير بس مكنش بقالي كتير راحت ست هند اتفقت معايا اخفيها عن العين لغاية ما عدتها تخلص ، وكانت بتهدد كريمة انها هتسلمها لأهلها يقتلوها علشان هي من عيلة متشددة اوي واتجوزتك من وراهم ، في الوقت دة أمرت الغفير القديم اللي مات من سنتين انه يفك فرامل العربية بتاعة جنابك اللي اتسببت في الحادثة وكان نفسها تخلص منك ومتشاركهاش هي و أبنها في حاجة بس القدر لعب لعبته يا بيه ، كريمة طلعت حامل وجنابك بعد شهرين من الغيبوبة فوقت، و هي حمدت **** وقتها ان الموضوع بان طبيعي وانها حادثة عادية ، وبعد معرفتهابحمل كريمة أدتني مبلغ محترم وقالتلي أسقطها بس انا والشهادة لله صعبت عليا لما باست رجلي واترجتني اسيب اللي في بطنها وقالتلي انها هتعيش عمرها كله تحت رجلي لو سبت اللي في بطنها يعيش وبصراحة مقدرتش أعارض ولقيت اني مش هخسر حاجة لو اتجوزتها أصل كريمة كانت حلوة واي راجل يتمناها وبصراحة قولت ان طاقة القدر اتفتحتلي وفرصة حلوة ومصلحة أسحب بيها فلوس على مددها ، كذبت على ست هند وقولتلها ان الدكتور قال في خطر على حيات كريمة لو سقطها وان انا مش هروح في داهية علشان خاطر الملاليم اللي هي ادتهالي ولما ست هند أقتنعت طلبت مني اتجوزها وأنسب اللي في بطنها ليا بحجة انها خايفة انت تلاقيها وتردها ليك، وانا مترددتش واتجوزتها بعد ما عدتها خلصت بعد ولادت السنيورة
, شهقت فتون بقوة من حديثه وهتفت بعدم تصديق وبعيون غائمة :
, - بابا انت بتقول ايه يعني انا مش بنتك، انا مش مصدقة
, ليجيبها عزت ساخرآ وهو يؤشر على محمد:
, -لأ صدقي يا سنيورة انا مش ابوكي ، ابوكي محمد بيه العزازي الراجل اللي واقف قدامك دة
, تناوبت فتون النظرات بينهم بضياع ولم تستطيع ساقيها حملها ليسندها صقر ويجلسها على أحد المقعاد القريبة وظل يرتب على وجهها بحنان كي لا تفقد الوعي
, لتصرخ هند بهستيرية بعدما شعرت ان كل حيلها السابقة تنكشف واحد تلو الأخر وتبوء بلفشل :
, - محصلش كدااااااب كداب محصلش انت جاي انت وبنتك الرخيصة دي علشان تنصب علينا انتو شوية أفاقين وكلامك دة مفيش أثبات واحد عليه
, لينهرها محمد بحدة وبصوت جهوري أجفلها :
, - هننننننند أخرصي ومش عايز أسمع صوتك سبيه يكمل كلامه
, لتهتف من جديد دون ان تعير حديث محمد أهمية و تستعطف صقر كعادتها :
, -صقر أطرد الراجل دة كداب وطلق بنته وارميهالو خلى الحرس يطلعوهم برة دول نصابين يا صقر انا أمك حبيبتك مستحيل أكون شريكة في لعبة سخيفة زي دي
, صرخ صقر بها بحدة وبملامح متألمةوهو يحتضن فتون ويحاول ان يهدئ من انهيارها :
, - عمري ما كنت اتخيل ان حبك للفلوس يعمي عينك كدة حرام عليكي ، ذنبها ايه وذنب امها ايه
, ليهتف محمد بأنفعال وبنفاذ صبر: -كمل يا عزت
, ليستأنف عزت بشماتة وهو يتلذذ بأنتصاره عليها:
, -فضلت ترميلي كل كام شهر ملاليم علشان أحافظ على السر دة، لغاية متسجنت ووقعت في عرضها تطلعني ، لكن هي قالتلي انك يا بيه فضلك ايام وتموت ووقتها مفيش حاجة هتخوفها،
, وانها مش هتديني ولا قرش تاني ،
, بس يا بيه لما صقر بيه جالي السجن وطلب مني أيد فتون قولت ان **** بيحبي وفرصة أضرب عصفورين بحجر واحد ، ارجعلكم بنتكم ، وأستنفع من القرشين اللي ادهملي صقر بيه ، واقهر ست هند وأحرق قلبها بجواز ابنها من السنيورة اللي عاشت عمرها كله تخفيها وتنكرها
, وعند انتهاء حديثه
, انقض محمد عليه بقوة وتمسك بتلابيه وهو يصرخ بعصبية مفرطة :
, - انت ايه يا أخي شيطان منك لله هتروح من **** فين
, انا مش هسيبك هوديك في دهية
, ليستطرد عزت بتبجح وبنبرة لئيمة :
, -ليه يا بيه دة جزاتي اني ربيتلك بنتك،دة بدل ما تكافأني
, ليحيل صقر بينهم بقوة وهو يهدء عمه وينهر الأخر : أهدى ياعمي **** يخليك علشان صحتك ،
, ليدفع عزت بقوة بصدره ويبعده عن عمه وهو يهتف بنبرة صارمة لا تقبل التفاوض :
, -أطلع برة ومش عايز أشوف خلقتك تاني هنا والا قسمآ ب**** هيبقي ليا تصرف تاني معاك مش هيعجبك
, ليهدر عزت بتذمر :
, -مش همشي غير لما تقولولي فين فرحة
, ليهتف صقر بأنفعال وعيون يتطاير منها الشرار :
, -قولتلك بنتك في حمايتي ومش هتعرف طريقها ، وطول ما أنا عايش مش هتعرف تأذي حد منهم تاني
, ليعترض عزت ويهتف بغيظ :
, -لأ دي بنتي ومش هسيبها
, ليهدر صقر بتحذير :
, - فكر تعمل حاجة وهتلاقي رد فعل مني مش هيعجبك وأحمد **** اني هسيبك تخرج على رجليك
, ليتناول هاتفه ويستدعي أفراد حراسته وفي أقل من دقيقة كان يلقو به خارج قصر العزازي
, اما عنها ظلت تذرف دمعاتها بقهر وتحاول ان تستوعب الأمر
, ليقترب منها محمد بهدوء ويحتضنها بحنان ابوي وظل يمسد ظهرها صعودآ وهبوطآ بتمهل و روية حتي يهدء من أنهيارها وهمهم بحنو وعيون غائمة:
, - معلش يا بنتي دة نصيبنا نفترق عن بعض بسبب أطماعهم منهم لله ، متزعليش **** مفيش أحن منه والحمد لله انو جمعنا بعد السنين دي كلها ، انا **** عوضني بيكي وعوضك بيا وبصقر ، اوعدك يا بنتي لو **** مد في عمري هعوضك كل اللي اتحرمتي منه ، ولو مليش نصيب وربنا أفتكرني كفاية عليا اني شفتك وشميت ريحة كريمة فيكي وهدعي من **** يحنن قلب صقر عليكي ويعملك اللي انا معرفتش أعمله
, لتقاطعه فتون من بين دمعاتها وهي تشدد أكثر من أحتضانه :
, - بعد الشر عليك **** يخليك لينا يا بابا
, نطقت هي بأخر كلمة بتردد وبنبرة متألمة أضنتها الحياه
, ليبتسم هو بسعادة مفرطة ويمسد على ظهرها بحنو شديد
, ليرتب صقر على منكب عمه وهو يبتسم وتغيم عينه بتأثر ثم وجه كافة نظراته الي والدته التي كانت تدور حول نفسها بطريقة هستيرية وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة ،لتصرخ بأندفاع وهي مصممة على الأنكار أكثر، بعدما وجدت كافة نظراته موجهةاليها:
, -بتبصلي كدة ليه اوعي تكون صدقت النصاب دة انا معلملتش حاجة، لتشير الى فتون بغيظ وتهتف بحقد :
, - البنت دي انت لازم تطلقها وترميها اوعي تصدقها انت بنفسك قولتلي قبل كدة انك هطلقهابعد ما تصلح سمعتك
, هدر صقر بأنفعال وهو يشعر بخزي منها: فاكرة لما قولتيلي أكيد في سبب أكبر خلاك تتجوزها ، هو دة السبب يا أمي
, زاغت نظراتها وتسألت : يعني انت كنت عارف ؟
, لينهض محمد وينضم لحديثهم وهو يرمقها بأحتقار :
, -انا اللي كنت حاسس انها بنتي ، الخاتم اللي لقيته مع صقر بث فيا الأمل ، ولما شفت فتون وقعدت معاها اتأكدت انها بنتي حتي قبل ما نتيجة التحليل تبان النهاردة
, عقدت حاجبيها وتسألت بذهول : -خاتم ايه وتحليل ايه انا مش فاهمة حاجة انت بتخرف تقول ايه يا محمد انت الظاهر عليك المرض أثر على مخك
, أجابها صقر بنبرة جهورية وبأنفعال :
, - اميييييي بلاش تنكري أكتر من كدة أحنا اتأكدنا ان فتون بنته ، عملتي ليه كدة أستفدتي ايه من مخططاتك الدنيئة ، ليه ذنبها ايه؟؟؟
, أجابته هند بصراخ وبأنفعال وهي تدور حول نفسها بهستيرية وتحاول ان تستعطفه كعادتها وترمي على كاحله كل شئ:
, - انا عملت دة علشانك علشان كل حاجة تبقي بتاعتك
, هدر صقر بحدة أجفلتها :
, - كفاية بقي بطلي تحمليني فوق طاقتي انا مليش دخل انتي اللي حبك للفلوس وطمعك عمى عنيكي
, ردت هي بأندفاع دون تفكير وبهستيرية وبنبرة يشوبها حقد دفين :
, -مش علشان الفلوس بس كنت بغير من كريمة ومستكترة حب عمك ليهاومستغربة ازاي ضحي بكل حاجة علشان وحدة زيها ، وانا صاحبة الحسب والنسب عمر ابوك ما قالي كلمة حلوة وكان علطول يجرح فيا ويتعمد يهني
, رد محمد بدفاع :
, -أخويا كان بيعمل كدة علشان كان عارف انك طماعة و بتحبي الفلوس أكتر من اي حاجة في الدنيا ، وكان خايف تربي أبنه على كدة علشان كدة كان بيحاول يغيرك ويعدل في طباعك بس للأسف فشل
, لتهمهم هي ببسمة غير متزنة وبهذيان:
, -وعلشان كدة قررت وقتها اني هتحمل وأعيش ومش هطلع من قصر العزازي غير وكل حاجة بتاعتي انا وانت وبس يا صقر حتي لو اضطريت أقتلهم كلهم
, قاطعها محمد بنبرة متألمة : -علشان كدة حاولتي تموتيني يا هند وخلتيهم يفكو فرامل العربية
, ردت هي بأنفعال :
, - ايوة كنت عايزة أقتلك وأخلص منك بعد ما كنت مفكرة ان الغبي دة هيخلصني من مراتك واللي في بطنها
, نظر لها صقر نظرة عميقة تحمل بطياتها الكثير من الخزلان والعتاب ثم همهم بيأس :
, -يا خسارة انا ميشرفنيش يبقي ليا أم زيك ، انا هبلغ عنك وعن كل اللي عملتيه
, وعند تفوهه بأخر جملة توجه الى فتون وجثى على ركبتيه مقابل لها وحاول ان يطمأنها وكأنه يريد ان يؤكد لها انه سيوفي بوعده حتي لو كان الأمر متعلق بوالدته شخصيآ ، فهو لن يتركها كما وعدها و سوف يدعمها ويشد من أزرها مهما كلفه الأمر
, ليهتف محمد أيضآ بعدها بصوت جهوري:
, -وانا كمان ميشرفيش انك تبقي على ذمتي
, انتي ٤ نقطةطاااالق ٣ نقطةطالق ٤ نقطةطالق ياهند
, تناوبت النظرات بينهم بضياع ، وهي تدرك انها خسرت كل شئ، ثم شعرت ان كل ما حولها يدور بها وصدي كلماتهم تتردد بأذنهاوتكاد تصيبها بلصمم ،وضعت يدها على أذنها وهزت رأسها بقوةهستيرية وكأن أصابها الجنون ثم دون اي مقدمات سقطتت طريحة على الأرض دون حراك
, اندفع اليها صقر بقوة وهدر بكامل صوته عندما وجد حالتها غير مطمأنة بلمرة : أمييييييييييي أسعااااااااف بسرعة
, ٢٧ شرطة
, عند خروجه من قصر العزازي شعر بلذة انتصاره عليها بعد ما أفصح عن كل ما في جعبته ، وتوعد ل صقر انه سيرد فرحة اليه عاجلآ او أجلآ ، اعتلى ثغره بسمة منتصرة ثم توجه الي شقة رفيقه المغمورة التي يخصصها للمقامرة
, وهو يمني نفسه الطامعة انه سيكسب الكثير من المال احتفالآ بتشفيه بها
, وبعد مرور عدة ساعات من لعب المتواصل مع ثلاثة من أصدقاءه الذي لا يقلو عنه في شئ من الإجرام، ونظرآ لأحتسائه المشروب بكثرة أثناء اللعب لم يعد يركز بشئ وكاد ان يفقد الوعي
, ليتبادلو اثنان من المتواجدين معه نظرات ذات مغزى ثم ينقضو عليه هو والشخص الثالث الذي كان يشاركهم اللعب ويبرحوهم ضرب ليسقط الثالث فاقد للوعي ويظل عزت يتلوي بلأرض من شدة الألم،ليتقدم فرد منهم ويجرده من كافة ماله وان عزمو الخروج
, صرخ عزت بهم وهو يتعلق بساق أحد منهم :
, - لأ الفلوس ٤ نقطةأستني انت وهو على جثتي لو مشيتو بفلوسي
, ليحاول ذلك الشخص ان ينفض ساقه ويرفسه بعيدآ لكن قبضة عزت كانت أشد
, لينحني عليه ويخبره بنبرة إجرامية صادرة من أعماق الجحيم
, - انت اللي جبته لنفسك يا عايق انا كنت هسيبك وأطنش اتفاق المعلم جمال وأكتفي بلفلوس ، بس كدة انت اللي جبته لنفسك
, وقبل ان يصدر من عزت اي ردة فعل اوحتى كلمة أخري كان يطعن به بمديته الحادة عدة طعنات قاتلة
, اودت بحياته ليغادرو ويتركوه يسبح بدمائه ، ليكون هذا هو قصاص **** العادل من ذلك البغيض على كافة أفعاله المشينة
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٢٩


تجمعو جميعهم داخل المشفي بعد ان اسعفوها الي هنا
, ظل هو يعدو ذهابآ وايابآ داخل رواق المشفي ينتظر الطبيب ان يطمأنه على والدته
, وبعد بعض الوقت خرج الطبيب اليه وملامح الأسف مرتسمة على وجهه
, ليندفع اليه ويتسأل بقلق :
, - خير يا دكتور أمي مالها
, اجابه الطبيب بنبرة عملية :
, -للأسف جلطة في المخ واتسببت في شلل الجزء الأيمن من الجسم والمشكلة ان الضرر كان في الفص الشمال ودة الجزء المسؤل عن الكلام والفهم و كمان النطق ، احنا عملنا كل اللي قدرنا عليه وانشاء **** مع العلاج ممكن يبقى في تحسن وبعد كدة ممكن نلجأ الى العلاج الطبيعي، وانشاء **** تبقي أحسن
, أمأ له صقر بحزن وبملامح مكفهرة ثم شكره و جلس بضياع على أحد المقاعد الحديدية القابعة بلرواق
, لتأتي اليه فتون وترتب على ساقه بحنان وهي تتقصد ان تواسيه وتخفف عنه:
, - حبيبي علشان خاطري انت أقوى من كدة ، هي هتبقي كويسة وانشاء **** بعد العلاج هترجع زي الأول ، ادعيلها يا حبيبي
, همهم هو بضيق وبملامح متألمة :
, - دي امي يافتون غصب عني لازم أزعل عليها ، حتي لو هي فيها عيوب الدنيا بس هتفضل أمي اللي كانت السبب بعد **** في وجودي في الدنيا
, هدرت فتون بنبرة حنونة وهي تحتضن كف يده براحتها :
, -عارفة ، بس انا اتعودت عليك أقوى من كدة وهي لما تفتح عنيها عيزاها تشوفك جنبها وتعرف انك عمرك ما هتسبها
, ليجلس محمد بجانبه على المقعد المجاور له ويقول بحنو :
, - ادعيلها يا ابني
, أجابه صقر وهو يشرد في نقطة وهمية بالفراغ وبنبرة متأثرة :
, - هدعيلها يا عمي ٣ نقطةبس مش قادر أستوعب ان هند العزازي بكل جبروتها وهيلمانها دة كله هتبقي مبتتحركش زي الأول ولا هتعلى صوتها وتزعق عمال على بطال ٦ نقطة ليتتوقف الكلمات بحلقه ولم يستطيع ان يستأنف حديثه بسبب تلك الدمعة الحارقة التي سقطت من عينه
, ليهتف محمد بمواساه :
, - **** ليه حكمة فكدةيا أبني خلي ايمانك بربنا كبير
, أمأ له صقر بتفهم وتمتم بتضرع:
, -ونعمة ب****
, وظل شارد بحزن فيما ولت اليه والدته
, وبعد عدة دقائق تعالي رنين هاتفه بألحاح وعند رده علم بخبر مقتل عزت من أحد افراد حراسته الذي وكله بتتبعه ، زفر بضيق وتهجمت معالم وجهه وكاد ان يخفي الأمر عنها لولا ملاحظتها له وسؤالها : -حبيبي مالك ايه اللي حصل
, تنهد وأجابها بضيق :
, - فتون مش عارف اللي هقولهولك دة هيزعلك ولا لأ بس لازم تعرفي
, حسته بعيناها ان يستأنف بعدما انتابها القلق
, ليستأنف هو :
, -عزت العايق أتقتل
, شهقت هي بقوة ووضعت يدها على فمها بعدم تصديق وهتفت : -ازاي حصل
, ليسترسل هو موضحآ :
, -كان بيلعب قمار مع تلاتة أصحابه، اتنين منهم قتلوه وسرقو كل فلوسه والتالت شهد عليهم و لماأتقبض عليهم وأعترفو ان جمال هو اللي حرضهم على قتله وأكيد التهمة دي كمان هتضاف على جرايمه
, أجهشت هي بلبكاء وتمتمت بعويل :
, -انا كنت حسة ان أخرته لازم تبقي وحشة، علشان ربناشاهد على اللي كان بيعمله، بس انا كل اللي مزعلني فرحة هتزعل عليه ، مهما كان ابوها ،ومش عارفة هقولها ازاي
, سحبها هو برفق الى حضنه وطبع قبلة حنونة على مقدمة شعرها وقال وهو يمسد على ظهرها بحنان :
, -حبيبتي لازم تعرف ومتقلقيش كلنا هنبقي جنبها
, ليهتف محمد بعدما كان يتابع كل ما دار بينهم :
, - لا حول ولا قوة الا ب**** العلي العظيم
, **** يعدي الازمة دي على خير يا
, ولادي
, ليأمنو هما على دعواته ويتمنو ان يكون الغد أفضل
, ٢٦ شرطة
, بعد عدة شهور
, وقفت هي في شرفة الجناح الخاص بهم تستمتع بنسمات العليل المنعشة لتبتسم بأشتياق وهي تتذكر مالك قلبها وملاذها الوحيد في الحياه ودون اي تردد تناولت هاتفها الذي ابتاعه لها قبل سفره الى ألمانيا برفقة والدها للعلاج وقامت بلأتصال به عن طريق أحد مواقع التواصل وبعد ثواني معدودة اتاها صوته العميق الذي يبث بها شعور بلراحة
, -وحشتيني يافاتنتي
, اجابته هي برقة وبنبرةملتاعة: -انت وحشتني أكتر يا صقر راجعين امتي، انا هتجنن من غيرك انت وبابا
, أجابها صقر بحنان :
, -حبيبتي خلاص هانت
, كام يوم بس عمي بيكمل جرعة العلاج و يخلص المتابعة ونرجع علطول
, تنهدت هي وتسألت بقلق:
, -وبابا عامل ايه دلوقتيى كان نفسي ابقى جنبه اوي يا صقر
, اجابها هو كي يطمأنها:
, -حبيبتي هو الحمد لله أحسن كتير وبعدين الدكتور طمني وقالي ان ممكن تكون دي الجرعة الأخيرة في العلاج
, أبتسمت هي وهتفت بتفائل:
, - يارب يا صقر وترجعولي بقى بلسلامة
, همهم هو بتحجج :
, -حبيبتي معلش مضطر أقفل هكلمك تاني
, ردت هي بحب :
, - هستناك ٣ نقطةخلي بالك من نفسك ومن بابا ٣ نقطةلا أله الا ****
, أجابها بنبرة هادئة :
, -سيدنا محمد رسول ****
,
, أغلقت معه وتوجهت الى غرفة هند كعادتها كل صباح
, وعند فتحها باب الغرفة أبتسمت بأتساع وهي تشاهدها قد أستفاقت من نومها وهتفت بخفة :
, - صباح الخير يا دودو عاملة ايه النهاردة
, أمأت لها هند بضعف وأبتسمت بسمة ضعيفة جاهدت لتظهرها واضحة بسبب أعوجاج فمها وتهدل جفن عيناها بعض الشئ
, لتهتف فتون من جديد وهي تفتح الستائر وتدخل الضوء ينتشر بلغرفة :
, - عارفة يا دودو امبارح مجاليش نوم طول الليل وانا لوحدي ، أعملي حسابك بقي لغاية ما صقر يرجع مش هنام غير جنبك
, أمأت لها هند وهي تحرك رأسها كأنها ترحب بها
, لتضغط فتون على زر التنبيه لتستدعي فوزية مدبرة المنزل وبعد دقائق
, دخلت فوزية وهي تبتسم وتلقي عليهم تحية الصباح بأحترام : -صباح الخير يا هانم تأمريني بأيه
, هتفت فتون :
, -صباح النور يا فوز عيزاكي تغيري فرش السرير بتاع دودو ، عقبال ما أغيرلها هدومها ، وخليهم يحضرو الفطار في الجنينة
, علشاني انا ودودو ، أصل الجو النهاردة حلو اوي
, فوزية :
, -يا هانم ما الممرضة موجودة وانا كمان أقدر أغيرلها
, اجابتها فتون بأصرار :
, -لأ ٣ نقطة يلا أسمعي الكلام وياريت تصحي فرحة اتأخرت على جامعتها
, فوزية بطاعة :
, -تحت أمرك يا هانم عن أذنك
, وعند انصرافها هدرت فتون وهي تدفع كرسيها المدلوب لتنقلها عليه: -يلا يا دودو علشان ورانا حاجات كتير النهاردة واولها نكمل قراية الكتاب بتاع امبارح
, وبعد بعض الوقت وعند انتهاءها من تحضيرها وأشرافها على تناول كافة عقاقيرها الطبية، جلسو سويآ بحديقة القصر وظلت فتون تتحدث معها وتقرأ لها ،دون ان تحصل على كلمة واحدة منها فبعد ما أصابها لم تتمكن من الكلام وأحيانآ كثيرة تشعر انها لم تتفهمها لكن هي لم تيأس وتظل برفقتها وبلأعتناء بها وبعد مرور بعض الوقت وعند أخر جملة قرأتها بصوت مسموع ،
, 🌸مع ان كل الخلق من اصل طين
, وكلهم بينزلوا مغمضين
, بعد الدقايق والشهور والسنين
, تلاقي ناس اشرار وناس طيبين🌸
,
, تنهدت بعمق وقالت وهي توجه حديثها لتلك الساكنة بجوارها:
, تصدقي يا دودو ان صلاح چاهين دة كل كتاباته تجنن خصوصآ بقي رباعياته ،ليهم حق يسموه فيلسوف القراء انا حبيت كتاباته اوي علشان بساطته في الكلام وعلشان بيدافع عن الفقرا، ويتبنى مواقفهم في شعره، ياااه يادودو انا كمان نفسي أدافع عن الفقرا وأجبلهم حقهم وخصوصآ بقى
, الناس اللي ساكنين في منطقتنا القديمة ، وكمان بنات المصنع الغلابة اللي كانو بيشتغلو معايا ، تصدقي انهم وحشوني اوي ، انا اول ما يجي صقر هقوله اروح أزورهم ، وبلمرة اطمن على كوثر وست أحسان
, - طول عمرك فقرية ياتونة
, هدرت بها فرحة بخفة وهي تتقدم منهم
, لتهتف فتون بغيظ وهي تشملها بنظرات متفحصة:
, - انا مش قليلة الأصل يا مفعوصة ، وبعدين تعالي هنا رايحة فين و متشيكة كدة
, ردت فرحة بحفة:
, -ايه رأيك بذمتك مش أختك قمر
, البركة في صقصق حبيبي مش مخلي نفسي في حاجة
, ضربتها فتون بخفة على رأسها وهدرت بعدم رضا :
, -يابت بطلي تقوليله صقصق ، وبعدين صقر دة حبيبي انا بس يا مفعوصة
, فرحة بتذمر وهي تشاكسها :
, -ماشي ياتونة **** يخليكو لبعض ، بس انا مش مفعوصة،
, انا كبرت وهبقي محامية قد الدنيا بس انتي دعواتك لأختك حبيبتك
, أجابتها فتون بود وهي تحتضنها : - **** يوفقك يا حبيبتي ويخليكي ليا
, ابتسمت فرحة بأتساع وأخبرتها بمكر :
, - فتون هطلب منك طلب
, أمأت لها فتون وحستها بعيناها ان تستأنف
, لتقول فرحة بمكر:
, - الروچ اللي انتي حطاه دة يجنن عيزة أحط منه قبل ما أخرج
, ردت فتون بود :
, -حبيبتي خدي اللي انتي عايزاه من الأوضة
, نفت فرحةبرأسها وردت برجاء:
, - لا مش هعرف ادور انتي
, هاتيه
, ردت فتون بأستغراب من طلبها السخيف من وجهة نظرها:
, -انتي بتهزري انا مش فاضية لتفاهتك وعيزة أدخل دودو أوضتها
, ازاحتها فرحة وأضافت بأصرار عجيب :
, - وحياتي يا تونة ، وانا وفوزية هنوصل طنط أوضتها
, تأفأفت فتون ووافقت على مضض وذهبت كي تحضر لها قلم الحمرا
, تنهدت بسأم عندما وطأت قدمها غرفتهم وتوجهت الى طاولة الزينة بألية وبعدم انتباه وهي تبحث عن ضالتها وعندما تسللت رائحته الى أنفها همهمت وتأفأفت بضيق وهي تعتقد انه يهئ لها كعادتها :
, - وبعدين بقي في ريحتو اللي هتجنني دي اووووف ٣ نقطةوحشتني اوي يا صقر
, - وانتي كمان وحشتيني يا قلب صقر
, شهقت بخفوت وهي ترفع نظراتها الى انعكاس المرأه تتبع مصدر الصوت ، لتتهلل أساريرها عندما وجدته هو بطلته التي تخطف الأنفاس يقف ويشاهد انعكاسها بلمرأه وتعتلي ثغره بسمة مهلكة أوقعتها بحبه لا تعلم للمرة الكم
, اندفعت بقوة اليه وارتمت بين أحضانه وهي تصرخ بجنون :
, - صقر انت هنا صح انا مش بيتهيألي
, رفعهاعن الأرض وظل يدور بها في دوائر مغلقةلتدفن هي وجهها بثنايا عنقه وتهمهم برقة بالغة :
, -وحشتني اوي اوي اوي
, توقف عن الدوران بهالكنه ظل يحتضن خصرها ويقربها منه بشكل خطير حتي الهواء لا يستطيع ان يمر بينهم وهو مازال يرفعها عن الأرض وهمهم بعشق تام وهو يشملها بدفئ عيناه :
, -انتي وحشتيني أكتر بكتير يا قلب قصر
, لتهدر هي بنعومة وبدلال مفرط : -كدة تكدب عليا انا مخصماك
, أجابها هو وتلك البسمة المهلكة مازالت تعتلي ثغره :
, - كنت عايز أفاجأك انا وعمي
, شهقت هي بخفوت وتسألت :
, - بابا صح هو فين عايزة أطمن عليه
, هز رأسه وقال بمشاكسة :
, -لأ هو قالي انو عايز يرتاح شوية في أوضته وانا كمان بصراحة قولت فرصة أستفرض بفاتنتي وبعت فرحة تناديكي
, أبتسمت له بمشاكسة وهمهمت بهيام وهي تتمعن به :
, - انت عامل حساب كل حاجةياحبيبي ،بس انت أكيد جي تعبان من السفر و لازم ترتاح
, دفن رأسه بخصلاتها وأجابها بأشتياق تام:
, - انا أرتحت لما شفتك يا تونة وبقيت جنبك
, ابتسمت هي بنعومة وهمست بدلال وهي تقترب من ثغره بشكل مغري: -بحبك يا صقر ٤ نقطةبحبك
, ليجيبها هو بأنفاس ثائرة وعينه تنحصر على شفاهها برغبة ملحة :
, - انا بموت فيكي يا قلب صقر ثم دون سابق انذار
, التقط شفاهها بنهم شديد، بقبلة عميقة متمهلة بث بها كل ما يختلج بصدره من مشاعر جارفة ، لتبادله هي بشغف وتحتضن رأسه بحميمية أججت رغبته بها أكثر ليغوص بها في ينبوع العشق الذي لا عاشق يكتفي بأرتوائه منه ابدا
, ٢٨ شرطة
, زفرت بنفاذ صبر عندما أستمعت الى غنائه بتلك الأغاني الشعبية الدارجة لتضع صغيرها الذي أستيقظ لتوه برفق على الفراش وتتقدم منه بعيون يتطاير منها الشرار وهي تصرخ:
, - انا قولتلك الف مرة مش بحب الأغاني دي لأ وكمان بتغني بصوت عالى وعارف ان أبنك غلبني علشان ينام
, كتم ضحكاته بصعوبة بالغة على هيأتها الفوضاوية وهتف بمرح : -وفيها ايه بس يا ميوش لما أفرفش شوية وأغني وانا في المطبخ
, صرخت به بعصبية:
, -هاشم قسم ب**** انا تعبانة ومنمتش بقالي ٤٨ ساعة وعندي أستعداد ارتكب جريمة دلوقتي لو مسكتش
, تنهد بعمق ثم أقترب منها وظل يمسد على ذراعيها صعودآ وهبوطآ بحنان وقال بمراعاته وتفهمه المعهود :
, -حبيبتي مالك بس، انا أسف لو عصبتك ،بس و**** مش قصدي انتي عارفة العادة الزفت دي فيا لما بدخل المطبخ ، بس وحياتك هحاول أبطلها
, تنهدت هي وهتفت بسأم :
, -انا مخنوقة وحاسة اني عايزة أعيط
, أحتضنها بقوة وأخبرها بنبرة هادئة خالفت كل توقعاتها :
, - عيطي يا حبيبتي بس في حضني يمكن ترتاحي
, رفعت نظراتها اليه وهي تحاوط خصره وهدرت متسألة :
, - هو انا بقيت تخينة اوي
, أبتسم هو ببشاشته وأجابها بمشاكسة وبنبرة لعوب كي يهون عنها فهو يشعر انها تكاد تصاب بأكتئاب ما بعد الأنجاب :
, - دة انتي بقيتي عود البطل
, تسألت وهي تعقد حاجبيها بعدم فهم :
, - يعني ايه عود بطل؟؟؟
, تحمحم مغير مجرى الحديث حتي لا تثور ثورتها من جديد فلو أخبرها ان تلك الكلمات تابعة لأحد الأغاني الشعبية التي تمقتها فسوف تجن من جديد:
, -قصدي انك زي القمر يا حبي في كل حالاتك، ايه المشكلة يعني لو تخنتي شوية
, رفعت غابات الزيتون خاصتها اليه وتحمحت بترقب :
, يعني انا لسة عجباك و مش هتبص لوحدة غيري
, تنهد بحب وهو يعبث بخصلاتها الفوضاوية و يضعها خلف أذنها ثم أجابها بنبرة عاشقة نابعة من صميم قلبه :
, - حبيبتي النظر لغيرك ***** انا مش قدها ، وهتفضلي انتي مكانك بين ضلوعي جنب قلبي ومش هاخد نفس غير وتكوني انتي مشاركاني فيه
, تنهدت هي بأرتياح ثم طبعت قبلة خاطفة على وجنته و إن همت بلخروج من أحضانه و همهمت : -انا هروح أحاول أنيم أنس تاني
, رفض افلاتها ورفعها بخفة من خصرها وأجلسها على الكنتور الخاص بلمطبخ ، ثم فتح باب الثلاجة وأحضر علبة كبيرة من الشكولاتة التي تفضلها ووضعها بين يدها وناولها ملعقة وهو يهتف بحنان :
, - حبي انتي تقعدي تخلصي العلبة دي كلها، وبعد كدة هحضرلك الحمام تاخدي شاو دافي يريح أعصابك ، واذا كان على أنس بيه الجارحي ابني انا هنيمه متقلقيش
, هزت رأسها بعدم أقتناع وهتفت ساخرة:
, -حبيبي أبنك دة خارق مش بينام وتعبني معاه ، ومعتقدش انك هتعرف
, رفع رأسه بتفاخر قاصد أغاظتها وهمهم بثقة :
, - هتشوفي انا جهزت لجنابه الببرونة بتاعته ويا أنا ياهو النهاردة
, ضحكت هي بنعومة وبصوت رنان على أصراره الطفولي وتمتمت من بين ضحكاتها وهي تدعمه كأنه سيخوض أختبار يتوقف عليه حياته :
, - بتمنالك التوفيق من كل قلبي يا زوجي العزيز
, ليشاركها هو الضحك ويهمس وهو يحتضن وجهها وينظر لها بتحدي سافر :
, - هثبتلك يا ميوش وأعتبريه رهان ولو كسبت لازم مكافأة مجزية
, هدر هو بجملته الأخيرة وهو يغمز لها بإيحاء
, هزت رأسها بلافائدة بعدما تفهمت الى ماذا يرمي وهتفت بتحدي مماثل وهي تتعمد أثارته :
, - حبيبي انت تأمرني اي مكافأة تطلبها انا مش هتأخر اني انفذها بس انت نفذ ونيمه
, أمأ لها وهو يبتلع ريقه ببطئ شديد وكاد يشعر بنيران عاتية أشتعلت بجسده، ثم دون اي تردد تقدم بخطوات سريعة نحو غرفة أنس
, وبعد مرور ساعتين تناولت هي الشكولاتة خاصتها وأستلقت في حوض الأستحمام بأستسلام تام رغبة منها ان تريح أعصابها ولو قليلآ وتشعر بلأسترخاء لتغمض عيناها لوهلة واحدة وكانت كافية له ان يقتحم عليها خلوتها بعد عناء ومجهود مضني من تمكنه من تنيم الصغير
, لتهتف هي بهدوء وبأعصاب متراخية وهي تدرك انه ربح رهانه :
, - هاشم انا عارفة اني وعدتك بس **** يخليك انا مش قادرة بلاش تغلس عليا
, أبتسم هو بأتساع وجلس على حافة الحوض وأخذ يفرك ظهرها بسائل الأستحمام برفق وبحنان مبالغ به وهمهم بنبرة هادئة : -متقلقيش يا حبي مش هغلس عليكي انا بس هساعدك انا عارف ان أنس مش بينيمك وبيتعبك كتير بس معلش انا جنبك وهحاول على قد ما أقدر أرعيه معاكي
, أمأت له بأمتنان فهو دائمآ كما عاهدته مراعي وحنون ويغدقها بأهتمامه لتهمس هي بعشق وهي تتيه في ملامحه البشوشة التي تعشقها :
, -بموت فيك يا هاشم
, لينثر هو المياه على جسدها بخفة ويتناول المنشفة وينتشلها من حوض الأستحمام ويخبرها هو أيضآ بوله :
, - وانا بعشق البطل
, لتضربه هي بخفه وتتعلق برقبته ويعتلى ثغرها أبتسامة راضية،
, ليحملها ويتوجه بها الى الفراش،
, وبعد ان ساعدها في ارتداء ملابسها مددها برفق ثم دثرها بلغطاء وتركها تنعم بنوم هادئ تعويض لها عن المجهود الكبير التي تبذله مع صغيره ولأول مرة تختبره وتوجه هو الي غرفة الصغير
, ٤ شرطة‐٢٠ شرطة
, إذا أردت شئ بشدة أطلبه من **** في كل سجدة وقل يا **** أرني عجائب قدرتك فيما اتمني.
, وذلك ما فعله هو لم ييأس قط من الدعاء والتضرع لله عز وجل وفي كل سجدة يسجدها يدعو من صميم قلبه ان يغفر له ويتقبل توبته ، ويردها له سالمة ، يشعر انه زهد كل شئ دونها لكنه عاهد نفسه الا يعترض طريقها مرة أخري ويترك الخيار لها ، هو لا يعلم الي متي سيطول الفراق لكنه بداخله يقين انها ستعود يوم ما وربما يكون لأجله
, لتقطع والدته خلوته بحنان:
, -وبعدين يا أكمل هتفضل على الحال دة كتير
, عدى شهور يا أبني وانت مبتخرجش من أوضتك دة حتي مبتنزلش تحت تقعد معايا ولازم انا اللي أطلعلك ، دة حتي شغلك مش بتروحو والشركة حالها في النازل
, تنهد بسأم وجلس على طرف فراشه وهو مطرق الرأس ولم ينبت ببنت شفة
, لتستأنف والدته من جديد وهي تحاول ان تشد من أذره:
, -حبيبي علشان خاطر أمك بلاش تقهرني عليك ، انا عايزاك ترجع لشغلك الشركة هتضيع يا أكمل ، حرام الناس اللي شغلين فيها يتشردو هيبقي ذنبهم في رقبتك
, همهم هو بضيق وبنبرة منكسرة : -ماما حرام عليكي متشيلنيش ذنبهم ، كفاية ذنوبي اللي مش عارف أكفر عنها
, ردت ثريا بنبرة هادئةوهي تجلس بجانبه وترتب على يده بحنان:
, -ربك مفيش أحن منه سلملو أمرك ، علشان خاطري متوقفش حياتك، دة حتي صحابك مش بترد عليهم ، دة هاشم غلب يتصل بيك وانت مش بترد وكل ما يجي هنا مترضاش تقابله وحتي أكرم أتصل كذا مرة بيا وكان عايز يطمن عليك ، وكلو كوم والمجنونة نيرة دي كوم تاني دي مش بتفصل بتتصل كل عشر دقايق
, حانت منه بسمة باهتة وهمهم بضيق:
, - انا مكسوف منهم ومش عارف هحط عيني في عين حد فيهم ازاي بعد اللي عملته، انا مستهلش غير أني أعيش لوحدي
, تنهدت وأستطردت قائلة :
, -مهو يا ابني لو كنت سمعت كلامي وروحت ل صقر وقتها كان كل حاجة أختلفت
, هز رأسه بخزي وأجابها بضيق: -مقدرتش اواجهه، وأكتشفت أني أجبن من ان أقف قصاده
, ليستأنف برجاء وبتصميم :
, -علشان خاطري يا ماما سبيني انا كدة مرتاح بخلوتي ، وياريت متحاوليش تقنعيني علشان عمري ما هرجع تاني أكمل الصرفي اللي كل الناس عارفاه
, تنهدت والدته بحزن بعدما أصابها حديثه بلأحباط وعزمت أمرها انها لن تقف تشاهد خسارتها لأبنها الوحيد وهي مكتوفة الأيدي
, ٢٤ شرطة
, في صباح اليوم التالي
, طرفت بأهدابها عدة مرات متتالية قبل ان تستفيق من سباتها على رأئحته التي تصيبها بلجنون
, وعندما كشفت عن لألأها وجدته يسند وجهه على راحته وهو متكئ بجانبها ويتمعن بها بعشق خالص
, همهمت بنبرة رقيقة ناعسة وهي تحاول الأعتدال بنومتها :
, - صباح الخير يا حبيبي ، انت بتبصلي كدة ليه
, أبتسم هو بسمة مهلكة لقلبها وأخبرها وهو يعبث بخصلاتها بحميمية :
, -عايز أملي عيوني منك وأحفر ملامحك جوة قلبي
, أبتسمت بأتساع وأستندت على صدره العريض وحاوطته وهمهمت بحب:
, - انت ازاي حنين كدة ، عارف يا صقر السنين اللي عيشتها من غيرك مش محسوبة من عمري
, همس وهو يمسد على خصلاتها بحنان:
, - انا نفسي أعوضك عن كل اللي فات يا تونة انتي لو طلبتي نجمة من السما هجبهالك
, أجابته وهي تمرغ وجهها بصدره : -حبيبي انا مش عايزة من الدنيا غيرك ، انت عوض **** ليا عن كل حاجة لترفع نظراتها له وتهمهم بمعاتبة : لو أني نفسي ٥ نقطة أجبلك بيبي يملا علينا البيت
, رفع حاجبيه بمشاكسة وهدر وهو يعبث بخصلاتها بشكل فوضوي بعثره :
, -انا مش قولت نصبر شوية
, هزت هي رأسها بتذمر وردت متسألة بأندفاع:
, - نصبر ليه انا نفسي أعرف أديني سبب واحد
, تنهد بعمق وأعتدل بجلسته ثم تناول بنطاله وارتداه بأهمال وأستطرد قائلآ بغموض أغاظها:
, - فتون قولت نصبر وخلاص ومش عايز مناقشة انتي عارفاني مبحبش المجادلة الكتير
, تأفأفت وهتفت وهي تحاوط جسدها بلغطاء و نهضت قاصدة المرحاض :
, -افففف براحتك انا مش هفتح بؤي تاني بس أعمل حسابك إني مش مقتنعة
, جذبها من خصرها قبل ان تتخطاه وضمها بقوة لصدره وهو يهمس بحنان مبالغ به بأذنها :
, - انتي بتثقي فيا ولا لأ
, حاوطت عنقه وغاصت داخل عيناه
, وهمهمت برقة بالغة :
, - بثق فيك أكتر من نفسي وانت عارف
, لاحت منه بسمة حانية ثم أخبرها بمغزي لم تتفهمه:
, - يبقي تصبري ، وتسمعي الكلام ، وانا أوعدك بكرة نعمل كل اللي نفسك فيه
, أمأت له بدلال وهمهمت بشك: مش عارفة ليه قلبي مش مرتاحلك ، بس أمري لله هصبر
, طبع قبلة خاطفة على وجنتها وسحبها برفق الى الحقيبة الكبيرة التي تقبع بزاوية الغرفة ولم تنتبه لها وهو يهتف بحماس:
, - تعالي بقى أفرجك جبتلك ايه معايا
, أبتسمت بسعادة مفرطة وهي تهمهم بعرفان:
, -يا حبيبي انت مغرقني حاجات انا مش محتاجة حاجة غير وجودك جنبي
, ليهمهم وهو يلثم يدها بعشق:
, -أعمل ايه غصب عني كل ما أشوف حاجة اتخيلها عليكي عقلي يطير معرفش أمسك نفسي غير وانا شريها
, ليسحب الحقيبة بهدوء ويفتحها امام ناظريها لتشهق هي بذهول فكانت تحوي على كم هائل من ملابس النوم الكاشفة التي أقل ما يقال عنها فاضحة
, لتهتف هي بخفة وهي تتفحصهم بوجه يتدرج بحمرة الخجل :
, - انا عرفت ليه عقلك كان هيطير منك، انا يا ست عقلي طار
,
, ضحك هو بملئ صوته الرجولي على طرفتها وهمهم بخفة مماثلة : -انا لسة عريس جديد ومن حقي ادلع، ولا أنتي ناوية تحرميني
, ضغطت على طرف شفاهها بخجل ثم هزت رأسها بقوة مستنكرة قوله وهي تتيه به وبضحكته التي أسترقت أنفاسها
, ليسحبها هو ويحتضنها بقوة لتهمهم بين أحضانه بعشق جارف :
, -**** يخليك ليا يا حبيبي
, ٢٤ شرطة
, في المساء
, دخلت غرفة ابيها بخطوات متلهفة وعندما وجدته هتفت بسعادة مفرطة وهي تهرول اليه
, - وحشتني اوي يا بابا حمد **** علي سلامتك
, أحتضنها محمد بحنان وأجابها بحنو :
, -وانتي كمان يا فتون
, طمنيني عملتي ايه من غيرنا
, خرجت من أحضانه وهمهمت :
, -الحمد**** يا بابا أهم حاجة انت طمني بقيت أحسن
, أمألها بهدوء وهمهم ليزف اليها الخبر:
, - الحمد لله التحاليل المرة دي كويسة والدكتور قالي انها أخر جلسة
, تهللت أساريرها وقبلته بخفة على وجنته وهي تهتف بسعادة : ياااااه أخيرآ يا حبيبي ، **** يخليك لينا ، انا مبسوطة اوي
, ليجيبها محمد بحنان :
, - **** يحلي ايامك يا بنتي،يلا علشان نتغدا معاهم ، ميصحش تخلي جوزك يستنى كتير
, أمأت له بطاعة ونزلو سويآ لتناول الغداء برفقة صقر وفرحة ورغم ان هند لاتتمكن من تناول الطعام بمفردها الا ان فتون أصرت ان تشاركهم وتقوم هي بتلك المهمة برحابة صدر ، فكان غداء أسري لا مثيل له بث في روحه الراحةو الطمأنينة ،وعند مرور بعض الوقت من شروعهم بلأكل قاطعتهم فوزية وهي تتنحنح بأحترام وتخبره:
, فوزية :
, - أسفة يا صقر بيه بس مدام ثريا الصرفي عايزة تقابل حضرتك
, عند تفوه فوزية بلقب عائلته توقفت عن مضغ الطعام ورفعت نظراتها اليه بتية ، فهي أستنتجت انها والدت أكمل
, ليرسل لها هو نظرات مطمئنة وينهض للقاء والدت أكمل
, وبعد وقت ليس بقليل من انفراده بها بغرفة مكتبه ، وعند انتهاء ما أرادت ان تخبره به أستأذنت بهدوء وخرجت، لتنظر فتون الى أثرها وتدلف اليه بمكتبه وتسأله بتوجس : كانت عايزة ايه ؟
, تنهد هو بعمق وأسند رأسه على ظهر مقعده الدوار وشرد قليلآ في سقف الغرفة ، يحاول جاهدآ ان يتخذ قرار
, لتباغته هي بقلق:
, - حبيبي مالك ؟ الست دي كانت عيزاك ليه
, أمأ لها بهدوء وأستطرد قائلآ :
, - ولا حاجة، ممكن متقلقيش ، انا بس عايزك تعمليلي فنجان قهوة من أيدك وتسبيني شوية محتاج ابقي لوحدي
, أمأت له بطاعة ثم نفذت ما طلبه منها دون اي أعتراض فهي تعلم ان تلك عادته عندما يريد ان يتخذ قرار بشأن أمر مهم
, ٢١ شرطة
, وبعد مرور عدة أيام
, كانت غرفته تغط في ظلام حالك
, وكان هو مستلقي على ظهره أعلى الفراش و شارد في صاحبة القلادة التي أسترقت كافة أحلامه، لينتفض بذعر عندما اندفع الباب بقوة وأنارت كافة الأضواء
, ليغمض عينه كي يتحاشى الضوء ويحجبه بظهر يده وما لبث ان وضحت الرؤية أمامه ، نال لكمة قوية أطاحت به
, لتجحظ عينه بتفاجأ ويمسك فكه بألم ، وما ان رفع نظراته ليرى من تجرئ على ذلك تجمدت كافة حواسه وتعالت أنفاسه بأنفعال بًيَنِ
, وهمهم بعدم تصديق:
, - صقر
, ليباغته صقر بحدة وهو يرفعه من حاشية ملابسه الى مستواه :
, - اه صقر يا عديم الأصل ، ايه منظرك دة هاااه تقدر تقولي عامل كدة ليه ؟
, همهم أكمل بخزي من نفسه :
, - انا مستهلش أعيش غير كدة لوحدي
, ليهدر صقر بعصبية مفرطة :
, - طول عمرك غبي وتفكيرك محدود ، دة أسمه هروب يا جبان
, نفض أكمل يده وجلس مطرق الرأس بخزي وغمغم بنبرة متألمة يشوبها الندم :
, - انا خسرت كل حاجة يا صقر بغبائي ومبقاش عندي رغبة في الحياه ، وأيوة جبان انا بعترف مقدرتش اواجهك لغاية النهاردة علشان عارف نفسي غلطان وعمرك ما هتسامحني
, هتف صقر بجدية : بس انا سامحتك، ومتسألش عن السبب علشان هفضل الأحتفاظ بيه لنفسي
, رفع أكمل نظراته اليه بعدم تصديق بعدما غامت عيناها :
, -بجد يا صقر سامحتني
, أمأله صقر وهدر بنبرة صارمة لا تقبل الحياد وهو يرمق هيأته المزرية بشمئزاز:
, -قسم ب**** لو ما قومتش حلقت دقنك دي ، وعدلت من شكلك لكون راجع في كلامي ، وأحلف ما أخدك معايا
, عقد حاجبه بعدم فهم وتسأل بترقب وهو يشعر ان ذلك الساكن في يمين صدره ينتفض مما سوف يتفوه به :
, -تأخدني معاك فين؟؟
, لاحت من صقر بسمة ساخرة على أضطرابه الواضح وأستطرد قائلآ بغموض
, لما تفوق كدة وتعمل اللي قولتلك عليه هبقي أقولك سلام
, ليتركه مشدوه فاغر الفاه لم يستوعب شئ مما حدث للتو ، ويشعر انه يعجز ان يستشف الى ماذا يرمي بحديثه
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٣٠
الاخير


تململت هي في الفراش لعدة ثواني
, ودون ان تكشف عن لألأها ، فهي سهرت كعادتها الأيام المنصرمة للمذاكرة تعويضآ لدراستها التي أهملتها سابقآ بسبب أبيها ، فقد أصر صقر وبشدة عليها ان تستأنف وتحصل على شهادتها وقام بكل الأجراءات اللازمة كي تستعيد القيد من جديد واخبرها انها لابد ان تفعل كي تكون فخورة بذاتها و دون اي نقاش وافقت ولم تعترض بلعكس رحبت كثيرآ فذلك كانت رغبتها سابقآ لكن الظروف هي من أحبطتها
, فتحت عيناها بتكاسل ثم تحسست الوسادة بجانبها ، لتنتفض وتستفيق بلكامل بعدما فاجأتها برودة الفراش دونه، وعندما جالت محيط الغرفة بعيناها ولم تجده شعرت بضيق الشديد ، فهي لا تريده ان يفارقها ولو لدقيقة واحدة تقسم انها تشعر بلأختناق من دونه ، تنهدت بعمق ونهضت من الفراش
, بأحباط وإن عزمت التوجه للحمام لتقوم بروتينها الصباحي، تناهى الى مسامعها صوت خرير المياه الصادر من بركة السباحة ودون تفكير توجهت الي الشرفة لتلقي نظرة
, لتتهلل أساريرها وتصفق بسعادة وهي تتدلى السلم المؤدي الي البركة مباشرتآ بسرعة متناهية و بطريقة طفولية للغاية ، دون ان تعير أهتمام انها مازالت بثوب النوم
, كان هو في تلك الأثناء يسبح بمهارة فائقة كعادته ولكن لفت نظره ركضها اليه بسرعة طفولية للغاية ، وما أجفله حقآ وجعله يتوقف هو قفزها بلمياه بأندفاع ودون تمهل ، ليسرع هو اليها بلمح البصر وبتلقائية ينتشلها بين ذراعيه وينهرها بحدة وبملامح متهجمة بعدما أشر بصرامة لأفراد الحراسة ان تنصرف :
, - انتي مجنونة يا فتون ازاي تنطي كدة وانتي مش بتعرفي تعومي
, رفعت لألأها التي تفيض بلعشق اليه وهمست برقة متناهية وهي تتعلق بعنقه :
, -حبيبي انا بثق فيك وعارفة انك هتلحقني
, هدئت ملامح وجهه بشكل ملحوظ وتسأل بمشاكسة وهو يبتسم بسمة مهلكة جعلتها تهيم به :
, - ايه الثقة دي انتي بتحبيني ولا أيه؟
, هزت رأسها بنعم وأجابته وهي مازالت تهيم به :
, -انا بعشقك يا صقري مش بس بحبك وانت كمان بتموت فيا مش كدة
, أتسعت أبتسامته وقربها منه بشكل خطير وهمس بمشاكسة وهو يقضم وجنتها:
, -بس انا مبحبش اللي ما بيسمعش الكلام ويخالف تعليماتي
, عضت على طرف شفاهها وزاغت نظراتها بعدما تفهمت الى ماذا يرمي بحديثه ،وتمتمت وهي تطالع هيأتها بخجل فكان ثوم نومها الفيروزي يشف عليها ويظهر بوضوح أنحنائات جسدها التي أفقدته صوابه:
, - أسفة ٣ نقطة أصل لما صحيت وملقتكش كنت هتجنن ومصدقتش لما لقيتك هنا بتعوم
, رفع حاجبيه بعدم أقتناع وهمهم بجدية :
, - انا مرضتش أقلقك وأصحيكي علشان عارف انك كنتي سهرانة بتذاكري ،وبعدين دة مش مبرر انك تنزلي بقميص النوم قدام الحرس ، انتي عارفة لو أتكررت تاني هزعلك ومتلميش غير نفسك
, تشبثت به أكثر وحاوطت خصره بأحكام وهمست بدلال مفرط شتته كثيرآ فأخر شئ تتمناه الأن ان يغضب منها :
, -أسفة يا حبيبي مش هعمل كدة تاني ، وبعدين مش حهون عليك تزعلني انا عارفاك قلبك أبيض
, -فتوووووون انا حذرتك وخلاص
, هدر بها بحدة أرجفتها لكنها كانت أذكي من ان تستسلم فهي تعلم مدى تأثيرها عليه
, لتقترب من وجهه وتهمس بنعومة أمام شفاهه :
, - عمر فتون٥ نقطة وقلب فتون ٤ نقطةوعشق فتون واللهي ما هكررها تاني أخر مرة
, ابتلع هو ريقه ببطئ مميت وعينه أنحصرت على شفاهها القريبة منه برغبةملحة
, ودون سابق انذار وكعادته المتلهفة التقط شفاهها بقبلة هوجاء بث بها ما يختلج بصدره من مشاعر جارفة
, لتتشبث هي بعنقه بقوة وتبادله بشغف وتجذبه الي أسفل سطح الماء مما أدى لغمرهم بها ،دون ان تفصل التحام شفاهها التي كان يلتهمها، ورغم ذعرها من الماءو انتفضتها التي لاحظها الا انها أرادت ان تثبت له أنها تثق به ثقة عمياء وأستمدت منه الشجاعة لتتخطى خوفهاوجعلته يشاركها أنفاسها تحت الماء، وبعد عدة ثواني معدودة رفعها معه الى سطح الماء مرة أخري وفصل قبلته بعدما شعر بأختناقها الوشيك، وهمهم بلهاث وبأنفاس ثائرة وهو يستند على جبهتهاويضمها اليه أكثر :
, - انا عارف ان أخرتي هتبقي على أديكي يا مجنونة
, أبتسمت وهي بلكاد تستطيع ان تلتقط انفاسها وهتفت بمرح أصابه بنوبة ضحك هستيرية:
, - انا مجنونة بيك يا حبيبي
, ليهز رأسه بلافائدة فهو يشعر انها تتعمد ان تفقده صوابه وتثيره حد الجنون ،ليزفر بنفاذ صبر
, ويحملها برفق ويخرج بها من بركة السباحة ويصعد بها السلم المؤدي الي غرفتهم وهو يهمس بأذنها بكل كلمات الحب التي تنبع من قلبه ويتوعد لها انه سيريها الجموح الحقيقي بلفراش
, ٢٧ شرطة
, في فرنسا وخاصتآ العاصمة الباريس
, تنهدت بأرتياح وهي تقف تشاهد من خلف الكواليس، أشهر عارضات الأزياء الأوربين يتمخطرو بحرفية شديدة وبخطوات متقنة بتصاميمها التي أختطفت الأنظار رغم بساطتها وأحتشامها بعض الشئ مقارنتآ بلتصاميم الأخري التي شارك بها البعض، فهي أجتهدت كثيرآ في الشهور المنصرمة كي تكون محل ثقة لأسر الذي لا يتردد لوهلة بدعمها ولا مأذرتها
, تقدم هو منها بخطى ثابتة ورتب على ذراعها بخفة بعدما لاحظ شرودها
, لتشهق هي بخفوت ثم هتفت بتفاجأ:
, -حرام عليك يا أسر خضتني
, انت سايب الناس اللي جاية تهنيك وواقف هنا روح أقعد معاهم
, هز رأسه بسأم واجابها :
, - انا زهقت بصراحة القعدة وسطهم مملة اوي متيجي تقعدي معايا
, أبتسمت هي ببساطتها المعتادة وهمهمت بخجل كعادتها:
, -لأ انت عارف اني مش بحب ابقي under the lights انا مبسوطة هنا وبجد فرحانة اوي من ردود الأفعال ونجاح العرض
, باغتها هو بجدية عكس طباعه : -على فكرة تصاميمك فاقت عليا ونسبة الأقبال عليها مش عادي ، انا حاسس بأذن **** ان العرض دة هيبقي وشه حلو عليكي زي ما هو وشه حلو عليا
, ابتسمت بأتساع وهدرت بسعادة بالغة :
, ـ يارب يا أسر انا متفائلة ، ان مش عارفة أشكرك ازاي لولاك انت بعد **** مكنتش قدرت أحقق حلمي ولا أوصل لهنا
, أبتسم بهدوء وهدر بخفة :
, -انتي حد جميل يا فدوة وتستهلي كل خير واللي وصلك لهنا هو أرادتك انتي وأجتهادك ، ومحدش ليه فضل عليكي غير ****
, ليضيف بخفة ظل كعادته :
, -بس دة ميمنعش اني أطلب منك بقلب جامد، تتعشي معايا بكرة أحتفالآ بنجاح العرض
, تلعثمت قليلآ كي ترد لكنها شعرت انها لو رفضت كعادتها سيكون غير لائق منها عرفانآ بدعمه لها
, ليباغتها هو بأصرار شديد حتي لا يعطيها مجال للرفض:
, - هستناكي بكرة بليل في مطعم LeMeuriceوهزعل اوي
, لو مجتيش
, لينصرف ويتركها مشوشة كثيرآ فهي منذ مجيأها الي هنا تفضل العزلة وتتجنب محاولاته الشتى بلتقرب منها
, ٢٩ شرطة
, أستقلت معه السيارة الخاصة به والفضول يتأكلها وما أثار حنقها بشدة ، هي محاولاتها الشتى بأزلاقه بلحديث لكن دون جدوى ظل هو محتفظ بهدوءه
, ليهتف هو بعدما لاحظ شرودها :
, - هتفضلي سرحانة كدة كتير يا تونة
, همهت بتذمر وهي تذم فمها بشكل طفولي ما زادها الا أثارة بنظره : -انا مخصماك على فكرة
, انت بقيت غامض اوي ومش عايز تريحني، وكل ما أسألك على حاجة تقولي خلي عندك ثقة فيا وأصبري
, وبصراحة انا الفضول هيموتني
, ابتسم ورفع كفها الذي يحتضنه ولثم باطنه برقة وظل يشملها بدفئ عيناه وهو يقول :
, - حبيبتي بعد الشر عليكي ، أصبري وانتي تعرفي كل حاجة
, لتهمهم هي بنعومة وهي تمرر أناملها الرقيقة على شعيرات ذقنه النامية بحركات حسية أرهقته :
, - ياصقر مش قادرة أصبر علشان خاطر تونة حبيبتك قولي ريحين فين
, تنهد هو بعمق وحل رابطة عنقه بفوضوية بعدما شعر بأن جسده بدء بلأشتعال وهمهم بنفاذ صبر :
, - اوعدك هجاوبك على أسألتك بس أصبري يا تونة
, ليباغتها بقوله الذي يعلم انه سيحزنها لكن ليس امامه سبيل أخر :
, - على فكرة انا مسافر بليل
, أبتلعت ريقها بصعوبة بالغة وهمهمت بضيق :
, -مسافر وهتسبني تاني؟
, هز رأسه بنعم وهو مازال يحتضن يدها وهدر بنبرة حنونة مطمئنة : -يومين مش هتأخر عليكي متقلقيش
, تنهدت بعمق وازاحت بعيناها بعيد عنه كي لا يلاحظ حزنها وشردت بلطريق، لتنتفض بقوة وتعتدل بجلستها عندما توقف بسيارته أمام منطقتها الشعبية التي كانت تقطن بها سابقآ
, لتهتف بذهول :
, - صقر انت جبتني هنا ليه ؟؟؟
, أبتسم بهدوء وهو ينزع حزام الأمان الخاص بمقعده وهدر بغموض :
, - انزلي وانتي هتعرفي
, لتنصاع له وتتدلي من السيارة وهي تجول محيطهم بريبة
, ليتمسك هو بيدها ويسير بها عدة خطوات ويتوقف وهو يأشر بعينه ليلفت أنتباهها الى ذلك المبني الضخم المطلي بلون الأبيض اللامع ، لتتبع هي نظراته وتنظر الى مرمى بصره لتقع عيناها على ذلك المبني الذي يأشر اليه ، وتعتليه لافتة كتب عليها بخط منمق "جمعية الأمل للخير" ، لتهمهم هي بعدم فهم متسألة :
, -انا مش فاهمة حاجة يا صقر
, أجابها هو وهو يبتسم بهدوء ويقف مواجه لها:
, - حبيبتي دي جمعية خيريةلمساعدة الفقرا والمحتاجين ، أسستها مخصوص علشان تقدري تساعدي الناس ، زي ما كنتي بتتمني، الأجراءات بس تاخد كام يوم وبعدين نبدء نباشر نشاطها
, فغرت فاهها بعدم أستيعاب وهمهمت بذهول :
, -انا مش مصدقة يا صقر ،يعني انا ممكن أعمل كدة بجد عن طريق الجمعية دي وأقدم خدمات لكل الناس الفقرا واساعدهم
, أمأ لها يؤكد على كلامها لتهتف هي بسعادة مفرطة وهي تنظر له بأمتنان:
, -انا مبسوطة اوي٤ نقطة اوي يا صقر انا حسة اني طيرة من الفرحة
, أبتسم لها بهدوء وهدر بنبرة عاشقة :
, - حبيبتي تتمنى وتسيب الباقي عليا ، انا عندي استعداد أجبلك الدنيا تحت رجليكي بس انتي شاوري يا فاتنتي
, همهمت هي بنعومة وهي تتأبط ذراعه وتضمه لها :
, - انا مش عايزة من الدنيا غيرك انت وبس ، انت عندي بلدنيا كلها ياصقري
, أبتسم لها وسار بها وهو يحثها بعينه ان تستكشف المكان لتسير برفقته الى الداخل ، وهي مبهورة بكل شئ فكان المبني من الداخل في غاية الروعة والأناقة ، وظلت تتجول به وهي تركض بطفولية لتشهق بخفوت عندما وجدت صديقتها وتلك السيدة الحنون في انتظارها بأحد الغرف لتهرول اليهم وهي تهتف بأشتياق: وحشتوني اوي لتحتضنها أحسان وهي تقبلها من وجنتها بحنان وتهتف :
, -انتي أكتر يا بنتي طمنيني عليكي
, لتقاطعم كوثر بخفة وهي تزيح أحسان وتحتضنها هي الاخري : -سبهالي شوية يا ست أحسان دي وحشاني اوي
, لتهتف فتون بسعادة مفرطة وهي تبادلها عناقها :
, - حقكم عليا لو كنت غبت عليكم
, لتباغتها كوثر بخفة وهي تتفحص هيأتها :
, -**** أكبر عليكي يا فتون ايه الحلاوة دي يابت
, فصلت العناق ورمقت ذلك الذي يناظرها بعشق تام وهو يبتسم على سعادتها البادية عليها، وردت بخجل بعدما تصبغت وجنتها بحمرة الخجل :
, -الحب بيحلي يا كوثر وصقر حلي كل دنيتي
, ليهتف كل من كوثر وأحسان بفم واحد :
, - **** يهنيكي ويسعد قلبك يافتون
, ليقاطعم صوت ثريا وهي تدخل لهم وتبتسم بأمتنان ل صقر
, ليهتف صقر :
, - أهلآ بيكي يا مدام ثريا
, أمأت له ثريا بود وأجابته :
, -**** يخليك يا صقر ويجبر بخاطرك يا ابني زي ما جبرت بخاطري
, لترفع فتون عيناها اليه وكأنها تتسأل عن سبب تواجدها
, ليستطرد صقر موضحآ :
, - حبيبتي مدام ثريا انا حبيت انهاتبقي معاكي وتشارك فى ادارة الجمعية معاكي
, أمأت له فتون مرحبة وهي تبتسم بسعادة مفرطة وهتفت:
, - انا مبسوطة اوي ان كل اللي بحبهم بقو جنبي وهيشاركوني حلمي
, لتباغتها كوثر بخفة :
, -امال يا ختي لو عرفتي اللي حصل في المصنع هتعملي ايه
, عقدت حاجبيها ورفعت نظراتها اليه من جديد وتسألت بتية :
, - ماله المصنع
, أجابها هو بهدوء وتعتلي ثغره بسمة هادئة محببة على قلبها :
, - انا أشتريت المصنع اللي كنتي شغالة فيه وكتبته بأسمك وخدت حتة الأرض اللي جنبه علشان نكبره ونطوره علشان يليق بأسم فتون العزازي لما يتحط عليه
, تهللت أسريرها وشعرت بسعادة عارمة لم تحصل عليها من قبل لتندفع الى أحضانه بقوة وتهمهم بعيون غائمة من شدة فرحتها:
, - **** يخليك ليا ،دة كتير اوي عليا
, أجابها وهو يفصل عناقهم ويزيح بأبهامه وتلك الدمعة التي فرت من عيناها سهوآ:
, -مفيش حاجة تغلى عليكي
, لتقترب منهم ثريا وترتب على ذراع فتون بحنو شديد وهي تهتف : -انتي بنت حلال يا بنتي ، وانا طمعانة في كرم أخلاقك انك تسامحي أبني ، و**** هو ندم وبيحاول يكفر عن ذنوبه
, رتبت فتون ايضآ على ذراعها واخبرتها بصدق :
, - انا مسامحاه يا امي من غير ما تطلبي مني ، ودة علشان عارفة ان أكمل جواه حد طيب بس يمكن كان في غشاوة على عينه وربنا الحمد لله نجاه
, لتبتسم ثريا بود وتهدر بأمتنان :
, - انا عاجزة عن شكرك يا بنتي ومعروفك انتي وجوزك هيفضل دين في رقبتي لغاية ما أموت
, ليقاطعهم صقر وهو يجذبها من جديد اليه وكأنه لا يطيق ابتعادها عنه بضع خطوات ويهمهم بهدوء : -حبيبتي احنا لازم نمشي علشان لسة ورايا حاجات قبل ميعاد السفر
, إمأت له بأنصياع وودعتهم بود وأتبعته الى السيارة من جديد
, وفور جلوسها هتفت بسعادة مفرطة وعيون حالمة تلتمع من شدة حماسها وهي تقبله من وجنته :
, - انا بعشقك يا صقري **** يخليك ليا ، اللي انت عملته دة كتير عليا
, رفع يدها ولثمها ببطئ مميت ثم هتف بحب وهو يشملها بدفئ عيناه:
, - حبيبتي مفيش حاجة تغلى عليكي دة لو جبتلك الدنيا تحت رجلك مش هوفيكي حقك
, تراقصت دقات قلبها وشعرت ان **** عوضها بقطعة من النعيم بقربه ، لتتنهد بعمق وبمشاعر متجأجة وقبلته بقوة بجانب فكه ثم أحتضنت وجه بين يدها وظلت تحرك اناملها بطريقة حثية أصابته بلتشتت، و همست بعيون حالمة :
, - انا بحمد **** انو عوضني بيك ورزقني بحبك ، مش هقولك بحبك علشان الكلمة دي ولا حاجة جنب اللي حسة بيه
, ليتحمحم هو بعدما شعر ان جسده سيبدء بلأشتعال أثر كلمتها ولمساتها التي تفقده صوابه:
, - فتون احنا في الشارع على فكرة ولو ما سكتيش انا مش هبقى مسؤل عن اللي هيحصل ، انا حاسس ان هيجرالي حاجة لو ما بوستكيش دلوقتي ومش هيهمني الفضيحة على فكرة ولا فورجت الناس علينا
, لتضحك هي برقة متناهية و تأشر على فمها انها ستلتزم الصمت
, ليبادلها هو ضحكاتها بأخري حنونة ويقترح بعدها :
, -ايه رأيك لو روحنا اول مكان جمعنا
, أمأت له بقبول ومازالت بسمتها لم تفارق فاهها
, لينطلق هو بها ويتوجه الى ذلك المكان القريب الى قلبه
, ٢٤ شرطة
, خرجت هي برفقة زملائها من الحرم الجامعي وهي تضحك على طرفة أطلقتها أحد من صديقتها
, وعند انهماكها بلحديث سحبتها احد زملائها من محيطهم و نكزتها بذراعها وأشرت لها بعيناهاعلي ذلك الشاب الذي يستند على مقدمة سيارته ولم يزيح بعينه عنها كعادته كل يوم
, لتهتف فرحة بأنزعاج بعدما نظرت لمرمي بصرها :
, - افففف بقي هو الرخم دة مش بيزهق دة انا زهقتلو
, لتقاطعها صديقتها وهي تتمعن به بأعجاب واضح :
, - يا بنتي حرام عليكي دة رخم دة زي العسل وملون كدةو حاجة تفتح النفس بصحيح ، دة كفاية عربيته تجنن
, رفعت فرحة جانب فمها بأمتعاض وهمهمت موبخة لها وهي تشعر بنيران تشتعل داخلها ولا تعلم سبابها :
, - عجبك اوي ، انتي فاضل شوية وعيونك تطلع قلوب
, لتهتف صديقتها بلؤم :
, - انتي زعلانة ليه يافرحة هو مش رخم وانتي مش طيقاه ، سبيني أجرب حظي معاه يمكن أعجبه
, تنهدت فرحة بعمق كي تكبح رغبتها القوية في ان لا تقتلع خصلاتها وتمرغها بلأرض وتنهش من لحمها وهتفت وهي تتصنع الثبات كي تقصف جبهتها :
, -اولآ دة صاحب جوز أختي ، وانا أقول اللي انا عايزاه عليه ملكيش دعوة وثانيآ ودة الأهم ، انتي مش ذوقه ولا أستيله ياريت تبقي تبصي في مرايات بيتكم علشان تتأكدي٥ نقطة سلااااام
, لتترك صديقتها تستشيط من الغضب وتتوجه له بخطوات متعجلةوعندما وقفت مقابل له صرخت بوجهه بحدة :
, - انت بتعمل ايه هنا هو انت ايه ما بتفهمش قولتلك انا مليش في الجو دة ولا بحب نظام الصحوبية والكلام الفارغ دة
, أبتسم بهدوءو هدر وهو ينزع نظارته الشمسية بخفة ليكشف عن ينابيع العسل خاصته التي أنعكس عليها ضوء الشمس وزادتها صفاءآ وتوهجآ :
, - يخربيت جمالك هو في كدة ،طب سلمي عليا الأول ولا حتي قوليلي ازيك هو لدرجادي مش طيقاني
, لترد هي بغيظ :
, -أكرررررم بطل طريقتك دي علشان مش هتدخل عليا ، وأحب أقولك مش انا اللي تتسلي بيها في الف وحدة غيري يتمنو الشرف دة، لكن انا لأ يا أكرم
, ليرد عليها هو بجدية عكس طباعه العابثة :
, -ومين قالك اني عايز اتسلي يا فرحة انا قولتلك الف مرة انا غرضي شريف ، انا بس عايز أخد منك موافقة مبدئية علشان أفاتح صقر
, زاغت نظراتها بتوتر وتصبغت وجنتاها بلأحمر القاني وهمهمت بخجل وهي تتحاشى النظر لعينه:
, - طب ما تفاتحه هو انا مانعتك ، ولا انت بتتلكك
, أبتسم بأتساع وهتف بعدم تصديق:
, - يعني أفهم من كدة انك موافقة يافرحة
, أمأت برأسها بحركة بسيطة دليل على موافقتها
, لتتهلل أساريره ويهدر وهو يطالعها بينابيع العسل خاصته بحب:
, - يعني في قبول مش كدة
, رفعت هي نظراتها اليه وهتفت بشراسة ممزوجة بخجل :
, - ايوة هو انت لازم تحرجني يعني ، يلا سلااام انا ماشية وان كادت تخطو خطوتين بعيد عنه أعترض طريقها وهتف برجاء:
, -تعالي اركبي معايا هوصلك
, دة انا في مقام خطيبك دلوقتي
, هزت رأسها بنفي قاطع وأجابته بثبات :
, - اولآ انا لسة مبقتش خطيبتك ومفيش حاجة رسمي بينا
, وثانيآ بقي ودة الأهم انامقدرش أخون ثقة صقر وفتون فيا وأعمل حاجة من وراهم ولو سمحت يا أكرم بلاش تيجي هنا تاني وتحرجني وسط زمايلي، عن أذنك انا لازم امشي علشان وقوفي معاك كدة غلط
, لتنصرف وتتركه يهيم بأثرها فحديثها معه ما ذاده الا أصرار عليها ، فهي رغم سنها الصغير بلنسبة له الا انها تمتلك شخصية قوية فاقت عمرها ، هو لا يعلم لما هي بلذات دون عن غيرها ، نعم هو كان له عدة علاقات متتعددة سابقآ لكن كانت كلها لهو وعبث ليس أكثر اما هي لم يشعر مع أحد مثلما يشعر معها فهي بريئة نقية وما يزيدها في نظره أحترامآ واجلالآ هو الحدود الألزامية الصارمة التي تضعها لنفسها ،وبرغم من جمالها الهادئ وطلتها الطفولية بعض الشئ الا انها أسرت قلبه دون هوادة
, ليتنهد بعمق ثم يرتدي نظارته الشمسية من جديد ويركب سيارته ويشرع في قيادتها بعدما عزم أمره ان سيطلب يدها من صقر بلقريب العاجل
, ٢٩ شرطة
, بعد وصولهم الى هناك جلسو على ذلك المقعد الرخامي المعتاد وظل هو يقربها منه بتملك شديد، لتستند هي على كتفه وتخلل أناملها بخاصته ، ليمر بعض الوقت وكل منهم ينعم بقرب الأخر دون اي حديث شاردين فقط بكل ما مر بهم ،
, تنهدت هي بعمق ثم رفعت كفه وضمته الى خافقها الذي كان يثور بين ضلوعها ،وكأنها تريد ان تخبره بطريقة حسية ان حبها له تعدي المألوف
, ليباغتها هو بنبرة حنونة مطمئنة داعبت حواسها :
, -حاسس بيه وبدقاته يا فتون وقلبي ما يقلش حاجة عنه، لينقل يده المتشابكة معها ويضعها على خافقه هو ايضآ
, لتبتسم هي بأتساع بعدما شعرت ان نبضات قلبه تتراقص مثل خاصتها لتهمهم بنبرة عاشقة وهي تغوص بعيناه :
, -انا حاسة ان اللي انا فيه دة كتير اوي عليا انا حسة اني بحلم
, ليداعب هو خصلاتها المتطايرة بفعل نسمات الهواء ويهتف بنبرة متألمة يشوبها الندم وهو يشملها بدفئ عيناه:
, - انتي اللي كتير عليا يافتون
, انا بشكر **** انو رزقني بحد في طيبتك و حنيتك وأصلك الطيب ،
, انا بجد أسف يا فتون على كل حاجة ،انا ياما جرحت فيكي وشكيت في اخلاقك ، انا مش عارف ازاي سبت أفكاري العرفية دي اتمكنت مني وخلتني اتصرفت بأنانية وكنت هضيعك من ايدي
, انا كل ما أفتكر انك سامحتيني وغفرتيلي اللي حصل بحس ان قلبي بيتعصر من الندم ودماغي هتتشل من كتر التفكير ،واحس قد ايه انا اناني ومستهلش حبك
, لتقاطعه هي وهي تحتضن وجهه وعيناه تفيض بعشقه :
, - انا سامحتك ، علشان انت حبيبي و كل حاجة ليا ، انت انقذت حياتي مرتين ، مرة هنا في نفس المكان من سنين ومرة تانية لما انقذتني من جمال ،
, انا كنت يأست من حياتي وأستسلمت وقولت نصيبي كدة أعيش في الغلب عمري كله ، لكن ظهورك رجعلي الامل تاني في الحياه وقولت ان اي حاجة تحصلي واناجنبك هتحملها ، علشان هتكون أهون بكتير من اللي كنت هشوفه من غيرك،
, ليستأنف وهو يشرد بلفراغ ويغمغم بعيون غائمة ومازال الندم يعتريه :
, - متحاوليش تبرريلي أنانيتي يا فتون انتي مهما قولتي دة مش هيغير من شعوري بلذنب ، انتي من غير قصد منك واجهتيني بنفسي وحسستيني اني غبي وخلتيني اتكسف من نفسي ، دة حتي أمي وبرغم انها أذتك وحرمتك من ابوكي سنين ، الا ان كرم أخلاقك وأصلك الطيب خلاكي تقابلي أساءتها ليكي بلأحسان وتراعيها في مرضها بعد كل اللي حصل، انا مش غافل عن كل دة يافتون ، وعلشان كدة هفضل عمري كله أحاول أعوضك
, تنهدت هي بعمق ومدت اناملها تجذب وجهه لها بحنان لتثبت نظراته عليها وهمهمت بحب :
, - انا مش عايزة حاجة غيرك ،انت عوض **** الجميل ليا يا صقري
, ليخبرها هو بنبرة صادقة نابعة من صميم قلبه وهويتناول يدها ويلثمها برقة :
, - بحبك ياتونة **** يقدرني وأسعدك وأحققلك كل أحلامك
, لتبتسم هي وتباغته بمشاكسة وهي تضيق عيناها :
, - بمناسبة الأحلام يا استاذ صقر!! هو انت سمعتني انا ودود مش كدة لما كنا في الجنينة وبقولها نفسي اساعد اهل منطقتي القديمة
, ابتسم هو ليأكد على شكوكها وهدر بجدية :
, -على فكرة انا سمعتكم بلصدفة مكنتش قاصد أتصنت عليكم
, ليقرص وجنتها برفق ويرفع حاجبه ويستأنف بمغزى:
, - انا مش زي ناس بتتصنت على الابواب زي الحرامية
, تحمحمت بحرج وأخبرته وهي تتحاشى النظر لعينه بعدما تفهمت انه كشف انها كانت تسترق السمع أثناء زيارة والدة أكمل اليهم :
, -بصراحة فضولي كان هيقتلني لو مكنتش سمعتكم بتقولو ايه انت ومامت أكمل
, لتهمهم وهي مطرقة الرأس :
, -انا سامحته ياصقر ،انا عارفة ان أكمل مش وحش وواللهي جواه كويس ، هو اي نعم أخدني وسيلة علشان ينتقم منك ، وانا مليش اي ذنب ، لكن كفاية انو مرضاش يبلغ عني لما حاولت أقتله، ولما روحتله المستشفي بعديها حسيت قد ايه هو ندم وفضل يعتذرلي ويطلب مني أسامحه ، انا مفارقش معايا غير انو عرفني عليك
, ليقاطعها هو بهدوء:
, -ويمكن دة نفس السبب اللي خلاني اناكمان أتغاضي عن اللي حصل واسامحه وكفاية انو دخلك حياتي ، مش عيب اننا نغلط يافتون العيب هو التمادي في الغلط وفي الأول والأخر كلنا بشر وخطأين
, قاطعته هي بهدوء :
, -وعلشان كدة سميت الجمعية على أسم أخته أمل
, أمأ لها واخبرها بصدق:
, - أكمل مخسرش أمل لوحده ، كلنا خسرناها ، انا كنت بعزها زي فدوة بلظبط وحاولت أساعدها كتير بس للأسف القدر كان أقوى مني ،وحبيت أفرح امها لأني عارف قد ايه هي عانت بعد موتها
, أرتمت هي بحضنه وهتفت بعشق تام :
, -انت حد جميل اوي يا صقر انا فخورة انك جوزي وحبيبي
, ليهمس هو بحب وبنبرة مشاكسةوهو يلثم مقدمة شعرها :
, - انا شايف ان يلا بينا علشان هتأخر على الطيارة ، ولسة ورايا كلام كتير عايز أقوله في أوضتنا
, عضت هي طرف شفاهها بخجل وتدرجت وجنتها بحمرة محببة اليه بعدما تفهمت الى ماذا يرمي بحديثه لتهز رأسها بطاعة
, ولينهضو سويآ و يستقلو سيارته من جديد ويتوجهو الى قصر العزازي
, ٢٢ شرطة
, في صباح اليوم التالي
, وخاصتآ في باريس عاصمة النور كما يطلق عليها
, فتحت هي عيناها بتكاسل ، وتنهدت بأنزعاج بعدما تعالت دقات الباب وكادت ان تصيبها بلصمم لتنهض بقوة وهي تفرك عيناهاوتتوجه الى الباب لفتحه وهي تتوعد لذلك الطارق الذي تجرء على ازعاجها بهذا الشكل
, فهي بعد عرض أمس قررت ان تعطي نفسها الراحة الكافية تعويضآ عن أرهاقها الفترة المنصرمة بسبب العمل
, لتشهق بقوة وهي تجد صقر يستند على أطار الباب ويبتسم لها بمشاكسة وهو يهتف :
, - ايه يافدوة نايمة تحت الأرض حرام عليكي بقالي نص ساعة بخبط
, صرخت وارتمت بحضنه وهي تشعر انها حقآ افتقدته :
, - صقر انت هنا بجد
, رد هو بمشاكسة :
, -اه أعمل ايه ، قولت أسأل بدال ما حضرتك سافرتي ونستينى
, فصلت عناقهم الأخوي وسحبته الي الداخل وهي ترحب به بحفاوة ثم ردت بخجل وهم يجلسو سويآ على احد الأرائك التي تتوسط الغرفة :
, - انا قولتلك انزل علشان خالتو لما تعبت ، وانت مرضتش وصممت أخليني هنا، وقولتلي فتون معاها وبعدين انا بطمن عليها كل يوم من فتون هو بس الكام يوم اللي عدو ، مكلمتهاش علشان كنت مشغولة اوي بتحضير العرض
, أبتسم هو بهدوء ورتب على وجنتها بحنو واجابها :
, - انا مش زعلان يا فدوة بلعكس انا مبسوط اوي علشانك ، سمعت ان العرض كسر الدنيا وان الصحف نزلت مقال عنك واشادت بتصاميمك
, انا فخور بيكي يا فدوةواذا كان على أمي متقلقيش فتون بنت حلال ومسبتهاش
, ابتسمت هي بود وتسألت بتلقائية دون تكليف :
, - قولي مفيش بيبي جي في السكة نفسي اوي ابقي Aunt
, هز رأسه بلا ثم أطرق برأسه وأخبرها بضيق :
, - انا اللي رافض يافدوة ،انتي عارفة الظروف اللي كنا فيها تعب عمي ومرض أمي وموت عزت ابو فرحة ، كل دول حاجات خلتني قصرت في حقها ، وكمان كان نفسي تكمل تعليمها الأول
, لترتب هي على يده بهدوء وتهمهم بثقة فهي تعلمه عن ظهر قلب :
, - انا عارفة ان كل الأسباب دي مقنعة بس انا عارفة ان في سبب تاني أهم منهم وانت مش عايز تقوله
, رفع نظراته لها بضياع وتناول علبة سجائره وأشعل أحدهم بأهمال ثم تنهد بعمق وغمغم بضيق:
, - خايف تكون استمرت معايا علشان بس انقذتها من حياتها القديمة ،وخايف تكون حاسة أني مستهلهاش وعيشتها معايا عرفان منها مش أكتر وعلشان كدة خوفت تحمل أطفالي منها الذنب وتضغط عليهم زي ما كانت أمي بتضغط عليا
, هزت فدوة رأسها مستنكرة حديثه وهدرت بهدوء كي تزيح تلك المخاوف عنه:
, - انت غلطان يا صقر ، فتون بتحبك بجد ، دي ما رضتش تأذيك في شغلك ، وكمان حاولت تقتل أكمل علشان بس بعدها عنك دي مهمهاش انها ممكن تقضي الباقي من حياتها في السجن ، وكل اللي كان فارق معاها انك تعرف انها مظلومة وبتحبك، وبعدين انت عارف كويس ان فتون مش شبه خالتو في حاجة ، هي ملهاش ذنب بلي كانت خالتو بتعملو فيك ، وصدقني هي بتحبك اوي
, ليهمهم بأقتناع وهو يشرد بفاتنته :
, - انا كمان بحبها اوي يافدوة وانشاء **** اول ما أرجع هصلح كل حاجةوهحاول أعوضها بس الاول لازم أعملها فرح ، هي مش أقل من حد علشان أسرق فرحتها
, لتبتسم هي وتخبره بثقة:
, - زي ما اتعودت عليك ، وعمرك ما خالفت ظنوني طول عمرك جدع وحنين وقلبك ابيض من اللبن الحليب ، **** يهنيكم ويسعد قلوبكم يا صقر
, لتتنهد بعمق وتشرد بنقطة وهمية بلفراغ وهي تتذكر مالك قلبها الذي خزلها :
, - عارف يا صقر أحلي حاجة لما تبقي جنب حد بيحبك ويستهلك وعنده أستعداد يضحي بأي حاجة علشان بس يبقي معاك صدقني الحياه بتبقي مختلفة، بتحس ان في حد بيشاركك أنفاسك ومالي الدنيا عليك ، ووقت ما بتحتاجه تلاقيه جنبك أقرب ليك من ظلك
, ليقاطعها هو بهدوء كي يسبر أغوارها:
, - أهم من كل دة اني أكون انا بحبه
, غامت عيناها لوهلة وارتجف قلبها وهمهمت بتأثر :
, - مش كفاية تكون بتحبه في حاجات أهم من الحب ياصقر
, ليهتف هو بهدوء كي يبعث بها الأمل :
, -ومحدش بيفضل على حاله يا فدوة ،الزمن كفيل يغير حاجات كتير
, عقدت حاجبيها وتسألت بعدم فهم :
, - يعني ايه يا صقر مش فاهمة تقصد ايه ؟
, اجابها هو بجدية :
, -انا ب اؤمن دايمآ بلفرصة التانية بلحياه ياريت انتي كمان تعملي زي وتديله فرصة تانية
, ردت بذهول بعدما ادركت انه يقصد شخص بعينه وهي تنهض بقوة من جانبه :
, - يعني ايه زيك ؟؟
, أجابها بهدوء وهو ينهض مواجه لها ويحاوط ذراعها بحنو :
, - صدقيني أكمل أتغير وندم على كل حاجة وكفاية انو كان هيخسر شغله وحياته ، لمجرد انه حاسس بتأنيب الضمير، انا مش **** علشان أحاسبه وبيتهيئلي هو اتعذب كفاية ببعدك عنه، واذا كان عليا انا سامحت في اللي يخصني
, هزت رأسها بعدم أقتناع وأخبرته بضيق وهي تعاند صرخات قلبها :
, - هو أكيد نساني ياصقر ومش محتاج مني فرصة لأي حاجة ، انا قفلت صفحته ومش هفتحها تاني
, وياريت متكلمنيش عنه بعد كدة مش عايزة أعرف عنه حاجة
, تنهد صقر بيأس وأخبرها بهدوء : -انامش بضغط عليكي دي حياتك وانتي حرة فيها، وفي الأول والأخر القرار يرجعلك
, أمأت له كي تؤيد حديثه ليباغتها هو بخفة :
, - طب يلا تعالي معايا عايز أشتري لفتون فستان أبيض وشوية حاجات
, أمأت له برحابة وهي تبتسم لكن عندما تذكرت دعوة أسر لها
, تلعثمت وزاغت نظراتها ولم تجيبه
, ليترسل من جديد :
, -شكلك مش فاضية النهاردة و وراكي حاجة
, هزت رأسها وأخبرته بحرج:
, - لا ابدآ ياصقر٣ نقطة بس أصل ٣ نقطة أسر عازمني على العشا علشان يحتفل بنجاح العرض وبصراحة مليش نفس أروح ، وحسة اني مش هبقي مبسوطة معاه لوحدنا
, لتستأنف برجاء :
, -تعالى معايا علشان خاطري ياصقر انا مش حابة أروح لوحدي
, هز رأسه بعدم أقتناع وأخبرها :
, - لا انا حجزت طيارة أخر النهار لما وصلت بصراحة فتون وحشتني الكام ساعة دول ومش عايز اتأخر عليها ، ومتنسيش اني كنت مع عمي في ألمانيا وملحقتش أشبع منها ، انا كنت جي بس أطمن عليكي ، واه على فكرة لازم تبقي موجودة وتقفي جنبي ، انا هعمل الفرح كمان أسبوعين وهفاجأ بيه فتون واظن دة وقت كافي ترتبي أمور شغلك وتحصليني
, أمأت له بفرحة عارمة وهي تتمني له السعادة والهناء برفقة فاتنته
, ثم رافقته لشراء فستان الزفاف وظلت برفقته الى موعد سفره
, ليعود هو الى فاتنته ويتركها تعود كي تستعد للعشاء المزعوم برفقة أسر
, ٢٦ شرطة
, أسدل الليل ستائره ليعم الظلام وهو يصحب معه ربما شعاع أمل جديد
, لم تبالغ هي كثيرآ بطلتها كعادتها وارتدت فستان بسيط من اللون الكريمي و حذاء من نفس اللون أكتفت فقط بملمع شفاه وردي لا غير ، وعند وصولها في الوقت المحدد لذلك المطعم المنشود التي تقسم انها لم تري بفخامته بحياتها بسبب ديكوراته الأنيقة الكلاسكية المماثلة وتلك المرايا العتيقة المعلقة على كافة الجدران و تلك الثريات الكرستاليه والنقوش المبهرة التي تزين الجدران ،
, تنهدت بسأم عندما لم تجد أسر بأنتظارها لكن النادل أخبرها بأحترام ان طاولتهم الخاصة بهم تم حجزها في الهواء الطلق أمأت له بتفهم وسارت معه اليها لكن ما فاجأها كثيرآ وأشعرها بعدم الأرتياح ، هو ان طاولتهم كانت منعزلة بعض الشئ و كان يزينها الكثير من الشموع والورود الحمراء فكانت الأجواء رومانسية للغاية تليق بعاشقان متيمان ليس برفقات عمل مثلها هي وأسر
, تنفست بعمق وهي تنظر بساعة يدها فأسر قد تأخر عن موعده بضع دقائق، لتتجمد كافة حواسها عندما أستمعت الى صوت فيروز يصدح بلأجواءبتلك الكلمات التي أصابتها بتوتر وارجفت قلبها
, 🌸أنا لحبيبي وحبيبي إلي يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي لا يعتب حدا ولا يزعل حدا أنا لحبيبي وحبيبي إلي حبيبي ندهلي قلي الشتي راح رجعت اليمامة زهر التفاح و أنا على بابي الندي والصباح و بعيونك ربيعي نور وحلي و ندهلي حبيبي جيت بلا سؤال من نومي سرقني من راحة البال أنا على دربو ودربو عالجمال يا شمس المحبة حكايتنا أغزلي🌸
, تلك الأغنية هي المحببة اليها ودائمآ تذكرها به اليس هذا غريبآ بعض الشئ أيعقل انه يكون يراقبها كالسابق ويتعمد تشتيتها
, ذلك هي الشكوك التي ظلت تراودها وكادت تطيح بعقلها
, لتتسارع دقات قلبها بأضطراب و تخاطب عقلها بصوت مسموع وهي تمسد جبهتها محاولة منها أزاحت تلك الذكريات العديدة معه التي أثارتها كلمات فيروز بها :
, - أخرج من دماغي يا أكمل حرام عليك هتجنن ، انا تعبت ٤ نقطة تعبت نفسي انساك مش عارفة
, لتتنفس بعمق كي تستعيد ثباتها من جديد لكن دون جدوى فبرغم كل ماحدث مازال يهفو عليها ، ربما لم تسامحه لكن لم تتوقف عن حبه ولو لوهلة واحدة ،
, لتزفر بضيق فهي تعلم ان حديث صقر هو ما شتتها كثيرآ وجعل عقلها اللعين يعيد التفكير به من جديد لكنهاظلت تعاند كي تقوى من جديد وتسترد عزيمتها السابقة، لتنهض عازمة الأنصراف بعدما يأست من حضور أسر فهي قد أتت كي لا تغضبه لكنها غير ملزومة بعدم التزامه وحضوره بلموعد ، وإن كادت تخطو خطوة واحدة لفت نظرها تلك الألعاب النارية التي أنطلقت بلسماء وأضائتها بألوان مخملية انعكست على الأجواء وجعلتها مبهرة للغايةومفعمة بلرمانسية ، لتبتسم بهدوء و ترفع رأسها للسماء و تتابع أنطلاقهم واحدة تلو الأخري بأنبهار وبشرود تام
, -وحشتيني يا فدوتي
, هدر هو بها بلوعة وبنبرة متألمة أرهقها الفراق وهو يحمل بيده باقة ورد حمراء متناسقة بشكل يخطف الأنفاس
, أنتِ مِثل نجم ساطع يُنير سمائي ، في بقعة شديدة الظلمة ، أقف فيها خائفاً بشدّة. (مقتبس)
, ٣٠ شرطة
, - وحشتيني يا فدوتي
, هدر هو بها بلوعة وبنبرة متألمة أرهقها الفراق وهو يحمل بيده باقة ورد حمراء متناسقة بشكل يخطف الأنفاس
, انزلت نظراتها عن السماء، وظلت تقنع عقلها انه يهئ لها كعادتها وبرغم من ذلك الا انها شعرت ان جميع اوصالها ترتجف ويكاد يغشي عليها من شدة التوتر
, ليهمهم هو من جديد بنبرة ملتاعة :
, - مش هتردي عليا يافدوتي
, شهقت هي بخفوت والتفتت له بعدما أدركت انه واقع ملموس ليس من نسج خيالها ، وعند وقعت عيناها عليه شعرت ان الألعاب النارية تنطلق بداخلها وليس بلسماء لتهمس بأسمه بحرقة وبحروف متقطعة :
, - أ كم٣ نقطةل
, انت هنا بجد ولا بيتهيألى
, هز رأسه وهو يتمعن بكل أنش بها بعشق تام وهمهم بنبرة متألمة :
, - انا هنا يافدوة ٤ نقطة وكان نفسي ابقي هنا من زمان ٤ نقطة و مسبكيش ثواني لكن رفضك ليا أخر مرة خلاني أخد قرار معترضتش طريقك تاني ولا أفرض نفسي عليكي ، وكان عندي أمل ترجعيلي
, لتغيم عيناها وتغمغم بأختناق وهي تكبح دمعاتها :
, - اناخرجتك من حياتي يا أكمل ومعنديش أستعداد أرجعلك تاني ، وتسبني في نص الطريق
, أقترب منها بخطوات حذرة وهمهم بأسف وبنبرة صادقة نابعة من صميم قلبه الملتاع وهو يتوسلها بعينه الغائمة ان تستمع له وتعطيه فرصة أخري للحياه فنعم بعدها عنه هو أسوء من الموت الف مرة بلنسبة له :
, - انا أسف ٤ نقطة لو قعدت عمري كله أعتذر منك مش هيكون كفاية ولا هوفيكي حقك .. سامحيني يا فدوة وبلاش كلامك القاسي دة حرام عليكي انا بموت من غيرك، انا حتي النفس مش عارف أخده وانتي بعيدة عني
, انا اتغيرت يا فدوة ٣ نقطة وواللهي العظيم ندمت على كل حاجة دة حتي صقر سامحني وهو اللي جابني معاه هنا علشان أحاول ائثر عليكي، دة حتي أسر كمان ساعدني أجيبك هنا ، فدوة بلاش تقسي عليا أكتر من كدة ،أنا تعبت وندمت ووحيات **** محتاجلك ٤ نقطة محتاجلك اوي
, تساقطت دمعاتها رغم عنها تأثرآ بحديثه التي أستشعرت مدى صدقه لكنها عاتبته بحزن :
, - انت سبتني في أكتر وقت انا محتجالك فيك وكسرت فرحتي
, انا خايفة يا أكمل أثق فيك تاني ، صدقني انا مش هتحمل صدمة تانية في حياتي
, عند رؤية دمعاتها شعر ان قلبه يعتصر من شدة الألم ولم يمهل وقت للتردد او التفكير ، جذبها بقوة داخل أحضانه، ليشعر انه بلنعيم أخيرآ ، نعم الأن يستطيع ان يتنفس وتلاشى أحساسه المستديم بلأختناق دونها، يقسم انه يشعر بقلبه يتراقص من شدة سعادته بقربها فهي ملاذه الوحيد وحياته بأسرها متوقفة على كلمة واحدة من بين شفاهها ، دفعته هي بشراسة وظلت توبخه كي يبتعد لكنه لم يعير أعترضها اي أهمية
, وزاد من ضمها الي صدره وهمهم برجاء وبنبرة ممزقة يشوبها الندم :
, - أهدي يا فدوتي علشان خاطري وأسمعيني ، انا أتعلمت الدرس كويس اوي ودفعت ثمن غبائي وعرفت غلطتتي وندمت، انا طمعان في فرصة تانية واوعدك عمري ما هخون ثقتك فيا وهفضل عمري كله حطك جوة عيوني بس انتي وافقي وبلاش تصعبي الحياه عليا ، انا حياتي وقفت بعدك ومكنش فارق معايا خسارتي لكل حاجة قد ما فرق معايا خسرتي ليكي وبعدك عني ، صدقيني يا فدوتي ان مفيش مخلوق على وجه الأرض يقدر يحبك قدي٤ نقطة انتي روحي ٤ نقطةروحي يافدوتي
, كانت تستمع له وهي تكتم شهقاتها بصدره وكل كلمة تفوه بها كانت تمزق أحشائها وتأثر بها ، فهي برغم ابتعادها عنه شهور عديدة الا انها عندما وقعت عيناه عليه ، أدركت انها أفتقدته بشدة ومازالت تكن له الكثير من المشاعر وادركت حينها ان كل محاولتها باءت بلفشل وبأنها لو أبتعدت لاخر العمر سيصعب عليها نسيانه ايضآ، او العيش دونه، لتهمهم هي من بين شهقاتها وهي تتشبث به وتستسلم لعناقه :
, - انا كمان حاولت انساك ومعرفتش ، وكتير كان بيتهيألي اني بسمع صوتك بتنادي عليا ، كنت بمشي ادور عليك في وشوش الناس وانا حاسة انك حوليا في كل مكان ، وكل تفصيلة صغيرة في يومي كانت بتفكرني بيك، انا مكنتش أعرف ان نسيانك هيكون مستحيل كدة بلنسبالي
, ليفصل عناقهم برفق دون ان يتركها تخرج من حصار يده و رمقها بنظرات مستعطفة
, كي تخبره فقط بكلمة واحدة تريح قلبه الموصوم بعشقها ، لترفع نظراتها اليه وتهمهم بخجل وهي تستند على ذقنه بجبهتها التي بلكاد شبت على أطراف حذائها لتوازيها:
, - ايوة بحبك وعمري ما نسيتك
, قهقه هو بكامل صوته الرجولي وبسعادة مفرطة ، ورفعها من على الأرض وظل يدور بها بجنون وهو يهتف بهستيرية:
, - بحباااااااااااااك يافدوتي وهفضل أحبك لأخر نفس فيا
, لتهمهم هي بخجل وهي تدفن وجهها بثنايا عنقه :
, - أكمل نزلني يا مجنون و ألا هغير رأي وارجع في كلامي
, لينزلها برفق و يغوص داخل عيناها ويخبرها بنبرة صادقة نابعة من صميم قلبه وهو يعبث بخصلاتها الفوضوية التي يعشقهم كثيرآ :
, - أوعدك انك عمرك ما هتندمي
, ليضيف بعدها بعيون تلتمع بلمكر وهو يقترب من وجهها بمشاكسة:
, - وأعملي حسابك ان مفيش حاجة أسمها أرجع في كلامي انتي اتدبستي فيا خلاص،ومش هتخلصي مني ابدآ
, لتبتسم له بسمة مهلكة لقلبه وتخبره وهي تهيم به :
, - وحشتني اوي لمضتك ومشاكستك ليا
, ليهيم هو الأخر بها ويجول بعينه على ملامحها الطفولية التي أسرت قلبه ويهمس بوله تام وهو يقترب من ثغرها ببطئ مميت دون وعي ،
, كأنه مسحور بها وكأنها أطلقت عليه تعويذة سحرية تبقيه متيم بها للأبد :
, -يعني مشاكستي بس اللي وحشتك ، متأكدة يا فدوتي
, أبتلعت ريقها بتوتر وهمهمت بخجل وهي تشعر ان ضربات قلبها تتعالى وتكاد تصيبها بلصمم من قربه المهلك لها :
, - أك..مل أبعد ٣ نقطةمتبقاش مجنون
,
, وكأن همهمتها تلك افاقته من سباته ليغمض عينه بقوة كي يكبح رغبته الملحة بتقبيلها وأخماد تلك النيران المستعرة به ،ويتراجع بضع خطوات وهو يتمتم ببعض الكلمات بخفوت لم تستطيع ان تلتقط منها شئ ، ثم هتف بأندفاع بعدها وبنبرة مستميتة :
, - أسمعي انا عاهدت نفسي مش هغضب **** تاني، وغصب عني مش قادر أصبر أكتر من كدة
, ليخرج من جيب سترته علبة صغيرة مخملية اللون ويفتحها ليظهر بداخلها خاتم ماسي ذوقه راقي للغاية ثم جثى على ركبتيه بشكل درامي كثيرآ وطلب منها بتضرع وبنبرة عاشقة :
, - أتجوزيني يا فدوة ، وكفاية الوقت اللي ضاع مننا
, وضعت يدها على فمها تحاول ان تستوعب الأمر وأبتسامتها ظلت تتزايد في الأتساع ،ثم هزت رأسها دليل على موافقتها ، لتتهلل أساريره وتتراقص دقات قلبه من فرط سعادته وينهض ويلبسها الخاتم ببنصرها ثم وضع قبلةعميقة برقة على ظهر يدها
, لتتنهد تنهيدة عاشقة وهي تتناوب نظراتها بينه وبين الخاتم الذي يزين بنصرها، ثم أرتمت من جديد داخل أحضانه وهي تشعر انها الأن فقط
, نالت كل ما طمحت به بلحياه فدائمآ وابدآ كان هو أول أمانيها ، ليضمها هو أكثر الى صدره ويدفن وجهه بخصلاتها الفوضوية بأشتياق الي اريجها الاخاذ فقد وجد ضالته أخيرآ بعد شهور عجاف من دونها ،وحمد ربه انه أخيرآ أستجاب لدعواته واعادها اليه وجعله يفوز بعشقه الأزلي الذي يسري بعروقه سريان الدماء
, ٢٥ شرطة
, اماعنه بعد وصوله لأرض الوطن من جديد توجه مباشرتآ الى قصره
, وعند وصوله أراد ان يطمأن على والدته وعند فتحه لباب غرفتهاوجدها نائمة في فراشها وفوزية غافية بجلستها على المقعد بجانبها ، ليحمحم قبل دخوله لتنهض فوزية وتتقدم منه وتقول :
, - حمد **** علي سلامتك يا صقر بيه
, أمأ لها بأمتنان وقال بصوت خفيض كي لا يزعج والدته :
, - طمنيني أمي عاملة ايه النهاردة
, اجابته هي بخفوت:
, - الحمد لله يا صقر بيه أخدت كل علاجها
, وست فتون **** يباركلها فضلت
, جنبها لغاية ما نامت
, أمأ لها بتفهم لتخبره هي :
, -انا هجيب ميا من المطبخ وارجع تاني
, لتنصرف وتتركه يصفن في والدته وأستسلامها بلفراش ليقترب بخطوات حسيسة ثم جثى بجانب الفراش وتناول يدها وقبلها بحنو وهمهم بخفوت :
, - صعب عليا أشوفك كدة ، وحشني صوتك يا أمي ، انامش هعمل زيك وأحملك مسؤلية اللي حصل ، لكن بتمنى **** يعفي عنك وتقفي تاني على رجليكي، انا مسامحك يا أمي وبدعي كمان **** يسامحك ويغفرلك ، ليتنهد بخفوت ويقبل يدها من جديد وينسحب بهدوء الى فاتنته
, وعندما وصل الى جناحه
, وجدها تغط في سبات عميق ولم تنتبه الى دخوله ، ليبتسم هو بهيام عندما وجد شعرها يفترش الوسادة مثل الحوريات، ثم زفر بنفاذ صبر عندما تقلبت بلفراش وازاحت الغطاء عنها وظهر قميصها الوردي الشفاف الذي يكشف جسدها بسخاء امام ناظريه ،وفي أقل من دقيقة واحدة وبطبيعته المتلهفة نزع ملابسه الرسمية بخفة وأستلقى بجانبهاوهو يلتزق بها كأنهم جسد واحد ثم وشم بشفاهه كل أنش بعنقها الظاهر أمامه بنهم شديد وتلهف غير مسبوق ، لتبتسم وهي مغمضت العين عندما شعرت به و تسللت رائحته الفواحة الى أنفها وأصابتها بلأنتشاء ، وحين شعرت بأنفاسه الحارة تداعب وجهها فتحت أهدابها بتباطئ وهمهمت برقة وبنبرة ناعسة أثارته بشدة :
, - كنت عارفة اني مش حهون عليك يا صقري ومش هتتأخر عليا
, أمأ لهاوهمس بخفوت مهلك وهو يمرر شفاهه على كافةملامح وجهها:
, - وحشتيني يا تونة حاسس اني بقالي سنين بعيد عنك مش يوم واحد
, تعلقت هي بعنقه وهمهمت بدلال :
, - انت كمان وحشتني يا عمر تونة
, انا كنت هتجنن من غيرك متسبنيش تاني يا صقر و لو هتسافر ضرورى خدني معاك
, أمأ لها بخفة وهمهم من بين قبلاته المحمومة التي ينثرها على وجهها ببطئ شديد أشعل حواسها رغبة به:
, - اوعدك يا قلب صقر مش هسيبك تاني ابدآ ، وهاخدك ونسافر اي مكان انتي تشاوري عليه
, لتمد يدها وتعبث بأناملها الرقيقة بخصلات شعره بحركات حسية أصابته بلقشعريرة وهمهمت بنعومة وهي تثبت نظراته عليها و تهيم به بعيون ناعسة:
, - انا نفسي اوي نروح "الجونة" تاني ونزور الجزيرة هناك انا المرة اللي فاتت كنت مبسوطة اوي
, أمأ لها بطاعة وهمهم بخفوت أمام شفاهها:
, - لأول مرة أوافق فرحة فكلمة قالتها ، طول عمرك فقرية يا حبيبتي ،طب قولى جزر المالديڤ
, هزت رأسها بدلال تعمدته ثم همهمت وهي تجذب عنقه أكثر اليها بإغراء :
, - حبيبي انا أحلامي متواضعة على قدي ٣ نقطة وكفاية اني بس هكون معاك يا صقري
, ليتنهد بأنفاس حارقة لفحت وجهها ثم أخبرها بتحشرج من بين أنفاسه المتهدجةمن شدة تأثيرها عليه :
, -انتي تتمني وانا أنفذ ياقلب صقر
, لينقض على شفاهها بتلهف وبنهم شديد بقبلة هوجاء سلبت منها أنفاسها وأشعرتها انها هالكة لا محالة في محراب عشقه
, ٢٧ شرطة
, دلف الى منزله في وقت متأخر من الليل بعد يوم مضني من العمل الشاق داخل مشفاه وإن كاد يفتح باب الشقة تفاجأ كثيرآ بلهدوء الذي يعم الأجواء لكنه حمد ربه ظنآ منه انهم نائمين ، ليفتح باب الشقة بهدوء وحذر حتي لا يقظهم فهو يعلم كم المجهود الشاق التي تبذله زوجته مع صغيره
, ولا يريد ان يقلق منامهافأخر ما يريده هوالتعرض لصراخها، لتتسع عينه بذهول عندما وجد الشقة بأكملها يعم بها الظلام ونور الشموع الملونة هي التي تنيرها فقط ، فكانت الشموع متناثرة بكل أنحاء الشقة بشكل شاعري ورمانسي كثيرآ ، وان خطى بضع خطوات وجد طاولة الطعام معدة بشكل منسق للغاية ويزينها بتلات الزهور الحمراء الخلابة التي ينبثق منها رائحة عطرة طغت على رائحة الطعام فكان الطاولة تحوي كافة الطعام الذي يفضله هو ، لتتوقف كافة حواسه عندما وجدها تقترب منه بخطوات أنثاوية مدللة وهي ترتدي قميص نبيذي صارخ ، كشف عن مفاتنها بشكل مرهق جدآ لرجولته التواقة ، ليهمهم هو بذهول بعدما وقفت مواجهة له ويزين ثغرها تلك البسمة المحببة الى قلبه :
, - أحلفي ٤ نقطة دة بجد
, انا كنت فاكر نفسي غلطت في الشقة
, ضربته هي بغنج على صدره وهتفت بنعومة :
, - أتأخرت عليا انا من بدري مستنياك
, ليحاوطها هو بتملك شديد ويضمها اليه ويهمس بوله وهو يتمعن بغابات الزيتون خاصتها :
, - لو كنت أعرف ان البطل هيستناني ويعملي جو رومانسي كدة انا كنت سبت الشغل وجيت جري انتي عارفني بعشق الحاجات دي ومعنديش فيها تهاون
, ضربته برفق وهي تتدلل عليه
, بنعومة وتتعلق بعنقه :
, -عارفة اني مقصرة معاك ،بس وحياتك عندي غصب عني علشان كدة ، وديت أنس عن ماما النهاردة ، علشان نبقي براحتنا يا حبيبي
, ابتسم لها ببشاشته المعهودة وهتف بسعادة مفرطة وهو يحملها بغته شهقت على أثرها :
, - يا لهوووووي عليا وعلى حبيبي اللي طالعة من بؤك انتي عيزة تموتيني وتوقفي قلبي مش كدة
, هزت رأسها بلا وهمهمت وهي تداعب أطراف شعره الناعم بحركات حسية دبت بجسده قشعريرة لذيذة :
, - بعد الشر عليك يا هاشم
, أتسعت أبتسامته أكثر وهمس بخفوت أمام شفاهها :
, - قولي هاشم تاني كدة
, كررت هي بتلقائية وببسمة ناعمة
, - هاشم
, ليهتف هو بوله وبصوت جهوري
, أثار ضحكاتها :
, - يالهوووووي على هاشم وسنين هاشم
, حرام عليكي أرئفي بحالي دة انا على أخري
, ليتوجه بها الي غرفتهم دون اي مقدمات فهو دائمآ عندما يتعلق الأمر بها لم يستطيع كبح نفسه
, لتهتف هي بتذمر :
, - أستني يا هاشم العشا هيبرد
, هز رأسه بتصميم وأجابها بنبرة عابثة ووقاحة يخصها هي فقط بها :
, - الأكل يستني يا بطل لكن انا مش قادر خلاص ، حاسس ان في نار قايدة فيا بسببك ، وبعدين انا مصدقت سربتي أنس
, قهقهت هي وخبطته برفق بصدره وتمتمت بخفة :
, - سربت أنس هو كلب يا هاشم دة أبنك
, ليجيبها بخفة مماثلة وبعيون راغبةوهو يتمعن بكل أنش بجسدها الذي أطاح بكل ذرة تعقل به وأشعله حد الجحيم :
, - أعملي حسابك نسيبو لمامتك كمان يومين تلاتة ، ما هي جدته وليها حق عليه لازم يقرفها ٣ نقطةأحم.. قصدي يونسها ،
, و يدوب أكون شبعت منك لو اني أشك اني أشبع ابدآ انتي عارفة انا طماع اوي في الحاجات دي
, لتقهق بنعومة على قوله وتريح رأسها على صدره وهي مازالت تتعلق بعنقه ليدخل هو الغرفة بها ويغلق خلفه الباب بطرف حذائه وهو يهمس بأذنها ويتوعد لها ان لاشئ سيمنع جموحه بها
, ٢٤ شرطة
, بعد مرور أسبوعين
, اليوم هو اليوم المنشود فبعد أصرار أكمل بتعجل الزواج أقترح عليه صقر ان ينظم الي الحفل الأسطوري الذي كان يخطط له منذ فترة طويلة ، ليقتنع أكمل ويرحب كثيرآ بلفكرة ، ولكن الى الأن صقر لم يخبر فتون بشئ ويتعمد مفاجأتها ، فهي كل ما تعلمه انه فرح أكمل وفدوة فقط
, حضرو جميعهم الى ذلك الفندق الفخم الذي سيقام به الحفل
, فكان الكل يعمل على قدم وساق ، لانتهاء قبل الوقت المحدد ومع ذلك لم تغفل فدوة عن شئ و
, أشرفت على كافة التحضيرات بنفسها وشاركتها فتون أيضآ بكل شئ وعندما حان وقت أستعدادهم أنصرفت كل منهم الى غرفة خاصة بها لتستعد للحفل
, وعند وصولها لغرفتها ظلت شاردة لبعض الوقت تتأمل من شرفة غرفتهاالأطلالة الساحرة لمياه البحر ،لتتنهد بخفوت عندما شعرت به يحتضنها من الخلف ويحاوط خصرها ويدفن وجهه بين طيات عنقها يستنشق بقوة عبق الياسمين خاصتها ، لتضع هي يدها بدورها على يده وتزيح برأسها للجهة الأخري كي تفسح له المجال أكثر
, ليهمهم هو بهدوء :
, - مالك يا تونة في حاجة ضايقتك
, التفتت له وكوبت وجهه بين يدها وهدرت بملامح هادئة :
, - أبدآ يا حبيبي بس المنظر هنا حلو اوي
, وكمان الفندق يجنن والتحضيرات بتاعة الفرح طالعة تخبل وتطير العقل
, لتطرق برأسها بعدما شعرت بحماسها الزائد وانتباهه لحديثها وهمهمت بخجل :
, - **** يسعدهم فدوة وأكمل يستاهلو كل خير
, لا يعلم لم شعر بنبرة حزن بصوتها ، ولكنه أدرك انه فعل الصواب بحقها فهي مثلها مثل اي فتاه تتمني ان يكون لها حفل زفاف تظل ذكراه مخلدة للأبد بذاكرتها
, حتي وإن لم تشعره بذلك فهو أستشف ذلك بفطنته
, خطفت قبلة عابرة من وجنته وهي تبتسم له بهدوء أشرت على الفستان الأحمر التي سوف ترتديه الموضوع على الفراش وقالت:
, - حبيبي يدوب البس علشان أروح أشوف دودو لو محتاجة حاجة
, هز رأسه بتفهم وسحبها برفق من يدها الى الداخل وهو يهتف :
, - ملكيش دعوة بدودو النهاردة معاها فوزية و البنات هيسعدوها
, وتعالي معايا انتي صحيح هتلبسي بس مش هتلبسي دة
, لتهمهم بتذمر :
, - ليه ياصقر هو مش حلو، دة ذوقك وانت اللي جيبهولي
, هز رأسه بقوة وفتح أحد الخزانات وأخرج منها ذلك الفستان الأبيض الذي أشتراه سابقآ برفقة فدوةوقال بنبرة عاشقة :
, -حبيبتي هتلبسي دة هيبقي أحلي بكتير
, شهقت هي بذهول ووضعت يدها على فمها بعدم أستيعاب وهي تتأمل ذلك الفستان فائق الجمال الذي أختطف أنفاسها لشدة بساطته وتطريزه بلألئ فضية بسيطة تضاهي لون عيناها لتهمهم بأضطراب :
, - صقر دة فستان فرح
, أمأ لها وناولها دعوة خاصة من دعوات الحفل وهتف بمشاكسة وهو يحسها بعينه على فتحها :
, - ايوة طبعآ مش عروسة لازم تلبس فستان فرح ولا انتي ايه رأيك
, أبتلعت ريقها ببطئ شديد وزاغت نظراتها بعدم تصديق ثم فتحت الدعوة لتفهم الى ماذا يرمي
, لتتهلل أساريرها عندما وجدت أسمها وأسمه بجانب أسامي العروسين وصرخت بجنون وبسعادة مفرطة وهي تندفع اليه وترتمي بأحضانه وهتفت بأمتنان :
, - انا بحبك٣ نقطة بحبك اوي يا صقر **** يخليك ليا
, ضمها هو اليه أكثر وتمتم بنبرة عاشقة وهو يمرر يده بخصلاتها الحريرية :
, - انتي لو أتمنيتي نجمة من السما هطلع وأجيبهالك يا فاتنتي
, ،وسامحيني لو كنت أجلت موضوع الأطفال بس انا مكنتش عايز أحرمك من حقك وكان نفسي أعوضك ، دي مش أنانية مني يا تونة ، بس احساسي بلذنب من نحيتك كان بيموتني علشان ظلمتك وشكيت فيكي وبرغم انك سامحتيني الا اني حسيت أني مستهلش غفرانك وكنت خايف أكون ضاغط عليكي علشان ساعدتك وتجيبي *** تحمليه المسؤلية انو السبب في أستمرارك معايا ،
, لكن دلوقتي أقدر أقولك اني عايز يبقي عندي ***** كتير منك
, عايز يبقي ليا عزوة ، انا طول عمري كنت وحيد ومليش أخوات ،
, بسبب أمي ، ياريت متحرمنيش من الأمنية دي يافتون
, كانت تستمع له ودمعاتها تنساب دون أنقطاع فهي أدركت الأن لما كان يعترض وبشدة بشأن انجاب الأطفال ، هو فعل ذلك تيمنآ بما فعلته والدته به فهي كانت تحمله مسؤلية كل شئ يحدث معها وترمي على عاتقه كافة أطماعها وحيلها وتبررها انها من أجله ، نعم الأن تفهمت كل شئ وتفهمت مخاوفه ، لكن هي ليست والدته التي لم تكن لأبيه شئ بتاتآ سوى الطمع ، فهي تعشقه حد الجنون وهو منقذها وملاذها الوحيد بتلك الحياه نعم هي غفرت له لكن برحابة صدر وبنفس راضية
, تنهدت بعمق وكوبت وجهه بيدها وقالت بنبرة حنونة وبعيون تفيض بعشقه :
, - انا بعشقك ياصقري وهفضل عمري كله بحمد **** انه كرمني بحد زيك ، انا عمري ما ندمت على جوازي منك بلعكس دة أرتباطي بيك كان أجمل حاجة حصلتلي في الدنيا وقولتهالك وهفضل أقولك لأخر يوم في عمري، عمري شعوري ما هيتغير من نحيتك انا بحبك وعمر ما كنت هحمل أطفالي منك اي ذنب علشان انا سامحتك من قلبي ومعنديش أستعداد أعيش ثانية وحدة من غيرك
, أحتضنها هو بحنان وظل يمسد على ظهرها بحنو وهمهم بتأثر :
, - انا بعشقك يا فاتنتي
, ليقاطعهم طرقات خفيضة على باب الغرفة ليفصل العناق ويخبرها بود :
, -حبيبتي دي أكيد Make-up artist والبنات اللي جين يساعدوكي علشان تجهزي للفرح ، هسيبك انا وأعملي حسابك بعد الفرح هنروح الجونة زي ما انتي كنتي عايزة وهنقضي هناك شهر عسل يجنن
, ليتناول من جيب بنطاله علبة صغيرة ويفتحها امام نظراتها المشدوهة ويخرج دبلة رقيقة من الذهب الخالص المطعم ببعض فصوص الألماس البراق ويلبسها اياها فوق الخاتم الذي أهداه لها سابقآ وناولها هي دبلته الفضية كي تلبسه اياها فوق ذلك الخاتم المحبب الى قلبه لتستجيب له وهي تبتسم بحب ليهمهم بعدها بحرج:
, - انا عارف ان موضوع الدبل دة اتأخر كتير بس معلش
, اتسعت ابتسامتها تدريجيآ بسعادة مفرطة وهي تتأمل دبلتها ثم قبلته من وجنته وهي تشعر انها بحلم جميل لا تريد ان تستيقظ منه أبدآ ليرفع هو يدها ويلثمها بحب ثم
, أنسحب بهدوء وتركها كي تتحضر للحفل
, ٢٤ شرطة
, بعد مرور عدة ساعات
, وقف هو برفقة أصدقاءه بكامل اناقته ببذلته السوداء التي زادته وسامة وجعلت طلته تخطف الانظار وظل ينتظر ظهورها بفارغ الصبر وبكل وهلة يرفع نظراته الى أعلى الدرج يتأمل تدليها من عليه
, لينكزه هاشم بذراعه ويهتف بخفة :
, - ما تجمد يا عريس خلاص هانت كلها دقايق وتبقي معاك
, ليقاطعه أكرم ساخرآ :
, -ياعم سيبه دة شكله كدة هيعرنا النهاردة انت مش شايف عامل ازاي دة مش على بعضه
, جز نواجزه وأخبرهم بنفاذ صبر :
, - بس انت وهو انتو هتقسمو عليا ولا أيه ، ووالنبي كل واحد يخليه في حاله ، متقولهم حاجة يا صقر انت ساكت ليه
, قهقه صقر وخرج عن صمته وهو يضع ذراعه على منكب أكمل وهتف :
, - سيبك منهم دول ناس فاضية
, أهم حاجة يا صاحبي انك تشلها جوة عنيك ، ولو في يوم جاتلي وأشتكت منك متلمش غير نفسك ساعتها مش ضامن انا ممكن أعمل ايه فيك
, -بصراحة يبقي حقك دول طلعو عنا علشان يتجوزو وانا كمان بقولك ياسي أكمل لو فكرت بس تزعل صاحبتي هموتك وأعبيك في أكياس
, هدرت بها مي بعدما أتت وتأبطت ذراع زوجها
, ليهدر هاشم بتفاجأ:
, - ايه الأجرام دة يا ميوش متنسيش انو صاحب عمري
, هزت رأسها بتصميم وكأنها تؤكد له ان لا شئ سيردعها عن الدفاع عن صديقتها
, ليقاطعهم أكمل بثقة متناهية وبنبرة عاشقة تخص الحديث عنها :
, -فدوة جوة عيوني وانشاء **** **** يقدرني وأسعدها
, انا تعبت اوي علشان تبقي معايا واكيد هصونها وأشلها على راسي متقلقوش
, ليقاطعهم أكرم بخفة :
, - سيدي يا سيدي على الحب و**** هعيط
, لينكزه صقر بصدره ويخبره بمغزي :
, - أنشاء بكرة فرحة هتخليك تلف حولين نفسك
, وابقى وريني يا خفيف هتعمل ايه
, ليمرر أكرم يده بخصلاته كعادة مستديمة لديه عندما يتوتر وهمهم بخفة :
, - انا عارف بصراحة انها صعب اوي يا صقر وهتطلع عيني بس أعمل ايه القلب ليه أحكام يا صاحبي، مش كنت وافقت واتجوزت معاكم بلمرة
, ليجيبه صقر بجدية :
, - أحمد **** أني وافقت على المبدء
, لكن مفيش جواز غير بعد ما تخلص دراستها
,
, ليقاطعهم هاشم ساخرآ وهو يرفع حاجبه بمشاكسة للأخر :
, - انا مش عارف ازاي انت وافقت ياصقر من الأساس انا لو منك أفكر الف مرة دة فلاتي وبتاع بنات، وأكيد واحد زيه بتجاربه دي لما بيختار لازم تكون صغيرة علشان متكنش لفت ولا دارت ويعرف يشكلها على مزاجه
, ليهتف أكمل موجه حديثه لهاشم :
, - يا عم خليك محضر خير الراجل اتغير علشانها ويمكن **** يجعلها سبب في هدايته
, ليقاطعهم صقر ساخرآ:
, - من النحية دي انا مطمن وعارف ان فرحة هتربيه من اول وجديد وخليكم شاهدين هو اللي جابو لنفسه
, ليقهقهو جميعآ بسعادة متناهية
, وبعد دقائق معدوة ظهر عمه وهم برفقته وكل واحدة منهم تتأبط ذراعه من جهة
, ليسود الصمت في الأجواءوتحتبس أنفاس صقر وأكمل معآبسبب طلتهم التي تخطف الانفاس، فكانت فدوة ترتدي فستانها الأبيض الناصع المحتشم بعض الشئ وينسدل على جسدها بأنسيابية ، ويزينه تطريز بسيط زاد من أطلالتها رقي وبساطة ، وأكتفت بوضع مساحيق التجميل بسيطة كي تبرز ملامحها الطفولية مماجعلت طلتها مذهلة
, ليتدلو الدرج بتمهل وعندما وقفو مقابل لهم سلم عمه كل منهم الى رفيق دربها بعدما هنئهم وتمني لهم السعادة
, ليسحب أكمل فدوة ويقبل جبينها بعشق تام ويهمهم بسعادة مفرطة :
, - أخيرآ بقيتي ليا ، انا حاسس اني في الجنة يا فدوتي ، **** يقدرني وأسعدك
, لتجيبه هي بخجل بعدما تصبغت وجنتها بحمرة الخجل :
, - أخيرآ يا حبيبي بقينا مع بعض ، اوعدك مفيش حاجة هتفرقنا أبدآ بعد النهاردة
, اما بلجهة الأخري أبتسم بعيون عاشقة وهو يتفحص هيأتها التي تشبه الأميرات ثم حضنها بقوة وهمهم بأعجاب شديد وهو يدفن رأسه بخصلاتها المنسابة :
, - معقول القمر دة بتاعي انا ،مش عارف المرة الكام اللي هقع في حبك يا فاتنتي
, لتفصل العناق وتهمهم وهي تغوص داخل دفئ عيناه :
, -انا مبسوطة اوى وحسة اني بحلم حلم جميل مش عيزة أصحي منه ياصقري **** يخليك ليا ليلثم جبينها ويسحبها معه كي يتقبلو التهاني والمباركات من الحضور
, لتتنهد مي بسعادة وهي تشاهد ذلك المشهد الرومانسي الذي قشعر بدنها وهي تستند برأسها على ذراع هاشم وهمهمت بمشاكسة :
, - فاكر ياهاشم يوم فرحنا
, تنهد بعمق وهتف:
, -هو دة يوم يتنسي ياحبي
, لترد هي بمشاكسة :
, -كنت مش طيقاك يا حبيبي وكان هاين عليا أقوم أهد الفرح على دماغك
, رفع هاشم جانب فمه بغيظ وهتف بمشاكسة مماثلة وهو ينظر لها بنظرات عابثة تعرف غايتها :
, - طب بقي أعملي حسابك انك ظلمتيني ولازم أخد حقي بأثر رجعي ، انا حجزت جناح في الفندق وهنقضي فيه يومين ، وقبل ما تعترضي متقلقيش ، كدة كدةأنس عند مامتك وهتاخد بالها منه انا كلمتها وفهمتها وهي رحبت جدآ
, ضحكت هي بلا فائدة وزادت من أحتضان ذراعه بحنان وهمهت بدلال:
, - هو انت علطول كدة عامل حساب كل حاجة
, أمأ لها بثقة وهو يغوص بغابات الزيتون خاصتها وهمهم بنبرة عابثة وهو يغمز لها:
, - انا لازم أخطفك كل فترة كدة ونجدد الأمجاد يا بطل، ولا أنتي عندك أعتراض
, هزت رأسها بلا وأعتلى ثغرها بسمة متيمة ثم أحتضنت ذراعه بقوةوهي تشعر برضا تام بقربه، فهو كعادته حنون ومراعي و يستغل كافة الفرص كي يغدقها بحنانه ويروح عنها ضغوط الحياه
, ليستمر الحفل الصاخب وتعم السعادة على الجميع فكل منهم نال مايستحقه بعد معاناته الخاصة
, ٢٤ شرطة
, بعد مرور خمس أعوام
, فتح عينه بتفاجأ عندما تناهي الى مسامعه ، صراخها الصادر من غرفة توأمه الغالي الذي رزقه **** بهم
, وعندما ركض الى الغرفة وجدها تجلس بلأرض وتتمسك بقدمها بألم وابنته تبكي بجانبها ليهتف هو بذعر :
, - فدوة مالك ايه اللي حصل
, رفعت نظراتها اليه وأخبرته بتلقائية وهي تذم فمها :
, - دوست على لعبة سماح من غير قصد يا أكمل ووجعتني اوي
, أنحني بجذعه ورفعها وأجلسها على الفراش كي يتفقد قدمهاوقال بحنان :
, - حبيبتي معلش بسيطة دة خربوش صغير
, ليوجه حديثه لتلك التي مازالت تبكي:
, - بتعيطي ليه يا أخرة صبري مامي كويسة مفهاش حاجة
, لتجيبه أبنته ببرائة وبحروف متكسرة وهي تكفف دمعاتها بظهر يدها :
, -انا أش بعيط على مامي انا بعيط على لعبتي اللى اتكسلت بسببها ، انا اليش دعوة لازم تجبلى غيرها
, ضحك هو بكامل صوته الرجولي على طفلته وطريقتها الطفولية لأستغلاله
, لتقاطعه فدوة بغيظ :
, -بتضحك يا أكمل ما البت طالعة شبهك وأخدة لماضتك
, ليجيبها من بين ضحكاته المستمتعة وهو يحمل أبنته على ذراعه بحنان ويقضم خدودها :
, - بقي العسل دي شبهي حرام عليكي ظلمتي البت دي كدة مش هتلاقي حد يبص في وشها
, نهضت مقابل له ووضعت قبلة عميقة بجانب فكه وأ خبرته بنبرة عاشقة :
, - هو حبيبي وحش ولا أيه، دة انت زي القمر وأجمل راجل شافته عنيا
, ليتنهد هو بعمق ويجذبها بيده الأخري ويهمس بنبرة متيمة وهو يقترب ينوي تقبيلها :
, - انا كدة هتغر يا فدوتي وأخد قلم في نفسي، ولعلمك بقي عيونك هي اللي حلوة
, -انتو بتعملو ايه يابابي انا زحلانة منك كدة بتبوس مامي أكتر مني
, هتفت بها أمل طفلته الأخري بحروف متكسرةوهي تقضم لوح الشوكلاتة الذي بيدها بشراهة ولوثت به كافة ملابسها
, أبتعد عن فدوة بيأس وهتف بعبث وهو يحمل الأخري بذراعه الأخر
, - انتو عايزين مني ايه انا مش هعرف أستفرض بأمكو ولا أيه
, انا حاسس اني متجوز تلاتة يا ظالمة
, لتصيح أمل بتذمر :
, -لأ انت جوزي انا وحدي
, لتقاطعها سماح بشراسة طفولية :
, - لا انتي وحشة هدومك مش نظيفةوهو بيحبني انا أكتر واحدة فيكو
, لتجذب وجهه اليها بقوة وتسأله :
, - أش كدة يا بابي بتحبني انا أكتر
, لتصرخ الأخري بتذمر وتجذب وجه ايضآ لها بلجهة الأخري :
, - لا انا أكتر صح
, هز رأسه بيأس وهو يطالع تلك التي تقهقه عليه بغيظ
, ليهتف كي يفض النزاع بحياد :
, - حبايبي انا بحبكم انتو التلاتة
, لتصرخ سماح بعدم رضا وهي تكتف ذراعيها على صدرها :
, - لأ ٣ نقطةاليش دعوة أختار واحدة بس
, لينظر الى فدوة ويستعطفها ان تلاحق الموقف وتسانده:
, - فدوة ابوس ايدك الحقيني بناتك هيجيبو أجلي
, لتكبح ضحكاتها بصعوبةوتتوجه لتحل النزاع بود :
, - حبايبي بابي قلبه كبير و بيحبنا كلنا،بس انتو عارفين انه بيموت في النظافة يلا أجرو على الحمام الأول وخلو الناني تساعدكم بلشاور بتاعكم، علشان بابي هيودينا الملاهي وكمان هناخد أمان ابن عمو صقر معانا
, ليصفقو بسعادة ويهتفو بفم واحد :
, - هييييييييييه هنروح الملاهي و هنشوف أمان
, ليتسابقو الى الحمام بحماس ويتركوها تنظر لأثرهم بحنان
, ليهتف هو بغيظ وهو يجلس على الأريكة:
, - بقولك الحقيني مش دبسيني يا فدوة ، وبعدين انا عايز أعرف الواد أمان دة عجبهم في ايه دة ملزق كدة وطري اوي مش شبه ابوه
, ابتسمت هي بأتساع وقالت بمشاكسة :
, - حبيبي غيران ولا ايه ،و ايه المشكلة لما ادبسك انت تطول تخرج مع جميلات عائلة الصرفي ، وبعدين دول ***** يا أكمل متكبرش الحكاية ،
, وبصراحة انا اللي هفرقع من
, بناتك، دول رخمين اوي انت جوزي انا لوحدي من قبل ما أشوف وشهم
, ليجذبها ويجلسها علي ساقه لتتعلق هي بدورها بعنقه ليهمس بوله تام وبشوق امام شفاهها وهو يعبث بأنامله بقلادتها التي لن تفارقها :
, - انتي الأصل يا فدوتي ، بقولك ايه متجيبي بوسة قبل ما يقفشونا
, لتضحك هي برقة متناهية أسرت قلبه وأمأت له بطاعة
, ، ليقترب هو منها ويقتنص شفاهها بقبلة حنونة متمهلة بث بها كل ما يختلج بصدره لتبادله هي بجرأة تعلمتها منه، وغلغلت اناملها بخصلاته القصيرة بحميمية أفقدته أخر ذرة تعقل به، ليقربها هو أكثر الى جسده ويعبث بحركات حسية بخصرها أصابتها بلتخدر وعندما صدرت منها تلك الأنات الخافتة تعمق أكثر بقبلته وأزدادت شراسته ليفصل التحام شفاههم بعد وقت ليس بقليل بعدما شعر ان الهواء نفذ من رئتيهم معآوهمس بوله وبأنفاس متهدجة وهو يستند على جبهتها بخاصته
, - لأخر نفس فيا هفضل أحبك يا فدوتي .
, ٢٧ شرطة
, كان هو بغرفة الرياضة خاصته يمارس بعض تمارين الضغط التي يستهواها
, لتقترب هي منه وعلى وجهها بسمة هادئة وهي تحتضن بيدها وعاء به كمية كبيرة من حبات الفراولة وتلتهم كل حبة به بنهم وتلذذ شديد وهي تشاهد بروز عضلاته وتقاسيم جسده بأعجاب شديد وبنظرات تعدت العشق بمراحل
, ليباغتها هو بخفة أثناء تمرينه :
, - مش عارف ليه مش مرتاحلك يا تونة، حاسس بقالك كام يوم مش مظبوطة
, لتضحك هي بنعومة وتستلقي بجواره علي الأرض وهو مازال يعلو ويهبط ويؤدي تمرين الضغط خاصته ولم يتوقف
, لتهمهم هي بعيون حالمة وهي تدس بفمه أحد ثمارات الفراولة :
, - علطول قافشني كدة ، بصراحة اه عايزة أقولك على حاجة
, امأ لها كي تتحدث وهو يمضغ ما بفمه وأعتلاها بغتة وهمهم بتسلية :
, - قولي ياتونة انا سامعك
, تحمحمت قليلآ ثم تعلقت بعنقه وهمهمت بغنج وبنبرة مدللة :
, - انا حامل يا صقري
, ابتسم هو بسعادة وهتف بتفاجأ:
, - بجد يا تونة حامل يعني هنجيب أخ او أخت ل أمان
, دة على كدة انتي وفرحة متفقين تعملوها مع بعض
, أمأت له بتأكيد وقالت بعيون حالمة :
, - ايوة انا نفسي في بنوتة يا صقر وانشاء **** لو **** كرمني هسميها على أسم دودو **** يرحمها ولو ولد هسميه على اسم بابا محمد **** يخليهولنا
, اتسعت أبتسامته وأحتضنها بقوة وهو يترحم على روح والدته التي عانت سنوات من المرض،
, ليهمهم هو بسعادة مفرطة وهو ينهض ويحملها بين ذراعيه ويدور بها بخفة:
, - انا طاير من الفرحة يا تونة ، يارب يبقو تؤام المرة دي ومش هيفرق بنت او ولد كل اللي يجيبو **** كويس ، انا بس نفسي يبقى عندي عزوة ويفضله حوليا واعتمد عليهم
, لتهتف هي بعيون حالمةوهي تتعلق بعنقه وتدس رأسها بثنايا عنقه :
, - انشاء **** ياحبيبي **** يكرمنا
, بس يارب كلهم يبقو شبهك وفي حنيتك
, ليتوقف عن الدوران ويلثم جبينها بعشق تام لترفع هي لألأها اليه بعدما صارت هائمة في قوة جسده وأحتوائه لها وتغلل تلك الرائحة الرجولية خاصته التي داعبت كافة حواسها وجعلتها تتوق له ، ليشملها هو بدفئ عيناه كعادته الحنونة ويقترب ببطئ من ثغرها يريد ان يرتوي من رحيقها وان كاد يلتقط شفاهها قاطعه هتاف أمان وهو يجذب بنطاله بقوةويتلعثم بحروف متكسرة :
, - انت شايل مامتي ليه هي مش نونو نزلها
, ليقلب صقر عينه بنفاذ صبر وينزلها ويهتف بتذمروهو مازال يحتضن خصرها :
, - انت يا ابني مش انا بسيبها تلعب معاك ومبرضاش أخدها منك ، فيها ايه بقي لما تلعب معايا مرة من نفسي
, ليهتف أمان بتذمر طفولي وهو يضرب الأرض بقدمه:
, -مليش دعوة انت بتلعب معاها أكتر مني
, لتضحك هي على غيرة أبنها الواضحة وتهمهم بحنان :
, - أمان ياحبيبي ليه ما لبستش دة أمل وسماح وأنس جاين يخدوك علشان تروحو الملاهي
, ينفع يجيو يلاقوك بهدوم النوم كدة ولسة مجهزتش
, ضيق الصغير عينه وظل يمرر يده على ذقنه كعاده مكتسبة من والده وأخبرها بمكر طفولي :
, - مامي انتي عايزاني أخرج علشان تلعبي انتي وهو من غيري صح
, باغته صقر بمشاكسة :
, - هو ٤ نقطة حد يقول على بابي حبيبه ٣ نقطةهو٣ نقطة طب تعالى بقي انت اللي جبته لنفسك يا أبو نص لسان
, ليرفعه صقر بخفه في الهواء وظل يدغدغه من جسده ، ليقهقه الصغير ويستسلم ويهتف من بين ضحكاته :
, - خلاااااااص٤ نقطةحرمت يابابي انا كنت بهز معاك هسبها تلعب معاك واروح ألبس علشان سوسو زمانها جية لينزله صقر ليركض الصغير بلمح البصر من امامه
, لتقهق فتون على صغيرها
, ليشاركها صقر ويضحك هو الأخر و يهتف بمشاكسة لصغيره:
, - سوسو مين يا أستاذ تعالى هنا
, لتقول فتون من بين ضحكاتها :
, - قصده على سماح بنت أكمل وفدوة
, ضرب صقر كف على أخر ساخرآ وهتف وهو يحاوطها من جديد :
, - الواد لسة مفعوص وبيدلعها ويقولها سوسو امال لو كبر شوية هيعمل ايه ؟؟
, لتهدء ضحكاتها تدريجيآ وتهيم به وبضحكته التي طالما أسرت قلبها وأذابتها به
, ليخبرها هو بعبث وهو يغمز لها :
, - بقولك ايه متيجي نكمل لعب
, ونستغل ان مفيش حد هيقاطعنا
, لتضحك هي بنعومة دليل على عدم أعتراضها
, ليحملها من جديد ويتوجه لغرفتهم كي يرتوي من نبع عشقها الفياض.
, ليوشمو ابطالنا على قلوبنا نهاية إغواء قلب، ولكن ليس كل الإغواء، إغواء قلب،لا فاالسلطة إغواءوالمال ايضآ إغواء ،و الحريّة والعدالة إغواء،و لكل منا إغواءاته الخاصة التي ينصاق اليها.
, (تمت بحمد ****)
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
اكون شاكر لكم لو وضعتم تفاعل على القصة مش لازم تعليق
 
روووعة متناسقة ليه مكملتش
 
  • عجبني
التفاعلات: ناقد بناء
جميلة اوي اوي اوي اوي اوي في انتظار الجديد
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%