NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

Moe90

نسوانجى بادئ الطريق
عضو
نسوانجي قديم
إنضم
8 يوليو 2022
المشاركات
17
مستوى التفاعل
37
الإقامة
العراق
نقاط
247
الجنس
ذكر
الدولة
العراق
توجه جنسي
أنجذب للإناث
ذات مساء ، توقفت كل النجوم في تلك السماء ، سكنت حركة الكون ، ثبتت حرارة الأجواء ، عصف الألم بقلب يموج فى بحار العربدة دون هدوء ، قلب منصور ، بين أحضانها الملتهبة كان يتقلب غير عابئ بلفحاتها ، كان يتجرع خمور الإثم من بين شفاهها المحترقة بنيران لعابه ، أسنانه الحادة تلتهم ما نضج من أنوثتها وطاب ، حتى توقف والدمع في عينيه ، انتبهت هى حينما رأته ينسل من بين أحضانها كالمصروع ، يحمل ثيابه في يده ليوارى عنها عريه ، يلقى فوقها بملاءة افترشاها على الأرض حتى تغطى من جسدها ما تكشف ، كله كان قد تكشف ، نظرت إليه وتعابير الرهبة تعتلى ملامحها ، كيف له أن ينهى الجولة دونما نشوة او استمتاع ! ليس هذا كل شئ ، بل إنه قد فر من بين احضانها كما لو ان هناك احد قد اقتحم خلوتهما ، لم تفهم بعد سر الدموع والفرار ، خرج من بيتها دون وداع أو وعد بلقاء آخر ، أين المسير؟ لم تكن تعلم ، لكنه يعلم ، غادر إلى صديقه الصدوق " سالم " جلس وهو يروى بالدموع قبل الكلمات : صديقى لو لم تستطع حمل همى فأخبرنى حتى أرحل ، فلم يعد لى في هذا الكون من حيلة ولا حائل بينى وبين العربدة ودروبها إلا انت ، لو لم تستطع تقويمى فاجعلنى من عذابى في حل ، بهذا بدأ حديثه وصديقه ينصت في إصغاء ، من حبها قد حرمونى ، ومن الزواج بها منعونى ، واليوم وأنا بين أحضانها تلعننى النفس ، لست أدرى كيف تغضب النفس على من أرضاها ، ولست أدرك كيف يرفض الوجد من يسعى لإطفاء نيرانه ! الكل عادانى بينما انا اليوم مهلهل النفس ممزق الوجدان حينما اقتربت ، حاولت تلبية نداء الحب الذى دب في قلبى فرأيت أننى ما لبيت ، يبدو أننى قد سلكت طريقا يملؤه الشوك وكنت اظنه يمتلئ بالشوق الذى يحتاج لتهدئة ، حاولت تهدئته وظننت اننى في صعود ، صعدت للقمة وحينما بلغتها وجدت نفسى في ادنى السفح ، بل في القاع ، تحاوطنى الذئاب ، تبارك قدومى وانحدارى وتتأهب لوضع التاج فوق رأسى ، تاج المجرمين ! اما تعلمنا أن قمة الحب هى الوصال ! فلماذا صار الوصال جحيما في القاع ! ولماذا رأيت الود قطيعة وفراقا ! أخبرنى هل ضللت الطريق حقا أم ان بنفسى دربا من الهلكة وبعقلى مس من جنون !

كان يسمع همس صديقه ، يشعر بيده تربت على كتفه ، اخترقت كلمات الصديق قلبه : الحب لو كان حبا فهو طهر وطهور يا صديقى ينقى النفس ويزيل عنها الخبث ، الحب حكمة لا جنون ، رحمة للنفس لا عذاب ، الحب أفق رحيب لا يعتريه ذلك الضيق ، طالما لم تشعر بأنس الحبيب فلست محبا وليس حبيبا ، وطالما لم تشعر بنقاء النفس والسرائر فاعلم أنك لم تكن في إحدى واحاته وجناته ، الحب خير رداء ، يحكمه المنح والعطاء ، لا يحكمه منطق الأنانية ، لى وليست لغيرى ! لا ، وأبدا لا يعنى ان تكون لى ولغيرى ، هذا منطق الشياطين ، بل إن كانت لى فسعادتها معى حقا ، وإن كانت لغيرى فلتهنأ به وليهنأ بها وليكونا من السعداء ، هكذا يقول العاشق حين يصدق ، من تمنى القرب البدنى وحده فى الحب فهو غير محب ، وهل للحب طاقات سوى بالروح ؟ تحرك ما تبقى من هوى الأبدان ، فتمحقه وتخفيه وتمحوه من الأذهان ، وهل للحب فى فى الدنيا مقر إلا فى القلوب ؟ وهل للقلب فى الأبدان من حاجة ؟ الحب هو القائد ، هو المنقذ ، هو الحاكم بأمر الطهر ، يسير فى العروق مع الدماء ، يمر بكامل الأبدان ، من المحتج ، وأيهما هو القاضى ! هل الروح ، ام الأبدان ! دعك ممن يذكر أنه بالقرب منك يراك حيث يريد ، وذاك يرى بأن البعد قد يغرب وقد تاتى ثوانى اللقيا بذات العينين فيسعد حينها القلب وينتظر اللقاء بكامل الأمل ، وهذا ربما ينسى ، وذلك ربما يهوِى الحنين به لسابع أرض ، فينسى حين يأتى الرد ، ,وذاك يرى وذاك يريد ، إرادة من ؟ وأين تراك بين اولئك وهؤلاء ؟ و كيف ترى قلبك بين كل تلك القلوب ! سأخبرك إذا تاه الجواب وحارت حروف لغتك ان تخبرك او تعبر ، خدعك القلب حينما ذكر لك رواية ملفقة أصغيت لها وانت تعرف أن المكر يحيق به واللؤم يساوره ، طهر قلبك وانصت وانتبه ، انتبه بقلب طاهر لا بعقل تديره الشهوات، انتبه حتى تبصر عيناك ما غاب عنهما ، حب الصبا لم يأمرك بالقرب بينما اليوم تقترب بكل معانى الغلظة دون شفقة أو رفق ، لم ترفق بنفسك وكنت عليها في منتهى القسوة ، فكيف بك حينما تعصف بكل معانى الحب النقى لتلوثه وتدنس كل أبطاله وتسئ لإسمه ، ارو ما جرى بقلبك لقلبى وليتنح اللسان جانبا فالألسنة كثيرا ما تزين الحديث بقبحه وتضيف عليه جماليات لا تليق به ، أما القلوب فحديثها صادق - إذا صدقت - لا يعتريه الزيف .

أطلق منصور لقلبه السراح حتى يعود به سنوات للخلف ، كنت بين العاشقين إمامهم فى درب الهوى ، يقفون خلفى أتصدرهم بكل ما حويت من سنوات لم أعرف الهوى إلا بإسمها هى جارة الحى " أمنية " وحين يقال لفظ الحب ، أرى رسمها ، وحين يقال هذا القرب ، أرى دمعى يحاصرنى ، وحين أتوه فى الذكرى أرى أن الهوى قد طاف بى بين الرياض جميعها ، ما تركت ساحة فى عشقها إلا ونزلت بها ، وما مررت بروضة من رياض المحبين إلا جلست بينهم يروون عنى وأروى عنهم ، يعرفون وأعرف أن ما فى قلبى يفوق كل ما فى قلوبهم مجتمعين ، ولننزل إلى الساحة كل فارس منا يعلن عن نفسه ويقدم ما بين يديه من سنين اولا ومن معانى ثانيا ، لم يعرفوا الهوى كما عرفته أنا ؟ وما طاف بهم مثلما طاف بى انا ، هل حرم عليهم ما حرم علىّ ، هل علمهم ما علمنى ؟ هل رباهم مثل تربيتى على يديه ؟ هل كان بينهم من بنى فى خياله مملكة وحياة كاملة مع من يحب مثلى أنا حتى صرت أعيش في مملكتى على أرض الواقع مع من أحببت ، حتى عشاق الروايات لم يفعل بهم الهوى ما فعل بى ،فاسأل كل من عشق منهم عنى سيخبرونك أن فى كل واحد منهم لمحة منى ، ما اخذت عنهم بل أراهم جميعا قد أخذوا عنى ،عذاب الهوى عند غيرى تناساه بأى طريق ، وانا من عشت قلب الضيق ، وزاد بكل أرجائى نداه حريق .

كنت اختلس الدقائق حتى أمر من امام بيتها فابتسم لها وتبتسم لى وأنا ابن الثانوية ، وكنت أواعدها خلسة وانا ابن الجامعة ، وحينما قررت الارتباط بها كانت الحرائق مشتعلة في بيتنا ، ما بين هجوم أبى عليها وعلى أسرتها والتهديدات والتلويح بالتعقب لها ، تتذكر أنت حينها يا صديقى ، استنجدت بك حتى تقنعه فلم يقتنع ، ناجيته ورجوته ان يرتدع عن هجائه فيها وفى أهلها فلم يرتدع .
منصور : يا بابا هى مالهاش دخل باللى بتقوله ده !
الأب : مالهاش دخل بإيه ؟ أمها ست منحلة ، من يوم موت جوزها وسيرتها على كل لسان ، عاوز دى تبقا جدة أولادك ؟ عاوزنى أحط إيدى في إيدها وأنا طول عمرى مثال للشرف والأمانة ونقاء السر !
الأم : يا ابو منصور ابنك مالهوش دعوة بطريقة تفكيرك دى هو حر سيبه يختار بنفسه
الأب : انتى كمان بتشجعيه يعصانى ! طب لو دخل بيتهم مش هايدخل بيتى وهاتبقا قطيعة بينى وبينه مدى الحياة ولحد ما اموت ما اشوفش وشه هنا أبدا
منصور : خلاص يا بابا ! مفيش داعى ، حقك عليا ، عمرى ما هافكر أعصاك
كاد أن يخرج عليهم بالعداء لولا ان كف لسانى عن الطلب ، وحللتها من كل العهود ، وتركت لها الطريق مفتوحا لتنعم بحياة أخرى مع أحد غيرى ، تعلمت القسوة من أبى يومها فلم تشفع دموعها عندى وهى تتوسل إلى أن أعلن الأسباب بينما الشلل يعترى لسانى كلما حاولت أن أبوح لها بما أجده !
أمنية : خلاص يا منصور ! بتبيعنى ! بتنسى كل أيامنا ؟ نسيت كل وعودك ! عملت لك إيه عشان تعمل معايه كل ده ؟
منصور : أمنية أرجوكى ، ما تضغطيش عليا اكتر من كده ، أنا تعباااااان ، تعبان من كل الدنيا
أمنية : طول عمرك كنت لما تتعب من كل الدنيا ترتاح معايه أنا ، ولو كان حزنك مالى قلبك كنت بتجينى ترمى حزنك في حضنى ويتبدل فرح ، راح فين كل ده ؟
منصور : عمره ما هايروح يا حبيبتى ، ولا عمرك هاتكونى في قلبى وعقلى إلا الضل الحنين
أمنية : حبيبتك !! ما خلاص الكلمة دى راحت وانتهت كل معانيها جوه أسبابك انت اللى رافض تعلنهالى ، أقولهالك أنا ! باباك مش موافق ! أهون عليا تقولهالى وتطلب منى استناك لحد ما يرضى عننا على إنك تقول لى خلاص كل شئ راح !
منصور : مش هاقدر اتحداه ولا هاقدر اطلب منك الانتظار لأجل غير معلوم عشان في النهاية يمر بينا العمر وكل واحد فينا في مكانه منتظر مصيره ، لا يا أمنية ، ليكى الحق تفكرى في نفسك ومستقبلك من غير ما تستنى حد
أمنية : مستقبلى ! ما خلاص ، راح المستقبل في وسط مرارة الحاضر اللى أنا عايشاه وانا شايلة ذنب مش ذنبى ولا حتى فاهمة أسباب الاتهام بيه ، كل الناس شايفين أمى بعيونهم العميا ومحدش منهم فكر ولو للحظة انه يتحقق قبل ما يبقا عنده يقين بالظنون اللى هو بيفكر فيها ، روح يا منصور لباباك وقول له انك انتصرت على نفسك وكسرت القلب اللى حبك بصدق ، قول له انك قتلت بإيدك قلب كان كل أمله إنه يشوفك سعيد ومتهنى ، ولسة كل أمنياته هى راحتك حتى لو على حساب تعاسته .

ورجعت أقبل رأس أبى ويديه لعله يرضى عنى ، تنازلت عن حبى ونشوة القرب ، ورضيت أن أكون بين المدعويين لعرسها يوم زفافها لغيرى والدمع في عينيها وفى عينى ، كان المخدر يومها انها سترتحل مع زوجها بعيدا بعيدا ولربما لن تلتقى الوجوه مرة اخرى ، وفى مستهل الخامسة والعشرين من العمر تزوجت بغيرها ، كنت اظن أن صفحات الماضى قد طواها الزمن ، لكنها لم تطو بعد ! لم أشعر بأى سعادة في زواجى ، كانت أمنية شبحا دائما يقتحم خلوتى بمفردى او مع زوجتى ، صرت أرى امنية في كل ركن من أركان الشقة ، صارت تعيش معى في قلبى وعقلى دون أن تبرحهما ، وظننت ان القدر كان بى رحيما عندما عادت إلى ، فبعد زفافى بثلاثة أشهر فاجانى اتصالها ، لست أدرى حينها لماذا سعدت به ، بل كدت أطير من الفرحة التى اجتاحت أرجاء القلب ، لا تزال حبة القلب تذكرنى ! لم تستغرق المكالمة سوى دقائق حتى نسينا كل ما كان من معاناة الأمس ، كانت تروى لى كل ليلة ما تمر به في حياتها الزوجية مع رجل لا يهتم إلا بجمع المال ، المال أمه وأبوه ، هى لا تعنى له شيئا غير لقاء في الفراش كل شهر أو شهرين ، ابنته لا تعنى له إلا ما يمنحه لها من مصروفات ضئيلة لا تليق بطفلة في مثل عمرها ، تحيا في فراغ قاتل باستثناء ما تجده من ابنتها من أنس في بعض يومها ، هكذا كانت حياتها على مدار خمسة اعوام او ستة ، استمر الحديث بيننا وطال واستطال وتطاول فتجاوزنا كل حد ، اقتحمنا كل الحصون ، اخترقنا كل الحجب ، صار حديثنا يتطرق لكل شئ ويعيث فسادا بكل أرض ، كلمات الحب صارت على اللسان في كل حواراتنا ، بعدها كان الحديث عن متعتنا لو كنا معا ، وبعد كل ذلك كان الحديث عن الخيال ، تخيلنا كل شئ حتى صرنا نستمتع بخيالاتنا ، وأفضى كل منا للآخر بما يريده ، وشهر تلو شهر ونحن نتمنى فقط ، حتى كسرنا حاجز الأمنيات فكانت الدعوة للقاء من جانبى ، لم اجد من جانبها القبول أن تأتى هى إلينا حتى كانت دعوتها لى لزيارتها في جوف بيتها في صباح يوم مشمس مبهج ، هل كان لى الرفض ؟ لا وبحق كل ما عانيت من فراقها ، بحق كل دمعة سالت من عينى لن أرفض ، وبحق كل سالفة بينى وبينها من مؤنسات الليالى سأذهب إليها وليكن ما يكون بعدها ، كانت ترتب للقاء بنفسها وهى تروى لى :
أمنية : بكرة الساعة 8 صباحا تتحرك من عندك ، المشوار مش هياخد ساعة ، توصل شارع كذا من ناحية ميدان كذا ، تالت عمارة دى عمارتنا ، رقمها 21 انا فى الدور التالت ، أول شقة على يمين السلم
منصور : طيب وجوزك بيخرج إمته وبيرجع إمته ؟
أمنية : بيخرج 8 الصبح ويرجع 8 بالليل ، وبنتى بايته عند جدتها ماتقلقش هانبقا لوحدنا
منصور : هاعد الدقايق والثوانى لحد مانتقابل واخدك فى حضنى
أمنية : حضنى هو اللى مستنيك بشوق ولهفة سنين ، تعالى اروى عطشى ليك يا حبيبى

وانطلقت فى الصباح الباكر نحو شقتها ، اتصلت بها وانا عند باب المبنى ، رأيتها تطل من شرفتها وهى مبتسمة تشير لى بالصعود سريعا ، لم أحتج لطرق الباب فقد كان مفتوحا تقف خلفه مبتسمة مبتشرة ، وبغلق الباب كان الحضن العميق الذى حمل شوق السنوات العجاف ، ضممتها لصدرى وأنا أتشفى من الحرمان ، أبتسم لعين الدنيا فى سخرية ، لم أمهلها حتى تفلت من حضنى فحملتها بين ذراعى ، وعلى أقرب أريكة وضعتها بهدوء ليكون جسدها ممددا أمام ناظرى ، كنت أروح بعينى طولا وعرضا وهى متكئة تبتسم وفى عينيها كل الدعوات للقاء محموم ملتهب ، اقتربت من وجهها أمطره بالقبلات الحارة ، لم تكن قبلات ، كانت قذائف ممتلئة بالقسوة من قهر الزمن ، أمسكت بوجهى وهى تهدئ انفعالاتى وتزيح بكفها عن جبينى ما كان من مرارة الأمس ، اليوم نحن حبيبان فحسب ، فلتفكر فى هذه اللحظات وحدها ، انهض واحملنى لتلك الغرفة ، هكذا كانت مناجاتها ، حملتها بين ذراعى واقتحمت غرفة نومها فى خطوات متسابقة لا تعرف التراجع ، لم يحدثنى القلب حينها أو يسائلنى ، لم يواجهنى الضمير ، الكل فى سبات عميق ، لم يكن فى جسدى مستيقظ غير الشهوة المتقدة المتحرّقة لجسدها ، كيف تحول الحب عندى لمتعة جسدية ! لا تسألنى يا صديقى ، أوقفتها على الأرض حتى أتمرغ فى تلك الأحضان الناعمة من جديد ، راحت مبادرة تزيل عن جسدى كل ما ارتديت ، كانت تخلع عنى ملابسى وتهندمها وتطويها فى هدوء لتضعها فوق منضدة صغيرة فى غرفتها ، وكلما أزاحت عن جسدى قطعة تقبل موضعها حتى لم يتبق غير ما يستر قضيبى ، أزاحته عنى بعنف دون مهل ، لم تهندمه أو تطويه ، ألقت به بعيدا وامتدت يداها نحو قضيبى المتصلب تداعبه .

نيران الشوق تستعر فى صدرى ، نظرات عينيها لعينى لم تمهلنى ، طار صوابى ، أمسكت قضيبى بكفى ووجهته نحو فمها ، أخذته دون تردد ومنحته بضع دقائق من الرضاعة الحقيقية حتى رق لها ومنحها ما يطفئ ظمأها ، نزعته من فمها وهى تسحب شهيقا عميقا وكل ملامح وجهها فى منتهى السعادة ، أمسكته بيدها من جديد تقبله وتقلبه ، دارت به على فمها وشفاهها واعادته لفمها تمتص كل ما علق فيه من رٍىّ ، نهضت لتعود لحضنى وضماتى من جديد ، عانقتنى وألقت برأسها على صدرى ويداها تداعب ظهرى ، اظافرها الحادة كانت تجوب أكتافى وتهبط كأنها تريد نقش علامات كذكرى لذلك اليوم ، توقفت لتنظر فى عينى وكأنها تريد أن تخبرنى أن حان دورى ، وانطلقت فى لوعة أزيح ما يستر جسدها الشهى ، لم أهندم ما نزعته او اطويه ، كنت ألقى به بعيدا ، كل شئ تناثر وتبعثر فى أرجاء الغرفة ، لم يبق فوق جسدها شئ ، نظرت إليها فى حسد لعينى لما تراه ، حبيبة القلب بين يدى ، أراها عارية لأول مرة ، تكمل لوحة فنية مبهرة ، كنت أرى بالأمس جمال وجهها فقط وكنت أذوب شوقا لقبلة من خدها ، كم كنت متواضعا فى أحلامى ! اليوم جسدها بين يدى أفعل به ما أشاء ، لكن جمال وجهها وبراءة ملامحها أعادت إلى عقلى رؤياها كحبيبة ، انكمش قضيبى قليلا ، نظرت إليه متعجبة ، كيف ينكمش وهو فى حضرة هاتين العينين الساحرتين ! كحلهما يتخطى الجفون ، رموشهما كجناحى فراشة حينما يرفرفان ليتلاقيا فى هدوء ينبعث السحر من بينهما ، وكيف الهدوء أمام هذه الملامح الشرقية الخالصة المترنمة بشعر غزلى ! كيف له أن يهدأ وهو على بعد خطوات من مركز جاذبية النساء ، بشرة الخمرية المصبوغة بخير الشمس وشعاعها ، الشعر الأسود الكثيف السارح فوق صدرها متعمدا ان يخفى عنى نهديها ، وهذا الجسد المتناسق الممشوق ، شهى نقى لم أر مثله ، أبيض اللون رقيقا ناعما بضا ، يهتز بينما هى لم تتحرك فكيف بها لو تخطو خطوتين !

تلاشت مشاعر الحب وتولى الجسد إدارة المشهد ، امسكت بقضيبى تفيقه من غيبوبته ، عانقته بكفيها ، أعادته لفمها ، لحظات ثم انتفض وانتصب طالبا السكنى فى أحشائها ، قبلاتها المتتابعة لرأسه جعلتنى لا أتحمل ، دفعتها بيدى لتنام فوق الفراش ، نامت فاتحة ساقيها ، تبدى امامى ما جئت لأجله ، عصفور يقبع بين خميلتين ، يفتح فمه فى اشتياق للغذاء ، هبطت نحوه أمد لسانى لألعق ما تبدى منه ، فتحت مشافره بيديها حتى يكون لسانى فى العمق ، توغلت وتغول اللسان للداخل ، كان أعمق مما ظننت ، لن يقيس عمقه ويعرف نهايته إلا هذا ، نمت فوق جسدها موجها قضيبى نحو العصفور ، انهمكت فى القبلات والأحضان الملتهبة بينما اتجه قضيبى بمفرده نحو اعماق فرجها ، لم يكن محتاجا لتوجيه ، كأنه يعرف الطريق او زاره مئات المرات من قبل ، كانت حركاتى بطيئة للغاية فوق جسدها ، مع نبضات القلب وشهقات الانفاس المحترقة تسارعت الحركات ، زادت قوة وحدة ، كنت أعلن الثورة على الجميع وأنا أمسك بحلماتها فى فمى ، كنت أرى وجه أبى أمامى وهو يمنعنى عن الزواج بها ، كنت أستمع لقرع طبول حفل زفافها ، كنت أرى زوجها المخدوع بينما قضيبى بداخلها ينهل من نهر متعتها العذب ، لم يزدنى ما رأيت إلا غلا فوق الغل ، ودفعا لقضيبى نحو الأعمق ، انطلقت حمم القضيب مندفعة داخل رحمها فى تناغم واطراد لم أعهده من قبل ، هدأت شهوتى وسكنت ثورتى بينما هى تعانقنى بذراعيها ، لم تسكن بعد ، طلبت المزيد والمزيد ، فلبيك حبيبتى .

وانتهى اللقاء على وعد بغيره بعد جولات من الشوق لم أحسب لها عددا ، وعدت لبيتى وأنا منهك القوى ، لم أكن أعرف سبب الفتور الذى أصابنى فى كل شئ ومن كل شئ ، ولا ذلك الملل الذى أصابنى من حديث زوجتى ، اختلت موازين الرؤية فى عينى ، لم أعد أرى الدنيا كما كانت بالأمس ، صار حديث الهاتف مع حبيبتى أمنية هو الوقود ، قلت رغبتى فى الطعام ، خف وزنى عن الأمس وصار طول قامتى يظهر بوضوح بعد اختفاء لسنوات نتيجة الوزن الزائد ، حتى ملامحى تغيرت ، زال عن وجهى بهاؤه ، اخبرتنى زوجتى بحملها الأول فلم تكن فرحتى كفرحة كل زوج بكونه اقترب من الأبوة وما تحمله من مشاعر ، وكأنى لا أستوعب من أنا ولا أين أنا ، كنت أشتهى لقاءها لكنى لم أطلبه ، كنت مكتفيا بحديثها فى كل حين عندما تتهيأ الظروف لى ولها ، مضت ستة أشهر على لقائنا الأول حتى وجدتها تهاتفنى طالبة اللقاء الثانى ، تهيأت لهذا اللقاء على مدار ثلاثة أيام كاملة ، رتبت حديثى لزوجتى ، طلبت الإجازة من عملى ، اشتريت لها الهدايا وكأنى أكافئ عاهرة تبيع الهوى ، كان اللقاء هذه المرة للمبيت ، فزوجها الغافل سيغادر فى مهمة خارج المحافظة لأسبوعين كاملين ، وابنتها ستبيت عند جدتها ليلتين ، هنيئا للعاشقين ما ينالانه من متعة بعد انقطاع ، وانطلقت نحو بيتها مرة أخرى تداعبنى ليالى الشوق فى عقلى ، كنت أرتب الساعات التى سأمضيها فى عناق مستمر يتخللها لقاءات محمومة ، كنت أنظم الوقت لنفسى فى الطريق لأجمع ما استطعت من المتعة معها فى ليلتين ، أظنهما تكفيان لنشبع الأبدان وننهى الظمأ .

وصلت لبابها وانا أتأهب لعناقها ، فتحت الباب بابتسامتها المعهودة ، أغلقت الباب وانا أغترف من حضنها ما يروينى ، وأرتوى من شفاهها بما تمنيت ، كنت اتنقل بين الشفتين وكانى أجرب طعم كل واحدة منهما ، امتدت يداى تداعبان أردافها ، ضغطت عليهما بعنف وتكرار ، كانت تبادلنى الضغط بالعناق فى قوة ، حملت عنى ما ذهبت به إليها لتلقيه على الأريكة وهى تسحبنى من يدى نحو غرفة نومها فى لهفة ، عادت تفعل كما فعلت من قبل لتزيح عن جسدى ما ارتديت ثم تهندمه ، لم أمهلها هذه المرة ، انطلقت أزيل عنها ما ترتدى وأنا أعانقها من الخلف ، أزحت عن جسدى وجسدها ما تبقى وانا أمرر قضيبى بين الردفين ، مالت وانحنت حتى اتاحت لى رؤية أشفارها من الخلف وقد لمعت مما يحيط بها من سوائل تذيب الجليد ، مددت قضيبى حتى استقر عند المدخل ، وبضغطة منها إلى الوراء دخل بسهولة ، اوقفتنى لتدير بنفسها المشهد ، كانت تصعد وتهبط وترجع وتتقدم فى محيط من السنتيمترات حتى استبد بى الشوق فضممتها وانا أضرب بكل عنف وسرعة ، تعالت انفاسها وهى تناشدنى الهدوء ، تحول صوتها لنواح فلم أتمهل ، كانت آهاتها صرخات تملأ أرجاء الغرفة ولا زال قضيبى يحترق داخل مهبلها ، ضغطت فى ثبات أكثر وأكثر حتى انطلقت قذائف المنى المحملة بمذاق الانتعاش لكلينا ، هدات حركاتى بينما لم تهدأ هى ، نزعت قضيبى فالتفتت تعانقنى وهى تفرغ غلها على شفاهى مما لاقته منى منذ قليل ، سحبتنى من يدى من جديد وأدخلتنى إلى حمام غرفتها ، سال الماء على جسدينا ليمنحنا المزيد من الطاقة والتجدد ، وفوق أرضية حمامها كان اللقاء من جديد ، لم أكن أعرف متعة اللقاء هنا قبل ذلك ، كان الماء ينهمر فوقنا بينما الغرام لا يزال مشعلا الرغبة ، لم أستطع الاستمرار حتى قذفت من جديد بداخلها ، ارتبكت برامجى لهذه الزيارة ، لابد من السيطرة ولو قليلا ، لا يمكن مضى الوقت على هذا النحو .

أنهينا حمامنا وخرجنا متعانقين تتراجع هى فى خطوتها بينما أتقدم أنا حتى بلغنا فراشها من جديد ، لم تمهلنى حتى أعتليها ، همست فى أذنى لأستريح من السفر ومن الجولتين ، حاولت النوم بالفعل امتثالا لأمرها فلم أستطع فى البداية ، لكن مع الشعور بالاسترخاء غفلت عينى لفترة قصيرة حتى استفقت على حلم مزعج ، لم أتذكره حينها ، استيقظت لأجدها لا تزال عارية أمامى ، نهضت حتى أضم جسدها الشهى من جديد ، لم تقاومنى ، سحبتها حتى بلغنا الفراش ، انطرحت بجسدها فوقه وانسدحت بجسدى فوقها وبدات جولتى الجديدة فى المتعة ، كنت أعتصر نهديها وأمسك بحلماتها وأمتص ما بها من رحيق ، طلبت منى النزول إلى الأرض ولنفترش ملاءة حتى تجرب المضاجعة بدون فراش كما كنا فى الحمام ، نزلنا فوق الملاءة واحتضنت قضيبى لتدخله بين مشافرها ، حركت جسدها للأعلى والأسفل ، صرت أدفع قضيبى وانا أتحرك فوقها ، نصف جسدى السفلى يتحرك بتلقائية ومرونة ، امتدت يدها لتضعها على ظهرى فتوقفت فجاة ، تذكرت الحلم المزعج الذى أيقظنى ، رأيتك أنت يا صديقى ، نعم انت تضع يدك على ظهرى وانا أضاجعها ثم تسحبنى من فوقها وتصفعنى مرتين ، موضع يدها فى تلك اللحظة جعلنى أسترجع الحلم ، شعرت بصفعاتك بالفعل على وجناتى ، توقفت والدمع فى عينى ، قمت ألملم ثيابى وهى فى دهشة ، لم تنطق بكلمة حتى خرجت مندفعا نحو سيارتى ، عدت بمنتهى السرعة حتى أحضر إليك وأجلس أمامك ، لم أكن أعلم ان ما أنا فيه قد يغضبك انت ، الآن فقط تذكرت ، كنت دائم النصح لى فى هذا الشأن ، لماذا نسيت كلماتك !

وبينما الصمت يملأ المكان ، أصغى منصور لهمس صديقه : نسيت ! هكذا تفعل الدنيا باللاهين ، بدعوى الحب ذهبت ، ولو كانت غيرها لاختلقت الدواعى حتى تبرر لنفسك ما سقطت فيه ، كل شئ نراه وقت المتعة المختلسة بأعيننا الجوفاء المجردة من كل غطاء ، بينما بعد نهايتها نرى بالقلوب أن ما كنا فيه لم يكن إلا المرارة والعذاب ، وحتى لو أحب القلب ما أصمه فسيستمع لنداءات الروح جبرا ، فهل تسمع ! وكيف ستقوى يا مسكين على مواجهة تلك النداءات بضعفك هذا ، نداء ضعيف جعلك تهرع إلى هنا تاركا كل ما منيت به النفس أعواما ، فكيف لو يقوى النداء ! أشفق عليك أيا صديقى مرتين ، مرة من معاناتك هذه ومرة مما ستعانيه بعد اليوم ، فلو أردت العودة لها سيفزعك صراخ روحك ، ولو أردت العودة عنها سيفجعك صراخ جسدك ، فأى الأمرين ستختار ستجد مرارته فى حلقك ، وليتنى أصلح اليوم لدعمك والوقوف إلى جوارك ، كان حبك قبل أشهر نقيا فى صيانة حتى ظننت انه فى سجن فحررته ، فأصبحت حريته سجنا لك انت ، أطلقته ليقيدك فكيف ستتحمل القيد المشتعل فى كل أرجاء جسدك ! وكيف ستفر منه وقد جعلته يحاصرك ! اذهب لاول نهر تلقاه فاغتسل فيه وعد لبيتك ، وانتبه لما ستجده من مناجاة روحك واستمع ، لا تغترب عنها وابق فى حضرتها ففى مناجاة الروح لذة أعمق بكثير من متعة الأبدان ، وحينما يتسع صدرك للمناجاة ستنعم بمتعتها وحينها ستجد الطريق .

عاد منصور وقد أسقط فى يديه وعلم أنه مقبل على معاناة أكبر من احتماله ، كانت نداءات الروح يعلو أنينها حينما يتذكر ما قد كان ، وكلما رن هاتفه فوجد رقمها يغلقه ، حتى ألقى بذلك الهاتف كله فى البحر واشترى غيره ، ظن أن علاقته بها قد انتهت ، لكن روحه لم تهدأ وكأنها مذبوحة دماؤها مسفوحة ترجو الانتقام ، كان طعامه الكفاف ، وابتسامته شاحبة كلون وجهه ، صار جسده ضعيفا متهالكا وكأنه قد جاوز السبعين ، غامت الرؤى فى عينيه حتى وضعت زوجته مولودهما الاول ، كان يشعر بالخزى كلما نظر فى عينيه ، لم يبتسم له وليده أبدا بينما كان يوزع الابتسامات على الجميع ، عاد منصور يغير حياته ويعيد ترتيب اوراقه من جديد ، كرس كل وقته لبيته وابنه ، صار ابنه الآن يمشى على قدميه دون مساعدة ، ولم يزل يرفض الابتسام له ، وكلما نام إلى جواره وحاول ضمه يتأرق طفله ويزيد بكاؤه حتى يرجع عنه ، عاش منصور أيامه فى ضيق وحزن حتى عاد يوما إلى بيته فوجد أمنية داخل شقته ، مع زوجته يتبادلان الحديث ، لا يبدو على ملابسها انها قادمة من سفر ! سلمت عليه وتبادلا الحديث ففاجأته بنبأ طلاقها وعودتها للحى من جديد ! وكأن الدنيا تأبى إلا استمراره فى براثن الرذيلة ، توقف أمام عينيها وكأنه يقول لها لن تنالى ما تريدينه ، بكى طفله واشتد صراخه حتى أشاح بعينيه عن وجهها واتجه لغرفته بينما انصرفت هى ، أربعون يوما تحاول اللقاء به على انفراد حتى كان لها ما أرادت ، كانت تتابع بيته ليل نهار حتى وجدت زوجته تغادر البيت فراحت تطرق بابه ، فتح لها وهو مندهش !

منصور : خير ، فيه حاجة ؟!
امنية : اخص عليك دى مقابلة ! عاوزة اشوفك واقعد معاك ، وحشتنى ! كنت فاكرة إنى وحشتك
منصور : أمنية مش هاينفع اللى بتعمليه ده انتى عاوزة تخربى بيتى !
امنية : انا يا منصور ؟ حبى ليك هو اللى هايخرب بيتك ؟
منصور : امنية احنا غلطنا كتير وأجرمنا كتير ودوسنا على ناس كتير مالهاش ذنب ياريت نرجع
امنية : طب انت ليك بيت وزوجة إنما أنا ؟ مافكرتش فيا حالى ازاى دلوقتى وانا مشتاقة لك ؟ ما فكرتش وجيعتى كانت شكلها إيه وانت سايبنى فى عز شوقى ليك واكلمك ماتردش وانت بتدوس على كرامتى ومشاعرى ليك !
منصور : أمنية من فضلك بقا ! المقابلة انتهت !
أمنية : بتطردنى يا منصور ؟ حاضر ، أنا مش هاسكت على اهاناتك دى أبدا بعد النهارده
منصور : اعملى اللى انتى عاوزة تعمليه
امنية : يعنى مش خايف من انتقامى ؟
منصور : انتقام نفسى منى كان أقوى من أى انتقام

خرجت أمنية وهى فى نيتها مر الانتقام ، وحينما عادت لبيتها واسترخى جسدها فوق الفراش عاودها أنين الجسد واستبد بها الحنين ، حاولت مرة أخرى ان تقترب منه فلم تستطع ، وحينما اختلت به مرة ثانية على حين غرة ضمته لجسدها وهى تطوف بقبلاتها المتوسلة على خديه وفى أرجاء وجهه ، دفعها بيديه بعيدا حتى اصطدمت بجدار الصالون ، لم تهدأ أشواقها فعادت تضمه من جديد ، كاد يستسلم لولا أنه تذكر ما كان من صراخ روحه لكن صراخ جسده بدأ يعلو ويرتفع ، زادت حرارة جسده ، كان كمن يقاوم السقوط فى البئر وهى واقف على الجمر ، عادت تقبله من جديد من شفتيه ، سمع صراخ طفله من جديد داخل غرفته بينما كانت زوجته بالخارج ، أفلت من ذراعيها وراح لولده يضمه ، لأول مرة يهدأ فى حضنه ، نام على كتفه ، وضعه فى فراشه بحنان ثم خرج ليرى هل غادرت ام لا ، وجدها تقف على سلم البيت تتحدث مع زوجته وكأنها جاءت صدفة تسأل عنها فلم تجدها ، أدخلتها زوجته إلى البيت وذهبت تعد لها مشروبا ساخنا ، همست لمنصور بحديث التهديد الصريح !

امنية : دلوقتى مراتك جت وشافتنى وانا نازلة ، طبعا قلت لها انى كنت جاية اسأل عليها ، لكن لو عاوزة اقول لها دلوقتى انى كنت معاك فى سريرك مش هاتكدبنى ! إيه رأيك ؟ أقول !
منصور : انتى إيه ! تعبان ! مش قادر اصدق ان انتى الانسانة اللى حبيتها وكنت هاعادى اهلى عشانها ! عاوزة ايه ! كفاية اللى كان ارجوكى والبيت ده ماتدخليهوش تانى
أمنية : حتى لو كلفك ده ان مراتك تعرف الحقيقة !
منصور : اسمعى ! أنا كل اللى يهمنى دلوقتى انك تبعدى عنى حتى لو كان التمن حياتى نفسها
أمنية : انت ايه اللى غيرك كده من ناحيتى ؟ انا عملت لك إيه عشان تعاملنى بالقسوة دى
منصور : احنا اتنين كنا فى يوم احباب لكن صدقينى فى لحظة فهمت انك اكبر اعدائى واقواهم ، من فضلك لو عاوزة تعملى اى حاجة اعمليها ، لكن لازم تنسى إننا نكون فى يوم مع بعض

وانتهت الزيارة ومرت الأيام ومنصور يشعر باحساس اقوى من اى متعة ، كان يرى احواله تتبدل للأحسن ، أقبل على الطعام ، ابتسامته صارت رفيقة وجهه ، عاد له بهاؤه ، استوى جسده وامتلأ من جديد ، اصبح ابنه يهدأ فى حضنه لكنه لازال لا يبتسم له ، ملأ بيته بالكتب وصار يقضى كل وقته فى العلم ، لم يعد يشغله غير ان يعرف الطريق ، طريق العودة لسكينة الروح وسلام النفس ، عام كامل مر على زيارة امنية لبيته ، حتى انطلقت من جديد تحاصره ، لقيته فى الطريق فأوقفته ، وطلبت لقاءه فى حديقة عامة ، وبعد استماتة منها فى المحاولة وافق على مضض ، وكان اللقاء بالفعل فى مكان عام !
منصور : خير ! هاتتكلمى تانى فى نفس الموضوع ؟!
أمنية : منصور انا بحبك ، مش هاممنى حياتى اللى خسرتها بس بحبك ، حس بيا
منصور : حياتك انتى ماخسرتيهاش بسببى ، لكن قولى لى ايه اللى يعوضك ؟
أمنية : نرجع لبعض تانى ، نبقا مع بعض يا حبيبى !
منصور : انا رجوع بالطريقة دى مش راجع ، عمرى ما هارجع تانى لطريق كان هايضيعنى
أمنية : وانا اللى بالفعل ضعت خلاص أعمل إيه
منصور : انا أكيد مايهونش عليا اشوفك فى معاناتك دى مهما كان انتى كنتى فى يوم حبيبتى
أمنية : حبيبى يا منصور ، كنت متأكدة انك مش ممكن تسيبنى ، انا بحبك اوى
منصور : إيه رأيك نتجوز !
امنية : نتجوز !!
منصور : أيوة نتجوز فى السر شوية ونبقا مع بعض زى ما انتى عاوزة
أمنية : انت فاجئتنى بطلبك ده ؟
منصور : فاجئتك ! ليه ؟ عشان قلت فى السر ؟
أمنية : لا مش الفكرة سر ولا علن ، بس أصلى جربت الجواز قبل كده وشايفه انه .......
منصور : هههههههههه شايفه انه إيه ؟ كملى كملى !
أمنية : بتضحك على إيه هو انا قلت نكتة ؟
منصور : طبعا نكتة ! عاوزانى عشيقك وبس لكن جواز لا ، طبعا الجواز قيود وخنقة ليكى أكيد ، قومى تعالى نروح

وانتهت المقابلة ومعها نهاية ملاحقاتها له ، عاد لبيته فوجد ابنه يذهب إليه فاتحا ذراعيه وابتسامته تملأ وجهه ، ضمه لصدره وهو يمطر وجهه بالقبلات ، لم يرض ولده الصغير أن يفارق حضنه حتى نام ، قام منصور ليكمل قراءة كتاب كان فى يده قبل أيام ، قرأه هذه المرة بعين واعية وبقلب مطمئن وروح مسالمة ، لأول مرة يعرف النوم المفاجئ وقت القراءة ، استيقظ مبتسما مبتشرا هادئ الملامح ، خرج من بيته ليذهب إلى محل الزهور ، اشترى باقة بيضاء اللون ثم حملها واتجه لصديقه " سالم " الذى استقبله بحضن دافئ يزيل عنه غبار ما يجد ، جلس يروى أمامه كل ما مر به من احداث حتى اليوم ، انتهى من حديثه ثم أنصت قليلا ليسمع همس صديقه له : حينما تتخلى النفس عن الدنايا تطهر الروح من كل ما علق بها من دنس ، هكذا عدت للطريق يا صديق ، وهكذا بدأ النقاء ، لا تتوقف مهما كانت العثرات ، لا تتردد مهما كانت المغريات ، وحتى لو كان الطريق طويلا لا تضجر من المسير فيه ، فلكل طريق نهاية ، ونهاية طريقك هذا حتما ستسعدك ، كن عونا لنفسك عليها ، وارتكز على روحك فى طلب النجاة ، ابتسم منصور وانحدرت دمعة من عينيه ثم نهض ليقبل يد صديقه ثم انصرف عائدا لبيته ليحمل معه بشريات الغد ملقيا خلف ظهره خبائث الأمس .

كان يحدث نفسه طوال الطريق بأن دنيانا تحوى من كل شئ وعلى كل لون ، وفى كل أمر سعادة وشقاء ، فقط لمن تعمق بفكره فيما يقبل عليه ، لو أنك اتخذت أى طريق ستجد فى امتداده كل ما تهوى النفس فخذ ما شئت لكن بحقه ، لا تكن متجاوزا فى نيل ما تريد ، وحدد موقفك منه من جهة إمكانية الاستغناء أو عدمها ، كل شئ يدور فى أفلاكه وحوله ما ترضى وما لا ترضى فكيف ستختار !
 
  • عجبني
التفاعلات: Tito1001 و Legnd walker
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%