NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

متسلسلة واقعية عربية فصحى مذكرات مراهقة تدخل عالم الكبار ـ حتي الجزء التاسع 5/3/2024

لو الكاتب موجود اقول له متى ستكمل قصتك هذه ولو مش موجود اقول لكل الكتاب من لديه القدرة على إكمالها فليكملها مشكورا وله هدية من المشرفين نحن في انتظاركم على احر من الجمر
 
  • عجبني
التفاعلات: Eden 123
تم اضافة الجزء الخامس
 
مرحبا بكم عزيزي الكاتب عزيزتي الكاتبة طالما قصتك في هذا القسم فيعني أنها متسلسلة فعليه حينما تريد تضيف جزء جديد عليك باتباع الخطوات التالية وهي اولا تضع الجزء الجديد في مربع الكتابة بالاسفل ثانيا تدخل على هذا الرابط
وتطلب دمج الجزء الجديد من قصتك وتكتب اسم قصتك وتكتب رقم المشاركة التي فيها الجزء أو تنسخ رابط قصتك
 
المتعة كلمات والاثارة هيجان والحب امتلاك
 
من منكم عنده القدرة على إكمال هذه القصة فضلا لا أمرا رجاءا من لديه القدرة فليتواصل مع المشرفين
أعتذر عن التأخير. هي قصتي ولا حق لأحد أن يكملها. بقية الأجزاء موجودة عندي، كل ما في الموضوع أني سافرت لأمريكا لرؤية الأبناء وبقية العائلة ولم أحمل معي الأوراق التي كتبت فيها بقية القصة. سأعود في النصف الثاني من شهر نوفمبر وأعدك أني سوف أكملها. في انتظار هذا، أتمنى لو تسعدني بقراءة قصتي الجديدة، وهي بعنوان " امرأة مبتدئة وخمسة رجال" وهي منشورة في قسم التحرر والدياثة. وشكرا لحضرتك على التجاوب والاهتمام. تشرفت بصداقتك
 
متى ستكمل قصتك هذه نحن في انتظارها على نار
أعطيتك وعدا ان أكملها في منتصف دجنبر. سانزل يومه الأربعاء 20 جزءا جديدا.. مع الاعتذار عن التاخر
 
تم اضافة الجزء السادس
 
تم أضافة الجزء السابع
 
ارفع لك القبعة يا صديقي
لغة ادبية راقية وقدرة فريدة على السرد بكل يسر و سهولة
انت في مكان و مكانة مختلفة
اشكرك يا صديقي فقد امتعتني كثيرا
 
تم أضافة الجزء الثامن
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
ارفع لك القبعة يا صديقي
لغة ادبية راقية وقدرة فريدة على السرد بكل يسر و سهولة
انت في مكان و مكانة مختلفة
اشكرك يا صديقي فقد امتعتني كثيرا
شكرا جزيلا. كلامك يعيد للكاتب الروح والأمل.. لكن أين اختفيت منذ مدة. لقد شوقتنا تعليقاتك حضورك.. هناك اقتراح تقدمت به لخلق ركن خاص بتعارف كتاب وكاتبات القصص، قصد تكوين فريق قوي، وتبادل الخبرات النصائح. وكتابة نقد فني يشرف المنتدى، ويشجع الإبداع.
احب كذلك أن ألفت انتباه حضرتك، لقصة مكتملة، موجودة في قسم التحرر بعنوان، خمسة رجال علموني معنى الحياة. سوف تعجبك أكثر، لأنها تتحدث عن نضال فتاة مع المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي. خرجت صغيرة من قرية بعيدة وأصبحت مقاومة بالصدفة.. هي في الأصل قصة واقعية. تحياتي
 
الجزء رقم 9



عندما انتهى جمال من حكايته الطويلة، أمسكت كفاه بحافتي الطاولة المربعة الشكل.. ثم عاد بظهره للوراء، مما جعل ذراعيه وكتفيه تبرزان، وبدا صدره الرياضي يتحدى كل العراقيل والأقدار.. من حق أمي أن تفكر في خلع أبي والاستغناء عن محاميه في سبيل الحصول على هذا الصدر.. فكرت في الأخبار الجديدة.. من حيث المسؤولية عما وقع، طفت كفة أبي وانخفضت كفة أمي.. لم أسمح لنفسي بالعودة لسكة التساؤلات. انتبهت لجمال الذي كان ما زال مركزا نظره في وجهي، كأنه يعرف أني لا بد أن أناقش ما سمعت قبل أن أسلم وأقتنع.. لاحظ سكوتي فقال:



= هيا بنا نعود إلى البيت الآن.

= متى أصبحت أنانيا يا جمال؟ قلت له، أنهيت كلامك لكنك لم تسمع بعد رأيي في موضوع مشروعك مع أمي..

= إن كان لديك رأي أو تساؤل في الموضوع، تفضلي

= نعم، لدي أسئلة عديدة.. أرجو أن تتقبلها بدون توتر

= اعتقدت أنك متضايقة من كثرة الجلوس بدون حركة... هيا تفضلي

= هناك في حديثك أمور كثيرة تستدعي التوضيح، سأبدأ من المشروع. أسعدني أن أمي وضعت ثقتها فيك، لأنها لن تجد أفضل منك، خاصة إذا كانت تحرص على إبقاء نشاط المكتب في السر.. كما أن فكرة تخصيص قسم من مداخيله للعمل الخيري يستحق التنويه.. لكن للأسف، يبدو أن أمي تضع شرطا شخصيا في غاية الحساسية، حين ربطت تحقيق المشروع بقبولك لرغبتها في ارتباط غرامي معك.. هو ارتباط جنسي أساسا بدون عواطف حقيقية.. وحسب معرفتي الدقيقة بك، فقد كنت دائما ترفض تلبية شهوتها. لست أدري بالضبط موقفك من هذا الشرط، هل ستقبله أم ترفضه كعادتك؟

حين تجيبني سوف أنتقل لجوانب أخرى في حديثك..

= صحيح.. أنت على حق. فقد سبب لي هذا الشرط حرجا كبيرا.. وبكل صراحة، فأنا لم أحدد إلى الآن أي موقف.. أفكر جيدا في المشروع بشكل محايد.. ثمة ظروف وضغوط تحتاج مني للتركيز كي أفكر بشكل شامل. ماذا سأربح، وماذا سأخسر؟ كيف سأنظر لنفسي في حالة قبولي لهذا الشرط؟ هل يمكنني إيجاد تبريرات ملموسة تبيح لي أن أنخرط في القبول؟ هناك إكراهات تحاصرني.. فأنا أشك، في ظل ظروفي المادية، هل سأتمكن من إكمال دراستي في المجال الطبي؟ كما أني مدين لجدك وجدتك ووالدتك كثيرا فيما وصلت لتحقيقه إلى الآن.. وأستحضر هنا، ما أحسست به من تأثر لما رايتها تبكي وتجهش وتنتحب.. وحين هددت بعصبية مفاجئة بأنها سوف تنتحر أو تغترب.. هذا المنظر يعكس مدى ما بلغته من اكتئاب وتوتر.. حالة نفسية مضطربة في أخطر المراحل.. وتساءلت مرارا كيف سيكون موقفي وإحساسي ونظرتي لنفسي لو نفذت تهديدها؟

أخيرا، لا تنسي أن المشروع قد انطلق تنفيذه فعلا.. المقر موجود، والموظفون أيضا، وتم اقتناء سيارتين رفيعتين، واحدة منهما مخصصة لي، بصفتي رئيسا للمكتب.. إضافة لإصلاح الشقة وتزويدها بكل الضروريات وتأثيث المطبخ وغرفة النوم والصالون، وتخصيص راتب سمين لي.. باختصار، أمك عملت على محاصرتي من كل الجهات، ولم يعد بيدي أي مبرر للرفض.

= يعني أنك تقبل أن تبيع نفسك في سوق الفساد بأرخص الأثمان؟ ما ذا تسمي سيدة متزوجة، تشتري لنفسها بالمال خدمات جنسية؟ أليس هذا أحد أشكال الدعارة؟

= اسمحي لي أن أنبهك أن ما ترينه أرخص الأثمان، هو بالنسبة لي فرصة للنجاح الدراسي، ولإنقاذ أمي وإخوتي من الفقر والضياع.. ألا يستحق مني هذا وحده أن أضحي بقبول الشرط الوحيد؟

= يمكنك أن تنجح بمواصلة الدراسة بنفس الشروط الحالية.. فأنت لا تدفع مقابلا ماديا للكلية، ولا للسكن.. وحتى للتنقل والأكل، أنت فقط طماع وتبحث عن تبريرات لتقبل.. أما أمك وإخوتك فيمكنهم انتظار تخرجك لتحسين أحوالهم..

= ولماذا لا أغتنم الفرصة اليوم؟ من يضمن لي أن المساعدات التي أتلقاها ستستمر؟ لا يغب عن تفكيرك أن أمك لو رفضت ستنتقم مني بقطع المساعدة.. ويبدو أيضا من العجيب أنك تتعمدين تجاهل الحالة العصبية السيئة التي تعاني منها أمك..



= أمي هي المسؤولة عن وضعيتها..

= هكذا يبدو لك، هل هي التي أوحت للمحامي حين كان طالبا أن يتزوج فتاة أخرى ويتركها وراءه مثل خروف أجرب؟ هل هي التي ارتمت في أحضانه حينما عاد؟ فكري بهدوء، ستجدين أن الحل المريح منعدم تماما.. ليس من حقي أن أتقاعس عن تقديم المساعدة المطلوبة.. صحيح أن ما عرض علي يغري، لكنك لا تعرفين كيف كانت حالتها، وهي تبكي وتنشج.. أول مرة أشاهدها عارية بلا كبرياء، انمحت صورة تلك السيدة المتعجرفة المتعالية دائما، وحلت مكانها صورة امرأة عادية تتسول الرحمة والعطف والحب المفقود من حياتها.. تصوري أنها لم تبلغ هذه الدرجة إلا بعد أن استنفدت كل الحلول الممكنة.. لقد حطمت وهددت وضربت رأسها بالجدار حتى غابت عن الوعي.. كانت تريد إلقاء نفسها من الشقة.. هددت بالقضاء على الشركة والأسرة بكاملها.. قالت إنها لن تسقط وحدها.. لا أخفي عنك أني شككت عندئذ في سلامة عقلها. كان واضحا أنها لا تكذب أو تمثل دورها بإتقان.. كان منظرها يوحي بأنها لا تشعر بخطورة ما تقول، كانت مستعدة بالفعل لأي مخاطرة.. حتى تعبيرها عن الحب كان غريبا.. قالت لي وهي تبكي بصوت مرتفع، إنها تخشى علي من القتل، وأنع إن لم يقتلني خالي فستفعل هي ذلك.. قالت إنها منذ صدمة الحب الأولى تعلمت ألا تتنازل وتسمح في أي شيء يميل قلبها إليه.. وأن تعلقها بي لا يختلف عن حرارة الصيف الخانقة.. مستعدة لإحراق الأخضر واليابس. حرارة هوجاء تفرض نفسها دون استشارة أحد، لا ترحم أحدا في طغيانها. لم تترك لي الاختيار إلا شكليا، فقد هددتني إن رفضت بالقتل أو بترحيلي من العائلة خارج الوطن، أو متابعتي قضائيا بحجج مزورة..

= لنفترض أن ما تقوله مقنع، كيف ستتم عملية الزواج هذه في الواقع؟

= قالت لي أنها تفضل بقاء الزواج في السر، لهذا فتحت ورش تحديث وتجميل الشقة. حتى المشروع تفضل إبقاءه طي الكتمان، مع تدبير الوقت ليناسب مواعيد التلاقي بيننا.. ومن المضحك حقا، أنها تفكر بعد تمرير عدد من القرارات وتنفيذ مخطط جهنمي في التخلص من المحامي وإرغام خالي على قبول هذا الزواج، خاصة إن خبت آماله وتعطل شفاؤه من مخلفات حادثة السير المعلومة.

= ألم تقل شيئا عن مخططها الجهنمي؟

= لا لم تقل، لكني حين تمعنت وفكرت جيدا في خليط ما سمعته منها، بدأت أستشف أمورا معينة، ربما تكون عازمة على تدبير صدمة للمحامي، ولوالدك أيضا.. لأنها بالتأكيد لن تقف عند مشروع مكتب الدراسات المعمارية.. اشارت بسرعة لعلاقات تحاول ربطها مع أساتذة ومهندسين في نفس التخصص، ولعلها تنوي تأسيس شركة أخرى..

= لا أظن أنها يمكن أن تفكر هكذا، لقد تعودت على الامتثال لكل ما يخطر ببال والدي، إنه مثل الخاتم في أصبعها فلماذا تستقل بشكرتها؟ أظن أنها في حالة البحث عن حيلة قوية لتبتعد عن ضغوط المحامي قبل أن تفاجئه بطرده من حياتها..

= ربما، لكنها أخبرتني أنها بدأت تربط الاتصالات مع قنوات مهمة تتحكم في دوائر القرار الاقتصادي والسياسي بالبلاد..

= ألم تذكر لك بعض الأسماء؟

= لا، لأن الكلام ورد في سياق غضبها وتعصبها، لم تكن الظروف مواتية لأسألها عن تفاصيل ما تفكر فيه.

= أعرف أمي جيدا، لن تبوح لأحد بما تسره في نفسها، فقدت الثقة فيمن حولها تماما.. لكن أظنها ستتغير وتعود لمزاجها السابق لو قبلت شرطها.. دعنا الآن منها، أريد أن أعود بك إلى قصة الحديث، كيف تصدق ما قالته لك عن أبي؟ ما هي حجتها على ما تقول؟ ألا يمكن الشك ولو بنسبة قليلة في كلامها؟ يمكن أن تكون كاذبة أو مزورة في حالة وجود وثائق، رغبتها يمكن أن تدفعها لكل الطرق التي توصلها إليك.. كيف يمرض والدي ويفقد رجولته ولا يبلغني أي خبر عنه؟ لعلها اخترعت حكاية غياب الانتصاب لتبرر بها خيانتها فقط.. هل نسيت، أنت نفسك إلى أي قدر بلغت شهوانيتها؟ ألم تكن شاهدا على تحرشاتها؟ كل ما في الأمر، أنها مصابة بمرض الهوس الجنسي، أو الهوس القهري لا غير، وهو ما يدفعها للهلوسات والادعاء والوعود والتهديدات، يجعلها مستعدة للكذب والتزوير لتحقيق رغباتها فقط.. كيف تصدق أنها ستتخلص حقيقة من عاشق مضمون، لا يهينها ولا يجعلها تتوسل أو تتسول منه لقاء لإطفاء نار الشهوة كما تفعل معك؟



= لم أكن قادرا على طرح أسئلة عميقة مثلك، غلفت الغشاوة بصري، لقد فوجئت بمنظرها البئيس غير المعهود.. كما لا أخفي أن المشروع احتكر طاقتي وتفكيري..
 
الجزء رقم 9



عندما انتهى جمال من حكايته الطويلة، أمسكت كفاه بحافتي الطاولة المربعة الشكل.. ثم عاد بظهره للوراء، مما جعل ذراعيه وكتفيه تبرزان، وبدا صدره الرياضي يتحدى كل العراقيل والأقدار.. من حق أمي أن تفكر في خلع أبي والاستغناء عن محاميه في سبيل الحصول على هذا الصدر.. فكرت في الأخبار الجديدة.. من حيث المسؤولية عما وقع، طفت كفة أبي وانخفضت كفة أمي.. لم أسمح لنفسي بالعودة لسكة التساؤلات. انتبهت لجمال الذي كان ما زال مركزا نظره في وجهي، كأنه يعرف أني لا بد أن أناقش ما سمعت قبل أن أسلم وأقتنع.. لاحظ سكوتي فقال:



= هيا بنا نعود إلى البيت الآن.

= متى أصبحت أنانيا يا جمال؟ قلت له، أنهيت كلامك لكنك لم تسمع بعد رأيي في موضوع مشروعك مع أمي..

= إن كان لديك رأي أو تساؤل في الموضوع، تفضلي

= نعم، لدي أسئلة عديدة.. أرجو أن تتقبلها بدون توتر

= اعتقدت أنك متضايقة من كثرة الجلوس بدون حركة... هيا تفضلي

= هناك في حديثك أمور كثيرة تستدعي التوضيح، سأبدأ من المشروع. أسعدني أن أمي وضعت ثقتها فيك، لأنها لن تجد أفضل منك، خاصة إذا كانت تحرص على إبقاء نشاط المكتب في السر.. كما أن فكرة تخصيص قسم من مداخيله للعمل الخيري يستحق التنويه.. لكن للأسف، يبدو أن أمي تضع شرطا شخصيا في غاية الحساسية، حين ربطت تحقيق المشروع بقبولك لرغبتها في ارتباط غرامي معك.. هو ارتباط جنسي أساسا بدون عواطف حقيقية.. وحسب معرفتي الدقيقة بك، فقد كنت دائما ترفض تلبية شهوتها. لست أدري بالضبط موقفك من هذا الشرط، هل ستقبله أم ترفضه كعادتك؟

حين تجيبني سوف أنتقل لجوانب أخرى في حديثك..

= صحيح.. أنت على حق. فقد سبب لي هذا الشرط حرجا كبيرا.. وبكل صراحة، فأنا لم أحدد إلى الآن أي موقف.. أفكر جيدا في المشروع بشكل محايد.. ثمة ظروف وضغوط تحتاج مني للتركيز كي أفكر بشكل شامل. ماذا سأربح، وماذا سأخسر؟ كيف سأنظر لنفسي في حالة قبولي لهذا الشرط؟ هل يمكنني إيجاد تبريرات ملموسة تبيح لي أن أنخرط في القبول؟ هناك إكراهات تحاصرني.. فأنا أشك، في ظل ظروفي المادية، هل سأتمكن من إكمال دراستي في المجال الطبي؟ كما أني مدين لجدك وجدتك ووالدتك كثيرا فيما وصلت لتحقيقه إلى الآن.. وأستحضر هنا، ما أحسست به من تأثر لما رايتها تبكي وتجهش وتنتحب.. وحين هددت بعصبية مفاجئة بأنها سوف تنتحر أو تغترب.. هذا المنظر يعكس مدى ما بلغته من اكتئاب وتوتر.. حالة نفسية مضطربة في أخطر المراحل.. وتساءلت مرارا كيف سيكون موقفي وإحساسي ونظرتي لنفسي لو نفذت تهديدها؟

أخيرا، لا تنسي أن المشروع قد انطلق تنفيذه فعلا.. المقر موجود، والموظفون أيضا، وتم اقتناء سيارتين رفيعتين، واحدة منهما مخصصة لي، بصفتي رئيسا للمكتب.. إضافة لإصلاح الشقة وتزويدها بكل الضروريات وتأثيث المطبخ وغرفة النوم والصالون، وتخصيص راتب سمين لي.. باختصار، أمك عملت على محاصرتي من كل الجهات، ولم يعد بيدي أي مبرر للرفض.

= يعني أنك تقبل أن تبيع نفسك في سوق الفساد بأرخص الأثمان؟ ما ذا تسمي سيدة متزوجة، تشتري لنفسها بالمال خدمات جنسية؟ أليس هذا أحد أشكال الدعارة؟

= اسمحي لي أن أنبهك أن ما ترينه أرخص الأثمان، هو بالنسبة لي فرصة للنجاح الدراسي، ولإنقاذ أمي وإخوتي من الفقر والضياع.. ألا يستحق مني هذا وحده أن أضحي بقبول الشرط الوحيد؟

= يمكنك أن تنجح بمواصلة الدراسة بنفس الشروط الحالية.. فأنت لا تدفع مقابلا ماديا للكلية، ولا للسكن.. وحتى للتنقل والأكل، أنت فقط طماع وتبحث عن تبريرات لتقبل.. أما أمك وإخوتك فيمكنهم انتظار تخرجك لتحسين أحوالهم..

= ولماذا لا أغتنم الفرصة اليوم؟ من يضمن لي أن المساعدات التي أتلقاها ستستمر؟ لا يغب عن تفكيرك أن أمك لو رفضت ستنتقم مني بقطع المساعدة.. ويبدو أيضا من العجيب أنك تتعمدين تجاهل الحالة العصبية السيئة التي تعاني منها أمك..



= أمي هي المسؤولة عن وضعيتها..

= هكذا يبدو لك، هل هي التي أوحت للمحامي حين كان طالبا أن يتزوج فتاة أخرى ويتركها وراءه مثل خروف أجرب؟ هل هي التي ارتمت في أحضانه حينما عاد؟ فكري بهدوء، ستجدين أن الحل المريح منعدم تماما.. ليس من حقي أن أتقاعس عن تقديم المساعدة المطلوبة.. صحيح أن ما عرض علي يغري، لكنك لا تعرفين كيف كانت حالتها، وهي تبكي وتنشج.. أول مرة أشاهدها عارية بلا كبرياء، انمحت صورة تلك السيدة المتعجرفة المتعالية دائما، وحلت مكانها صورة امرأة عادية تتسول الرحمة والعطف والحب المفقود من حياتها.. تصوري أنها لم تبلغ هذه الدرجة إلا بعد أن استنفدت كل الحلول الممكنة.. لقد حطمت وهددت وضربت رأسها بالجدار حتى غابت عن الوعي.. كانت تريد إلقاء نفسها من الشقة.. هددت بالقضاء على الشركة والأسرة بكاملها.. قالت إنها لن تسقط وحدها.. لا أخفي عنك أني شككت عندئذ في سلامة عقلها. كان واضحا أنها لا تكذب أو تمثل دورها بإتقان.. كان منظرها يوحي بأنها لا تشعر بخطورة ما تقول، كانت مستعدة بالفعل لأي مخاطرة.. حتى تعبيرها عن الحب كان غريبا.. قالت لي وهي تبكي بصوت مرتفع، إنها تخشى علي من القتل، وأنع إن لم يقتلني خالي فستفعل هي ذلك.. قالت إنها منذ صدمة الحب الأولى تعلمت ألا تتنازل وتسمح في أي شيء يميل قلبها إليه.. وأن تعلقها بي لا يختلف عن حرارة الصيف الخانقة.. مستعدة لإحراق الأخضر واليابس. حرارة هوجاء تفرض نفسها دون استشارة أحد، لا ترحم أحدا في طغيانها. لم تترك لي الاختيار إلا شكليا، فقد هددتني إن رفضت بالقتل أو بترحيلي من العائلة خارج الوطن، أو متابعتي قضائيا بحجج مزورة..

= لنفترض أن ما تقوله مقنع، كيف ستتم عملية الزواج هذه في الواقع؟

= قالت لي أنها تفضل بقاء الزواج في السر، لهذا فتحت ورش تحديث وتجميل الشقة. حتى المشروع تفضل إبقاءه طي الكتمان، مع تدبير الوقت ليناسب مواعيد التلاقي بيننا.. ومن المضحك حقا، أنها تفكر بعد تمرير عدد من القرارات وتنفيذ مخطط جهنمي في التخلص من المحامي وإرغام خالي على قبول هذا الزواج، خاصة إن خبت آماله وتعطل شفاؤه من مخلفات حادثة السير المعلومة.

= ألم تقل شيئا عن مخططها الجهنمي؟

= لا لم تقل، لكني حين تمعنت وفكرت جيدا في خليط ما سمعته منها، بدأت أستشف أمورا معينة، ربما تكون عازمة على تدبير صدمة للمحامي، ولوالدك أيضا.. لأنها بالتأكيد لن تقف عند مشروع مكتب الدراسات المعمارية.. اشارت بسرعة لعلاقات تحاول ربطها مع أساتذة ومهندسين في نفس التخصص، ولعلها تنوي تأسيس شركة أخرى..

= لا أظن أنها يمكن أن تفكر هكذا، لقد تعودت على الامتثال لكل ما يخطر ببال والدي، إنه مثل الخاتم في أصبعها فلماذا تستقل بشكرتها؟ أظن أنها في حالة البحث عن حيلة قوية لتبتعد عن ضغوط المحامي قبل أن تفاجئه بطرده من حياتها..

= ربما، لكنها أخبرتني أنها بدأت تربط الاتصالات مع قنوات مهمة تتحكم في دوائر القرار الاقتصادي والسياسي بالبلاد..

= ألم تذكر لك بعض الأسماء؟

= لا، لأن الكلام ورد في سياق غضبها وتعصبها، لم تكن الظروف مواتية لأسألها عن تفاصيل ما تفكر فيه.

= أعرف أمي جيدا، لن تبوح لأحد بما تسره في نفسها، فقدت الثقة فيمن حولها تماما.. لكن أظنها ستتغير وتعود لمزاجها السابق لو قبلت شرطها.. دعنا الآن منها، أريد أن أعود بك إلى قصة الحديث، كيف تصدق ما قالته لك عن أبي؟ ما هي حجتها على ما تقول؟ ألا يمكن الشك ولو بنسبة قليلة في كلامها؟ يمكن أن تكون كاذبة أو مزورة في حالة وجود وثائق، رغبتها يمكن أن تدفعها لكل الطرق التي توصلها إليك.. كيف يمرض والدي ويفقد رجولته ولا يبلغني أي خبر عنه؟ لعلها اخترعت حكاية غياب الانتصاب لتبرر بها خيانتها فقط.. هل نسيت، أنت نفسك إلى أي قدر بلغت شهوانيتها؟ ألم تكن شاهدا على تحرشاتها؟ كل ما في الأمر، أنها مصابة بمرض الهوس الجنسي، أو الهوس القهري لا غير، وهو ما يدفعها للهلوسات والادعاء والوعود والتهديدات، يجعلها مستعدة للكذب والتزوير لتحقيق رغباتها فقط.. كيف تصدق أنها ستتخلص حقيقة من عاشق مضمون، لا يهينها ولا يجعلها تتوسل أو تتسول منه لقاء لإطفاء نار الشهوة كما تفعل معك؟



= لم أكن قادرا على طرح أسئلة عميقة مثلك، غلفت الغشاوة بصري، لقد فوجئت بمنظرها البئيس غير المعهود.. كما لا أخفي أن المشروع احتكر طاقتي وتفكيري..
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%