NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

عن مجتمع الـ(بي دي إس إم ****) نتحدث !

دكتور نسوانجي

مدير
طاقم الإدارة
مدير
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
نسوانجي قديم
حاصل علي أكثر من 100000 نقطة
ناشر مجلة
إنضم
8 سبتمبر 2021
المشاركات
45,841
مستوى التفاعل
11,976
نقاط
19,211
عن مجتمع الـ(بي دي إس إم) نتحدث



### تمهيدٌ :

في الواقع أنا لا أميل على المستوى الشخصي إلى قراءة الأدبيات المكتوبة بالعربية حول الجنس والثقافة الجنسية عموماً .. لأنّ أغلبية ما وقعْتُ عليه من هذه الأدبيات المكتوبة بالعربية أعتبره _من وجهة نظري_ مغرقًا في الفكر المحافظ من جهة ، ومليئًا بالتناقضات بين المرغوب في فعله وما يراه الشخص سلوكًا لائقًا أو مقبولاً من جهةٍ أخرى ..

ولكنْ مع ذلك فبعضُ ما اطلعْتُ عليه في هذا الموقع بالذات ( مع الاحترام لجميع الأعضاء ولجميع وجهات النظر بالطبع ) قد دفعني دفْعًا لكتابة هذا الموضوع ليمثل _ من وجهة نظري أيضًا _ نظرةً علمانية تقدمية لهذا النوع من أنواع الممارسات الجنسية ... وسأحاول على قدر الإمكان أن أتدرج في طرح الأفكار ، وأن أعرض ما أمكن من وجهات النظر المتباينة ، ورأيي فيها ..
.كما أنَّ المصطلحات الإنجليزية المختلفة سأضمنها روابطَ تشير إلى المقالات المعدة لها في موسوعة الويكيبيديا ، لمزيدٍ من الاطلاع لمن يرغبُ ...

### المصطلح :

(بي دي إسم إم) هي الترجمة اللفظية العربية للاختصار الإنجليزي : **** (/ ، والذي يشير إلى ستة مصطلحات ، وليس أربعة فحسب ، فهناك حرفان يرمز كل حرفٍ منهما لمصطلحَين ، وحرفان يرمز كل حرفٍ منهما لمصطلح واحد . وهي على الترتيب :

بي B : ترمز للكلمة : Bondage (/ ، الربط أو الحيلولة دون الحركة ومن الممكن أن يكون باستخدام أداةٍ ما بقصد إحداثِ تلذذ جنسي كجزءٍ من ممارسة جنسية أكبر أو كسلوك جنسي مستقل عما سواه ..

دي D : تشير إلى مصطلحين : discipline (/ ، و Dominance (/
المصطلح الأول بمعنى العقاب ، والأخير بمعنى السيطرة .. والعقاب : هو ممارسة فعلٍ أو قولٍ ظاهرُه إيقاعُ العقابِ على شخصٍ ما بسبب شيءٍ قام به . وليس المقصود به تسلط المعاقِب على المعاقَب .. بل ممارسة يتفق عليها الطرفان - يلعب فيها أحد الأطراف دور المعاقِب ، ويلعب الطرف الآخر دورَ المعاقَب ، وتقترب أو تبتعد من المفهوم الأساسي للعقاب ، ولكنها لا تخرج عن اتفاق الطرفين ؛ فلا تصل أبدًا إلى إلزام أحدهما للآخر بشيءٍ لا يرغب فيه ( وهذا ينطبق أيضًا على سائر الممارسات التي يشملها مجتمع البي دي إس إم ) .

والمصطلح الثاني بمعنى السيطرة : ومعناها واضحٌ ، وهي أيضًا كفكرة العقاب لا تعني إتاحة الفرصة لشخصٍ ما لفعل ما يشاء بالآخر ، بل تلعب على شبح هذه الفكرة من أجل إحداث إثارة جنسية ، وتقترب أو تبتعد مما يُفْهم من كلمة ( السيطرة ) ، ولكنها لا تخرج عن موافقة واستمتاع الطرفَين بما يحدث ، وحق أيٍّ منهما في إنهاء أي سلوكٍ يُحْدِثُه الآخر في أيِّ لحظةٍ يرغبُ فيها في إيقاف ما يجري ..

إس S : تشير أيضًا إلى مصطلحَين : submission (/ و Sadism (/ />
والمصطلح الأول بمعنى الخضوع : هو الوجه الآخر للعملة التي تشمل السيطرة والخضوع ، وكما ذكرْتُ في السيطرة ، فهذا تظاهرٌ على أساسٍ جنسيّ ، وفي اللحظة التي يتصور فيها المسيطر أنه قادرٌ على فعل ما يشاء بالخاضع دون موافقته يخرج الأمر من ممارسات البي دي إس إم إلى شيْءٍ آخرَ .. فمهما كانتِ اللفظةُ موحيةً بفقدان التحكم في المصير .. فهذا مجرد استغلال للبعد الجنسي للفكرة ؛ أي أنه مجازٌ لا حقيقة .

المصطلح الثاني بالذات هو ما أرغب في الاستفاضة في الحديث عنه ؛ السادّية :
الساديّ أساسًا هو شخصٌ يجد لذة جنسية في تعرُّضِ شخصٍ آخر للألم على يديه في سياقٍ جنسيّ ، ويرتبط هذا المصطلح في المجتمعات العربية بفكرة الشخص المجرم الذي يمارس التعذيب لا من أجل انتزاع الاعترافات ولا من أجل الانتقام من المعذَّبِ .. وإنما بهدف إشباع رغباته الجنسية .. فهذا يجعله مغتصِبًا وجلّادًا في الوقتِ نفسِه .. ولا شيءَ أبشعُ من هذين !

ولكنْ في الواقع فما تعنيه اللفظة في استخدامها في المجتمع البَدْسَمِيّ ( اختصاراً بنحت (بَدْسَم) : من بي دي إس إم ) هو أيضًا مجازٌ لا حقيقة .. فأكثر الساديِّين سادّيةً في هذا المجتمع البدسميّ يستحيل عليك أن تعرفه في الطريق أو في محل عمله إذا قابلْتَه فيه ، بل يستحيل عليك أن تعرفه في غرفة النومِ حتى - ما لمْ تتفقا مسبقًا على ما ستصْنعانه وتوافقا عليه .. بل قد يكون زوجكِ أو زوجكَ من عشرين سنةً هو شخصٌ ساديٌّ ، وأنت لا علم لك بذلك ، لأنه لم يصارحْكَ بالأمر !

أيْ أن السادّيّ ..في هذا السياق ( فاللفظة تشير إلى أشياء مختلفة كما أسلفْنا) في علاقاته خارج العملية الجنسية لا يتلذذ بالألم الواقع على الآخرين ، بل تشمئز له نفسه تماماً كأي إنسان آخر ، ولا يشعر بأي رغبة في متابعة الكوارث والأوجاع التي يتعرض لها سائر البشر ، بل يحاول ما أمكنه أن يزيلَها - تماماً كأي إنسانٍ آخرَ ؛ تماماً كما أنَّ من يمارسُ الجنسَ التقليدي _ على ولعه به _ لا يعتبر أنَّ هناك أيَّ بعدٍ جنسيٍّ على الإطلاق في عمليات الاغتصاب .

بعبارة أخرى : صورة الساديّ _ في المجتمع البدسميّ_ لا علاقة لها إطلاقاً بصورة (الجوكر) في قصص (باتمان) المصوّرة !

إم M : ترمز إلى masochism (/ : المازوخية/ المازوشية / الماسوشية وهي الوجه الآخر من العملة التي تشمل السادية.. وتعني الشخص الذي يجد لذة جنسية في تعرضه للألم في سياق جنسي .. وينطبق عليها ما انطبق على السادية .. فهذا الشخصَ بإمكانه أن يكون رئيس دولة ، أو قائد جيشٍ ، ولنْ تعلم بأنه مازوخيّ حتى يخبِرَك !


### الأغلبية والأقلية ، والمقبول والمرفوض !

لو أردْنا أن نستفيض في الحديث في هذه الجزئية ، فسيتوجب علينا أن نبدأ بتعريف الجنس .. وسيتوجب علينا كذلك الحديث عن الوعي واللا وعي ، وأيضًا الحديث عن مفهوم الإرادة والجبر ، والحديث عن العلاقة بين الفرد والمجتمع - أي بعبارةٍ أخرى سيتحول الموضوع إلى درسٍ فلسفيّ .. وبما أنه لا مجال لهذا، فسنخوض خوضًا في صلْبِ الموضوع :

ما الذي تفكر فيه الأغلبية عندما تفكر في الجنس ؟
أعتقد أن الإجابة ستكون في الجنس المهبلي بين ذكر وأنثى ..
هل هناك شيءٌ آخر تُجْمِع عليه الأغلبية ؟ ربما القبلات بين فم الذكر وفم الأنثى !
شيءٌ آخر ؟ لا أعتقد !

فيما عدا ذلك فكلُّ شيءٍ آخرَ تقريباً هو محل جدالٍ ونزاعٍ واختلافٍ في التفضيلات .. وهذا شيءٌ مدهشٌ عندما تفكّر فيه !

فهناك الكثيرُ من العوامل التي تحدد ما يرغب الفردُ في صنعِه جنسيًّا ، وهذه العوامل لعلَّ بعضَها وراثيّ ، ولعل بعضها مُكْتَسَبٌ ، ولعل البعض الآخر أسهمَتْ فيه عوامل وراثية وأخرى مكتسبة ..

ثم هناك جانبٌ آخرُ يحكم تلك العوامل بخلاف الرغبة - ألا وهو مفهوم الصواب والخطأ ، سواءً اعتمد على أسس دينية ، أو أسس تقليدية متواضَعٌ عليها من قِبَل الجماعة أو المجتمع ، ، أو ما يظنّ الشخصُ أنها أسس دينية أو تقليدية ( فتحويل الجنس إلى تابوه ، جعل من العسير على كثيرٍمن الأفراد أن يدركوا ما هي الضوابط الدينية أو المجتمعية لهذا الفعل الجنسيّ أو ذاك ) أو لعل ما يحكم تلك العوامل هو أسسٌ شخصية اقتنع بها الفردُ من تلقاء ذاتِه بسببٍ أو آخرَ - وليسَتْ ذات بعدٍ ديني ولا مجتمعيّ ..
وكل هذا يصبّ في النهاية في النظرية الأخلاقية أو مبدأ الصواب والخطأ ..

وهناك عاملٌ آخرُ لعله يساهم أيضًا في تحديدِ قبول الشخص لرغباته أو رفضِها ، وهو العامل العلميّ الطبيّ ( سواءً كان المقصود بالطب الصحة الجسدية أو الصحة النفسية ) .. وإنْ كنْتُ أستبعد أن يكون هذا العاملُ له هذا الأثر الضخم ( فنظرةٌ بسيطةٌ على عدد المدخنين _ وهو سلوك يُجْمِعُ المجتمعُ الطبيُّ على خَطَرِه _ تخبرُك أنَّ الناس لا تولي صحتَها كل هذا الاهتمام ) ؛ بل في الأغلب تُسْتَدْعى الآثار الطبية النافعة أو الضارة لهذا الفعل أو ذاك _ ولعل بعضهما مختلقٌ _ كمحاولة للاستدلال على الجوانب الأخلاقية السابق ذكرها - دينيةً كانتْ أو مجتمعيةً أو شخصية ..

اضرِبْ كلَّ العوامل السابقة في الخلاط ، وسيخرج لك هذا المزيج الغريب الذي نجده الآن للخريطة الجنسية لرغبات الأفراد المختلفين قبولاً ورفضًا ! ودعْنا نبدأ هذه الحفلة الساخرة غريبة الأطوار :

سلوك رقم واحد : قيام شخصين أحدهما ذكر وأحدهما أنثى بممارسة الجنس المهبلي ، وكلاهما يرغب في هذا الفعلِ . مقبولٌ أم مرفوض ؟

الرد على سلوك رقم واحد :

على أساس الرغبة :
فالرغبة متحققة .

على أساس الأبعاد الأخلاقية - فلدينا الكثير , وهذا بعضه :

- هل هما متزوجان ؟ ويُبْنَى عليه الكثير من الاعتبارات الفرعية : دينهما ، ثراؤهما أو فقرهما ، سنهما ، درجة قرابتهما ( زواج بنات العم وبنات الخال محرم في بعض الأديان ) ، إلخ ؟

- هل هذا الزواج الذي حدث ، كان بإذن ولي أمرِها ؟ ( خلاف بين الأديان والمذاهب في جوازه بدون ولي أمر ) . وهل شهد عليه عدد كافٍ من الناس ؟ ( عرفيٌّ أم مُشْهَر ؟ )

- هل هذا الزواج مقبولٌ اجتماعيًا _ وإن كان مقبولاً دينيًّا _ أن يمارَسَ خلالَه هذا الجنس المهبلي ؟ (ومن أمثلة عدم القبول الاجتماعي مع القبول الديني في بعض الأديان : بعد أن يطلقها الطلقة الأولى أو الثانية . أو بعد كتب الكتاب ، وقبل الدخلة )

- هل هما عاريان أثناء الممارسة ؟ ( مكروه أو محرم في بعض الأديان )

- هل سيستخدمان العزلَ أو أدوات منع الحمل ؟ ( مكروه أو محرم في بعض الأديان )

- ما هو الوضع الذي يمارسان فيه هذه الممارسة ؟ ( مثالٌ على بعض الأوضاع التي تترفّع عنها بعض النساء من وجهة نظر المجتمع في فترة معينة ( من كتاب الرسائل للجاحظ ) :
قال بعضهم: كنا في مجلس رجلٍ من الفقهاء فقال لي رجل: عندك حُرّةٌ أو مملوكة؟ قلت: عندي أمُّ ولدٍ ( أمةٌ , ولكنّها أنجبَتْ من سيِّدها : فتسمَّى أمَّ ولدٍ ) ، ولِمَ سألتني عن ذلك؟ قال: إنّ الحرّة لها قدرُها فأردت أن أعلّمك ضرباً من النَّيك طريفاً. قلت: قل لي. قال: إذا صرت إلى منزلك فنم على قفاك، واجعل مخدّةً بين رجليك وركبك ليكون وطاءً لك، ثم ادعُ الجارية وأقِمْ أيرَك وأقعِدْها عليه، وتُحَوِّلُ ظهرَها إلى وجهك، وارفعْ رجليك ومُرْها أنْ تأخذ بإبهامك كما يفعل الخطيب على المنبر، ومُرْها تصعَدْ وتنزلْ عليه؛ فإنَّه شيءٌ عجيب!
فلمَّا صار الرجل إلى منزله فعل ما أمره به، وجعلت الجارية تعلو وتستفل، فقالت: يا مولاي، من علَّمك هذا النَّيك؟ قال: فلانٌ المكفوف. قالت: يا مولاي، ردّ **** عليه بصره! )

وعشرات الاشتراطات الأخرى ...

- سلوك رقم اثنان : شخصان يرغبان في ممارسة الجنس الفموي . وتنطبق عليهما الشروط السابِقُ ذِكْرُ بعضِها في سلوك رقم واحد . فهل تلك الممارسة مقبولة أم مرفوضة ؟

الرد على سلوك رقم اثنين :

على أساس الرغبة :
فالرغبة متحققة .

على أساس الأبعاد الأخلاقية ( ويلحق بها بعض الافتراضات الطبية ) :

قد يكون الأمر مرفوضًا بالكلية أو مقبولاً على مضضٍ - سواءً على أسس دينية أو اجتماعية أو حتى "طبية مفترضة" !

ومن بعضِ هذه الأسس الاجتماعية ، ما قاله الشاعر العربي القديم
:
عجبت لـ(خمرةَ) البخراءَ ؛ أنَّى ||| أقامَتْ مع مؤاجرها زماناً ؟!
وليس لأيره طولٌ . وَلَكِنْ ||| ينيكُ به ، فيُرْدِفَه لساناً
لحاه **** ؛ كيف يدسُّ فيها لساناً ربّما دَرَسَ القُرانا ؟!



- سلوك رقم ثلاثة : شخصٌ يرغبُ في ممارسة الجنس الشرجي مع زوجته وتنطبق عليهما الشروط السابِقُ ذِكْرُ بعضِها في سلوك رقم واحد. وكلا الطرفين راغبٌ في تلك الممارسة . هل هذا مقبولٌ أم مرفوضٌ ؟

الرد على سلوك رقم ثلاثة :

على أساس الرغبة :
فالرغبة متحققة .

وعلى أساس الأبعاد الأخلاقية ( ويلحق بها الافتراضات الطبية ) :

هناك من يقول بالجواز دينيًّا واجتماعيًّا - وبالطبع فهؤلاء مضطرون للتسليم بعدم وجود آثار طبية ضارة !

وهناك من يقول بعدم الجواز دينيًّا واجتماعيًّا ، أو على أساس ديني فقط أو اجتماعي فقط - وبالطبع فبعض هؤلاء سيلجأ للافتراضات الطبية التي تتحدث عن آثار سلبية على الصحة !

- سلوك رقم أربعة : شخص يرغب في ممارسة الجنس المهبلي مع زوجته وتنطبق عليهما الشروط السابِقُ ذِكْرُ بعضِها في سلوك رقم واحد. ولكنّ الزوجة غير راغبة في تلك الممارسة . مقبولٌ أم مرفوضٌ ؟

الرد المفزع على سلوك رقم أربعة :

على أساس الرغبة :
فالرغبة معدومة

على أساس الاعتبارات ( التي يفترَض أنها أخلاقية ) :

البعضُ يقول : أنه لا بأس بهذه الممارسة ، والكثيرون يقولون أنها لا تُعْتَبَرُ اغتصاباً - حتى لو كان بها بعضُ البأس ( وفي الواقع فميثاق الأمم المتحدة الذي يعتبر أي ممارسة جنسية يتعرض لها شخص رغم إرادتِه اغتصاباً .. هذه الوثيقة رفضَتْها بعض الدول العربية لأنها لم تراعِ أن المُغْتَصَبةَ قد تكون زوجة المغتصب- وعليه فليس اغتصاباً من وجهة نظرهم ! )

- ما النتيجة التي نتوصل إليها من هذا كله ؟

في الغالب تخضع الممارسة الجنسية للقبول عندما تكون محل رغبة الأكثرية ، فتتأسس كممارسة مقبولة اجتماعيًّا ودينيًّا .. ويشير اختلاف المجتمعات واختلاف المذاهب والأديان في مواقفِها من بعض الممارسات الجنسية إلى اختلاف رغبات الأكثرية فيها .. ومن ثمّ فالرفض لهذه الممارسة أو تلك يرجع في الأغلب إلى تبني نمطٍ واحدٍ مقبولٍ لممارسة الجنس- هو ما ترغب فيه الأغلبية ، وتجريم ما عداه ..

على الأقل هذا ما كان عليه الوضع حتى فترةٍ قريبةٍ ماضيةٍ .. عندما بدأ تقبُّلُ الاختلافِ في الأهواء والرغبات ، وبدأ تقبّلُ حقِّ الإنسان في ممارسة ما يرغب فيه ، وحقُّه في عدم التعرض لما لا يرغبَ فيه ..

وكان هذا ميلادَ القانون الجديد المختصر الذي سيُعْتمَدُ فيما بعد بديلاً لكل هذه العشوائية التشريعية ( إن صح التعبير ) ...

### قانون جديد لعصر جديد :

يحق للإنسان المشاركة في أيِّ سلوك جنسي ما دام أطراف هذا السلوك موافقين على ما يجري فيه - ويحق لأي منهم سحبَ موافقتِه في أي نقطةٍ شاءوا

- ما معنى هذا ؟

- معناه أن الرغبة/الإرادة/القبول ( وليس أيَّ شيءٍ آخرَ ) هي المعوَّلُ عليه في كون السلوك مقبولاً أو مرفوضًا .. مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الرغبة تروح وتجيء ، وأن منحَها في لحظةٍ ما لا يعني أنها ممنوحة للأبد ..

- معناه أننا لا نسألُ : ما الذي يقوم به هذان الشخصان أو هؤلاء الأشخاص ؟ ولا نسأل : كيف يقوم هذان الشخصان أو هؤلاء الأشخاص بما يقومون به ؟ ولا نسأل : لماذا يقوم هذان الشخصان أو هؤلاء الأشخاص بما يقومون به ؟
السؤال الوحيد المهم هو : هل أيٌّ من هذين الشخصين أو هؤلاء الأشخاص يقوم بشيءٍ ما _جزئيًّا أو كليًّا_ بخلاف إرادتِه ؟ عند الإجابة بـ(نعم) ، فهذا سلوكٌ مَرَضِيّ ينبغي تجريمُه . وعند الإجابة بـ(لا) ، فهذه لم تعدْ مشكلتَنا .. وأطراف ذلك السلوك أحرارٌ في اعتبار ما يفعلونه مقبولاً أو مرفوضًا بالنسبة لهم ، وليس بالنسبة للآخرين .

- معناه أن الزوجة التي تزوجَتْ شخصًا بموافقتِها ، يحقّ لها في أي نقطة من زواجِهما أن تمتنع عن ممارسة الجنس معه ، ويعد ممارستُه للجنس معها _رغم أنفِها_ اغتصاباً مكتملَ الأركان ..

- معناه أنّه يحقّ للفردَينِ أو الأفراد أن ينخرطوا في أي ممارسة من السابق ذكرها في تعريف مصطلح ( البي دي إس إم ) ما دام هذان الفردان أو هؤلاء الأفراد قد انخرطوا فيها بإرادتهم وقادرين على إبداء رغبتِهم في إنهاء تلك الممارسة في أي لحظةٍ منها - بحيث يُضْمَنُ عدمُ تعرّضِهم _ولو جزئيًا_ لشيءٍ لا يرغبون فيه ..

هذا " القانون الجديد " لمْ يُخْتَرَعَ بسبب رغبة واضعيه في نشر الانحلال ، أو التعفية على قِيَمِ المجتمع . بل وُضِع _أساسًا_ لأنَّ قِيَمَ المجتمع هذه ليسَتْ واضحةً حتى في ذهنِ مَنْ يدافع عنها !

لا توجد قِيَم مشتركة بين من يؤمن أن الزواج علاقة مقدسة بين رجل واحد وامرأة واحدة ، وبين من يرى أن الزواج علاقة مقدسة بين رجل واحد وامرأة، أو اثنتين، أو ثلاثة، أو أربعة !
لا توجد قيم مشتركة بين من يؤمن أن الزواج معقود في السماء كما هو في الأرض ، لا تنحلّ عقدتُه إلا بحدوث كارثة . وبين من يؤمن بقبول الزواج المؤقت لأجلٍ مسمى بمهرٍ مسمى !

لو تُرِكَتِ الفرصةُ لهؤلاء لقَتَلَ بعضُهم بعضًا - على الرغم من كونهم جميعاً يعادون هذا " القانون الجديد" .. في حين أنه لو طُبِّقَ هذا القانونُ الجديد لما حرَمَهم مِنْ فعْلِ ما يرونه متماشيًا مع عاداتِهم وتقاليدهم ..

فبمعنًى من المعاني : ربطُ الممارسات الجنسية بالرغبة والإرادة هو وحده ما يحقق لكل الأطراف ما تريده .. حتى هؤلاء الذين يريدون أن يضعوا قيوداً على ممارساتهم الجنسية لهذا السبب أو ذاك ؛ ما دام ما يفعلونه بإرادتِهم ، فليمْتنعوا عن الجنس بالكلية حتى! .. لن يلومَهم أحدٌ ، أو يصفهم بهذا الوصف التحقيريّ أو ذاك .. المشكلة في الإجبار وليسَتْ في نوعية الاختيارات .. اخترْ ما شئتَ ما ددممْتَ أنتَ مَنِ اختارَهُ ..

هذا يبدو _ على الأقل من وجهة نظري _ أكثر اتساقاً مع طبيعة العصرِ الذي نحنُ فيه ، والذي ينصّ على احترام التعددية والحق في الاختلاف ، والذي يفْصَلُ بين الحقوق المدنية العلمانية ، وبين المسئوليات الأخلاقية والأدبية والدينية التي يؤمن بها البعض ، فيعمِّمَ الحقوق المدنية على الجميع بقوة القانون ... ثم يجْعَلَ المسئولية الأدبية والأخلاقية واقعةً على عاتق الشخص نفسِه ، وليسَتْ مفروضةً عليه من الخارج .

### ماذا عن الطبيعة ؟

ولتَكُنْ محاورةً أفلاطونيةً :

- ماذا عن الطبيعة ؟

- ماذا عنْها ؟

- ألا تنصُّ الطبيعةُ على أنّ الجنسَ واجبٌ في حقّ الذكور والإناث فقط بقصد الإنجاب ؟

- هذا غيرُ دقيقٍ .. إلا إذا قصَدْنا بالطبيعة ما تقوم به الثديياتُ غير البشرية .. وحتى في تلك الصورة ، فإنه سيتوجب علينا _ لو تمسَّكْنا بالطبيعة بهذا المعنى _ رفْضُ كثيرٍ من الممارسات التي أقرَّتْها معظمُ الأديان والعادت والتقاليد ؛ لمخالفتِها للطبيعة ..

- كيف ذلك ؟

- على سبيل المثال : إذا قلْنا إنّ عدم شيوعِ ممارساتٍ ما على مستوى الثدييات غير البشرية كافٍ لبيان فسادِ هذه الممارسات لدى الإنسان ، فإنه سيتوجب علينا حينَها إلغاء القوانين التي تجرّم ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج ، لأنّ معظمَ الثدييات لا يقترن الذكر الواحد فيها بأنثى واحدةٍ فقط ..
أيضًا سيتوجب علينا اعتبار تقبيل الفم نوعاً من الانحراف الجنسي لأننا لا نشهد له مثالاً في الثدييات ، ولأنه ليس داخلاً في عملية الإنجاب ! وسنعتبر المولع بتقبيل الفم أثناء ممارسة الجنس أو خارجَها شاذٌّ جنسيًّا !!

- ولكنّ الجميع مولعٌ بتقبيل الفم ، بينما الممارسات التي يقوم بها مجتمع (البي دي إس إم) هذا - ليس الجميعُ راغبًا فيها !

- بالضبط ! فالمسألة مسألة أقلية وأكثرية كما ذكرْتُ ، وليسَتْ مسألة ربطٍ للجنس بالإنجاب ، ولا تقليدٍ للطبيعة ..

- ولكنْ لا يمكنُ أن تكونَ الأكثرية مخطئةً

- ومَنْ قال إنها مخطئة ! .. لقد انفصل الجنسُ عن الإنجاب في حقّ البشر منذ فترةٍ بعيدةٍ للغاية ... وعليه فمَنْ يرغبُ في تبادل القبلات مع شخصٍ آخرَ - فليس لأحدٍ أن يعيبَ عليه ؛ على الرغم من عدم وجود علاقة بين هذا التقبيل وبين عملية انتقال الحيوانات المنوية إلى مكان تخصيبها للبويضة !
لماذا لن يعيبَ عليه أحدٌ ؟ لأنَّ الجنْسَ عند البشرِ غيرُ مرتبطٍ بالإنجابِ .. ومِنْ ثمّ فلا مانعَ مِنْ ممارسةِ عملٍ جنسيٍّ غير ذي صلةٍ واضحةٍ بالإنجابِ .. وهذا بالضبط ما نحاول قولَه ردًّا على من يقول إن الثدييات الأخرى لا تفعل هذا الفعلَ أو ذاك ومِنْ ثمّ فمَنْ يفعله من البشرِ شاذّ ! نحن نردُّ عليهم بأنَّ البشرَ يختلفون عن الثدييات الأخرى ؛ نحن لا نملك موسماً للتزواج تذوي بعدَه الرغبةُ الجنسيةُ ، كما هو الحاصل في الثدييات الأخرى ..
كما أننا نفعلُ _ سواءً في الجنس التقليدي أو غيره _ ممارساتٍ لا علاقة لها بالإنجاب ..
كما أننا كثيرًا ما نمارس الجنس التقليدي المهبلي بين الذكر والأنثى بعدَ اتخاذِ كافّة الضماناتِ بأنه لن يقودَ للإنجابِ ! فما يُعْتَبَرُ هدفًا للثدييات الأخرى ، جعلناه نحنُ من المحاذير في بعض السياقات ؛ وكلّ ذلك بسبب عدم ربطِنا للجنس بالإنجابِ ..

أعتقد أنّ هذا كافٍ في الردّ على اعتراض الطبيعة ذلك .

### ماذا عن الألم أو الإهانة ؟

- ماذا عن الألم أو الإهانة ؟

- ماذا عنهما ؟

- كيف يتأتّى أن يرتبط الجنسُ (الذي هو مظنة الحبّ) بالألم أو الإهانة (وهما مظنّة الكُرْه) ؟ أليس في ذلك تناقضًا ؟

- لو رجعْنا للاعتراض السابق الخاص بالطبيعة ، لوجدْنا أنّ الجنسَ في الثدييات مرتبطٌ بالسيطرة والخضوع أكثرَ من ارتباطه بالمساواة ومحبة الأكفاء ... في الواقع، كثيرٌ من طقوس ما قبل الجنس/التزاوج في الثدييات والطيور تشمل استعراضَ قوّةٍ بين الذكور لإبرازِ جدارتهم بممارسة الجنس مع الأنثى المتنافَسِ عليها .. وقد انتقلَتْ هذه الفكرةُ إلى الثقافات القديمة للبشرِ ، في صورةِ الاختبارِ الذي تعقده المرأة لمَنْ يتقدّم لها من الرجال لترى أيُّهم أحقُّ بأن تخضع له ..

كما أنَّ عباراتِ الطاعة والخضوع في حق النساء لأزواجهنّ ظاهرةٌ جليةٌ في الأدبيات الدينية القديمة وفي الأعراف الاجتماعيّة .. ثم تأتي بعدَ ذلك حقيقة أنّ هذه السيطرة من الذكر أو الخضوع من الأنثى قد ارتبطَتْ _ مسبَّبَةً أو غيرَ مسبَّبةٍ _ بمفاهيم المسئولية من المسيطِرِ على الخاضع ، ثمّ يأتي بعد ذلك الثواب والعقاب بناءً على هذه المسئولية ..

- هل لي أن أقاطعَكَ هنا قبل أن تُكْمِلَ ؛ أليسَتْ هذه الممارسات تعتبر سلوكيّاتٍ تقليديّة ترفضها أنتَ وترى أنَّ على المجتمع أن يتجاوزها ؟ ومن ثمّ فالاتّكاءُ عليها لتبرير ربطِ الجنس بالألم أو بالإهانة أو بكليهما - يُعَدُّ تناقضًا ؟

- أنا لمْ أقبَلْها كسلوكيّاتٍ مبرّرة ؛ لأنني كما رفضْتُ تبرير الجنس وربطَه بالإنجابِ ، فإني كذلك أرفض تبريرَ ما يتصلُ بالجنسِ ؛ فما يُفْعلُ يفْعُلُ والسلام .. ومادامَ الأطرافُ المشاركةُ فيه راغبةُ في فعلِه فهذا ما يهمّ .

ولكنني أحاول _ مسايَرَةً لكَ _ أن أجد سببًا ما لشعورِ بعضِ الأفراد ( والمقصود بهم هنا : مجْتمَع البي دي إس إم ) بهذه الرغبة أو تلك .. وأعتقد أن منشأ هذا الشعورِ يرجع لتلك الفترة المبكرة في تاريخ البشرية .. والتي أعترف أنني مؤمنٌ أشدّ الإيمان بضرورة تجاوزِ المجتمعِ لها .. ولكني لا أمانع أن تبقى بقيةٌ منها أو من آثارِها محرِّكًا لهذا الخيال الجنسي أو ذاك - وذلك لأنني لا أربط هذه الخيالات الجنسية (ولا ممارسة الجنس نفسه ) بأي شيءٍ آخرَ ، ومن ثمّ فهو سلوكٌ معزولٌ غيرُ مبرَّرٍ ، فلا أهميّةَ لمحاولة منطقةِ ( من المنطق ) ما يحدث فيه وما يسبّبُه .. ما دام لنْ يُبْنى عليه شيءٌ ، وما دام مَنْ يمارِسُه يفعلُ ذلك باختيارِه .. وما دام كلا الطرفَينِ مستوعبٌ أنَّ ما يفعله لن ينسحبَ على أيِّ شيءٍ آخرَ سوى ممارسة الجنس.

ولْنرْجِعْ إلى مثال تقبيل الفمِّ ذلك .. لو قال لك شخصٌ ما : (أنني متزوجٌ حديثًا ، وأنا أرغب في ممارسة الجنسِ المهبليّ مع زوجتي ، ويلذّ لي ، وأراه وسيلةً للإنجاب واستمرار النسلِ ، ولكنّني فوجئتُ برغبة زوجتي في أنْ أقبِّلَ فمَها ، وعندما اندهشْتُ من هذا السلوك الجنسي الغريبِ ، صارَحَتْني بأنّ كل الناس ترغبُ في هذا . - فهل أنتَ من هؤلاء الناسِ ؟ وإن كان كذلك ، فما دافعُك لممارسة هذا السلوك ؟ وألا تشعر بالاشمئزاز من نقل لعابك إلى فم شخصٍ آخرَ والعكس ؟ وما علاقة هذا بالجنس ؟ ) كيف ستردّ على هذا الشخص ؟ .. أعتقدُ أن الردًّ المبدئيّ سيكون بمحاولة نقلِكَ لمشاعرِك حيال تقبيل الفمِ لعله يشاركك فيها بدون أن يدري ذلك ! ولكنْ عندما يستقرّ لك تماماً أنه مختلفٌ عنكَ ، وأنَّ هذا السلوك الذي يلذّ لك .. لا يمثل له أيَّ بعدٍ جنسيٍّ على الإطلاق .. ما الذي ستفعله ؟ ستحاول على الأغلب أن ترجع إلى الموسوعات التي تبحث تاريخ الجنس ، وتحاول أن تدرك متى بدأ هذا الاهتمام بتقبيل الفم يتحول إلى فعلٍ شبه مجمعٍ عليه ... وما علاقته بالجنس أكثر من غيره ..وستجد أشخاصًا يقولون أنّ فضْلَ تقبيلِ الفمِ على تقبيلِ سائر الأعضاء هو أنَّ تقبيل الفم يتشارك فيه الشخصان بنفس القدرِ لأن مصدر التقبيل هو الفمِ ! ولكنَّ هذا لا يحلّ المشكلة ، فما الدافع إلى تقبيل سائر الأعضاء أيضًا ؟ بل ما الدافع إلى التقبيل أساسًا ؟ وإذا كان هناك علاقة للتقبيل بالجنس ، أفليس الأولى بالتقبيل هو الأعضاء الجنسية نفسِها التي هي مظنّة الارتباط الوثيق بالجنس ؟ فإذا كان هذا هكذا ، فلماذا تحرّم بعضُ الأديان والتقاليد الاقترابَ بالفم من أعضاء الجنس ؟ بل تعدّ ذلك سلوكاً دنيئًا ، ووضعًا للفم الطاهر وللسان الطاهر في مواضع النجاسات ؟!

وإذا أردْتَ أن تردّ ردًّا علميًّا على ذلك الشخص الذي لا يشاركك رغبتُكَ في القُبَلِ الفمويّة .. فلعلّك تقولُ برأيِ مَنْ يرى أنّ نشأة هذا السلوك الجنسي لها علاقة بفجر التاريخ البشريّ عندما كان الاغتصابُ هو النهجَ المعتبرَ لممارسة الجنس ، وربما كان تقبيلُ الفمِ نوعًا من منع الضحية من فضح المغتصبِ ، ثم انتقل هذا العمل من الإجبار إلى رغبة الطرفين فيه ، ونُسِيَ أصلُه !
أو لعلك تقول إن التقبيل كلَّه ( سواءً كان تقبيلاً للفم أو لغير الفم .. وكذلك الشمّ ) لهما علاقةٌ بالاستنكاه ؛ نوعٌ من تجريب الذكر لجدارة الأنثى بأن تحملَ منيَّه ، وأبناءَه بعدَ ذلك ... ثمّ ترقَّتِ البشريةُ عن هذه الأفعال الهمجية ، وبقي الفعلُ _غيرَ مسبَّبٍ _فعلاً جنسيًّا يلذّ للناس !

باختصارٍ : لقد قطعَتِ البشريّة أشواطاً في الترقي والتمدن وطلبِ أسبابِ الحضارةِ .. وصار من الصعبِ _إن لمْ يكنْ من المستحيل_ أن نعرف لماذا بالضبط نشأ هذا السلوك الجنسي أو ذاك .. بل إن السلوك الجنسيّ الأكثر وضوحًا في بيان سببه ، وهو الجنس المهبليّ بين ذكرٍ وأنثى .. صار معظمُ من يمارسه يستخدم وسائل العزل ؛ مخافةَ أن يؤدي الجنس ( الذي لم يعد مُسَبَّبًا ) إلى الإنجاب ( الذي كان هو السبب في ممارسة ذلك الفعلِ _أصْلًا _قبل ترقي البشرية ! )

وعليه ، فكلُّ ما علينا فعلُه هو ضمان ألا تقع أيُّ ممارسة جنسية دون إرادة الأفراد المنخرطين فيها ، ثم الأسئلة الثلاثة (ماذا ؟ ، كيف ؟ ، لماذا ؟ ) لمْ تعدْ ذاتَ جدوى في هذه النقطة من تاريخ البشرية ؛ فعلينا ألا نشغلَ أنفسَنا بها ..
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%