NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

شهامه اوصلتني لحب الدكتوره

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Alwnsh

نسوانجى مخضرم
نسوانجي متفاعل
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
14 مارس 2022
المشاركات
1,217
مستوى التفاعل
2,370
نقاط
1,847
الجنس
ذكر
الدولة
مصر
توجه جنسي
أنجذب للإناث
الحلقة الأولى
عرفتها فى يوم ممطر ، كانت واقفة تحت شجرة و انا راجع من شغلى بالموتوسيكل و الطريق كان شبه فاضى ، و من غير ما اقول شهامة و لا غيره ، لكنى من بعيد شوفتها و الهدوم مبلولة .

حسيت انى هاستمتع لما ابص عليها بمنظرها ده ، هديت و انا باقرب ناحيتها و فعلا شكلها و الهدوم المبلولة ما خيبش ظنى ، فضلت اهدى اهدى لحد ما وقفت لان الموتوسيكل بطل منى من غير قصد ، و ما كنتش متوقع منها انها تيجى من غير حتى دعوة منى ليها بانها تركب ورايه لكن هو ده اللى حصل ، ركبت ورايه و هى بتشكرنى و بتشكر شهامتى اللى ما قصدتهاش ، مسكت فى البلوفر من الجوانب و قلت لها مشوارك فين ؟ قالت لى على المكان فى قرية بعد قريتى ، فضلت ماشى على الاسفلت بهدوء لحد ما بدات اسوق فوق طريق ترابى كان كله حفر و مطبات و هنا بدأت تمسك فيا جامد لحد ما فى مطب منهم حسيت بخدها على ضهرى من غير ما تقصد ، وصلت بيها البيت اللى كان فى مدخل القرية ما كانش جوة البلد اوى و صممت انى ادخل شوية لحد ما المطرة تهدى .

حاولت اعتذر و اتعلل بان ورايه مشاوير او هاتاخر لكنها أصرت و حلفت ما هامشى الا لما المطرة تهدى ، فى النهاية وافقت و بطلت الموتوسيكل و كان بيتها له مدخل على الشارع فيه برانده و المدخل التانى كان على السلم يعتبر فى جنب البيت ، قالت لى تعالى هات الموتوسيكل هنا فى المدخل التانى ، كان بيتها مكون من 3 ادوار لقيتها بتطلع السلم و بتدخلنى شقة الدور التانى ، قالت لى ثوانى و هارجع اعمل لك حاجة تشربها ، لحد هنا و انا عادى مفيش اى حاجة فى دماغى ، الا لحظة الدفا اللى حسيت بيها و هى شبه نايمة بخدها على ضهرى ، قعدت فى اوضة الانتريه و كان فيها شباكين ، منهم واحد بيطل على منور و التانى بيطل على الشارع , و من شباك المنور سمعت كل حاجة تحت لما نزلت ,

سمعت صوت بنات بتستقبلها ماما كنا قلقانين عليكى اوى ، تعالى غيرى هدومك احسن تبردى ، سادت لحظات من الصمت شوية و بعدين لقيتها بتقول لبناتها انا هاطلع انام فوق شوية عشان تعبانة من المشوار و المطرة ، و شوية و لقيتها بتدخل الشقة و دخلت عندى فى الانتريه ، قالت لى انت نورتنا يا استاذ إإإإإإإإإ ، قلت لها ياسر ، قالت لى و انا صفاء ، تحب تشرب إيه ؟ قلت لها شاى .

كانت ست كل ملامحها سكسى ، عيونها و خصلة كانت باينة من شعرها الاسمر على جبينها بتقول انها عندها زوق عالى اوى و اهتمام زايد بنفسها و بجمالها ، مشيت فى هدوء على المطبخ و بصيت على عودها اللى اصبح اكثر حرية فى خطواتها و لقيتها زى الغزال ، طويلة و ميلفاية رائعة ، جسمها متناسق مع طولها اوى زى ما تكون عارضة ازياء .

جابت الشاى و جت قعدت معايه و بصت من الشباك اللى على الشارع و قالت يااااه ده المطرة بتزيد اوى يا ياسر و الارض بقت عجينة شكلك مش هاتعرف تروح انت منين ؟ قلت لها على البلد قالت لى جنبنا يعنى طب كويس مايجيش كيلو يعنى ممكن تمشيها ، ابتسمت و قلت لها لا ما تقلقيش انا باعرف امشى فى قلب الماية بالموتوسيكل ، ضحكت و قالت لى انت شهم و طيب اوى يا ياسر ، بتشتغل ايه ؟ قلت لها فى الفرن الآلى اللى فى المركز عند السوق كده ، قالت لى ياااه يعنى خرجت من الدفا للبرد و المطرة كده و مع ذلك وقفت عشان توصلنى ؟ قلت لها ده اقل واجب يا مدام ماكانش ينفع اسيبك واقفة فى البرد و المطرة دى . ابتسمت و قالت لى كلك زوق و شهامة يا ياسر اشرب الشاى ، شربت الشاى و انا متوتر و قلقان و عمرى فى حياتى ما اتحطيت فى موقف زى ده قبل كده و لا قعدت مع واحده ست غريبة لوحدنا فى عمرى كله على مدار 24 سنة .

سرحت فى اى حاجة ممكن تحصل زى ان جوزها يدخل علينا او حد من ولادها يطلع و يدخل الشقة و ساعتها هاقول ايه ؟ قاطعت صفاء افكارى و قالت لى عاوزة اقولك حاجة بس مكسوفة منك ، قلت لها ابدا اتفضلى ، قالت لى انا عاوزة اكافأك بأى حاجة على جدعنتك معايه ممكن تقبل منى دول و طلعت حوالى عشرين جنيه بتديهوملى و هى بتقول طبعا انت موقفك ما يتقدرش بأى تمن لكن معلهش حاجة بسيطة اهه ، ساعتها فعلا نقح عرق الشهامة عليا و كرامتى وجعتنى اوى ، قمت واقف و قلت لها كده برضه يا مدام صفاء ؟ بقا هو ده جزائى ؟ حضرتك كده بتشتمينى و انا لو كنت عملت اللى عملته عشان منتظر مكافأة يبقا انا مش راجل و لا عندى ددمم ، بعد اذنك انا هامشى ، لقيتها قالت لى معلهش حقك عليا انا ما قصدتش ازعلك ده انت واجبك ما يتقدرش انا بس قلت جايز يكون الموتوسيكل عاوز بنزين او حاجة صدقنى انا ما قصدتش اى اهانة معلهش سامحنى حقك عليا و لقيتها قربت عليا و بتبوس راسى .

وقتها حسيت كانى اتكهربت من شعر راسى لرجلى و سرت القشعريرة فى جسمى اللى عمره ما لمس واحده ست ، فضلت واقف ساكت و عيونى مغيبة و زى ما اكون شارب ، رجلى ما قدرتش تشيلنى و حسيت برعشة قوية مش عارف من البرد و لا من البوسة ، قعدت مكانى و هى بصت عليا باندهاش من رد فعلى او باندهاش من تصرفها و قعدت قدامى و قالت لى خلاص مسامحنى بقا ؟ رديت بصوت مخنوق فى حنجرتى و قلت لها مفيش اى حاجة خلاص ، قالت لى المطرة برة شكلها بتزيد و انت مش هاتخرج الا لما المطرة تبطل خالص و الجو يهدى .

كان المغرب بيقرب و الليل بدأ يدخل ، قالت لى طب ممكن بقا تجيب هدومك انشفهالك بالمكوة و لا هاتقول فى دى كمان ما ينفعش ؟ قلت لها لا أبدا مفيش داعى قالت لى لا معلهش انا ما استحملتش افضل بهدومى و هى غرقانة قوم ادخل الحمام و ياسيدى حخليك جوة لحد ما انشفهالك اتفضل ، قوم بقا ما تعملش فرق كده ، حسيت ان هدومى فعلا محتاجة تنشف لانى كنت بدأت ارتعش بشكل فظيع ، مشيت قدامى و وجهتنى للحمام و كان واضح من شكل البيت و من الفرش الفاخر اللى مالى الشقة انها ست غنية و عيشتها رايقة .

دخلت الحمام و قلعت هدومى و لحسن الحظ انى كنت لابس هدوم كتيرة فالداخلى ما اتبلش و اللى كان مبلول البلوفر و القميص و البنطلون و الكلسون كان على خفيف بس قلت مش مشكلة ده ، خبطت على الباب فتحت سنة كده واديتها الهدوم قالت لى دقايق و اجيبهوملك ، فضلت فى الحمام لحد ما لقيتها بتخبط و بتناولنى الهدوم ناشفة و زى الفل ، لبستها و سرحت شعرى من جديد و غسلت وشى و هى لما سمعت صوت الحنفية لقيتها بتخبط و جايبة لى الفوطة شكرتها و نشفت وشى و خرجت .

قالت لى تعالى بقا نقعد فى الصالة ، و شغلت التليفزيون و جابت قناة كان عليها فيلم قديم و قالت لى اصل انا باحب الافلام القديمة اوى انت ايه رأيك يا ياسر ؟ قلت لها انا كمان باحبها ، قالت لى ازاى مع ان عمرك 24 سنة ، قلت لها عرفتى منين ؟ ارتبكت و قالت لى اصل المحفظة كانت فى البنطلون و وقعت ع الارض و البطاقة خرجت منها بالصدفة و انا بارجعها قريت بقا و عرفت كمان انك خريج كلية التجارة و مش متجوز ، فجأة خطرت ببالى فكرة انها ممكن تكون حطت الفلوس تانى فى المحفظة خرجت المحفظة من جيبى و بصيت فيها و فعلا لقيت فيها فلوس زيادة روحت مطلعهم و مديهوملها و قلت لها و بعدين معاكى بقا هو انتى ليه مصممة تحرجينى و تجرحى كرامتى ؟ فضلت تحلف انها ماحطتش فيها اى حاجة بعد ما راجعت تانى مع نفسى افتكرت ان الفلوس دى كنت واخدهم الصبح من واحد جارنا عشان اجيب له دوا مخصوص من صيدلية فى المركز لكن المطرة خلتنى نسيت ، لما بصيت لها و لقيتها لسة زعلانة و بتحلف قلت لها حقك عليا معلهش انا اصلى غلطت فى الحساب ، قالت لى لا انا بجد زعلت منك انت شكاك اوى كده ليه ؟ قلت لها طب عشان خاطرى ما تزعليش ، و بحركة عفوية منها و كانها تعرفنى بقالها سنين قالت لى و نبرة الدلع فى صوتها : تؤ ، انا مخاصماك .. وقتها حسيت تانى بالكهربا بتمشى فى عروقى و الدم بيجرى و جسمى بدأ يطلع بخار من السخونة ، رديت انا كمان على نفس الخط و قلت لها و انا مبتسم و كانى اعرفها من سنين انا كمان و قلت لها : اوعى تزعلى لان انا ممكن ارمى نفسى من الشباك دلوقتى اهه لو فضلتى زعلانة ، ده الدنيا كلها تزعل و انتى لأ ، و فضلت مكمل و عملت حركة لطيفة كده روحت ضارب نفسى قلم و قلت لها اهه لازم اربى نفسى ازاى افكر انك عملتى كده ، لقيتها انفجرت ضحك و قالت لى يخرب بيت عقلك ده انت بتعرف تهزر اهه ، يعنى هى كلمة مخاصماك دى هى اللى فكت عقدة لسانك ؟ قلت لها معلهش اعذرينى انا اول مرة حد ما يعرفنيش يعاملنى بثقة زى ما انتى اتعاملتى معايه ، قالت لى : ده علشان انت فعلا تستاهل الثقة يا ياسر تعرف ان انت اول راجل يدخل البيت ده بعد سفر جوزى ، انا عايشة هنا انا و بناتى الاتنين لوحدنا من سنين لكن اللى مطمنى ان بيت اهلى على بعد شارعين مننا و دايما يطلوا علينا من وقت للتانى ، قلت لها : هو جوز حضرتك مسافر فين ؟ قالت لى : فى النمسا ، بيشتغل هناك فى مستشفى ، قلت لها هو دكتور ؟ قالت لى : لا هو اخصائى تحاليل و انا كمان كنا معاه انا و البنات لحد سنتين فاتوا لكن لما البنات كبروا خوفت عليهم بقا عندى سارة 16 سنة و يارا 14 سنة و قلت ارجع عشان انت عارف اوروبا خطر عليهم فى السن ده و هما حلوين ، رديت بتلقائية و قلت لها أكيد طبعا حلوين ، قالت لى : ليه أكيد ؟ قلت لها : يعنى لما مامتهم تبقا بالجمال و الشياكة دى يبقا اكيد هما حلوين الامور دى اصلها وراثة ، ضحكت و قالت لى كلك زوق ، تعرف انا كتير كنت باتعرض هناك لسخافات كتير اوى ، بجد العيشة هناك صعب على اى ست شرقية ، قلت لها : انا فاهم طبعا ، لكن ما قلتيش بقا كنتى فين النهارده ساعة ما انا شوفتك ؟

قالت لى : انا لما رجعت من النمسا فتحت هنا معمل تحاليل فى المركز برضه قريب من شغلك و بعدين و انا مروحة مالقيتش مواصلات زى ما انت عارف فضلت اتمشى تحت الشجر لحد انت ما وقفت لى و ابتسمت و قالت لى : انت ما اتغديتش طبعا ، قلت لها : لا ، قالت لى : و انا كمان ، قلت لها لو احنا مش فى المطرة دى كنت عزمتك على الغدا و ضحكت ، قالت لى : طب ما احنا فيها اهه البنات بيجهزوا الغدا دلوقتى ، هانزل اجيب لك حاجة تاكلها ولا دى كمان فيها مشكلة ؟ قلت لها لا أبدا ده يبقا كرم منك .

كنت انا فى اللحظات دى حاسس انى عاوز اقعد اطول فترة ممكنة و قلت فى نفسى طول ما هى مش قلقانة و لا حاسة ان فيه اى مشكلة و انا فى الشقة يبقا انا كمان عادى ، بابص على ترابيزة قدامى لقيت التليفون روحت عليه لانى ما كنتش شلت موبايل وقتها لسة كانت الموبايلات اكبر من طموحى ساعتها ، اتصلت بوالدى و والدتى فى البيت و قلت لهم انى عندى وردية تانية فى الفرن و هاتأخر شوية ، لقيت والدتى بتقول لى لو ماعرفتش تروح يا حبيبى فى المطرة دى بات فى الفرن اهه دفا و ابقا ارجع الصبح عشان ما تتزحلقش ، رنت فى دماغى كلمة امى ، أبات ؟! أبات فين ؟ هنا ؟ حاضر يا امى ما تقلقيش لو ما جيتش الليلة دى يبقا هاجى الصبح خلاص ، مع السلامة يا حبيبتى .

طلعت صفاء بعد شوية و هى جايبة الغدا و حطت الصينية و قالت اتفضل بالهنا و الشفا و لقيتها سايبانى و ماشية ، قلت لها : ايه ده هو انا هاكل لوحدى و لا ايه ؟ قالت لى : لا ازاى ده انا قلت للبنات انى هاطلع اكل فوق عشان ناكل سوا ، ده انا هادخل المطبخ اجيب كوباية مية بس ، رجعت و قعدت تاكل معايه حسيت انها مش بتاكل دى كانت بتمسك المعلقة بشكل يعكس رقتها و جمال طبعها و زوقها الراقى و انا حاولت اتخلى عن طريقتى فى الاكل و اقلدها ، و اثناء الاكل سألتها عن بناتها و تعليمهم و هى سألتنى عن حياتى و دراستى و ليه ما اشتغلتش فى وظيفة .

سألتنى انت بتقبض كام فى الفرن ؟ قلت لها باقبض 400 جنيه قالت لى ايه ده بس ؟ قلت لها رضا ، قالت لى طب باقولك ايه ؟ قلت لها : نعم ، قالت لى ما تيجى تمسك لى المعمل و هاتقبض 1000 جنيه ، رفضت و قلت لها : انا متشكر جدا ليكى ده الحقيقة زوق و شياكة فى المعاملة ما قابلتش زيهم ابدا ، انا مبسوط فى الفرن ، قالت لى : انت كل حاجة تفسرها عكس ما انا باقصد ليه ؟ انا فعلا عاوزاك انت تدير المعمل عشان انا شايفاك محل ثقة و بعدين انت شايف اهه يوم زى النهارده خلانى شكلى هايجيلى برد و مش عارفة اخد بالى من البنات اللى انا رجعت بيهم من النمسا و بسبب المعمل حاسة انى مقصرة معاهم ، بص انت قول موافق و مش هاتندم ، قلت لها : بس انا ماعنديش اصلا خبرة فى المعامل و لا اعرف اشتغل فيه ازاى .. قالت لى: خبرة فى ايه هو انت فاكر انك هاتاخد عينات و تحللها انت ؟ انت بس هاتديره و تشرف عليه و تاخد بالك منه ، بص يا ياسر هناك اللى بيعملوا الحاجات دى و هاتشوف بنفسك انت هاتشتغل فى تخصصك مش انت خريج تجارة ؟ هاتشتغل فى تخصصك و اللى انا باعمله فى المعمل مالهوش علاقة بالتحاليل انا هاعملك كل حاجة و انت شكلك شاطر و هاتتعلم بسرعة ، شهر بالظبط و هاتبقا انت الكل فى الكل هناك ، وافق بقا يا ياسر عشان خاطرى ، قلت لها طب و الفرن ؟ قالت لى بكرة تروح تخلص كل حاجة و تسيبه لو فى حيازتك اى حاجة تخصه سلمها و عدى عليا فى المعمل انت عارف طريقه ، قلت لها طبعا عارفه انا اصلا باعدى عليه فى الراحة و الجاية ، قالت لى خلاص بكرة تعمل زى ما قلت لك صدقنى انا محتاجه لانسان مخلص زيك و عنده اخلاق و كرامة و امانة و اهه تريحنى بقا و اتفرغ لبناتى انت عارف ان هما فى مرحلة خطر دلوقتى ، قلت لها : حاضر انا من بكرة هاسيب الفرن و اجيلك على المعمل ،

و فى لحظة حسيت ان الشقا اللى انا كنت فيه فى الفرن و العذاب اللى كان جوايه هاينتهى ، كنت دايما اقول لنفسى انا قضيت 16 سنة تعليم عشان فى الاخر اشتغل فى حاجة متعبة زى دى و مالهاش علاقة باللى اتعلمته ، و الحسرة اللى كنت باشوفها فى عيون امى و ابويه و انا راجع قدامهم مهدود حيلى من الشغل و ازاى كنت عاجز حتى انى اجهز لى شقة لان المرتب ضعيف ، و بصيت ليها لقيتها بتبص لى و تقولى لى : ايه سرحان فى ايه يا عم ؟ انا باكلمك ، قلت لها : هه ، معلهش اصلى افتكرت حاجة ، هو حضرتك كنتى بتقولى ايه ؟ قالت لى : كنت باسألك هاتيجى بكرة امتى المعمل ؟ قلت لها على الساعة 10 كويس ؟ قالت لى : خلاص اتفقنا ،


و احنا بنتكلم سمعنا صوت المطرة بتزيد و البرق بينور الدنيا كأنها نهار ، و صوت الرعد زى القنابل .. قالت لى : و بعدين يا ياسر كده مش هاينفع تروح و الجو كده ، بص الشقة دى اصلا فاضية محدش بيدخلها غيرى انا و انا هاقولك حاجة تخليك فاكرها كويس ، انت من اول ما شوفتك و انا حاسة انك انسان مهذب و اخلاقك عالية و عمر نظرتى ما تخيب فى بنى آدم و انا هاقولك حاجة كمان البيت ده من النهارده بيتك و هاتدخله كتير بعد كده طبعا لما تدير الشغل و انا مش هاتكسف منك و اخاف احسن نظرتك ليا تتغير ، لا ، انت زى اخويه الشقة تحت امرك و انا كده كده بانام تحت فى اوضتى و الشقة دى لما جوزى ييجى من السفر بس بنقعد فيها ، و ياعم لو انا مش واثقة فيك اكيد انت كمان مش هاتكون واثق فيا ، انا عشت فى اوروبا مع ناس ما عندهومش اى حواجز لكن قدرت ابنى لنفسى حاجز يخليهم يعرفوا ان فيه حدود ، قلت لها : لا ارجوكى مش واثق فيكى ازاى بس ؟ حضرتك فوق راسى و انا يشرفنى طلب زى ده لكن الناس و كده و البنات منظرى مش هايبقا حلو ، قالت لى : بص البنات مش بيخرجوا من باب الشقة اللى تحت الا على المدارس و انا و انت هانخرج الصبح بعد هما ما يخرجوا و محدش له عندنا حاجة و انت شايف اقرب جيران لينا على مد البصر اهه يعنى براحتك خالص ثم ان لو حد حتى شافك هو هايشوفك خارج و انا معاك على الموتوسيكل يعنى هاتوصلنى ، و لا يرضيك اقف استنا عربية و اتأخر و انا معايه مفاتيح المعمل ؟ قلت لها : لا ما يرضينيش طبعا ، كلامها طمنى و حسيت انها طيبة او فعلا ثقتها فيا زيادة و انى معنديش مشاكل فى انى ابيت عندها ، قلت لها : خلاص انا ما اقدرش ارفض لان فعلا كنت حامل هم هاروح ازاى و الحقيقة حضرتك بتأسرينى بجمايلك عليا و باتمنى انى اقدر اردهالك فى يوم من الأيام ، قالت لى : انت اللى جمايلك فوق راسى هاسيبك بقا تاخد راحتك و زى ما قلت لك البيت بيتك و اتحرك بحريتك خالص و انا هانزل للبنات و ابقا قوم انت اعمل لنفسك شاى ، قهوة اللى تحبه ، و شاورت لى على اوضة و قالت لى دى اوضة النوم اهه حلوة و مريحة بس معلهش هتنام بهدومك بقا لان مفيش هنا اى هدوم رجالى عشان جوزى زى ما انت عارف مسافر و انا رجعت من سنتين و هو ما نزلش مصر من ساعتها ، قلت لها : لا خالص مفيش مشكلة أبدا اتفضلى حضرتك .

و نزلت و سابتنى و انا فى دماغى دوامة افكار ، معقول فيه ناس كده ، معقول هاسيب الفرن اخيرا و اشتغل شغلانة فل و مرتبها هايل زى دى ، الف جنيه بحالهم ( المبلغ ده وقتها كان مبلغ ما بياخدهوش موظف بقاله 30 سنة شغال ) ، كانت الساعة تقريبا 8 مساءً و فضلت قاعد اتفرج على التليفزيون لحد ما جالى النوم ، قمت بهدوء و دخلت على اوضة النوم اللى قالت لى عليها و لقيت السرير اللى اول مرة اشوفه عريض و واسع و لمست المرتبة بايدى لقيتها طرية اوى روحت داخل تحت البطانية بهدوء و نمت نوووووم عمرى ما شوفته فى حياتى لدرجة انى ما صحيتش الا على الساعة 9 الصبح و كان اجمل صباح فى حياتى ، و السبب هو ..
 
  • عجبني
  • حبيته
التفاعلات: العمده المصري, الضاحك الباكى, الساحر الرمنسى و 4 آخرين
بداية مبشرة بقصة ملحمية
بانتظار باقي الاجزاء وارجو انك متتأخرش علينا يا غالي
 
  • عجبني
التفاعلات: الضاحك الباكى و Alwnsh
الحلقة الأولى
عرفتها فى يوم ممطر ، كانت واقفة تحت شجرة و انا راجع من شغلى بالموتوسيكل و الطريق كان شبه فاضى ، و من غير ما اقول شهامة و لا غيره ، لكنى من بعيد شوفتها و الهدوم مبلولة .

حسيت انى هاستمتع لما ابص عليها بمنظرها ده ، هديت و انا باقرب ناحيتها و فعلا شكلها و الهدوم المبلولة ما خيبش ظنى ، فضلت اهدى اهدى لحد ما وقفت لان الموتوسيكل بطل منى من غير قصد ، و ما كنتش متوقع منها انها تيجى من غير حتى دعوة منى ليها بانها تركب ورايه لكن هو ده اللى حصل ، ركبت ورايه و هى بتشكرنى و بتشكر شهامتى اللى ما قصدتهاش ، مسكت فى البلوفر من الجوانب و قلت لها مشوارك فين ؟ قالت لى على المكان فى قرية بعد قريتى ، فضلت ماشى على الاسفلت بهدوء لحد ما بدات اسوق فوق طريق ترابى كان كله حفر و مطبات و هنا بدأت تمسك فيا جامد لحد ما فى مطب منهم حسيت بخدها على ضهرى من غير ما تقصد ، وصلت بيها البيت اللى كان فى مدخل القرية ما كانش جوة البلد اوى و صممت انى ادخل شوية لحد ما المطرة تهدى .

حاولت اعتذر و اتعلل بان ورايه مشاوير او هاتاخر لكنها أصرت و حلفت ما هامشى الا لما المطرة تهدى ، فى النهاية وافقت و بطلت الموتوسيكل و كان بيتها له مدخل على الشارع فيه برانده و المدخل التانى كان على السلم يعتبر فى جنب البيت ، قالت لى تعالى هات الموتوسيكل هنا فى المدخل التانى ، كان بيتها مكون من 3 ادوار لقيتها بتطلع السلم و بتدخلنى شقة الدور التانى ، قالت لى ثوانى و هارجع اعمل لك حاجة تشربها ، لحد هنا و انا عادى مفيش اى حاجة فى دماغى ، الا لحظة الدفا اللى حسيت بيها و هى شبه نايمة بخدها على ضهرى ، قعدت فى اوضة الانتريه و كان فيها شباكين ، منهم واحد بيطل على منور و التانى بيطل على الشارع , و من شباك المنور سمعت كل حاجة تحت لما نزلت ,

سمعت صوت بنات بتستقبلها ماما كنا قلقانين عليكى اوى ، تعالى غيرى هدومك احسن تبردى ، سادت لحظات من الصمت شوية و بعدين لقيتها بتقول لبناتها انا هاطلع انام فوق شوية عشان تعبانة من المشوار و المطرة ، و شوية و لقيتها بتدخل الشقة و دخلت عندى فى الانتريه ، قالت لى انت نورتنا يا استاذ إإإإإإإإإ ، قلت لها ياسر ، قالت لى و انا صفاء ، تحب تشرب إيه ؟ قلت لها شاى .

كانت ست كل ملامحها سكسى ، عيونها و خصلة كانت باينة من شعرها الاسمر على جبينها بتقول انها عندها زوق عالى اوى و اهتمام زايد بنفسها و بجمالها ، مشيت فى هدوء على المطبخ و بصيت على عودها اللى اصبح اكثر حرية فى خطواتها و لقيتها زى الغزال ، طويلة و ميلفاية رائعة ، جسمها متناسق مع طولها اوى زى ما تكون عارضة ازياء .

جابت الشاى و جت قعدت معايه و بصت من الشباك اللى على الشارع و قالت يااااه ده المطرة بتزيد اوى يا ياسر و الارض بقت عجينة شكلك مش هاتعرف تروح انت منين ؟ قلت لها على البلد قالت لى جنبنا يعنى طب كويس مايجيش كيلو يعنى ممكن تمشيها ، ابتسمت و قلت لها لا ما تقلقيش انا باعرف امشى فى قلب الماية بالموتوسيكل ، ضحكت و قالت لى انت شهم و طيب اوى يا ياسر ، بتشتغل ايه ؟ قلت لها فى الفرن الآلى اللى فى المركز عند السوق كده ، قالت لى ياااه يعنى خرجت من الدفا للبرد و المطرة كده و مع ذلك وقفت عشان توصلنى ؟ قلت لها ده اقل واجب يا مدام ماكانش ينفع اسيبك واقفة فى البرد و المطرة دى . ابتسمت و قالت لى كلك زوق و شهامة يا ياسر اشرب الشاى ، شربت الشاى و انا متوتر و قلقان و عمرى فى حياتى ما اتحطيت فى موقف زى ده قبل كده و لا قعدت مع واحده ست غريبة لوحدنا فى عمرى كله على مدار 24 سنة .

سرحت فى اى حاجة ممكن تحصل زى ان جوزها يدخل علينا او حد من ولادها يطلع و يدخل الشقة و ساعتها هاقول ايه ؟ قاطعت صفاء افكارى و قالت لى عاوزة اقولك حاجة بس مكسوفة منك ، قلت لها ابدا اتفضلى ، قالت لى انا عاوزة اكافأك بأى حاجة على جدعنتك معايه ممكن تقبل منى دول و طلعت حوالى عشرين جنيه بتديهوملى و هى بتقول طبعا انت موقفك ما يتقدرش بأى تمن لكن معلهش حاجة بسيطة اهه ، ساعتها فعلا نقح عرق الشهامة عليا و كرامتى وجعتنى اوى ، قمت واقف و قلت لها كده برضه يا مدام صفاء ؟ بقا هو ده جزائى ؟ حضرتك كده بتشتمينى و انا لو كنت عملت اللى عملته عشان منتظر مكافأة يبقا انا مش راجل و لا عندى ددمم ، بعد اذنك انا هامشى ، لقيتها قالت لى معلهش حقك عليا انا ما قصدتش ازعلك ده انت واجبك ما يتقدرش انا بس قلت جايز يكون الموتوسيكل عاوز بنزين او حاجة صدقنى انا ما قصدتش اى اهانة معلهش سامحنى حقك عليا و لقيتها قربت عليا و بتبوس راسى .

وقتها حسيت كانى اتكهربت من شعر راسى لرجلى و سرت القشعريرة فى جسمى اللى عمره ما لمس واحده ست ، فضلت واقف ساكت و عيونى مغيبة و زى ما اكون شارب ، رجلى ما قدرتش تشيلنى و حسيت برعشة قوية مش عارف من البرد و لا من البوسة ، قعدت مكانى و هى بصت عليا باندهاش من رد فعلى او باندهاش من تصرفها و قعدت قدامى و قالت لى خلاص مسامحنى بقا ؟ رديت بصوت مخنوق فى حنجرتى و قلت لها مفيش اى حاجة خلاص ، قالت لى المطرة برة شكلها بتزيد و انت مش هاتخرج الا لما المطرة تبطل خالص و الجو يهدى .

كان المغرب بيقرب و الليل بدأ يدخل ، قالت لى طب ممكن بقا تجيب هدومك انشفهالك بالمكوة و لا هاتقول فى دى كمان ما ينفعش ؟ قلت لها لا أبدا مفيش داعى قالت لى لا معلهش انا ما استحملتش افضل بهدومى و هى غرقانة قوم ادخل الحمام و ياسيدى حخليك جوة لحد ما انشفهالك اتفضل ، قوم بقا ما تعملش فرق كده ، حسيت ان هدومى فعلا محتاجة تنشف لانى كنت بدأت ارتعش بشكل فظيع ، مشيت قدامى و وجهتنى للحمام و كان واضح من شكل البيت و من الفرش الفاخر اللى مالى الشقة انها ست غنية و عيشتها رايقة .

دخلت الحمام و قلعت هدومى و لحسن الحظ انى كنت لابس هدوم كتيرة فالداخلى ما اتبلش و اللى كان مبلول البلوفر و القميص و البنطلون و الكلسون كان على خفيف بس قلت مش مشكلة ده ، خبطت على الباب فتحت سنة كده واديتها الهدوم قالت لى دقايق و اجيبهوملك ، فضلت فى الحمام لحد ما لقيتها بتخبط و بتناولنى الهدوم ناشفة و زى الفل ، لبستها و سرحت شعرى من جديد و غسلت وشى و هى لما سمعت صوت الحنفية لقيتها بتخبط و جايبة لى الفوطة شكرتها و نشفت وشى و خرجت .

قالت لى تعالى بقا نقعد فى الصالة ، و شغلت التليفزيون و جابت قناة كان عليها فيلم قديم و قالت لى اصل انا باحب الافلام القديمة اوى انت ايه رأيك يا ياسر ؟ قلت لها انا كمان باحبها ، قالت لى ازاى مع ان عمرك 24 سنة ، قلت لها عرفتى منين ؟ ارتبكت و قالت لى اصل المحفظة كانت فى البنطلون و وقعت ع الارض و البطاقة خرجت منها بالصدفة و انا بارجعها قريت بقا و عرفت كمان انك خريج كلية التجارة و مش متجوز ، فجأة خطرت ببالى فكرة انها ممكن تكون حطت الفلوس تانى فى المحفظة خرجت المحفظة من جيبى و بصيت فيها و فعلا لقيت فيها فلوس زيادة روحت مطلعهم و مديهوملها و قلت لها و بعدين معاكى بقا هو انتى ليه مصممة تحرجينى و تجرحى كرامتى ؟ فضلت تحلف انها ماحطتش فيها اى حاجة بعد ما راجعت تانى مع نفسى افتكرت ان الفلوس دى كنت واخدهم الصبح من واحد جارنا عشان اجيب له دوا مخصوص من صيدلية فى المركز لكن المطرة خلتنى نسيت ، لما بصيت لها و لقيتها لسة زعلانة و بتحلف قلت لها حقك عليا معلهش انا اصلى غلطت فى الحساب ، قالت لى لا انا بجد زعلت منك انت شكاك اوى كده ليه ؟ قلت لها طب عشان خاطرى ما تزعليش ، و بحركة عفوية منها و كانها تعرفنى بقالها سنين قالت لى و نبرة الدلع فى صوتها : تؤ ، انا مخاصماك .. وقتها حسيت تانى بالكهربا بتمشى فى عروقى و الدم بيجرى و جسمى بدأ يطلع بخار من السخونة ، رديت انا كمان على نفس الخط و قلت لها و انا مبتسم و كانى اعرفها من سنين انا كمان و قلت لها : اوعى تزعلى لان انا ممكن ارمى نفسى من الشباك دلوقتى اهه لو فضلتى زعلانة ، ده الدنيا كلها تزعل و انتى لأ ، و فضلت مكمل و عملت حركة لطيفة كده روحت ضارب نفسى قلم و قلت لها اهه لازم اربى نفسى ازاى افكر انك عملتى كده ، لقيتها انفجرت ضحك و قالت لى يخرب بيت عقلك ده انت بتعرف تهزر اهه ، يعنى هى كلمة مخاصماك دى هى اللى فكت عقدة لسانك ؟ قلت لها معلهش اعذرينى انا اول مرة حد ما يعرفنيش يعاملنى بثقة زى ما انتى اتعاملتى معايه ، قالت لى : ده علشان انت فعلا تستاهل الثقة يا ياسر تعرف ان انت اول راجل يدخل البيت ده بعد سفر جوزى ، انا عايشة هنا انا و بناتى الاتنين لوحدنا من سنين لكن اللى مطمنى ان بيت اهلى على بعد شارعين مننا و دايما يطلوا علينا من وقت للتانى ، قلت لها : هو جوز حضرتك مسافر فين ؟ قالت لى : فى النمسا ، بيشتغل هناك فى مستشفى ، قلت لها هو دكتور ؟ قالت لى : لا هو اخصائى تحاليل و انا كمان كنا معاه انا و البنات لحد سنتين فاتوا لكن لما البنات كبروا خوفت عليهم بقا عندى سارة 16 سنة و يارا 14 سنة و قلت ارجع عشان انت عارف اوروبا خطر عليهم فى السن ده و هما حلوين ، رديت بتلقائية و قلت لها أكيد طبعا حلوين ، قالت لى : ليه أكيد ؟ قلت لها : يعنى لما مامتهم تبقا بالجمال و الشياكة دى يبقا اكيد هما حلوين الامور دى اصلها وراثة ، ضحكت و قالت لى كلك زوق ، تعرف انا كتير كنت باتعرض هناك لسخافات كتير اوى ، بجد العيشة هناك صعب على اى ست شرقية ، قلت لها : انا فاهم طبعا ، لكن ما قلتيش بقا كنتى فين النهارده ساعة ما انا شوفتك ؟

قالت لى : انا لما رجعت من النمسا فتحت هنا معمل تحاليل فى المركز برضه قريب من شغلك و بعدين و انا مروحة مالقيتش مواصلات زى ما انت عارف فضلت اتمشى تحت الشجر لحد انت ما وقفت لى و ابتسمت و قالت لى : انت ما اتغديتش طبعا ، قلت لها : لا ، قالت لى : و انا كمان ، قلت لها لو احنا مش فى المطرة دى كنت عزمتك على الغدا و ضحكت ، قالت لى : طب ما احنا فيها اهه البنات بيجهزوا الغدا دلوقتى ، هانزل اجيب لك حاجة تاكلها ولا دى كمان فيها مشكلة ؟ قلت لها لا أبدا ده يبقا كرم منك .

كنت انا فى اللحظات دى حاسس انى عاوز اقعد اطول فترة ممكنة و قلت فى نفسى طول ما هى مش قلقانة و لا حاسة ان فيه اى مشكلة و انا فى الشقة يبقا انا كمان عادى ، بابص على ترابيزة قدامى لقيت التليفون روحت عليه لانى ما كنتش شلت موبايل وقتها لسة كانت الموبايلات اكبر من طموحى ساعتها ، اتصلت بوالدى و والدتى فى البيت و قلت لهم انى عندى وردية تانية فى الفرن و هاتأخر شوية ، لقيت والدتى بتقول لى لو ماعرفتش تروح يا حبيبى فى المطرة دى بات فى الفرن اهه دفا و ابقا ارجع الصبح عشان ما تتزحلقش ، رنت فى دماغى كلمة امى ، أبات ؟! أبات فين ؟ هنا ؟ حاضر يا امى ما تقلقيش لو ما جيتش الليلة دى يبقا هاجى الصبح خلاص ، مع السلامة يا حبيبتى .

طلعت صفاء بعد شوية و هى جايبة الغدا و حطت الصينية و قالت اتفضل بالهنا و الشفا و لقيتها سايبانى و ماشية ، قلت لها : ايه ده هو انا هاكل لوحدى و لا ايه ؟ قالت لى : لا ازاى ده انا قلت للبنات انى هاطلع اكل فوق عشان ناكل سوا ، ده انا هادخل المطبخ اجيب كوباية مية بس ، رجعت و قعدت تاكل معايه حسيت انها مش بتاكل دى كانت بتمسك المعلقة بشكل يعكس رقتها و جمال طبعها و زوقها الراقى و انا حاولت اتخلى عن طريقتى فى الاكل و اقلدها ، و اثناء الاكل سألتها عن بناتها و تعليمهم و هى سألتنى عن حياتى و دراستى و ليه ما اشتغلتش فى وظيفة .

سألتنى انت بتقبض كام فى الفرن ؟ قلت لها باقبض 400 جنيه قالت لى ايه ده بس ؟ قلت لها رضا ، قالت لى طب باقولك ايه ؟ قلت لها : نعم ، قالت لى ما تيجى تمسك لى المعمل و هاتقبض 1000 جنيه ، رفضت و قلت لها : انا متشكر جدا ليكى ده الحقيقة زوق و شياكة فى المعاملة ما قابلتش زيهم ابدا ، انا مبسوط فى الفرن ، قالت لى : انت كل حاجة تفسرها عكس ما انا باقصد ليه ؟ انا فعلا عاوزاك انت تدير المعمل عشان انا شايفاك محل ثقة و بعدين انت شايف اهه يوم زى النهارده خلانى شكلى هايجيلى برد و مش عارفة اخد بالى من البنات اللى انا رجعت بيهم من النمسا و بسبب المعمل حاسة انى مقصرة معاهم ، بص انت قول موافق و مش هاتندم ، قلت لها : بس انا ماعنديش اصلا خبرة فى المعامل و لا اعرف اشتغل فيه ازاى .. قالت لى: خبرة فى ايه هو انت فاكر انك هاتاخد عينات و تحللها انت ؟ انت بس هاتديره و تشرف عليه و تاخد بالك منه ، بص يا ياسر هناك اللى بيعملوا الحاجات دى و هاتشوف بنفسك انت هاتشتغل فى تخصصك مش انت خريج تجارة ؟ هاتشتغل فى تخصصك و اللى انا باعمله فى المعمل مالهوش علاقة بالتحاليل انا هاعملك كل حاجة و انت شكلك شاطر و هاتتعلم بسرعة ، شهر بالظبط و هاتبقا انت الكل فى الكل هناك ، وافق بقا يا ياسر عشان خاطرى ، قلت لها طب و الفرن ؟ قالت لى بكرة تروح تخلص كل حاجة و تسيبه لو فى حيازتك اى حاجة تخصه سلمها و عدى عليا فى المعمل انت عارف طريقه ، قلت لها طبعا عارفه انا اصلا باعدى عليه فى الراحة و الجاية ، قالت لى خلاص بكرة تعمل زى ما قلت لك صدقنى انا محتاجه لانسان مخلص زيك و عنده اخلاق و كرامة و امانة و اهه تريحنى بقا و اتفرغ لبناتى انت عارف ان هما فى مرحلة خطر دلوقتى ، قلت لها : حاضر انا من بكرة هاسيب الفرن و اجيلك على المعمل ،

و فى لحظة حسيت ان الشقا اللى انا كنت فيه فى الفرن و العذاب اللى كان جوايه هاينتهى ، كنت دايما اقول لنفسى انا قضيت 16 سنة تعليم عشان فى الاخر اشتغل فى حاجة متعبة زى دى و مالهاش علاقة باللى اتعلمته ، و الحسرة اللى كنت باشوفها فى عيون امى و ابويه و انا راجع قدامهم مهدود حيلى من الشغل و ازاى كنت عاجز حتى انى اجهز لى شقة لان المرتب ضعيف ، و بصيت ليها لقيتها بتبص لى و تقولى لى : ايه سرحان فى ايه يا عم ؟ انا باكلمك ، قلت لها : هه ، معلهش اصلى افتكرت حاجة ، هو حضرتك كنتى بتقولى ايه ؟ قالت لى : كنت باسألك هاتيجى بكرة امتى المعمل ؟ قلت لها على الساعة 10 كويس ؟ قالت لى : خلاص اتفقنا ،


و احنا بنتكلم سمعنا صوت المطرة بتزيد و البرق بينور الدنيا كأنها نهار ، و صوت الرعد زى القنابل .. قالت لى : و بعدين يا ياسر كده مش هاينفع تروح و الجو كده ، بص الشقة دى اصلا فاضية محدش بيدخلها غيرى انا و انا هاقولك حاجة تخليك فاكرها كويس ، انت من اول ما شوفتك و انا حاسة انك انسان مهذب و اخلاقك عالية و عمر نظرتى ما تخيب فى بنى آدم و انا هاقولك حاجة كمان البيت ده من النهارده بيتك و هاتدخله كتير بعد كده طبعا لما تدير الشغل و انا مش هاتكسف منك و اخاف احسن نظرتك ليا تتغير ، لا ، انت زى اخويه الشقة تحت امرك و انا كده كده بانام تحت فى اوضتى و الشقة دى لما جوزى ييجى من السفر بس بنقعد فيها ، و ياعم لو انا مش واثقة فيك اكيد انت كمان مش هاتكون واثق فيا ، انا عشت فى اوروبا مع ناس ما عندهومش اى حواجز لكن قدرت ابنى لنفسى حاجز يخليهم يعرفوا ان فيه حدود ، قلت لها : لا ارجوكى مش واثق فيكى ازاى بس ؟ حضرتك فوق راسى و انا يشرفنى طلب زى ده لكن الناس و كده و البنات منظرى مش هايبقا حلو ، قالت لى : بص البنات مش بيخرجوا من باب الشقة اللى تحت الا على المدارس و انا و انت هانخرج الصبح بعد هما ما يخرجوا و محدش له عندنا حاجة و انت شايف اقرب جيران لينا على مد البصر اهه يعنى براحتك خالص ثم ان لو حد حتى شافك هو هايشوفك خارج و انا معاك على الموتوسيكل يعنى هاتوصلنى ، و لا يرضيك اقف استنا عربية و اتأخر و انا معايه مفاتيح المعمل ؟ قلت لها : لا ما يرضينيش طبعا ، كلامها طمنى و حسيت انها طيبة او فعلا ثقتها فيا زيادة و انى معنديش مشاكل فى انى ابيت عندها ، قلت لها : خلاص انا ما اقدرش ارفض لان فعلا كنت حامل هم هاروح ازاى و الحقيقة حضرتك بتأسرينى بجمايلك عليا و باتمنى انى اقدر اردهالك فى يوم من الأيام ، قالت لى : انت اللى جمايلك فوق راسى هاسيبك بقا تاخد راحتك و زى ما قلت لك البيت بيتك و اتحرك بحريتك خالص و انا هانزل للبنات و ابقا قوم انت اعمل لنفسك شاى ، قهوة اللى تحبه ، و شاورت لى على اوضة و قالت لى دى اوضة النوم اهه حلوة و مريحة بس معلهش هتنام بهدومك بقا لان مفيش هنا اى هدوم رجالى عشان جوزى زى ما انت عارف مسافر و انا رجعت من سنتين و هو ما نزلش مصر من ساعتها ، قلت لها : لا خالص مفيش مشكلة أبدا اتفضلى حضرتك .

و نزلت و سابتنى و انا فى دماغى دوامة افكار ، معقول فيه ناس كده ، معقول هاسيب الفرن اخيرا و اشتغل شغلانة فل و مرتبها هايل زى دى ، الف جنيه بحالهم ( المبلغ ده وقتها كان مبلغ ما بياخدهوش موظف بقاله 30 سنة شغال ) ، كانت الساعة تقريبا 8 مساءً و فضلت قاعد اتفرج على التليفزيون لحد ما جالى النوم ، قمت بهدوء و دخلت على اوضة النوم اللى قالت لى عليها و لقيت السرير اللى اول مرة اشوفه عريض و واسع و لمست المرتبة بايدى لقيتها طرية اوى روحت داخل تحت البطانية بهدوء و نمت نوووووم عمرى ما شوفته فى حياتى لدرجة انى ما صحيتش الا على الساعة 9 الصبح و كان اجمل صباح فى حياتى ، و السبب هو ..
حلوه يا ريت تكمل
 
  • عجبني
التفاعلات: الضاحك الباكى و Alwnsh
مكررة و منقولة
 
  • عجبني
التفاعلات: محمود الزملكاوى و Alwnsh
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
بداية موفقة ومبشرة بقصة ممتعة استمر
 
  • عجبني
التفاعلات: Alwnsh
الحلقة الأولى
عرفتها فى يوم ممطر ، كانت واقفة تحت شجرة و انا راجع من شغلى بالموتوسيكل و الطريق كان شبه فاضى ، و من غير ما اقول شهامة و لا غيره ، لكنى من بعيد شوفتها و الهدوم مبلولة .

حسيت انى هاستمتع لما ابص عليها بمنظرها ده ، هديت و انا باقرب ناحيتها و فعلا شكلها و الهدوم المبلولة ما خيبش ظنى ، فضلت اهدى اهدى لحد ما وقفت لان الموتوسيكل بطل منى من غير قصد ، و ما كنتش متوقع منها انها تيجى من غير حتى دعوة منى ليها بانها تركب ورايه لكن هو ده اللى حصل ، ركبت ورايه و هى بتشكرنى و بتشكر شهامتى اللى ما قصدتهاش ، مسكت فى البلوفر من الجوانب و قلت لها مشوارك فين ؟ قالت لى على المكان فى قرية بعد قريتى ، فضلت ماشى على الاسفلت بهدوء لحد ما بدات اسوق فوق طريق ترابى كان كله حفر و مطبات و هنا بدأت تمسك فيا جامد لحد ما فى مطب منهم حسيت بخدها على ضهرى من غير ما تقصد ، وصلت بيها البيت اللى كان فى مدخل القرية ما كانش جوة البلد اوى و صممت انى ادخل شوية لحد ما المطرة تهدى .

حاولت اعتذر و اتعلل بان ورايه مشاوير او هاتاخر لكنها أصرت و حلفت ما هامشى الا لما المطرة تهدى ، فى النهاية وافقت و بطلت الموتوسيكل و كان بيتها له مدخل على الشارع فيه برانده و المدخل التانى كان على السلم يعتبر فى جنب البيت ، قالت لى تعالى هات الموتوسيكل هنا فى المدخل التانى ، كان بيتها مكون من 3 ادوار لقيتها بتطلع السلم و بتدخلنى شقة الدور التانى ، قالت لى ثوانى و هارجع اعمل لك حاجة تشربها ، لحد هنا و انا عادى مفيش اى حاجة فى دماغى ، الا لحظة الدفا اللى حسيت بيها و هى شبه نايمة بخدها على ضهرى ، قعدت فى اوضة الانتريه و كان فيها شباكين ، منهم واحد بيطل على منور و التانى بيطل على الشارع , و من شباك المنور سمعت كل حاجة تحت لما نزلت ,

سمعت صوت بنات بتستقبلها ماما كنا قلقانين عليكى اوى ، تعالى غيرى هدومك احسن تبردى ، سادت لحظات من الصمت شوية و بعدين لقيتها بتقول لبناتها انا هاطلع انام فوق شوية عشان تعبانة من المشوار و المطرة ، و شوية و لقيتها بتدخل الشقة و دخلت عندى فى الانتريه ، قالت لى انت نورتنا يا استاذ إإإإإإإإإ ، قلت لها ياسر ، قالت لى و انا صفاء ، تحب تشرب إيه ؟ قلت لها شاى .

كانت ست كل ملامحها سكسى ، عيونها و خصلة كانت باينة من شعرها الاسمر على جبينها بتقول انها عندها زوق عالى اوى و اهتمام زايد بنفسها و بجمالها ، مشيت فى هدوء على المطبخ و بصيت على عودها اللى اصبح اكثر حرية فى خطواتها و لقيتها زى الغزال ، طويلة و ميلفاية رائعة ، جسمها متناسق مع طولها اوى زى ما تكون عارضة ازياء .

جابت الشاى و جت قعدت معايه و بصت من الشباك اللى على الشارع و قالت يااااه ده المطرة بتزيد اوى يا ياسر و الارض بقت عجينة شكلك مش هاتعرف تروح انت منين ؟ قلت لها على البلد قالت لى جنبنا يعنى طب كويس مايجيش كيلو يعنى ممكن تمشيها ، ابتسمت و قلت لها لا ما تقلقيش انا باعرف امشى فى قلب الماية بالموتوسيكل ، ضحكت و قالت لى انت شهم و طيب اوى يا ياسر ، بتشتغل ايه ؟ قلت لها فى الفرن الآلى اللى فى المركز عند السوق كده ، قالت لى ياااه يعنى خرجت من الدفا للبرد و المطرة كده و مع ذلك وقفت عشان توصلنى ؟ قلت لها ده اقل واجب يا مدام ماكانش ينفع اسيبك واقفة فى البرد و المطرة دى . ابتسمت و قالت لى كلك زوق و شهامة يا ياسر اشرب الشاى ، شربت الشاى و انا متوتر و قلقان و عمرى فى حياتى ما اتحطيت فى موقف زى ده قبل كده و لا قعدت مع واحده ست غريبة لوحدنا فى عمرى كله على مدار 24 سنة .

سرحت فى اى حاجة ممكن تحصل زى ان جوزها يدخل علينا او حد من ولادها يطلع و يدخل الشقة و ساعتها هاقول ايه ؟ قاطعت صفاء افكارى و قالت لى عاوزة اقولك حاجة بس مكسوفة منك ، قلت لها ابدا اتفضلى ، قالت لى انا عاوزة اكافأك بأى حاجة على جدعنتك معايه ممكن تقبل منى دول و طلعت حوالى عشرين جنيه بتديهوملى و هى بتقول طبعا انت موقفك ما يتقدرش بأى تمن لكن معلهش حاجة بسيطة اهه ، ساعتها فعلا نقح عرق الشهامة عليا و كرامتى وجعتنى اوى ، قمت واقف و قلت لها كده برضه يا مدام صفاء ؟ بقا هو ده جزائى ؟ حضرتك كده بتشتمينى و انا لو كنت عملت اللى عملته عشان منتظر مكافأة يبقا انا مش راجل و لا عندى ددمم ، بعد اذنك انا هامشى ، لقيتها قالت لى معلهش حقك عليا انا ما قصدتش ازعلك ده انت واجبك ما يتقدرش انا بس قلت جايز يكون الموتوسيكل عاوز بنزين او حاجة صدقنى انا ما قصدتش اى اهانة معلهش سامحنى حقك عليا و لقيتها قربت عليا و بتبوس راسى .

وقتها حسيت كانى اتكهربت من شعر راسى لرجلى و سرت القشعريرة فى جسمى اللى عمره ما لمس واحده ست ، فضلت واقف ساكت و عيونى مغيبة و زى ما اكون شارب ، رجلى ما قدرتش تشيلنى و حسيت برعشة قوية مش عارف من البرد و لا من البوسة ، قعدت مكانى و هى بصت عليا باندهاش من رد فعلى او باندهاش من تصرفها و قعدت قدامى و قالت لى خلاص مسامحنى بقا ؟ رديت بصوت مخنوق فى حنجرتى و قلت لها مفيش اى حاجة خلاص ، قالت لى المطرة برة شكلها بتزيد و انت مش هاتخرج الا لما المطرة تبطل خالص و الجو يهدى .

كان المغرب بيقرب و الليل بدأ يدخل ، قالت لى طب ممكن بقا تجيب هدومك انشفهالك بالمكوة و لا هاتقول فى دى كمان ما ينفعش ؟ قلت لها لا أبدا مفيش داعى قالت لى لا معلهش انا ما استحملتش افضل بهدومى و هى غرقانة قوم ادخل الحمام و ياسيدى حخليك جوة لحد ما انشفهالك اتفضل ، قوم بقا ما تعملش فرق كده ، حسيت ان هدومى فعلا محتاجة تنشف لانى كنت بدأت ارتعش بشكل فظيع ، مشيت قدامى و وجهتنى للحمام و كان واضح من شكل البيت و من الفرش الفاخر اللى مالى الشقة انها ست غنية و عيشتها رايقة .

دخلت الحمام و قلعت هدومى و لحسن الحظ انى كنت لابس هدوم كتيرة فالداخلى ما اتبلش و اللى كان مبلول البلوفر و القميص و البنطلون و الكلسون كان على خفيف بس قلت مش مشكلة ده ، خبطت على الباب فتحت سنة كده واديتها الهدوم قالت لى دقايق و اجيبهوملك ، فضلت فى الحمام لحد ما لقيتها بتخبط و بتناولنى الهدوم ناشفة و زى الفل ، لبستها و سرحت شعرى من جديد و غسلت وشى و هى لما سمعت صوت الحنفية لقيتها بتخبط و جايبة لى الفوطة شكرتها و نشفت وشى و خرجت .

قالت لى تعالى بقا نقعد فى الصالة ، و شغلت التليفزيون و جابت قناة كان عليها فيلم قديم و قالت لى اصل انا باحب الافلام القديمة اوى انت ايه رأيك يا ياسر ؟ قلت لها انا كمان باحبها ، قالت لى ازاى مع ان عمرك 24 سنة ، قلت لها عرفتى منين ؟ ارتبكت و قالت لى اصل المحفظة كانت فى البنطلون و وقعت ع الارض و البطاقة خرجت منها بالصدفة و انا بارجعها قريت بقا و عرفت كمان انك خريج كلية التجارة و مش متجوز ، فجأة خطرت ببالى فكرة انها ممكن تكون حطت الفلوس تانى فى المحفظة خرجت المحفظة من جيبى و بصيت فيها و فعلا لقيت فيها فلوس زيادة روحت مطلعهم و مديهوملها و قلت لها و بعدين معاكى بقا هو انتى ليه مصممة تحرجينى و تجرحى كرامتى ؟ فضلت تحلف انها ماحطتش فيها اى حاجة بعد ما راجعت تانى مع نفسى افتكرت ان الفلوس دى كنت واخدهم الصبح من واحد جارنا عشان اجيب له دوا مخصوص من صيدلية فى المركز لكن المطرة خلتنى نسيت ، لما بصيت لها و لقيتها لسة زعلانة و بتحلف قلت لها حقك عليا معلهش انا اصلى غلطت فى الحساب ، قالت لى لا انا بجد زعلت منك انت شكاك اوى كده ليه ؟ قلت لها طب عشان خاطرى ما تزعليش ، و بحركة عفوية منها و كانها تعرفنى بقالها سنين قالت لى و نبرة الدلع فى صوتها : تؤ ، انا مخاصماك .. وقتها حسيت تانى بالكهربا بتمشى فى عروقى و الدم بيجرى و جسمى بدأ يطلع بخار من السخونة ، رديت انا كمان على نفس الخط و قلت لها و انا مبتسم و كانى اعرفها من سنين انا كمان و قلت لها : اوعى تزعلى لان انا ممكن ارمى نفسى من الشباك دلوقتى اهه لو فضلتى زعلانة ، ده الدنيا كلها تزعل و انتى لأ ، و فضلت مكمل و عملت حركة لطيفة كده روحت ضارب نفسى قلم و قلت لها اهه لازم اربى نفسى ازاى افكر انك عملتى كده ، لقيتها انفجرت ضحك و قالت لى يخرب بيت عقلك ده انت بتعرف تهزر اهه ، يعنى هى كلمة مخاصماك دى هى اللى فكت عقدة لسانك ؟ قلت لها معلهش اعذرينى انا اول مرة حد ما يعرفنيش يعاملنى بثقة زى ما انتى اتعاملتى معايه ، قالت لى : ده علشان انت فعلا تستاهل الثقة يا ياسر تعرف ان انت اول راجل يدخل البيت ده بعد سفر جوزى ، انا عايشة هنا انا و بناتى الاتنين لوحدنا من سنين لكن اللى مطمنى ان بيت اهلى على بعد شارعين مننا و دايما يطلوا علينا من وقت للتانى ، قلت لها : هو جوز حضرتك مسافر فين ؟ قالت لى : فى النمسا ، بيشتغل هناك فى مستشفى ، قلت لها هو دكتور ؟ قالت لى : لا هو اخصائى تحاليل و انا كمان كنا معاه انا و البنات لحد سنتين فاتوا لكن لما البنات كبروا خوفت عليهم بقا عندى سارة 16 سنة و يارا 14 سنة و قلت ارجع عشان انت عارف اوروبا خطر عليهم فى السن ده و هما حلوين ، رديت بتلقائية و قلت لها أكيد طبعا حلوين ، قالت لى : ليه أكيد ؟ قلت لها : يعنى لما مامتهم تبقا بالجمال و الشياكة دى يبقا اكيد هما حلوين الامور دى اصلها وراثة ، ضحكت و قالت لى كلك زوق ، تعرف انا كتير كنت باتعرض هناك لسخافات كتير اوى ، بجد العيشة هناك صعب على اى ست شرقية ، قلت لها : انا فاهم طبعا ، لكن ما قلتيش بقا كنتى فين النهارده ساعة ما انا شوفتك ؟

قالت لى : انا لما رجعت من النمسا فتحت هنا معمل تحاليل فى المركز برضه قريب من شغلك و بعدين و انا مروحة مالقيتش مواصلات زى ما انت عارف فضلت اتمشى تحت الشجر لحد انت ما وقفت لى و ابتسمت و قالت لى : انت ما اتغديتش طبعا ، قلت لها : لا ، قالت لى : و انا كمان ، قلت لها لو احنا مش فى المطرة دى كنت عزمتك على الغدا و ضحكت ، قالت لى : طب ما احنا فيها اهه البنات بيجهزوا الغدا دلوقتى ، هانزل اجيب لك حاجة تاكلها ولا دى كمان فيها مشكلة ؟ قلت لها لا أبدا ده يبقا كرم منك .

كنت انا فى اللحظات دى حاسس انى عاوز اقعد اطول فترة ممكنة و قلت فى نفسى طول ما هى مش قلقانة و لا حاسة ان فيه اى مشكلة و انا فى الشقة يبقا انا كمان عادى ، بابص على ترابيزة قدامى لقيت التليفون روحت عليه لانى ما كنتش شلت موبايل وقتها لسة كانت الموبايلات اكبر من طموحى ساعتها ، اتصلت بوالدى و والدتى فى البيت و قلت لهم انى عندى وردية تانية فى الفرن و هاتأخر شوية ، لقيت والدتى بتقول لى لو ماعرفتش تروح يا حبيبى فى المطرة دى بات فى الفرن اهه دفا و ابقا ارجع الصبح عشان ما تتزحلقش ، رنت فى دماغى كلمة امى ، أبات ؟! أبات فين ؟ هنا ؟ حاضر يا امى ما تقلقيش لو ما جيتش الليلة دى يبقا هاجى الصبح خلاص ، مع السلامة يا حبيبتى .

طلعت صفاء بعد شوية و هى جايبة الغدا و حطت الصينية و قالت اتفضل بالهنا و الشفا و لقيتها سايبانى و ماشية ، قلت لها : ايه ده هو انا هاكل لوحدى و لا ايه ؟ قالت لى : لا ازاى ده انا قلت للبنات انى هاطلع اكل فوق عشان ناكل سوا ، ده انا هادخل المطبخ اجيب كوباية مية بس ، رجعت و قعدت تاكل معايه حسيت انها مش بتاكل دى كانت بتمسك المعلقة بشكل يعكس رقتها و جمال طبعها و زوقها الراقى و انا حاولت اتخلى عن طريقتى فى الاكل و اقلدها ، و اثناء الاكل سألتها عن بناتها و تعليمهم و هى سألتنى عن حياتى و دراستى و ليه ما اشتغلتش فى وظيفة .

سألتنى انت بتقبض كام فى الفرن ؟ قلت لها باقبض 400 جنيه قالت لى ايه ده بس ؟ قلت لها رضا ، قالت لى طب باقولك ايه ؟ قلت لها : نعم ، قالت لى ما تيجى تمسك لى المعمل و هاتقبض 1000 جنيه ، رفضت و قلت لها : انا متشكر جدا ليكى ده الحقيقة زوق و شياكة فى المعاملة ما قابلتش زيهم ابدا ، انا مبسوط فى الفرن ، قالت لى : انت كل حاجة تفسرها عكس ما انا باقصد ليه ؟ انا فعلا عاوزاك انت تدير المعمل عشان انا شايفاك محل ثقة و بعدين انت شايف اهه يوم زى النهارده خلانى شكلى هايجيلى برد و مش عارفة اخد بالى من البنات اللى انا رجعت بيهم من النمسا و بسبب المعمل حاسة انى مقصرة معاهم ، بص انت قول موافق و مش هاتندم ، قلت لها : بس انا ماعنديش اصلا خبرة فى المعامل و لا اعرف اشتغل فيه ازاى .. قالت لى: خبرة فى ايه هو انت فاكر انك هاتاخد عينات و تحللها انت ؟ انت بس هاتديره و تشرف عليه و تاخد بالك منه ، بص يا ياسر هناك اللى بيعملوا الحاجات دى و هاتشوف بنفسك انت هاتشتغل فى تخصصك مش انت خريج تجارة ؟ هاتشتغل فى تخصصك و اللى انا باعمله فى المعمل مالهوش علاقة بالتحاليل انا هاعملك كل حاجة و انت شكلك شاطر و هاتتعلم بسرعة ، شهر بالظبط و هاتبقا انت الكل فى الكل هناك ، وافق بقا يا ياسر عشان خاطرى ، قلت لها طب و الفرن ؟ قالت لى بكرة تروح تخلص كل حاجة و تسيبه لو فى حيازتك اى حاجة تخصه سلمها و عدى عليا فى المعمل انت عارف طريقه ، قلت لها طبعا عارفه انا اصلا باعدى عليه فى الراحة و الجاية ، قالت لى خلاص بكرة تعمل زى ما قلت لك صدقنى انا محتاجه لانسان مخلص زيك و عنده اخلاق و كرامة و امانة و اهه تريحنى بقا و اتفرغ لبناتى انت عارف ان هما فى مرحلة خطر دلوقتى ، قلت لها : حاضر انا من بكرة هاسيب الفرن و اجيلك على المعمل ،

و فى لحظة حسيت ان الشقا اللى انا كنت فيه فى الفرن و العذاب اللى كان جوايه هاينتهى ، كنت دايما اقول لنفسى انا قضيت 16 سنة تعليم عشان فى الاخر اشتغل فى حاجة متعبة زى دى و مالهاش علاقة باللى اتعلمته ، و الحسرة اللى كنت باشوفها فى عيون امى و ابويه و انا راجع قدامهم مهدود حيلى من الشغل و ازاى كنت عاجز حتى انى اجهز لى شقة لان المرتب ضعيف ، و بصيت ليها لقيتها بتبص لى و تقولى لى : ايه سرحان فى ايه يا عم ؟ انا باكلمك ، قلت لها : هه ، معلهش اصلى افتكرت حاجة ، هو حضرتك كنتى بتقولى ايه ؟ قالت لى : كنت باسألك هاتيجى بكرة امتى المعمل ؟ قلت لها على الساعة 10 كويس ؟ قالت لى : خلاص اتفقنا ،


و احنا بنتكلم سمعنا صوت المطرة بتزيد و البرق بينور الدنيا كأنها نهار ، و صوت الرعد زى القنابل .. قالت لى : و بعدين يا ياسر كده مش هاينفع تروح و الجو كده ، بص الشقة دى اصلا فاضية محدش بيدخلها غيرى انا و انا هاقولك حاجة تخليك فاكرها كويس ، انت من اول ما شوفتك و انا حاسة انك انسان مهذب و اخلاقك عالية و عمر نظرتى ما تخيب فى بنى آدم و انا هاقولك حاجة كمان البيت ده من النهارده بيتك و هاتدخله كتير بعد كده طبعا لما تدير الشغل و انا مش هاتكسف منك و اخاف احسن نظرتك ليا تتغير ، لا ، انت زى اخويه الشقة تحت امرك و انا كده كده بانام تحت فى اوضتى و الشقة دى لما جوزى ييجى من السفر بس بنقعد فيها ، و ياعم لو انا مش واثقة فيك اكيد انت كمان مش هاتكون واثق فيا ، انا عشت فى اوروبا مع ناس ما عندهومش اى حواجز لكن قدرت ابنى لنفسى حاجز يخليهم يعرفوا ان فيه حدود ، قلت لها : لا ارجوكى مش واثق فيكى ازاى بس ؟ حضرتك فوق راسى و انا يشرفنى طلب زى ده لكن الناس و كده و البنات منظرى مش هايبقا حلو ، قالت لى : بص البنات مش بيخرجوا من باب الشقة اللى تحت الا على المدارس و انا و انت هانخرج الصبح بعد هما ما يخرجوا و محدش له عندنا حاجة و انت شايف اقرب جيران لينا على مد البصر اهه يعنى براحتك خالص ثم ان لو حد حتى شافك هو هايشوفك خارج و انا معاك على الموتوسيكل يعنى هاتوصلنى ، و لا يرضيك اقف استنا عربية و اتأخر و انا معايه مفاتيح المعمل ؟ قلت لها : لا ما يرضينيش طبعا ، كلامها طمنى و حسيت انها طيبة او فعلا ثقتها فيا زيادة و انى معنديش مشاكل فى انى ابيت عندها ، قلت لها : خلاص انا ما اقدرش ارفض لان فعلا كنت حامل هم هاروح ازاى و الحقيقة حضرتك بتأسرينى بجمايلك عليا و باتمنى انى اقدر اردهالك فى يوم من الأيام ، قالت لى : انت اللى جمايلك فوق راسى هاسيبك بقا تاخد راحتك و زى ما قلت لك البيت بيتك و اتحرك بحريتك خالص و انا هانزل للبنات و ابقا قوم انت اعمل لنفسك شاى ، قهوة اللى تحبه ، و شاورت لى على اوضة و قالت لى دى اوضة النوم اهه حلوة و مريحة بس معلهش هتنام بهدومك بقا لان مفيش هنا اى هدوم رجالى عشان جوزى زى ما انت عارف مسافر و انا رجعت من سنتين و هو ما نزلش مصر من ساعتها ، قلت لها : لا خالص مفيش مشكلة أبدا اتفضلى حضرتك .

و نزلت و سابتنى و انا فى دماغى دوامة افكار ، معقول فيه ناس كده ، معقول هاسيب الفرن اخيرا و اشتغل شغلانة فل و مرتبها هايل زى دى ، الف جنيه بحالهم ( المبلغ ده وقتها كان مبلغ ما بياخدهوش موظف بقاله 30 سنة شغال ) ، كانت الساعة تقريبا 8 مساءً و فضلت قاعد اتفرج على التليفزيون لحد ما جالى النوم ، قمت بهدوء و دخلت على اوضة النوم اللى قالت لى عليها و لقيت السرير اللى اول مرة اشوفه عريض و واسع و لمست المرتبة بايدى لقيتها طرية اوى روحت داخل تحت البطانية بهدوء و نمت نوووووم عمرى ما شوفته فى حياتى لدرجة انى ما صحيتش الا على الساعة 9 الصبح و كان اجمل صباح فى حياتى ، و السبب هو ..
بدايه قويه تدل على أن القصه جميله اكمل ياباشا
 
  • عجبني
التفاعلات: Alwnsh
الحلقة الثانية ..
صحيت و انا بفرحتى ببداية جديدة لحياتى و قايم مش مصدق نفسى و لا متخيل ان دخلى و مستواى الاجتماعى هايتغير و هانتقل فى حياتى نقلة تانية ، بصيت فى الساعة لقيتها 9 و شوية ، و لأول مرة ما اقومش اجرى عشان الحق شغلى ، لكنى قمت فى هدوء فتحت باب اوضتى و دخلت على الحمام و لما خرجت منه سمعت صوت رقيق من الصالة بيقول لى صباح الخير ، يا ترى نمت كويس ؟ وصلت للصالة و وقفت ساكت مش قادر انطق من اللى شوفته قدامى ، لقيت صفاء فى كامل هيئتها و زينتها و شياكتها ..

لقيت عيونى نازلة تفصلها من تحت لفوق ، كوتشى أسود فيه خط ابيض مايل ، بنطلون جينز كحلى مظبوط على رجليها ظبطة محترمة راسم رجليها و وراكها الملفوفة المتناسقة ، وسط زى وسط الكمان بجد مش مجرد وصف ، كانت لابسة جاكيت كحلى تحته بلوزة جيل بيضا فيها رسومات سكاى كده لكنه كان راسم بطنها المشدودة وبزازها المدورة اللى كانت فى حجم البرتقالة الكبيرة ، كانت بزازها مرفوعة فى شموخ و تعالى على النظر ، كتافها مستوية ، رقبتها طويلة ، لابسة طاقية كحلى فوق شعرها و فوقيها خط بيلمع دهبى ، ميك أب خفيف لكن الكحلة مرسومة فى عيونها السودة ، اوصف ايه و لا ايه ..

و بمنتهى التلقائية و العفوية قلت لها : إيه الجمال ده ؟ قصدى صباح الخير ، حضرتك هنا من امتى ؟ ابتسمت ابتسامة خفيفة كده و قالت لى هنا من ربع ساعة قلت اسيبك تصحى لوحدك علشان نفطر سوا ، قلت لها فطار ايه ؟ هو انا كده محتاج فطار ؟ قالت لى : مش فاهمة ، اتعدلت تانى فى كلامى و قلت لها قصدى انا اتاخرت يعنى و يا دوب اخرج ، قالت لى : لا تخرج إيه ، انت هاتفطر معايه و بعدين نخرج سوا تروح تخلص مع الفرن و ترجع لى على المعمل زى ما اتفقنا و لا انت رجعت فى كلامك ؟ قلت لها أرجع ! و ده معقول برضه ؟ قالت لى : خلاص تعالى افطر قعدت نفطر سوا و قالت لى الجو النهارده كويس و الشمس طالعة اهه ، قلت لها : امال البنات فطروا ؟ قالت لى : من بدرى و راحوا مدارسهم كمان ، قلت لها هايمشوا ازاى ؟ قالت لى لا ما تقلقش ما هما فى مدارس خاصة بييجى الباص ياخدهم و يرجعهم و الطريق لبيتنا بيشرب المطرة بسرعة ، كانت حاطة برفيوم رهيب خلانى حاسس انى متبنج مش مركز فى حاجة الا هى ..

كان واضح ان مطرة امبارح دارت كتير من جمالها و شياكتها ، كنت كل دقيقة ابص لها و هى بتاكل و مش واخده بالها منى و انا عينى بتاكلها أكل .. طول عمرى كنت بعيد اوى عن اى علاقة لانى من اسرة فقيرة و كان كل همهم يشوفونى متخرج من الجامعة ، كنت مركز اوى فى دراستى و بس و عمرى ما اختلطت بحد عشان افضل فى طريقى و بس ، كنت دايما باخاف على مستقبلى و حتى لما روحت اشتغلت فى الفرن بعد التجنيد كنت برضه ما اعرفش غير الشغل و بس ، عمرى ما انفعلت و لا اتأثرت بأى بنت او ست قابلتها او اتعاملت معاها ، لكن النهارده مش عارف ايه اللى انا حاسس بيه ناحية صفاء ده ، بقيت حابب انى ابص فى وشها و اتأمل ملامحها ، حابب انى افضل جنبها ، حابب كلامها و رقتها ، لكن لا ، فوق لنفسك يا ياسر ، ارجع زى ما كنت ، ماتخليش اى حاجة تأثر عليك ، انت فى طريق لبناء نفسك و مستقبلك ، و بعدين ما هى ست زى اى ست ، لا زى اى ست ازاى ؟ ده انا عمرى ما قابلت ست كده ، يمكن هو ده اللى خلانى اتأثرت بيها ؟ يمكن طريقة معاملتها معايه ؟ ما تلاقيها بتعامل كل الناس كده ، اه ، اكيد دى طبيعتها كان دايما بيخرج من جوايه صوت كنت متعود عليه من زمان زى ما يكون صوت عقلى اللى كان بيوجهنى ، كان صوت متعب خلانى متقوقع طول حياتى جوه نفسى و بس .

نعم يا افندم ، حضرتك كنتى بتقولى حاجة ؟ ردت صفاء و قالت لى : باقولك تشرب شاى و لا نسكافيه ؟ انت مش هنا خالص ، مالك يا ياسر ؟ فيه حاجة شاغلاك ؟ قلت لها : لا أبدا بس مش متخيل انى النهارده هابعد عن الشقا اللى كنت فيه ، ما تتصوريش حضرتك انا أد إيه كنت تعبان ، ابتسمت و هى قايمة و قالت لى : انت طيب يا ياسر و تستاهل كل خير ، يمكن الظروف خلتنا امبارح نتقابل عشان اكون سبب فى تغيير حياتك للأحسن و صدقنى زى ما قلت لك امبارح مش هاتندم على موافقتك ، ها قول لى بقا شاى و لا نسكافيه ؟ قلت لها اللى تشربيه هاشرب منه..

غابت دقايق فى المطبخ حسيت انى عاوزها تخرج بسرعة كأنها وحشتنى ، جرا ايه يا ياسر ما تفوق بقا انت لسة نايم و لا ايه ؟ الزم حدودك ، تانى ، انا لازم اتخلص من التوجيهات دى و هامشى مع الحياة زى ما تكون ، عمرى ما هاكون أسير ليك تانى مش هاخد و لا ادى معاك انا حر فى تصرفاتى من غير قيود ..

خرجت صفاء من المطبخ و معاها الصينية و فورا قمت من مكانى اقابلها و اخد منها الصينية و ايدى لمست ايدها ، كنت متعمد طبعا لكنى ما طولتش فى اللمسة فبانت عادية ، قعدنا نشرب النسكافيه و لانى مش خبير بفتح الكلام و الحوارات فهى كانت دايما بتاخد زمام المبادرة ، كلمتنى شوية عن طبيعة شغلى الجديد و عن طاقم العمل و مهمة كل واحد منهم مؤقتا لحد ما اروح لها المعمل ، و بعد دقايق و قبل ما اخلص النسكافيه قالت لى : شوف يا سيدى ده مرتب شهر مقدم ، عاوزاك بعدما تخلص مع اصحاب الفرن تجهز نفسك لمهمة المدير المسئول و ترجع لى على المعمل على سنجة عشرة ، عاوزة اول مقابلة ليك مع الناس يحسوا انك مدير بقالك عشرين سنة هاتجى لى هناك الساعة 12 الضهر متفقين ؟ خدت منها الفلوس و قلت لها : متفقين .

خرجنا من البيت و ركبنا الموتوسيكل و كان فعلا الطريق مش بيزحلق و وصلتها للمعمل و كملت على الفرن و كلمت صاحبه و قلت له انى مش هاقدر اجى تانى لانى اشتغلت فى مكان تانى ، طبعا كل الناس كان صعبان عليهم فراقى لانى كنت مخلص بجد و شايف شغلى لكنهم اتمنولى الخير و قالولى طالما انت هاتكون مرتاح خلاص و المكان تحت امرك فى اى وقت ، سلمت عليهم و اتجهت لمحل اشتريت اشيك طقم و رجعت البيت خدت شاور و حلقت دقنى و كلمت والدى و والدتى على الشغل الجديد و قلت لهم انى هارجع تانى على هناك و ما اقدرش اوصف لكم فرحتهم بالوظيفة الجديدة لدرجة ان امى عيونها دمعت و هى بتباركلى ..

وصلت عند العمارة اللى فيها المعمل و كان فيه جراج تحت العمارة و سألت صاحب كشك السجاير اللى كان فاتح جنبهم قالى الجراج ده خاص بكل اللى شغالين فى العمارة دى ، كانت عمارة تجارية معظمها عيادات و مكاتب ، ركنت الموتوسيكل فى الجراج و طلعت على فوق لحد ما وصلت المعمل اللى كان واخد شقتين على بعض لقيتها منتظرانى فى المدخل ، بصت فى الساعة و بصت لى و ضحكت و قالت لى تمام تمام .. اتفضل يا استاذ ياسر ..

بعد ما دخلت عملت اجتماع لكل اللى شغالين فى المعمل حتى بتوع البوفيه و قالت لهم أستاذ ياسر تكرم و هايكون هو مدير المعمل من النهارده و مؤقتا هايكون له مكتب جنب مكتبى فى نفس الاوضة لحد ما يستولى هو على الاوضه كلها و ابتسمت وقالت لهم بعد كام اسبوع هايكون هو هنا مكانى ، عاوزاكم تسمعوا كلامه و تاخدوا بالكم من اى ملحوظة يقولكم عليها و مش عاوزة اى مخالفات لأنه مابيرحمش ، بصراحة عملت لى بريستيج خاص و حطتنى قدامهم فى برواز مميز ، كلهم رحبوا بيا و عرفونى بنفسهم و كل واحد وظيفته إيه و مهمته إيه و كلمت شركة موبيليا يجيب مكتب جديد علشانى و يحطه فى اوضتها ، و بعد انتهاء الوردية الاولى الساعة 4 خلتنا ننتظر الوردية التانية علشان تقدمنى بنفس الشكل لموظفين الوردية التانية اللى بتنتهى الساعة 11 مساء ..

و بعدين و احنا مروحين كنت متخيل انى هاوصلها بالموتوسيكل ، لكن لقيتها بتقولى ايه مستنى ايه ؟ قلت لها مستنيكى ، قالت لى : لا انا عربيتى هنا فى الجراج كنت سايباها امبارح لانى خوفت اسوق فى المطرة اعمل حادثة و فى نفس الوقت كانت ممكن تغرس منى فى اى حتة انت عارف ان حتى الاسفلت هنا مش مظبوط و كله حفر .. قلت لها طب اتفضلى حضرتك ركبت عربيتها و مشيت قدامى و ادتنى كلاكس و هى ماشية و قالت لى بكرة بقا تيجى على هنا فى معادك الساعة 9 ماتنساش و شاورت لى بايدها ..

تانى يوم وصلت فى معادى ولقيتها وصلت بعدى بلحظات دخلنا اوضتها و بدات تعرفنى على كل حاجة تخص الشغل ، شركات المستلزمات الطبية ، شركات الورق ، شركات صيانة الأجهزة ، تليفونات و عناوين المندوبين و مديرى المبيعات ، كل حاجة فى خلال اسبوع بالظبط كنت خبير بكل حاجة فى المعامل و داخلياتها ، قربنا من بعض اوى فى الاسبوع ده كنا بنفضل فى المكتب طول اليوم من 9 صباحا لحد 5 مساء ، كان المعمل بيشتغل كل ايام الاسبوع حتى الجمعة لكنها اتفقت معايه انى انتظر لحد ما اسلم الوردية التانية و امشى و ابقا ارجع لهم فى اى وقت بعد كده زى ما احب و ده كان بيكون وقت زيادة مدفوع الأجر ، كنت بالاحظ ان معاملتها شديدة و جافة مع كل الموظفين يعنى ما طلعش طبعها حنين و رقيق كده مع كل الناس زى ما كنت فاهم ، بعد الاسبوع التانى اتفقت معايه انها هاتبدأ تقلل من ظهورها فى المعمل و انى خلاص هاتولى المسئولية و لو اى حاجة وقفت قدامى اتصل بيها فورا و اتفقنا انى فى نهاية عمل يوم الجمعة هاروح لها على البيت اديها الكشوف و المراجعات و صور الشيكات المحررة للشركات و صورة من ايداع الايرادات فى البنك ، علاقتى بيها كانت على احسن ما يكون و كل يوم باحس فى قلبى بحاجة بتكبر ناحيتها ، بقيت انتظر مكالماتها ليه فى الشغل و بقيت انتظر يوم الجمعة كأنه يوم عيد ..

فى كل مرة كنت باروحلها البيت كنت باحس انى طاير لما اقابلها كانت بالنسبة لها جلسة عمل ، لكن بالنسبة لى لقا من نوع آخر ، ما كنتش عرفت الحب فى حياتى يمكن هو ده الحب ، يمكن اللى انا حسس بيه ناحيتها ده شوق و لهفة و انتظار و حرقة فى البعد و أمل فى اللقا و سعادة لما اشوفها و وقت معاها بيعدى بسرعة زى البرق ، لو كان هو ده الحب يبقا انا كنت باموت فيها ..

مرت الأيام إلى ان جاء اليوم الذى كان هو محور التحول فى علاقتى بيها بعد مرور اربع شهور و فى يوم جمعة الساعة 5 و نص مساء توجهت لبيتها علشان المراجعات كالعادة سلمت على سارة و يارا اللى كانت علاقتى بيهم بقت اكتر من اخوهم الكبير و هما فعلا كانوا بالنسبة لى اخواتى ، كنا قاعدين فى الصالة و هما كانوا فى الاوضة مشغلين موسيقى و اغانى ، لقيت صفاء نادت عليهم و قالت لهم اطلعوا فوق شغلوا اللى انتوا عاوزينه على ما نخلص شغلنا انا و ياسر ، و فعلا طلعوا على فوق بمنتهى الأدب ، فضلنا نراجع سوا و قالت لى : قولى بقا ناقصك اى حاجة دلوقتى محتاج تتعلمها ؟ قلت لها : لا خالص ، قالت لى : طيب يعنى خلاص مش محتاجنى فى اى حاجة ؟ قلت لها : لا طبعا انا دايما محتاجلك جنبى ، عمرى ما هاقدر استغنى عنك أبدا ، ابتسمت و قالت لى : لا يا عم انت خلاص اهه بقيت مدير بجد مش محتاج لا لصفاء و لا لغيرها ، فجاة نسيت نفسى و غلبتنى مشاعرى و قلت لها و صوتى مليان مشاعر حب تفهمها اى ست و نظرة عيونى مليانة شوق : أنا ، كده برضه ؟ ده انا مش محتاج من الدنيا كلها الا لصفاء .. انا خلاص ما بقيتش شايف فى الدنيا الا صفاء ، انتى من الدنيا كفاية عليا ، انتى مكافأة الدنيا ليه ، انا لو قدرت افضل جنبك ليل و نهار مش هاتأخر ، لو قدرت اصحى على صوتك و انام على صوتك كنت عملتها ، انا اسعد يوم فى حياتى لما باشوفك و اسمع صوتك و اقعد معاكى اسمحى لى ، و خدت ايدها و بوستها و هى زى ما تكون فى غيبوبة مسلوبة الارده ، مصدومة ، مش عارف ده قلة خبرة و لا ده انفعال زيادة ، و لا تعبير صادق من قلبى خرج على لسانى ، بوست ايدها و لقيت نفسى لا شعوريا صدقونى من غير اى محاذير و لا اى انتباه لاى شئ فى الدنيا و من غير حتى ما احس انى قاصد و لا لسانى هو اللى بيتكلم رغم ارادتى بصيت فى عيونها و قلت لها بهمس : بحبك

لحظات صمت و نظرات عيوننا ثابتة و ملامح وشوشنا تعبر عن صورة فوتوغرافية مش متحركة ، حسيت انى اتلخبطت فى مكانى و قلبى زادت دقاته و علي صوت انفاسى و ارتعشت ضلوعى و هى باصة فى عنيا ما بتتكلمش ، رمشت بعيونها ببطء شديد ، كنت قاعد قدامها ، قمت من مكانى و انا ساكت وحاسس ان الدنيا اتهدت فوق دماغى ، لكن كان فيه صوت فى قلبى بيقول لى انت ما ارتكبتش جريمة ، انت فعلا بتحبها ، ايوة بحبها و مش قادر استغنى عنها لكن ايه اللى انا عملته فيها ده ؟ انا حاسس انى صدمتها ، روحت ناحية الباب علشان اخرج و هى لا بتنادى و لا بتنطق ، خرجت و ما قدرتش حتى اقفل الباب علشان ما اعملش اى صوت تانى و لا ازعاج ليها ، وصلت للموتوسيكل على الباب و افتكرت ان مفاتيحى لسة جوة كان هاين عليا اروح مشى و لا انى ارجع تانى ليها ، لكنى رجعت و دخلت لقيتها لسة فى مكانها و حاطة ايدها الاتنين على وشها و موطية راسها ، قربت منها و قعدت جنبها و قلت لها : مالك يا صفاء ؟ قالت لى : سيبنى يا ياسر من فضلك ، قلت لها : طب سيبينى بس اشرح لك ، ردت عليا لتانى مرة من غير ما تبص فى وشى و قالت لى : ياسر .. من فضلك سيبنى .

خرجت و انا كلى حسرة و ألم و احساس مرير بالندم ، ما كانش لازم اتسرع و اتهور بالشكل ده ، رجع لى تانى الصوت اللى كان دايما ملازمنى يوبخنى و يأنبنى و يلومنى و انا حاسس انى زى ما اكون *** صغير قدام نفسى ، و لأول مرة اعرف ان الاحاسيس دى ممكن تخلينى احس بالمرض و انام فى السرير 3 ايام متتالية عاجز عن الحركة و الكلام و جسمى كله بيشتكى ، بقا هو ده الحب ؟ و هو الحب إيه غير كده ؟!
 
  • عجبني
التفاعلات: الضاحك الباكى، الساحر الرمنسى و فحل هايجان
الحلقة الثالثة
إن كل ما مررت به من أحداث فى هذه القصة هى بالنسبة لى عمرى و حياتى ، عشت مع كل هذه التفاصيل و أخذت من دمى و لحمى حتى صارت فى كل أرجاء كيانى و لذا فإننى لازلت أسترجعها دقة بدقة ، لا لشئ إلا لأنى أحببت فيها كل شئ حتى عذابى و آلامى ، و لو عاد بى الزمن لعشتها من جديد ، فلم أكن أدرك أن الحب فى كل أحواله نعيم ، حتى و أنا فى سرير المرض أعانى إلا أننى كنت اعاود ذكرى لحظة جميلة مع حبيبتى فأبتسم ، ثم أتذكر أننا على مشارف الفراق فأبكى ، هكذا الحب ، أحوال و أهوال ، مجاهل و وديان ، ممرات و أنفاق و لكنها فى النهاية كؤوس يتجرعها كل عاشق عرف الحب ، لا يأتى وفق مواعيد و ليست له طرقات خاصة حتى تتجنبه ، لا أعرف ما دهانى إلا أننى قد أحببت ..

كنت قبل كده قوى قدام أى موقف ، عمرى ما كنت ضعيف بالشكل اللى وصلت له ده ؟ رجعت بيتنا و انا باتسند على الجدران مش قادر اقف دخلت اوضتى بالعافية و قفلت المنبه و نمت لكن انهى نوم ده اللى هايجيلى ، حسيت بلسانى تقيل و ماعنديش اى رغبة على الكلام ، كنت يا دوب باقوم اروح الحمام بالعافية ، تانى يوم والدتى استدعت لى دكتور قال لها احتمال يكون ارهاق بس لكنه كويس مافيهوش حاجة ، و كتب شوية مقويات على مهدئات ، كنت مش عارف مالى و لا قادر اوصف حالى لأى حد حتى نفسى ..

يوم ورا يوم وصلنا ليوم الاتنين و انا لا باخرج و لا باقوم من اوضتى الا للضرورة و والدتى كانت بتجيب لى الأكل فى السرير و برضه كان أكل بدون اى نفس .. و فى يوم الاتنين العصر لقيت عم حسين اللى ماسك بوفيه المعمل جايلى البيت و فى ايده ظرف .
  • ايه مالك يا استاذ ياسر سلامتك ؟ الحاجة قالت لى انك تعبان ..
  • لا انا بقيت احسن يا عم حسين .
  • خير يا ابنى معلهش ، كل الناس بتسأل عليك و قلقانين و المعمل مالهوش حس من غيرك ، ما قلتلناش ليه يا ابنى كنا قمنا معاك بأى واجب ؟
  • انتم اهل الواجب يا عم حسين و بعدين انا لقيت الموضوع مش مستاهل .
  • طيب يا حبيبى ماتتاخرش علينا بقا اكتر من كده و قوم بالسلامة عشان انت وحشتنا .
  • مين اللى ماسك الشغل هناك يا عم حسين ؟
مدام صفاء ، كانت اتصلت يوم السبت بينا و الآنسة هبه قالت لها انك ما جيتش ، و بعد نص ساعة لقيناها وصلت و من يومها و هى بتيجى كل يوم زى زمان و بعدين النهارده قالت لى خد الظرف ده و روح اسأل على بيت أستاذ ياسر واديهوله يراجعه و لازم هو بنفسه اللى ياخده منك ، يعنى لو مالقيتهوش ترجعهولى هنا تانى ، و ادينى لقيتك اهه بس كان نفسى اشوفك بخير يا ابنى اتفضل يا أستاذ الظرف ، أخدت منه الظرف و سلم عليا و استأذن ، فتحت الظرف لقيت جواب مكتوب على ورقة لونها وردى ..

الجواب كان فيه ريحتها ، فضلت اشمه و ابوسه حتى قبل ما اقراه ، قلت لنفسى أياً كان الكلام اللى هى قايلاه ، أنا هاواجه نتيجة تصرفى و هاستحمل منها أى شئ و هاتفضل طول عمرى فى قلبى و روحى ، عمرى ما هانساها و لا هاقدر انسى كل اللى هى عملته علشانى ، مش مهم انى بنفسى و بايدى حرمت نفسى منها لكنى عارف ان دنيتى دايما بتعاندنى .. فتحت الجواب و بدات أقراه:
------------------------------------------------------------------------------------
عزيزى ياسر ، بعد التحية ..
اعذرنى ان كنت لا اجيد التعبير عما تمثله أنت فى حياتى ، لكن ما أثق به جيدا هو انك تمثل لى ما أعجز عن ترجمته بلسانى ، منذ أول يوم وجدت فيك اشياء لم تعترف نفسى بها يوما و لم تصدق ان تكون موجودة فى تكوين الرجال ، و ربما كانت تعاملاتى قبلك مع رجال ينتهزون كل فرصة للسطو على مشاعر امرأة مثلى فى بلاد الغربة كفيلة بجعلى انتبه لكل حركاتك و سكناتك و تصرفاتك النبيلة معى عبر ما يزيد على أربعة أشهر كنا فيها فى قرب أكبر من أى ارتباط ..
كثيرا ما كنت أتابعك فى صمت عن قرب و عن بُعد لأرى هل تبدو لى على خلاف حقيقتك ، و الحق كل الحق أنك لم تكن إلا كما تصورتك و كما كنت تبدو لى ، لم تتصنع يوما أو تدّعى صفة ليست فيك ، بل كان ما بظاهرك هو انعكاس تام لما فى باطنك ، وجدت فيك صفات شعرت انها تكمل طعم الحياة وتجعلني فى وجودك أشعر بأمان تام ..

وهناك اشياء بداخل الانسان لايستطيع ان يعبر عنها فليس كل ما بداخلنا نستطيع البوح به ،ولكنني حين كنت انظر الى عينيك كنت افهم ماتنوى قوله وكنت اتمنى منك ايضا ان تفهم ماتريد اخباره بك عيناى ، نعم أعلم اننا بشر .. ولكنني كنت مدركة ان هناك شيئاً ما بيننا يجعلنا مرتبطين برباط روحي قوي اقوى من ارتباط القلوب والهمسات ، كل مره كنت تود فيها الاعتراف كنت أدركها جيدا ، و كم كنت أخشى تلك اللحظة !
كنت ارى لهفة الشوق في عينك... ارى همسات الحب تنطق بها شفتيك حثيثا دون حروف ،

كنت ارى اشياء كتيره لايمكن ان يراها الرجل ولا يهتم بكل تفصيلاتها ، ولكنى كنت ادعو بينى و بين نفسى ألا تنطق بها ، فإننى كنت أخشى عليك مما تشعر به وأخاف عليك من لحظة اعترافك لى بما فى قلبك لأانى كنت مدركة تماما انها ستكون لحظة انهيار تخرجك عن صمودك و تماسكك أمامى و ما كنت لأتحملها و ما كنت إطلاقا أريدك أن ترانى فى حال ضعفى و هزتى و قد كنت معتادا على رؤيتى فى قوتى و بهائى ..

و ما دفعنى لكتابة هذه الرسالة إلا أننى قد فهمت قرارك و شعرت به منذ لحظة خروجك من بيتى واعلم انه مهما دارت بك الدنيا فلن تجد انسانه تحمل لك مشاعر جميله مثلما كنت قد حملت لك و لا زلت و لكنى أراك تختار الرحيل ، الآن تود ان تتركني وترحل ، لك ما شئت و لك ما تمنيت ، و القرار هو قرارك أنت ، و لكننى كنت اتمنى ان لا يكون هذا هو قرارك الأخير..

و انت تعرف قدر حاجتى لك ، لا اتكلم عن ما بيننا من عمل أو مسئولية إدارة ، بل أتكلم عن مسئولية قلبك الذى ضمنى و ضم بناتى بداخله و فتح لنا بابه و جعلنا فيه أقرب الأقربين ، و صرت بيننا عوضا من الدنيا عن كل ما فقدناه و لا زلنا نفقده ، و العجيب انك تقرر الرحيل بعد اعترافك و كأنى أراك مثل محب يعترف لحبيبته بعشقه لها قبل موتها ، و ماذا يفيد الاعتراف إن كان الفراق قد حان ، فماذا عساي ان افعل ؟

اما آخر كلامى لك فهو نصيحة بألا تندم على حب عشته حتى لو صارت ذكرى تؤلمك فأنا سأظل أنظر إليك على أنك الرجل الحقيقى فى زمن قلّ فيه الرجال ، و من اعطانى قلبه لايستحق منى في يوم من الايام الا ان أتذكره بالخيروأزرع في طريقه الورد ..

أعلم انه لايوجد شخص معصوم من الخطأ ولكل انسان فترة من حياته يمر فيها بمرحلة عجز ربما انا الان امر بها لذلك الزمن تغلب علي والقى بي وكان القدر اقوى مني ورايتك تفر من بين يدي وانا انظر اليك وليس لي حيلة حتى ان اطالبك بالبقاء ، فارحل كما تريد ..
و ربما قد انقطع املك بالاستمرار فى حياتك الجديدة بتركك للعمل و قد كنت سعيدا به ، و ان كنت أنت وحدك الذى قررت هذا لكننى اعتبر نفسى شريكة فى قرارك هذا و سأظل أحيا فى عقدة الذنب تجاهك ، فكم كنت اتمنى أن تبقى فى عملك حتى تصبح فى أعلى مكانة و حتى تصل إلى كل طموحاتك .. و لكنى سأدعو لك بقلبى ليل نهار أن تجد فرصة أخرى ، و أخيرا الوداع إن كان هذا اختيارك و إلى اللقاء إن كنت لا ترفض اللقاء ..
المُحبة .. صفاء
-------------------------------------------------------------------------------------
حجم الدموع اللى نزلت من عيونى كانت اد الدموع اللى نزلت منى طول حياتى ، لكن اعمل إيه ، ماكنتش اتمنى انى استمر فى الشغل يا صفاء الا علشان اكون جنبك ، و لا كان نفسى انى اوصل للحظة اختار فيها بين البقاء و الرحيل لكن نصيبنا كده ، يا ريتنى ما اتكلمت و لا قلتهالك ، يا ريتنى فكرت فى نتيجة تصرفى الوحشة قبل الحلوة ، لكن كل اللى قلته كان غصب عنى ، غصب عنى ما قدرتش احكم لسانى و هو بينطقها ، آآآآآآآآآآآآآآآآآه ..

حسيت ان حالتى بدات تزيد سوء ، و الحزن تملكنى اوى ، لكن أثناء ما كنت بافكر فى اللى عملته لقيت والدتى داخلة عليا الاوضة و بتقول لى فيه ناس زمايلك بره عاوزين يشوفوك ، قلت لها مش عاوز اقابل حد يا امى ، قولى لهم نايم ، لكن قبل ما اكمل كلامى لمحت سارة بتقرب من الباب و بتقول هو فين يا تيته ؟

صرخت من الفرحة و قلت سارة تعالى حبيبتى ، دخلت وراها يارا ، و قعدوا جنبى على السرير واحده على يمينى و التانية على شمالى ،
  • ازيكم يا حبايب قلبى عاملين ايه ؟
  • احنا كويسين ، انت عامل ايه ؟
  • أبدا خدت برد و انا مروح يوم ما كنت عندكم .
  • شوفت ، عشان مشيت من غير ما تسلم علينا .. احنا زعلنا منك اوى على فكرة و ادى جزاءك اهه تزعلنا يجيلك برد على طول .
  • قولولى بقا عرفتوا ازاى ان انا تعبان ؟
  • ماما اول ما رجعت البيت النهارده قالت لنا البسوا عشان نروح نزور أبيه يا سر و احنا فى ثوانى لبسنا و جينا معاها ..
  • معاها ؟ هى فين ؟
  • برة فى الصاله اهه .
  • برة فى الصالة ، طب قومى هاتيها يا سارة بسرعة ، كده برضه تسيبوها برة ؟
  • حاضر .. يا ماما ، يا ماما ، تعالى بسرعة .

لحظة ما لقيت امى داخل الاوضة و صفاء وراها حسيت ان الروح رجعت لى تانى و جسمى زى ما يكون تحول من حالة الضعف و العجز لحالة من القوة و النشاط ، ماكانش عندى وقت اندهش من اللى بيحصل لى لأنى خلاص فهمت ان جسمى بقا تبع حالة قلبى .

امى خرجت جابت لها كرسى من الصالة و انا شاورت لامى تحط الكرسى جنبى و فعلا لقيتها جت قعدت عليه ، لما ركزت فى وشها و هى بتقول لى سلامتك يا ياسر ، حسيت فى عيونها بخجل بنت فى سن 15 و ارتباك مش طبيعى منى و منها ..
قلت لها تشربوا ايه ؟
  • لا و لا اى حاجة ما تتعبيش نفسك يا ماما الحاجة .
  • لا يمكن لازم تشربوا حاجة اعملى لنا شربات يا امى لو سمحتى .
ردت امى و هى فرحانه لما شافت ابتسامتى و تحسن احوالى و قالت : انتم بجد تستاهلوا الشربات ، ده شكله قبل ما تيجوا كان يبكّى و زيارتكم يا حبايبى خلته فرفش و حالته اتحسنت .. فعلا جابت امى الشربات و البنات كانوا اول مرة يجربوه بس عجبهم اوى ..

ماكانش فيه فرصة انى اتكلم معاها فى اى حاجة و امى و بناتها موجودين ، قلت اضرب عصفورين بحجر واحد و اخرج بناتها و امى من الاوضة سوا ، قلت لامى دول بقا سارة و يارا حبايب قلبى و اخواتى الصغيرين ، من كتر حبى ليهم سميت حمامتين فوق على اسمهم ، و هوب يارا عملت زى ما توقعت و قالت لى : انت بتربى حمام هنا ؟ أشوفه ، عشان خاطرى انا بحب الحمام اوى ، قلت لامى خديهم يا امى يتفرجوا على الحمام اللى فوق ، خدتهم ماما و هى مبسوطة بيهم اوى و طلعت على فوق تفرجهم الحمام و المناظر اللى حوالين البيت ، تكعيبة العنب و شجر الورد قعدوا مدة يعنى ..

اول ما خرجوا بصيت فى عيون صفاء و قلت لها : بجد ما تعرفيش زيارتك دى عندى تساوى ايه ، انا حاسس انى خلاص خفيت بجد .. ضحكت و قالت : يا سلام ، ليه شايفنى إزازة دوا ؟ قلت لها : إزازة دوا إيه ؟ ده انتى أجزاخانه بحالها .. قالت لى آه و عشان كده 3 أيام لا حس و لا خبر ، طب تليفون حتى تعرفنى انت ظروفك ايه ، لكن كده تقطع مرة واحده وتبقا تعبان و انا ما اعرفش و تخلينى أرجع اشوف المعمل و انت مش فيه تصدق انى حسيت انى عاوزة اهده او ابيعه ، كرهته بجد ..

قلت لها اه حسين قالى و هو بيدينى الظرف انك رجعتى تتابعيه تانى ، لقيتها بصت فى الأرض و وشها احمر أوى لما جبت سيرة الظرف ، قلت لها : بس عارفة كلامك ده لو ما كنتيش جيتى كنت هافضل تعبان بسببه طول العمر ، لكن بعد ما جيتى هنا كلامك هايكون سبب سعادتى مدى الحياة ، قالت لى : يعنى خلاص هاترجع الشغل تانى ؟ قلت لها : انا اى مكان يخلينى قريب منك هتلاقينى فيه حتى لو كان فى صحرا ، ابتسمت و قالت لى : تسلم لى و ما انحرمش منك أبداً ،اياك تعمل كده تانى و تبعد و تسيبنى ، مش عاوزة اى حاجة تخليك تبعد عننا ، قلت لها انتم بقيتوا كل حياتى و قلبى مابقاش معايه خلاص بقا معاكم ، ابتسمت و سكتت ..

حسيت ان خلاص مابقاش فيه حواجز بيننا، مشاعرنا واحده و قلوبنا مشتاقة ، بدأت اتصرف و اتكلم بمنتهى الحرية حسيت انها خلاص متقبلة مشاعرى و راضية عنها ، اتعدلت شوية فى السرير و مديت ايدى و اخدت ايديها الاتنين و بوستهم و بصيت فى عيونها و قلت لها بهمس : المرة دى باقولها و من غير خوف و لا قلق ، بحبك يا صفاء ، ابتسمت و حطت وشها فى الأرض لكنها ما سحبتش ايدها من ايدى ، فضلت باتكلم معاها و ايدها فى ايدى وشبكنا صوابعنا و قلت لها : وحشتينى اوى ، قالت لى : و انت كمان ، صدقنى يا ياسر كل يوم كمان بيعدى و انا مش عارفة اوصل لك كنت باعيشه عذاب ، و صدقنى لو كان عدى اسبوع واحد كنت هاجى لك هنا برضه و ادوّر عليك ، كنت هاقول لك ترجع لشغلك و مكانك و لو بتضايق من وجودى مش هاوريك وشى تانى ، قلت لها : اتضايق من وجودك ؟ ده انا بقيت أسعد انسان فى الدنيا بسبب وجودك فى حياتى ، ما تتصوريش لحظة ما حسيت انك اتضايقتى بسبب كلامى معاكى يوم الجمعة حسيت انى عاوز انتقم من نفسى ، لو كنتى فضلتى زعلانة منى ماكنتش هاقدر اسامح نفسى أبدا ..

قالت لى : انا عمرى ما ازعل منك يا ياسر ، انا جوايه رصيد كبير اوى ، قلت لها : رصيد من ايه ؟ قالت لى : من اللى عندك ده .. قلت لها : يا خبر رصيد من المرض ده بعد الشر عليكى ، ضربتنى على كتفى بدلع كده و قالت لى مرض ايه بطل بواخة بقا .. قلت لها : بتتكلمى بجد ؟ يعنى حاسة بيا يا صفاء ؟ قالت لى : من اول يوم يا ياسر ، لكن تخيل لما أبقا خايفة من لحظة و جوايه احساس بيقول لا مش هاتحصل و انى فاهمة غلط ، و فجأة ألاقى كل اللى فكرت فيه بيحصل قدام عينى ، و احس جوه نفسى قدامك بزلزال اول مرة احس بيه ، و اول انت ما قلتهالى لقيت قلبى خدها فى حضنه و روحى اتسحبت منى و راحت ، قلت لها : راحت فين ؟ قالت لى : انت مالك فايق و رايق كده ليه ؟ اوعا كده سيب ايدى مش عاوزة اكلمك و لا اسمعك تانى ، قلت لها : انا أسعد إنسان على وجه الأرض ، أخيراً حسيت حلاوة الحب ، ماكنتش عايش غير عذابه و بس ، و بسرعة و بتلقائية قالت لى : سلامتك من اى عذاب يا حبيبى ، و حطت ايدها على شفايفها و اتخضت ، قلت لها : أنا حاسس انى طاير مش على الارض انا باطير باطير ، قوليها تانى عشان خاطرى ، قالت لى : ما باقولش انا اصلا ماقلتش حاجة انت اللى بتسمع غلط .
 
  • عجبني
التفاعلات: العمده المصري, الضاحك الباكى, الساحر الرمنسى و 2 آخرين
الحلقة الرابعة
بعد ما نزلت أمى و البنات استأذنت صفاء للانصراف و شافت التليفون الأرضى فابتسمت و قالت ايه ده ؟ طب خليه جنبك بقا يمكن حد يتصل يطمن عليك و كان رقمه مكتوب عليه كالعادة ، فبصت هى على الرقم مرة و بعدين وهى بتجيبه على الترابيزة اللى جنبى بصت كمان مرة و بصت لى و ابتسمت و مشيت هى و البنات ، قمت فورا من السرير خدت حمام و حلقت دقنى و هجمت على الأكل هجمة شرسة و والدى و والدتى كانوا فى قمة السعادة لأنى خلاص بقيت زى الحصان ..

و الساعة 11 بالليل لقيت التليفون بيرن و كان الحوار الآتى :
  • ألو ....ألو .... مين معايه ؟
  • حزر فزر الأول ..
  • أهلا أهلا أهلا يا ألف اهلا و سهلا ، ثانية واحدة بس أقوم أقفل الباب و راجعلك .. مساء النور و الهنا و السعادة على أجمل و أرق صوت سمعته فى حياتى كلها ، انا مش مصدق نفسى ، معقول كده ، ده كتير ، كتير اوى عليا بجد ..
  • استنا بس خلينى اعرف اتكلم طيب انت واخدنى كده ليه ع الحامى ؟
  • معلهش أصل المفاجأتين بتوع النهارده دول كتير أوى ..
  • هما اتنين و لا تلاتة ؟
  • آه 3 صح ، الجواب و الزيارة و المكالمة العسل دى ..
  • شوفت بقا مابتعرفش تحسب اهه ..
  • أنا دلوقتى ما باعرفش اعمل اى حاجة خالص ، انا فى دنيا تانية فى عالم تانى ..
  • المهم يكون عالم حلو مرتاح فيه و سعيد بيه ..
  • انا سعادتى معاكى كل لحظة بتزيد ، كل يوم بعد يوم باحس انى اتولدت يوم ما عرفتك ، يوم ما عرفت الحب الحقيقى اللى خطف قلبى ، بحبك بحبك بحبك بحبـــــــــــــــــــــــــــك ..
  • ايه هو ده انت بتزعق كده ليه حد يسمعك ،
  • اللى يسمع يسمع بقا ، انا خلاص بعد اللى شوفته مابقيتش خايف ،
  • بس انا خايفة ..
  • من ايه يا قلبى ؟ خايفة و انا معاكى ؟

  • انت عارف يا ياسر ظروفى كويس ، المشكلة انى مش عارفة الطريق اللى انا مشيته معاك ده هايكون سبب فى سعادتنا و لا شقانا ، هاينتهى بقربنا و لا هاتيجى لحظة فراق ما نستحملهاش ؟
  • عندك حق تخافى و تفكرى فى كل ده لكن اللى انا عاوز اقولهولك و توعدينى بيه دلوقتى ان عمر ما فيه حاجة فى الدنيا تفرق بيننا ، انا هافضل معاكى كل اللى باقى من عمرى و عمرى ما هاعرف الحب بعدك ، الدنيا كلها مش هاتقدر تبعدنى عنك لكن انتى الوحيدة اللى تقدرى تعملى كده ..

- انا ؟ ده انا اموت قبل ما ييجى يوم ما الاقيكش فيه جنبى ، عمرى أبدا ما هافكر ابعد عنك حتى لو بعت الدنيا كلها عشانك ، انا يمكن كان بينى و بين اللى جوايه صد و رد قبل ما اسمعها منك و قبل ما تبعد عنى و احس انى هادور فى الدنيا مش هالاقيك جنبى ، لكن بعد ما قلتها و بعد ما عرفت شكل حياتى فى بعدك عرفت ان الدنيا كلها فى كفة و انت لوحدك فى كفة تانية و لو باختار مش هاختار الا انت.

- تفتكرى بعد كلامك ده يكون فيه اى خوف من الدنيا او على اى حاجة فيها ؟ ، يمكن يكون وضعك الاجتماعى بيمنعك و يمكن تكونى خايفة على بيتك و أسرتك لكن حبنا فى قلبى و قلبك و ده مش بايدينا ، و محدش فى الدنيا يقدر يفرض على قلوبنا تحب ايه و تكره ايه ، و اوعدك انك فى قلبى و روحى و مش ما هاتجاوز عمرى اى خطوط حمرا ترسميها فى حبنا ..

- ما هى المصيبة انى مش عارفة ارسم اى خطوط بدليل انى اول ما عرفت من حسين انك تعبان انتفضت من مكانى و ما قدرتش استحمل ، وادينى اهه اتسحبت دلوقتى علشان اكلمك و ما صدقت عرفت رقمك ، ده انا حفظته من اول مرة مع انى مش بتاعة حفظ ..

- بصى يا حبيبة قلبى ، لا انا و لا انتى اخترنا اللقا ، و لا انا و لا انتى اختارنا الحب ، الحب هو اللى اختارنا ، و الصدف جمعتنا ، راجعى كل موقف مرينا بيه سوا ، شوفى الصدف عملت فينا ايه ..

- آآآآه كل اللى بتقوله ده بافكر فيه و اتأمل الأحوال ، كنت فاكرة انى بحب جوزى لحد ما قابلتك ، اكتشفت انى ما عرفتش الحب الا معاك انت و بس ، عمرى ما تخيلت انى اشوف راجل تانى غيره فى حياتى ، لكن مع وجودك بقيت انت الراجل الوحيد فى الدنيا قصاد عينى .. شوقى و لهفتى و خوفى و قلقى عليك محاوطيننى ، كل كلمة باسمعها منك بتسعدنى و ترجعنى تانى لمشاعر عمرى و انا لسة فى الجامعة ، انت رجعتنى لصفاء ، صالحتنى مع نفسى و مع الدنيا ، كل حاجة حواليه لونها اتغير ، طعم البيت ده نفسه اتغير من يوم انت ما دخلته ، اول يوم حسيت فيه بالأمان و الهدوء يوم ما جيت نمت هنا ، يومها اول مرة اطفى الانوار و انام من غير خوف ، يوم ما اتغدينا سوا حسيت انى لازم اكل معاك فى كل مرة بعد كده ، مش عارفة ده حصل ليه و حصل ازاى ، لكن خلاص حصل و مش هاهرب منه ، حاولت كتير و ماقدرتش ..

- ما تشغليش نفسك يا حبيبتى بالاسئلة دى و لا تدورى لها على اجابات ، و لا تحاولى تهربى من مشاعرك الرقيقة دى ، خلينا هنا فى دنيتنا اللى بتفتح لينا احضانها ، انا و انتى و سارة و يارا و بس ، لازم تعيشوا الحياة و تتمتعوا بكل لحظة فيها ، و من النهارده مسئوليتى هى سعادتكم .. حسيت انها فرحت بكلامى و بحبى لبناتها و رغبتى فى اسعادهم ،

فرحت إنى كنت فاهم انهم الجزء الأهم فى حياتها و أول أولوياتها ..استمر الكلام بيننا ما بين مشاعر و قصائد و اغانى و حكايات ، سمعت منها احلى كلام الحب و و غنت لى بصوتها اجمل اغانى ، ياااااه على صوتها ، و جمال احساسها ، كنت اغنى لها و هى ترد عليا لحد ما سمعت الديك بدأ يصيح إيذانا بطلوع النهار ، بصت فى الساعة لقيتها 4 الصبح ..
قالت لى :-
  • يا خبر دى الساعة 4 و النهار قرب يطلع ، خلاص بقا كفاية كده انت وراك شغل الصبح و لا إيه ؟ اوعا تقول مش ناوى تروح ،
  • هاروح بس بشرط ..
  • انت تؤمر يا روح قلبى ..
  • تروحى انتى كمان ..
  • هههههههه ، كنت عارفه انك هاتقول كده ، حاضر هاروح انا كمان يلا بقا مع السلامة بقا مع السلامة ..
  • ايه حاف كده طيب ؟
  • انت طماع اوى على فكرة يلا بقا انا هاقفل ..
  • خلاص أمرك يا رووووووح قلبى ، مع الف سلامة يا حبيبتى
  • مع السلامة يا قلبى.

و توالت المكالمات كل ليلة من الساعة 12 او 1 صباحا لحد النهار ما يقرب يطلع و تسمع الديك ، و كل مرة تفكر تقفل مع قرب النهار ، أضحك و أقول لها ( و هنا أدرك شهرزاد الصباح ، فسكتت عن الكلام خالص ، مباح او غير مباح ) .. كانت مكالمات لو فضلت احكى عنها سنين مش هاقدر اوصفها ، اكتر من اى اتنين حبايب ، قرب غير عادى و حب ما يتوصفش ، عمرنا ما زعلنا من بعض فى يوم ، و عمرنا ما كررنا كلام قلناه ، كان كل يوم فيه جديد عنى و عنها ، حبنا كبر يوم بعد يوم لحد ما بقينا شخص واحد ، نتكلم باللى بنفكر فيه فى وقت واحد ، تقول الجملة و اكملهالها و اقول جملتى و تكملهالى ، لو حد اتكلم قدامى عن الحب هاعرف انه ما عاشهوش زى ما انا و صفاء عشناه ، الحب بمعناه ، الحب اللى مش محتاج غير قلبى و قلبها ، صوتى و صوتها ، شوقى و شوقها ..

و معادنا كان كل يوم جمعة زى ما هو ما بنزودش فيه عن لمسة ايد او كلمة حب و العين فى العين ، لكن فى التليفون ، كان الوضع مختلف بكتير و الحرية كانت أكبر بكتير ..

انتهت امتحانات سارة و يارا و ظهرت النتيجة و روحت ابارك لهم ، لقيت يارا بتقول لصفاء : فين بقا الاسبوع اللى هانقضيه فى مصر زى ما وعدتينا فى اول السنة ؟

خوفت انا ان صفاء توافق على الاسبوع ده و حاولت ارجعهم عن الفكرة و قلت : اسبوع ايه اللى هاتقضوه فى مصر ده ؟ الواحد يقول يوم تروحوا و ترجعوا لكن هاتقعدوا اسبوع بحاله فين و عند مين ؟ ده حتى لو ليكم قرايب هناك محدش بيستحمل حد يا يارا ..

  • ردت صفاء و هى بتبتسم و قالت لى لا هى بتقول على شقتنا اللى فى مدينة نصر ما هى بتزن كل شوية عشان نروح نقعد فيها ..
  • ايه ده عندكم شقة فى مدينة نصر ؟

- سارة ردت و قالت شقة ايه ؟ دى عمارة 6 أدوار هو احنا شوية يا عم و لا ايه ؟ وافقى يا ماما بقا هنا خنقة طول السنة عاوزين نغير جو شوية و نتفسح .. و بصت لمامتها و قالت لها اوعى تخلفى وعدك معانا ، فاكراه طبعا هه ! ..
لقيت صفاء قالت لهم لا مش هاخلف ماتخافوش و الغريب انها كانت بتضحك و سعيده ..
- بصيت لصفاء و شافت الحزن فى عينى و هى حست انى عاوز اقول حاجة فقالت للبنات اتفضلوا على اوضتكم بقا عشان اكمل كلامى مع ابيه ياسر و لا عاوزيننى ارجع فى كلامى ؟
ردوا البنات فى صوت واحد و قالوا : لا لا لا ترجعى ايه داخلين اهه .

بصت لى و قالت لى مالك يا ياسر ؟ زعلت ليه كده ؟
قلت لها ايه حكاية مدينة نصر دى ؟

قالت لى : بص ، احنا اصلا كنا قاعدين فى القاهرة انا و كمال اول ما اتجوزنا و لما سافرنا كنا بنخطط اننا نرجع بعد فترة و نعيش فى القاهره ، و اشترينا 300 متر فى مدينة نصر ، و نزلنا اجازة بنينا العمارة اللى قالوا عليها دى و فيها دورين كان كمال هايعملهم شركة لتجهيز العيادات الطبية و الباقى شقق منهم واحده فرشهالنا ، و الشركة دى كانت زى مكاتب الديكور كده لكن دى فرش و اجهزة و كل حاجة ، و بعد ما كان ناوى يقعد هنا على طول المستشفى اللى كنا شغالين فيها فى النمسا فتحت فرع جديد و خدوه رئيس قسم المعامل بمرتب خيالى ماقدرش يرفض ، و انا اتمسّكت انى افضل هنا ، فطلب منى اكمّل انا مشروعه رفضت و قلت له ابقا كمله انت لما تحب ، انا هاقعد فى بلد اهلى مش هاعيش فى القاهرة لوحدى هنا غربة و هناك غربة ، فاشترالنا البيت ده و قعد معانا فيه يومين تلاتة و بعديها سافر اهه دى تالت سنة له و مش قادر يسيب شغله يوم واحد عشان الوضع اللى هو فيه ، كتير طلب منى اسافرله انا و البنات لكن انا رافضة ... قول لى بقا ايه اللى زعلك و خلاك قلبت مرة واحدة كده و وشك بقا عاوز مكوة ؟

قلت لها : يعنى مش عارفة ؟ أسبوع هاتقعديه فى مصر ، ده يعنى لو كان اسبوع بس انما ده ممكن يجر اسبوع ورا اسبوع و مش بعيد تقضوا الاجازة كلها هناك !
قالت لى : يا ريت ، ده انا اتمنى ..
قلت لها : تتمنى ! يعنى مش فارق معاكى ابقا هنا و انتى هناك و بيننا بلاد ؟

فجأة لقيتها ضحكت أوى و قالت لى : ياااااااااااه ، فهمت خلاص ، يا سارة ، يا يارا ..
أنا :- ايه بتنادى لهم ليه دلوقتى ؟
سارة و يارا دخلوا علينا خير يا ماما فيه ايه ؟
صفاء :- أبيه ياسر مش عاوز ييجى يفسحنا فى مصر بيقول عنده شغل كتير ..
- لا يا ابيه ياسر بقا عشان خاطرى ، يوووه بقا ، الشغل مش هايجراله حاجة و مش هانقعد غير الاسبوع اليتيم اللى اتفقنا عليه مع ماما .. و سارة تبوسنى فى خدى و تقولى عشان خاطرى و يارا تبوسنى فى خدى التانى و تقول خليك فاكر لو زعلتنا بيحصل لك ايه !!

اخدت نفس عميق اوى و الفرحة بانت على وشى و قلت لهم :- لا بعد اللى انتم عملتوه ده والتهديد بالزعل بقا يبقا اسبوع واحد مش هايكفى ، ده انتم يلزمكم شهر على الاقل .

الفرحة بقت مالية قلوبهم التلاتة و بعد ما دخلت سارة و يارا ، بصت لى صفاء و قالت لى :- معقول كنت فاكر انى هاقدر ابعد عنك يوم واحد ؟ انا رتبتها معاهم اننا هانروح كلنا لانى ما اعرفش افضل هناك لوحدى و هما اللى اللى اقترحوا انك تكون معانا و صمموا عليك انت و قالولى هو لما يبقا معانا هايعرف يفسحنا و يودينا اى مكان نختاره من غير قلق .. تحب نسافر امته ؟ قلت لها بكرة طبعا هاروح الشغل الصبح ارتب شوية حاجات و ارجع لك تكونى جاهزة انتى و البنات ، و على فكرة انا اللى هاسوق ..
قالت لى : طبعا انت اللى هاتسوق و انت اللى هاتتولى الأجازة كلها شوف بقا احنا سياح و انت المرشد بتاعنا مش هانعترض على اى حاجة ، ظبط لنا بقا برنامج محترم كده ..

قلت لها بس فيه مشكلة ، قالت لى ايه المشكلة ؟ قلت لها احم هانام فين ؟ ضحكت و قالت لى : ما تقلقش هاتبات فى الشركة ، من حسن حظى انها كانت مجهزة بس اعمل حسابك انك هتنام فيها بس ، لكن باقى الاوقات معانا ..

و تانى يوم انطلقنا الى قاهرة المعز ، لنبدأ مرحلة جديدة فى علاقتنا ، كنا فيها كلنا أسرة واحده بمعنى الكلمة ، عشت فيها كل مشاعر ممكن يعيشها الانسان فى حياته حتى الأبوة عشتها مع سارة و يارا و لأول مرة أعرف يعنى إيه تبقا مسئول عن أسرة كاملة من كل الجوانب .. كانت أجمل أيام حياتى و حياتهم .
 
  • عجبني
التفاعلات: العمده المصري, إبراهيم سالم, الضاحك الباكى و 2 آخرين
الحلقة الرابعة
بعد ما نزلت أمى و البنات استأذنت صفاء للانصراف و شافت التليفون الأرضى فابتسمت و قالت ايه ده ؟ طب خليه جنبك بقا يمكن حد يتصل يطمن عليك و كان رقمه مكتوب عليه كالعادة ، فبصت هى على الرقم مرة و بعدين وهى بتجيبه على الترابيزة اللى جنبى بصت كمان مرة و بصت لى و ابتسمت و مشيت هى و البنات ، قمت فورا من السرير خدت حمام و حلقت دقنى و هجمت على الأكل هجمة شرسة و والدى و والدتى كانوا فى قمة السعادة لأنى خلاص بقيت زى الحصان ..

و الساعة 11 بالليل لقيت التليفون بيرن و كان الحوار الآتى :
  • ألو ....ألو .... مين معايه ؟
  • حزر فزر الأول ..
  • أهلا أهلا أهلا يا ألف اهلا و سهلا ، ثانية واحدة بس أقوم أقفل الباب و راجعلك .. مساء النور و الهنا و السعادة على أجمل و أرق صوت سمعته فى حياتى كلها ، انا مش مصدق نفسى ، معقول كده ، ده كتير ، كتير اوى عليا بجد ..
  • استنا بس خلينى اعرف اتكلم طيب انت واخدنى كده ليه ع الحامى ؟
  • معلهش أصل المفاجأتين بتوع النهارده دول كتير أوى ..
  • هما اتنين و لا تلاتة ؟
  • آه 3 صح ، الجواب و الزيارة و المكالمة العسل دى ..
  • شوفت بقا مابتعرفش تحسب اهه ..
  • أنا دلوقتى ما باعرفش اعمل اى حاجة خالص ، انا فى دنيا تانية فى عالم تانى ..
  • المهم يكون عالم حلو مرتاح فيه و سعيد بيه ..
  • انا سعادتى معاكى كل لحظة بتزيد ، كل يوم بعد يوم باحس انى اتولدت يوم ما عرفتك ، يوم ما عرفت الحب الحقيقى اللى خطف قلبى ، بحبك بحبك بحبك بحبـــــــــــــــــــــــــــك ..
  • ايه هو ده انت بتزعق كده ليه حد يسمعك ،
  • اللى يسمع يسمع بقا ، انا خلاص بعد اللى شوفته مابقيتش خايف ،
  • بس انا خايفة ..
  • من ايه يا قلبى ؟ خايفة و انا معاكى ؟

  • انت عارف يا ياسر ظروفى كويس ، المشكلة انى مش عارفة الطريق اللى انا مشيته معاك ده هايكون سبب فى سعادتنا و لا شقانا ، هاينتهى بقربنا و لا هاتيجى لحظة فراق ما نستحملهاش ؟
  • عندك حق تخافى و تفكرى فى كل ده لكن اللى انا عاوز اقولهولك و توعدينى بيه دلوقتى ان عمر ما فيه حاجة فى الدنيا تفرق بيننا ، انا هافضل معاكى كل اللى باقى من عمرى و عمرى ما هاعرف الحب بعدك ، الدنيا كلها مش هاتقدر تبعدنى عنك لكن انتى الوحيدة اللى تقدرى تعملى كده ..

- انا ؟ ده انا اموت قبل ما ييجى يوم ما الاقيكش فيه جنبى ، عمرى أبدا ما هافكر ابعد عنك حتى لو بعت الدنيا كلها عشانك ، انا يمكن كان بينى و بين اللى جوايه صد و رد قبل ما اسمعها منك و قبل ما تبعد عنى و احس انى هادور فى الدنيا مش هالاقيك جنبى ، لكن بعد ما قلتها و بعد ما عرفت شكل حياتى فى بعدك عرفت ان الدنيا كلها فى كفة و انت لوحدك فى كفة تانية و لو باختار مش هاختار الا انت.

- تفتكرى بعد كلامك ده يكون فيه اى خوف من الدنيا او على اى حاجة فيها ؟ ، يمكن يكون وضعك الاجتماعى بيمنعك و يمكن تكونى خايفة على بيتك و أسرتك لكن حبنا فى قلبى و قلبك و ده مش بايدينا ، و محدش فى الدنيا يقدر يفرض على قلوبنا تحب ايه و تكره ايه ، و اوعدك انك فى قلبى و روحى و مش ما هاتجاوز عمرى اى خطوط حمرا ترسميها فى حبنا ..

- ما هى المصيبة انى مش عارفة ارسم اى خطوط بدليل انى اول ما عرفت من حسين انك تعبان انتفضت من مكانى و ما قدرتش استحمل ، وادينى اهه اتسحبت دلوقتى علشان اكلمك و ما صدقت عرفت رقمك ، ده انا حفظته من اول مرة مع انى مش بتاعة حفظ ..

- بصى يا حبيبة قلبى ، لا انا و لا انتى اخترنا اللقا ، و لا انا و لا انتى اختارنا الحب ، الحب هو اللى اختارنا ، و الصدف جمعتنا ، راجعى كل موقف مرينا بيه سوا ، شوفى الصدف عملت فينا ايه ..

- آآآآه كل اللى بتقوله ده بافكر فيه و اتأمل الأحوال ، كنت فاكرة انى بحب جوزى لحد ما قابلتك ، اكتشفت انى ما عرفتش الحب الا معاك انت و بس ، عمرى ما تخيلت انى اشوف راجل تانى غيره فى حياتى ، لكن مع وجودك بقيت انت الراجل الوحيد فى الدنيا قصاد عينى .. شوقى و لهفتى و خوفى و قلقى عليك محاوطيننى ، كل كلمة باسمعها منك بتسعدنى و ترجعنى تانى لمشاعر عمرى و انا لسة فى الجامعة ، انت رجعتنى لصفاء ، صالحتنى مع نفسى و مع الدنيا ، كل حاجة حواليه لونها اتغير ، طعم البيت ده نفسه اتغير من يوم انت ما دخلته ، اول يوم حسيت فيه بالأمان و الهدوء يوم ما جيت نمت هنا ، يومها اول مرة اطفى الانوار و انام من غير خوف ، يوم ما اتغدينا سوا حسيت انى لازم اكل معاك فى كل مرة بعد كده ، مش عارفة ده حصل ليه و حصل ازاى ، لكن خلاص حصل و مش هاهرب منه ، حاولت كتير و ماقدرتش ..

- ما تشغليش نفسك يا حبيبتى بالاسئلة دى و لا تدورى لها على اجابات ، و لا تحاولى تهربى من مشاعرك الرقيقة دى ، خلينا هنا فى دنيتنا اللى بتفتح لينا احضانها ، انا و انتى و سارة و يارا و بس ، لازم تعيشوا الحياة و تتمتعوا بكل لحظة فيها ، و من النهارده مسئوليتى هى سعادتكم .. حسيت انها فرحت بكلامى و بحبى لبناتها و رغبتى فى اسعادهم ،

فرحت إنى كنت فاهم انهم الجزء الأهم فى حياتها و أول أولوياتها ..استمر الكلام بيننا ما بين مشاعر و قصائد و اغانى و حكايات ، سمعت منها احلى كلام الحب و و غنت لى بصوتها اجمل اغانى ، ياااااه على صوتها ، و جمال احساسها ، كنت اغنى لها و هى ترد عليا لحد ما سمعت الديك بدأ يصيح إيذانا بطلوع النهار ، بصت فى الساعة لقيتها 4 الصبح ..
قالت لى :-
  • يا خبر دى الساعة 4 و النهار قرب يطلع ، خلاص بقا كفاية كده انت وراك شغل الصبح و لا إيه ؟ اوعا تقول مش ناوى تروح ،
  • هاروح بس بشرط ..
  • انت تؤمر يا روح قلبى ..
  • تروحى انتى كمان ..
  • هههههههه ، كنت عارفه انك هاتقول كده ، حاضر هاروح انا كمان يلا بقا مع السلامة بقا مع السلامة ..
  • ايه حاف كده طيب ؟
  • انت طماع اوى على فكرة يلا بقا انا هاقفل ..
  • خلاص أمرك يا رووووووح قلبى ، مع الف سلامة يا حبيبتى
  • مع السلامة يا قلبى.

و توالت المكالمات كل ليلة من الساعة 12 او 1 صباحا لحد النهار ما يقرب يطلع و تسمع الديك ، و كل مرة تفكر تقفل مع قرب النهار ، أضحك و أقول لها ( و هنا أدرك شهرزاد الصباح ، فسكتت عن الكلام خالص ، مباح او غير مباح ) .. كانت مكالمات لو فضلت احكى عنها سنين مش هاقدر اوصفها ، اكتر من اى اتنين حبايب ، قرب غير عادى و حب ما يتوصفش ، عمرنا ما زعلنا من بعض فى يوم ، و عمرنا ما كررنا كلام قلناه ، كان كل يوم فيه جديد عنى و عنها ، حبنا كبر يوم بعد يوم لحد ما بقينا شخص واحد ، نتكلم باللى بنفكر فيه فى وقت واحد ، تقول الجملة و اكملهالها و اقول جملتى و تكملهالى ، لو حد اتكلم قدامى عن الحب هاعرف انه ما عاشهوش زى ما انا و صفاء عشناه ، الحب بمعناه ، الحب اللى مش محتاج غير قلبى و قلبها ، صوتى و صوتها ، شوقى و شوقها ..

و معادنا كان كل يوم جمعة زى ما هو ما بنزودش فيه عن لمسة ايد او كلمة حب و العين فى العين ، لكن فى التليفون ، كان الوضع مختلف بكتير و الحرية كانت أكبر بكتير ..

انتهت امتحانات سارة و يارا و ظهرت النتيجة و روحت ابارك لهم ، لقيت يارا بتقول لصفاء : فين بقا الاسبوع اللى هانقضيه فى مصر زى ما وعدتينا فى اول السنة ؟

خوفت انا ان صفاء توافق على الاسبوع ده و حاولت ارجعهم عن الفكرة و قلت : اسبوع ايه اللى هاتقضوه فى مصر ده ؟ الواحد يقول يوم تروحوا و ترجعوا لكن هاتقعدوا اسبوع بحاله فين و عند مين ؟ ده حتى لو ليكم قرايب هناك محدش بيستحمل حد يا يارا ..

  • ردت صفاء و هى بتبتسم و قالت لى لا هى بتقول على شقتنا اللى فى مدينة نصر ما هى بتزن كل شوية عشان نروح نقعد فيها ..
  • ايه ده عندكم شقة فى مدينة نصر ؟

- سارة ردت و قالت شقة ايه ؟ دى عمارة 6 أدوار هو احنا شوية يا عم و لا ايه ؟ وافقى يا ماما بقا هنا خنقة طول السنة عاوزين نغير جو شوية و نتفسح .. و بصت لمامتها و قالت لها اوعى تخلفى وعدك معانا ، فاكراه طبعا هه ! ..
لقيت صفاء قالت لهم لا مش هاخلف ماتخافوش و الغريب انها كانت بتضحك و سعيده ..
- بصيت لصفاء و شافت الحزن فى عينى و هى حست انى عاوز اقول حاجة فقالت للبنات اتفضلوا على اوضتكم بقا عشان اكمل كلامى مع ابيه ياسر و لا عاوزيننى ارجع فى كلامى ؟
ردوا البنات فى صوت واحد و قالوا : لا لا لا ترجعى ايه داخلين اهه .

بصت لى و قالت لى مالك يا ياسر ؟ زعلت ليه كده ؟
قلت لها ايه حكاية مدينة نصر دى ؟

قالت لى : بص ، احنا اصلا كنا قاعدين فى القاهرة انا و كمال اول ما اتجوزنا و لما سافرنا كنا بنخطط اننا نرجع بعد فترة و نعيش فى القاهره ، و اشترينا 300 متر فى مدينة نصر ، و نزلنا اجازة بنينا العمارة اللى قالوا عليها دى و فيها دورين كان كمال هايعملهم شركة لتجهيز العيادات الطبية و الباقى شقق منهم واحده فرشهالنا ، و الشركة دى كانت زى مكاتب الديكور كده لكن دى فرش و اجهزة و كل حاجة ، و بعد ما كان ناوى يقعد هنا على طول المستشفى اللى كنا شغالين فيها فى النمسا فتحت فرع جديد و خدوه رئيس قسم المعامل بمرتب خيالى ماقدرش يرفض ، و انا اتمسّكت انى افضل هنا ، فطلب منى اكمّل انا مشروعه رفضت و قلت له ابقا كمله انت لما تحب ، انا هاقعد فى بلد اهلى مش هاعيش فى القاهرة لوحدى هنا غربة و هناك غربة ، فاشترالنا البيت ده و قعد معانا فيه يومين تلاتة و بعديها سافر اهه دى تالت سنة له و مش قادر يسيب شغله يوم واحد عشان الوضع اللى هو فيه ، كتير طلب منى اسافرله انا و البنات لكن انا رافضة ... قول لى بقا ايه اللى زعلك و خلاك قلبت مرة واحدة كده و وشك بقا عاوز مكوة ؟

قلت لها : يعنى مش عارفة ؟ أسبوع هاتقعديه فى مصر ، ده يعنى لو كان اسبوع بس انما ده ممكن يجر اسبوع ورا اسبوع و مش بعيد تقضوا الاجازة كلها هناك !
قالت لى : يا ريت ، ده انا اتمنى ..
قلت لها : تتمنى ! يعنى مش فارق معاكى ابقا هنا و انتى هناك و بيننا بلاد ؟

فجأة لقيتها ضحكت أوى و قالت لى : ياااااااااااه ، فهمت خلاص ، يا سارة ، يا يارا ..
أنا :- ايه بتنادى لهم ليه دلوقتى ؟
سارة و يارا دخلوا علينا خير يا ماما فيه ايه ؟
صفاء :- أبيه ياسر مش عاوز ييجى يفسحنا فى مصر بيقول عنده شغل كتير ..
- لا يا ابيه ياسر بقا عشان خاطرى ، يوووه بقا ، الشغل مش هايجراله حاجة و مش هانقعد غير الاسبوع اليتيم اللى اتفقنا عليه مع ماما .. و سارة تبوسنى فى خدى و تقولى عشان خاطرى و يارا تبوسنى فى خدى التانى و تقول خليك فاكر لو زعلتنا بيحصل لك ايه !!

اخدت نفس عميق اوى و الفرحة بانت على وشى و قلت لهم :- لا بعد اللى انتم عملتوه ده والتهديد بالزعل بقا يبقا اسبوع واحد مش هايكفى ، ده انتم يلزمكم شهر على الاقل .

الفرحة بقت مالية قلوبهم التلاتة و بعد ما دخلت سارة و يارا ، بصت لى صفاء و قالت لى :- معقول كنت فاكر انى هاقدر ابعد عنك يوم واحد ؟ انا رتبتها معاهم اننا هانروح كلنا لانى ما اعرفش افضل هناك لوحدى و هما اللى اللى اقترحوا انك تكون معانا و صمموا عليك انت و قالولى هو لما يبقا معانا هايعرف يفسحنا و يودينا اى مكان نختاره من غير قلق .. تحب نسافر امته ؟ قلت لها بكرة طبعا هاروح الشغل الصبح ارتب شوية حاجات و ارجع لك تكونى جاهزة انتى و البنات ، و على فكرة انا اللى هاسوق ..
قالت لى : طبعا انت اللى هاتسوق و انت اللى هاتتولى الأجازة كلها شوف بقا احنا سياح و انت المرشد بتاعنا مش هانعترض على اى حاجة ، ظبط لنا بقا برنامج محترم كده ..

قلت لها بس فيه مشكلة ، قالت لى ايه المشكلة ؟ قلت لها احم هانام فين ؟ ضحكت و قالت لى : ما تقلقش هاتبات فى الشركة ، من حسن حظى انها كانت مجهزة بس اعمل حسابك انك هتنام فيها بس ، لكن باقى الاوقات معانا ..

و تانى يوم انطلقنا الى قاهرة المعز ، لنبدأ مرحلة جديدة فى علاقتنا ، كنا فيها كلنا أسرة واحده بمعنى الكلمة ، عشت فيها كل مشاعر ممكن يعيشها الانسان فى حياته حتى الأبوة عشتها مع سارة و يارا و لأول مرة أعرف يعنى إيه تبقا مسئول عن أسرة كاملة من كل الجوانب .. كانت أجمل أيام حياتى و حياتهم .
حلوة اووووي تسلم ايدك في تكملة ولا خلاص كده
 
  • عجبني
التفاعلات: الضاحك الباكى
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%