NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة واقعية عربية فصحى الباشا (البدايات) ـ السلسلة الاولى - ثلاثة عشر جزء 2/3/2024

رفقا بنا أيها الفخم

أيها الفخم.. إنك لا تدري ما يفعل بنا انتظار ما قد تسطره..
فنحن بين ناري فخامة العبارات وبين نار الانتظار..
فارفق بنا
سامر صديقى العزيز عاشق العربية
كالعادة تعجز الكلمات عن وصف كمية الشكر التى ينبغى توجيهها لشخصك الرائع لتشجيعى الدائم
الجزء الثامن موجود بالتعليقات منذ ليلة أمس
فى إنتظار رأيك الكريم بخصوصه
🌹 🌹 🌹 🌹 🌹
 
بصراحه قصه جميله جدا ومشوقة
تسلم ايدك على المجهود المبذول فيها
اتمنالك دوام الرقى
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
في انتظار الجديد يا كبير
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
في انتظار الجديد يا كبير
الجزء الثامن فى التعليقات يا صديقى العزيز فى إنتظار إضافته من المشرفين
يشرفنى سماع رأيك فيه
 
تم اضافة الجزء الثامن
 
كل مره بتبهرني بأسلوبك الراقي ف السرد فعلاً من أحسن القصص الي قرأتها وأتمني متتأخرش ف الجزء التاسع
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt



8-22.png

المقدمة

ترددت كثيرا قبل كتابة هذه القصة عن الباشا فهى قصة عن بدايات الباشا و لا يعرف تفاصيلها كاملة غيره ولا ينبغى لغيره أن يعرفها

أحداث هذه القصة تدور على مدى زمنى طويل حيث بدأت أحداثها فى ثمانينيات القرن العشرين عندما كان أمجد وزوجته الحالية فى بداية حياتهما الجامعية ولا تزال تلك القصة مستمرة لوقتنا الحالى الذى نعيش فيه

......................................................

الجزء الأول

إنه اليوم الجامعى الأول فى حياة الطالب أمجد ..... طالب من الطبقة المتوسطة وهو من سيصبح فيما بعد المهندس أمجد أو الباشا كما يعرف فى وقتنا الحالى . أبوه مدير لأحد المصانع الحكومية الكبرى و أمه مديرة مدرسة إبتدائية حكومية

دخل أمجد من باب كليته كطالب مستجد بكلية الهندسة التى لا تقع بحرم الجامعة ولكنها على مسيرة نصف ساعة منها ليستقبل مرحلة جديدة من حياته

دخلها وحيدا فمعظم زملاءه من الثانوى قد إنتظموا فى كليات عسكرية والبقية قد قذف بهم التنسيق بكليات أخرى بنفس الجامعة أو بجامعات أخرى ليجد نفسه يقف وحيدا مع نفسه بينما جميع المستجدين من أمثاله يقفون فى حلقات فهم زملاء من الثانوى أما هو فقد أتى من مدرسة عسكرية وقد رفض أبوه إلتحاقه بكلية عسكرية كزملائه محتجا عليه بمجموعه الضخم الذى يدخله تلك الكلية المرموقة ليعمل مهندس كأبيه ذى المنصب المرموق والراتب المحدود فأبيه كما يحدث أمجد نفسه مديرناجح مرموق لكنه مجرد موظف وللأسف الشديد موظف شريف

كان يشعر بأن الجو المحيط به غريب عليه فهو لأول مرة منذ ثلاث سنوات يذهب للدراسة بملابس مدنية وزد عليها أنه ولأول مرة منذ ست سنوات كاملة ومنذ أن بلغ طور البلوغ يجد له زميلات فتيات سيزاملنه لمدة خمس سنوات ومن المفترض أن يبنى معهن علاقات زمالة وصداقة كالتى كانت مع زملاء الثانوى لكنها ستكون علاقات أكثر نعومة وحِرص فى اختيار الكلمات وملاءمة الحركات بعيدا عن الدعابات الخشنة التى أعتادها فى مدرسته العسكرية

إتجه أمجد نحو المدرج الذى ستلقى به أولى محاضرات عالمه الجديد ولم يسأل أو حتى يتوجه لمكتب شئون الطلاب كباقى زملاءه فحياة الإنضباط التى تعلمها دفعته لإن ينهى قبل إسبوع كامل ما يبدؤنه هم الآن .

وجد أمجد المدرج خاليا من الطلاب فهو أول الواصلين وتأكد من أن هذا المدرج هو المدرج الخاص بمحاضرته الأولى وتخير أن يجلس فى طرف الصف الأول فى مكان رآه مميزاً يرى منه منصة الشرح بوضوح ويجعل من على يمينه فراغ يمكنه أن يجد فيه متنفس لراحته إذا ازدحم المدرج كما كان يتوقع

بدء وصول الطلبة فى مجموعات وارتفع الصخب رويدا فى قاعة المحاضرات الكبيرة وشغل هو نفسه بتأمل القاعة ووجد يده تمتد للكشكول الذى يحمله ويفتح آخر صفحاته ويبدأ فى رسم المنصة التى أمامه بكل تفاصيلها فهو بارع فى رسم الأشياء وموهوب كما كان مدرسينه و زملاؤه يصفونه فى أيام دراسته الثانوية واستغرق فى الرسم حتى لم يعد يسمع أصوات الصخب التى تحيط به من كل جانب حتى أخرجه من إستغراقه يد تربت على كتفه برقة ليرفع عينيه ليجد أمامه فتاة رائعة التكوين تقف مع بعض زميلاتها

  • تسمح يا باشمهندس توسع لنا نقعد جنبك
  • آه ..... إتفضلى يا آنسة ..... آسف إنى مخدتش بالى من أنى قافل المكان
ووقف ليفسح للفتيات مكان للدخول حتى اكتمل جلوس الفتيات وكانت تلك الجميلة هى آخر من جلس فجاءت جلستها إالى جواره فجلس وعاد لما كان يفعله ولم يكلف نفسه حتى رفع نظره إليها أو يحاول التعرف بها كما يفعل عادة جميع الشبان إذا وضعوا فى نفس موقفه حتى بادرته هى بالحديث

  • شكلك مستعجل أوى عالدراسة ..... إنت بترسم قبل حتى ما حد يطلب مننا رسم
  • هههههه ...... أنا بارسم لأنى بحب الرسم ومعتقدش إن اللى برسمه ده هيكون ليه علاقة بدراستنا ..... دى مجرد شخبطة باسلى بيها وقتى لغاية المحاضرة ما تبدأ
  • بس إنت بترسم حلو أوى ...... إنت موهوب
  • لا موهوب ولا حاجة دى شوية خطوط أى حد ممكن يرسمها بشوية تركيز
وقطع حديثهم دخول أول أساتذتهم ووقوفه على منصة الشرح لينقطع الصخب ويبدأ الجميع فى الإنصات للمحاضرة التى بدأت بتعريفهم أسم المادة التى سيدرسها لهم المحاضر والنظام المتبع بالكلية ومثل تلك الأشياء

انتهت المحاضرة بعد ساعتين كاملتين لم ينظر فيهم أمجد لزميلته التى تجاوره وبينما أنهمك جميع الطلبة فى كتابة كل ما يقوله المحاضر لم يدون أمجد فى كشكوله إلا بعض نقاط من كلام المحاضر بينما يستوعب عقله ويصفى خلاصة الكلام وانصب كل تركيزه على الأستيعاب دون كتابة

بمجرد خروج الدكتور من قاعة المحاضرات عاد الصخب للمدرج مع حركة جميع من هم فيه فالبعض يقف ليحرك ساقيه والبعض اتجه لنهاية المدرج للتدخين بينما وقفت معظم الفتيات وبينهم زميلته الحسناء وأصدقائها فعلم أمجد أنهم يريدون الخروج فوقف وأفسح لهم الطريق فخرجن متجهين للحمام كما فعلت معظم الفتيات مصطحبات حقائبهن وتركن ما يحملنه من كشاكيل لحجز أماكن جلوسهن فأمامهم نصف ساعة كاملة قبل موعد المحاضرة الثانية

جلس أمجد فى مكانه ثانية وانهمك فى تدوين بعض الأشياء فى الصفحة الوحيدة المكتوبة عن المحاضرة ووضع بعض الخطوط والدوائر حول بعض ماكتبه حتى شعر بنفس اليد الرقيقة تربت على كتفه ثانية ليجد زميلته الحسناء واقفة بجواره ليفسح لها الطريق لتعود لمكانها ويعود هو لما يفعله لتبادره مرة ثانية بالحديث

  • إنت بتعمل إيه ..... انت طول المحاضرة مكتبتش حاجة وبتكتب بعد المحاضرة ما خلصت ؟
  • أنا كتبت النقط اللى الدكتور مهتم بيها وأكيد الكلام اللى فى المحاضرة هيكون فى الكتاب بتاع المادة ..... لكن شرح الدكتور مش هيكون فى الكتاب
  • هو إنت جديد فى الكلية زينا ولا إنت بتعيد السنة وعارف الكلام ده
  • هههههههه ....... لا يا آنسة أنا جديد زيكم
  • طب عرفت منين الحاجات اللى الدكتور مهتم بيها
  • من طريقة كلامه وال body languageبتاعته
  • يا سلام ..... وانت عرفت الحاجات دى منين ؟؟
وقطع حوارهم عودة زميلاتها فقام أمجد مفسحا لهم الطريق للجلوس ولم يكمل حديثه معها حيث اندمجن فى حديث هامس تتخلله بعض الضحكات الخافتة حتى بدأت المحاضرة التالية والتى كانت آخر مافى يومهم الجامعى الأول وبمجرد إنتهائها حمل أمجد كشكوله وانصرف لكنه لم ينس أن يحيي زميلته الجديدة بإيماءة من رأسه قبل أن يستدير ليخرج من قاعة المحاضرات فى خطوات واسعة منتظمةلا يلتفت نظره فى أى إتجاه بينما تنظر إليه الفتيات متعجبات من ذلك الزميل الذى لم يحاول حتى التعرف لأسمائهن ولجلسته الغريبة المعتدلة وثبات نظرته وحتى عندما انصرف تعجبن من تلك الخطوات الواسعة المنتظمة التى تبدو كخطوات الجنود

إنطلق معظم الطلاب بعد المحاضرة إلى كافيتريا الكلية بينما أتجه أمجد مباشرة إلى خارج باب الكلية وبينما كان كل شاب يحاول التعرف إلى زميلاته لم يكلف هو نفسه بالنظر إليهن وتابعته زميلته فى دهشة وتعجبت رفيقاتها بشكله الذى بدا مستغربا وسط زملائه وتصرفاته التى توقعن جميعا عكسها خاصة بعد أن وجدن زميلتهن تحدثه فى وقت الراحة بين المحاضرتين وتوقعن أنه سيحاول التعرف إليهن بعد نهاية المحاضرة لكنه خيب ظنهن جميعا و سرعان ما تناسوه واندمجن فى التعارف مع باقى الزملاء من دفعتهن وكذلك من الدفعات القديمة الموجودين بالكافيتريا

خرج أمجد من الكلية لا ليتجه لبيته كما ظن زملاؤه لكنه اتجه للمقهى الموجود أمام الكلية ليجلس وبمجرد جلوسه حضر إليه صبى المقهى بشيشة أتبعه بكوب شاى بالنعناع فقد إعتاد وجود أمجد فى الفترة السابقة لدخول الكلية كلما تردد عليها لإنهاء إجراءات دخوله ولا يفوت جلسته المحببة على المقاهى ويعتبره أحد المتع التى يحظى بها ولا يعلمها إلا المقربين من أصدقائه الذين يشاركونه نفس جلسات التدخين والإستمتاع بجلسة المقهى المحببة

إتجه أمجد بعد أن انهى جلسته لمنزله الذى يبعد عن الكلية بساعة مشيا على الأقدام أو بثلث ساعة بالمواصلات لكنه على كل الأحوال يفضل المشى طالما أنه غير مرتبط بموعد و يكتفى بركوب المواصلات فى ذهابه للكلية فقط

وصل أمجد لمنزله حيث يسكن فى الطابق الأخير ورفع عينيه لإحدى بلكونات الدور الرابع حيث تجلس أم منى أو كما تناديها جاراتها المقربات ريرى إحدى الساكنات به وبدأ فى صعود السلم بخطواته المنتظمة حتى وصل للدور الرابع وحدث ما توقعه حيث وجد أم منى تفتح بابها مبتسمة وهى ترتدى عباءتها السوداء الفضفاضة

  • مساء الخير يا باشمهندس
  • مساء النور يا طنط ..... لسة بدرى على باشمهندس دى ده أنا لسة فى إعدادى هندسة
  • لا بدرى ولا حاجة السنين بتعدى هوا ..... تعالى عايزاك تغير لى الأنبوبة وتشوفلى الكهربا بتفصل ليه كل شوية
  • طيب أطلع حاجاتى واغير هدومى وانزلك يا طنط
  • طب أوعى تتأخر يا ولا ..... أوعى تفتكر نفسك بقيت مهندس و كبرت عليا
  • وانا اقدر اتأخر عنك ...... هى منى رجعت من كليتها ولا لسة
  • لأ لسة ...... هترجع متأخرة .....إتصلت من ساعة وقالت هترجع بليل
  • خلاص نص ساعة واكون عندك
  • ماشى مستنياك ...... سلملى على ماما وقلها إنى هاطلع لها بكرة بعد ما ترجع من المدرسة
  • حاضر يا طنط . ..أى أوامر تانية ؟
  • لا ياحبيبى يخليك ليا أنت وأمك
وأكمل أمجد صعوده حتى الدور السادس حيث شقته التى يعيش فيها مع عائلته وفتح الباب ليجد أمه فى انتظاره فقد أنهت عملها مبكرا فرحة بابنها البكرى الذى دخل الجامعة وشرفها بين صديقاتها لتعد له كل الطعام الذى يحبه

  • نورت البيت يا حبيبى ...... قولى عملت إيه النهاردة
  • أخدنا محاضرتين خلصتهم وجيت علطول يا ماما بس مش مستريح ...... مافيش حد معايا من زمايلى ومش واخد على جو الضحك و المياصة اللى هناك ده
  • قصدك يعنى مياصة البنات فى الجامعة
  • لا يا ماما .... مياصة الولاد .... حتى الهدوم اللى لابسينها مش مريحانى ومحسسانى بأنى فى مكان غلط.... حاسس نفسى غريب و بعيد عنهم جدا
  • ولا يهمك يا حبيبى إنت بس إتعودت على نظام المدرسة العسكرية ونسيت جو الحياة بعيد عنها .... بكرة تتعود وهتلاقى ناس شبهك تصاحبهم
  • هنشوف ..... كده أو كده بابا خلاص دبسنى ومرضيش يخلينى أقدم فى الكلية العسكرية اللى كنت عايزها ولازم أكمل
  • ماشى يا حبيبى .... طول عمرك عاقل وقوى وبتعرف تواكب ظروفك .... غير هدومك لغاية ما أعملك الغدا
  • لا مافيش داعى للغدا ..... هاغير وآخد دش يفوقنى وهنزل لطنط أم منى .... عايزانى أغير لها الأنبوبة وأصلح لها الكهربا زى كل مرة ولما بابا واخواتى يرجعوا هتغدى معاهم
  • أها ..... هى منى رجعت من الكلية ؟
  • متخليش مخك يروح لبعيد يا ماما ..... منى صاحبتى وزى أختى وبس والموضوع اللى بتفكرى فيه عمرى ما هافكر فيه
  • براحتك .... بس البت متتفوتش .... حلوة و زى القمر وجسمها حكاية ومتربية
  • بس مبفكرش فيها غير زى ما بفكر فى أصحابى .... يرضيكى اتجوز واحد صاحبى يا حضرة الناظرة
فغرقت امه فى الضحك حتى دمعت عيناها من تعبيره

  • وهو فيه واحد صاحبك جسمه فيه التضاريس اللى فى جسم منى يا خايب .... على كل حال براحتك بكرة تندم لما تروح منك
  • لأ مش هندم وشفت تضاريس كتير النهاردة أكتر من تضاريس منى بتاعتك دى بكتير.... متعطلينيش بقى علشان انزل لطنط واطلع انام شوية
وتركها وذهب لغرفته الصغيرة التى إقتطعها أبوه من إحدى الغرف الكبيرة بمنزلهم وخصصها له بمجرد ظهور نتيجة الثانوية العامة لتصبح غرفة منفصلة خاصة بمهندس المستقبل حيث تناول بعض الملابس من دولابه واتجه للحمام وأدخل نفسه تحت الماء الساخن واستسلم لذكريات صداقته بمنى وأحداثها التى لم تؤثر يوما على صداقتهم أو تحولها لشئ آخر رغم إكتشافهم لأجسادهم وتحولاتها سويا منذ بداية مراهقتهم

أنهى أمجد حمامه واستبدل ملابسه بملابس أخرى أكثر ملاءمة لمهمته مع جارته فارتدى بدلة تدريب وحذاء خفيف وأستأذن أمه واتجه لشقة جارتهم ودق الباب لتفتح له أم منى بنفس العباءة الفضفاضة التى ترتديها تخفى بها تفاصيل جسدها كعادة كل سيدات هذا الوقت عند إستقبال ضيف غريب

  • أهلا يا أمجد ..... إتأخرت ليه يا واد .... أنا افتكرتك نسيت وكنت هأتصل بأمك تطين عيشتك
  • لاأتأخرت ولا حاجة يا طنط هى نص ساعة بالدقيقة زى ما وعدتك
  • عندك حق .... طول عمرك مواعيدك مظبوطة من ساعة ما كنت عيل صغير ..... الظاهر إن انا اللى كنت مستعجلة عالأنبوبة ..... تعالى خش
ودخلت ودخل ورائها وأغلق الباب خلفه وبمجرد إغلاقه إلتفتت إليه أم منى وتغيرت تماما واندفعت نحوه تطوق عنقه بذراعيها وتلقى برأسها على صدره

  • وحشتنى أوى يا أمجد ..... يخربيتك عدى عليا إسبوع بحاله من آخر مرة كنت عندى كنت مولعة فيه نار
  • وانت كمان وحشتينى يا ريرى .... بس منى كانت طول الأسبوع موجودة ومقدرتش أكون معاكى لوحدنا
ورفعت شفتيها ناحيته فالتقم شفتيها يمتصها بجنون بينما تمتد يديه إلى ثدييها تعتصرهما فى عنف ورفعت يدها لتفك أزرار عباءتها فأمسك بيديها

  • كبرت يا أمجد وبقى ليك مزاج فى النيك وبتحب تقلعنى بنفسك
  • بحب أشوف جسمك وانا بعريه حتة حتة بأيدى
  • كل جسمى تحت أمرك وكل اللى عايزه يتعمل
فالتقم شفتيها ثانية يلتهمهما بشفتيه وأخرجت لسانها كى يمتصه أمجد بينما تمتد أصابعه لأزرار عباءتها حتى فتح جميع الأزرار وهبط بشفتيه يقبل رقبتها بهدوء وهو يزيل العباءة عن كتفيها ويهبط بشفتيه أكثر فيمررها على كتفيها بينما ينزل العباءة عن ذراعيها ويهبط بشفتيه أكثر مقبلا نحرها ثم صدرها ويترك العباءة لتسقط أرضا ويبعد جسدها قليلا وينظر إلى هذا الجسد الذى جاوز الأربعين لكنه لا يزال يحتفظ بكامل نضارته وكأنها لا زالت فتاة فى العشرين

كانت أم منى ترتدى تحت عباءتها بيبى دول قصير أسود بدون سوتيان وتظهرحلماتها الفاتحة تحته بوضوح وتحته كيلوت صغير من نفس اللون ويشف البيبى دول والكيلوت عن جسدها الأبيض وتكاد شفرتى كسها أن تظهرا من الكيلوت من الأمام بينما يختفى جزءه الخلفى بين فلقتيها المكورتين المرتفعتين إرتفاع بسيط فى شكل مثالى ولا يوجد بجسدها أى ترهلات بإستثناء كرش صغير لا يشوه منظر جسدها بل يزيده إثارة وسوة منتفخة تحتها كس يلمع من فرط العناية به يحيط به فخذان مثاليان فى إستدارة رائعة تزيدان من إثارة هذا الكس الجميل

كانت أم منى تملك جسد متناسق مثير رغم ميلها للقصر وكما كان يسمع دائما أمه وهى تتحدث عنها تملك ساقين لا ينافس جمالهما إلا ساقى منى إبنتها الوحيدة وكانت أم منى تعلم مدى جمال سيقانها وتهتم بهما كثيرا وتحرص على إظهار جمالهما ولا تخرج من باب شقتها دون أن ترتدى خلخال يبرز مدى روعتهما أمام باقى الجارات حتى أن ام أمجد وهى صديقتها المقربة كانت دائما ما تنصحها بأن تخفى جمال سيقانها خوفا من حسد الحاسدات وخاصة جارتها بالدور الرابع التى تقف كثيرا خلف بابها تتجسس على كل ما يدور بين أم منى وبين أى شخص يأتيها حتى الباعة الجائلين

طالت نظرة أمجد لجسد أم منى حتى شعرت هى أنه تاه فى تأمل جسدها فقاطعت تأمله

  • مالك يا واد .... أول مرة تشوف جسمى
  • مش أول مرة ..... لكن باحب اللون الأسود عليكى أوى .... يجنن الأسود على لونك الأبيض ده
فاحمر جسد أم منى من إطراء أمجد على ما ترتديه وزادتها الحمرة جمال وإثارة فخفضت بصرها لأسفل وهى تكلمه

  • عارفة إنك بتحب الأسود عليا وعشان كده نزلت امبارح أشتريتلك الطقم ده
فانقض أمجد عليها وأحاط جسدها بذراعيه ورفعها حتى ابتعدت ساقاها عن الأرض فاحاطت رقبته بذراعيها فلف ذراعه الأيمن حول خصرها بينما يده اليسرى ترفعها من طيزها متمسكة بفلقتيها بشدة وسار بها متجها لغرفة نومها التى يحفظها جيدا ودخل بها من الباب وأغلق الباب خلفهما بقدمه وأنزلها حتى لامست قدميها الأرض وقد أحنى جسده قليلا ليلتقم شفتيها التى لا يشبع منهما أبداً بينما أمتدت كفيه لفلقتيها تعتصرهما بعنف وضغطت هى صدرها على صدره ومدت يديها تفك له سوستة الجاكيت الذى يرتديه حت أنكشف صدره فأخذت تقبله بجنون بينما هو يزيح كلوتها من الخلف جانبا ويدخل يده تحته ليغرس اصابعه بين فلقتيها ويضغط إصبعه الأوسط فيغوص بسهولة فى شرجها فتتأوه مستمتمعة

  • مليت خرم طيزى بزيت الورد اللى بتحبه علشان عارفة انك بتحب تنكيها
  • أنا باحب انيك كل حتة فيكى يا لبوة
فزادتها كلماته إثارة ورفعت من شبقها فانقضت تقبل بطنه وهو واقف حتى وصلت لبنطاله فجلست على طرف الفراش وأنزلته بسرعة فهى تعلم أنه لم يرتدى ملابس تحتية كما تحب دائما أن تراه وانقضت على زبره المنتصب تتشممه وتملأصدرها برائحته ثم تلعق خصيتيه وتحرك لسانه على زبه صعودا حتى الرأس فتدخلها فى فمها وهى تنظر لعينيه تراقب تلك اللمعة التى تملأها دائما عندما يشتعل شبقه فيمد يديه ينزل حمالة البيبى دول عن كتفيها ليكشف صدرها الذى لا يزال محتفظا بشكله لم تشوهه السنين فيعتصرهما بشدة متحسسا الحلمات بيده ثم يقبض على حلمتيها باصابعه ويقرصهما بعنف فتصرخ صرخة الم فيدفع زبره بقوة داخل فمها حتى تكاد راس زبره تصل لحلقها فتغلق فمها عليه وتعض عليه بشدة فيترك ثديها الأيمن ويمسك بشعرها يجذبه بشدة للخلف فتتأوه آهة مكتومة وتخفف من عضتها فيبدأ بإدخال زبره وإخراجه فى فمها ويثنى ركبته ويضعها على حافة السرير أمام كسها فترفع نفسها قليلا وتضع كسها على طرف ركبته وتفركه عليها بشدة وهى لا تتوقف عن مص زبره ورضاعته فتنفرج شفتا كسها وتصبح ركبته ملامسة زنبورها المبتل بشدة من سوائلها لا يفصلهما إلا نسيج الكيلوت الرقيق وتتحول حركتها لفرك جنونى لكسها بركبته حتى ينتفض جسدها وتضم فخذيها على ركبته فينتزع زبره من فمها ويمسك بساقيها من أسفل ركبتيها ويرفعها للأعلى فتنام على ظهرها مرفوعة الفخذين فينزع عنها الكيلوت ويسقطه أرضا ثم يفتح ساقيها بشدة ويدفن وجهه بين فخذيها المفتوحين ويبدأ فى لعق كل ما يخرج منها من عسل لزج فيرتفع صوت تأوهاتها وجسدها ينتفض على الفراش بعنف شديد

  • دخله يا أمجد ....حرام عليك مش قادرة
فلا يستمع إليها بل يرفع ساقيها لأعلى أكثر حتى يصبح خرم طيزها مواجها لفمه فينقض عليه بلسانه يلعقه ويدخل فيه طرفه فتمد يديها تفتح بها فلقتيها مفسحة الطريق للسانه ليلعق كل ما بين هاتين الفلقتين من خرم طيزها حتى يصل لزنبورها فيأخذه بين شفتيه ويعضعضه برقة وهى لا تتوقف عن الأنين والتأوه

  • دخل زبك بقى .... هاموت فى إيدك يخربيتك
ولكنه لا يتوقف ويظل يفرك وجهه وشاربه على كسها فيرتفع صوت أنينها مرة ثانية وتنتفض للمر الثانية قاذفة فى وجهه بمائها غزيرا وتضم فخذيها على رأسه وتترك فلقتيها لتمسك برأسه بكلتا يديها تدفعها بقوة لكسها وهو لا يتوقف عن دعك كسها بشاربه حتى فى ذروة لحظات شبقها فتترك رأسه وتضع يديها على فمها لتكتم صوت صراخها الذى كاد ان ينطلق عاليا وقبل أن تنهى قذفتها يحرر أمجد راسه من بين فخذيها ويضغطهما حتى يلامسا صدرها ويدفع زبره كاملا داخل كسها فتخرج منها شخرة عالية لم تستطع كتمانها فيترك زبره داخل كسها للحظات قليلة ثم يخرجه برفق حتى يسحبه كاملا فتشعر بأن روحها تنسحب منها فتشهق شهقة لا تقل فى صوتها عن شخرتها فيدفع زبره داخلا ضاغطا عليه بكل قوته ويبدأ فى إخراج زبره وإدخاله مرات ومرات وكأنه يطعنها به فى كسها الذى سالت منه شلالات مائها وكأن قذفاتها تتداخل ولا تنتهى وفقدت تماما القدرة على التحكم فى جسدها وتركته لهذا الفتى ليفعل به ما يشاء فأدارها لجانبها الأيمن وضم ساقها اليسرى لصدرها ولم يخرج زبره من كسها وأخذ يدخل زبره ويخرجه بكل ما فى شبابه من قوة وارتفع صوت ارتطام عانته بفلقتيها وهى لا تتوقف عن الـتأوه وبين الحين والآخر تصدر منها صرخة تحاول كتمها بيدها فتنجح أحيانا وتفشل أحيانا وكسها لا يتوقف عن النبض والإنقباض على زبر أمجد ولم تعد تعرف كم مرة قد قذفت مائها على زبره وفاضت الملائة تحتها بما يخرج منها من سوائل لزجة فأدارها ثانية حتى نامت على وجهها وورفعها من وسطها فاستجابت له بكل سهولة ووضع تحتها وسادة فارتفعت مؤخرتها للاعلى فأمسك بيديها ووضعها على فلقتيها فأمسكت بهما وفتحتهما لأقصى ما تستطيع وقد عرفت أن وقت دخول زبره لشرجها قد حان فجلس على ركبتيه بين فخذيها وأخذ يقبل خرم طيزها قبلات طويلة ويخرج لسانه يلعقه مستمتعا برائحة زيت الورد الذى ملأت به فتحة شرجها قبل حضوره حتى أكتفى من لعق ذلك الخرم الذى أنفتح داعيا زبره للدخول فقام واقفا وزبره ينتصب أمامه كسارية العلم فأمسك بزبره وجلد به خرم طيزها مرات ومرات حتى وضعه على الخرم الجميل الذى يدعوه للدخول وضغطه بهدوء فانزلق داخلا بنعومة بعد أن أرخت هى له كل عضلات نصفها السفلى حتى أصبح زبره كاملا داخلها فتركه قليلا وبدأ فى إخراجه بهدوء شديد حتى خرج كاملا فشهقت شهقتها المعتادة

  • دخله تانى يا أمجد دخله أبوس إيدك
فاستجاب لها وأدخله ثانية بهدوء حتى لم يبق خارج خرمها إلا خصيتيه وتركه للحظة وأعاد إخراجه حتى لم يبق داخلها إلا رأسه ثم دفعه ثانية فأطلقت أنين لذة فعرف وقتها من خبرته معها أن شرجها قد أصبح مستعدا لأخذ دوره فأخذ يزيد من حركته دخولا وخروجا وقد أدخل إبهام يده اليمنى بكسها يدعكه من الداخل بقوة فى نفس الوقت وانطلقت هى فى التأوه وقد دفنت وجهها بالفراش تكتم تلك التأوهات حتى ازدادت سرعة نيك أمجد لتلك الطيز المفتوحة التى تدعوه لإفراغ منيه داخلها وارتفع صوت تنفسه مع تأوهات خشنة تخرج من جوفه تتجاوب معها تأوهاتها المتصلة حتى أتت لحظة قذفه متوافقة مع لحظة بداية قذفها فدفع بزبره كاملا لداخلها وضغطه بكل قوة جسده ونام عليها قاذفا بلبنه ساخنا غزيرا يملأ ذلك الشرج فأطبقت على زبره بكل قوتها بعضلات طيزها بينما ينتفض جسدها أسفل منه معلنا إتيانها بشهوتها مرة أخيرة حتى أنتهيا من قذفهما سويا فنام عليها بصدره ولف ذراعيه حول صدرها يداعب ثدييها برقة ومر وقت وهما على نفس الوضع حتى ارتخى زبره وخرج من خرم طيزها فتأوهت آهة متعة طويلة فنام بجانبها وجذبها لتهبط من فوق الوسادة الموجودة تحتها وترتخى بين ذراعيه لاصقة ظهرها ببطنه وقد إحتضنت فلقتاها زبره المرتخى وهدأ صوت تنفسها قليلا واعتدلت لتواجهه وتغيب معه فى قبلة هادئة طويلة وتريح رأسها على ذراعه ناظرة فى عينيه

  • يخربيت كده يا أمجد ..... كل مرة تبهدلنى كده
  • مبسوطة يا ريرى ؟
  • كل مرة بانبسط عن اللى قبلها ..... فاكر أول مرة يا واد ؟
  • وهى دى تتنسى ؟
  • كانت أول مرة حد يشوف كسى غير أبو منى .... بس أنتا شوفت كس تانى قبل كسى يا جبان
  • ماهو مش كس غريب برضه يا ريرى وبعدين ده كان لعب عيال
  • لعب عيال برضه يا كداب ؟؟ البت ماسكة زبك وانت بتلعب فى كسها وتقلى لعب عيال
  • ماهو بعدها أنتى منعتيها تلعب معايا فى سطح البيت زى ما كنا بنلعب
  • خفت لتفتح البت وهى لسة يا دوب مجتهاش غير دورة شهرية واحدة
  • أفتح أيه بس وأقفل إيه يا ريرى دانتى من يومها وانتى محتكرة زبى لحسابك
  • إستعبط يا واد إستعبط .... مانا عارفة إن إنت وهى معرفين بعض كل حاجة عن بعض حتى شكل بزازها وشكل زبرك
  • ماهى منى مش غريبة برضه يا ريرى وإنتى عارفة ان احنا أقرب أصحاب لبعض من ساعة ما دخلنا المدرسة
  • بس الغريبة إن إنتوا لا حبيتوا بعض ولا حاولتوا حتى
  • علشان إحنا الأتنين إصحاب جدا وسرنا مع بعض فمينفعش نحب بعض ... ممكن نريح بعض لما نكون محتاجين بس لكن هى مش ممكن تحبنى ولا أنا ممكن أحبها
  • ماشى يا عم الفيلسوف ..... قوم بقى البس هدومك علشان امك متشكش فى حاجة ... أنا لسة هاغير ملايات السرير واكياس المخدات اللى إنت غرقتها دى
  • أنا اللى غرقتها برضه ؟ أنا كل اللى نزل منى لسة جوا طيزك مخرجش
  • طب قوم يا وسخ البس هدومك
  • طب تعالى وصلينى للباب وقوليلى الكلمتين إياهم علشان برج المراقبة اللى ساكن قصادك
  • ماشى
وقاما متجهين لباب الشقة والتقطت فى طريقها عبائتها وارتدتها بإحكام وقبل أن تفتح الباب أمسك بها من طيزها فاستدارت له وغابا فى قبلة عنيفة

  • إنت إيه متعبتش ؟ لم نفسك بقى واطلع بيتكم .... نشوف يوم تانى تكون البت منى مش موجودة
  • حاضر يا قمر
وفتحت باب الشقة بعد أن إطمأنت بأن مظهرها ومظهره لا ينبئان بما جرى بينهما ووقفت تودعه بصوت عال أمام الباب

  • متشكرة أوى يا أمجد ..... متنساش تقول لماما إن انا هاعدى عليها بكرة .... هابعتلك حاجة حلوة النهاردة
  • حاضر يا طنط هاقولها .... لما منى تيجيى سلمى عليها ولو خلصت الكتاب اللى خدته منى تبقى تطلعه فى أى وقت .... أنا مش رايح حتة النهاردة
  • حاضر يا حبيبى مع السلامة
وصعد الشاب أمجد السلم فى خطوته المنتظمة وقامته المعتدلة كعادته لكنه كان يشعر بداخله بأنه فى قمة إنتعاشه وحيويته وفتح باب شقته ليجد أمه فى المطبخ منهمكة فى إعداد الغداء ليدخل عليها ليعلمها برجوعه

  • أنا جيت يا ماما
  • ماشى يا حبيبى عملت لأم منى اللى هيا عايزاه
  • أيوه يا ماما .... غيرت لها الأنبوبة وصلحت لها الكهربا .... خدت شوية وقت لكن صلحتها
  • برافو عليك يا باشمهندس
  • يا ماما قلنا لسة بدرى على باشمهندس دى ..... وبعدين تصليح الكهربا مش محتاج مهندس ... محتاج كهربائى
  • أعملك حاجة تاكلها لغاية ما بابا واخواتك يرجعوا
  • لو تسمحى بس أنا محتاج كوباية شاى وهاريح شوية لغاية ما يرجعوا
  • حاضر يا حبيبى .... خش أوضتك وهاجيبلك كوباية الشاى بالنعناع اللى انت بتحبها لغاية عندك
  • شكرا يا ماما
وعاد لغرفته الصغيرة واستلقى على فراشه واستغرق فى ذكريات سنوات مضت حددت علاقته بمنى وأمها وابتسم فى سعادة وفتح الراديو على محطة البرنامج الموسيقى ليكمل إستمتاعه بيوم بدا له سيئا فى بدايته لكنه تغير ليوم جميل

الجزء التانى

مقدمة

عندما بدأت فى كتابة الجزء الثانى من القصة وجدت أنه من الضرورى تنبيه السادة ا لقراء بأن أحداث الأجزاء الأولى من القصة تدور فى ثمانينيات القرن العشرين حتى لا يستغرب البعض بعض الأحداث التى تمر بأبطالها حيث وقتها لم بكن هناك موبايلات ولا مواقع تواصل إجتماعى وبالطبع لا إنترنت ولا أجهزة كومبيوتر فنظام الويندوز لم يُبتكر أساسا إلا سنة85

لا وجبات سريعة ولا شركات أوبر وكريم ولا محلات مشروبات أجنبية

لم يكن هناك سوبر ماركت لكن كان هناك البقال والخضرى والفكهانى

وقتها كان راتب الموظف الكبير لا يتجاوز 300 جنيه شهريا وكانت الفراخ تباع ببطاقة التموين فى الجمعية الإستهلاكية وبالطابور

كان الرجال رجال والنساء نساء وكان أصحاب الميول الأخرى يتخفون فقد كانوا يعتبروا فى أيامها وصمة عار تطارد أسرهم وكل من له علاقة ولو سطحية بهم

لم يكن هناك مدارس تجريبية ولا مدارس إنترناشيونا ل ولا مدارس مشتركة بعد المرحلة الإبتدائية ولا يتعلم فى المدارس الخاصة إلا الفاشل الذى رفضته المدارس الحكومية

كان هناك نظام المدارس الثانوية العسكرية التى تستقبل الطالب فى بداية مراهقته لتخرجه بعد سنوات ثلاث رجل قادر على حمل السلاح و تحمل المسؤلية

قد يظن بعض الشباب الآن انهم يمرون بأوقات صعبة لكن الحقيقة أن شباب الثمانينيات كانت أوقاتهم أكثر صعوبة

كانت أيام أكثر صعوبة بكثيرلكنها كانت بالتأكيد أقل تعقيدا




والآن فلنعد إلى قصتنا​

...........................................................................

قطع تأمل أمجد دقات أمه على باب غرفته قبل أن تدخل حاملة كوب الشاى بالنعناع لتضعه على مكتبه الصغير الذى يحتل كثير من فراغ الغرفة مع ترابيزة الرسم التى أشتراها أبوه وأصرعلى أن تكون موجودة بمجرد ظهور نتيجة التنسيق لتجد أمجد مستلقيا على ظهره يستمتع بالموسيقى الكلاسيكية التى لا تفهم سر حبه لها ولا تعرف كيف يحب أبنها تلك الموسيقى التى لا يتناسب ذوقها مع سنه ولا مع مايستمع إليه الشبان فى نفس سنه لكنها لم تعلق أبدا على إختياراته فهو مختلف منذ صغره عن باقى أقرانه وتشعر دائما بأن تفكيره أكبر من سنه

  • عايز حاجة تانى يا حبيبى ..... أعملك سندوتش تاكله مع الشاى
فابتسم أمجد ونظر لأمه فى حنان

  • يا أمى قلت لك مش جعان وهاستنى بابا واخواتى نتغدى سوا .... وبعدين الشاى بالنعناع بيتشرب لوحده
  • زى ما تحب .... هتنام
  • هاشرب الشاى وانام وصحونى عالغدا
  • هى منى هتطلع النهاردة ؟
  • يخربيت منى اللى واكلة دماغك .... يا ماما يا حبيبتى لو عايزة تطلع هتطلع ... هى هترجع من كليتها بليل
  • ماشى يا حبيبى .... أصلها وحشتنى
  • وحشتك إيه بس يا ماما ماهى كانت مرزوعة امبارح عندنا لغاية السعة 9 ومنزلتش غير لما طردتها
  • صحيح .... حد يطرد بت زى القمر كده
  • يوووووه يا ماما .... برضه اللى فى دماغك فى دماغك مافيش فايدة
  • خلاص متتعصبش أنا خارجة وسايباك .... بس بقولك بكرة تندم لما تلاقيها اتجوزت ..... بت زى دى مش هتستنى
  • يا ماما أبوس إيدك ارحمينى من منى ومن سيرتها علشان دى بتيجى عالسيرة وهلاقيها ناطة هنا زى القرد وانا عايز استريح
  • خلاص اتخمد .... مانت عيل فقرى طول عمرك
وخرجت أمه وتركته يبتسم من إصرارها على تنفيذ خطتها فهو يعلم أن أمه تحب منى وتعتبرها الأبنة التى تمنت أن تنجبها لكن نصيبها أن تنجب ثلاثة من الذكور او كما تقول دائما ثلاث عيال ناشفين بينعروا فى البيت زى الجاموس

أنطلقت من الراديو الصغير بجوارأمجد موسيقى شهرزاد التى يعشقها وانطلقت معها ذكرياته عن هذا اليوم الذى ظبطته فيه أم منى معها فى البرجولة التى صنعها ابوه فوق سطح العمارة

إنه يتذكر كل تفصيلة فى هذا اليوم رغم مرورأكثر من ثلاث سنوات

منى كانت صديقته الحميمة التى لا يستغنى عنها ولا تستغنى عنه فهم رفقاء منذ ولادتهم فى نفس العام يفصلهم شهر واحد فقط ولم ينفصلا يوما واحدا منذ مرحلة الحضانة ودخولهم نفس المدرسة الإبتدائية وكم بكى وبكت فى بداية المرحلة الإعدادية عندما دخل كل منهم مدرسة منفصلة . فوقتها كان للبنبن مدارس منفصلة عن مدارس البنات من بداية المرحلة الإعدادية

وقتها كان لقائهم اليومى بعد العودة من المدرسة يمتد لساعات فى البرجولة فوق سطح عمارتهم يذكر كل منهم للآخر تفاصيل يومه ويستذكرا دروسهما معا ولا ينفصلا إلا وقت النوم

يتذكر كيف حُجبت عنه منى إسبوعا كاملا لا يراها وكلما سأل عنها أخبرته أمه وأمها أنها مريضة ولا يمكن له رؤيتها حتى تشفى

وقتها كانت تنتابه حالة جديدة عليه فقد لاحظ إنتصاب عضوه كل يوم عند إستيقاظه ووقتها خجل من أن يسأل أمه أو أبوه عما يحدث له فكتم الأمر عن الجميع لكنه كان يتوق ليخبر صديقته الوحيدة وكاتمة أسراره بعدما سمع من زملاء المدرسة ومعظمهم كانت تنتابه نفس الحالة أنها علامات الرجولة بدأت تظهرعليهم فأراد إخبار منى التى كانت تفخر عليه بأن علامات أنوثتها بدأت فى الظهور ببداية إنتفاخ صدرها وأخبرتها أمها أنها بدأت تكبر وسيصبح لها أثداء مثل النساء

يتذكرما حدث بعد مرور الأسبوع وكيف التقاها على السلم عند عودته من المدرسة . يتذكر كل كلمة دارت بينهما

  • خفيتى ؟؟ كنت خايف عليكى قوى
فضحكت ضحكة بسيطة

  • أه خفيت يا أمجد ..... فيه حاجة مهمة عايزة أقولك عليها
  • وانا كمان فى حاجة مهمة أوى عايز أقولك عليها
  • خلاص هاغير واحط شنطتى واطلعلك
  • ماشى .... هاغير هدومى واستناكى عالسطح
لم ينتظرها أمجد طويلا يومها حيث كانت متشوقة لإخباره بما لديها من أخبار ومعرفة ما لديه من جديد فسرعان ما كانت معه فى البرجولة التى تحجب النظر عن الأسطح المجاورة بسقفها المصمت لكنها لا تحجب النظر عن من يقف قريبا منها بجوانبها الخشبية ذات الأخشاب المتقاطعة

  • ها قوليلى كنتى عيانة عندك إيه
  • مكنتش عيانة يا عبيط .... كان عندى الدورة
  • دورة إيه يا بت اللى عندك ؟ كنتى بتلعبى كورة
  • مش باقولك عبيط .... الدورة دى بتيجيى للستات كل شهر .... يعنى أنا بقيت كبيرة خلاص زى ماما ومامتك وممكن اتجوز
  • وإيه الدورة دى بقى ؟ يعنى عبارة عن إيه ؟
  • بينزل منى نقط ددمم كده من تحت
  • من تحت إزاى يعنى
  • من تحت يا اهبل
واشارت إلى مكان كسها

  • يع .... يعنى بتشخى ددمم
  • لأ يا واد بنزل نقط ددمم كده وماما بتحط لى فوطة فى الكيلوت علشان محدش يعرف
  • برضه مش فاهم
  • ومش هتفهم .... قولى بقى كنت عايز تقولى إيه
  • أنا كمان بقيت راجل زى بابا وباباكى
  • هو انتوا كمان بيجيكوا دورة ؟
  • لأ يا هبلة .... لما الواحد فينا بيبقى راجل حمامته الصبح لما يصحى بتكون كبيرة وبتبقى ناشفة زى الخشبة كده
  • إنت بتكدب عليا
  • وهاكدب عليكى ليه
وبسبب فضول المراهقين وجدت منى نفسها تمد يدها لتلمس مكان زبر أمجد أو كما كانوا يسمونه فى صغرهم حمامته وكمراهق وجد أن عضوه الصغير ينتصب من أثر لمستها تدريجيا

  • شوفتى أهو بدأ يكبر أهو
  • يكبر أزاى يعنى ؟ ورينى
  • أوريكى وتورينى الدم كان بينزل منين ؟
  • ماشى أوريك وتورينى .... بس ماما قالت لى إن ده عيب
  • محدش هيعرف
وأنزل بنطاله وكيلوته قليلا وأخرج عضوه بينما رفعت هى طرف فستانها من الأمام وأنزلت كيلوتها ولم يكن يعرف كلاهما أن ذلك سيتسبب فى إستثارة مراهقتهما فانتصب زبر أمجد بشدة فمدت منى يدها لتمسكه وظهرت بعض قطرات البلل على كسها ولا أراديا مد أمجد يده ليتحسسه واستغرقا لحظات فى متعة لا يدرى أيهما ما سببها فهم بسبب تربيتهم المتشددة لم يكونا يعرفا شيئا عن الجنس رغم سنهم الكبير نسبيا حيث كان الحديث عن الجنس وقتها من المحرمات التى لا يجوز التحدث عنها مع الصغار أو حتى فى وجودهم

قطع متعتهم السريعة تلك صوت أم منى أتاهم من حيث تقف بجوار البرجولة وتراهم من بين أخشابها

  • يا نهار أبوكو إسود إنتوا الأتنين ..... إنتوا بتعملوا إيه ؟
وهرولت داخلة للبرجولة حيث جذبت إبنتها من شعرها بيد بينما باليد الأخرى خلعت شبشبها تنهال به على أمجد وبينما أنزلت منى فستانها لم يستطع الصبى رفع بنطاله وظل زبره خارجا حتى أنتهت فورة غضبها موجهة الكلام لإبنتها

  • إنزلى استنينى تحت .... وقعتك سودة النهاردة
  • وانت متتحركش من مكانك لغاية ما اخلص حسابى معاك
حاول الصبى وقتها رفع بنطاله بينما جرت منى ناحية باب السطح ونزلت السلم لكن أم منى نظرت له نظرة جمدته مكانه

  • خليك زى مانت أنا هانده أمك تشوفك ولما أحكيلها هتخلى أبوك يقطع لك حمامتك اللى فرحان بيها دى
فبدأ الصبى بالبكاء وقد تجمد الدم فى عروقه ولم يستطع التحرك من مكانه وبدأ فى التوسل لأم منى ألا تخبر أباه وأمه فأبوه لن يرحمه بشدته وعنفه فى العقاب

وأخيرا بدا له أن أم منى قد رق قلبها قليلا حيث خفت حدة نبراتها واتجهت لباب السطح وأغلقته بإحكام وعادت للبرجولة حيث جلست أمامه بينما هو واقف وقد إنحسر بنطاله حتى قرب ركبتيه

  • تعالى هنا يا زفت انت أقف قدامى
فتقدم أمجد بتردد حتى بات قريبا منها فنظرت إلى زبره الذى إنكمش حتى كاد أن يختفى من شدة الرعب الذى إنتابه

  • إنت مش عايزنى أقول لأمك عالمصيبة اللى عملتها
  • أيوه يا طنط وأوعدك إنى مش هاعمل كده تانى
  • طب قرب متخفش ومتترعش كده
فاقترب منها أمجد يتعثر فى بنطاله الساقط حتى كاد أن يلتصق بها فى جلستها فمدت يديها تحتضنه برقة لم يكن يتوقعها حتى التصق صدره بصدرها وهمست فى أذنه

  • خلاص مش هاقول لحد على اللى عملته ... بس إنت كمان أوعى تفتح بوقك وتجيب سيرة اللى حصل النهاردة
فهدأ الصبى قليلا واستسلم لحضنها الذى كان مختلفا تلك المرة عن كل المرات التى إحتضنته بها وشعر بدفء ينتقل إليه من ذراعيها وصدرها الذى ضغط على صدره ولأول مرة يشعر بملمس ثدى أنثى غير أمه على صدره وزودته حرارة الأنفاس التى تخرج قرب أذنه بشعور غريب عليه وفوجئ بأم منى تمرر يديها على ظهره العارى بعد أن رفعت له ما كان يرتديه بينما تسللت يدها لخصيتيه تتحسسهما برفق ولم يكن وقتها قادرا على فهم ما انتابه من إحساس جعل زبره ينتصب بشدة وأم منى تتحسسه بيد خبيرة وتضغط على راسه ضغطات رقيقة حتى شعر بأن عضوه يكاد ينفجر من شدة إنتصابه

إستسلم أمجد تماما وقتها لأم منى تفعل به ما تشاء وتحرك جسده بين يديها كيفما ارادت حتى أنامته على ظهره وأحاطت خصره بساقيها وفوجئ بها ترفع عباءتها التى ترتديها لأعلى وتخلع كيلوتها وتجلس على ركبتيها ثم تمد يدها لزبره تمسكه وتمرره على كسها الذى شعر بحرارة تخرج منه ولزوجة سائل ما لم يكن وقتها يدرى ماهيته تبلل زبره وبعد أن مررت زبره على كسها مرات ومرات أدخلته بداخلها ليشعر بدفء شديد يحيط بعضوه ولزوجة تسهل تحرك أم منى عليه صعودا وهبوطا لوقت بدا له طويلا إنتهى بإنتفاض جسدها وضغطها عليه بقوة وسوائل كثيفة كثيرة تخرج منها لتبلل بطنه وزبره وخصيتيه

وقتها كان أمجد فى مرحلة بلوغه الأولى ولم يتكون بجسده المنى والسوائل اللازمة للقذف فاستمتعت أم منى بزبره حتى أتت شهوتها ولم يزعجها بقذف يتبعه إرتخاء فحصلت متعتها كاملة كافضل ما يكون

بعدما إنتهت منه أم منى قامت واقفة وأوقفته أمامها ورفعت له ملابسه وقبلته على شفتيه قبلة سريعة لكنها لم تنس تحذيره

  • لو عرفت إنك حكيت لأى حد حاجة من اللى حصلت النهاردة هاقول لأبوك وانت عارف أبوك هيعمل فيك إيه
لم يكن الصبى بحاجة لتحذير فهو لن يحكى سره لأى شخص .... فهو لا أصدقاء له غير منى وبالتأكيد لن يخبرها بما حدث فهو وإن يكن لا يلم بطبيعة ما حدث إلا أن غريزته تخبره بأن ما حدث مع أم منى سر ينبغى أن يدفن فى صدره للأبد

تسلل لذهن أمجد ذكرياته عن سؤاله فيما بعد لأم منى عما حدث يومها وإجابتها التى فسرت له ما فعلته يومها والحوار الذى دار بينهما

  • يومها البت قالتلى أنا طالعة أقعد مع أمجد فى البرجولة وقلتلها ماشى ونسيت إن البت بلغت ولسة دورتها خلصانة وإنها أكيد هايجة وانت فى نفس سنها وأكيد بلغت وهايج زيها فلبست العباية وطلعت السلم جرى قبل ماتعملوا مصيبة لقيتك مطلع زبك وهى مسكاه وانت بتلعب فى كسها ..... بينى وبينك هجت على المنظر ووقفت أتفرج شوية بس فوقت لنفسى وقلت الحقكوا قبل ما تدخل صوباعك فى كسها ولا حاجة ودخلت عليكو وكنت ناوية فعلا أخلى يومك إسود بس بعد ما البت نزلت إفتكرت شكل زبك الواقف وانا محرومة . من ساعة ما ابو منى رجع بلدهم وبقى يجيلى الأول كل تلت أيام وبعدين كل إسبوع لغاية ما بقى يغيب عنى بالشهر والشهرين والتلاتة وانا ست سخنة ومبستحملش أقعد كتير من غير نيك فكنت باصبر نفسى بأى حاجة ألاقيها قدامى قلم تخين ساعات ... خيارة مفيش مانع .... لغاية ما شوفت زبك واقف قدامى فمقدرتش أمسك نفسى وحصل اللى حصل .... صحيح انا ندمت بعدها وقلت لنفسى أهى مرة وعدت ومش هتتكرر بس بعد كام يوم لقيتنى هايجة تانى فسربت البت عند خالتها وندهتلك وبقيت أفيونتى اللى باصبر بيها نفسى
  • بس زبى ساعتها كان صغير يا ريرى كيفك إزاى ؟
  • يا عبيط الست ميكيفهاش غير الزب الواقف جامد مش مهم كبير ولا صغير .... ماهو أبو منى زبه كبير أوى ومن كبره كان بيوجعنى ومبحسش معاه باللذة اللى باحسها معاك وخصوصا أن انت يا واد بتتأخر على ما تجيب وبتمتعنى قبل ما تدخل زبك مش زى ابو منى بيرزعه عالناشف وممكن يجيب قبل منى
  • فاكرة يا ريرى أول مرة جبت فيها
  • ودى تتنسى .... كانت بعد يوم السطوح بكام شهر.... يومها واخدة راحتى وباتنطط على زبك وبعد ما نزلت شهوتى وقاعدة على زبك اتمتع بيه جوايا لقيت نافورة لبن طلعت من زبرك ملت كسى .... يومها إترعبت .... مكنتش عاملة حسابى وخفت احبل منك .... كنت هاقول للناس إيه؟ حبلت من عيل ... يومها جريت عالحمام وقعدت أنضف كسى وحطيت الخرطوم جوايا علشان أنزل لبنك منى يا مضروب
كانت أم منى بالنسبة لأمجد موسوعة جنس تعلم منها ولم تبخل عليه أو تخفى عنه أى شئ يتعلق بالجنس وبممارسته

علمته مفاتيح جسد الأنثى وكيفية إثارة شبقها ... علمته كل الأوضاع الجنسية التى تعرفها .... علمته كيف يتحكم فى فترة إتيانه بشهوته وكيف يشعر بقرب إتيان الأنثى لشهوتها وكيف يرفع شهوتها لأقصى درجاتها

إنها أعطته ما بخلت به على زوجها

جعلت زبره أول زبر يفتح شرجها وعلمته كيف يجعل الأنثى تتمتع بالجنس الشرجى

ولا ينسى أمجد جملتها التى قالتها له بعد أول ممارسة خلفية له معها

  • تعرف يا أمجد .... أبو منى حاول مرة ينيكنى من ورا .... رفضت وبهدلته وهددته بأنى هاطلب منه الطلاق .... بس إنت حاجة تانية ..... الست مش هتسمح لراجل ينيكها من طيزها إلا إذا كانت عايزة تديله كل اللى عندها
كان أمجد يشعر بأن أم منى اعطته أكثر كثيرا مما أخذته .... لم يشعر يوما بأنه تستغل شبابه وفحولته لإمتاع نفسها بل كان يشعر أنها تعطيه كل ما يمكنها إعطاؤه لترد له ما إعتبرته جميلا له فى عنقها

..............................................................

أفاق أمجد من إستغراقه فى ذكرياته على صوت أبوه الجهورى يناديه من صالة الشقة فهرع ليلبى نداء أبوه الذى وجده يقف فى منتصف الصالة حاملا معه مسطرة الهندسة الشهيرة حرف T وأنبوب حفظ الرسومات الطويل ومجموعة المساطر وأقلام التحبير التى يستعملها طلبة كليات الهندسة

حيا أمجد اباه باحترام وأخذ عنه ما يحمله وقبل يده كما اعتاد كلما رآه

  • مش بدرى شوية يا بابا على الحاجات اللى أشتريتها دى
  • لا بدرى ولا حاجة هما كام يوم وهيطلبوا منك تشتريهم ..... أنا قلت أشتريهملك بدرى
  • متشكر أوى يا بابا ..... دايما مش مخلينا مش محتاجين حاجة
كان أمجد يعلم مدى فرحة الأب بدخول ابنه الكلية التى إختارها أبوه رغم رغبته فى دخول الكلية العسكرية التى حلم بها أمجد منذ نعومة أظفاره وكان الأب يقدر لأمجد تضحيته بما يرغب فى سبيل تحقيق أمنية أبيه وكانت تلك الفرحة التى يراها أمجد فى عينى أبوه وأمه تساوى عنده الدنيا وما فيها وأقسم بينه وبين نفسه أن يحقق لأبوه ما يتمناه من رؤيته كمهندس عظيم يحقق ما فشل هو فى تحقيقه فى حياته العملية كمهندس

وكعادته نادى الأب بصوته الجهورى لأبنيه الآخرين ليقبلا عليه يقبلا يديه ويتجه الجميع للسفرة التى أعدتها الأم مسبقا ليتناولوا غداءهم ويتجه كل فرد من افراد الأسرة لغرفته ويسود الشقة هدوء شديد ..... ففى وجود الأب لايسمع صوت بالمنزل غير صوته وإذا أراد أحد أن يتحدث فليتحدث فى همس

........................................................

عاد أمجد لغرفته واستغرق فى نوم عميق إستيقظ منه على يد تهز كتفه بعنف ليفتح نصف عين ويجد منى جالسة بجواره على طرف سريره تهزه من كتفه وأمه واقفة بجوارها فيتناول إحدى الوسادتين الصغيرتين الموضوعتين بجواره ويقذف بها منى فتضحك الأم بشدة ولا تنصرف فهى تحب مناوشاتهما سويا وتتمنى فى قرارة نفسها أن يكون ما تراه أمامها بينهما دائما من مناوشات حب مخفى بداخل قلوبهما الصغيرة يخفيانه عن الجميع

  • أنا مش قلت لك يا بت إنتى متصحنيش بالطريقة دى
وانتبه لنبرته المرتفعة وتخوف من أن يسمعها أباه فأردف بصوت هامس

  • هو بابا هنا ولا نزل
فأجابته الأم بحنان

  • لا يا حبيبى بابا لسة نازل من شوية
  • ماهو عشان كده القردة دى عملالنا مولد ..... خير يا قردة الجبلاية بتصحينى بغلاسة أهلك ليه
  • تصدق أنا اللى غلطانة إنى بصحيك تاكل الحاجات الحلوة إللى أمى بعتهالك .... خسارة فيك يا كلب البحر
  • تصدقى امك أجدع منك ميت مرة .... عمرك ما جبتى حاجة انتى اللى عملاها
  • ماهو برضه لما أمى تعملك حلويات بنفسها يبقى خيرنا عليك
  • لا ياختى أمك عاملة لى حاجات حلوة علشان غيرتلها الأنبوبة وصلحت الكهربا اللى مبتبطلش لعب فيها لغاية ما مرة هتتكهرب وتجيب لنا مصيبة فى العمارة
  • إعمل فيها مهندس بقى .... على فكرة انا كنت ممكن اصلحها بس مرضتش .... قوم بقى كل الحاجات الحلوة وقولى رأيك فىها علشان أمى عايزة تعرفه
  • والطبق اللى عالمكتب ده هيكفينا كلنا يا بُخلا
  • لا يا ناصح .... الطبق ده بتاعك لوحدك يا مفجوع ..... أمى باعتة طبق تانى لطنط وعمو واخواتك
  • طب وسعى شوية عايز أخد غيار من الدولاب وأقوم اخد دش
  • قوم انت بس وانا هاناولك غيار مش عايزة أقوم
  • يا بت عيب كده انا هاخد غيار داخلى
  • ياعنى يا أخى خايف اشوف حاجة مشوفتهاش ؟ مانا اللى موضبالك دولابك مع طنط وشوفت كل حاجة
  • يا بت بلاش سفالة
ولم تلتفت منى لكلامه والتفتت للدولاب الموجود خلفها وأخرجت لأمجد غيار داخلى ناولته له فتناوله وهو ينظر لها نظرة غيظ فهو يكره أن تهدر كلامه وهى تعرف ذلك لكنها تتعمد إغاظته

وكانت الغرفة بالفعل ضيقة ورُص فيها بالكاد السرير والدولاب والمكتب وترابيزة الرسم بينما تحتل مكتبة كتبه حائط كامل بها ولا تسمح بحرية الحركة إلا لشخص واحد وتصبح الحركة بها صعبة فى وجود ثلاث أشخاص

نظر أمجد لمنى وهو على باب غرفته

  • إترزعى هنا متتحركيش ومتلعبيش فى حاجة لغاية ما ارجعلك اعرف هببتى إيه فى الجامعة النهاردة ..... ولا أقولك قومى إعمليلى كوباية شاى اشربها مع الحاجة الحلوة على ما اخلص الدش
  • أعملك شاى بنعناع ؟
  • لا يا ناصحة شاى من غير نعناع ..... قلنا ميت مرة الشاى بالنعناع بيتشرب لوحده
عاد أمجد من حمامه الذى أزال فيه عن جسده آثار موقعته مع أم منى وقت الظهيرة ليجد منى جالسة على طرف فراشه وأمه جالسة خلفها تمشط لها شعرها وتجدله وتضع فيه بعض الشرائط والتوكات الصغيرة كما تعودت أن تفعل معها طوال سنوات عمرها وتوقف للحظات يراقبهما فى بهجتهما وهز رأسه عجبا من هذا الحب الذى تكنه أمه لمنى لكنه قطع عليهما متعتهما الصغيرة

  • نجيب شجرة واتنين لمون يا حضرة الناظرة ؟؟
  • بس يا واد ملكش دعوة
  • مليش دعوة ازاى وانتى بتسرحيها على سريرى وزمان السرير اتملى شعر
  • إتملى شعر ؟ منى شعرها مبيسقطش شعراية يا حمار انت ... هو فيه زى شعر منى وجماله
  • لأ فيه ... وفيه أجمل كمان بس القرد فى عين امه غزال
  • قرد فى عينك ..... بقى فيه قرد بالحلاوة دى يا اعمى
  • طب سيبينا لوحدنا بقى شوية أشوف القردة دى عملت إيه النهاردة
وخرجت الأم وأغلقت عليهما الباب كما تفعل كل مرة تكون منى فيها مع أمجد لكنها تعودت أن تفتح الباب عليهما كل فترة . و فى كل مرة تفتح الباب وهما منفردين تتمنى أن تراهما مشتبكين فى قبلة أو حضن كما هو مفترض بين شابين فى مثل سنهما لتطمئن قلبها بأن ما تتمناه يسير فى طريقه لكنهما يخيبان أملها فى كل مرة

فهى تجدهما دائما يتحاوران أو يتناقشان فى كتاب أو قطعة موسيقى وكأنهما كما تقول لهما دائما

  • لما بدخل عليكوا وانتو لوحدكم بيتهيأ لى إنى داخلة ندوة ثقافية .... جتكوا خيبة فى خيبتكوا
بمجرد أن اغلقت الأم الباب إلتفتت منى لأمجد لتسأله بإهتمام

  • ها قولى عملت إيه النهاردة
  • ولا حاجة حضرت محاضرتين وقعدت شوية عالقهوة ورجعت صلحت لامك الكهربا وغيرتلها أنبوبة البوتجاز وطلعت نمت
  • أحا يا أمجد .... أنا بأسألك إتعرفت على بنات فى الكلية النهاردة ولا لأ
  • يا بنت المجنونة هو انا رايح أدرس ولا رايح اتعرف على بنات
  • ماهو انت لازم تتعرف على بنات يا أمجد مش معقول اللى المدرسة العسكرية عملته فيك ده ... دانت بقيت شبه عساكر الجيش
  • يا بت هى الجامعة دى معمولة علشان الولاد يتعرفوا فيها على بنات ولا عشان يتعلموا
  • الأتنين يا أهبل إتعلم واتعرف ..... مش معقولة افضل انا البنت الوحيدة فى حياتك .... لازم تقابل بنت تحبك وتحبها ... أمال هتتجوز ازاى
  • هتجوز عادى زى ما كل الناس بتتجوز .... أمى هتشوفلى عروسة تجوزهالى مع إنها حاطة عينها عليكى ومصممة تدبسنى فيكى
  • أنا تدبيسة برضه يا ندل .... دا انا كل الشباب بيتمنونى
  • أه ياختى كل الشباب بيتمنوكى بس انتى اختارتى عيل خول تمشى معاه
  • متقولش على ممدوح كده يا أمجد .... ممدوح كل البنات بتتمناه
  • كل البنات الهايفة يا منى مش إنتى
  • نفسى أعرف فيه إيه مش عاجبك .... شاب وسيم وابيض وشعره ناعم وعنيه ملونة وعنده عربية آخر موديل وطويل وعريض
  • قصدك طويل وملظلظ ..... يا بت ده لما بيمشى كل جسمه بيتهز زى النسوان
  • أمال عايزنى أحب واحد زيك ناشف ورذل وإيده عاملة زى الكماشة ... دانت يوم ما قابلتك بممدوح كنت هتكسر إيده عشان حاول يهزر معاك
  • أكسر إيده إيه بس دا أنا يدوب مسكت إيده لما حب يستظرف ويمسك نضارة الشمس بتاعتى
  • تقوم ماسكها بالعنف ده .... دى صوابعك فضلت معلمة على دراعه إسبوع
  • سيبك منه دلوقت واحكيلى هببتى إيه فى الكلية اللى مرضتيش تدخلى هندسة معايا ودخلتيها عشان سى ممدوح اللى بقاله فيها ست سنين ولسة فى سنة تالتة
  • هندسة إيه اللى افضل فيها خمس سنين دى .... وبعد ما اتخرج هاشتغل إيه ؟ طب انت هاتطلع مهندس زى ابوك ..... انا بقى ابويا تاجر عالأقل لما اخلص هاشتغل معاه فى تجارته
  • مقولتيش برضه عملتى إيه فى كليتك النهاردة
  • ولا حاجة يابنى ..... إحنا قدامنا إسبوع كده نروح ونيجيى قبل ما جدول المحاضرات ينزل أساساً
  • أمال إتأخرتى فى الكلية ليه ؟
  • كنت مع ممدوح طول النهار فى الكلية وبعد ما خرجنا عزمنى على مطعم إنما إيه يا أمجد حاجة كده تحفة زى اللى بنشوفها فى الأفلام وبكرة هنخرج سوا بليل عازمنى على حفلة عاملها واحد صاحبه فى فيلته فى المنصورية
  • يا نهار أبوكى إسود .... حفلة فى فيلا مع شوية الصيع إصحاب ممدوح .... إنتى مجنونة يا بت ؟
  • وفيها إيه ؟ ماهو ممدوح هيبقى معايا
  • ماهو المصيبة إن الزفت هيبقى معاكى ... يا بنتى دا عيل صايع ملوش أمان
  • إنت بس اللى مش واثق فيه وبتغير منه
  • أغيرإيه واهبب إيه أنا هانزل لأمك دلوقتى أخليها متخرجكيش بكرة من البيت أصلا
  • أوعى تعمل كده يا أمجد ... هاخسرك بقيت حياتى ... أنا باقولك أهو
  • طب مش هاعمل كده بس توعدينى إنك تحافظى على نفسك
  • حاضر أوعدك
  • ومتروحيش بفستان ولا جيبة .... تلبسى بنطلون ... ويكون واسع
  • يووه يا أمجد هاروح حفلة ببنطلون
  • أه يا روح امك هتروحى ببنطلون وهاشوفك قبل ما تنزلى وهتأكد إنك مش هتغيرى بعد ما أسيبك وإلا هانزل دلوقتى لأمك .... إيه رأيك ؟
  • خلاص .... أنا غلطانة إنى قلت لك على موضوع الحفلة ده
  • وانتى كنتى تقدرى متقوليليش .... يا بت ده كل زمايلى اللى كانوا معايا فى المدرسة ومدخلوش حربية دخلوا معاكى الكلية ومخليهم حاطين عينهم عليكى
  • كمان بتراقبنى .... ماشى ماهى غلطتى من الأول إنى خليتك تتحكم فيا كده
  • لا يا حلوة ...مش إنتى اللى خلتينى أتحكم فيكى ... أمك و ابوكى هما اللى موصينى عليكى ومخلينى آخد بالى منك عشان خايفين عليكى علشان معندهمش غيرك
  • طيب خلاص مضطرة اسمع كلامك مؤقتا.... بكرة ممدوح لما يخلص الكلية ويخطبنى هاستريح من تحكماتك دى
  • أفلح إن صدق
ومد أمجد يده تحت وسادته وأخرج محفظته ليخرج منها عشرة جنيهات ليناولها لمنى

  • إيه ده يا أمجد ؟
  • عشرة جنيه ... هتخليها معاكى فى جيب البنطلون مش فى شنطتك
  • وهاعمل بيها إيه ؟
  • علشان ممكن تحتاجيها فى أى وقت
  • هاحتاجها فى إيه ؟ ماهو ممدوح معايا وأنا معايا فلوس فى شنطتى
  • ماهو أنا مش قلقان غير من إن ممدوح معاكى .... إسمعى الكلام وخليها فى جيب البنطلون اللى هتلبسيه
  • بس ده مصروفك الشهر كله يا أمجد هتفضل طول الشهر من غير فلوس
  • مش هاحتاجهم .... معايا إشتراك الأتوبيس اللى بروح بيه الكلية ومش هاقعد عالقهوة الشهر ده .... ولو إحتجت فلوس هابقى آخد منك
  • يعنى هتفضل طول النهار فى الكلية وتروح التمرين يومين كل إسبوع ومش هتاكل حتى سندوتش فى نص النهار
  • يا ستى ملكيش دعوة أنتى أنا كده كده باخسس عشان عندى بطولة كمان شهرين ووزنى زايد
  • وتعذب نفسك ليه بس يا بنى ما قولتلك ممدوح معايا
  • تالت مرة هاقولك أنا مش قالقنى غير إن زفت ممدوح معاكى
  • مش فاهمة إنت كارهه ليه مع إنه بيعاملنى بكل رقة ..... أنا مش وريتك الشعر اللى بيكتبهولى
  • إنتى حمارة يا بت ..... أنا مش موريكى الكتاب بتاع نزاراللى سى زفت بيكتب منه الشعر اللى بيبعتهولك
  • ده أسمه توارد خواطر يا جاهل
  • أه صح ..... توارد خواطر بين ممدوح البغل ونزار قبانى بالكلمة والحرف .... ما تكتبيله شعر إنتى كمان
  • ياريتنى باعرف كنت كتبت ..... ما تكتبلى إنتا حاجة واقوله إن انا اللى كتباها
  • تصدقى فكرة حلوة ...... أنا فيه فى دماغى فكرة قصيدة تنفع
  • بجد يا أمجد ؟طب سمعنى كده
  • أيوه يا ستى .... عنوانها هيكون اسمه ...... أسمه .... أسمه ..... آه لقيت عنوان حلو .... إيه رايك يكون العنوان "قصيدة إلى عيل خول "
  • تصدق إن انا اللى بنت خول إنى صدقتك .... أنا قايمة
  • مع السلامة ..... ومتنزليش من شقتكم غير معايا .... باقولك صحيح
  • قول
  • فاكرة الحركة اللى علمتك تعمليها لو حد حاول يكتفك
  • أه فكراها
  • طب ورينى كده
  • قول بقى أنك نفسك تحضنى وبتتلكك
  • ولو عايز أحضنك هاتلكك ليه ؟ خايف من امى أو امك مثلا ؟ ده يبقى يوم المنى بالنسبة لهم لما يشوفونى باحضنك
وقفز أمجد من فراشه ليحتضنها بقوة فلكزته بقوة فى خاصرته ودفعته ليسقط على الفراش فابتسم لها

  • جدعة يا بت .... أى حد يحاول يكتفك تعملى معاه كده .... ما عدا أنا طبعا
  • ماشى يا عم الناصح .... على فكرة عايزة أقولك حاجة مهمة
  • إتنيلى قولى خلينا نخلص فى الليلة السودة دى
  • إنت بشنبك ده عمر ما فى بنت هتبص فى خلقتك .... ما تحلقه خليها تتفك فى وشك شوية وتلاقى بنت تعبرك
  • طب غورى بقى من قدامى الساعة دى علشان أن جبت أخرى من حموريتك وخلينى اتخمد انام ..... يومى بكرة طويل
  • طيب هاغور ..... تصبح على خير يا ابو شنب
  • تصبحى على خير يا اللى بتحبى عيل خول
وضحك الأثنان وهو يقوم ليوصلها للخارج وكم كانت أم أمجد تطرب لسماع صوتهما يضحكان سويا ودائما ما تتمنى أن يكون ما تراه أمامها قصة حب بين ابنها وتلك الفتاة الجميلة التى طالما اعتبرتها ابنتها

الجزء الثالث

مقدمة

قد يكون من غير المناسب تذكيرى للقارئ الكريم مع كل جزء أن تلك الأحداث بالقصة تجرى فى الثمانينيات لكنى أجدها فرصة لتعريف السادة القراء ببعض ملامح الحياة فى تلك الفترة خاصة لعلمى بأن معظم القراء لم يعاصروها وقد يستغربون بعض ما ذكر بالقصة من أحداث

وقتها كانت وسيلة الأتصال الوحيدة المتاحة هى التليفون الأرضى ويقينا فمعظم حضراتكم لم يعاصره بقرصه الدوار وحتى تلك الوسيلة لم تكن متاحة للجميع . فكان على من يريد الحصول على خط تليفون أن ينتظر لمدة قد تصل أحيانا ل15 سنة قبل تركيبه وكان من يملك تليفون لا يبخل على جيرانه باستخدامه للطوارئ وكانت تليفونات أكشاك السجائر هى وسيلة إتصال من تضطره ظروفه لإجراء إتصال طارئ

كانت الكنبة ذات الشلت موجودة بكل منزل للجلوس ولإستخدام تلك الشلت أحيانا كفراش فى حالة الطوارئ

والشلت جمع شلتة وهى وسادة مربعة من القطن تصنع خصيصا بالمقاس

وقتها لم يكن هناك ما يسمى كوفى شوب . كان إسمها القهوة وكانت لها وضع خاص فى المجتمع فكان لكل قهوة زبائنها اللذين يالفونها وتألفهم

لم يكن فى المقهى ويتر ... كان إسمه القهوجى ومساعده إسمه الصبى وعادة كانوا هم وكالة انباء الشارع فعندهم كل الأخبار

كان زمن صعب عاشه من صادف شبابهم هذا الوقت لكنهم ينظرون إليه الآن بحسرة فهو كان زمن شديد الصعوبة لكنه أيضا كان شديد الجمال

والآن لنعود لقصتنا​

..............................................................................................





مرت الليلة على أمجد كأسوأ ما يكون ... فبينه وبين نفسه متأكد مما ينوى ممدوح فعله فى تلك الحفلة المزعومة التى دعى منى لحضورها لكنه لم يستطع كبح جماح جنونها وتمردها ولا يريد كسر فرحتها بحبها لهذا الشخص الذى أختارته لتحبه

إنه يعرف ممدوح جيدا ويعلم عنه الكثير فممدوح جارهم بنفس الشارع يكبرهم بأعوام ستة .... أمجد ومن هم على شاكلته من الشباب يعتبرونه نموذج للفشل بينما يعتبر الأكثرية أن ممدوح شاب لقطة .... فأبوه أحد الأثرياء بشارعهم ومصدر ثروته غير معروف ..... أبوه يملك العمارة التى يقطن بها مع أمه الحسناء التى لا يعرف لها سكان الشارع أهل ولا أصل عكس باقى سيدات الشارع ... تتعالى عليهن دوما بمجوهراتها وسيارات زوجها والخدم القائمين على خدمتها وخدمة زوجها وابنها الوحيد

يقيمون بدور كامل بتلك العمارة الكبيرة وقد خصص دور آخر لممدوح جهزه كأفضل ما يكون ليكون بيته فى المستقبل ويستغله ممدوح فى إقامة حفلات له ولأصدقائه من الشباب والفتيات يدعو إليها غرباء عن حيهم بملابس يستهجنها البعض ويعتبرها البعض موضة لا تعنيهم

كان معظم سكان الحى وقتها من الطبقة المتوسطة موظفون كبار ذوى دخل محدود أو تجار متوسطى الثروة لكن الكل كان معروف للكل فكل قاطنى الحى سكنوه فى شبابهم وهاهم أبناءهم الذين ولدوا فيه قد أصبحوا شباباً

كان ممدوح يغار من أمجد رغم الفارق بينهم فى العمر و الإمكانيات المادية وحتى فى الشكل والمظهر ... فممدوح ورث من أمه بشرتها البيضاء وشعرها الأشقر الناعم وعيونها الخضراء وورث من أبيه طوله وضخامة جسده أى أنه ورث منهما كل مواصفات الوسامة علاوة على تلك الموارد المالية اللا محدودة التى يملكها

أما أمجد فهو شاب عادى متوسط الطول أسمر البشرة خشن الشعر ذو شارب ثقيل فأمجد ورث من أبيه شكله الصعيدى الذى لا يختلف عن أى رجل من صعيد مصر

لكن أمجد رغم إمكاناته التى تبدو محدودة يعتبره سكان شارعهم محبوبهم ورجلهم الصغير فشخصيته الهادئة ونظراته الواثقة وقدرته على التدخل لحل المشاكل التى تنشأ بينهم حتى بين الكبار تثير إعجابهم فأمجد كما يقول عنه عم هيكل العجوز صاحب دكان البقالة

" شاب ليه هيبة مش هايف زى عيال اليومين دول "

كان ممدوح يغار من أمجد بل يحقد عليه منذ اليوم الذى برز فيه نجم أمجد بين سكان شارعهم يوم أن نشرت إحدى الصحف صورته كأول ناشئ مصارعة يفوز ببطولة الجمهورية للكبار رغم أنه يمثل مركز شباب ولا يلعب لنادٍ كبير

يومها ذهب ممدوح لمركز الشباب الذى لم يدخله من قبل ليطلب الإنضمام لفريق المصارعة ولا ينسى نظرة المدرب له ورفضه حتى التفكير فى الموافقة على إنضمامه

لم ينسى ممدوح إنضمام أمجد بعدها للنادى الذى يدفع أبوه له سنويا آلاف الجنيهات كإشتراك عضوية بينما تبرع نفس النادى بمبلغ ضخم لمركز الشباب حتى يوافق أمجد على الإنضمام له كلاعب

ربما أختار ممدوح أن ينصب شباكه حول منى التى يظن كل سكان الشارع أن بينها وبين أمجد قصة حب كى يشعر بأنه فاز عليه أخيرا

لم يتمالك ممدوح نفسه من السعادة يوم أن اختارت منى رفض كلية الهندسة التى دخلها أمجد واختارت كليته لتكون قريبة منه فشعر أن فوزه قد اكتمل وأن أمجد الآن يحترق قلبه على حبه

ربما لكل هذا كان القلق يأكل أمجد من داخله حتى أنه فكر فى منع منى من الذهاب لكنه كان يكره أن يكسر خاطرها وكان متأكد من قدرتها على حماية نفسها بعد ما علمه لها للدفاع عن نفسها

ليلتها لم يغمض لأمجد جفن وقام من فراشه قبل طلوع الشمس وهبط لشارعهم الهادئ ويتمشى قليلا حتى وصل للمقهى الذى فتح للتو أبوابه ليستقبله ثابت صبى المقهى الذى يطلقون عليه إسم رويتر الشارع من كثرة ثرثرته عن كل كبيرة وصغيرة يعرفها وبمجرد جلوسه أقبل عليه ثابت بإبتسامة حقيقية غير مصطنعة فثابت ككل من يقطن بشارعهم أو يعمل به يكنون حبا وتقديرا حقيقيا لهذا الشاب الذى يتواضع مع صغيرهم و يوقر كبيرهم رغم الهيبة التى تحيطه ولا ينسى ثابت يوم أنقذه أمجد من بين يدى معلمه صاحب القهوة وجمع له ثمن الأكواب التى سقطت منه ودفعه لكل ما كان يملكه وتجميعه لباقى ثمن الأكواب من زملائه ليجنبه علقة ساخنة كان بالحتم سينالها من معلمه الضخم

  • صباح الخير يا أمجد باشا .... أجيب الشيشة ولا كفاية الشاى بالحليب
  • هات شيشة يا ثابت ... دماغى هينفجر وعايز حاجة أنفخ فيها
  • أوامر يا باشا
وانطلق ثابت للداخل ليحضر لأمجد شيشته يضعها أمامه يتبعها بكوب الشاى بالحليب يضعه على الطاولة المجاورة لأمجد

  • باقول لحضرتك إيه يا باشا .... تسمحلى بكلمتين محشورين فى زورى
  • قول يا رويتر ... ماهى دماغى ناقصة عالصبح
  • خد بالك من الست منى ... دى بت بنت حلال وتستاهل كل خير
فسقط قلب أمجد فى قدميه فكلام ثابت يعنى أن ممدوح بدأ يثرثر عن منى فى جلساته لكنه تمالك نفسه سريعا

  • متخفش عليها يا ثابت ... دى بت بميت راجل
  • يا باشا الدنيا وحشة وولاد الحرام كتير والواد ممدوح سكته وحشة .... دا الراجل اللى بيجيبله الحشيش كان لسه معاه امبارح وجايبله كمية كبيرة دفع له فيها مية وخمسين جنيه حتة واحدة وبيقول كلام ميصحش عن الست منى
  • متقلقش عليها .... سكة ممدوح متمشيش مع منى
  • طب وحياة أبوك يا شيخ تخليك فى ضهرها
  • متقلقش يا ثابت .... منى زى اختى ومش هاسيبها
  • لو احتجت حاجة منى قول ومش هتأخر انا مع إنى صغير عنكم فى المقام لكن أقدر اعمل حاجات كتير تساعد
  • هو ده العشم يا ثابت .... شايلك للعوزة
ولم يستطع أمجد بعدها أن يكمل جلسته فابتلع كوب الشاى سريعا ولم يكمل تدخينه وقام سريعا ورفض ثابت ان يأخذ حساب الطلبات منه فانطلق عائدا للمنزل وقد قرر منع منى من الذهاب مهما كلفه الأمر ولتغضب كما شاءت فقد تيقن أن ممدوح لا ينوى خيرا فى هذا اليوم مع منى

دخل أمجد شقته ليجد أمه وابيه يتجهزان للنزول فحياهما وقبل يد أبيه

  • كنت فين يا أمجد بدرى كده
  • صحيت بدرى ونزلت اتمشيت شوية يا بابا قلت انشط نفسى قبل الكلية
  • فيه حاجة قلقاك يا بنى شكلك منمتش
  • لا يابابا مفيش حاجة متقلقش .... إبنك شديد زيك يا حاج
  • بالتوفيق يابنى
دخل أمجد غرفته بعد أن ودع أباه وأمه ليغير ملابسه ويضع ملابس تدريبه فى حقيبة رياضية خفيفة ويخرج لصالة الشقة حيث يوجد التليفون ليطلب رقم منى التى رفعت سماعة تليفونها سريعا وكأنها كانت تنتظر تلك المكالمة

  • صباح الخير يا منى
  • صباح الخير يا أمجد ..... فيه إيه ؟
  • هيكون فيه إيه يعنى ؟ مش إحنا متفقين أشوفك قبل ما تنزلى
  • أه متفقين بس أول مرة تقول إسمى كده من غير ألقاب ... لا قلت زفتة ولا هبابة ولا أى لفظ جميل من ألفاظك اللى بتقولهالى .... شكلك منمتمش كويس
  • لأ إتنيلت نمت كويس
  • أهو كده انا اتطمنت عليك .... طالما لسانك رجع زفر تانى تبقى كويس
  • لبستى
  • أه لبست ... وزى مانت قلت لبست بنطلون واسع مع إن شكلى هيبقى فلاحى قوى لما اروح حفلة ببنطلون
  • ولبستى إيه تانى
  • يا سافل مش هاقولك طبعا
  • أنا اللى سافل برضه ولا انتى اللى دماغك وسخة ..... لابسة البنطلون من تحت لابسة إيه من فوق
  • آآآآآآآآآآه تصدق فهمتك غلط .... لابسة بلوزة حرير
  • طب البسى بلوفر تحت البلوزة
  • إنت عبيط يا أمجد ؟ ألبس بلوفر تحت البلوزة ؟ مش شايف إن ده يبقى فلح كتير شوية والدنيا لسة مبردتش
  • علشان الدنيا بتبقى برد بليل
  • مانا هلبس جاكت
  • إلبسى الجيليه اللى اشتريتيه الاسبوع اللى فات تحت البلوزة مش هيبان
  • يووووه بقى يا أمجد .... إيه التحكمات دى
  • إسمعى الكلام وإلا مفيش نزول من البيت النهاردة
  • خلاص هاتنيل البس الجيليه تحت البلوزة .... مش عارفة هاخلص امتى منك ومن تحكماتك الغبية دى
  • لما تتنيلى تتجوزى هتخلصى منى ومن تحكماتى وهاخلص منك ومن قرفك
  • ماشى .... هانت .... استحملك سنتين كمان لغاية ممدوح ما يتخرج وهاخلص منك
  • سنتين ؟؟ تصدقى بقى إن انا هاتخرج قبل سى زفت بتاعك
  • هيهيهيهي ....... ظريف قوى يا رذل
  • طب اخلصى بقى عايز انزل
  • خمس دقايق واكون جاهزة ... سلام
كان أمجد ينوى منعها من النزول لكن الفرحة التى بدت فى صوتها جعلته يشفق عليها ويكره أن يكسر فرحتها ولعل ظنونه ليست فى محلها ويكون ممدوح رغم نذالته زوجها المستقبلى

بعد عشر دقائق كان أمجد يدق باب شقة منى لتفتح له سريعا والفرحة تكاد تقفز من عينيها فهى مقبلة على حضور حفلة لم تراها إلا فى الافلام وكانت تتوقع أن ترى ملابس أنيقة وتسمع موسيقى ناعمة ترقص على أنغامها مع ممدوح الذى عشقه قلبها واختارها هو من ضمن عشرات الفتيات اللاتى يتهافتن عليه

نظر أمجد إلى ملابسها ونظرت إليه فى غيظ وأظهرت له الجيليه المختفى تحت بلوزتها وجذبت البنطلون من جانبيه لتبرز له اتساعه وابتسمت له فى غيظ إبتسامة صفراء

  • تمام كده ولا عايزنى اروح البس العباية السودا بتاعت امى كمان ؟
  • لأ كده كويس ... ياللا بينا
وأفسح لها أمجد الطريق كى تمشى أمامه فهو رغم مناوشاته المستمرة معها يعاملها دائما كأميرة وتعودت منه هذا السلوك كجنتلمان

إفترقا عند مدخل العمارة فمواصلاتها لكليتها قريبة عند أول شارعهم بينما عليه هو أن يسير فى الإتجاه الآخر ويقطع شارعين آخرين قبل أن يصل لمحطة الأوتوبيس الذى سيستقله لكليته

قبل نهاية الشارع الثانى ببضعة أمتار كانت تخرج زميلة أمجد الحسناء من العمارة التى تقطن بها لتلمحه قادما بخطواته الواسعة المنتظمة ورأسه الحليق وشاربه الثقيل الذى لا تخطئه عين يعلق على كتفه حقيبة رياضية خفيفة . إذا فهذا الزميل الذى يبدو غريب الأطوار يسكن بنفس حيها وسيستقل بالتأكيد نفس الأتوبيس الذى تستقله للذهاب لكليتها فتمهلت قليلا متوقعة أن يتوقف ليصطحبها معه ولعله يكون أقل تحفظا بعيداً عن الكلية لكن ظنها خاب عندما وجدته بنظره المتجه للأمام لا يلتفت إليها فأيقنت أنه لم يراها . وكيف يراها وهو لا ينظر إلا نظرته الثابتة فى اتجاه واحد لا يحرك عنقه ولا عيناه وكأنه إنسان آلى يتحرك لكنها فوجئت به بعد أن أصبح بمحازاتها يلتفت فجأة باتجاهها ويحييها بنفس الأيماءة برأسه فارتبكت بشدة عندما وجدت عينيه بتلك النظرة الحادة تلتقى بعينيها المصوبة إليه ولم تلحق حتى أن ترد تحيته بمثلها قبل أن يتجاوزها مكملا طريقه بدون أن يحاول التوقف فهمت بأن تناديه لكنها تذكرت بأنها حتى لا تعرف له إسماً تناديه به

شقت الزميلة الحسناء طريقها فى اتجاه محطة الأتوبيس وهى تلاحظ أمجد يبتعد عنها بخطواته الواسعة السريعة حتى اختفى عن ناظريها وتوقعت أن تقابله على المحطة لكنها وجدت المحطة مكتظة بالمنتظرين ولم تلمح وجهه بينهم لكنها لاحظته أخيرا يقف على بعد أمتار عديدة قبل المحطة فتعجبت من غرابة أطوار هذا الفتى وشكت فى وجود خلل ما فى عقله يدفعه لأن ينتظر أوتوبيس نقل عام فى غير مكان توقفه لكن زال شكها بمجرد أن ظهر الأتوبيس وقبل أن يهدئ من سرعته يقفز هذا الغريب بداخله برشاقة وكأنه لاعب سيرك لتقف مذهولة قليلا قبل أن يدفعها زحام الصاعدين للركوب وكأنهم طوفان جرفها للداخل

كانت محطة حيهم هى المحطة التى يمتلئ فيها الأتوبيس بركابه من طلبة وموظفين وعمال فى طريقهم لأعمالهم فكان الأتوبيس يصل فارغا تقريبا لمحطتهم ثم يغادرها مكتظا بركابه يئن موتوره من فرط ما يبذله من مجهود للتحرك بهذا العدد الكبير الذى يملأه حتى يبرز من أبوابه

كادت تلك الحسناء أن تختنق من فرط الزحام حتى فوجئت بيد الفتاة التى تقف جوارها فى الزحام تلفت نظرها لمن يشير لها فإذا به زميلها الغريب يشير لها وهو جالس لتشق طريقها فى الزحام ناحية جلوسه فيقوم مفسحا لها المكان لتجلس ويقف بجوارها وحتى لم يحاول يحتك بها وهو ما لن تستهجنه أو تستغربه فى ظل التزاحم الشديد وتمايل الأتوبيس الذى هم فيه فجلست تلتقط أنفاسها ومدت يدها ناحية حقيبته التى يحملها على كتفه وكشكول محاضراته طالبة منه فى صوت هامس أن تحملها عنه وبالطبع لم يسمع صوتها فى الزحام لكنه فهم ما تريد قوله وناولها ما يحمله مصحوبا بإبتسامة شكر تعجبت منها فهى التى يجب أن تشكره لا هو

إستمر الأتوبيس فى رحلته وأمجد يقف بجوار زميلته الجالسة لا يحركه تدافع الركاب ولا تمايل الأتوبيس ولا ينظر تجاهها بل إن عينيه ظلت فى إتجاهها للأمام كأنه صنم قد وضع واقفا بجوارها أو كأنه عمود خرسانى تم صبه بأرضية الأتوبيس كما حكت لصديقاتها فيما بعد ولم يلتفت لها بعد المرة التى شكرها فيها إلا عند إقتراب الأتوبيس من محطة كليتهم ليطلب منها إسترداد حقيبته وكشكوله فناولتهم له وقامت لتلتصق بظهره فى رحلته نحو باب الأتوبيس فقد أصبح بالنسبة لها طوق النجاة وسط هذا البحر من البشر الذى يتلاصق ويتلاطم ولا تعرف كيف شق طريقه وهى خلفه بتلك السهولة حتى أنه بعد ما نزلوا لم تجد على ملابسه أو ملابسها أى تجعد أو عدم انتظام يشير إلى أنهم نزلوا من تلك المعجنة التى يطلق عليها أتوبيس نقل عام

توقفت الحسناء لتشكر أمجد لكنها وجدته يسير فورا لباب الكلية فسارت بجواره تحاول مجاراة خطواته وأسعدها أنه هدأ من خطواته قليلا لتستطيع مجاراته

  • أنا متشكرة أوى .... مش عارفة هاجى الكلية بعد كدة ازاى فى الزحمة دى
  • زى ما جيتى النهاردة حضرتك بالظبط طالما مواعيد محاضراتنا واحد هتلاقينى فى الأتوبيس .... ولو محاضراتك متأخرة هيكون الأتوبيس فاضى
  • إنت بتروح بالأتوبيس برضه
  • لأ .... غالبا بامشى وانا مروح
  • بتمشى كل المسافة دى ؟
  • المسافة مش طويلة للدرجة دى وانا باحب المشى
  • هههههههه ... طبعا مانت مش بتلبس كعب عالى زينا .... أنا لو مشيت رجليا هتتكسر
  • بسيطة ..... متلبسيش كعب عالى .... حتى علشان لما دروس العملى تبدأ متتعبيش لإن معظمها بيكون وقوف
  • وانت عرفت منين
  • والدى مهندس
  • أها .... يعنى الهندسة وراثة فى العيلة
وكانو وقتها قد اجتازوا البوابة الكبيرة وأصبحو فى داخل الفناء الفسيح خلفها ووجدت صديقاتها يقفن فى انتظارها فتوجهت نحوهم وأمجد يسير معها حتى اقتربت منهم ففوجئت به ينفصل عنها

  • طيب عن إذنك هاروح انا المدرج واسيبك براحتك
فنظرت نحوه باستغراب شديد وابتعد هو فى خطواته الواسعة بسرعة وصديقاتها ينظرن إليها وإليه فى دهشة من تصرفه والتففن حولها

  • هو فيه إيه؟ هو الجدع ده بيخاف من الناس ولا إيه
  • مش عارفة .... لسة عامل معايا حركة جنتلمان وفجأة إتقلب جلف
  • سيبك منه .... شكله مجنون
  • مش عارفة ..... غالبا هو شخص بيخاف من الاختلاط
  • ايه يا قمر ؟ شكلك مهتم يا جميل
  • بس يا بت انتى وهيا
  • طب ياللا نلحق نفطر قبل المحاضرة ... كنا مستنينك
  • روحوا انتوا أنا مش جعانة دلوقت هافطر بعد المحاضرة
وانطلقت الفتيات نحو الكافيتريا بينما توجهت هى ناحية المدرج وهى تشعر بغيظ شديد من هذا الشاب غريب الأطوار الذى يبدو أنه يهرب من التعرف بها رغم انها بالأمس كانت تتهرب من التعرف بشباب كثر حاولوا التعرف بها ومنهم من هم فى السنة النهائية لكنها لم تجد فى نفسها ما يدفعها حتى للتجاوب مع حواراتهم بعكس هذا الصامت الذى تجد شئ فى داخلها الآن يدفعها دفعا للتعرف إليه

...............................................

دخل أمجد المدرج كأول الداخلين مثلما دخله بالأمس وتخير نفس المكان للجلوس لكنه لم يخرج كشكوله ليقطع الوقت بالرسم كما كان يفعل بل وضع كفيه حول رأسه واستغرق فى التفكير حول منى وما قد يصيبها إذا تمكن هذا النذل ممدوح من التمكن منها وشعر برأسه يكاد ينفجر وبعقله يعجز عن التفكير السليم حتى أنه فكر فى الذهاب لكلية منى وممدوح وإفتعال مشاجرة معه وليكن ما يكون . لكنه عاد وتذكر أن منى وقتها ستجرح وستصبح سيرتها أحدوثة على ألسنة طلبة الكلية وربما الجامعة بأكملها وهو أكثر من يعرف انها أرق من أن تتحمل مثل هذا الضغط

أفاقه من تفكيره أصابع زميلته تربت كتفه برقة وصوتها الهامس يصل بالكاد أذنيه

  • تسمحلى يا باشمهندس أقعد جنبك ولا هتسيبنى وتمشى برضه ؟
فشعر بإحراج شديد بينه وبين نفسه وشعر بمدى قلة ذوقه فقام واقفا ليفسح لها الطريق

  • معلش سامحينى فيه موضوع شاغل بالى ومخدتش بالى من قلة ذوقى ... إتفضلى يا آنسة
  • سميرة ..... إسمى سميرة
  • تشرفنا يا آنسة سميرة
وصمت قليلا يتأملها وهى تجلس فى أناقة حقيقية غير مفتعلة وترسم على فمها إبتسامة ساحرة

  • ها ..... إتفضل
  • أتفضل إيه ؟
  • إتفضل كمل
  • أكمل إيه ؟
  • المفروض إنى عرفتك بنفسى وقولتلى تشرفنا يا آنسة سميرة فين تكملة الجملة ؟
  • جملة إيه ؟
  • إسمك يا باشمهندس .... تكملة الجملة إنك تقول إسمك .... إنت كنت عايش فى الصحرا ولا حاجة ؟
  • إيه ده .... تصدقى صح .... دا أنا أكتشفت إنى عديم الذوق مش قليل الذوق بس .... إسمى أمجد .... أمجد حسن
  • يااااه أخيرا ..... تشرفنا يا أمجد
ومدت سميرة يدها لتصافحه فصافحها أمجد بعد تردد للحظات فهو لم يصافح يد أنثى غريبة عنه منذ سنوات ويجهل الضغط اللائق فى مصافحة فتاة بمثل تلك الرقة لكنه على أى حال صافحها بأرق ما يمكنه وظهر إرتباكه فى مصافحتها

  • إيه يا عم إنت ... إنت خايف تسلم عليا
  • بصراحة ... آه
وانطلقت فى ضحك متواصل حتى دمعت عيناها

  • خايف تسلم عليا ..... ليه هاعضك
  • أصل آخر بنت سلمت عليها بالأيد كنت فى سنة 6 إبتدائى وخفت سلامى عليكى يكون مش مناسب
فزاد ضحكها وأضطرت لخلع نظارتها لتمسح دموعها وتعجب أمجد من نفسه فهو لم يلاحظ نظارتها من قبل

  • إيه ده ؟ إنتى لابسة نضارة يا آنسة سميرة
  • هو انت مخدتش بالك إنى لابسة نضارة غير لما قلعتها ؟.... دا إنت مشكلة يا أمجد
  • معلش ... مخدتش بالى
  • لا مافيش حاجة ... ماهى دى حاجة طبيعية ... هتاخد بالك ازاى وانت مبصتليش أصلا
  • بجد مأخدتش بالى ... أصل حضرتك النضارة بتاعتك رقيقة قوى ولايقة جدا على وشك
  • يا بنى إيه حكاية حضرتك ويا آنسة سميرة والكلام ده ... إحنا زملا يعنى انا أقولك يا أمجد وانت تقولى يا سميرة
  • أوكى يا باشمهندسة سميرة
فعاودتها نوبة الضحك وانتقلت عدوى الضحك لأمجد

  • يابنى إسمى سميرة إنت كلامك عامل زى ما تكون طالع من فيلم عربى قديم
فزاد ضحك أمجد حتى تحول لقهقهة حاول أن يكتمها فبادرته سميرة بالكلام بعد أن شعرت بمدى نقاء سريرة هذا الشاب عكس كل من قابلتهم ممن هم فى نفس سنه من قبل

  • إيه ده .... دا إنت بتعرف تضحك زينا كمان أهو
  • أه باعرف أضحك زى البنى آدمين
واندمج أمجد وسميرة فى موجة ضحك حتى وصلت صديقاتها ووقفن خلف أمجد الذى أعطى ظهره للممر الذى بين المدرجات ولم يشعر بوقوفهن خلفه حتى ربتت إحداهن على كتفه فاستدار لها وآثار الضحك لم تفارق وجهه فوقف وأفسح لهن الطريق وخرجت سميرة أيضا لتدخلهم حتى تحتفظ بجلستها بجوار أمجد ولكنهن لم يدخلن لأماكنهن وتحدثت إحداهن موجهة كلامها لسميرة

  • إيه ده هو الباشمهندس طلع بيتكلم
  • آه تصدقى .... وطلع بيعرف يضحك كمان
  • طيب مش تعرفينا بقى ولا إيه
  • طبعا .... ده أمجد .... ودول سهام , أمل , إيمان , هدى .... زمايلى من ثانوى وأعز أصحابى
  • أهلا وسهلا يا مدموزيلات
  • نعم ؟؟ إيه يا بنى مالك .... مدموزيلات دى بطلت من أيام يوسف وهبى ... نادينا بأسامينا عادى كده ... هو انت كنت فى مدرسة فرنساوى
  • لأ .... كنت فى مدرسة عسكرية
  • آآآآآآآآه ... علشان كده بقى عامل زى ما تكون بالع نشا .. وإيه اللى جابك هنا ؟ مش إنتوا بتخشوا حربية بعد الثانوية
  • مجموعى كان كبير وأبويا خريج الكلية دى ومرضتش ازعله لما طلب منى أخش هندسة ... وانا كمان باحب الهندسة
  • أمجد بيرسم حلو أوى وموهوب ...... إمبارح شوفته راسم المسرح بتاع المدرج ده كأنه مصوره
  • طيب ليه مدخلتش فنية عسكرية ... مانت هتبقى مهندس برضه
  • طالما هأكون مهندس يبقى أفضل أكون حر ... الجيش هيقيد حريتى فى الحركة لو حبيت أسافر أو أكمل دراسات برا مصر
وقطع حديثهم دخول بعض الشباب الذين يبدوا من مظهرهم أنهم طلبة قدامى وعرفوا أنفسهم بأنهم أعضاء بإتحاد الطلاب وطلبوا من كل ممن لديه موهبة فنية أو ثقافية أو رياضية أن يتقدم إليهم ويسجل إسمه ليكون عضو بإحدى الفرق الفنية أو الرياضية أو الثقافية فتزاحم حولهم الطلبة كل يسجل إسمه فى المجال الموهوب فيه وبعد أن انتهوا وقبل خروجهم كانت المحاضرة الأولى على وشك البدء ودخل من الباب المخصص للأساتذة رجل وقور شديد الأناقة ألتف حوله أعضاء إتحاد الطلاب تحادثوا معه قليلا وعرض عليه أحدهم كشف بأسماء الطلبة الجدد الذين انضموا للمجال الذى يمثله فى الأتحاد ففتح الأستاذ الملف الذى يحمله وأخرج منه ورقة صغيرة نظر بها ونظر للكشف ثم أعاد الكشف للطالب وخرج جميع أعضاء الإتحاد ووقف الأستاذ مكانه وساد الصمت فى المدرج تماما حتى بدأ الأستاذ فى الحديث

  • صباح الخير .... أنا الدكتور إبراهيم ******** أستاذ العمارة ورئيس قسم العمارة فى الكلية ومشرف اللجنة الرياضية والمشرف على الفرق الرياضية بالكلية .... سعيد جدا بوجودكم معانا وأتمنى لكم سنة سعيدة ....لكن قبل ما نبدأ محاضرتنا لو تسمحوا لى أسأل هل الطالب أمجد حسن موجود هنا النهاردة ولا لأ
فوقف أمجد وهو يشعر بالإحراج الشديد فمئات العيون الآن مصوبة نحوه وهو بطبيعته يكره أن يكون محط الأنظار

  • أنا أمجد حسن يا دكتور
  • طب تسمح تجيلى مكتبى بعد المحاضرة
  • تمام يا دكتور
  • شكرا ... ودلوقتى نبدأ محاضرتنا
وأكمل الدكتور المحاضرة وكالعادة اكتفى أمجد بتدوين بعض الملاحظات فقط وبينما تعجبت صديقاته الجدد من إستدعاء أمجد لمكتب أحد أكبر أساتذة الكلية فى ثانى أيام الدراسة وشعرت سميرة ولدهشتها لهذا الشعور بقلق غريب على أمجد مع انه لم يبد على ملامحه أى علامات قلق أو دهشة فقد إستنتج بالبديهة ما سُيطلب منه

إنتهت المحاضرة وقام أمجد للذهاب لمكتب الدكتور إبراهيم بعد أن ترك حقيبته الرياضية وكشكول محاضراته لزميلاته أو صديقاته الجدد

دخل أمجد لمكتب الدكتور إبراهيم الأنيق أناقة تليق بمكتب أحد افضل المصممين بمصر حيث إستقبله الدكتور بإبتسامته التى لا تفارق وجهه

  • إزيك يا أمجد ... عامل إيه معانا فى الكلية ... أتمنى تكون مبسوط
  • تمام يا فندم ... مبسوط
  • يا بنى تمام إيه وافندم إيه .... الكلية هنا مدنية ... إنت سبت المدرسة العسكرية خلاص وبلاش وقفة إنتباه اللى واقفها قدامى دى أنا دكتور أو مهندس مش ظابط ... إتفضل أقعد
  • شكرا يا فندم
  • يابنى قلتلك بلاش افندم دى .... قللى يا دكتور أو يا باشمهندس
  • تمام يا دكتور
  • ييييييييه .... دا إنت باينك مريض بالعسكرية .... هنا مافيش تمام قول حاضر أو أوكى أو اى حاجة تانية غير تمام .... إنت عارف طبعا أنا طلبتك ليه
  • عارف يافندم لكن اعتقد إن طبيعة الدراسة فى الكلية هنا وتدريبى فى النادى وفى المنتخب مش هيخلوا ليا وقت أتدرب معاكوا
  • عارف ... أنا مش هاطلب منك غير إنك تكون معانا يوم واحد بس فى الأسبوع هيا ساعة واحدة بس.... مش هيكون تدريب أد ما هيكون تشجيع لزمايلك لما يلاقوا لاعب منتخب بيتدرب معاهم وهتلعب مع الفريق لما يكون فى مسابقة أو بطولة .... وأنا هاساعدك على أد ما اقدرفى دراستك وهامنع المعيدين من إنهم يضايقوك .... إنت عارف طبعا غلاسة المعيدين
  • لا يا فندم ماعرفهاش
  • يخربيت كده ....واضح إنى هتعب معاك على ما تنسى العسكرية .... شكرا يا أمجد إتفضل إلحق محاضرتك
.......................................................................................

لم يكن الدكتور إبراهيم مجرد أستاذ لأمجد لكنه كان ملهماً ومعلماً وأباً روحياً حول وجهته من تخصص الميكانيكا الذى كان ينوى دخوله ليصبح كأبيه مهندس ميكانيكا إلى تخصص العمارة الذى برز فيه نجمه فيما بعد .

إكتشف الدكتور إبراهيم بعدما اقترب من أمجد فيما بعد موهبته فى التصميم فصقلها ونماها وأعطاه من وقته وخبرته الكثيروظل بجواره معلما فى كل نواحى الحياة بداية من مبادئ المهنة وأسرارها وحتى إسلوب إختيار الملابس ونوع البرفان

ربما لهذا كان الدكتور إبراهيم هو الوحيد من بين أساتذة أمجد الذى حرص على ذكره فهو إلى الآن يدين له بالفضل فيما وصل إليه

....................................................................

عاد أمجد للمدرج حيث كانت سميرة وباقى صديقاتها منتظرات يتحرقن شوقا لمعرفة سبب إستدعاء أمجد فقص أمجد عليهم سريعا ملخصا لما دار بينه وبين أستاذه

  • إنت كمان بتلعب مصارعة ..... أمال مش باين على جسمك يعنى
  • وحضرتك هيبان على جسمى إيه يا أنسة سهام
  • يابنى قلنالك بلاش ألقاب .... إسمى سهام بس ...... قصدى يعنى بتوع المصارعة دول بيبقوا طوال وعراض ووزنهم تقيل مش زيك كده
  • ههههههههههههههه ... قصدك يعنى المصارعين اللى بتشوفيهم فى التلفزيون
  • آه ... أنا مبفوتش حلقة منهم
  • دى يا ستى مش مصارعة .... ده مجرد شو تمثيلى معظمه متفقين عليه .... المصارعة حاجة تانية خالص وكل مصارع بيلاعب مصارع فى نفس وزنه وليها قواعد لعب بتمنع أى لاعب يأذى زميله .... على كل حال لو عايزة تشوفى المصارعة الحقيقية فأعتقد إن بطولة الجامعة السنة دى هتكون عندنا هنا فى هندسة وتقدرى تشوفيها
وأكمل أمجد وصديقاته الجدد يومهم الجامعى الثانى سويا لكن كانت دائما سميرة هى أقربهم إليه وأكثرهم حديثا معه حتى أنها ضبطت نفسها مرة تتأمل ملامحه فى إعجاب رغم عدم وجود ما يدعو في ملامحه للإعجاب

وأخيرا إنتهى اليوم الجامعى الثانى فى حياة أمجد وودع أمجد صديقاته وانطلق لإستقلال الأتوبيس الذى يملك إشتراك لركوبه فهو لا يحمل معه أى أموال بعدما أصر أن تكون الجنيهات العشرة المتاحة له كمصروف شهرى مع منى لأى طارئ قد يقابلها لكن هذه المرة إستقل الأتوبيس للذهاب الى النادى البعيد عن حيه وأنهى تدريبه لكن ذهنه طوال اليوم كان مشغولا بمنى وقلقه عليها فهو لا يتحمل فكرة أن تصاب تلك الرقيقة بأذى ولا يدرى ماهية هذا الشعور الذى يشعره نحوها

بالتأكيد هو ليس حب شاب لفتاة أو حب ذكر لأنثى لكنه نشأ ونشأت على فكرة أنه مسؤل عنها وعن سعادتها فهى بالفعل تواءم روحه التى تشعر به ويشعر بها وكل منهما يفهم ما يريده الأخر دون أن ينطق أحدهما بكلمة أواحدة و كما قالت له أمه يوما " باحس إنكوا بتتكلموا مع بعض واحنا قاعدين معاكم بعنيكم من غير ما حد يفهم إنتوا بتقولوا إيه أو كأنكم بتقروا أفكار بعض"

عاد أمجد لمنزله مرهقا ساهما ودخل فورا غرفته وأغلق عليه بابها وطلب من أمه ألا يزعجه أحد وحتى لم يتناول غداءه وشعر بقلبه ينتفض بشكل لم يعهده من قبل بمجرد غروب الشمس حتى أنه لم يطق الرقاد على سريره ولا الجلوس وظل يتحرك فى الفراغ الضيق بحجرته حركات مترددة ولا يدرى ما سبب ما ينتابه حتى فوجئ بأمه بعد نصف ساعة فقط من وقت أن أن انتابته تلك الحالة تقتحم عليه الغرفة بانزعاج شديد حاملة التليفون بيد ترتعش

  • أمجد .... منى عالتليفون عايزاك .... شكلها فيها حاجة .... شوف فيه إيه وطمنى أرجوك
إختطف أمجد التليفون من يد أمه مسرعا ليصله صوت منى باكياًعلى الطرف الآخر

  • أمجد الحقنى ..... ممدوح حاول يغتصبنى هو وصاحبه .... هربت منهم ومش عارفة أنا فين
  • إنتى بتتكلمى منين ..... إنطقى بسرعة
  • مش عارفة ..... مش عارفة ...... بتكلم من كشك على طريق كله غيطان
  • طب أدينى صاحب الكشك اللى بتتكلمى منه .... بسرعة يا منى
وبسرعة رد عليه صوت نسائى

  • أيوه يابنى .... أنا صاحبة الكشك
  • حضرتك ممكن تدينى عنوانك أو مكانك
وأعطته السيدة التى كانت تحدثه تفاصيل مكان على طريق زراعى بمحافظة الجيزة وزودته باسم القرية التابع لها ليقفز إلى مكتبته ويستخرج منها إحدى الخرائط الكثيرة التى يحتفظ بها ويرتدى ملابسه على عجل بينما أمه تكاد تجن

  • فيه إيه يا أمجد .... البنت جرالها إيه ... إتكلم يابنى طمنى
  • مفيش حاجة يا ماما ..... منى كانت عند واحدة صاحبتها وتعبت شوية ..... مفاتيح العربية فين ؟
  • عندك مكانها متعلقة جنب الباب
  • بابا هنا ولا نزل
  • بابا راح القهوة من شوية
  • طيب أنا هانزل أجيب منى وآجى .... أوعى تقولى لأمها حاجة غير لما أرجع ..... لو سمحتى إدينى جيبة وبلوزة من عندك لأن تقريبا هدومها إتوسخت لما رجعت عليها
فهرعت الأم لدولابها واعطت له ما طلبه بعد أن وضعتهم فى حقيبة ورقية

اختطف أمجد مفاتيح سيارتهم النصر 128 القديمة التى أشتراها أبوه بالتقسيط وكان يعتبرها أغلى ما يملك بعد أبناءه وزوجته

هرع أمجد إلى الشارع ليتجه جريا ناحية القهوة يبحث بنظره عن أبوه الذى هب واقفا بمجرد رؤيته بهذا الشكل

  • فيه إيه يا أمجد ؟ أمك واخواتك كويسين
  • أه يا بابا إطمن .... منى بس كانت عند واحدة صاحبتها وتعبت وباستأذنك آخد العربية أجيبها
  • ماشى يا حبيبى خدها
  • شكرا يابابا
واستدار ليعود لأخذ السيارة إلا أن أبوه إستوقفه وأخرج محفظته

  • أمجد ..... خد الخمسة جنيه دى خليها معاك .... إحتمال تحبوا تشربوا حاجة فى الطريق
كان أبو أمجد رغم مظهره الجامد وصرامته البادية على وجهه يملك قلبا رقيقا يخفيه عن الجميع وكان أمجد وأمه فقط من يعرفون حقيقة تلك الطيبة والرقة المختفية خلف الوجه القاسى الذى يظهره للجميع وكان أبو أمجد مثل أمه و مثل جميع الطيبين من سكان شارعهم يتمنون أن تكون منى من نصيب أمجد فهم يرونهم الثنائى المثالى الذى يمثل أحلامهم جميعا التى لم تتحقق

لكن ليس كل سكان الشارع طيبين ولا كل الأحلام تتحقق

أخذ أمجد من يد أبيه الجنيهات الخمسة وقبل يده وانطلق ليأخذ السيارة وينطلق بأقصى سرعة تستطيع تلك السيارة العجوز الوصول لها ويستعين بالخريطة التى إصطحبها وبالمعلومات التى أعطتها له صاحبة الكشك ليصل بعد أقل من ساعة للمكان ليصدمه منظر منى جالسة على دكة خشبية بجوار سيدة خمسينية ضخمة الجسم وقد أخذت منى فى حضنها تهدئ من روعها

بمجرد رؤية منى لأمجد يترجل من سيارته قامت واقفة وجرت نحوه وألقت بنفسها بين ذراعيه وألقت برأسها على صدره وقد تحول بكاؤها إلى نشيج مرتفع وأخذ جسدها ينتفض بشدة بين يديه فوضع ذراعيه حولها وتركها تبكى قليلا وأصطحبها للسيارة حيث أجلسها بالكرسى الأمامى المجاور لكرسى السائق ووقف جوارها ولم يغلق الباب وانتظر حتى هدأ بكاؤها قليلا قبل أن يتحدث

  • إديتى الست دى فلوس المكالمة
  • لأ مرضتش تاخد منى حاجة
  • طب العشرة جنيه معاكى
فمدت له يدها بالجنيهات العشرة بعد أن أخرجتها من جيبها فأخذها منها وتوجه لتلك الطيبة صاحبة الكشك وأصر عليها أن تأخذها وشكرها وقبل أن ينصرف قالت له بصوت خفيض

  • خد بالك من اختك يابنى ..... شكلها بنت حلال ومتستاهلش اللى كان هايحصل فيها ده
فشكرها أمجد ثانية وتوجه للسيارة وتحرك بها بهدوء هذه المرة وهو يلتقط أنفاسه بعد أن نظر لبلوزة منى التى انتزعت أزرارها من مكانها لكن الجيليه الذى إرتدته أسفلها منع صدرها من أن ينكشف

توقعت منى أن يسألها أمجد عن تفاصيل ما حدث أو أن ينفعل عليها أو يوبخها ولن تغضب منه حتى لو ضربها لكنه لم يفعل أى من ذلك بل أخرج شريط كاسيت من الدرج الأمامى ووضعه فى جهاز كاسيت السيارة لتنطلق موسيقى هادئة هدأت معها منى قليلا وظلت منتظرة ما سينالها من أمجد من تقريع لكنه بعد فترة صمت ليست بالقليلة تكلم

  • منى .... فيه شنطة عالكنبة ورا فيها هدوم ..... طلعى بلوزة إلبسيها وحطى دى مكانها
لم تكن منى على إستعداد لأن تعصى كلامه مرة ثانية أو تناقشه فيه ففعلت ما طلبه منها فى صمت واستمر صمته وهى تنظر إليه تحاول إكتشاف ردة فعله لكنها لم تستطع هذه المرة قراءة ما يدور فى ذهنه حتى توقف بالسيارة فى مكان ما على النيل تقف به بعض عربات الباعة الجائلين وأخيرا تحدث لها أمجد

  • ضربتيه جامد ؟
فتسللت لفمها أخيرا إبتسامة شاحبة وهزت رأسها لأعلى وأسفل علامة الإيجاب

  • ولما جريتى محاولش يجرى وراكى هو وصاحبه؟
فاتسعت إبتسامتها

  • صاحبه ملظلظ زيه ومقدروش يجروا ورايا
  • ومجريش وراكى بعربيته ؟
  • أنا نزلت أجرى فى غيط كرنب فمحاولش
  • نزلتى تجرى فى غيط كرنب ؟...... ااااه...... يعنى رجليكى مطينة وطينتى عربية عمك حسن اللى بيخاف عليها أكتر من عياله ؟ كده هانزل أغسل العربية قبل ما يشوفها ...... أقول عليكى إيه يا شيخة
فلم تتمالك نفسها من الضحك وقد شعرت أن خوفه عليها قد غلب غضبه منها وأنه يحاول التخفيف عنها واستمر أمجد فى محاولة تخفيف ما هى فيه

  • إنزلى نقعد شوية عالنيل واشربك حاجة
فضحكت من قلبها تلك المرة وهى تشعر أنها أخيرا فى أمان

  • وانت هتدفع تمن الحاجة اللى هتشربهالى منين والعشرة جنيه اللى حيلتنا أحنا الإتنين إديتها للست صاحبة الكشك
  • ماهو عمك حسن ميعرفش المصيبة اللى احنا فيها وادانى خمسة جنيه فاكرنى رايح معاكى رانديفو .... إنزلى إنزلى
فنظرت منى لعينيه فى إمتنان وهى تشعر بداخلها بشعور لم تشعره معه من قبل طوال سنين حياتهما وانتظرت حتى فتح بابها فمدت يدها تضعها فى يده وهى تشعر بهذا الشعور يضطرب بداخلها ويربكها حتى وصلوا لسور الكورنيش المنخفض حيث أجلسها وغاب للحظات وعاد حاملا زجاجتين من الكوكاكولا وجلسا متجاورين صامتين وهى لأول مرة معه لا تجد ما تقول وقفزت على لسانها جملة لا تدرى كيف قالتها

  • أمجد ..... ممكن تحضنى؟
  • عايزة تضربينى أنا كمان ولا إيه يا بت .... أوعى ..... دا أنا إللى معلمهالك
فضربته فى صدره برفق وقد عادت إبتسامتها الرائقة لوجهها

  • لأ مش هاضربك بس إحضنى
  • شايفة البوكس اللى واقف هناك ده يا منى ؟
  • أه .... ماله
  • فيه إتنين أمناء شرطة قاعدين فيه مستنينى أحضنك علشان ياخدونا عالقسم .... وساعتها هيعملولنا محضر آداب ويبعتوا يجيبوا أبوكى من بورسعيد يضمنك وساعتها ابقى إتدبست فيكى رسمى يا حبيبتى
فضحكت ضحك حقيقى أخيرا وهى تضربه فى صدره مرة أخرى

  • أنا تدبيسة يا ندل
  • بااااااسسسسس ..... إنتى كده بقيتى تمام طالما لسانك رجع لزفارته .... هاتى بقى الإزازة الفاضية اللى معاكى دى أرجعها علشان أخد الرهن ونروح
إنطلق أمجد بعدها بالسيارة عائدا للمنزل ولم يتحدث كثيرا وكانت عينى منى معلقة بوجهه تحاول قراءة ما يدور فى ذهنه خلف هذا الوجه الهادئ متوقعة ثورته فى أى لحظة

كانت تشعر ببركان يثور بصدره وتشعر بما يعانيه للتحكم فى غضبه كى لا يشعرها بالذنب . ايكون أمجد يحبها بطريقة أخرى غير الطريقة التى كبرت وهى تظنها ؟ إذا لماذا لم يصرح لها ؟ لماذا يخفى هذا الحب الذى جعله يتحمل كل هذا الضغط الذى تشعر به يرزح تحته ؟ أتكون غبية للدرجة التى لم تلاحظ معها حبه ؟ إنها تتمنى الآن أن تكون علاقتهما قد أخذت طريق آخر . ليتها أحست بما تحسه الآن منذ زمن

وبدأت عيناها تدمعان مرة أخرى لكن ليس على ما حدث لها لكن على للعذاب الذى تظن أن أمجد تعذبه بسببها وهى تقص له حبها لذلك الخنزير الذى ظنت أنها تحبه ووجدت نفسها تحتضن ذراعه وتنام على كتفه وهو يقود ودموعها تنهمر غزيرة من عينيها ولم تعد الآن تدرى سبب بكائها حتى أفاقها صوت أمجد

  • منى .... إحنا داخلين عالشارع وميصحش حد يشوفنا كده ... إمسكى نفسك وبطلى عياط لغاية ما نطلع
فجففت دموعها بظهر كفها واعتدلت فى جلستها وتمالكت نفسها حتى وصلوا لباب عمارتهم فاصطحبها أمجد لشقتهم مباشرة ولم يدعها تدخل شقة امها وفتح الباب ليجد أمه جالسة تتحرق من القلق وبمجرد رؤية منى لأم أمجد جرت إليها وألقت نفسها فى حضنها وانفجرت فى البكاء مرة أخرى وأم أمجد لا تدرى ما حدث وتنظر لأمجد فى إستفهام لكن أمجد لم يعط لها الفرصة لسؤاله

  • ماما من فضلك خدى منى دخليها الحمام وحميها وشوفيلها بيجامة تلبسها ودخليها أوضتى .... أنا هاروح أطمن بابا إنى رجعت .... نص ساعة وهارجع .... من فضلك متساليهاش عن حاجة علشان تبطل عياط .... وياريت تاخدى هدومها اللى إتطينت دى تغسليها
وانطلق أمجد ليطمئن أباه ويعود بعد نصف ساعة ليجد أمه جالسة فى غرفته خلف منى التى كانت ترتدى إحدى بيجاماته تمشط لها شعرها كما أعتادت فنادى أمه ليحدثها هامساً بعيداً عن سمع منى

  • إيه ده يا ماما ..... إنتى لبستيها بيجامتى أنا ؟
  • أعمل إيه يا بنى لسة منزلتش هدومى الشتوى وكل الصيفى اللى عندى قمصان نوم
  • طب ملبستهاش قميص نوم من بتوعك ليه يا ماما؟
  • قميص نوم .... لأ يا بنى عيب ..... لما أمها تطلع وتلاقيها فى أوضتك لابسة قميص نوم تقول إيه
  • تقول إيه ؟ يعنى لما تلاقيها لابسة قميص نومك هتظن ظن وحش ولما تلاقيها لابسة بيجامتى هتظن كل خير .... ماشى يا ماما .... برضه اللى فى دماغك فى دماغك .... مافيش فايدة ...أنا هادخل أهديها شوية قبل ما أمها تشوفها ... مش لازم تشوفها بالحالة دى
وطرق أمجد الباب قبل أن يدخل فأجابه صوت منى يكاد يختنق من البكاء

  • إدخل يا أمجد
ودخل أمجد من الباب ليجد منى جالسة على طرف سريره تنظر فى إتجاهه وفى عينيها نظرة لم يستطع وقتها تفسيرها وقد صففت أمه شعرها الفاحم ليحيط بوجهها الجميل فزاده جمالا وقد تحول لون أنفها ووجنتيها الأبيض إلى اللون الأحمر من كثرة بكائها

جلس أمجد على يمينها وهو لا يدرى ما يقول وقد إنتهى الوقت الذى يمكنه فيه تخفيف ألمها وصدمتها فيمن أحبت وأتى الوقت الذى لابد فيه من الحديث عما جرى لكنه قرر بينه وبين نفسه ألا يفتح جرحها الآن وليترك لها بعض الوقت لتتمالك نفسها وبالتأكيد ستقص له تفاصيل ما حدث

ساد بينهما صمت ثقيل قبل أن تبدأ منى الحديث

  • عايز تعرف اللى حصل ؟
  • طبعا عايز أعرف .... بس مش دلوقتى
  • يعنى مش عايزنى أقولك ؟
  • هتقولى بالتفصيل بس لما تبقى قادرة
  • أمجد ..... إنت إنسان جميل قوى
  • يا منى إنتى بالنسبة لى حاجة مش لاقيلها وصف .... تعرفى إنى من أمبارح هاتجنن عليكى ومرضتش أمنعك لما لاقيتك هتطيرى من الفرح رغم إنى كنت متوقع كل اللى حصل
  • وليه ممنعتنيش يا أمجد
  • لأنى واثق إنك هتقدرى تحمى نفسك ومحدش هيقدر يلمسك
  • أمجد ..... ممكن تحضنى دلوقتى
فلف أمجد ذراعه الأيسر حولها فوضعت رأسها على صدره ولا تدرى هى لما أطمأنت لما سمعت دقات قلبه فى أذنيها وأغمضت عينيها مستمتعة بشعور الأمان الذى تشعر به وسرعان ما ذهبت فى نوم عميق

فتحت أم أمجد الباب لتجد منظرا تمنت من قبل أن تراه ..... أخيرا رأت إبنها يحتضن منى ورغم فرحتها فإنها رسمت على وجهها تكشيرة غضب ليشير لها أمجد بإصبعه على فمه علامة الصمت ثم يشير لها بذراعه الأيمن أن تأتى لتساعده على وضع منى بالفراش فأقبلت الأم تمشى على أطراف أصابعها لتمسك ساقى منى بحنان وتدير جسدها بمساعدة أمجد وتصلح من وضع الوسادة لتضعها تحت رأسها ليصطحبها أمجد للخارج ويغلق الباب بهدوء شديد ويقفان بعيدا عن الباب

  • إيه اللى حصل يا أمجد ..... طمننى على البنت
  • محصلش حاجة يا ماما ..... كانت فى عيد ميلاد واحدة صاحبتها وإتخانقت مع واحدة من الموجودين وتقريبا ضربوا بعض فنزلت جرى وسابتهم
  • وإيه اللى طين هدومها وجزمتها كده
  • أصل صاحبتها ساكنة فى حتة أرياف وهى مكانتش عارفة ترجع فأتصلت بيا علشان أجيبها
  • مع إنى مش مصدقة القصة دى لكن هاعمل نفسى مصدقاها ..... هنعمل إيه دلوقتى
  • إنزلى لطنط ريرى واحكيلها الحكاية وإندهيلها تقعد جنبها ..... متسيبوهاش لوحدها كتير وسيبوها لما تصحى لوحدها
  • ماشى يا أمجد ... هاجيبلك بيجامة من بيجامات ابوك وخش نام مع اخواتك النهاردة
  • لأ ... أنا هبات فى البرجولة النهاردة .... الجو حلو وانا عايز أهدى نفسى شوية
  • زى ما تحب ..... خش خد بيجاما من دولاب ابوك وخد شلت الكنبة واطلع السطوح وانا هانزل لريرى أجيبها
  • متتأخريش يا ماما من فضلك ..... منى مش لازم تفضل لوحدها كتير
  • متخافش يا حبيبى ..... متعرفش أنا أد إيه فخورة بيك ..... حاسة إنى قلبى هيفرح بيكوا قريب
  • يووووووووه ..... يا ماما إحنا فى إيه ولا فى إيه
وحمل أمجد شلت الكنبة بعد أن إستبدل ملابسه ببيجامة أخذها من دولاب أبيه وطلع إلى سطح المنزل حيث أفسح مكان لفراشه المؤقت داخل البرجولة واضجع واضعا يديه خلف رأسه ناظرا لسقف البرجولة يفكر كيف سيرد الصفعة لممدوح ويعيد لمنى كرامتها التى أهدرها هذا الخرتيت

......................................................................................

فتحت منى عينيها لترى على الضوء الخفيف المنبعث أم أمجد جالسة على كرسى بجوار رأسها بينما أمها تجلس على الفراش بجوار قدميها وتذكرت أنها تنام الآن على فراش أمجد وفى غرفته الخاصة وتهب السيدتين فور فتحها عينيها واقفتين تحيطان رأسها بيديهم لتنطق بصوت واهن

  • أمجد فين ؟
  • فى السطوح فوق يا حبيبتى بيذاكر...... تحبى أندهولك
  • لا يا طنط متتعبيش نفسك سيبيه لمذاكرته ..... أنا هاقوم علشان ننزل
  • تقومى فين ؟ إنتى هتباتى هنا النهاردة ومش هتتحركى من مكانك وماماتك هتنام جنبك
  • لأ يا أم أمجد نبات هنا إزاى ؟ والجدع ابنك ينام فين
  • هو قايل إنه مش هيخلص مذاكرة غير الصبح وهيروح على كليته باتوا إنتوا هنا النهارده وانزلوا الصبح
  • لأ مايصحش يا أم أمجد ...... نبات هنا إزاى ؟
  • أمجد محرج عليا إن منى تتحرك من هنا الليلة وانا هاخد بكرة أجازة عارضة وهاكون موجودة طول اليوم فى البيت متقلقيش عليها
  • طب خلاص خلى منى عندك الليلة وانا هانزل أهى بنتكم برضه
  • زى ما تحبى يا ريرى بس منى مش هتتحرك من هنا
  • طيب انا هانزل دلوقتى تصبحوا على خير
واحتضنت ريرى إبنتها طويلا وطبعت على جبينها قبلة بعد أن اطمأنت أنها بخير ثم خرجت لتوصلها أم أمجد حتى الباب وتودعها بعد أن إحتضنتها طويلا شاكرة لها ماتفعله وما فعله إبنها لتهبط لشقتها بينما أم أمجد تغلق الباب وتتوجه لغرفتها سعيدة بكذبتها الصغيرة التى أبقت منى بجوارها تنام على سريرإبنها مرتدية بيجامته وتتمنى فى داخلها أن يأتى اليوم الذى تجد فيه هذه الجميلة زوجة لإبنها . إنهم بالتأكيد فى حالة حب بل عشق فهى لم تسأل عن أى شئ بمجرد ما أفاقت إلا عن أمجد الذى ترك فراشه وغرفته لها دون أن يتردد او يفكر للحظة واحدة

"إنهم فى حالة حب حتى لو كانوا لايدرون" هكذا فكرت أم أمجد

...................................................................................

بمجرد خروج أمها وأم أمجد وإغلاقهم باب الغرفة نظرت منى حولها فى الغرفة وكأنها تراها لأول مرة وأخذت نفسا عميقا تملأ صدرها بهواء الغرفة الذى تشعر برائحة أمجد فى كل جزء فيها شعرت بأمان شديد فى هذه الغرفة الضيقة ورفعت الوسادة تتشممها باحثة عن رائحة أمجد فيها وأخيرا ضمت تلك الوسادة لصدرها وأغمضت عينيها لتنام لكنها ولأول مرة فى حياتها كانت تتخيل أنها تنام الآن فى حضن أمجد

..........................................................................................

دخلت أم منى شقتها بعد أن إطمانت لأن إبنتها فى أمان وجلست قليلا تلتقط أنفاسها ثم قامت لتدخل غرفتها محاولة النوم لكنها لم تستطع وفجأة قفز لذهنها خاطر مجنون فقامت لتخلع كل ما ترتديه وترتدى عباءتها على اللحم وتتجه للمطبخ حيث أعدت كوبين من الشاى واخذتهما على صينية وصعدت بهما السلم فى إتجاه السطح حيث يرقد أمجد

وجدت باب السطوح مفتوحا فدخلت منه وأحكمت إغلاقه واتجهت للبرجولة حيث يرقد أمجد فى خطوات متسللة

لمحها أمجد على ضوء القمر وعرفها من مشيتها فاعتدل جالسا حتى وصلت إليه ووضعت الصينية على الأرض أمامه وجلست بجواره ملقية برأسها على كتفه فأحاطها بذراعه

  • مش عارفة أشكرك إزاى يا أمجد على اللى عملته النهاردة مع منى
  • تشكرينى على إيه يا ريرى ؟ إنتى عارفة منى بالنسبة لى إيه
  • بتحبها يا أمجد ؟
  • طبعا باحبها ....... تعرفى ساعات باحس إن المجنونة دى بنتى
  • بنتك إيه ..... دى اصغر منك بشهر يا واد
  • لأ بجد زى ما بقولك ..... باحس إنها بنتى
  • يعنى مبتفكرش فيها كبنت ممكن تنام معاها ؟
  • لأ طبعا ..... عمرى مافكرت فيها بالشكل ده
  • ليه يا أمجد ؟ بسبب علاقتى بيك؟
  • اقولك حاجة وتصدقيها ؟
  • قول
  • أنا عمرى ما فكرت إنى ممكن انام مع واحدة غيرك
وعندها ضغط ذراعه بقوة حولها فرفعت له شفتيها وغابا فى قبلة حارة واستمرت جولة الجنس بينهما تلك المرة طويلا حتى انتهت قبل الشروق

الجزء الرابع

مقدمة

لا زالت فصول قصتنا تدور فى ثمانينيات القرن العشرين

لم تكن الفوارق بين الطبقات الإجتماعية وقتها كما هى الآن ..... كانت الأغلبية من الطبقة المتوسطة وكان الأبناء وقتها هم الهم الأول للاباء ولم تكن الحياة رغم صعوبتها الشديدة بهذا التوحش الموجود فى وقتنا الحالى

كان الآباء لديهم الوقت الكافى لتربية أبنائهم وتعليمهم دروس الحياة التى تعلموها من أبائهم وزادوها بخبراتهم المكتسبة فنقلوا لأبنائهم خلاصة تجربتهم الحياتية

كانت كل أم تلقن إبنتها دروس خاصة تجعل منها إمرأة قادرة على مواجهة ما سوف تلتقيه فى حياتها

وقد يستغرب بعض القراء من الشباب معرفة أن كل أم كانت تلقن إبنتها كل صغيرة وكبيرة عن كل شئ بداية من كيفية رعاية منزلها وحتى كيفية إسعاد زوجها ورعاية وليدها

لم يكن الآباء يتركون أبنائهم للتعلم من الأصدقاء أو من مصادر المعلومات الغريبة فلم يكن هناك إنترنت ليتعلم منه الصغار ما قد يدفعهم لتجارب مؤذية لهم ولغيرهم

كان كل رب أسرة يحرص ولو لمرة فى الأسبوع على الدخول بوجبة خاصة تتجمع حولها العائلة ويدعو إليها أحيانا من يجده مناسبا لدخول بيته وكانت وجبة الكباب من الحاتى هى قمة رخاء الإسبوع

كانت الأبواب مفتوحة بين الجيران طول النهار رغم المشاكل المادية التى تغلق عليها فى الليل

كانت أيام جميلة رغم صعوبتها الشديدة​

والآن فلنعد إلى قصتنا

...............................................................................................



بينما تحتضن منى الوسادة التى تحمل رائحة أمجد قفز لذهنها ذكرى دفنتها عميقا فى أعماق أعماق ذاكرتها . إنها ذكرى اليوم الذى ظبطتها فيه أمها مع أمجد فى البرجولة وهى تمرر يدها الصغيرة وقتها على زبره بينما هو يمرر أصابعه على كسها . قفزت لذهنها تلك المتعة الجنسية الحقيقية الوحيدة التى مرت بها خلال كل عمرها ولم تدم إلا ثوان . كان زبر أمجد هو الزبر الوحيد الذى رأته فى حياتها وكانت أصابعه هى الأصابع الوحيدة غير أصابعها التى لامست كسها من وقت أن بلغت وإلى الآن .

تتذكر الآن تلك الأحلام الجنسية التى تراودها بين وقت وآخر تفرغ شهوتها المتفجرة خلال نومها لتكتشف الآن أن فى كل تلك الأحلام كان الزبر الذى ترى نفسها تداعبه كان زبر أمجد وأن تلك الأصابع التى طالما حلمت أنها تداعب صدرها وكسها كانت أصابعه

أيقنت وقتها بأن عقلها الباطن إختزن تلك اللحظة وأنها حُفظت عميقا بداخلها ولم تسقط يوما من ذاكرتها

وسط كل تلك الأفكار وجدت منى نفسها تضع الوسادة بين ساقيها وتذكرت أنها ترتدى بيجامة أمجد وأن قماشها الذى يلامس كسها الآن لطالما لامس زبر أمجد وقد يكون هذا القماش تشرب يوما بمنيه وتلك الوسادة بالتأكيد باتت كثيرا بين فخذيه

ضغطت منى الوسادة بين فخذيها ولم تستطع منع نفسها من فركها بكسها لتقذف ماءها غزيرا وتبلل لأمجد بيجامته ووسادته فأم أمجد عندما خلعت عنها كل ملابسها لتحممها ألبستها بيجامته فقط ولم تلبسها أى شئ تحتها

إنزعجت منى وقتها فتلك هى المرة الاولى فى حياتها التى تأتيها رعشتها وهى واعية لكن ذلك الإنزعاج لم يدم طويلا فلن يشعر أحد بما حدث وحتى لو شعر أمجد بما حدث فستكون سعيدة فعلى الأقل قد يعرف أنها تشتهيه فبالتأكيد هو ايضا يشتهيها بل يعشقها فما تشعر به الآن نحوه لايمكن أن يكون لا يملك مثله نحوها وربما أكثرمنه فالبركان الذى شعرت به يثور داخل صدر أمجد من أجلها لا يثور إلا فى صدر عاشق يهيم حبا بالتأكيد

دارت كل تلك الأفكار فى رأس منى واستقر يقين بداخلها أن أمجد يحبها حب ذكر لأنثى لا حب أخ لأخت أو صديق لصديقة ولكنها هى التى لم تكن ترى هذا الحب ولم تكن تعرف أنها تبادله دون أن تدرى نفس الحب

إستقر ذلك اليقين بعقل منى وأغمضت عينيها سعيدة لتنام بعمق ولم تكن تدرى بأنه فى الوقت الذى تخيلت فيه أن أمجد يمارس الجنس معها كان أمجد فوقها تماما فى البرجولة لا يفصله عنها إلا السقف يمارس جنس حقيقى عنيف مع أمها وأن أمها أتت شهوتها مرات ومرات بين ذراعى أمجد مقابل تلك المرة الوحيدة المتخيّلة التى قذفت هى فيها مائها

كم انت مسكينة يا صغيرة فقلبك النقى لايزال بكراً لا يستوعب تعقيدات النفس البشرية

....................................................................................................

غادرت أم منى البرجولة قبيل شروق الشمس بقليل بعد أن قضت ليلة مع هذا الشاب الذى علمته فنون الجنس فتفوق فيها وكأن غريزته توجهه لكيفية إسعاد امراة وجعلها كاللعبة بين ذراعيه رغم مظهره الهادئ وطبيعته الخجولة حقا فهو لا يتصنع الخجل لكنه خجول يتحول فى لحظات الشبق لرجل يعرف حقا كيف يسعد الأنثى بين يديه بطبيعته الغريبة التى تجعل نشاطه يزداد بعد كل ممارسة جنسية بعكس كل ما تعرفه عن الرجال .

بعدما تركته عشيقته الشبقة بقليل هبط أمجد مباشرة ليفتح باب شقتهم بهدوء شديد ويأخذ مفتاح سيارة أبيه ويهبط لينظفها وقبل أن ينتهى من مهمته بلحظات يفاجأ بابيه يقف بجواره مندهشا

  • إنت بتعمل إيه يا أمجد ؟ إنت رايح الجامعة بالعربية النهاردة ؟
  • لأ طبعا يا يا بابا .... إنت تعرف عنى إنى ممكن اعمل كده ؟
  • أمال نازل تغسل العربية عالصبح كده ليه
  • أصلها اتوسخت فى مشوار امبارح وقلت انضفهالك قبل ما تنزل
  • يابنى وليه تتعب نفسك ..... مانت عارف إن عربية المصنع بتيجى تاخدنى
  • ميضرش برضه يا بابا إنها تفضل نضيفة
فنظر إليه ابوه بنظرة شك فقد ظن أن شيئا ما قد حدث بينه وبين منى فى السيارة وأن أمجد يزيل أثاره

  • أمجد ..... خد بالك ..... منى أبوها سايبها أمانة فى رقبتى ورقبتك ولازم نحافظ عليها
  • إنت مخك راح بعيد قوى يابابا.... منى زى أختى ومفيش بينى وبينها حاجة غير كده وعمرى ما هافكر فيها غير كده ومتخافش .... إنت عارف إن تربيتك ليا متسمحليش بحاجة زى كده
  • نعم ياخويا ....أختك وتربيتك متسمحش؟ إنت حماريالا ... بت زى القمر زى دى وتقولى اختك ؟ دانا باحوشلك فلوس شبكتها يا حمار
  • حتى انت يا بابا ؟ مش كفاية عليا حضرة الناظرة
  • طب غور بقى من وشى واطلع إستحمى قبل ما عربية المصنع تيجى والسواق يشوفك بالمنظر ده ..... قال أختى قال ... عيل حمار.... وبعدين تعالى هنا .... إنت نازل تغسل العربية وانت لابس بيجامتى .... إطلع إقلع البيجاما دى وغور على كليتك ..... أوعى منى تشوفك بالمنظرالقذر ده .... متصبحش عليها حتى غير لما تستحمى وتلبس حاجة نضيفة ... فاهم؟
لم يكن أمجد يتوقع غضبة أباه بتلك الطريقة فإنه يعلم رقة قلبه رغم مظهره القاسى ولكنه لم يستغرب تلك الغضبة فهو يوقن بأن أبوه مثله مثل أمه ومثل جميع الطيبين يرى الثنائى منى وأمجد أمل جميل فى وقت عزت فيه الآمال

صعد أمجد لشقته ليقابل أمه أمام الباب تودع شقيقيه قبل ذهابهم لتنظر له أمه نظرة غاضبة

  • إيه اللى عامله فى نفسك ده ؟ ده منظر ؟ كنت فين بالمنظر القذر ده عالصبح
  • كنت باغسل العربية يا ماما ..... وعارف كل اللى هتقوليه .... وعارف إن منظرى قذر ....الباشمهندس لسة مديهوملى فى الشارع حالا ... وعارف إن ميصحش الليدى منى تشوفنى كده ..... إنتى مش رايحة المدرسة النهاردة ولا إيه ؟
  • لا مش رايحة هأقعد مع منى ..... واعمل حسابك تيجيى بدرى من الكلية علشان منى ومامتها هيتغدوا معانا النهاردة
  • حاضر .... ممكن بقى تخشى تجيبى لى غيار وقميص وبنطلون من أوضتى علشان أخش آخد دش واغير والحق كليتى
  • حاضر ..... أوعى تتحرك من الصالة قبل ما ارجع
اتجهت أم امجد ناحية غرفته حيث قضت منى ليلتها وفتحت بابها بهدوء حتى لا تزعج منى فهى تظنها لا زالت نائمة لكنها وجدتها جالسة فى الفراش مبتسمة تحتضن وسادتها أو بالأحرى وسادة أمجد ولمحت فى عينيها تلك النظرة الهانئة السعيدة التى تعرفها وتراها على وجهها هى نفسها فى المرآة صباح كل يوم جمعة عندما تقضى ليلتها الأسبوعية الخاصة مع أبو أمجد فأيقنت أن أميرتها الصغيرة قد راودها أحد تلك الأحلام التى تراود المراهقات وتجعلهن يستيقظن فى عينيهم تلك النظرة وعلى شفاههن تلك الإبتسامة

  • صباح الخير ياحبيبتى .... نمتى كويس ؟
  • نمت نوم منمتهوش طول عمرى يا ماما
  • إيه ده ؟ ماما ...... أوعى تقوليلى يا طنط تانى ... أجمل ماما سمعتها فى حياتى
  • هو صوت أمجد ده اللى برة
  • آه يا حبيبتى .... كنت داخلة أجيبله هدوم علشان يستحمى قبل ما يروح الكلية
فقفزت منى من فراشها لتطبع على وجه أم أمجد قبلة رائعة وتلمح أم أمجد موضع بللها على بنطلون بيجامة أمجد الذى ترتديه فتبتسم . فقد تأكد ظنها

  • طب انا هاخرج اصبح عليه
وقبل أن تحاول الأم منعها كانت قد وصلت للصالة بقفزة واحدة وبمجرد أن وصلت أنفجرت فى ضحك متواصل لم تستطع كتمه لتتكلم وسط ضحكها

  • إيه اللى إنت عامله فى نفسك ده يا باشمهندس .... ومشمر بنطلون البيجاما كده ليه ... كنت بتمسح السطوح
  • لأ يا روح أمك كنت بأغسل العربية اللى طينتيها إمبارح قبل أبويا ما يشوفها
  • إنت كنت بالمنظر ده فى الشارع ؟ هى البيجاما دى واسعة عليك كده ليه ؟
  • يخربيت ظرفك عالصبح ... بيجامة أبويا لبستها علشان كنتى محتلة أوضتى يا ظريفة
كانت أمه واقفة خلف منى تراقب حوارهما وقلبها يرقص طربا وابتسامتها تملأ وجهها

  • إيه الإسلوب اللى بتتكلم بيه ده يا أمجد .... فيه جنتلمان يكلم بنت قمر كده بالأسلوب ده
  • شايفة يا ماما ... قليل الذوق
  • ماما ؟ يعنى مش مكفيكى خدتى أوضتى وبيجامتى هاتخدى أمى كمان
  • لو كان عاجبك .... وبصراحة بافكر أجى اقعد فى الأوضة دى .... نمت فيها كويس
  • خلاص بلاش غلبة أنا داخل استحمى علشان اروح كليتى
  • أمجد
  • نعم يا زفتة
  • هاخش اعمل لك الشاى باللبن اللى بتحبه
فابتسم أمجد لطريقة نطق منى لجملتها الأخيرة .. فقد نطقتها برقة دائما ما تداريها بكلامها وهزارها مع كل من تعرفهم ... لكنه يعرفها عندما تفلت منها رقتها

كانت أم أمجد تكاد تطير سعادة بتلك النظرة الخاطفة التى لمحتها فى عينى إبنها وتلك اللمعة التى داراها سريعا ولحظة الصمت التى سادت بين منى وأمجد ونظرة منى المعلقة بوجه أمجد تنطق بحب تعرف هى علاماته جيدا

قطعت السيدة الحكيمة تلك اللحظة كى لا تطول فتفقد بريقها

  • خش خد حمامك ومنى هتعملك الشاى على ما أرتب أوضتك ..... قصدى أوضة منى
  • هى بقت أوضتها رسمى خلاص .... ماشى يا حضرة الناظرة
أنهى أمجد حمامه سريعا ليلمح منى تدخل غرفته حاملة صينية فيلحق بها ليجد أمه تخرج من الغرفة وعلى وجهها إبتسامة سعادة لتقابله قبل دخوله

  • إتكلم معاها كلمتين حلوين قبل ما تنزل وبلاش الدبش اللى بتحدفوه على بعض ده ... البنت محتاجة تفضفض عن اللى حصلها إمبارح ومش هتتكلم مع حد غيرك
فدخل أمجد الغرفة ليفاجأ بأمه تغلق بابها عليهما ليجد منى قد اعدت له إفطارا لم يدر أنها قادرة على إعداده

  • إيه ده يا منى ؟ مانتى عارفة إنى مبفطرش
  • متستعبطش يا أمجد .... أنا عارفة إن مفيش معاك فلوس تاكل فى الكلية وبقية الخمسة جنيه يا دوب تمشيك باقى الشهر لو إتحطيت فى أى موقف ... مينفعش تمشى من غير فلوس خالص كده ولازم تاكل كويس ... إنت بتتمرن مرتين فى الإسبوع وكليتك مرهقة ... علشان خاطرى متحرمنيش من إنى عالأقل أحضرلك فطارك .... كفاية اللى بتعمله علشانى
  • طيب النهاردة حضرتيلى الفطار ... هتطلعى كل يوم تفطرينى
  • لو اقدر أعملها هاعملها لكن كل يوم هاحضرلك فطار تاخده معاك ... أو ....
  • أو إيه يا مجنونة
  • أحضر فطار وناكل إحنا الإتنين سوا قبل ما نروح كلياتنا فى أى حتة
  • طيب إفطرى معايا النهاردة
  • ماشى هافطرمعاك علشان افتح نفسك
  • يعنى إنتى عملتى لى فطار وهتاكليه منى
  • تصدق إنك رذل يا أمجد ..... إتفضل كل ومش هاكل معاك
  • يا عبيطة باهزر معاكى ... مش هاحط فى بقى لقمة من غيرك
كانت الأم تقف خلف الباب تتسمع كى تتدخل لو تجاوز الشابين الحد وكان قلبها يرقص طربا لما تسمع . إنهما يعشقان بعضهما وهما فى طريقهما الآن للتعرف على حقيقة مشاعرهما

إنهى أمجد ومنى إفطارهما سريعا ومنى لا تكاد ترفع عينيها عن أمجد بينما هو يزدرد طعامه مسرعا ليلحق بموعد الأوتوبيس الذى يقله للكلية وبمجرد إنهاءه طعامه نظرت منى إليه

  • أمجد .... ممكن اطلب طلب ؟
  • إطلبى يا منى إنتى عارفة إنى عمرى ما هرفضلك طلب
  • ممكن تحضنى ؟
  • جرى إيه يا بت .... مالك ؟
  • يا أمجد متبقاش بايخ بقى ... باحس إنى مطمنة لما تحضنى
فمد أمجد ذراعه حول كتفيها كما فعل فى الليلة السابقة لكنها إلتفتت نحوه لتواجهه وتلف ذراعيه حول عنقه فشعر أمجد أنها بحاجة لهذا الحضن كى تشعر بالأمان بعدما حدث معها من ممدوح بالأمس ولف ذراعيه حولها فضغطت كامل جسدها على جسده وشعر أمجد بانفاسها تخرج حارة على عنقه فضمها قليلا ومرر كفه على ظهرها ليكتشف أنها لا ترتدى ملابس داخلية أسفل البيجامة ويجد عضوه يبدأ فى الإنتصاب وليجد نفسه فى لحظة يرغب فى أن تطول ملامسة جسده لجسدها وقبل أن تقرر الأم فى الخارج أنهم قد وصلوا لآخر المدى المسموح به يفيق أمجد من هفوته ويبعد منى عن جسده وهو ينتفض وكأن ثعبان قد لدغه

  • منى .... إنتى مش لابسة حاجة تحت البيجامة ؟
  • توء توء
  • يخربيتك .... هتودينا فداهية بجنان اهلك
  • ماما هى اللى لبستنى إمبارح وملقتش عندها حاجة على مقاسى
  • أمى ؟ مافيش فايدة ... اللى فى دماغها فى دماغها طب أنا هاخرج دلوقتى ... أشوفك لما ارجع .... ياريت تتكرمى عليا إنتى وأمى وتلبسى حاجة تحت البيجاما لو ناوية تفضلى لابساها لإنك كده خطر... سلام
  • أمجد
  • نعم
  • خد بالك من نفسك
  • مالك يا بت ؟ مش واخد منك عالرقة دى إنتى وانتى بتجرى إمبارح وقعتى على دماغك ولا حاجة
  • طب غور من وشى بقى ... جتك مصيبة
  • ماهى المصيبة واقفة قدامى أهى
وخرج أمجد مسرعا ليلاحظ امه تبتعد عن الباب ويوقن بأنها قد سمعت كل ما حدث فينظر لها نظرة غيظ

  • ماشى يا حضرة الناظرة .... مش ناوية ترجعى عن اللى فى دماغك لغاية ما هتجيبلى مصيبة
  • غور على كليتك ... عيل حمار
  • شكرا يا حضرة الناظرة
وينطلق أمجد مسرعا حاملا كشكول محاضراته ليقابل سميرة منتظرة عند مدخل عمارتها ليتجه ببصره ناحيتها هذه المرة ويبطئ من سيره حتى تتماشى خطواته مع خطواتها وعندما يصلا للمحطة يستأذنها لينتظر الأتوبيس قبل المحطة لكنها توقفه ممسكة بذراعه

  • خليك واقف معايا
لم يكن أمجد مستعدا لمثل تلك اللمسة من زميلته فتجمد مكانه وشعر فى تلك اللحظة بشئ ما يدفعه لإطاعتها لم يدر ما هو لكنه نظر لعينيها ولم يستطع للحظات أن يمنع عينيه من التعلق بعينيها ولم يدر ما يفعل إلا أنه وقف بجوارها وعندما وصل الأتوبيس وجد نفسه يقف خلفها بسنتيمترات قليلة يمنع عنها زحام الصاعدين رغم الطوفان البشرى الذى يحمل الجميع للداخل وكأن سميرة تتوقع منه مافعل وعندما صعدوا ووقفوا وسط الزحام توقعت أن يتلامس جسديهما فهى منذ أمس تشعر بشعور غريب ناحية هذا الشاب الذى تراه مختلفا فى كل شئ لكن الجسدان لم يتلامسا ولو لمرة رغم أنه كان يقف خلفها يحيطها بذراعيه دون أن يلمس ذراعيه جسدها بعد أن أوقفها بين مقعدين تمسك بمقبضيهما الخلفيين بقوة يمنع أى تلامس يحدث بينهما أوبينها وبين أى من الركاب المزدحمين وكأنه جدار يحيط بها يحميها وسط هذا الزحام ولم تدر سميرة ماهية الشعور بالأمان الذى شعرته فى تلك اللحظة

دخل أمجد وسميرة من بوابة الكلية ليجدا صديقاتها مجتمعات كاليوم السابق فى إنتظارها لكن فى تلك المرة توقف معهن لدقائق حياهم فيها قبل أن ينصرف لمكانه المفضل فى المدرج ويتركهن ليذهبن إلى الكافيتريا للإفطار لتتبعه سميرة بعدها بدقائق قليلة ويدور بينهما حوار مختلف تلك المرة

  • إنت ليه يا أمجد متجيش تفطر معانا ؟ بتتكسف ؟
  • لأ هتكسف من إيه بس أنا فطرت فى البيت
  • طيب أنا مفطرتش لسة ممكن تفطر معايا ؟
  • صدقينى فطرت فى البيت وكمان الكافيتريا الصبح بتكون زحمة ومش هنلاقى مكان فى المدرج لما نرجع
  • أنا جايبة معايا سندوتشات من البيت ناكلها هنا سوا
  • نفطر فى المدرج ؟ لو حد شافنا ناخد جِزا
فانفجرت سميرة ضاحكة وهو ينظر لها فى تعجب

  • يابنى إنت مش فى المدرسة العسكرية لسة .... جِزا إيه اللى ناخده .... هنا عادى ممكن نفطر ونشرب شاى كمان طالما مافيش محاضرة شغالة
  • ههههههههههههههه ..... سامحينى يا آنسة سميرة ... لسة متعودتش
  • يابنى إسمى سميرة من غير آنسة ... إتعود بقى
  • باحاول لكن واضح إنى هاحتاج شوية وقت
ومدت سميرة يدها إليه بسندوتش تردد كثيرا قبل أن يتناوله منها لكنه فى النهاية أخذه وبالصدفة لامست أطراف أصابعه يدها فشعر بشئ ما ينتابه يجعله ينظر لوجهها فتلتقى عيناهما للحظات أخفضت سميرة بعدها نظرها للأسفل فلسبب تجهله لم تستطع النظر فى عينيه أكثر من تلك اللحظات وساد الصمت بينهما طويلا حتى أنهي السندوتش الذى أعطته له بينما هى لا زالت تقضم السندويتش الخاص بها قضمات رقيقة دون أن ترفع عينيها ناحيته مرة ثانية

  • تسلم إيديكى ... سندوتش رائع
  • طيب خد واحد تانى
  • لأ مش هينفع .... وزنى لازم ينزل شوية علشان عندى ماتش قريب
  • ينزل عن كده ؟ دا أنا متهيألى إن مافيش فى جسمك دهون تنزلها
  • لأ فيه عندى 3 كيلو زيادة
قطع حديثهما وصول باقى الزميلات بصخبهن المعتاد واندمجن جميعا فى حديث ضاحك مع أمجد الذى أصبح ولد وحيد وسط ثُلة من البنات ولسن أى بنات . فتلك الثُلة اُطلق عليها فيما بعد جميلات الدفعة

......................................................................................................

بينما أمجد فى كليته كانت منى جالسة أمام تسريحة غرفة نوم أمه وأمه خلفها تمارس هوايتها فى تمشيط شعرها وهى تنظر لوجهها فى المرآة بحب حقيقى لتفاجئ الأم منى

  • بتحبيه يا منى ؟
  • أمجد ؟
وتصمت منى بعد أن افلت إسم امجد من بين شفتيها فقد أيقنت أنها صرحت لأمه بحبها له دون وعى منها فتبتسم الأم إبتسامة سعادة

  • أه أمجد يا منى ..... بتحبيه؟
فيحمر وجه منى خجلا وتطرق بوجهها لا تستطيع نطقا ً فتتركها أم أمجد لخجلها لحظات

  • تبقى بتحبيه !!
  • مش عارفة يا ماما ... بجد مش عارفة ... يمكن لو كنتى سألتينى إمبارح بس كنت هاعرف ارد عليكى .... كنت هاقولك باحبه زى أخويا أو أكتر من أخويا والكلام ده .... بس بعد ما شوفت خوفه عليا والطريقة اللى عاملنى بيها وومحاولته يخرجنى من اللى انا كنت فيه خلتنى أحس ناحيته إحساس مختلف مش عارفة إيه هو ... لكن حاسة إنى عايزة أفضل معاه ومبعدش عنه
  • لما حضنك حسيتى بأيه يا منى
فشعرت منى بالإرتباك يجتاحها حتى أن أطرافها ارتعشت

  • يا بت متخافيش ... أنا كنت واقفة ورا الباب وسمعت كل حاجة ... ولا إنتى كنتى فكرانى هاسيبكم كده لغاية ما تقعوا فى الغلط ... قولى يا منى متخافيش
  • حسيت ... حسيت ... إحساس مش عارفة إيه هو ... مش إحساس شهوة ولا جنس ... لأ ... إحساس إنى عايزة أفضل فى حضنه
  • حسيتى بأنك فى أمان .... صح يا منى ؟
  • صح .... إنتى عرفتى إزاى ؟
  • علشان هو ده الحب يا بنتى ...لما البنت بتحب بتحس بالأمان فى حضن اللى هيا بتحبه
  • وإنتى عرفتى منين يا طنط ؟ هو على ايامكم كان فيه حب وكده ؟
  • طنط إيه يا بت ؟ مش قلنا ماما ... وإيه أيامكم دى ... محسسانى إنى جيالك من القرى الرابع عشر
  • آسفة يا ماما ... بس قوليلى إنتى عرفتى إزاى اللى كنت حاسة بيه
  • بس يا بت .... المفروض انا اللى باوقعك فى الكلام مش إنتى اللى هتوقعينى
  • لأ بجد يا ماما ... أنا دايما كنت باحس إنك عايزانى أنا وأمجد نحب بعض ... وامبارح كنت حاسة إنك بتساعدينى كمان ... ليه ؟
  • علشان أنا عارفة جمال إحساسك ده يا منى
  • أيوه بقى .... عرفتيه منين ؟ إنتى كنتى بتحبى عم حسن قبل ما تتجوزوا ؟
  • أه كنت باحبه وعارفة إنه بيحبنى بس الأمور أيامنا كانت أصعب
  • طب إحكيلى علشان خاطرى ..... علشان خاطرى .... إحكى ... إحكى ...
  • يا بت اهمدى ... هاحكيلك
  • طيب هاسكت أهو .. إحكى بقى
  • كانت أول سنة لية فى التدريس ... كنت بادرس لسه لسنة أولى إبتدائى وكانت بنت أخت عمك حسن تلميذة عندى فى الفصل وجه يوم ياخدها قبل الحصة الأخيرة ما تخلص
  • ها وبعدين
  • أول ما شوفته يا بت حسيت إن قلبى وقع فى رجليا وإنى فقدت النطق ... لقيت نفسى يا بت يا منى واقفة قدام رشدى أباظة
فانفجرت منى ضاحكة وكادت أن تقع على ظهرها

  • مين ؟ رشدى أباظة ؟ عم حسن ؟ مش الشبه بعيد شوية يا ماما
  • بس يابت .... أنا شفت عمك حسن شبه رشدى أباظة وخلاص وانا كنت باموت فى رشدى أباظة
  • وبعدين عملتى إيه مع رشدى اباظة
  • طردته
  • نعم ؟ طردتيه ؟
  • آه طردته منا ملقتش حاجة أقولها قمت طردته وقلت له يجيى بعد الحصة ما تخلص .... كنت عايزة اشوفه تانى
  • دا انتوا مكنتوش سهلين بقا يا ماما ... طردتيه علشان يرجع تانى وتشوفيه... فكرة برضه
  • تانى يوم رحت المدرسة لقيته واقف مستني قدام المدرسة ... عملت نفسى مش شايفاه ودخلت عالمدرسة على طول
  • وبعدين
  • وانا خارجة لقيته واقف عالباب .... برضه عملت نفسى مش شايفاه ومشيت
  • وهو عمل إيه ؟
  • فضل ماشى ورايا لغاية ما دخلت البيت ... وفضل يا عينى واقف قدام البيت يجيى نص ساعة عمال يبص عالشبابيك عايز يعرف أنا ساكنة فى أنهى شقة
  • وانتى عرفتى منين ؟
  • مانا كنت واقفة ببص عليه من ورا الشيش
  • وبعدين عمل إيه عم رشدى أباظة ؟
  • فضل كل يوم يستنى قدام المدرسة الصبح وآخر النهار ويمشى ورايا وانا مغلباه .... ساعات كنت اتعمد أعذبه علشان اعرف هيعمل إيه
  • تعذبيه إزاى يعنى
  • مرة فضل ماشى ورايا يجيى ساعة قمت دخلت محل قماش وفضلت اتفرج على كل القماش اللى عندهم . يجيى ساعتين كده وانا شايفاه من ورا إزاز الفترينة واقف يا عين امه فى الشارع مرفعش عينه عن باب المحل
  • ومحاولش يكلمك بعد كده ؟
  • ماهو لما حاول يكلمنى خد علقة محترمة
  • ضربتيه ؟
  • لأ ... كنت باشترى الخضار لأمى وحاول يكلمنى ... زعقتله .... قام الخضرى وصبيانه إتلموا عليه ضربوه علقة موت
  • دا إنتى كنتى مفترية يا ماما ... وهو مكانش بيروح شغله وماشى وراكى ؟
  • كان لسة متعين فى مصنع شبرا الخيمة وكان بيشتغل فى وردية بليل ... كان بيخلص ورديته ويجيى جرى عالمدرسة علشان يشوفنى من بعيد ويستنانى لما اخلص ويمشى ورايا
  • ده عم حسن كان رومانسى بقى
  • ولسة يا بت رومانسى ... عمك حسن ده أرق راجل فى الدنيا
  • واتجوزتوا أزاى ؟
  • لما تعب من المشى ورايا والعُلق اللى كان بياخدها بسببى جاب ابوه وامه وجم خطبونى واتجوزنا بعدها بيجيى سنة كدة
  • يا ااه يا ماما دانتوا حكايتكوا حكاية ..... إمتى بقى أول مرة قالك بحبك
  • بعد ما ضربتوا بالقلم
  • ضربتيه بالقلم ؟
  • أه ... كنا لسة مخطوبين ورحنا القناطر سوا مع أهلى وقمت أتمشى معاه شوية جه فى حتة فاضية وقام بايسنى قمت ضرباه بالقلم .... تانى يوم جه عندنا جايب لى ورد وهو بيديهولى قالى بحبك
أدركت منى وقتها سر تماسك هذا البيت ونجاحه ..... فهو بيت عاشقين لم تنل الأيام من عشقهم وتمنت أن يجمعها بأمجد بيت مثله وأن يطل عشقه من عينيها مثلما يطل عشق ابيه من عينى أمه الآن

  • طب اعمل إيه علشان اخلى امجد يحبنى ؟
  • متعمليش حاجة .... هوبيحبك بس مش عارف لسه
  • طب اضربه بالقلم علشان يقولى بحبك .... نفسى اسمعها منه
  • هتسمعيها بس إتقلى عليه شوية .... لما بتغيبى عنه شوية بيقى زى المجنون وبيبقى مش طايق نفسه .... فاكرة يا بت أول مرة جاتلك الدورة لما خليناكى فى شقتكم إسبوع مشافكيش
  • أه فاكرة
  • كان هيتجنن ... وكان صعبان عليا بس كنتوا عيال وقتها وخفنا عليكوا ... ولسة لغاية دلوقت لما يعدى يوم ميشوفكيش بيبقى زى المجنون ... عارفة يا منى لما كان بيرجع من المدرسة كل خميس ... مكانش ياكل ولا يشرب غير لما يشوفك
  • طب اعمل إيه ؟.... أخليه يغير عليا ؟
  • أوعى ..... أمجد طالع صعيدى زى أبوه ودول غيرتهم وحشة ... جننيه ....خليه يشوفك قدامه من غير ما يقرب منك ... وبلاش كل شوية أحضنى أحضنى دى
  • بس أنا باحس بالأمان لما بيحضنى
  • خليه هو اللى يبقى عايز يحضنك يا بت
  • واخليه يبقى عايز يحضنى أزاى
كانت جلسة منى مع أم أمجد قد إنتقلت إلى الصالة حيث إستكانت منى فى حضن ام أمجد التى لفت ذراعها حولها فى حنان ونظرت فى وجه الصغيرة تتأمل جمال هذا الوجه

  • تعالى يا بت ... حواجبك مش مظبوطة ....... قدامى على الأوضة جوا
أجلستها الأم أمامها وجلست أمامها تعمل بملقطها الصغير فى وجهها

  • مقولتليش أخليه يحضنى إزاى
  • عيطى !
  • نعم ؟ أعيط ؟
  • آه عيطى .... بس من غير صوت ... خليه يشوف دمعتين بس نازلين من عينيكى الحلوة دى وهو هيحضنك من غير ما تطلبى .... و مش كل مرة كمان تسيبيه يحضنك .... أمجد نسخة من أبوه فى حنيته ومش هيستحمل يحس إنك زعلانة
  • ياااه يا ماما دانتى طلعتى حكاية
  • ماهو أنا كان نفسى فى بنت علشان اتكلم معاها زى ما بكلمك كده .... بس إتعوضت بيكى يا حبيبتى
  • وانا باحبك قوى يا ماما
ومدت الأم يدها لدرج تسريحتها لتخرج صندوق أدوات مكياجها وتلتقط منه قلم كحل وتنهمك باهتمام فى رسم خط دقيق حول عينى منى زادتهما جمالا على جمالهما وأتساعا على إتساعهما

  • بصى كده على عنيكى فى المراية
  • إيه ده ؟ أول مرة أشوف عنيا حلوة كدة
  • إحفظى بقى الرسمة دى ومتخليش أمجد يشوفك من غيركحل
وبحثت الأم قليلا فى صندوقها وأخرجت قلم روج وردى

  • خدى حطى من الروج ده .... متكتريش ... إنتى شفايفك حلوة من غير حاجة بس أمجد بيحب اللون ده
  • وعرفتى منين ؟
  • أبوه بيحبه
وبالفعل وضعت منى الروج وببعض توجيهات من الأم نجحت فى رسم شفتاها بصورة رائعة

  • كده كل حاجة تمام .... خلى قلم الروج ده معاكى وحطى منه كل ماتيجى طالعة هنا ... بس أوعى أمجد يشوفك خارجة وانتى حاطة مكياج ... هيطين عيشتك أنا عارفة غيرة الصعايدة شكلها إيه ... يلا بقى نتصل بأمك تطلع تقعد معانا شوية زمانها هتتجنن عليكى بس أوعى تقوليلى يا ماما قدامها قبل ما تستأذنى منها ولو حسيتى بس إنها زعلانة متقوليلش يا ماما قدامها
وبالفعل تصعد أم منى لتكتمل جلسة الثرثرة بعد أن بدا على وجه أم منى السعادة عندما إستأذنت منها منى قبل أن تنادى أم أمجد بلقب ماما

  • يوه يا منى إنتى بتستأذنى منى .... دى ليها فيكى أكتر منى
  • أنا باحبكم إنتوا الأتنين وكل الناس ليها أم واحدة أنا ليا اتنين
  • بس إيه الحلاوة اللى إنتى فيها دى يا بت صاحية فايقة وحاطة كحل وروج .... اللى يشوفك دلوقتى ميشوفكيش وإنتى مستقتلة امبارح
  • ماما حطتلى مكياج وعلمتنى أرسم عنيا بالكحل .... ده أنا نمت نوم يا ماما .... متهيألى البيجامات الرجالى مريحة فى النوم أكتر من بيجاماتى
لترد أم منى سريعا وكأنها كانت تنتظر تلك الكلمة

  • خلاص يا منى خدى البيجاما دى ليكى .... وكمان خدى المخدة اللى كنتى نايمة عليها طالما إستريحتى عليها
وعلمت منى وقتها أن أم أمجد قد لاحظت البلل على بيجامة أمجد التى ترتديها وعلى وسادته فشعرت بخجل شديد من نفسها ونظرت فى الأرض لترد أمها عنها

  • لأ ميصحش يا أم أمجد ناخد بيجامة الجدع ومخدته كمان
  • يعنى هو كان دافع فيهم حاجة ؟ أنا اللى مشترياهم واعمل إللى انا عايزاه ... هو أنا عندى أغلى من منى ومن راحتها .... تعالى يا منى عايزة أديكى حاجة قبل ما أنسى
وأصطحبت ام أمجد إبنتها الجديدة لغرفة النوم لتهمس لها

  • مالك يا بت إتكسفتى كده ليه ؟ ما انا كنت بنت زيك وقبل ما اتجوز ياما بليت كلوتات ومخدات وانا بافكر فى عمك حسن
  • مكنتش فاكرة إنك خدتى بالك
  • يا بت دا إنتى بنتى وبحس بيكى من غير ما أشوف حتى ... خدى البيجاما والمخدة علشان كل ما تشتاقى لأمجد يبقوا معاكى ... وخدى قلم الكحل ده كمان
وخرجوا من غرفة الأم ومنى تحمل فى يدها قلم الكحل وأخرجت قلم الروج معه من جيبها لتعرضهم على أمها بينما دخلت أم أمجد لغرفته وحملت الوسادة لتعطيها لمنى أمام أمها

  • بس كده كتير يا أم أمجد .... مكياجك كمان ؟
  • مفيش حاجة كتير على بنتى حبيبتى واللى هيا عايزاه تاخده من غير حتى ما تستأذن
وينفتح الباب ليدخل أمجد ويفاجأ بمنى جالسة بين أمه وأمها محتضنة وسادته ولا تزال ترتدى بيجامته وتتعلق عينيه بعينيها وشفتيها ويسرح قليلا فى الجمال الذى يراه متجسدا أمامه وتلاحظه امه والسعادة تقفز من عينيها لكنها تقطع تأمله

  • مالك يا واد ... بتبص للبت كده ليه ؟ أول مرة تشوفها ؟
  • لأ شوفتها كتير ... بس مالها محلوة كدة ؟ مش دى اللى كانت بتموت إمبارح وخضتنا عليها
  • بعد الشر عليها ... منى طول عمرها قمر
  • والقمر ماسكة مخدتى ليه بقى؟
  • أنا أديتهالها ... وكمان البيجاما اللى هيا لابساها بقت بتاعتها خلاص
  • طب ما تديها أوضتى كلها وانام انا فى الشارع
  • لو طلبت مش هتأخر وتنام إنتا مطرح ما تنام
  • طب وعملتوا الغدا ولا قضيتوها رغى
  • غدا إيه اللى نعمله ؟ أنا قلت لك هاعمل غدا ؟
  • مش قلتيلى تعالى بدرى علشان عازمين طنط ريرى وقردة الجبلاية دى عالغدا
  • أبوك هو اللى عازمهم .... هيجيب معاه كباب وهو جاى ... إنت فاكر منى هتبقى هنا واسيبها واقف فى المطبخ
  • طيب .... ممكن تسمحيلى أدخل أوضتى دلوقتى يا جناب الليدى منى ولا ممنوع
  • أدخل ....أنا شوية وهانزل أغير هدومى
  • طب تعالى عايزك
وتبعت منى أمجد لغرفته وأغلقا عليهما الباب

  • عاملة إيه دلوقتى يا منى ؟
  • كويسة يا أمجد ... عايزة أحكيلك اللى حصل إمبارح
  • إحكى لو مش هتتعبى
  • إمبارح ممدوح فضل كل شوية يبص فى ساعته طول ما إحنا فى الكلية وبعدين قاللى يا بينا الحفلة زمانها هتبدأ .... مكانش عاجبه اللى انا لبساه وقالى تعالى إشتريلك فستان بدال البنطلون بس أنا مرضتش وهددته إنه لو أصر مش هاروح معاه ... أخدنى فى عربيته وروحنا فيلا بجنينة كبيرة قدامها غيطان كتير بس أنا من أول ما دخلنا من البوابة وأنا مش شايفة جو حفلة ولا غيره ولما سالته قالى الحفلة جوا الفيلا ... ساعتها قلقت أوى وقلتله روحنى .... قالى طيب نسلم عالناس واروحك .... مشيت معاه لغاية الباب ولما خبط لقيت واحد صاحبه زيه كده بالظبط فتح الباب وكان شكله مش مظبوط ... قلت لممدوح مش داخلة وهستناك فى العربية لقيت صاحبه هجم عليا عايز يدخلنى بالعافية وهو جه ورايا كتفنى عايز يشيلنى وصاحبه شد البلوزة فتحهالى ..... قمت ضاربة ممدوح زى ما علمتنى ورميته على صاحبه وطلعت أجرى لغاية ما وصلت الغيط اللى قدام الفيلا نزلت أجرى فيه علشان ميحصلونيش وطلعت الناحية التانية لقيت نفسى فى طريق تراب مشيت فيه لغاية ما وصلت الطريق اللى عليه الكشك رحت لقيت الست دى وطلبت منها أعمل مكالمة وكلمتك ... وانت عارف اللى حصل بعد كده
  • طبعا متعرفيش توصلى للفيلا دى تانى ؟
  • لأ معرفش
كانت انفاس منى تتهدج وهى تقص لأمجد ما مرت به وطفرت من عينيها دمعتان وهى تنظر لعينى أمجد فاقترب منها واحاطها بذراعه لتلقى براسها على صدره تبحث عن إحساس الأمان الذى باتت لا تشعر بمثله إلا فى حضنه

مرت عليهما لحظات حتى توقفت منى عن البكاء ورفعت راسها لأمجد الذى شعر لأول مرة فى حياته مع منى برغبة حقيقية فى تقبيلها وكادت تلك القبلة أن تتم لولا أن أمجد تذكر أمه الجالسة بالخارج وأنها بالتأكيد تتابعه الآن وربما تكون أم منى معها يقفان خلف الباب فابتعد سريعا عن منى

  • فيه إيه يا أمجد
  • مفيش حاجة .... بس إفتكرت حاجة كده عايز أسألك عليها ..... شنطتك اللى كانت معاكى إمبارح فين ؟
  • يا نهار إسود ..... دى فى عربية ممدوح .... دى فيها بطاقتى وكارنيه الكلية كمان .... هاعمل إيه دلوقت
  • ولا يهمك ... ممكن نعمل بدل فاقد للبطاقة والكارنيه متقلقيش
  • والشنطة يا أمجد ؟ دى أكتر شنطة باحبها .... إللى إنت جبتهالى فى عيد ميلادى اللى فات
  • يا بت ولا يهمك .... أجيبلك غيرها
فابتسمت منى شاعرة بأن أمجد كما قالت أمه يحبها لكنه لم يدر بعد وتأكدت من نجاح ما نصحتها به أمه من إستخدام دموعها حين تحتاج لحضن أمجد الذى مد يده إلى دولابه مخرجا أحد مناديله ليناوله لها

  • أمسحى وشك بقى وبطلى عياط .... أمى وامك مش لازم يعرفوا حاجة عن الموضوع ده
  • حاضر ....
  • وكمان علشان الكحل ميبوظش
  • كحل ؟ إنت خايف عالكحل يا أمجد وسط الوضع الطين اللى أنا فيه ؟
  • أه خايف عالكحل علشان العينين الحلوة دى مش لازم تعيط ..... وإسمه الوضع الطين اللى احنا فيه .... مش احنا واحد يا هبلة
فاتسعت إبتسامة منى وكادت أن ترتمى فى حضن أمجد مرة ثانية إلا أنها تذكرت نصيحة أمه

  • لأ متخافش عالكحل يا خويا .... ده نوع غالى ومبيبوظش من الدموع .... ياللا بينا بقى نخرج علشان إتأخرنا عليهم
ويخرج الشابان ليجدا السيدتان منهمكتان فى حديث هامس يبدو أنه مهم ليقطعاه فور وصولهما

لتنتحى أم أمجد بمنى جانبا

  • إنزلى غيرى هدومك يا منى ... إلبسى فستانك الأسود اللى فيه ورد صغير روز ده .... مكسم عليكى وبيبين جمال جسمك .... أمك هتستنى معايا هنا ..... لو مكياجك إتلخبط وانتى بتلبسى صلحيه قبل ما تطلعى .... عايزة الواد الحمار ده يتهبل عليكى النهاردة
  • حاضر يا ماما
  • وشوفى خلخال من الرفيعين اللى امك بتلبسهم إلبسيه
  • بس الخلخال ده موضة قديمة قوى
  • بطلى هبل يا بت ..... النسوان اللى رجليهم وحشة هما بس اللى بيقولوا كده مش إنتى
  • حاضر
وتنصرف منى لشقتها ويتجه أمجد لغرفته لينال قسطا من الراحة وتتبعه أمه

  • شوفت يا أمجد البت قمر إزاى حتى وهيا لابسة بيجامة رجالى
  • أه يا ماما شوفت .... طيب دلوقتى هما كانوا 3 بيجامات اللى حيلتى .... واحدة بلبسها وواحدة فى الغسيل وواحدة إحتياطى لو إحتجت أغير لأى سبب ..... أعمل إيه أنا دلوقتى لو البيجاما اللى انا لابسها إتدلق عليها أى حاجة مثلا
  • مش مهم .... هبقى أديقلك بيجاما من بيجامات ابوك القديمة
  • بيجامات ابويا القديمة .... ماشى يا حضرة الناظرة
وتتركه أمه لينال قسطا من الراحة يقطعه صوت أبيه بالخارج يرحب بأم منى ويمتدح منى وجمالها فيخرج مسرعا ليقبل يد أبيه كما أعتاد فهو لم ينس أنه ذهب لعمله غاضبا منه ليفاجأ بأبيه يحتضنه فى حب ليهمس فى أذنه

  • شايف يا حمار البت .... ده كفاية جمال رجليها ما بالك بقى بأن كلها زى القمر وانت تقولى زى اختى وأخلاقى متسمحليش يا حمار
فيبتسم أمجد وهو يقول فى نفسه " إيه حكاية العيلة دى مع الرجلين "

ويجتمع الجميع حول وجبة الكباب التى وزعتها الأم فى أطباق وينتهى الجميع من تناول طعامهم ليفاجأ بأخيه الذى يصغره بعامين فقط يهمس فى أذنه " يا بختك يا أمجد بت حكاية ورجليها تهبل"

ليزغده فى جنبه قائلا فى نفسه "حتى العيل الصغير عنده نفس عقدة الرجلين"

ويجتمع الجميع مرة ثانية حول أكواب الشاى والحلويات بعد الغداء ويختلس أمجد النظر لساقى منى ليجد نفسه يسرح فى مدى جمالهما و تناسقهما ليجد عضوه ينتصب للمرة الثانية على منى فيصرف تفكيره بعيدا حتى لا يحرج فى وجود هذا التجمع لكن نظرته جهة أبيه تخبره بأن أباه قد لاحظ ما يحاول إخفاؤه فيشعر بحرج شديد يفيق منه على صوت أم منى

  • صحيح يا منى نسيت أقولك .... فيه واحد زميلك أسمه ممدوح أتصل بيكى الصبح وعايزك تتصلى بيه ضرورى .... بيقول فيه ورق مهم ليكى فى الكلية معاه وعايزك تاخديه منه
يدق جرس إنذار قوى فى ذهن أمجد ومنى يمتقع على أثره لونها ليقوم أمجد ويستأذن والده فى أن ينفرد بمنى قليلا لمناقشة موضوع خاص بدراستها وبالطبع لا يمانع الأب ليصطحب أمجد منى لغرفته ويغلق الباب وهو متأكد أن أمه لن تجرؤ على التنصت فى وجود أبيه

  • إيه حكاية الورق المهم اللى مع ممدوح ده ؟
  • معرفش .... ورق إيه اللى هيكون واخده من الكلية
  • طيب متقلقيش .... يمكن عايز يرجعلك شنطتك
  • مش عارفة .... لما انزل هاتصل بيه واشوف إيه الحكاية
  • تنزلى مين .... أنتى هتتصلى بيه دلوقتى وانا معاكى ... مش هاقدراصبر
ويحضر أمجد التليفون سريعا من الخارج لتطلب منى رقم ممدوح بيد مرتعشة وأمجد يلصق أذنه على السماعة معها ليجيب ممدوح بعد قليل

  • ألو ... أنا منى .... ورق إيه اللى يخصنى معاك
  • إتأخرتى كده ليه يا شرموطة دا انا كنت هاجيلك البيت
  • إحترم نفسك ومتخلنيش أشتمك ... إنت لسة ليك عين تكلمنى
  • ده أنا لسه هاكلمك واكلمك واكلمك لسة الماتش مخلصش يا لبوة
  • هاتنطق ولا أقفل السكة يا حيوان
  • حيوان ؟؟ طيب شوفى بقى يا بنت الناس ... جواباتك اللى كنتى بتبعتيهالى وصورك اللى متصوراها معايا عندى لسة .... بكرة التلات....قبل يوم التلات اللى بعده زى الشاطرة كده تجيبيلى ألفين جنيه وتاخديهم ....أو يوم الجمعة اللى بعدها هاكون عند ابوكى فى بورسعيد أديهمله وبرضه هاخد منه ألفين جنيه
  • إنت بتقول إيه يا واطى ... ده ذنبى إنى كنت واثقة فيك ؟
  • بطلى قلة أدب يا شرموطة واسمعى الكلام للآخر .... لو عايزة تاخدى الصور والجوابات ممكن تاخديهم من غير فلوس ..... لكن ............. تيجى تاخديهم من عندى هنا .... من الشقة
  • وانا هاجبلك الفين جنيه منين يا ممدوح ؟ خلى عندك شوية رجولة ورجعلى حاجاتى
  • رجولة مين يا قطة ؟ لو معكيش الألفين جنيه عندك الحل التانى .... قدامك أهو إسبوع تتصرفى فيه ده آخر كلام عندى سلام
ويغلق ممدوح سماعته لتنهار منى جالسة على طرف فراش أمجد الذى أُسقط فى يده ولم يستطع الصمت رغم حالة منى

  • جوابات وصور إيه يا منى اللى مع ممدوح ؟
  • جوابات كنت بابعتهاله وصور إتصورتها معاه لما عزمنى فى المطعم أول يوم فى الكلية
  • وكنتى كاتباله إيه فى الجوابات دى؟
  • كلام حب وكده يا أمجد
  • والصور ؟ كانت صور عادية ولا فيها حاجة ؟
  • لأ كنت لازقة فيه وحاطط إيده على كتفى وكده
  • يخربيت غبائك يا منى .... مقولتليش ليه عالجوابات دى قبل كده ؟
  • خفت أقلك علشان كنت هتزعقلى وتمنعنى
  • يعنى أعمل فيكى إيه دلوقتى ؟ أخنقك واخلص منك ؟
  • إعمل اللى إنت عايزه ومش هزعل .... إضربنى ...إخنقنى.... أنا استاهل ..... أنا غبية إنى مسمعتش كلامك من الأول .... بس ابويا مينفعش يشوف الصور والجوابات دى يا أمجد
كان الغضب داخل أمجد قد وصل مداه لدرجة أعجزته عن التفكير فجلس بجوار منى على طرف الفراش واضعا رأسه بين يديه بينما إنخرطت منى فى بكاء مكتوم إنفطر معه قلب أمجد فقام واقفا ليحتضن راسها

  • خلاص متعيطيش ... أنا هاتصرف
  • هتتصرف إزاى يا أمجد ؟
  • معرفش لسة .... لكن لسة قدامنا إسبوع وأكيد هلاقى حل
  • بجد يا أمجد هتتصرف ؟... يعنى إنت مش زعلان ؟
  • مش زعلان ؟ انا نفسى دلوقتى أضربك بالجزمة ... نخلص بس من المصيبة دى واحاسبك
فلفت ذراعيها حول وسطه ووضعت راسها على صدره حتى هدأت ... لقد أكتشفت أن صوت دقات قلبه تشعرها بالسكينة والإطمئنان وليس فقط الأمان وأغمضت عينيها محدثة نفسها "ياريتنى كنت عرفت من زمان إنى باحبك "

  • طب أمسحى الدموع اللى فى عنيكى دى علشان نخرج نقعد معاهم فين المنديل اللى إديتهولك؟
  • تحت فى جيب البيجاما
فمد يده لدولابه يخرج لها منديلا آخر

  • خدتى بيجامتى ومخدتى وهتخلصى مناديلى .... مش فاضل غير اللباس اللى لابسه تاخديه كمان
فعادت البسمة لوجهها فقد أيقنت أنها فى أمان طالما أمجد يقف بجوارها رغم ما تشعر به من ذنب. فإنها تشعر أنها تعذبه وتفطر قلبه منذ رفضت دخول كليته . إنها باتت تكره كليتها التى أختارتها فهاهى ثلاثة أيام تمر عليها فيها وكل يوم بمشكلة تتورط فيها ويتورط فيها معها رفيق عمرها وتوأم روحها أو الذى أصبح منذ ليلة أمس حبيبها وأقسمت بينها وبين نفسها أن تسعده وتعوضه عن الألم الذى سببته له حتى لو كان الثمن حياتها

هبطت منى وأمها بعد إنتهاء جلستهم مع أسرة أمجد وأم منى مرتبكة بسبب ما أسرته لها أم أمجد ومنى سعيدة بموقف أمجد منها لتدخل كل منهم غرفتها وتغلقها عليها حتى أرخى الليل سدوله على الشارع بأكمله وهدأت الحركة بالعمارة التى يقطنونها وذهبت منى فى نوم عميق عكس توقعها لكنها قبل أن تذهب لنومها خلعت عن نفسها كل ما ترتديه وأرتدت بيجامة أمجد على اللحم واحتضنت وسادته لتذهب فى نوم هادئ مستريحة وحتى لم تحمل هم التفكير في تهديد ممدوح فمن داخلها يقين بأن فارسها سينقذها كوعده لها فهو منذ بداية نشأتهم لم يخلف يوما وعدا وعدها إياه

بمجرد تعانق عقربى الساعة عند الثانية عشر تسللت أم منى على أطراف أصابعها وأغلقت خلفها باب شقتها بهدوء شديد وتسلقت السلم حتى دلفت من باب السطح الذى وجدته مفتوحا فأغلقته خلفها بإحكام وتوجهت فى ضوء القمر للبرجولة حيث كان أمجد يقف داخلها منتظرا وصولها بعد أن أعد البرجولة وفرش على أرضها بساط صوفى ثقيل ورص الوسائد الموجودة على الكراسى فوقه ليصنع فراش ليلتهم الجنسية الثانية بالبرجولة ليتلقفها بين يديه مستقبلا إياها بقبلة شهوانية إمتص فيها شفتاها ولسانها حتى شعرت أن لسانها يكاد ينخلع من مكانه فأرخت جسدها مستسلمة للمسات أمجد الخبيرة بكل موضع فى جسدها وهو يفتح أزرار عباءتها ويزيحها عن صدرها مستمتعا على ضوء القمر الواصل للبرجولة يضيئها بنور حالم بمنظر جسدها وثدييها اللذان لم ينل من جمالهما سنها فظلا متماسكين غير متهدلين فيقبل رقبتها ويهبط بشفتيه بينهما بينما تعتصرهما أصابعه ليلتقم حلمتها اليسرى بين شفتيه بينما تداعب أصابع يده اليسرى حلمتها اليمنى ويمرر أطراف أصابع يده اليممنى على بطنها حتى يصل لعانتها وقمة كسها المنتفخ فيمررها مرات ومرات قبل أن تتسلل للأسفل لتمس زنبورها الذى اندفعت إليه دمائها لينتفخ فيفركه بين أصابعه قبل انا تصل لكسها الذى بدأ فى الإبتلال ليأخذ من مائها ويرفع أصابعه أمام عينيها يمتصها فى تلذذ ويعيدها إلى كسها فيزداد إرتخاء جسدها ولا تقدر ساقيها على حملها فتجلس أرضا ويسندها بيده حتى يريح ظهرها على جانب البرجولة فتثنى ركبتيها وتفتح له فخذيها ليمارس عادته المحببة إليها فى لعق كسها وفرك شاربه الثقيل عليه فتنتفض بعد دقائق معدودات وهى تكتم صوتها بيديها معلنة وصولها للذروة الأولى فى ليلتها وهى تعلم أنها لن تكون الأخيرة فهى تعرف أنها ستقذف وتقذف حتى تنهك قواها

جذبها أمجد لتنام أرضا وجعل عبائتها تحتها كالملائة ورفع ساقيها التى زينهما خلخالان رفيعان فهى تعرف قيمة جمال سيقانها وتعرف حب أمجد لهما ليبدأ فى تقبيل كاحليها متجها بشفتيه ناحية هاتيك السمانتان المخروطيتان الطريتان وعندها يجد أمجد صورة ساقى منى التى تزيد جمالا عن ساقى أمها تقفز لخياله وتزيد من شبقه فيقبلهما بجنون حتى يصل لباطن فخذيها لتنتابه حالة من الجنون الشديد فينهال عليهما لعقا وتقبيلا ويعضهما عضات خفيفة ويشفط لحمهما اللدن بفمه تاركا علامات قبلات شبقه عليها ثم يرفع ساقيها بشدة حتى أن ردفيها أرتفعا عن الأرض ويغرس زبره فجأة فى كسها فتخرج منها آهة عالية فشلت فى كتمها فيضغط ساقيها بكل ثقله حتى تلامسا بطنها ويضع فمه على فمها يكتم آهاتها المتتالية ويبدأ فى إدخال زبره وإخراجه بسرعة حتى خيل إليها أن صوت إرتطام لحمه بلحمها أصبح مسموعا فى كل أنحاء الشارع وتقذف قذفتها الثانية والثالثة وهو مستمر فى هذا الجنون الذى إنتابه حتى يخرج من حنجرته صوت خوار عميق ويضغط زبره بشدة داخلها حتى أنها باتت تتنفس بصعوبة وينفجر من زبره شلال منى غزير يملأ جوف كسها وتهمد حركته فوقها وهو ينهج بشدة وقد تغطى جسده بعرق غزير ويبقى كما هو لدقائق حتى تهدا فورة قذفه ليلقى بنفسه جوارها وتنزل هى ساقيها وقد شعرت بإنهاك شديد فلأول مرة منذ بدأت علاقتها به ينيكها بكل تلك القوة والعنف فتضع رأسها على صدره وتمسد له بطنه حتى عانته حتى يهدأ تماما

  • مالك النهاردة يا أمجد .... هيجانك مش عادى النهاردة
  • مش عارف يا ريرى .... هايج هيجان مش طبيعى ومش لاقيله سبب
  • بس أنا عارفة يا روح ريرى السبب
  • عارفة ؟ عارفة إيه ؟
  • عارفة سبب هيجانك ده
  • وإيه السبب
  • منى يا أمجد .... منى سبب هيجانك ده
  • لأ يا ريرى مش منى .... أنا عمرى ما هجت على منى
  • النهاردة هجت عليها يا أمجد .... أنا خدت بالى من بصتك على جسمها النهاردة .... إنت عارف أمك كانت بتكلمنى فى إيه ؟
  • فى إيه؟
  • كانت بتكلمنى تخطبلك منى
فاعتدل أمجد جالسا وابعدت أم منى راسها عن صدره وجلست الى جواره بعد أن جمعت العباءة حول جسدها

  • وإنتى قولتليها إيه .... أوعى تكونى وافقتى
  • لأ وافقت يا أمجد .... قلت لها إنى موافقة بس علقت موافقتى على موافقتها وموافقة أبوها
  • إنتى إتجننتى يا ريرى ؟ إزاى توافقى على حاجة زى دى
  • بص يا أمجد .... إنت ومنى أغلى اتنين عندى فى الدنيا .... وسعادة منى عندى أهم ألف مرة من سعادتى .... وإذا كانت سعادة منى معناها أقطع علاقتى بيك مش هاتردد ثانية واحدة
  • بس أنا ومنى عمرنا ما فكرنا فى بعض كزوجين يا ريرى .... طول عمرنا واحنا اصحاب وأكتر إتنين بيفهموا بعض وبس
  • بس إنتوا بتحبوا بعض يا أمجد
  • بنحب بعض لكن مش بالطريقة دى .... حبى لمنى وحبها ليا مختلف عن حب إتنين ممكن يتجوزوا
  • لأ بتحبوا بعض يا أمجد بس يمكن لسة معرفتوش .... مافيش حد هيسعد منى غيرك ومافيش واحدة هتسعدك غير منى
  • إنتى بتقولى إيه ؟ يعنى الدنيا كلها شايفة حاجة عكس أصحاب الموضوع نفسهم ما شايفينها
  • لإنكوا لسة صغيرين ومش قادرين تحددوا مشاعركم لغاية دلوقتى
  • معنى كده إنك هتقطعى علاقتك بيا ؟
  • لأ يا أمجد مش هاقطع علاقتى بيك غير لو اتجوزتوا ...... ده لو قدرت .... ساعتها هتبقى قدامى ليل ونهار ويمكن مقدرش امنع نفسى
  • أنا مش عارف إنتى بتفكرى إزاى يا ريرى .... انا مقدرش استغنى عنك
  • يا واد متبقاش عبيط .... منى هتسعدك أكتر منى .... بنتى وانا عارفاها
  • طيب إنسى الموضوع ده دلوقتى وخلى الأيام هى اللى تحدد اللى هيحصل
والتقم شفتيها بفمه مرة أخرى ودخلوا فى موجة جنون جديدة إنتهت قبل الشروق


مراحيض المتعة 😅😅😅

الجزء الخامس

مقدمة


تساءل بعض السادة القراء عن سبب تأخرى أحيانا فى نشر بعض الأجزاء فأحببت أن أوضح لحضراتهم ( ولهم طبعا كل الإعتذار ) بأن نشر الأجزاء بالنسبة لقصص الباشا يتوقف على حالته ورغبته ووقته و تأثيرالحكى على حالته المزاجية

فى هذا الجزء بالذات وضح التأثر على وجه الباشا اثناء حكيه وصل لدرجة البكاء الحقيقى

فهذا الجزء يحكى عن لحظات مفصلية فى حياته وتحول جوهرى بشخصيته تحول فيه من " طالب مقاتل أمجد حسن" إلى "الطالب امجد حسن طالب الهندسة بجامعة ************ "

فى هذا الجزء ستقرأون كيف وضعته حبيبة عمره فى مواجهة نفسه فى لحظة مفصلية كاشفة يكتشف فيها ضعفه وزيف شعوره بالقوة

واعتذر للسادة القراء عن قلة المادة الجنسية بهذا الجزء فذكريات الباشا عن تلك الأيام الستة فى حياته لم يكن بها أى ممارسات جنسية لكنها كانت أيام ستة مشحونة بالمشاعر لا يصح أن نذهب بذهن القارئ بعيدا عنها عل بعض القراء تصل إليهم صورة من مشاعره أو عل شعوره ينتقل إليهم

كما أعتذر لبعض السادة القراء من أصحاب الميول الجنسية المختلفة عما قد يكون إساءة لهم ذكرت فى هذا الجزء فأنا فقط ناقل لحكى الباشا بألفاظه وكلماته وتعبيراته

وأخيرا اعتذر للسادة القراء عن طول هذا الجزء خاصة وأن كل كلمة كتبت فيه تحمل أهمية لفهم شخصية الباشا ولم أستطع إختصار أى كلمة منه لإن كل كلمة كتبت هى أساس لفهم أحاث قادمة

والآن لنعد لإستكمال قصتنا​

......................................................................................................



ترك أمجد البرجولة بعد إنصراف أم منى بساعة كاملة إستلقى فيها مفكرا فى كل ما حدث اليوم وكيف تحولت تلك الصغيرة فى عينيه لأمراة كبيره مثيرة شهية لكنه لا يزال يراها مجرد صديقة عمر ورفيقة روح قادرة على قراءة أفكاره ولم يفكر بها أبدا كأنثى يشتهيها رغم إستثارته أمس تلك المرات الثلاث وإنتصاب عضوه عليها لكنها لا تزال فى نظره أعز الأصدقاء وعلل لنفسه ما حدث من إثارته بالأمس أنه يرى فيها أمها التى تمثل له الأنثى الكاملة التى لا يرغب فى إستبدالها بأخرى طوال حياته

تسلل أمجد لشقته قبل أن يدب فيها النشاط وغسل عن جسده آثار موقعته الليلية مع عشيقته الشبقة وتمدد على فراشه لا يشغل باله إلا التفكير فى تلك المصيبة التى أوقعت منى فيها نفسها واستبعد كل الحلول التقليدية التى إعتاد الناس اللجوء إليها فى مثل تلك الأحوال فهى لن تصلح مع من هو مثل ممدوح حتى أخرجه من تفكيره صوت دقات أمه على باب غرفته قبل أن تفتحه حاملة بيدها التليفون لتخبره بأن منى على الطرف الآخر

  • صباح الخير يا قردة .... صاحية بدرى كدة ليه
  • مش إحنا متفقين نفطر سوا قبل ما نروح الجامعة
  • نِروح مين يا حمارة إنتى .... إنتى مش هتروحى كليتك غير لما نلاقى حل للمصيبة اللى إحنا فيها
  • يعنى مش هتفطر معايا ؟ أنا حضرتلك الفطار .... طيب أطلع عندك نفطر سوا
  • مينفعش .... أبويا وامى واخواتى نازلين ومينفعش نستنى فى الشقة لوحدنا
  • طيب إنزل نفطر فى شقتنا
  • أمك صحيت ؟
  • لأ لسة .... حتى دخلت عليها لقيتها نايمة مقتولة وشكلها مش هتصحى قبل الضهر
  • يبقى مينفعش أنزل عندكم .... وكمان نسيتى برج المراقبة اللى ساكن قصادكم
  • يعنى ارمى السندوتشات اللى عملتها دلوقتى ولا اعمل إيه .... أقولك نطلع نفطر عالسطح فى البرجولة
  • ماشى .... وهأقول لأمى علشان تبقى عارفة ومتعمليش حكاية لو عرفت
  • ماشى ... نص ساعة واكون فوق
  • نص ساعة ليه ؟ إنتى مش بتقولى إنك مجهزة الفطار
  • على ما أغير هدومى يا ذكى ... ولا عايزنى أطلعلك بقميص النوم ؟
  • لا أبوس إيدك ... غيرى براحتك ... وانتى كنتى هتفطرينى بقميص النوم ؟
  • يا قليل الأدب ده قميص نوم مقفول باكمام طويلة
  • وكنتى هتروحى الجامعة بقميص النوم
  • إيه خفة الدم دى ... كنت هاغيره لغاية ماتنزل ... إقفل بقى متعطلنيش
واستبدل أمجد ملابسه سريعا وأخبر أمه التى طفحت السعادة من وجهها وهى تبدى موافقتها لينطلق سريعا للسطح يتأكد من عدم وجود آثار لليلته مع أم منى وبعد تفكير سريع يخرج ترابيزة وكرسيين من البرجولة يضعهم بجوارها وينتهى من مهمته ويجلس وهو يحاول أن يطرد من ذهنه صورة منى وهى تلمس عضوهٍ فى تجربتهم الجنسية الأولى والأخيرة سوياً

كانت منى تحمل صينية الإفطار وتصعد السلم عندما وجدت باب شقة أمجد مفتوحا وأمه تقف أمامه مستعدة للذهاب لعملها

  • تعالى يا بت يا منى ادخلى عايزاكى
  • أمجد مستنينى نفطر سوا يا ماما ... مش عايزة أتأخر عليه
  • أنا عايزاكى تتأخرى عليه... خشى يا بت
فدخلت منى فورا بدون نقاش فأم أمجد أصبحت بالنسبة لها معلمتها ومرشدتها التى لا تخالف تعليماتها

  • حلو كده يا منى ..... متخليهوش يشوفك غير كده
  • الكحل مظبوط يا ماما ؟
  • مظبوط ومع الوقت إيدك هتتظبط أكتر ..... لفى كده ورينى هدومك
فدارت منى حول نفسها تستعرض فستانها الذى ترتديه

  • حلو الفستان ... تبقى تطلعيلى لما ارجع أضيق لك وسطه شوية كمان ... بس إيه الجزمة اللى لابساها دى ؟ معندكيش جزمة بكعب رفيع ؟
  • لأ مبعرفش أمشى فيهم
  • هاشتريلك واحدة وانا راجعة من المدرسة ... الكعب الرفيع هيبين جمال رجليكى أكتر ... ومش هتنزلى من عندى غير لما تتعودى تمشى بيها
فاحتضنت منى أمها الروحية وطبعت على وجنتيها قبلتين

  • مش عارفة أقولك أيه يا ماما .... أمى نفسها مبتعملش اللى بتعمليه معايا ده
  • علشان امك خايبة ....إسمعى .... أنا طلبتك من أمك امبارح علشان نخطبك لأمجد
فاحتضنت منى أم أمجد وأخذت تدور بها وهى تمطرها بالقبلات حتى كادتا أن تسقطا أرضا

  • يا بت هتوقعينى .... بطلى بوس فيا الروج اللى إنتى حطاه هيبوظ
  • مش مصدقة يا ماما إنى هبقى مرات أمجد
  • إسمعى بقى اللى هأقولهولك وركزى فيه كويس .... أمك هتسألك النهاردة تاخد رأيك .... أوعى تتنيلى وتقوليلها موافقة
  • نعم ؟ مقولهاش موافقة ؟ إزاى يعنى ؟
  • أه متقوليلهاش موافقة .... قوليلها إدينى فرصة أفكر وباعتبر أمجد زى اخويا ومبفكرش دلوقتى ولسة بدرى والحاجات دى
  • ليه ؟
  • علشان ميحسش إنك مدلوقة عليه يا خايبة .... لازم يحفى وراكى لغاية ما توافقى علشان يعرف قيمتك
  • طب إفرضى إنه افتكر إنى رفضاه
  • مش هيفتكر ... حتى لو افتكر كده يبقى احسن علشان يقطع نفسه عليكى لغاية ما توافقى
  • بس كده هيضيع علينا وقت كتير
  • أهو أنا مش خايفة غير من لهفتك ودلقتك عليه دى اللى هتبوظ الدنيا ...هو انتوا دخلتكم كانت الإسبوع الجاى خلاص وإتأجلت يا بت .... لسة أمجد قدامه خمس سنين كلية وسنة ونص جيش لو مكانوش تلاتة قبل ما يلاقى شغل ويشتغل .... الوقت ده لازم أمجد يتعذب فيه شوية علشان يشيلك بعد كده فى عنيه
  • مش سهلة إنتى برضوا يا ماما
  • دلوقتى خدى الفطار وأطلعيله .... ومتخليهوش يلمس حتى طراطيف صوابعك ... هو من امبارح وهو بيبصلك هايكلك بعنيه ... فهمانى ولا مش فاهمة عايزة أقول إيه ؟
  • لأ مش فاهمة بالتحديد عايزة تقولى إيه
  • يخربيت سذاجتك عالصبح يا منى ... إطلعى فطريه ومتخليهوش يلمسك وخلاص ... وإتقلى كده متبقيش خفيفة
  • حاضر
شعر أمجد أن الوقت قد طال قبل وصول منى وعندما هم بالنزول للإتصال بها رآها أمامه وهى تجتاز باب السطوح ووقف مبهوتا أمام نموذج الجمال الحى الذى يراه يتحرك فى إتجاهه

كانت المرة الأولى التى يرى فيها منى بهذا الجمال بعينيها المرسومتين وشفتيها المصبوغتان بروج خفيف عشق لونه عليها وهذا الفستان الزهرى الفاتح الذى يضيق على صدرها حتى خصرها ثم يتسع ليحتوى حوضها وينسدل ليغطى حتى منتصف ركبتيها وصدره المفتوح قليلا يكشف نحرها والجزء العلوى من الشق بين ثدييها وتلك الساقان التى تفوق جمال ساقى أمها يزينها خلخال ذهبى رقيق يحيط بكاحلها الأيمن يبرز جمال هذا الكاحل وتلك الساقان

لم يستطع أمجد التحرك من مكانه وظل واقفا بجفن لايرمش حتى وصلت إليه وظلت واقفة أمامه تحمل صينية الأفطار

تركته منى يتأملها قليلا وهى تستعيد نصائح أمه إليها قبل أن تفيقه من سكرته

  • هوووه ... إيه يا هندسة هتسيبنى واقفة شايلة الصنية كده
فأغمض أمجد عينيه وفتحها محاولا تمالك زمام نفسه قبل أن يمد ذراعيه يتناول منها الصينية وحرصت منى على ألا تلامس يده أصابعها حسب نصيحة أمه و بعد أن وضع الصينية على الترابيزة جلس على أحد الكرسيين بينما وقفت منى بجوار الكرسى الآخردون أن تجلس

  • ما تقعدى .... هاتفطرى وانتى واقفة كده
  • أقعد ؟ صحيح ما إنتا جاى من معسكر جيش ... يا باشمهندس المفروض إن الجنتلمان لما يكون هيقعد مع واحدة ست بيسحب لها الكرسى اللى هتقعد عليه ... طبعا معلموكوش دى فى المدرسة العسكرية
  • ومن إمتى ده بقى ؟ بعدين إنتى بالنسبة لى مش واحدة ست ... إنتى بالنسبة لى واحد صاحبى
  • لا يا شيخ ؟.... ووبالنسبة لعنيك اللى هتنط من وشك وتلزق فى صدر الفستان دى تبقى أيه ؟ و دى بصة بتبصها برضه لرجلين اصحابك ؟
فشعر أمجد بالإحراج حينما أيقن بأن منى قد إنتبهت لنظراته المختلفة تلك المرة عن نظرته المعتادة إليها فقام ليسحب الكرسى لها لينبهر مرة ثانية بشكل ظهرها المعتدل الذى ينحدر خطيه من كتفيها حتى يلتقيا عند بداية مؤخرتها فى خصر نحيل قبل أن يتسعا مرة ثانية لرسم مؤخرة تبدو رائعة حتى مع إختفائها اسفل الفستان

سحب امجد الكرسى لمنى لتجلس ويرتفع فستانها قليلا ليكشف جزء صغير من فخذيها أعلى ركبتيها ليسحب أمجد نفسا عميقا يكتمه فى صدره محاولا التحكم فى مشاعره حتى لاتفضحه وإن كان يعلم يقينا أن منى شعرت بالحريق الذى إشتعل فى صدره من تأثير الجمال الذى يراه .

فتلك الصغيرة حرفيا تقرأ أفكاره مثلما يقرأ هو أفكارها

تلافى أمجد النظر تجاه منى حتى لا يزيد حريقه إشتعالا ومد يده يلتقط أحد السندويتشات ويبدأ فى قضمه بينما يلتقط كوب الشاى بالحليب وهو يشعر بنظرات منى مصوبة إليه تخترق عقله لتقرأ ما يدور فيه وبعد لحظات صمت نطق أمجد

  • هو الشاى ده بارد ليه ؟ طبعا عملتى الشاى وعلى ما لبستى كان برد
  • الشاى مش بارد يا أمجد ... إنت بس اللى سخن زيادة شوية النهاردة
فتوقفت اللقمة فى حلقه ولم يستطع بلعها إلا بعد أن إستعان برشفة شاى تساعده على البلع فتلك الشيطانة إذن قرأت تفاصيل ما يدور فى ذهنه

  • سخن؟ ....سخن إزاى يعنى ؟ .....أنا .....لا سخن ولا حاجة أنا عادى
  • خلاص يا سيدى ولا تزعل نفسك ... إنت مش سخن ... إنت بارد
  • يا بت بطلى طولة لسانك دى ... إنتى عملالى فطار ومش قادرة تكملى جميلك وتتكلمى من غير طولة لسان لغاية ما أخلصه
  • يعنى مش فاهمة اقولك إيه يا أمجد بجد ... فهمنى دلوقت إنتا سخن ..... ولا .... إنتا بارد؟
وعلم أمجد أنه لن يستطيع مجاراتها فى إستكمال الحديث وقرر تغييرالموضوع

  • وإنتى بقى كنتى ناوية تروحى الكلية بالمنظر ده ؟
وكادت أن تجيبه بنعم لتشعل غيرته لكنها تذكرت نصيحة أمه لها بتجنب إثارة تلك الغيرة

  • لأطبعا مكنتش هاروح الجامعة كدة .... أنا قلت طالما أنا قاعدة فى البيت يبقى أدلع نفسى شوية وأحط مكياج والبس الفستان الجديد وأهو بالمرة آخد رأيك فيه .... إيه رأيك فى الفستاااان و المكيااااج
قالت منى جملتها الأخيرة وهى تركز نظرتها لعينى أمجد ونطقتها بكل ما إستطاعت وضعه فى نطقها من دلع فأجاب أمجد وهو ينظر لوجهها وقد بدأ العرق يغزو جبينه

  • مكياجك حلو أوى ... إنتى اصلا مش محتاجة مكياج
  • طب والفستاااان
  • الفستان ؟ الفستان ده مخليكى .... مخليكى
  • هاااا .... مخلينى إيه ؟
وانتبه أمجد أنه ينزلق فى حوار قد ينتهى بما لا يريده فانتفض واقفا

  • مش مخليكى حاجة .... يالا بينا ننزل
  • مش هتكمل فطارك ؟
  • شبعت خلاص ... إنتى قابلتى أمى النهاردة ؟
  • لأ هاقابلها فين ؟
  • أصل إنتى متعرفيش تتصرفى كده من من نفسك .... دى حركات أمى ... أنا عارف مش هيهدالها بال غير لما تنفذ اللى فى دماغها .... يالا ننزل علشان الحق أروح الكلية
  • إنزل إنت ... أنا هاستنى شوية هنا ... الجو حلو النهاردة
وانطلق مسرعا نحو باب السطح لتناديه منى قبل أن يخرج منه

  • أمجد
  • نعم ... عايزة إيه من زفت أمجد
  • مش انا كنت قلت لك تحلق شنبك علشان وحش
  • آه إتهببتى قلتى ... ومش هاحلقه
  • أوعى تحلقه .... أصله مخليك شبه رشدى أباظة
  • رشدى أباظة ؟ ....هى امى ...... طالما فيها رشدى أباظة تبقى امى
وانطلق يقفز السلالم بينما انتظرت منى حتى اختفى عن ناظريها فانفجرت ضاحكة بصوت مرتفع لا تستطيع كتمانه

  • يخليكى ليا يا ماما .... الواد إتهبل وبيكلم نفسه
وانقضت منى على السندوتشات بشهية مفتوحة فقد كان الجوع يتمكن منها لكنها أرادت أن يبقى الروج على شفتيها فى وجود أمجد.... وأبقت السندوتش الذى التهم أمجد منه قضمتين فقط للنهاية ... فقد كانت تريد أن يكون أثر فم أمجد هو آخر ما يلامس شفتيها

...................................................................................................

إنطلق أمجد فى طريقه بعد أن التقط كشكول محاضراته من شقته وقابل سميرة منتظرة عند مدخل عمارتها لينطلقا سويا ويستقلا الأتوبيس كما فعلا بالأمس لكن تلك المرة جد جديد أثناء رحلة الأتوبيس حينما أضطر سائقه للإنحراف بشدة لتفادى إحدى السيارات التى توقفت فى طريقه فجأة ليميل الأتوبيس بشدة ويفقد الواقفون توازنهم ويميلون معه ويسقط بعضهم على بعض إلا أمجد الذى لم يتحرك من مكانه ولم يختل توازنه ليندفع جسد سميرة بالكامل فى حضن أمجد الواقف خلفها ويتلامس كامل جسدها من الخلف مع كامل جسده من الأمام ويشعر بجسدها ينضغط بشدة على جسده ويشعر بحرارة جسدها تكاد تخترق ملابسه وتمر لحظات حتى تستعيد سميرة توازنها وتعدل من وقفتها لتهمس له بصوت متقطع

  • آسفة معرفتش أمسك نفسى
  • أنا اللى آسف مكنش ينفع أسيبك تقعى فسندتك بالطريقة دى
لم تعرف سميرة سر تلك الحرارة التى أجتاحت جسدها فى تلك اللحظة واستمرت معها فلم يتلامس جسدها من قبل مع جسد آخر بتلك القوة ولا شعرت من قبل أن هناك من يمكنه تحمل ذلك الضغط الجسدى العنيف الذى تحمله أمجد دون حتى أن يهتز أو يبدو عليه أنه يبذل مجهودا لتحمله ... لم تكن تدرى فقد كانت تلك تجربتها الأولى فى ملامسة جسدها لجسد رجل من الجنس الآخر

وصل أمجد وسميرة للنقطة التى يلتقون فيها مع باقى شلتهم لكن لم ينطق أحدهم بكلمة منذ حادثة الأتوبيس وحتى التقوا مع شلتهم وتركهم أمجد كعادته ليسبقهم للمدرج ولم تتبعه سميرة ذلك اليوم فقد كان بداخلها شيئا ما ينذرها بالإبتعاد عن أمجد حتى تهدأ تلك الحرارة التى تجتاحها أو تجد لها تفسيرا

عندما تجمع شمل شلة الجميلات مع أدهم واتخذ كل منهم مكانه قبل المحاضرة لم ترد سميرة تغيير جلستها بجوار أمجد حتى لا يلفت ذلك نظر باقى صديقاتها وببداية المحاضرة وجدت فخذها وكأنها فقدت التحكم به يتسلل ليلتصق بفخذه وحاولت مرارا أن تبعده لكنه كان فى كل مرة يخذلها ليعود لتستمر حرارة جسدها مشتعلة كان تشعر بشعور ممتع لا تستطيع مقاومته رغم خوفها منه ولم تعى شيئا مما قيل فى المحاضرة وعندما دخلت الحمام كعادتها بعد كل محاضرة فوجئت بهذا السائل اللزج يغرق كسها صانعا خيوطا ممتدة ما بين كسها وكلوتها الذى ترتديه ولم تكن تعرف هذا السائل من قبل فهى متأكدة بأنها بالتأكيد لم تأت بشهوتها التى لم تعاينها إلا أثناء نومها ولم تكن تدرى بأن هناك سوائل أخرى تخرج من المرأة غير سائل القذف

كانت سميرة ساذجة جنسيا ولم تحدثها أمها أو أى من نساء عائلتها عن أى شئ بخصوص الجنس فهم كانوا يرونها صغيرة لا يصح حتى الحديث أمامها عن مثل تلك الأشياء حتى لا تنفتح أعينها على أشياء يرون أنه من العيب أن تعرفها البنت قبل الزواج

لم يتأثر أمجد بتلك الملامسات ولم يشعرمن الأساس بأى أمر غير طبيعى فعلاقته الجنسية مع أم منى لم تكن لتترك الفرصة لتلامس بسيط مثل هذا أن يثيره أو يلفت حتى نظره فتركيزه الشديد فى المحاضرة علاوة على إنشغال ذهنه بمنى ومشكلتها مع ممدوح جعلاه بعيدا عن أن يلاحظ إلتصاق فخذ سميرة بفخذه أو أن يراه أمر غير طبيعى

عادت سميرة وباقى صديقاتها للمدرج وفوجئ أمجد بسميرة تلملم أغراضها وتعتذر منهم عن إكمال اليوم وأنها لابد ان تعود للمنزل لشعورها بتعب مفاجئ فعرض عليها أن يترك المحاضرات ليوصلها لكنها رفضت بشدة وبمجرد إنصرافها تجمعت روؤس الفتيات الأربع يتهامسن ويضحكن بصوت مكتوم وبعدما انتهوا من نميمتهم القصيرة سالهم أمجد عن سر التعب المفاجئ الذى اصاب سميرة

  • هى سميرة مالها ؟
  • تعبت فجأة وكان لازم تروح
  • تعبت إزاى يعنى ؟ ماهى كانت كويسة
لتجيبه سهام وهى أجرؤهن فى الحديث بصوت خافت

  • جرى أيه يا أمجد ؟ تعبِت ... التعب اللى بيجى للبنات كل شهر ... متعرفهوش
ليحمر وجه أمجد خجلا بينما تنطلق باقى الفتيات فى ضحك حاولن كتمانه حتى بدأت المحاضرة التالية

لم تكن الفتيات يعلمن حقيقة ما حدث لسميرة لكنهن خمن السبب الأقرب لذهنهن ولم يكن ليخطر ببال إحداهن السبب الحقيقى لعودة سميرة لبيتها فى هذا الوقت ولم يكنّ يتوقعن أن سميرة كانت مستثارة وخائفة من تلك الإثارة التى اجتاحت جسدها

ساذجة كانت سميرة وكانوا سذج صديقاتها

....................................................................................................

عاد أمجد لشقته وهو يتوقع أن يجد منى مع أمه لكنه وجد أمه منهمكة فى المطبخ فحياها ودخل لغرفته ليغيرملابسه ويرقد ولا يزال حل مشكلة منى مع ممدوح يشغل باله ولكن كان يشغل باله أيضا صورة منى الجميلة المثيرة التى كانت معه صباح اليوم

إنه يفتقدها الآن كما لم يفتقدها من قبل .... تلح عليه صورتها دائما تقطع حبل أفكاره .... تلك الأفكار التى تتمحور حول حل مشكلتها تعيقها صورتها فيحدث نفسه وهو يهز رأسه

  • يخربيت أهلك يا منى مش عارف افكر فى حل لمشكلتك بسببك .... يا ترى إيه غيرك كده يا بنت اللذينة انتِ
يقطع تفكيره صوت ابيه الجهورى يناديه وأخوته لتناول الغداء ليخرج مقبلا يده ويتبعه أخويه ويتجهوا جميعا للسفرة التى إنتهت الأم من إعدادها وبمجرد جلوسهم يبادره أبوه

  • أمجد عايزك بعد الغدا فى موضوع مهم
  • حاضر يا بابا
وتنظر الأم فى وجهه تراقب قلقه البادى لتسأله

  • فيه حاجة يا أمجد؟ شكلك قلقان
  • لا يا ماما مفيش حاجة .... هى منى مطلعتش النهاردة ؟... كنت متوقع إنى هاجى ألاقيها معاكى
  • لا يا حبيبى مطلعتش ... ومعتقدش إنها ممكن تطلع النهاردة
  • ليه هى عيانة ولا حاجة ؟ كانت كويسة الصبح
  • لأ مش عيانة
  • طب فيه إيه ؟
  • ماتبقى تتصل بيها تسألها يا أمجد ... بتسألنى أنا ليه
  • آسف يا ماما ... كنت فاكرك عارفة حاجة
  • حتى لو اعرف حاجة مش هاقولك ... عندك صاحبة الشأن إسألها
وتتبادل امه النظرات مع ابيه لينظر له أبيه نظرة تسكته حتى إنتهوا من غدائهم ليدعوه أبوه لغرفة الصالون وتتبعه أمه

  • أوضة الصالون ..... يبقى فيه أمر خطير أبويا وأمى عايزين يكلمونى فيه .... يا ترى فيه إيه
هكذا حدث أمجد نفسه لتغلق أمه الباب عليه وعليها وعلى أبيه ليتحدث الأب أولا

  • بص يا أمجد ... أمك طلبت إيد منى ليك إمبارح من أمها .... أمها وافقت بس علقت موافقتها على موافقة البنت ....لو البنت وافقت هاخدك ونسافر بورسعيد نطلب إيدها رسمى من أبوها
لم يكن الأمر بالطبع مفاجأة لأمجد كما يتوقع الأب والأم وكان قد أعد نفسه لتلك اللحظة وتجهز لها

  • مش كان واجب برضه يا بابا تاخدوا رأيى قبل ما تاخدوا خطوة زى دى
لتتدخل الأم فى الحديث

  • وانت هتلاقى زى منى فين يا أمجد .... بت زى القمر ومتربية وعارفين أصلها وفصلها ... أى شاب فى الدنيا يتمناها ... ده أنا وانا باحميها أول إمبارح البت مافيش فى جسمها غلطة وجسمها بيضوى كده ..... زى الفل
  • يا ماما كل اللى بتقوليه ده على عينى وراسى بس لسة بدرى على إنى آخد خطوة زى دى فى حياتى .... أنا لسة قدامى خمس سنين دراسة وسنة ونص جيش ولو إتجندت ظابط هافضل فى الجيش 3 سنين يعنى قدامى عالأقل 7 سنين على ما أفكر اتجوز وبعدين أنا باحب منى آه بس زى أختى وعمرى ما فكرت فيها كزوجة
  • يابنى هو انا باقولك إتجوز .... إحنا بس هنخطبها وبعد ما تخلص دراسة وجيش تبقوا تتجوزوا
  • طب نستعجل ليه يا بابا .... ما تسيبونى أخلص دراسة وجيش الأول
  • وهى بنت زى منى دى هتستنى السنين دى كلها ؟ ده شهر ولا شهرين وهتلاقى الخطاب واقفين طابور قدام باب شقتهم
  • إشمعنى يا ماما شهر ولا شهرين ؟ ماهى طول عمرها حلوة مشوفناش طوابير ولا غيره
  • إفهم يا حمار ... منى كانت فى مدرسة بنات بس دلوقتى فى الجامعة حواليها شباب زمايلها ومعيدين سنهم قريب منها ده غير الشباب اللى فى الشارع وأهلهم خايفين يتقدمولها علشان أنا و إنت منزعلش ... يبقى نسبق إحنا ونحجزها قبل ما تروح مننا وأديك شوفت غابت يوم واحد عن الجامعة زميلها أتصل يسأل عليها
  • يا بابا هى تلاجة بالقسط هنحجزها ... ده جواز ومسؤلية أنا مش قدها دلوقت
  • وهتبقى قدها إمتى ؟ لما تلاقى البنت راحت منك
  • لو ليا نصيب معاها مش هتروح ... ده لو مشاعرى ناحيتها إتغيرت طبعا
  • إنتوا بتتكلموا فى إيه دلوقتى .... مش لما البنت توافق الأول ؟ أمها لسة مردتش عليا لغاية دلوقت
  • طيب قومى يا أم أمجد إتصلى بيها شوفلينا إيه الأخبار خلينا نخلص من الموضوع ده
وخرجت الأم لتعود بعد دقائق قليلة للتكلم بكلمات مقتضبة

  • منى موافقتش
واسقط فى يد أمجد ونظر لأمه فى دهشة .... فقد كان يتوقع موافقة فورية من منى بعد ما رآه منها صباحا وقرأه فى وجهها إذا لقد فشل للمرة الأولى فى حياته فى قراءة أفكار منى وتبدل وجهه حتى أن أمه أشفقت عليه وانتظر الثلاتة فى وجوم وأخيرا تحدث أمجد

  • يعنى إيه موافقتش ؟
  • هى دى كلمة ليها معنيين يا أمجد ؟ موافقتش يعنى موافقتش
وعندها قام الأب غاضبا ولم ينظر حتى لإبنه بينما زاد وجوم أمجد وشعر بحزن لم يتوقعه

  • يعنى قالت لأمها إيه ؟
  • قالت لها إنها مبتفكرش فى خطوة زى دى دلوقتى وإنها بتحبك آه بس زى أخوها مش أكتر
  • بس ..... لكن ... مش ممكن
  • بس إيه ولكن إيه يابنى .... مش إنت كنت بتقول إنك مش مستعد دلوقتى وإنك بتعتبرها أختك ..... خلاص هى كمان بتعتبرك اخوها وهى كمان مش مستعدة دلوقتى
إستدارت الأم لتخرج وبمجرد أن أعطت ظهرها لأمجد غطت وجهها إبتسامة فرح عريضة فخطتها تسير كما أرادت وهاهو أمجد يكاد يفقد صوابه لمجرد أن منى قالت ماكان هو دائما يردده

دخلت الأم لغرفتها وأغلقت الباب وراءها لتجد أبو أمجد جالسا فى وجوم

  • مالك يا حسن ؟ قاعد كدة ليه ؟
  • يعنى مش عارفة يا أم أمجد .... إبنك هيلاقى بنت زى دى فين بعد كده
  • ويلاقى بنت زيها ليه وهى موجودة
  • ماهى مش هتفضل موجودة يا ام امجد
  • لأ موجودة ومحدش هياخدها غيره
  • إنتى بتهزرى
  • يا أبو أمجد البنت أصلا موافقة وطايرة من الفرح بس أنا قلتلها تقول لأمها اللى قالته ده
  • وليه كده بس ..... مصعبش عليكى إبنك والحالة اللى هو فيها دلوقتى
  • إبنك يا حسن مكانش عارف يحدد مشاعره ناحية البنت لإنها كانت مضمونة بالنسبة له وكان محتاج قلم زى ده يفوقه علشان بعد كده يحافظ عليها وعلى بيته لما يتجوزوا.... قوم إلبس وانزل روح القهوة زى كل يوم و متتكلمش معاه فى الموضوع ده تانى غير لما هو يجيى يطلب مساعدتك
  • طول عمرك دماغك كبيرة يا أم أمجد .... مش هتأخر أوعى تنامى قبل ما آجى عايزك فى موضوع
  • يا راجل عندنا شغل بكرة
  • يا ستى مفيهاش حاجة لما نخطف يوم فى وسط الإسبوع كمان
وابتسمت الأم وهى تراقب زوجها وهو يخلع ملابسه فجسده لا زال فتيا ولا زالت رغم مرور السنين تعشقه

........................................................................................................

عاد أمجد لغرفته ليستلقى وهو لا يستطيع تحديد مشاعره ... فهو مصدوم من رفض منى لخطبته مع إنه لم يكن ينوى خطبتها .... يعلم أنها جميلة لكنه لم يرها بمثل جمالها اليوم ... أيكون يحبها دون أن يدرى كما قالت أمها له ؟ .... إنه يذكر ثورته التى أخفاها فى صدره يوم أن أخبرته منى بعلاقتها بممدوح ... أكانت غيرة عليها أم خوف .... بالتأكيد لم تكن غيرة فلم يحدث بينها وبين ممدوح رغم علاقتهم التى امتدت لعدة شهور ما قد يثير غيرته وهو يرى ممدوح دائما نكرة لا قيمة له... بالتأكيد كانت مشاعر خوف ... لكن مم كان يخاف ؟ هل كان يخاف من أن يؤذيها ممدوح أم كان يخاف ألا تعود إليه ... إنه لا يتخيل حياته بدونها لكنه لا يراها زوجة ... إذا ما ذاك الشعور بالشبق الذى إنتابه عندما أظهرت له مدى جمالها ؟ أيحبها أم إنه أحب فيها صورة أمها ؟ أفكار وأفكار دارت فى ذهنه كادت رأسه أن تنفجر بها وأخيرا إستسلم للنوم لكنه نوم قلق داعبته فيه أحلام كثيرة تدور كلها حول منى .... صديقة عمره وتوأم روحه

..........................................................................................................

نظر أمجد فى ساعته ليجدها السادسة صباحا قفز ليلتقط التليفون ويصطحبه لغرفته ويطلب رقم منى لتجيبه بعد رنة واحدة

  • صباح الخير يا قردة
  • صباح الخير يا كلب البحر بتتصل بيا بدرى كده ليه
  • وإنتى إيه اللى مصحيكى بدرى
  • ملكش دعوة أهو صحيت وخلاص
  • هتفطرينى النهاردة ولا أشوف حد يفطرنى
  • وإنت ليك غيرى يا لاجئ
  • طب هستناكى الساعة 7 فى البرجولة..... متتأخريش .... وحشتينى يا حيوانة
  • وانت كمان يا حمار وحشتنى ووحشتنى غتاتة أهلك
وينطلق أمجد ليرتدى ملابسه ولأول مرة فى حياته يدقق فى إختيارها ويفتح زجاجة العطر التى أهدتها له منى فى عيد ميلاده السابق ليغرق نفسه بها ويخرج ليجد أمه وأبيه وإخوته فى إستعدادهم الأخيرللنزول ليحيى أباه ويقبل يده وتنظر له أمه بتعجب وإعجاب

  • إنت رايح معاد مهم ولا إيه يا أمجد ؟
  • لأ يا ماما هافطر مع منى فى السطوح ورايح الكلية على طول
  • أمال متشيك ومتبرفن .... مش عادتك يعنى
  • عادى يا ماما .... مفيهاش حاجة لما الواحد يحافظ على مظهره بين زمايله
  • ماشى يا حبيبى .... صبحلى على منى
  • يوصل يا ماما
فنظرت الأم للأب وابتسمت إبتسامة فهم الأب معناها فها هو أمجد يحاول إستعادة منى التى يظن أنه فقدها

انطلق أمجد صاعدا قبل نصف ساعة كاملة من موعده مع منى وأعاد الكرسيين والترابيزة للبرجولة وجلس يراقب الباب فى إنتظار وصولها بينما هبطت الأم والأب السلم سويا بعد أن إقتربت الساعة من السابعة ليقابلا منى صاعدة تحمل صينية الإفطار وبعد أن يتبادلا معها التحية تشير الأم بعينها للأب

  • إسبقنى إنت يا أبو أمجد علشان العربية زمانها مستنياك .... هاقول كلمتين لمنى واروح عالمدرسة
وبمجرد إختفاء الأب تطبع أم أمجد قبلتين على خد منى

  • الواد خلاص هيموت عليكى ... خفى النهاردة بقى جرعة التقل شوية ولو كلمك فى موضوع الخطوبة قوليله إنك مش حاسة إنه بيحبك كفاية
  • حاضر يا ماما ... مش عارفة من غيرك كنت هاعمل إيه
  • وانا ليا غيرك يا بت ؟ ياللا إطلعى متتأخريش عليه
وتكمل منى صعودها لتجد أمجد منتظرها عند الباب ليحمل عنها ما تحمله ويسير خلفها بخطوة واحدة حتى يصلوا البرجولة ليضع الصينية ويسحب لها كرسيها ويقف خلفها قليلا يستجمع أنفاسه وهو لا يرفع عيناه عنها

  • أمجد
  • نعم
  • عينك هتخرم ضهرى ... بتبص على إيه يا سافل
ويرتبك أمجد فتلك الفتاة لا تتوقف عن قراءة أفكاره حتى دون أن تنظر لعينيه

  • إنتى عارفة بابص على إيه متستعبطيش
  • طب تعالى أقعد وبلاش قلة أدب ... إنت من ساعة ما دخلت الكلية وعينك بقت بتروح على حاجات غريبة مكانتش بتلفت نظرك قبل كده
  • كنت اعمى ... ومكنتيش حلوة كدة
  • مالك يالا فيه إيه ؟ إيه المحن اللى جد عليك فجأة كده .... تعالى إترزع قدامى هنا وإفطر
  • ماهو برضه فيه حاجات هابص عليها لما أقعد قدامك
  • إنت بتتعلم فيا المعاكسة ولا إيه ؟ ده كلام يتقال برضه لبنت يا باشمهندس ؟
  • ماهو إنتى مش بنت
  • ولما أنا مش بنت عينيك هتخرج على إيه ؟
ويتحرك أمجد ليجلس فى مقابلها وعينيه لا تبتعد عن وجهها

  • عايز أسألك سؤال يا منى وجاوبينى عليه
  • عارفاه .... وهاجاوبك عليه .... عايز تعرف أنا مرضتش نتخطب ليه ؟.... علشان مش حاسة إنك بتحبنى كفاية علشان نتجوز يا أمجد .... أنا لسة لغاية من يومين كنت فاكرة إنى باحب واحد غيرك وطلع ندل ... مش هوافق أدخل علاقة تانية غير لما أكون متأكدة إن مشاعر اللى هارتبط بيه زى مشاعرى وأكتر.... مش عايزة بعد ما ارتبط بيك تعايرنى بعلاقتى بممدوح إللى إنت نفسك عارف إن أكترحاجة حصلت بينى وبينه إنه حط إيده مرة على كتفى ... لازم أتاكد إن حبك ليا أقوى من إنك تجرحنى بكلمة فى يوم من الأيام ... مش هانكر يا أمجد إنى باحبك من ساعة ما كنا عيال صغيرين لكن ماكتشفتش إنى باحبك بالشكل ده غير لما اتحطيت فى موقف عرفت فيه قيمتك ... كنت باتمنى إنك تمنعنى من دخول علاقة زى اللى دخلتها حتى لو ضربتنى ... ساعتها كنت هاعرف إنك بتحبنى وكنت هافضل مستنياك ولو حتى 100 سنة ...قولى إنت عملت إيه كده علشان تحمينى من ممدوح ؟ أقولك أنا ... فضلت تقولى إنه ندل وميستاهلنيش...مهانش عليك حتى تقولى إنك بتحبنى ... إنت كل اللى عملته إنك كنت واقف تتفرج عليا وبتحذرنى من بعيد وكأنك ميهمكش اضيع منك .... تقدر تقولى لو مكانش ممدوح طلع ندل كنت هابقى فين كمان شهور؟ أقولك أنا ... كنت هابقى متجوزة واحد فاكرة إنى باحبه وبانام كل يوم معاه وأنا بافكر فيك إنت لأنى باحبك وانت بتحبنى ... عارف كنت هابقى إيه يا أمجد ؟ كنت هابقى زوجة خاينة ...أيوه يا أمجد كنت هاكون ست بتخون جوزها على الأقل بمشاعرها ودى خيانة أكبر من الخيانة الجنسية ... فهمت أنا رفضت خطوبتك ليه ؟ رفضت خطوبتك وانا بحبك وانت بتحبنى وانا عارفة إنك بتحبنى ....وامى وامك عارفين أنك بتحبنى ... وابوك وابويا عارفين إنك بتحبنى ....ولو سألت أى واحد ماشى فى الشارع هيقولك إنك بتحبنى لكن إنت خفت تواجه نفسك يا أمجد وتعترف إنك بتحبنى .... عارف ليه ؟ لإنك خايف إن شخصية المصارع المقاتل اللى كونتها لنفسك وحبست نفسك جواها تتهز لو إعترفت لنفسك إنك بتحبنى ... علشان كل ده يا أمجد أنا رفضت خطوبتك .... رفضت خطوبتك لإنك كنت أضعف من إنك تعترف لنفسك بإنك بتحبنى !!!!
كانت الكلمات تنطلق من فمها وكأنها رصاصات تستقر فى قلب أمجد أنهتها ثم انهارت باكية

لم تكن تلك الكلمات التى نطق بها لسانها قد أعدتها مسبقا أو حتى تعلم بأن معانيها تقطن صدرها

كان كل تفكيرها عندما بدأت فى الحديث أن الأمر مجرد خطة تستكملها لإستدراج أمجد ليصرح بحبه لها لكنها وجدت نفسها فى لحظات تكشف له مدى ضعفه فى حماية حبه وكأن مافى صدرها بركان غضب إنفجر بمجرد أن خُدِشت قشرته

كانت قشرة رقيقة بمثل رقة صاحبتها

أما أمجد فقد أكتشف الآن مدى ضعفه ... إكتشف أنه كان يمثل دور اللا مبالى ليدارى ضعفه وقلة حيلته ... أكتشف الآن والآن فقط أنه شخص مغرور يمتلئ جوفه هواء بينما تلك الرقيقة أقوى منه

إكتشف أن تلك الجميلة أقوى منه بحبها وقدرتها على مواجهة نفسها

لقد أدرك الآن فقط أنه يحبها وأنه أيضا قد خذلها لم يدر ماذا يفعل غير أن يمسك بكفيها الرقيقان المرتعشان من فرط الإنفعال ليطبع على كل كف قبلة وضع فيها كل إحساسه بالأسف ورغبته فى الإعتذار

رفعت منى عينيها الباكيتان لوجه أمجد تراقب تأثير كلماتها وتسأله جواب عن ما طرحته عليه فى لحظات إنفعالها

لم يجد أمجد فى قاموسه كلمات تناسب الموقف و لم يدر كيف يتصرف غير أنه أقترب من منى وضم رأسها لصدره ورفع رأسه للأعلى يخفى عنها دموعه التى سالت من عينيه تأثرا مما سمعه منها وأسفا على خذلانها كان يظن أن ممدوح هو الشخص الذى جرحها لكنه أكتشف أنه هو سبب جرحها

لم يدر أى منهما كم من الوقت مضى وهم على تلك الحال لكن بعد أن هدأت منى قليلا رفعت راسها عن صدره

  • أنا آسفة يا أمجد مكانش قصدى أقول كل الكلام ده
  • أنا اللى آسف يا منى ... مكنتش أعرف إنى خذلتك بالشكل ده .... سامحينى
  • طب إفطر علشان تلحق كليتك
  • كلية إيه بقى ؟ النهاردة مش هاروح كلية ولا هاسيبك لوحدك .... أنا هاغيب عنك ربع ساعة بس وارجعلك.... إنزلى إعملى كوبايتين شاى تانيين بدل إللى تلجوا دول على ما أرجع ... وصحى أمك قوليلها إنك رايحة الكلية ..... النهاردة هاعمل حاجة معملتهاش قبل كده وكان لازم اعملها من زمان
  • هتعمل إيه يا عبيط أنتا
  • هنزوغ من المدرسة ونتفسح سوا
  • مدرسة ؟
  • آه مدرسة ... كان لازم نعملها من زمان بس أنا كنت غبى وهاعملها بعد ما دخلنا الكلية يا قردة
فأشرقت إبتسامتها رائعة بين دموعها وكأنها شمس تشرق بين الغيوم

  • إنت إتجننت يا أمجد ..... حقيقى إنتا إتجننت
  • وفيه واحد تكون فى حياته قردة زيك ويفضل عاقل
  • بجد يا أمجد .... بتتكلم جد
  • آه وأمسحى الدموع اللى فى عنيكى دى .... طبعا مفيش معاكى منديل وهتاخدى المنديل اللى معايا ... إنزلى دلوقتى يا بت قولى لأمك إنك رايحة الكلية واعملى لنا كوبايتين الشاى علشان نفطر قبل ما ننزل .... مفيش معايا فلوس أفطرك
ومد لها يده بمنديله وأنطلق يقفز درجات السلم بينما هى تنظر له بتعجب وحب حقيقى وقد عادت إبتسامتها تملأ وجهها من جديد

عاد أمجد بعد ربع ساعة بالضبط ليجد منى فى إنتظاره وتقدم منها واضعا يديه خلف ظهره

  • عملتى الشاى
  • آه عملته وقلت لماما إنى رايحة الكلية
  • هتروحى الكلية وإنتى حاطة مكياج يا قليلة الأدب
  • أمسحه ؟
  • أوعى .... طول مانتى معايا تعملى اللى إنتى عايزاه .... بس غير كده لأ
  • حاضر يا أمجودى
  • إيه؟ أمجودى ؟ بقولك إيه ... أنا لسة خارج من المدرسة العسكرية أول إمبارح والدلع ده هيبوظ أخلاقى
  • يعنى بلاش أدلعك ؟
  • يا بت قولتلك وإنتى معايا تعملى اللى عايزاه وتقولى اللى عايزاه
وأخرج يده من خلف ظهره ليقدم لها وردة حمراء قانية فيحمر وجهها خجلا وتمد يدها لتتناولها بحب وتضمها لصدرها

  • جبت ورد منين عالصبح كده
  • سرقتها
  • سرقتها ؟ يعنى أول مرة تجبلى وردة تبقى سارقها
  • أعمل إيه ؟ مافيش حد بتاع ورد فاتح الساعة دى ولازم أجيبلك وردة .... سرقتها من جنينة المتحف اللى فى الميدان
  • تصدق طول عمرى فاكراك عاقل ... طلعت مجنون رسمى
  • كرهت العقل اللى كان هيضيعك مِنى يا مٌنى وانا مش ممكن أخليكى تضيعى منى
وجلسا يتناولا إفطارهما سويا دون أن يرفع أحدهما عينيه عن ألآخر وبين الحين والآخر ينطلقا سويا فى ضحك طويل .... أى عاقل يراهم وقتها قد يظن أنهما لم ينطقا بكلمة لكن الحقيقة أنهما لم يتوقفا ولو للحظة عن الكلام

لكن بلغتهم الخاصة التى لا يفهمها غيرهم​

..............................................................................................

كانت ام أمجد عائدة من عملها عندما لمحت أمجد ومنى يدلفان من باب العمارة فأبطأت من خطواتها حتى لا يرونها لتراقبهم وهم يصعدون السلم ويد أمجد تتسلل لتمسك بكف الرقيقة منى وتتركهم ليستمتعوا بلحظتهم قليلا قبل أن تفتعل جلبة تنبههم ليترك أمجد كف منى سريعا وسط رقص قلب أم أمجد فرحا بنجاح خطتها

  • إيه ؟ قابلتوا بعض فين ؟
  • كنت باخلص شوية ورق فى الجامعة ولقيت منى خلصت قلت تروَح معايا ومتركبش المواصلات لوحدها
  • طيب يلا بينا نطلع .... شيل عنى الخضار يا أمجد ... عايزاكى يا منى تعالى معايا
ويفسح أمجد الطريق لتسبقه أمه تصطحب منى فى يدها حتى يدخلوا من باب الشقة

  • دخل الحاجة فى المطبخ يا أمجد وخش أوضتك .... هتكلم مع منى فى موضوع


وتنفرد أم أمجد بمنى فى غرفة النوم وتغلق عليهما الباب

  • إحكيلى .... قابلتيه فين ؟
  • مش قالك فى الجامعة يا ماما
  • يا بت ؟ هتضحكى عليا ؟ وهو برضه لو كان قابلك فى الجامعة بالفستان ده والكحل اللى فى عنيكى كنتوا هترجعوا منسجمين والفرحة بتنط من عنيكى كده ؟ ده كان زمانه طين عيشتك وسود يومك
  • بصراحة يا ماما .... إحنا مروحناش الجامعة النهاردة إحنا الإتنين .... زوغنا من المدرسة وخرجنا إتفسحنا سوا
  • مدرسة إيه يا بت اللى زوغتوا منها ؟ إنتى إتهبلتى ؟
  • هو قالى إن إحنا كان لازم نزوغ من المدرسة من زمان ونخرج سوا وانا طاوعته
  • طاوعتيه ؟ طب قوليلى ....... قالك إنه بيحبك ولا لأ
  • يووووووه ده قال وقال وقال هو مقالهاش بلسانه ... بس قالها بعنيه وبتصرفاته وكل حاجة عملها النهاردة
  • وعمل إيه النهاردة ؟
  • جابلى وردة وركبنى الأتوبيس النهرى ومشانى على النيل ومسابش إيدى من إيده غير على أول الشارع ..... امجد ده طلع رومانسى و حنين أوى يا ماما ... أكتر من محمود ياسين
إحتضنت أم أمجد يومها منى كثيرا سعيدة لسعادتها وللسعادة التى رأتها على وجهها والحب الذى تتحدث به عن أمجد ونظرت لهذا الوجه الجميل بحب وتمنت أن تكتمل فرحتها وفرحة إبنها وإبنتها ....أو التى أصبحت إبنتها

  • إيه ده يا بت ؟ مش حاطة روج ليه ؟
  • مانا كنت حاطة يا ماما بس إتمسح
  • ومين اللى مسحه يا روح ماما ؟
  • لأ يا ماما متخليش مخك يروح لبعيد .... امجد مؤدب ومش ممكن يبوسنى فى الشارع
  • أمال ممكن يبوسك فين يا عين ماما ؟ إيه اللى مسح الروج يا بت .... إنطقىٍ
  • إتمسح واحنا بناكل أكيد
  • إنتوا إتغدتيوا برا ؟
  • لو كان معاه فلوس كان عزمنى عالغدا .... بس هو أكلنى ترمس و درة وحمص الشام وشربنى عصير قصب .... أجمل يوم فى حياتى النهاردة يا ماما ... من غيرك مكانش ممكن يعمل اللى عمله النهاردة
وخرجت منى وأم امجد من غرفة النوم وتركتها مع أمجد فى غرفته لكنها ولأول مرة لم تغلق عليهما الباب .... فما رأته بينهما من مشاعر ملتهبة اليوم لا ينبغى معه تركهما منفردين وراء باب مغلق

....................................................................................................

قبل السادسة صباحا كان أمجد مستيقظا بعد ليلة قضى فيها نوما هادئا طويلا بعد ليال أربعة لم ينم فيها كثيرا إما لإنشغال باله أو لمغامراته الليلية مع أم منى ..... تلك الليلة التى سبقها نهاراً رائعاً قضى معظمه مع حبيبة عمره الرقيقة منى ومعظم ليله حالماً بها خطيبة وزوجة وكان نهارا مفصليا فى حياته حينما كشفت له حبيبته عن أكبر نقاط ضعفه

فى الأصل يوم الخميس بكليته مخصص للدروس العملية ولا يوجد بجدوله محاضرات عامة ولما لم تكن الدروس العملية قد بدأت بعد فى الأسبوع الأول من الدراسة فلن يذهب لكليته ويمنى نفسه بقضاء أطول وقت بصحبة تلك الرقيقة التى تخفى تحت غطاء رقتها قوة لم يكن يمتلكها وقتها

بمجرد إفاقته تماما تسلل للتليفون وأصطحبه لغرفته وطلب منى التى أجابت بعد رنة واحدة وكأنها كانت تنتظره وهى بالفعل كانت تنتظره

  • صباح الخير يا قردة .... كنت خايف تكونى لسة نايمة
  • صباح الخير يا أمجودى .... وحشتنى
  • يادى النيلة عالرقة اللى عالصبح .... خايف يا بت آخد على الدلع ده
  • يا حبيبى خد على الدلع زى مانت عايز ..... هافضل ادلعك بقية عمرى
  • كمان حبيبى .... لا كده كتير عليا .... هتفطرينى النهاردة ولا أنزل أدور على عربية فول أفطر عليها
  • عربية فول ؟ أنا باجهز للفطار النهاردة من قبل ما أنام ... النهاردة أول يوم هافطر فيه بعد ما إتأكدت أنى حبيبتك
  • يا بت بلاش الرقة دى مش واخد انا على كده
  • طيب .... سبنى بقى علشان ألحق اعمل الفطار وأغير هدومى
  • برضه قميص النوم المقفول أبو كمام
  • توء توء ..... لابسة بيجامتك وكنت نايمة على مخدتك
  • طب إقفلى بقى قبل ما يغمى عليا من الرقة دى ... هستناكى الساعة 7 متتأخريش
  • حاضر .... سلام يا ..... أمجو..دى
لليوم الثانى يدقق أمجد فى إختيار ملابسه ويخرج زجاجة عطره ويتأكد من نعومة ذقنه ويتسلل خارجا ليعود بعد ربع ساعة لتدخل عليه أمه بعد دقائق

  • صباح الخير يا أمجد
  • صباح الخير يا ماما
  • لابس ومتشيك النهاردة كمان .... رايح الجامعة ولا وراك مشوار
  • معنديش محاضرات النهاردة يا ماما ..... هافطر مع منى
  • أها ... والوردة الحلوة اللى عالمكتب دى لمنى ؟
فيحنى رأسه فى خجل لتستكمل الأم حديثها

  • بص يا أمجد ... أنا أسعد واحدة فى الدنيا بشكل علاقتكم الجديدة دى ... بس عايزاك تاخد بالك إن منى بنت رقيقة وجميلة وعيون الناس كلها ستات قبل رجالة عليها ... علشان كده لازم تاخد بالك منها ومتعملش أى حاجة ممكن تأثر فى يوم على سمعتها
  • مش فاهم قصدك إيه يا ماما
  • يعنى مثلا مينفعش الناس يشوفوكوا رايحين جايين مع بعض أو مثلا حد من الجيران يشوفكوا عالسلم وانت ماسك إيدها زى ما شوفتكوا إمبارح ... متنساش إن لسة مافيش حاجة رسمى بينكم وبين بعض
  • مش إنتوا طلبتوها من أمها ؟
  • وإنت رفضت وهى رفضت وأبوها معندوش خبر ... لو بتحبها صحيح لازم تاخد خطوة رسمى
  • طيب أعمل إيه ؟
  • الرجولة بتقول إنك تاخد ابوك وتروحوا تطلبوها من ابوها وتحددوا معاد خطوبة
  • خلاص هاروح اكلم بابا دلوقتى ونروح بكرة نقابل أبوها
  • يابنى إنت مجنون ؟ حاجة زى دى لازم تقعد مع ابوك وتعتذرله عن الكلام اللى قولته امبارح وتقنعه إنك غيرت رأيك ... النهاردة أقعد مع ابوك وشوفوا هتعملوا إيه وانا هانزل لأمها النهاردة أكلمها تانى
  • مش عارف من غيرك كنت هاعمل إيه يا ماما ... يخليكى ليا وماتحرمش منك ابداً
  • النهاردة إفطروا مع بعض براحتكوا ... بس دى آخر مرة لإن الناس ممكن يشوفوكوا عالسطح مع بعض ... إصبروا شوية لغاية ما نعلن خطوبتكم وبعدين لو عايزين تفطروا مع بعض كل يوم براحتكم ... وحسك عينك تنزلوا الشقة هنا وأنا مش موجودة ... مش عايزين الناس تتكلم علينا
  • زى ما حضرتك شايفة يا ماما
شعر أمجد يومها وهو يتناول إفطاره بأنه أجمل طعام تناوله فى حياته ... فقد أعدته الرقيقة منى وخلطته بحبها ومشاعرها ورقتها اللا محدودة التى تحيطها دائما وتزيد جمالها جمالا وأخبرها بما دار بينه وبين أمه ورغم حزنها لأنها ستحرم من إفطارها اليومى بصحبة أمجد إلا أنها سعدت بخبر قرب إعلان خطوبتها لأمجد التى أصبحت بالنسبة لها حلمها القريب

مر اليوم وعادت أم أمجد من العمل وانفردت كالعادة بمنى وحينما عاد الأب حاول أمجد أن يفاتحه لكنه إستمهله لبعد الغداء وانفرد به فى الصالون

  • بابا .... أنا عايزك تخطبلى منى
  • نعم ؟ أخطبلك منى ؟ يا بنى مش إمبارح بس عرضت عليك نفس الموضوع وانت رفضت ؟ إيه الجديد اللى حصل فى أقل من 24 ساعة غير رأيك
  • فوقت لنفسى يا بابا ... مش ممكن أسيب منى تضيع منى
  • عرفت قيمتها يا أمجد ؟
  • لأ ... عرفت إنى كنت حمار زى ما حضرتك قلت يا بابا
  • طيب وإيه المطلوب دلوقتى
  • بعد إذن حضرتك نروح نطلبها من أبوها
  • يابنى مش لما هى توافق الأول
  • هتوافق ... ماما هتنزلهم النهاردة وهتسألها تانى وهى هتوافق
  • يعنى إتكلمتوا مع بعض وهى وافقت؟
  • أيوه يا بابا هى وافقت ... ياريت حضرتك نروح بكرة بورسعيد نطلبها من أبوها
  • يا بنى هو سلق بيض ؟ نطب عالراجل فجأة كده ؟ لازم نتصل بيه ونحدد معاه معاد علشان نلاقيه ... إفرض روحنا ولقيناه مش موجود أو مشغول ؟
  • طيب ننزل نروح السنترال دلوقتى نتصل بيه ونروح له بكرة
  • يابنى مينفعش ... أنا هاتصل بيه يوم السبت من المصنع ونروحله الجمعة الجاية
  • لسة هستنى للجمعة الجاية يا بابا؟
  • يابنى إنت هتجننى ... إمبارح عايز تستنى 7 سنين والنهاردة مش قادر تصبر 7 أيام ده إيه الجنان ده .... قلت لك الجمعة الجاية يبقى الجمعة الجاية ... إتفضل سيبنى بقى عايز أقعد مع نفسى شوية أرتب هنعمل إيه
وترك أمجد اباه بعد أن إستأذنه فى ذهابه للمقهى ليقابل بعض الأصدقاء وأعطاه الأب الإذن فشكره وقبل يده وانصرف

......................................................................................................

أتى المساء وكمعظم ايام الخميس عندما يحل الظلام توافدت سيارات فارهة تملأ فراغات الشارع بأصدقاء ممدوح مدعوين لحفلة يقيمها بشقته إنتهت بعد منتصف الليل إلا أنها لم تنته بهدوء حيث تسبب إصطدام ثابت صبى المقهى وهو ينطلق بدراجته الهوائية لشراء بعض الأغراض للمقهى بإحدى سيارات المدعوين لتنشب مشاجرة عنيفة بين ثابت وصاحب السيارة إنضم إليها رواد المقهى وبعض شباب الشارع فى جانب وباقى مدعوى الحفلة فى جانب أخر

إستمرت المشاجرة لدقائق أنهاها صوت سارينة سيارة البوليس فاختفى جميع أطراف المشاجرة فى دقائق ليعود للشارع هدوءه

مر يوم الجمعة والسبت وأمجد ومنى يهيمان فى حالة حبهما و سمحت لهم أم أمجد بالبقاء منفردين بحجرته وإغلاق الباب عليهما بعد أن نبهتهم أنها ستكون دائما خلف الباب حتى لا يتجاوزا وهم بالفعل لم يدر بذهنهم أن يتجاوزا .... فأقصى أمانيهم يومها هو أن يبقوا متشابكى الأصابع لأطول وقت

إتصل أمجد بمنى يوم الأحد بمجرد عودته وكانت هى متجهزة لتلك المقابلة اليومية تحت إشراف الأم فصعدت إليه فورا لتتشابك أصابعهما فور إغلاق الباب ويتحادثا همساً حتى لا تسمع أمه الواقفة بالتأكيد خلف الباب

  • وحشتينى يا قردة .... عندى خبر بعشرتلاف جنيه ... مشكلتنا إتحلت ... إتصلى بالحيوان ممدوح وخليه يقابلك فى الكلية بكرة الساعة 10
  • إتحلت إزاى يا أمجد ؟
ليخرج لها أمجد مظروف كبيركالذى تحفظ فيه النقود

  • إيه ده يا أمجد ؟ وجبت الفلوس دى كلها منين ؟
  • فلوس إيه يا بت اللى جبتها ؟ أنا لاقى آكل
  • أمال إيه اللى فى الظرف ده ؟ أوعى تكون فلوس مزورة ؟
  • يا بت فلوس مزورة إيه وبتنجان إيه .... هو احنا فى فيلم عربى ... دى حاجة أغلى من الفلوس .... دى صور للمحروس
  • بجد ؟ طب فرجنى
  • يا بت عيب .... دى صور فيها قلة أدب ميصحش تشوفيها .... وبعدين إفرضى أمى دخلت علينا واحنا بنشوف قلة أدب هتقول علينا إيه
وبالفعل فتحت الأم الباب عندما طال همسهما ولم تسمعهما يتكلمان

  • عايزين حاجة يا ولاد ؟ أعملكوا شاى؟
  • أهو .... شفتى .... مش قلتلك .... جهاز مخابرات قاعد معايا فى البيت .... شكرا يا ماما .... كنا بنتفق هاقول لأبوها إيه لما أقابله .... إطمنى مش هنعمل أى حاجة قليلة الأدب
  • بلاش سفالة يا أمجد قدام البنت
  • حاضر يا ماما .... خمس دقايق نخلص كلام وهاسيبهالك تستجوبيها براحتك
وتخرج الأم وتغلق الباب خلفها ليلتقط أمجد سماعة التليفون ويطلب رقم ممدوح ويناولها السماعة وهو يضع يده على ميكروفونها

  • متطوليش معاه ... قابلنى بكرة الساعة 10 فى كافيتريا الكلية جبت لك اللى طلبته وبس متقوليش حرف زيادة
  • ماشى
وبالفعل تنفذ منى ما طلبه منه حبيبها وفارسها لتخرج منى بعدها لتجالس الأم التى حاولت معرفة ما كان يدور من حوار بينها وبين أمجد لتجاوبها برد افحمها

  • ميصحش الواحدة تقول اللى بينها وبين راجلها يا ماما .... مش إنتى قولتيلى كده
  • ماشى يا بنت ريرى ... بس برافو عليكى يا بت ... مش هاقدر اقولك حاجة غلبتينى
بمجرد دخول منى من باب كافيتيريا الكلية فوجئت بأربعة شبان لم يسبق لها رؤيتهم يهرعون ناحية أمجد لتلتقى أذرعهم و أكفهم معه فى سلام حار وغريب ويتحلقون حول أمجد ومنى وينطلق الشباب بصوت عالى

  • نورت الكلية يا قومندان ... كان المفروض نعلق البيارق بس هنا ميعرفوش الأصول
  • عاملين إيه يا وحوش ... أعرفكم بخطيبتى منى .... زميلتكم ... فى سنة أولى زيكم ... ودول بقى رفعت ، أحمد ، طايل ، أيمن أصدقائى وزمايلى فى المدرسة ونعتبر أنا وهما من ضمن الفاشلين اللى مدخلوش حربية
  • يا قومندان إنت غير... إنت مدخلتش بمزاجك .... إحنا سقطنا طبى
  • فيه مكان تنكلم فيه ولا هنا تمام
  • نتكلم بره أحسن يا قومندان
  • واتجه الخمسة يحيطون بمنى للخارج حيث توقف الركب عند أحد أحواض العشب حيث تحلقوا واندست منى بينهم تحاول فهم ما يقولون لكنها فشلت ..... إنهم يتحدثون العربية بكل تأكيد ومخارج أفاظهم محددة وسليمة لكنها لم تفهم معظم كلماتهم وعندما جلسوا جلست معهم لكنها لم تستطع أن تجلس نفس جلستهم رغم أنها ترتدى بنطلون متسع فأمجد امرها أن تذهب دائما لكليتها ببنطلون متسع لتخفى ساقيها
جلست تتأمل الخمسة ... من يراهم يجزم بأنهم أخوة رغم إختلاف أحجامهم وملامحهم فلهم نفس البشرة السمراء ويرتدون جميعا قمصان متسعة يدخلونها فى البنطلون وبنطلوناتهم مكوية واسعة عكس الموضة السائدة وخط كى البنطلون المستقيم من أول الحزام وحتى نهاية الساق بدون أى خلل ونفس الأحذية السوداء الملمعة بعناية إنهم جنود ضلوا طريقهم فوجدوا أنفسهم وسط الحياة المدنية ولم يستطيعوا بعد التأقلم معها

لم تفهم منى معظم ما يقولون لكن عندما فتح أحدهم كشكوله وأخذ يرسم بعض الخطوط والدوائر فهمت أنهم ينصبون كمينا ما لشخص خمنت أنه ممدوح و بعد ما إنتهوا من نقاشهم الذى لم تفهم منه شيئا تحدث أحدهم

  • بينا بقى نعمل الواجب يا قومندان
واتجهوا للكافيتريا حيث جلس أمجد واثنين من زملائه معها بينما ذهب الباقيان وعادوا يحملون 6 أكواب من الشاى ولم تستوعب منى كيف أستطاع شخصان حمل 6 أكواب ساخنة بايديهم العارية دون أن تنسكب منهم نقطة شاى

إستمتعت منى بتلك الجلسة التى فهمت فيها سر مناداتهم لأمجد بكلمة قومندان وبأنه كان قائدهم طوال مدة دراستهم وضحكت طويلا عندما شرع أحدهم فى إفاهمها سبب منادتهم له بقومندان فشرحها بلفظة حكمدار فهى لم تفهم الأولى ولا الثانية

فهمت منى وقتها سبب عدم وجود أصدقاء من حيهم لأمجد .... فأين سيجد مثل هؤلاء الذين تراهم الآن ليصادقهم

شعرت منى بالأمان التام بوجود أمجد بجوارها ومعه مثل هؤلاء الأربعة فمعهم لن يجروء شخص أن يحاول جرحها ولو بكلمة

وفجأة نظر الخمسة لساعاتهم وانسحب الأصدقاء الأربعة ليختفوا فى ثانية وتبقى مع أمجد ويطل ممدوح من باب الكافيتريا بوجهه الذى بدا لها فى تلك اللحظة كريها رغم وسامته يحمل فى يده حقيبة مستندات صغيرة ليتجه ناحيتها ويقف بينها وبين أمجد

  • جبتى الفلوس يا .....
يبدو أنه كان سينطق بلفظة ما لكن نظرة من أمجد الذى تبدل وجهه فجأة من الطيبة الشديدة التى تبدو عليه إلى قسوة شديدة بدت على ملامحه أوقفت الكلمة فى حلقه ليغير من لهجته

  • جبتى الفلوس يا منى ؟
فيظهر له أمجد طرف الظرف الذى يحمله وعندما مد يده ناحية المظروف مد أمجد يده ليمنعه فسحب يده على الفور فهو لم ينس بعد أثر قبضة أمجد على ذراعه عندما قابلته به لتعرفه عليه

  • إنت اتجننت يا ممدوح ؟ هتعد مبلغ زى ده هنا ؟ تعالى نشوف حتة مدارية أديك فلوسك و تدينى الحاجة اللى معاك
  • ماشى .... كل الكلية تحت أمرك
  • طب ياللا بينا ندور على مكان أمان .... إستنى إنتى هنا يا منى لغاية ما ارجع لك
لم تستطع منى صبرا فتبعتهم تراقبهم من بعيد وممدوح يسير وراء أمجد كأنه منوم مغناطيسيا ودخلوا لمبنى الكلية وساروا فى ممراتها وهى تتبعهم إلى أن وصلوا أمام إحدى القاعات فلاحظت وقوف أصدقاء أمجد الأربعة أمام بابها وكأنهم طلبة يتناقشون وعندما مر أمجد وخلفه ممدوح بينهم فوجئت باثنين منهم يرفعون ممدوح بسهولة عن الأرض رغم ضخامته ليدخلونه إلى القاعة و بالأثنين الآخرين يغلقون الباب ويقفون أمامه وفوجئت بأمجد يلتفت خلفه لينظر مباشرة فى عينيها نظرة أرعبتها وجعلتها تعود بسرعة للكافيتريا قبل أن يدخل القاعة خلف من كانوا يحملون ممدوح

فوجئ ممدوح بنفسه داخل القاعة جالسا على كرسى يبدو أنه وضع خصيصا له بينما يقف صديقى أمجد يحيطاه من الجانبين ضاغطين على أكتافه حتى أنه عندما حاول الوقوف لم يستطع وكأنه مقيد بهذا الكرسى

وقف أمجد بعيدا عن ممدوح بأمتار ينظر له نظرة شديدة القسوة حتى أنه خاف منها وتكلم وهو يضع نظره بعيدا

  • إنت فاكر إن الحاجة فى الشنطة ...... طول عمرك غلبان
  • لا ياروح أمك أنا عارف إن الحاجة فى البيت .... بس هادفعلك تمنها وتجيبهالى
  • كده إنت بتفهم .... هات الفلوس واجيبلك الحاجة
  • أنا قلت فلوس ؟ أنا مقلتش فلوس
  • مش بتقول إنك هتدينى تمنها ؟ رجعت فى كلامك بسرعة ؟ على كل حال اللبوة متلزمنيش أنا خدت منها كل اللى عايزه وهاخد من ابوها الفلوس
توقع ممدوح أنه بهذه الجملة سيثير غضب أمجد ويتشفى منه لكنه وجد أمجد ينظر إليه بهدوء شديد ويتوجه نحوه بخطوات بطيئة وهو يمرر سبابته على شاربه وكأن الوحشان اللذان يثبتانه يعرفون ما سيحدث فرفعا عنه أيديهما وأبتعدا قليلا وقبل أن يحاول الوقوف فوجئ بصفعة دوى صوتها فى أذنه لأيام وتركت علاماتها على وجهه لأسابيع

  • إنت فاكر كده هاديك الحاجة .... إضرب للصبح فى الآخر هتسيبنى والحاجة كده أو كده مش معايا وبدال الألفين هيبقوا اربعة
  • مقولت لك مش هتاخد فلوس .... أنا هديك تمنها ومقولتش فلوس
  • أمال تمنها إيه يا شحات
ففتح أمجد المظروف وأخرج منه مجموعة من الصور ناولها لممدوح الذى همد تماما وبات كأنه لا يستطيع التنفس وهو ينظرللصور صورة بعد أخرى بينما أمجد يتحدث إليه دون أن ينظر ناحيته

  • لما انت كده .... بتجرى ورا البنات ليه ؟ إنت بتتناك إنت حر فى طيزك .... لكن كمان بتجيب البنات لأصحابك ينيكوهم معاك .... يعنى خول ومعرص فى وقت واحد .... اللى انا فهمته من الصور دى إن حفلاتك مافيهاش بنات وإن كلهم يا إما خولات زيك بيتناكوا يا إما خولات تانية بينيكوهم ... وكمان بتتصوروا وانتوا كده .... إيه يا خول بتوثقوا اللحظة الوسخة يعنى ؟ لأ وجايبين مصوراتى محترف وبتتصوروا صور بالألوان ....... مش فاهم إيه الممتع فى كده ؟
  • إنت جبت الصور دى منين ؟ هى شنطة المصوراتى اللى اتسرقت فى الخناقة إنت اللى سرقتها ؟
  • وانا حرامى زى أبوك يا عرص .... سرقها واحد ابن حلال خد الكاميرا لنفسه وحمض الافلام وطبعها وجابلى الصور والنيجاتيف
وحاول ممدوح أن يبدو متماسكا ويفسح لنفسه مجالا للتفاوض بعد أنه وضعه أمجد فى وضع لا يحسد عليه

  • وهتعمل إيه بالصور يعنى ؟ هتوديها لأبويا ؟
  • لا يا عين ابوك .... اكيد ابوك خول ومعرص زيك ومش هيزعل ..... أنا هدىّ نسخة للواد ثابت رويتر فى القهوة .... وهوزع نسخة فى النادى .... والشباب معاك فى الكلية هيوزعولهم نسختين تلاتة .... دول اصحابى ومش هبخل عليهم طبعا ....وكفاية عليك الواد ثابت .... ده حتى الراجل اللى بيجبلك الحشيش هيعرف انك بتتناك وهياخد نيكة فوق تمن الحشيش كل مرة .... ده لو رضى يبيعلك تانى أصلا بعد ما يعرف إنك خول ... ماهو تجار الحشيش مبيرضوش يبيعوا للخولات اللى زيك ... بيخافوا يتشبهوا بعيد عنك
وهنا انهارت قدرة ممدوح على التفاوض تماما وأصبح مستعدا لسماع ما يطلبه أمجد

  • خلاص يا أمجد إنت كسبت ..... هاجيبلك الصور والجوابات وتدينى الأفلام والنسخ اللى طبعتها
  • أنا قلت إنى هديك حاجة قصاد الصور والجوابات ؟ أنا قلت كده يا رفعت ؟ أنا قلت كده يا طايل ؟
  • محصلش يا قومندان إنت مقولتش هتديه حاجة
  • شوفت ؟ مقولتش هاديك حاجة
  • مش قلت هتدينى تمن الحاجة اللى عندى
  • تمن الحاجة اللى عندك إن الصور والنيجاتيف يفضلوا معايا محدش يشوفهم غيرى .... وغير الشباب الحلوين دول ... علشان تفضل عينك مكسورة فى الكلية قدامهم ... بس للأسف مش هاقدر اوريهم لمنى علشان محبش أنها تشوف أشكال وسخة زى دى... متهيألى فهمت ... وعلى فكرة خطوبتى على ستك منى الإسبوع الجاى ...طبعا مش هاقدر اعزمك علشان مش هاعزم خولات على فرحى ... بس إياك تفكر تضايقها بأى شكل ولو شوفتها ماشية فى الشارع تتنيل تستخبى فى أى مصيبة علشان عينها متقعش عليك ... مفهوم ؟
  • مفهوم ... وإيه المطلوب منى ؟
  • الساعة دلوقتى حداشر ونص المسافة من هنا لبيتكم عشر دقايق بالعربية الساعة 12 تكون فى الكافيتريا ومعاك الصور والنيجاتيف و الجوابات ..... آه كنت هنسى .... وشنطتها مش ناقصة قشاية ... هتلاقى ستك منى هناك تديها الحاجة وانت موطى راسك زى الكلب وتعتذر لها لغاية ما تقبل إعتذارك وتخرج من الكافيتريا ... ولو لقيتها يوم فى الكافيتريا وانت قاعد تاخد بعضك وتخرج .... بسرعة إلحق وقتك وإدعى إن ميكونش كاوتش عربيتك نايم زى ما لقيته النهاردة الصبح بسرعة إلحق وقتك
.......................................................................................................

طال الوقت على منى وهى جالسة وحدها فى إنتظار عودة فارسها وأصدقائه الأربعة وكادت تذهب للقاعة التى رأت أمجد يدخلها لكنها كلما تذكرت نظرته إليها تصرف هذا الخاطر عن رأسها حتى رأت أخيرا أمجد وأصدقائه أمام باب الكافيتريا يتجهون إليها وسط ضحكاتهم العالية ومزاحاتهم الخشنة وورأت المظروف الذى كان يحمله معه صباحا فى يده كما كان فلم تعد تدرى هل نجح أمجد فى إستخلاص أشيائها من ممدوح أم فشل ولم تعد تطق صبرا

  • طمنى يا أمجد إيه اللى حصل
  • حصل خير يا منى .... نص ساعة وهتكون الحاجة معاكى ... متقلقيش
  • هى الحاجة مكانتش معاه ؟
  • لأ طبعا ... كان عامل حسابه ياخد الفلوس ويفضل كل شوية يبتزك
  • إبن الكاااالب
  • عيب يا منى .... إحنا مبنقولش الشتايم دى ..... بصى بقى .... ممدوح هيجيى يديكى الحاجة ويعتذرلك ومش هتشوفى وشه تانى ... عايزك تاخدى حقك منه وانتى حاطة رجل على رجل ... وتتأكدى إن حاجتك مش ناقصة حاجة .... إنتى عارفة عددهم
  • 3 جوابات و 5 صور
  • تمام ..... إتأكدى منهم وتممى على شنطتك وتقوليله يغور فى داهية من وشك
وانطلقت موجة من المزاح والضحك بصوت مرتفع قطعه أيمن بإشارة برأسه لمدخل الكافيتريا ليقفز الشباب الخمسة واقفين ويشير أمجد لمنى بالوقوف ليدير كرسيها ليصبح ظهرها للترابيزة ويشير إليها بالجلوس لتجلس جلستها الأنيقة فى لحظة وصول ممدوح ليطأطئ رأسه ويتفدم من منى يمد يده إليها بشنطتها وفوقها بعض الأظرف المفتوحة والصور والنيجاتيف ويتحلق أمجد واصدقائه فى حلقة واسعة وياخذ أمجد مكانه مواجها لمنى وينطق ممدوح أخيرا بصوت خافت

  • أنا آسف يا منى ... انا طلعت ندل معاكى
وتنظر منى لأمجد لتعرف كيف تتصرف فيشير لها أمجد على خده فتميل راسها لليسار متعجبة فيهز لها رأسه علامة الإيجاب فتهوى بكفها الرقيق بكل ما إستطاعته من قوة على وجه ممدوح فى صفعة سمعها كل الموجودين ليدير لها ممدوح ظهره ويخرج فورا من الكافيتريا بينما يرفع أيمن صوته الجهورى

  • حصل خير يا جماعة ... كان سوء تفاهم وراح لحاله
.........................................................................................................

عادت الأم من عملها لتجد باب غرفة أمجد مفتوحاً وأمجد ممدد على فراشه بملابسه التى رأته بها صباحا عاقدا ذراعيه خلف رأسه

  • مساء الخير يا أمجد .... إنت رجعت بدرى ليه ؟
  • أنا مروحتش الكلية النهاردة يا ماما ... كان عندى مشوار مهم باخلصه
  • طيب يا حبيبى ... تحب أعملك حاجة تاكلها ؟
  • شكرا يا ماما
وقام أمجد واقفا على ساقيه ليتجه لأمه ويمسك بيدها ليقبلها

  • أنا مش عارف أشكرك إزاى يا أمى
  • تشكرنى على إيه يا بنى
  • لإنى متأكد إن إنتى اللى رجعتيلى منى وفوقتينى مع إنى معرفش إنتى عملتى إيه بالظبط
  • إنت ومنى ولادى يا أمجد ... خد بالك منها لإن البنت دى جوهرة مفيش منها إتنين
  • عارف .... ممكن أطلع مع منى فوق شوية وبعدين ننزل نقعد هنا
  • ماشى يا أمجد .... هاستناكم
ويتصل فورا بمنى ويطلب منها مفابلته بالسطح مصطحبة ما أخذته من ممدوح لتجده حين تصعد جالسا بالجانب البعيد من السطح وأمامه دلو معدنى وزجاجة عرفت منه أنها بنزين

مدت يدها لأمجد بما تحمله فأشار لها برأسه لتسقطها فى الدلو

  • مش عايز تشوفهم تعرف انا كاتبة فيهم إيه
  • لأ مش عايز
ويسكب البنزين فوق الخطابات والصور ويشعل فيها النار ويصطحب منى لتجلس مع أمه تلقنها دروس الحياة كما اعتادت كل يوم

الجزء السادس



مقدمة

أرهقنى الباشا فى كتابة قصته

أحيانا تسترسل ذكرياته فيظل ساعات مسترسلا فى الحكى .... وأحيانا يضن بهذا الحكى نهارا كاملا ليوقظنى بعد منتصف الليل لأكتب ما يمليه من ذكرياته

أحبه غالبا وأكرهه أحيانا ... فى هذا الجزء بالذات وفى نهايته أحسست بكرهٍ شديد له ولشخصيته قد يكون هذا الكره لأنى أعرف الشخصيات الحقيقية التى يحكى عنها وقد يكون كرهى لما ترسخ عنه فى أذهان الكثيرين و ذهنى بأنه تلك الشخصية المثالية التى تضع حدوداً لعلاقاتها

فى هذا الجزء أصر الباشا على شرح بعض تقاليد التقدم للخطبة فى الثمانينيات حيث كانت الأبواب لا تزال مفتوحة بين الجيران ولابد من إشهار الخطبة بين المحيطين

كانت زجاجات الكوكاكولا هى المشروب الرسمى للحفلات البسيطة وكانت العروس يجب أن تصنع القهوة بيدها لتقدمها لخطيبها وأمه وأبيه وكانت تلك القهوة بمثابة إختبار قبولها من أم العريس

كان سماع موافقة البنت على الخطيب أمام أهله تقليد بسيط لكن جميل

كانت تقاليد بسيطة لكنها جميلة لا أدرى هل لا زالت موجودة أم زالت مثل الكثير من التقاليد

ولنعد الآن إلى قصتنا التى يمليها علىّ الباشا

...................................................................................​

إصطحب أمجد حبيبته الرقيقة لشقتهم بعدما أحرق ذكرياتها الكريهة مع ممدوح وأحرق معها إحدى نقاط ضعفه لتستقبلهم الأم وترتمى منى فى حضنها كالعادة لتستجوبها الأم كالعادة أيضا ويتجه أمجد لغرفته الصغيرة ويستلقى مفكرا فى أحداث تلك الأيام القصيرة فى الزمن الكبيرة فى حياته فهو لأول مرة يقوم بعمل يشعر بالفخر بإنجازه

فهو رغم ميدالياته وبطولاته لم يشعر يوما بأنه أنجز شئ يستحق الفخر حتى أن كل ميدالياته إلا واحدة محفوظة فى صندوق يكاد يكون مهملا فوق دولابه لا يفتح إلا كل عدة أشهر لتضاف له ميدالية جديدة

قفز لذهنه أول ميدالية فاز بها وكيف تسلمها بشعورعادى و شعور فرحته عندما رأى الفرحة تقفز من عينى منى بعدما هرع إليها فى شقتها ليخبرها بفوزه ... تلك الفرحة التى دفعته لإهدائها تلك الميدالية لتبقى دائما أمامها

يومها رفض بشدة أن يصطحبها أبيه وأمه معهما لمشاهدته يلعب بحجة أنها صغيرة ولن تستمتع بالمشاهدة بينما هوالآن يعرف أنه كان يخشى أن تراه يُهزم

تلك الميدالية الأولى التى يعتبرها كل رياضى أغلى ما يملك معلقة الآن فوق مراية غرفة منى تعتنى بها عكس باقى ميدالياته المدفونة فى ذلك الصندوق

عرف الآن أنه كان يفوز بسببها فهو لم يخسر جولة واحدة حضرَتها وكان يُهزم فقط عند غيابها

عرف الآن أن تلك الرقيقة بضعفها هى سر قوته وأنه كاد يفقدها فقط بسبب خوفه من إعترافه لنفسه بأنه يحبها

.....................................................................................................

بينما كان أمجد مشغولا فى الإعتراف لنفسه بحبه لمنى كانت منى تستكين فى حضن أمه تسمع منها وتحكى لها

  • إيه يا بت ؟ السعادة اللى بتنط من عنيكم إنتوا الإتنين دى ليه ؟
  • إيه يا ماما ؟ مش إتنين لسة مخطوبين ؟ لازم كده يكون فيه كده شوية سعادة
  • لا يا روح ماما .... اللى شايفاه ده مش محن مخطوبين جديد .... دى فرحة إتنين كان عندهم بلوة وخلصوا منها
  • متخافيش يا ماما .... مافيش بلوة ولا حاجة .... واحد فى الكلية كان بيضايقنى وأمجد جه رباه
  • يا لهوى .... أمجد إتخانق فى الجامعة ؟
  • يا ماما أمجد مبيتخانقش ... أمجد بيعرف يربى اللى قدامه من غير حتى ما يعلى صوته ... تقريبا كده بيخافوا من شنبه
ولم تستطع الأم كتمان صوت ضحكها من التعبير الذى عبرت به منى عن تقديرها لشئ ما فعله لها أمجد .... كانت تشعر بأن ما حدث شيئا أكبر من البساطة التى تحكي بها منى لكنها أطمأنت الآن بأن أمجد عرف قيمة الجوهرة التى بات قلبها بين يديه

  • ماما ..... أنا باحب أمجد قوى
  • وهو كمان بيحبك قوى يا بنتى
  • طب ليه ماقليش باحبك لغاية دلوقتى .... بيقولها بعنيه وتصرفاته بس مبينطقهاش بلسانه
  • هيقولها .... بس أمجد زى ابوه بالظبط ... كلمة مش سهل يقولوها بلسانهم .... بيحبوا إن اللى قدامهم تحس بيها من غير ما يقولوها .... ولعلمك بقى دول الرجالة اللى تثقى فى حبهم ليكى ... الكلمة دى لو إتقالت بسهولة تتنسى بنفس السهولة
  • أنا ممكن أقول لأمجد يحضنى النهاردة يا ماما .... حاسة إنى عايزة أحضنه من غير ما اعيط
  • قوليله .... بس باقولك إيه .... حضن بس ... إنتى عارفة .... هبقى واقفة ورا الباب
  • هو حضن بس ياماما .... متخافيش
ويقطع حديثهم وصول أبو أمجد من عمله

  • إزيك يا أم أمجد .... إزيك يا مرات إبنى .... حظه حلو الواد أمجد ده
ويسمع أمجد من رقدته صوت أبيه ليقطع الطريق من غرفته للصالة فى قفزة واحدة

  • ها يابابا .... كلمته
  • يابنى قول مساء الخير الأول ..... آه ياسيدى كلمته ومستنينا يوم الجمعة .... أبوكى ده غلبنى يا منى .... باتصل بيه من يوم السبت وهو يا فى المينا يا فى البنك يا فى السوق بيجيب بضاعة .... بس لقيته النهاردة
  • يعنى وافق خلاص يا بابا؟
  • وافق على إيه يا أمجد ؟ هو معندوش فكرة إحنا رايحينله ليه أصلا
  • وليه يا بابا مقلتلوش بس
  • يابنى إنت هتفضل حمار كده طول عمرك ... فيه حد يطلب إيد بنت من أبوها فى التليفون ... أنا مش فاهم بنت زى القمر دى بتحبك على إيه ... قومى يا أم أمجد حضريلنا الغدا ... واتصلى بأم منى تطلع تتغدى معانا .... نتكلم معاها شوية نشوف هنعمل إيه
  • دقايق يا أبو أمجد ويكون الغدا جاهز .... تعالى معايا يا منى نحضّر الغدا .... إتصل بحماتك يا أمجد خليها تطلع
كان أمجد يتمنى لو تترك له أمه منى قليلا فهو يشتاق بالفعل للإنفراد بها وأوحشه تشابك أصابعهما

تجمعت العائلة الصغيرة التى بدأت تكبر بإنضمام منى ووجودها شبه الدائم بينهم فقد أصبحت أم أمجد بالنسبة لها الأم الصديقة التى تحكى لها ما لاتستطيع حكيه لأمها الحقيقية "ريرى" التى جلست بينهم شاردة الذهن تتنازعها رغبتها فى إسعاد إبنتها وأمجد من جهة وفقدها لمن يشبع شبقها من جهة

بداخلها كانت تعلم أن أمجد هو الوحيد القادر على منح إبنتها السعادة لكنها كانت تطمح أن يمهلها القدر قليلا لمتعتها مع هذا الشاب الذى تعلم أنه سيرفض أن يجرح الرقيقة منى بالإستمرار فى مثل تلك العلاقة مع أمها

وانتهى الغداء واجتمع الكبار ومعهم أمجد ومنى للتناقش حول ما سيتم قريبا

  • هو إنتى مبلغتيش ابو منى بأن امجد إتقدملها يا أم منى
  • إتصلت بيه 3 مرات ومفيش مرة لقيته ... والشقة هناك لسة مفيهاش تليفون
  • طب حاولى تبلغيه قبل ما نروح .... يصح برضه الراجل يحضر نفسه لموضوع زى كده
  • الصبح هاروح السنترال أحاول تانى ... يمكن ألاقيه
  • لو ملقيتهوش سيبيله خبر يتصل بيكى .... لازم يسمع الخبر منك الأول
  • هاحاول ..... صحيح يا منى النهاردة بنات كتير من اصحابك إتصلوا كانوا عايزينك مش عارفة فى إيه
  • بكرة هاقابلهم فى الجامعة أكيد .... تلاقي بس فضولهم مجننهم لما عرفوا إنى أتخطبت من غير ما أقولهم
  • وإنتى قولتيلهم إنك إتخطبتى ؟ يابت مش كنتى إستنيتى لما تلبسوا دبل أو حتى نقرا فاتحتكم ....العين وحشة
  • أصلهم شافوا أمجد معايا فى الكلية وطبعا قلتلهم ده خطيبى .... ماهو مش هاسيب واحدة منهم تحط عينها عليه طبعا يا ماما
  • وإنت ايه اللى وداك كليتها يا أمجد ... دى كليتك بعيد عن الجامعة كلها
  • كان لازم أروح لها يا بابا .... ماهو أنا كمان مش عايز حد من زمايلها أو المعيدين اللى سنهم قريب من سنها يحط عينه عليها
  • أنا سمعت الكلام ده من مين قبل كده يا أمجد .... فكرنى كده
وانطلق الأب والأم فى موجة ضحك بينما ابتسم أمجد فى خجل وأحنى رأسه بينما تنظر منى لعينيه فى حب

كانت منى تتكلم وهى تنظر فى عينى أمجد وكأنها تستقى منه كلماتها فهم لم يحسبوا حساب النميمة عما حدث صباحاً على مرأى من جميع رواد الكافيتريا وبالتأكيد فإن الصفعة التى نالها ممدوح دوى صداها فى جميع قاعات الكلية إن لم يكن فى جميع أنحاء الجامعة

إبتسمت أم أمجد فهى اكثر من يعلم بشأن قدرة إبنها وحبيبته على التحدث سويا وسط أى تجمع دون أن يفتح أحدهما فمه وأدركت أن الهم الذى أنزاح من قلب العاشِقين كان أخطر مما صرحت به منى لكنها كانت سعيدة فهاهى إبنتها الروحية تبرهن على أنها تحفظ مابينها وبين رجلها كما علمتها وأنها ستشهد بالتأكيد بيت عاشقين كبيتها

إستأذن أمجد من أبيه للإنفراد بمنى قليلا فإذن له بينما نظرت الأم لمنى نظرة فهمتها فقامت واحتضنتها وهمست فى أذنها

  • ماتخافيش يا ماما .... هو حضن بس
و تبعت أمجد لغرفته وتشابكت أصابعهما .... فتشابك أصابع العاشقين متعة لايعرفها سوى من وقع فى الحب

  • مش مصدقة يا أمجد .... حاسة إنى باحلم
  • إحلمى يا منى ... إحلمى وانا احقق أحلامك
  • إنت جبت الصور اللى هددت بيها ممدوح منين ؟
  • ثابت القهوجى .... عمل الخناقة وسرقوا شنطة المصوراتى وجابولى الأفلام .... كنت متأكد إن الصور فيها حاجة أضغط بيها على ممدوح لقيت فيها اللى يخليه يختفى من حياتك باقى عمره
  • مش هتورينى الصور دى ؟
  • مينفعش يا بت .... فيها حاجات ميصحش بنت تشوفها
  • هيكون فيها إيه يعنى ؟ ماهو أكيد متصور مع بنات
  • لأ مش مع بنات ... بصى هى صورة واحدة اللى ممكن تشوفيها الباقى مينفعش
  • طب ورينى
ويخرج أمجد المظروف الذى أخفاه وسط مكتبته ليلتقط منه صورة يضعها أمام عينى منى التى تنظر لها

  • إيه ده ؟ هو ممدوح ليه أخت ؟
  • لا مالوش يا هبلة ... ده ممدوح بشحمه ولحمه
  • ممدوح لابس مينى جيب وحاطط مكياج ؟ يا نهار إسود .... أنا كنت ماشية مع بنت زيى
  • برضه مفهمتيش يا هبلة ؟ ممدوح من بره راجل و من جوة ست ... فهمتى ؟
  • لأ مفهمتش
  • ولا هتفهمى ... سيبك من ممدوح وانسى سيرته ... مبسوطة ؟
  • مبسوطة دى مش كفاية يا أمجد ... إكتشفت إن إنت حلم عمرى من ساعة ما إتولدت وكنت هتضيع منى ... أمجد ... ممكن تحضنى
ليفتح لها ممدوح ذراعيه فتلقى بنفسها عليه وتلف ذراعيها حول رقبته فيضمها وهى تضع راسها على صدره

  • أمجد ... باحبك
  • وانا كمان يا منى
  • وانت كمان إيه ؟ .... إنطق
لم يجب ممدوح عن سؤالها لكنه شدد من ضمها لصدره فاستكانت مستمتعة . وربما لأول تشعر بشهوة جنسية وهى فى حضنه وترتفع درجة حرارة جسدها و تتسارع أنفاسها وهى تشعر بزبر أمجد وقد إنتصب أسفل ملابسه يضغط اسفل بطنها فتشب على أطراف أصابعها ويصبح إنتصابه ضاغطا الآن على كسها وتمنت أن تكون الآن ترتدى بيجامته وليس فستانها

يقطع حضنهما طرقات خفيفة على الباب وصوت أم أمجد يأتيهم من الخارج

  • أمجد بابا عايزك .... وانتى كمان يا منى مامتك عايزة تاخدك معاها وهى نازلة
أفلتها أمجد من بين ذراعيه لتقف على قدميها تلتقط أنفاسها بعمق محاولة تهدئة نفسها بينما يجيب أمجد أمه

  • حاضر يا ماما جايين
تخرج منى من الباب بينما أنتظر أمجد قليلا ليدارى إنتصابه لتقابلها أم امجد خلف الباب

  • يا ماما كنتى صبرتى دقيقة واحدة كان هيقولى باحبك
  • باحبك ؟ وانتى وشك احمروطالع منه صهد كده علشان كان هيقولك باحبك ؟ هتستعبطى يا بت ؟ إجرى يا بت انزلى مع امك وبلاش مياصة
وصلت منى وامها لشقتهم وكل منهما تريد الإنفراد بنفسها ... وكان أمجد سبب تلك الرغبة وإن إختلفت أسبابها ... فمنى تريد الإحتفاظ بأثر حضنها لأمجد بينما أمها تريد التفكير فى كيف ستكون علاقتها فى المستقبل معه ... فقد مر على لقائها الأخير معه إسبوع وشهوتها مشتعلة لا تجده معها ليطفئها وهو لم يحاول حتى الإتصال بها إلا لدعوتها للقاء أمه وابيه وكانت تتخيل إبنتها بين ذراعيه تستمتع بدفء لمساته حينما ينفرد بها . تلك اللمسات التى تعرفها جيدا وتعرف أنها قادرة على إمتاع أى أنثى ... وكيف لا تعرفها وهى من علمتها له

وجدت ريرى نفسها تندفع لغرفة إبنتها وقد أوعز لها جنونها أن تخبرها بعدم موافقتها على تلك الزيجة واقتحمت على منى غرفتها لتجدها جالسة على فراشها وقد إحتضنت وسادة أمجد وأراحت رأسها عليها مرتدية بيجامته وبمجرد أن شعرت بها منى رفعت لها عينيها وبها نظرة حالمة

  • فيه حاجة يا ماما
  • لا يا حبيبتى بس نسيت أقولك تصبحى على خير
  • طيب ممكن تقعدى جنبى شوية وتاخدينى فى حضنك
فجلست إلى جانبها ووضعت ذراعها حولها لتضع منى راسها على صدرها

  • أنا أكتشفت يا ماما إن أنا باحب أمجد قوى .... خايفة السعادة اللى انا فيها متدومش
  • لو بيحبك زى ما بتحبيه هتدوم يا بنتى
  • أمجد بيحبنى أكتر من ما أنا باحبه ... بيعمل المستحيل علشانى
و تجد أم منى دموعها تنسال غزيرة حتى أن منى شعرت بها فرفعت رأسها إليها

  • إنتى بتعيطى يا ماما ... فيه إيه
  • مش عارفة هاعيش إزاى لما تبعدى عنى يا منى
  • يا ماما لسة بدرى ... حتى لما نتجوز هتعيشى معانا .... أنا مقدرش اعيش بعيد عنك
  • طب نامى يا حبيبتى ... تصبحى على خير
واندفعت ريرى لحجرتها تغالب دموعها حتى أغلقت عليها الباب وخرجت منها آهة طويلة أتبعها بكاء شديد وهى تنظر للفراش الذى كتيراً ما شهدها تتقلب فى أحضان أمجد فهل آن الوقت لتتخلى عن الوحيد الذى يطفئ نار شبقها

...........................................................................................................​

كعادته بمجرد إستيقاظه جرى أمجد للتليفون ليتصل بمنى

  • صباح الخير يا قردة
  • صباح الخير يا حبيبى
  • يا بت قلت لك مش متعود انا على الرقة دى ... خدت على زفارة لسانك
  • لأ يا حبيبى خد عالرقة .... بعد كده مافيش زفارة لسان ... مش هينفع أخبى حبى ليك تانى عن نفسى ومش هاعرف اقولك اى كلمة وحشة
  • يخربيت الرقة اللى بتتكلمى بيها ....باقولك ...قابلينى عالسلم كمان ساعة ... عايز اشوفك قبل ما تروحى الجامعة
وبلتقى العاشقان أمام باب منى ويهبطا السلم سويا ولا يحاول أمجد أن يلامس حتى كف منى كما أوصته أمه ولم يتلامسا إلا للسلام

  • بصى .... أنا قلت لماما تسحب 200 جنيه من الدفتر بتاعى وتاخدك وتشتروا دبلة تكتبى عليها إسمى وتشتروا لى أنا دبلة فضة ... أنا سبت الخاتم بتاعى لماما النهاردة علشان تعرفوا المقاس ... كنت عايز اروح معاكوا بس أمى قالتلى مينفعش .... ماعرفش ليه
  • إيه ده ؟ مش هتستنى لما تكلموا ابويا ؟
  • يا بت هاكلم ابوكى يوم الجمعة ونقرا الفاتحة والبسك الدبلة .... مش هتروحى الكلية الأسبوع الجاى غير ودبلتى فأيدك
  • وهتعملها ازاى دى ؟
  • هاعملها .... باى شكل هاعملها ... معدتش هاخد وقت فى التفكير أو اتردد تانى خلاص
  • دا إنتا اتغيرت خالص
  • متغيرتش ولا إتهببت ... كنت جبان وباضحك على روحى بحجة إنى عاقل بس خلاص
وكانوا وصلوا لمدخل العمارة فافترقا كل فى طريقه لكليته ولدهشته لم يقابل أمجد سميرة على المحطة كالعادة لكنه لم يعر الأمر إهتماما فذهنه مشغول الآن عنها

.........................................................................................................​

وصلت منى لكليتها ولأول مرة ستحضرمحاضرة عامة ... هى متهيبة ولا تدرى كيف سيكون تصرفها لو قابلت ممدوح أو حاول أحد أصدقائه مضايقتها لكنها وجدت صديقاتها واقفات أمام باب المدرج وكأنهن ينتظرنها وبمجرد ظهورها إلتففن حولها يطرحن أسألة كثيرة عما سمعن أنه حدث بالأمس بينها وبين ممدوح فصمتت لا تدرى كيف تجيبهن وانقذتها اقرب صديقاتها

  • تعالى يا منى نقعد فى الكافيتريا .... لسة بدرى على ما تبدأ المحاضرة ... البنات هيحجزوا لنا مكان
وانفردت الصديقة بمنى فالفضول يقتلها لمعرفة حقيقة ما سمعوه عن صفعها لممدوح وعدم رده عليها أو حتى إعتراضه

  • إيه يا بت يا منى اللى سمعناه ده ؟ صحيح إنتى ضربتى ممدوح بالقلم فى وسط الكافيتريا امبارح ... الكلية كلها ملهاش سيرة غير الموضوع ده ... ده حتى بنت من سنة رابعة جت تسأل عليكى مش عارفة ليه
  • أه صحيح ضربته بالقلم
  • وعمل إيه خلاكى تضربيه بالقلم ؟ دا إنتو كنتوا الأسبوع اللى فات لسة زى السمن عالعسل ... مش كنتى بتقولى يا بت إنه بيحبك وإنتى بتحبيه
  • كنت فاكرة كده ... بس طلع أوسخ بنى آدم شوفته فى حياتى
  • ليه عمل ايه ؟
  • حاول يغتصبنى هو وصاحبه ولما هربت منه هددنى بالجوابات اللى كنت بابعتهاله والصور اللى اتصورتها معاه
  • يا نهار إسود ... إنتى بتتكلمى جد ؟ وعملتى إيه ؟
  • أنا معملتش حاجة .... أنا قلت لأمجد وهو اتصرف ... خد منه الحاجة وخلاه يعتذر لى وقالى أضربه بالقلم
  • أمجد مين ده يا بت ؟ أمجد جاركم ؟
  • أمجد حبيبى وخطيبى
  • نعم ؟ يا بت إنتى ماشية تحبى على روحك ؟ كنتى بتحبى واحد الإسبوع اللى فات وبتحبى واحد تانى الأسبوع ده ؟ وبعدين مش أمجد ده اللى كنت عمالة أحلفلك إن إنتى بتحبيه وهو بيحبك تقوليلى بنحب بعض زى الإخوات ؟ فجأة كده حبيتوا بعض ومبقيتوش إخوات؟
  • كنت مبشوفش يا صفاء ... كنت طول عمرى باحبه ومحستش غير لما شوفت حنيته وخوفه عليا .... أمجد ده يا بت حاجة كده ... مش لاقيلها وصف .... عارفة عمرى ما حسيت بالأمان إلا فى وجوده ... الحاجة الكويسة الوحيدة اللى الزفت ممدوح عملها فى حياته أنه عرفنى أنا باحب أمجد أد إيه
  • حنيته ؟ يا بت مش كنتى بتقولى عليه جلف مبيعرفش يتعامل مع البنات وإنه بيعتبرك واحد صاحبه
  • كنت حمارة ومبفهمش ... ده أرق و أحن وأجمل جنتلمان فى الدنيا ... احسن من رشدى أباظة وعمر الشريف
  • يخربيتك ... أول مرة اشوفك بالحالة دى يا بت يا منى .... كل ده فى الإسبوع اللى مجيتيش فيه الكلية ؟
  • ده أحلى إسبوع فى حياتى ... أول مرة اعرف أمجد أد إيه راجل .... عارفة يعنى إيه راجل؟
  • أنا مستغربة بصراحة اللى بتقوليه ده .... بس إزاى ضربتى ممدوح بالقلم وسكت كده ... ده محدش فى الكلية بيقدر يفتح بوقه معاه
  • وهو كان يقدر يفتح بوقه فى وجود أمجد ؟ ده بيترعب من إسمه
  • بيقولوا إن اللى كان معاكى خمس شبان شبه بعض .... هو أمجد كان معاه أخواته
  • إخواته إيه ؟ أمجد إخواته لسة صغيرين .... إللى كانوا معاه دول اصحابه ... زمايلنا هنا معانا فى سنة أولى
  • بس بيقولوا شبه بعض كلهم
  • لا شبه بعض ولا حاجة ... بس هما مختلفين عن باقى اللى معانا فى شكلهم ولبسهم
  • يعنى ضربوا ممدوح ولا عملوا إيه بالظبط
  • معرفش عملوا إيه .... هما خدوه ومشيوا ولما رجعوا لقيت ممدوح جاب الحاجة اللى عنده واعتذرلى وأمجد قالى أضربه بالقلم
  • شوقتينى أشوف أمجد ده
  • هتشوفيه أكيد لما نعمل الخطوبة .... رايح يوم الجمعة بورسعيد يتفق مع بابا
  • طب ياللا بينا بقى أحسن اصحاب ممدوح داخلين الكافيتريا ... مش هنعرف نعمل معاهم حاجة لو قلوا أدبهم علينا وسى أمجد بتاعك مش موجود
وبالفعل دخل للكافيتريا أربعة شبان ليأخذوا مجلسهم بالترابيزة المجاورة لمنى وصديقتها وقبل أن تتحرك منى وصديقتها تجد أصدقاء أمجد الأربعة يحيطونها وصديقتها

  • صباح الخير يا آنسة منى
  • صباح الخير كنا لسة فى سيرتكم .... دى صفاء صاحبتى .... ودول رفعت ، ايمن ، طايل ، أحمد زمايلنا وأصحاب أمجد ... تعالوا أقعدوا معانا شوية لسة بدرى عالمحاضرة
  • لأ إحنا هنقعد عالترابيزة اللى جنبكوا دى عايزين نراجع شوية
وفوجئت منى وصديقتها بالأصدقاء الأربعة يتجهون للترابيزة الجالس عليها أصدقاء أمجد ويطلبون منهم المغادرة بحجة أنهم يحتاجون تلك الترابيزة بالذات للجلوس وتوقعت منى وصديقتها أن هناك معركة ستدور لكنها فوجئت بأصدقاء ممدوح يغادرون بعد أن نظروا نظرة واحدة لوجوه هؤلاء الوحوش الأربعة التى تبدلت ملامح وجوههم فجأة من الطيبة الشديدة للقسوة الشديدة فغادروا فى هدوء دون حتى أن يحاولوا الإعتراض

  • ياللا بينا يا آنسة منى علشان نلحق المحاضرة
وقامت منى وصديقتها وساروا يتبعهم اصدقاء أمجد وبمجرد وصولهم المدرج فوجئت منى بإختفاءهم ولم تعثر عليهم عيناها وسط حشد الطلاب فعدد أفراد دفعتهم وقتها تجاوز الألف طالب بكثير

  • بت يا منى هم راحوا فين ؟
  • ماعرفش
  • طب هما اصلا جم منين ؟
  • معرفش برضه يا صفاء
  • هو أمجد شبه دول كده ؟
  • لأ ... أمجد كان القومندان بتاعهم فى المدرسة شكله لما بيقلب بيبقى أفظع من كده
  • إيه يا ختى ؟ قومندان ؟ يعنى إيه قومندان ؟
  • يعنى حكمدار
  • لا يا شيخة ؟ ويعنى إيه برضه حكمدار؟
  • معرفش .... هما قالوا لى إن قومندان يعنى حكمدار وخلاص .... هبقى اسأل أمجد يعنى إيه واقولك
  • طيب يا ختى ... وبتحبى أمجد ده ازاى ... ده أنا كنت خايفة أبص ورايا وهم ماشيين معانا
  • يا بت هما كده .... شكلهم الطبيعى طيب أوى بس لما بيقلبوا وشهم بيبقوا كده ... اخرسى بقى المحاضرة هتبدأ
وبدأت المحاضرة وانتهت وتلتها محاضرتين ومنى تشعر بأصدقاء أمجد دائما حولها لكنها لا تراهم إلا لو حاول أحدهم مضايقتها أو حتى التقرب منها فتجدهم حولها لا تعرف من أين جاءوا ولا أين اختفوا لكنها تشعر دائما أن هناك من يحميها وظلت طوال يومها تتمتم لنفسها " مش عارفة من غيرك كنت هاعمل إيه يا أ مجد .... يخليك ليا ويديم عليا نعمة حبك "

وبنهاية اليوم كانت صديقاتها أطلقن عليها وعلى حراسها إسم " منى وعفاريتها الأربعة "

أنهت منى يومها الذى يعتبر يومها الجامعى الأول الذى تحضره وعادت لمنزلها فرحة فاليوم ستشترى دبلة تحمل إسم أمجد تزين بها إصبعها بعد أيام لتقابلها أمها بحضن طويل

  • وحشتينى يامنى ... أم أمجد قالتلى إنها عايزانا ننزل النهاردة نشترى الدٍبْل ... مش كنتى إستنيتى موافقة أبوكى
  • هيوافق يا ماما ... متقلقيش ... طالما أمجد قال إنه هيوافق يبقى هيوافق
  • زى ما تحبى يا حبيبتى
  • طيب غيرى هدومك بقى زمانها مستنيانا ... وبلاش نظرة الزعل اللى فى عنيكى دى يا ماما ... قلتلك مش هابعد عنك حتى لما نتجوز
  • حاضر يا حبيبتى
  • طيب ياللا غيرى هدومك بقى زمان أم أمجد مستنيانا
وتتقابل منى وأمها مع أم أمجد ليذهبوا للصائغ القريب ... فلا داعى للذهاب لحى الصاغة فهى فقط دبلة ذهبية وأخرى فضية لا غير لكن منى كان يدفعها فضولها لمعرفة سبب رفض أم أمجد وجود أمجد معهم فأجابتها

  • علشان لو ابوكى لوعرف إن أمجد إشترالك الدبلة قبل موافقته ممكن يزعل لكن لما يعرف إن الستات هما اللى نزلوا اشتروها علشان فرحانين بيكوا مش هيقول حاجة
وعاد ركب السيدات للمنزل لتعرضن على أمجد وابوه ما اشترين والفرحة تقفز من عينى منى بعد أن أصرت أم أمجد أن تشترى لها خاتم صغير بما تبقى من المائتى جنيه ترتديه فوق الدبلة

إنفرد أمجد بمنى أخيرا فى غرفته وتشابكت أصابعهما كالعادة

  • هاطير من الفرحة يا أمجد
  • إفرحى وطيرى واعملى كل اللى عايزاه
  • ماما قالتلى إنك رفضت إنها هى وعم حسن يدفعوا تمن الدبلة وصممت إنها تسحب فلوسها من دفترك
  • ماهو مينفعش أول وردة أجيبهالك أكون سارقها وفلوس دبلة خطوبتك أكون سالفها
  • صحيح يا أمجد ... فيه بنت من سنة رابعة قابلتنى النهاردة وطلبت منى طلب ومعرفتش ارد عليها
  • بنت إيه ؟ وطلب إيه ؟
  • هى قالت لى إن ممدوح قواد وإنه بيتعرف على البنات ويمسك عليهم حاجات يبتزهم بيها ويخليهم بعد كده يناموا مع رجالة وياخد فلوس على كده
  • كمان ؟ أنا كنت شاكك فى كده
  • وهى طلبت مِنى أساعدها إنها تخلص من إبتزاز ممدوح ليها ... أنا قلتلها إنى هأسألك بس موعدتش إنك تساعدها .... بس علشان خاطرى يا حبيبى حاول تساعدها ... البنت صعبت عليا قوى .... جميلة وشكلها بنت ناس
  • يا بت قلت لك بلاش تتكلمى بالرقة دى .... مش هاعرف ارفض لك طلب ... على كل حال قابليها برفعت وهو هيتصرف
  • وانا هاقابلها برفعت إزاى وانا معرفش هو وباقى اصحابك بيختفوا فين وبيطلعوا منين ... البنات النهاردة سموهم عفاريت منى
  • هههههههههههههه ... خلاص هاتصل بيه النهاردة و اخليه يقابلك قبل المحاضرة بكرة
تلك المرة كان أمجد هو الذى يتوق لإحتضان منى فاحتضنها وكأنه يختطفها من على الأرض لكن بمجرد أن إستقرت بين ذراعيه أوقفته طرقات أمه على الباب

  • أمجد .... منى جاية تعبانة من الكلية ولازم تنزل تنام
  • حاضر يا ماما
وخرجت منى لتحتضن أمه وتهمس فى أذنها

  • كنتى سيبتبنا دقيقة كمان .... أول مرة يحضنى من غير ما أطلب
  • بس يا بت بلاش مياصة ... بكرة تشبعوا أحضان
ومر يومان على أمجد كأنهما دهر لا يتحرك ... كان يتعجل الوقت لمقابلة أبو منى حتى انه ايقظ اباه قبل الفجر بساعة للذهاب لموعد هو الأهم فى حياته

  • يابنى لسة بدرى .... الطريق بياخد 3 ساعات يعنى لو نزلنا من هنا الساعة 7 هنوصل قبل ما الراجل يوصل محله
  • معلش يا بابا ... نوصل بدرى أحسن ما نتأخرعليه
وبالفعل وصلا قبل وصول أبو منى لمحله ورحب بهما الرجل وهو يراهما منتظرين أمام المحل قبل حتى أن يفتح أبوابه ..... وبعد أن قدم لهما واجب ضيافتهما ولأنه مشغول دائما بعمله فإنه كان متعجل ليقضى لهما حاجتهما ... فهو لم يكن يعلم السبب الحقيقى لطلب ابو أمجد مقابلته

  • خير يا باشمهندس .... جايين تدورواعلى حاجة للعربية و لا جايين تشتروا لبس .... كل بورسعيد تحت أمركم
  • بصراحة يا أبو منى إحنا مش جايين نشترى حاجة .... إحنا طمعانين فى حاجة أكبر
  • طلباتكم أوامر ... أنا فضيت نفسى النهاردة ومش هاسيبكم غير لما تلاقوا كل اللى عايزينه
  • اللى إحنا عايزينه مش فى بورسعيد يا ابو منى ... اللى عايزينه فى مصر بس إنت الوحيد اللى تقدر تديهولنا
  • مصر ؟ طب ومقولتش ليه يا باشمهندس كنت جيت لكم انا
  • من الآخرأنا جاى طالب إيد منى بنتك لأبنى أمجد
لم يستطع الرجل إخفاء دهشته لكنه شعر مع الدهشة بفرحة ظهرت على وجهه ... فهاهى صغيرته قد كبرت وتقدم لها الشاب الذى تمنى هو دائما أن تكون من نصيبه

  • لا إذا كان الكلام كده يبقى نروح حتة نتكلم فيها ... إنتوا فطرتوا ولا لسه ؟... حتى لو كنتوا فطرتوا تفطروا تانى ... نفطر سوا ونتكلم ... هو اناهلاقى عريس لبنتى أحسن من الباشمهندس أمجد
واصطحبهم الرجل لأحد المطاعم الهادئة حيث اعاد ابو أمجد طلب يد منى من ابيها والذى بدا عليه أنه يريد سماع الطلب أكثر من مرة وكأنه يطرب بسماع الكلمات من فم أبو أمجد

  • بس مش إنت شايف إن لسة بدرى يا أمجد ... إنتوا لسة أول سنة ليكم فى الجامعة
  • ياعمى لا بدرى ولا حاجة ... وبصراحة أنا مش عايز منى تروح الجامعة غير وهى لابسة دبلتى فى إيدها ... محدش هايضايقها لما يعرفوا أنها مخطوبة واوعدك إنى هاشيل منى فى عنيا طول حياتى وعمرى ما هازعلها فى يوم ... أرجوك يا عمى إقبل طلبى
  • يابنى مش هلاقى لمنى عريس أحسن منك بس إنت ابن أصول وعارف إنى لازم آخد رأيها واسمع موافقتها بودنى
  • خلاص ياللا بينا ... حضرتك تسألها ونقرا الفاتحة
  • يابنى اصبر شوية ... عربيتى فى المينا بتجيب حاجات وقدامها ساعتين على ما ترجع ... وبعدين لازم منى وامها يعملوا حسابهم ويعرفوا إن انا جاى ... حتى يحضرولنا العشا نتعشى سوا بعد الفاتحة
  • خلاص ... أنا هاروح السنترال أتصل بماما أقولهم إننا جايين ... ولا أقولك ... هاقول لماما تحضر لنا غدا نتغدى كلنا سوا وبليل نقرا الفاتحة ونتعشى ونلبس الدِبْل
  • دِبْل إيه يا بنى ... مش لما اعرف رأى البنت نبقى نشترى الدِبْل
  • هى معلقة موافقتها على موافقة حضرتك ... انا سألتها... لوحضرتك وافقت أنا سايب فلوس لماما يروحوا يشتروا الدِبْل لغاية ما نروحلهم ..... نقرا الفاتحة ونلبس الدِبْل ... علشان بعد كده ماسيبهاش تركب مواصلات تروح الجامعة لوحدها ولما الناس تشوفنى باوصلها كل يوم ميقولوش حاجة
  • يابنى إنت عليك عفريت إسمه نلبس الدِبْل ... إهدا شوية البنت مش هتطير
  • يا عمى أرجوك ... مش عايز حد يبصلها غير ويلاقى دبلتى فى إيديها
  • إبنك مستعجل أوى يا باشمهندس .... مع إنى اعرف عنه أن كل حاجة بيفكر فيها كتير
  • فكرت فى كل حاجة يا عمى ... بص إحنا النهاردة نقرا الفاتحة ونلبس الدبل ونعمل الخطوبة فى أجازة نص السنة ....الأجازة 15 يناير إحنا نعملها يوم 14 هيكون يوم جمعة .....وأول ما أتخرج نكتب الكتاب .... ونتجوز أول ما أخلص جيش.....قولت إيه يا عمى ؟ موافق؟
  • هاقول إيه يا بنى ؟ عالبركة ... أول العربية ما ترجع أرجع معاكوا على مصر على طول
  • وليه نروح فى عربيتين ... حضرتك تيجيى معانا وتبقى ترجع فى السوبر جيت ... انا رايح أبلغ منى إنك وافقت على مانتوا تخلصوا فطار ونمشى فورا... هاقابلكم عند المحل ...هو السنترال اللى هنا فين ؟
ويتركهم ويخرج جرياً قبل حتى أن يسمع إجابة سؤاله ليسأل عن مكان السنترال وتكاد أعصابه تحترق فى إنتظار دوره ليتصل برقم أمه التى يعلم أن منى وأمها الآن بجوارها

بمجرد خروج أمجد يلتفت أبو منى لأبو أمجد ويبتسم فى سعادة

  • العيال كبرت يا حسن وحبوا بعض
  • من ساعة ما أتولدوا وهما مكتوبين لبعض ... مش انا خطبتها منك للواد من أول يوم إتولدت فيه
  • مبروك علينا النسب يا ابو أمجد
......................................................................................................​

وصل الأبوان مع أمجد أخيرا للعمارة و بمجرد وصولهم دخلوا لشقة منى وأمها بعد أن رفض أمجد حتى أن يغير ملابسه أو يزيل هو وأبوه غبار السفر عنهما قبل أن تتم قراءة فاتحته على منى حتى أن أبو منى طلب منه التريث حتى تستعد منى وأمها لإستقبالهم

  • يا بنى طب إطلع خدلك دش وانزل حتى البنت وامها يستعدوا
  • هما مستعدين يا عمى .... ريح بالى بس وبعد كده هاتريث و أتأنى وأصبر وكل حاجة إنت عايزها
ودخلوا للشقة حيث وجدوا الشقة مهيئة تماما للحدث وحتى باب الصالون مفتوحا فى إنتظار إتمام المراسم التقليدية التى أصبحت شبه مراسم رسمية فى إتمام زيجات هذا الوقت

دخل أمجد وأبوه يتقدمهم أبو منى مرحبا بهم واتخذ أبو أمجد وأبو منى مكانيهما متجاوران بينما جلس أمجد وحيدا على الكنبة فى إنتظار الخطوات التى شرحها له أبوه طوال طريق سفرهم لبورسعيد حيث جلس أبو منى منتفخا كأى أب فى إنتظار قراءة فاتحة إبنته بينما وقفت أم منى بجوار الباب منتظرة تعليمات أبو العروسة

  • إعملى لنا الشاى يا أم منى لغاية ما منى تجهز
وخلال دقائق كان الشاى أمامهم وكأنه كان معدا مسبقا والكل فى إنتظار أبو العروسة ليقول كلمته

  • بصى يا ام منى .... أمجد طلب إيد مُنى وانا وافقت بس مستنى أسمع موافقتها ... ناديها نشوف رأيها إيه
ومرت دقائق حسبها أمجد ساعات حتى ظهرت منى بين أمها وأم أمجد تتعثر خجلا فى مشيتها خلف امها بخطوة بينما امسكت بيد أم أمجد بشدة وكأنها تستمد منها قوتها لتسير

لم ير أمجد منى بتلك الروعة من قبل وقد تفننت أمه فى تزيينها بخطوط مكياج بسيطة تظهر جمال ملامح هذا الوجه الملائكى ترتدى فستان يظهرها كأميرات الأفلام الرومانسية ولأول مرة يراها بذلك الحذاء ذى الكعب العالى الرفيع يظهرجمال تلك السيقان التى زينها خلخال رقيق

نظر أبوها إليها فى إعجاب شديد وفخر بجمال إبنته وهو يراقب تأثير تلك الجميلة على أمجد وأبوه اللذان لم يستطيعا رفع أعينهما عنها صمت الأب قليلا يستمتع بلحظته ثم وجه حديثه لمنى

  • يا مُنى أمجد طلب إيدك مِنى .... أنا وافقت ... مش هلاقى أحسن منه أآمن عليكى معاه ... إيه رأيك ؟
  • إللى تشوفه يابابا
  • يعنى موافقة ولا مش موافقة ؟
  • قلت لحضرتك إللى تشوفه
  • لازم اسمعها منك بودنى
  • موافقة يا بابا
قالتها منى وجرت خجلة تختبئ فى غرفتها بينما انطلقت زغرودتان تتنافسان فى طولهما من أم أمجد وأم منى كانت أم منى تزغرد والدمع ينسال من أعينها وظن الجميع أنها دموع فرحة أم بخطبة وحيدتها لكنها كانت تزغرد وتشعر بقلبها يتمزق .

وتتسلل أم أمجد لغرفة منى لتجدها جالسة على طرف فراشها تحتضن وسادة أمجد وهى غارقة فى خجلها

  • إيه يا بت مالك
  • مكسوفة يا ماما .... فرحانة .... حاسة إن رجليا مش شايلانى
  • لااااأ .... إمسكى نفسك كده .... دانتى لسة هتقومى تعملى القهوة اللى هيشربوها قبل ما يقروا الفاتحة ؟
  • قهوة ؟ بس أنا مبعرفش اعمل قهوة ... بتطلع من غير وش
  • يخربيتك .... مقولتيش ليه يا بت كنت علمتك تعمليها إزاى .... قدامى عالمطبخ .... إنتى امك معلمتكيش أى حاجة خالص كده؟
........................................................................................................​

عادت منى لغرفة الصالون تحمل فناجين القهوة التى صنعتها بالطبع أم أمجد على صينية مذهبة لتضعها وتجلس بجوار أمجد يكاد شعورها بالخجل يقتلها حتى إنها لا تستطيع رفع وجهها لتنظر لأمجد الذى كان يتوق للنظر فى عينيها ليعرف ردة فعلها على نجاحه فى تحقيق وعده لكن نظرة واحدة من أبيه جعلته يتصنع الخجل لتتم قراءة الفاتحة وتنتقل الأسرتين لشقة أمجد وأسرته لتناول الغداء بعد أن طلت كل الجارات من أبوابهن يشاركن الفرحة بزغاريدهن فبمجرد سماع الزغرودة الأولى توقع جميع من يقطن بعمارتهم ما حدث من خطبة أمجد لمنى ... حتى جارة منى الحاقدة على أمها و التى تراقب شقتها دائما شاركت بزغاريدها فالجميع حتى هى يحب هذا الثنائى الذى يمثل أحلامهم فالكل شعر وقتها أن الأحلام يمكن أحيانا تتحقق

وتم وضع الخطوط النهائية للزواج وحل أكبر عُقدِه حيث أصر أبو منى على أن يتم الزواج فى شقتهم ولم يُلزِم أمجد إلا بشراء غرفة نوم ستكون مكان غرفة منى .... فأمها لا تستطيع الإبتعاد عنها

كم كان طيب هذا الرجل ... فلم يكن يعرف أنه سيضع الوقود جوار النار ... فنار زوجته بات لا يطفئها إلا أمجد ولا يزيدها إشتعالا إلا وجوده

بعد العشاء إستعد العروسان للحفل الصغير حيث إرتدى أمجد البدلة الوحيدة التى يملكها وأهداه أبوه رابطة عنق جديدة كان يدخرها لنفسه بينما إستغرقت أمه فى تزيين العروس الرائعة الجمال وأهدتها فستان كانت قد صنعته لها دون أن تخبرها طرزته على مدى شهور وبدت فيه تلك الرقيقة فعلا كأنها أميرة خرجت من أحد أفلام الرسوم المتحركة

لم تكن حفلة بالمعنى المفهوم لكن باب الشقة ظل مفتوحا لمدعوين لم يدعهم أحد فبخلاف الأسرتين الصغيرتين كان من المفترض ألا يحضر سوى صفاء صديقة منى وأصدقاء أمجد الأربعة لكن الشقة اكتظت بالجيران والجارات اللاتى أتوا ليشاهدوا جمال تلك الأميرة وحتى ثابت صبى القهوة ترك عمله وذهب ليهنئ أمجد فهو يشعر بأن له دور فى تلك الخطبة وإن كان لا يعرف ما هو إلا أنه يشعر بأنه قد رد بعض الجميل لهذا الشاب الذى أنقذه يوما من علقة كان سيتلقاها على يدى معلمه

إنتهت الحفلة خلال ساعتين فقط وانصرف كل المدعوين وأضطر أمجد لترك جميلته لإن أباها يريد بالطبع أن يستريح ويجب أن يكون هوغدا فى كليته بعد أن يوصل منى لكليتها فقد تعاهدا مع أسرتيهما بألا تؤثر تلك الخطبة فى دراستهم ولا وقت ليضيع ويجب أن يتخرجا دون اى تخلف كشرط لإتمام زيجتهما

.......................................................................................................​

إنتظر أمجد قليلا بعد أن غير ملابسه وتسلل للصالة حيث إصطحب التليفون لغرفته ليطلب حبيبته التى هى الآن خطيبته لترد سريعا

  • وحشتينى يا قردة .... تصدقى ؟
  • وانت كمان وحشتنى .... أول ما ماما وبابا دخلوا أوضتهم أخدت التليفون معايا .... كنت عارفة إنك هتكلمنى
  • غيرتى هدومك؟
  • قلعت ولسة ملبستش
  • يعنى إنتى دلوقتى قالعة هدومك كلها ؟
  • أه .... كلها كلها ... لسة ملبستش حاجة
  • وهتلبسى إيه ؟
  • هلبس بيجامتك
  • بس؟
  • أه بس .... لما بلبس بيجامتك مش بلبس تحتها حاجة
وقبل أن ينطق بجملته التالية فوجئ بطرقات أمه على الباب

  • أمجد .... نام وسيب منى تنام ... عندكوا كليات الصبح .... هات التليفون علشان عايزة اكلم عمتك
  • حاضر ياماما .... تصبحى على خير يا منى ... شكرا يا ماما ... بس دى خطيبتى عادى يعنى ومن حقى اكلمها
  • إتكلموا الصبح وانت بتوصلها ... إصبروا الكام ساعة دول
وبالفعل أخرج أمجد التليفون لأمه التى كانت تقف على الباب لتهمس له

  • لو حد فيكوا سقط سنة واحدة كل ده هيبوظ .... ركز فى مذاكرتك .... كليتك مش سهلة وخليها هي كمان تركز وبطلوا محن
  • حاضر يا ماما هنبطل محن ... بس احنا كنا قبل ما نتخطب كنا بنتكلم عادى بالساعات
  • قبل ما تتخطبوا حاجة ودلوقتى حاجة تانية.... إنت إلتزمت بكلمة مع ابوها ولازم تكون راجل وتنفذها ... واهو أبوك قالك تاخد العربية كل يوم توصلها الجامعة وترجعها وهيبقى عندكوا وقت كفاية ... وبعدين يا روح أمك إنت عمرك ما سألتها قبل ما تتخطبوا قالعة إيه وهتلبس إيه ... تصبح على خير يا روميو
  • دانتى بتتصنتى علينا من زمان بقى .... تصبحى على خير يا حضرة الناظرة ... إلحقى بقى عم رشدى أباظة قبل ما ينام
حاول أمجد يومها أن ينام لكن شعور الفرح الذى إنتابه لم يترك له فرصة ليغفل وبمجرد شروق الشمس جرى للصالة ليكلم حبيبته فلم يجد التليفون وتتبع السلك حتى باب غرفة أبيه ودق الباب دقات خفيفة ليجيبه صوت أمه

  • عايز إيه يا أمجد عالصبح
  • عايز التليفون يا ماما أصحى منى علشان نجهز .... إنتوا مش رايحين الشغل النهاردة ؟
  • لأ مش رايحين .... تعبانين من ليلة إمبارح
  • ماشى يا حضرة الناظرة ... العريس والعروسة رايحين جامعتهم وأهاليهم هما اللى بيستريحوا
وواربت أمه الباب قليلا لتناوله التليفون فالتقطه

  • طبعا إنتوا مش هتقوموا قبل الضهر ... وانا والعيلين الغلابة اللى جوا هننزل من غير فطار
  • ماهو خطيبتك هتفطرك يا ممحون ... إجرى يا خويا إتطمن عليها يكون عفريت خطفها ولا حاجة فى الكام ساعة دول ... خِفّوا المحن اللى إنتوا فيه ده شوية
وأغلقت الباب خلفها وابتسمت قبل أن تعود لفراشها وتحتضن حبيبها الذى كان يتابع حديثها مع ابنهما مبتسما

إبتسم أمجد وهو يتجه لغرفته فهو يعلم بأن أباه وأمه قد قضيا ليلة حافلة وربما سيكملون حفلهم بعد خلو الشقة عليهما ... و طلب رقم منى فورا

  • صباح الخير يا قمر .... وحشتينى
  • إيه ده؟ قمر؟ إيه الرقة دى عالصبح يا حضرة الصول ... إتغيرت يا حبيبى
  • باقولك إيه ... أمى لسة قايلالى بلاش محن ... هنفطر سوا النهاردة ؟
  • طبعا .... أنا جهزت الفطار من بدرى ومستنية تليفونك علشان البس
  • طيب ألبسى ونتقابل كمان نص ساعة ... عايز الحق أقعد معاكى شوية
  • طب بص ... ممكن ألبس فستان النهاردة واحط مكياج خفيف كده ؟ أكيد صفاء نشرت الخبربين البنات ومش معقول البنات يشوفونى أول يوم مخطوبة ولابسة بنطلون وبلوزة ... يفرحوا بيا حتى ويفرحونى
  • ماشى .... بس النهاردة بس ... بعد كده مافيش فساتين تانى
  • لأ .... هو النهاردة بس ... سلام بقى علشان الحق البس
والتقى العاشقان أخيرا أمام باب منى ... نظر إليها أمجد منبهرا فهو يشعر أنها تزداد جمالا كل يوم ... بل كل ساعة ... كان يحتضنها بعينيه وكانت تهيم فى وجهه

  • صباح الخير يا ااا....
  • يا إيه ؟ ماتنطق
  • مش عارف .... مش لاقى كلمة مناسبة اقولها للقمر اللى شايفه ده ... مفيش كلمة توصف اللى انا شايفه أو اللى حاسس بيه
  • إيه الرومانسية دى كلها .... مانت بتعرف تقول كلام حلو أهو
  • إيه الخلخال اللى لبساه ده يا بت ؟ إحنا قلنا فستان ومكياج بس ... لكن خلخال لأ
  • قلبت بسرعة كده .... خلاص يا حبيبى ولا يهمك .... وآدى الخلخال أهو
وانحنت لتخلع الخلخال من ساقها وهو يراقيها بإعجاب ... فرشاقتها وأناقة إنحنائتها لم يكن ابدا يتوقعها رغم أنه كان يعتقد أنه يحفظ كل حركاتها

خلعت الخلخال وناولته له قبل أن تعتدل وهى تنظر فى عينيه

  • خد خليه معاك علشان ميضعش منى فى الجامعة
  • لأ خليه معاكى ... أنا واثق إنك مش هتلبسيه بعد ما أسيبك
  • أمجد
  • نعم
  • بحبك
  • وانا كمان .... ياللا بينا علشان منتأخرش
وتأبطت ذراعه أثناء نزولهما ربما لأول مرة فى حياتهما ليحتك ذراعه بصدرها مشعلا فى جسدها شعورا جديدا عليها لا تعرف له إسم

فتح أمجد باب السيارة القديمة لتجلس منى ويغلق الباب ويأخذ مكانه على مقعد القيادة وبمجرد تحرك السيارة تضع منى يدها على يده التى تمسك عصا نقل الحركة لتشتبك أصابعهما ويتحكم أمجد بعجلة القيادة بيسراه فقط ... فهو لن يترك تلك الفرصة ليشعر بأنامل حبيبته وكفها الذى يستكين فى كفه ... إعتاد أمجد من يومها على القيادة بيسراه فقط فيده اليمنى مشغولة بما هو أهم ولم يغير تلك العادة إلى الآن حتى بعد أن تحول من أمجد إلى " الباشا "

توقف أمجد قريبا من باب الجامعة ويبدآ فى تناول إفطارهما وتمر بجوارها بعض زميلاتها المبكرات فى الحضورليلحظنها وهى لا تلاحظ شيئا فعيناها معلقتان بأمجد

  • أبويا وأمى امبارح يا أمجد كانت ليلتهم إيه .... فلة
  • إنتى بتتصنتى على ابوكى وامك يا بت ؟ عيب كده
  • لأ مكنتش باتصنت ... طلعت ارجع التليفون الصالة وسمعت صوت أمى .... هو احنا لما نتجوز صوتى هيبقى عالى كده لما نبقى مع بعض؟
  • يا بت عيب كده قلتلك .... لما نبقى نتجوز نبقى نشوف ...وبعدين انا مش هسيب صوتك يعلى ... شفايفك هتبقى مشغولة بحاجات تانية
  • إنت قليل الأدب يا أمجد
  • أنا اللى قليل الأدب برضه ... ياللا بقى روحى على محاضراتك ... خدى بالك من نفسك وهستناكى هنا الساعة 3
  • حاضر يا حبيبى ... خد بالك من نفسك ... سلام
وينطلق أمجد لكليته ويصل قبل موعد محاضرته الأولى بوقت طويل حتى أنه حينما وصل للمدرج كان عمال النظافة يغادرونه للتو فيأخذ مكانه المعتاد ويفتح كشكول محاضراته ليراجع المحاضرة السابقة سريعا ليقطع تركيزه صوت سميرة الهادئ

  • صباح الخير يا أمجد ... جاى بدرى كده ليه
  • صباح الخير يا سميرة ..... بابا سابلى عربيته آجى بيها الكلية علشان ماضيعش وقت فى المواصلات
.......................................................................................................​

توقفت سميرة عن ركوب الأتوبيس منذ إسبوع بعد أن لاحظت أمها البلل على أحد كلوتاتها التى تخلعها بمجرد عودتها لمنزلها ... فقد كانت سميرة معتادة على تغيير كيلوتها بمجرد عودتها من الخارج منذ صغرها وكانت دائما ما تغسله بمجرد خلعه إلا أنها فى هذا اليوم تركت كيلوتها قبل غسله لانها نسيت إصطحاب آخر بديلا له وصادف خروجها دخول أمها لتلاحظ هذا البلل فتوقعت أنه بسبب إحتكاك ابنتها بآخرين فى المواصلات فأصرت بعدها أن يصطحبها أبوها للكلية قبل ذهابه لعمله بسيارته ويعود لينتظرها ويعيدها معه وهكذا كانت سميرة تصل مبكرا لكليتها .

كان إنزعاج سميرة من إستثارتها قد تلاشى وتحول لإستمتاع بهذا الشعور الذى تشعر به وأحبت شعور بللها الذى يحدث لها عند إحتكاكها بأمجد حتى أنها اصبحت تتعمد إلصاق فخذها بفخذه فهو على كل الأحوال لا يشعر بهذا الإحتكاك أو أنه يعتبره شئ طبيعى فى ظل إزدحام المدرج بالجالسين فلم تر منه أى تغير فى طريقة معاملته حتى بعد أن قل تحفظه فى التعامل معها ومع باقى صديقاتها وأصبح يتضاحك معهن فى الأوقات القليلة التى يقضيها بصحبتهم فلا مانع إذاً من الحصول على تلك المتعة الصغيرة والتى هى كل حظها فى الحصول على متعة جنسية ما وهى واعية ... فهى ورغم أحلامها الجنسية الكثيرة لم تجرب حتى مداعبة نفسها .

كان شعور إنجذابها لأمجد هو الشعور الذى يزعجها فهى كلما حاولت مقاومة هذا الشعور بالإنجذاب تجد نفسها تنجذب إليه أكثروتبلغ سعادتها منتهاها عندما تنفرد به بعيدا عن باقى صديقاتها فإنها تشعر معه رغم تحفظه بشئ ما لا تدرى ما هو لكنه إحساس يسعدها حين تكون وحدها مع هذا الشاب الخجول الذى لم تضبطه لمرة واحدة ينظر إليها أو لأى من زميلاته متطلعا لما يتطلع له باقى زملائها الشبان الذين يقفز دائما الشبق من أعينهم ودائما ما يتطلعون لتلك المؤخرات والسيقان بنظرة نهمة وكأنهم يعرون الفتيات بأعينهم الجريئة التى لا تعرف الخجل

لم تلاحظ سميرة الدبلة الفضية التى زادت على إصبع أمجد فقد إختفت تلك الدبلة الرفيعة أسفل خاتمه لكنها لاحظت تغير ما فى وجه أمجد فشعور السعادة الذى يظهر على وجهه اليوم لم تعهده عليه من قبل فهو من أول يوم رأته فيه وهى تشعر بأنه دائما مهموما بشئ ما ولم تسأله من قبل عن سبب نظرته المهمومة ولن تستطيع سؤاله عن سبب نظرة السعادة فى عينيه . فهم وإن كانوا فى حكم الأصدقاء إلا أن صداقتهم لم تكن لتسمح لهم بعد بالحديث فى أمور تعتبرأمور شخصية فهى إلى الآن لا تعرف عن حياته خارج أسوار الكلية غير إسمه ومهنة والده وغير أنه يسكن بشارع قريب من شارعهم

..........................................................................................................​

عاد أمجد ومنى لبيتهم وحكى كل منهم للآخر تفاصيل يومه خلال الطريق وأصبحت رؤيتهم سويا سواء فى سيارة أبو أمجد أو فى الشارع وهو يمسك بيدها أو تتأبط ذراعه شيئا عاديا لن يثير لغطا فهم خطيبان الآن بصفة رسمية ولن يستطيع أى شخص التقول عليهما

مرت أيام سعادة لم تنقطع فيها منى عن تواجدها الدائم بعد عودتها من كليتها ملتصقة بأم أمجد تتعلم منها كيف تكون زوجة وتتعلم منها كل ما تستطيع تعلمه لإسعاد أمجد لكن أصبح باب غرفة أمجد لا يغلق عليهما سويا مع مراقبة الأم لهما فهما الآن يستذكران دروسهما فى نفس الغرفة كما كانوا يفعلون دائما رغم إختلاف طبيعة دراسة كل منهما عن الآخر وإختلاف الغرفة ... فوجودهما معا يشعل فى روحهما شيئا ما يدفعهما للتفوق

لكن كانت الأم تترك لهما بعض المساحة أحيانا وتتصنع الإنشغال بعيدا عن باب الغرفة المفتوح ليحظيا بدقائق من تشابك الأصابع وأحيانا لإحتضان سريع .

مر الإسبوع سريعا وبنهاية الأربعاء حدث حادث بأحد معامل كليه الهندسة التى يدرس بها أمجد وتم إغلاق مبنى المعامل حتى إنتهاء التحقيقات وهكذا فإن اليوم التالى بالنسبة لأمجد هو يوم إجازة يستطيع فيه التفرغ لإنهاء ذلك الرسم المطلوب تسليمه الأحد القادم لقسم العمارة قبل أن يعيد منى من كليتها ويستطيع قضاء وقت أطول مع محبوبته التى تشغل قلبه وتملك عليه قلبه . فمساء الخميس هو الذى سُمِح لهما فيه أن يتجالسا كخطيبين دون مذاكرة وهو المساء الذى ستتشابك فيه أصابعهما دون خوف من لوم الأم التى تراقبهما دائما

كان أمجد وهو يرسم تلك اللوحة "التى غيرت مجرى حياته فيما بعد " ترن فى أذنيه كلمات الدكتور إبراهيم

  • علشان تكونوا مصممين متميزين لازم تحرروا أذهانكم من كل اللى شوفتوه من تصميمات سابقة ... إنت ممكن تطلّع بلان ممتازة لو ذهنك إلتزم بالعادى ... لكن مش هتكون مميز إلا لو طلعت حاجة محدش يتوقعها ... حرروا عقولكم ... حرروا عقولكم ... حرروا عقولكم
إستغرق فى رسمه ولم يدر بالوقت يمر وأنهى رسمه ووقف يتأمله بفخر ولم يشعر إلا وأمه تقف خلفه

  • إيه ده يا أمجد ؟ إنت مرحتش كليتك ليه ؟
  • مبنى العملى حصلت فيه مصيبة إمبارح وقفلوه .... والنهاردة ما عنديش نظرى وصّلت منى وقلت أرجع اخلص البلان ده .... إيه رأيك
  • أنا مبفهمش طبعا حاجة فى الرسومات المعقدة بتاعتكم دى بس شكله حاجة روعة ... هى منى هترجع لوحدها ؟
  • لأ ... هاروحلها الساعة 4 أجيبها
  • طيب يا حبيبى .... حماتك قابلتنى عالسلم وعايزاك تغيرلها الأنبوبة ... شافت العربية مركونة تحت البيت وعارفة إنك هنا
  • حاضر .... هاعدى عليها لما أجيب منى وأغيرلها الأنبوبة
  • يادى المحن اللى فاقع مرارتى .... هو تغيير الأنبوبة كمان محتاج فيه منى ؟ منى هتسند إيدك أظن وانت بتغير الأنبوبة .... يا واد دى حماتك .... يعنى لازم تحايلها وتشيلها فى عنيك زى امك علشان متقلبش عليك وتخلى البت تكشر فى وشك .... إنزل يا واد غير الأنبوبة خلى الولية تخلص اللى وراها وتعمل الغدا قبل ما البت ترجع من كليتها
  • حاضر يا ماما .... هاغسل إيدى وانزلها
لم يدر بذهن أمجد أى مما قد يتخيله البعض قد دار... فهو من ناحية يشعر بأنه روض وحش الشبق بداخله تماما وحبسه خلف قضبان حبه لمنى ومن ناحية أخرى فعلاقته مع أم منى خلال الأيام السابقة رسّخت فى ذهنه إنها بالفعل تناست شكل علاقتهما السابقة وباتت تعامله كإبنها وخطيب وحيدتها دون أى تجاوز.

دق أمجد جرس شقة خطيبته لتفتح له حماته بملابس البيت .... فلا داعى الآن للإختفاء تحت عبائتها ... فهو خطيب إبنتها ولا حرج فى أن يراها ترتدى مثل هذا الجلباب المنزلى ولا خوف إن رأتها جارتها تستقبل أمجد فى بيتها فهو خطيب إبنتها وهو الآن رجل هذا البيت فى غياب الأب

كانت المرة الأولى لأمجد التى تقع عينه عليها ترتدى مثل ذلك الجلباب .... فدائما كانت تستقبله بالعباءة السوداء ترتدى تحتها ملابس فاضحة تكشف مفاتنها أو .... لا ترتدى تحتها شيئا على الإطلاق

كان جلباب ضيق بدون أكمام يضغط ثدييها فيظهر إنتفاخهما من فتحة صدره العريضة ويظهر إرتفاع مؤخرتها وفلقاتها المنفصلة المرتفعة .... وتفاصيل ما ترتديه من ملابس داخلية مرسومة عليه تظهر من أسفل قماشه الأبيض المنقوش وطوله الذى يصل بالكاد لركبتيها يظهر جمال تلك السيقان الملفوفة اللامعة التى لا ينافس جمالها إلا سيقان إبنتها منى

ها هو الوحش يطل براسه من بين القضبان لكنه لم يستطع الخروج من خلفها

  • خش يا أمجد .... معلش هتعبك يا بنى
  • تعبك راحة يا ريرى .... مافيش أى تعب
ويتجه بخطوات سريعة نحو المطبخ ويرفع الأنبوبة ليجدها بالفعل فارغة فيطمئن باله تماما ويسخر من ذلك الوحش الذى كان يحاول الهروب

وينتهى سريعا من تغيير الأنبوبة ويجلس على ركبتيه لإختبار عدم تسرب الغاز لتناوله أم منى الثقاب فتلمس أصابعه كفها لمسة شعرمعها بحرارة شديدة تنبعث من يدها لتمتد وتشمل جسده فيرفع عينيه ليجد أمامه تلك السوة المنتفخة وهاهو الوحش الذى كان يسخر منه متمثلا أمامه يضحك فاتحا شدقيه مظهرا أنيابه ولا يستطيع مقاومته فينقض مقبلا تلك السوة وأم منى تهمس له

  • لأ يا أمجد ... بلاش أبوس إيدك ... مش هينفع
كانت تتحدث بلسانها بينما يدها تدفع رأسه لتغوص أكثر فى لحمها ويده تمتد لترفع تلك الجلابية ليظهر تحتها كيلوت اسود صغير يدارى بالكاد شفرى كسها لينتفخ الوحش ويملأ فراغ المطبخ حولهما فيرفعها أمجد ويضعها على طرف ترابيزة المطبخ ويمد يديه ينتزع ذلك الكيلوت بسرعة ويدفن وجهه بين تلك الأفخاذ التى طالما أحب ملمسها وهى تفرج فخذيها بينما تستمر فى الهمس

  • مش قادرة يا أمجد ... حرام عليك ... طب بالراحة ... مش قادرة استحمل
لم يعد أمجد يسمع شيئا من همساتها فهو الآن يلتهم فخذيها لعقا وتقبيلا وعضا وقد تقمصه الوحش تماما ولا يرى أمامه إلا تلك الأنثى التى تفتحت مدارك رجولته عليها تمتطى زبره منذ البلوغ

لم يتوقف أمجد حتى وصل وجهه لكسها المبتل تماما والذى عشق رائحته منذ صباه فدفن أنفه وشاربه بين شفريها يفرك كل ما بينهما بوجهه بينما شفتاه تمتص زنبورها المنتفخ ترضعه وقد أستسلمت هى تماما لشهوتها ووضعت يدها على فمها بينما تقذف ماءها غزيرا تكتم صوتها وهو لا يرحمها ولا يشبع من إبتلاع كل ما يخرج منها وقد غاصت اصابعه فى لحم فخذيها حتى أنهت قذفتها واستطاعت أخيرا أن تتحدث وهى تنهج

  • مش هينفع هنا .... الصوت هيسمّع فى المنور وهتبقى فضيحة .... نروح الأوضة
فيقف أمجد ويلف ذراعيه حول خصرها وتلف هى ساقيها حوله ويديها حول رقبته وزبره المنتصب أسفل ملابسه يفرك كسها فيزيدها إشتعالا فوق إشتعالها ليصلاغرفة نومها ويغلق الباب بقدمه ويجلسها على طرف السرير ويرفع جلبابها الذى إنحسر حتى وسطها ليخلعه ويلقيه بعيدا و بينما تمتد يديها تخلع عنه بنطاله وما تحته يحاول فتح سوتيانها ويفشل أكثر من مرة فيمد يده الى ثدييها يعتصرهما اسفله بينما هى تحرر نصفه العلوى من قميصه الذى يرتديه ولا يرتدى تحته شيئا وفى النهاية يجذب جانبى السوتيان ليتمزق وينطلق منه ثدياها المرتفعين الذى يعشق هو حلماتهما فينقض عليهما يمتصهما بداخل فمه واحدا تلو الآخر بينما يده تغوص بين شفرى كسها تفرك كل ما بينهما وتنطلق قذفتها الثانية سريعا وتنام على ظهرها بينما قدماها لا زالتا على الأرض فيرفع ساقيها ويدير جسدها فيستوى جسدها على السرير فيتسلق السرير ويضع ركبتيه حول رأسها ويميل بجسده فوقها ليصبح وجهه أما كسها فتلتقم زبره بفمها ويدها وترفع ساقها وقد فتحتهما لأقصى ما تستطيع ويعود لإلتهام كسها بينما يديه تفتح فلقتيها بشدة ويدفع إصبعه لداخل شرجها فيجده جافا فيأخذ من بلل كسها قدر ما يستطيع ليقتحم إصبعه هذا الشرج الذى لم يمسه غيره فتتأوه آهة سريعة لكن زبره الذى يملأ فمها يمنع صوتها من أن يرتفع وهى تقذف قذفتها الثالثة التى يعلم أن قذفها بعدها يتواصل دون فواصل فينتزع زبره من فمها ويدير جسدها لتنام على بطنها ويجلس بين فخذيها المفتوحين ويرفع وسطها بيديه فترتكز على ركبتيها بينما كتفيها يلامسان الوسادة وتمد يديها تفتح بهما فلقتيها فهى تعلم أن هذا هو وقت إقحام زبره فى كسها وبالفعل يقحم زبره كاملا قينزلق بسهولة لآخره ويمد يديه حتى تصلا لثدييها يعتصرهما إعتصارا بينما يحرك وسطه ليدخل زبره ويخرجه بكسها بحركات سريعة وهى تحاول كتم تأوهات شبقها المرتفعة بوسادتها وحين يترك ثدييها تعلم بأن موعد شرجها للتمتع قد حان فتزيد من فتح فلقتيها ليمسك هو بزبره الغارق تماما بمائها ليدفعه بهدوء بداخل شرجها حتى آخره ويبقيه قليلا ثم يتحرك ليخرجه خارجا ثم يدفعه لكن تلك المرة بكسها فتشهق كعادتها شهقة تتبعها شخرة ليعيد إدخاله فى خرم طيزها ويتوالى إدخال زبره وإدخاله بين الخرمين وهى لا تتوقف عن القذف ولا عن إنقباض عضلات شرجها ومهبلها وإنبساطها حتى يأتى الوقت الذى يرتفع فيه صوت تنفسه وصوت زئير الوحش بداخله فترخى شرجها قدر إستطاعتها ليقحم فيه زبره ويضغط عليه بكامل قوة جسده لينفجر بركان منيه داخلها وكالعادة يميل بجسده على جسدها يحيط صدرها بذراعه حتى يرتخى عضوه ويجذبها وينام خلفها حتى يهدأ وتهدأ وفلقتيها تحتضن زبره المرتخى بينهما

.......................................................................................................​

قد يكون من المناسب أن تكون الفقرة التى تلى الممارسة الجنسية بين أمجد وأم منى تتحدث عن ندمهما بعد الجريمة التى إرتكباها بحق الرقيقة منى

لكن الحقيقة أننى لم أستشعر من الباشا خلال حكيه أى نبرة ندم أو أرى على وجهه أى ملامح تدل على ندمه بعد تلك الواقعة

ربما يكون الندم فى تلك الحالات موجودا بين صفحات القصص الخيالية لكنى بعد أن سمعت من الباشا حكيه كدت أقتنع أن الندم بعد مثل تلك الممارسة الجنسية غير موجود بالحقيقة أو على أرض الواقع فقصة الباشا حقيقية فى معظمها والخيال بها قليل

لآ أكذبكم القول قرائى أنى كرهت الباشا بعد ما حكى تلك الجريمة ... فأنا مثلكم أحببت منى وأكره أن تتم خيانتها وأن تكون تلك الخيانة بين أكثر إثنين أحبتهما

لم أستشف من الباشا بعد هل ندم فيما بعد أو كيف كانت حياته وهو يحمل فى رقبته مثل تلك الخيانة

قد أكون أُحب منى أكثر منكم قرائى فأنا أعرف منى الحقيقية وأعرف رقتها وأعرف أنها لا تستحق أن تُخان

دعونا ننتظر باقى حكىّ الباشا فأنا الآن رغم أنى أكرهه إلا أنى أتوق لمعرفة باقى القصة

الجزء السابع

مقدمة

عندما بدأ الباشا فى حكى الجزء السابع كنت أحمل له الكثير من البغض.... لكن عندما استكمل الحكى تحول شعورى للدهشة

فعندما استفسرت منه عن كيفية شعوره بعدم الندم أو حتى بتأنيب الضمير بعد إستمرار علاقته بأم منى أجابنى بقول قاطع :

الشعور بالندم فى العلاقات المشابهة موجود فقط فى القصص والأفلام لكن غير موجود بأرض الواقع ودلل لى على صحة قوله بعدد من العلاقات المماثلة أعرفها ويعرفها ومنها ما نشر خلال أعوام على صفحات الإنترنت (بعد إبتكارها) وبأن أم منى شرحت له مرارا أن علاقتها به محددة فقط كإشباع جنسى لكنها كأى زوجة وأم لا تحب إلا زوجها و لا تحرص على شئ مثل حرصها على سعادة إبنتها

أما أمجد وقتها فقد كانت لايزال فى طور المراهقة وكانت منى وأمها تكملان له له نفس الشخصية فقد تفتحت أعين بلوغه أول ما بلغ على أن منى رفيقته وتؤام روحه وأمها مصدر اللذة الجنسية وقد يكون ذلك سبب تأخره فى إكتشاف حبه لمنى

تعجبت مثلما قد يتعجب الكثيرون وتمنيت أن يكون فى باقى حكيه ما يشبع فضولى

.....​

فى هذا الجزء قد يجد بعض القراء شئ من المصطلحات الهندسية وقد حاولت شرح بعض معانيها خلال الكتابة وسيفهم القارئ بالتأكيد معناها لكنى رأيت أن أشرح معنى كلمة (بلان) التى تكررت كثيرا ... فالبلان ماهى إلا اللوحة التى يرسمها عادة المهندس يوضح فيها تفاصيل تصميمه الهندسى بخطوط وأرقام يفهما مهندس آخر سيقوم بتنفيذ ذلك الرسم على أرض الواقع ويجمعها المهندسين فى مصر بكلمة بلانات

أما المقصود بكلمة scale فهو مايعرف بمقياس الرسم لكل عنصرمن عناصر الرسم الهندسى وكان يمثل ضبطه فى الرسومات الهندسية كابوس للطلاب المبتدئين قبل إبتكار أنظمة الرسم بالكومبيوتر

أما كلمة سكشن فهو يعبر عن حصة الدروس العملية بين طلاب الجامعات فى مصر حيث يتم تقسيم طلاب الدفعة لمجموعات ويطلق أيضا على تلك المجموعة إسم سيكشن وتميز برقم ويجمعها الطلبة والأساتذة فى مصر بكلمة سكاشن

يوجد أيضا إشارة صغيرة لفيلم Saturday night fever” “ الذى قام ببطولته النجم جون ترافولتا و النجمة كارين جورنى عام 1977 والذى ألهم الشباب حب الرقص الغربى وتحول فى مصر وقتها لظاهرة إنتشرت بعدها صالات الديسكو أو الديسكوتيك وقلد معظم الشباب وحتى منتصف التسعينيات طريقة ملابس جون ترافولتا بهذا الفيلم وكانت تجرى مسابقات إسبوعية كل خميس فى كل ديسكوتيك لإختيار أفضل راقِص وراقصة ديسكو أو "كابل"

كانت أيام بالفعل جميلة رغم صعوبتها

والآن لنعد لقصتنا ونستكمل ما حكاه الباشا

..................................................................................................​

بعد أن انتهى أمجد وأم منى من حفلهم الجنسى كان أمجد يتوقع أن يشعر بالندم أو تأنيب الضمير لكنه لم يشعر سوى بشعوره المعتاد بالنشاط الذى إعتاده بعد كل ممارسة جنسية مع تلك الأنثى الشبقة وكان يشعرفقط بقلق من ردة فعلها التى توقع أن تكون نحيبا وندما ولوما له فهو من قد بدأ وهو من أطلق الوحش من محبسه لكن خاب توقعه عندما وجدها تمد يدها خلفها لتتحسس زبره الراقد نصف منتصب بين فلقتيها لتستديرثم تحنى جسدها وتمسك زبره بيدها وتطبع علي رأسه قبلة حارة ثم تعتدل لتلف ذراعها حول أمجد وتنظر فى عينيه نظرة أنثى خبيرة

  • حاسس بأيه يا أمجد؟ .... أوعى تقول إنك ندمان ... مش منى لوحدها اللى بتعرف تقرا عنيك على فكرة
  • مش عارف يا ريرى ... كنت متوقع إنى أحس بالندم أو بأى إحساس تانى غير اللى حاسه دلوقتى
  • حاسس بإن اللى عملته دلوقت شئ طبيعى مفيهوش أى حاجة غلط ومش قالقك غير اللى ممكن اعمله .... صح يا أمجد؟
  • وإنتى عرفتى منين يا ريرى ؟
  • علشان ده كان نفس إحساسى قبل ما أمد إيدى ورايا وامسك زبك يا روح ريرى ... تعرف ...
لما كان أبو منى هنا فضل يوم بليلة يرزع فيا ومحستش إنى اتمتعت رُبع المتعة اللى اتمتعتها معاك فى النص ساعة دى .... كنت باصرخ وبامثل إنى مبسوطة لكن مكنتش باجيب شهوتى غير لما أغمض عنيا وأتخيل إن إنت اللى نايم معايا

  • يعنى انا لما اتجوز منى مش هاتمتع معاها غير لما اتخيل إنى نايم معاكى إنتى
  • بالعكس ... إنت هتتمتع مع منى أكتر منى بكتير ... منى بنتى وانا أكتر واحدة عارفة إمكانياتها زى مانا عارفة إمكانياتك... منى لو داقت المتعة اللى بتمتعها لى دى مرة واحدة بس هتعمل معاك أكتر من اللى باعمله انا .... مش منى بس .... أى ست فى الدنيا لو عملت معاها اللى بتعمله معايا مش هتنساك
  • مش فاهمك يا ريرى .... يعنى انتى محستيش إنك متضايقة لما خطبت منى وبعدت عنك الفترة دى كلها
  • لأ زعلت وكنت مخنوقة كمان وهاموت من القهر.... بس مش علشان إنت خطبت منى لأ.... علشان اتحرمت من وجودك يا أمجد ومكنتش لاقية حاجة تعوض غيابك وحسيت إنى اتحرمت من الحاجة اللى مخليانى حاسة بأنى ست كاملة من حقها إنها تنبسط
  • طيب وعلاقتنا بعد كده هتبقى ازاى ؟ أنا دلوقتى إتأكدت إنى مش سهل ابعد عنك
  • هتبقى زى ما كانت قبل كده يا أمجد ... لما نلاقى فرصة نستغلها ونقضى ليلة أو حتى ساعة ولا نص ساعة مع بعض ... لكن مش هاسمح لنفسى إنى أدمر علاقتك بمنى لإنى عارفة أد ايه هى بتحبك وانت أد أيه بتحبها... بينّا وبين بعض هابقى عشيقتك السرية زى مانا ... لكن غير كده هبقى حماتك وهاطلع عين أمك لو زعلت بنتى
  • يعنى إنتى النهاردة ....
  • أوعى تكمل .... أنا لما ندهتلك النهاردة مكانش فبالى حاجة من اللى حصلت دى .... والجلابية اللى كنت لابساها دى عندى زيها كتير ومبلبسش غيرهم طول مانا فى البيت ... وامك شافتنى كتير وانا لابساهم بس إنت أول مرة تشوفنى بيها .... مكنتش اعرف إنها هتهيجك كده ... كويس إنى عرفت علشان أجيب للبت منى كام واحدة فى جهازها
  • حاجة غريبة قوى ... منى بتتعلم من امى وانا باتعلم من امها
  • هههههههههههه .... طب قوم بقى يا روح امك البس هدومك واطلع شقتكم .... وانا هالبس الجلابية تانى واقولك الكلمتين بتوع السلم ... لسه هلم هدومى اللى بعترتها فى كل حتة دى
وارتدى أمجد ملابسه بينما ارتدت ريرى جلبابها المثير وكالعادة غابا فى قبلة ساخنة خلف الباب قبل ان تتأكد ريرى من إنتظام وضع ملابسها وملابسه وتودعه من خلف الباب بصوت مرتفع

  • متشكرة قوى يابنى ... يخليك لينا ... إنت هتجيب منى من الكلية الساعة كام؟
  • الساعة 4 يا طنط .... متقلقيش مش هأخرها عالغدا
  • خلاص هاعمل حسابى تتغدى معانا النهاردة .... هتيجوا تلاقوا الغدا جاهز
  • خلاص .... هأقول لماما علشان متعملش حسابى عالغدا
صعد أمجد لشقته ليجد أمه منهمكة بالمطبخ ليحييها ويقبل يدها

  • أنا جيت يا ماما ... اساعدك فى حاجة ؟
  • لا يا حبيبى .... خش خد دش والبس حاجة كويسة كده وحط برفان علشان تروح تجيب منى
  • لسة بدرى على معاد منى .... أنا هاخش اذاكر شوية علشان اعرف اقعد معاها النهاردة ... النهاردة أظن حسب إتفاقنا إننا هنقعد نحب فى بعض زى أى اتنين مخطوبين فى الدنيا
  • يخربيت المحن اللى انتوا فيه .... يا واد انتوا مبتشبعوش حب فى بعض
  • يا حضرة الناظرة ده حب متخزن بقاله 18 سنة وبنطلعه دلوقتى
  • طيب يا خويا ... إنت أتأخرت عند حماتك كده ليه؟
  • يا ستى باطمنها إن بنتها هتفضل فى حضنها وإنى مش هاخطفها منها ولا حاجة ... الست دى متعلقة قوى ببنتها
  • طبعا يا حبيبى .... ملهاش غيرها فى الدنيا ... حط حماتك فى عنيك يا أمجد هتحافظ على حب بنتها ليك
  • طبعا يا أمى .......... حماتى عايزانى اتغدى عندهم النهاردة ... قلت استأذن مِنك الأول
  • مش محتاج إذن يا حبيبى ... إنت دلوقتى راجلهم فى غياب أبو منى ... لازم الناس تشوفك دايما جنبهم .... روح ذاكر دلوقتى علشان تبقى براحتك
وعاد أمجد لغرفته لينظر للوحة الرسم التى إنتهى منها وبكل بساطة يمد يده ليمزقها ويضع لوحة جديدة بيضاء ليعيد الرسم من جديد

إكتشف أمجد فى تلك اللحظة أن تلك الممارسة الجنسية فجرت فى ذهنه أفكار جديدة أو " حررت عقله " وجد شلال مندفع من الإبداع يتسابق ليصب فى لوحة الرسم المفرودة أمامه ليخرج خلال ساعتين فقط رسمه الهندسى الذى غير مجرى حياته

إرتدى أمجد أفضل ما وجده فى دولابه بعد أن أخذ حماما أزال به ما علق بجسده من آثار جنونه الأخير مع أم منى وتعطر بالعطر الوحيد الذى يمتلكه والذى أهدته له منى وانطلق بسيارة أبيه لينتظر منى الرقيقة قريبا من مدخل الجامعة منتظرا خروج أجمل وأرق فتاة ستخرج من بابها

...........................................................................................................​

أطلت الجميلة منى من باب الجامعة تحيطها صديقاتها وتتمسك صديقتها المقربة صفاء بذراعها وكأنها تفخر بأنها الصديقة المقربة لتلك الجميلة التى كانت كل الروؤس تلتفت نحوها دائما لكن لم يجروء أى شاب على محاولة التقرب منها خوفا من حراسها الأربعة الذين دائما ما يظهرون فجأة لو فكر أحدهم فى محاولة التعرف بها أو حتى الإقتراب من محيطها

بحثت منى سريعا عن سيارة حبيبها الخضراء لتلمحه واقفا بين أصدقائه فى مزاحهم الخشن وضحكاتهم العالية فتوجهت الأميرة بركب الصديقات اللاتى يحطن بها وصفاء تهمس فى أذنها

  • بت يا منى .... متعرفينى عالواد طايل ده
  • يا بت انا مش معرفاكى عليهم كلهم من كام يوم .... هى قصة
  • أمال لما كنا عندك كنت رايحة جاية قدامه ولا كأنه شايفنى ... كأنى هوا فى المكان
  • وانتى عايزة إيه منه ؟ مش إنتى بتخافى من شكلهم ؟
  • بسٍ شكلهم بيبقى حلو قوى وهما بيضحكوا ومش قالبين وشهم
  • إيه يابت ؟ شكلك مهتمة
  • أه يا بت .... حاسة إنهم رجالة بجد مش بتوع كلام فاضى ومشى مع البنات وخلاص ... ده أمجد خطبك فى يومين اتنين
  • طب كلميه عادى ... هم بيخافوا يبتدوا كلام مع البنات ليكسفوهم
  • أكلمه أقوله إيه
  • أى حاجة .... عايزة محاضرة أو مفهمتش حاجة فى المحاضرة ...أى حاجة من دى ... واهى فرصة واقف مع أمجد النهاردة أهو
ويجتمع أخيرا أمجد مع حبيبته لينسى أن حولهم جمع كبير من الأصدقاء والصديقات ليمسك بيديها بين يديه وينظر إليها نظرة يحتضنها بها كما اعتاد طوال الإسبوع وتكاد تنسى نفسها وتلقى بنفسها بين ذراعيه إلا إنها تنتبه فى آخر لحظة

  • أمجد .... البنات كانوا عايزين يتعرفوا عليك .... مقدرتش أعزمهم كلهم الجمعة اللى فاتت ومعرفناش نتجمع طول الإسبوع بس النهاردة اتجمعنا
  • كلهم معزومين على حفلة الخطوبة طبعا.... الحفلة هتكون يوم 14 يناير وكلكم معزومين
ويندمج الجمع فى مرحه وتنطلق الفتيات فى الضحك وتقترب صفاء من طايل لتسر له ببعض كلمات يقابلها بإبتسامة واسعة وتنظر لهم منى بنظرة لطالما رأتها بعينى أم أمجد .... فهاهى قصة جديدة تولد على إيديها وسترعاها كما رعت أم أمجد قصتها

فيوم الخميس كان يمثل لشباب الجامعات وقتها يوم المرح ... ويوم الحب للمحبين

ويقتحم الجمع فتاة مجهولة جميلة لتحتضن منى حضن طويل ... وتهمس فى أذنها

  • مش عارفة أشكرك إزاى يا منى ... إنتى أنقذتينى
وتتقدم الفتاة من أمجد لتشد على يديه وتهنئه وتنظر لرفعت نظرة شكر يقابلها بإيماءة من رأسه

وينفض الجمع أخيرا حول الحبيبين ليفتح أمجد باب السيارة لمنى كما اعتاد لتجلس جلستها الأنيقة ليغلق الباب ويتجه للناحية الأخرى ويأخذ مكانه خلف عجلة القيادة وتتشابك أصابعهما

  • مين دى اللى سلمت عليا يا منى
  • دى البنت اللى كنت حكيتلك عليها يا أمجد ... بتاعت سنة رابعة ... واضح إن رفعت خلصها من ممدوح ... معقولة لحقت تنسى ؟
  • وانا معقولة افتكر موضوع بنت تانية وإنتى موجودة فى حياتى يا حياتى
  • إيه ده إيه ده .... دا إحنا اتطورنا كتير أهو وبقينا بنعرف نقول كلام حلويا قومندان
  • كفاية محن بقى زى امى ما بتقول ... أمك عزمانى عالغدا النهاردة .... هنقعد مع بعض كتير يا بت
وعاد الخطيبان لشقة أم منى وتناولا الغداء ولم يشعر أمجد بأى تغير فى إحساسه تجاه منى ولم يشعر حتى بشكة ضمير واحدة ويده تتسلل لتمسك بيدها الرقيقة أسفل الترابيزة فى وجود الأم التى كانت فى أحيان كثيرة تتعمد تركهما منفردين لدقائق بعد أن انتقلت جلستهم بعد الغداء للصالون ولم تشعر أم منى بأى شعور قد يتوقعه القارئ بغيرة من إبنتها حتى بعد أن شاهدتها وأمجد يلف ذراعه حول كتفها وهى تميل لتستند برأسها على كتفه بل تركتهما يستمتعان بدقائق قليلة قبل أن تفتعل جلبة تنبههما وكم كانت سعادتها وهى تشاهد إحمرار وجهيهما خجلا عندما ألمحت لهما برؤيتها لهم

فحبها لمنى يفوق أى حب آخر وهى حددت علاقتها بأمجد فى حدود الإشباع جنسى من فتى دربته على فنون الجنس فتفوق فيها ولن يحزنها أن تكون من ستستمع به لباقى عمرها هى أقرب الناس لقلبها .... الرقيقة منى

........................................................................................................​

لم ينته هذا اليوم بالنسبة لأمجد ومنى إلا قبل شروق شمس اليوم التالى فحتى بعد أن غادر شقة منى وأمها فى التاسعة حسب الأصول إستمر حوارهما فى التليفون فقد سمح له أبوه وأمه بإستخدام التليفون فاليوم التالى إجازة ولن يؤثر سهرهما على دراستهما لكن بالطبع قبل أن تتركه أمه للذهاب لغرفتها تركت له نصيحة

  • طبعا إنت وهى هتفضلوا ترغوا فى التليفون لغاية الصبح
  • يا ماما مش إنتى وبابا وافقتوا نتكلم الليلة فى التليفون زى ما إحنا عايزين ؟
  • إتكلموا براحتكم يا حبيبى .... وطبعا بكرة هتفطروا سوا فى السطح ؟
  • ده بعد إذنكوا طبعا
  • طيب يا حبيبى .... بلاش تفطروا فى البرجولة وخليكم برة
  • إشمعنى يعنى ؟
  • بكرة الجمعة يا حبيبى وكل الأسطح اللى حوالينا هتكون مليانة ناس ... لازم الناس يشوفوكم قدام عنيهم دايما علشان محدش يفتح بوقه بكلمة عليكم
  • عندك حق يا أمى .... بس مش ملاحظة إننا قبل ما نتخطب كنا واخدين راحتنا أكتر من كده
  • علشان مكانش المحن طافح منكم يا روح أُمك زى ماهو طافح دلوقتى ... روح ياخويا كمل رغى قبل ما منى تنام ... تصدق البت وحشتنى ... مشوفتهاش النهاردة خالص ... بكرة قولها إنها هتقضى اليوم معايا ... وخليها هى وامها يطلعوا يتغدوا معانا بكرة ... فرصة اقعد مع ريرى شوية ... من يوم قراية الفتحة معرفتش أقعد معاها ساعة على بعضها
  • حاضر يا ماما ... هقول لمنى وامها إنهم يطلعوا عندنا وهاعرف منى إنها هتقضى اليوم معانا
  • أنا قلت معايا مش معانا ... روح يا ممحون كمل رغى
كانت أم أمجد بحكمة السنين التى إكتسبتها من خلال عملها كمدرٍسّة ومديرة مدرسة دائما ما ترشد أمجد وإخوته وبالطبع إبنتها المحببة لقلبها منى إلى إتباع الأصول التى نشأت عليها والتى كانت وقتها قواعد لا يجوزمخالفتها وكان حرصها على سمعة منى بين جميع الجيران هو ما يدفع أم منى للثقة بأن أبنتها فى امان طالما هى بجوار أم أمجد وأنها ستتعلم منها ما لا تستطيع هى تعليمه لها

وفعلاً كانت الأسطح ممتلئة بالجيران صباح الجمعة فالكل يستمتع بشمس الصباح ... فعائلات تتناول إفطارها مع صغار يلعبون ويملأون الجو ضجيجاً وفتيات ينظرن حولهن بنظرات خفية يلحظون شبانا يستعرضون أنفسهم علهم يحظون بنظرة من إحدى الفتيات لكن بمجرد ظهور أمجد يعد ترابيزة و كرسيين بجوار البرجولة تتبعه منى تحمل صينية الإفطار تحول الكل لتحيتهم ومراقبة تصرفاتهم والحديث معهم لتهنئتهم ودعت الكثير من الأمهات وبناتهن منى لبيوتهن لكنها إعتذرت لهم برقتها الرائعة فلا وقت لديها لتضيعه فهى إما مشغولة بمذاكرتها وإما مشغولة بحبيبها .... وأخيرا جلس العاشقين لتناول إفطارهما ولم يحاول أمجد لمس يد منى فهم تحت مراقبة أعين كثيرة تراقب كل حركاتهم

لم يحدث بينهما أى تلامس جسدى لكن أعينهما كانت معلقة ببعضهما يتحدثان بلغتهما الخفية التى لا يفهمها سواهما وأخيرا تحدث أمجد بعد أن غابا فى موجة ضحك طويلة

  • فاكرة يا بت ؟
  • وده يوم يتنسى ؟
  • يومها أمك ادتنى حتة علقة
  • كنت خايفة لتقول لامك ... ابوك كان هيقتلك لو عرف
  • طبعا علقتك كانت أسخن من علقتى
  • بالعكس بقى .... كنت فاكرة امى هتقتلنى يومها ... بس بعد ما نزلِت كانت هادية خالص وخدتنى فى حضنها وفهمتنى بالراحة
  • ماهى أكيد طلعت غلها كله فيا أنا ... طول عمرك مغلبانى معاكى يا مجنونة
  • عارفة يا حبيبى ... وعلشان كده طول عمرى باحبك
  • آآآآآآآآه ..... قوليها تانى كده
  • باح.. بك
  • يخربيت الرقة ... عايز احضنك يا بت بس مش قاااادر
  • بكرة نشبع أحضان ...... أمك قالتلى كده
تعجبت من حكى الباشا لهذا الحوار الذى كان يلقيه على وعيناه تفيض بحب حقيقى لمنى وعدم تأثر بعلاقته بأمها لكن ....

هى تعقيدات النفس البشرية التى قد يصعب على كإنسان عادى فهمها

قضت منى اليوم مع أسرة أمجد وانضمت أمها إليها ولم يكن لأمجد اى فرصة للإنفراد بها إلا لدقائق قليلة تشابكت فيها أصابعهما وهو يعرض عليها لوحته بفخر لكن كان فخرها برسمه يفوق فخره ... فهى شعرت بأنها كانت ملهمته لإخراج لوحته الهندسية الأولى ... كانت محقة فبالفعل كان أمجد يرسم تلك اللوحة وصورة منى لا تفارق مخيلته ولو للحظة

..........................................................................................................​

يوم السبت لم يكن الحديث بين كل أفراد دفعة السنة الإعدادية يدور إلا حول اللوحة الأولى المطلوب منهم تسليمها فى اليوم التالى وهكذا كان يدور الحوار بين أمجد وصديقاته الخمس حول نفس اللوحة

فى هذا الوقت كانت اللوحة الأولى عادة ما تكون لوحة بسيطة عبارة عن رسم لمجموعة أشكال هندسية بسيطة أو مركبة لقياس قدرة الطالب على إستخدام أدواته وفهمه لل scale والعلاقة بين الفراغ والمنظور ومثل تلك الأشياء ... لكن الدكتور إبراهيم عندما تولى تدريس المادة لطلبة الإعدادى حول تلك اللوحة لتكون عن إستخدام تلك الأشكال فى تصميم بسيط ليكتشف قدرة الطلبة على الإبتكار وتنمية ملكة الإبداع لديهم ... فالدكتور إبراهيم كان مهندس بدرجة فنان وكان همه الأول تحويل طلبة العمارة لمبدعين فهو يرى أن المصمم لابد أن يكون مبدعا لا أن يكون مجرد صانع قوالب خرسانية

  • حد فيكوا خلص اللوحة ؟
  • أنا يا سهام خلصتها ... هو انتى لسة مخلصتيهاش ؟
  • خلصتها ؟ يا بنى إنت ناويلها من أول السنة كده ... أنا حاسة إنى باشخبط ... طبعا يا عم شكلك كده عمارة من غير كلام
  • عمارة إيه يا سميرة ؟ أنا هادخل ميكانيكا زى ابويا طبعا ... على الأقل هيلاقيلى شغل لما اخلص
  • طب ما تساعدنى يا أمجد أخلصها .... وليك عندى غدوة محصلتش
  • أساعدك إزاى يا سهام والسيكشن بكرة ؟
  • تعالى معايا البيت بعد الكلية النهاردة ساعدنى فى رسمها وأغديك
  • بعد الكلية عندى مشوار مقدرش اسيبه ... وبعدين آجى معاكى فين ؟ إنتى عايزة أبوكى يقتلنى ؟
  • يا سيدى متقلقش من ابويا ... إنت خايف ولا إيه ؟ أمال مصارع وعسكرية وبتاع
  • لا يا ستى مش خايف ... بس الأصول أصول ... وبعدين متقلقيش ... أول لوحة دى مافيش عليها درجات ... إرسميلك عمودين وفى وسطهم شوية بلوكات وخلاص ... آخرها المعيد هيقولك كلمتين رذلين وخلاص ... ولّا حتى مش هيقول ... هما غلاستهم بتبقى عالولاد بس
كانت سميرة تتابع حوار أمجد مع سهام وهى تشعر بشئ ما يثير غضبها ... لاتعرف ماهو لكنها شعرت بالغضب ... فسهام بالرغم من أنها صديقتها الحميمة إلا أنها تختلف عنها تماما فى طباعها ... فسميرة دائما تحت مراقبة أهلها ولا يُسمح لها بتلك الحرية التى تعيشها سهام ... فسهام إبنة وحيدة لمقاول معروف تعيش فى فيلا كبيرة فى الحى الراقى الذى يبعد عن حى سميرة بنصف ساعة وقد خصص لها أبوها ملحق خاص للمذاكرة يقع بطرف الحديقة بخلاف غرفة نومها بالفيلا وسهام شخصيتها منفتحة جريئة لا تخجل من التصريح بين صديقاتها بأنها تعشق النظر لأجساد الرجال وبينما خجلت سميرة حتى من تعريف صديقاتها بما ينتابها من حالات شبق فإن سهام لا تخجل من القول بانها كثيرا ما تداعب نفسها متخيلة نفسها مع هذا الممثل أو ذاك الرياضى المعروف ولم تخجل يوم أن أخبرتهم عن عثورها على مجلة جنسية بين أغراض أبيها تمتلئ بصور جنسية حفظتها وكادت تصفها لهن لولا إعتراضهن جميعا

لم تكن سميرة تدرى أنها تنزلق بقلبها دون أن تدرى جهة أمجد ولم تكن تريد التصريح حتى لنفسها أن الشعور الذى إنتابها الآن هو شعور بالغيرة لكنها كتمت شعورها بداخلها ولم تسمح لشعورها بالظهور على وجهها

وجدت سميرة نفسها فى هذا اليوم تتوق للإنفراد بأمجد وحين بدأت المحاضرة وجدت نفسها تدفع فخذها بقوة ليلتصق بفخذه ولأول مرة تتحين فرصة لتلصق كتفها بكتفه وذراعها بذراعه

لم يشعر أمجد بالطبع بهذا التغير فهو شديد التركيز بعقله فى محاضراته وبقلبه فى محبوبته حتى لو لاحظ فسيعتبر إلتصاق سميرة به أمر طبيعى لإزدحام المدرج بالجالسين

كان اليوم التالى من أهم الأيام التى مرت عليه فى حياته وإن كان فى بدايته إعتبره يوم دراسة عادى ولم يكن يتوقع أن يكون هو اليوم الذى سيتغير فيه مسار حياته ويجعل من الدكتور إبراهيم ثانى أهم الأشخاص المؤثرين بمسيرته بعد الرقيقة منى

بدأ اليوم بداية عادية وكل طالب يستعرض رسمه بين زملائه المقربين حتى بدأت محاضرة الدكتور إبراهيم وتبعتها المحاضرة الثانية حيث تفرق الطلبة بعدها لمجموعتين لتتجه كل مجموعة لإحدى القاعات الكبيرة التى خصصت كقاعات خاصة بسكاشن الرسم الهندسى لطلبة الصف الإعدادى ووقف الطلاب فى صفوفهم كل خلف إحدى ترابيزات الرسم ليبدأ فى فرد لوحته عليها وتجمع المعيدين للمرور على اللوحات لتقييمها وإرشاد كل طالب لإخطاءه والسعادة تبدو على وجه المعيدين بالطبع فهو يوم إستعراض قدراتهم كمهندسين أمام هؤلاء المستجدين و .... المستجدات

كان الدكتور إبراهيم يتنقل بين القاعتين لا يهدأ فهى الفرصة الأولى له هذا العام للتعرف على تأثيره على طلبته الذين كانوا يحبونه حقا لإسلوبه السلس فى الشرح وأناقته فهم دائما ما يشعرون بأنهم فى حضرة فنان وليس مجرد أستاذاً جامعياً يلقى لهم محاضرة عن فن العمارة

فوجئ الدكتور إبراهيم فى إحدى مرات مروره المتكررة بإشتباك بين أحد المعيدين وطالب تبين له أنه أمجد ليسرع للمشتبكين ويستفسر عما يدور بينهم

  • خير يا دكتور فيه إيه ... خير يا باشمهندس
  • الباشمهندس يا دكتور إبراهيم جايب اللوحة دى وعايزنى أصدق إن هو اللى رسمها ... تصدق إنت إن طالب لسة متعلم الإسبوع اللى فات يمسك المسطرة يرسم لوحة زى دى
  • يا دكتور أنا إتولدت والمسطرة دى فى بيتنا ... واتعلمت استعملها من وانا فى اولى إعدادى
  • طيب إهدوا إنتوا الأتنين إحنا فى كلية محترمة مش فى الشارع
ونظر الدكتور إبراهيم للوحة المفرودة على ترابيزة الرسم نظرة خبير ليرى فيها مالم يره المعيد ... فاللوحة الأولى لطالب الهندسة عادة ما تكون لوحة ساذجة مليئة بالأخطاء أو منقولة من لوحة أخرى موجودة بكتب الرسم الهندسى لكن ما يراه أمامه ليست بلوحة منقولة ولا بلوحة ساذجة

  • كمل إنت شغلك يا دكتور .... وإنت يا أمجد هات اللوحة دى وحصلنى على مكتبى
وطوى أمجد لوحته برفق شديد على شكل الإسطوانة وخرج من القاعة تتبعه عيون باقى زملائه بعضهم فى إشفاق وأكثرهم فى شماتة ليصل لمكتب الدكتور إبراهيم ويدخل بعد أن يدق الباب بإحترام شديد

  • تعالى يا أمجد ... إتفضل أقعد
  • شكرا يا دكتور
  • إنت اللى رسمت اللوحة دى يا أمجد
  • طبعا يا فندم انا اللى رسمتها
  • إنت والدك بيشتغل إيه يا أمجد ؟
  • مهندس يا فندم
  • يابنى قلتلك قبل كده بلاش افندم دى ... والدك ساعدك فى رسمها
  • حضرتك أنا والدى مهندس ميكانيكا يعنى علاقته بالرسم المعمارى إنقطعت من ساعة ما دخل أولى هندسة
  • وإزاى ال scale ظبط معاك من أول لوحة كده
  • يا فندم إحنا بندرس طبوغرافيا عسكرية ورسم خرايط من أولى ثانوى وكان اللى بيقصّر بيقضى نص أجازة الصيف محجوز فى المدرسة يعنى ال scale بالنسبة لى شئ بسيط
  • بيقصر إزاى يعنى ؟
  • يعنى يسقط يا فندم
فنظرالدكتور إبراهيم لوجه أمجد وهو يتمنى أن يكون ما يسمعه الآن حقيقيا وفجأة يغير مجرى الحديث

  • إنت بتسمع مزيكا يا أمجد
  • أيوه يا فندم باسمع موسيقى طبعا
  • بتسمع إيه ؟
  • معظمها موسيقى كلاسيك ... غالبا باسمعها لوحدى ... كل اصحابى وحتى عيلتى مبيفهموهاش
  • وطبعا كنت مشغل موسيقى وانت بترسم
  • مظبوط يا فندم
  • كنت بتسمع إيه ؟
  • مش فاكر حضرتك بالظبط ... لكن أعتقد إنها السيمفونية الخامسة لبيتهوفين
وضرب الدكتور إبراهيم بقبضته وانتفض واقفا وكأنه عثر على كنز أو كأنه أيزك نيوتن قد اكتشف الجاذبية فوقف أمجد إحتراما لوقوفه

  • يعنى يا أمجد لو اديتك شوية داتا مختلفة تقدر ترسم لوحة تانية زى دى
  • طبعا يافندم أقدر
والتقط الدكتور ورقة بيضاء من سطح مكتبه كتب بها بعض البيانات الهندسية وناولها لأمجد

  • طب خد الداتا دى نفذلى بيها بلان وهاستناها منك بكرة
  • وليه بكرة حضرتك ... السيكشن لسة فاضل فيه 3 ساعات وواضح إنى مش هارجعله النهاردة طبعا ... أروح القاعة التانية لو سمحتلى أرسمها فيها
  • يعنى إنت رسمت دى فى 3 ساعات
  • أقل من 3 ساعات حضرتك
  • طيب إنت هتقعد هنا فى المكتب ال 3 ساعات دول قدام عينى واستخدم ترابيزة الرسم بتاعتى ... أديك يا سيدى هترسم على ترابيزة الدكتور إبراهيم شخصيا ... تستعمل أدواتى ولا تستنى لما أبعت أجيب أدواتك من القاعة
  • ليا الشرف يافندم إنى أستعمل أدواتك
  • يابنى قلتلك باتخنق من كلمة افندم دى ... تحب تشرب إيه ؟ أجيب لك لمون علشان تهدى نفسك وانت بترسم
  • أنا باحب اشرب شاى بالنعناع وانا بارسم ... لو مش هيضايق حضرتك
  • هيضايقنى فى إيه ... إتفضل الترابيزة والورق والمسطرة وكل اللى هتحتاجه هناك وانا مش هاتحرك من هنا غير لما تخلص
وضغط الدكتور إبراهيم الجرس ليستدعى فراش المكتب ويطلب منه عمل كوب شاى بالنعناع لأمجد وإحضار أدواته من القاعة وبأن يخبر الدكتور***** وهو المعيد الذى كان يشتبك مع أمجد بالحضور بمجرد إنتهاء السيكشن لمكتبه

وبمجرد خروج العامل يلتقط الدكتور إبراهيم شريط كاسيت من علبة الشرائط الموجودة خلفه ليضعها بجهاز الكاسيت الذى لا يفارق مكتبه ويضغط زر التشغيل لتنطلق فى الحجرة موسيقى السيمفونية الخامسة لبيتهوفن

سيمفونية ضربات القدر

قبل مرور الساعات الثلاث كان أمجد إنتهى من لوحته الثانية والدكتور إبراهيم يراقب حركاته بإهتمام ويرقب حركة سبابته على شاربه وإبتعاده عن اللوحة ثم إقترابه منها ووقوفه الدائم وعدم الجلوس على الكرسى الموجود أمام لوحة الرسم وموسيقى السيمفونية الخامسة تدور حوله وكلما إنتهى الشريط يعيده ليعمل مرة وراء أخرى كأنه يكرر ضربات القدر حول أمجد

إنتهى أمجد من الرسم قبل مرور الساعات الثلاث وأخبرالدكتور إبراهيم بإنتهائه ليقوم الدكتور من كرسيه لأول مرة لينظر للوحة

وقف الدكتور إبراهيم يطالع اللوحة بإهتمام ويراجع كل تفاصيلها قبل أن يستدير ليحتضن أمجد بقوة ويمسك بذراعه ليجلسه على الكرسى المقابل لمكتبه ليكلمه وهو يدور بأرجاء الغرفة

  • بص يا أمجد ... إنت تعتبر نفسك من النهاردة دخلت عمارة
فيقف أمجد إحتراما لوقوف أستاذه

  • بس أنا كنت ناوى على ميكانيكا حضرتك
  • إترزع أقعد ومش كل ما هاقف هاتقف ... مافيش ميكانيكا ... دا أنا أقتلك لو فكرت فى قسم غير عمارة ... ولو خايف على زعل ابوك ادينى تليفونه وانا هاكلمه ... أو حتى هاروحله ... قلت عمارة تبقى عمارة
  • اللى تشوفه حضرتك يا فندم
  • واعمل حسابك من أول أجازة الصيف هتنزل معايا المكتب تتدرب .... لأ أول الأجازة إيه ... من أول الإسبوع الجاى ... وعارف .... هتقولى الكلية والتمرين ... هتنزل المكتب مرتين فى الأسبوع ... كل مرة ساعتين بليل ...من 7 ل 9 وهتاخد مرتب محترم ... 120 جنيه بحالهم فى الشهر
  • مقدرش أخالف أوامر حضرتك ... بس لازم آخد إذن بابا الأول
  • إدينى تليفونه هاكلمه قدامك حالا دلوقتى وآخدلك الإذن
وبالفعل يتصل الدكتور إبراهيم بوالد أمجد الذى كان عائداً لتوه بعد يوم عمل مرهق فانزعج أولا عندما علم أن الذى يحدثه أحد أساتذة أمجد فقد توقع وجود مشكلة لأمجد لكنه تحول إلى الفرح الشديد وهو يرحب بعرض الدكتور لإبنه

شعر عم حسن يومها بالفخر الشديد ... فحلمه بأن يكون ابنه مهندس له بصمة مميزة وليس مجرد مهندس موظف يلوح أمام عينيه وفخور بابنه الذى لم يقبل بتلك الفرصة إلا بعد موافقته شخصيا عليها

وضع الدكتور إبراهيم سماعة التليفون ليمد يده إلى مكتبته يلتقط منها كتابا متوسط الحجم يناوله لأمجد

  • إيه ده يا دكتور .... فلسفة اليوجا ؟
  • ايوه يا أمجد فلسفة اليوجا ... اليوجا هتخليك تتحكم فى نفسك .... وقلبة الوش اللى شفتها وانت بتتكلم مع المعيد بتاعك مينفعش تبان تانى فى أى حتة... علشان تنجح فى حياتك العملية لازم اللى قدامك ميعرفش إيه بيدور جوة مخك ... لازم تتحكم فى كل عضلة فى جسمك ومتخليش جسمك هو اللى يتحكم فيك ... عايز الكتاب ده يكون أول خطوة فى طريق نجاحك
  • شكرا يا دكتور
  • ومش عايز حد من زمايلك هنا فى الكلية يعرف إنك بتشتغل معايا فى المكتب علشان لو توقعى طلع صح .... وهيطلع صح ودرجاتك كانت عالية محدش يفتكر إن ده بسبب شغلك معايا ... فاهمنى طبعا
  • فاهم حضرتك يا فندم
ويقطع حديثهم صوت طرقات خفيفة يدخل بعدها المعيد الذى تشاجر مع أمجد فى بداية السيكشن

  • إتفضل يا دكتور ***** أنا طلبتك علشان أمجد يعتذرلك قدامى وأتأكد بنفسى إنه مش هيكررها تانى .... إعتذر للمعيد بتاعك يا أمجد
  • أنا آسف يا دكتور بس كنت زعلان عالمجهود اللى عملته فى اللوحة ومعجبش حضرتك ... أنا آسف مرة تانية
  • خلاص يا أمجد الدكتور قبل إعتذارك ... خد حاجاتك وسيبنا دلوقتى عندنا شغل ... وبالمناسبة ... إنت عارف إن بطولة الجامعة عندنا هنا يوم الحد الجاى ... لو مجبتليش دهبية هتبقى وقعتك سودة .... أنا هاعتذر عن المحاضرة يومها والمحاضرة التانية هتبقى مكان محاضرتى ... وطبعا مش هيكون فيه يومها سيكشن رسم علشان زمايلك يروحوا يشجعوك .... ولأنى مش هاكون فاضى طبعا ... مع السلامة
ويلتقط أمجد أدواته الموضوعة بجوار مكتب الدكتور إبراهيم وينصرف ويغلق الباب خلفه بهدوء

إلتفت الدكتور إبراهيم للمعيد ونظر له نظرة أب يوجه إبن

  • بص يا بنى ... أنا خليت الطالب ده يرسم لوحة تانية قدامى هنا ... هى لسة على ترابيزتى هناك تقدر تبص عليها ... ... إحنا كل كام سنة هنا بيجيلنا طالب واحد موهوب ... والطالب ده موهوب بالفطرة ... أنا مش عايز يتخرج من تحت إيدى مهندسين يرتكبوا جريمة زى اللى إرتكبوها اللى صمموا تلوث بصرى وسموه بلوكات مساكن شعبية ... أنا عايزكم مهندسين فنانين ... بص عاللوحة كده وقولى رأيك إيه
ويتجه المعيد للوحة لينظر لها فى تعجب وإعجاب

  • معقولة يا دكتور طالب إعدادى يرسم لوحة بالدقة دى ؟ ... حتى لو موهوب كان لازم يغلط فى الscale عالأقل
  • واضح إنه إتعلم الscale فى المدرسة العسكرية ... ولأنه موهوب إستوعبه وهضمه وبقى بيظبط معاه تلقائى من غير حتى ما هو يحس ... أعتقد كده إن المدارس العسكرية سبقت مدارس التربية والتعليم بكتير ... بص بقى ... من الإسبوع الجاى إحنا هنغير النظام ... بدل ما كل السيكشن ياخد نفس البلان ينفذوها فى البيت هتحضر 10 بلانات ... كل طالب ياخد لوحة مختلفة عن زميله ... وتسليم البلانات للقسم هيكون قبل معاد السيكشن بيوم... وبالنسبة لأمجد هياخد لوحده غير كل زمايله بلان أصعب من زمايله كلهم وانا اللى هاجهز الداتا بتاعتها بنفسى ... علشان منظلمش باقى زمايله لإن مستواه أعلى منهم بكتير
  • هو حضرتك إديته فكرة البلان اللى رسمه ده ؟
  • لالالالالا ...... دى فكرته هو
  • وجابها منين دى ؟
  • جابها من المزيكا يا أستاذ .... ضربات القدر ..... الولد ده الموسيقى بتترجم فى دماغه لأفكار... ولو غيرت المزيكا هيرسم بلان غيرها ولو غيرتها يرسم بلان تالتة .... ده فنااااان يا دكتور فناااان ... فنان تصميم حقيقى مش زيكم فنانين بلوكات خرسانة جاهزة و باليتات طوب خفيف
خرج المعيد وهو يتعجب من حالة الدكتور إبراهيم وهو يظن أن الدكتور العظيم إما سكران أو أنه تعاطى شيئا ما جعله فى مثل تلك الحالة التى رآه عليها

بينما كان الدكتور إبراهيم يتناقش مع المعيد كان أمجد يقف وسط صديقاته اللاتى كان القلق عليه يفترسهن من إصطحاب الدكتور إبراهيم له وعدم إكمال السكشن وتقافزن زميلاته فرحا حوله بعدما اخبرهم بإعجاب الدكتور برسمه فهاهو أول متفوقى الدفعة يظهر ولحسن حظهن فإن هذا المتفوق هو صديقهم وهن صديقاته ولاأصدقاء له غيرهن بين كل الزملاء .....لكن ..... ظهر غضب عابر على وجه سميرة عندما أمسكت سهام يديه بكلتا يديها وضغطت عليها للحظات قبل ان تتركها

كان هذا الشعور دائما ما يربك سميرة فهى دائما ما تشعر به كلما اقتربت إحدى الصديقات من أمجد أكثرمن المعتاد أو حاولت أن تنفرد به فى غير وجودها .... كانت تحاول أن تنكر ما تشعر به وتنكر على نفسها غيرتها عليه

لم ينتظر أمجد طويلا بين صديقاته بل إنطلق لسيارة ابيه المركونة بعيدا عن باب الكلية لينطلق بها لإصطحاب حبيبته

لقد فتح له القدر ذراعيه وأعطاه فرصة لم يكن ليحلم بمثلها .... تلك الرقيقة التى يقطع الطريق إليها الآن هى أيقونة حظه ... دائما ما يجد القدر يقف جواره يساعده كلما أسعدها ... سيسعدها بكل طريقة ... سيجعلها تحيا كأميرة فهى بالفعل أميرة ... سيجعل كل حياتها سعادة طالما يستطيع

ركن أمجد السيارة فى أقرب بقعة من مدخل الجامعة ولم يطق صبرا لانتظار منى داخل السيارة بل ترك السيارة وقطع الطريق للبوابة الكبيرة ليقع عليها بصره قادمة من بعيد وسط صديقاتها وتلك المرة وجد صديقه طايل يسيرمعهم بجانب صفاء فى مؤخرة موكبهم الصغير مشتبكين فى حديث ضاحك فيظهر كارنيه الجامعة للشرطى الواقف بالمدخل ويندفع تجاه محبوبته وكاد أن يحتضنها لكن نظرة من صديقه نبهته بأنهم داخل الجامعة وتندهش منى لكن نظرة الفرحة التى تطل من وجهه تطمئنها

  • فيه إيه يا أمجد .... أول مرة متستناش فى العربية
  • مفيش حاجة .... خبر حلو قوى مش قادر استنى عايزك تعرفيه
فتنسحب الصديقات ومعهم طايل وتسير منى بجوار أمجد محاولة مواكبة خطواته

  • فيه إيه بقى ... شوقتنى
  • شكلنا هنتجوز بدرى يا بت .... من الإسبوع الجاى هاشتغل بمرتب محترم ... 120 جنيه يا منى ... 120 جنيه
  • إنت بتهزر يا أمجد .... قول إنك بتهزر... وكليتك ؟
  • يا بت أنا هاشتغل يومين فى الأسبوع بس ... بليل ... يعنى 4 ساعات بس فى الأسبوع
  • لآ .... مش مصدقة .... أنا أكيد باحلم
  • مش حلم يا بت ... مش حلم
وتوقفوا بجوار السيارة وفتح لها أمجد الباب لتجلس وهى تتقافز من الفرحة وبمجرد إستقراره بجوارها يحكى لها تفاصيل ما حدث وتتحرك السيارة ولم تتوقف عن التقافز على كرسيها وأصابعها مشتبكة بأصابع أمجد حتى يصلوا لشارعهم ويقف أمجد بالسيارة لتفتح الباب وتقفز منه ولم تنتظره لتستند على ذراعه كما إعتادا ليقطع الحبيبان السلم قفزا لتتوقف منى أمام باب شقتها

  • إنتى رايحة فين ؟
  • هافرح ماما
  • زمان امى وامك وابويا وكلهم مستنينا فوق ... أنا مش قلتلك إن الدكتور إبراهيم كلم عمك حسن
  • صحيح ... يالا بينا
ويقطع الشابان الدورين قفزاً للدور السادس فيجدا باب شقة أمجد مفتوحا وجمع من جيرانهم الطيبين مجتمعين بعضهم جلوساً وأكثرهم وقوفا فعدد الحاضرين فاق عدد المقاعد المتاحة .... أتوا للتهنئة بعدما أعلنتت أم منى عن فرحتها بزغرودة طويلة بمجرد أن أخبرتها أم أمجد بالخبر وكعادة الجيران فى هذا الوقت إستطلعوا الخبر وقرروا مشاركة الأسرتين فرحتهم بمهندسهم الشاب الذى يحقق نجاحاته بسرعة فهو يثبت لهم كل يوم أن الأحلام تتحقق .... أحياناً

بمجرد دخول منى وأمجد للشقة هب أبوه ليتلقفه بحضن طويل نقل له فيه دقات قلبه الفخورة بينما إحتضنت منى أمها وهى تتقافز فرحة ثم ألقت بنفسها فى حضن أم أمجد التى رعت حبها وحققت آمالها حتى قبل أن تدرى هى أن هذا هو حبها وتلك هى آمالها

تركهم الجيران ليتركوا الأسرة للإحتفال وبينما إستكانت منى فى حضن أم أمجد لا ترفع نظرها عن فارسها تحدثت الأم بنبرة صدق حقيقية

  • منى وشها حلو عليك يا أمجد
  • منى طول عمرها وش السعد لكل اللى حواليها يا أم أمجد
  • عمرى ما توقعت اللى حصل النهاردة يا بابا ولا كان ممكن أتوقعه ... عارف إن الشغل فى مكتب الدكتور إبراهيم حلم لأى مهندس فى مصر؟ ده اكبر مصمم فى مصر كلها ويختارنى أنا بالذات وانا لسة فى إعدادى هندسة أشتغل معاه ... ده حلم يا بابا حلم
  • إنت ومنى تستاهلوا كل خير يا بنى .... حافظ عليها زى عنيك ... بعد ما خطبتها بإسبوع واحد القدر بعت لك أكبر فرصة فى حياتك
  • منى دى .... منى دى ...مش لاقى كلمة أقولها عليها توفيها حقها ... طول عمرها سبب حظى
ويتقدم أخو أمجد الأصغر بطبق به قطعتى جاتوه وزجاجتى كوكاكولا ليضعهم على الترابيزة الصغيرة التى تتوسط جلستهم

  • حجزتهم ليكوا بالعافية ... بابا نزل إشترى جاتوه كتير وصندوقين كوكاكولا بحالهم مفضلش منهم غير دول
وتنظر أم أمجد لعينى إبنها المعلقة بعينى منى المستكينة فى حضنها وتفهم فورا ما يتحاورا فيه

  • طيب قوموا يا ولاد كلوا الجاتوه بتاعكم فى أوضتكم ... قصدى فى أوضة أمجد ... أكيد فيه كلام كتير عايزين تقولوه
  • لا يا ماما مش أوضتى ... هى زى مانتى قولتى أوضتنا
  • سيبوا الباب مفتوح علشان لو إحتاجنا منكم حاجة
وتقوم منى من جلستها وهى تنظر لأم أمجد نظرة عتاب لتحتضنها وتهمس فى أذنها

  • مينفعش النهاردة الباب يتقفل عليكم ... بفرحتكم دى خطر يا ممحونة إنتى وهو
وتبتسم منى وتتبع أمجد لغرفته حيث يضع الطبق وزجاجتى الكوكاكولا على المكتب وينظر لمنى التى جلست على طرف السرير لا ترفع عينيها عنه ثم يمد يده ليضغط زر الراديو الصغير الموضوع على أحد ارفف المكتبة لينطلق منه صوت الموسيقى فيقف أمام منى وينحنى أمامها إنحناءة صغيرة مادا لها يده فتبتسم وتقف وتضع كفها الأيمن على كتفه الأيسر وكفها الأيسر فى كفه الأيمن فيضع كفه الأيمن على خصرها ليتحركا فى فراغ الحجرة الضيق يحاولان تقليد ما رأوه فى أفلام السينما من رقص البطل مع البطلة ويندمجا مع الموسيقى وينفصلا عن كل ما حولهم حتى تنتهى القطعة الموسيقية لتفاجئهم وقفة الأسرة كاملة ومعهم أم منى أمام الباب يتطلعون إليهم فى حب ويخفون إبتساماتهم مما يروه

  • إنتوا بتعملوا إيه يا مهابيل إنتوا الأتنين
  • بنرقص يا ماما ... بنرقص
  • بترقصوا ؟ وده رقص ؟ ودى مزيكا حد يرقص عليها ؟
  • بحيرة البجع يا ماما.... swan lake
  • بس انا مشوفتش بجع يا أمجد ... أنا شوفت جوز نسانيس بيتنططوا
  • هنتعلم يا ماما ... هنتعلم وهنرقص أحسن من جون ترافولتا وكارين جورنى
  • دا إنتوا إتجننتوا رسمى وهتجننونا معاكم
وتركهم الجمع لينفردوا بحديث حول مستقبلهم وحلم زواجهم الذى بات قريبا ... تحدثوا عن كل شئ ... حتى تفاصيل فستان الزفاف .... لتقطع الأم كعادتها جلستهم

  • ياللا يا منى .... امك عايزة تاخدك وهى نازلة
...........................................................................................................​

مضى الإسبوع بسرعة وبدأ الإسبوع التالى واحتل أمجد مكانه المعتاد بالمدرج تجاوره سميرة تليها باقى شلة الجميلات وقبل بدء المحاضرة يفاجأ أمجد بفراش مكتب الدكتور إبراهيم يبحث عنه ليعلمه بأن الدكتور إبراهيم فى إنتظاره ليغادرأمجد صديقاته دون قلق تلك المرة فقد بات معلوما لديهم أن الأستاذ العظيم تبنى موهبة صديقهم ومن العادى أن يستدعيه فى أى وقت ودخل أمجد مكتب أستاذه بعد أن يدق الباب باحترام

  • صباح الخير يا أمجد .... أخبارك إيه ؟
  • صباح النور يا دكتور ... كله تمام
  • إنت النهاردة طبعا المفروض أول يوم ليك فى الشغل معايا ... البطولة هتتلعب بكرة ... مافيش داعى تيجى المكتب النهاردة وخليها يوم التلات بس الإسبوع ده
  • ليه يا دكتور ؟ حضرتك هتدفعلى مرتب يبقى مينفعش أغيب أول يوم شغل
  • يعنى ده مش هيأثر على لعبك بكرة
  • يا دكتور متخفش .... لعيبة المصارعة مش متدلعين زى لعيبة الكورة أو محتاجين يريحوا قبل الماتش ... إحنا بنكون يوم الماتش نفسه فى مدارسنا او كلياتنا أو شغلنا عادى ... متقلقش حضرتك
  • ماشى يا بطل .... هستناك النهاردة الساعة سبعة فى المكتب ... أنا كتبتلك العنوان اهو فى ورقة وكتبتلك الوصفة علشان متتوهش... مدينة نصر حى جديد وممكن تتوه فيه ... إتفضل علشان تلحق محاضرتك
  • كان عندى طلب من حضرتك يا دكتور لو تسمح بخصوص ماتش بكرة .... خطيبتى هتحضر الماتش بكرة وعايزها تكون معايا
  • إنت خاطب يا أمجد ؟ أول مرة أعرف .... شكلك خلبوص يا أمجد مع أنه مش باين على شكلك... يعنى مش كفاية مكوش لوحدك على أحلى خمس بنات فى الدفعة ... كمان خاطب
فاحمر وجه أمجد خجلا وأظهر للدكتور إبراهيم الدبلة المختفية أسفل خاتمه

  • وياترى خطيبتك حلوة زى البنات زمايلك كده
  • لا يا دكتور .... منى أحلى منهم بكتير
  • مش باقولك خلبوص ... خلاص يا سيدى أنا هاقول للولاد اللى بينظموا بكرة يخلوها معاك تحت مش فى المدرج مع باقى زمايلك ... إجرى بقى محاضرتك فاضل عليها 10 دقايق
ويعود أمجد لمكانه ليدفع الفضول صديقاته بالطبع للإستفسار

  • كان الدكتوربيتطمن إنى جاهز لماتش بكرة ... أوعوا تقولوا إنكم مش هتحضروا ؟ بكرة محاضرة واحدة والسيكشن اتلغى
  • لأ طبعا هنحضر ... أنا مش ممكن أفوت حاجة زى دى ... نعرف المصارعة اللى بتلعبها دى شكلها إيه وبالمرة نكسب فيك ثواب ونشجعك
  • أنا مش هاحضر محاضرة بكرة علشان الميزان هيبقى بدرى ... معتمد عليكم تشرحوهالى
  • متقلقش يا كابتن ... هاشرحالهك بنفسى
مرة أخرى ينتاب سميرة إحساسها المقلق بالغيرة لحديث أمجد مع سهام لكنها تكتم إحساسها وتتناساه بمجرد بدء المحاضرة وحصولها على متعتها الساذجة بإلصاق فخذها بفخذ أمجد لينتهى اليوم ويهرع أمجد للقاء محبوبته وأيقونة حظه ... فاليوم هو أول يوم عمل له

قبل السابعة بخمس دقائق كان أمجد يتوقف أمام فيلا صغيرة من دورين تكاد تنطق بالفخامة وسط شارع إمتلأ بالفيلات المكعبة كريهة المنظر أقتطعت حدائقها بالكامل لتُضم لتلك الفيلات فتزيد منظرها قبحا على قبحها ليدخل من الباب ويتجه لمدخل الفيلا الداخلى وسط حديقة صغيرة جميلة التنسيق لتستقبله فتاة ترتدى زى فى منتهى الأناقة تجلس وراء مكتب صغير خلف المدخل تقوده بعدها وسط طرقات ينطق كل ما فيها بالفخامة وتبعث فى كل جنبات الفيلا موسيقى ناعمة حتى يصلوا للدور الثانى لمقابلة الدكتور إبراهيم فى مكتبه الفخم الضخم ليستقبله مرحبا ويوجه حديثه للفتاة التى كانت ترافقه

  • لو سمحتى خليهم يجيبولى القهوة بتاعتى وشاى بالنعناع للباشمهندس... وخلى إلهام تجيلى ... جيت فى معادك بالظبط يا أمجد... أهم حاجة فى الراجل الناجح دقة المواعيد
وتقتحم المكتب بلا إستئذان ثلاثينية تنضح بالإنوثة والأناقة معا تنبعث من عينيها نظرة جريئة وسط هالة الأنوثة التى تحيط بها ليعرفه بها الدكتور إبراهيم

  • دى إلهام .... دراعى اليمين فى المكتب هنا ... شغلك هيكون معايا ومعاها بس ... إلا لو قلنالك تساعد حد من المهندسين .... هنا فيه 4 مهندسين و2 مهندسات هنبقى نعرفك عليهم والباقى مساعدين ومحاسبين وكده
  • تشرفنا يا مدام إلهام
ولأول مرة يسمع صوتها الجرئ مرتفع النبرات

  • لأ بقولك إيه إحنا هنا مافيش عندنا مدام وأستاذ وباشمهندس إحنا بننادى بعض بأسامينا مفيش بس غير الدكتور ومبنقولوش يا دكتور ... بنقوله يا ريس ... إنت هتبقى مسؤليتى قدام الريس ... يعنى تسمع الكلام ... أنا باضرب على طول مبشتمش حتى
ويضحك الدكتور إبراهيم وهو يراقب علامات الإنزعاج على وجه أمجد

  • إسمع كلامها يا أمجد علشان دى مفترية ... ... يا إلهام أنا ليا شهر باحاول أخليه يبطل كلمة تمام يافندم ومش عارف ... همتك بقى تنسيه العسكرية وترجعيه بنى آدم طبيعى
  • هما يومين إتنين ولو لسانه ماتعدلش ليك الكلام يا ريس
  • إلهام يا أمجد خريجة فنون جميلة مش هندسة ... بس فنانة حقيقية ... أعتقد هتنسجموا مع بعض ... ليها نفس الدماغ اللاسعة اللى عندك إللى لسة انت معرفتهاش .... بصى بقى أول مهمة ليكو مع بعض
  • قول يا ريس
  • هتاخدى الأستاذ وتنزلى وسط البلد ... تروحى عند تادرس الترزى ... يفصلّه بدلة كلاسيك وبدلة سبور و3 بليزرات و3 بنطلونات... وبعدين تاخديه عند صبحى بتاع القمصان ... يفصلّه 6 قمصان كلاسيك ... وتاخديه عند عارف بتاع الجزم يفصلّه جزمتين كلاسيك ... وفيه محل كرافتات فى شارع قصر النيل ... تشتريله كرافتتين سيلكا ... والحاجات دى تكون جاهزة قبل يوم الجمعة الجاى ... يوم السبت عايز الأخ ده يجيى المكتب ويكون لابس لبس يليق بمكتب الدكتور إبراهيم ...بعد كده تنزلوا الشواربى تشتريله بنطلونين جينز و4 قمصان سبور يروح بيهم الجامعة من بكرة
  • ماشى ياريس ... مش عايزنى أشتريله كلوتات كمان ؟
  • لو لاقيتيه محتاج إشتريله
  • إقلع البنطلون ياض نشوف لباسك مناسب لمكتب الدكتور إبراهيم ولا لأ
وينفجر الدكتور إبراهيم فى الضحك عندما يجد يدا أمجد تمتد متشنجة تتمسك بحزام بنطلونه

  • متخافش مش هتقلعك البنطلون قدامى ... روحى إنتى يا إلهام خدى فلوس من الخزنة لغاية ما أخلص كلام مع أمجد
لتنصرف إلهام دون حتى أن تستأذن وتترك أمجد مع الدكتور إبراهيم

  • بس يادكتور أنا كان ممكن أشترى هدوم تانية لو كنت حضرتك طلبت
  • بص يا أمجد ... مظهر المصمم بالذات لازم يكون كله شياكة ولازم يعيش بشياكة حياته كلها ... شياكة المصمم جزء من شخصيته ... إنت بعدين هتكتشف نفسك وهتفصل هدوم على ذوقك ... أنا شخصيا مبحبش اشترى هدوم جاهزة ... باحب هدومى تبقى متفصلة ليا لأنها بتكون مميزة ... فيه حاجات كتير هتتعلمها لسة منى ومن غيرى ... بس لازم تكون مميز يا أمجد ... إتفضل دلوقتى زمان إلهام مستنياك تحت بدال ما تضربك ... ومن بكرة لازم أشوف أمجد تانى ... مش بس بالهدوم اللى هتلبسها ... بشخصيتك الحقيقية اللى إنت لغاية دلوقت مش قادر تطلعها
ويترك أمجد الأستاذ العظيم ليبدأ أولى خطواته فى عالمه الجديد الذى لم يكن يتوقع فى يوم من الأيام أنه عالم بتلك الروعة

..........................................................................................................​

وياتى نهار الأحد وتمتلئ المدرجات الخشبية للصالة المغطاة بكلية الهندسة بالمتفرجين الشباب ربما لأول مرة فى منافسات المصارعة الرومانية ....فوقتها كانت رياضة قليلة الإنتشار قليلة المشجعين لكن تلك المرة وبمجرد إنتشار خبر أن جميلات الدفعة سيشاهدن المنافسات وأن أول طالب يظهر نجم تفوقه بدفعتهم بين المتنافسين تحولت دفعة الإعدادى كلها لمشجعين لرياضة المصارعة الرومانية التى يجهل أغلبهم إن لم يكن كلهم ماهى تلك الرياضة فقد كان برنامج المصارعة الحرة على التلفزيون وقتها يقتل كل فرصة لفهم تلك الرياضة المحددة قواعدها بشدة تمنع أى مصارع من تعمد إصابة منافسه

كانت شلة الجميلات تجلس فى منتصف الصف الأول من المدرجات الخشبية وعجبت سهام لما رأته فلا توجد حلبة مرتفعة ولا حبال حولها ولا شئ مما كانت تشاهده فى برنامج المصارعة الحرة بل بساط مطاطى مرسوم عليه دائرتين واحدة كبيرة وأخرى فى منتصفه صغيرة وقد تجمع لاعبى الفرق فى أركان موزعة حول البساط على مسافة منه فى أنتظار إعلان الحكام بدء المباريات ..... كانت الجريئة سهام بالطبع لا تكف عن الثرثرة مع باقى الشلة بصوت خافت لظنها أنها تعرف عن المصارعة مالا يعرفن وأنها ستقوم بشرح ما سيجرى لهن

  • مين البت القمر اللى واقفة مع أمجد والدكتور إبراهيم دى
  • يمكن بنته ولا بنت حد من الدكاترة جاية تتفرج
  • بس هى لازقة فأمجد كده ليه ... أكيد دى تبعه ... يمكن أخته ولا حاجة
  • بذمتك إنتى دى ممكن تكون أخت أمجد ؟ بقى القمر دى ممكن تكون اخت أمجد اللى شبه عساكر الأمن المركزى
بينما كانت الجميلات يثرثرن سويا حول أمجد كان الدكتور إبراهيم يقف مع أمجد فهو يعتمد عليه فى إحراز ميدالية ذهبية لم تحصل عليها كلية الهندسة منذ سنوات

  • دى بقى خطيبتك يا سى أمجد ... لا ياض ذوقك حلو .... فعلا احلى منهم بكتير
  • أعرفك يا دكتور بخطيبتى منى ... بنحب فى بعض من وإحنا فى اللفة ولسة مخطوبين من إسبوع .... ده الدكتور إبراهيم اللى حكيتلك عنه كتير
لتجيب منى بنبرتها الرقيقة

  • تشرفنا يا دكتور .... أمجد مبيبطلش كلام عن حضرتك
  • تشرفنا يا منى ... مضطر اسيبكم علشان أكون مع الدكاترة المرافقين لباقى الفرق ... دهبية يا أمجد وإلا هطّين عيشتك
  • تمام يا دكتور متقلقش
وبدأت المنافسات وكانت مباراة أمجد هى رابع المباريات التى ستلعب ولم تكف سهام عن الثرثرة بهمس مع صديقاتها

  • أول ماتش هتبدى أهى ... هو الحكم بيحسس عاللعيبة كده ليه قبل ما ينزلوا ؟ أنا كده بافكر أشتغل حكم مصارعة ... هى العيال دى مالها رفيعة كده
إلى أن نادى المحكم الرئيسى بالميكروفون على إسم أمجد ومنافسه ليتجهزوا للمبارة ليخلع أمجد جاكيت بدلة التدريب الذى يرتديه فوق مايوه المصارعة الرومانية وقد تدلى نصف المايوه العلوى لأسفل فهو لا يرفع المايوه قبل وصوله لحافة البساط لتناوله منى فوطة يتأكد بها من جفاف جسمه تماما قبل النزول ويتجه للبساط ويحيى الحكم قبل أن يرفع نصف المايوه ليعلقه بأكتافه ويمرر الحكم يديه على جسدى المصارعين ليتأكد من جفاف أجسادهم ويعاين أظافرهم وأحذيتهم لتعود سهام للثرثرة

  • يخربيتك يا أمجد ... الواد جسمه يهبل وهو قالع ... بصى الواد مفيش فى جسمه نقطة شحم وجسمه كل عضلات ... شوفتى فخاده يا بت يا أمانى متقسمة إزاى
وهنا لم تتحمل أعصاب سميرة مزيدا من ثرثرة سهام عن جسم أمجد لتجمع أغراضها بعصبية وتقوم لتنصرف فورا فقد تأكدت الآن انها تغار على أمجد ولا تطيق سماع المزيد من كلام صديقتها عن جسده ... فهى تعلم كم تحب سهام التطلع لأجساد الرجال

كان أمجد تقريبا هو الوحيد الذى يرتدى زى مصارعة كامل بين المتنافسين فهو كان الوحيد بينهم المسجل بسجلات اللعبة على مستوى الجمهورية ويتدرب على أيدى محترفى تدريب وبناء أجسام متخصصين منذ كان فى العاشرة

أمجد طراز خاص من المصارعين يحبه منافسوه ويحترمون قدرته ... فهو بارع فى إكتشاف نقاط ضعف المنافسين ويجيد إخفاء نقاط ضعفه ورغم ذلك لا يلعب على نقاط ضعف خصمه ويلعب على مواطن قوة المنافس مما يجعل مبارياته تبدو للمشاهد ممتعة بين خصمين قويين ... لكن فى تلك المسابقة بين طلاب جامعة واحدة لم يكن هناك من يمكن أن ينافسه فى وزنه فكان يحاول إطالة المباراة ولو لمدة الأربع دقائق مدة الجولة الأولى لكن إنتهت مباراته الأولى بعد دقيقتين فقط لعدم التكافوء حاول أمجد خلالها إمتاع المشاهدين ببعض الحركات الفنية مع عدم إحراج خصمه

بنهاية المبارة الأولى لأمجد كانت سهام فقدت التحكم تماما فى لسانها

  • الواد كإن مافيش فى جسمه عضم ... شوفتى يا إيمان بيتنى ضهره إزاى وهو شايل الواد ... لا لا لآ الواد ده مخبى عننا حاجات كتير .... أنا مش هافوتله ماتش بعد كده ... اللعبة دى عجبتنى خلاص
وانتهت مباريات أمجد جميعا وخرجت الصديقات لتجدن سميرة جالسة وحيدة بالكافيتريا لتنضمن لها وتعود سهام للثرثرة

  • بس نفسى أعرف مين اللى كانت مع أمجد دى .... أول ما ساب الدكتور إبراهيم جرى عليها وقلع الميدالية من رقبته وحطها فى رقبتها ... لازم أسأله البت القمر دى تبقى مين ... لأ مش ممكن تكون أخته
وهنا فقدت سميرة شعورها تماما فانفجرت وهى تلملم أشياءها

  • تبقى زى ما تبقى يا سهام إحنا مالنا ... أنا ماشية زمان بابا مستني برة
لتنظرسهام جهتها وهى تغادر وتراقب مشيتها الغاضبة

  • هو فيه إيه ؟ مالها اتشنجت عليا كده ليه ؟ أنا قلت حاجة زعلتها
  • إنتى بتستعبطى يا سهام ؟ يعنى مفهمتيش؟
  • مفهمتش إيه يا أمانى ؟ أمجد صاحبنا زى ماهو صاحبها وفرحانة بيه ... غلطت فى إيه انا؟
  • يعنى مفهمتيش لما كانت بتتقمص لما تلاقى واحدة فينا قاعدة مع أمجد لوحدها ولزقتها فيه طول ماهم قاعدين ؟ إنتى حمارة يا سهام ولا إتعميتى ؟
  • تصدقوا يا بنات فعلا كنت حمارة ... إزاى مأخدتش بالى ؟ بس إمتى حصل ده ؟ سميرة اللى مبيعجبهاش حد تحب أمجد ؟ لا مش مصدقة
كانت سميرة شاحبة الوجه على غير عادتها فى اليوم التالى للبطولة وبينما تجمع العديد من الزملاء حول أمجد للتهنئة كانت سميرة تجلس ساهمة تراقب التحول الذى طرأ على من كان لايعرف كيف يختار ملابسه يوم السبت فيأتى بملابس فخمة أنيقة يوم الإثنين وكأن ساحر ما مسه فغير من ملابسه وحتى من طباعه

فرغم إحمرار وجهه من الخجل وشعوره بالحرج من أن يكون محط الأنظار وهو خجل حقيقى غير مصطنع فطريقة كلامه مع الغرباء عنه قد تغيرت ... وبعد أن كان يخجل من السلام على أى شابة بيده أصبح بتقبل مزاحهن معه حتى مع إستمرار حمرة الخجل بوجهه

ترى ما غيره فى يوم واحد ؟ بالتأكيد هى تلك الفاتنة التى كانت برفقته وخلع ميداليته أمام الجميع ليهديها لها بحركة رغم أنها لم ترها بنفسها إلا ان الجميع يقول أنها قمة الرومانسية ولا تصدر إلا من قلب محب .... من أين أتت التى تشعر بأنها خطفت منها الوحيد الذى انجذبت له وأول من شعرت معه بلذة ولو أنها بسيطة إلا أنها أول لذاتها الجنسية ؟ بالتأكيد إنها قريبة للدكتور إبراهيم عرفه إليها ليغيره من جندى ضل طريقه فوجد نفسه وسط المدنية إلى شاب مودرن يرتدى أحدث ما وصل من البلاد الأوروبية

ليتها إعترفت لنفسها إنه تحبه منذ أن تعرفت عليه ... هكذا حدثت سميرة نفسها وهكذا ألقت على نفسها باللوم بينما لم ترحم سهام حالة صديقتها أو لم تلحظها من الأساس فهى مشغولة بفضولها ........ وأنانيتها

  • مين البنت القمر اللى كانت معاك دى يا أمجد ؟ أختك؟
  • لأ ... دى خطيبتى
وأظهر لها الدبلة التى تختفى تحت خاتمه فسمعته سميرة ورأت الدبلة ولم تنتظر لتسمع باقى الحوار واندفعت تحتضن ماتحمله وانطلقت للحمام حيث أغلقت عليها أحد أبوابه وانفجرت فى بكاء حقيقى فقد شعرت بأن يداً تعتصر قلبها ولم تخرج من الحمام إلا إلى الخارج واستقلت أول تاكسى قابلته وذهبت لمنزلها تحاول إخفاء دموعها وتغلق حجرتها عليها لتبكى قصة حب ماتت قبل أن تولد

مسكينة سميرة .... إنها لم تعرف بعد ما يمكن أن يخبئه القدر

وانتهى اليوم الحزين لسميرة و بعد أن بحثت عنها صديقاتها ولم يعثرن عليها وبعد أن أخبرهن أمجد بأن منى خطيبته منذ وقت طويل فتاكدن بأن أمجد لم يخدع سميرة ويعشمها بحبه ... فحبه لمنى يظهر فى عينيه بمجرد أن يذكر لهن إسمها

...........................................................................................................​

دخل امجد من باب الفيلا الأنيقة لتستقبله الفتاة الجالسة خلف مكتب الإستقبال بإبتسامة رقيقة

  • مساء الخير يا أمجد ... الريس مستنيك فى مكتبه ... هتخلص معاه وتروح لإلهام مكتبها فورا... سايبة خبر إن عندكوا شغل كتير النهاردة لازم تخلصوه مع بعض
إستقبل الدكتور إيراهيم أمجد وبعد أن حياه بدء يشرح له طبيعة عمله بالمكتب

  • بص يا أمجد ... إنت هنا فى المكتب هتتعلم أكتر ما هتشتغل ... مطلوب منك تركز فى كل كلمة تسمعها منى أو من إلهام ... فى الأول هتساعدنا فى رسم البلانات وهتشترك معانا فى الأفكار ... أنا وإلهام هنا بنعمل الفيرست بلان لأى مشروع جديد ... يعنى البلان اللى هيشتغل على أساسها باقى المهندسين فى المشروع ... المكتب هنا مختلف عن باقى المكاتب اللى فى البلد ... كل مشروع بنصممه هنا لازم يكون ليه فكرة مش مجرد عواميد وجدران ... كل تصميم لازم يكون ليه روح مختلفة ... روح التصميم هى فكرته ... فاهمنى ؟
  • فاهمك يا دكتور واتمنى أكون عند حسن ظنك
  • شكرا يا أمجد ... بالمناسبة عايز اقولك حاجة ... البرفان إللى انت حاطه ده طبعا خطيبتك إللى جايباهولك
  • فعلا يا دكتور ... عرفت منين ؟
  • توقعت وخلاص ... البرفان ده حلو جداً لكن مش مناسب
  • مش فاهم قصد حضرتك
  • البرفان اللى انت حاطه ده مناسب للنهار ... البرفان اللى تستعمله بليل مختلف ... هابقى أجيبلك إزازة برفان تستعمله لما تكون خارج بليل ...الحاجات الصغيرة دى مهمة فى الفكرة اللى هياخدها الناس عنك لما يقابلوك ... إتفضل دلوقتى روح لإلهام ... باب مكتبها هو الباب اللى جنب باب مكتبى علطول
  • شكرا يا دكتور
وخرج أمجد من مكتب الدكتور إبراهيم ليدق الباب المجاور ويدخل ليجد إلهام جالسة أمام ترابيزة دائرية وقد فردت أمامها إحدى الخرائط الهندسية

  • مساء الخير يا أمجد ... إتفضل ... إنت هتكون معظم وقتك معايا هنا فى مكتبى ... ترابيزة الرسم اللى عاليمين دى بتاعتى ... واللى عالشمال بتاعتك ... النهاردة آخر يوم تيجى بالجينز والقميص السبور ... بعد كده هتيجى ببليزر وبنطلون كلاسيك ... من غير كرافتة
  • تمام يا مدام إلهام
  • تعالى اقف جنبى هنا علشان نتكلم شوية فى البلان دى
ووقف أمجد بجوارها وقد إنحنى أمجد مستندا بذراعيه على الترابيزة بينما هى تشرح له على الخريطة المفرودة أمامه بعض المعلومات وتخبره بالمطلوب منهم كفريق عمل إتمامه وفجاءة قطعت حديثها حول العمل

  • هى الدنيا مالها حركده ليه
ومدت يدها لتفتح زر بلوزتها العلوى وقربت وجهها من وجه أمجد المنحنى أمامها وقد تركزت نظرته على صدرها فقامت لتضع يدها على صدره فرفع عينه عن صدرها ليطالع نظرة شبقة تخرج من عينيها بينما تعض بأسنانها على شفتها السفلى فتراجع أمجد بظهره وهى تدفعه برفق حتى التصق ظهره بالحائط فأخذت تتحسس صدره برفق وصعد الدم لرأس أمجد وبدأزبره فى الإنتصاب لكنه يعلم أن مكتب الدكتور إبراهيم مجاور تماما لهم

  • مدام إلهام ... إنتى هتعملى إيه ؟ إحنا فى المكتب يا مدام إلهام
لم تستجب إلهام لكلماته بل إستمرت فى المرور بيدها على صدره وبدأت يدها تتحرك على بطنه وركزت نظرها على زبره الذى بدا إنتصابه واضحا أسفل البنطلون الذى يرتديه وهو لا يكف عن التوسل إليها لتتوقف عما تفعله به

  • إلهام .... إعقلى يا إلهام ... مش هنا
وفوجئ أمجد بإلهام تنفجر فى الضحك بصوت عال وتلقى بنفسها على الكرسى القريب ليفتح الدكتور إبراهيم الباب ويطل برأسه موجها لها الكلام

  • إيه يا إلهام ؟؟ صوت ضحكك مسمّع فى الكوريدور كله ... قلت لك بلاش الضحك بصوت عالى كده
  • الواد أمجد يا دكتور ... إفتكرنى هاغتصبه .... لسانه متعدلش وبطل يقولى مدام إلهام غير لما لقانى خلاص هنط عليه
  • يا إلهام الواد صغير مش قد جنانك ده .. بالراحة عليه شوية
ويخرج الدكتور إبراهيم ويغلق الباب خلفه بينما أمجد لا زال ملتصق بالحائط يتصبب عرقا خجلا وإحراجا يتمتم لنفسه ببعض كلمات

  • إيه ؟ بتبرطم بتقول إيه ؟ هتقول ولا آجى اغتصبك بجد بقى المرة دى
  • كنت باقول ... يخربيت أم جنان أهلك
  • أيوه كده ... لما اسألك على حاجة تجاوب علطول .....لو سمعتك تانى بتقول مدام إلهام أو عرفت إنك قلت تانى للريس تمام وافندم والحاجات دى هاغتصبك... بس مش هنا ... فى الريسبشن قدام الشركة كلها .... فهمت ولا مفهمتش؟
  • آه ياختى فهمت
  • تعالى بقى اترزع قدامى اسمع الكلمتين اللى جايباك تسمعهم ... أقفِل زرار البلوزة ولا عايز تاخد بصة كمان ؟
...........................................................................................................​

ومرت أيام الشهر على أمجد وقد بدأ التغير يظهر فى تعاملاته مع كل المحيطين ... فقد كان تأثير الدكتور إبراهيم واضحا تماما فى شخصيته وازدادت ثقته بنفسه لدرجة أدهشته هو شخصيا وعادت الأمور فى الجامعة تسير سيرها العادى وظهر تفوق أمجد واضحا فى كل المواد فتركيزه الشديد وذاكرته الفولاذية وذكاءه الذى بدا واضحا جعلوا منه مع دعم الدكتور ابراهيم الفتى الأول عند جميع الأساتذة وعادت سميرة للتعامل معه بصورة طبيعية بعد أن تجاوزت صدمتها ورضت لنفسها أن تحبه دون أمل لكنها باتت تتقبل مزاح سهام معه الذى يزداد جرأة يوم بعد يوم دون أن تراعى مشاعر صديقتها التى باتت تعرف الآن أنها محبة له دون أمل حتى انها ردت على صديقتها إيمان بمنتهى الأنانية عندما طلبت منها التخفيف من مزاحاها الدائم مع أمجد مراعاة لمشاعر سميرة

  • الوحيدة اللى من حقها تغير عليه هى خطيبته ... سميرة مش من حقها حتى تضايق
واخيرا قبض أمجد راتبه الأول ليدخل محل الحلوانى الشهير بالحى الراقى لأول مرة فى حياته ويشترى تورتة بعشرين جنيه كاملة يدفعها من أول نقود يكتسبها فى حياته ليذهب منتشيا لبيته ويتصل بحبيبته منى وأمها ليشاركوا اسرته فرحتهم ويصر أمجد أن تقطع منى التورتة وتوزعها بنفسها على الموجودين فهو متأكد أن منى هى سر نجاحه ليصطحبها بعدها لغرفته ... أو غرفتهم ... ويغلق الباب بنفسه ليجلسها على طرف فراشه ويخرج المائة جنيه المتبقية من مرتبه يستقطع منها عشرين أخرى يمد بها يده لمنى

  • إيه ده يا أمجد ؟
  • مصروفك
  • مصروفى عشرين جنيه بحالها يا أمجد ؟ كتير ... انا باخد من ماما عشرة جنيه مصروف وانت بتوصلنى وترجعنى كل يوم وبنفطر سوا قبل الكلية ... هاعمل إيه بعشرين جنيه كمان
  • هتخليهم معاكى ... أى حاجة نفسك فيها تشتريها ... لازم تكونى أحسن بنت فى الجامعة كلها ... التمانين جنيه اللى فاضلين هاخد منهم عشرين والباقى هاحطه فى درج المكتب ... لوحبيتى تشترى حاجة تاخدى منهم
  • انت قد كده بتحبنى ؟
  • نفسى أخليكى اسعد واحدة فى الدنيا يا منى
  • طيب ... خلى العشرين جنيه فى الدرج مع اخواتهم ولما أحتاجهم هاخدهم
  • لأ ... العشرين جنيه دول مش هيتحطوا مع إخواتهم ... إخواتهم اللى هيفضلوا هنشترى بيهم حاجات تانية هابقى اقولك عليها بعدين
وتقف منى لترتمى بين ذراعى أمجد وتضع راسها على صدره تستمع لدقات قلبه ويضم أمجد ذراعيه حولها ليحتضنها ... لم يشعر أيّهم تلك المرة بشهوة .... لكن كلاهما كان يشعر فى حضن الأخر ..... بالأمان

بعد إنتصاف ليل ذلك اليوم يتسلل أمجد للسطح ويعد البرجولة لتوافيه أم منى بعد دقائق ... فلقد أصبحت البرجولة هى موضع لقاءهم ومحل ممارساتهم المجنونة ليستقبلها أمجد بين ذراعيه بمجرد دخولها ويغيبا فى قبلة طويلة يجلسا بعدها متلاصقين على الأرض وذراع أمجد يحيط كتفيها

  • منى فرحانة أوى بالمصروف اللى انت إدتهولها يا أمجد ... البنت بقت مش متخيلة حياتها من غيرك ... أوعى تجرحها يا أمجد
  • منى حب حياتى يا ريرى ... نفسى أجيبلها الدنيا كلها تحت رجليها
  • أنا مش خايفة غير إنها تعرف بعلاقتنا دى فى يوم ... حاولت كتير أمنع نفسى بس مش قادرة .... كل مرة بانزل من هنا أقول دى آخر مرة ... بس بعد كام يوم ألاقى نفسى عايزاك تانى ... مش عارفة اعمل إيه يا أمجد
  • أنا زيك بالظبط ... مش هاكدب عليكى واقولك باندم والحاجات دى ... لأ أنا بحس بس إنى خايف مُنى تضيع مِنى لو عِرْفت .... بس برضه بعد ما اسيبك بيوم ولا اتنين ألاقى نفسى عايزك
  • وهنعمل إيه ؟
  • مش عارف .... منقدرش نعمل حاجة غير إننا ناخد بالنا كويس
  • هو الجو بدا يبرد كده ليه ؟
  • الشتا خلاص قرب يا ريرى
وتلف ريرى ذراعيها حول أمجد الذى يرفع عباءتها التى ارتدتها على لحمها ويضمها بشدة بينما هى تخلع عنه ملابسه ليبحث كل منهما عن الدفء فى جسد الآخر


الجزء الثامن

مقدمة

فى الجزء الثامن إستكمل الباشا حكيه عن تطور شخصية أمجد وتأثيرمحيطه عليه وتأثيره هو فى محيطة وعن تطور علاقته بكل صديقاته وتأثيره عليهن الذى بدأ فى الظهور

أصر الباشا على توضيح تقليد كان متبعا فى تلك الأيام البعيدة وهو ضرورة مقابلة الأب لأى ضيف قبل السماح له بالإختلاط بأهل بيته وكذلك توضيح تفاصيل شراء شبكة العروس حيث كان مبلغ شراء تلك الشبكة يحدد فى أغلب الأحيان بين الأسرتين قبل قراءة الفاتحة وكان من المعتاد شراء أم العريس وأبو العروسة هدية تضاف للشبكة كبرهان منهم على قبول فرد جديد بالعائلة

فى هذا الجزء توجد إشارة عن أيقونة الجمال فى العالم العربى وقتها "جورجينا رزق" اللبنانية التى فازت بلقب ملكة جمال الكون وظلت مثال للجمال لسنوات طويلة فى عالمنا العربى

فى هذا الوقت أيضا كانت تحدث إنقطاعات للكهرباء لكن ليست بجدول كما يحدث الآن بمصر إنما كان يحدث إنقطاع التيار الذى كان قد يستمر لساعات خصوصا فى أوقات الطقس السئ

لم يكن الناس يشكون لكنهم كانوا يتحملون

والآن لنعد إلى قصتنا ونتابع ما حكاه الباشا

...........................................................................................................................



شهدت الأيام التالية تغير حاد فى شخصية أمجد وبدء إندماجه فى عالمه الجديد .... فمن جهة توطدت صداقته بمجموعة زميلاته فى الجامعة و زال تحفظه فى الحديث معهن وبات كل منهم يعرف عن الآخر الكثير من تفاصيل حياته الشخصية ومن جهة أخرى إستطاعت إلهام فى المكتب بجرأتها جعله يخرج من شخصية "الطالب مقاتل أمجد حسن " لشخصية المصمم الأنيق " المهندس أمجد "

وجعلته كتب اليوجا التى يزوده بها أستاذه ويصر على مناقشته فيما قرأ فيها ويتابع تقدمه فى ممارستها أكثر تحكما فى إنفعالاته وتقبلا لأفكار كان يرفضها من قبل عن عالم إنفصل عنه مدة الثلاث سنوات التى أمضاها بمدرسته العسكرية

لكن ظلت منى هى رمانة ميزان حياته التى لا يخفى عليها أىٍ من تفاصيل حياته ...... " إلا شيئا واحدا "

وظل الخميس هو اليوم الوحيد الذى يسمح فيه لأمجد ومنى بالبقاء معا كخطيبين وأخيرا سمح له أبوه بإصطحابها لقضاء بعض الوقت بعيدا عن المنزل بعد أن إستأذن أباها

  • بكرة يا بت يا منى هنخرج
  • آه يا أمجد ... معقولة عمرنا ده كله ومخرجناش مع بعض غير يوم واحد
  • ماهى مش خروجة برضه .... بصى ... إحنا هنقعد معاهم شوية ونسيبهم ونتفسح براحتنا
  • من ساعة ما قولتلى إن البنات إصحابك عايزين يتعرفوا عليا وانا مرعوبة
  • مرعوبة من إيه يا بت ؟ دانتى بجمالك تضربى أى بنت فى الدنيا كلها على عينها
  • بس إنت بتقول إنهم ولاد ناس وبيلبسوا عالموضة وكده
  • يا بت .... دانتى الكام فستان اللى عملتيهم فى الشهر اللى فات يضربوا أحسن فستان على عينه ... وبعدين مش مهم الفستان يا عبيطة ... المهم الحشو
  • مش أمك قالت نخف المحن شوية .... بس بصراحة أنا مش قادرة .... هى ليه مش فاهمة إن ده حب مش محن ؟
  • هى فاهمة كل حاجة .... بس بتحب تناغشنا
  • ياللا بقى نكمل مذاكرة قبل ما حضرة الناظرة تسمعنا بنتكلم ونلاقيها واقفة على دماغنا
كان وجود منى بجوار أمجد يجعل تركيزه فى قمته .... فلم تكن فقط ملهمته وأيقونة حظه ... بل كانت ............ لم يجد الباشا كلمة تصف ما كانت منى تمثله له ... فصَمتْ

و اتى يوم الخميس واعتذرت سميرة عن حضور لقاء منى بحجة أن اهلها لم يسمحوا لها بالخروج مساء ... لكنها كانت فى الحقيقة لا تريد لقاء منى ... فكان شعورها بأنها تسرق لحظات متعتها البسيطة من أخرى لا تعرفها أفضل عندها من أن تتعرف على منى ثم تختلس من ورائها تلك اللحظات

كانت سميرة نقية هذا النقاء الجميل الذى قارب على الإنقراض

جلست سهام وصديقتيها أمل وإيمان بكازينو الميريلاند على ترابيزة تكشف لهم مدخل الكازينو الذى يقع بداخل تلك الحديقة المعروفة بمصر الجديدة وقد إقتربت الساعة من السادسة الموعد الذى حددوه للتقابل مع أمجد والتعرف على خطيبة صديقهم الوحيد

  • يا لهوى يا بت يا إيمان ... شايفة خطيبة الواد أمجد عاملة ازاى ... دى ولا نجمات السينما
  • البت مفيهاش غلطة .... جمال وجسم وشياكة ... تهبل ... ليه حق عينه متروحش على أى بنت تانية
ويقترب أمجد تتأبط جميلته ذراعه من زميلاته

  • مساء الخير يا شباب .... إحنا جايين فى معادنا بالثانية .... ليكو كتير قاعدين
  • لأ لسه جايين من عشر دقايق ... مش هتعرّفنا ؟
  • خطيبتى منى ... سهام ، إيمان ، أمل
  • أمال فين سميرة ؟
  • سميرة أهلها صعب شوية يا منى موافقوش إنها تخرج معانا بعد الكلية
وبينما إكتفت إيمان وأمل بالسلام على منى أصرت سهام على أن تحتضنها ... فسهام بطبيعتها تقدر الجمال ... ولم يكن جمال منى جمالآ عاديا بل كان هذا النوع من الجمال الكامل الذى يشمل كل شئ ... وأهمه جمال الروح

إمتدت الجلسة طويلا واندمجت الفتيات الأربع فى حوار طويل حول الموضة والمكياج وأشياء كثيرة لا يعلم عنها أمجد شيئا ولا يلاحظ إلا إنبهار صديقاته بمنى وجمالها وحتى رغبتهن فى تقليدها

  • بس إنتى الخلخال اللى لابساه فى رجلك ده شكله يجنن مع إن مافيش حد بيستعمله دلوقتى
  • ماما قالتلى إن الستات اللى رجليهم وحشة هما بس اللى بيقولوا كده
  • تصدقى عندها حق .... الخلخال فى رجليكى يهبل.... أنا هاخلى بابا يشتريلى واحد من بكرة
  • وإنتى إشتريتى الفستان ده منين يا منى ؟ تفصيلته حلوة قوى ومظبوط عليكى
  • لأ أنا مش باشترى جاهز ... أمجد قال إن التفصيل بيكون مميز أكتر
  • وبتفصلى فساتينك فين ؟
  • ساعات ماما بتفصلها لى وساعات باروح مع ماما وأمجد عند خياطّة فى شارع شريف
وامتدت حوارات الفساتين والخلاخيل طويلا وانسجمت منى مع صديقات أمجد وتبادلت معهن أرقام التليفونات وأمجد شبه متفرج حتى نظر لساعته فوجدها الثامنة والنصف

  • الساعة بقت تمانية ونص يا منى ... ياللا بينا نقوم علشان نوصل قبل 9 .. بوظتولنا الخروجة اللى كنا ناويين نخرجها ... منكولله
  • هاتصل بيكى أول ما أروّح يا منى نخلص كلامنا ... ماهو الرذل ده مش هينفع نتكلم قدامه
  • لا ياختى إنتى وهيا ... لما منى تروح مش هتبقى فاضية لكم .... هنقعد نتكلم انا وهيا ... ده بعد إذنكوا يعنى ... أنا قايم احاسب
  • خلاص يا منى .... طالما البايخ ده مش هيخلينى اعرف اكلمك النهاردة هاتصل بيكى الصبح ... إنتى بتصحى الساعة كام ؟
  • أمجد بيتصل بيا الساعة 6 الصبح بنفطر سوا وانزل شقتنا لغاية ما أطلع لماما الساعة 10 علشان تكون صِحْيت ..... يوم الجمعة مش بتسيبنى غير بليل ... بتعلمنى كل حاجة أمجد بيحبها
  • طيب خلاص ... هاتصل بيكى الساعة تمانية ونص تكونى خلصتى فطار مع أمجد... نتكلم شوية لغاية ما يجيى معادك مع مامته
  • أوكى ... سلام بقى علشان أمجد مستنينى عالباب
وتتبادل منى الأحضان مع صديقات أمجد وتلحقه لتتأبط ذراعه ليخرجا تتابعهم نظرات الفتيات بشعور حب حقيقى لمنى رغم أنه أول لقاء لها معهن

  • بيحبوا بعض قوى .... يا بختها
  • يا بخته هو ... البنت دى أنا حبيتها قوى ... رغم شياكة كل حركاتها إلا إنك تحسيها متواضعة قوى وجميلة كده من جوه ...حسيت إنى اعرفها من زمان
  • أوعى يا سهام تتكلمى عنها بالشكل ده قدام سميرة .... إحنا ما صدقنا إنها فاقت
  • متخافيش هاخد بالى ... بس هى فعلا كده سميرة مكانش ليها فرصة أصلا مع أمجد ... بنت زى دى مافيش واحدة ممكن تنافسها على قلبه ..... لأ قلبه إيه ؟ دى مافيش بنت ممكن تنافسها على أى حاجة أصلاً
...........................................................................................................

وأخيرا ينفرد أمجد بمحبوبته فى السيارة لتشتبك أصابعهم لكن تلك المرة إستغلت منى هدوء شوارع مصر الجديدة وخلوها من المارة لتريح رأسها على كتف أمجد

  • أصحابك لطاف أوى يا أمجد ... مكنتش فاكرة إنى هتبسط كده
  • يعنى مش غيرانة عليا منهم ؟
  • توء ... توء ... أنا متأكدة يا أمجد إن قلبك مش ممكن يخلى عينك تروح على أى واحدة غيرى حتى لو كانت جورجينا رزق
  • تصدقى إن اللى إدوا جورجينا رزق لقب ملكة جمال الكون لو كانوا شافوكى كانوا سحبوا منها الجايزة وإدوهالك
  • مش ماما قالت نبطل محن ؟
  • بس ده مش محن ... ده حب
  • قلدنى بقى وقول اللى باقوله ... لو سمحت متاخدش جملتى
وتتوقف السيارة أمام باب عمارتهم لتستند منى كالعادة على ذراع أمجد ليصعدو السلم بهدوء لشقة أمجد فكلاهما يحب التلامس البسيط بين ذراعه وصدرها حتى يفتح أمجد الباب ليجد أمه فى الإنتظار كالعادة وتلقى منى بنفسها بين ذراعى الأم وسط نظرات أمجد المتبرمة

  • بأقولك إيه يا ماما .... ممكن تأجلى الإستجواب لغاية بكرة .... نفسى يا عالم أعرف أقعد مع خطيبتى زى باقى الناس .... يوم الجمعة بتبقى طول النهار عندنا ومبعرفش أقعد معاها نص ساعة على بعضها
  • إخرس يا واد وكفاية محن .... مانتو مع بعض بقالكوا 3 ساعات .... سيبهالى شوية بقى
  • يا أمى ... يا حبيبتى .... 3 ساعات معرفتش أكلمها فيهم عشر دقايق .... سيبيهالى النهاردة الساعة اللى فاضلة قبل جرس المرواح ما يضرب
  • خش على أوضتك وبلاش غلبة .... عشر دقايق وهتجيلك ... ومش هتقفلوا الباب .... مش هيجيلى نوم غير لما اتطمن من منى على حاجة كده
  • مش هيجيلك نوم ؟ تبقى تخلى عم رشدى أباظة يحكيلك حدوتة
  • غور يا أمجد على أوضتك وبطل سفالة علشان مخليش منى قاعدة معايا الساعة اللى فاضلة كلها
  • حاضر يا ماما هاغور على أوضتى .... بس ارجوكى بلاش تعرفى كل التفاصيل النهاردة ... إعرفى العناوين وكملوا النشرة بكرة
ويتجه أمجد لغرفته بينما تزيح أم أمجد بعض خصلات الشعر عن وجه منى وترفع رأسها إليها وتطبع قبلتين على وجهها

  • ها .... قوليلى .... أصحاب أمجد حلوين ؟
  • كلهم قمرات يا ماما وطيبين قوى ... أنا حبيتهم قوى
  • يا بت ؟ ..... مش غيرانة عليه منهم ؟
  • بصى يا ماما مش هاكدب عليكى ... أنا كنت غيرانة عليه شوية قبل ما أقابلهم ... بس بعد ما قابلتهم وشوفت معاملتهم لأمجد ومعاملة أمجد ليا قدامهم مبقتش أغير عليه منهم ... كانت كل نظراته ليا ومعاملته معايا قدامهم كأنه بيقولهم أنه بيحبنى ومش ممكن يفكرفى واحدة غيرى وهو كمان بيعاملهم ويتكلم معاهم زى ما بيكلم أصحابه الولاد ....... أنا باحب أمجد قوى ياماما ... هو ليه لغاية دلوقتى مش عايز يقولها بلسانه؟ ... نفسى أسمعها منه
  • هيقولها يا بت ... متقلقيش ... قومى بقى أقعدى معاه الشوية دول ... زمانه هيبيض جوة .... ومتقفلوش الباب
  • يا ماما .... نفسى فى حضن واحد بس
  • بلاش محن يا بت .... مينفعش النهاردة وانتوا مشتاقين قوى كده ... مش هتمسكوا نفسكوا ... روحى دلوقتى ... وبكرة تشبعوا أحضان
  • حاضر يا ماما
وتطبع منى على وجنتى الأم قبلتين وتتجه لأمجد فى غرفته لتتشابك أصابعهم وتشتبك أعينهم فى حوارها الصامت الذى لا يفهمه غيرهما

ويأتى نهار الجمعة وبعد أن ينهى أمجد ومنى إفطارهما الإسبوعى بجوار البرجولة تعود منى لشقتها لتتلقى مكالمة سهام بينما يعود أمجد لشقته ويجلس وحيدا بغرفته ليفتح كشكول محاضراته ليجد ورقة صغيرة بداخله بخط منى مكتوب بها كلمة واحدة " باحبك "

تلك الرقيقة التى باتت تعلم أن تركيزه مرتبط بوجودها حوله تركتها له ليشعر بوجودها ويستجمع ذلك التركيز فى دروسه حتى وإن كانت غيرموجودة بجواره فدست له تلك الورقة وتلك الكلمة التى تعلم تأثيرها عليه ... وفورا قام للتليفون وقد قرر أن يقول لها الكلمة التى تنتظرها منه ولم يجد فى نفسه الشجاعة من قبل لينطقها لكنه وجد تليفونها مشغولاً فيهمس فى ضجر

  • يخربيت أبوكى يا سهام .... طبعا مش هتخلصى رغى معاها فى أى كلام فاضى دلوقتى .....ده وقته ؟
ويعود لغرفته ليطوى الورقة بعناية ويدسها فى محفظته ويستغرق فى مذاكرته على أنغام الموسيقى المنبعثة من الراديو الصغير المضبوط دائما على محطة البرنامج الموسيقى

كانت منى أمام باب شقة أمجد قبل أن تدق الساعة العاشرة بثوانى لتفتح لها أم أمجد الباب وتتلقفها فى حضنها فجدولهم اليوم ممتلئ بالدروس التى يجب أن تلقيها على منى وبالكثير الذى تريد أن تسمعه منها وبعد الحضن الطويل المعتاد تتهامسان

  • هاخش لأمجد عشر دقايق بس يا ماما ... عايزة أقوله حاجة مهمة
  • بت .... عشر دقايق مفيش غيرهم من غير محن
  • حضن واحد بس يا ماما مش أكتر .... والروج أهو فى بقى لو اتمسح منه حتة صغيرة هتعرفى
  • ماشى يا بنت ريرى ... أما أشوف .... هبقى واقفلكوا ورا الباب ... إنتى عارفة
وتنطلق منى لغرفة أمجد لتجده واقفا فى إنتظارها

  • إتأخرتى كده ليه يا منى .... طلبتك لقيت تليفونك مشغول
  • كنت باكلم سهام .... ظريفة قوى سهام دى .... مبطلناش ضحك طول المكالمة وبعد ما قفلت أمل وبعدين إيمان إتصلوا يصبحوا عليا... ليا عندك طلب يا حبيبى .... ممكن ؟
  • إنتى تؤمرى مش تطلبى
  • ممكن تبقى تساعدهم فى المذاكرة ؟ بيقولوا إنك مش موافق تساعدهم
  • يا منى هاساعدهم إمتى بس ؟ أنا الصبح فى الجامعة وعندى يومين تمرين ويومين فى المكتب .... يعنى باقى الأيام يا دوب أذاكر واقعد معاكى شوية
  • هما قالولى لو حتى ساعتين كل إسبوع ... خليها يوم االجمعة ... معندكش تمرين ولا مكتب ... ومبنعرفش نقعد فيه مع بعض غير ساعة الفطار الصبح ..... ماما مش بتسيبنى فيه بعد كده اصلا ... يا إما بكون معاها فى المطبخ بتعلمنى الطبيخ يا إما بتعلمنى الخياطة يا إما بتخلينى أقيس الهدوم اللى بتعملهالى وتظبطها عليا ... علشان خاطرى هما ساعتين بس تقعدهم معاهم كل يوم جمعة واهو هتبقى بتذاكر برضه .... ولما ترجع نبقى نستأذن من ماما نقعد مع بعض شوية
  • مانتى عارفة .... مبقتش باعرف اذاكرغير وانتى جنبى
  • علشان خاطرى يا أمجد ... متكسفنيش معاهم فى أول طلب يطلبوه منى .... علشان خاطرى
  • مش هعرف اقولك لأ ياقردة .... بس كده مش هاعرف أذاكر كويس .....أوعى يعرفوا منك إنى باشتغل مع الدكتور إبراهيم
  • لأ متخافش ..... عايز تفهمنى إنك مذاكرتش كويس النهاردة
  • لأ ... النهاردة ذاكرت كويس
  • لقيت الورقة ؟
  • أه لقيتها
  • وقريت اللى فيها ؟
  • آه
  • كان مكتوب فيها إيه؟
  • كان مكتوب فيها ..... مكتوب فيها
  • إنطق بقى
ويغلق أمجد الباب بهدوء ويمد ذراعيه يلفهما حول منى ويضمها لصدره بقوة فتتنفس أنفاس عميقة وتشب على أطراف أصابعها وتلف ذراعيها حول عنقه وتضع رأسها على صدره تسمع من قلبه الكلمة التى لم يستطع لسانه النطق بها ... ولأول مرة يجد أمجد يده تتحسس ظهرها وتمتد لمؤخرتها تعتصر فلقتيها بنعومة اذابتها وشعرت بالبلل يتسلل منها ويهمس أمجد وقد تملك منه الشبق

  • إنتى لابسة إيه تحت الفستان ؟
  • تحت الفستان من فوق ولامن تحت
  • مكان إيدى
  • إنت قليل الأدب يا أمجد ... إيه اللى بتعمله ده ................ لابسة كيلوت أسود صغنن زى اللى كانت عينك هتخرج عليه لما كنا فى وسط البلد مع ماما .... ماما إشترت لى ستة واديتهوملى
وتدق أم أمجد الباب كعادتها عندما تشعر بأنهما تجاوزا الحد الأقصى المسموح لهما به

  • أمجد .... كمل مذاكرتك ... تعالى يا منى عندنا شغل كتير
وتخرج منى من الباب وهى تنهج وقد إحمر لون وجهها بشدة وساقاها بالكاد تحملها لتتلقاها الأم خلف الباب

  • شوفتى .... مش قولتلك غلط تحضنوا بعض دلوقتى ... قدامى عالمطبخ يا ممحونة
  • يا ماما ماهو الروج قدامك زى ما هو أهو
  • الروج ؟ الروج إسود وصغنن يا مايصة .... قدامى عالمطبخ يا بت .... مفيش قفل باب تانى عليكوا خلاص .... قعدتكوا لوحدكم بقت خطر
وينتهى يوم الجمعة ولم تترك فيه أم أمجد أى فرصة لهما للإنفراد مرة ثانية وحتى لم يرها إلا ساعة تجمع الأسرة وأم منى للغداء

فى اليوم التالى إحتل أمجد مكانه المعتاد فى المدرج متوقعا وصول سميرة فى أى لحظة لكنها اليوم إنتظرت باقى صديقاتها بالخارج .... وظهرت الفتيات الثلاث أمامها ليجتمع شمل شلة الجميلات

  • صباح الخير يا سميرة .... عندى خبر بألف جنيه .... أمجد وافق يذاكر معانا ساعتين كل إسبوع
  • إيه ده ؟ إنتو أقنعتوه إزاى؟ ... إحنا من أول السنة بنحاول معاه ومش راضى
  • مش إحنا اللى أقنعناه .... إحنا قلنا لمنى وهى اللى أقنعته .... حتة بنت يا سميرة ... مش ممكن ... مفيهاش غلطة .... ودمها زى العسل وطيبة كده وبنت ناس قوى ... بيموتوا فى بعض هما الأتنين ومبيقدرش يرفضلها طلب .... ياريتك جيتى معانا امبارح .... كنتى هتحبيها قوى
  • طيب كويس .... هاسبقكوا أنا عالمدرج
وتنظر أمل و إيمان لسهام نظرة لوم لتجيب بأنانيتها المعتادة

  • إيه ؟ مش هى اللى سألت ؟ ياللا نلحق نفطر قبل المحاضرة
ومضى باقى الإسبوع بسرعة ليأتى صباح الجمعة حيث يتناول أمجد مع حبيبة روحه إفطارهما بجوار البرجولة كما إعتادا وأمجد يبدو على وجهه شئ من التجهم فهو يشعر أنه سيفقد متعة الشعور بوجودها حوله

  • مالك يا أمجد .... شكلك متضايق
  • لا مافيش حاجة .... بس مشوار النهاردة ده تقيل على قلبى
  • طيب ... اقولك حاجة
  • قولى
  • باحبك ..... باحبك .... باحبك .... با .. ح ... بك
ويغمض أمجد عينيه يستمتع بتلك الكلمة التى تجعل أعصابه تسترخى وتتبدل ملامح وجهه للسعادة وتعود لوجهه إبتسامته

  • تصدقى نفسى آخدك فى حضنى دلوقتى وطز فى العيون اللى حوالينا دى كلها
  • أيوه .... خلى أمك تطين عيشتنا أحنا الأتنين ومتخليناش نشوف بعض تانى غير يوم الدُخلة
ويضحك أمجد حتى تدمع عيناه ... فتلك الرقيقة تملك مفاتيح سعادته كما تملكت من قبل مفاتيح قلبه وتعرف دائما كيف تخرجه من أى حالة ضيق تتملكه بعفويتها وروحها المرحة

  • أقولك بقى على خبر بميت ألف جنيه
  • قولى يا قردة
  • سهام إتقرت فتحتها إمبارح وخطوبتها أول خميس فى الأجازة ... اول ما العريس وأهله نزلوا كلمتنى أنا أول واحدة وقالتلى
  • علشان كده بقى مجتش الكلية إمبارح .... ومين تعيس الحظ اللى خطبها ده ؟ المفروض يعمل حسابه على 100 كيلو اسبيرين فى الجهاز علشان الصداع اللى هيجيلوا بسبب رغيها
  • شاب فى الخارجية إبن صاحب باباها .... هيتخطبوا دلوقتى ويتجوزوا بعد ما تخلص دراسة وتسافر معاه ... بتقول إنهم هيعملوا الخطوبة فى الهيلتون ... وانا أول واحدة تعزمها
  • مش هينفع يا ناصحة .... إنتى ناسية إن ابوكى صمم إننا نسافر كلنا بورسعيد تانى يوم الخطوبة وحاجز شاليهين عالبحرعلشان نقضى فيهم الإسبوع كله
  • صحيح ..... كنت ناسية ... عايز الناس فى بورسعيد كمان يعرفوا إنى اتخطبت
  • بس أحلى حاجة عملها ابوكى يا بت .... إسبوع هنقضيه كله من غيرحاجة ما تشغلنى عنك ... أنا قلت للدكتور إبراهيم وقالى مافيش مانع مروحش الأسبوع ده المكتب بس هاروح الإسبوع التانى كل يوم
  • وانت فاكر إنهم هيسيبونا مع بعض لوحدنا .... دا هيبقى أمى وأمك وابوك واخواتك معانا طول النهاروابويا هيخلص شغل ويجيى عالشاليه ... وفاطمة كمان هتيجى تقعد معانا أنا وامى فى الشاليه .... علشان لو خرجوا تبقى تحرسنا
  • مش مهم ... المهم إننا نفضل مع بعض طول اليوم حتى لو حوالينا الدنيا كلها .... وإنتى قولتيلى إن فاطمة عمتك من نفس سنك وإنها صاحبتك ... يعنى مش هتبقى حراسة مشددة زى بتاعت امى
  • اه فعلا .... وهى كمان هتبقى عايزة تزوغ وتخرج مع خطيبها .... يعنى هتفوتلنا ونفوتلها
  • أنا نفسى الأيام تجرى ونعمل الخطوبة بقى
  • أنا كمان
ويمر وقت الإفطار سريعا وتمر الساعات ويقترب موعد نزول أمجد ليتوجه للحمام لأخذ حمام سريع قبل نزوله ويهمس فى أذن منى فى طريقه بكلمات تبتسم لها وتتركه لتتوجه إلى غرفته وتترك أمه

  • رايحة فين يا بت وسيبانى
  • رايحة أحضر هدوم أمجد اللى هينزل بيها يا ماما لغاية ما يخلص حمامه
  • يا بت إنتى عبيطة ولا شكلك كده .... رايحة تحضريله هدومه اللى هينزل يقابل بيها بنات
  • يا ماما أمجد رايح يذاكر معاهم مش رايح يتفسح معاهم .... ودول أصحابه واصحابى .... وبينى وبينك كده بيتصلوا بيا كل يوم يقولوا لى على كل حاجة بيعملها فى الكلية بالتفصيل ... حتى لو راح الحمام بيقولوا لى راح كام مرة
  • ماشى يا بنت العبيطة .... روحى ياختى حضريله هدومه ... مقالكيش تطلعليله لباس جديد كمان ؟
  • لأ ماقلش ... إنتى فكرتينى ... بقاله كتير ما اشتراش كلوتات جديدة ... فكرينى لما ننزل اشتريله
  • طب غورى يا هبلة .... باقولك إيه ... تجهزيله الهدوم وتطلعى من الأوضة.... مش هيقلع قدامك
  • عارفة .... ومفيش قفل باب علينا
وتخفى الأم إبتسامتها فهاهى فتاتها تنضج وتصبح أروع فأروع كل يوم وستصبح أفضل زوجة

ويخرج أمجد من الحمام ليتجه لغرفته ويرتدى الملابس التى إختارتها له حبيبته ليناديها بعد فترة

  • منى .... لو سمحتى تعالى ساعدينى ألبس الجاكيت
وتترك منى أم أمجد لتهرع لغرفة أمجد لتمسك الأم بذراعها

  • تلبسيه الجاكت وبس يا عين امك .... إيده متروحش كده ولا كده
  • يووووه يا ماما .... هو تلبيس الجاكيت فيه مشكلة كمان ... هامسكله الجاكيت لغاية ما يدخل إيده فى الكم وخلاص ... فيها إيه دى ؟
  • إيده تدخل فى الكم متدخلش فى حتة تانية يا ممحونة ... عينى هتبقى عليكوا
ويلبس أمجد الجاكيت وترش له منى وجهه وصدره بالبرفان الذى أهداه له الدكتور إبراهيم وتمد يدها تعدل له من شكل ياقة القميص وتضع كفيها على صدره مستمتعة بإحساسها بدقات قلبه ليصل إليها صوت الأم من الخارج يناديها فتهرع إليها ويلتقط أمجد كشكوله وبعض الأوراق من فوق مكتبه ويخرج ليجد الأم تجلس وأمامها منى وبينهما قماش جديد سيبدأن فى خياطته لينحنى أمجد على أمه ليقبلها ويهمس فى أذنها

  • أنا مش عارف يا أمى بتشوفينا إزاى وانتى قاعدة هنا
  • المحن اللى إنتو فيه حرارته بتوصلنى لغاية هنا يا روح امك ... اجرى انزل يا اهبل ومتتأخرش ... أبوك عايزيقعد يتكلم معاك شوية
.........................................................................................................

يصل أمجد أمام الفيلا الفاخرة التى تعيش فيها سهام مع أسرتها ويدخل من بوابتها الحديدية ليدق الجرس المعلق بجوارالباب لتفتح له سهام بنفسها .... فيوم الجمعة هو يوم إجازة لكل العاملين فى الفيلا

  • مساء الخير يا أمجد .... فى ميعادك بالظبط .... تعالى أعرفك على بابا وماما لغاية البنات ما يوصلوا
وتقوده لتصل لبهو متسع مفروش يبدو البذخ على كل ما يحتويه ليجد رجل فخم المنظر شديد الأناقة يدخن سيجار ضخم يجلس مع سيدة ممتلئة الجسم لا تقل عنه فخامة وأناقة لتبدأ سهام عملية التعريف بينهم

  • بابا .... ماما .... أمجد .... زميلنا فى الكلية وخطيب منى صاحبتى
  • أهلا يابنى .... سهام كلمتنى عنك كتير .... واضح إنها بتحب خطيبتك جدا .... مش بتبطل كلام عنها ... إتفضل أقعد ... تشرب إيه ؟
  • أهلا بيك يا عمى .... مافيش داعى أشرب حاجة ... يادوب نخلص مذاكرة علشان ألحق أروّح .... بابا بيزعل لما أتأخر برة البيت
  • لا ماينفعش .... نشرب حاجة لغاية ما زمايلك يوصلوا ... تشرب قهوة معايا ؟
  • لو حضرتك مُصِر يبقى بلاش قهوة ... مش متعود عليها
  • أها ... سهام قالتلى إنك رياضى كبير ... يبقى تشرب عصير .... لو سمحتى يا مدام إعمليلى قهوة وهاتى لأمجد عصير
وتترك سهام وأمها أمجد مع أبيها الذى بدأ حوارا مطولا مع أمجد .... فهو كأى أب يريد الإطمئنان على أخلاق من يدخل بيته ومن سيكون بصحبة ابنته لوقت قد يطول

طال الحديث حتى ظن أمجد أنه لن ينتهى وأبو سهام يستفسر منه أو بالأحرى يستجوبه عن كل شئ بداية من الحى الذى يسكن فيه ومدرسته الثانوية وحتى مهنة أبيه وأمه ولا يقطع هذا الحديث إلا دخول سهام

  • بابا ... سيبنا نروح نذاكر بقى .... أمجد مستأذن من والده ساعتين بس وإنت أخدت منهم نص ساعة والبنات وصلوا ومستنيين
وتصطحب سهام أمجد وتخرج من باب الفيلا ليلتفت الرجل لزوجته

  • ولد متربى وابن ناس .... أنا سمعت عن أبوه ... راجل محترم وشديد
  • ولد مؤدب ... عينه مترفعتش من الأرض من أول ما دخل ... وحتى القهوة مبيشربهاش
  • ... سهام بتقول على خطيبته كمان متربية وبنت ناس وجميلة جمال غيرعادى... بس مش صغير قوى إنه يخطب فى سنه ده ؟
  • علشان ولد جد ومش بتاع هلس ... تقريبا علشان ابوه صعيدى مربيه التربية الشديدة دى
قادت سهام أمجد لحديقة الفيلا المتوسطة المساحة لملحق صغير مستقل فى الطرف القريب من مبنى الفيلا حيث دخلا من باب جانبى ليجد باقى الشلة مجتمعات ويعاين الملحق فيجده مثال للذوق الجيد وبعد ترحيب صديقاته تبدأسهام كعادتها الحديث

  • ده بقى مكانى ... معظم اليوم بأقضيه هنا ما بروحش الفيلا تقريبا غير للنوم .... الباب اللى هناك ده على الشارع التانى ... كنت أنا والبنات بناخد الدروس هنا أيام الثانوية وبيدخلوا ويخرجوا منه
  • آآآآآآآه ... علشان كده بقى مشوفتهمش وهما داخلين
  • لما بيكونوا جايين عندى بييجوا من الباب بتاع الملحق ... وانت المرة الجاية مفيش داعى تيجي من الباب الكبير ... تعالى على هنا على طول
كان الملحق عبارة عن غرفة متسعة ....بطرفها البعيد باب أنيق وتتوسطه ترابيزة دائرية حولها خمس مقاعد وعلى الجانب طاقم أنتريه فخم موضوع أمام مدفأة من الطراز القديم وملحق به حمام ومطبخ صغير

شدت المدفأة أنظار أمجد فهو لأول مرة يرى مثلها خارج الأفلام وبجوارها مجموعة الأخشاب التى تستعمل لإشعالها ومعلق على جانبها السيخ الذى يستعمل فى تقليب الخشب

  • جميلة أوى الدفاية دى يا سهام
  • آه .... أنا باحبها قوى ... لما بابا أشترى الفيلا كان الملحق ده موجود ومرضيش يشيل الدفاية جددها بس... لكن للأسف مبعرفش أولعها .... باجيب البواب يولعهالى ... بس هو أجازة النهاردة ... فيه دفاية كهربا لو حسينا بالبرد نبقى نشغلها
  • أنا أعرف اولعها ... بس الجو مش برد للدرجة دى يعنى ... إحنا النهاردة هنذاكر إيه ؟
  • نذاكر وصفية ... آخر محاضرة مفهمناش حاجة ... طبعا الكلام ده مش بالنسبة لك
  • علشان إنتوا بتفضلوا تكتبوا ومبتسمعوش اللى الدكتور بيقوله .... هاتى الكتاب وأنا هابسطهالكوا
كانت سميرة تراقب أمجد ولم تستطع إخفاء نظرتها له التى لاحظتها صديقاتها ولم يلحظها أمجد ... فهى تراه لأول مرة بتلك الأناقة ورائحة العطر التى تسبقه وكاد قلبها ينخلع لحظة خلعه للجاكيت بتلك الحركة الرشيقة وكانت الفتيات رحيمات بها فتركن الكرسى المجاور لها فارغا ليجلس فيه أمجد فهن بتن يعرفن حبها للوجود بجواره

تسلل أبو سهام وأمها أكثر من مرة ليراقبوا ما يحدث داخل الملحق من خلف الباب وفى كل مرة يجدوا أمجد منهمك فى شرح شئ ما وهو واقف والفتيات يناقشنه وقد ينفعل أحيانا ويهدأ احيانا فاطمأن قلبهما من جهة أمجد وتأكدا بالفعل من أنه شاب أهل للثقة

وأخيرا إنتهت جلسة المذاكرة ولم يتوقع أمجد بأن شرحه لمحاضرة الهندسة الوصفية بصوت مسموع سيجعله يستوعب تلك المحاضرة الصعبة بتلك الصورة

وأستأذن أمجد فى الإنصراف وبالطبع كان لابد على سميرة أن ترافقه فهى تخاف من المشى وحيدة فى تلك الشوارع الهادئة بينما ظلت أمل وإيمان مع سهام ليستكملن معا المذاكرة فهن يسكن فى نفس حيها على بعد ثلاث شوارع

وخرج أمجد وسميرة من الباب الجانبى لتسير معه لأول مرة فى تلك الشوارع الهادئة التى تصطف الفيلات على جانبيها وفجأة يعلو نباح أحد الكللابب لتندفع سميرة وتحتضن ذراع أمجد فى خوف وتضمه بشدة حتى يبتعدا عن صوت النباح لكن سميرة إستمرت فى إحتضان ذراع أمجد فقد شعرت بالأمان عندما ضمت ذراعه لصدرها .... وربما لأسباب أخرى

  • آسفة يا أمجد ... بخاف من الكللابب
  • ولا يهمك يا سميرة ... هو صوته كان عالى فعلا وطلع فجأة
  • يعنى متضايقتش ؟
  • أتضايق إيه يا بنتى .... حد يتضايق إن بنت زى القمر كده تمسك دراعه
إبتسمت سميرة فهاهو أمجد لأول مرة لا يخجل من التصريح لها بأنها جميلة .... وفعلا سميرة جميلة ... لكن جمالها لا يقارن بجمال منى حبيبته وسر سعادته

لم تترك سميرة ذراع أمجد فلقد شعرت باضعاف ٍذلك الإحساس الجميل الذى يكتنفها عندما تلصق فخذها بفخذ أمجد

توقعت سميرة أن يجلس أمجد بجوارها فى التاكسى الذى استوقفه على أول الشارع وقد إستعذبت إحساس إحتكاك ذراعه بصدرها وضغطه على حلماتها التى تشعر بها الآن منتصبة جاعلة شعور لذتها يتضاعف وتناست كل ما كانت تضعه فى ذهنها بالنسبة لأمجد لكنه خيب ظنها بعدما فتح لها باب التاكسى الخلفى لتجلس ثم جلس هو بجوار السائق لا لكى يتبع الأصول كما ظنت لكن لإنه شعر بوحش الشبق الذى يسكنه ورآه يبتسم له يغريه بالإستمرار فى حك ذراعه بصدر سميرة وخاف أن يغلبه الوحش فيتمادى

........................................................................................................

مرت أسابيع واعتاد أمجد على وجوده كل جمعة فى بيت سهام واعتادت اسرتها على وجوده واعتادت سميرة على الحصول على وجبة المتعة الإضافية فقد أصبح إحتضانها لذراع أمجد بمجرد إبتعادهم عن بيت سهام شئ طبيعى لا تخجل منه ولا يمانع أمجد فيه بل أنه أصبح الآن يشعر بأن إلتصاق فخذها بفخذه أثناء المحاضرات يسعد الوحش الساكن بداخله

........​

اصبح أمجد وإلهام ثنائى متفاهم فأصبح يتفهم جنونها واستطاعت هى أن تخرج منه الفنان المجنون الذى كان الدكتور إبراهيم يراه بداخله وأصبح تبادل أفكار التصميمات الجديدة بينهما يخرج بتناغم حتى أن الدكتور إبراهيم أصبح يعتمد عليهما تماما فى أفكار التصميمات واجتمع بهما قبل يومين من إسبوع الإمتحانات الأخير

  • بصى يا إلهام .... فيه شركة بترول أمريكية هتفتح مقر ليها هنا فى مصر ... مطلوب مننا تصميم للمقر ده ... طبعا يا أمجد إنت بتمتحن ومش فاضى ... أى فكرة جديدة تيجيى فى دماغك إشرحها لإلهام وهى هتترجمها على الورق ... مش إحنا لوحدنا اللى هنقدم تصميم ... فيه أربع مكاتب تانية هتقدم تصميمات والشركة الأمريكية هتختار واحد يتنفذ ... لو مكتبنا فاز بالمشروع ده ليكو عندى مكافأة كبيرة ... النهاردة التلات ... يوم التلات الجاى عايز تصميم ولو مبدأى ونشتغل عليه مع بعض علشان نعمل بلان
  • ماشى يا ريس .... والداتا بتاعت البلان فين
  • أنا عملتلكم نسختين من الداتا ... وعندكم صورة لشعار الشركة وملخص لنشاطها ... ورونى همتكوا
ومد يده لإلهام بمجموعتين من الأوراق أخذت واحدة لنفسها وأعطت الأخرى لأمجد وخرجوا متجهين لمكتبهم حيث جلسا على الترابيزة التى تتوسط المكتب يطالعان ما هو مكتوب بالأوراق

  • هنعمل إيه يا سى زفت فى المصيبة دى
  • مش عارف لسه يا إلهام ... مش كان الريس يأجل الموضوع شوية لغاية حتى بعد حفلة الخطوبة ؟
  • أنت أهبل ياض ... بيقولك اربع مكاتب تانيين مقدمين غيرنا ... هنقولهم إستنوا لما سى أمجد يخطب علشان نقدم معاكوا
  • أنا لسة عندى مادتين اصعب من بعض ... مش عارف هأقدر اساعدك ولا لأ
  • ولا يهمك ياض ... أنا هاخلصها لوحدى ... والمكافأة بالنص
  • تصدقى إنك بت جدعة يا إلهام ... مش عارف إزاى إتطلقتى مرتين ... حد يبقى متجوز مزة جامدة زيك كده ويطلقها
  • إعدل نفسك ياض ... إنت هتعاكسنى ولا إيه
  • خلاص ... لا هاعاكسِك ولا هانيلك ... حد يعاكس واحد صاحبه .... أكيد إتطلقتى بسبب لسانك
  • طب ماتجيب بوسة بقى ... ولا بلاش بدال ما أهيج عليك واغتصبك وانت لسة بنت بنوت ... قوم روّح إنت دلوقتى علشان تلحق تِذاكر وانا هافكر فى البلان دى .... مافيش داعى تيجى يوم السبت .... الريس قال إن الفيزيا صعبة وكلكم بتكرهوها... ولو جتلك فكرة إتصل بيا فى التليفون
ويمر يومان وينتهى أمجد من إمتحان الخميس وهو آخر يوم فى إمتحانات الرقيقة منى وهو يومه الإسبوعى للجلوس معها كخطيبين وبعد الإمتحان تتجمع حوله مجموعة صديقاته ويرفض مراجعة إجابات الإمتحان فرأيه بأن الإمتحان إنتهى وما كُتِب قد كُتِب ولن تغير مراجعة الإجابات منه شيئا

  • باقولك إيه يا أمجد .... يوم الإتنين إمتحان الفيزيا وانا لسة مخلصتش منها حاجة ... إعمل حسابك ساعتين بكرة مش هينفعوا ... منى قالتلى إنها أقنعت ابوك إنك هتستنى معانا لغاية ما نقفّلها وإنكم هتخلصوا مشوار الصاغة وتجيلنا .... هنستناك الساعة 2
  • بقولوكوا إيه .... أنا مخلص الفيزيا كلها ومش فاضيلكوا ... بكرة الصبح هننزل نشترى الشبكة ... فاضل إسبوع على الخطوبة
  • يعنى هيهون عليك تزعل منى منك قبل خطوبتكم بإسبوع ... حرام عليك
  • ماهو إنتوا عرفتوا نقطة ضعفى وبتجولى منها ... ماشى ... أهو آخر يوم وهاستريح منكم أكتر من إسبوعين .... سلام بقى ... زمان منى خلصت إمتحان ومستنيانى
وينطلق أمجد تتابعه نظرات زميلاته فى ود ... فحتى سميرة أصبحت تحب منى التى لم تراها من قبل وباتت مكتفية بتلك اللمسات من فخذ أمجد وذراعه بعد أن بدأ يبادلها اللمسات وباتت نظراتها التى تتسلل أحيانا لبنطلونه وترى إنتفاخه الذى يزداد أثناء تلك اللمسات تسعدها وتجعلها تكتشف عالم جديد عليها من المتعة التى أصبحت الآن لا يضيرها كونها مسروقة من أخرى ولم تدرِ أن وحش الشبق الذى يسكن أمجد قد بدأ يتسلل إليها هى الأخرى ويطلب المزيد

بريئة كانت سميرة لكن إلى متى ستستمر برائتها بعد أن بدأ يسكنها ذلك الوحش

وياتى نهار الجمعة وأمجد ومنى لم يغمض لهم جفن من فرط فرحتهم وسمح له أبوه بإستخدام التليفون الذى لم يتركه ولم يتوقفوا عن الكلام حتى إستيقظت أمه

  • إنتوا لسة بترغوا فى التليفون من إمبارح ؟ بتجيبوا كلام منين ؟ سيبها بقى تنام ساعتين .... لازم جسمها يكون مستريح واحنا بنقيس الشبكة ... وانت كمان ناملك ساعتين وهصحيك الساعة 9
  • حاضر يا ماما
ويغلق أمجد التليفون لتجلس أمه بجواره

  • أبوك فرحان بيك قوى يا أمجد ... الألف جنيه اللى هو كان شايلها لشبكتك مع ال 500 جنيه اللى سحبتهم من دفترك هيجيبوا شبكة تشرّف
  • أنا حاسس إنهم قليلين ياماما على منى ... كان نفسى أجيبلها شبكة أكبر تليق بيها
  • ماهما دول كل اللى كانوا فى دفترك يا حبيبى ... أنا كمان هحط 300 جنيه كنت شايلاهم على جنب ... ومتقلقش ... بكرة تكبر فى شغلك وتشتريلها كل اللى نفسك فيه ... نام دلوقتى علشان يبقى شكلك كويس وإحنا عند الصايغ
وبالفعل غرق أمجد فى نوم عميق بمجرد أن أغلق جفونه لتوقظه أمه ليستعد وتتقابل الأسرتين على السلم ويصطحبهم أبو منى جميعا فى سيارته البيجو ستيشن حيث جلس العروسين فى الكرسى الأخير الضيق إلا أنهما كانا سعداء بضيقه فقد سمح لهما بالجلوس متلاصقين بينما تشتبك أصابعهما بالأسفل ولا يراهما أحد

كان جو بدايات يناير غائما تتخله لسعات برد خفيفية وتمنى أمجد ومنى أن تمطر السماء فكلاهما يتفائل بالمطر ويعتبره بشير خير ولم تبخل عليهما السماء ببضع قطرات تسعدهما و تبارك بها تتويج حبهما

كان ابو منى هو من أصر على شراء الشبكة فى بداية فتح محلات الصاغة فهو كتاجر يرى أن أى بائع يتساهل فى الصفقة الأولى لكل يوم فالتاجر يرى أن أول قطعة يبيعها تفتح باب الرزق لباقى اليوم .... وكان محقا

كانت إختيارات منى رقيقة مثلها فجاءت الشبكة بعدد قطع كبير نسبياً لخفة وزنها خاصة بعد أن أصر أبو منى على أن يهدى العروسين مائتى جنيه أخرى ليصبح مبلغ الشبكة 2000 جنيه وهو مبلغ غير قليل

عادت الأسرتين لمنزلهما وصعدوا السلم لشقة أسرة منى وسط زغاريد أم أمجد وأم منى وشاركت بالطبع باقى الجارات فى حفلة الزغاريد وتمنى أمجد أن تطول جلسته مع منى لكن إصطحبه أبوه لشقتهم ليهمس له حتى لا يسمع أخويه الصغيرين

  • لازم تسيب منى مع أمها وأمك اليومين دول
  • إشمعنى يعنى ؟
  • يا بنى متبقاش حمار بقى .... مش هاعرف اقولك التفاصيل ... لازم يجهزوها ليوم الخطوبة ولازم يبقوا الحريم لوحدهم ... حتى حماك هيسيبلهم الشقة ويجيى يقعد معايا عالقهوة ... فهمت ؟
  • يعنى يجهزوها ازاى يعنى؟
  • يوووووه ... دا انت حمار فعلا ... هيعملوا حاجات حريمى ... لو كنت فهمت يبقى ماشى لو مفهمتش إتفلق ... خد العربية معاك النهاردة ....الجو شكله هيقلب ومنى قالتلى إنك هتتأخر النهاردة
وبالفعل لم يكن أمجد يفهم ماهى تلك الأشياء التى ستفعلها النساء ولابد أن تتم فى شقة العروس لكنه لم يهتم .... فبالتأكيد ستخبره منى بالتليفون عن تلك الأشياء عندما ينتهى من مذاكرة الفيزياء مع باقى شلته ويعود لمنزله

وصل أمجد لفيلا سهام وركن سيارته بجوار باب الملحق وبدأت رياح باردة تصفر فى الجو ليدق الجرس ويدخل وهو ينفخ فى يديه ليدفئها فيجد الفتيات الأربع فى إنتظاره وقد تدثرت كل منهن ببالطو ثقيل فالجو بالفعل أصبح قارس البرودة

  • مساء الخير .... هو الجو برد كدا ليه
  • صحيح الجو صعب قوى .... ما تولع لنا الدفاية يا أمجد ... مش كنت بتقول إنك تعرف تولعها
  • ماشى .... فعلا الجو ده محتاج دفاية
  • على ما تولع الدفاية أكون عملتلكوا طقم شاى يدفينا
  • طيب هاتيلى شوية ورق قديم من عندك
وبالفعل يتجه أمجد للدفاية ويلتقط قطعة من الخشب يضعها ويكوم حولها بعض الأوراق القديمة ثم يرص حولها مجموعة أخشاب أخرى صانعة حولها شكل هرمى ويلتقط الولاعة الموجودة أعلى الدفاية ويشعل النار بالأوراق فتشتعل وتشتعل معها قطعة الخشب الأولى ثم تمتد النار شيئا فشيئا لتمسك بباقى الأخشاب لتشتعل ويبدء الدفء فى السريان حول الدفاية

  • دا إنت قرد يا أمجد ... نفسى اتعلم اولع الدفاية دى ... إنت إتعلمتها فين دى
  • شكرا يا سهام كلك ذوق ... محدش قالك قبل كده إن الملافظ سعد ... إتعلمتها فى المدرسة طبعا ... إنتى نسيتى إنى كنت فى مدرسة عسكرية وكانوا بيعلمونا الحاجات دى زى أى عسكرى
  • طيب تعالوا بقى نقعد عالأرض هنا جنب الدفاية واحنا بنذاكر علشان نبعد عن البرد
وفعلا تحلق الجميع أرضا بجوار المدفأة وخلعت الفتيات البلاطى التى كن يتدثرن بها وحتى أحذيتهن خلعوها ليسرى دفء النار من أقدامهن لباقى أجسادهن وتبعهم أمجد وخلع الجاكيت الذى يرتديه وخلع حذائه ليندمج فى الشرح بصوت يسمعنه جميعا ويثبت به هو معلومات المادة فى ذهنه .... كانت كل الفتيات ما عدا سهام يرتدين بنطلونات صوفية ثقيلة غامقة وبلوفرات اسفل البلاطى أما سهام فكانت ترتدى جيبة قطنية بيضاء فوقها بلوزة صوفية ... فهى فى بيتها

ويدخل عليهم ابو سهام وأمها دون أن يشعروا بهم

  • إيه يا ولاد إللى إنتوا عاملينه ده ؟
  • البرد يا ماما كان مش مخلينا نعرف نركز
  • طب أوعوا تخرجوا يا بنات من الدفا للبرد من غير ما تقفلوا البلاطى
  • متخافيش يا طنط
  • وانت يا أمجد متنساش تقفل الجاكيت بتاعك ... إنت مجبتش بالطو ليه
  • أنا معايا عربية بابا ومش همشى فى البرد ... متقلقش حضرتك يا عمى
  • طب يا ولاد .... إحنا خارجين شوية .... يمكن نتأخر يا سهام .... نامى هنا النهاردة علشان متخرجيش فى البرد واقفلى الباب عليكى كويس ... مافيش شغالين فى الفيلا النهاردة إحنا هنقفل باب الفيلا من برة بالقفل بعد ما نخرج
  • حاضر يا ماما متقلقيش .... هتربس البابين أول ما نخلص ويمشوا
  • طيب يا ولاد ... ليلتكم سعيدة
ويخرج الأب تتابط الأم ذراعه ويلفت نظر أمجد جاكيت الفرو الثمين الذى ترتديه أم سهام ويتمنى فى نفسه لو أن معه ما يكفى من المال لشراء مثله لحبيبته منى فبالتأكيد سيكون عليها أروع من أم سهام

ويستمرأمجد فى شرح منهج الفيزياء لنفسه بصوت مرتفع والفتيات يستمعن ويناقشن أحيانا ويضعن بعض خطوط فى كتبهن وهن متعجبات من تبسيط أمجد للمادة وتفكيكها لدرجة أشعرتهن بأنهن أغبياء إذ لم يستطيعوا فهم تلك المادة

وفى السابعة كانت الفتيات قد أرهقن تماما بعد أن شرح لهم أمجد ما يقرب من ثلاثة أرباع الكتاب

  • كفاية كده النهاردة يا أمجد مش عارفين نشكرك إزاى لازم نروح دلوقتى ... شكلها فيه مطر الليلة
  • تشكرونى على إيه يا أمل ... فعلا كفاية عليكم كده النهاردة ... ياللا بينا أوصل كل واحدة فيكو لغاية بيتها وبعدين أوصل سميرة وأروّح ... أهو بيتى قريب من بيتها
لترد سهام بأنانيتها المعتادة

  • لأ يا أمجد ... أنا لسة فيه حاجات مش فاهماها ... وانت وعدت إنك هتخلص معانا الفيزيا كلها
  • يا سهام اللى فاضل حاجات بسيطة ولسة قدامك يومين تقدرى تخلصى فيهم
  • لأ يا سيدى ... خليهم هما يروحوا وإستنى إنت كمل باقى الكتاب معايا ... هاشتكيك لمنى واقولها إنك مرضتش تكمل معايا الشرح علشان توصل البنات ....... وسميرة
وهنا يدق جرس إنذار فى ذهن أمجد وسميرة وتنظر أمل وإيمان لسهام نظرة لوم شديدة ويلعنها أمجد فى سره ... فهو يعلم أنها لن تقول إلا الحقيقة ... لكن كيف ستقولها وكيف ستفسرها منى؟

  • طيب خلاص يا سهام .... هاوصل سميرة لأقرب تاكسى وبعدين أوصل أمل و إيمان وارجع أكمل معاكى مذاكرة
  • خلاص ... ولغاية ما توصلهم وترجع أكون عملت حاجة ناكلها
ويخرج أمجد والفتيات الثلاث ليركبن مع أمجد سيارته وتحرص سميرة على ألا تكون هى من تجلس جواره ليوصلها لأول الشارع وينزل من السيارة ليوقف أول تاكسى يمر لتشكره وهى تركب

  • متشكرة أوى يا أمجد وآسفة إنك هتضطر تسيب خطيبتك اللى أكيد مستنياك وترجع تكمل مذاكرة لسهام
ليبتسم لها أمجد ويهز رأسه

  • ولا يهمك يا سميرة ... كده أو كده مكنتش هاعرف أقعد مع منى النهاردة وآدينى هاكمل مذاكرة بس بصوت عالى ... تصبحى على خير
وينطلق التاكسى حاملا سميرة ويعود أمجد لسيارته لينطلق بها والفتاتين لا تجدان ما تعتذران به لأمجد عن ما قالته سهام

عاد أمجد لفيلا سهام وقد إزدادت برودة الجو وبدأت السحب فى التجمع منذرة بليلة ممطرة ليجد سهام قد أعدت بعض السندويتشات وكوبين من الحليب وقابلته بإبتسامة تحاول بها الإعتذار عن قلة ذوقها

  • أنا عملت لك سندويتشات ناكلها سوا قبل ما نكمل ... هترضى تاكل معايا بنفس ولا هتبقى زعلان
فابتسم أمجد لها وقد قبل إعتذارها ليبدآ تناول الطعام وتخرجه سهام من حالة الغضب التى المت به والتى نجح فى إخفاءها ربما لأول مرة فى حياته ولم يظهر على وجهه أى تأثر بغضبه حتى أنهوا طعامهما وعادا لمراجعة ما بقى من المادة وقبل أن ينتهوا بقليل يبدأ صوت المطر يدق خارج الملحق ويضع أمجد المزيد من الأخشاب بالمدفأة ويقلب النار بالسيخ المخصص لذلك فهو يحب رائحة إحتراق الخشب ويعشق صوت المطر ويبدأ مزاجه فى الإعتدال ليفيض فى شرح الفيزياء وتبسيطها وسهام تسمع وأحيانا تناقش وأحيانا تحل بعض المعادلات التى كانت تبدو لها مسبقا صعبة بمساعدة أمجد لتنقطع الكهرباء كعادة تلك الأوقات عند إشتداد المطر قبل أن ينتهوا تماما من إستكمال الكتاب

  • يووووه .... ده وقته .... مكانوش قادرين يستنوا نص ساعة كمان
  • مفيش مشكلة يا سهام .... شوية والكهربا هترجع ... نريح شوية عالأقل
  • طيب أعملك بقى حاجة تشربها لغاية ما الكهربا ترجع ... تحب تشرب إيه
  • إيه ده إنتى بتعرفى تعملى حاجة غير الشاى
  • يادى النيلة .... يابنى بنات الأغنيا بنات زى أى بنات أمهاتهم بيعلموهم يعملوا كل حاجة ... هى بس الأفلام العربى اللى مبوظة صورتنا ... ده أنا باعمل شوية قرفة بالحليب محصلوش... بابا مبيشربهاش غير من إيدى ... هاقوم أعمل كوبايتين لغاية الكهربا ما ترجع
  • طيب يا ستى أدينا هنشوف
وتتجه سهام للمطبخ الصغير الذى ألقت عليه نار المدفأة ببعض الضوء البسيط

  • أنا مش شايفة حاجة .... بس فيه شمع هنا أهو ... فين الولاعة يا أمجد اللى ولعت بيها الدفاية
  • هنا فوق الدفاية أهى ... أجيبهالك ؟
  • لأ خليك أنا هآجى أخدها ... ريح رجليك شوية ... إنت طول مانت بتذاكر رايح جاى زى بندول الساعة
وتعود سهام لتقف أمام المدفأة لتتناول الولاعة من فوق الرف الموجود بأعلاها وتقف بين أمجد وبين المدفأة وقد فتحت ساقيها قليلا لتحافظ على توازنها فيشف قماش الجيبة البيضاء التى ترتديها ويتخللها ضوء المدفأة ليرى أمجد وحش شبقه يبتسم له وسط لهيب النار الواضح خلف جيبة سهام يتراقص بين فخذيها فيغمض عينيه ليبعده عن تفكيره حتى تجد سهام الولاعة أخيرا وتتجه بها للمطبخ وتشعل شمعة تضئ جنبات المطبخ وينعكس ضوءها على وجه سهام وشعرها الملتوى المسترسل خلف ظهرها ويضئ صدرها ليجد أمجد الوحش واقفا قوق هذين الثديين ولا يجد أمجد وسيلة لإبعاده عنه غير إغلاق عينيه وإسناد رأسه على الكنبة الجالس أمامها على الأرض لتنتهى سهام من صنع كوبى القرفة وتحملهما على صينية تضعها على الأرض بجوار ساقى أمجد الممدتين وتنظر لوجهه وترى عينيه المغمضتين فتظنه قد نام من الإرهاق وتقرر أن تتركه قليلا حتى يعود تيار الكهرباء وتجلس بجواره وتفرد ساقيها بجوار ساقيه لكن يبدو أن الوحش الذى يسكن أمجد قد إنتقل تأثيره إليها فتقترب حتى تلتصق جلستها بجلسته ولأول مرة فى حياتها يلامس جسدها جسد شاب فهى رغم كثرة حديثها عن أجساد الرجال فلم يسبق لها أن كانت بهذا القرب من شاب تنفرد به خلف باب مغلق ويدفعها الوحش الذى تمكن منها الآن لأن تزيد من إلتصاقها به وأمجد يغمض عينيه محاولا طرده من ذهنه لكن سهام تجدها فرصة لتحسس جسد شاب كما كانت تتمنى فتمد يدها تتحسس ذراع أمجد فيفتح عينيه علها تتركه فهو لا يدرى ماذا سيحدث إذا تمكن منه وحش شبقه مع عذراء مثل سهام

لم تبعد سهام يدها عن ذراعه ولم يحاول هو إبعادها لكنه يمد يده فيتناول كوب القرفة ويناوله لسهام التى تأخذه بيد تكاد ترتعش من إثارتها بينما اليد الأخرى تتجمد على ذراعه فيتناول كوبه بذراعه الأخرى بينما يلف ذراعه التى تتحسسها سهام حول كتفيها فتتنهد تهيدة طويلة وتريح راسها على صدره تتشمم رائحة شاب لأول مرة فى حياتها مختلطة برائحة الخشب المحترق ودقات المطر بالخارج تعزف من حولهم موسيقى رومانسية تزيد من نشاط الوحش الذى بدأ يظهر أنيابه مع إنتهائهم من شرب مشروبهم الساخن الذى زاد من سخونة أجسادهم المراهقة فيضع أمجد كوبه على الصينية ويمد يده لسهام التى تناوله كوبها ليهمس لها بصوت لا تكاد تسمعه

  • لو سمحتى يا سهام رجعى الصينية المطبخ وإهدى... مش عايزين نعمل حاجة تزعلنا من بعض
  • مهما عملت يا أمجد دلوقتى مش ممكن هازعل منك .... وانت كمان مش هتزعل مِنى ... الجو ده أول مرة أعيشه .... من فضلك متحرمنيش إنى أستمتع بيه ... هادخل الصينية جوة وارجعلك ... أرجوك متبوظش اللحظة الجميلة دى ... إحنا أصحاب وهنفضل أصحاب مهما حصل بينى وبينك ... أصحاب مش أكتر
وتقوم سهام وتنحنى أمامه فيظهر له ظل مؤخرتها من خلف جيبتها وها هو الوحش يفتح باب محبسه ويخرج .... فقد مر أكثر من شهر على آخر لقاء لأمجد بأم منى والوحش الآن جائع وهاهى وجبة شهية أمامه ......وجبة بطعم مختلف عن الوجبة التى اعتاد تناولها وتتوسل إليه تلك الوجبة أن يلتهمها

عادت سهام بسرعة وكأنها تخاف أن يغير أمجد من موافقته التى بدت فى عينيه لتجلس بجواره وتضع رأسها على كتفه بينما تثنى ركبتيها فتنزلق الجيبة التى ترتديها وتكشف له فخذيها عاريين وتلفح نيران المدفأة أسفل فخذيها وكسها الذى لا يداريه إلا الكيلوت القطنى لتزيد من حرارته وتفتح الباب لسائلها اللزج ينساب منه فيمد أصابعه يمررها على باطن فخذها حتى تصل أصابعه لكسها فيمرر أطرافها عليه بنعومة ويلف يده حول كتفها فتمد يدها تتحسس صدره وتفك أزرار قميصه وتمرر يديها على صدره العارى بلمسة مرتبكة ... وهنا يتمدد الوحش ويحيط بأمجد وسهام ولا يترك فرصة لهما للفرار منه فيضع أمجد يده اسفل ذقنها ويرفع وجهها إليه ويبدأ فى تقبيل وجنتيها بهدوء شديد حتى يصل إلى أذنها اليسرى فيطبع قبلة أسفلها ثم يمتص حلمة أذنها وتشعر بأنفاسه الحارة داخل أذنها فتغمض عينيها مستمتعة بلمسات شفتيه بينما يفتح هو أزرار بلوزتها الصوفية ويخلعها عنها فتقلده وتخلع عنه قميصه فيصبح عارى الصدر أمامها وهاهو حلمها بأن تتحسس جسد رجل عارى يتحقق فتمرر كفيها بجنون على صدره وبطنه متلمسة عضلاته الواضحة وقد تخلت يدها عن ترددها فيقف ويوقفها أمامه ونصفها العلوى مستور بقميصها الداخلى وسوتيانها البناتى الساذج ونار المدفأة تنعكس على جسده العارى وجسدها الذى يوشك أن يتعرى

رفع أمجد وجهها إلى وجهه مرة أخرى وبدأ فى تقبيل شفتيها قبلات سريعة ولم يكن يتوقع أن تستجيب له كإستجابة عشيقته أم منى فتلك هى أولى تجاربها فى التقبيل ولا تعرف ماذا تفعل لكنها الآن بين يدى خبير

مرر أمجد إبهامه على شفتى سهام وفرج بين شفتيها فاستجابت له وفتحت فمها قليلا ليأخذ شفتها العليا بين شفتيه فتشنجت شفتيها لبرهة ثم ارتخت ليفعل بها ما يشاء فامتص شفتها العليا كثيرا وبدأ صوت تنفسها فى الإرتفاع وشعرت بماء كسها وقد بدأ يسيل كثيفا من كسها يبلل فخذيها وبدأت تبادله إمتصاص شفته السفلى وفتحت له فمها ليعبث لسانه بلسانها قليلا ثم يمتص لسانها داخل فمه وقد أحكم ذراعيه حولها حتى لا تنهار ساقاها ثم دفع لسانه مرة ثانية لفمها فتفعل به ما فعل بلسانها حتى تنتهى قبلتها الحارة الأولى فى حياتها

يحرك أمجد شفتيه يقبل رقبتها ويهبط بهما حتى صدرها فيستمر فى تقبيله متجها لكتفها الأيمن حتى يصل لحمالة قميصها الداخلى فيزيحها بيده فتفهم ما يريد وتخرج ذراعها من الحمالة لينكشف نصف سوتيانها الأيمن مظهرا أعلى ثديها فيغمره بالقبلات وهو يحرك حمالة قميصها الأخرى لتخلع ذراعها عنه ويسقط نصف القميص العلوى لأسفل تمسكه الجيبة عن الوقوع ويصبح نصفها العلوى عارٍ إلا من هذا السوتيان القطنى الساذج فيحرك شفتيه مقبلا ثديها الأيسر ينما ذراعيه تلتف حول جسدها لتعالج قفل السوتيان من الخلف ليفتحه بسهولة ويخلعه عنها ويحرره من ذراعيها ليصبح نصفها العلوى عارٍ تماماً فتدفع نفسها فى حضنه ليلامس صدره ثدييها وتنغرس حلماتها المنتصبة بشدة فى جلد صدره وتشعر بإنتصاب زبره يضغط على كسها فتمد يديها وهى فى أحضانه تريد إنزال ما يمنع نصفها السفلى عن زبره فيمد يده ليمنعها بينما يحرك صدره يسحق به تلك الحلمات المراهقة بينما يحرك كفيه على مؤخرتها بنعومة ويعتصر فلقتيها إعتصارات رقيقة بينما يقبل الهالة التى تحيط بحلمتها اليسرى بهدوء قبل أن يلتقمها بين شفتيه ويحرك عليها لسانه بينما تفرك يده حلمتها اليمنى فتتأوه سهام آهة متعة هادئة طويلة فلمساته كرجل يختلف تأثيرها كثيرا عن لماساتها لنفسها فيشفط الحلمة اليسرى بفمه ويزيد من حركة لسانه عليها حتى تبتل تماما بلعابه فينقل شفتيه للحلمة اليمنى يكرر معها ما فعله باليسرى بينما فركة يده لتلك الحلمة اليسرى تختلف بفعل تبللها بلعابه فتطلق آهة متعة أطول من الأولى فيمسك بكلا ثدييها يعتصرهما برقة ويفرك الحلمتين بباطن يده وهو يرفع ثدياها يقبلهما من أسفل ويقبل الشق بينهما ويمرر لسانه على طول هذا الشق حتى يصل لسرتها فيدخل فيها لسانه ويده تجذب الجيبة والقميص الداخلى المتدلى عليها لأسفل بعد أن يجلس على ركبتيه حتى تبقى واقفة أمامه لا يسترها إلا الكيلوت القطنى الساذج الذى يرتديه ويقبل كل ما حول هذا الكيلوت وقد إبتل تماما من مائها فيضع فمه مكان كسها ويعتصر ما تشربه الكيلوت بشفتيه بينما تتسلل أصابعه تحته لتتحرك على الشق بين فلقتيها ويرتفع تنفس سهام بشدة وتبدأ ركبتيها فى الإنهيار ويعلم أمجد أن لحظتها قد حانت فيدفعها برقة حتى تجلس على الكنبة وهو يحرر فلقتيها وكسها من قيدهذا الكيلوت حتى يخلعه تماما من ساقيها ويلقيه أرضا ويفتح ساقيها ليقبل كسها قبلة طويلة قبل أن يلتقم زنبورها بين شفتيه ويمتصه بشدة فتنفجر شهوتها وتقذف بمائها غزيرا ليتلقى هو هذا الماء بفمه وهو يفرك شاربه الخشن بين شفرتى كسها ولم تعد سهام تدرى ماذا يحدث لها فلأول مرة تشعر بإنقباضات كسها بتلك القوة التى ينتفض معها كامل جسدها وتحاول أن تدفع رأسه بعيدا فتمد يديها لرأسه لكنها تجد نفسها تدفع رأسه أكثر نحو كسها وتضم ساقيها بشدة على رأسه وتخرج كلماتها متقطعة

  • أمجد .... إنت بتعمل إيه .... مش قادرة ... سيبنى أرجوك .... أوعى تبعد .... خلى بقك على كسى .. بالراحة عليا يا أمجد
لم يكن أمجد يستمع إليها واستمر فى لعق كسها بلسانه حتى أدخل طرف لسانه بفتحة كسها التى اتسعت وظل يدخل لسانه ويخرجه بسرعة وأتت رعشتها الثانية بعد وقت قليل من رعشتها الأولى وتنظر لأمجد الذى انتظر حتى أنهت رعشتها يقف ويفك حزامه ويخلع عنه بنطاله ولباسه الداخلى لترى أمام عينيها أخيرا زبر حقيقى مثل الذى كانت تراه فى مجلات أباها الجنسية لتمد يدها تمررها عليه وهى متشوقة لمعرفة ملمسه ويتركها أمجد تستمتع قليلا بحركة يدها على زبره ليمد يده يبعد يدها بهدوء ويرتكز بركبتيه على الأرض بين فخذيها ويرفع ساقيها لتتحدث فى همس

  • أمجد أنا لسة بنت ... أوعى تضيعنى
فينظر لها أمجد نظرة طمأنة ويهز لها رأسه فتطمإن وتترك له جسدها فهى متأكدة بأن أمجد لن يفض بكارتها .... ويضع أمجد ساقيها على كتفيه ويمسك بزبره يحركه على كامل كسها ويفرك زنبورها المنتفخ برأس زبره مرات ومرات حتى تقترب قذفتها الثالثة فيضرب زنبورها برأس زبره ضربات سريعة متتالية فتنتفض معلنة إتيانها شهوتها فيضغط فخذيها حتى تلامسا صدرها ويضع زبره بينهم ويحركه بينهما وقد جعل البلل الغزير الذى خرج منها إنزلاق زبره بين فخذيها سهلا وتزداد سرعة حركته ويرتفع صوت تنفسه ويضغط فخذيها بشدة بينما تنغرس رأس زبره بسرتها ويطلق ماءه دافئا غزيرا يغرق بطنها حتى ينتهى من قذفته الأولى مع أول إمرأة يمارس معها الجنس .... بعد أم منى

بعد أن هدأت فورته يقوم أمجد من فوق فخذى سهام ليجذبها برفق فتستجيب له ليناما على الأرض عاريين تماما فتلف ذراعها حول صدره وتضع فخذها على بطنه وتتوسد ذراعه برأسها وهى تنظر إليه غير مصدقة ما فعلته الآن معه وما فعله معها

  • مبسوط يا أمجد ؟
  • آه مبسوط
  • يعنى إتبسطت معايا زى ما تنبسط مع منى ؟
  • أنا عمرى ما عملت كده مع منى يا سهام ... أكبرحاجة عملتها مع منى إنى مسكت إيدها
  • يعنى عايز تفهمنى إنى أول واحدة ؟
  • لأ مش أول واحدة
  • بس إنت إزاى كده ... عرفت تعمل كل ده إزاى
  • تحبى أعلمك حاجات أكتر تزود متعتك ؟
  • هو فيه متعة أكتر من كده ؟
  • فيه متعة أكتر من كده بكتير يا سهام ... ومن غير ما افتحك ... وتفضلى بنت زى مانتى
  • طيب ورينى
  • مش هينفع النهاردة
وفجأة يعود التيار الكهربى ويضئ الملحق من حولهما لكنهما لم يتحركا من رقدتهما العارية حتى يشعر أمجد أن الوقت قد سرقه .... ويشعر شعور آخريدفعه للإنصراف لبيته بأسرع ما يمكنه

  • ياللا يا سهام قومى نلبس هدومنا ونكمل الجزء اللى باقى فى الفيزيا
  • لا فيزيا ولا غيره ... أنا مش عايزة ألبس هدوم النهاردة تانى هانام كده ولبنك ينشف على بطنى
  • براحتك .... يبقى أقوم انا ألبس واروّح
  • خليك شوية يا أمجد ... مستمتعة بإنى عريانة فى حضنك
  • مينفعش ... إتأخرت ولازم امشى
ويقوم أمجد ليرتدى ملابسه وتقوم سهام لتودعه خلف الباب بقبلة طويلة تسترجع بها قبلتهما الأولى التى علمها فيه كيفية التقبيل

  • أمجد .... أوعى تفتكر إنى كان ممكن أقول لمنى إنك مشيت مع سميرة زى ما هددتك إنى اقول .... أنا باحب منى وباحب قصة حبكم ... بس فعلا حسيت إنى مش هاقدر اكمل مذاكرة لوحدى
  • خلاص يا سهام ... واللى حصل بينا ده ...
  • هششششش ... اللى حصل بينا ده هيتكرر كتير ... إنت عايز وانا عايزة .... ومحدش هيعرف ... إنت قلت إن فيه حاجات كتير ممكن تمتعنى أكتر ... وبعد اللى عملته معايا النهاردة مش هاعرف استمتع باللعب فى نفسى تانى خلاص ..... هتعلمنى كل حاجة تعرفها عن الجنس .... وهنفضل أصحاب طول عمرنا ... أول ما توصل البيت بس كلمنى اتطمن عليك... وخد بالك علشان المطر لسة جامد
  • حاضر يا سهام ... تصبحى على خير
  • لما تكلمنى تبقى تقولى تصبحى على خير... مش دلوقتى
ويشتبكا فى قبلة عميقة أخرى يتحسس أمجد أثنائها كامل جسدها العارى ويتركها ليغلق الباب خلفه ويتجه لسيارة أبيه ليستقلها ويقود فى إتجاه منزله

........................................................................................................​

دخل أمجد شقته التى يسودها الهدوء التام فالساعة تجاوزت منتصف الليل ويصطحب التليفون لغرفته ينوى الإتصال بسهام كما وعدها ليجد نفسه يتصل برقم منى

  • مساء الخير يا منى ... لسة منمتيش
  • وانا هيجيلى نوم وانت لسة مرجعتش من برة يا أمجد
  • ينفع تطلعى تقعدى معايا ؟
  • مينفعش طبعا ولو إنه نفسى .... مالك يا أمجد فيك إيه يا حبيبى
  • مفيش حاجة متقلقيش... خشى نامى واطلعيلى الساعة 7 ضرورى
  • بس ماما ....
  • متقوليليش ماما ولا بابا .... الساعة 7 تكونى عندى يا قلبى
  • قلبك ؟ أول مرة تقولها ... هاكون عندك الساعة 7 وطظ فى أمى وأمك
  • تصبحى على خير
ويغلق السماعة ويفتح الراديو الصغير على محطة البرنامج الموسيقى ويفرد إحدى الأوراق الكبيرة على ترابيزة الرسم ويخرج من درجه الأوراق التى سبق وأن اعطاها له الدكتور إبراهيم ويتذكر سهام فيتصل بها يطمئنها على وصوله كما وعدها ويتناول مسطرته ويبدأ فى رسم بعض الخطوط ولا يشعر بالوقت ولا بأى شئ سوى الموسيقى التى ترن فى أذنه

فى السابعة تماما تكون منى أمام باب شقة أمجد لتقابل ابوه خارجا لعمله تودعه أم أمجد التى تسحبها من يدها للداخل وتحدثها فى همس

  • إنتى إيه اللى طلعك ؟ مش قلتلك النهادرة فيه ورانا حاجات كتير
  • مش مهم النهاردة يا ماما ... كل حاجة تتأجل ... أمجد محتاجنى جنبه دلوقتى
  • وإنتى عرفتى منين ؟
  • كلمنى إمبارح أول ما رجع .... أنا حاسة إنه محتاجنى جنبه يا ماما
  • منطقش ولا كلمة من الصبح وعمال يرسم ... أبوه دخل عنده ولما طلع قال متخلوش حد يزعجه .... أدخليله يا بنتى وطمنينى عليه
ولا تدرى الأم كيف عرف أمجد بوجود منى ليصلهما صوته من الداخل

  • تعالى يا منى لو سمحتى .... خليكى قاعدة معايا هنا فى الأوضة
وتندفع منى للغرفة لتجد أمجد واقفا أمام لوحة الرسم لا يرفع عينه عنها

  • هاعملك كوباية شاى بالنعناع واجيبهالك ... إنت محتاجها دلوقتى
وتندفع منى للمطبخ وتتبعها الأم

  • أعمليله كوباية شاى بلبن يا منى ... محطش حاجة فى بوقه من إمبارح
  • لا يا ماما ... هو دلوقتى محتاج شاى بالنعناع
  • وإنتى عرفتى منين ؟
  • أنا عارفة ومتسالينيش عرفت منين لإن أنا نفسى معرفش عرفت منين... مش هيشرب غير شاى بالنعناع لغاية ما يخلص اللى فى إيده ... أنا عارفة يا ماما ... باحس هو عايز إيه
وتحمل الرقيقة منى كوب الشاى لأمجد وتضعه بجواره على المكتب وتجلس على حافة السرير دون أن تنطق بكلمة واحدة وتنظر الأم لهما فى حنان وتتساءل فى نفسها " ألهذه الدرجة يعشقان بعضهما ... كل يشعر بما يحتاجه الآخر دون كلمة واحدة من أى منهما للآخر"

إستمر أمجد فى الرسم دون أن ينطق بكلمة واحدة واستمرت منى جالسة جواره لا تنطق ولا تتحرك إلا لتبدل له كوب الشاى بآخر

لم يتناولا أى طعام ولم يترك أحدهما الغرفة حتى للذهاب للحمام باستثناء خروج منى لعمل كوب شاى له والعودة بسرعة لتكون جواره وحتى عندما أشارت الأم لمنى كى تأتى للغداء رفضت بشدة التحرك من مكانها ... فهى تشعر بضرورة وجودها بجواره وأن ذهابها سيعطله عما يعمل

وأخيرا رفع أمجد راسه من لوحته لينظر لمنى فى حب ويشير لها لتقوم وترى ما أنجزه فتنظر منى للوحة بإنبهار ولو أنها لا تفهم ما فيها لكنها تراها جميلة

  • إيه رأيك
  • روعة يا أمجد
  • هاتيلى التليفون بسرعة
وتهرع منى للصالة وتلتقط التليفون لتعود له بسرعة والأم تراقبها ولا تتدخل

  • هتكلم مين دلوقتى يا أمجد
  • هكلم إلهام
  • دلوقتى يا أمجد ؟ الوقت إتأخر قوى ... الساعة دلوقتى 11 بليل
  • معقولة محستش بالوقت كده ... بس مش مهم لازم اكلمها دلوقتى ... حطى ودنك عالسماعة هسمعك المجنونة دى بتتكلم ازاى
ويطلب أمجد رقم إلهام لتجيبه بعد عدد كبير من الرنات

  • الو ... أيوه يا إلهام أنا أمجد
  • عايز إيه يا سى زفت ... حد يكلم واحدة ست زى القمر زيي كده ومتطلقة مرتين فى ساعة زى دى
  • كنتى نايمة ؟
  • لا نمت ولا إتنيلت على عين أهلك ... إخلص عايز إيه
  • لقيتى فكرة ؟
  • لأ ملقتش زفت وعمالة أقطع فى ورق ... كل ما تجيلى فكرة تطلع إما متكررة أو فكرة زبالة زى وشك
  • إلهام ... ... ....خطيبتى قاعدة جنب منى وحاطة ودنها معايا عالسماعة ... ياريت ننضف لساننا شوية
  • حاطة ودنها معاك عالسماعة ولا حاطة خدها على خدك يا روميو ... إخلص
  • لو قلتلِك إنى لقيت فكرة ورسمت بلان كاملة تقولى إيه ؟
  • بتتكلم جد ياض؟ ده أنا ابوسك من بوقك لو طلع الكلام ده صح ... لا مؤاخذة يامنى ... لو بيتكلم جد هابوسه من بوقه
  • إذا كان مباسنيش من بوقى انا نفسى يا إلهام هيبوسك إنتى ؟
  • إنت مبوستهاش من بوقها لسة يا حمار ... أكيد مبتعرفش تبوس ... هابقى اعلمهولك يا منى ... الواد ده بيتكلم جد ؟
  • راسم لوحة تجنن يا إلهام مع إنى مش فاهمة فيها حاجة طبعا
  • طب إقفلوا دلوقتى أكلم الريس أقوله ... متنامش ... هاتصل بيك تانى
  • يا مهبوشة انتى زمانه نام
  • حتى لو نايم فوق مراته هاقومه ... لا مؤاخذة يا منى ... المفروض متسمعيش الكلام ده ... سلام ... أوعى تنام ياض أحسن ما آجى اغتصبك قدام خطيبتك
ويغلق أمجد السماعة ويحتضن منى ولا يبالى بالباب المفتوح ولا بأمه التى تقف أمامه وتتركهم الأم لفرحتهم ... فذلك الحضن الذى طال لا خطورة منه .... ومنى تستحقه

وتعود إلهام للإتصال وتضع منى أذنها عالسماعة مع أمجد

  • بص يا سى روميو ... الريس هيخلص اللجنة فى الكلية بكرة ويجيى عالمكتب ... هيكون فى المكتب الساعة 1 الضهر تعالى انت الساعة 11 نبص عالبلان سوا لو فيها حاجة ناقصة ولا حاجة
  • صدقينى مفيهاش أى حاجة ناقصة ... بلان كاملة
  • خلاص تعالى الساعة 12 نحللها سوا قبل ما نوريها للريس ... تصبح على خير ... تصبحى على خير يا منى ... هابوس خطيبك من بوقه ولو عجبتنى البوسة هاخده معايا البيت
ويضع أمجد السماعة ويلتفت لمنى

  • لو الشركة إختارت البلان دى الريس هيدينا مكافأة كبيرة
  • إنت وإلهام ؟
  • أنا وإنتى يا منى ... أى فلوس هتجينى هتبقى بتاعتك وبتاعتى
  • طيب إفرد ضهرك شوية ... من 7 الصبح وانت واقف مقعدتش
  • أنا واقف من ساعة ما كلمتك بليل
  • 23 ساعة واقف على رجليك يا أمجد ...إنت بتستعبط ؟
  • مش حاسس بانى تعبان يا منى ... حاسس إنى عايز أخدك فى حضنى واطير
  • طيب تعالى إفرد ضهرك وانا هاقعد جنبك وتحكيلى عملت إيه مع البنات امبارح
ويستلقى أمجد على الفراش ويبدا فى الحديث مع منى يحكى لها تفاصيل مادة الفيزياء وتضع منى يدها على رأسه تتخلل بأصابعها شعره القصير الخشن وما هى إلا دقائق ويغلق أمجد عينيه ومنى لا تزال تمسد رأسه حتى تأتى أم أمجد لتضع منى إصبعها على فمها حتى لا تتحدث الأم وتقوم بهدوء من جوار أمجد وتخرج مع أمه وتغلق الباب خلفها بهدوء

  • ده كده صاحى ليه أكتر من 48 ساعة يا ماما .... يا حبيبى يا أمجد ... فرحان وهيطير من الفرح يا ماما
  • إنتى كمان يا منى قاعدة قعدتك دى ليكى 16 ساعة ... إنزلى إستريحيلك شوية يا بنتى ... بكرة يومك طويل ... بكرة هنعمل الحاجات اللى كان المفروض نعملها النهاردة وبكرة
  • هى الحاجات دى ضرورى يا ماما ؟ دى خطوبة يعنى مش دخلة
  • يا بت لازم تكونى يوم خطوبتك بتلمعى كده ... إنزلى يا حبيبتى نامى ... أقولك ... أنا هانزل معاكى أوصلك علشان عايزة امك فى كلمتين
يومها لم تترك أم أيمن منى إلا بعد أن وضعتها بفراشها وغطتها وظلت بجانبها حتى غفت عيناها وراحت فى نوم عميق
حتى في وصفك للمشاهد الجنسية راقي..
لم اقرأ اي كلمة مبتذلة اطلاقا حتى في الباشا واللاجئة و الباشا والمراهقات..
قلمك كأنت أنيق وفخم..
نلتمسك ان لا تتأخر علينا في تكملة القصة..
خالص التحايا وأرق الامنيات..
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt



8-22.png

المقدمة

ترددت كثيرا قبل كتابة هذه القصة عن الباشا فهى قصة عن بدايات الباشا و لا يعرف تفاصيلها كاملة غيره ولا ينبغى لغيره أن يعرفها

أحداث هذه القصة تدور على مدى زمنى طويل حيث بدأت أحداثها فى ثمانينيات القرن العشرين عندما كان أمجد وزوجته الحالية فى بداية حياتهما الجامعية ولا تزال تلك القصة مستمرة لوقتنا الحالى الذى نعيش فيه

......................................................

الجزء الأول

إنه اليوم الجامعى الأول فى حياة الطالب أمجد ..... طالب من الطبقة المتوسطة وهو من سيصبح فيما بعد المهندس أمجد أو الباشا كما يعرف فى وقتنا الحالى . أبوه مدير لأحد المصانع الحكومية الكبرى و أمه مديرة مدرسة إبتدائية حكومية

دخل أمجد من باب كليته كطالب مستجد بكلية الهندسة التى لا تقع بحرم الجامعة ولكنها على مسيرة نصف ساعة منها ليستقبل مرحلة جديدة من حياته

دخلها وحيدا فمعظم زملاءه من الثانوى قد إنتظموا فى كليات عسكرية والبقية قد قذف بهم التنسيق بكليات أخرى بنفس الجامعة أو بجامعات أخرى ليجد نفسه يقف وحيدا مع نفسه بينما جميع المستجدين من أمثاله يقفون فى حلقات فهم زملاء من الثانوى أما هو فقد أتى من مدرسة عسكرية وقد رفض أبوه إلتحاقه بكلية عسكرية كزملائه محتجا عليه بمجموعه الضخم الذى يدخله تلك الكلية المرموقة ليعمل مهندس كأبيه ذى المنصب المرموق والراتب المحدود فأبيه كما يحدث أمجد نفسه مديرناجح مرموق لكنه مجرد موظف وللأسف الشديد موظف شريف

كان يشعر بأن الجو المحيط به غريب عليه فهو لأول مرة منذ ثلاث سنوات يذهب للدراسة بملابس مدنية وزد عليها أنه ولأول مرة منذ ست سنوات كاملة ومنذ أن بلغ طور البلوغ يجد له زميلات فتيات سيزاملنه لمدة خمس سنوات ومن المفترض أن يبنى معهن علاقات زمالة وصداقة كالتى كانت مع زملاء الثانوى لكنها ستكون علاقات أكثر نعومة وحِرص فى اختيار الكلمات وملاءمة الحركات بعيدا عن الدعابات الخشنة التى أعتادها فى مدرسته العسكرية

إتجه أمجد نحو المدرج الذى ستلقى به أولى محاضرات عالمه الجديد ولم يسأل أو حتى يتوجه لمكتب شئون الطلاب كباقى زملاءه فحياة الإنضباط التى تعلمها دفعته لإن ينهى قبل إسبوع كامل ما يبدؤنه هم الآن .

وجد أمجد المدرج خاليا من الطلاب فهو أول الواصلين وتأكد من أن هذا المدرج هو المدرج الخاص بمحاضرته الأولى وتخير أن يجلس فى طرف الصف الأول فى مكان رآه مميزاً يرى منه منصة الشرح بوضوح ويجعل من على يمينه فراغ يمكنه أن يجد فيه متنفس لراحته إذا ازدحم المدرج كما كان يتوقع

بدء وصول الطلبة فى مجموعات وارتفع الصخب رويدا فى قاعة المحاضرات الكبيرة وشغل هو نفسه بتأمل القاعة ووجد يده تمتد للكشكول الذى يحمله ويفتح آخر صفحاته ويبدأ فى رسم المنصة التى أمامه بكل تفاصيلها فهو بارع فى رسم الأشياء وموهوب كما كان مدرسينه و زملاؤه يصفونه فى أيام دراسته الثانوية واستغرق فى الرسم حتى لم يعد يسمع أصوات الصخب التى تحيط به من كل جانب حتى أخرجه من إستغراقه يد تربت على كتفه برقة ليرفع عينيه ليجد أمامه فتاة رائعة التكوين تقف مع بعض زميلاتها

  • تسمح يا باشمهندس توسع لنا نقعد جنبك
  • آه ..... إتفضلى يا آنسة ..... آسف إنى مخدتش بالى من أنى قافل المكان
ووقف ليفسح للفتيات مكان للدخول حتى اكتمل جلوس الفتيات وكانت تلك الجميلة هى آخر من جلس فجاءت جلستها إالى جواره فجلس وعاد لما كان يفعله ولم يكلف نفسه حتى رفع نظره إليها أو يحاول التعرف بها كما يفعل عادة جميع الشبان إذا وضعوا فى نفس موقفه حتى بادرته هى بالحديث

  • شكلك مستعجل أوى عالدراسة ..... إنت بترسم قبل حتى ما حد يطلب مننا رسم
  • هههههه ...... أنا بارسم لأنى بحب الرسم ومعتقدش إن اللى برسمه ده هيكون ليه علاقة بدراستنا ..... دى مجرد شخبطة باسلى بيها وقتى لغاية المحاضرة ما تبدأ
  • بس إنت بترسم حلو أوى ...... إنت موهوب
  • لا موهوب ولا حاجة دى شوية خطوط أى حد ممكن يرسمها بشوية تركيز
وقطع حديثهم دخول أول أساتذتهم ووقوفه على منصة الشرح لينقطع الصخب ويبدأ الجميع فى الإنصات للمحاضرة التى بدأت بتعريفهم أسم المادة التى سيدرسها لهم المحاضر والنظام المتبع بالكلية ومثل تلك الأشياء

انتهت المحاضرة بعد ساعتين كاملتين لم ينظر فيهم أمجد لزميلته التى تجاوره وبينما أنهمك جميع الطلبة فى كتابة كل ما يقوله المحاضر لم يدون أمجد فى كشكوله إلا بعض نقاط من كلام المحاضر بينما يستوعب عقله ويصفى خلاصة الكلام وانصب كل تركيزه على الأستيعاب دون كتابة

بمجرد خروج الدكتور من قاعة المحاضرات عاد الصخب للمدرج مع حركة جميع من هم فيه فالبعض يقف ليحرك ساقيه والبعض اتجه لنهاية المدرج للتدخين بينما وقفت معظم الفتيات وبينهم زميلته الحسناء وأصدقائها فعلم أمجد أنهم يريدون الخروج فوقف وأفسح لهم الطريق فخرجن متجهين للحمام كما فعلت معظم الفتيات مصطحبات حقائبهن وتركن ما يحملنه من كشاكيل لحجز أماكن جلوسهن فأمامهم نصف ساعة كاملة قبل موعد المحاضرة الثانية

جلس أمجد فى مكانه ثانية وانهمك فى تدوين بعض الأشياء فى الصفحة الوحيدة المكتوبة عن المحاضرة ووضع بعض الخطوط والدوائر حول بعض ماكتبه حتى شعر بنفس اليد الرقيقة تربت على كتفه ثانية ليجد زميلته الحسناء واقفة بجواره ليفسح لها الطريق لتعود لمكانها ويعود هو لما يفعله لتبادره مرة ثانية بالحديث

  • إنت بتعمل إيه ..... انت طول المحاضرة مكتبتش حاجة وبتكتب بعد المحاضرة ما خلصت ؟
  • أنا كتبت النقط اللى الدكتور مهتم بيها وأكيد الكلام اللى فى المحاضرة هيكون فى الكتاب بتاع المادة ..... لكن شرح الدكتور مش هيكون فى الكتاب
  • هو إنت جديد فى الكلية زينا ولا إنت بتعيد السنة وعارف الكلام ده
  • هههههههه ....... لا يا آنسة أنا جديد زيكم
  • طب عرفت منين الحاجات اللى الدكتور مهتم بيها
  • من طريقة كلامه وال body languageبتاعته
  • يا سلام ..... وانت عرفت الحاجات دى منين ؟؟
وقطع حوارهم عودة زميلاتها فقام أمجد مفسحا لهم الطريق للجلوس ولم يكمل حديثه معها حيث اندمجن فى حديث هامس تتخلله بعض الضحكات الخافتة حتى بدأت المحاضرة التالية والتى كانت آخر مافى يومهم الجامعى الأول وبمجرد إنتهائها حمل أمجد كشكوله وانصرف لكنه لم ينس أن يحيي زميلته الجديدة بإيماءة من رأسه قبل أن يستدير ليخرج من قاعة المحاضرات فى خطوات واسعة منتظمةلا يلتفت نظره فى أى إتجاه بينما تنظر إليه الفتيات متعجبات من ذلك الزميل الذى لم يحاول حتى التعرف لأسمائهن ولجلسته الغريبة المعتدلة وثبات نظرته وحتى عندما انصرف تعجبن من تلك الخطوات الواسعة المنتظمة التى تبدو كخطوات الجنود

إنطلق معظم الطلاب بعد المحاضرة إلى كافيتريا الكلية بينما أتجه أمجد مباشرة إلى خارج باب الكلية وبينما كان كل شاب يحاول التعرف إلى زميلاته لم يكلف هو نفسه بالنظر إليهن وتابعته زميلته فى دهشة وتعجبت رفيقاتها بشكله الذى بدا مستغربا وسط زملائه وتصرفاته التى توقعن جميعا عكسها خاصة بعد أن وجدن زميلتهن تحدثه فى وقت الراحة بين المحاضرتين وتوقعن أنه سيحاول التعرف إليهن بعد نهاية المحاضرة لكنه خيب ظنهن جميعا و سرعان ما تناسوه واندمجن فى التعارف مع باقى الزملاء من دفعتهن وكذلك من الدفعات القديمة الموجودين بالكافيتريا

خرج أمجد من الكلية لا ليتجه لبيته كما ظن زملاؤه لكنه اتجه للمقهى الموجود أمام الكلية ليجلس وبمجرد جلوسه حضر إليه صبى المقهى بشيشة أتبعه بكوب شاى بالنعناع فقد إعتاد وجود أمجد فى الفترة السابقة لدخول الكلية كلما تردد عليها لإنهاء إجراءات دخوله ولا يفوت جلسته المحببة على المقاهى ويعتبره أحد المتع التى يحظى بها ولا يعلمها إلا المقربين من أصدقائه الذين يشاركونه نفس جلسات التدخين والإستمتاع بجلسة المقهى المحببة

إتجه أمجد بعد أن انهى جلسته لمنزله الذى يبعد عن الكلية بساعة مشيا على الأقدام أو بثلث ساعة بالمواصلات لكنه على كل الأحوال يفضل المشى طالما أنه غير مرتبط بموعد و يكتفى بركوب المواصلات فى ذهابه للكلية فقط

وصل أمجد لمنزله حيث يسكن فى الطابق الأخير ورفع عينيه لإحدى بلكونات الدور الرابع حيث تجلس أم منى أو كما تناديها جاراتها المقربات ريرى إحدى الساكنات به وبدأ فى صعود السلم بخطواته المنتظمة حتى وصل للدور الرابع وحدث ما توقعه حيث وجد أم منى تفتح بابها مبتسمة وهى ترتدى عباءتها السوداء الفضفاضة

  • مساء الخير يا باشمهندس
  • مساء النور يا طنط ..... لسة بدرى على باشمهندس دى ده أنا لسة فى إعدادى هندسة
  • لا بدرى ولا حاجة السنين بتعدى هوا ..... تعالى عايزاك تغير لى الأنبوبة وتشوفلى الكهربا بتفصل ليه كل شوية
  • طيب أطلع حاجاتى واغير هدومى وانزلك يا طنط
  • طب أوعى تتأخر يا ولا ..... أوعى تفتكر نفسك بقيت مهندس و كبرت عليا
  • وانا اقدر اتأخر عنك ...... هى منى رجعت من كليتها ولا لسة
  • لأ لسة ...... هترجع متأخرة .....إتصلت من ساعة وقالت هترجع بليل
  • خلاص نص ساعة واكون عندك
  • ماشى مستنياك ...... سلملى على ماما وقلها إنى هاطلع لها بكرة بعد ما ترجع من المدرسة
  • حاضر يا طنط . ..أى أوامر تانية ؟
  • لا ياحبيبى يخليك ليا أنت وأمك
وأكمل أمجد صعوده حتى الدور السادس حيث شقته التى يعيش فيها مع عائلته وفتح الباب ليجد أمه فى انتظاره فقد أنهت عملها مبكرا فرحة بابنها البكرى الذى دخل الجامعة وشرفها بين صديقاتها لتعد له كل الطعام الذى يحبه

  • نورت البيت يا حبيبى ...... قولى عملت إيه النهاردة
  • أخدنا محاضرتين خلصتهم وجيت علطول يا ماما بس مش مستريح ...... مافيش حد معايا من زمايلى ومش واخد على جو الضحك و المياصة اللى هناك ده
  • قصدك يعنى مياصة البنات فى الجامعة
  • لا يا ماما .... مياصة الولاد .... حتى الهدوم اللى لابسينها مش مريحانى ومحسسانى بأنى فى مكان غلط.... حاسس نفسى غريب و بعيد عنهم جدا
  • ولا يهمك يا حبيبى إنت بس إتعودت على نظام المدرسة العسكرية ونسيت جو الحياة بعيد عنها .... بكرة تتعود وهتلاقى ناس شبهك تصاحبهم
  • هنشوف ..... كده أو كده بابا خلاص دبسنى ومرضيش يخلينى أقدم فى الكلية العسكرية اللى كنت عايزها ولازم أكمل
  • ماشى يا حبيبى .... طول عمرك عاقل وقوى وبتعرف تواكب ظروفك .... غير هدومك لغاية ما أعملك الغدا
  • لا مافيش داعى للغدا ..... هاغير وآخد دش يفوقنى وهنزل لطنط أم منى .... عايزانى أغير لها الأنبوبة وأصلح لها الكهربا زى كل مرة ولما بابا واخواتى يرجعوا هتغدى معاهم
  • أها ..... هى منى رجعت من الكلية ؟
  • متخليش مخك يروح لبعيد يا ماما ..... منى صاحبتى وزى أختى وبس والموضوع اللى بتفكرى فيه عمرى ما هافكر فيه
  • براحتك .... بس البت متتفوتش .... حلوة و زى القمر وجسمها حكاية ومتربية
  • بس مبفكرش فيها غير زى ما بفكر فى أصحابى .... يرضيكى اتجوز واحد صاحبى يا حضرة الناظرة
فغرقت امه فى الضحك حتى دمعت عيناها من تعبيره

  • وهو فيه واحد صاحبك جسمه فيه التضاريس اللى فى جسم منى يا خايب .... على كل حال براحتك بكرة تندم لما تروح منك
  • لأ مش هندم وشفت تضاريس كتير النهاردة أكتر من تضاريس منى بتاعتك دى بكتير.... متعطلينيش بقى علشان انزل لطنط واطلع انام شوية
وتركها وذهب لغرفته الصغيرة التى إقتطعها أبوه من إحدى الغرف الكبيرة بمنزلهم وخصصها له بمجرد ظهور نتيجة الثانوية العامة لتصبح غرفة منفصلة خاصة بمهندس المستقبل حيث تناول بعض الملابس من دولابه واتجه للحمام وأدخل نفسه تحت الماء الساخن واستسلم لذكريات صداقته بمنى وأحداثها التى لم تؤثر يوما على صداقتهم أو تحولها لشئ آخر رغم إكتشافهم لأجسادهم وتحولاتها سويا منذ بداية مراهقتهم

أنهى أمجد حمامه واستبدل ملابسه بملابس أخرى أكثر ملاءمة لمهمته مع جارته فارتدى بدلة تدريب وحذاء خفيف وأستأذن أمه واتجه لشقة جارتهم ودق الباب لتفتح له أم منى بنفس العباءة الفضفاضة التى ترتديها تخفى بها تفاصيل جسدها كعادة كل سيدات هذا الوقت عند إستقبال ضيف غريب

  • أهلا يا أمجد ..... إتأخرت ليه يا واد .... أنا افتكرتك نسيت وكنت هأتصل بأمك تطين عيشتك
  • لاأتأخرت ولا حاجة يا طنط هى نص ساعة بالدقيقة زى ما وعدتك
  • عندك حق .... طول عمرك مواعيدك مظبوطة من ساعة ما كنت عيل صغير ..... الظاهر إن انا اللى كنت مستعجلة عالأنبوبة ..... تعالى خش
ودخلت ودخل ورائها وأغلق الباب خلفه وبمجرد إغلاقه إلتفتت إليه أم منى وتغيرت تماما واندفعت نحوه تطوق عنقه بذراعيها وتلقى برأسها على صدره

  • وحشتنى أوى يا أمجد ..... يخربيتك عدى عليا إسبوع بحاله من آخر مرة كنت عندى كنت مولعة فيه نار
  • وانت كمان وحشتينى يا ريرى .... بس منى كانت طول الأسبوع موجودة ومقدرتش أكون معاكى لوحدنا
ورفعت شفتيها ناحيته فالتقم شفتيها يمتصها بجنون بينما تمتد يديه إلى ثدييها تعتصرهما فى عنف ورفعت يدها لتفك أزرار عباءتها فأمسك بيديها

  • كبرت يا أمجد وبقى ليك مزاج فى النيك وبتحب تقلعنى بنفسك
  • بحب أشوف جسمك وانا بعريه حتة حتة بأيدى
  • كل جسمى تحت أمرك وكل اللى عايزه يتعمل
فالتقم شفتيها ثانية يلتهمهما بشفتيه وأخرجت لسانها كى يمتصه أمجد بينما تمتد أصابعه لأزرار عباءتها حتى فتح جميع الأزرار وهبط بشفتيه يقبل رقبتها بهدوء وهو يزيل العباءة عن كتفيها ويهبط بشفتيه أكثر فيمررها على كتفيها بينما ينزل العباءة عن ذراعيها ويهبط بشفتيه أكثر مقبلا نحرها ثم صدرها ويترك العباءة لتسقط أرضا ويبعد جسدها قليلا وينظر إلى هذا الجسد الذى جاوز الأربعين لكنه لا يزال يحتفظ بكامل نضارته وكأنها لا زالت فتاة فى العشرين

كانت أم منى ترتدى تحت عباءتها بيبى دول قصير أسود بدون سوتيان وتظهرحلماتها الفاتحة تحته بوضوح وتحته كيلوت صغير من نفس اللون ويشف البيبى دول والكيلوت عن جسدها الأبيض وتكاد شفرتى كسها أن تظهرا من الكيلوت من الأمام بينما يختفى جزءه الخلفى بين فلقتيها المكورتين المرتفعتين إرتفاع بسيط فى شكل مثالى ولا يوجد بجسدها أى ترهلات بإستثناء كرش صغير لا يشوه منظر جسدها بل يزيده إثارة وسوة منتفخة تحتها كس يلمع من فرط العناية به يحيط به فخذان مثاليان فى إستدارة رائعة تزيدان من إثارة هذا الكس الجميل

كانت أم منى تملك جسد متناسق مثير رغم ميلها للقصر وكما كان يسمع دائما أمه وهى تتحدث عنها تملك ساقين لا ينافس جمالهما إلا ساقى منى إبنتها الوحيدة وكانت أم منى تعلم مدى جمال سيقانها وتهتم بهما كثيرا وتحرص على إظهار جمالهما ولا تخرج من باب شقتها دون أن ترتدى خلخال يبرز مدى روعتهما أمام باقى الجارات حتى أن ام أمجد وهى صديقتها المقربة كانت دائما ما تنصحها بأن تخفى جمال سيقانها خوفا من حسد الحاسدات وخاصة جارتها بالدور الرابع التى تقف كثيرا خلف بابها تتجسس على كل ما يدور بين أم منى وبين أى شخص يأتيها حتى الباعة الجائلين

طالت نظرة أمجد لجسد أم منى حتى شعرت هى أنه تاه فى تأمل جسدها فقاطعت تأمله

  • مالك يا واد .... أول مرة تشوف جسمى
  • مش أول مرة ..... لكن باحب اللون الأسود عليكى أوى .... يجنن الأسود على لونك الأبيض ده
فاحمر جسد أم منى من إطراء أمجد على ما ترتديه وزادتها الحمرة جمال وإثارة فخفضت بصرها لأسفل وهى تكلمه

  • عارفة إنك بتحب الأسود عليا وعشان كده نزلت امبارح أشتريتلك الطقم ده
فانقض أمجد عليها وأحاط جسدها بذراعيه ورفعها حتى ابتعدت ساقاها عن الأرض فاحاطت رقبته بذراعيها فلف ذراعه الأيمن حول خصرها بينما يده اليسرى ترفعها من طيزها متمسكة بفلقتيها بشدة وسار بها متجها لغرفة نومها التى يحفظها جيدا ودخل بها من الباب وأغلق الباب خلفهما بقدمه وأنزلها حتى لامست قدميها الأرض وقد أحنى جسده قليلا ليلتقم شفتيها التى لا يشبع منهما أبداً بينما أمتدت كفيه لفلقتيها تعتصرهما بعنف وضغطت هى صدرها على صدره ومدت يديها تفك له سوستة الجاكيت الذى يرتديه حت أنكشف صدره فأخذت تقبله بجنون بينما هو يزيح كلوتها من الخلف جانبا ويدخل يده تحته ليغرس اصابعه بين فلقتيها ويضغط إصبعه الأوسط فيغوص بسهولة فى شرجها فتتأوه مستمتمعة

  • مليت خرم طيزى بزيت الورد اللى بتحبه علشان عارفة انك بتحب تنكيها
  • أنا باحب انيك كل حتة فيكى يا لبوة
فزادتها كلماته إثارة ورفعت من شبقها فانقضت تقبل بطنه وهو واقف حتى وصلت لبنطاله فجلست على طرف الفراش وأنزلته بسرعة فهى تعلم أنه لم يرتدى ملابس تحتية كما تحب دائما أن تراه وانقضت على زبره المنتصب تتشممه وتملأصدرها برائحته ثم تلعق خصيتيه وتحرك لسانه على زبه صعودا حتى الرأس فتدخلها فى فمها وهى تنظر لعينيه تراقب تلك اللمعة التى تملأها دائما عندما يشتعل شبقه فيمد يديه ينزل حمالة البيبى دول عن كتفيها ليكشف صدرها الذى لا يزال محتفظا بشكله لم تشوهه السنين فيعتصرهما بشدة متحسسا الحلمات بيده ثم يقبض على حلمتيها باصابعه ويقرصهما بعنف فتصرخ صرخة الم فيدفع زبره بقوة داخل فمها حتى تكاد راس زبره تصل لحلقها فتغلق فمها عليه وتعض عليه بشدة فيترك ثديها الأيمن ويمسك بشعرها يجذبه بشدة للخلف فتتأوه آهة مكتومة وتخفف من عضتها فيبدأ بإدخال زبره وإخراجه فى فمها ويثنى ركبته ويضعها على حافة السرير أمام كسها فترفع نفسها قليلا وتضع كسها على طرف ركبته وتفركه عليها بشدة وهى لا تتوقف عن مص زبره ورضاعته فتنفرج شفتا كسها وتصبح ركبته ملامسة زنبورها المبتل بشدة من سوائلها لا يفصلهما إلا نسيج الكيلوت الرقيق وتتحول حركتها لفرك جنونى لكسها بركبته حتى ينتفض جسدها وتضم فخذيها على ركبته فينتزع زبره من فمها ويمسك بساقيها من أسفل ركبتيها ويرفعها للأعلى فتنام على ظهرها مرفوعة الفخذين فينزع عنها الكيلوت ويسقطه أرضا ثم يفتح ساقيها بشدة ويدفن وجهه بين فخذيها المفتوحين ويبدأ فى لعق كل ما يخرج منها من عسل لزج فيرتفع صوت تأوهاتها وجسدها ينتفض على الفراش بعنف شديد

  • دخله يا أمجد ....حرام عليك مش قادرة
فلا يستمع إليها بل يرفع ساقيها لأعلى أكثر حتى يصبح خرم طيزها مواجها لفمه فينقض عليه بلسانه يلعقه ويدخل فيه طرفه فتمد يديها تفتح بها فلقتيها مفسحة الطريق للسانه ليلعق كل ما بين هاتين الفلقتين من خرم طيزها حتى يصل لزنبورها فيأخذه بين شفتيه ويعضعضه برقة وهى لا تتوقف عن الأنين والتأوه

  • دخل زبك بقى .... هاموت فى إيدك يخربيتك
ولكنه لا يتوقف ويظل يفرك وجهه وشاربه على كسها فيرتفع صوت أنينها مرة ثانية وتنتفض للمر الثانية قاذفة فى وجهه بمائها غزيرا وتضم فخذيها على رأسه وتترك فلقتيها لتمسك برأسه بكلتا يديها تدفعها بقوة لكسها وهو لا يتوقف عن دعك كسها بشاربه حتى فى ذروة لحظات شبقها فتترك رأسه وتضع يديها على فمها لتكتم صوت صراخها الذى كاد ان ينطلق عاليا وقبل أن تنهى قذفتها يحرر أمجد راسه من بين فخذيها ويضغطهما حتى يلامسا صدرها ويدفع زبره كاملا داخل كسها فتخرج منها شخرة عالية لم تستطع كتمانها فيترك زبره داخل كسها للحظات قليلة ثم يخرجه برفق حتى يسحبه كاملا فتشعر بأن روحها تنسحب منها فتشهق شهقة لا تقل فى صوتها عن شخرتها فيدفع زبره داخلا ضاغطا عليه بكل قوته ويبدأ فى إخراج زبره وإدخاله مرات ومرات وكأنه يطعنها به فى كسها الذى سالت منه شلالات مائها وكأن قذفاتها تتداخل ولا تنتهى وفقدت تماما القدرة على التحكم فى جسدها وتركته لهذا الفتى ليفعل به ما يشاء فأدارها لجانبها الأيمن وضم ساقها اليسرى لصدرها ولم يخرج زبره من كسها وأخذ يدخل زبره ويخرجه بكل ما فى شبابه من قوة وارتفع صوت ارتطام عانته بفلقتيها وهى لا تتوقف عن الـتأوه وبين الحين والآخر تصدر منها صرخة تحاول كتمها بيدها فتنجح أحيانا وتفشل أحيانا وكسها لا يتوقف عن النبض والإنقباض على زبر أمجد ولم تعد تعرف كم مرة قد قذفت مائها على زبره وفاضت الملائة تحتها بما يخرج منها من سوائل لزجة فأدارها ثانية حتى نامت على وجهها وورفعها من وسطها فاستجابت له بكل سهولة ووضع تحتها وسادة فارتفعت مؤخرتها للاعلى فأمسك بيديها ووضعها على فلقتيها فأمسكت بهما وفتحتهما لأقصى ما تستطيع وقد عرفت أن وقت دخول زبره لشرجها قد حان فجلس على ركبتيه بين فخذيها وأخذ يقبل خرم طيزها قبلات طويلة ويخرج لسانه يلعقه مستمتعا برائحة زيت الورد الذى ملأت به فتحة شرجها قبل حضوره حتى أكتفى من لعق ذلك الخرم الذى أنفتح داعيا زبره للدخول فقام واقفا وزبره ينتصب أمامه كسارية العلم فأمسك بزبره وجلد به خرم طيزها مرات ومرات حتى وضعه على الخرم الجميل الذى يدعوه للدخول وضغطه بهدوء فانزلق داخلا بنعومة بعد أن أرخت هى له كل عضلات نصفها السفلى حتى أصبح زبره كاملا داخلها فتركه قليلا وبدأ فى إخراجه بهدوء شديد حتى خرج كاملا فشهقت شهقتها المعتادة

  • دخله تانى يا أمجد دخله أبوس إيدك
فاستجاب لها وأدخله ثانية بهدوء حتى لم يبق خارج خرمها إلا خصيتيه وتركه للحظة وأعاد إخراجه حتى لم يبق داخلها إلا رأسه ثم دفعه ثانية فأطلقت أنين لذة فعرف وقتها من خبرته معها أن شرجها قد أصبح مستعدا لأخذ دوره فأخذ يزيد من حركته دخولا وخروجا وقد أدخل إبهام يده اليمنى بكسها يدعكه من الداخل بقوة فى نفس الوقت وانطلقت هى فى التأوه وقد دفنت وجهها بالفراش تكتم تلك التأوهات حتى ازدادت سرعة نيك أمجد لتلك الطيز المفتوحة التى تدعوه لإفراغ منيه داخلها وارتفع صوت تنفسه مع تأوهات خشنة تخرج من جوفه تتجاوب معها تأوهاتها المتصلة حتى أتت لحظة قذفه متوافقة مع لحظة بداية قذفها فدفع بزبره كاملا لداخلها وضغطه بكل قوة جسده ونام عليها قاذفا بلبنه ساخنا غزيرا يملأ ذلك الشرج فأطبقت على زبره بكل قوتها بعضلات طيزها بينما ينتفض جسدها أسفل منه معلنا إتيانها بشهوتها مرة أخيرة حتى أنتهيا من قذفهما سويا فنام عليها بصدره ولف ذراعيه حول صدرها يداعب ثدييها برقة ومر وقت وهما على نفس الوضع حتى ارتخى زبره وخرج من خرم طيزها فتأوهت آهة متعة طويلة فنام بجانبها وجذبها لتهبط من فوق الوسادة الموجودة تحتها وترتخى بين ذراعيه لاصقة ظهرها ببطنه وقد إحتضنت فلقتاها زبره المرتخى وهدأ صوت تنفسها قليلا واعتدلت لتواجهه وتغيب معه فى قبلة هادئة طويلة وتريح رأسها على ذراعه ناظرة فى عينيه

  • يخربيت كده يا أمجد ..... كل مرة تبهدلنى كده
  • مبسوطة يا ريرى ؟
  • كل مرة بانبسط عن اللى قبلها ..... فاكر أول مرة يا واد ؟
  • وهى دى تتنسى ؟
  • كانت أول مرة حد يشوف كسى غير أبو منى .... بس أنتا شوفت كس تانى قبل كسى يا جبان
  • ماهو مش كس غريب برضه يا ريرى وبعدين ده كان لعب عيال
  • لعب عيال برضه يا كداب ؟؟ البت ماسكة زبك وانت بتلعب فى كسها وتقلى لعب عيال
  • ماهو بعدها أنتى منعتيها تلعب معايا فى سطح البيت زى ما كنا بنلعب
  • خفت لتفتح البت وهى لسة يا دوب مجتهاش غير دورة شهرية واحدة
  • أفتح أيه بس وأقفل إيه يا ريرى دانتى من يومها وانتى محتكرة زبى لحسابك
  • إستعبط يا واد إستعبط .... مانا عارفة إن إنت وهى معرفين بعض كل حاجة عن بعض حتى شكل بزازها وشكل زبرك
  • ماهى منى مش غريبة برضه يا ريرى وإنتى عارفة ان احنا أقرب أصحاب لبعض من ساعة ما دخلنا المدرسة
  • بس الغريبة إن إنتوا لا حبيتوا بعض ولا حاولتوا حتى
  • علشان إحنا الأتنين إصحاب جدا وسرنا مع بعض فمينفعش نحب بعض ... ممكن نريح بعض لما نكون محتاجين بس لكن هى مش ممكن تحبنى ولا أنا ممكن أحبها
  • ماشى يا عم الفيلسوف ..... قوم بقى البس هدومك علشان امك متشكش فى حاجة ... أنا لسة هاغير ملايات السرير واكياس المخدات اللى إنت غرقتها دى
  • أنا اللى غرقتها برضه ؟ أنا كل اللى نزل منى لسة جوا طيزك مخرجش
  • طب قوم يا وسخ البس هدومك
  • طب تعالى وصلينى للباب وقوليلى الكلمتين إياهم علشان برج المراقبة اللى ساكن قصادك
  • ماشى
وقاما متجهين لباب الشقة والتقطت فى طريقها عبائتها وارتدتها بإحكام وقبل أن تفتح الباب أمسك بها من طيزها فاستدارت له وغابا فى قبلة عنيفة

  • إنت إيه متعبتش ؟ لم نفسك بقى واطلع بيتكم .... نشوف يوم تانى تكون البت منى مش موجودة
  • حاضر يا قمر
وفتحت باب الشقة بعد أن إطمأنت بأن مظهرها ومظهره لا ينبئان بما جرى بينهما ووقفت تودعه بصوت عال أمام الباب

  • متشكرة أوى يا أمجد ..... متنساش تقول لماما إن انا هاعدى عليها بكرة .... هابعتلك حاجة حلوة النهاردة
  • حاضر يا طنط هاقولها .... لما منى تيجيى سلمى عليها ولو خلصت الكتاب اللى خدته منى تبقى تطلعه فى أى وقت .... أنا مش رايح حتة النهاردة
  • حاضر يا حبيبى مع السلامة
وصعد الشاب أمجد السلم فى خطوته المنتظمة وقامته المعتدلة كعادته لكنه كان يشعر بداخله بأنه فى قمة إنتعاشه وحيويته وفتح باب شقته ليجد أمه فى المطبخ منهمكة فى إعداد الغداء ليدخل عليها ليعلمها برجوعه

  • أنا جيت يا ماما
  • ماشى يا حبيبى عملت لأم منى اللى هيا عايزاه
  • أيوه يا ماما .... غيرت لها الأنبوبة وصلحت لها الكهربا .... خدت شوية وقت لكن صلحتها
  • برافو عليك يا باشمهندس
  • يا ماما قلنا لسة بدرى على باشمهندس دى ..... وبعدين تصليح الكهربا مش محتاج مهندس ... محتاج كهربائى
  • أعملك حاجة تاكلها لغاية ما بابا واخواتك يرجعوا
  • لو تسمحى بس أنا محتاج كوباية شاى وهاريح شوية لغاية ما يرجعوا
  • حاضر يا حبيبى .... خش أوضتك وهاجيبلك كوباية الشاى بالنعناع اللى انت بتحبها لغاية عندك
  • شكرا يا ماما
وعاد لغرفته الصغيرة واستلقى على فراشه واستغرق فى ذكريات سنوات مضت حددت علاقته بمنى وأمها وابتسم فى سعادة وفتح الراديو على محطة البرنامج الموسيقى ليكمل إستمتاعه بيوم بدا له سيئا فى بدايته لكنه تغير ليوم جميل

الجزء التانى

مقدمة

عندما بدأت فى كتابة الجزء الثانى من القصة وجدت أنه من الضرورى تنبيه السادة ا لقراء بأن أحداث الأجزاء الأولى من القصة تدور فى ثمانينيات القرن العشرين حتى لا يستغرب البعض بعض الأحداث التى تمر بأبطالها حيث وقتها لم بكن هناك موبايلات ولا مواقع تواصل إجتماعى وبالطبع لا إنترنت ولا أجهزة كومبيوتر فنظام الويندوز لم يُبتكر أساسا إلا سنة85

لا وجبات سريعة ولا شركات أوبر وكريم ولا محلات مشروبات أجنبية

لم يكن هناك سوبر ماركت لكن كان هناك البقال والخضرى والفكهانى

وقتها كان راتب الموظف الكبير لا يتجاوز 300 جنيه شهريا وكانت الفراخ تباع ببطاقة التموين فى الجمعية الإستهلاكية وبالطابور

كان الرجال رجال والنساء نساء وكان أصحاب الميول الأخرى يتخفون فقد كانوا يعتبروا فى أيامها وصمة عار تطارد أسرهم وكل من له علاقة ولو سطحية بهم

لم يكن هناك مدارس تجريبية ولا مدارس إنترناشيونا ل ولا مدارس مشتركة بعد المرحلة الإبتدائية ولا يتعلم فى المدارس الخاصة إلا الفاشل الذى رفضته المدارس الحكومية

كان هناك نظام المدارس الثانوية العسكرية التى تستقبل الطالب فى بداية مراهقته لتخرجه بعد سنوات ثلاث رجل قادر على حمل السلاح و تحمل المسؤلية

قد يظن بعض الشباب الآن انهم يمرون بأوقات صعبة لكن الحقيقة أن شباب الثمانينيات كانت أوقاتهم أكثر صعوبة

كانت أيام أكثر صعوبة بكثيرلكنها كانت بالتأكيد أقل تعقيدا




والآن فلنعد إلى قصتنا​

...........................................................................

قطع تأمل أمجد دقات أمه على باب غرفته قبل أن تدخل حاملة كوب الشاى بالنعناع لتضعه على مكتبه الصغير الذى يحتل كثير من فراغ الغرفة مع ترابيزة الرسم التى أشتراها أبوه وأصرعلى أن تكون موجودة بمجرد ظهور نتيجة التنسيق لتجد أمجد مستلقيا على ظهره يستمتع بالموسيقى الكلاسيكية التى لا تفهم سر حبه لها ولا تعرف كيف يحب أبنها تلك الموسيقى التى لا يتناسب ذوقها مع سنه ولا مع مايستمع إليه الشبان فى نفس سنه لكنها لم تعلق أبدا على إختياراته فهو مختلف منذ صغره عن باقى أقرانه وتشعر دائما بأن تفكيره أكبر من سنه

  • عايز حاجة تانى يا حبيبى ..... أعملك سندوتش تاكله مع الشاى
فابتسم أمجد ونظر لأمه فى حنان

  • يا أمى قلت لك مش جعان وهاستنى بابا واخواتى نتغدى سوا .... وبعدين الشاى بالنعناع بيتشرب لوحده
  • زى ما تحب .... هتنام
  • هاشرب الشاى وانام وصحونى عالغدا
  • هى منى هتطلع النهاردة ؟
  • يخربيت منى اللى واكلة دماغك .... يا ماما يا حبيبتى لو عايزة تطلع هتطلع ... هى هترجع من كليتها بليل
  • ماشى يا حبيبى .... أصلها وحشتنى
  • وحشتك إيه بس يا ماما ماهى كانت مرزوعة امبارح عندنا لغاية السعة 9 ومنزلتش غير لما طردتها
  • صحيح .... حد يطرد بت زى القمر كده
  • يوووووه يا ماما .... برضه اللى فى دماغك فى دماغك مافيش فايدة
  • خلاص متتعصبش أنا خارجة وسايباك .... بس بقولك بكرة تندم لما تلاقيها اتجوزت ..... بت زى دى مش هتستنى
  • يا ماما أبوس إيدك ارحمينى من منى ومن سيرتها علشان دى بتيجى عالسيرة وهلاقيها ناطة هنا زى القرد وانا عايز استريح
  • خلاص اتخمد .... مانت عيل فقرى طول عمرك
وخرجت أمه وتركته يبتسم من إصرارها على تنفيذ خطتها فهو يعلم أن أمه تحب منى وتعتبرها الأبنة التى تمنت أن تنجبها لكن نصيبها أن تنجب ثلاثة من الذكور او كما تقول دائما ثلاث عيال ناشفين بينعروا فى البيت زى الجاموس

أنطلقت من الراديو الصغير بجوارأمجد موسيقى شهرزاد التى يعشقها وانطلقت معها ذكرياته عن هذا اليوم الذى ظبطته فيه أم منى معها فى البرجولة التى صنعها ابوه فوق سطح العمارة

إنه يتذكر كل تفصيلة فى هذا اليوم رغم مرورأكثر من ثلاث سنوات

منى كانت صديقته الحميمة التى لا يستغنى عنها ولا تستغنى عنه فهم رفقاء منذ ولادتهم فى نفس العام يفصلهم شهر واحد فقط ولم ينفصلا يوما واحدا منذ مرحلة الحضانة ودخولهم نفس المدرسة الإبتدائية وكم بكى وبكت فى بداية المرحلة الإعدادية عندما دخل كل منهم مدرسة منفصلة . فوقتها كان للبنبن مدارس منفصلة عن مدارس البنات من بداية المرحلة الإعدادية

وقتها كان لقائهم اليومى بعد العودة من المدرسة يمتد لساعات فى البرجولة فوق سطح عمارتهم يذكر كل منهم للآخر تفاصيل يومه ويستذكرا دروسهما معا ولا ينفصلا إلا وقت النوم

يتذكر كيف حُجبت عنه منى إسبوعا كاملا لا يراها وكلما سأل عنها أخبرته أمه وأمها أنها مريضة ولا يمكن له رؤيتها حتى تشفى

وقتها كانت تنتابه حالة جديدة عليه فقد لاحظ إنتصاب عضوه كل يوم عند إستيقاظه ووقتها خجل من أن يسأل أمه أو أبوه عما يحدث له فكتم الأمر عن الجميع لكنه كان يتوق ليخبر صديقته الوحيدة وكاتمة أسراره بعدما سمع من زملاء المدرسة ومعظمهم كانت تنتابه نفس الحالة أنها علامات الرجولة بدأت تظهرعليهم فأراد إخبار منى التى كانت تفخر عليه بأن علامات أنوثتها بدأت فى الظهور ببداية إنتفاخ صدرها وأخبرتها أمها أنها بدأت تكبر وسيصبح لها أثداء مثل النساء

يتذكرما حدث بعد مرور الأسبوع وكيف التقاها على السلم عند عودته من المدرسة . يتذكر كل كلمة دارت بينهما

  • خفيتى ؟؟ كنت خايف عليكى قوى
فضحكت ضحكة بسيطة

  • أه خفيت يا أمجد ..... فيه حاجة مهمة عايزة أقولك عليها
  • وانا كمان فى حاجة مهمة أوى عايز أقولك عليها
  • خلاص هاغير واحط شنطتى واطلعلك
  • ماشى .... هاغير هدومى واستناكى عالسطح
لم ينتظرها أمجد طويلا يومها حيث كانت متشوقة لإخباره بما لديها من أخبار ومعرفة ما لديه من جديد فسرعان ما كانت معه فى البرجولة التى تحجب النظر عن الأسطح المجاورة بسقفها المصمت لكنها لا تحجب النظر عن من يقف قريبا منها بجوانبها الخشبية ذات الأخشاب المتقاطعة

  • ها قوليلى كنتى عيانة عندك إيه
  • مكنتش عيانة يا عبيط .... كان عندى الدورة
  • دورة إيه يا بت اللى عندك ؟ كنتى بتلعبى كورة
  • مش باقولك عبيط .... الدورة دى بتيجيى للستات كل شهر .... يعنى أنا بقيت كبيرة خلاص زى ماما ومامتك وممكن اتجوز
  • وإيه الدورة دى بقى ؟ يعنى عبارة عن إيه ؟
  • بينزل منى نقط ددمم كده من تحت
  • من تحت إزاى يعنى
  • من تحت يا اهبل
واشارت إلى مكان كسها

  • يع .... يعنى بتشخى ددمم
  • لأ يا واد بنزل نقط ددمم كده وماما بتحط لى فوطة فى الكيلوت علشان محدش يعرف
  • برضه مش فاهم
  • ومش هتفهم .... قولى بقى كنت عايز تقولى إيه
  • أنا كمان بقيت راجل زى بابا وباباكى
  • هو انتوا كمان بيجيكوا دورة ؟
  • لأ يا هبلة .... لما الواحد فينا بيبقى راجل حمامته الصبح لما يصحى بتكون كبيرة وبتبقى ناشفة زى الخشبة كده
  • إنت بتكدب عليا
  • وهاكدب عليكى ليه
وبسبب فضول المراهقين وجدت منى نفسها تمد يدها لتلمس مكان زبر أمجد أو كما كانوا يسمونه فى صغرهم حمامته وكمراهق وجد أن عضوه الصغير ينتصب من أثر لمستها تدريجيا

  • شوفتى أهو بدأ يكبر أهو
  • يكبر أزاى يعنى ؟ ورينى
  • أوريكى وتورينى الدم كان بينزل منين ؟
  • ماشى أوريك وتورينى .... بس ماما قالت لى إن ده عيب
  • محدش هيعرف
وأنزل بنطاله وكيلوته قليلا وأخرج عضوه بينما رفعت هى طرف فستانها من الأمام وأنزلت كيلوتها ولم يكن يعرف كلاهما أن ذلك سيتسبب فى إستثارة مراهقتهما فانتصب زبر أمجد بشدة فمدت منى يدها لتمسكه وظهرت بعض قطرات البلل على كسها ولا أراديا مد أمجد يده ليتحسسه واستغرقا لحظات فى متعة لا يدرى أيهما ما سببها فهم بسبب تربيتهم المتشددة لم يكونا يعرفا شيئا عن الجنس رغم سنهم الكبير نسبيا حيث كان الحديث عن الجنس وقتها من المحرمات التى لا يجوز التحدث عنها مع الصغار أو حتى فى وجودهم

قطع متعتهم السريعة تلك صوت أم منى أتاهم من حيث تقف بجوار البرجولة وتراهم من بين أخشابها

  • يا نهار أبوكو إسود إنتوا الأتنين ..... إنتوا بتعملوا إيه ؟
وهرولت داخلة للبرجولة حيث جذبت إبنتها من شعرها بيد بينما باليد الأخرى خلعت شبشبها تنهال به على أمجد وبينما أنزلت منى فستانها لم يستطع الصبى رفع بنطاله وظل زبره خارجا حتى أنتهت فورة غضبها موجهة الكلام لإبنتها

  • إنزلى استنينى تحت .... وقعتك سودة النهاردة
  • وانت متتحركش من مكانك لغاية ما اخلص حسابى معاك
حاول الصبى وقتها رفع بنطاله بينما جرت منى ناحية باب السطح ونزلت السلم لكن أم منى نظرت له نظرة جمدته مكانه

  • خليك زى مانت أنا هانده أمك تشوفك ولما أحكيلها هتخلى أبوك يقطع لك حمامتك اللى فرحان بيها دى
فبدأ الصبى بالبكاء وقد تجمد الدم فى عروقه ولم يستطع التحرك من مكانه وبدأ فى التوسل لأم منى ألا تخبر أباه وأمه فأبوه لن يرحمه بشدته وعنفه فى العقاب

وأخيرا بدا له أن أم منى قد رق قلبها قليلا حيث خفت حدة نبراتها واتجهت لباب السطح وأغلقته بإحكام وعادت للبرجولة حيث جلست أمامه بينما هو واقف وقد إنحسر بنطاله حتى قرب ركبتيه

  • تعالى هنا يا زفت انت أقف قدامى
فتقدم أمجد بتردد حتى بات قريبا منها فنظرت إلى زبره الذى إنكمش حتى كاد أن يختفى من شدة الرعب الذى إنتابه

  • إنت مش عايزنى أقول لأمك عالمصيبة اللى عملتها
  • أيوه يا طنط وأوعدك إنى مش هاعمل كده تانى
  • طب قرب متخفش ومتترعش كده
فاقترب منها أمجد يتعثر فى بنطاله الساقط حتى كاد أن يلتصق بها فى جلستها فمدت يديها تحتضنه برقة لم يكن يتوقعها حتى التصق صدره بصدرها وهمست فى أذنه

  • خلاص مش هاقول لحد على اللى عملته ... بس إنت كمان أوعى تفتح بوقك وتجيب سيرة اللى حصل النهاردة
فهدأ الصبى قليلا واستسلم لحضنها الذى كان مختلفا تلك المرة عن كل المرات التى إحتضنته بها وشعر بدفء ينتقل إليه من ذراعيها وصدرها الذى ضغط على صدره ولأول مرة يشعر بملمس ثدى أنثى غير أمه على صدره وزودته حرارة الأنفاس التى تخرج قرب أذنه بشعور غريب عليه وفوجئ بأم منى تمرر يديها على ظهره العارى بعد أن رفعت له ما كان يرتديه بينما تسللت يدها لخصيتيه تتحسسهما برفق ولم يكن وقتها قادرا على فهم ما انتابه من إحساس جعل زبره ينتصب بشدة وأم منى تتحسسه بيد خبيرة وتضغط على راسه ضغطات رقيقة حتى شعر بأن عضوه يكاد ينفجر من شدة إنتصابه

إستسلم أمجد تماما وقتها لأم منى تفعل به ما تشاء وتحرك جسده بين يديها كيفما ارادت حتى أنامته على ظهره وأحاطت خصره بساقيها وفوجئ بها ترفع عباءتها التى ترتديها لأعلى وتخلع كيلوتها وتجلس على ركبتيها ثم تمد يدها لزبره تمسكه وتمرره على كسها الذى شعر بحرارة تخرج منه ولزوجة سائل ما لم يكن وقتها يدرى ماهيته تبلل زبره وبعد أن مررت زبره على كسها مرات ومرات أدخلته بداخلها ليشعر بدفء شديد يحيط بعضوه ولزوجة تسهل تحرك أم منى عليه صعودا وهبوطا لوقت بدا له طويلا إنتهى بإنتفاض جسدها وضغطها عليه بقوة وسوائل كثيفة كثيرة تخرج منها لتبلل بطنه وزبره وخصيتيه

وقتها كان أمجد فى مرحلة بلوغه الأولى ولم يتكون بجسده المنى والسوائل اللازمة للقذف فاستمتعت أم منى بزبره حتى أتت شهوتها ولم يزعجها بقذف يتبعه إرتخاء فحصلت متعتها كاملة كافضل ما يكون

بعدما إنتهت منه أم منى قامت واقفة وأوقفته أمامها ورفعت له ملابسه وقبلته على شفتيه قبلة سريعة لكنها لم تنس تحذيره

  • لو عرفت إنك حكيت لأى حد حاجة من اللى حصلت النهاردة هاقول لأبوك وانت عارف أبوك هيعمل فيك إيه
لم يكن الصبى بحاجة لتحذير فهو لن يحكى سره لأى شخص .... فهو لا أصدقاء له غير منى وبالتأكيد لن يخبرها بما حدث فهو وإن يكن لا يلم بطبيعة ما حدث إلا أن غريزته تخبره بأن ما حدث مع أم منى سر ينبغى أن يدفن فى صدره للأبد

تسلل لذهن أمجد ذكرياته عن سؤاله فيما بعد لأم منى عما حدث يومها وإجابتها التى فسرت له ما فعلته يومها والحوار الذى دار بينهما

  • يومها البت قالتلى أنا طالعة أقعد مع أمجد فى البرجولة وقلتلها ماشى ونسيت إن البت بلغت ولسة دورتها خلصانة وإنها أكيد هايجة وانت فى نفس سنها وأكيد بلغت وهايج زيها فلبست العباية وطلعت السلم جرى قبل ماتعملوا مصيبة لقيتك مطلع زبك وهى مسكاه وانت بتلعب فى كسها ..... بينى وبينك هجت على المنظر ووقفت أتفرج شوية بس فوقت لنفسى وقلت الحقكوا قبل ما تدخل صوباعك فى كسها ولا حاجة ودخلت عليكو وكنت ناوية فعلا أخلى يومك إسود بس بعد ما البت نزلت إفتكرت شكل زبك الواقف وانا محرومة . من ساعة ما ابو منى رجع بلدهم وبقى يجيلى الأول كل تلت أيام وبعدين كل إسبوع لغاية ما بقى يغيب عنى بالشهر والشهرين والتلاتة وانا ست سخنة ومبستحملش أقعد كتير من غير نيك فكنت باصبر نفسى بأى حاجة ألاقيها قدامى قلم تخين ساعات ... خيارة مفيش مانع .... لغاية ما شوفت زبك واقف قدامى فمقدرتش أمسك نفسى وحصل اللى حصل .... صحيح انا ندمت بعدها وقلت لنفسى أهى مرة وعدت ومش هتتكرر بس بعد كام يوم لقيتنى هايجة تانى فسربت البت عند خالتها وندهتلك وبقيت أفيونتى اللى باصبر بيها نفسى
  • بس زبى ساعتها كان صغير يا ريرى كيفك إزاى ؟
  • يا عبيط الست ميكيفهاش غير الزب الواقف جامد مش مهم كبير ولا صغير .... ماهو أبو منى زبه كبير أوى ومن كبره كان بيوجعنى ومبحسش معاه باللذة اللى باحسها معاك وخصوصا أن انت يا واد بتتأخر على ما تجيب وبتمتعنى قبل ما تدخل زبك مش زى ابو منى بيرزعه عالناشف وممكن يجيب قبل منى
  • فاكرة يا ريرى أول مرة جبت فيها
  • ودى تتنسى .... كانت بعد يوم السطوح بكام شهر.... يومها واخدة راحتى وباتنطط على زبك وبعد ما نزلت شهوتى وقاعدة على زبك اتمتع بيه جوايا لقيت نافورة لبن طلعت من زبرك ملت كسى .... يومها إترعبت .... مكنتش عاملة حسابى وخفت احبل منك .... كنت هاقول للناس إيه؟ حبلت من عيل ... يومها جريت عالحمام وقعدت أنضف كسى وحطيت الخرطوم جوايا علشان أنزل لبنك منى يا مضروب
كانت أم منى بالنسبة لأمجد موسوعة جنس تعلم منها ولم تبخل عليه أو تخفى عنه أى شئ يتعلق بالجنس وبممارسته

علمته مفاتيح جسد الأنثى وكيفية إثارة شبقها ... علمته كل الأوضاع الجنسية التى تعرفها .... علمته كيف يتحكم فى فترة إتيانه بشهوته وكيف يشعر بقرب إتيان الأنثى لشهوتها وكيف يرفع شهوتها لأقصى درجاتها

إنها أعطته ما بخلت به على زوجها

جعلت زبره أول زبر يفتح شرجها وعلمته كيف يجعل الأنثى تتمتع بالجنس الشرجى

ولا ينسى أمجد جملتها التى قالتها له بعد أول ممارسة خلفية له معها

  • تعرف يا أمجد .... أبو منى حاول مرة ينيكنى من ورا .... رفضت وبهدلته وهددته بأنى هاطلب منه الطلاق .... بس إنت حاجة تانية ..... الست مش هتسمح لراجل ينيكها من طيزها إلا إذا كانت عايزة تديله كل اللى عندها
كان أمجد يشعر بأن أم منى اعطته أكثر كثيرا مما أخذته .... لم يشعر يوما بأنه تستغل شبابه وفحولته لإمتاع نفسها بل كان يشعر أنها تعطيه كل ما يمكنها إعطاؤه لترد له ما إعتبرته جميلا له فى عنقها

..............................................................

أفاق أمجد من إستغراقه فى ذكرياته على صوت أبوه الجهورى يناديه من صالة الشقة فهرع ليلبى نداء أبوه الذى وجده يقف فى منتصف الصالة حاملا معه مسطرة الهندسة الشهيرة حرف T وأنبوب حفظ الرسومات الطويل ومجموعة المساطر وأقلام التحبير التى يستعملها طلبة كليات الهندسة

حيا أمجد اباه باحترام وأخذ عنه ما يحمله وقبل يده كما اعتاد كلما رآه

  • مش بدرى شوية يا بابا على الحاجات اللى أشتريتها دى
  • لا بدرى ولا حاجة هما كام يوم وهيطلبوا منك تشتريهم ..... أنا قلت أشتريهملك بدرى
  • متشكر أوى يا بابا ..... دايما مش مخلينا مش محتاجين حاجة
كان أمجد يعلم مدى فرحة الأب بدخول ابنه الكلية التى إختارها أبوه رغم رغبته فى دخول الكلية العسكرية التى حلم بها أمجد منذ نعومة أظفاره وكان الأب يقدر لأمجد تضحيته بما يرغب فى سبيل تحقيق أمنية أبيه وكانت تلك الفرحة التى يراها أمجد فى عينى أبوه وأمه تساوى عنده الدنيا وما فيها وأقسم بينه وبين نفسه أن يحقق لأبوه ما يتمناه من رؤيته كمهندس عظيم يحقق ما فشل هو فى تحقيقه فى حياته العملية كمهندس

وكعادته نادى الأب بصوته الجهورى لأبنيه الآخرين ليقبلا عليه يقبلا يديه ويتجه الجميع للسفرة التى أعدتها الأم مسبقا ليتناولوا غداءهم ويتجه كل فرد من افراد الأسرة لغرفته ويسود الشقة هدوء شديد ..... ففى وجود الأب لايسمع صوت بالمنزل غير صوته وإذا أراد أحد أن يتحدث فليتحدث فى همس

........................................................

عاد أمجد لغرفته واستغرق فى نوم عميق إستيقظ منه على يد تهز كتفه بعنف ليفتح نصف عين ويجد منى جالسة بجواره على طرف سريره تهزه من كتفه وأمه واقفة بجوارها فيتناول إحدى الوسادتين الصغيرتين الموضوعتين بجواره ويقذف بها منى فتضحك الأم بشدة ولا تنصرف فهى تحب مناوشاتهما سويا وتتمنى فى قرارة نفسها أن يكون ما تراه أمامها بينهما دائما من مناوشات حب مخفى بداخل قلوبهما الصغيرة يخفيانه عن الجميع

  • أنا مش قلت لك يا بت إنتى متصحنيش بالطريقة دى
وانتبه لنبرته المرتفعة وتخوف من أن يسمعها أباه فأردف بصوت هامس

  • هو بابا هنا ولا نزل
فأجابته الأم بحنان

  • لا يا حبيبى بابا لسة نازل من شوية
  • ماهو عشان كده القردة دى عملالنا مولد ..... خير يا قردة الجبلاية بتصحينى بغلاسة أهلك ليه
  • تصدق أنا اللى غلطانة إنى بصحيك تاكل الحاجات الحلوة إللى أمى بعتهالك .... خسارة فيك يا كلب البحر
  • تصدقى امك أجدع منك ميت مرة .... عمرك ما جبتى حاجة انتى اللى عملاها
  • ماهو برضه لما أمى تعملك حلويات بنفسها يبقى خيرنا عليك
  • لا ياختى أمك عاملة لى حاجات حلوة علشان غيرتلها الأنبوبة وصلحت الكهربا اللى مبتبطلش لعب فيها لغاية ما مرة هتتكهرب وتجيب لنا مصيبة فى العمارة
  • إعمل فيها مهندس بقى .... على فكرة انا كنت ممكن اصلحها بس مرضتش .... قوم بقى كل الحاجات الحلوة وقولى رأيك فىها علشان أمى عايزة تعرفه
  • والطبق اللى عالمكتب ده هيكفينا كلنا يا بُخلا
  • لا يا ناصح .... الطبق ده بتاعك لوحدك يا مفجوع ..... أمى باعتة طبق تانى لطنط وعمو واخواتك
  • طب وسعى شوية عايز أخد غيار من الدولاب وأقوم اخد دش
  • قوم انت بس وانا هاناولك غيار مش عايزة أقوم
  • يا بت عيب كده انا هاخد غيار داخلى
  • ياعنى يا أخى خايف اشوف حاجة مشوفتهاش ؟ مانا اللى موضبالك دولابك مع طنط وشوفت كل حاجة
  • يا بت بلاش سفالة
ولم تلتفت منى لكلامه والتفتت للدولاب الموجود خلفها وأخرجت لأمجد غيار داخلى ناولته له فتناوله وهو ينظر لها نظرة غيظ فهو يكره أن تهدر كلامه وهى تعرف ذلك لكنها تتعمد إغاظته

وكانت الغرفة بالفعل ضيقة ورُص فيها بالكاد السرير والدولاب والمكتب وترابيزة الرسم بينما تحتل مكتبة كتبه حائط كامل بها ولا تسمح بحرية الحركة إلا لشخص واحد وتصبح الحركة بها صعبة فى وجود ثلاث أشخاص

نظر أمجد لمنى وهو على باب غرفته

  • إترزعى هنا متتحركيش ومتلعبيش فى حاجة لغاية ما ارجعلك اعرف هببتى إيه فى الجامعة النهاردة ..... ولا أقولك قومى إعمليلى كوباية شاى اشربها مع الحاجة الحلوة على ما اخلص الدش
  • أعملك شاى بنعناع ؟
  • لا يا ناصحة شاى من غير نعناع ..... قلنا ميت مرة الشاى بالنعناع بيتشرب لوحده
عاد أمجد من حمامه الذى أزال فيه عن جسده آثار موقعته مع أم منى وقت الظهيرة ليجد منى جالسة على طرف فراشه وأمه جالسة خلفها تمشط لها شعرها وتجدله وتضع فيه بعض الشرائط والتوكات الصغيرة كما تعودت أن تفعل معها طوال سنوات عمرها وتوقف للحظات يراقبهما فى بهجتهما وهز رأسه عجبا من هذا الحب الذى تكنه أمه لمنى لكنه قطع عليهما متعتهما الصغيرة

  • نجيب شجرة واتنين لمون يا حضرة الناظرة ؟؟
  • بس يا واد ملكش دعوة
  • مليش دعوة ازاى وانتى بتسرحيها على سريرى وزمان السرير اتملى شعر
  • إتملى شعر ؟ منى شعرها مبيسقطش شعراية يا حمار انت ... هو فيه زى شعر منى وجماله
  • لأ فيه ... وفيه أجمل كمان بس القرد فى عين امه غزال
  • قرد فى عينك ..... بقى فيه قرد بالحلاوة دى يا اعمى
  • طب سيبينا لوحدنا بقى شوية أشوف القردة دى عملت إيه النهاردة
وخرجت الأم وأغلقت عليهما الباب كما تفعل كل مرة تكون منى فيها مع أمجد لكنها تعودت أن تفتح الباب عليهما كل فترة . و فى كل مرة تفتح الباب وهما منفردين تتمنى أن تراهما مشتبكين فى قبلة أو حضن كما هو مفترض بين شابين فى مثل سنهما لتطمئن قلبها بأن ما تتمناه يسير فى طريقه لكنهما يخيبان أملها فى كل مرة

فهى تجدهما دائما يتحاوران أو يتناقشان فى كتاب أو قطعة موسيقى وكأنهما كما تقول لهما دائما

  • لما بدخل عليكوا وانتو لوحدكم بيتهيأ لى إنى داخلة ندوة ثقافية .... جتكوا خيبة فى خيبتكوا
بمجرد أن اغلقت الأم الباب إلتفتت منى لأمجد لتسأله بإهتمام

  • ها قولى عملت إيه النهاردة
  • ولا حاجة حضرت محاضرتين وقعدت شوية عالقهوة ورجعت صلحت لامك الكهربا وغيرتلها أنبوبة البوتجاز وطلعت نمت
  • أحا يا أمجد .... أنا بأسألك إتعرفت على بنات فى الكلية النهاردة ولا لأ
  • يا بنت المجنونة هو انا رايح أدرس ولا رايح اتعرف على بنات
  • ماهو انت لازم تتعرف على بنات يا أمجد مش معقول اللى المدرسة العسكرية عملته فيك ده ... دانت بقيت شبه عساكر الجيش
  • يا بت هى الجامعة دى معمولة علشان الولاد يتعرفوا فيها على بنات ولا عشان يتعلموا
  • الأتنين يا أهبل إتعلم واتعرف ..... مش معقولة افضل انا البنت الوحيدة فى حياتك .... لازم تقابل بنت تحبك وتحبها ... أمال هتتجوز ازاى
  • هتجوز عادى زى ما كل الناس بتتجوز .... أمى هتشوفلى عروسة تجوزهالى مع إنها حاطة عينها عليكى ومصممة تدبسنى فيكى
  • أنا تدبيسة برضه يا ندل .... دا انا كل الشباب بيتمنونى
  • أه ياختى كل الشباب بيتمنوكى بس انتى اختارتى عيل خول تمشى معاه
  • متقولش على ممدوح كده يا أمجد .... ممدوح كل البنات بتتمناه
  • كل البنات الهايفة يا منى مش إنتى
  • نفسى أعرف فيه إيه مش عاجبك .... شاب وسيم وابيض وشعره ناعم وعنيه ملونة وعنده عربية آخر موديل وطويل وعريض
  • قصدك طويل وملظلظ ..... يا بت ده لما بيمشى كل جسمه بيتهز زى النسوان
  • أمال عايزنى أحب واحد زيك ناشف ورذل وإيده عاملة زى الكماشة ... دانت يوم ما قابلتك بممدوح كنت هتكسر إيده عشان حاول يهزر معاك
  • أكسر إيده إيه بس دا أنا يدوب مسكت إيده لما حب يستظرف ويمسك نضارة الشمس بتاعتى
  • تقوم ماسكها بالعنف ده .... دى صوابعك فضلت معلمة على دراعه إسبوع
  • سيبك منه دلوقت واحكيلى هببتى إيه فى الكلية اللى مرضتيش تدخلى هندسة معايا ودخلتيها عشان سى ممدوح اللى بقاله فيها ست سنين ولسة فى سنة تالتة
  • هندسة إيه اللى افضل فيها خمس سنين دى .... وبعد ما اتخرج هاشتغل إيه ؟ طب انت هاتطلع مهندس زى ابوك ..... انا بقى ابويا تاجر عالأقل لما اخلص هاشتغل معاه فى تجارته
  • مقولتيش برضه عملتى إيه فى كليتك النهاردة
  • ولا حاجة يابنى ..... إحنا قدامنا إسبوع كده نروح ونيجيى قبل ما جدول المحاضرات ينزل أساساً
  • أمال إتأخرتى فى الكلية ليه ؟
  • كنت مع ممدوح طول النهار فى الكلية وبعد ما خرجنا عزمنى على مطعم إنما إيه يا أمجد حاجة كده تحفة زى اللى بنشوفها فى الأفلام وبكرة هنخرج سوا بليل عازمنى على حفلة عاملها واحد صاحبه فى فيلته فى المنصورية
  • يا نهار أبوكى إسود .... حفلة فى فيلا مع شوية الصيع إصحاب ممدوح .... إنتى مجنونة يا بت ؟
  • وفيها إيه ؟ ماهو ممدوح هيبقى معايا
  • ماهو المصيبة إن الزفت هيبقى معاكى ... يا بنتى دا عيل صايع ملوش أمان
  • إنت بس اللى مش واثق فيه وبتغير منه
  • أغيرإيه واهبب إيه أنا هانزل لأمك دلوقتى أخليها متخرجكيش بكرة من البيت أصلا
  • أوعى تعمل كده يا أمجد ... هاخسرك بقيت حياتى ... أنا باقولك أهو
  • طب مش هاعمل كده بس توعدينى إنك تحافظى على نفسك
  • حاضر أوعدك
  • ومتروحيش بفستان ولا جيبة .... تلبسى بنطلون ... ويكون واسع
  • يووه يا أمجد هاروح حفلة ببنطلون
  • أه يا روح امك هتروحى ببنطلون وهاشوفك قبل ما تنزلى وهتأكد إنك مش هتغيرى بعد ما أسيبك وإلا هانزل دلوقتى لأمك .... إيه رأيك ؟
  • خلاص .... أنا غلطانة إنى قلت لك على موضوع الحفلة ده
  • وانتى كنتى تقدرى متقوليليش .... يا بت ده كل زمايلى اللى كانوا معايا فى المدرسة ومدخلوش حربية دخلوا معاكى الكلية ومخليهم حاطين عينهم عليكى
  • كمان بتراقبنى .... ماشى ماهى غلطتى من الأول إنى خليتك تتحكم فيا كده
  • لا يا حلوة ...مش إنتى اللى خلتينى أتحكم فيكى ... أمك و ابوكى هما اللى موصينى عليكى ومخلينى آخد بالى منك عشان خايفين عليكى علشان معندهمش غيرك
  • طيب خلاص مضطرة اسمع كلامك مؤقتا.... بكرة ممدوح لما يخلص الكلية ويخطبنى هاستريح من تحكماتك دى
  • أفلح إن صدق
ومد أمجد يده تحت وسادته وأخرج محفظته ليخرج منها عشرة جنيهات ليناولها لمنى

  • إيه ده يا أمجد ؟
  • عشرة جنيه ... هتخليها معاكى فى جيب البنطلون مش فى شنطتك
  • وهاعمل بيها إيه ؟
  • علشان ممكن تحتاجيها فى أى وقت
  • هاحتاجها فى إيه ؟ ماهو ممدوح معايا وأنا معايا فلوس فى شنطتى
  • ماهو أنا مش قلقان غير من إن ممدوح معاكى .... إسمعى الكلام وخليها فى جيب البنطلون اللى هتلبسيه
  • بس ده مصروفك الشهر كله يا أمجد هتفضل طول الشهر من غير فلوس
  • مش هاحتاجهم .... معايا إشتراك الأتوبيس اللى بروح بيه الكلية ومش هاقعد عالقهوة الشهر ده .... ولو إحتجت فلوس هابقى آخد منك
  • يعنى هتفضل طول النهار فى الكلية وتروح التمرين يومين كل إسبوع ومش هتاكل حتى سندوتش فى نص النهار
  • يا ستى ملكيش دعوة أنتى أنا كده كده باخسس عشان عندى بطولة كمان شهرين ووزنى زايد
  • وتعذب نفسك ليه بس يا بنى ما قولتلك ممدوح معايا
  • تالت مرة هاقولك أنا مش قالقنى غير إن زفت ممدوح معاكى
  • مش فاهمة إنت كارهه ليه مع إنه بيعاملنى بكل رقة ..... أنا مش وريتك الشعر اللى بيكتبهولى
  • إنتى حمارة يا بت ..... أنا مش موريكى الكتاب بتاع نزاراللى سى زفت بيكتب منه الشعر اللى بيبعتهولك
  • ده أسمه توارد خواطر يا جاهل
  • أه صح ..... توارد خواطر بين ممدوح البغل ونزار قبانى بالكلمة والحرف .... ما تكتبيله شعر إنتى كمان
  • ياريتنى باعرف كنت كتبت ..... ما تكتبلى إنتا حاجة واقوله إن انا اللى كتباها
  • تصدقى فكرة حلوة ...... أنا فيه فى دماغى فكرة قصيدة تنفع
  • بجد يا أمجد ؟طب سمعنى كده
  • أيوه يا ستى .... عنوانها هيكون اسمه ...... أسمه .... أسمه ..... آه لقيت عنوان حلو .... إيه رايك يكون العنوان "قصيدة إلى عيل خول "
  • تصدق إن انا اللى بنت خول إنى صدقتك .... أنا قايمة
  • مع السلامة ..... ومتنزليش من شقتكم غير معايا .... باقولك صحيح
  • قول
  • فاكرة الحركة اللى علمتك تعمليها لو حد حاول يكتفك
  • أه فكراها
  • طب ورينى كده
  • قول بقى أنك نفسك تحضنى وبتتلكك
  • ولو عايز أحضنك هاتلكك ليه ؟ خايف من امى أو امك مثلا ؟ ده يبقى يوم المنى بالنسبة لهم لما يشوفونى باحضنك
وقفز أمجد من فراشه ليحتضنها بقوة فلكزته بقوة فى خاصرته ودفعته ليسقط على الفراش فابتسم لها

  • جدعة يا بت .... أى حد يحاول يكتفك تعملى معاه كده .... ما عدا أنا طبعا
  • ماشى يا عم الناصح .... على فكرة عايزة أقولك حاجة مهمة
  • إتنيلى قولى خلينا نخلص فى الليلة السودة دى
  • إنت بشنبك ده عمر ما فى بنت هتبص فى خلقتك .... ما تحلقه خليها تتفك فى وشك شوية وتلاقى بنت تعبرك
  • طب غورى بقى من قدامى الساعة دى علشان أن جبت أخرى من حموريتك وخلينى اتخمد انام ..... يومى بكرة طويل
  • طيب هاغور ..... تصبح على خير يا ابو شنب
  • تصبحى على خير يا اللى بتحبى عيل خول
وضحك الأثنان وهو يقوم ليوصلها للخارج وكم كانت أم أمجد تطرب لسماع صوتهما يضحكان سويا ودائما ما تتمنى أن يكون ما تراه أمامها قصة حب بين ابنها وتلك الفتاة الجميلة التى طالما اعتبرتها ابنتها

الجزء الثالث

مقدمة

قد يكون من غير المناسب تذكيرى للقارئ الكريم مع كل جزء أن تلك الأحداث بالقصة تجرى فى الثمانينيات لكنى أجدها فرصة لتعريف السادة القراء ببعض ملامح الحياة فى تلك الفترة خاصة لعلمى بأن معظم القراء لم يعاصروها وقد يستغربون بعض ما ذكر بالقصة من أحداث

وقتها كانت وسيلة الأتصال الوحيدة المتاحة هى التليفون الأرضى ويقينا فمعظم حضراتكم لم يعاصره بقرصه الدوار وحتى تلك الوسيلة لم تكن متاحة للجميع . فكان على من يريد الحصول على خط تليفون أن ينتظر لمدة قد تصل أحيانا ل15 سنة قبل تركيبه وكان من يملك تليفون لا يبخل على جيرانه باستخدامه للطوارئ وكانت تليفونات أكشاك السجائر هى وسيلة إتصال من تضطره ظروفه لإجراء إتصال طارئ

كانت الكنبة ذات الشلت موجودة بكل منزل للجلوس ولإستخدام تلك الشلت أحيانا كفراش فى حالة الطوارئ

والشلت جمع شلتة وهى وسادة مربعة من القطن تصنع خصيصا بالمقاس

وقتها لم يكن هناك ما يسمى كوفى شوب . كان إسمها القهوة وكانت لها وضع خاص فى المجتمع فكان لكل قهوة زبائنها اللذين يالفونها وتألفهم

لم يكن فى المقهى ويتر ... كان إسمه القهوجى ومساعده إسمه الصبى وعادة كانوا هم وكالة انباء الشارع فعندهم كل الأخبار

كان زمن صعب عاشه من صادف شبابهم هذا الوقت لكنهم ينظرون إليه الآن بحسرة فهو كان زمن شديد الصعوبة لكنه أيضا كان شديد الجمال

والآن لنعود لقصتنا​

..............................................................................................





مرت الليلة على أمجد كأسوأ ما يكون ... فبينه وبين نفسه متأكد مما ينوى ممدوح فعله فى تلك الحفلة المزعومة التى دعى منى لحضورها لكنه لم يستطع كبح جماح جنونها وتمردها ولا يريد كسر فرحتها بحبها لهذا الشخص الذى أختارته لتحبه

إنه يعرف ممدوح جيدا ويعلم عنه الكثير فممدوح جارهم بنفس الشارع يكبرهم بأعوام ستة .... أمجد ومن هم على شاكلته من الشباب يعتبرونه نموذج للفشل بينما يعتبر الأكثرية أن ممدوح شاب لقطة .... فأبوه أحد الأثرياء بشارعهم ومصدر ثروته غير معروف ..... أبوه يملك العمارة التى يقطن بها مع أمه الحسناء التى لا يعرف لها سكان الشارع أهل ولا أصل عكس باقى سيدات الشارع ... تتعالى عليهن دوما بمجوهراتها وسيارات زوجها والخدم القائمين على خدمتها وخدمة زوجها وابنها الوحيد

يقيمون بدور كامل بتلك العمارة الكبيرة وقد خصص دور آخر لممدوح جهزه كأفضل ما يكون ليكون بيته فى المستقبل ويستغله ممدوح فى إقامة حفلات له ولأصدقائه من الشباب والفتيات يدعو إليها غرباء عن حيهم بملابس يستهجنها البعض ويعتبرها البعض موضة لا تعنيهم

كان معظم سكان الحى وقتها من الطبقة المتوسطة موظفون كبار ذوى دخل محدود أو تجار متوسطى الثروة لكن الكل كان معروف للكل فكل قاطنى الحى سكنوه فى شبابهم وهاهم أبناءهم الذين ولدوا فيه قد أصبحوا شباباً

كان ممدوح يغار من أمجد رغم الفارق بينهم فى العمر و الإمكانيات المادية وحتى فى الشكل والمظهر ... فممدوح ورث من أمه بشرتها البيضاء وشعرها الأشقر الناعم وعيونها الخضراء وورث من أبيه طوله وضخامة جسده أى أنه ورث منهما كل مواصفات الوسامة علاوة على تلك الموارد المالية اللا محدودة التى يملكها

أما أمجد فهو شاب عادى متوسط الطول أسمر البشرة خشن الشعر ذو شارب ثقيل فأمجد ورث من أبيه شكله الصعيدى الذى لا يختلف عن أى رجل من صعيد مصر

لكن أمجد رغم إمكاناته التى تبدو محدودة يعتبره سكان شارعهم محبوبهم ورجلهم الصغير فشخصيته الهادئة ونظراته الواثقة وقدرته على التدخل لحل المشاكل التى تنشأ بينهم حتى بين الكبار تثير إعجابهم فأمجد كما يقول عنه عم هيكل العجوز صاحب دكان البقالة

" شاب ليه هيبة مش هايف زى عيال اليومين دول "

كان ممدوح يغار من أمجد بل يحقد عليه منذ اليوم الذى برز فيه نجم أمجد بين سكان شارعهم يوم أن نشرت إحدى الصحف صورته كأول ناشئ مصارعة يفوز ببطولة الجمهورية للكبار رغم أنه يمثل مركز شباب ولا يلعب لنادٍ كبير

يومها ذهب ممدوح لمركز الشباب الذى لم يدخله من قبل ليطلب الإنضمام لفريق المصارعة ولا ينسى نظرة المدرب له ورفضه حتى التفكير فى الموافقة على إنضمامه

لم ينسى ممدوح إنضمام أمجد بعدها للنادى الذى يدفع أبوه له سنويا آلاف الجنيهات كإشتراك عضوية بينما تبرع نفس النادى بمبلغ ضخم لمركز الشباب حتى يوافق أمجد على الإنضمام له كلاعب

ربما أختار ممدوح أن ينصب شباكه حول منى التى يظن كل سكان الشارع أن بينها وبين أمجد قصة حب كى يشعر بأنه فاز عليه أخيرا

لم يتمالك ممدوح نفسه من السعادة يوم أن اختارت منى رفض كلية الهندسة التى دخلها أمجد واختارت كليته لتكون قريبة منه فشعر أن فوزه قد اكتمل وأن أمجد الآن يحترق قلبه على حبه

ربما لكل هذا كان القلق يأكل أمجد من داخله حتى أنه فكر فى منع منى من الذهاب لكنه كان يكره أن يكسر خاطرها وكان متأكد من قدرتها على حماية نفسها بعد ما علمه لها للدفاع عن نفسها

ليلتها لم يغمض لأمجد جفن وقام من فراشه قبل طلوع الشمس وهبط لشارعهم الهادئ ويتمشى قليلا حتى وصل للمقهى الذى فتح للتو أبوابه ليستقبله ثابت صبى المقهى الذى يطلقون عليه إسم رويتر الشارع من كثرة ثرثرته عن كل كبيرة وصغيرة يعرفها وبمجرد جلوسه أقبل عليه ثابت بإبتسامة حقيقية غير مصطنعة فثابت ككل من يقطن بشارعهم أو يعمل به يكنون حبا وتقديرا حقيقيا لهذا الشاب الذى يتواضع مع صغيرهم و يوقر كبيرهم رغم الهيبة التى تحيطه ولا ينسى ثابت يوم أنقذه أمجد من بين يدى معلمه صاحب القهوة وجمع له ثمن الأكواب التى سقطت منه ودفعه لكل ما كان يملكه وتجميعه لباقى ثمن الأكواب من زملائه ليجنبه علقة ساخنة كان بالحتم سينالها من معلمه الضخم

  • صباح الخير يا أمجد باشا .... أجيب الشيشة ولا كفاية الشاى بالحليب
  • هات شيشة يا ثابت ... دماغى هينفجر وعايز حاجة أنفخ فيها
  • أوامر يا باشا
وانطلق ثابت للداخل ليحضر لأمجد شيشته يضعها أمامه يتبعها بكوب الشاى بالحليب يضعه على الطاولة المجاورة لأمجد

  • باقول لحضرتك إيه يا باشا .... تسمحلى بكلمتين محشورين فى زورى
  • قول يا رويتر ... ماهى دماغى ناقصة عالصبح
  • خد بالك من الست منى ... دى بت بنت حلال وتستاهل كل خير
فسقط قلب أمجد فى قدميه فكلام ثابت يعنى أن ممدوح بدأ يثرثر عن منى فى جلساته لكنه تمالك نفسه سريعا

  • متخفش عليها يا ثابت ... دى بت بميت راجل
  • يا باشا الدنيا وحشة وولاد الحرام كتير والواد ممدوح سكته وحشة .... دا الراجل اللى بيجيبله الحشيش كان لسه معاه امبارح وجايبله كمية كبيرة دفع له فيها مية وخمسين جنيه حتة واحدة وبيقول كلام ميصحش عن الست منى
  • متقلقش عليها .... سكة ممدوح متمشيش مع منى
  • طب وحياة أبوك يا شيخ تخليك فى ضهرها
  • متقلقش يا ثابت .... منى زى اختى ومش هاسيبها
  • لو احتجت حاجة منى قول ومش هتأخر انا مع إنى صغير عنكم فى المقام لكن أقدر اعمل حاجات كتير تساعد
  • هو ده العشم يا ثابت .... شايلك للعوزة
ولم يستطع أمجد بعدها أن يكمل جلسته فابتلع كوب الشاى سريعا ولم يكمل تدخينه وقام سريعا ورفض ثابت ان يأخذ حساب الطلبات منه فانطلق عائدا للمنزل وقد قرر منع منى من الذهاب مهما كلفه الأمر ولتغضب كما شاءت فقد تيقن أن ممدوح لا ينوى خيرا فى هذا اليوم مع منى

دخل أمجد شقته ليجد أمه وابيه يتجهزان للنزول فحياهما وقبل يد أبيه

  • كنت فين يا أمجد بدرى كده
  • صحيت بدرى ونزلت اتمشيت شوية يا بابا قلت انشط نفسى قبل الكلية
  • فيه حاجة قلقاك يا بنى شكلك منمتش
  • لا يابابا مفيش حاجة متقلقش .... إبنك شديد زيك يا حاج
  • بالتوفيق يابنى
دخل أمجد غرفته بعد أن ودع أباه وأمه ليغير ملابسه ويضع ملابس تدريبه فى حقيبة رياضية خفيفة ويخرج لصالة الشقة حيث يوجد التليفون ليطلب رقم منى التى رفعت سماعة تليفونها سريعا وكأنها كانت تنتظر تلك المكالمة

  • صباح الخير يا منى
  • صباح الخير يا أمجد ..... فيه إيه ؟
  • هيكون فيه إيه يعنى ؟ مش إحنا متفقين أشوفك قبل ما تنزلى
  • أه متفقين بس أول مرة تقول إسمى كده من غير ألقاب ... لا قلت زفتة ولا هبابة ولا أى لفظ جميل من ألفاظك اللى بتقولهالى .... شكلك منمتمش كويس
  • لأ إتنيلت نمت كويس
  • أهو كده انا اتطمنت عليك .... طالما لسانك رجع زفر تانى تبقى كويس
  • لبستى
  • أه لبست ... وزى مانت قلت لبست بنطلون واسع مع إن شكلى هيبقى فلاحى قوى لما اروح حفلة ببنطلون
  • ولبستى إيه تانى
  • يا سافل مش هاقولك طبعا
  • أنا اللى سافل برضه ولا انتى اللى دماغك وسخة ..... لابسة البنطلون من تحت لابسة إيه من فوق
  • آآآآآآآآآآه تصدق فهمتك غلط .... لابسة بلوزة حرير
  • طب البسى بلوفر تحت البلوزة
  • إنت عبيط يا أمجد ؟ ألبس بلوفر تحت البلوزة ؟ مش شايف إن ده يبقى فلح كتير شوية والدنيا لسة مبردتش
  • علشان الدنيا بتبقى برد بليل
  • مانا هلبس جاكت
  • إلبسى الجيليه اللى اشتريتيه الاسبوع اللى فات تحت البلوزة مش هيبان
  • يووووه بقى يا أمجد .... إيه التحكمات دى
  • إسمعى الكلام وإلا مفيش نزول من البيت النهاردة
  • خلاص هاتنيل البس الجيليه تحت البلوزة .... مش عارفة هاخلص امتى منك ومن تحكماتك الغبية دى
  • لما تتنيلى تتجوزى هتخلصى منى ومن تحكماتى وهاخلص منك ومن قرفك
  • ماشى .... هانت .... استحملك سنتين كمان لغاية ممدوح ما يتخرج وهاخلص منك
  • سنتين ؟؟ تصدقى بقى إن انا هاتخرج قبل سى زفت بتاعك
  • هيهيهيهي ....... ظريف قوى يا رذل
  • طب اخلصى بقى عايز انزل
  • خمس دقايق واكون جاهزة ... سلام
كان أمجد ينوى منعها من النزول لكن الفرحة التى بدت فى صوتها جعلته يشفق عليها ويكره أن يكسر فرحتها ولعل ظنونه ليست فى محلها ويكون ممدوح رغم نذالته زوجها المستقبلى

بعد عشر دقائق كان أمجد يدق باب شقة منى لتفتح له سريعا والفرحة تكاد تقفز من عينيها فهى مقبلة على حضور حفلة لم تراها إلا فى الافلام وكانت تتوقع أن ترى ملابس أنيقة وتسمع موسيقى ناعمة ترقص على أنغامها مع ممدوح الذى عشقه قلبها واختارها هو من ضمن عشرات الفتيات اللاتى يتهافتن عليه

نظر أمجد إلى ملابسها ونظرت إليه فى غيظ وأظهرت له الجيليه المختفى تحت بلوزتها وجذبت البنطلون من جانبيه لتبرز له اتساعه وابتسمت له فى غيظ إبتسامة صفراء

  • تمام كده ولا عايزنى اروح البس العباية السودا بتاعت امى كمان ؟
  • لأ كده كويس ... ياللا بينا
وأفسح لها أمجد الطريق كى تمشى أمامه فهو رغم مناوشاته المستمرة معها يعاملها دائما كأميرة وتعودت منه هذا السلوك كجنتلمان

إفترقا عند مدخل العمارة فمواصلاتها لكليتها قريبة عند أول شارعهم بينما عليه هو أن يسير فى الإتجاه الآخر ويقطع شارعين آخرين قبل أن يصل لمحطة الأوتوبيس الذى سيستقله لكليته

قبل نهاية الشارع الثانى ببضعة أمتار كانت تخرج زميلة أمجد الحسناء من العمارة التى تقطن بها لتلمحه قادما بخطواته الواسعة المنتظمة ورأسه الحليق وشاربه الثقيل الذى لا تخطئه عين يعلق على كتفه حقيبة رياضية خفيفة . إذا فهذا الزميل الذى يبدو غريب الأطوار يسكن بنفس حيها وسيستقل بالتأكيد نفس الأتوبيس الذى تستقله للذهاب لكليتها فتمهلت قليلا متوقعة أن يتوقف ليصطحبها معه ولعله يكون أقل تحفظا بعيداً عن الكلية لكن ظنها خاب عندما وجدته بنظره المتجه للأمام لا يلتفت إليها فأيقنت أنه لم يراها . وكيف يراها وهو لا ينظر إلا نظرته الثابتة فى اتجاه واحد لا يحرك عنقه ولا عيناه وكأنه إنسان آلى يتحرك لكنها فوجئت به بعد أن أصبح بمحازاتها يلتفت فجأة باتجاهها ويحييها بنفس الأيماءة برأسه فارتبكت بشدة عندما وجدت عينيه بتلك النظرة الحادة تلتقى بعينيها المصوبة إليه ولم تلحق حتى أن ترد تحيته بمثلها قبل أن يتجاوزها مكملا طريقه بدون أن يحاول التوقف فهمت بأن تناديه لكنها تذكرت بأنها حتى لا تعرف له إسماً تناديه به

شقت الزميلة الحسناء طريقها فى اتجاه محطة الأتوبيس وهى تلاحظ أمجد يبتعد عنها بخطواته الواسعة السريعة حتى اختفى عن ناظريها وتوقعت أن تقابله على المحطة لكنها وجدت المحطة مكتظة بالمنتظرين ولم تلمح وجهه بينهم لكنها لاحظته أخيرا يقف على بعد أمتار عديدة قبل المحطة فتعجبت من غرابة أطوار هذا الفتى وشكت فى وجود خلل ما فى عقله يدفعه لأن ينتظر أوتوبيس نقل عام فى غير مكان توقفه لكن زال شكها بمجرد أن ظهر الأتوبيس وقبل أن يهدئ من سرعته يقفز هذا الغريب بداخله برشاقة وكأنه لاعب سيرك لتقف مذهولة قليلا قبل أن يدفعها زحام الصاعدين للركوب وكأنهم طوفان جرفها للداخل

كانت محطة حيهم هى المحطة التى يمتلئ فيها الأتوبيس بركابه من طلبة وموظفين وعمال فى طريقهم لأعمالهم فكان الأتوبيس يصل فارغا تقريبا لمحطتهم ثم يغادرها مكتظا بركابه يئن موتوره من فرط ما يبذله من مجهود للتحرك بهذا العدد الكبير الذى يملأه حتى يبرز من أبوابه

كادت تلك الحسناء أن تختنق من فرط الزحام حتى فوجئت بيد الفتاة التى تقف جوارها فى الزحام تلفت نظرها لمن يشير لها فإذا به زميلها الغريب يشير لها وهو جالس لتشق طريقها فى الزحام ناحية جلوسه فيقوم مفسحا لها المكان لتجلس ويقف بجوارها وحتى لم يحاول يحتك بها وهو ما لن تستهجنه أو تستغربه فى ظل التزاحم الشديد وتمايل الأتوبيس الذى هم فيه فجلست تلتقط أنفاسها ومدت يدها ناحية حقيبته التى يحملها على كتفه وكشكول محاضراته طالبة منه فى صوت هامس أن تحملها عنه وبالطبع لم يسمع صوتها فى الزحام لكنه فهم ما تريد قوله وناولها ما يحمله مصحوبا بإبتسامة شكر تعجبت منها فهى التى يجب أن تشكره لا هو

إستمر الأتوبيس فى رحلته وأمجد يقف بجوار زميلته الجالسة لا يحركه تدافع الركاب ولا تمايل الأتوبيس ولا ينظر تجاهها بل إن عينيه ظلت فى إتجاهها للأمام كأنه صنم قد وضع واقفا بجوارها أو كأنه عمود خرسانى تم صبه بأرضية الأتوبيس كما حكت لصديقاتها فيما بعد ولم يلتفت لها بعد المرة التى شكرها فيها إلا عند إقتراب الأتوبيس من محطة كليتهم ليطلب منها إسترداد حقيبته وكشكوله فناولتهم له وقامت لتلتصق بظهره فى رحلته نحو باب الأتوبيس فقد أصبح بالنسبة لها طوق النجاة وسط هذا البحر من البشر الذى يتلاصق ويتلاطم ولا تعرف كيف شق طريقه وهى خلفه بتلك السهولة حتى أنه بعد ما نزلوا لم تجد على ملابسه أو ملابسها أى تجعد أو عدم انتظام يشير إلى أنهم نزلوا من تلك المعجنة التى يطلق عليها أتوبيس نقل عام

توقفت الحسناء لتشكر أمجد لكنها وجدته يسير فورا لباب الكلية فسارت بجواره تحاول مجاراة خطواته وأسعدها أنه هدأ من خطواته قليلا لتستطيع مجاراته

  • أنا متشكرة أوى .... مش عارفة هاجى الكلية بعد كدة ازاى فى الزحمة دى
  • زى ما جيتى النهاردة حضرتك بالظبط طالما مواعيد محاضراتنا واحد هتلاقينى فى الأتوبيس .... ولو محاضراتك متأخرة هيكون الأتوبيس فاضى
  • إنت بتروح بالأتوبيس برضه
  • لأ .... غالبا بامشى وانا مروح
  • بتمشى كل المسافة دى ؟
  • المسافة مش طويلة للدرجة دى وانا باحب المشى
  • هههههههه ... طبعا مانت مش بتلبس كعب عالى زينا .... أنا لو مشيت رجليا هتتكسر
  • بسيطة ..... متلبسيش كعب عالى .... حتى علشان لما دروس العملى تبدأ متتعبيش لإن معظمها بيكون وقوف
  • وانت عرفت منين
  • والدى مهندس
  • أها .... يعنى الهندسة وراثة فى العيلة
وكانو وقتها قد اجتازوا البوابة الكبيرة وأصبحو فى داخل الفناء الفسيح خلفها ووجدت صديقاتها يقفن فى انتظارها فتوجهت نحوهم وأمجد يسير معها حتى اقتربت منهم ففوجئت به ينفصل عنها

  • طيب عن إذنك هاروح انا المدرج واسيبك براحتك
فنظرت نحوه باستغراب شديد وابتعد هو فى خطواته الواسعة بسرعة وصديقاتها ينظرن إليها وإليه فى دهشة من تصرفه والتففن حولها

  • هو فيه إيه؟ هو الجدع ده بيخاف من الناس ولا إيه
  • مش عارفة .... لسة عامل معايا حركة جنتلمان وفجأة إتقلب جلف
  • سيبك منه .... شكله مجنون
  • مش عارفة ..... غالبا هو شخص بيخاف من الاختلاط
  • ايه يا قمر ؟ شكلك مهتم يا جميل
  • بس يا بت انتى وهيا
  • طب ياللا نلحق نفطر قبل المحاضرة ... كنا مستنينك
  • روحوا انتوا أنا مش جعانة دلوقت هافطر بعد المحاضرة
وانطلقت الفتيات نحو الكافيتريا بينما توجهت هى ناحية المدرج وهى تشعر بغيظ شديد من هذا الشاب غريب الأطوار الذى يبدو أنه يهرب من التعرف بها رغم انها بالأمس كانت تتهرب من التعرف بشباب كثر حاولوا التعرف بها ومنهم من هم فى السنة النهائية لكنها لم تجد فى نفسها ما يدفعها حتى للتجاوب مع حواراتهم بعكس هذا الصامت الذى تجد شئ فى داخلها الآن يدفعها دفعا للتعرف إليه

...............................................

دخل أمجد المدرج كأول الداخلين مثلما دخله بالأمس وتخير نفس المكان للجلوس لكنه لم يخرج كشكوله ليقطع الوقت بالرسم كما كان يفعل بل وضع كفيه حول رأسه واستغرق فى التفكير حول منى وما قد يصيبها إذا تمكن هذا النذل ممدوح من التمكن منها وشعر برأسه يكاد ينفجر وبعقله يعجز عن التفكير السليم حتى أنه فكر فى الذهاب لكلية منى وممدوح وإفتعال مشاجرة معه وليكن ما يكون . لكنه عاد وتذكر أن منى وقتها ستجرح وستصبح سيرتها أحدوثة على ألسنة طلبة الكلية وربما الجامعة بأكملها وهو أكثر من يعرف انها أرق من أن تتحمل مثل هذا الضغط

أفاقه من تفكيره أصابع زميلته تربت كتفه برقة وصوتها الهامس يصل بالكاد أذنيه

  • تسمحلى يا باشمهندس أقعد جنبك ولا هتسيبنى وتمشى برضه ؟
فشعر بإحراج شديد بينه وبين نفسه وشعر بمدى قلة ذوقه فقام واقفا ليفسح لها الطريق

  • معلش سامحينى فيه موضوع شاغل بالى ومخدتش بالى من قلة ذوقى ... إتفضلى يا آنسة
  • سميرة ..... إسمى سميرة
  • تشرفنا يا آنسة سميرة
وصمت قليلا يتأملها وهى تجلس فى أناقة حقيقية غير مفتعلة وترسم على فمها إبتسامة ساحرة

  • ها ..... إتفضل
  • أتفضل إيه ؟
  • إتفضل كمل
  • أكمل إيه ؟
  • المفروض إنى عرفتك بنفسى وقولتلى تشرفنا يا آنسة سميرة فين تكملة الجملة ؟
  • جملة إيه ؟
  • إسمك يا باشمهندس .... تكملة الجملة إنك تقول إسمك .... إنت كنت عايش فى الصحرا ولا حاجة ؟
  • إيه ده .... تصدقى صح .... دا أنا أكتشفت إنى عديم الذوق مش قليل الذوق بس .... إسمى أمجد .... أمجد حسن
  • يااااه أخيرا ..... تشرفنا يا أمجد
ومدت سميرة يدها لتصافحه فصافحها أمجد بعد تردد للحظات فهو لم يصافح يد أنثى غريبة عنه منذ سنوات ويجهل الضغط اللائق فى مصافحة فتاة بمثل تلك الرقة لكنه على أى حال صافحها بأرق ما يمكنه وظهر إرتباكه فى مصافحتها

  • إيه يا عم إنت ... إنت خايف تسلم عليا
  • بصراحة ... آه
وانطلقت فى ضحك متواصل حتى دمعت عيناها

  • خايف تسلم عليا ..... ليه هاعضك
  • أصل آخر بنت سلمت عليها بالأيد كنت فى سنة 6 إبتدائى وخفت سلامى عليكى يكون مش مناسب
فزاد ضحكها وأضطرت لخلع نظارتها لتمسح دموعها وتعجب أمجد من نفسه فهو لم يلاحظ نظارتها من قبل

  • إيه ده ؟ إنتى لابسة نضارة يا آنسة سميرة
  • هو انت مخدتش بالك إنى لابسة نضارة غير لما قلعتها ؟.... دا إنت مشكلة يا أمجد
  • معلش ... مخدتش بالى
  • لا مافيش حاجة ... ماهى دى حاجة طبيعية ... هتاخد بالك ازاى وانت مبصتليش أصلا
  • بجد مأخدتش بالى ... أصل حضرتك النضارة بتاعتك رقيقة قوى ولايقة جدا على وشك
  • يا بنى إيه حكاية حضرتك ويا آنسة سميرة والكلام ده ... إحنا زملا يعنى انا أقولك يا أمجد وانت تقولى يا سميرة
  • أوكى يا باشمهندسة سميرة
فعاودتها نوبة الضحك وانتقلت عدوى الضحك لأمجد

  • يابنى إسمى سميرة إنت كلامك عامل زى ما تكون طالع من فيلم عربى قديم
فزاد ضحك أمجد حتى تحول لقهقهة حاول أن يكتمها فبادرته سميرة بالكلام بعد أن شعرت بمدى نقاء سريرة هذا الشاب عكس كل من قابلتهم ممن هم فى نفس سنه من قبل

  • إيه ده .... دا إنت بتعرف تضحك زينا كمان أهو
  • أه باعرف أضحك زى البنى آدمين
واندمج أمجد وسميرة فى موجة ضحك حتى وصلت صديقاتها ووقفن خلف أمجد الذى أعطى ظهره للممر الذى بين المدرجات ولم يشعر بوقوفهن خلفه حتى ربتت إحداهن على كتفه فاستدار لها وآثار الضحك لم تفارق وجهه فوقف وأفسح لهن الطريق وخرجت سميرة أيضا لتدخلهم حتى تحتفظ بجلستها بجوار أمجد ولكنهن لم يدخلن لأماكنهن وتحدثت إحداهن موجهة كلامها لسميرة

  • إيه ده هو الباشمهندس طلع بيتكلم
  • آه تصدقى .... وطلع بيعرف يضحك كمان
  • طيب مش تعرفينا بقى ولا إيه
  • طبعا .... ده أمجد .... ودول سهام , أمل , إيمان , هدى .... زمايلى من ثانوى وأعز أصحابى
  • أهلا وسهلا يا مدموزيلات
  • نعم ؟؟ إيه يا بنى مالك .... مدموزيلات دى بطلت من أيام يوسف وهبى ... نادينا بأسامينا عادى كده ... هو انت كنت فى مدرسة فرنساوى
  • لأ .... كنت فى مدرسة عسكرية
  • آآآآآآآآه ... علشان كده بقى عامل زى ما تكون بالع نشا .. وإيه اللى جابك هنا ؟ مش إنتوا بتخشوا حربية بعد الثانوية
  • مجموعى كان كبير وأبويا خريج الكلية دى ومرضتش ازعله لما طلب منى أخش هندسة ... وانا كمان باحب الهندسة
  • أمجد بيرسم حلو أوى وموهوب ...... إمبارح شوفته راسم المسرح بتاع المدرج ده كأنه مصوره
  • طيب ليه مدخلتش فنية عسكرية ... مانت هتبقى مهندس برضه
  • طالما هأكون مهندس يبقى أفضل أكون حر ... الجيش هيقيد حريتى فى الحركة لو حبيت أسافر أو أكمل دراسات برا مصر
وقطع حديثهم دخول بعض الشباب الذين يبدوا من مظهرهم أنهم طلبة قدامى وعرفوا أنفسهم بأنهم أعضاء بإتحاد الطلاب وطلبوا من كل ممن لديه موهبة فنية أو ثقافية أو رياضية أن يتقدم إليهم ويسجل إسمه ليكون عضو بإحدى الفرق الفنية أو الرياضية أو الثقافية فتزاحم حولهم الطلبة كل يسجل إسمه فى المجال الموهوب فيه وبعد أن انتهوا وقبل خروجهم كانت المحاضرة الأولى على وشك البدء ودخل من الباب المخصص للأساتذة رجل وقور شديد الأناقة ألتف حوله أعضاء إتحاد الطلاب تحادثوا معه قليلا وعرض عليه أحدهم كشف بأسماء الطلبة الجدد الذين انضموا للمجال الذى يمثله فى الأتحاد ففتح الأستاذ الملف الذى يحمله وأخرج منه ورقة صغيرة نظر بها ونظر للكشف ثم أعاد الكشف للطالب وخرج جميع أعضاء الإتحاد ووقف الأستاذ مكانه وساد الصمت فى المدرج تماما حتى بدأ الأستاذ فى الحديث

  • صباح الخير .... أنا الدكتور إبراهيم ******** أستاذ العمارة ورئيس قسم العمارة فى الكلية ومشرف اللجنة الرياضية والمشرف على الفرق الرياضية بالكلية .... سعيد جدا بوجودكم معانا وأتمنى لكم سنة سعيدة ....لكن قبل ما نبدأ محاضرتنا لو تسمحوا لى أسأل هل الطالب أمجد حسن موجود هنا النهاردة ولا لأ
فوقف أمجد وهو يشعر بالإحراج الشديد فمئات العيون الآن مصوبة نحوه وهو بطبيعته يكره أن يكون محط الأنظار

  • أنا أمجد حسن يا دكتور
  • طب تسمح تجيلى مكتبى بعد المحاضرة
  • تمام يا دكتور
  • شكرا ... ودلوقتى نبدأ محاضرتنا
وأكمل الدكتور المحاضرة وكالعادة اكتفى أمجد بتدوين بعض الملاحظات فقط وبينما تعجبت صديقاته الجدد من إستدعاء أمجد لمكتب أحد أكبر أساتذة الكلية فى ثانى أيام الدراسة وشعرت سميرة ولدهشتها لهذا الشعور بقلق غريب على أمجد مع انه لم يبد على ملامحه أى علامات قلق أو دهشة فقد إستنتج بالبديهة ما سُيطلب منه

إنتهت المحاضرة وقام أمجد للذهاب لمكتب الدكتور إبراهيم بعد أن ترك حقيبته الرياضية وكشكول محاضراته لزميلاته أو صديقاته الجدد

دخل أمجد لمكتب الدكتور إبراهيم الأنيق أناقة تليق بمكتب أحد افضل المصممين بمصر حيث إستقبله الدكتور بإبتسامته التى لا تفارق وجهه

  • إزيك يا أمجد ... عامل إيه معانا فى الكلية ... أتمنى تكون مبسوط
  • تمام يا فندم ... مبسوط
  • يا بنى تمام إيه وافندم إيه .... الكلية هنا مدنية ... إنت سبت المدرسة العسكرية خلاص وبلاش وقفة إنتباه اللى واقفها قدامى دى أنا دكتور أو مهندس مش ظابط ... إتفضل أقعد
  • شكرا يا فندم
  • يابنى قلتلك بلاش افندم دى .... قللى يا دكتور أو يا باشمهندس
  • تمام يا دكتور
  • ييييييييه .... دا إنت باينك مريض بالعسكرية .... هنا مافيش تمام قول حاضر أو أوكى أو اى حاجة تانية غير تمام .... إنت عارف طبعا أنا طلبتك ليه
  • عارف يافندم لكن اعتقد إن طبيعة الدراسة فى الكلية هنا وتدريبى فى النادى وفى المنتخب مش هيخلوا ليا وقت أتدرب معاكوا
  • عارف ... أنا مش هاطلب منك غير إنك تكون معانا يوم واحد بس فى الأسبوع هيا ساعة واحدة بس.... مش هيكون تدريب أد ما هيكون تشجيع لزمايلك لما يلاقوا لاعب منتخب بيتدرب معاهم وهتلعب مع الفريق لما يكون فى مسابقة أو بطولة .... وأنا هاساعدك على أد ما اقدرفى دراستك وهامنع المعيدين من إنهم يضايقوك .... إنت عارف طبعا غلاسة المعيدين
  • لا يا فندم ماعرفهاش
  • يخربيت كده ....واضح إنى هتعب معاك على ما تنسى العسكرية .... شكرا يا أمجد إتفضل إلحق محاضرتك
.......................................................................................

لم يكن الدكتور إبراهيم مجرد أستاذ لأمجد لكنه كان ملهماً ومعلماً وأباً روحياً حول وجهته من تخصص الميكانيكا الذى كان ينوى دخوله ليصبح كأبيه مهندس ميكانيكا إلى تخصص العمارة الذى برز فيه نجمه فيما بعد .

إكتشف الدكتور إبراهيم بعدما اقترب من أمجد فيما بعد موهبته فى التصميم فصقلها ونماها وأعطاه من وقته وخبرته الكثيروظل بجواره معلما فى كل نواحى الحياة بداية من مبادئ المهنة وأسرارها وحتى إسلوب إختيار الملابس ونوع البرفان

ربما لهذا كان الدكتور إبراهيم هو الوحيد من بين أساتذة أمجد الذى حرص على ذكره فهو إلى الآن يدين له بالفضل فيما وصل إليه

....................................................................

عاد أمجد للمدرج حيث كانت سميرة وباقى صديقاتها منتظرات يتحرقن شوقا لمعرفة سبب إستدعاء أمجد فقص أمجد عليهم سريعا ملخصا لما دار بينه وبين أستاذه

  • إنت كمان بتلعب مصارعة ..... أمال مش باين على جسمك يعنى
  • وحضرتك هيبان على جسمى إيه يا أنسة سهام
  • يابنى قلنالك بلاش ألقاب .... إسمى سهام بس ...... قصدى يعنى بتوع المصارعة دول بيبقوا طوال وعراض ووزنهم تقيل مش زيك كده
  • ههههههههههههههه ... قصدك يعنى المصارعين اللى بتشوفيهم فى التلفزيون
  • آه ... أنا مبفوتش حلقة منهم
  • دى يا ستى مش مصارعة .... ده مجرد شو تمثيلى معظمه متفقين عليه .... المصارعة حاجة تانية خالص وكل مصارع بيلاعب مصارع فى نفس وزنه وليها قواعد لعب بتمنع أى لاعب يأذى زميله .... على كل حال لو عايزة تشوفى المصارعة الحقيقية فأعتقد إن بطولة الجامعة السنة دى هتكون عندنا هنا فى هندسة وتقدرى تشوفيها
وأكمل أمجد وصديقاته الجدد يومهم الجامعى الثانى سويا لكن كانت دائما سميرة هى أقربهم إليه وأكثرهم حديثا معه حتى أنها ضبطت نفسها مرة تتأمل ملامحه فى إعجاب رغم عدم وجود ما يدعو في ملامحه للإعجاب

وأخيرا إنتهى اليوم الجامعى الثانى فى حياة أمجد وودع أمجد صديقاته وانطلق لإستقلال الأتوبيس الذى يملك إشتراك لركوبه فهو لا يحمل معه أى أموال بعدما أصر أن تكون الجنيهات العشرة المتاحة له كمصروف شهرى مع منى لأى طارئ قد يقابلها لكن هذه المرة إستقل الأتوبيس للذهاب الى النادى البعيد عن حيه وأنهى تدريبه لكن ذهنه طوال اليوم كان مشغولا بمنى وقلقه عليها فهو لا يتحمل فكرة أن تصاب تلك الرقيقة بأذى ولا يدرى ماهية هذا الشعور الذى يشعره نحوها

بالتأكيد هو ليس حب شاب لفتاة أو حب ذكر لأنثى لكنه نشأ ونشأت على فكرة أنه مسؤل عنها وعن سعادتها فهى بالفعل تواءم روحه التى تشعر به ويشعر بها وكل منهما يفهم ما يريده الأخر دون أن ينطق أحدهما بكلمة أواحدة و كما قالت له أمه يوما " باحس إنكوا بتتكلموا مع بعض واحنا قاعدين معاكم بعنيكم من غير ما حد يفهم إنتوا بتقولوا إيه أو كأنكم بتقروا أفكار بعض"

عاد أمجد لمنزله مرهقا ساهما ودخل فورا غرفته وأغلق عليه بابها وطلب من أمه ألا يزعجه أحد وحتى لم يتناول غداءه وشعر بقلبه ينتفض بشكل لم يعهده من قبل بمجرد غروب الشمس حتى أنه لم يطق الرقاد على سريره ولا الجلوس وظل يتحرك فى الفراغ الضيق بحجرته حركات مترددة ولا يدرى ما سبب ما ينتابه حتى فوجئ بأمه بعد نصف ساعة فقط من وقت أن أن انتابته تلك الحالة تقتحم عليه الغرفة بانزعاج شديد حاملة التليفون بيد ترتعش

  • أمجد .... منى عالتليفون عايزاك .... شكلها فيها حاجة .... شوف فيه إيه وطمنى أرجوك
إختطف أمجد التليفون من يد أمه مسرعا ليصله صوت منى باكياًعلى الطرف الآخر

  • أمجد الحقنى ..... ممدوح حاول يغتصبنى هو وصاحبه .... هربت منهم ومش عارفة أنا فين
  • إنتى بتتكلمى منين ..... إنطقى بسرعة
  • مش عارفة ..... مش عارفة ...... بتكلم من كشك على طريق كله غيطان
  • طب أدينى صاحب الكشك اللى بتتكلمى منه .... بسرعة يا منى
وبسرعة رد عليه صوت نسائى

  • أيوه يابنى .... أنا صاحبة الكشك
  • حضرتك ممكن تدينى عنوانك أو مكانك
وأعطته السيدة التى كانت تحدثه تفاصيل مكان على طريق زراعى بمحافظة الجيزة وزودته باسم القرية التابع لها ليقفز إلى مكتبته ويستخرج منها إحدى الخرائط الكثيرة التى يحتفظ بها ويرتدى ملابسه على عجل بينما أمه تكاد تجن

  • فيه إيه يا أمجد .... البنت جرالها إيه ... إتكلم يابنى طمنى
  • مفيش حاجة يا ماما ..... منى كانت عند واحدة صاحبتها وتعبت شوية ..... مفاتيح العربية فين ؟
  • عندك مكانها متعلقة جنب الباب
  • بابا هنا ولا نزل
  • بابا راح القهوة من شوية
  • طيب أنا هانزل أجيب منى وآجى .... أوعى تقولى لأمها حاجة غير لما أرجع ..... لو سمحتى إدينى جيبة وبلوزة من عندك لأن تقريبا هدومها إتوسخت لما رجعت عليها
فهرعت الأم لدولابها واعطت له ما طلبه بعد أن وضعتهم فى حقيبة ورقية

اختطف أمجد مفاتيح سيارتهم النصر 128 القديمة التى أشتراها أبوه بالتقسيط وكان يعتبرها أغلى ما يملك بعد أبناءه وزوجته

هرع أمجد إلى الشارع ليتجه جريا ناحية القهوة يبحث بنظره عن أبوه الذى هب واقفا بمجرد رؤيته بهذا الشكل

  • فيه إيه يا أمجد ؟ أمك واخواتك كويسين
  • أه يا بابا إطمن .... منى بس كانت عند واحدة صاحبتها وتعبت وباستأذنك آخد العربية أجيبها
  • ماشى يا حبيبى خدها
  • شكرا يابابا
واستدار ليعود لأخذ السيارة إلا أن أبوه إستوقفه وأخرج محفظته

  • أمجد ..... خد الخمسة جنيه دى خليها معاك .... إحتمال تحبوا تشربوا حاجة فى الطريق
كان أبو أمجد رغم مظهره الجامد وصرامته البادية على وجهه يملك قلبا رقيقا يخفيه عن الجميع وكان أمجد وأمه فقط من يعرفون حقيقة تلك الطيبة والرقة المختفية خلف الوجه القاسى الذى يظهره للجميع وكان أبو أمجد مثل أمه و مثل جميع الطيبين من سكان شارعهم يتمنون أن تكون منى من نصيب أمجد فهم يرونهم الثنائى المثالى الذى يمثل أحلامهم جميعا التى لم تتحقق

لكن ليس كل سكان الشارع طيبين ولا كل الأحلام تتحقق

أخذ أمجد من يد أبيه الجنيهات الخمسة وقبل يده وانطلق ليأخذ السيارة وينطلق بأقصى سرعة تستطيع تلك السيارة العجوز الوصول لها ويستعين بالخريطة التى إصطحبها وبالمعلومات التى أعطتها له صاحبة الكشك ليصل بعد أقل من ساعة للمكان ليصدمه منظر منى جالسة على دكة خشبية بجوار سيدة خمسينية ضخمة الجسم وقد أخذت منى فى حضنها تهدئ من روعها

بمجرد رؤية منى لأمجد يترجل من سيارته قامت واقفة وجرت نحوه وألقت بنفسها بين ذراعيه وألقت برأسها على صدره وقد تحول بكاؤها إلى نشيج مرتفع وأخذ جسدها ينتفض بشدة بين يديه فوضع ذراعيه حولها وتركها تبكى قليلا وأصطحبها للسيارة حيث أجلسها بالكرسى الأمامى المجاور لكرسى السائق ووقف جوارها ولم يغلق الباب وانتظر حتى هدأ بكاؤها قليلا قبل أن يتحدث

  • إديتى الست دى فلوس المكالمة
  • لأ مرضتش تاخد منى حاجة
  • طب العشرة جنيه معاكى
فمدت له يدها بالجنيهات العشرة بعد أن أخرجتها من جيبها فأخذها منها وتوجه لتلك الطيبة صاحبة الكشك وأصر عليها أن تأخذها وشكرها وقبل أن ينصرف قالت له بصوت خفيض

  • خد بالك من اختك يابنى ..... شكلها بنت حلال ومتستاهلش اللى كان هايحصل فيها ده
فشكرها أمجد ثانية وتوجه للسيارة وتحرك بها بهدوء هذه المرة وهو يلتقط أنفاسه بعد أن نظر لبلوزة منى التى انتزعت أزرارها من مكانها لكن الجيليه الذى إرتدته أسفلها منع صدرها من أن ينكشف

توقعت منى أن يسألها أمجد عن تفاصيل ما حدث أو أن ينفعل عليها أو يوبخها ولن تغضب منه حتى لو ضربها لكنه لم يفعل أى من ذلك بل أخرج شريط كاسيت من الدرج الأمامى ووضعه فى جهاز كاسيت السيارة لتنطلق موسيقى هادئة هدأت معها منى قليلا وظلت منتظرة ما سينالها من أمجد من تقريع لكنه بعد فترة صمت ليست بالقليلة تكلم

  • منى .... فيه شنطة عالكنبة ورا فيها هدوم ..... طلعى بلوزة إلبسيها وحطى دى مكانها
لم تكن منى على إستعداد لأن تعصى كلامه مرة ثانية أو تناقشه فيه ففعلت ما طلبه منها فى صمت واستمر صمته وهى تنظر إليه تحاول إكتشاف ردة فعله لكنها لم تستطع هذه المرة قراءة ما يدور فى ذهنه حتى توقف بالسيارة فى مكان ما على النيل تقف به بعض عربات الباعة الجائلين وأخيرا تحدث لها أمجد

  • ضربتيه جامد ؟
فتسللت لفمها أخيرا إبتسامة شاحبة وهزت رأسها لأعلى وأسفل علامة الإيجاب

  • ولما جريتى محاولش يجرى وراكى هو وصاحبه؟
فاتسعت إبتسامتها

  • صاحبه ملظلظ زيه ومقدروش يجروا ورايا
  • ومجريش وراكى بعربيته ؟
  • أنا نزلت أجرى فى غيط كرنب فمحاولش
  • نزلتى تجرى فى غيط كرنب ؟...... ااااه...... يعنى رجليكى مطينة وطينتى عربية عمك حسن اللى بيخاف عليها أكتر من عياله ؟ كده هانزل أغسل العربية قبل ما يشوفها ...... أقول عليكى إيه يا شيخة
فلم تتمالك نفسها من الضحك وقد شعرت أن خوفه عليها قد غلب غضبه منها وأنه يحاول التخفيف عنها واستمر أمجد فى محاولة تخفيف ما هى فيه

  • إنزلى نقعد شوية عالنيل واشربك حاجة
فضحكت من قلبها تلك المرة وهى تشعر أنها أخيرا فى أمان

  • وانت هتدفع تمن الحاجة اللى هتشربهالى منين والعشرة جنيه اللى حيلتنا أحنا الإتنين إديتها للست صاحبة الكشك
  • ماهو عمك حسن ميعرفش المصيبة اللى احنا فيها وادانى خمسة جنيه فاكرنى رايح معاكى رانديفو .... إنزلى إنزلى
فنظرت منى لعينيه فى إمتنان وهى تشعر بداخلها بشعور لم تشعره معه من قبل طوال سنين حياتهما وانتظرت حتى فتح بابها فمدت يدها تضعها فى يده وهى تشعر بهذا الشعور يضطرب بداخلها ويربكها حتى وصلوا لسور الكورنيش المنخفض حيث أجلسها وغاب للحظات وعاد حاملا زجاجتين من الكوكاكولا وجلسا متجاورين صامتين وهى لأول مرة معه لا تجد ما تقول وقفزت على لسانها جملة لا تدرى كيف قالتها

  • أمجد ..... ممكن تحضنى؟
  • عايزة تضربينى أنا كمان ولا إيه يا بت .... أوعى ..... دا أنا إللى معلمهالك
فضربته فى صدره برفق وقد عادت إبتسامتها الرائقة لوجهها

  • لأ مش هاضربك بس إحضنى
  • شايفة البوكس اللى واقف هناك ده يا منى ؟
  • أه .... ماله
  • فيه إتنين أمناء شرطة قاعدين فيه مستنينى أحضنك علشان ياخدونا عالقسم .... وساعتها هيعملولنا محضر آداب ويبعتوا يجيبوا أبوكى من بورسعيد يضمنك وساعتها ابقى إتدبست فيكى رسمى يا حبيبتى
فضحكت ضحك حقيقى أخيرا وهى تضربه فى صدره مرة أخرى

  • أنا تدبيسة يا ندل
  • بااااااسسسسس ..... إنتى كده بقيتى تمام طالما لسانك رجع لزفارته .... هاتى بقى الإزازة الفاضية اللى معاكى دى أرجعها علشان أخد الرهن ونروح
إنطلق أمجد بعدها بالسيارة عائدا للمنزل ولم يتحدث كثيرا وكانت عينى منى معلقة بوجهه تحاول قراءة ما يدور فى ذهنه خلف هذا الوجه الهادئ متوقعة ثورته فى أى لحظة

كانت تشعر ببركان يثور بصدره وتشعر بما يعانيه للتحكم فى غضبه كى لا يشعرها بالذنب . ايكون أمجد يحبها بطريقة أخرى غير الطريقة التى كبرت وهى تظنها ؟ إذا لماذا لم يصرح لها ؟ لماذا يخفى هذا الحب الذى جعله يتحمل كل هذا الضغط الذى تشعر به يرزح تحته ؟ أتكون غبية للدرجة التى لم تلاحظ معها حبه ؟ إنها تتمنى الآن أن تكون علاقتهما قد أخذت طريق آخر . ليتها أحست بما تحسه الآن منذ زمن

وبدأت عيناها تدمعان مرة أخرى لكن ليس على ما حدث لها لكن على للعذاب الذى تظن أن أمجد تعذبه بسببها وهى تقص له حبها لذلك الخنزير الذى ظنت أنها تحبه ووجدت نفسها تحتضن ذراعه وتنام على كتفه وهو يقود ودموعها تنهمر غزيرة من عينيها ولم تعد الآن تدرى سبب بكائها حتى أفاقها صوت أمجد

  • منى .... إحنا داخلين عالشارع وميصحش حد يشوفنا كده ... إمسكى نفسك وبطلى عياط لغاية ما نطلع
فجففت دموعها بظهر كفها واعتدلت فى جلستها وتمالكت نفسها حتى وصلوا لباب عمارتهم فاصطحبها أمجد لشقتهم مباشرة ولم يدعها تدخل شقة امها وفتح الباب ليجد أمه جالسة تتحرق من القلق وبمجرد رؤية منى لأم أمجد جرت إليها وألقت نفسها فى حضنها وانفجرت فى البكاء مرة أخرى وأم أمجد لا تدرى ما حدث وتنظر لأمجد فى إستفهام لكن أمجد لم يعط لها الفرصة لسؤاله

  • ماما من فضلك خدى منى دخليها الحمام وحميها وشوفيلها بيجامة تلبسها ودخليها أوضتى .... أنا هاروح أطمن بابا إنى رجعت .... نص ساعة وهارجع .... من فضلك متساليهاش عن حاجة علشان تبطل عياط .... وياريت تاخدى هدومها اللى إتطينت دى تغسليها
وانطلق أمجد ليطمئن أباه ويعود بعد نصف ساعة ليجد أمه جالسة فى غرفته خلف منى التى كانت ترتدى إحدى بيجاماته تمشط لها شعرها كما أعتادت فنادى أمه ليحدثها هامساً بعيداً عن سمع منى

  • إيه ده يا ماما ..... إنتى لبستيها بيجامتى أنا ؟
  • أعمل إيه يا بنى لسة منزلتش هدومى الشتوى وكل الصيفى اللى عندى قمصان نوم
  • طب ملبستهاش قميص نوم من بتوعك ليه يا ماما؟
  • قميص نوم .... لأ يا بنى عيب ..... لما أمها تطلع وتلاقيها فى أوضتك لابسة قميص نوم تقول إيه
  • تقول إيه ؟ يعنى لما تلاقيها لابسة قميص نومك هتظن ظن وحش ولما تلاقيها لابسة بيجامتى هتظن كل خير .... ماشى يا ماما .... برضه اللى فى دماغك فى دماغك .... مافيش فايدة ...أنا هادخل أهديها شوية قبل ما أمها تشوفها ... مش لازم تشوفها بالحالة دى
وطرق أمجد الباب قبل أن يدخل فأجابه صوت منى يكاد يختنق من البكاء

  • إدخل يا أمجد
ودخل أمجد من الباب ليجد منى جالسة على طرف سريره تنظر فى إتجاهه وفى عينيها نظرة لم يستطع وقتها تفسيرها وقد صففت أمه شعرها الفاحم ليحيط بوجهها الجميل فزاده جمالا وقد تحول لون أنفها ووجنتيها الأبيض إلى اللون الأحمر من كثرة بكائها

جلس أمجد على يمينها وهو لا يدرى ما يقول وقد إنتهى الوقت الذى يمكنه فيه تخفيف ألمها وصدمتها فيمن أحبت وأتى الوقت الذى لابد فيه من الحديث عما جرى لكنه قرر بينه وبين نفسه ألا يفتح جرحها الآن وليترك لها بعض الوقت لتتمالك نفسها وبالتأكيد ستقص له تفاصيل ما حدث

ساد بينهما صمت ثقيل قبل أن تبدأ منى الحديث

  • عايز تعرف اللى حصل ؟
  • طبعا عايز أعرف .... بس مش دلوقتى
  • يعنى مش عايزنى أقولك ؟
  • هتقولى بالتفصيل بس لما تبقى قادرة
  • أمجد ..... إنت إنسان جميل قوى
  • يا منى إنتى بالنسبة لى حاجة مش لاقيلها وصف .... تعرفى إنى من أمبارح هاتجنن عليكى ومرضتش أمنعك لما لاقيتك هتطيرى من الفرح رغم إنى كنت متوقع كل اللى حصل
  • وليه ممنعتنيش يا أمجد
  • لأنى واثق إنك هتقدرى تحمى نفسك ومحدش هيقدر يلمسك
  • أمجد ..... ممكن تحضنى دلوقتى
فلف أمجد ذراعه الأيسر حولها فوضعت رأسها على صدره ولا تدرى هى لما أطمأنت لما سمعت دقات قلبه فى أذنيها وأغمضت عينيها مستمتعة بشعور الأمان الذى تشعر به وسرعان ما ذهبت فى نوم عميق

فتحت أم أمجد الباب لتجد منظرا تمنت من قبل أن تراه ..... أخيرا رأت إبنها يحتضن منى ورغم فرحتها فإنها رسمت على وجهها تكشيرة غضب ليشير لها أمجد بإصبعه على فمه علامة الصمت ثم يشير لها بذراعه الأيمن أن تأتى لتساعده على وضع منى بالفراش فأقبلت الأم تمشى على أطراف أصابعها لتمسك ساقى منى بحنان وتدير جسدها بمساعدة أمجد وتصلح من وضع الوسادة لتضعها تحت رأسها ليصطحبها أمجد للخارج ويغلق الباب بهدوء شديد ويقفان بعيدا عن الباب

  • إيه اللى حصل يا أمجد ..... طمننى على البنت
  • محصلش حاجة يا ماما ..... كانت فى عيد ميلاد واحدة صاحبتها وإتخانقت مع واحدة من الموجودين وتقريبا ضربوا بعض فنزلت جرى وسابتهم
  • وإيه اللى طين هدومها وجزمتها كده
  • أصل صاحبتها ساكنة فى حتة أرياف وهى مكانتش عارفة ترجع فأتصلت بيا علشان أجيبها
  • مع إنى مش مصدقة القصة دى لكن هاعمل نفسى مصدقاها ..... هنعمل إيه دلوقتى
  • إنزلى لطنط ريرى واحكيلها الحكاية وإندهيلها تقعد جنبها ..... متسيبوهاش لوحدها كتير وسيبوها لما تصحى لوحدها
  • ماشى يا أمجد ... هاجيبلك بيجامة من بيجامات ابوك وخش نام مع اخواتك النهاردة
  • لأ ... أنا هبات فى البرجولة النهاردة .... الجو حلو وانا عايز أهدى نفسى شوية
  • زى ما تحب ..... خش خد بيجاما من دولاب ابوك وخد شلت الكنبة واطلع السطوح وانا هانزل لريرى أجيبها
  • متتأخريش يا ماما من فضلك ..... منى مش لازم تفضل لوحدها كتير
  • متخافش يا حبيبى ..... متعرفش أنا أد إيه فخورة بيك ..... حاسة إنى قلبى هيفرح بيكوا قريب
  • يووووووووه ..... يا ماما إحنا فى إيه ولا فى إيه
وحمل أمجد شلت الكنبة بعد أن إستبدل ملابسه ببيجامة أخذها من دولاب أبيه وطلع إلى سطح المنزل حيث أفسح مكان لفراشه المؤقت داخل البرجولة واضجع واضعا يديه خلف رأسه ناظرا لسقف البرجولة يفكر كيف سيرد الصفعة لممدوح ويعيد لمنى كرامتها التى أهدرها هذا الخرتيت

......................................................................................

فتحت منى عينيها لترى على الضوء الخفيف المنبعث أم أمجد جالسة على كرسى بجوار رأسها بينما أمها تجلس على الفراش بجوار قدميها وتذكرت أنها تنام الآن على فراش أمجد وفى غرفته الخاصة وتهب السيدتين فور فتحها عينيها واقفتين تحيطان رأسها بيديهم لتنطق بصوت واهن

  • أمجد فين ؟
  • فى السطوح فوق يا حبيبتى بيذاكر...... تحبى أندهولك
  • لا يا طنط متتعبيش نفسك سيبيه لمذاكرته ..... أنا هاقوم علشان ننزل
  • تقومى فين ؟ إنتى هتباتى هنا النهاردة ومش هتتحركى من مكانك وماماتك هتنام جنبك
  • لأ يا أم أمجد نبات هنا إزاى ؟ والجدع ابنك ينام فين
  • هو قايل إنه مش هيخلص مذاكرة غير الصبح وهيروح على كليته باتوا إنتوا هنا النهارده وانزلوا الصبح
  • لأ مايصحش يا أم أمجد ...... نبات هنا إزاى ؟
  • أمجد محرج عليا إن منى تتحرك من هنا الليلة وانا هاخد بكرة أجازة عارضة وهاكون موجودة طول اليوم فى البيت متقلقيش عليها
  • طب خلاص خلى منى عندك الليلة وانا هانزل أهى بنتكم برضه
  • زى ما تحبى يا ريرى بس منى مش هتتحرك من هنا
  • طيب انا هانزل دلوقتى تصبحوا على خير
واحتضنت ريرى إبنتها طويلا وطبعت على جبينها قبلة بعد أن اطمأنت أنها بخير ثم خرجت لتوصلها أم أمجد حتى الباب وتودعها بعد أن إحتضنتها طويلا شاكرة لها ماتفعله وما فعله إبنها لتهبط لشقتها بينما أم أمجد تغلق الباب وتتوجه لغرفتها سعيدة بكذبتها الصغيرة التى أبقت منى بجوارها تنام على سريرإبنها مرتدية بيجامته وتتمنى فى داخلها أن يأتى اليوم الذى تجد فيه هذه الجميلة زوجة لإبنها . إنهم بالتأكيد فى حالة حب بل عشق فهى لم تسأل عن أى شئ بمجرد ما أفاقت إلا عن أمجد الذى ترك فراشه وغرفته لها دون أن يتردد او يفكر للحظة واحدة

"إنهم فى حالة حب حتى لو كانوا لايدرون" هكذا فكرت أم أمجد

...................................................................................

بمجرد خروج أمها وأم أمجد وإغلاقهم باب الغرفة نظرت منى حولها فى الغرفة وكأنها تراها لأول مرة وأخذت نفسا عميقا تملأ صدرها بهواء الغرفة الذى تشعر برائحة أمجد فى كل جزء فيها شعرت بأمان شديد فى هذه الغرفة الضيقة ورفعت الوسادة تتشممها باحثة عن رائحة أمجد فيها وأخيرا ضمت تلك الوسادة لصدرها وأغمضت عينيها لتنام لكنها ولأول مرة فى حياتها كانت تتخيل أنها تنام الآن فى حضن أمجد

..........................................................................................

دخلت أم منى شقتها بعد أن إطمانت لأن إبنتها فى أمان وجلست قليلا تلتقط أنفاسها ثم قامت لتدخل غرفتها محاولة النوم لكنها لم تستطع وفجأة قفز لذهنها خاطر مجنون فقامت لتخلع كل ما ترتديه وترتدى عباءتها على اللحم وتتجه للمطبخ حيث أعدت كوبين من الشاى واخذتهما على صينية وصعدت بهما السلم فى إتجاه السطح حيث يرقد أمجد

وجدت باب السطوح مفتوحا فدخلت منه وأحكمت إغلاقه واتجهت للبرجولة حيث يرقد أمجد فى خطوات متسللة

لمحها أمجد على ضوء القمر وعرفها من مشيتها فاعتدل جالسا حتى وصلت إليه ووضعت الصينية على الأرض أمامه وجلست بجواره ملقية برأسها على كتفه فأحاطها بذراعه

  • مش عارفة أشكرك إزاى يا أمجد على اللى عملته النهاردة مع منى
  • تشكرينى على إيه يا ريرى ؟ إنتى عارفة منى بالنسبة لى إيه
  • بتحبها يا أمجد ؟
  • طبعا باحبها ....... تعرفى ساعات باحس إن المجنونة دى بنتى
  • بنتك إيه ..... دى اصغر منك بشهر يا واد
  • لأ بجد زى ما بقولك ..... باحس إنها بنتى
  • يعنى مبتفكرش فيها كبنت ممكن تنام معاها ؟
  • لأ طبعا ..... عمرى مافكرت فيها بالشكل ده
  • ليه يا أمجد ؟ بسبب علاقتى بيك؟
  • اقولك حاجة وتصدقيها ؟
  • قول
  • أنا عمرى ما فكرت إنى ممكن انام مع واحدة غيرك
وعندها ضغط ذراعه بقوة حولها فرفعت له شفتيها وغابا فى قبلة حارة واستمرت جولة الجنس بينهما تلك المرة طويلا حتى انتهت قبل الشروق

الجزء الرابع

مقدمة

لا زالت فصول قصتنا تدور فى ثمانينيات القرن العشرين

لم تكن الفوارق بين الطبقات الإجتماعية وقتها كما هى الآن ..... كانت الأغلبية من الطبقة المتوسطة وكان الأبناء وقتها هم الهم الأول للاباء ولم تكن الحياة رغم صعوبتها الشديدة بهذا التوحش الموجود فى وقتنا الحالى

كان الآباء لديهم الوقت الكافى لتربية أبنائهم وتعليمهم دروس الحياة التى تعلموها من أبائهم وزادوها بخبراتهم المكتسبة فنقلوا لأبنائهم خلاصة تجربتهم الحياتية

كانت كل أم تلقن إبنتها دروس خاصة تجعل منها إمرأة قادرة على مواجهة ما سوف تلتقيه فى حياتها

وقد يستغرب بعض القراء من الشباب معرفة أن كل أم كانت تلقن إبنتها كل صغيرة وكبيرة عن كل شئ بداية من كيفية رعاية منزلها وحتى كيفية إسعاد زوجها ورعاية وليدها

لم يكن الآباء يتركون أبنائهم للتعلم من الأصدقاء أو من مصادر المعلومات الغريبة فلم يكن هناك إنترنت ليتعلم منه الصغار ما قد يدفعهم لتجارب مؤذية لهم ولغيرهم

كان كل رب أسرة يحرص ولو لمرة فى الأسبوع على الدخول بوجبة خاصة تتجمع حولها العائلة ويدعو إليها أحيانا من يجده مناسبا لدخول بيته وكانت وجبة الكباب من الحاتى هى قمة رخاء الإسبوع

كانت الأبواب مفتوحة بين الجيران طول النهار رغم المشاكل المادية التى تغلق عليها فى الليل

كانت أيام جميلة رغم صعوبتها الشديدة​

والآن فلنعد إلى قصتنا

...............................................................................................



بينما تحتضن منى الوسادة التى تحمل رائحة أمجد قفز لذهنها ذكرى دفنتها عميقا فى أعماق أعماق ذاكرتها . إنها ذكرى اليوم الذى ظبطتها فيه أمها مع أمجد فى البرجولة وهى تمرر يدها الصغيرة وقتها على زبره بينما هو يمرر أصابعه على كسها . قفزت لذهنها تلك المتعة الجنسية الحقيقية الوحيدة التى مرت بها خلال كل عمرها ولم تدم إلا ثوان . كان زبر أمجد هو الزبر الوحيد الذى رأته فى حياتها وكانت أصابعه هى الأصابع الوحيدة غير أصابعها التى لامست كسها من وقت أن بلغت وإلى الآن .

تتذكر الآن تلك الأحلام الجنسية التى تراودها بين وقت وآخر تفرغ شهوتها المتفجرة خلال نومها لتكتشف الآن أن فى كل تلك الأحلام كان الزبر الذى ترى نفسها تداعبه كان زبر أمجد وأن تلك الأصابع التى طالما حلمت أنها تداعب صدرها وكسها كانت أصابعه

أيقنت وقتها بأن عقلها الباطن إختزن تلك اللحظة وأنها حُفظت عميقا بداخلها ولم تسقط يوما من ذاكرتها

وسط كل تلك الأفكار وجدت منى نفسها تضع الوسادة بين ساقيها وتذكرت أنها ترتدى بيجامة أمجد وأن قماشها الذى يلامس كسها الآن لطالما لامس زبر أمجد وقد يكون هذا القماش تشرب يوما بمنيه وتلك الوسادة بالتأكيد باتت كثيرا بين فخذيه

ضغطت منى الوسادة بين فخذيها ولم تستطع منع نفسها من فركها بكسها لتقذف ماءها غزيرا وتبلل لأمجد بيجامته ووسادته فأم أمجد عندما خلعت عنها كل ملابسها لتحممها ألبستها بيجامته فقط ولم تلبسها أى شئ تحتها

إنزعجت منى وقتها فتلك هى المرة الاولى فى حياتها التى تأتيها رعشتها وهى واعية لكن ذلك الإنزعاج لم يدم طويلا فلن يشعر أحد بما حدث وحتى لو شعر أمجد بما حدث فستكون سعيدة فعلى الأقل قد يعرف أنها تشتهيه فبالتأكيد هو ايضا يشتهيها بل يعشقها فما تشعر به الآن نحوه لايمكن أن يكون لا يملك مثله نحوها وربما أكثرمنه فالبركان الذى شعرت به يثور داخل صدر أمجد من أجلها لا يثور إلا فى صدر عاشق يهيم حبا بالتأكيد

دارت كل تلك الأفكار فى رأس منى واستقر يقين بداخلها أن أمجد يحبها حب ذكر لأنثى لا حب أخ لأخت أو صديق لصديقة ولكنها هى التى لم تكن ترى هذا الحب ولم تكن تعرف أنها تبادله دون أن تدرى نفس الحب

إستقر ذلك اليقين بعقل منى وأغمضت عينيها سعيدة لتنام بعمق ولم تكن تدرى بأنه فى الوقت الذى تخيلت فيه أن أمجد يمارس الجنس معها كان أمجد فوقها تماما فى البرجولة لا يفصله عنها إلا السقف يمارس جنس حقيقى عنيف مع أمها وأن أمها أتت شهوتها مرات ومرات بين ذراعى أمجد مقابل تلك المرة الوحيدة المتخيّلة التى قذفت هى فيها مائها

كم انت مسكينة يا صغيرة فقلبك النقى لايزال بكراً لا يستوعب تعقيدات النفس البشرية

....................................................................................................

غادرت أم منى البرجولة قبيل شروق الشمس بقليل بعد أن قضت ليلة مع هذا الشاب الذى علمته فنون الجنس فتفوق فيها وكأن غريزته توجهه لكيفية إسعاد امراة وجعلها كاللعبة بين ذراعيه رغم مظهره الهادئ وطبيعته الخجولة حقا فهو لا يتصنع الخجل لكنه خجول يتحول فى لحظات الشبق لرجل يعرف حقا كيف يسعد الأنثى بين يديه بطبيعته الغريبة التى تجعل نشاطه يزداد بعد كل ممارسة جنسية بعكس كل ما تعرفه عن الرجال .

بعدما تركته عشيقته الشبقة بقليل هبط أمجد مباشرة ليفتح باب شقتهم بهدوء شديد ويأخذ مفتاح سيارة أبيه ويهبط لينظفها وقبل أن ينتهى من مهمته بلحظات يفاجأ بابيه يقف بجواره مندهشا

  • إنت بتعمل إيه يا أمجد ؟ إنت رايح الجامعة بالعربية النهاردة ؟
  • لأ طبعا يا يا بابا .... إنت تعرف عنى إنى ممكن اعمل كده ؟
  • أمال نازل تغسل العربية عالصبح كده ليه
  • أصلها اتوسخت فى مشوار امبارح وقلت انضفهالك قبل ما تنزل
  • يابنى وليه تتعب نفسك ..... مانت عارف إن عربية المصنع بتيجى تاخدنى
  • ميضرش برضه يا بابا إنها تفضل نضيفة
فنظر إليه ابوه بنظرة شك فقد ظن أن شيئا ما قد حدث بينه وبين منى فى السيارة وأن أمجد يزيل أثاره

  • أمجد ..... خد بالك ..... منى أبوها سايبها أمانة فى رقبتى ورقبتك ولازم نحافظ عليها
  • إنت مخك راح بعيد قوى يابابا.... منى زى أختى ومفيش بينى وبينها حاجة غير كده وعمرى ما هافكر فيها غير كده ومتخافش .... إنت عارف إن تربيتك ليا متسمحليش بحاجة زى كده
  • نعم ياخويا ....أختك وتربيتك متسمحش؟ إنت حماريالا ... بت زى القمر زى دى وتقولى اختك ؟ دانا باحوشلك فلوس شبكتها يا حمار
  • حتى انت يا بابا ؟ مش كفاية عليا حضرة الناظرة
  • طب غور بقى من وشى واطلع إستحمى قبل ما عربية المصنع تيجى والسواق يشوفك بالمنظر ده ..... قال أختى قال ... عيل حمار.... وبعدين تعالى هنا .... إنت نازل تغسل العربية وانت لابس بيجامتى .... إطلع إقلع البيجاما دى وغور على كليتك ..... أوعى منى تشوفك بالمنظرالقذر ده .... متصبحش عليها حتى غير لما تستحمى وتلبس حاجة نضيفة ... فاهم؟
لم يكن أمجد يتوقع غضبة أباه بتلك الطريقة فإنه يعلم رقة قلبه رغم مظهره القاسى ولكنه لم يستغرب تلك الغضبة فهو يوقن بأن أبوه مثله مثل أمه ومثل جميع الطيبين يرى الثنائى منى وأمجد أمل جميل فى وقت عزت فيه الآمال

صعد أمجد لشقته ليقابل أمه أمام الباب تودع شقيقيه قبل ذهابهم لتنظر له أمه نظرة غاضبة

  • إيه اللى عامله فى نفسك ده ؟ ده منظر ؟ كنت فين بالمنظر القذر ده عالصبح
  • كنت باغسل العربية يا ماما ..... وعارف كل اللى هتقوليه .... وعارف إن منظرى قذر ....الباشمهندس لسة مديهوملى فى الشارع حالا ... وعارف إن ميصحش الليدى منى تشوفنى كده ..... إنتى مش رايحة المدرسة النهاردة ولا إيه ؟
  • لا مش رايحة هأقعد مع منى ..... واعمل حسابك تيجيى بدرى من الكلية علشان منى ومامتها هيتغدوا معانا النهاردة
  • حاضر .... ممكن بقى تخشى تجيبى لى غيار وقميص وبنطلون من أوضتى علشان أخش آخد دش واغير والحق كليتى
  • حاضر ..... أوعى تتحرك من الصالة قبل ما ارجع
اتجهت أم امجد ناحية غرفته حيث قضت منى ليلتها وفتحت بابها بهدوء حتى لا تزعج منى فهى تظنها لا زالت نائمة لكنها وجدتها جالسة فى الفراش مبتسمة تحتضن وسادتها أو بالأحرى وسادة أمجد ولمحت فى عينيها تلك النظرة الهانئة السعيدة التى تعرفها وتراها على وجهها هى نفسها فى المرآة صباح كل يوم جمعة عندما تقضى ليلتها الأسبوعية الخاصة مع أبو أمجد فأيقنت أن أميرتها الصغيرة قد راودها أحد تلك الأحلام التى تراود المراهقات وتجعلهن يستيقظن فى عينيهم تلك النظرة وعلى شفاههن تلك الإبتسامة

  • صباح الخير ياحبيبتى .... نمتى كويس ؟
  • نمت نوم منمتهوش طول عمرى يا ماما
  • إيه ده ؟ ماما ...... أوعى تقوليلى يا طنط تانى ... أجمل ماما سمعتها فى حياتى
  • هو صوت أمجد ده اللى برة
  • آه يا حبيبتى .... كنت داخلة أجيبله هدوم علشان يستحمى قبل ما يروح الكلية
فقفزت منى من فراشها لتطبع على وجه أم أمجد قبلة رائعة وتلمح أم أمجد موضع بللها على بنطلون بيجامة أمجد الذى ترتديه فتبتسم . فقد تأكد ظنها

  • طب انا هاخرج اصبح عليه
وقبل أن تحاول الأم منعها كانت قد وصلت للصالة بقفزة واحدة وبمجرد أن وصلت أنفجرت فى ضحك متواصل لم تستطع كتمه لتتكلم وسط ضحكها

  • إيه اللى إنت عامله فى نفسك ده يا باشمهندس .... ومشمر بنطلون البيجاما كده ليه ... كنت بتمسح السطوح
  • لأ يا روح أمك كنت بأغسل العربية اللى طينتيها إمبارح قبل أبويا ما يشوفها
  • إنت كنت بالمنظر ده فى الشارع ؟ هى البيجاما دى واسعة عليك كده ليه ؟
  • يخربيت ظرفك عالصبح ... بيجامة أبويا لبستها علشان كنتى محتلة أوضتى يا ظريفة
كانت أمه واقفة خلف منى تراقب حوارهما وقلبها يرقص طربا وابتسامتها تملأ وجهها

  • إيه الإسلوب اللى بتتكلم بيه ده يا أمجد .... فيه جنتلمان يكلم بنت قمر كده بالأسلوب ده
  • شايفة يا ماما ... قليل الذوق
  • ماما ؟ يعنى مش مكفيكى خدتى أوضتى وبيجامتى هاتخدى أمى كمان
  • لو كان عاجبك .... وبصراحة بافكر أجى اقعد فى الأوضة دى .... نمت فيها كويس
  • خلاص بلاش غلبة أنا داخل استحمى علشان اروح كليتى
  • أمجد
  • نعم يا زفتة
  • هاخش اعمل لك الشاى باللبن اللى بتحبه
فابتسم أمجد لطريقة نطق منى لجملتها الأخيرة .. فقد نطقتها برقة دائما ما تداريها بكلامها وهزارها مع كل من تعرفهم ... لكنه يعرفها عندما تفلت منها رقتها

كانت أم أمجد تكاد تطير سعادة بتلك النظرة الخاطفة التى لمحتها فى عينى إبنها وتلك اللمعة التى داراها سريعا ولحظة الصمت التى سادت بين منى وأمجد ونظرة منى المعلقة بوجه أمجد تنطق بحب تعرف هى علاماته جيدا

قطعت السيدة الحكيمة تلك اللحظة كى لا تطول فتفقد بريقها

  • خش خد حمامك ومنى هتعملك الشاى على ما أرتب أوضتك ..... قصدى أوضة منى
  • هى بقت أوضتها رسمى خلاص .... ماشى يا حضرة الناظرة
أنهى أمجد حمامه سريعا ليلمح منى تدخل غرفته حاملة صينية فيلحق بها ليجد أمه تخرج من الغرفة وعلى وجهها إبتسامة سعادة لتقابله قبل دخوله

  • إتكلم معاها كلمتين حلوين قبل ما تنزل وبلاش الدبش اللى بتحدفوه على بعض ده ... البنت محتاجة تفضفض عن اللى حصلها إمبارح ومش هتتكلم مع حد غيرك
فدخل أمجد الغرفة ليفاجأ بأمه تغلق بابها عليهما ليجد منى قد اعدت له إفطارا لم يدر أنها قادرة على إعداده

  • إيه ده يا منى ؟ مانتى عارفة إنى مبفطرش
  • متستعبطش يا أمجد .... أنا عارفة إن مفيش معاك فلوس تاكل فى الكلية وبقية الخمسة جنيه يا دوب تمشيك باقى الشهر لو إتحطيت فى أى موقف ... مينفعش تمشى من غير فلوس خالص كده ولازم تاكل كويس ... إنت بتتمرن مرتين فى الإسبوع وكليتك مرهقة ... علشان خاطرى متحرمنيش من إنى عالأقل أحضرلك فطارك .... كفاية اللى بتعمله علشانى
  • طيب النهاردة حضرتيلى الفطار ... هتطلعى كل يوم تفطرينى
  • لو اقدر أعملها هاعملها لكن كل يوم هاحضرلك فطار تاخده معاك ... أو ....
  • أو إيه يا مجنونة
  • أحضر فطار وناكل إحنا الإتنين سوا قبل ما نروح كلياتنا فى أى حتة
  • طيب إفطرى معايا النهاردة
  • ماشى هافطرمعاك علشان افتح نفسك
  • يعنى إنتى عملتى لى فطار وهتاكليه منى
  • تصدق إنك رذل يا أمجد ..... إتفضل كل ومش هاكل معاك
  • يا عبيطة باهزر معاكى ... مش هاحط فى بقى لقمة من غيرك
كانت الأم تقف خلف الباب تتسمع كى تتدخل لو تجاوز الشابين الحد وكان قلبها يرقص طربا لما تسمع . إنهما يعشقان بعضهما وهما فى طريقهما الآن للتعرف على حقيقة مشاعرهما

إنهى أمجد ومنى إفطارهما سريعا ومنى لا تكاد ترفع عينيها عن أمجد بينما هو يزدرد طعامه مسرعا ليلحق بموعد الأوتوبيس الذى يقله للكلية وبمجرد إنهاءه طعامه نظرت منى إليه

  • أمجد .... ممكن اطلب طلب ؟
  • إطلبى يا منى إنتى عارفة إنى عمرى ما هرفضلك طلب
  • ممكن تحضنى ؟
  • جرى إيه يا بت .... مالك ؟
  • يا أمجد متبقاش بايخ بقى ... باحس إنى مطمنة لما تحضنى
فمد أمجد ذراعه حول كتفيها كما فعل فى الليلة السابقة لكنها إلتفتت نحوه لتواجهه وتلف ذراعيه حول عنقه فشعر أمجد أنها بحاجة لهذا الحضن كى تشعر بالأمان بعدما حدث معها من ممدوح بالأمس ولف ذراعيه حولها فضغطت كامل جسدها على جسده وشعر أمجد بانفاسها تخرج حارة على عنقه فضمها قليلا ومرر كفه على ظهرها ليكتشف أنها لا ترتدى ملابس داخلية أسفل البيجامة ويجد عضوه يبدأ فى الإنتصاب وليجد نفسه فى لحظة يرغب فى أن تطول ملامسة جسده لجسدها وقبل أن تقرر الأم فى الخارج أنهم قد وصلوا لآخر المدى المسموح به يفيق أمجد من هفوته ويبعد منى عن جسده وهو ينتفض وكأن ثعبان قد لدغه

  • منى .... إنتى مش لابسة حاجة تحت البيجامة ؟
  • توء توء
  • يخربيتك .... هتودينا فداهية بجنان اهلك
  • ماما هى اللى لبستنى إمبارح وملقتش عندها حاجة على مقاسى
  • أمى ؟ مافيش فايدة ... اللى فى دماغها فى دماغها طب أنا هاخرج دلوقتى ... أشوفك لما ارجع .... ياريت تتكرمى عليا إنتى وأمى وتلبسى حاجة تحت البيجاما لو ناوية تفضلى لابساها لإنك كده خطر... سلام
  • أمجد
  • نعم
  • خد بالك من نفسك
  • مالك يا بت ؟ مش واخد منك عالرقة دى إنتى وانتى بتجرى إمبارح وقعتى على دماغك ولا حاجة
  • طب غور من وشى بقى ... جتك مصيبة
  • ماهى المصيبة واقفة قدامى أهى
وخرج أمجد مسرعا ليلاحظ امه تبتعد عن الباب ويوقن بأنها قد سمعت كل ما حدث فينظر لها نظرة غيظ

  • ماشى يا حضرة الناظرة .... مش ناوية ترجعى عن اللى فى دماغك لغاية ما هتجيبلى مصيبة
  • غور على كليتك ... عيل حمار
  • شكرا يا حضرة الناظرة
وينطلق أمجد مسرعا حاملا كشكول محاضراته ليقابل سميرة منتظرة عند مدخل عمارتها ليتجه ببصره ناحيتها هذه المرة ويبطئ من سيره حتى تتماشى خطواته مع خطواتها وعندما يصلا للمحطة يستأذنها لينتظر الأتوبيس قبل المحطة لكنها توقفه ممسكة بذراعه

  • خليك واقف معايا
لم يكن أمجد مستعدا لمثل تلك اللمسة من زميلته فتجمد مكانه وشعر فى تلك اللحظة بشئ ما يدفعه لإطاعتها لم يدر ما هو لكنه نظر لعينيها ولم يستطع للحظات أن يمنع عينيه من التعلق بعينيها ولم يدر ما يفعل إلا أنه وقف بجوارها وعندما وصل الأتوبيس وجد نفسه يقف خلفها بسنتيمترات قليلة يمنع عنها زحام الصاعدين رغم الطوفان البشرى الذى يحمل الجميع للداخل وكأن سميرة تتوقع منه مافعل وعندما صعدوا ووقفوا وسط الزحام توقعت أن يتلامس جسديهما فهى منذ أمس تشعر بشعور غريب ناحية هذا الشاب الذى تراه مختلفا فى كل شئ لكن الجسدان لم يتلامسا ولو لمرة رغم أنه كان يقف خلفها يحيطها بذراعيه دون أن يلمس ذراعيه جسدها بعد أن أوقفها بين مقعدين تمسك بمقبضيهما الخلفيين بقوة يمنع أى تلامس يحدث بينهما أوبينها وبين أى من الركاب المزدحمين وكأنه جدار يحيط بها يحميها وسط هذا الزحام ولم تدر سميرة ماهية الشعور بالأمان الذى شعرته فى تلك اللحظة

دخل أمجد وسميرة من بوابة الكلية ليجدا صديقاتها مجتمعات كاليوم السابق فى إنتظارها لكن فى تلك المرة توقف معهن لدقائق حياهم فيها قبل أن ينصرف لمكانه المفضل فى المدرج ويتركهن ليذهبن إلى الكافيتريا للإفطار لتتبعه سميرة بعدها بدقائق قليلة ويدور بينهما حوار مختلف تلك المرة

  • إنت ليه يا أمجد متجيش تفطر معانا ؟ بتتكسف ؟
  • لأ هتكسف من إيه بس أنا فطرت فى البيت
  • طيب أنا مفطرتش لسة ممكن تفطر معايا ؟
  • صدقينى فطرت فى البيت وكمان الكافيتريا الصبح بتكون زحمة ومش هنلاقى مكان فى المدرج لما نرجع
  • أنا جايبة معايا سندوتشات من البيت ناكلها هنا سوا
  • نفطر فى المدرج ؟ لو حد شافنا ناخد جِزا
فانفجرت سميرة ضاحكة وهو ينظر لها فى تعجب

  • يابنى إنت مش فى المدرسة العسكرية لسة .... جِزا إيه اللى ناخده .... هنا عادى ممكن نفطر ونشرب شاى كمان طالما مافيش محاضرة شغالة
  • ههههههههههههههه ..... سامحينى يا آنسة سميرة ... لسة متعودتش
  • يابنى إسمى سميرة من غير آنسة ... إتعود بقى
  • باحاول لكن واضح إنى هاحتاج شوية وقت
ومدت سميرة يدها إليه بسندوتش تردد كثيرا قبل أن يتناوله منها لكنه فى النهاية أخذه وبالصدفة لامست أطراف أصابعه يدها فشعر بشئ ما ينتابه يجعله ينظر لوجهها فتلتقى عيناهما للحظات أخفضت سميرة بعدها نظرها للأسفل فلسبب تجهله لم تستطع النظر فى عينيه أكثر من تلك اللحظات وساد الصمت بينهما طويلا حتى أنهي السندوتش الذى أعطته له بينما هى لا زالت تقضم السندويتش الخاص بها قضمات رقيقة دون أن ترفع عينيها ناحيته مرة ثانية

  • تسلم إيديكى ... سندوتش رائع
  • طيب خد واحد تانى
  • لأ مش هينفع .... وزنى لازم ينزل شوية علشان عندى ماتش قريب
  • ينزل عن كده ؟ دا أنا متهيألى إن مافيش فى جسمك دهون تنزلها
  • لأ فيه عندى 3 كيلو زيادة
قطع حديثهما وصول باقى الزميلات بصخبهن المعتاد واندمجن جميعا فى حديث ضاحك مع أمجد الذى أصبح ولد وحيد وسط ثُلة من البنات ولسن أى بنات . فتلك الثُلة اُطلق عليها فيما بعد جميلات الدفعة

......................................................................................................

بينما أمجد فى كليته كانت منى جالسة أمام تسريحة غرفة نوم أمه وأمه خلفها تمارس هوايتها فى تمشيط شعرها وهى تنظر لوجهها فى المرآة بحب حقيقى لتفاجئ الأم منى

  • بتحبيه يا منى ؟
  • أمجد ؟
وتصمت منى بعد أن افلت إسم امجد من بين شفتيها فقد أيقنت أنها صرحت لأمه بحبها له دون وعى منها فتبتسم الأم إبتسامة سعادة

  • أه أمجد يا منى ..... بتحبيه؟
فيحمر وجه منى خجلا وتطرق بوجهها لا تستطيع نطقا ً فتتركها أم أمجد لخجلها لحظات

  • تبقى بتحبيه !!
  • مش عارفة يا ماما ... بجد مش عارفة ... يمكن لو كنتى سألتينى إمبارح بس كنت هاعرف ارد عليكى .... كنت هاقولك باحبه زى أخويا أو أكتر من أخويا والكلام ده .... بس بعد ما شوفت خوفه عليا والطريقة اللى عاملنى بيها وومحاولته يخرجنى من اللى انا كنت فيه خلتنى أحس ناحيته إحساس مختلف مش عارفة إيه هو ... لكن حاسة إنى عايزة أفضل معاه ومبعدش عنه
  • لما حضنك حسيتى بأيه يا منى
فشعرت منى بالإرتباك يجتاحها حتى أن أطرافها ارتعشت

  • يا بت متخافيش ... أنا كنت واقفة ورا الباب وسمعت كل حاجة ... ولا إنتى كنتى فكرانى هاسيبكم كده لغاية ما تقعوا فى الغلط ... قولى يا منى متخافيش
  • حسيت ... حسيت ... إحساس مش عارفة إيه هو ... مش إحساس شهوة ولا جنس ... لأ ... إحساس إنى عايزة أفضل فى حضنه
  • حسيتى بأنك فى أمان .... صح يا منى ؟
  • صح .... إنتى عرفتى إزاى ؟
  • علشان هو ده الحب يا بنتى ...لما البنت بتحب بتحس بالأمان فى حضن اللى هيا بتحبه
  • وإنتى عرفتى منين يا طنط ؟ هو على ايامكم كان فيه حب وكده ؟
  • طنط إيه يا بت ؟ مش قلنا ماما ... وإيه أيامكم دى ... محسسانى إنى جيالك من القرى الرابع عشر
  • آسفة يا ماما ... بس قوليلى إنتى عرفتى إزاى اللى كنت حاسة بيه
  • بس يا بت .... المفروض انا اللى باوقعك فى الكلام مش إنتى اللى هتوقعينى
  • لأ بجد يا ماما ... أنا دايما كنت باحس إنك عايزانى أنا وأمجد نحب بعض ... وامبارح كنت حاسة إنك بتساعدينى كمان ... ليه ؟
  • علشان أنا عارفة جمال إحساسك ده يا منى
  • أيوه بقى .... عرفتيه منين ؟ إنتى كنتى بتحبى عم حسن قبل ما تتجوزوا ؟
  • أه كنت باحبه وعارفة إنه بيحبنى بس الأمور أيامنا كانت أصعب
  • طب إحكيلى علشان خاطرى ..... علشان خاطرى .... إحكى ... إحكى ...
  • يا بت اهمدى ... هاحكيلك
  • طيب هاسكت أهو .. إحكى بقى
  • كانت أول سنة لية فى التدريس ... كنت بادرس لسه لسنة أولى إبتدائى وكانت بنت أخت عمك حسن تلميذة عندى فى الفصل وجه يوم ياخدها قبل الحصة الأخيرة ما تخلص
  • ها وبعدين
  • أول ما شوفته يا بت حسيت إن قلبى وقع فى رجليا وإنى فقدت النطق ... لقيت نفسى يا بت يا منى واقفة قدام رشدى أباظة
فانفجرت منى ضاحكة وكادت أن تقع على ظهرها

  • مين ؟ رشدى أباظة ؟ عم حسن ؟ مش الشبه بعيد شوية يا ماما
  • بس يابت .... أنا شفت عمك حسن شبه رشدى أباظة وخلاص وانا كنت باموت فى رشدى أباظة
  • وبعدين عملتى إيه مع رشدى اباظة
  • طردته
  • نعم ؟ طردتيه ؟
  • آه طردته منا ملقتش حاجة أقولها قمت طردته وقلت له يجيى بعد الحصة ما تخلص .... كنت عايزة اشوفه تانى
  • دا انتوا مكنتوش سهلين بقا يا ماما ... طردتيه علشان يرجع تانى وتشوفيه... فكرة برضه
  • تانى يوم رحت المدرسة لقيته واقف مستني قدام المدرسة ... عملت نفسى مش شايفاه ودخلت عالمدرسة على طول
  • وبعدين
  • وانا خارجة لقيته واقف عالباب .... برضه عملت نفسى مش شايفاه ومشيت
  • وهو عمل إيه ؟
  • فضل ماشى ورايا لغاية ما دخلت البيت ... وفضل يا عينى واقف قدام البيت يجيى نص ساعة عمال يبص عالشبابيك عايز يعرف أنا ساكنة فى أنهى شقة
  • وانتى عرفتى منين ؟
  • مانا كنت واقفة ببص عليه من ورا الشيش
  • وبعدين عمل إيه عم رشدى أباظة ؟
  • فضل كل يوم يستنى قدام المدرسة الصبح وآخر النهار ويمشى ورايا وانا مغلباه .... ساعات كنت اتعمد أعذبه علشان اعرف هيعمل إيه
  • تعذبيه إزاى يعنى
  • مرة فضل ماشى ورايا يجيى ساعة قمت دخلت محل قماش وفضلت اتفرج على كل القماش اللى عندهم . يجيى ساعتين كده وانا شايفاه من ورا إزاز الفترينة واقف يا عين امه فى الشارع مرفعش عينه عن باب المحل
  • ومحاولش يكلمك بعد كده ؟
  • ماهو لما حاول يكلمنى خد علقة محترمة
  • ضربتيه ؟
  • لأ ... كنت باشترى الخضار لأمى وحاول يكلمنى ... زعقتله .... قام الخضرى وصبيانه إتلموا عليه ضربوه علقة موت
  • دا إنتى كنتى مفترية يا ماما ... وهو مكانش بيروح شغله وماشى وراكى ؟
  • كان لسة متعين فى مصنع شبرا الخيمة وكان بيشتغل فى وردية بليل ... كان بيخلص ورديته ويجيى جرى عالمدرسة علشان يشوفنى من بعيد ويستنانى لما اخلص ويمشى ورايا
  • ده عم حسن كان رومانسى بقى
  • ولسة يا بت رومانسى ... عمك حسن ده أرق راجل فى الدنيا
  • واتجوزتوا أزاى ؟
  • لما تعب من المشى ورايا والعُلق اللى كان بياخدها بسببى جاب ابوه وامه وجم خطبونى واتجوزنا بعدها بيجيى سنة كدة
  • يا ااه يا ماما دانتوا حكايتكوا حكاية ..... إمتى بقى أول مرة قالك بحبك
  • بعد ما ضربتوا بالقلم
  • ضربتيه بالقلم ؟
  • أه ... كنا لسة مخطوبين ورحنا القناطر سوا مع أهلى وقمت أتمشى معاه شوية جه فى حتة فاضية وقام بايسنى قمت ضرباه بالقلم .... تانى يوم جه عندنا جايب لى ورد وهو بيديهولى قالى بحبك
أدركت منى وقتها سر تماسك هذا البيت ونجاحه ..... فهو بيت عاشقين لم تنل الأيام من عشقهم وتمنت أن يجمعها بأمجد بيت مثله وأن يطل عشقه من عينيها مثلما يطل عشق ابيه من عينى أمه الآن

  • طب اعمل إيه علشان اخلى امجد يحبنى ؟
  • متعمليش حاجة .... هوبيحبك بس مش عارف لسه
  • طب اضربه بالقلم علشان يقولى بحبك .... نفسى اسمعها منه
  • هتسمعيها بس إتقلى عليه شوية .... لما بتغيبى عنه شوية بيقى زى المجنون وبيبقى مش طايق نفسه .... فاكرة يا بت أول مرة جاتلك الدورة لما خليناكى فى شقتكم إسبوع مشافكيش
  • أه فاكرة
  • كان هيتجنن ... وكان صعبان عليا بس كنتوا عيال وقتها وخفنا عليكوا ... ولسة لغاية دلوقت لما يعدى يوم ميشوفكيش بيبقى زى المجنون ... عارفة يا منى لما كان بيرجع من المدرسة كل خميس ... مكانش ياكل ولا يشرب غير لما يشوفك
  • طب اعمل إيه ؟.... أخليه يغير عليا ؟
  • أوعى ..... أمجد طالع صعيدى زى أبوه ودول غيرتهم وحشة ... جننيه ....خليه يشوفك قدامه من غير ما يقرب منك ... وبلاش كل شوية أحضنى أحضنى دى
  • بس أنا باحس بالأمان لما بيحضنى
  • خليه هو اللى يبقى عايز يحضنك يا بت
  • واخليه يبقى عايز يحضنى أزاى
كانت جلسة منى مع أم أمجد قد إنتقلت إلى الصالة حيث إستكانت منى فى حضن ام أمجد التى لفت ذراعها حولها فى حنان ونظرت فى وجه الصغيرة تتأمل جمال هذا الوجه

  • تعالى يا بت ... حواجبك مش مظبوطة ....... قدامى على الأوضة جوا
أجلستها الأم أمامها وجلست أمامها تعمل بملقطها الصغير فى وجهها

  • مقولتليش أخليه يحضنى إزاى
  • عيطى !
  • نعم ؟ أعيط ؟
  • آه عيطى .... بس من غير صوت ... خليه يشوف دمعتين بس نازلين من عينيكى الحلوة دى وهو هيحضنك من غير ما تطلبى .... و مش كل مرة كمان تسيبيه يحضنك .... أمجد نسخة من أبوه فى حنيته ومش هيستحمل يحس إنك زعلانة
  • ياااه يا ماما دانتى طلعتى حكاية
  • ماهو أنا كان نفسى فى بنت علشان اتكلم معاها زى ما بكلمك كده .... بس إتعوضت بيكى يا حبيبتى
  • وانا باحبك قوى يا ماما
ومدت الأم يدها لدرج تسريحتها لتخرج صندوق أدوات مكياجها وتلتقط منه قلم كحل وتنهمك باهتمام فى رسم خط دقيق حول عينى منى زادتهما جمالا على جمالهما وأتساعا على إتساعهما

  • بصى كده على عنيكى فى المراية
  • إيه ده ؟ أول مرة أشوف عنيا حلوة كدة
  • إحفظى بقى الرسمة دى ومتخليش أمجد يشوفك من غيركحل
وبحثت الأم قليلا فى صندوقها وأخرجت قلم روج وردى

  • خدى حطى من الروج ده .... متكتريش ... إنتى شفايفك حلوة من غير حاجة بس أمجد بيحب اللون ده
  • وعرفتى منين ؟
  • أبوه بيحبه
وبالفعل وضعت منى الروج وببعض توجيهات من الأم نجحت فى رسم شفتاها بصورة رائعة

  • كده كل حاجة تمام .... خلى قلم الروج ده معاكى وحطى منه كل ماتيجى طالعة هنا ... بس أوعى أمجد يشوفك خارجة وانتى حاطة مكياج ... هيطين عيشتك أنا عارفة غيرة الصعايدة شكلها إيه ... يلا بقى نتصل بأمك تطلع تقعد معانا شوية زمانها هتتجنن عليكى بس أوعى تقوليلى يا ماما قدامها قبل ما تستأذنى منها ولو حسيتى بس إنها زعلانة متقوليلش يا ماما قدامها
وبالفعل تصعد أم منى لتكتمل جلسة الثرثرة بعد أن بدا على وجه أم منى السعادة عندما إستأذنت منها منى قبل أن تنادى أم أمجد بلقب ماما

  • يوه يا منى إنتى بتستأذنى منى .... دى ليها فيكى أكتر منى
  • أنا باحبكم إنتوا الأتنين وكل الناس ليها أم واحدة أنا ليا اتنين
  • بس إيه الحلاوة اللى إنتى فيها دى يا بت صاحية فايقة وحاطة كحل وروج .... اللى يشوفك دلوقتى ميشوفكيش وإنتى مستقتلة امبارح
  • ماما حطتلى مكياج وعلمتنى أرسم عنيا بالكحل .... ده أنا نمت نوم يا ماما .... متهيألى البيجامات الرجالى مريحة فى النوم أكتر من بيجاماتى
لترد أم منى سريعا وكأنها كانت تنتظر تلك الكلمة

  • خلاص يا منى خدى البيجاما دى ليكى .... وكمان خدى المخدة اللى كنتى نايمة عليها طالما إستريحتى عليها
وعلمت منى وقتها أن أم أمجد قد لاحظت البلل على بيجامة أمجد التى ترتديها وعلى وسادته فشعرت بخجل شديد من نفسها ونظرت فى الأرض لترد أمها عنها

  • لأ ميصحش يا أم أمجد ناخد بيجامة الجدع ومخدته كمان
  • يعنى هو كان دافع فيهم حاجة ؟ أنا اللى مشترياهم واعمل إللى انا عايزاه ... هو أنا عندى أغلى من منى ومن راحتها .... تعالى يا منى عايزة أديكى حاجة قبل ما أنسى
وأصطحبت ام أمجد إبنتها الجديدة لغرفة النوم لتهمس لها

  • مالك يا بت إتكسفتى كده ليه ؟ ما انا كنت بنت زيك وقبل ما اتجوز ياما بليت كلوتات ومخدات وانا بافكر فى عمك حسن
  • مكنتش فاكرة إنك خدتى بالك
  • يا بت دا إنتى بنتى وبحس بيكى من غير ما أشوف حتى ... خدى البيجاما والمخدة علشان كل ما تشتاقى لأمجد يبقوا معاكى ... وخدى قلم الكحل ده كمان
وخرجوا من غرفة الأم ومنى تحمل فى يدها قلم الكحل وأخرجت قلم الروج معه من جيبها لتعرضهم على أمها بينما دخلت أم أمجد لغرفته وحملت الوسادة لتعطيها لمنى أمام أمها

  • بس كده كتير يا أم أمجد .... مكياجك كمان ؟
  • مفيش حاجة كتير على بنتى حبيبتى واللى هيا عايزاه تاخده من غير حتى ما تستأذن
وينفتح الباب ليدخل أمجد ويفاجأ بمنى جالسة بين أمه وأمها محتضنة وسادته ولا تزال ترتدى بيجامته وتتعلق عينيه بعينيها وشفتيها ويسرح قليلا فى الجمال الذى يراه متجسدا أمامه وتلاحظه امه والسعادة تقفز من عينيها لكنها تقطع تأمله

  • مالك يا واد ... بتبص للبت كده ليه ؟ أول مرة تشوفها ؟
  • لأ شوفتها كتير ... بس مالها محلوة كدة ؟ مش دى اللى كانت بتموت إمبارح وخضتنا عليها
  • بعد الشر عليها ... منى طول عمرها قمر
  • والقمر ماسكة مخدتى ليه بقى؟
  • أنا أديتهالها ... وكمان البيجاما اللى هيا لابساها بقت بتاعتها خلاص
  • طب ما تديها أوضتى كلها وانام انا فى الشارع
  • لو طلبت مش هتأخر وتنام إنتا مطرح ما تنام
  • طب وعملتوا الغدا ولا قضيتوها رغى
  • غدا إيه اللى نعمله ؟ أنا قلت لك هاعمل غدا ؟
  • مش قلتيلى تعالى بدرى علشان عازمين طنط ريرى وقردة الجبلاية دى عالغدا
  • أبوك هو اللى عازمهم .... هيجيب معاه كباب وهو جاى ... إنت فاكر منى هتبقى هنا واسيبها واقف فى المطبخ
  • طيب .... ممكن تسمحيلى أدخل أوضتى دلوقتى يا جناب الليدى منى ولا ممنوع
  • أدخل ....أنا شوية وهانزل أغير هدومى
  • طب تعالى عايزك
وتبعت منى أمجد لغرفته وأغلقا عليهما الباب

  • عاملة إيه دلوقتى يا منى ؟
  • كويسة يا أمجد ... عايزة أحكيلك اللى حصل إمبارح
  • إحكى لو مش هتتعبى
  • إمبارح ممدوح فضل كل شوية يبص فى ساعته طول ما إحنا فى الكلية وبعدين قاللى يا بينا الحفلة زمانها هتبدأ .... مكانش عاجبه اللى انا لبساه وقالى تعالى إشتريلك فستان بدال البنطلون بس أنا مرضتش وهددته إنه لو أصر مش هاروح معاه ... أخدنى فى عربيته وروحنا فيلا بجنينة كبيرة قدامها غيطان كتير بس أنا من أول ما دخلنا من البوابة وأنا مش شايفة جو حفلة ولا غيره ولما سالته قالى الحفلة جوا الفيلا ... ساعتها قلقت أوى وقلتله روحنى .... قالى طيب نسلم عالناس واروحك .... مشيت معاه لغاية الباب ولما خبط لقيت واحد صاحبه زيه كده بالظبط فتح الباب وكان شكله مش مظبوط ... قلت لممدوح مش داخلة وهستناك فى العربية لقيت صاحبه هجم عليا عايز يدخلنى بالعافية وهو جه ورايا كتفنى عايز يشيلنى وصاحبه شد البلوزة فتحهالى ..... قمت ضاربة ممدوح زى ما علمتنى ورميته على صاحبه وطلعت أجرى لغاية ما وصلت الغيط اللى قدام الفيلا نزلت أجرى فيه علشان ميحصلونيش وطلعت الناحية التانية لقيت نفسى فى طريق تراب مشيت فيه لغاية ما وصلت الطريق اللى عليه الكشك رحت لقيت الست دى وطلبت منها أعمل مكالمة وكلمتك ... وانت عارف اللى حصل بعد كده
  • طبعا متعرفيش توصلى للفيلا دى تانى ؟
  • لأ معرفش
كانت انفاس منى تتهدج وهى تقص لأمجد ما مرت به وطفرت من عينيها دمعتان وهى تنظر لعينى أمجد فاقترب منها واحاطها بذراعه لتلقى براسها على صدره تبحث عن إحساس الأمان الذى باتت لا تشعر بمثله إلا فى حضنه

مرت عليهما لحظات حتى توقفت منى عن البكاء ورفعت راسها لأمجد الذى شعر لأول مرة فى حياته مع منى برغبة حقيقية فى تقبيلها وكادت تلك القبلة أن تتم لولا أن أمجد تذكر أمه الجالسة بالخارج وأنها بالتأكيد تتابعه الآن وربما تكون أم منى معها يقفان خلف الباب فابتعد سريعا عن منى

  • فيه إيه يا أمجد
  • مفيش حاجة .... بس إفتكرت حاجة كده عايز أسألك عليها ..... شنطتك اللى كانت معاكى إمبارح فين ؟
  • يا نهار إسود ..... دى فى عربية ممدوح .... دى فيها بطاقتى وكارنيه الكلية كمان .... هاعمل إيه دلوقت
  • ولا يهمك ... ممكن نعمل بدل فاقد للبطاقة والكارنيه متقلقيش
  • والشنطة يا أمجد ؟ دى أكتر شنطة باحبها .... إللى إنت جبتهالى فى عيد ميلادى اللى فات
  • يا بت ولا يهمك .... أجيبلك غيرها
فابتسمت منى شاعرة بأن أمجد كما قالت أمه يحبها لكنه لم يدر بعد وتأكدت من نجاح ما نصحتها به أمه من إستخدام دموعها حين تحتاج لحضن أمجد الذى مد يده إلى دولابه مخرجا أحد مناديله ليناوله لها

  • أمسحى وشك بقى وبطلى عياط .... أمى وامك مش لازم يعرفوا حاجة عن الموضوع ده
  • حاضر ....
  • وكمان علشان الكحل ميبوظش
  • كحل ؟ إنت خايف عالكحل يا أمجد وسط الوضع الطين اللى أنا فيه ؟
  • أه خايف عالكحل علشان العينين الحلوة دى مش لازم تعيط ..... وإسمه الوضع الطين اللى احنا فيه .... مش احنا واحد يا هبلة
فاتسعت إبتسامة منى وكادت أن ترتمى فى حضن أمجد مرة ثانية إلا أنها تذكرت نصيحة أمه

  • لأ متخافش عالكحل يا خويا .... ده نوع غالى ومبيبوظش من الدموع .... ياللا بينا بقى نخرج علشان إتأخرنا عليهم
ويخرج الشابان ليجدا السيدتان منهمكتان فى حديث هامس يبدو أنه مهم ليقطعاه فور وصولهما

لتنتحى أم أمجد بمنى جانبا

  • إنزلى غيرى هدومك يا منى ... إلبسى فستانك الأسود اللى فيه ورد صغير روز ده .... مكسم عليكى وبيبين جمال جسمك .... أمك هتستنى معايا هنا ..... لو مكياجك إتلخبط وانتى بتلبسى صلحيه قبل ما تطلعى .... عايزة الواد الحمار ده يتهبل عليكى النهاردة
  • حاضر يا ماما
  • وشوفى خلخال من الرفيعين اللى امك بتلبسهم إلبسيه
  • بس الخلخال ده موضة قديمة قوى
  • بطلى هبل يا بت ..... النسوان اللى رجليهم وحشة هما بس اللى بيقولوا كده مش إنتى
  • حاضر
وتنصرف منى لشقتها ويتجه أمجد لغرفته لينال قسطا من الراحة وتتبعه أمه

  • شوفت يا أمجد البت قمر إزاى حتى وهيا لابسة بيجامة رجالى
  • أه يا ماما شوفت .... طيب دلوقتى هما كانوا 3 بيجامات اللى حيلتى .... واحدة بلبسها وواحدة فى الغسيل وواحدة إحتياطى لو إحتجت أغير لأى سبب ..... أعمل إيه أنا دلوقتى لو البيجاما اللى انا لابسها إتدلق عليها أى حاجة مثلا
  • مش مهم .... هبقى أديقلك بيجاما من بيجامات ابوك القديمة
  • بيجامات ابويا القديمة .... ماشى يا حضرة الناظرة
وتتركه أمه لينال قسطا من الراحة يقطعه صوت أبيه بالخارج يرحب بأم منى ويمتدح منى وجمالها فيخرج مسرعا ليقبل يد أبيه كما أعتاد فهو لم ينس أنه ذهب لعمله غاضبا منه ليفاجأ بأبيه يحتضنه فى حب ليهمس فى أذنه

  • شايف يا حمار البت .... ده كفاية جمال رجليها ما بالك بقى بأن كلها زى القمر وانت تقولى زى اختى وأخلاقى متسمحليش يا حمار
فيبتسم أمجد وهو يقول فى نفسه " إيه حكاية العيلة دى مع الرجلين "

ويجتمع الجميع حول وجبة الكباب التى وزعتها الأم فى أطباق وينتهى الجميع من تناول طعامهم ليفاجأ بأخيه الذى يصغره بعامين فقط يهمس فى أذنه " يا بختك يا أمجد بت حكاية ورجليها تهبل"

ليزغده فى جنبه قائلا فى نفسه "حتى العيل الصغير عنده نفس عقدة الرجلين"

ويجتمع الجميع مرة ثانية حول أكواب الشاى والحلويات بعد الغداء ويختلس أمجد النظر لساقى منى ليجد نفسه يسرح فى مدى جمالهما و تناسقهما ليجد عضوه ينتصب للمرة الثانية على منى فيصرف تفكيره بعيدا حتى لا يحرج فى وجود هذا التجمع لكن نظرته جهة أبيه تخبره بأن أباه قد لاحظ ما يحاول إخفاؤه فيشعر بحرج شديد يفيق منه على صوت أم منى

  • صحيح يا منى نسيت أقولك .... فيه واحد زميلك أسمه ممدوح أتصل بيكى الصبح وعايزك تتصلى بيه ضرورى .... بيقول فيه ورق مهم ليكى فى الكلية معاه وعايزك تاخديه منه
يدق جرس إنذار قوى فى ذهن أمجد ومنى يمتقع على أثره لونها ليقوم أمجد ويستأذن والده فى أن ينفرد بمنى قليلا لمناقشة موضوع خاص بدراستها وبالطبع لا يمانع الأب ليصطحب أمجد منى لغرفته ويغلق الباب وهو متأكد أن أمه لن تجرؤ على التنصت فى وجود أبيه

  • إيه حكاية الورق المهم اللى مع ممدوح ده ؟
  • معرفش .... ورق إيه اللى هيكون واخده من الكلية
  • طيب متقلقيش .... يمكن عايز يرجعلك شنطتك
  • مش عارفة .... لما انزل هاتصل بيه واشوف إيه الحكاية
  • تنزلى مين .... أنتى هتتصلى بيه دلوقتى وانا معاكى ... مش هاقدراصبر
ويحضر أمجد التليفون سريعا من الخارج لتطلب منى رقم ممدوح بيد مرتعشة وأمجد يلصق أذنه على السماعة معها ليجيب ممدوح بعد قليل

  • ألو ... أنا منى .... ورق إيه اللى يخصنى معاك
  • إتأخرتى كده ليه يا شرموطة دا انا كنت هاجيلك البيت
  • إحترم نفسك ومتخلنيش أشتمك ... إنت لسة ليك عين تكلمنى
  • ده أنا لسه هاكلمك واكلمك واكلمك لسة الماتش مخلصش يا لبوة
  • هاتنطق ولا أقفل السكة يا حيوان
  • حيوان ؟؟ طيب شوفى بقى يا بنت الناس ... جواباتك اللى كنتى بتبعتيهالى وصورك اللى متصوراها معايا عندى لسة .... بكرة التلات....قبل يوم التلات اللى بعده زى الشاطرة كده تجيبيلى ألفين جنيه وتاخديهم ....أو يوم الجمعة اللى بعدها هاكون عند ابوكى فى بورسعيد أديهمله وبرضه هاخد منه ألفين جنيه
  • إنت بتقول إيه يا واطى ... ده ذنبى إنى كنت واثقة فيك ؟
  • بطلى قلة أدب يا شرموطة واسمعى الكلام للآخر .... لو عايزة تاخدى الصور والجوابات ممكن تاخديهم من غير فلوس ..... لكن ............. تيجى تاخديهم من عندى هنا .... من الشقة
  • وانا هاجبلك الفين جنيه منين يا ممدوح ؟ خلى عندك شوية رجولة ورجعلى حاجاتى
  • رجولة مين يا قطة ؟ لو معكيش الألفين جنيه عندك الحل التانى .... قدامك أهو إسبوع تتصرفى فيه ده آخر كلام عندى سلام
ويغلق ممدوح سماعته لتنهار منى جالسة على طرف فراش أمجد الذى أُسقط فى يده ولم يستطع الصمت رغم حالة منى

  • جوابات وصور إيه يا منى اللى مع ممدوح ؟
  • جوابات كنت بابعتهاله وصور إتصورتها معاه لما عزمنى فى المطعم أول يوم فى الكلية
  • وكنتى كاتباله إيه فى الجوابات دى؟
  • كلام حب وكده يا أمجد
  • والصور ؟ كانت صور عادية ولا فيها حاجة ؟
  • لأ كنت لازقة فيه وحاطط إيده على كتفى وكده
  • يخربيت غبائك يا منى .... مقولتليش ليه عالجوابات دى قبل كده ؟
  • خفت أقلك علشان كنت هتزعقلى وتمنعنى
  • يعنى أعمل فيكى إيه دلوقتى ؟ أخنقك واخلص منك ؟
  • إعمل اللى إنت عايزه ومش هزعل .... إضربنى ...إخنقنى.... أنا استاهل ..... أنا غبية إنى مسمعتش كلامك من الأول .... بس ابويا مينفعش يشوف الصور والجوابات دى يا أمجد
كان الغضب داخل أمجد قد وصل مداه لدرجة أعجزته عن التفكير فجلس بجوار منى على طرف الفراش واضعا رأسه بين يديه بينما إنخرطت منى فى بكاء مكتوم إنفطر معه قلب أمجد فقام واقفا ليحتضن راسها

  • خلاص متعيطيش ... أنا هاتصرف
  • هتتصرف إزاى يا أمجد ؟
  • معرفش لسة .... لكن لسة قدامنا إسبوع وأكيد هلاقى حل
  • بجد يا أمجد هتتصرف ؟... يعنى إنت مش زعلان ؟
  • مش زعلان ؟ انا نفسى دلوقتى أضربك بالجزمة ... نخلص بس من المصيبة دى واحاسبك
فلفت ذراعيها حول وسطه ووضعت راسها على صدره حتى هدأت ... لقد أكتشفت أن صوت دقات قلبه تشعرها بالسكينة والإطمئنان وليس فقط الأمان وأغمضت عينيها محدثة نفسها "ياريتنى كنت عرفت من زمان إنى باحبك "

  • طب أمسحى الدموع اللى فى عنيكى دى علشان نخرج نقعد معاهم فين المنديل اللى إديتهولك؟
  • تحت فى جيب البيجاما
فمد يده لدولابه يخرج لها منديلا آخر

  • خدتى بيجامتى ومخدتى وهتخلصى مناديلى .... مش فاضل غير اللباس اللى لابسه تاخديه كمان
فعادت البسمة لوجهها فقد أيقنت أنها فى أمان طالما أمجد يقف بجوارها رغم ما تشعر به من ذنب. فإنها تشعر أنها تعذبه وتفطر قلبه منذ رفضت دخول كليته . إنها باتت تكره كليتها التى أختارتها فهاهى ثلاثة أيام تمر عليها فيها وكل يوم بمشكلة تتورط فيها ويتورط فيها معها رفيق عمرها وتوأم روحها أو الذى أصبح منذ ليلة أمس حبيبها وأقسمت بينها وبين نفسها أن تسعده وتعوضه عن الألم الذى سببته له حتى لو كان الثمن حياتها

هبطت منى وأمها بعد إنتهاء جلستهم مع أسرة أمجد وأم منى مرتبكة بسبب ما أسرته لها أم أمجد ومنى سعيدة بموقف أمجد منها لتدخل كل منهم غرفتها وتغلقها عليها حتى أرخى الليل سدوله على الشارع بأكمله وهدأت الحركة بالعمارة التى يقطنونها وذهبت منى فى نوم عميق عكس توقعها لكنها قبل أن تذهب لنومها خلعت عن نفسها كل ما ترتديه وأرتدت بيجامة أمجد على اللحم واحتضنت وسادته لتذهب فى نوم هادئ مستريحة وحتى لم تحمل هم التفكير في تهديد ممدوح فمن داخلها يقين بأن فارسها سينقذها كوعده لها فهو منذ بداية نشأتهم لم يخلف يوما وعدا وعدها إياه

بمجرد تعانق عقربى الساعة عند الثانية عشر تسللت أم منى على أطراف أصابعها وأغلقت خلفها باب شقتها بهدوء شديد وتسلقت السلم حتى دلفت من باب السطح الذى وجدته مفتوحا فأغلقته خلفها بإحكام وتوجهت فى ضوء القمر للبرجولة حيث كان أمجد يقف داخلها منتظرا وصولها بعد أن أعد البرجولة وفرش على أرضها بساط صوفى ثقيل ورص الوسائد الموجودة على الكراسى فوقه ليصنع فراش ليلتهم الجنسية الثانية بالبرجولة ليتلقفها بين يديه مستقبلا إياها بقبلة شهوانية إمتص فيها شفتاها ولسانها حتى شعرت أن لسانها يكاد ينخلع من مكانه فأرخت جسدها مستسلمة للمسات أمجد الخبيرة بكل موضع فى جسدها وهو يفتح أزرار عباءتها ويزيحها عن صدرها مستمتعا على ضوء القمر الواصل للبرجولة يضيئها بنور حالم بمنظر جسدها وثدييها اللذان لم ينل من جمالهما سنها فظلا متماسكين غير متهدلين فيقبل رقبتها ويهبط بشفتيه بينهما بينما تعتصرهما أصابعه ليلتقم حلمتها اليسرى بين شفتيه بينما تداعب أصابع يده اليسرى حلمتها اليمنى ويمرر أطراف أصابع يده اليممنى على بطنها حتى يصل لعانتها وقمة كسها المنتفخ فيمررها مرات ومرات قبل أن تتسلل للأسفل لتمس زنبورها الذى اندفعت إليه دمائها لينتفخ فيفركه بين أصابعه قبل انا تصل لكسها الذى بدأ فى الإبتلال ليأخذ من مائها ويرفع أصابعه أمام عينيها يمتصها فى تلذذ ويعيدها إلى كسها فيزداد إرتخاء جسدها ولا تقدر ساقيها على حملها فتجلس أرضا ويسندها بيده حتى يريح ظهرها على جانب البرجولة فتثنى ركبتيها وتفتح له فخذيها ليمارس عادته المحببة إليها فى لعق كسها وفرك شاربه الثقيل عليه فتنتفض بعد دقائق معدودات وهى تكتم صوتها بيديها معلنة وصولها للذروة الأولى فى ليلتها وهى تعلم أنها لن تكون الأخيرة فهى تعرف أنها ستقذف وتقذف حتى تنهك قواها

جذبها أمجد لتنام أرضا وجعل عبائتها تحتها كالملائة ورفع ساقيها التى زينهما خلخالان رفيعان فهى تعرف قيمة جمال سيقانها وتعرف حب أمجد لهما ليبدأ فى تقبيل كاحليها متجها بشفتيه ناحية هاتيك السمانتان المخروطيتان الطريتان وعندها يجد أمجد صورة ساقى منى التى تزيد جمالا عن ساقى أمها تقفز لخياله وتزيد من شبقه فيقبلهما بجنون حتى يصل لباطن فخذيها لتنتابه حالة من الجنون الشديد فينهال عليهما لعقا وتقبيلا ويعضهما عضات خفيفة ويشفط لحمهما اللدن بفمه تاركا علامات قبلات شبقه عليها ثم يرفع ساقيها بشدة حتى أن ردفيها أرتفعا عن الأرض ويغرس زبره فجأة فى كسها فتخرج منها آهة عالية فشلت فى كتمها فيضغط ساقيها بكل ثقله حتى تلامسا بطنها ويضع فمه على فمها يكتم آهاتها المتتالية ويبدأ فى إدخال زبره وإخراجه بسرعة حتى خيل إليها أن صوت إرتطام لحمه بلحمها أصبح مسموعا فى كل أنحاء الشارع وتقذف قذفتها الثانية والثالثة وهو مستمر فى هذا الجنون الذى إنتابه حتى يخرج من حنجرته صوت خوار عميق ويضغط زبره بشدة داخلها حتى أنها باتت تتنفس بصعوبة وينفجر من زبره شلال منى غزير يملأ جوف كسها وتهمد حركته فوقها وهو ينهج بشدة وقد تغطى جسده بعرق غزير ويبقى كما هو لدقائق حتى تهدا فورة قذفه ليلقى بنفسه جوارها وتنزل هى ساقيها وقد شعرت بإنهاك شديد فلأول مرة منذ بدأت علاقتها به ينيكها بكل تلك القوة والعنف فتضع رأسها على صدره وتمسد له بطنه حتى عانته حتى يهدأ تماما

  • مالك النهاردة يا أمجد .... هيجانك مش عادى النهاردة
  • مش عارف يا ريرى .... هايج هيجان مش طبيعى ومش لاقيله سبب
  • بس أنا عارفة يا روح ريرى السبب
  • عارفة ؟ عارفة إيه ؟
  • عارفة سبب هيجانك ده
  • وإيه السبب
  • منى يا أمجد .... منى سبب هيجانك ده
  • لأ يا ريرى مش منى .... أنا عمرى ما هجت على منى
  • النهاردة هجت عليها يا أمجد .... أنا خدت بالى من بصتك على جسمها النهاردة .... إنت عارف أمك كانت بتكلمنى فى إيه ؟
  • فى إيه؟
  • كانت بتكلمنى تخطبلك منى
فاعتدل أمجد جالسا وابعدت أم منى راسها عن صدره وجلست الى جواره بعد أن جمعت العباءة حول جسدها

  • وإنتى قولتليها إيه .... أوعى تكونى وافقتى
  • لأ وافقت يا أمجد .... قلت لها إنى موافقة بس علقت موافقتى على موافقتها وموافقة أبوها
  • إنتى إتجننتى يا ريرى ؟ إزاى توافقى على حاجة زى دى
  • بص يا أمجد .... إنت ومنى أغلى اتنين عندى فى الدنيا .... وسعادة منى عندى أهم ألف مرة من سعادتى .... وإذا كانت سعادة منى معناها أقطع علاقتى بيك مش هاتردد ثانية واحدة
  • بس أنا ومنى عمرنا ما فكرنا فى بعض كزوجين يا ريرى .... طول عمرنا واحنا اصحاب وأكتر إتنين بيفهموا بعض وبس
  • بس إنتوا بتحبوا بعض يا أمجد
  • بنحب بعض لكن مش بالطريقة دى .... حبى لمنى وحبها ليا مختلف عن حب إتنين ممكن يتجوزوا
  • لأ بتحبوا بعض يا أمجد بس يمكن لسة معرفتوش .... مافيش حد هيسعد منى غيرك ومافيش واحدة هتسعدك غير منى
  • إنتى بتقولى إيه ؟ يعنى الدنيا كلها شايفة حاجة عكس أصحاب الموضوع نفسهم ما شايفينها
  • لإنكوا لسة صغيرين ومش قادرين تحددوا مشاعركم لغاية دلوقتى
  • معنى كده إنك هتقطعى علاقتك بيا ؟
  • لأ يا أمجد مش هاقطع علاقتى بيك غير لو اتجوزتوا ...... ده لو قدرت .... ساعتها هتبقى قدامى ليل ونهار ويمكن مقدرش امنع نفسى
  • أنا مش عارف إنتى بتفكرى إزاى يا ريرى .... انا مقدرش استغنى عنك
  • يا واد متبقاش عبيط .... منى هتسعدك أكتر منى .... بنتى وانا عارفاها
  • طيب إنسى الموضوع ده دلوقتى وخلى الأيام هى اللى تحدد اللى هيحصل
والتقم شفتيها بفمه مرة أخرى ودخلوا فى موجة جنون جديدة إنتهت قبل الشروق


مراحيض المتعة 😅😅😅

الجزء الخامس

مقدمة


تساءل بعض السادة القراء عن سبب تأخرى أحيانا فى نشر بعض الأجزاء فأحببت أن أوضح لحضراتهم ( ولهم طبعا كل الإعتذار ) بأن نشر الأجزاء بالنسبة لقصص الباشا يتوقف على حالته ورغبته ووقته و تأثيرالحكى على حالته المزاجية

فى هذا الجزء بالذات وضح التأثر على وجه الباشا اثناء حكيه وصل لدرجة البكاء الحقيقى

فهذا الجزء يحكى عن لحظات مفصلية فى حياته وتحول جوهرى بشخصيته تحول فيه من " طالب مقاتل أمجد حسن" إلى "الطالب امجد حسن طالب الهندسة بجامعة ************ "

فى هذا الجزء ستقرأون كيف وضعته حبيبة عمره فى مواجهة نفسه فى لحظة مفصلية كاشفة يكتشف فيها ضعفه وزيف شعوره بالقوة

واعتذر للسادة القراء عن قلة المادة الجنسية بهذا الجزء فذكريات الباشا عن تلك الأيام الستة فى حياته لم يكن بها أى ممارسات جنسية لكنها كانت أيام ستة مشحونة بالمشاعر لا يصح أن نذهب بذهن القارئ بعيدا عنها عل بعض القراء تصل إليهم صورة من مشاعره أو عل شعوره ينتقل إليهم

كما أعتذر لبعض السادة القراء من أصحاب الميول الجنسية المختلفة عما قد يكون إساءة لهم ذكرت فى هذا الجزء فأنا فقط ناقل لحكى الباشا بألفاظه وكلماته وتعبيراته

وأخيرا اعتذر للسادة القراء عن طول هذا الجزء خاصة وأن كل كلمة كتبت فيه تحمل أهمية لفهم شخصية الباشا ولم أستطع إختصار أى كلمة منه لإن كل كلمة كتبت هى أساس لفهم أحاث قادمة

والآن لنعد لإستكمال قصتنا​

......................................................................................................



ترك أمجد البرجولة بعد إنصراف أم منى بساعة كاملة إستلقى فيها مفكرا فى كل ما حدث اليوم وكيف تحولت تلك الصغيرة فى عينيه لأمراة كبيره مثيرة شهية لكنه لا يزال يراها مجرد صديقة عمر ورفيقة روح قادرة على قراءة أفكاره ولم يفكر بها أبدا كأنثى يشتهيها رغم إستثارته أمس تلك المرات الثلاث وإنتصاب عضوه عليها لكنها لا تزال فى نظره أعز الأصدقاء وعلل لنفسه ما حدث من إثارته بالأمس أنه يرى فيها أمها التى تمثل له الأنثى الكاملة التى لا يرغب فى إستبدالها بأخرى طوال حياته

تسلل أمجد لشقته قبل أن يدب فيها النشاط وغسل عن جسده آثار موقعته الليلية مع عشيقته الشبقة وتمدد على فراشه لا يشغل باله إلا التفكير فى تلك المصيبة التى أوقعت منى فيها نفسها واستبعد كل الحلول التقليدية التى إعتاد الناس اللجوء إليها فى مثل تلك الأحوال فهى لن تصلح مع من هو مثل ممدوح حتى أخرجه من تفكيره صوت دقات أمه على باب غرفته قبل أن تفتحه حاملة بيدها التليفون لتخبره بأن منى على الطرف الآخر

  • صباح الخير يا قردة .... صاحية بدرى كدة ليه
  • مش إحنا متفقين نفطر سوا قبل ما نروح الجامعة
  • نِروح مين يا حمارة إنتى .... إنتى مش هتروحى كليتك غير لما نلاقى حل للمصيبة اللى إحنا فيها
  • يعنى مش هتفطر معايا ؟ أنا حضرتلك الفطار .... طيب أطلع عندك نفطر سوا
  • مينفعش .... أبويا وامى واخواتى نازلين ومينفعش نستنى فى الشقة لوحدنا
  • طيب إنزل نفطر فى شقتنا
  • أمك صحيت ؟
  • لأ لسة .... حتى دخلت عليها لقيتها نايمة مقتولة وشكلها مش هتصحى قبل الضهر
  • يبقى مينفعش أنزل عندكم .... وكمان نسيتى برج المراقبة اللى ساكن قصادكم
  • يعنى ارمى السندوتشات اللى عملتها دلوقتى ولا اعمل إيه .... أقولك نطلع نفطر عالسطح فى البرجولة
  • ماشى .... وهأقول لأمى علشان تبقى عارفة ومتعمليش حكاية لو عرفت
  • ماشى ... نص ساعة واكون فوق
  • نص ساعة ليه ؟ إنتى مش بتقولى إنك مجهزة الفطار
  • على ما أغير هدومى يا ذكى ... ولا عايزنى أطلعلك بقميص النوم ؟
  • لا أبوس إيدك ... غيرى براحتك ... وانتى كنتى هتفطرينى بقميص النوم ؟
  • يا قليل الأدب ده قميص نوم مقفول باكمام طويلة
  • وكنتى هتروحى الجامعة بقميص النوم
  • إيه خفة الدم دى ... كنت هاغيره لغاية ماتنزل ... إقفل بقى متعطلنيش
واستبدل أمجد ملابسه سريعا وأخبر أمه التى طفحت السعادة من وجهها وهى تبدى موافقتها لينطلق سريعا للسطح يتأكد من عدم وجود آثار لليلته مع أم منى وبعد تفكير سريع يخرج ترابيزة وكرسيين من البرجولة يضعهم بجوارها وينتهى من مهمته ويجلس وهو يحاول أن يطرد من ذهنه صورة منى وهى تلمس عضوهٍ فى تجربتهم الجنسية الأولى والأخيرة سوياً

كانت منى تحمل صينية الإفطار وتصعد السلم عندما وجدت باب شقة أمجد مفتوحا وأمه تقف أمامه مستعدة للذهاب لعملها

  • تعالى يا بت يا منى ادخلى عايزاكى
  • أمجد مستنينى نفطر سوا يا ماما ... مش عايزة أتأخر عليه
  • أنا عايزاكى تتأخرى عليه... خشى يا بت
فدخلت منى فورا بدون نقاش فأم أمجد أصبحت بالنسبة لها معلمتها ومرشدتها التى لا تخالف تعليماتها

  • حلو كده يا منى ..... متخليهوش يشوفك غير كده
  • الكحل مظبوط يا ماما ؟
  • مظبوط ومع الوقت إيدك هتتظبط أكتر ..... لفى كده ورينى هدومك
فدارت منى حول نفسها تستعرض فستانها الذى ترتديه

  • حلو الفستان ... تبقى تطلعيلى لما ارجع أضيق لك وسطه شوية كمان ... بس إيه الجزمة اللى لابساها دى ؟ معندكيش جزمة بكعب رفيع ؟
  • لأ مبعرفش أمشى فيهم
  • هاشتريلك واحدة وانا راجعة من المدرسة ... الكعب الرفيع هيبين جمال رجليكى أكتر ... ومش هتنزلى من عندى غير لما تتعودى تمشى بيها
فاحتضنت منى أمها الروحية وطبعت على وجنتيها قبلتين

  • مش عارفة أقولك أيه يا ماما .... أمى نفسها مبتعملش اللى بتعمليه معايا ده
  • علشان امك خايبة ....إسمعى .... أنا طلبتك من أمك امبارح علشان نخطبك لأمجد
فاحتضنت منى أم أمجد وأخذت تدور بها وهى تمطرها بالقبلات حتى كادتا أن تسقطا أرضا

  • يا بت هتوقعينى .... بطلى بوس فيا الروج اللى إنتى حطاه هيبوظ
  • مش مصدقة يا ماما إنى هبقى مرات أمجد
  • إسمعى بقى اللى هأقولهولك وركزى فيه كويس .... أمك هتسألك النهاردة تاخد رأيك .... أوعى تتنيلى وتقوليلها موافقة
  • نعم ؟ مقولهاش موافقة ؟ إزاى يعنى ؟
  • أه متقوليلهاش موافقة .... قوليلها إدينى فرصة أفكر وباعتبر أمجد زى اخويا ومبفكرش دلوقتى ولسة بدرى والحاجات دى
  • ليه ؟
  • علشان ميحسش إنك مدلوقة عليه يا خايبة .... لازم يحفى وراكى لغاية ما توافقى علشان يعرف قيمتك
  • طب إفرضى إنه افتكر إنى رفضاه
  • مش هيفتكر ... حتى لو افتكر كده يبقى احسن علشان يقطع نفسه عليكى لغاية ما توافقى
  • بس كده هيضيع علينا وقت كتير
  • أهو أنا مش خايفة غير من لهفتك ودلقتك عليه دى اللى هتبوظ الدنيا ...هو انتوا دخلتكم كانت الإسبوع الجاى خلاص وإتأجلت يا بت .... لسة أمجد قدامه خمس سنين كلية وسنة ونص جيش لو مكانوش تلاتة قبل ما يلاقى شغل ويشتغل .... الوقت ده لازم أمجد يتعذب فيه شوية علشان يشيلك بعد كده فى عنيه
  • مش سهلة إنتى برضوا يا ماما
  • دلوقتى خدى الفطار وأطلعيله .... ومتخليهوش يلمس حتى طراطيف صوابعك ... هو من امبارح وهو بيبصلك هايكلك بعنيه ... فهمانى ولا مش فاهمة عايزة أقول إيه ؟
  • لأ مش فاهمة بالتحديد عايزة تقولى إيه
  • يخربيت سذاجتك عالصبح يا منى ... إطلعى فطريه ومتخليهوش يلمسك وخلاص ... وإتقلى كده متبقيش خفيفة
  • حاضر
شعر أمجد أن الوقت قد طال قبل وصول منى وعندما هم بالنزول للإتصال بها رآها أمامه وهى تجتاز باب السطوح ووقف مبهوتا أمام نموذج الجمال الحى الذى يراه يتحرك فى إتجاهه

كانت المرة الأولى التى يرى فيها منى بهذا الجمال بعينيها المرسومتين وشفتيها المصبوغتان بروج خفيف عشق لونه عليها وهذا الفستان الزهرى الفاتح الذى يضيق على صدرها حتى خصرها ثم يتسع ليحتوى حوضها وينسدل ليغطى حتى منتصف ركبتيها وصدره المفتوح قليلا يكشف نحرها والجزء العلوى من الشق بين ثدييها وتلك الساقان التى تفوق جمال ساقى أمها يزينها خلخال ذهبى رقيق يحيط بكاحلها الأيمن يبرز جمال هذا الكاحل وتلك الساقان

لم يستطع أمجد التحرك من مكانه وظل واقفا بجفن لايرمش حتى وصلت إليه وظلت واقفة أمامه تحمل صينية الأفطار

تركته منى يتأملها قليلا وهى تستعيد نصائح أمه إليها قبل أن تفيقه من سكرته

  • هوووه ... إيه يا هندسة هتسيبنى واقفة شايلة الصنية كده
فأغمض أمجد عينيه وفتحها محاولا تمالك زمام نفسه قبل أن يمد ذراعيه يتناول منها الصينية وحرصت منى على ألا تلامس يده أصابعها حسب نصيحة أمه و بعد أن وضع الصينية على الترابيزة جلس على أحد الكرسيين بينما وقفت منى بجوار الكرسى الآخردون أن تجلس

  • ما تقعدى .... هاتفطرى وانتى واقفة كده
  • أقعد ؟ صحيح ما إنتا جاى من معسكر جيش ... يا باشمهندس المفروض إن الجنتلمان لما يكون هيقعد مع واحدة ست بيسحب لها الكرسى اللى هتقعد عليه ... طبعا معلموكوش دى فى المدرسة العسكرية
  • ومن إمتى ده بقى ؟ بعدين إنتى بالنسبة لى مش واحدة ست ... إنتى بالنسبة لى واحد صاحبى
  • لا يا شيخ ؟.... ووبالنسبة لعنيك اللى هتنط من وشك وتلزق فى صدر الفستان دى تبقى أيه ؟ و دى بصة بتبصها برضه لرجلين اصحابك ؟
فشعر أمجد بالإحراج حينما أيقن بأن منى قد إنتبهت لنظراته المختلفة تلك المرة عن نظرته المعتادة إليها فقام ليسحب الكرسى لها لينبهر مرة ثانية بشكل ظهرها المعتدل الذى ينحدر خطيه من كتفيها حتى يلتقيا عند بداية مؤخرتها فى خصر نحيل قبل أن يتسعا مرة ثانية لرسم مؤخرة تبدو رائعة حتى مع إختفائها اسفل الفستان

سحب امجد الكرسى لمنى لتجلس ويرتفع فستانها قليلا ليكشف جزء صغير من فخذيها أعلى ركبتيها ليسحب أمجد نفسا عميقا يكتمه فى صدره محاولا التحكم فى مشاعره حتى لاتفضحه وإن كان يعلم يقينا أن منى شعرت بالحريق الذى إشتعل فى صدره من تأثير الجمال الذى يراه .

فتلك الصغيرة حرفيا تقرأ أفكاره مثلما يقرأ هو أفكارها

تلافى أمجد النظر تجاه منى حتى لا يزيد حريقه إشتعالا ومد يده يلتقط أحد السندويتشات ويبدأ فى قضمه بينما يلتقط كوب الشاى بالحليب وهو يشعر بنظرات منى مصوبة إليه تخترق عقله لتقرأ ما يدور فيه وبعد لحظات صمت نطق أمجد

  • هو الشاى ده بارد ليه ؟ طبعا عملتى الشاى وعلى ما لبستى كان برد
  • الشاى مش بارد يا أمجد ... إنت بس اللى سخن زيادة شوية النهاردة
فتوقفت اللقمة فى حلقه ولم يستطع بلعها إلا بعد أن إستعان برشفة شاى تساعده على البلع فتلك الشيطانة إذن قرأت تفاصيل ما يدور فى ذهنه

  • سخن؟ ....سخن إزاى يعنى ؟ .....أنا .....لا سخن ولا حاجة أنا عادى
  • خلاص يا سيدى ولا تزعل نفسك ... إنت مش سخن ... إنت بارد
  • يا بت بطلى طولة لسانك دى ... إنتى عملالى فطار ومش قادرة تكملى جميلك وتتكلمى من غير طولة لسان لغاية ما أخلصه
  • يعنى مش فاهمة اقولك إيه يا أمجد بجد ... فهمنى دلوقت إنتا سخن ..... ولا .... إنتا بارد؟
وعلم أمجد أنه لن يستطيع مجاراتها فى إستكمال الحديث وقرر تغييرالموضوع

  • وإنتى بقى كنتى ناوية تروحى الكلية بالمنظر ده ؟
وكادت أن تجيبه بنعم لتشعل غيرته لكنها تذكرت نصيحة أمه لها بتجنب إثارة تلك الغيرة

  • لأطبعا مكنتش هاروح الجامعة كدة .... أنا قلت طالما أنا قاعدة فى البيت يبقى أدلع نفسى شوية وأحط مكياج والبس الفستان الجديد وأهو بالمرة آخد رأيك فيه .... إيه رأيك فى الفستاااان و المكيااااج
قالت منى جملتها الأخيرة وهى تركز نظرتها لعينى أمجد ونطقتها بكل ما إستطاعت وضعه فى نطقها من دلع فأجاب أمجد وهو ينظر لوجهها وقد بدأ العرق يغزو جبينه

  • مكياجك حلو أوى ... إنتى اصلا مش محتاجة مكياج
  • طب والفستاااان
  • الفستان ؟ الفستان ده مخليكى .... مخليكى
  • هاااا .... مخلينى إيه ؟
وانتبه أمجد أنه ينزلق فى حوار قد ينتهى بما لا يريده فانتفض واقفا

  • مش مخليكى حاجة .... يالا بينا ننزل
  • مش هتكمل فطارك ؟
  • شبعت خلاص ... إنتى قابلتى أمى النهاردة ؟
  • لأ هاقابلها فين ؟
  • أصل إنتى متعرفيش تتصرفى كده من من نفسك .... دى حركات أمى ... أنا عارف مش هيهدالها بال غير لما تنفذ اللى فى دماغها .... يالا ننزل علشان الحق أروح الكلية
  • إنزل إنت ... أنا هاستنى شوية هنا ... الجو حلو النهاردة
وانطلق مسرعا نحو باب السطح لتناديه منى قبل أن يخرج منه

  • أمجد
  • نعم ... عايزة إيه من زفت أمجد
  • مش انا كنت قلت لك تحلق شنبك علشان وحش
  • آه إتهببتى قلتى ... ومش هاحلقه
  • أوعى تحلقه .... أصله مخليك شبه رشدى أباظة
  • رشدى أباظة ؟ ....هى امى ...... طالما فيها رشدى أباظة تبقى امى
وانطلق يقفز السلالم بينما انتظرت منى حتى اختفى عن ناظريها فانفجرت ضاحكة بصوت مرتفع لا تستطيع كتمانه

  • يخليكى ليا يا ماما .... الواد إتهبل وبيكلم نفسه
وانقضت منى على السندوتشات بشهية مفتوحة فقد كان الجوع يتمكن منها لكنها أرادت أن يبقى الروج على شفتيها فى وجود أمجد.... وأبقت السندوتش الذى التهم أمجد منه قضمتين فقط للنهاية ... فقد كانت تريد أن يكون أثر فم أمجد هو آخر ما يلامس شفتيها

...................................................................................................

إنطلق أمجد فى طريقه بعد أن التقط كشكول محاضراته من شقته وقابل سميرة منتظرة عند مدخل عمارتها لينطلقا سويا ويستقلا الأتوبيس كما فعلا بالأمس لكن تلك المرة جد جديد أثناء رحلة الأتوبيس حينما أضطر سائقه للإنحراف بشدة لتفادى إحدى السيارات التى توقفت فى طريقه فجأة ليميل الأتوبيس بشدة ويفقد الواقفون توازنهم ويميلون معه ويسقط بعضهم على بعض إلا أمجد الذى لم يتحرك من مكانه ولم يختل توازنه ليندفع جسد سميرة بالكامل فى حضن أمجد الواقف خلفها ويتلامس كامل جسدها من الخلف مع كامل جسده من الأمام ويشعر بجسدها ينضغط بشدة على جسده ويشعر بحرارة جسدها تكاد تخترق ملابسه وتمر لحظات حتى تستعيد سميرة توازنها وتعدل من وقفتها لتهمس له بصوت متقطع

  • آسفة معرفتش أمسك نفسى
  • أنا اللى آسف مكنش ينفع أسيبك تقعى فسندتك بالطريقة دى
لم تعرف سميرة سر تلك الحرارة التى أجتاحت جسدها فى تلك اللحظة واستمرت معها فلم يتلامس جسدها من قبل مع جسد آخر بتلك القوة ولا شعرت من قبل أن هناك من يمكنه تحمل ذلك الضغط الجسدى العنيف الذى تحمله أمجد دون حتى أن يهتز أو يبدو عليه أنه يبذل مجهودا لتحمله ... لم تكن تدرى فقد كانت تلك تجربتها الأولى فى ملامسة جسدها لجسد رجل من الجنس الآخر

وصل أمجد وسميرة للنقطة التى يلتقون فيها مع باقى شلتهم لكن لم ينطق أحدهم بكلمة منذ حادثة الأتوبيس وحتى التقوا مع شلتهم وتركهم أمجد كعادته ليسبقهم للمدرج ولم تتبعه سميرة ذلك اليوم فقد كان بداخلها شيئا ما ينذرها بالإبتعاد عن أمجد حتى تهدأ تلك الحرارة التى تجتاحها أو تجد لها تفسيرا

عندما تجمع شمل شلة الجميلات مع أدهم واتخذ كل منهم مكانه قبل المحاضرة لم ترد سميرة تغيير جلستها بجوار أمجد حتى لا يلفت ذلك نظر باقى صديقاتها وببداية المحاضرة وجدت فخذها وكأنها فقدت التحكم به يتسلل ليلتصق بفخذه وحاولت مرارا أن تبعده لكنه كان فى كل مرة يخذلها ليعود لتستمر حرارة جسدها مشتعلة كان تشعر بشعور ممتع لا تستطيع مقاومته رغم خوفها منه ولم تعى شيئا مما قيل فى المحاضرة وعندما دخلت الحمام كعادتها بعد كل محاضرة فوجئت بهذا السائل اللزج يغرق كسها صانعا خيوطا ممتدة ما بين كسها وكلوتها الذى ترتديه ولم تكن تعرف هذا السائل من قبل فهى متأكدة بأنها بالتأكيد لم تأت بشهوتها التى لم تعاينها إلا أثناء نومها ولم تكن تدرى بأن هناك سوائل أخرى تخرج من المرأة غير سائل القذف

كانت سميرة ساذجة جنسيا ولم تحدثها أمها أو أى من نساء عائلتها عن أى شئ بخصوص الجنس فهم كانوا يرونها صغيرة لا يصح حتى الحديث أمامها عن مثل تلك الأشياء حتى لا تنفتح أعينها على أشياء يرون أنه من العيب أن تعرفها البنت قبل الزواج

لم يتأثر أمجد بتلك الملامسات ولم يشعرمن الأساس بأى أمر غير طبيعى فعلاقته الجنسية مع أم منى لم تكن لتترك الفرصة لتلامس بسيط مثل هذا أن يثيره أو يلفت حتى نظره فتركيزه الشديد فى المحاضرة علاوة على إنشغال ذهنه بمنى ومشكلتها مع ممدوح جعلاه بعيدا عن أن يلاحظ إلتصاق فخذ سميرة بفخذه أو أن يراه أمر غير طبيعى

عادت سميرة وباقى صديقاتها للمدرج وفوجئ أمجد بسميرة تلملم أغراضها وتعتذر منهم عن إكمال اليوم وأنها لابد ان تعود للمنزل لشعورها بتعب مفاجئ فعرض عليها أن يترك المحاضرات ليوصلها لكنها رفضت بشدة وبمجرد إنصرافها تجمعت روؤس الفتيات الأربع يتهامسن ويضحكن بصوت مكتوم وبعدما انتهوا من نميمتهم القصيرة سالهم أمجد عن سر التعب المفاجئ الذى اصاب سميرة

  • هى سميرة مالها ؟
  • تعبت فجأة وكان لازم تروح
  • تعبت إزاى يعنى ؟ ماهى كانت كويسة
لتجيبه سهام وهى أجرؤهن فى الحديث بصوت خافت

  • جرى أيه يا أمجد ؟ تعبِت ... التعب اللى بيجى للبنات كل شهر ... متعرفهوش
ليحمر وجه أمجد خجلا بينما تنطلق باقى الفتيات فى ضحك حاولن كتمانه حتى بدأت المحاضرة التالية

لم تكن الفتيات يعلمن حقيقة ما حدث لسميرة لكنهن خمن السبب الأقرب لذهنهن ولم يكن ليخطر ببال إحداهن السبب الحقيقى لعودة سميرة لبيتها فى هذا الوقت ولم يكنّ يتوقعن أن سميرة كانت مستثارة وخائفة من تلك الإثارة التى اجتاحت جسدها

ساذجة كانت سميرة وكانوا سذج صديقاتها

....................................................................................................

عاد أمجد لشقته وهو يتوقع أن يجد منى مع أمه لكنه وجد أمه منهمكة فى المطبخ فحياها ودخل لغرفته ليغيرملابسه ويرقد ولا يزال حل مشكلة منى مع ممدوح يشغل باله ولكن كان يشغل باله أيضا صورة منى الجميلة المثيرة التى كانت معه صباح اليوم

إنه يفتقدها الآن كما لم يفتقدها من قبل .... تلح عليه صورتها دائما تقطع حبل أفكاره .... تلك الأفكار التى تتمحور حول حل مشكلتها تعيقها صورتها فيحدث نفسه وهو يهز رأسه

  • يخربيت أهلك يا منى مش عارف افكر فى حل لمشكلتك بسببك .... يا ترى إيه غيرك كده يا بنت اللذينة انتِ
يقطع تفكيره صوت ابيه الجهورى يناديه وأخوته لتناول الغداء ليخرج مقبلا يده ويتبعه أخويه ويتجهوا جميعا للسفرة التى إنتهت الأم من إعدادها وبمجرد جلوسهم يبادره أبوه

  • أمجد عايزك بعد الغدا فى موضوع مهم
  • حاضر يا بابا
وتنظر الأم فى وجهه تراقب قلقه البادى لتسأله

  • فيه حاجة يا أمجد؟ شكلك قلقان
  • لا يا ماما مفيش حاجة .... هى منى مطلعتش النهاردة ؟... كنت متوقع إنى هاجى ألاقيها معاكى
  • لا يا حبيبى مطلعتش ... ومعتقدش إنها ممكن تطلع النهاردة
  • ليه هى عيانة ولا حاجة ؟ كانت كويسة الصبح
  • لأ مش عيانة
  • طب فيه إيه ؟
  • ماتبقى تتصل بيها تسألها يا أمجد ... بتسألنى أنا ليه
  • آسف يا ماما ... كنت فاكرك عارفة حاجة
  • حتى لو اعرف حاجة مش هاقولك ... عندك صاحبة الشأن إسألها
وتتبادل امه النظرات مع ابيه لينظر له أبيه نظرة تسكته حتى إنتهوا من غدائهم ليدعوه أبوه لغرفة الصالون وتتبعه أمه

  • أوضة الصالون ..... يبقى فيه أمر خطير أبويا وأمى عايزين يكلمونى فيه .... يا ترى فيه إيه
هكذا حدث أمجد نفسه لتغلق أمه الباب عليه وعليها وعلى أبيه ليتحدث الأب أولا

  • بص يا أمجد ... أمك طلبت إيد منى ليك إمبارح من أمها .... أمها وافقت بس علقت موافقتها على موافقة البنت ....لو البنت وافقت هاخدك ونسافر بورسعيد نطلب إيدها رسمى من أبوها
لم يكن الأمر بالطبع مفاجأة لأمجد كما يتوقع الأب والأم وكان قد أعد نفسه لتلك اللحظة وتجهز لها

  • مش كان واجب برضه يا بابا تاخدوا رأيى قبل ما تاخدوا خطوة زى دى
لتتدخل الأم فى الحديث

  • وانت هتلاقى زى منى فين يا أمجد .... بت زى القمر ومتربية وعارفين أصلها وفصلها ... أى شاب فى الدنيا يتمناها ... ده أنا وانا باحميها أول إمبارح البت مافيش فى جسمها غلطة وجسمها بيضوى كده ..... زى الفل
  • يا ماما كل اللى بتقوليه ده على عينى وراسى بس لسة بدرى على إنى آخد خطوة زى دى فى حياتى .... أنا لسة قدامى خمس سنين دراسة وسنة ونص جيش ولو إتجندت ظابط هافضل فى الجيش 3 سنين يعنى قدامى عالأقل 7 سنين على ما أفكر اتجوز وبعدين أنا باحب منى آه بس زى أختى وعمرى ما فكرت فيها كزوجة
  • يابنى هو انا باقولك إتجوز .... إحنا بس هنخطبها وبعد ما تخلص دراسة وجيش تبقوا تتجوزوا
  • طب نستعجل ليه يا بابا .... ما تسيبونى أخلص دراسة وجيش الأول
  • وهى بنت زى منى دى هتستنى السنين دى كلها ؟ ده شهر ولا شهرين وهتلاقى الخطاب واقفين طابور قدام باب شقتهم
  • إشمعنى يا ماما شهر ولا شهرين ؟ ماهى طول عمرها حلوة مشوفناش طوابير ولا غيره
  • إفهم يا حمار ... منى كانت فى مدرسة بنات بس دلوقتى فى الجامعة حواليها شباب زمايلها ومعيدين سنهم قريب منها ده غير الشباب اللى فى الشارع وأهلهم خايفين يتقدمولها علشان أنا و إنت منزعلش ... يبقى نسبق إحنا ونحجزها قبل ما تروح مننا وأديك شوفت غابت يوم واحد عن الجامعة زميلها أتصل يسأل عليها
  • يا بابا هى تلاجة بالقسط هنحجزها ... ده جواز ومسؤلية أنا مش قدها دلوقت
  • وهتبقى قدها إمتى ؟ لما تلاقى البنت راحت منك
  • لو ليا نصيب معاها مش هتروح ... ده لو مشاعرى ناحيتها إتغيرت طبعا
  • إنتوا بتتكلموا فى إيه دلوقتى .... مش لما البنت توافق الأول ؟ أمها لسة مردتش عليا لغاية دلوقت
  • طيب قومى يا أم أمجد إتصلى بيها شوفلينا إيه الأخبار خلينا نخلص من الموضوع ده
وخرجت الأم لتعود بعد دقائق قليلة للتكلم بكلمات مقتضبة

  • منى موافقتش
واسقط فى يد أمجد ونظر لأمه فى دهشة .... فقد كان يتوقع موافقة فورية من منى بعد ما رآه منها صباحا وقرأه فى وجهها إذا لقد فشل للمرة الأولى فى حياته فى قراءة أفكار منى وتبدل وجهه حتى أن أمه أشفقت عليه وانتظر الثلاتة فى وجوم وأخيرا تحدث أمجد

  • يعنى إيه موافقتش ؟
  • هى دى كلمة ليها معنيين يا أمجد ؟ موافقتش يعنى موافقتش
وعندها قام الأب غاضبا ولم ينظر حتى لإبنه بينما زاد وجوم أمجد وشعر بحزن لم يتوقعه

  • يعنى قالت لأمها إيه ؟
  • قالت لها إنها مبتفكرش فى خطوة زى دى دلوقتى وإنها بتحبك آه بس زى أخوها مش أكتر
  • بس ..... لكن ... مش ممكن
  • بس إيه ولكن إيه يابنى .... مش إنت كنت بتقول إنك مش مستعد دلوقتى وإنك بتعتبرها أختك ..... خلاص هى كمان بتعتبرك اخوها وهى كمان مش مستعدة دلوقتى
إستدارت الأم لتخرج وبمجرد أن أعطت ظهرها لأمجد غطت وجهها إبتسامة فرح عريضة فخطتها تسير كما أرادت وهاهو أمجد يكاد يفقد صوابه لمجرد أن منى قالت ماكان هو دائما يردده

دخلت الأم لغرفتها وأغلقت الباب وراءها لتجد أبو أمجد جالسا فى وجوم

  • مالك يا حسن ؟ قاعد كدة ليه ؟
  • يعنى مش عارفة يا أم أمجد .... إبنك هيلاقى بنت زى دى فين بعد كده
  • ويلاقى بنت زيها ليه وهى موجودة
  • ماهى مش هتفضل موجودة يا ام امجد
  • لأ موجودة ومحدش هياخدها غيره
  • إنتى بتهزرى
  • يا أبو أمجد البنت أصلا موافقة وطايرة من الفرح بس أنا قلتلها تقول لأمها اللى قالته ده
  • وليه كده بس ..... مصعبش عليكى إبنك والحالة اللى هو فيها دلوقتى
  • إبنك يا حسن مكانش عارف يحدد مشاعره ناحية البنت لإنها كانت مضمونة بالنسبة له وكان محتاج قلم زى ده يفوقه علشان بعد كده يحافظ عليها وعلى بيته لما يتجوزوا.... قوم إلبس وانزل روح القهوة زى كل يوم و متتكلمش معاه فى الموضوع ده تانى غير لما هو يجيى يطلب مساعدتك
  • طول عمرك دماغك كبيرة يا أم أمجد .... مش هتأخر أوعى تنامى قبل ما آجى عايزك فى موضوع
  • يا راجل عندنا شغل بكرة
  • يا ستى مفيهاش حاجة لما نخطف يوم فى وسط الإسبوع كمان
وابتسمت الأم وهى تراقب زوجها وهو يخلع ملابسه فجسده لا زال فتيا ولا زالت رغم مرور السنين تعشقه

........................................................................................................

عاد أمجد لغرفته ليستلقى وهو لا يستطيع تحديد مشاعره ... فهو مصدوم من رفض منى لخطبته مع إنه لم يكن ينوى خطبتها .... يعلم أنها جميلة لكنه لم يرها بمثل جمالها اليوم ... أيكون يحبها دون أن يدرى كما قالت أمها له ؟ .... إنه يذكر ثورته التى أخفاها فى صدره يوم أن أخبرته منى بعلاقتها بممدوح ... أكانت غيرة عليها أم خوف .... بالتأكيد لم تكن غيرة فلم يحدث بينها وبين ممدوح رغم علاقتهم التى امتدت لعدة شهور ما قد يثير غيرته وهو يرى ممدوح دائما نكرة لا قيمة له... بالتأكيد كانت مشاعر خوف ... لكن مم كان يخاف ؟ هل كان يخاف من أن يؤذيها ممدوح أم كان يخاف ألا تعود إليه ... إنه لا يتخيل حياته بدونها لكنه لا يراها زوجة ... إذا ما ذاك الشعور بالشبق الذى إنتابه عندما أظهرت له مدى جمالها ؟ أيحبها أم إنه أحب فيها صورة أمها ؟ أفكار وأفكار دارت فى ذهنه كادت رأسه أن تنفجر بها وأخيرا إستسلم للنوم لكنه نوم قلق داعبته فيه أحلام كثيرة تدور كلها حول منى .... صديقة عمره وتوأم روحه

..........................................................................................................

نظر أمجد فى ساعته ليجدها السادسة صباحا قفز ليلتقط التليفون ويصطحبه لغرفته ويطلب رقم منى لتجيبه بعد رنة واحدة

  • صباح الخير يا قردة
  • صباح الخير يا كلب البحر بتتصل بيا بدرى كده ليه
  • وإنتى إيه اللى مصحيكى بدرى
  • ملكش دعوة أهو صحيت وخلاص
  • هتفطرينى النهاردة ولا أشوف حد يفطرنى
  • وإنت ليك غيرى يا لاجئ
  • طب هستناكى الساعة 7 فى البرجولة..... متتأخريش .... وحشتينى يا حيوانة
  • وانت كمان يا حمار وحشتنى ووحشتنى غتاتة أهلك
وينطلق أمجد ليرتدى ملابسه ولأول مرة فى حياته يدقق فى إختيارها ويفتح زجاجة العطر التى أهدتها له منى فى عيد ميلاده السابق ليغرق نفسه بها ويخرج ليجد أمه وأبيه وإخوته فى إستعدادهم الأخيرللنزول ليحيى أباه ويقبل يده وتنظر له أمه بتعجب وإعجاب

  • إنت رايح معاد مهم ولا إيه يا أمجد ؟
  • لأ يا ماما هافطر مع منى فى السطوح ورايح الكلية على طول
  • أمال متشيك ومتبرفن .... مش عادتك يعنى
  • عادى يا ماما .... مفيهاش حاجة لما الواحد يحافظ على مظهره بين زمايله
  • ماشى يا حبيبى .... صبحلى على منى
  • يوصل يا ماما
فنظرت الأم للأب وابتسمت إبتسامة فهم الأب معناها فها هو أمجد يحاول إستعادة منى التى يظن أنه فقدها

انطلق أمجد صاعدا قبل نصف ساعة كاملة من موعده مع منى وأعاد الكرسيين والترابيزة للبرجولة وجلس يراقب الباب فى إنتظار وصولها بينما هبطت الأم والأب السلم سويا بعد أن إقتربت الساعة من السابعة ليقابلا منى صاعدة تحمل صينية الإفطار وبعد أن يتبادلا معها التحية تشير الأم بعينها للأب

  • إسبقنى إنت يا أبو أمجد علشان العربية زمانها مستنياك .... هاقول كلمتين لمنى واروح عالمدرسة
وبمجرد إختفاء الأب تطبع أم أمجد قبلتين على خد منى

  • الواد خلاص هيموت عليكى ... خفى النهاردة بقى جرعة التقل شوية ولو كلمك فى موضوع الخطوبة قوليله إنك مش حاسة إنه بيحبك كفاية
  • حاضر يا ماما ... مش عارفة من غيرك كنت هاعمل إيه
  • وانا ليا غيرك يا بت ؟ ياللا إطلعى متتأخريش عليه
وتكمل منى صعودها لتجد أمجد منتظرها عند الباب ليحمل عنها ما تحمله ويسير خلفها بخطوة واحدة حتى يصلوا البرجولة ليضع الصينية ويسحب لها كرسيها ويقف خلفها قليلا يستجمع أنفاسه وهو لا يرفع عيناه عنها

  • أمجد
  • نعم
  • عينك هتخرم ضهرى ... بتبص على إيه يا سافل
ويرتبك أمجد فتلك الفتاة لا تتوقف عن قراءة أفكاره حتى دون أن تنظر لعينيه

  • إنتى عارفة بابص على إيه متستعبطيش
  • طب تعالى أقعد وبلاش قلة أدب ... إنت من ساعة ما دخلت الكلية وعينك بقت بتروح على حاجات غريبة مكانتش بتلفت نظرك قبل كده
  • كنت اعمى ... ومكنتيش حلوة كدة
  • مالك يالا فيه إيه ؟ إيه المحن اللى جد عليك فجأة كده .... تعالى إترزع قدامى هنا وإفطر
  • ماهو برضه فيه حاجات هابص عليها لما أقعد قدامك
  • إنت بتتعلم فيا المعاكسة ولا إيه ؟ ده كلام يتقال برضه لبنت يا باشمهندس ؟
  • ماهو إنتى مش بنت
  • ولما أنا مش بنت عينيك هتخرج على إيه ؟
ويتحرك أمجد ليجلس فى مقابلها وعينيه لا تبتعد عن وجهها

  • عايز أسألك سؤال يا منى وجاوبينى عليه
  • عارفاه .... وهاجاوبك عليه .... عايز تعرف أنا مرضتش نتخطب ليه ؟.... علشان مش حاسة إنك بتحبنى كفاية علشان نتجوز يا أمجد .... أنا لسة لغاية من يومين كنت فاكرة إنى باحب واحد غيرك وطلع ندل ... مش هوافق أدخل علاقة تانية غير لما أكون متأكدة إن مشاعر اللى هارتبط بيه زى مشاعرى وأكتر.... مش عايزة بعد ما ارتبط بيك تعايرنى بعلاقتى بممدوح إللى إنت نفسك عارف إن أكترحاجة حصلت بينى وبينه إنه حط إيده مرة على كتفى ... لازم أتاكد إن حبك ليا أقوى من إنك تجرحنى بكلمة فى يوم من الأيام ... مش هانكر يا أمجد إنى باحبك من ساعة ما كنا عيال صغيرين لكن ماكتشفتش إنى باحبك بالشكل ده غير لما اتحطيت فى موقف عرفت فيه قيمتك ... كنت باتمنى إنك تمنعنى من دخول علاقة زى اللى دخلتها حتى لو ضربتنى ... ساعتها كنت هاعرف إنك بتحبنى وكنت هافضل مستنياك ولو حتى 100 سنة ...قولى إنت عملت إيه كده علشان تحمينى من ممدوح ؟ أقولك أنا ... فضلت تقولى إنه ندل وميستاهلنيش...مهانش عليك حتى تقولى إنك بتحبنى ... إنت كل اللى عملته إنك كنت واقف تتفرج عليا وبتحذرنى من بعيد وكأنك ميهمكش اضيع منك .... تقدر تقولى لو مكانش ممدوح طلع ندل كنت هابقى فين كمان شهور؟ أقولك أنا ... كنت هابقى متجوزة واحد فاكرة إنى باحبه وبانام كل يوم معاه وأنا بافكر فيك إنت لأنى باحبك وانت بتحبنى ... عارف كنت هابقى إيه يا أمجد ؟ كنت هابقى زوجة خاينة ...أيوه يا أمجد كنت هاكون ست بتخون جوزها على الأقل بمشاعرها ودى خيانة أكبر من الخيانة الجنسية ... فهمت أنا رفضت خطوبتك ليه ؟ رفضت خطوبتك وانا بحبك وانت بتحبنى وانا عارفة إنك بتحبنى ....وامى وامك عارفين أنك بتحبنى ... وابوك وابويا عارفين إنك بتحبنى ....ولو سألت أى واحد ماشى فى الشارع هيقولك إنك بتحبنى لكن إنت خفت تواجه نفسك يا أمجد وتعترف إنك بتحبنى .... عارف ليه ؟ لإنك خايف إن شخصية المصارع المقاتل اللى كونتها لنفسك وحبست نفسك جواها تتهز لو إعترفت لنفسك إنك بتحبنى ... علشان كل ده يا أمجد أنا رفضت خطوبتك .... رفضت خطوبتك لإنك كنت أضعف من إنك تعترف لنفسك بإنك بتحبنى !!!!
كانت الكلمات تنطلق من فمها وكأنها رصاصات تستقر فى قلب أمجد أنهتها ثم انهارت باكية

لم تكن تلك الكلمات التى نطق بها لسانها قد أعدتها مسبقا أو حتى تعلم بأن معانيها تقطن صدرها

كان كل تفكيرها عندما بدأت فى الحديث أن الأمر مجرد خطة تستكملها لإستدراج أمجد ليصرح بحبه لها لكنها وجدت نفسها فى لحظات تكشف له مدى ضعفه فى حماية حبه وكأن مافى صدرها بركان غضب إنفجر بمجرد أن خُدِشت قشرته

كانت قشرة رقيقة بمثل رقة صاحبتها

أما أمجد فقد أكتشف الآن مدى ضعفه ... إكتشف أنه كان يمثل دور اللا مبالى ليدارى ضعفه وقلة حيلته ... أكتشف الآن والآن فقط أنه شخص مغرور يمتلئ جوفه هواء بينما تلك الرقيقة أقوى منه

إكتشف أن تلك الجميلة أقوى منه بحبها وقدرتها على مواجهة نفسها

لقد أدرك الآن فقط أنه يحبها وأنه أيضا قد خذلها لم يدر ماذا يفعل غير أن يمسك بكفيها الرقيقان المرتعشان من فرط الإنفعال ليطبع على كل كف قبلة وضع فيها كل إحساسه بالأسف ورغبته فى الإعتذار

رفعت منى عينيها الباكيتان لوجه أمجد تراقب تأثير كلماتها وتسأله جواب عن ما طرحته عليه فى لحظات إنفعالها

لم يجد أمجد فى قاموسه كلمات تناسب الموقف و لم يدر كيف يتصرف غير أنه أقترب من منى وضم رأسها لصدره ورفع رأسه للأعلى يخفى عنها دموعه التى سالت من عينيه تأثرا مما سمعه منها وأسفا على خذلانها كان يظن أن ممدوح هو الشخص الذى جرحها لكنه أكتشف أنه هو سبب جرحها

لم يدر أى منهما كم من الوقت مضى وهم على تلك الحال لكن بعد أن هدأت منى قليلا رفعت راسها عن صدره

  • أنا آسفة يا أمجد مكانش قصدى أقول كل الكلام ده
  • أنا اللى آسف يا منى ... مكنتش أعرف إنى خذلتك بالشكل ده .... سامحينى
  • طب إفطر علشان تلحق كليتك
  • كلية إيه بقى ؟ النهاردة مش هاروح كلية ولا هاسيبك لوحدك .... أنا هاغيب عنك ربع ساعة بس وارجعلك.... إنزلى إعملى كوبايتين شاى تانيين بدل إللى تلجوا دول على ما أرجع ... وصحى أمك قوليلها إنك رايحة الكلية ..... النهاردة هاعمل حاجة معملتهاش قبل كده وكان لازم اعملها من زمان
  • هتعمل إيه يا عبيط أنتا
  • هنزوغ من المدرسة ونتفسح سوا
  • مدرسة ؟
  • آه مدرسة ... كان لازم نعملها من زمان بس أنا كنت غبى وهاعملها بعد ما دخلنا الكلية يا قردة
فأشرقت إبتسامتها رائعة بين دموعها وكأنها شمس تشرق بين الغيوم

  • إنت إتجننت يا أمجد ..... حقيقى إنتا إتجننت
  • وفيه واحد تكون فى حياته قردة زيك ويفضل عاقل
  • بجد يا أمجد .... بتتكلم جد
  • آه وأمسحى الدموع اللى فى عنيكى دى .... طبعا مفيش معاكى منديل وهتاخدى المنديل اللى معايا ... إنزلى دلوقتى يا بت قولى لأمك إنك رايحة الكلية واعملى لنا كوبايتين الشاى علشان نفطر قبل ما ننزل .... مفيش معايا فلوس أفطرك
ومد لها يده بمنديله وأنطلق يقفز درجات السلم بينما هى تنظر له بتعجب وحب حقيقى وقد عادت إبتسامتها تملأ وجهها من جديد

عاد أمجد بعد ربع ساعة بالضبط ليجد منى فى إنتظاره وتقدم منها واضعا يديه خلف ظهره

  • عملتى الشاى
  • آه عملته وقلت لماما إنى رايحة الكلية
  • هتروحى الكلية وإنتى حاطة مكياج يا قليلة الأدب
  • أمسحه ؟
  • أوعى .... طول مانتى معايا تعملى اللى إنتى عايزاه .... بس غير كده لأ
  • حاضر يا أمجودى
  • إيه؟ أمجودى ؟ بقولك إيه ... أنا لسة خارج من المدرسة العسكرية أول إمبارح والدلع ده هيبوظ أخلاقى
  • يعنى بلاش أدلعك ؟
  • يا بت قولتلك وإنتى معايا تعملى اللى عايزاه وتقولى اللى عايزاه
وأخرج يده من خلف ظهره ليقدم لها وردة حمراء قانية فيحمر وجهها خجلا وتمد يدها لتتناولها بحب وتضمها لصدرها

  • جبت ورد منين عالصبح كده
  • سرقتها
  • سرقتها ؟ يعنى أول مرة تجبلى وردة تبقى سارقها
  • أعمل إيه ؟ مافيش حد بتاع ورد فاتح الساعة دى ولازم أجيبلك وردة .... سرقتها من جنينة المتحف اللى فى الميدان
  • تصدق طول عمرى فاكراك عاقل ... طلعت مجنون رسمى
  • كرهت العقل اللى كان هيضيعك مِنى يا مٌنى وانا مش ممكن أخليكى تضيعى منى
وجلسا يتناولا إفطارهما سويا دون أن يرفع أحدهما عينيه عن ألآخر وبين الحين والآخر ينطلقا سويا فى ضحك طويل .... أى عاقل يراهم وقتها قد يظن أنهما لم ينطقا بكلمة لكن الحقيقة أنهما لم يتوقفا ولو للحظة عن الكلام

لكن بلغتهم الخاصة التى لا يفهمها غيرهم​

..............................................................................................

كانت ام أمجد عائدة من عملها عندما لمحت أمجد ومنى يدلفان من باب العمارة فأبطأت من خطواتها حتى لا يرونها لتراقبهم وهم يصعدون السلم ويد أمجد تتسلل لتمسك بكف الرقيقة منى وتتركهم ليستمتعوا بلحظتهم قليلا قبل أن تفتعل جلبة تنبههم ليترك أمجد كف منى سريعا وسط رقص قلب أم أمجد فرحا بنجاح خطتها

  • إيه ؟ قابلتوا بعض فين ؟
  • كنت باخلص شوية ورق فى الجامعة ولقيت منى خلصت قلت تروَح معايا ومتركبش المواصلات لوحدها
  • طيب يلا بينا نطلع .... شيل عنى الخضار يا أمجد ... عايزاكى يا منى تعالى معايا
ويفسح أمجد الطريق لتسبقه أمه تصطحب منى فى يدها حتى يدخلوا من باب الشقة

  • دخل الحاجة فى المطبخ يا أمجد وخش أوضتك .... هتكلم مع منى فى موضوع


وتنفرد أم أمجد بمنى فى غرفة النوم وتغلق عليهما الباب

  • إحكيلى .... قابلتيه فين ؟
  • مش قالك فى الجامعة يا ماما
  • يا بت ؟ هتضحكى عليا ؟ وهو برضه لو كان قابلك فى الجامعة بالفستان ده والكحل اللى فى عنيكى كنتوا هترجعوا منسجمين والفرحة بتنط من عنيكى كده ؟ ده كان زمانه طين عيشتك وسود يومك
  • بصراحة يا ماما .... إحنا مروحناش الجامعة النهاردة إحنا الإتنين .... زوغنا من المدرسة وخرجنا إتفسحنا سوا
  • مدرسة إيه يا بت اللى زوغتوا منها ؟ إنتى إتهبلتى ؟
  • هو قالى إن إحنا كان لازم نزوغ من المدرسة من زمان ونخرج سوا وانا طاوعته
  • طاوعتيه ؟ طب قوليلى ....... قالك إنه بيحبك ولا لأ
  • يووووووه ده قال وقال وقال هو مقالهاش بلسانه ... بس قالها بعنيه وبتصرفاته وكل حاجة عملها النهاردة
  • وعمل إيه النهاردة ؟
  • جابلى وردة وركبنى الأتوبيس النهرى ومشانى على النيل ومسابش إيدى من إيده غير على أول الشارع ..... امجد ده طلع رومانسى و حنين أوى يا ماما ... أكتر من محمود ياسين
إحتضنت أم أمجد يومها منى كثيرا سعيدة لسعادتها وللسعادة التى رأتها على وجهها والحب الذى تتحدث به عن أمجد ونظرت لهذا الوجه الجميل بحب وتمنت أن تكتمل فرحتها وفرحة إبنها وإبنتها ....أو التى أصبحت إبنتها

  • إيه ده يا بت ؟ مش حاطة روج ليه ؟
  • مانا كنت حاطة يا ماما بس إتمسح
  • ومين اللى مسحه يا روح ماما ؟
  • لأ يا ماما متخليش مخك يروح لبعيد .... امجد مؤدب ومش ممكن يبوسنى فى الشارع
  • أمال ممكن يبوسك فين يا عين ماما ؟ إيه اللى مسح الروج يا بت .... إنطقىٍ
  • إتمسح واحنا بناكل أكيد
  • إنتوا إتغدتيوا برا ؟
  • لو كان معاه فلوس كان عزمنى عالغدا .... بس هو أكلنى ترمس و درة وحمص الشام وشربنى عصير قصب .... أجمل يوم فى حياتى النهاردة يا ماما ... من غيرك مكانش ممكن يعمل اللى عمله النهاردة
وخرجت منى وأم امجد من غرفة النوم وتركتها مع أمجد فى غرفته لكنها ولأول مرة لم تغلق عليهما الباب .... فما رأته بينهما من مشاعر ملتهبة اليوم لا ينبغى معه تركهما منفردين وراء باب مغلق

....................................................................................................

قبل السادسة صباحا كان أمجد مستيقظا بعد ليلة قضى فيها نوما هادئا طويلا بعد ليال أربعة لم ينم فيها كثيرا إما لإنشغال باله أو لمغامراته الليلية مع أم منى ..... تلك الليلة التى سبقها نهاراً رائعاً قضى معظمه مع حبيبة عمره الرقيقة منى ومعظم ليله حالماً بها خطيبة وزوجة وكان نهارا مفصليا فى حياته حينما كشفت له حبيبته عن أكبر نقاط ضعفه

فى الأصل يوم الخميس بكليته مخصص للدروس العملية ولا يوجد بجدوله محاضرات عامة ولما لم تكن الدروس العملية قد بدأت بعد فى الأسبوع الأول من الدراسة فلن يذهب لكليته ويمنى نفسه بقضاء أطول وقت بصحبة تلك الرقيقة التى تخفى تحت غطاء رقتها قوة لم يكن يمتلكها وقتها

بمجرد إفاقته تماما تسلل للتليفون وأصطحبه لغرفته وطلب منى التى أجابت بعد رنة واحدة وكأنها كانت تنتظره وهى بالفعل كانت تنتظره

  • صباح الخير يا قردة .... كنت خايف تكونى لسة نايمة
  • صباح الخير يا أمجودى .... وحشتنى
  • يادى النيلة عالرقة اللى عالصبح .... خايف يا بت آخد على الدلع ده
  • يا حبيبى خد على الدلع زى مانت عايز ..... هافضل ادلعك بقية عمرى
  • كمان حبيبى .... لا كده كتير عليا .... هتفطرينى النهاردة ولا أنزل أدور على عربية فول أفطر عليها
  • عربية فول ؟ أنا باجهز للفطار النهاردة من قبل ما أنام ... النهاردة أول يوم هافطر فيه بعد ما إتأكدت أنى حبيبتك
  • يا بت بلاش الرقة دى مش واخد انا على كده
  • طيب .... سبنى بقى علشان ألحق اعمل الفطار وأغير هدومى
  • برضه قميص النوم المقفول أبو كمام
  • توء توء ..... لابسة بيجامتك وكنت نايمة على مخدتك
  • طب إقفلى بقى قبل ما يغمى عليا من الرقة دى ... هستناكى الساعة 7 متتأخريش
  • حاضر .... سلام يا ..... أمجو..دى
لليوم الثانى يدقق أمجد فى إختيار ملابسه ويخرج زجاجة عطره ويتأكد من نعومة ذقنه ويتسلل خارجا ليعود بعد ربع ساعة لتدخل عليه أمه بعد دقائق

  • صباح الخير يا أمجد
  • صباح الخير يا ماما
  • لابس ومتشيك النهاردة كمان .... رايح الجامعة ولا وراك مشوار
  • معنديش محاضرات النهاردة يا ماما ..... هافطر مع منى
  • أها ... والوردة الحلوة اللى عالمكتب دى لمنى ؟
فيحنى رأسه فى خجل لتستكمل الأم حديثها

  • بص يا أمجد ... أنا أسعد واحدة فى الدنيا بشكل علاقتكم الجديدة دى ... بس عايزاك تاخد بالك إن منى بنت رقيقة وجميلة وعيون الناس كلها ستات قبل رجالة عليها ... علشان كده لازم تاخد بالك منها ومتعملش أى حاجة ممكن تأثر فى يوم على سمعتها
  • مش فاهم قصدك إيه يا ماما
  • يعنى مثلا مينفعش الناس يشوفوكوا رايحين جايين مع بعض أو مثلا حد من الجيران يشوفكوا عالسلم وانت ماسك إيدها زى ما شوفتكوا إمبارح ... متنساش إن لسة مافيش حاجة رسمى بينكم وبين بعض
  • مش إنتوا طلبتوها من أمها ؟
  • وإنت رفضت وهى رفضت وأبوها معندوش خبر ... لو بتحبها صحيح لازم تاخد خطوة رسمى
  • طيب أعمل إيه ؟
  • الرجولة بتقول إنك تاخد ابوك وتروحوا تطلبوها من ابوها وتحددوا معاد خطوبة
  • خلاص هاروح اكلم بابا دلوقتى ونروح بكرة نقابل أبوها
  • يابنى إنت مجنون ؟ حاجة زى دى لازم تقعد مع ابوك وتعتذرله عن الكلام اللى قولته امبارح وتقنعه إنك غيرت رأيك ... النهاردة أقعد مع ابوك وشوفوا هتعملوا إيه وانا هانزل لأمها النهاردة أكلمها تانى
  • مش عارف من غيرك كنت هاعمل إيه يا ماما ... يخليكى ليا وماتحرمش منك ابداً
  • النهاردة إفطروا مع بعض براحتكوا ... بس دى آخر مرة لإن الناس ممكن يشوفوكوا عالسطح مع بعض ... إصبروا شوية لغاية ما نعلن خطوبتكم وبعدين لو عايزين تفطروا مع بعض كل يوم براحتكم ... وحسك عينك تنزلوا الشقة هنا وأنا مش موجودة ... مش عايزين الناس تتكلم علينا
  • زى ما حضرتك شايفة يا ماما
شعر أمجد يومها وهو يتناول إفطاره بأنه أجمل طعام تناوله فى حياته ... فقد أعدته الرقيقة منى وخلطته بحبها ومشاعرها ورقتها اللا محدودة التى تحيطها دائما وتزيد جمالها جمالا وأخبرها بما دار بينه وبين أمه ورغم حزنها لأنها ستحرم من إفطارها اليومى بصحبة أمجد إلا أنها سعدت بخبر قرب إعلان خطوبتها لأمجد التى أصبحت بالنسبة لها حلمها القريب

مر اليوم وعادت أم أمجد من العمل وانفردت كالعادة بمنى وحينما عاد الأب حاول أمجد أن يفاتحه لكنه إستمهله لبعد الغداء وانفرد به فى الصالون

  • بابا .... أنا عايزك تخطبلى منى
  • نعم ؟ أخطبلك منى ؟ يا بنى مش إمبارح بس عرضت عليك نفس الموضوع وانت رفضت ؟ إيه الجديد اللى حصل فى أقل من 24 ساعة غير رأيك
  • فوقت لنفسى يا بابا ... مش ممكن أسيب منى تضيع منى
  • عرفت قيمتها يا أمجد ؟
  • لأ ... عرفت إنى كنت حمار زى ما حضرتك قلت يا بابا
  • طيب وإيه المطلوب دلوقتى
  • بعد إذن حضرتك نروح نطلبها من أبوها
  • يابنى مش لما هى توافق الأول
  • هتوافق ... ماما هتنزلهم النهاردة وهتسألها تانى وهى هتوافق
  • يعنى إتكلمتوا مع بعض وهى وافقت؟
  • أيوه يا بابا هى وافقت ... ياريت حضرتك نروح بكرة بورسعيد نطلبها من أبوها
  • يا بنى هو سلق بيض ؟ نطب عالراجل فجأة كده ؟ لازم نتصل بيه ونحدد معاه معاد علشان نلاقيه ... إفرض روحنا ولقيناه مش موجود أو مشغول ؟
  • طيب ننزل نروح السنترال دلوقتى نتصل بيه ونروح له بكرة
  • يابنى مينفعش ... أنا هاتصل بيه يوم السبت من المصنع ونروحله الجمعة الجاية
  • لسة هستنى للجمعة الجاية يا بابا؟
  • يابنى إنت هتجننى ... إمبارح عايز تستنى 7 سنين والنهاردة مش قادر تصبر 7 أيام ده إيه الجنان ده .... قلت لك الجمعة الجاية يبقى الجمعة الجاية ... إتفضل سيبنى بقى عايز أقعد مع نفسى شوية أرتب هنعمل إيه
وترك أمجد اباه بعد أن إستأذنه فى ذهابه للمقهى ليقابل بعض الأصدقاء وأعطاه الأب الإذن فشكره وقبل يده وانصرف

......................................................................................................

أتى المساء وكمعظم ايام الخميس عندما يحل الظلام توافدت سيارات فارهة تملأ فراغات الشارع بأصدقاء ممدوح مدعوين لحفلة يقيمها بشقته إنتهت بعد منتصف الليل إلا أنها لم تنته بهدوء حيث تسبب إصطدام ثابت صبى المقهى وهو ينطلق بدراجته الهوائية لشراء بعض الأغراض للمقهى بإحدى سيارات المدعوين لتنشب مشاجرة عنيفة بين ثابت وصاحب السيارة إنضم إليها رواد المقهى وبعض شباب الشارع فى جانب وباقى مدعوى الحفلة فى جانب أخر

إستمرت المشاجرة لدقائق أنهاها صوت سارينة سيارة البوليس فاختفى جميع أطراف المشاجرة فى دقائق ليعود للشارع هدوءه

مر يوم الجمعة والسبت وأمجد ومنى يهيمان فى حالة حبهما و سمحت لهم أم أمجد بالبقاء منفردين بحجرته وإغلاق الباب عليهما بعد أن نبهتهم أنها ستكون دائما خلف الباب حتى لا يتجاوزا وهم بالفعل لم يدر بذهنهم أن يتجاوزا .... فأقصى أمانيهم يومها هو أن يبقوا متشابكى الأصابع لأطول وقت

إتصل أمجد بمنى يوم الأحد بمجرد عودته وكانت هى متجهزة لتلك المقابلة اليومية تحت إشراف الأم فصعدت إليه فورا لتتشابك أصابعهما فور إغلاق الباب ويتحادثا همساً حتى لا تسمع أمه الواقفة بالتأكيد خلف الباب

  • وحشتينى يا قردة .... عندى خبر بعشرتلاف جنيه ... مشكلتنا إتحلت ... إتصلى بالحيوان ممدوح وخليه يقابلك فى الكلية بكرة الساعة 10
  • إتحلت إزاى يا أمجد ؟
ليخرج لها أمجد مظروف كبيركالذى تحفظ فيه النقود

  • إيه ده يا أمجد ؟ وجبت الفلوس دى كلها منين ؟
  • فلوس إيه يا بت اللى جبتها ؟ أنا لاقى آكل
  • أمال إيه اللى فى الظرف ده ؟ أوعى تكون فلوس مزورة ؟
  • يا بت فلوس مزورة إيه وبتنجان إيه .... هو احنا فى فيلم عربى ... دى حاجة أغلى من الفلوس .... دى صور للمحروس
  • بجد ؟ طب فرجنى
  • يا بت عيب .... دى صور فيها قلة أدب ميصحش تشوفيها .... وبعدين إفرضى أمى دخلت علينا واحنا بنشوف قلة أدب هتقول علينا إيه
وبالفعل فتحت الأم الباب عندما طال همسهما ولم تسمعهما يتكلمان

  • عايزين حاجة يا ولاد ؟ أعملكوا شاى؟
  • أهو .... شفتى .... مش قلتلك .... جهاز مخابرات قاعد معايا فى البيت .... شكرا يا ماما .... كنا بنتفق هاقول لأبوها إيه لما أقابله .... إطمنى مش هنعمل أى حاجة قليلة الأدب
  • بلاش سفالة يا أمجد قدام البنت
  • حاضر يا ماما .... خمس دقايق نخلص كلام وهاسيبهالك تستجوبيها براحتك
وتخرج الأم وتغلق الباب خلفها ليلتقط أمجد سماعة التليفون ويطلب رقم ممدوح ويناولها السماعة وهو يضع يده على ميكروفونها

  • متطوليش معاه ... قابلنى بكرة الساعة 10 فى كافيتريا الكلية جبت لك اللى طلبته وبس متقوليش حرف زيادة
  • ماشى
وبالفعل تنفذ منى ما طلبه منه حبيبها وفارسها لتخرج منى بعدها لتجالس الأم التى حاولت معرفة ما كان يدور من حوار بينها وبين أمجد لتجاوبها برد افحمها

  • ميصحش الواحدة تقول اللى بينها وبين راجلها يا ماما .... مش إنتى قولتيلى كده
  • ماشى يا بنت ريرى ... بس برافو عليكى يا بت ... مش هاقدر اقولك حاجة غلبتينى
بمجرد دخول منى من باب كافيتيريا الكلية فوجئت بأربعة شبان لم يسبق لها رؤيتهم يهرعون ناحية أمجد لتلتقى أذرعهم و أكفهم معه فى سلام حار وغريب ويتحلقون حول أمجد ومنى وينطلق الشباب بصوت عالى

  • نورت الكلية يا قومندان ... كان المفروض نعلق البيارق بس هنا ميعرفوش الأصول
  • عاملين إيه يا وحوش ... أعرفكم بخطيبتى منى .... زميلتكم ... فى سنة أولى زيكم ... ودول بقى رفعت ، أحمد ، طايل ، أيمن أصدقائى وزمايلى فى المدرسة ونعتبر أنا وهما من ضمن الفاشلين اللى مدخلوش حربية
  • يا قومندان إنت غير... إنت مدخلتش بمزاجك .... إحنا سقطنا طبى
  • فيه مكان تنكلم فيه ولا هنا تمام
  • نتكلم بره أحسن يا قومندان
  • واتجه الخمسة يحيطون بمنى للخارج حيث توقف الركب عند أحد أحواض العشب حيث تحلقوا واندست منى بينهم تحاول فهم ما يقولون لكنها فشلت ..... إنهم يتحدثون العربية بكل تأكيد ومخارج أفاظهم محددة وسليمة لكنها لم تفهم معظم كلماتهم وعندما جلسوا جلست معهم لكنها لم تستطع أن تجلس نفس جلستهم رغم أنها ترتدى بنطلون متسع فأمجد امرها أن تذهب دائما لكليتها ببنطلون متسع لتخفى ساقيها
جلست تتأمل الخمسة ... من يراهم يجزم بأنهم أخوة رغم إختلاف أحجامهم وملامحهم فلهم نفس البشرة السمراء ويرتدون جميعا قمصان متسعة يدخلونها فى البنطلون وبنطلوناتهم مكوية واسعة عكس الموضة السائدة وخط كى البنطلون المستقيم من أول الحزام وحتى نهاية الساق بدون أى خلل ونفس الأحذية السوداء الملمعة بعناية إنهم جنود ضلوا طريقهم فوجدوا أنفسهم وسط الحياة المدنية ولم يستطيعوا بعد التأقلم معها

لم تفهم منى معظم ما يقولون لكن عندما فتح أحدهم كشكوله وأخذ يرسم بعض الخطوط والدوائر فهمت أنهم ينصبون كمينا ما لشخص خمنت أنه ممدوح و بعد ما إنتهوا من نقاشهم الذى لم تفهم منه شيئا تحدث أحدهم

  • بينا بقى نعمل الواجب يا قومندان
واتجهوا للكافيتريا حيث جلس أمجد واثنين من زملائه معها بينما ذهب الباقيان وعادوا يحملون 6 أكواب من الشاى ولم تستوعب منى كيف أستطاع شخصان حمل 6 أكواب ساخنة بايديهم العارية دون أن تنسكب منهم نقطة شاى

إستمتعت منى بتلك الجلسة التى فهمت فيها سر مناداتهم لأمجد بكلمة قومندان وبأنه كان قائدهم طوال مدة دراستهم وضحكت طويلا عندما شرع أحدهم فى إفاهمها سبب منادتهم له بقومندان فشرحها بلفظة حكمدار فهى لم تفهم الأولى ولا الثانية

فهمت منى وقتها سبب عدم وجود أصدقاء من حيهم لأمجد .... فأين سيجد مثل هؤلاء الذين تراهم الآن ليصادقهم

شعرت منى بالأمان التام بوجود أمجد بجوارها ومعه مثل هؤلاء الأربعة فمعهم لن يجروء شخص أن يحاول جرحها ولو بكلمة

وفجأة نظر الخمسة لساعاتهم وانسحب الأصدقاء الأربعة ليختفوا فى ثانية وتبقى مع أمجد ويطل ممدوح من باب الكافيتريا بوجهه الذى بدا لها فى تلك اللحظة كريها رغم وسامته يحمل فى يده حقيبة مستندات صغيرة ليتجه ناحيتها ويقف بينها وبين أمجد

  • جبتى الفلوس يا .....
يبدو أنه كان سينطق بلفظة ما لكن نظرة من أمجد الذى تبدل وجهه فجأة من الطيبة الشديدة التى تبدو عليه إلى قسوة شديدة بدت على ملامحه أوقفت الكلمة فى حلقه ليغير من لهجته

  • جبتى الفلوس يا منى ؟
فيظهر له أمجد طرف الظرف الذى يحمله وعندما مد يده ناحية المظروف مد أمجد يده ليمنعه فسحب يده على الفور فهو لم ينس بعد أثر قبضة أمجد على ذراعه عندما قابلته به لتعرفه عليه

  • إنت اتجننت يا ممدوح ؟ هتعد مبلغ زى ده هنا ؟ تعالى نشوف حتة مدارية أديك فلوسك و تدينى الحاجة اللى معاك
  • ماشى .... كل الكلية تحت أمرك
  • طب ياللا بينا ندور على مكان أمان .... إستنى إنتى هنا يا منى لغاية ما ارجع لك
لم تستطع منى صبرا فتبعتهم تراقبهم من بعيد وممدوح يسير وراء أمجد كأنه منوم مغناطيسيا ودخلوا لمبنى الكلية وساروا فى ممراتها وهى تتبعهم إلى أن وصلوا أمام إحدى القاعات فلاحظت وقوف أصدقاء أمجد الأربعة أمام بابها وكأنهم طلبة يتناقشون وعندما مر أمجد وخلفه ممدوح بينهم فوجئت باثنين منهم يرفعون ممدوح بسهولة عن الأرض رغم ضخامته ليدخلونه إلى القاعة و بالأثنين الآخرين يغلقون الباب ويقفون أمامه وفوجئت بأمجد يلتفت خلفه لينظر مباشرة فى عينيها نظرة أرعبتها وجعلتها تعود بسرعة للكافيتريا قبل أن يدخل القاعة خلف من كانوا يحملون ممدوح

فوجئ ممدوح بنفسه داخل القاعة جالسا على كرسى يبدو أنه وضع خصيصا له بينما يقف صديقى أمجد يحيطاه من الجانبين ضاغطين على أكتافه حتى أنه عندما حاول الوقوف لم يستطع وكأنه مقيد بهذا الكرسى

وقف أمجد بعيدا عن ممدوح بأمتار ينظر له نظرة شديدة القسوة حتى أنه خاف منها وتكلم وهو يضع نظره بعيدا

  • إنت فاكر إن الحاجة فى الشنطة ...... طول عمرك غلبان
  • لا ياروح أمك أنا عارف إن الحاجة فى البيت .... بس هادفعلك تمنها وتجيبهالى
  • كده إنت بتفهم .... هات الفلوس واجيبلك الحاجة
  • أنا قلت فلوس ؟ أنا مقلتش فلوس
  • مش بتقول إنك هتدينى تمنها ؟ رجعت فى كلامك بسرعة ؟ على كل حال اللبوة متلزمنيش أنا خدت منها كل اللى عايزه وهاخد من ابوها الفلوس
توقع ممدوح أنه بهذه الجملة سيثير غضب أمجد ويتشفى منه لكنه وجد أمجد ينظر إليه بهدوء شديد ويتوجه نحوه بخطوات بطيئة وهو يمرر سبابته على شاربه وكأن الوحشان اللذان يثبتانه يعرفون ما سيحدث فرفعا عنه أيديهما وأبتعدا قليلا وقبل أن يحاول الوقوف فوجئ بصفعة دوى صوتها فى أذنه لأيام وتركت علاماتها على وجهه لأسابيع

  • إنت فاكر كده هاديك الحاجة .... إضرب للصبح فى الآخر هتسيبنى والحاجة كده أو كده مش معايا وبدال الألفين هيبقوا اربعة
  • مقولت لك مش هتاخد فلوس .... أنا هديك تمنها ومقولتش فلوس
  • أمال تمنها إيه يا شحات
ففتح أمجد المظروف وأخرج منه مجموعة من الصور ناولها لممدوح الذى همد تماما وبات كأنه لا يستطيع التنفس وهو ينظرللصور صورة بعد أخرى بينما أمجد يتحدث إليه دون أن ينظر ناحيته

  • لما انت كده .... بتجرى ورا البنات ليه ؟ إنت بتتناك إنت حر فى طيزك .... لكن كمان بتجيب البنات لأصحابك ينيكوهم معاك .... يعنى خول ومعرص فى وقت واحد .... اللى انا فهمته من الصور دى إن حفلاتك مافيهاش بنات وإن كلهم يا إما خولات زيك بيتناكوا يا إما خولات تانية بينيكوهم ... وكمان بتتصوروا وانتوا كده .... إيه يا خول بتوثقوا اللحظة الوسخة يعنى ؟ لأ وجايبين مصوراتى محترف وبتتصوروا صور بالألوان ....... مش فاهم إيه الممتع فى كده ؟
  • إنت جبت الصور دى منين ؟ هى شنطة المصوراتى اللى اتسرقت فى الخناقة إنت اللى سرقتها ؟
  • وانا حرامى زى أبوك يا عرص .... سرقها واحد ابن حلال خد الكاميرا لنفسه وحمض الافلام وطبعها وجابلى الصور والنيجاتيف
وحاول ممدوح أن يبدو متماسكا ويفسح لنفسه مجالا للتفاوض بعد أنه وضعه أمجد فى وضع لا يحسد عليه

  • وهتعمل إيه بالصور يعنى ؟ هتوديها لأبويا ؟
  • لا يا عين ابوك .... اكيد ابوك خول ومعرص زيك ومش هيزعل ..... أنا هدىّ نسخة للواد ثابت رويتر فى القهوة .... وهوزع نسخة فى النادى .... والشباب معاك فى الكلية هيوزعولهم نسختين تلاتة .... دول اصحابى ومش هبخل عليهم طبعا ....وكفاية عليك الواد ثابت .... ده حتى الراجل اللى بيجبلك الحشيش هيعرف انك بتتناك وهياخد نيكة فوق تمن الحشيش كل مرة .... ده لو رضى يبيعلك تانى أصلا بعد ما يعرف إنك خول ... ماهو تجار الحشيش مبيرضوش يبيعوا للخولات اللى زيك ... بيخافوا يتشبهوا بعيد عنك
وهنا انهارت قدرة ممدوح على التفاوض تماما وأصبح مستعدا لسماع ما يطلبه أمجد

  • خلاص يا أمجد إنت كسبت ..... هاجيبلك الصور والجوابات وتدينى الأفلام والنسخ اللى طبعتها
  • أنا قلت إنى هديك حاجة قصاد الصور والجوابات ؟ أنا قلت كده يا رفعت ؟ أنا قلت كده يا طايل ؟
  • محصلش يا قومندان إنت مقولتش هتديه حاجة
  • شوفت ؟ مقولتش هاديك حاجة
  • مش قلت هتدينى تمن الحاجة اللى عندى
  • تمن الحاجة اللى عندك إن الصور والنيجاتيف يفضلوا معايا محدش يشوفهم غيرى .... وغير الشباب الحلوين دول ... علشان تفضل عينك مكسورة فى الكلية قدامهم ... بس للأسف مش هاقدر اوريهم لمنى علشان محبش أنها تشوف أشكال وسخة زى دى... متهيألى فهمت ... وعلى فكرة خطوبتى على ستك منى الإسبوع الجاى ...طبعا مش هاقدر اعزمك علشان مش هاعزم خولات على فرحى ... بس إياك تفكر تضايقها بأى شكل ولو شوفتها ماشية فى الشارع تتنيل تستخبى فى أى مصيبة علشان عينها متقعش عليك ... مفهوم ؟
  • مفهوم ... وإيه المطلوب منى ؟
  • الساعة دلوقتى حداشر ونص المسافة من هنا لبيتكم عشر دقايق بالعربية الساعة 12 تكون فى الكافيتريا ومعاك الصور والنيجاتيف و الجوابات ..... آه كنت هنسى .... وشنطتها مش ناقصة قشاية ... هتلاقى ستك منى هناك تديها الحاجة وانت موطى راسك زى الكلب وتعتذر لها لغاية ما تقبل إعتذارك وتخرج من الكافيتريا ... ولو لقيتها يوم فى الكافيتريا وانت قاعد تاخد بعضك وتخرج .... بسرعة إلحق وقتك وإدعى إن ميكونش كاوتش عربيتك نايم زى ما لقيته النهاردة الصبح بسرعة إلحق وقتك
.......................................................................................................

طال الوقت على منى وهى جالسة وحدها فى إنتظار عودة فارسها وأصدقائه الأربعة وكادت تذهب للقاعة التى رأت أمجد يدخلها لكنها كلما تذكرت نظرته إليها تصرف هذا الخاطر عن رأسها حتى رأت أخيرا أمجد وأصدقائه أمام باب الكافيتريا يتجهون إليها وسط ضحكاتهم العالية ومزاحاتهم الخشنة وورأت المظروف الذى كان يحمله معه صباحا فى يده كما كان فلم تعد تدرى هل نجح أمجد فى إستخلاص أشيائها من ممدوح أم فشل ولم تعد تطق صبرا

  • طمنى يا أمجد إيه اللى حصل
  • حصل خير يا منى .... نص ساعة وهتكون الحاجة معاكى ... متقلقيش
  • هى الحاجة مكانتش معاه ؟
  • لأ طبعا ... كان عامل حسابه ياخد الفلوس ويفضل كل شوية يبتزك
  • إبن الكاااالب
  • عيب يا منى .... إحنا مبنقولش الشتايم دى ..... بصى بقى .... ممدوح هيجيى يديكى الحاجة ويعتذرلك ومش هتشوفى وشه تانى ... عايزك تاخدى حقك منه وانتى حاطة رجل على رجل ... وتتأكدى إن حاجتك مش ناقصة حاجة .... إنتى عارفة عددهم
  • 3 جوابات و 5 صور
  • تمام ..... إتأكدى منهم وتممى على شنطتك وتقوليله يغور فى داهية من وشك
وانطلقت موجة من المزاح والضحك بصوت مرتفع قطعه أيمن بإشارة برأسه لمدخل الكافيتريا ليقفز الشباب الخمسة واقفين ويشير أمجد لمنى بالوقوف ليدير كرسيها ليصبح ظهرها للترابيزة ويشير إليها بالجلوس لتجلس جلستها الأنيقة فى لحظة وصول ممدوح ليطأطئ رأسه ويتفدم من منى يمد يده إليها بشنطتها وفوقها بعض الأظرف المفتوحة والصور والنيجاتيف ويتحلق أمجد واصدقائه فى حلقة واسعة وياخذ أمجد مكانه مواجها لمنى وينطق ممدوح أخيرا بصوت خافت

  • أنا آسف يا منى ... انا طلعت ندل معاكى
وتنظر منى لأمجد لتعرف كيف تتصرف فيشير لها أمجد على خده فتميل راسها لليسار متعجبة فيهز لها رأسه علامة الإيجاب فتهوى بكفها الرقيق بكل ما إستطاعته من قوة على وجه ممدوح فى صفعة سمعها كل الموجودين ليدير لها ممدوح ظهره ويخرج فورا من الكافيتريا بينما يرفع أيمن صوته الجهورى

  • حصل خير يا جماعة ... كان سوء تفاهم وراح لحاله
.........................................................................................................

عادت الأم من عملها لتجد باب غرفة أمجد مفتوحاً وأمجد ممدد على فراشه بملابسه التى رأته بها صباحا عاقدا ذراعيه خلف رأسه

  • مساء الخير يا أمجد .... إنت رجعت بدرى ليه ؟
  • أنا مروحتش الكلية النهاردة يا ماما ... كان عندى مشوار مهم باخلصه
  • طيب يا حبيبى ... تحب أعملك حاجة تاكلها ؟
  • شكرا يا ماما
وقام أمجد واقفا على ساقيه ليتجه لأمه ويمسك بيدها ليقبلها

  • أنا مش عارف أشكرك إزاى يا أمى
  • تشكرنى على إيه يا بنى
  • لإنى متأكد إن إنتى اللى رجعتيلى منى وفوقتينى مع إنى معرفش إنتى عملتى إيه بالظبط
  • إنت ومنى ولادى يا أمجد ... خد بالك منها لإن البنت دى جوهرة مفيش منها إتنين
  • عارف .... ممكن أطلع مع منى فوق شوية وبعدين ننزل نقعد هنا
  • ماشى يا أمجد .... هاستناكم
ويتصل فورا بمنى ويطلب منها مفابلته بالسطح مصطحبة ما أخذته من ممدوح لتجده حين تصعد جالسا بالجانب البعيد من السطح وأمامه دلو معدنى وزجاجة عرفت منه أنها بنزين

مدت يدها لأمجد بما تحمله فأشار لها برأسه لتسقطها فى الدلو

  • مش عايز تشوفهم تعرف انا كاتبة فيهم إيه
  • لأ مش عايز
ويسكب البنزين فوق الخطابات والصور ويشعل فيها النار ويصطحب منى لتجلس مع أمه تلقنها دروس الحياة كما اعتادت كل يوم

الجزء السادس



مقدمة

أرهقنى الباشا فى كتابة قصته

أحيانا تسترسل ذكرياته فيظل ساعات مسترسلا فى الحكى .... وأحيانا يضن بهذا الحكى نهارا كاملا ليوقظنى بعد منتصف الليل لأكتب ما يمليه من ذكرياته

أحبه غالبا وأكرهه أحيانا ... فى هذا الجزء بالذات وفى نهايته أحسست بكرهٍ شديد له ولشخصيته قد يكون هذا الكره لأنى أعرف الشخصيات الحقيقية التى يحكى عنها وقد يكون كرهى لما ترسخ عنه فى أذهان الكثيرين و ذهنى بأنه تلك الشخصية المثالية التى تضع حدوداً لعلاقاتها

فى هذا الجزء أصر الباشا على شرح بعض تقاليد التقدم للخطبة فى الثمانينيات حيث كانت الأبواب لا تزال مفتوحة بين الجيران ولابد من إشهار الخطبة بين المحيطين

كانت زجاجات الكوكاكولا هى المشروب الرسمى للحفلات البسيطة وكانت العروس يجب أن تصنع القهوة بيدها لتقدمها لخطيبها وأمه وأبيه وكانت تلك القهوة بمثابة إختبار قبولها من أم العريس

كان سماع موافقة البنت على الخطيب أمام أهله تقليد بسيط لكن جميل

كانت تقاليد بسيطة لكنها جميلة لا أدرى هل لا زالت موجودة أم زالت مثل الكثير من التقاليد

ولنعد الآن إلى قصتنا التى يمليها علىّ الباشا

...................................................................................​

إصطحب أمجد حبيبته الرقيقة لشقتهم بعدما أحرق ذكرياتها الكريهة مع ممدوح وأحرق معها إحدى نقاط ضعفه لتستقبلهم الأم وترتمى منى فى حضنها كالعادة لتستجوبها الأم كالعادة أيضا ويتجه أمجد لغرفته الصغيرة ويستلقى مفكرا فى أحداث تلك الأيام القصيرة فى الزمن الكبيرة فى حياته فهو لأول مرة يقوم بعمل يشعر بالفخر بإنجازه

فهو رغم ميدالياته وبطولاته لم يشعر يوما بأنه أنجز شئ يستحق الفخر حتى أن كل ميدالياته إلا واحدة محفوظة فى صندوق يكاد يكون مهملا فوق دولابه لا يفتح إلا كل عدة أشهر لتضاف له ميدالية جديدة

قفز لذهنه أول ميدالية فاز بها وكيف تسلمها بشعورعادى و شعور فرحته عندما رأى الفرحة تقفز من عينى منى بعدما هرع إليها فى شقتها ليخبرها بفوزه ... تلك الفرحة التى دفعته لإهدائها تلك الميدالية لتبقى دائما أمامها

يومها رفض بشدة أن يصطحبها أبيه وأمه معهما لمشاهدته يلعب بحجة أنها صغيرة ولن تستمتع بالمشاهدة بينما هوالآن يعرف أنه كان يخشى أن تراه يُهزم

تلك الميدالية الأولى التى يعتبرها كل رياضى أغلى ما يملك معلقة الآن فوق مراية غرفة منى تعتنى بها عكس باقى ميدالياته المدفونة فى ذلك الصندوق

عرف الآن أنه كان يفوز بسببها فهو لم يخسر جولة واحدة حضرَتها وكان يُهزم فقط عند غيابها

عرف الآن أن تلك الرقيقة بضعفها هى سر قوته وأنه كاد يفقدها فقط بسبب خوفه من إعترافه لنفسه بأنه يحبها

.....................................................................................................

بينما كان أمجد مشغولا فى الإعتراف لنفسه بحبه لمنى كانت منى تستكين فى حضن أمه تسمع منها وتحكى لها

  • إيه يا بت ؟ السعادة اللى بتنط من عنيكم إنتوا الإتنين دى ليه ؟
  • إيه يا ماما ؟ مش إتنين لسة مخطوبين ؟ لازم كده يكون فيه كده شوية سعادة
  • لا يا روح ماما .... اللى شايفاه ده مش محن مخطوبين جديد .... دى فرحة إتنين كان عندهم بلوة وخلصوا منها
  • متخافيش يا ماما .... مافيش بلوة ولا حاجة .... واحد فى الكلية كان بيضايقنى وأمجد جه رباه
  • يا لهوى .... أمجد إتخانق فى الجامعة ؟
  • يا ماما أمجد مبيتخانقش ... أمجد بيعرف يربى اللى قدامه من غير حتى ما يعلى صوته ... تقريبا كده بيخافوا من شنبه
ولم تستطع الأم كتمان صوت ضحكها من التعبير الذى عبرت به منى عن تقديرها لشئ ما فعله لها أمجد .... كانت تشعر بأن ما حدث شيئا أكبر من البساطة التى تحكي بها منى لكنها أطمأنت الآن بأن أمجد عرف قيمة الجوهرة التى بات قلبها بين يديه

  • ماما ..... أنا باحب أمجد قوى
  • وهو كمان بيحبك قوى يا بنتى
  • طب ليه ماقليش باحبك لغاية دلوقتى .... بيقولها بعنيه وتصرفاته بس مبينطقهاش بلسانه
  • هيقولها .... بس أمجد زى ابوه بالظبط ... كلمة مش سهل يقولوها بلسانهم .... بيحبوا إن اللى قدامهم تحس بيها من غير ما يقولوها .... ولعلمك بقى دول الرجالة اللى تثقى فى حبهم ليكى ... الكلمة دى لو إتقالت بسهولة تتنسى بنفس السهولة
  • أنا ممكن أقول لأمجد يحضنى النهاردة يا ماما .... حاسة إنى عايزة أحضنه من غير ما اعيط
  • قوليله .... بس باقولك إيه .... حضن بس ... إنتى عارفة .... هبقى واقفة ورا الباب
  • هو حضن بس ياماما .... متخافيش
ويقطع حديثهم وصول أبو أمجد من عمله

  • إزيك يا أم أمجد .... إزيك يا مرات إبنى .... حظه حلو الواد أمجد ده
ويسمع أمجد من رقدته صوت أبيه ليقطع الطريق من غرفته للصالة فى قفزة واحدة

  • ها يابابا .... كلمته
  • يابنى قول مساء الخير الأول ..... آه ياسيدى كلمته ومستنينا يوم الجمعة .... أبوكى ده غلبنى يا منى .... باتصل بيه من يوم السبت وهو يا فى المينا يا فى البنك يا فى السوق بيجيب بضاعة .... بس لقيته النهاردة
  • يعنى وافق خلاص يا بابا؟
  • وافق على إيه يا أمجد ؟ هو معندوش فكرة إحنا رايحينله ليه أصلا
  • وليه يا بابا مقلتلوش بس
  • يابنى إنت هتفضل حمار كده طول عمرك ... فيه حد يطلب إيد بنت من أبوها فى التليفون ... أنا مش فاهم بنت زى القمر دى بتحبك على إيه ... قومى يا أم أمجد حضريلنا الغدا ... واتصلى بأم منى تطلع تتغدى معانا .... نتكلم معاها شوية نشوف هنعمل إيه
  • دقايق يا أبو أمجد ويكون الغدا جاهز .... تعالى معايا يا منى نحضّر الغدا .... إتصل بحماتك يا أمجد خليها تطلع
كان أمجد يتمنى لو تترك له أمه منى قليلا فهو يشتاق بالفعل للإنفراد بها وأوحشه تشابك أصابعهما

تجمعت العائلة الصغيرة التى بدأت تكبر بإنضمام منى ووجودها شبه الدائم بينهم فقد أصبحت أم أمجد بالنسبة لها الأم الصديقة التى تحكى لها ما لاتستطيع حكيه لأمها الحقيقية "ريرى" التى جلست بينهم شاردة الذهن تتنازعها رغبتها فى إسعاد إبنتها وأمجد من جهة وفقدها لمن يشبع شبقها من جهة

بداخلها كانت تعلم أن أمجد هو الوحيد القادر على منح إبنتها السعادة لكنها كانت تطمح أن يمهلها القدر قليلا لمتعتها مع هذا الشاب الذى تعلم أنه سيرفض أن يجرح الرقيقة منى بالإستمرار فى مثل تلك العلاقة مع أمها

وانتهى الغداء واجتمع الكبار ومعهم أمجد ومنى للتناقش حول ما سيتم قريبا

  • هو إنتى مبلغتيش ابو منى بأن امجد إتقدملها يا أم منى
  • إتصلت بيه 3 مرات ومفيش مرة لقيته ... والشقة هناك لسة مفيهاش تليفون
  • طب حاولى تبلغيه قبل ما نروح .... يصح برضه الراجل يحضر نفسه لموضوع زى كده
  • الصبح هاروح السنترال أحاول تانى ... يمكن ألاقيه
  • لو ملقيتهوش سيبيله خبر يتصل بيكى .... لازم يسمع الخبر منك الأول
  • هاحاول ..... صحيح يا منى النهاردة بنات كتير من اصحابك إتصلوا كانوا عايزينك مش عارفة فى إيه
  • بكرة هاقابلهم فى الجامعة أكيد .... تلاقي بس فضولهم مجننهم لما عرفوا إنى أتخطبت من غير ما أقولهم
  • وإنتى قولتيلهم إنك إتخطبتى ؟ يابت مش كنتى إستنيتى لما تلبسوا دبل أو حتى نقرا فاتحتكم ....العين وحشة
  • أصلهم شافوا أمجد معايا فى الكلية وطبعا قلتلهم ده خطيبى .... ماهو مش هاسيب واحدة منهم تحط عينها عليه طبعا يا ماما
  • وإنت ايه اللى وداك كليتها يا أمجد ... دى كليتك بعيد عن الجامعة كلها
  • كان لازم أروح لها يا بابا .... ماهو أنا كمان مش عايز حد من زمايلها أو المعيدين اللى سنهم قريب من سنها يحط عينه عليها
  • أنا سمعت الكلام ده من مين قبل كده يا أمجد .... فكرنى كده
وانطلق الأب والأم فى موجة ضحك بينما ابتسم أمجد فى خجل وأحنى رأسه بينما تنظر منى لعينيه فى حب

كانت منى تتكلم وهى تنظر فى عينى أمجد وكأنها تستقى منه كلماتها فهم لم يحسبوا حساب النميمة عما حدث صباحاً على مرأى من جميع رواد الكافيتريا وبالتأكيد فإن الصفعة التى نالها ممدوح دوى صداها فى جميع قاعات الكلية إن لم يكن فى جميع أنحاء الجامعة

إبتسمت أم أمجد فهى اكثر من يعلم بشأن قدرة إبنها وحبيبته على التحدث سويا وسط أى تجمع دون أن يفتح أحدهما فمه وأدركت أن الهم الذى أنزاح من قلب العاشِقين كان أخطر مما صرحت به منى لكنها كانت سعيدة فهاهى إبنتها الروحية تبرهن على أنها تحفظ مابينها وبين رجلها كما علمتها وأنها ستشهد بالتأكيد بيت عاشقين كبيتها

إستأذن أمجد من أبيه للإنفراد بمنى قليلا فإذن له بينما نظرت الأم لمنى نظرة فهمتها فقامت واحتضنتها وهمست فى أذنها

  • ماتخافيش يا ماما .... هو حضن بس
و تبعت أمجد لغرفته وتشابكت أصابعهما .... فتشابك أصابع العاشقين متعة لايعرفها سوى من وقع فى الحب

  • مش مصدقة يا أمجد .... حاسة إنى باحلم
  • إحلمى يا منى ... إحلمى وانا احقق أحلامك
  • إنت جبت الصور اللى هددت بيها ممدوح منين ؟
  • ثابت القهوجى .... عمل الخناقة وسرقوا شنطة المصوراتى وجابولى الأفلام .... كنت متأكد إن الصور فيها حاجة أضغط بيها على ممدوح لقيت فيها اللى يخليه يختفى من حياتك باقى عمره
  • مش هتورينى الصور دى ؟
  • مينفعش يا بت .... فيها حاجات ميصحش بنت تشوفها
  • هيكون فيها إيه يعنى ؟ ماهو أكيد متصور مع بنات
  • لأ مش مع بنات ... بصى هى صورة واحدة اللى ممكن تشوفيها الباقى مينفعش
  • طب ورينى
ويخرج أمجد المظروف الذى أخفاه وسط مكتبته ليلتقط منه صورة يضعها أمام عينى منى التى تنظر لها

  • إيه ده ؟ هو ممدوح ليه أخت ؟
  • لا مالوش يا هبلة ... ده ممدوح بشحمه ولحمه
  • ممدوح لابس مينى جيب وحاطط مكياج ؟ يا نهار إسود .... أنا كنت ماشية مع بنت زيى
  • برضه مفهمتيش يا هبلة ؟ ممدوح من بره راجل و من جوة ست ... فهمتى ؟
  • لأ مفهمتش
  • ولا هتفهمى ... سيبك من ممدوح وانسى سيرته ... مبسوطة ؟
  • مبسوطة دى مش كفاية يا أمجد ... إكتشفت إن إنت حلم عمرى من ساعة ما إتولدت وكنت هتضيع منى ... أمجد ... ممكن تحضنى
ليفتح لها ممدوح ذراعيه فتلقى بنفسها عليه وتلف ذراعيها حول رقبته فيضمها وهى تضع راسها على صدره

  • أمجد ... باحبك
  • وانا كمان يا منى
  • وانت كمان إيه ؟ .... إنطق
لم يجب ممدوح عن سؤالها لكنه شدد من ضمها لصدره فاستكانت مستمتعة . وربما لأول تشعر بشهوة جنسية وهى فى حضنه وترتفع درجة حرارة جسدها و تتسارع أنفاسها وهى تشعر بزبر أمجد وقد إنتصب أسفل ملابسه يضغط اسفل بطنها فتشب على أطراف أصابعها ويصبح إنتصابه ضاغطا الآن على كسها وتمنت أن تكون الآن ترتدى بيجامته وليس فستانها

يقطع حضنهما طرقات خفيفة على الباب وصوت أم أمجد يأتيهم من الخارج

  • أمجد بابا عايزك .... وانتى كمان يا منى مامتك عايزة تاخدك معاها وهى نازلة
أفلتها أمجد من بين ذراعيه لتقف على قدميها تلتقط أنفاسها بعمق محاولة تهدئة نفسها بينما يجيب أمجد أمه

  • حاضر يا ماما جايين
تخرج منى من الباب بينما أنتظر أمجد قليلا ليدارى إنتصابه لتقابلها أم امجد خلف الباب

  • يا ماما كنتى صبرتى دقيقة واحدة كان هيقولى باحبك
  • باحبك ؟ وانتى وشك احمروطالع منه صهد كده علشان كان هيقولك باحبك ؟ هتستعبطى يا بت ؟ إجرى يا بت انزلى مع امك وبلاش مياصة
وصلت منى وامها لشقتهم وكل منهما تريد الإنفراد بنفسها ... وكان أمجد سبب تلك الرغبة وإن إختلفت أسبابها ... فمنى تريد الإحتفاظ بأثر حضنها لأمجد بينما أمها تريد التفكير فى كيف ستكون علاقتها فى المستقبل معه ... فقد مر على لقائها الأخير معه إسبوع وشهوتها مشتعلة لا تجده معها ليطفئها وهو لم يحاول حتى الإتصال بها إلا لدعوتها للقاء أمه وابيه وكانت تتخيل إبنتها بين ذراعيه تستمتع بدفء لمساته حينما ينفرد بها . تلك اللمسات التى تعرفها جيدا وتعرف أنها قادرة على إمتاع أى أنثى ... وكيف لا تعرفها وهى من علمتها له

وجدت ريرى نفسها تندفع لغرفة إبنتها وقد أوعز لها جنونها أن تخبرها بعدم موافقتها على تلك الزيجة واقتحمت على منى غرفتها لتجدها جالسة على فراشها وقد إحتضنت وسادة أمجد وأراحت رأسها عليها مرتدية بيجامته وبمجرد أن شعرت بها منى رفعت لها عينيها وبها نظرة حالمة

  • فيه حاجة يا ماما
  • لا يا حبيبتى بس نسيت أقولك تصبحى على خير
  • طيب ممكن تقعدى جنبى شوية وتاخدينى فى حضنك
فجلست إلى جانبها ووضعت ذراعها حولها لتضع منى راسها على صدرها

  • أنا أكتشفت يا ماما إن أنا باحب أمجد قوى .... خايفة السعادة اللى انا فيها متدومش
  • لو بيحبك زى ما بتحبيه هتدوم يا بنتى
  • أمجد بيحبنى أكتر من ما أنا باحبه ... بيعمل المستحيل علشانى
و تجد أم منى دموعها تنسال غزيرة حتى أن منى شعرت بها فرفعت رأسها إليها

  • إنتى بتعيطى يا ماما ... فيه إيه
  • مش عارفة هاعيش إزاى لما تبعدى عنى يا منى
  • يا ماما لسة بدرى ... حتى لما نتجوز هتعيشى معانا .... أنا مقدرش اعيش بعيد عنك
  • طب نامى يا حبيبتى ... تصبحى على خير
واندفعت ريرى لحجرتها تغالب دموعها حتى أغلقت عليها الباب وخرجت منها آهة طويلة أتبعها بكاء شديد وهى تنظر للفراش الذى كتيراً ما شهدها تتقلب فى أحضان أمجد فهل آن الوقت لتتخلى عن الوحيد الذى يطفئ نار شبقها

...........................................................................................................​

كعادته بمجرد إستيقاظه جرى أمجد للتليفون ليتصل بمنى

  • صباح الخير يا قردة
  • صباح الخير يا حبيبى
  • يا بت قلت لك مش متعود انا على الرقة دى ... خدت على زفارة لسانك
  • لأ يا حبيبى خد عالرقة .... بعد كده مافيش زفارة لسان ... مش هينفع أخبى حبى ليك تانى عن نفسى ومش هاعرف اقولك اى كلمة وحشة
  • يخربيت الرقة اللى بتتكلمى بيها ....باقولك ...قابلينى عالسلم كمان ساعة ... عايز اشوفك قبل ما تروحى الجامعة
وبلتقى العاشقان أمام باب منى ويهبطا السلم سويا ولا يحاول أمجد أن يلامس حتى كف منى كما أوصته أمه ولم يتلامسا إلا للسلام

  • بصى .... أنا قلت لماما تسحب 200 جنيه من الدفتر بتاعى وتاخدك وتشتروا دبلة تكتبى عليها إسمى وتشتروا لى أنا دبلة فضة ... أنا سبت الخاتم بتاعى لماما النهاردة علشان تعرفوا المقاس ... كنت عايز اروح معاكوا بس أمى قالتلى مينفعش .... ماعرفش ليه
  • إيه ده ؟ مش هتستنى لما تكلموا ابويا ؟
  • يا بت هاكلم ابوكى يوم الجمعة ونقرا الفاتحة والبسك الدبلة .... مش هتروحى الكلية الأسبوع الجاى غير ودبلتى فأيدك
  • وهتعملها ازاى دى ؟
  • هاعملها .... باى شكل هاعملها ... معدتش هاخد وقت فى التفكير أو اتردد تانى خلاص
  • دا إنتا اتغيرت خالص
  • متغيرتش ولا إتهببت ... كنت جبان وباضحك على روحى بحجة إنى عاقل بس خلاص
وكانوا وصلوا لمدخل العمارة فافترقا كل فى طريقه لكليته ولدهشته لم يقابل أمجد سميرة على المحطة كالعادة لكنه لم يعر الأمر إهتماما فذهنه مشغول الآن عنها

.........................................................................................................​

وصلت منى لكليتها ولأول مرة ستحضرمحاضرة عامة ... هى متهيبة ولا تدرى كيف سيكون تصرفها لو قابلت ممدوح أو حاول أحد أصدقائه مضايقتها لكنها وجدت صديقاتها واقفات أمام باب المدرج وكأنهن ينتظرنها وبمجرد ظهورها إلتففن حولها يطرحن أسألة كثيرة عما سمعن أنه حدث بالأمس بينها وبين ممدوح فصمتت لا تدرى كيف تجيبهن وانقذتها اقرب صديقاتها

  • تعالى يا منى نقعد فى الكافيتريا .... لسة بدرى على ما تبدأ المحاضرة ... البنات هيحجزوا لنا مكان
وانفردت الصديقة بمنى فالفضول يقتلها لمعرفة حقيقة ما سمعوه عن صفعها لممدوح وعدم رده عليها أو حتى إعتراضه

  • إيه يا بت يا منى اللى سمعناه ده ؟ صحيح إنتى ضربتى ممدوح بالقلم فى وسط الكافيتريا امبارح ... الكلية كلها ملهاش سيرة غير الموضوع ده ... ده حتى بنت من سنة رابعة جت تسأل عليكى مش عارفة ليه
  • أه صحيح ضربته بالقلم
  • وعمل إيه خلاكى تضربيه بالقلم ؟ دا إنتو كنتوا الأسبوع اللى فات لسة زى السمن عالعسل ... مش كنتى بتقولى يا بت إنه بيحبك وإنتى بتحبيه
  • كنت فاكرة كده ... بس طلع أوسخ بنى آدم شوفته فى حياتى
  • ليه عمل ايه ؟
  • حاول يغتصبنى هو وصاحبه ولما هربت منه هددنى بالجوابات اللى كنت بابعتهاله والصور اللى اتصورتها معاه
  • يا نهار إسود ... إنتى بتتكلمى جد ؟ وعملتى إيه ؟
  • أنا معملتش حاجة .... أنا قلت لأمجد وهو اتصرف ... خد منه الحاجة وخلاه يعتذر لى وقالى أضربه بالقلم
  • أمجد مين ده يا بت ؟ أمجد جاركم ؟
  • أمجد حبيبى وخطيبى
  • نعم ؟ يا بت إنتى ماشية تحبى على روحك ؟ كنتى بتحبى واحد الإسبوع اللى فات وبتحبى واحد تانى الأسبوع ده ؟ وبعدين مش أمجد ده اللى كنت عمالة أحلفلك إن إنتى بتحبيه وهو بيحبك تقوليلى بنحب بعض زى الإخوات ؟ فجأة كده حبيتوا بعض ومبقيتوش إخوات؟
  • كنت مبشوفش يا صفاء ... كنت طول عمرى باحبه ومحستش غير لما شوفت حنيته وخوفه عليا .... أمجد ده يا بت حاجة كده ... مش لاقيلها وصف .... عارفة عمرى ما حسيت بالأمان إلا فى وجوده ... الحاجة الكويسة الوحيدة اللى الزفت ممدوح عملها فى حياته أنه عرفنى أنا باحب أمجد أد إيه
  • حنيته ؟ يا بت مش كنتى بتقولى عليه جلف مبيعرفش يتعامل مع البنات وإنه بيعتبرك واحد صاحبه
  • كنت حمارة ومبفهمش ... ده أرق و أحن وأجمل جنتلمان فى الدنيا ... احسن من رشدى أباظة وعمر الشريف
  • يخربيتك ... أول مرة اشوفك بالحالة دى يا بت يا منى .... كل ده فى الإسبوع اللى مجيتيش فيه الكلية ؟
  • ده أحلى إسبوع فى حياتى ... أول مرة اعرف أمجد أد إيه راجل .... عارفة يعنى إيه راجل؟
  • أنا مستغربة بصراحة اللى بتقوليه ده .... بس إزاى ضربتى ممدوح بالقلم وسكت كده ... ده محدش فى الكلية بيقدر يفتح بوقه معاه
  • وهو كان يقدر يفتح بوقه فى وجود أمجد ؟ ده بيترعب من إسمه
  • بيقولوا إن اللى كان معاكى خمس شبان شبه بعض .... هو أمجد كان معاه أخواته
  • إخواته إيه ؟ أمجد إخواته لسة صغيرين .... إللى كانوا معاه دول اصحابه ... زمايلنا هنا معانا فى سنة أولى
  • بس بيقولوا شبه بعض كلهم
  • لا شبه بعض ولا حاجة ... بس هما مختلفين عن باقى اللى معانا فى شكلهم ولبسهم
  • يعنى ضربوا ممدوح ولا عملوا إيه بالظبط
  • معرفش عملوا إيه .... هما خدوه ومشيوا ولما رجعوا لقيت ممدوح جاب الحاجة اللى عنده واعتذرلى وأمجد قالى أضربه بالقلم
  • شوقتينى أشوف أمجد ده
  • هتشوفيه أكيد لما نعمل الخطوبة .... رايح يوم الجمعة بورسعيد يتفق مع بابا
  • طب ياللا بينا بقى أحسن اصحاب ممدوح داخلين الكافيتريا ... مش هنعرف نعمل معاهم حاجة لو قلوا أدبهم علينا وسى أمجد بتاعك مش موجود
وبالفعل دخل للكافيتريا أربعة شبان ليأخذوا مجلسهم بالترابيزة المجاورة لمنى وصديقتها وقبل أن تتحرك منى وصديقتها تجد أصدقاء أمجد الأربعة يحيطونها وصديقتها

  • صباح الخير يا آنسة منى
  • صباح الخير كنا لسة فى سيرتكم .... دى صفاء صاحبتى .... ودول رفعت ، ايمن ، طايل ، أحمد زمايلنا وأصحاب أمجد ... تعالوا أقعدوا معانا شوية لسة بدرى عالمحاضرة
  • لأ إحنا هنقعد عالترابيزة اللى جنبكوا دى عايزين نراجع شوية
وفوجئت منى وصديقتها بالأصدقاء الأربعة يتجهون للترابيزة الجالس عليها أصدقاء أمجد ويطلبون منهم المغادرة بحجة أنهم يحتاجون تلك الترابيزة بالذات للجلوس وتوقعت منى وصديقتها أن هناك معركة ستدور لكنها فوجئت بأصدقاء ممدوح يغادرون بعد أن نظروا نظرة واحدة لوجوه هؤلاء الوحوش الأربعة التى تبدلت ملامح وجوههم فجأة من الطيبة الشديدة للقسوة الشديدة فغادروا فى هدوء دون حتى أن يحاولوا الإعتراض

  • ياللا بينا يا آنسة منى علشان نلحق المحاضرة
وقامت منى وصديقتها وساروا يتبعهم اصدقاء أمجد وبمجرد وصولهم المدرج فوجئت منى بإختفاءهم ولم تعثر عليهم عيناها وسط حشد الطلاب فعدد أفراد دفعتهم وقتها تجاوز الألف طالب بكثير

  • بت يا منى هم راحوا فين ؟
  • ماعرفش
  • طب هما اصلا جم منين ؟
  • معرفش برضه يا صفاء
  • هو أمجد شبه دول كده ؟
  • لأ ... أمجد كان القومندان بتاعهم فى المدرسة شكله لما بيقلب بيبقى أفظع من كده
  • إيه يا ختى ؟ قومندان ؟ يعنى إيه قومندان ؟
  • يعنى حكمدار
  • لا يا شيخة ؟ ويعنى إيه برضه حكمدار؟
  • معرفش .... هما قالوا لى إن قومندان يعنى حكمدار وخلاص .... هبقى اسأل أمجد يعنى إيه واقولك
  • طيب يا ختى ... وبتحبى أمجد ده ازاى ... ده أنا كنت خايفة أبص ورايا وهم ماشيين معانا
  • يا بت هما كده .... شكلهم الطبيعى طيب أوى بس لما بيقلبوا وشهم بيبقوا كده ... اخرسى بقى المحاضرة هتبدأ
وبدأت المحاضرة وانتهت وتلتها محاضرتين ومنى تشعر بأصدقاء أمجد دائما حولها لكنها لا تراهم إلا لو حاول أحدهم مضايقتها أو حتى التقرب منها فتجدهم حولها لا تعرف من أين جاءوا ولا أين اختفوا لكنها تشعر دائما أن هناك من يحميها وظلت طوال يومها تتمتم لنفسها " مش عارفة من غيرك كنت هاعمل إيه يا أ مجد .... يخليك ليا ويديم عليا نعمة حبك "

وبنهاية اليوم كانت صديقاتها أطلقن عليها وعلى حراسها إسم " منى وعفاريتها الأربعة "

أنهت منى يومها الذى يعتبر يومها الجامعى الأول الذى تحضره وعادت لمنزلها فرحة فاليوم ستشترى دبلة تحمل إسم أمجد تزين بها إصبعها بعد أيام لتقابلها أمها بحضن طويل

  • وحشتينى يامنى ... أم أمجد قالتلى إنها عايزانا ننزل النهاردة نشترى الدٍبْل ... مش كنتى إستنيتى موافقة أبوكى
  • هيوافق يا ماما ... متقلقيش ... طالما أمجد قال إنه هيوافق يبقى هيوافق
  • زى ما تحبى يا حبيبتى
  • طيب غيرى هدومك بقى زمانها مستنيانا ... وبلاش نظرة الزعل اللى فى عنيكى دى يا ماما ... قلتلك مش هابعد عنك حتى لما نتجوز
  • حاضر يا حبيبتى
  • طيب ياللا غيرى هدومك بقى زمان أم أمجد مستنيانا
وتتقابل منى وأمها مع أم أمجد ليذهبوا للصائغ القريب ... فلا داعى للذهاب لحى الصاغة فهى فقط دبلة ذهبية وأخرى فضية لا غير لكن منى كان يدفعها فضولها لمعرفة سبب رفض أم أمجد وجود أمجد معهم فأجابتها

  • علشان لو ابوكى لوعرف إن أمجد إشترالك الدبلة قبل موافقته ممكن يزعل لكن لما يعرف إن الستات هما اللى نزلوا اشتروها علشان فرحانين بيكوا مش هيقول حاجة
وعاد ركب السيدات للمنزل لتعرضن على أمجد وابوه ما اشترين والفرحة تقفز من عينى منى بعد أن أصرت أم أمجد أن تشترى لها خاتم صغير بما تبقى من المائتى جنيه ترتديه فوق الدبلة

إنفرد أمجد بمنى أخيرا فى غرفته وتشابكت أصابعهما كالعادة

  • هاطير من الفرحة يا أمجد
  • إفرحى وطيرى واعملى كل اللى عايزاه
  • ماما قالتلى إنك رفضت إنها هى وعم حسن يدفعوا تمن الدبلة وصممت إنها تسحب فلوسها من دفترك
  • ماهو مينفعش أول وردة أجيبهالك أكون سارقها وفلوس دبلة خطوبتك أكون سالفها
  • صحيح يا أمجد ... فيه بنت من سنة رابعة قابلتنى النهاردة وطلبت منى طلب ومعرفتش ارد عليها
  • بنت إيه ؟ وطلب إيه ؟
  • هى قالت لى إن ممدوح قواد وإنه بيتعرف على البنات ويمسك عليهم حاجات يبتزهم بيها ويخليهم بعد كده يناموا مع رجالة وياخد فلوس على كده
  • كمان ؟ أنا كنت شاكك فى كده
  • وهى طلبت مِنى أساعدها إنها تخلص من إبتزاز ممدوح ليها ... أنا قلتلها إنى هأسألك بس موعدتش إنك تساعدها .... بس علشان خاطرى يا حبيبى حاول تساعدها ... البنت صعبت عليا قوى .... جميلة وشكلها بنت ناس
  • يا بت قلت لك بلاش تتكلمى بالرقة دى .... مش هاعرف ارفض لك طلب ... على كل حال قابليها برفعت وهو هيتصرف
  • وانا هاقابلها برفعت إزاى وانا معرفش هو وباقى اصحابك بيختفوا فين وبيطلعوا منين ... البنات النهاردة سموهم عفاريت منى
  • هههههههههههههه ... خلاص هاتصل بيه النهاردة و اخليه يقابلك قبل المحاضرة بكرة
تلك المرة كان أمجد هو الذى يتوق لإحتضان منى فاحتضنها وكأنه يختطفها من على الأرض لكن بمجرد أن إستقرت بين ذراعيه أوقفته طرقات أمه على الباب

  • أمجد .... منى جاية تعبانة من الكلية ولازم تنزل تنام
  • حاضر يا ماما
وخرجت منى لتحتضن أمه وتهمس فى أذنها

  • كنتى سيبتبنا دقيقة كمان .... أول مرة يحضنى من غير ما أطلب
  • بس يا بت بلاش مياصة ... بكرة تشبعوا أحضان
ومر يومان على أمجد كأنهما دهر لا يتحرك ... كان يتعجل الوقت لمقابلة أبو منى حتى انه ايقظ اباه قبل الفجر بساعة للذهاب لموعد هو الأهم فى حياته

  • يابنى لسة بدرى .... الطريق بياخد 3 ساعات يعنى لو نزلنا من هنا الساعة 7 هنوصل قبل ما الراجل يوصل محله
  • معلش يا بابا ... نوصل بدرى أحسن ما نتأخرعليه
وبالفعل وصلا قبل وصول أبو منى لمحله ورحب بهما الرجل وهو يراهما منتظرين أمام المحل قبل حتى أن يفتح أبوابه ..... وبعد أن قدم لهما واجب ضيافتهما ولأنه مشغول دائما بعمله فإنه كان متعجل ليقضى لهما حاجتهما ... فهو لم يكن يعلم السبب الحقيقى لطلب ابو أمجد مقابلته

  • خير يا باشمهندس .... جايين تدورواعلى حاجة للعربية و لا جايين تشتروا لبس .... كل بورسعيد تحت أمركم
  • بصراحة يا أبو منى إحنا مش جايين نشترى حاجة .... إحنا طمعانين فى حاجة أكبر
  • طلباتكم أوامر ... أنا فضيت نفسى النهاردة ومش هاسيبكم غير لما تلاقوا كل اللى عايزينه
  • اللى إحنا عايزينه مش فى بورسعيد يا ابو منى ... اللى عايزينه فى مصر بس إنت الوحيد اللى تقدر تديهولنا
  • مصر ؟ طب ومقولتش ليه يا باشمهندس كنت جيت لكم انا
  • من الآخرأنا جاى طالب إيد منى بنتك لأبنى أمجد
لم يستطع الرجل إخفاء دهشته لكنه شعر مع الدهشة بفرحة ظهرت على وجهه ... فهاهى صغيرته قد كبرت وتقدم لها الشاب الذى تمنى هو دائما أن تكون من نصيبه

  • لا إذا كان الكلام كده يبقى نروح حتة نتكلم فيها ... إنتوا فطرتوا ولا لسه ؟... حتى لو كنتوا فطرتوا تفطروا تانى ... نفطر سوا ونتكلم ... هو اناهلاقى عريس لبنتى أحسن من الباشمهندس أمجد
واصطحبهم الرجل لأحد المطاعم الهادئة حيث اعاد ابو أمجد طلب يد منى من ابيها والذى بدا عليه أنه يريد سماع الطلب أكثر من مرة وكأنه يطرب بسماع الكلمات من فم أبو أمجد

  • بس مش إنت شايف إن لسة بدرى يا أمجد ... إنتوا لسة أول سنة ليكم فى الجامعة
  • ياعمى لا بدرى ولا حاجة ... وبصراحة أنا مش عايز منى تروح الجامعة غير وهى لابسة دبلتى فى إيدها ... محدش هايضايقها لما يعرفوا أنها مخطوبة واوعدك إنى هاشيل منى فى عنيا طول حياتى وعمرى ما هازعلها فى يوم ... أرجوك يا عمى إقبل طلبى
  • يابنى مش هلاقى لمنى عريس أحسن منك بس إنت ابن أصول وعارف إنى لازم آخد رأيها واسمع موافقتها بودنى
  • خلاص ياللا بينا ... حضرتك تسألها ونقرا الفاتحة
  • يابنى اصبر شوية ... عربيتى فى المينا بتجيب حاجات وقدامها ساعتين على ما ترجع ... وبعدين لازم منى وامها يعملوا حسابهم ويعرفوا إن انا جاى ... حتى يحضرولنا العشا نتعشى سوا بعد الفاتحة
  • خلاص ... أنا هاروح السنترال أتصل بماما أقولهم إننا جايين ... ولا أقولك ... هاقول لماما تحضر لنا غدا نتغدى كلنا سوا وبليل نقرا الفاتحة ونتعشى ونلبس الدِبْل
  • دِبْل إيه يا بنى ... مش لما اعرف رأى البنت نبقى نشترى الدِبْل
  • هى معلقة موافقتها على موافقة حضرتك ... انا سألتها... لوحضرتك وافقت أنا سايب فلوس لماما يروحوا يشتروا الدِبْل لغاية ما نروحلهم ..... نقرا الفاتحة ونلبس الدِبْل ... علشان بعد كده ماسيبهاش تركب مواصلات تروح الجامعة لوحدها ولما الناس تشوفنى باوصلها كل يوم ميقولوش حاجة
  • يابنى إنت عليك عفريت إسمه نلبس الدِبْل ... إهدا شوية البنت مش هتطير
  • يا عمى أرجوك ... مش عايز حد يبصلها غير ويلاقى دبلتى فى إيديها
  • إبنك مستعجل أوى يا باشمهندس .... مع إنى اعرف عنه أن كل حاجة بيفكر فيها كتير
  • فكرت فى كل حاجة يا عمى ... بص إحنا النهاردة نقرا الفاتحة ونلبس الدبل ونعمل الخطوبة فى أجازة نص السنة ....الأجازة 15 يناير إحنا نعملها يوم 14 هيكون يوم جمعة .....وأول ما أتخرج نكتب الكتاب .... ونتجوز أول ما أخلص جيش.....قولت إيه يا عمى ؟ موافق؟
  • هاقول إيه يا بنى ؟ عالبركة ... أول العربية ما ترجع أرجع معاكوا على مصر على طول
  • وليه نروح فى عربيتين ... حضرتك تيجيى معانا وتبقى ترجع فى السوبر جيت ... انا رايح أبلغ منى إنك وافقت على مانتوا تخلصوا فطار ونمشى فورا... هاقابلكم عند المحل ...هو السنترال اللى هنا فين ؟
ويتركهم ويخرج جرياً قبل حتى أن يسمع إجابة سؤاله ليسأل عن مكان السنترال وتكاد أعصابه تحترق فى إنتظار دوره ليتصل برقم أمه التى يعلم أن منى وأمها الآن بجوارها

بمجرد خروج أمجد يلتفت أبو منى لأبو أمجد ويبتسم فى سعادة

  • العيال كبرت يا حسن وحبوا بعض
  • من ساعة ما أتولدوا وهما مكتوبين لبعض ... مش انا خطبتها منك للواد من أول يوم إتولدت فيه
  • مبروك علينا النسب يا ابو أمجد
......................................................................................................​

وصل الأبوان مع أمجد أخيرا للعمارة و بمجرد وصولهم دخلوا لشقة منى وأمها بعد أن رفض أمجد حتى أن يغير ملابسه أو يزيل هو وأبوه غبار السفر عنهما قبل أن تتم قراءة فاتحته على منى حتى أن أبو منى طلب منه التريث حتى تستعد منى وأمها لإستقبالهم

  • يا بنى طب إطلع خدلك دش وانزل حتى البنت وامها يستعدوا
  • هما مستعدين يا عمى .... ريح بالى بس وبعد كده هاتريث و أتأنى وأصبر وكل حاجة إنت عايزها
ودخلوا للشقة حيث وجدوا الشقة مهيئة تماما للحدث وحتى باب الصالون مفتوحا فى إنتظار إتمام المراسم التقليدية التى أصبحت شبه مراسم رسمية فى إتمام زيجات هذا الوقت

دخل أمجد وأبوه يتقدمهم أبو منى مرحبا بهم واتخذ أبو أمجد وأبو منى مكانيهما متجاوران بينما جلس أمجد وحيدا على الكنبة فى إنتظار الخطوات التى شرحها له أبوه طوال طريق سفرهم لبورسعيد حيث جلس أبو منى منتفخا كأى أب فى إنتظار قراءة فاتحة إبنته بينما وقفت أم منى بجوار الباب منتظرة تعليمات أبو العروسة

  • إعملى لنا الشاى يا أم منى لغاية ما منى تجهز
وخلال دقائق كان الشاى أمامهم وكأنه كان معدا مسبقا والكل فى إنتظار أبو العروسة ليقول كلمته

  • بصى يا ام منى .... أمجد طلب إيد مُنى وانا وافقت بس مستنى أسمع موافقتها ... ناديها نشوف رأيها إيه
ومرت دقائق حسبها أمجد ساعات حتى ظهرت منى بين أمها وأم أمجد تتعثر خجلا فى مشيتها خلف امها بخطوة بينما امسكت بيد أم أمجد بشدة وكأنها تستمد منها قوتها لتسير

لم ير أمجد منى بتلك الروعة من قبل وقد تفننت أمه فى تزيينها بخطوط مكياج بسيطة تظهر جمال ملامح هذا الوجه الملائكى ترتدى فستان يظهرها كأميرات الأفلام الرومانسية ولأول مرة يراها بذلك الحذاء ذى الكعب العالى الرفيع يظهرجمال تلك السيقان التى زينها خلخال رقيق

نظر أبوها إليها فى إعجاب شديد وفخر بجمال إبنته وهو يراقب تأثير تلك الجميلة على أمجد وأبوه اللذان لم يستطيعا رفع أعينهما عنها صمت الأب قليلا يستمتع بلحظته ثم وجه حديثه لمنى

  • يا مُنى أمجد طلب إيدك مِنى .... أنا وافقت ... مش هلاقى أحسن منه أآمن عليكى معاه ... إيه رأيك ؟
  • إللى تشوفه يابابا
  • يعنى موافقة ولا مش موافقة ؟
  • قلت لحضرتك إللى تشوفه
  • لازم اسمعها منك بودنى
  • موافقة يا بابا
قالتها منى وجرت خجلة تختبئ فى غرفتها بينما انطلقت زغرودتان تتنافسان فى طولهما من أم أمجد وأم منى كانت أم منى تزغرد والدمع ينسال من أعينها وظن الجميع أنها دموع فرحة أم بخطبة وحيدتها لكنها كانت تزغرد وتشعر بقلبها يتمزق .

وتتسلل أم أمجد لغرفة منى لتجدها جالسة على طرف فراشها تحتضن وسادة أمجد وهى غارقة فى خجلها

  • إيه يا بت مالك
  • مكسوفة يا ماما .... فرحانة .... حاسة إن رجليا مش شايلانى
  • لااااأ .... إمسكى نفسك كده .... دانتى لسة هتقومى تعملى القهوة اللى هيشربوها قبل ما يقروا الفاتحة ؟
  • قهوة ؟ بس أنا مبعرفش اعمل قهوة ... بتطلع من غير وش
  • يخربيتك .... مقولتيش ليه يا بت كنت علمتك تعمليها إزاى .... قدامى عالمطبخ .... إنتى امك معلمتكيش أى حاجة خالص كده؟
........................................................................................................​

عادت منى لغرفة الصالون تحمل فناجين القهوة التى صنعتها بالطبع أم أمجد على صينية مذهبة لتضعها وتجلس بجوار أمجد يكاد شعورها بالخجل يقتلها حتى إنها لا تستطيع رفع وجهها لتنظر لأمجد الذى كان يتوق للنظر فى عينيها ليعرف ردة فعلها على نجاحه فى تحقيق وعده لكن نظرة واحدة من أبيه جعلته يتصنع الخجل لتتم قراءة الفاتحة وتنتقل الأسرتين لشقة أمجد وأسرته لتناول الغداء بعد أن طلت كل الجارات من أبوابهن يشاركن الفرحة بزغاريدهن فبمجرد سماع الزغرودة الأولى توقع جميع من يقطن بعمارتهم ما حدث من خطبة أمجد لمنى ... حتى جارة منى الحاقدة على أمها و التى تراقب شقتها دائما شاركت بزغاريدها فالجميع حتى هى يحب هذا الثنائى الذى يمثل أحلامهم فالكل شعر وقتها أن الأحلام يمكن أحيانا تتحقق

وتم وضع الخطوط النهائية للزواج وحل أكبر عُقدِه حيث أصر أبو منى على أن يتم الزواج فى شقتهم ولم يُلزِم أمجد إلا بشراء غرفة نوم ستكون مكان غرفة منى .... فأمها لا تستطيع الإبتعاد عنها

كم كان طيب هذا الرجل ... فلم يكن يعرف أنه سيضع الوقود جوار النار ... فنار زوجته بات لا يطفئها إلا أمجد ولا يزيدها إشتعالا إلا وجوده

بعد العشاء إستعد العروسان للحفل الصغير حيث إرتدى أمجد البدلة الوحيدة التى يملكها وأهداه أبوه رابطة عنق جديدة كان يدخرها لنفسه بينما إستغرقت أمه فى تزيين العروس الرائعة الجمال وأهدتها فستان كانت قد صنعته لها دون أن تخبرها طرزته على مدى شهور وبدت فيه تلك الرقيقة فعلا كأنها أميرة خرجت من أحد أفلام الرسوم المتحركة

لم تكن حفلة بالمعنى المفهوم لكن باب الشقة ظل مفتوحا لمدعوين لم يدعهم أحد فبخلاف الأسرتين الصغيرتين كان من المفترض ألا يحضر سوى صفاء صديقة منى وأصدقاء أمجد الأربعة لكن الشقة اكتظت بالجيران والجارات اللاتى أتوا ليشاهدوا جمال تلك الأميرة وحتى ثابت صبى القهوة ترك عمله وذهب ليهنئ أمجد فهو يشعر بأن له دور فى تلك الخطبة وإن كان لا يعرف ما هو إلا أنه يشعر بأنه قد رد بعض الجميل لهذا الشاب الذى أنقذه يوما من علقة كان سيتلقاها على يدى معلمه

إنتهت الحفلة خلال ساعتين فقط وانصرف كل المدعوين وأضطر أمجد لترك جميلته لإن أباها يريد بالطبع أن يستريح ويجب أن يكون هوغدا فى كليته بعد أن يوصل منى لكليتها فقد تعاهدا مع أسرتيهما بألا تؤثر تلك الخطبة فى دراستهم ولا وقت ليضيع ويجب أن يتخرجا دون اى تخلف كشرط لإتمام زيجتهما

.......................................................................................................​

إنتظر أمجد قليلا بعد أن غير ملابسه وتسلل للصالة حيث إصطحب التليفون لغرفته ليطلب حبيبته التى هى الآن خطيبته لترد سريعا

  • وحشتينى يا قردة .... تصدقى ؟
  • وانت كمان وحشتنى .... أول ما ماما وبابا دخلوا أوضتهم أخدت التليفون معايا .... كنت عارفة إنك هتكلمنى
  • غيرتى هدومك؟
  • قلعت ولسة ملبستش
  • يعنى إنتى دلوقتى قالعة هدومك كلها ؟
  • أه .... كلها كلها ... لسة ملبستش حاجة
  • وهتلبسى إيه ؟
  • هلبس بيجامتك
  • بس؟
  • أه بس .... لما بلبس بيجامتك مش بلبس تحتها حاجة
وقبل أن ينطق بجملته التالية فوجئ بطرقات أمه على الباب

  • أمجد .... نام وسيب منى تنام ... عندكوا كليات الصبح .... هات التليفون علشان عايزة اكلم عمتك
  • حاضر ياماما .... تصبحى على خير يا منى ... شكرا يا ماما ... بس دى خطيبتى عادى يعنى ومن حقى اكلمها
  • إتكلموا الصبح وانت بتوصلها ... إصبروا الكام ساعة دول
وبالفعل أخرج أمجد التليفون لأمه التى كانت تقف على الباب لتهمس له

  • لو حد فيكوا سقط سنة واحدة كل ده هيبوظ .... ركز فى مذاكرتك .... كليتك مش سهلة وخليها هي كمان تركز وبطلوا محن
  • حاضر يا ماما هنبطل محن ... بس احنا كنا قبل ما نتخطب كنا بنتكلم عادى بالساعات
  • قبل ما تتخطبوا حاجة ودلوقتى حاجة تانية.... إنت إلتزمت بكلمة مع ابوها ولازم تكون راجل وتنفذها ... واهو أبوك قالك تاخد العربية كل يوم توصلها الجامعة وترجعها وهيبقى عندكوا وقت كفاية ... وبعدين يا روح أمك إنت عمرك ما سألتها قبل ما تتخطبوا قالعة إيه وهتلبس إيه ... تصبح على خير يا روميو
  • دانتى بتتصنتى علينا من زمان بقى .... تصبحى على خير يا حضرة الناظرة ... إلحقى بقى عم رشدى أباظة قبل ما ينام
حاول أمجد يومها أن ينام لكن شعور الفرح الذى إنتابه لم يترك له فرصة ليغفل وبمجرد شروق الشمس جرى للصالة ليكلم حبيبته فلم يجد التليفون وتتبع السلك حتى باب غرفة أبيه ودق الباب دقات خفيفة ليجيبه صوت أمه

  • عايز إيه يا أمجد عالصبح
  • عايز التليفون يا ماما أصحى منى علشان نجهز .... إنتوا مش رايحين الشغل النهاردة ؟
  • لأ مش رايحين .... تعبانين من ليلة إمبارح
  • ماشى يا حضرة الناظرة ... العريس والعروسة رايحين جامعتهم وأهاليهم هما اللى بيستريحوا
وواربت أمه الباب قليلا لتناوله التليفون فالتقطه

  • طبعا إنتوا مش هتقوموا قبل الضهر ... وانا والعيلين الغلابة اللى جوا هننزل من غير فطار
  • ماهو خطيبتك هتفطرك يا ممحون ... إجرى يا خويا إتطمن عليها يكون عفريت خطفها ولا حاجة فى الكام ساعة دول ... خِفّوا المحن اللى إنتوا فيه ده شوية
وأغلقت الباب خلفها وابتسمت قبل أن تعود لفراشها وتحتضن حبيبها الذى كان يتابع حديثها مع ابنهما مبتسما

إبتسم أمجد وهو يتجه لغرفته فهو يعلم بأن أباه وأمه قد قضيا ليلة حافلة وربما سيكملون حفلهم بعد خلو الشقة عليهما ... و طلب رقم منى فورا

  • صباح الخير يا قمر .... وحشتينى
  • إيه ده؟ قمر؟ إيه الرقة دى عالصبح يا حضرة الصول ... إتغيرت يا حبيبى
  • باقولك إيه ... أمى لسة قايلالى بلاش محن ... هنفطر سوا النهاردة ؟
  • طبعا .... أنا جهزت الفطار من بدرى ومستنية تليفونك علشان البس
  • طيب ألبسى ونتقابل كمان نص ساعة ... عايز الحق أقعد معاكى شوية
  • طب بص ... ممكن ألبس فستان النهاردة واحط مكياج خفيف كده ؟ أكيد صفاء نشرت الخبربين البنات ومش معقول البنات يشوفونى أول يوم مخطوبة ولابسة بنطلون وبلوزة ... يفرحوا بيا حتى ويفرحونى
  • ماشى .... بس النهاردة بس ... بعد كده مافيش فساتين تانى
  • لأ .... هو النهاردة بس ... سلام بقى علشان الحق البس
والتقى العاشقان أخيرا أمام باب منى ... نظر إليها أمجد منبهرا فهو يشعر أنها تزداد جمالا كل يوم ... بل كل ساعة ... كان يحتضنها بعينيه وكانت تهيم فى وجهه

  • صباح الخير يا ااا....
  • يا إيه ؟ ماتنطق
  • مش عارف .... مش لاقى كلمة مناسبة اقولها للقمر اللى شايفه ده ... مفيش كلمة توصف اللى انا شايفه أو اللى حاسس بيه
  • إيه الرومانسية دى كلها .... مانت بتعرف تقول كلام حلو أهو
  • إيه الخلخال اللى لبساه ده يا بت ؟ إحنا قلنا فستان ومكياج بس ... لكن خلخال لأ
  • قلبت بسرعة كده .... خلاص يا حبيبى ولا يهمك .... وآدى الخلخال أهو
وانحنت لتخلع الخلخال من ساقها وهو يراقيها بإعجاب ... فرشاقتها وأناقة إنحنائتها لم يكن ابدا يتوقعها رغم أنه كان يعتقد أنه يحفظ كل حركاتها

خلعت الخلخال وناولته له قبل أن تعتدل وهى تنظر فى عينيه

  • خد خليه معاك علشان ميضعش منى فى الجامعة
  • لأ خليه معاكى ... أنا واثق إنك مش هتلبسيه بعد ما أسيبك
  • أمجد
  • نعم
  • بحبك
  • وانا كمان .... ياللا بينا علشان منتأخرش
وتأبطت ذراعه أثناء نزولهما ربما لأول مرة فى حياتهما ليحتك ذراعه بصدرها مشعلا فى جسدها شعورا جديدا عليها لا تعرف له إسم

فتح أمجد باب السيارة القديمة لتجلس منى ويغلق الباب ويأخذ مكانه على مقعد القيادة وبمجرد تحرك السيارة تضع منى يدها على يده التى تمسك عصا نقل الحركة لتشتبك أصابعهما ويتحكم أمجد بعجلة القيادة بيسراه فقط ... فهو لن يترك تلك الفرصة ليشعر بأنامل حبيبته وكفها الذى يستكين فى كفه ... إعتاد أمجد من يومها على القيادة بيسراه فقط فيده اليمنى مشغولة بما هو أهم ولم يغير تلك العادة إلى الآن حتى بعد أن تحول من أمجد إلى " الباشا "

توقف أمجد قريبا من باب الجامعة ويبدآ فى تناول إفطارهما وتمر بجوارها بعض زميلاتها المبكرات فى الحضورليلحظنها وهى لا تلاحظ شيئا فعيناها معلقتان بأمجد

  • أبويا وأمى امبارح يا أمجد كانت ليلتهم إيه .... فلة
  • إنتى بتتصنتى على ابوكى وامك يا بت ؟ عيب كده
  • لأ مكنتش باتصنت ... طلعت ارجع التليفون الصالة وسمعت صوت أمى .... هو احنا لما نتجوز صوتى هيبقى عالى كده لما نبقى مع بعض؟
  • يا بت عيب كده قلتلك .... لما نبقى نتجوز نبقى نشوف ...وبعدين انا مش هسيب صوتك يعلى ... شفايفك هتبقى مشغولة بحاجات تانية
  • إنت قليل الأدب يا أمجد
  • أنا اللى قليل الأدب برضه ... ياللا بقى روحى على محاضراتك ... خدى بالك من نفسك وهستناكى هنا الساعة 3
  • حاضر يا حبيبى ... خد بالك من نفسك ... سلام
وينطلق أمجد لكليته ويصل قبل موعد محاضرته الأولى بوقت طويل حتى أنه حينما وصل للمدرج كان عمال النظافة يغادرونه للتو فيأخذ مكانه المعتاد ويفتح كشكول محاضراته ليراجع المحاضرة السابقة سريعا ليقطع تركيزه صوت سميرة الهادئ

  • صباح الخير يا أمجد ... جاى بدرى كده ليه
  • صباح الخير يا سميرة ..... بابا سابلى عربيته آجى بيها الكلية علشان ماضيعش وقت فى المواصلات
.......................................................................................................​

توقفت سميرة عن ركوب الأتوبيس منذ إسبوع بعد أن لاحظت أمها البلل على أحد كلوتاتها التى تخلعها بمجرد عودتها لمنزلها ... فقد كانت سميرة معتادة على تغيير كيلوتها بمجرد عودتها من الخارج منذ صغرها وكانت دائما ما تغسله بمجرد خلعه إلا أنها فى هذا اليوم تركت كيلوتها قبل غسله لانها نسيت إصطحاب آخر بديلا له وصادف خروجها دخول أمها لتلاحظ هذا البلل فتوقعت أنه بسبب إحتكاك ابنتها بآخرين فى المواصلات فأصرت بعدها أن يصطحبها أبوها للكلية قبل ذهابه لعمله بسيارته ويعود لينتظرها ويعيدها معه وهكذا كانت سميرة تصل مبكرا لكليتها .

كان إنزعاج سميرة من إستثارتها قد تلاشى وتحول لإستمتاع بهذا الشعور الذى تشعر به وأحبت شعور بللها الذى يحدث لها عند إحتكاكها بأمجد حتى أنها اصبحت تتعمد إلصاق فخذها بفخذه فهو على كل الأحوال لا يشعر بهذا الإحتكاك أو أنه يعتبره شئ طبيعى فى ظل إزدحام المدرج بالجالسين فلم تر منه أى تغير فى طريقة معاملته حتى بعد أن قل تحفظه فى التعامل معها ومع باقى صديقاتها وأصبح يتضاحك معهن فى الأوقات القليلة التى يقضيها بصحبتهم فلا مانع إذاً من الحصول على تلك المتعة الصغيرة والتى هى كل حظها فى الحصول على متعة جنسية ما وهى واعية ... فهى ورغم أحلامها الجنسية الكثيرة لم تجرب حتى مداعبة نفسها .

كان شعور إنجذابها لأمجد هو الشعور الذى يزعجها فهى كلما حاولت مقاومة هذا الشعور بالإنجذاب تجد نفسها تنجذب إليه أكثروتبلغ سعادتها منتهاها عندما تنفرد به بعيدا عن باقى صديقاتها فإنها تشعر معه رغم تحفظه بشئ ما لا تدرى ما هو لكنه إحساس يسعدها حين تكون وحدها مع هذا الشاب الخجول الذى لم تضبطه لمرة واحدة ينظر إليها أو لأى من زميلاته متطلعا لما يتطلع له باقى زملائها الشبان الذين يقفز دائما الشبق من أعينهم ودائما ما يتطلعون لتلك المؤخرات والسيقان بنظرة نهمة وكأنهم يعرون الفتيات بأعينهم الجريئة التى لا تعرف الخجل

لم تلاحظ سميرة الدبلة الفضية التى زادت على إصبع أمجد فقد إختفت تلك الدبلة الرفيعة أسفل خاتمه لكنها لاحظت تغير ما فى وجه أمجد فشعور السعادة الذى يظهر على وجهه اليوم لم تعهده عليه من قبل فهو من أول يوم رأته فيه وهى تشعر بأنه دائما مهموما بشئ ما ولم تسأله من قبل عن سبب نظرته المهمومة ولن تستطيع سؤاله عن سبب نظرة السعادة فى عينيه . فهم وإن كانوا فى حكم الأصدقاء إلا أن صداقتهم لم تكن لتسمح لهم بعد بالحديث فى أمور تعتبرأمور شخصية فهى إلى الآن لا تعرف عن حياته خارج أسوار الكلية غير إسمه ومهنة والده وغير أنه يسكن بشارع قريب من شارعهم

..........................................................................................................​

عاد أمجد ومنى لبيتهم وحكى كل منهم للآخر تفاصيل يومه خلال الطريق وأصبحت رؤيتهم سويا سواء فى سيارة أبو أمجد أو فى الشارع وهو يمسك بيدها أو تتأبط ذراعه شيئا عاديا لن يثير لغطا فهم خطيبان الآن بصفة رسمية ولن يستطيع أى شخص التقول عليهما

مرت أيام سعادة لم تنقطع فيها منى عن تواجدها الدائم بعد عودتها من كليتها ملتصقة بأم أمجد تتعلم منها كيف تكون زوجة وتتعلم منها كل ما تستطيع تعلمه لإسعاد أمجد لكن أصبح باب غرفة أمجد لا يغلق عليهما سويا مع مراقبة الأم لهما فهما الآن يستذكران دروسهما فى نفس الغرفة كما كانوا يفعلون دائما رغم إختلاف طبيعة دراسة كل منهما عن الآخر وإختلاف الغرفة ... فوجودهما معا يشعل فى روحهما شيئا ما يدفعهما للتفوق

لكن كانت الأم تترك لهما بعض المساحة أحيانا وتتصنع الإنشغال بعيدا عن باب الغرفة المفتوح ليحظيا بدقائق من تشابك الأصابع وأحيانا لإحتضان سريع .

مر الإسبوع سريعا وبنهاية الأربعاء حدث حادث بأحد معامل كليه الهندسة التى يدرس بها أمجد وتم إغلاق مبنى المعامل حتى إنتهاء التحقيقات وهكذا فإن اليوم التالى بالنسبة لأمجد هو يوم إجازة يستطيع فيه التفرغ لإنهاء ذلك الرسم المطلوب تسليمه الأحد القادم لقسم العمارة قبل أن يعيد منى من كليتها ويستطيع قضاء وقت أطول مع محبوبته التى تشغل قلبه وتملك عليه قلبه . فمساء الخميس هو الذى سُمِح لهما فيه أن يتجالسا كخطيبين دون مذاكرة وهو المساء الذى ستتشابك فيه أصابعهما دون خوف من لوم الأم التى تراقبهما دائما

كان أمجد وهو يرسم تلك اللوحة "التى غيرت مجرى حياته فيما بعد " ترن فى أذنيه كلمات الدكتور إبراهيم

  • علشان تكونوا مصممين متميزين لازم تحرروا أذهانكم من كل اللى شوفتوه من تصميمات سابقة ... إنت ممكن تطلّع بلان ممتازة لو ذهنك إلتزم بالعادى ... لكن مش هتكون مميز إلا لو طلعت حاجة محدش يتوقعها ... حرروا عقولكم ... حرروا عقولكم ... حرروا عقولكم
إستغرق فى رسمه ولم يدر بالوقت يمر وأنهى رسمه ووقف يتأمله بفخر ولم يشعر إلا وأمه تقف خلفه

  • إيه ده يا أمجد ؟ إنت مرحتش كليتك ليه ؟
  • مبنى العملى حصلت فيه مصيبة إمبارح وقفلوه .... والنهاردة ما عنديش نظرى وصّلت منى وقلت أرجع اخلص البلان ده .... إيه رأيك
  • أنا مبفهمش طبعا حاجة فى الرسومات المعقدة بتاعتكم دى بس شكله حاجة روعة ... هى منى هترجع لوحدها ؟
  • لأ ... هاروحلها الساعة 4 أجيبها
  • طيب يا حبيبى .... حماتك قابلتنى عالسلم وعايزاك تغيرلها الأنبوبة ... شافت العربية مركونة تحت البيت وعارفة إنك هنا
  • حاضر .... هاعدى عليها لما أجيب منى وأغيرلها الأنبوبة
  • يادى المحن اللى فاقع مرارتى .... هو تغيير الأنبوبة كمان محتاج فيه منى ؟ منى هتسند إيدك أظن وانت بتغير الأنبوبة .... يا واد دى حماتك .... يعنى لازم تحايلها وتشيلها فى عنيك زى امك علشان متقلبش عليك وتخلى البت تكشر فى وشك .... إنزل يا واد غير الأنبوبة خلى الولية تخلص اللى وراها وتعمل الغدا قبل ما البت ترجع من كليتها
  • حاضر يا ماما .... هاغسل إيدى وانزلها
لم يدر بذهن أمجد أى مما قد يتخيله البعض قد دار... فهو من ناحية يشعر بأنه روض وحش الشبق بداخله تماما وحبسه خلف قضبان حبه لمنى ومن ناحية أخرى فعلاقته مع أم منى خلال الأيام السابقة رسّخت فى ذهنه إنها بالفعل تناست شكل علاقتهما السابقة وباتت تعامله كإبنها وخطيب وحيدتها دون أى تجاوز.

دق أمجد جرس شقة خطيبته لتفتح له حماته بملابس البيت .... فلا داعى الآن للإختفاء تحت عبائتها ... فهو خطيب إبنتها ولا حرج فى أن يراها ترتدى مثل هذا الجلباب المنزلى ولا خوف إن رأتها جارتها تستقبل أمجد فى بيتها فهو خطيب إبنتها وهو الآن رجل هذا البيت فى غياب الأب

كانت المرة الأولى لأمجد التى تقع عينه عليها ترتدى مثل ذلك الجلباب .... فدائما كانت تستقبله بالعباءة السوداء ترتدى تحتها ملابس فاضحة تكشف مفاتنها أو .... لا ترتدى تحتها شيئا على الإطلاق

كان جلباب ضيق بدون أكمام يضغط ثدييها فيظهر إنتفاخهما من فتحة صدره العريضة ويظهر إرتفاع مؤخرتها وفلقاتها المنفصلة المرتفعة .... وتفاصيل ما ترتديه من ملابس داخلية مرسومة عليه تظهر من أسفل قماشه الأبيض المنقوش وطوله الذى يصل بالكاد لركبتيها يظهر جمال تلك السيقان الملفوفة اللامعة التى لا ينافس جمالها إلا سيقان إبنتها منى

ها هو الوحش يطل براسه من بين القضبان لكنه لم يستطع الخروج من خلفها

  • خش يا أمجد .... معلش هتعبك يا بنى
  • تعبك راحة يا ريرى .... مافيش أى تعب
ويتجه بخطوات سريعة نحو المطبخ ويرفع الأنبوبة ليجدها بالفعل فارغة فيطمئن باله تماما ويسخر من ذلك الوحش الذى كان يحاول الهروب

وينتهى سريعا من تغيير الأنبوبة ويجلس على ركبتيه لإختبار عدم تسرب الغاز لتناوله أم منى الثقاب فتلمس أصابعه كفها لمسة شعرمعها بحرارة شديدة تنبعث من يدها لتمتد وتشمل جسده فيرفع عينيه ليجد أمامه تلك السوة المنتفخة وهاهو الوحش الذى كان يسخر منه متمثلا أمامه يضحك فاتحا شدقيه مظهرا أنيابه ولا يستطيع مقاومته فينقض مقبلا تلك السوة وأم منى تهمس له

  • لأ يا أمجد ... بلاش أبوس إيدك ... مش هينفع
كانت تتحدث بلسانها بينما يدها تدفع رأسه لتغوص أكثر فى لحمها ويده تمتد لترفع تلك الجلابية ليظهر تحتها كيلوت اسود صغير يدارى بالكاد شفرى كسها لينتفخ الوحش ويملأ فراغ المطبخ حولهما فيرفعها أمجد ويضعها على طرف ترابيزة المطبخ ويمد يديه ينتزع ذلك الكيلوت بسرعة ويدفن وجهه بين تلك الأفخاذ التى طالما أحب ملمسها وهى تفرج فخذيها بينما تستمر فى الهمس

  • مش قادرة يا أمجد ... حرام عليك ... طب بالراحة ... مش قادرة استحمل
لم يعد أمجد يسمع شيئا من همساتها فهو الآن يلتهم فخذيها لعقا وتقبيلا وعضا وقد تقمصه الوحش تماما ولا يرى أمامه إلا تلك الأنثى التى تفتحت مدارك رجولته عليها تمتطى زبره منذ البلوغ

لم يتوقف أمجد حتى وصل وجهه لكسها المبتل تماما والذى عشق رائحته منذ صباه فدفن أنفه وشاربه بين شفريها يفرك كل ما بينهما بوجهه بينما شفتاه تمتص زنبورها المنتفخ ترضعه وقد أستسلمت هى تماما لشهوتها ووضعت يدها على فمها بينما تقذف ماءها غزيرا تكتم صوتها وهو لا يرحمها ولا يشبع من إبتلاع كل ما يخرج منها وقد غاصت اصابعه فى لحم فخذيها حتى أنهت قذفتها واستطاعت أخيرا أن تتحدث وهى تنهج

  • مش هينفع هنا .... الصوت هيسمّع فى المنور وهتبقى فضيحة .... نروح الأوضة
فيقف أمجد ويلف ذراعيه حول خصرها وتلف هى ساقيها حوله ويديها حول رقبته وزبره المنتصب أسفل ملابسه يفرك كسها فيزيدها إشتعالا فوق إشتعالها ليصلاغرفة نومها ويغلق الباب بقدمه ويجلسها على طرف السرير ويرفع جلبابها الذى إنحسر حتى وسطها ليخلعه ويلقيه بعيدا و بينما تمتد يديها تخلع عنه بنطاله وما تحته يحاول فتح سوتيانها ويفشل أكثر من مرة فيمد يده الى ثدييها يعتصرهما اسفله بينما هى تحرر نصفه العلوى من قميصه الذى يرتديه ولا يرتدى تحته شيئا وفى النهاية يجذب جانبى السوتيان ليتمزق وينطلق منه ثدياها المرتفعين الذى يعشق هو حلماتهما فينقض عليهما يمتصهما بداخل فمه واحدا تلو الآخر بينما يده تغوص بين شفرى كسها تفرك كل ما بينهما وتنطلق قذفتها الثانية سريعا وتنام على ظهرها بينما قدماها لا زالتا على الأرض فيرفع ساقيها ويدير جسدها فيستوى جسدها على السرير فيتسلق السرير ويضع ركبتيه حول رأسها ويميل بجسده فوقها ليصبح وجهه أما كسها فتلتقم زبره بفمها ويدها وترفع ساقها وقد فتحتهما لأقصى ما تستطيع ويعود لإلتهام كسها بينما يديه تفتح فلقتيها بشدة ويدفع إصبعه لداخل شرجها فيجده جافا فيأخذ من بلل كسها قدر ما يستطيع ليقتحم إصبعه هذا الشرج الذى لم يمسه غيره فتتأوه آهة سريعة لكن زبره الذى يملأ فمها يمنع صوتها من أن يرتفع وهى تقذف قذفتها الثالثة التى يعلم أن قذفها بعدها يتواصل دون فواصل فينتزع زبره من فمها ويدير جسدها لتنام على بطنها ويجلس بين فخذيها المفتوحين ويرفع وسطها بيديه فترتكز على ركبتيها بينما كتفيها يلامسان الوسادة وتمد يديها تفتح بهما فلقتيها فهى تعلم أن هذا هو وقت إقحام زبره فى كسها وبالفعل يقحم زبره كاملا قينزلق بسهولة لآخره ويمد يديه حتى تصلا لثدييها يعتصرهما إعتصارا بينما يحرك وسطه ليدخل زبره ويخرجه بكسها بحركات سريعة وهى تحاول كتم تأوهات شبقها المرتفعة بوسادتها وحين يترك ثدييها تعلم بأن موعد شرجها للتمتع قد حان فتزيد من فتح فلقتيها ليمسك هو بزبره الغارق تماما بمائها ليدفعه بهدوء بداخل شرجها حتى آخره ويبقيه قليلا ثم يتحرك ليخرجه خارجا ثم يدفعه لكن تلك المرة بكسها فتشهق كعادتها شهقة تتبعها شخرة ليعيد إدخاله فى خرم طيزها ويتوالى إدخال زبره وإدخاله بين الخرمين وهى لا تتوقف عن القذف ولا عن إنقباض عضلات شرجها ومهبلها وإنبساطها حتى يأتى الوقت الذى يرتفع فيه صوت تنفسه وصوت زئير الوحش بداخله فترخى شرجها قدر إستطاعتها ليقحم فيه زبره ويضغط عليه بكامل قوة جسده لينفجر بركان منيه داخلها وكالعادة يميل بجسده على جسدها يحيط صدرها بذراعه حتى يرتخى عضوه ويجذبها وينام خلفها حتى يهدأ وتهدأ وفلقتيها تحتضن زبره المرتخى بينهما

.......................................................................................................​

قد يكون من المناسب أن تكون الفقرة التى تلى الممارسة الجنسية بين أمجد وأم منى تتحدث عن ندمهما بعد الجريمة التى إرتكباها بحق الرقيقة منى

لكن الحقيقة أننى لم أستشعر من الباشا خلال حكيه أى نبرة ندم أو أرى على وجهه أى ملامح تدل على ندمه بعد تلك الواقعة

ربما يكون الندم فى تلك الحالات موجودا بين صفحات القصص الخيالية لكنى بعد أن سمعت من الباشا حكيه كدت أقتنع أن الندم بعد مثل تلك الممارسة الجنسية غير موجود بالحقيقة أو على أرض الواقع فقصة الباشا حقيقية فى معظمها والخيال بها قليل

لآ أكذبكم القول قرائى أنى كرهت الباشا بعد ما حكى تلك الجريمة ... فأنا مثلكم أحببت منى وأكره أن تتم خيانتها وأن تكون تلك الخيانة بين أكثر إثنين أحبتهما

لم أستشف من الباشا بعد هل ندم فيما بعد أو كيف كانت حياته وهو يحمل فى رقبته مثل تلك الخيانة

قد أكون أُحب منى أكثر منكم قرائى فأنا أعرف منى الحقيقية وأعرف رقتها وأعرف أنها لا تستحق أن تُخان

دعونا ننتظر باقى حكىّ الباشا فأنا الآن رغم أنى أكرهه إلا أنى أتوق لمعرفة باقى القصة

الجزء السابع

مقدمة

عندما بدأ الباشا فى حكى الجزء السابع كنت أحمل له الكثير من البغض.... لكن عندما استكمل الحكى تحول شعورى للدهشة

فعندما استفسرت منه عن كيفية شعوره بعدم الندم أو حتى بتأنيب الضمير بعد إستمرار علاقته بأم منى أجابنى بقول قاطع :

الشعور بالندم فى العلاقات المشابهة موجود فقط فى القصص والأفلام لكن غير موجود بأرض الواقع ودلل لى على صحة قوله بعدد من العلاقات المماثلة أعرفها ويعرفها ومنها ما نشر خلال أعوام على صفحات الإنترنت (بعد إبتكارها) وبأن أم منى شرحت له مرارا أن علاقتها به محددة فقط كإشباع جنسى لكنها كأى زوجة وأم لا تحب إلا زوجها و لا تحرص على شئ مثل حرصها على سعادة إبنتها

أما أمجد وقتها فقد كانت لايزال فى طور المراهقة وكانت منى وأمها تكملان له له نفس الشخصية فقد تفتحت أعين بلوغه أول ما بلغ على أن منى رفيقته وتؤام روحه وأمها مصدر اللذة الجنسية وقد يكون ذلك سبب تأخره فى إكتشاف حبه لمنى

تعجبت مثلما قد يتعجب الكثيرون وتمنيت أن يكون فى باقى حكيه ما يشبع فضولى

.....​

فى هذا الجزء قد يجد بعض القراء شئ من المصطلحات الهندسية وقد حاولت شرح بعض معانيها خلال الكتابة وسيفهم القارئ بالتأكيد معناها لكنى رأيت أن أشرح معنى كلمة (بلان) التى تكررت كثيرا ... فالبلان ماهى إلا اللوحة التى يرسمها عادة المهندس يوضح فيها تفاصيل تصميمه الهندسى بخطوط وأرقام يفهما مهندس آخر سيقوم بتنفيذ ذلك الرسم على أرض الواقع ويجمعها المهندسين فى مصر بكلمة بلانات

أما المقصود بكلمة scale فهو مايعرف بمقياس الرسم لكل عنصرمن عناصر الرسم الهندسى وكان يمثل ضبطه فى الرسومات الهندسية كابوس للطلاب المبتدئين قبل إبتكار أنظمة الرسم بالكومبيوتر

أما كلمة سكشن فهو يعبر عن حصة الدروس العملية بين طلاب الجامعات فى مصر حيث يتم تقسيم طلاب الدفعة لمجموعات ويطلق أيضا على تلك المجموعة إسم سيكشن وتميز برقم ويجمعها الطلبة والأساتذة فى مصر بكلمة سكاشن

يوجد أيضا إشارة صغيرة لفيلم Saturday night fever” “ الذى قام ببطولته النجم جون ترافولتا و النجمة كارين جورنى عام 1977 والذى ألهم الشباب حب الرقص الغربى وتحول فى مصر وقتها لظاهرة إنتشرت بعدها صالات الديسكو أو الديسكوتيك وقلد معظم الشباب وحتى منتصف التسعينيات طريقة ملابس جون ترافولتا بهذا الفيلم وكانت تجرى مسابقات إسبوعية كل خميس فى كل ديسكوتيك لإختيار أفضل راقِص وراقصة ديسكو أو "كابل"

كانت أيام بالفعل جميلة رغم صعوبتها

والآن لنعد لقصتنا ونستكمل ما حكاه الباشا

..................................................................................................​

بعد أن انتهى أمجد وأم منى من حفلهم الجنسى كان أمجد يتوقع أن يشعر بالندم أو تأنيب الضمير لكنه لم يشعر سوى بشعوره المعتاد بالنشاط الذى إعتاده بعد كل ممارسة جنسية مع تلك الأنثى الشبقة وكان يشعرفقط بقلق من ردة فعلها التى توقع أن تكون نحيبا وندما ولوما له فهو من قد بدأ وهو من أطلق الوحش من محبسه لكن خاب توقعه عندما وجدها تمد يدها خلفها لتتحسس زبره الراقد نصف منتصب بين فلقتيها لتستديرثم تحنى جسدها وتمسك زبره بيدها وتطبع علي رأسه قبلة حارة ثم تعتدل لتلف ذراعها حول أمجد وتنظر فى عينيه نظرة أنثى خبيرة

  • حاسس بأيه يا أمجد؟ .... أوعى تقول إنك ندمان ... مش منى لوحدها اللى بتعرف تقرا عنيك على فكرة
  • مش عارف يا ريرى ... كنت متوقع إنى أحس بالندم أو بأى إحساس تانى غير اللى حاسه دلوقتى
  • حاسس بإن اللى عملته دلوقت شئ طبيعى مفيهوش أى حاجة غلط ومش قالقك غير اللى ممكن اعمله .... صح يا أمجد؟
  • وإنتى عرفتى منين يا ريرى ؟
  • علشان ده كان نفس إحساسى قبل ما أمد إيدى ورايا وامسك زبك يا روح ريرى ... تعرف ...
لما كان أبو منى هنا فضل يوم بليلة يرزع فيا ومحستش إنى اتمتعت رُبع المتعة اللى اتمتعتها معاك فى النص ساعة دى .... كنت باصرخ وبامثل إنى مبسوطة لكن مكنتش باجيب شهوتى غير لما أغمض عنيا وأتخيل إن إنت اللى نايم معايا

  • يعنى انا لما اتجوز منى مش هاتمتع معاها غير لما اتخيل إنى نايم معاكى إنتى
  • بالعكس ... إنت هتتمتع مع منى أكتر منى بكتير ... منى بنتى وانا أكتر واحدة عارفة إمكانياتها زى مانا عارفة إمكانياتك... منى لو داقت المتعة اللى بتمتعها لى دى مرة واحدة بس هتعمل معاك أكتر من اللى باعمله انا .... مش منى بس .... أى ست فى الدنيا لو عملت معاها اللى بتعمله معايا مش هتنساك
  • مش فاهمك يا ريرى .... يعنى انتى محستيش إنك متضايقة لما خطبت منى وبعدت عنك الفترة دى كلها
  • لأ زعلت وكنت مخنوقة كمان وهاموت من القهر.... بس مش علشان إنت خطبت منى لأ.... علشان اتحرمت من وجودك يا أمجد ومكنتش لاقية حاجة تعوض غيابك وحسيت إنى اتحرمت من الحاجة اللى مخليانى حاسة بأنى ست كاملة من حقها إنها تنبسط
  • طيب وعلاقتنا بعد كده هتبقى ازاى ؟ أنا دلوقتى إتأكدت إنى مش سهل ابعد عنك
  • هتبقى زى ما كانت قبل كده يا أمجد ... لما نلاقى فرصة نستغلها ونقضى ليلة أو حتى ساعة ولا نص ساعة مع بعض ... لكن مش هاسمح لنفسى إنى أدمر علاقتك بمنى لإنى عارفة أد ايه هى بتحبك وانت أد أيه بتحبها... بينّا وبين بعض هابقى عشيقتك السرية زى مانا ... لكن غير كده هبقى حماتك وهاطلع عين أمك لو زعلت بنتى
  • يعنى إنتى النهاردة ....
  • أوعى تكمل .... أنا لما ندهتلك النهاردة مكانش فبالى حاجة من اللى حصلت دى .... والجلابية اللى كنت لابساها دى عندى زيها كتير ومبلبسش غيرهم طول مانا فى البيت ... وامك شافتنى كتير وانا لابساهم بس إنت أول مرة تشوفنى بيها .... مكنتش اعرف إنها هتهيجك كده ... كويس إنى عرفت علشان أجيب للبت منى كام واحدة فى جهازها
  • حاجة غريبة قوى ... منى بتتعلم من امى وانا باتعلم من امها
  • هههههههههههه .... طب قوم بقى يا روح امك البس هدومك واطلع شقتكم .... وانا هالبس الجلابية تانى واقولك الكلمتين بتوع السلم ... لسه هلم هدومى اللى بعترتها فى كل حتة دى
وارتدى أمجد ملابسه بينما ارتدت ريرى جلبابها المثير وكالعادة غابا فى قبلة ساخنة خلف الباب قبل ان تتأكد ريرى من إنتظام وضع ملابسها وملابسه وتودعه من خلف الباب بصوت مرتفع

  • متشكرة قوى يابنى ... يخليك لينا ... إنت هتجيب منى من الكلية الساعة كام؟
  • الساعة 4 يا طنط .... متقلقيش مش هأخرها عالغدا
  • خلاص هاعمل حسابى تتغدى معانا النهاردة .... هتيجوا تلاقوا الغدا جاهز
  • خلاص .... هأقول لماما علشان متعملش حسابى عالغدا
صعد أمجد لشقته ليجد أمه منهمكة بالمطبخ ليحييها ويقبل يدها

  • أنا جيت يا ماما ... اساعدك فى حاجة ؟
  • لا يا حبيبى .... خش خد دش والبس حاجة كويسة كده وحط برفان علشان تروح تجيب منى
  • لسة بدرى على معاد منى .... أنا هاخش اذاكر شوية علشان اعرف اقعد معاها النهاردة ... النهاردة أظن حسب إتفاقنا إننا هنقعد نحب فى بعض زى أى اتنين مخطوبين فى الدنيا
  • يخربيت المحن اللى انتوا فيه .... يا واد انتوا مبتشبعوش حب فى بعض
  • يا حضرة الناظرة ده حب متخزن بقاله 18 سنة وبنطلعه دلوقتى
  • طيب يا خويا ... إنت أتأخرت عند حماتك كده ليه؟
  • يا ستى باطمنها إن بنتها هتفضل فى حضنها وإنى مش هاخطفها منها ولا حاجة ... الست دى متعلقة قوى ببنتها
  • طبعا يا حبيبى .... ملهاش غيرها فى الدنيا ... حط حماتك فى عنيك يا أمجد هتحافظ على حب بنتها ليك
  • طبعا يا أمى .......... حماتى عايزانى اتغدى عندهم النهاردة ... قلت استأذن مِنك الأول
  • مش محتاج إذن يا حبيبى ... إنت دلوقتى راجلهم فى غياب أبو منى ... لازم الناس تشوفك دايما جنبهم .... روح ذاكر دلوقتى علشان تبقى براحتك
وعاد أمجد لغرفته لينظر للوحة الرسم التى إنتهى منها وبكل بساطة يمد يده ليمزقها ويضع لوحة جديدة بيضاء ليعيد الرسم من جديد

إكتشف أمجد فى تلك اللحظة أن تلك الممارسة الجنسية فجرت فى ذهنه أفكار جديدة أو " حررت عقله " وجد شلال مندفع من الإبداع يتسابق ليصب فى لوحة الرسم المفرودة أمامه ليخرج خلال ساعتين فقط رسمه الهندسى الذى غير مجرى حياته

إرتدى أمجد أفضل ما وجده فى دولابه بعد أن أخذ حماما أزال به ما علق بجسده من آثار جنونه الأخير مع أم منى وتعطر بالعطر الوحيد الذى يمتلكه والذى أهدته له منى وانطلق بسيارة أبيه لينتظر منى الرقيقة قريبا من مدخل الجامعة منتظرا خروج أجمل وأرق فتاة ستخرج من بابها

...........................................................................................................​

أطلت الجميلة منى من باب الجامعة تحيطها صديقاتها وتتمسك صديقتها المقربة صفاء بذراعها وكأنها تفخر بأنها الصديقة المقربة لتلك الجميلة التى كانت كل الروؤس تلتفت نحوها دائما لكن لم يجروء أى شاب على محاولة التقرب منها خوفا من حراسها الأربعة الذين دائما ما يظهرون فجأة لو فكر أحدهم فى محاولة التعرف بها أو حتى الإقتراب من محيطها

بحثت منى سريعا عن سيارة حبيبها الخضراء لتلمحه واقفا بين أصدقائه فى مزاحهم الخشن وضحكاتهم العالية فتوجهت الأميرة بركب الصديقات اللاتى يحطن بها وصفاء تهمس فى أذنها

  • بت يا منى .... متعرفينى عالواد طايل ده
  • يا بت انا مش معرفاكى عليهم كلهم من كام يوم .... هى قصة
  • أمال لما كنا عندك كنت رايحة جاية قدامه ولا كأنه شايفنى ... كأنى هوا فى المكان
  • وانتى عايزة إيه منه ؟ مش إنتى بتخافى من شكلهم ؟
  • بسٍ شكلهم بيبقى حلو قوى وهما بيضحكوا ومش قالبين وشهم
  • إيه يابت ؟ شكلك مهتمة
  • أه يا بت .... حاسة إنهم رجالة بجد مش بتوع كلام فاضى ومشى مع البنات وخلاص ... ده أمجد خطبك فى يومين اتنين
  • طب كلميه عادى ... هم بيخافوا يبتدوا كلام مع البنات ليكسفوهم
  • أكلمه أقوله إيه
  • أى حاجة .... عايزة محاضرة أو مفهمتش حاجة فى المحاضرة ...أى حاجة من دى ... واهى فرصة واقف مع أمجد النهاردة أهو
ويجتمع أخيرا أمجد مع حبيبته لينسى أن حولهم جمع كبير من الأصدقاء والصديقات ليمسك بيديها بين يديه وينظر إليها نظرة يحتضنها بها كما اعتاد طوال الإسبوع وتكاد تنسى نفسها وتلقى بنفسها بين ذراعيه إلا إنها تنتبه فى آخر لحظة

  • أمجد .... البنات كانوا عايزين يتعرفوا عليك .... مقدرتش أعزمهم كلهم الجمعة اللى فاتت ومعرفناش نتجمع طول الإسبوع بس النهاردة اتجمعنا
  • كلهم معزومين على حفلة الخطوبة طبعا.... الحفلة هتكون يوم 14 يناير وكلكم معزومين
ويندمج الجمع فى مرحه وتنطلق الفتيات فى الضحك وتقترب صفاء من طايل لتسر له ببعض كلمات يقابلها بإبتسامة واسعة وتنظر لهم منى بنظرة لطالما رأتها بعينى أم أمجد .... فهاهى قصة جديدة تولد على إيديها وسترعاها كما رعت أم أمجد قصتها

فيوم الخميس كان يمثل لشباب الجامعات وقتها يوم المرح ... ويوم الحب للمحبين

ويقتحم الجمع فتاة مجهولة جميلة لتحتضن منى حضن طويل ... وتهمس فى أذنها

  • مش عارفة أشكرك إزاى يا منى ... إنتى أنقذتينى
وتتقدم الفتاة من أمجد لتشد على يديه وتهنئه وتنظر لرفعت نظرة شكر يقابلها بإيماءة من رأسه

وينفض الجمع أخيرا حول الحبيبين ليفتح أمجد باب السيارة لمنى كما اعتاد لتجلس جلستها الأنيقة ليغلق الباب ويتجه للناحية الأخرى ويأخذ مكانه خلف عجلة القيادة وتتشابك أصابعهما

  • مين دى اللى سلمت عليا يا منى
  • دى البنت اللى كنت حكيتلك عليها يا أمجد ... بتاعت سنة رابعة ... واضح إن رفعت خلصها من ممدوح ... معقولة لحقت تنسى ؟
  • وانا معقولة افتكر موضوع بنت تانية وإنتى موجودة فى حياتى يا حياتى
  • إيه ده إيه ده .... دا إحنا اتطورنا كتير أهو وبقينا بنعرف نقول كلام حلويا قومندان
  • كفاية محن بقى زى امى ما بتقول ... أمك عزمانى عالغدا النهاردة .... هنقعد مع بعض كتير يا بت
وعاد الخطيبان لشقة أم منى وتناولا الغداء ولم يشعر أمجد بأى تغير فى إحساسه تجاه منى ولم يشعر حتى بشكة ضمير واحدة ويده تتسلل لتمسك بيدها الرقيقة أسفل الترابيزة فى وجود الأم التى كانت فى أحيان كثيرة تتعمد تركهما منفردين لدقائق بعد أن انتقلت جلستهم بعد الغداء للصالون ولم تشعر أم منى بأى شعور قد يتوقعه القارئ بغيرة من إبنتها حتى بعد أن شاهدتها وأمجد يلف ذراعه حول كتفها وهى تميل لتستند برأسها على كتفه بل تركتهما يستمتعان بدقائق قليلة قبل أن تفتعل جلبة تنبههما وكم كانت سعادتها وهى تشاهد إحمرار وجهيهما خجلا عندما ألمحت لهما برؤيتها لهم

فحبها لمنى يفوق أى حب آخر وهى حددت علاقتها بأمجد فى حدود الإشباع جنسى من فتى دربته على فنون الجنس فتفوق فيها ولن يحزنها أن تكون من ستستمع به لباقى عمرها هى أقرب الناس لقلبها .... الرقيقة منى

........................................................................................................​

لم ينته هذا اليوم بالنسبة لأمجد ومنى إلا قبل شروق شمس اليوم التالى فحتى بعد أن غادر شقة منى وأمها فى التاسعة حسب الأصول إستمر حوارهما فى التليفون فقد سمح له أبوه وأمه بإستخدام التليفون فاليوم التالى إجازة ولن يؤثر سهرهما على دراستهما لكن بالطبع قبل أن تتركه أمه للذهاب لغرفتها تركت له نصيحة

  • طبعا إنت وهى هتفضلوا ترغوا فى التليفون لغاية الصبح
  • يا ماما مش إنتى وبابا وافقتوا نتكلم الليلة فى التليفون زى ما إحنا عايزين ؟
  • إتكلموا براحتكم يا حبيبى .... وطبعا بكرة هتفطروا سوا فى السطح ؟
  • ده بعد إذنكوا طبعا
  • طيب يا حبيبى .... بلاش تفطروا فى البرجولة وخليكم برة
  • إشمعنى يعنى ؟
  • بكرة الجمعة يا حبيبى وكل الأسطح اللى حوالينا هتكون مليانة ناس ... لازم الناس يشوفوكم قدام عنيهم دايما علشان محدش يفتح بوقه بكلمة عليكم
  • عندك حق يا أمى .... بس مش ملاحظة إننا قبل ما نتخطب كنا واخدين راحتنا أكتر من كده
  • علشان مكانش المحن طافح منكم يا روح أُمك زى ماهو طافح دلوقتى ... روح ياخويا كمل رغى قبل ما منى تنام ... تصدق البت وحشتنى ... مشوفتهاش النهاردة خالص ... بكرة قولها إنها هتقضى اليوم معايا ... وخليها هى وامها يطلعوا يتغدوا معانا بكرة ... فرصة اقعد مع ريرى شوية ... من يوم قراية الفتحة معرفتش أقعد معاها ساعة على بعضها
  • حاضر يا ماما ... هقول لمنى وامها إنهم يطلعوا عندنا وهاعرف منى إنها هتقضى اليوم معانا
  • أنا قلت معايا مش معانا ... روح يا ممحون كمل رغى
كانت أم أمجد بحكمة السنين التى إكتسبتها من خلال عملها كمدرٍسّة ومديرة مدرسة دائما ما ترشد أمجد وإخوته وبالطبع إبنتها المحببة لقلبها منى إلى إتباع الأصول التى نشأت عليها والتى كانت وقتها قواعد لا يجوزمخالفتها وكان حرصها على سمعة منى بين جميع الجيران هو ما يدفع أم منى للثقة بأن أبنتها فى امان طالما هى بجوار أم أمجد وأنها ستتعلم منها ما لا تستطيع هى تعليمه لها

وفعلاً كانت الأسطح ممتلئة بالجيران صباح الجمعة فالكل يستمتع بشمس الصباح ... فعائلات تتناول إفطارها مع صغار يلعبون ويملأون الجو ضجيجاً وفتيات ينظرن حولهن بنظرات خفية يلحظون شبانا يستعرضون أنفسهم علهم يحظون بنظرة من إحدى الفتيات لكن بمجرد ظهور أمجد يعد ترابيزة و كرسيين بجوار البرجولة تتبعه منى تحمل صينية الإفطار تحول الكل لتحيتهم ومراقبة تصرفاتهم والحديث معهم لتهنئتهم ودعت الكثير من الأمهات وبناتهن منى لبيوتهن لكنها إعتذرت لهم برقتها الرائعة فلا وقت لديها لتضيعه فهى إما مشغولة بمذاكرتها وإما مشغولة بحبيبها .... وأخيرا جلس العاشقين لتناول إفطارهما ولم يحاول أمجد لمس يد منى فهم تحت مراقبة أعين كثيرة تراقب كل حركاتهم

لم يحدث بينهما أى تلامس جسدى لكن أعينهما كانت معلقة ببعضهما يتحدثان بلغتهما الخفية التى لا يفهمها سواهما وأخيرا تحدث أمجد بعد أن غابا فى موجة ضحك طويلة

  • فاكرة يا بت ؟
  • وده يوم يتنسى ؟
  • يومها أمك ادتنى حتة علقة
  • كنت خايفة لتقول لامك ... ابوك كان هيقتلك لو عرف
  • طبعا علقتك كانت أسخن من علقتى
  • بالعكس بقى .... كنت فاكرة امى هتقتلنى يومها ... بس بعد ما نزلِت كانت هادية خالص وخدتنى فى حضنها وفهمتنى بالراحة
  • ماهى أكيد طلعت غلها كله فيا أنا ... طول عمرك مغلبانى معاكى يا مجنونة
  • عارفة يا حبيبى ... وعلشان كده طول عمرى باحبك
  • آآآآآآآآه ..... قوليها تانى كده
  • باح.. بك
  • يخربيت الرقة ... عايز احضنك يا بت بس مش قاااادر
  • بكرة نشبع أحضان ...... أمك قالتلى كده
تعجبت من حكى الباشا لهذا الحوار الذى كان يلقيه على وعيناه تفيض بحب حقيقى لمنى وعدم تأثر بعلاقته بأمها لكن ....

هى تعقيدات النفس البشرية التى قد يصعب على كإنسان عادى فهمها

قضت منى اليوم مع أسرة أمجد وانضمت أمها إليها ولم يكن لأمجد اى فرصة للإنفراد بها إلا لدقائق قليلة تشابكت فيها أصابعهما وهو يعرض عليها لوحته بفخر لكن كان فخرها برسمه يفوق فخره ... فهى شعرت بأنها كانت ملهمته لإخراج لوحته الهندسية الأولى ... كانت محقة فبالفعل كان أمجد يرسم تلك اللوحة وصورة منى لا تفارق مخيلته ولو للحظة

..........................................................................................................​

يوم السبت لم يكن الحديث بين كل أفراد دفعة السنة الإعدادية يدور إلا حول اللوحة الأولى المطلوب منهم تسليمها فى اليوم التالى وهكذا كان يدور الحوار بين أمجد وصديقاته الخمس حول نفس اللوحة

فى هذا الوقت كانت اللوحة الأولى عادة ما تكون لوحة بسيطة عبارة عن رسم لمجموعة أشكال هندسية بسيطة أو مركبة لقياس قدرة الطالب على إستخدام أدواته وفهمه لل scale والعلاقة بين الفراغ والمنظور ومثل تلك الأشياء ... لكن الدكتور إبراهيم عندما تولى تدريس المادة لطلبة الإعدادى حول تلك اللوحة لتكون عن إستخدام تلك الأشكال فى تصميم بسيط ليكتشف قدرة الطلبة على الإبتكار وتنمية ملكة الإبداع لديهم ... فالدكتور إبراهيم كان مهندس بدرجة فنان وكان همه الأول تحويل طلبة العمارة لمبدعين فهو يرى أن المصمم لابد أن يكون مبدعا لا أن يكون مجرد صانع قوالب خرسانية

  • حد فيكوا خلص اللوحة ؟
  • أنا يا سهام خلصتها ... هو انتى لسة مخلصتيهاش ؟
  • خلصتها ؟ يا بنى إنت ناويلها من أول السنة كده ... أنا حاسة إنى باشخبط ... طبعا يا عم شكلك كده عمارة من غير كلام
  • عمارة إيه يا سميرة ؟ أنا هادخل ميكانيكا زى ابويا طبعا ... على الأقل هيلاقيلى شغل لما اخلص
  • طب ما تساعدنى يا أمجد أخلصها .... وليك عندى غدوة محصلتش
  • أساعدك إزاى يا سهام والسيكشن بكرة ؟
  • تعالى معايا البيت بعد الكلية النهاردة ساعدنى فى رسمها وأغديك
  • بعد الكلية عندى مشوار مقدرش اسيبه ... وبعدين آجى معاكى فين ؟ إنتى عايزة أبوكى يقتلنى ؟
  • يا سيدى متقلقش من ابويا ... إنت خايف ولا إيه ؟ أمال مصارع وعسكرية وبتاع
  • لا يا ستى مش خايف ... بس الأصول أصول ... وبعدين متقلقيش ... أول لوحة دى مافيش عليها درجات ... إرسميلك عمودين وفى وسطهم شوية بلوكات وخلاص ... آخرها المعيد هيقولك كلمتين رذلين وخلاص ... ولّا حتى مش هيقول ... هما غلاستهم بتبقى عالولاد بس
كانت سميرة تتابع حوار أمجد مع سهام وهى تشعر بشئ ما يثير غضبها ... لاتعرف ماهو لكنها شعرت بالغضب ... فسهام بالرغم من أنها صديقتها الحميمة إلا أنها تختلف عنها تماما فى طباعها ... فسميرة دائما تحت مراقبة أهلها ولا يُسمح لها بتلك الحرية التى تعيشها سهام ... فسهام إبنة وحيدة لمقاول معروف تعيش فى فيلا كبيرة فى الحى الراقى الذى يبعد عن حى سميرة بنصف ساعة وقد خصص لها أبوها ملحق خاص للمذاكرة يقع بطرف الحديقة بخلاف غرفة نومها بالفيلا وسهام شخصيتها منفتحة جريئة لا تخجل من التصريح بين صديقاتها بأنها تعشق النظر لأجساد الرجال وبينما خجلت سميرة حتى من تعريف صديقاتها بما ينتابها من حالات شبق فإن سهام لا تخجل من القول بانها كثيرا ما تداعب نفسها متخيلة نفسها مع هذا الممثل أو ذاك الرياضى المعروف ولم تخجل يوم أن أخبرتهم عن عثورها على مجلة جنسية بين أغراض أبيها تمتلئ بصور جنسية حفظتها وكادت تصفها لهن لولا إعتراضهن جميعا

لم تكن سميرة تدرى أنها تنزلق بقلبها دون أن تدرى جهة أمجد ولم تكن تريد التصريح حتى لنفسها أن الشعور الذى إنتابها الآن هو شعور بالغيرة لكنها كتمت شعورها بداخلها ولم تسمح لشعورها بالظهور على وجهها

وجدت سميرة نفسها فى هذا اليوم تتوق للإنفراد بأمجد وحين بدأت المحاضرة وجدت نفسها تدفع فخذها بقوة ليلتصق بفخذه ولأول مرة تتحين فرصة لتلصق كتفها بكتفه وذراعها بذراعه

لم يشعر أمجد بالطبع بهذا التغير فهو شديد التركيز بعقله فى محاضراته وبقلبه فى محبوبته حتى لو لاحظ فسيعتبر إلتصاق سميرة به أمر طبيعى لإزدحام المدرج بالجالسين

كان اليوم التالى من أهم الأيام التى مرت عليه فى حياته وإن كان فى بدايته إعتبره يوم دراسة عادى ولم يكن يتوقع أن يكون هو اليوم الذى سيتغير فيه مسار حياته ويجعل من الدكتور إبراهيم ثانى أهم الأشخاص المؤثرين بمسيرته بعد الرقيقة منى

بدأ اليوم بداية عادية وكل طالب يستعرض رسمه بين زملائه المقربين حتى بدأت محاضرة الدكتور إبراهيم وتبعتها المحاضرة الثانية حيث تفرق الطلبة بعدها لمجموعتين لتتجه كل مجموعة لإحدى القاعات الكبيرة التى خصصت كقاعات خاصة بسكاشن الرسم الهندسى لطلبة الصف الإعدادى ووقف الطلاب فى صفوفهم كل خلف إحدى ترابيزات الرسم ليبدأ فى فرد لوحته عليها وتجمع المعيدين للمرور على اللوحات لتقييمها وإرشاد كل طالب لإخطاءه والسعادة تبدو على وجه المعيدين بالطبع فهو يوم إستعراض قدراتهم كمهندسين أمام هؤلاء المستجدين و .... المستجدات

كان الدكتور إبراهيم يتنقل بين القاعتين لا يهدأ فهى الفرصة الأولى له هذا العام للتعرف على تأثيره على طلبته الذين كانوا يحبونه حقا لإسلوبه السلس فى الشرح وأناقته فهم دائما ما يشعرون بأنهم فى حضرة فنان وليس مجرد أستاذاً جامعياً يلقى لهم محاضرة عن فن العمارة

فوجئ الدكتور إبراهيم فى إحدى مرات مروره المتكررة بإشتباك بين أحد المعيدين وطالب تبين له أنه أمجد ليسرع للمشتبكين ويستفسر عما يدور بينهم

  • خير يا دكتور فيه إيه ... خير يا باشمهندس
  • الباشمهندس يا دكتور إبراهيم جايب اللوحة دى وعايزنى أصدق إن هو اللى رسمها ... تصدق إنت إن طالب لسة متعلم الإسبوع اللى فات يمسك المسطرة يرسم لوحة زى دى
  • يا دكتور أنا إتولدت والمسطرة دى فى بيتنا ... واتعلمت استعملها من وانا فى اولى إعدادى
  • طيب إهدوا إنتوا الأتنين إحنا فى كلية محترمة مش فى الشارع
ونظر الدكتور إبراهيم للوحة المفرودة على ترابيزة الرسم نظرة خبير ليرى فيها مالم يره المعيد ... فاللوحة الأولى لطالب الهندسة عادة ما تكون لوحة ساذجة مليئة بالأخطاء أو منقولة من لوحة أخرى موجودة بكتب الرسم الهندسى لكن ما يراه أمامه ليست بلوحة منقولة ولا بلوحة ساذجة

  • كمل إنت شغلك يا دكتور .... وإنت يا أمجد هات اللوحة دى وحصلنى على مكتبى
وطوى أمجد لوحته برفق شديد على شكل الإسطوانة وخرج من القاعة تتبعه عيون باقى زملائه بعضهم فى إشفاق وأكثرهم فى شماتة ليصل لمكتب الدكتور إبراهيم ويدخل بعد أن يدق الباب بإحترام شديد

  • تعالى يا أمجد ... إتفضل أقعد
  • شكرا يا دكتور
  • إنت اللى رسمت اللوحة دى يا أمجد
  • طبعا يا فندم انا اللى رسمتها
  • إنت والدك بيشتغل إيه يا أمجد ؟
  • مهندس يا فندم
  • يابنى قلتلك قبل كده بلاش افندم دى ... والدك ساعدك فى رسمها
  • حضرتك أنا والدى مهندس ميكانيكا يعنى علاقته بالرسم المعمارى إنقطعت من ساعة ما دخل أولى هندسة
  • وإزاى ال scale ظبط معاك من أول لوحة كده
  • يا فندم إحنا بندرس طبوغرافيا عسكرية ورسم خرايط من أولى ثانوى وكان اللى بيقصّر بيقضى نص أجازة الصيف محجوز فى المدرسة يعنى ال scale بالنسبة لى شئ بسيط
  • بيقصر إزاى يعنى ؟
  • يعنى يسقط يا فندم
فنظرالدكتور إبراهيم لوجه أمجد وهو يتمنى أن يكون ما يسمعه الآن حقيقيا وفجأة يغير مجرى الحديث

  • إنت بتسمع مزيكا يا أمجد
  • أيوه يا فندم باسمع موسيقى طبعا
  • بتسمع إيه ؟
  • معظمها موسيقى كلاسيك ... غالبا باسمعها لوحدى ... كل اصحابى وحتى عيلتى مبيفهموهاش
  • وطبعا كنت مشغل موسيقى وانت بترسم
  • مظبوط يا فندم
  • كنت بتسمع إيه ؟
  • مش فاكر حضرتك بالظبط ... لكن أعتقد إنها السيمفونية الخامسة لبيتهوفين
وضرب الدكتور إبراهيم بقبضته وانتفض واقفا وكأنه عثر على كنز أو كأنه أيزك نيوتن قد اكتشف الجاذبية فوقف أمجد إحتراما لوقوفه

  • يعنى يا أمجد لو اديتك شوية داتا مختلفة تقدر ترسم لوحة تانية زى دى
  • طبعا يافندم أقدر
والتقط الدكتور ورقة بيضاء من سطح مكتبه كتب بها بعض البيانات الهندسية وناولها لأمجد

  • طب خد الداتا دى نفذلى بيها بلان وهاستناها منك بكرة
  • وليه بكرة حضرتك ... السيكشن لسة فاضل فيه 3 ساعات وواضح إنى مش هارجعله النهاردة طبعا ... أروح القاعة التانية لو سمحتلى أرسمها فيها
  • يعنى إنت رسمت دى فى 3 ساعات
  • أقل من 3 ساعات حضرتك
  • طيب إنت هتقعد هنا فى المكتب ال 3 ساعات دول قدام عينى واستخدم ترابيزة الرسم بتاعتى ... أديك يا سيدى هترسم على ترابيزة الدكتور إبراهيم شخصيا ... تستعمل أدواتى ولا تستنى لما أبعت أجيب أدواتك من القاعة
  • ليا الشرف يافندم إنى أستعمل أدواتك
  • يابنى قلتلك باتخنق من كلمة افندم دى ... تحب تشرب إيه ؟ أجيب لك لمون علشان تهدى نفسك وانت بترسم
  • أنا باحب اشرب شاى بالنعناع وانا بارسم ... لو مش هيضايق حضرتك
  • هيضايقنى فى إيه ... إتفضل الترابيزة والورق والمسطرة وكل اللى هتحتاجه هناك وانا مش هاتحرك من هنا غير لما تخلص
وضغط الدكتور إبراهيم الجرس ليستدعى فراش المكتب ويطلب منه عمل كوب شاى بالنعناع لأمجد وإحضار أدواته من القاعة وبأن يخبر الدكتور***** وهو المعيد الذى كان يشتبك مع أمجد بالحضور بمجرد إنتهاء السيكشن لمكتبه

وبمجرد خروج العامل يلتقط الدكتور إبراهيم شريط كاسيت من علبة الشرائط الموجودة خلفه ليضعها بجهاز الكاسيت الذى لا يفارق مكتبه ويضغط زر التشغيل لتنطلق فى الحجرة موسيقى السيمفونية الخامسة لبيتهوفن

سيمفونية ضربات القدر

قبل مرور الساعات الثلاث كان أمجد إنتهى من لوحته الثانية والدكتور إبراهيم يراقب حركاته بإهتمام ويرقب حركة سبابته على شاربه وإبتعاده عن اللوحة ثم إقترابه منها ووقوفه الدائم وعدم الجلوس على الكرسى الموجود أمام لوحة الرسم وموسيقى السيمفونية الخامسة تدور حوله وكلما إنتهى الشريط يعيده ليعمل مرة وراء أخرى كأنه يكرر ضربات القدر حول أمجد

إنتهى أمجد من الرسم قبل مرور الساعات الثلاث وأخبرالدكتور إبراهيم بإنتهائه ليقوم الدكتور من كرسيه لأول مرة لينظر للوحة

وقف الدكتور إبراهيم يطالع اللوحة بإهتمام ويراجع كل تفاصيلها قبل أن يستدير ليحتضن أمجد بقوة ويمسك بذراعه ليجلسه على الكرسى المقابل لمكتبه ليكلمه وهو يدور بأرجاء الغرفة

  • بص يا أمجد ... إنت تعتبر نفسك من النهاردة دخلت عمارة
فيقف أمجد إحتراما لوقوف أستاذه

  • بس أنا كنت ناوى على ميكانيكا حضرتك
  • إترزع أقعد ومش كل ما هاقف هاتقف ... مافيش ميكانيكا ... دا أنا أقتلك لو فكرت فى قسم غير عمارة ... ولو خايف على زعل ابوك ادينى تليفونه وانا هاكلمه ... أو حتى هاروحله ... قلت عمارة تبقى عمارة
  • اللى تشوفه حضرتك يا فندم
  • واعمل حسابك من أول أجازة الصيف هتنزل معايا المكتب تتدرب .... لأ أول الأجازة إيه ... من أول الإسبوع الجاى ... وعارف .... هتقولى الكلية والتمرين ... هتنزل المكتب مرتين فى الأسبوع ... كل مرة ساعتين بليل ...من 7 ل 9 وهتاخد مرتب محترم ... 120 جنيه بحالهم فى الشهر
  • مقدرش أخالف أوامر حضرتك ... بس لازم آخد إذن بابا الأول
  • إدينى تليفونه هاكلمه قدامك حالا دلوقتى وآخدلك الإذن
وبالفعل يتصل الدكتور إبراهيم بوالد أمجد الذى كان عائداً لتوه بعد يوم عمل مرهق فانزعج أولا عندما علم أن الذى يحدثه أحد أساتذة أمجد فقد توقع وجود مشكلة لأمجد لكنه تحول إلى الفرح الشديد وهو يرحب بعرض الدكتور لإبنه

شعر عم حسن يومها بالفخر الشديد ... فحلمه بأن يكون ابنه مهندس له بصمة مميزة وليس مجرد مهندس موظف يلوح أمام عينيه وفخور بابنه الذى لم يقبل بتلك الفرصة إلا بعد موافقته شخصيا عليها

وضع الدكتور إبراهيم سماعة التليفون ليمد يده إلى مكتبته يلتقط منها كتابا متوسط الحجم يناوله لأمجد

  • إيه ده يا دكتور .... فلسفة اليوجا ؟
  • ايوه يا أمجد فلسفة اليوجا ... اليوجا هتخليك تتحكم فى نفسك .... وقلبة الوش اللى شفتها وانت بتتكلم مع المعيد بتاعك مينفعش تبان تانى فى أى حتة... علشان تنجح فى حياتك العملية لازم اللى قدامك ميعرفش إيه بيدور جوة مخك ... لازم تتحكم فى كل عضلة فى جسمك ومتخليش جسمك هو اللى يتحكم فيك ... عايز الكتاب ده يكون أول خطوة فى طريق نجاحك
  • شكرا يا دكتور
  • ومش عايز حد من زمايلك هنا فى الكلية يعرف إنك بتشتغل معايا فى المكتب علشان لو توقعى طلع صح .... وهيطلع صح ودرجاتك كانت عالية محدش يفتكر إن ده بسبب شغلك معايا ... فاهمنى طبعا
  • فاهم حضرتك يا فندم
ويقطع حديثهم صوت طرقات خفيفة يدخل بعدها المعيد الذى تشاجر مع أمجد فى بداية السيكشن

  • إتفضل يا دكتور ***** أنا طلبتك علشان أمجد يعتذرلك قدامى وأتأكد بنفسى إنه مش هيكررها تانى .... إعتذر للمعيد بتاعك يا أمجد
  • أنا آسف يا دكتور بس كنت زعلان عالمجهود اللى عملته فى اللوحة ومعجبش حضرتك ... أنا آسف مرة تانية
  • خلاص يا أمجد الدكتور قبل إعتذارك ... خد حاجاتك وسيبنا دلوقتى عندنا شغل ... وبالمناسبة ... إنت عارف إن بطولة الجامعة عندنا هنا يوم الحد الجاى ... لو مجبتليش دهبية هتبقى وقعتك سودة .... أنا هاعتذر عن المحاضرة يومها والمحاضرة التانية هتبقى مكان محاضرتى ... وطبعا مش هيكون فيه يومها سيكشن رسم علشان زمايلك يروحوا يشجعوك .... ولأنى مش هاكون فاضى طبعا ... مع السلامة
ويلتقط أمجد أدواته الموضوعة بجوار مكتب الدكتور إبراهيم وينصرف ويغلق الباب خلفه بهدوء

إلتفت الدكتور إبراهيم للمعيد ونظر له نظرة أب يوجه إبن

  • بص يا بنى ... أنا خليت الطالب ده يرسم لوحة تانية قدامى هنا ... هى لسة على ترابيزتى هناك تقدر تبص عليها ... ... إحنا كل كام سنة هنا بيجيلنا طالب واحد موهوب ... والطالب ده موهوب بالفطرة ... أنا مش عايز يتخرج من تحت إيدى مهندسين يرتكبوا جريمة زى اللى إرتكبوها اللى صمموا تلوث بصرى وسموه بلوكات مساكن شعبية ... أنا عايزكم مهندسين فنانين ... بص عاللوحة كده وقولى رأيك إيه
ويتجه المعيد للوحة لينظر لها فى تعجب وإعجاب

  • معقولة يا دكتور طالب إعدادى يرسم لوحة بالدقة دى ؟ ... حتى لو موهوب كان لازم يغلط فى الscale عالأقل
  • واضح إنه إتعلم الscale فى المدرسة العسكرية ... ولأنه موهوب إستوعبه وهضمه وبقى بيظبط معاه تلقائى من غير حتى ما هو يحس ... أعتقد كده إن المدارس العسكرية سبقت مدارس التربية والتعليم بكتير ... بص بقى ... من الإسبوع الجاى إحنا هنغير النظام ... بدل ما كل السيكشن ياخد نفس البلان ينفذوها فى البيت هتحضر 10 بلانات ... كل طالب ياخد لوحة مختلفة عن زميله ... وتسليم البلانات للقسم هيكون قبل معاد السيكشن بيوم... وبالنسبة لأمجد هياخد لوحده غير كل زمايله بلان أصعب من زمايله كلهم وانا اللى هاجهز الداتا بتاعتها بنفسى ... علشان منظلمش باقى زمايله لإن مستواه أعلى منهم بكتير
  • هو حضرتك إديته فكرة البلان اللى رسمه ده ؟
  • لالالالالا ...... دى فكرته هو
  • وجابها منين دى ؟
  • جابها من المزيكا يا أستاذ .... ضربات القدر ..... الولد ده الموسيقى بتترجم فى دماغه لأفكار... ولو غيرت المزيكا هيرسم بلان غيرها ولو غيرتها يرسم بلان تالتة .... ده فنااااان يا دكتور فناااان ... فنان تصميم حقيقى مش زيكم فنانين بلوكات خرسانة جاهزة و باليتات طوب خفيف
خرج المعيد وهو يتعجب من حالة الدكتور إبراهيم وهو يظن أن الدكتور العظيم إما سكران أو أنه تعاطى شيئا ما جعله فى مثل تلك الحالة التى رآه عليها

بينما كان الدكتور إبراهيم يتناقش مع المعيد كان أمجد يقف وسط صديقاته اللاتى كان القلق عليه يفترسهن من إصطحاب الدكتور إبراهيم له وعدم إكمال السكشن وتقافزن زميلاته فرحا حوله بعدما اخبرهم بإعجاب الدكتور برسمه فهاهو أول متفوقى الدفعة يظهر ولحسن حظهن فإن هذا المتفوق هو صديقهم وهن صديقاته ولاأصدقاء له غيرهن بين كل الزملاء .....لكن ..... ظهر غضب عابر على وجه سميرة عندما أمسكت سهام يديه بكلتا يديها وضغطت عليها للحظات قبل ان تتركها

كان هذا الشعور دائما ما يربك سميرة فهى دائما ما تشعر به كلما اقتربت إحدى الصديقات من أمجد أكثرمن المعتاد أو حاولت أن تنفرد به فى غير وجودها .... كانت تحاول أن تنكر ما تشعر به وتنكر على نفسها غيرتها عليه

لم ينتظر أمجد طويلا بين صديقاته بل إنطلق لسيارة ابيه المركونة بعيدا عن باب الكلية لينطلق بها لإصطحاب حبيبته

لقد فتح له القدر ذراعيه وأعطاه فرصة لم يكن ليحلم بمثلها .... تلك الرقيقة التى يقطع الطريق إليها الآن هى أيقونة حظه ... دائما ما يجد القدر يقف جواره يساعده كلما أسعدها ... سيسعدها بكل طريقة ... سيجعلها تحيا كأميرة فهى بالفعل أميرة ... سيجعل كل حياتها سعادة طالما يستطيع

ركن أمجد السيارة فى أقرب بقعة من مدخل الجامعة ولم يطق صبرا لانتظار منى داخل السيارة بل ترك السيارة وقطع الطريق للبوابة الكبيرة ليقع عليها بصره قادمة من بعيد وسط صديقاتها وتلك المرة وجد صديقه طايل يسيرمعهم بجانب صفاء فى مؤخرة موكبهم الصغير مشتبكين فى حديث ضاحك فيظهر كارنيه الجامعة للشرطى الواقف بالمدخل ويندفع تجاه محبوبته وكاد أن يحتضنها لكن نظرة من صديقه نبهته بأنهم داخل الجامعة وتندهش منى لكن نظرة الفرحة التى تطل من وجهه تطمئنها

  • فيه إيه يا أمجد .... أول مرة متستناش فى العربية
  • مفيش حاجة .... خبر حلو قوى مش قادر استنى عايزك تعرفيه
فتنسحب الصديقات ومعهم طايل وتسير منى بجوار أمجد محاولة مواكبة خطواته

  • فيه إيه بقى ... شوقتنى
  • شكلنا هنتجوز بدرى يا بت .... من الإسبوع الجاى هاشتغل بمرتب محترم ... 120 جنيه يا منى ... 120 جنيه
  • إنت بتهزر يا أمجد .... قول إنك بتهزر... وكليتك ؟
  • يا بت أنا هاشتغل يومين فى الأسبوع بس ... بليل ... يعنى 4 ساعات بس فى الأسبوع
  • لآ .... مش مصدقة .... أنا أكيد باحلم
  • مش حلم يا بت ... مش حلم
وتوقفوا بجوار السيارة وفتح لها أمجد الباب لتجلس وهى تتقافز من الفرحة وبمجرد إستقراره بجوارها يحكى لها تفاصيل ما حدث وتتحرك السيارة ولم تتوقف عن التقافز على كرسيها وأصابعها مشتبكة بأصابع أمجد حتى يصلوا لشارعهم ويقف أمجد بالسيارة لتفتح الباب وتقفز منه ولم تنتظره لتستند على ذراعه كما إعتادا ليقطع الحبيبان السلم قفزا لتتوقف منى أمام باب شقتها

  • إنتى رايحة فين ؟
  • هافرح ماما
  • زمان امى وامك وابويا وكلهم مستنينا فوق ... أنا مش قلتلك إن الدكتور إبراهيم كلم عمك حسن
  • صحيح ... يالا بينا
ويقطع الشابان الدورين قفزاً للدور السادس فيجدا باب شقة أمجد مفتوحا وجمع من جيرانهم الطيبين مجتمعين بعضهم جلوساً وأكثرهم وقوفا فعدد الحاضرين فاق عدد المقاعد المتاحة .... أتوا للتهنئة بعدما أعلنتت أم منى عن فرحتها بزغرودة طويلة بمجرد أن أخبرتها أم أمجد بالخبر وكعادة الجيران فى هذا الوقت إستطلعوا الخبر وقرروا مشاركة الأسرتين فرحتهم بمهندسهم الشاب الذى يحقق نجاحاته بسرعة فهو يثبت لهم كل يوم أن الأحلام تتحقق .... أحياناً

بمجرد دخول منى وأمجد للشقة هب أبوه ليتلقفه بحضن طويل نقل له فيه دقات قلبه الفخورة بينما إحتضنت منى أمها وهى تتقافز فرحة ثم ألقت بنفسها فى حضن أم أمجد التى رعت حبها وحققت آمالها حتى قبل أن تدرى هى أن هذا هو حبها وتلك هى آمالها

تركهم الجيران ليتركوا الأسرة للإحتفال وبينما إستكانت منى فى حضن أم أمجد لا ترفع نظرها عن فارسها تحدثت الأم بنبرة صدق حقيقية

  • منى وشها حلو عليك يا أمجد
  • منى طول عمرها وش السعد لكل اللى حواليها يا أم أمجد
  • عمرى ما توقعت اللى حصل النهاردة يا بابا ولا كان ممكن أتوقعه ... عارف إن الشغل فى مكتب الدكتور إبراهيم حلم لأى مهندس فى مصر؟ ده اكبر مصمم فى مصر كلها ويختارنى أنا بالذات وانا لسة فى إعدادى هندسة أشتغل معاه ... ده حلم يا بابا حلم
  • إنت ومنى تستاهلوا كل خير يا بنى .... حافظ عليها زى عنيك ... بعد ما خطبتها بإسبوع واحد القدر بعت لك أكبر فرصة فى حياتك
  • منى دى .... منى دى ...مش لاقى كلمة أقولها عليها توفيها حقها ... طول عمرها سبب حظى
ويتقدم أخو أمجد الأصغر بطبق به قطعتى جاتوه وزجاجتى كوكاكولا ليضعهم على الترابيزة الصغيرة التى تتوسط جلستهم

  • حجزتهم ليكوا بالعافية ... بابا نزل إشترى جاتوه كتير وصندوقين كوكاكولا بحالهم مفضلش منهم غير دول
وتنظر أم أمجد لعينى إبنها المعلقة بعينى منى المستكينة فى حضنها وتفهم فورا ما يتحاورا فيه

  • طيب قوموا يا ولاد كلوا الجاتوه بتاعكم فى أوضتكم ... قصدى فى أوضة أمجد ... أكيد فيه كلام كتير عايزين تقولوه
  • لا يا ماما مش أوضتى ... هى زى مانتى قولتى أوضتنا
  • سيبوا الباب مفتوح علشان لو إحتاجنا منكم حاجة
وتقوم منى من جلستها وهى تنظر لأم أمجد نظرة عتاب لتحتضنها وتهمس فى أذنها

  • مينفعش النهاردة الباب يتقفل عليكم ... بفرحتكم دى خطر يا ممحونة إنتى وهو
وتبتسم منى وتتبع أمجد لغرفته حيث يضع الطبق وزجاجتى الكوكاكولا على المكتب وينظر لمنى التى جلست على طرف السرير لا ترفع عينيها عنه ثم يمد يده ليضغط زر الراديو الصغير الموضوع على أحد ارفف المكتبة لينطلق منه صوت الموسيقى فيقف أمام منى وينحنى أمامها إنحناءة صغيرة مادا لها يده فتبتسم وتقف وتضع كفها الأيمن على كتفه الأيسر وكفها الأيسر فى كفه الأيمن فيضع كفه الأيمن على خصرها ليتحركا فى فراغ الحجرة الضيق يحاولان تقليد ما رأوه فى أفلام السينما من رقص البطل مع البطلة ويندمجا مع الموسيقى وينفصلا عن كل ما حولهم حتى تنتهى القطعة الموسيقية لتفاجئهم وقفة الأسرة كاملة ومعهم أم منى أمام الباب يتطلعون إليهم فى حب ويخفون إبتساماتهم مما يروه

  • إنتوا بتعملوا إيه يا مهابيل إنتوا الأتنين
  • بنرقص يا ماما ... بنرقص
  • بترقصوا ؟ وده رقص ؟ ودى مزيكا حد يرقص عليها ؟
  • بحيرة البجع يا ماما.... swan lake
  • بس انا مشوفتش بجع يا أمجد ... أنا شوفت جوز نسانيس بيتنططوا
  • هنتعلم يا ماما ... هنتعلم وهنرقص أحسن من جون ترافولتا وكارين جورنى
  • دا إنتوا إتجننتوا رسمى وهتجننونا معاكم
وتركهم الجمع لينفردوا بحديث حول مستقبلهم وحلم زواجهم الذى بات قريبا ... تحدثوا عن كل شئ ... حتى تفاصيل فستان الزفاف .... لتقطع الأم كعادتها جلستهم

  • ياللا يا منى .... امك عايزة تاخدك وهى نازلة
...........................................................................................................​

مضى الإسبوع بسرعة وبدأ الإسبوع التالى واحتل أمجد مكانه المعتاد بالمدرج تجاوره سميرة تليها باقى شلة الجميلات وقبل بدء المحاضرة يفاجأ أمجد بفراش مكتب الدكتور إبراهيم يبحث عنه ليعلمه بأن الدكتور إبراهيم فى إنتظاره ليغادرأمجد صديقاته دون قلق تلك المرة فقد بات معلوما لديهم أن الأستاذ العظيم تبنى موهبة صديقهم ومن العادى أن يستدعيه فى أى وقت ودخل أمجد مكتب أستاذه بعد أن يدق الباب باحترام

  • صباح الخير يا أمجد .... أخبارك إيه ؟
  • صباح النور يا دكتور ... كله تمام
  • إنت النهاردة طبعا المفروض أول يوم ليك فى الشغل معايا ... البطولة هتتلعب بكرة ... مافيش داعى تيجى المكتب النهاردة وخليها يوم التلات بس الإسبوع ده
  • ليه يا دكتور ؟ حضرتك هتدفعلى مرتب يبقى مينفعش أغيب أول يوم شغل
  • يعنى ده مش هيأثر على لعبك بكرة
  • يا دكتور متخفش .... لعيبة المصارعة مش متدلعين زى لعيبة الكورة أو محتاجين يريحوا قبل الماتش ... إحنا بنكون يوم الماتش نفسه فى مدارسنا او كلياتنا أو شغلنا عادى ... متقلقش حضرتك
  • ماشى يا بطل .... هستناك النهاردة الساعة سبعة فى المكتب ... أنا كتبتلك العنوان اهو فى ورقة وكتبتلك الوصفة علشان متتوهش... مدينة نصر حى جديد وممكن تتوه فيه ... إتفضل علشان تلحق محاضرتك
  • كان عندى طلب من حضرتك يا دكتور لو تسمح بخصوص ماتش بكرة .... خطيبتى هتحضر الماتش بكرة وعايزها تكون معايا
  • إنت خاطب يا أمجد ؟ أول مرة أعرف .... شكلك خلبوص يا أمجد مع أنه مش باين على شكلك... يعنى مش كفاية مكوش لوحدك على أحلى خمس بنات فى الدفعة ... كمان خاطب
فاحمر وجه أمجد خجلا وأظهر للدكتور إبراهيم الدبلة المختفية أسفل خاتمه

  • وياترى خطيبتك حلوة زى البنات زمايلك كده
  • لا يا دكتور .... منى أحلى منهم بكتير
  • مش باقولك خلبوص ... خلاص يا سيدى أنا هاقول للولاد اللى بينظموا بكرة يخلوها معاك تحت مش فى المدرج مع باقى زمايلك ... إجرى بقى محاضرتك فاضل عليها 10 دقايق
ويعود أمجد لمكانه ليدفع الفضول صديقاته بالطبع للإستفسار

  • كان الدكتوربيتطمن إنى جاهز لماتش بكرة ... أوعوا تقولوا إنكم مش هتحضروا ؟ بكرة محاضرة واحدة والسيكشن اتلغى
  • لأ طبعا هنحضر ... أنا مش ممكن أفوت حاجة زى دى ... نعرف المصارعة اللى بتلعبها دى شكلها إيه وبالمرة نكسب فيك ثواب ونشجعك
  • أنا مش هاحضر محاضرة بكرة علشان الميزان هيبقى بدرى ... معتمد عليكم تشرحوهالى
  • متقلقش يا كابتن ... هاشرحالهك بنفسى
مرة أخرى ينتاب سميرة إحساسها المقلق بالغيرة لحديث أمجد مع سهام لكنها تكتم إحساسها وتتناساه بمجرد بدء المحاضرة وحصولها على متعتها الساذجة بإلصاق فخذها بفخذ أمجد لينتهى اليوم ويهرع أمجد للقاء محبوبته وأيقونة حظه ... فاليوم هو أول يوم عمل له

قبل السابعة بخمس دقائق كان أمجد يتوقف أمام فيلا صغيرة من دورين تكاد تنطق بالفخامة وسط شارع إمتلأ بالفيلات المكعبة كريهة المنظر أقتطعت حدائقها بالكامل لتُضم لتلك الفيلات فتزيد منظرها قبحا على قبحها ليدخل من الباب ويتجه لمدخل الفيلا الداخلى وسط حديقة صغيرة جميلة التنسيق لتستقبله فتاة ترتدى زى فى منتهى الأناقة تجلس وراء مكتب صغير خلف المدخل تقوده بعدها وسط طرقات ينطق كل ما فيها بالفخامة وتبعث فى كل جنبات الفيلا موسيقى ناعمة حتى يصلوا للدور الثانى لمقابلة الدكتور إبراهيم فى مكتبه الفخم الضخم ليستقبله مرحبا ويوجه حديثه للفتاة التى كانت ترافقه

  • لو سمحتى خليهم يجيبولى القهوة بتاعتى وشاى بالنعناع للباشمهندس... وخلى إلهام تجيلى ... جيت فى معادك بالظبط يا أمجد... أهم حاجة فى الراجل الناجح دقة المواعيد
وتقتحم المكتب بلا إستئذان ثلاثينية تنضح بالإنوثة والأناقة معا تنبعث من عينيها نظرة جريئة وسط هالة الأنوثة التى تحيط بها ليعرفه بها الدكتور إبراهيم

  • دى إلهام .... دراعى اليمين فى المكتب هنا ... شغلك هيكون معايا ومعاها بس ... إلا لو قلنالك تساعد حد من المهندسين .... هنا فيه 4 مهندسين و2 مهندسات هنبقى نعرفك عليهم والباقى مساعدين ومحاسبين وكده
  • تشرفنا يا مدام إلهام
ولأول مرة يسمع صوتها الجرئ مرتفع النبرات

  • لأ بقولك إيه إحنا هنا مافيش عندنا مدام وأستاذ وباشمهندس إحنا بننادى بعض بأسامينا مفيش بس غير الدكتور ومبنقولوش يا دكتور ... بنقوله يا ريس ... إنت هتبقى مسؤليتى قدام الريس ... يعنى تسمع الكلام ... أنا باضرب على طول مبشتمش حتى
ويضحك الدكتور إبراهيم وهو يراقب علامات الإنزعاج على وجه أمجد

  • إسمع كلامها يا أمجد علشان دى مفترية ... ... يا إلهام أنا ليا شهر باحاول أخليه يبطل كلمة تمام يافندم ومش عارف ... همتك بقى تنسيه العسكرية وترجعيه بنى آدم طبيعى
  • هما يومين إتنين ولو لسانه ماتعدلش ليك الكلام يا ريس
  • إلهام يا أمجد خريجة فنون جميلة مش هندسة ... بس فنانة حقيقية ... أعتقد هتنسجموا مع بعض ... ليها نفس الدماغ اللاسعة اللى عندك إللى لسة انت معرفتهاش .... بصى بقى أول مهمة ليكو مع بعض
  • قول يا ريس
  • هتاخدى الأستاذ وتنزلى وسط البلد ... تروحى عند تادرس الترزى ... يفصلّه بدلة كلاسيك وبدلة سبور و3 بليزرات و3 بنطلونات... وبعدين تاخديه عند صبحى بتاع القمصان ... يفصلّه 6 قمصان كلاسيك ... وتاخديه عند عارف بتاع الجزم يفصلّه جزمتين كلاسيك ... وفيه محل كرافتات فى شارع قصر النيل ... تشتريله كرافتتين سيلكا ... والحاجات دى تكون جاهزة قبل يوم الجمعة الجاى ... يوم السبت عايز الأخ ده يجيى المكتب ويكون لابس لبس يليق بمكتب الدكتور إبراهيم ...بعد كده تنزلوا الشواربى تشتريله بنطلونين جينز و4 قمصان سبور يروح بيهم الجامعة من بكرة
  • ماشى ياريس ... مش عايزنى أشتريله كلوتات كمان ؟
  • لو لاقيتيه محتاج إشتريله
  • إقلع البنطلون ياض نشوف لباسك مناسب لمكتب الدكتور إبراهيم ولا لأ
وينفجر الدكتور إبراهيم فى الضحك عندما يجد يدا أمجد تمتد متشنجة تتمسك بحزام بنطلونه

  • متخافش مش هتقلعك البنطلون قدامى ... روحى إنتى يا إلهام خدى فلوس من الخزنة لغاية ما أخلص كلام مع أمجد
لتنصرف إلهام دون حتى أن تستأذن وتترك أمجد مع الدكتور إبراهيم

  • بس يادكتور أنا كان ممكن أشترى هدوم تانية لو كنت حضرتك طلبت
  • بص يا أمجد ... مظهر المصمم بالذات لازم يكون كله شياكة ولازم يعيش بشياكة حياته كلها ... شياكة المصمم جزء من شخصيته ... إنت بعدين هتكتشف نفسك وهتفصل هدوم على ذوقك ... أنا شخصيا مبحبش اشترى هدوم جاهزة ... باحب هدومى تبقى متفصلة ليا لأنها بتكون مميزة ... فيه حاجات كتير هتتعلمها لسة منى ومن غيرى ... بس لازم تكون مميز يا أمجد ... إتفضل دلوقتى زمان إلهام مستنياك تحت بدال ما تضربك ... ومن بكرة لازم أشوف أمجد تانى ... مش بس بالهدوم اللى هتلبسها ... بشخصيتك الحقيقية اللى إنت لغاية دلوقت مش قادر تطلعها
ويترك أمجد الأستاذ العظيم ليبدأ أولى خطواته فى عالمه الجديد الذى لم يكن يتوقع فى يوم من الأيام أنه عالم بتلك الروعة

..........................................................................................................​

وياتى نهار الأحد وتمتلئ المدرجات الخشبية للصالة المغطاة بكلية الهندسة بالمتفرجين الشباب ربما لأول مرة فى منافسات المصارعة الرومانية ....فوقتها كانت رياضة قليلة الإنتشار قليلة المشجعين لكن تلك المرة وبمجرد إنتشار خبر أن جميلات الدفعة سيشاهدن المنافسات وأن أول طالب يظهر نجم تفوقه بدفعتهم بين المتنافسين تحولت دفعة الإعدادى كلها لمشجعين لرياضة المصارعة الرومانية التى يجهل أغلبهم إن لم يكن كلهم ماهى تلك الرياضة فقد كان برنامج المصارعة الحرة على التلفزيون وقتها يقتل كل فرصة لفهم تلك الرياضة المحددة قواعدها بشدة تمنع أى مصارع من تعمد إصابة منافسه

كانت شلة الجميلات تجلس فى منتصف الصف الأول من المدرجات الخشبية وعجبت سهام لما رأته فلا توجد حلبة مرتفعة ولا حبال حولها ولا شئ مما كانت تشاهده فى برنامج المصارعة الحرة بل بساط مطاطى مرسوم عليه دائرتين واحدة كبيرة وأخرى فى منتصفه صغيرة وقد تجمع لاعبى الفرق فى أركان موزعة حول البساط على مسافة منه فى أنتظار إعلان الحكام بدء المباريات ..... كانت الجريئة سهام بالطبع لا تكف عن الثرثرة مع باقى الشلة بصوت خافت لظنها أنها تعرف عن المصارعة مالا يعرفن وأنها ستقوم بشرح ما سيجرى لهن

  • مين البت القمر اللى واقفة مع أمجد والدكتور إبراهيم دى
  • يمكن بنته ولا بنت حد من الدكاترة جاية تتفرج
  • بس هى لازقة فأمجد كده ليه ... أكيد دى تبعه ... يمكن أخته ولا حاجة
  • بذمتك إنتى دى ممكن تكون أخت أمجد ؟ بقى القمر دى ممكن تكون اخت أمجد اللى شبه عساكر الأمن المركزى
بينما كانت الجميلات يثرثرن سويا حول أمجد كان الدكتور إبراهيم يقف مع أمجد فهو يعتمد عليه فى إحراز ميدالية ذهبية لم تحصل عليها كلية الهندسة منذ سنوات

  • دى بقى خطيبتك يا سى أمجد ... لا ياض ذوقك حلو .... فعلا احلى منهم بكتير
  • أعرفك يا دكتور بخطيبتى منى ... بنحب فى بعض من وإحنا فى اللفة ولسة مخطوبين من إسبوع .... ده الدكتور إبراهيم اللى حكيتلك عنه كتير
لتجيب منى بنبرتها الرقيقة

  • تشرفنا يا دكتور .... أمجد مبيبطلش كلام عن حضرتك
  • تشرفنا يا منى ... مضطر اسيبكم علشان أكون مع الدكاترة المرافقين لباقى الفرق ... دهبية يا أمجد وإلا هطّين عيشتك
  • تمام يا دكتور متقلقش
وبدأت المنافسات وكانت مباراة أمجد هى رابع المباريات التى ستلعب ولم تكف سهام عن الثرثرة بهمس مع صديقاتها

  • أول ماتش هتبدى أهى ... هو الحكم بيحسس عاللعيبة كده ليه قبل ما ينزلوا ؟ أنا كده بافكر أشتغل حكم مصارعة ... هى العيال دى مالها رفيعة كده
إلى أن نادى المحكم الرئيسى بالميكروفون على إسم أمجد ومنافسه ليتجهزوا للمبارة ليخلع أمجد جاكيت بدلة التدريب الذى يرتديه فوق مايوه المصارعة الرومانية وقد تدلى نصف المايوه العلوى لأسفل فهو لا يرفع المايوه قبل وصوله لحافة البساط لتناوله منى فوطة يتأكد بها من جفاف جسمه تماما قبل النزول ويتجه للبساط ويحيى الحكم قبل أن يرفع نصف المايوه ليعلقه بأكتافه ويمرر الحكم يديه على جسدى المصارعين ليتأكد من جفاف أجسادهم ويعاين أظافرهم وأحذيتهم لتعود سهام للثرثرة

  • يخربيتك يا أمجد ... الواد جسمه يهبل وهو قالع ... بصى الواد مفيش فى جسمه نقطة شحم وجسمه كل عضلات ... شوفتى فخاده يا بت يا أمانى متقسمة إزاى
وهنا لم تتحمل أعصاب سميرة مزيدا من ثرثرة سهام عن جسم أمجد لتجمع أغراضها بعصبية وتقوم لتنصرف فورا فقد تأكدت الآن انها تغار على أمجد ولا تطيق سماع المزيد من كلام صديقتها عن جسده ... فهى تعلم كم تحب سهام التطلع لأجساد الرجال

كان أمجد تقريبا هو الوحيد الذى يرتدى زى مصارعة كامل بين المتنافسين فهو كان الوحيد بينهم المسجل بسجلات اللعبة على مستوى الجمهورية ويتدرب على أيدى محترفى تدريب وبناء أجسام متخصصين منذ كان فى العاشرة

أمجد طراز خاص من المصارعين يحبه منافسوه ويحترمون قدرته ... فهو بارع فى إكتشاف نقاط ضعف المنافسين ويجيد إخفاء نقاط ضعفه ورغم ذلك لا يلعب على نقاط ضعف خصمه ويلعب على مواطن قوة المنافس مما يجعل مبارياته تبدو للمشاهد ممتعة بين خصمين قويين ... لكن فى تلك المسابقة بين طلاب جامعة واحدة لم يكن هناك من يمكن أن ينافسه فى وزنه فكان يحاول إطالة المباراة ولو لمدة الأربع دقائق مدة الجولة الأولى لكن إنتهت مباراته الأولى بعد دقيقتين فقط لعدم التكافوء حاول أمجد خلالها إمتاع المشاهدين ببعض الحركات الفنية مع عدم إحراج خصمه

بنهاية المبارة الأولى لأمجد كانت سهام فقدت التحكم تماما فى لسانها

  • الواد كإن مافيش فى جسمه عضم ... شوفتى يا إيمان بيتنى ضهره إزاى وهو شايل الواد ... لا لا لآ الواد ده مخبى عننا حاجات كتير .... أنا مش هافوتله ماتش بعد كده ... اللعبة دى عجبتنى خلاص
وانتهت مباريات أمجد جميعا وخرجت الصديقات لتجدن سميرة جالسة وحيدة بالكافيتريا لتنضمن لها وتعود سهام للثرثرة

  • بس نفسى أعرف مين اللى كانت مع أمجد دى .... أول ما ساب الدكتور إبراهيم جرى عليها وقلع الميدالية من رقبته وحطها فى رقبتها ... لازم أسأله البت القمر دى تبقى مين ... لأ مش ممكن تكون أخته
وهنا فقدت سميرة شعورها تماما فانفجرت وهى تلملم أشياءها

  • تبقى زى ما تبقى يا سهام إحنا مالنا ... أنا ماشية زمان بابا مستني برة
لتنظرسهام جهتها وهى تغادر وتراقب مشيتها الغاضبة

  • هو فيه إيه ؟ مالها اتشنجت عليا كده ليه ؟ أنا قلت حاجة زعلتها
  • إنتى بتستعبطى يا سهام ؟ يعنى مفهمتيش؟
  • مفهمتش إيه يا أمانى ؟ أمجد صاحبنا زى ماهو صاحبها وفرحانة بيه ... غلطت فى إيه انا؟
  • يعنى مفهمتيش لما كانت بتتقمص لما تلاقى واحدة فينا قاعدة مع أمجد لوحدها ولزقتها فيه طول ماهم قاعدين ؟ إنتى حمارة يا سهام ولا إتعميتى ؟
  • تصدقوا يا بنات فعلا كنت حمارة ... إزاى مأخدتش بالى ؟ بس إمتى حصل ده ؟ سميرة اللى مبيعجبهاش حد تحب أمجد ؟ لا مش مصدقة
كانت سميرة شاحبة الوجه على غير عادتها فى اليوم التالى للبطولة وبينما تجمع العديد من الزملاء حول أمجد للتهنئة كانت سميرة تجلس ساهمة تراقب التحول الذى طرأ على من كان لايعرف كيف يختار ملابسه يوم السبت فيأتى بملابس فخمة أنيقة يوم الإثنين وكأن ساحر ما مسه فغير من ملابسه وحتى من طباعه

فرغم إحمرار وجهه من الخجل وشعوره بالحرج من أن يكون محط الأنظار وهو خجل حقيقى غير مصطنع فطريقة كلامه مع الغرباء عنه قد تغيرت ... وبعد أن كان يخجل من السلام على أى شابة بيده أصبح بتقبل مزاحهن معه حتى مع إستمرار حمرة الخجل بوجهه

ترى ما غيره فى يوم واحد ؟ بالتأكيد هى تلك الفاتنة التى كانت برفقته وخلع ميداليته أمام الجميع ليهديها لها بحركة رغم أنها لم ترها بنفسها إلا ان الجميع يقول أنها قمة الرومانسية ولا تصدر إلا من قلب محب .... من أين أتت التى تشعر بأنها خطفت منها الوحيد الذى انجذبت له وأول من شعرت معه بلذة ولو أنها بسيطة إلا أنها أول لذاتها الجنسية ؟ بالتأكيد إنها قريبة للدكتور إبراهيم عرفه إليها ليغيره من جندى ضل طريقه فوجد نفسه وسط المدنية إلى شاب مودرن يرتدى أحدث ما وصل من البلاد الأوروبية

ليتها إعترفت لنفسها إنه تحبه منذ أن تعرفت عليه ... هكذا حدثت سميرة نفسها وهكذا ألقت على نفسها باللوم بينما لم ترحم سهام حالة صديقتها أو لم تلحظها من الأساس فهى مشغولة بفضولها ........ وأنانيتها

  • مين البنت القمر اللى كانت معاك دى يا أمجد ؟ أختك؟
  • لأ ... دى خطيبتى
وأظهر لها الدبلة التى تختفى تحت خاتمه فسمعته سميرة ورأت الدبلة ولم تنتظر لتسمع باقى الحوار واندفعت تحتضن ماتحمله وانطلقت للحمام حيث أغلقت عليها أحد أبوابه وانفجرت فى بكاء حقيقى فقد شعرت بأن يداً تعتصر قلبها ولم تخرج من الحمام إلا إلى الخارج واستقلت أول تاكسى قابلته وذهبت لمنزلها تحاول إخفاء دموعها وتغلق حجرتها عليها لتبكى قصة حب ماتت قبل أن تولد

مسكينة سميرة .... إنها لم تعرف بعد ما يمكن أن يخبئه القدر

وانتهى اليوم الحزين لسميرة و بعد أن بحثت عنها صديقاتها ولم يعثرن عليها وبعد أن أخبرهن أمجد بأن منى خطيبته منذ وقت طويل فتاكدن بأن أمجد لم يخدع سميرة ويعشمها بحبه ... فحبه لمنى يظهر فى عينيه بمجرد أن يذكر لهن إسمها

...........................................................................................................​

دخل امجد من باب الفيلا الأنيقة لتستقبله الفتاة الجالسة خلف مكتب الإستقبال بإبتسامة رقيقة

  • مساء الخير يا أمجد ... الريس مستنيك فى مكتبه ... هتخلص معاه وتروح لإلهام مكتبها فورا... سايبة خبر إن عندكوا شغل كتير النهاردة لازم تخلصوه مع بعض
إستقبل الدكتور إيراهيم أمجد وبعد أن حياه بدء يشرح له طبيعة عمله بالمكتب

  • بص يا أمجد ... إنت هنا فى المكتب هتتعلم أكتر ما هتشتغل ... مطلوب منك تركز فى كل كلمة تسمعها منى أو من إلهام ... فى الأول هتساعدنا فى رسم البلانات وهتشترك معانا فى الأفكار ... أنا وإلهام هنا بنعمل الفيرست بلان لأى مشروع جديد ... يعنى البلان اللى هيشتغل على أساسها باقى المهندسين فى المشروع ... المكتب هنا مختلف عن باقى المكاتب اللى فى البلد ... كل مشروع بنصممه هنا لازم يكون ليه فكرة مش مجرد عواميد وجدران ... كل تصميم لازم يكون ليه روح مختلفة ... روح التصميم هى فكرته ... فاهمنى ؟
  • فاهمك يا دكتور واتمنى أكون عند حسن ظنك
  • شكرا يا أمجد ... بالمناسبة عايز اقولك حاجة ... البرفان إللى انت حاطه ده طبعا خطيبتك إللى جايباهولك
  • فعلا يا دكتور ... عرفت منين ؟
  • توقعت وخلاص ... البرفان ده حلو جداً لكن مش مناسب
  • مش فاهم قصد حضرتك
  • البرفان اللى انت حاطه ده مناسب للنهار ... البرفان اللى تستعمله بليل مختلف ... هابقى أجيبلك إزازة برفان تستعمله لما تكون خارج بليل ...الحاجات الصغيرة دى مهمة فى الفكرة اللى هياخدها الناس عنك لما يقابلوك ... إتفضل دلوقتى روح لإلهام ... باب مكتبها هو الباب اللى جنب باب مكتبى علطول
  • شكرا يا دكتور
وخرج أمجد من مكتب الدكتور إبراهيم ليدق الباب المجاور ويدخل ليجد إلهام جالسة أمام ترابيزة دائرية وقد فردت أمامها إحدى الخرائط الهندسية

  • مساء الخير يا أمجد ... إتفضل ... إنت هتكون معظم وقتك معايا هنا فى مكتبى ... ترابيزة الرسم اللى عاليمين دى بتاعتى ... واللى عالشمال بتاعتك ... النهاردة آخر يوم تيجى بالجينز والقميص السبور ... بعد كده هتيجى ببليزر وبنطلون كلاسيك ... من غير كرافتة
  • تمام يا مدام إلهام
  • تعالى اقف جنبى هنا علشان نتكلم شوية فى البلان دى
ووقف أمجد بجوارها وقد إنحنى أمجد مستندا بذراعيه على الترابيزة بينما هى تشرح له على الخريطة المفرودة أمامه بعض المعلومات وتخبره بالمطلوب منهم كفريق عمل إتمامه وفجاءة قطعت حديثها حول العمل

  • هى الدنيا مالها حركده ليه
ومدت يدها لتفتح زر بلوزتها العلوى وقربت وجهها من وجه أمجد المنحنى أمامها وقد تركزت نظرته على صدرها فقامت لتضع يدها على صدره فرفع عينه عن صدرها ليطالع نظرة شبقة تخرج من عينيها بينما تعض بأسنانها على شفتها السفلى فتراجع أمجد بظهره وهى تدفعه برفق حتى التصق ظهره بالحائط فأخذت تتحسس صدره برفق وصعد الدم لرأس أمجد وبدأزبره فى الإنتصاب لكنه يعلم أن مكتب الدكتور إبراهيم مجاور تماما لهم

  • مدام إلهام ... إنتى هتعملى إيه ؟ إحنا فى المكتب يا مدام إلهام
لم تستجب إلهام لكلماته بل إستمرت فى المرور بيدها على صدره وبدأت يدها تتحرك على بطنه وركزت نظرها على زبره الذى بدا إنتصابه واضحا أسفل البنطلون الذى يرتديه وهو لا يكف عن التوسل إليها لتتوقف عما تفعله به

  • إلهام .... إعقلى يا إلهام ... مش هنا
وفوجئ أمجد بإلهام تنفجر فى الضحك بصوت عال وتلقى بنفسها على الكرسى القريب ليفتح الدكتور إبراهيم الباب ويطل برأسه موجها لها الكلام

  • إيه يا إلهام ؟؟ صوت ضحكك مسمّع فى الكوريدور كله ... قلت لك بلاش الضحك بصوت عالى كده
  • الواد أمجد يا دكتور ... إفتكرنى هاغتصبه .... لسانه متعدلش وبطل يقولى مدام إلهام غير لما لقانى خلاص هنط عليه
  • يا إلهام الواد صغير مش قد جنانك ده .. بالراحة عليه شوية
ويخرج الدكتور إبراهيم ويغلق الباب خلفه بينما أمجد لا زال ملتصق بالحائط يتصبب عرقا خجلا وإحراجا يتمتم لنفسه ببعض كلمات

  • إيه ؟ بتبرطم بتقول إيه ؟ هتقول ولا آجى اغتصبك بجد بقى المرة دى
  • كنت باقول ... يخربيت أم جنان أهلك
  • أيوه كده ... لما اسألك على حاجة تجاوب علطول .....لو سمعتك تانى بتقول مدام إلهام أو عرفت إنك قلت تانى للريس تمام وافندم والحاجات دى هاغتصبك... بس مش هنا ... فى الريسبشن قدام الشركة كلها .... فهمت ولا مفهمتش؟
  • آه ياختى فهمت
  • تعالى بقى اترزع قدامى اسمع الكلمتين اللى جايباك تسمعهم ... أقفِل زرار البلوزة ولا عايز تاخد بصة كمان ؟
...........................................................................................................​

ومرت أيام الشهر على أمجد وقد بدأ التغير يظهر فى تعاملاته مع كل المحيطين ... فقد كان تأثير الدكتور إبراهيم واضحا تماما فى شخصيته وازدادت ثقته بنفسه لدرجة أدهشته هو شخصيا وعادت الأمور فى الجامعة تسير سيرها العادى وظهر تفوق أمجد واضحا فى كل المواد فتركيزه الشديد وذاكرته الفولاذية وذكاءه الذى بدا واضحا جعلوا منه مع دعم الدكتور ابراهيم الفتى الأول عند جميع الأساتذة وعادت سميرة للتعامل معه بصورة طبيعية بعد أن تجاوزت صدمتها ورضت لنفسها أن تحبه دون أمل لكنها باتت تتقبل مزاح سهام معه الذى يزداد جرأة يوم بعد يوم دون أن تراعى مشاعر صديقتها التى باتت تعرف الآن أنها محبة له دون أمل حتى انها ردت على صديقتها إيمان بمنتهى الأنانية عندما طلبت منها التخفيف من مزاحاها الدائم مع أمجد مراعاة لمشاعر سميرة

  • الوحيدة اللى من حقها تغير عليه هى خطيبته ... سميرة مش من حقها حتى تضايق
واخيرا قبض أمجد راتبه الأول ليدخل محل الحلوانى الشهير بالحى الراقى لأول مرة فى حياته ويشترى تورتة بعشرين جنيه كاملة يدفعها من أول نقود يكتسبها فى حياته ليذهب منتشيا لبيته ويتصل بحبيبته منى وأمها ليشاركوا اسرته فرحتهم ويصر أمجد أن تقطع منى التورتة وتوزعها بنفسها على الموجودين فهو متأكد أن منى هى سر نجاحه ليصطحبها بعدها لغرفته ... أو غرفتهم ... ويغلق الباب بنفسه ليجلسها على طرف فراشه ويخرج المائة جنيه المتبقية من مرتبه يستقطع منها عشرين أخرى يمد بها يده لمنى

  • إيه ده يا أمجد ؟
  • مصروفك
  • مصروفى عشرين جنيه بحالها يا أمجد ؟ كتير ... انا باخد من ماما عشرة جنيه مصروف وانت بتوصلنى وترجعنى كل يوم وبنفطر سوا قبل الكلية ... هاعمل إيه بعشرين جنيه كمان
  • هتخليهم معاكى ... أى حاجة نفسك فيها تشتريها ... لازم تكونى أحسن بنت فى الجامعة كلها ... التمانين جنيه اللى فاضلين هاخد منهم عشرين والباقى هاحطه فى درج المكتب ... لوحبيتى تشترى حاجة تاخدى منهم
  • انت قد كده بتحبنى ؟
  • نفسى أخليكى اسعد واحدة فى الدنيا يا منى
  • طيب ... خلى العشرين جنيه فى الدرج مع اخواتهم ولما أحتاجهم هاخدهم
  • لأ ... العشرين جنيه دول مش هيتحطوا مع إخواتهم ... إخواتهم اللى هيفضلوا هنشترى بيهم حاجات تانية هابقى اقولك عليها بعدين
وتقف منى لترتمى بين ذراعى أمجد وتضع راسها على صدره تستمع لدقات قلبه ويضم أمجد ذراعيه حولها ليحتضنها ... لم يشعر أيّهم تلك المرة بشهوة .... لكن كلاهما كان يشعر فى حضن الأخر ..... بالأمان

بعد إنتصاف ليل ذلك اليوم يتسلل أمجد للسطح ويعد البرجولة لتوافيه أم منى بعد دقائق ... فلقد أصبحت البرجولة هى موضع لقاءهم ومحل ممارساتهم المجنونة ليستقبلها أمجد بين ذراعيه بمجرد دخولها ويغيبا فى قبلة طويلة يجلسا بعدها متلاصقين على الأرض وذراع أمجد يحيط كتفيها

  • منى فرحانة أوى بالمصروف اللى انت إدتهولها يا أمجد ... البنت بقت مش متخيلة حياتها من غيرك ... أوعى تجرحها يا أمجد
  • منى حب حياتى يا ريرى ... نفسى أجيبلها الدنيا كلها تحت رجليها
  • أنا مش خايفة غير إنها تعرف بعلاقتنا دى فى يوم ... حاولت كتير أمنع نفسى بس مش قادرة .... كل مرة بانزل من هنا أقول دى آخر مرة ... بس بعد كام يوم ألاقى نفسى عايزاك تانى ... مش عارفة اعمل إيه يا أمجد
  • أنا زيك بالظبط ... مش هاكدب عليكى واقولك باندم والحاجات دى ... لأ أنا بحس بس إنى خايف مُنى تضيع مِنى لو عِرْفت .... بس برضه بعد ما اسيبك بيوم ولا اتنين ألاقى نفسى عايزك
  • وهنعمل إيه ؟
  • مش عارف .... منقدرش نعمل حاجة غير إننا ناخد بالنا كويس
  • هو الجو بدا يبرد كده ليه ؟
  • الشتا خلاص قرب يا ريرى
وتلف ريرى ذراعيها حول أمجد الذى يرفع عباءتها التى ارتدتها على لحمها ويضمها بشدة بينما هى تخلع عنه ملابسه ليبحث كل منهما عن الدفء فى جسد الآخر


الجزء الثامن

مقدمة

فى الجزء الثامن إستكمل الباشا حكيه عن تطور شخصية أمجد وتأثيرمحيطه عليه وتأثيره هو فى محيطة وعن تطور علاقته بكل صديقاته وتأثيره عليهن الذى بدأ فى الظهور

أصر الباشا على توضيح تقليد كان متبعا فى تلك الأيام البعيدة وهو ضرورة مقابلة الأب لأى ضيف قبل السماح له بالإختلاط بأهل بيته وكذلك توضيح تفاصيل شراء شبكة العروس حيث كان مبلغ شراء تلك الشبكة يحدد فى أغلب الأحيان بين الأسرتين قبل قراءة الفاتحة وكان من المعتاد شراء أم العريس وأبو العروسة هدية تضاف للشبكة كبرهان منهم على قبول فرد جديد بالعائلة

فى هذا الجزء توجد إشارة عن أيقونة الجمال فى العالم العربى وقتها "جورجينا رزق" اللبنانية التى فازت بلقب ملكة جمال الكون وظلت مثال للجمال لسنوات طويلة فى عالمنا العربى

فى هذا الوقت أيضا كانت تحدث إنقطاعات للكهرباء لكن ليست بجدول كما يحدث الآن بمصر إنما كان يحدث إنقطاع التيار الذى كان قد يستمر لساعات خصوصا فى أوقات الطقس السئ

لم يكن الناس يشكون لكنهم كانوا يتحملون

والآن لنعد إلى قصتنا ونتابع ما حكاه الباشا

...........................................................................................................................



شهدت الأيام التالية تغير حاد فى شخصية أمجد وبدء إندماجه فى عالمه الجديد .... فمن جهة توطدت صداقته بمجموعة زميلاته فى الجامعة و زال تحفظه فى الحديث معهن وبات كل منهم يعرف عن الآخر الكثير من تفاصيل حياته الشخصية ومن جهة أخرى إستطاعت إلهام فى المكتب بجرأتها جعله يخرج من شخصية "الطالب مقاتل أمجد حسن " لشخصية المصمم الأنيق " المهندس أمجد "

وجعلته كتب اليوجا التى يزوده بها أستاذه ويصر على مناقشته فيما قرأ فيها ويتابع تقدمه فى ممارستها أكثر تحكما فى إنفعالاته وتقبلا لأفكار كان يرفضها من قبل عن عالم إنفصل عنه مدة الثلاث سنوات التى أمضاها بمدرسته العسكرية

لكن ظلت منى هى رمانة ميزان حياته التى لا يخفى عليها أىٍ من تفاصيل حياته ...... " إلا شيئا واحدا "

وظل الخميس هو اليوم الوحيد الذى يسمح فيه لأمجد ومنى بالبقاء معا كخطيبين وأخيرا سمح له أبوه بإصطحابها لقضاء بعض الوقت بعيدا عن المنزل بعد أن إستأذن أباها

  • بكرة يا بت يا منى هنخرج
  • آه يا أمجد ... معقولة عمرنا ده كله ومخرجناش مع بعض غير يوم واحد
  • ماهى مش خروجة برضه .... بصى ... إحنا هنقعد معاهم شوية ونسيبهم ونتفسح براحتنا
  • من ساعة ما قولتلى إن البنات إصحابك عايزين يتعرفوا عليا وانا مرعوبة
  • مرعوبة من إيه يا بت ؟ دانتى بجمالك تضربى أى بنت فى الدنيا كلها على عينها
  • بس إنت بتقول إنهم ولاد ناس وبيلبسوا عالموضة وكده
  • يا بت .... دانتى الكام فستان اللى عملتيهم فى الشهر اللى فات يضربوا أحسن فستان على عينه ... وبعدين مش مهم الفستان يا عبيطة ... المهم الحشو
  • مش أمك قالت نخف المحن شوية .... بس بصراحة أنا مش قادرة .... هى ليه مش فاهمة إن ده حب مش محن ؟
  • هى فاهمة كل حاجة .... بس بتحب تناغشنا
  • ياللا بقى نكمل مذاكرة قبل ما حضرة الناظرة تسمعنا بنتكلم ونلاقيها واقفة على دماغنا
كان وجود منى بجوار أمجد يجعل تركيزه فى قمته .... فلم تكن فقط ملهمته وأيقونة حظه ... بل كانت ............ لم يجد الباشا كلمة تصف ما كانت منى تمثله له ... فصَمتْ

و اتى يوم الخميس واعتذرت سميرة عن حضور لقاء منى بحجة أن اهلها لم يسمحوا لها بالخروج مساء ... لكنها كانت فى الحقيقة لا تريد لقاء منى ... فكان شعورها بأنها تسرق لحظات متعتها البسيطة من أخرى لا تعرفها أفضل عندها من أن تتعرف على منى ثم تختلس من ورائها تلك اللحظات

كانت سميرة نقية هذا النقاء الجميل الذى قارب على الإنقراض

جلست سهام وصديقتيها أمل وإيمان بكازينو الميريلاند على ترابيزة تكشف لهم مدخل الكازينو الذى يقع بداخل تلك الحديقة المعروفة بمصر الجديدة وقد إقتربت الساعة من السادسة الموعد الذى حددوه للتقابل مع أمجد والتعرف على خطيبة صديقهم الوحيد

  • يا لهوى يا بت يا إيمان ... شايفة خطيبة الواد أمجد عاملة ازاى ... دى ولا نجمات السينما
  • البت مفيهاش غلطة .... جمال وجسم وشياكة ... تهبل ... ليه حق عينه متروحش على أى بنت تانية
ويقترب أمجد تتأبط جميلته ذراعه من زميلاته

  • مساء الخير يا شباب .... إحنا جايين فى معادنا بالثانية .... ليكو كتير قاعدين
  • لأ لسه جايين من عشر دقايق ... مش هتعرّفنا ؟
  • خطيبتى منى ... سهام ، إيمان ، أمل
  • أمال فين سميرة ؟
  • سميرة أهلها صعب شوية يا منى موافقوش إنها تخرج معانا بعد الكلية
وبينما إكتفت إيمان وأمل بالسلام على منى أصرت سهام على أن تحتضنها ... فسهام بطبيعتها تقدر الجمال ... ولم يكن جمال منى جمالآ عاديا بل كان هذا النوع من الجمال الكامل الذى يشمل كل شئ ... وأهمه جمال الروح

إمتدت الجلسة طويلا واندمجت الفتيات الأربع فى حوار طويل حول الموضة والمكياج وأشياء كثيرة لا يعلم عنها أمجد شيئا ولا يلاحظ إلا إنبهار صديقاته بمنى وجمالها وحتى رغبتهن فى تقليدها

  • بس إنتى الخلخال اللى لابساه فى رجلك ده شكله يجنن مع إن مافيش حد بيستعمله دلوقتى
  • ماما قالتلى إن الستات اللى رجليهم وحشة هما بس اللى بيقولوا كده
  • تصدقى عندها حق .... الخلخال فى رجليكى يهبل.... أنا هاخلى بابا يشتريلى واحد من بكرة
  • وإنتى إشتريتى الفستان ده منين يا منى ؟ تفصيلته حلوة قوى ومظبوط عليكى
  • لأ أنا مش باشترى جاهز ... أمجد قال إن التفصيل بيكون مميز أكتر
  • وبتفصلى فساتينك فين ؟
  • ساعات ماما بتفصلها لى وساعات باروح مع ماما وأمجد عند خياطّة فى شارع شريف
وامتدت حوارات الفساتين والخلاخيل طويلا وانسجمت منى مع صديقات أمجد وتبادلت معهن أرقام التليفونات وأمجد شبه متفرج حتى نظر لساعته فوجدها الثامنة والنصف

  • الساعة بقت تمانية ونص يا منى ... ياللا بينا نقوم علشان نوصل قبل 9 .. بوظتولنا الخروجة اللى كنا ناويين نخرجها ... منكولله
  • هاتصل بيكى أول ما أروّح يا منى نخلص كلامنا ... ماهو الرذل ده مش هينفع نتكلم قدامه
  • لا ياختى إنتى وهيا ... لما منى تروح مش هتبقى فاضية لكم .... هنقعد نتكلم انا وهيا ... ده بعد إذنكوا يعنى ... أنا قايم احاسب
  • خلاص يا منى .... طالما البايخ ده مش هيخلينى اعرف اكلمك النهاردة هاتصل بيكى الصبح ... إنتى بتصحى الساعة كام ؟
  • أمجد بيتصل بيا الساعة 6 الصبح بنفطر سوا وانزل شقتنا لغاية ما أطلع لماما الساعة 10 علشان تكون صِحْيت ..... يوم الجمعة مش بتسيبنى غير بليل ... بتعلمنى كل حاجة أمجد بيحبها
  • طيب خلاص ... هاتصل بيكى الساعة تمانية ونص تكونى خلصتى فطار مع أمجد... نتكلم شوية لغاية ما يجيى معادك مع مامته
  • أوكى ... سلام بقى علشان أمجد مستنينى عالباب
وتتبادل منى الأحضان مع صديقات أمجد وتلحقه لتتأبط ذراعه ليخرجا تتابعهم نظرات الفتيات بشعور حب حقيقى لمنى رغم أنه أول لقاء لها معهن

  • بيحبوا بعض قوى .... يا بختها
  • يا بخته هو ... البنت دى أنا حبيتها قوى ... رغم شياكة كل حركاتها إلا إنك تحسيها متواضعة قوى وجميلة كده من جوه ...حسيت إنى اعرفها من زمان
  • أوعى يا سهام تتكلمى عنها بالشكل ده قدام سميرة .... إحنا ما صدقنا إنها فاقت
  • متخافيش هاخد بالى ... بس هى فعلا كده سميرة مكانش ليها فرصة أصلا مع أمجد ... بنت زى دى مافيش واحدة ممكن تنافسها على قلبه ..... لأ قلبه إيه ؟ دى مافيش بنت ممكن تنافسها على أى حاجة أصلاً
...........................................................................................................

وأخيرا ينفرد أمجد بمحبوبته فى السيارة لتشتبك أصابعهم لكن تلك المرة إستغلت منى هدوء شوارع مصر الجديدة وخلوها من المارة لتريح رأسها على كتف أمجد

  • أصحابك لطاف أوى يا أمجد ... مكنتش فاكرة إنى هتبسط كده
  • يعنى مش غيرانة عليا منهم ؟
  • توء ... توء ... أنا متأكدة يا أمجد إن قلبك مش ممكن يخلى عينك تروح على أى واحدة غيرى حتى لو كانت جورجينا رزق
  • تصدقى إن اللى إدوا جورجينا رزق لقب ملكة جمال الكون لو كانوا شافوكى كانوا سحبوا منها الجايزة وإدوهالك
  • مش ماما قالت نبطل محن ؟
  • بس ده مش محن ... ده حب
  • قلدنى بقى وقول اللى باقوله ... لو سمحت متاخدش جملتى
وتتوقف السيارة أمام باب عمارتهم لتستند منى كالعادة على ذراع أمجد ليصعدو السلم بهدوء لشقة أمجد فكلاهما يحب التلامس البسيط بين ذراعه وصدرها حتى يفتح أمجد الباب ليجد أمه فى الإنتظار كالعادة وتلقى منى بنفسها بين ذراعى الأم وسط نظرات أمجد المتبرمة

  • بأقولك إيه يا ماما .... ممكن تأجلى الإستجواب لغاية بكرة .... نفسى يا عالم أعرف أقعد مع خطيبتى زى باقى الناس .... يوم الجمعة بتبقى طول النهار عندنا ومبعرفش أقعد معاها نص ساعة على بعضها
  • إخرس يا واد وكفاية محن .... مانتو مع بعض بقالكوا 3 ساعات .... سيبهالى شوية بقى
  • يا أمى ... يا حبيبتى .... 3 ساعات معرفتش أكلمها فيهم عشر دقايق .... سيبيهالى النهاردة الساعة اللى فاضلة قبل جرس المرواح ما يضرب
  • خش على أوضتك وبلاش غلبة .... عشر دقايق وهتجيلك ... ومش هتقفلوا الباب .... مش هيجيلى نوم غير لما اتطمن من منى على حاجة كده
  • مش هيجيلك نوم ؟ تبقى تخلى عم رشدى أباظة يحكيلك حدوتة
  • غور يا أمجد على أوضتك وبطل سفالة علشان مخليش منى قاعدة معايا الساعة اللى فاضلة كلها
  • حاضر يا ماما هاغور على أوضتى .... بس ارجوكى بلاش تعرفى كل التفاصيل النهاردة ... إعرفى العناوين وكملوا النشرة بكرة
ويتجه أمجد لغرفته بينما تزيح أم أمجد بعض خصلات الشعر عن وجه منى وترفع رأسها إليها وتطبع قبلتين على وجهها

  • ها .... قوليلى .... أصحاب أمجد حلوين ؟
  • كلهم قمرات يا ماما وطيبين قوى ... أنا حبيتهم قوى
  • يا بت ؟ ..... مش غيرانة عليه منهم ؟
  • بصى يا ماما مش هاكدب عليكى ... أنا كنت غيرانة عليه شوية قبل ما أقابلهم ... بس بعد ما قابلتهم وشوفت معاملتهم لأمجد ومعاملة أمجد ليا قدامهم مبقتش أغير عليه منهم ... كانت كل نظراته ليا ومعاملته معايا قدامهم كأنه بيقولهم أنه بيحبنى ومش ممكن يفكرفى واحدة غيرى وهو كمان بيعاملهم ويتكلم معاهم زى ما بيكلم أصحابه الولاد ....... أنا باحب أمجد قوى ياماما ... هو ليه لغاية دلوقتى مش عايز يقولها بلسانه؟ ... نفسى أسمعها منه
  • هيقولها يا بت ... متقلقيش ... قومى بقى أقعدى معاه الشوية دول ... زمانه هيبيض جوة .... ومتقفلوش الباب
  • يا ماما .... نفسى فى حضن واحد بس
  • بلاش محن يا بت .... مينفعش النهاردة وانتوا مشتاقين قوى كده ... مش هتمسكوا نفسكوا ... روحى دلوقتى ... وبكرة تشبعوا أحضان
  • حاضر يا ماما
وتطبع منى على وجنتى الأم قبلتين وتتجه لأمجد فى غرفته لتتشابك أصابعهم وتشتبك أعينهم فى حوارها الصامت الذى لا يفهمه غيرهما

ويأتى نهار الجمعة وبعد أن ينهى أمجد ومنى إفطارهما الإسبوعى بجوار البرجولة تعود منى لشقتها لتتلقى مكالمة سهام بينما يعود أمجد لشقته ويجلس وحيدا بغرفته ليفتح كشكول محاضراته ليجد ورقة صغيرة بداخله بخط منى مكتوب بها كلمة واحدة " باحبك "

تلك الرقيقة التى باتت تعلم أن تركيزه مرتبط بوجودها حوله تركتها له ليشعر بوجودها ويستجمع ذلك التركيز فى دروسه حتى وإن كانت غيرموجودة بجواره فدست له تلك الورقة وتلك الكلمة التى تعلم تأثيرها عليه ... وفورا قام للتليفون وقد قرر أن يقول لها الكلمة التى تنتظرها منه ولم يجد فى نفسه الشجاعة من قبل لينطقها لكنه وجد تليفونها مشغولاً فيهمس فى ضجر

  • يخربيت أبوكى يا سهام .... طبعا مش هتخلصى رغى معاها فى أى كلام فاضى دلوقتى .....ده وقته ؟
ويعود لغرفته ليطوى الورقة بعناية ويدسها فى محفظته ويستغرق فى مذاكرته على أنغام الموسيقى المنبعثة من الراديو الصغير المضبوط دائما على محطة البرنامج الموسيقى

كانت منى أمام باب شقة أمجد قبل أن تدق الساعة العاشرة بثوانى لتفتح لها أم أمجد الباب وتتلقفها فى حضنها فجدولهم اليوم ممتلئ بالدروس التى يجب أن تلقيها على منى وبالكثير الذى تريد أن تسمعه منها وبعد الحضن الطويل المعتاد تتهامسان

  • هاخش لأمجد عشر دقايق بس يا ماما ... عايزة أقوله حاجة مهمة
  • بت .... عشر دقايق مفيش غيرهم من غير محن
  • حضن واحد بس يا ماما مش أكتر .... والروج أهو فى بقى لو اتمسح منه حتة صغيرة هتعرفى
  • ماشى يا بنت ريرى ... أما أشوف .... هبقى واقفلكوا ورا الباب ... إنتى عارفة
وتنطلق منى لغرفة أمجد لتجده واقفا فى إنتظارها

  • إتأخرتى كده ليه يا منى .... طلبتك لقيت تليفونك مشغول
  • كنت باكلم سهام .... ظريفة قوى سهام دى .... مبطلناش ضحك طول المكالمة وبعد ما قفلت أمل وبعدين إيمان إتصلوا يصبحوا عليا... ليا عندك طلب يا حبيبى .... ممكن ؟
  • إنتى تؤمرى مش تطلبى
  • ممكن تبقى تساعدهم فى المذاكرة ؟ بيقولوا إنك مش موافق تساعدهم
  • يا منى هاساعدهم إمتى بس ؟ أنا الصبح فى الجامعة وعندى يومين تمرين ويومين فى المكتب .... يعنى باقى الأيام يا دوب أذاكر واقعد معاكى شوية
  • هما قالولى لو حتى ساعتين كل إسبوع ... خليها يوم االجمعة ... معندكش تمرين ولا مكتب ... ومبنعرفش نقعد فيه مع بعض غير ساعة الفطار الصبح ..... ماما مش بتسيبنى فيه بعد كده اصلا ... يا إما بكون معاها فى المطبخ بتعلمنى الطبيخ يا إما بتعلمنى الخياطة يا إما بتخلينى أقيس الهدوم اللى بتعملهالى وتظبطها عليا ... علشان خاطرى هما ساعتين بس تقعدهم معاهم كل يوم جمعة واهو هتبقى بتذاكر برضه .... ولما ترجع نبقى نستأذن من ماما نقعد مع بعض شوية
  • مانتى عارفة .... مبقتش باعرف اذاكرغير وانتى جنبى
  • علشان خاطرى يا أمجد ... متكسفنيش معاهم فى أول طلب يطلبوه منى .... علشان خاطرى
  • مش هعرف اقولك لأ ياقردة .... بس كده مش هاعرف أذاكر كويس .....أوعى يعرفوا منك إنى باشتغل مع الدكتور إبراهيم
  • لأ متخافش ..... عايز تفهمنى إنك مذاكرتش كويس النهاردة
  • لأ ... النهاردة ذاكرت كويس
  • لقيت الورقة ؟
  • أه لقيتها
  • وقريت اللى فيها ؟
  • آه
  • كان مكتوب فيها إيه؟
  • كان مكتوب فيها ..... مكتوب فيها
  • إنطق بقى
ويغلق أمجد الباب بهدوء ويمد ذراعيه يلفهما حول منى ويضمها لصدره بقوة فتتنفس أنفاس عميقة وتشب على أطراف أصابعها وتلف ذراعيها حول عنقه وتضع رأسها على صدره تسمع من قلبه الكلمة التى لم يستطع لسانه النطق بها ... ولأول مرة يجد أمجد يده تتحسس ظهرها وتمتد لمؤخرتها تعتصر فلقتيها بنعومة اذابتها وشعرت بالبلل يتسلل منها ويهمس أمجد وقد تملك منه الشبق

  • إنتى لابسة إيه تحت الفستان ؟
  • تحت الفستان من فوق ولامن تحت
  • مكان إيدى
  • إنت قليل الأدب يا أمجد ... إيه اللى بتعمله ده ................ لابسة كيلوت أسود صغنن زى اللى كانت عينك هتخرج عليه لما كنا فى وسط البلد مع ماما .... ماما إشترت لى ستة واديتهوملى
وتدق أم أمجد الباب كعادتها عندما تشعر بأنهما تجاوزا الحد الأقصى المسموح لهما به

  • أمجد .... كمل مذاكرتك ... تعالى يا منى عندنا شغل كتير
وتخرج منى من الباب وهى تنهج وقد إحمر لون وجهها بشدة وساقاها بالكاد تحملها لتتلقاها الأم خلف الباب

  • شوفتى .... مش قولتلك غلط تحضنوا بعض دلوقتى ... قدامى عالمطبخ يا ممحونة
  • يا ماما ماهو الروج قدامك زى ما هو أهو
  • الروج ؟ الروج إسود وصغنن يا مايصة .... قدامى عالمطبخ يا بت .... مفيش قفل باب تانى عليكوا خلاص .... قعدتكوا لوحدكم بقت خطر
وينتهى يوم الجمعة ولم تترك فيه أم أمجد أى فرصة لهما للإنفراد مرة ثانية وحتى لم يرها إلا ساعة تجمع الأسرة وأم منى للغداء

فى اليوم التالى إحتل أمجد مكانه المعتاد فى المدرج متوقعا وصول سميرة فى أى لحظة لكنها اليوم إنتظرت باقى صديقاتها بالخارج .... وظهرت الفتيات الثلاث أمامها ليجتمع شمل شلة الجميلات

  • صباح الخير يا سميرة .... عندى خبر بألف جنيه .... أمجد وافق يذاكر معانا ساعتين كل إسبوع
  • إيه ده ؟ إنتو أقنعتوه إزاى؟ ... إحنا من أول السنة بنحاول معاه ومش راضى
  • مش إحنا اللى أقنعناه .... إحنا قلنا لمنى وهى اللى أقنعته .... حتة بنت يا سميرة ... مش ممكن ... مفيهاش غلطة .... ودمها زى العسل وطيبة كده وبنت ناس قوى ... بيموتوا فى بعض هما الأتنين ومبيقدرش يرفضلها طلب .... ياريتك جيتى معانا امبارح .... كنتى هتحبيها قوى
  • طيب كويس .... هاسبقكوا أنا عالمدرج
وتنظر أمل و إيمان لسهام نظرة لوم لتجيب بأنانيتها المعتادة

  • إيه ؟ مش هى اللى سألت ؟ ياللا نلحق نفطر قبل المحاضرة
ومضى باقى الإسبوع بسرعة ليأتى صباح الجمعة حيث يتناول أمجد مع حبيبة روحه إفطارهما بجوار البرجولة كما إعتادا وأمجد يبدو على وجهه شئ من التجهم فهو يشعر أنه سيفقد متعة الشعور بوجودها حوله

  • مالك يا أمجد .... شكلك متضايق
  • لا مافيش حاجة .... بس مشوار النهاردة ده تقيل على قلبى
  • طيب ... اقولك حاجة
  • قولى
  • باحبك ..... باحبك .... باحبك .... با .. ح ... بك
ويغمض أمجد عينيه يستمتع بتلك الكلمة التى تجعل أعصابه تسترخى وتتبدل ملامح وجهه للسعادة وتعود لوجهه إبتسامته

  • تصدقى نفسى آخدك فى حضنى دلوقتى وطز فى العيون اللى حوالينا دى كلها
  • أيوه .... خلى أمك تطين عيشتنا أحنا الأتنين ومتخليناش نشوف بعض تانى غير يوم الدُخلة
ويضحك أمجد حتى تدمع عيناه ... فتلك الرقيقة تملك مفاتيح سعادته كما تملكت من قبل مفاتيح قلبه وتعرف دائما كيف تخرجه من أى حالة ضيق تتملكه بعفويتها وروحها المرحة

  • أقولك بقى على خبر بميت ألف جنيه
  • قولى يا قردة
  • سهام إتقرت فتحتها إمبارح وخطوبتها أول خميس فى الأجازة ... اول ما العريس وأهله نزلوا كلمتنى أنا أول واحدة وقالتلى
  • علشان كده بقى مجتش الكلية إمبارح .... ومين تعيس الحظ اللى خطبها ده ؟ المفروض يعمل حسابه على 100 كيلو اسبيرين فى الجهاز علشان الصداع اللى هيجيلوا بسبب رغيها
  • شاب فى الخارجية إبن صاحب باباها .... هيتخطبوا دلوقتى ويتجوزوا بعد ما تخلص دراسة وتسافر معاه ... بتقول إنهم هيعملوا الخطوبة فى الهيلتون ... وانا أول واحدة تعزمها
  • مش هينفع يا ناصحة .... إنتى ناسية إن ابوكى صمم إننا نسافر كلنا بورسعيد تانى يوم الخطوبة وحاجز شاليهين عالبحرعلشان نقضى فيهم الإسبوع كله
  • صحيح ..... كنت ناسية ... عايز الناس فى بورسعيد كمان يعرفوا إنى اتخطبت
  • بس أحلى حاجة عملها ابوكى يا بت .... إسبوع هنقضيه كله من غيرحاجة ما تشغلنى عنك ... أنا قلت للدكتور إبراهيم وقالى مافيش مانع مروحش الأسبوع ده المكتب بس هاروح الإسبوع التانى كل يوم
  • وانت فاكر إنهم هيسيبونا مع بعض لوحدنا .... دا هيبقى أمى وأمك وابوك واخواتك معانا طول النهاروابويا هيخلص شغل ويجيى عالشاليه ... وفاطمة كمان هتيجى تقعد معانا أنا وامى فى الشاليه .... علشان لو خرجوا تبقى تحرسنا
  • مش مهم ... المهم إننا نفضل مع بعض طول اليوم حتى لو حوالينا الدنيا كلها .... وإنتى قولتيلى إن فاطمة عمتك من نفس سنك وإنها صاحبتك ... يعنى مش هتبقى حراسة مشددة زى بتاعت امى
  • اه فعلا .... وهى كمان هتبقى عايزة تزوغ وتخرج مع خطيبها .... يعنى هتفوتلنا ونفوتلها
  • أنا نفسى الأيام تجرى ونعمل الخطوبة بقى
  • أنا كمان
ويمر وقت الإفطار سريعا وتمر الساعات ويقترب موعد نزول أمجد ليتوجه للحمام لأخذ حمام سريع قبل نزوله ويهمس فى أذن منى فى طريقه بكلمات تبتسم لها وتتركه لتتوجه إلى غرفته وتترك أمه

  • رايحة فين يا بت وسيبانى
  • رايحة أحضر هدوم أمجد اللى هينزل بيها يا ماما لغاية ما يخلص حمامه
  • يا بت إنتى عبيطة ولا شكلك كده .... رايحة تحضريله هدومه اللى هينزل يقابل بيها بنات
  • يا ماما أمجد رايح يذاكر معاهم مش رايح يتفسح معاهم .... ودول أصحابه واصحابى .... وبينى وبينك كده بيتصلوا بيا كل يوم يقولوا لى على كل حاجة بيعملها فى الكلية بالتفصيل ... حتى لو راح الحمام بيقولوا لى راح كام مرة
  • ماشى يا بنت العبيطة .... روحى ياختى حضريله هدومه ... مقالكيش تطلعليله لباس جديد كمان ؟
  • لأ ماقلش ... إنتى فكرتينى ... بقاله كتير ما اشتراش كلوتات جديدة ... فكرينى لما ننزل اشتريله
  • طب غورى يا هبلة .... باقولك إيه ... تجهزيله الهدوم وتطلعى من الأوضة.... مش هيقلع قدامك
  • عارفة .... ومفيش قفل باب علينا
وتخفى الأم إبتسامتها فهاهى فتاتها تنضج وتصبح أروع فأروع كل يوم وستصبح أفضل زوجة

ويخرج أمجد من الحمام ليتجه لغرفته ويرتدى الملابس التى إختارتها له حبيبته ليناديها بعد فترة

  • منى .... لو سمحتى تعالى ساعدينى ألبس الجاكيت
وتترك منى أم أمجد لتهرع لغرفة أمجد لتمسك الأم بذراعها

  • تلبسيه الجاكت وبس يا عين امك .... إيده متروحش كده ولا كده
  • يووووه يا ماما .... هو تلبيس الجاكيت فيه مشكلة كمان ... هامسكله الجاكيت لغاية ما يدخل إيده فى الكم وخلاص ... فيها إيه دى ؟
  • إيده تدخل فى الكم متدخلش فى حتة تانية يا ممحونة ... عينى هتبقى عليكوا
ويلبس أمجد الجاكيت وترش له منى وجهه وصدره بالبرفان الذى أهداه له الدكتور إبراهيم وتمد يدها تعدل له من شكل ياقة القميص وتضع كفيها على صدره مستمتعة بإحساسها بدقات قلبه ليصل إليها صوت الأم من الخارج يناديها فتهرع إليها ويلتقط أمجد كشكوله وبعض الأوراق من فوق مكتبه ويخرج ليجد الأم تجلس وأمامها منى وبينهما قماش جديد سيبدأن فى خياطته لينحنى أمجد على أمه ليقبلها ويهمس فى أذنها

  • أنا مش عارف يا أمى بتشوفينا إزاى وانتى قاعدة هنا
  • المحن اللى إنتو فيه حرارته بتوصلنى لغاية هنا يا روح امك ... اجرى انزل يا اهبل ومتتأخرش ... أبوك عايزيقعد يتكلم معاك شوية
.........................................................................................................

يصل أمجد أمام الفيلا الفاخرة التى تعيش فيها سهام مع أسرتها ويدخل من بوابتها الحديدية ليدق الجرس المعلق بجوارالباب لتفتح له سهام بنفسها .... فيوم الجمعة هو يوم إجازة لكل العاملين فى الفيلا

  • مساء الخير يا أمجد .... فى ميعادك بالظبط .... تعالى أعرفك على بابا وماما لغاية البنات ما يوصلوا
وتقوده لتصل لبهو متسع مفروش يبدو البذخ على كل ما يحتويه ليجد رجل فخم المنظر شديد الأناقة يدخن سيجار ضخم يجلس مع سيدة ممتلئة الجسم لا تقل عنه فخامة وأناقة لتبدأ سهام عملية التعريف بينهم

  • بابا .... ماما .... أمجد .... زميلنا فى الكلية وخطيب منى صاحبتى
  • أهلا يابنى .... سهام كلمتنى عنك كتير .... واضح إنها بتحب خطيبتك جدا .... مش بتبطل كلام عنها ... إتفضل أقعد ... تشرب إيه ؟
  • أهلا بيك يا عمى .... مافيش داعى أشرب حاجة ... يادوب نخلص مذاكرة علشان ألحق أروّح .... بابا بيزعل لما أتأخر برة البيت
  • لا ماينفعش .... نشرب حاجة لغاية ما زمايلك يوصلوا ... تشرب قهوة معايا ؟
  • لو حضرتك مُصِر يبقى بلاش قهوة ... مش متعود عليها
  • أها ... سهام قالتلى إنك رياضى كبير ... يبقى تشرب عصير .... لو سمحتى يا مدام إعمليلى قهوة وهاتى لأمجد عصير
وتترك سهام وأمها أمجد مع أبيها الذى بدأ حوارا مطولا مع أمجد .... فهو كأى أب يريد الإطمئنان على أخلاق من يدخل بيته ومن سيكون بصحبة ابنته لوقت قد يطول

طال الحديث حتى ظن أمجد أنه لن ينتهى وأبو سهام يستفسر منه أو بالأحرى يستجوبه عن كل شئ بداية من الحى الذى يسكن فيه ومدرسته الثانوية وحتى مهنة أبيه وأمه ولا يقطع هذا الحديث إلا دخول سهام

  • بابا ... سيبنا نروح نذاكر بقى .... أمجد مستأذن من والده ساعتين بس وإنت أخدت منهم نص ساعة والبنات وصلوا ومستنيين
وتصطحب سهام أمجد وتخرج من باب الفيلا ليلتفت الرجل لزوجته

  • ولد متربى وابن ناس .... أنا سمعت عن أبوه ... راجل محترم وشديد
  • ولد مؤدب ... عينه مترفعتش من الأرض من أول ما دخل ... وحتى القهوة مبيشربهاش
  • ... سهام بتقول على خطيبته كمان متربية وبنت ناس وجميلة جمال غيرعادى... بس مش صغير قوى إنه يخطب فى سنه ده ؟
  • علشان ولد جد ومش بتاع هلس ... تقريبا علشان ابوه صعيدى مربيه التربية الشديدة دى
قادت سهام أمجد لحديقة الفيلا المتوسطة المساحة لملحق صغير مستقل فى الطرف القريب من مبنى الفيلا حيث دخلا من باب جانبى ليجد باقى الشلة مجتمعات ويعاين الملحق فيجده مثال للذوق الجيد وبعد ترحيب صديقاته تبدأسهام كعادتها الحديث

  • ده بقى مكانى ... معظم اليوم بأقضيه هنا ما بروحش الفيلا تقريبا غير للنوم .... الباب اللى هناك ده على الشارع التانى ... كنت أنا والبنات بناخد الدروس هنا أيام الثانوية وبيدخلوا ويخرجوا منه
  • آآآآآآآه ... علشان كده بقى مشوفتهمش وهما داخلين
  • لما بيكونوا جايين عندى بييجوا من الباب بتاع الملحق ... وانت المرة الجاية مفيش داعى تيجي من الباب الكبير ... تعالى على هنا على طول
كان الملحق عبارة عن غرفة متسعة ....بطرفها البعيد باب أنيق وتتوسطه ترابيزة دائرية حولها خمس مقاعد وعلى الجانب طاقم أنتريه فخم موضوع أمام مدفأة من الطراز القديم وملحق به حمام ومطبخ صغير

شدت المدفأة أنظار أمجد فهو لأول مرة يرى مثلها خارج الأفلام وبجوارها مجموعة الأخشاب التى تستعمل لإشعالها ومعلق على جانبها السيخ الذى يستعمل فى تقليب الخشب

  • جميلة أوى الدفاية دى يا سهام
  • آه .... أنا باحبها قوى ... لما بابا أشترى الفيلا كان الملحق ده موجود ومرضيش يشيل الدفاية جددها بس... لكن للأسف مبعرفش أولعها .... باجيب البواب يولعهالى ... بس هو أجازة النهاردة ... فيه دفاية كهربا لو حسينا بالبرد نبقى نشغلها
  • أنا أعرف اولعها ... بس الجو مش برد للدرجة دى يعنى ... إحنا النهاردة هنذاكر إيه ؟
  • نذاكر وصفية ... آخر محاضرة مفهمناش حاجة ... طبعا الكلام ده مش بالنسبة لك
  • علشان إنتوا بتفضلوا تكتبوا ومبتسمعوش اللى الدكتور بيقوله .... هاتى الكتاب وأنا هابسطهالكوا
كانت سميرة تراقب أمجد ولم تستطع إخفاء نظرتها له التى لاحظتها صديقاتها ولم يلحظها أمجد ... فهى تراه لأول مرة بتلك الأناقة ورائحة العطر التى تسبقه وكاد قلبها ينخلع لحظة خلعه للجاكيت بتلك الحركة الرشيقة وكانت الفتيات رحيمات بها فتركن الكرسى المجاور لها فارغا ليجلس فيه أمجد فهن بتن يعرفن حبها للوجود بجواره

تسلل أبو سهام وأمها أكثر من مرة ليراقبوا ما يحدث داخل الملحق من خلف الباب وفى كل مرة يجدوا أمجد منهمك فى شرح شئ ما وهو واقف والفتيات يناقشنه وقد ينفعل أحيانا ويهدأ احيانا فاطمأن قلبهما من جهة أمجد وتأكدا بالفعل من أنه شاب أهل للثقة

وأخيرا إنتهت جلسة المذاكرة ولم يتوقع أمجد بأن شرحه لمحاضرة الهندسة الوصفية بصوت مسموع سيجعله يستوعب تلك المحاضرة الصعبة بتلك الصورة

وأستأذن أمجد فى الإنصراف وبالطبع كان لابد على سميرة أن ترافقه فهى تخاف من المشى وحيدة فى تلك الشوارع الهادئة بينما ظلت أمل وإيمان مع سهام ليستكملن معا المذاكرة فهن يسكن فى نفس حيها على بعد ثلاث شوارع

وخرج أمجد وسميرة من الباب الجانبى لتسير معه لأول مرة فى تلك الشوارع الهادئة التى تصطف الفيلات على جانبيها وفجأة يعلو نباح أحد الكللابب لتندفع سميرة وتحتضن ذراع أمجد فى خوف وتضمه بشدة حتى يبتعدا عن صوت النباح لكن سميرة إستمرت فى إحتضان ذراع أمجد فقد شعرت بالأمان عندما ضمت ذراعه لصدرها .... وربما لأسباب أخرى

  • آسفة يا أمجد ... بخاف من الكللابب
  • ولا يهمك يا سميرة ... هو صوته كان عالى فعلا وطلع فجأة
  • يعنى متضايقتش ؟
  • أتضايق إيه يا بنتى .... حد يتضايق إن بنت زى القمر كده تمسك دراعه
إبتسمت سميرة فهاهو أمجد لأول مرة لا يخجل من التصريح لها بأنها جميلة .... وفعلا سميرة جميلة ... لكن جمالها لا يقارن بجمال منى حبيبته وسر سعادته

لم تترك سميرة ذراع أمجد فلقد شعرت باضعاف ٍذلك الإحساس الجميل الذى يكتنفها عندما تلصق فخذها بفخذ أمجد

توقعت سميرة أن يجلس أمجد بجوارها فى التاكسى الذى استوقفه على أول الشارع وقد إستعذبت إحساس إحتكاك ذراعه بصدرها وضغطه على حلماتها التى تشعر بها الآن منتصبة جاعلة شعور لذتها يتضاعف وتناست كل ما كانت تضعه فى ذهنها بالنسبة لأمجد لكنه خيب ظنها بعدما فتح لها باب التاكسى الخلفى لتجلس ثم جلس هو بجوار السائق لا لكى يتبع الأصول كما ظنت لكن لإنه شعر بوحش الشبق الذى يسكنه ورآه يبتسم له يغريه بالإستمرار فى حك ذراعه بصدر سميرة وخاف أن يغلبه الوحش فيتمادى

........................................................................................................

مرت أسابيع واعتاد أمجد على وجوده كل جمعة فى بيت سهام واعتادت اسرتها على وجوده واعتادت سميرة على الحصول على وجبة المتعة الإضافية فقد أصبح إحتضانها لذراع أمجد بمجرد إبتعادهم عن بيت سهام شئ طبيعى لا تخجل منه ولا يمانع أمجد فيه بل أنه أصبح الآن يشعر بأن إلتصاق فخذها بفخذه أثناء المحاضرات يسعد الوحش الساكن بداخله

........​

اصبح أمجد وإلهام ثنائى متفاهم فأصبح يتفهم جنونها واستطاعت هى أن تخرج منه الفنان المجنون الذى كان الدكتور إبراهيم يراه بداخله وأصبح تبادل أفكار التصميمات الجديدة بينهما يخرج بتناغم حتى أن الدكتور إبراهيم أصبح يعتمد عليهما تماما فى أفكار التصميمات واجتمع بهما قبل يومين من إسبوع الإمتحانات الأخير

  • بصى يا إلهام .... فيه شركة بترول أمريكية هتفتح مقر ليها هنا فى مصر ... مطلوب مننا تصميم للمقر ده ... طبعا يا أمجد إنت بتمتحن ومش فاضى ... أى فكرة جديدة تيجيى فى دماغك إشرحها لإلهام وهى هتترجمها على الورق ... مش إحنا لوحدنا اللى هنقدم تصميم ... فيه أربع مكاتب تانية هتقدم تصميمات والشركة الأمريكية هتختار واحد يتنفذ ... لو مكتبنا فاز بالمشروع ده ليكو عندى مكافأة كبيرة ... النهاردة التلات ... يوم التلات الجاى عايز تصميم ولو مبدأى ونشتغل عليه مع بعض علشان نعمل بلان
  • ماشى يا ريس .... والداتا بتاعت البلان فين
  • أنا عملتلكم نسختين من الداتا ... وعندكم صورة لشعار الشركة وملخص لنشاطها ... ورونى همتكوا
ومد يده لإلهام بمجموعتين من الأوراق أخذت واحدة لنفسها وأعطت الأخرى لأمجد وخرجوا متجهين لمكتبهم حيث جلسا على الترابيزة التى تتوسط المكتب يطالعان ما هو مكتوب بالأوراق

  • هنعمل إيه يا سى زفت فى المصيبة دى
  • مش عارف لسه يا إلهام ... مش كان الريس يأجل الموضوع شوية لغاية حتى بعد حفلة الخطوبة ؟
  • أنت أهبل ياض ... بيقولك اربع مكاتب تانيين مقدمين غيرنا ... هنقولهم إستنوا لما سى أمجد يخطب علشان نقدم معاكوا
  • أنا لسة عندى مادتين اصعب من بعض ... مش عارف هأقدر اساعدك ولا لأ
  • ولا يهمك ياض ... أنا هاخلصها لوحدى ... والمكافأة بالنص
  • تصدقى إنك بت جدعة يا إلهام ... مش عارف إزاى إتطلقتى مرتين ... حد يبقى متجوز مزة جامدة زيك كده ويطلقها
  • إعدل نفسك ياض ... إنت هتعاكسنى ولا إيه
  • خلاص ... لا هاعاكسِك ولا هانيلك ... حد يعاكس واحد صاحبه .... أكيد إتطلقتى بسبب لسانك
  • طب ماتجيب بوسة بقى ... ولا بلاش بدال ما أهيج عليك واغتصبك وانت لسة بنت بنوت ... قوم روّح إنت دلوقتى علشان تلحق تِذاكر وانا هافكر فى البلان دى .... مافيش داعى تيجى يوم السبت .... الريس قال إن الفيزيا صعبة وكلكم بتكرهوها... ولو جتلك فكرة إتصل بيا فى التليفون
ويمر يومان وينتهى أمجد من إمتحان الخميس وهو آخر يوم فى إمتحانات الرقيقة منى وهو يومه الإسبوعى للجلوس معها كخطيبين وبعد الإمتحان تتجمع حوله مجموعة صديقاته ويرفض مراجعة إجابات الإمتحان فرأيه بأن الإمتحان إنتهى وما كُتِب قد كُتِب ولن تغير مراجعة الإجابات منه شيئا

  • باقولك إيه يا أمجد .... يوم الإتنين إمتحان الفيزيا وانا لسة مخلصتش منها حاجة ... إعمل حسابك ساعتين بكرة مش هينفعوا ... منى قالتلى إنها أقنعت ابوك إنك هتستنى معانا لغاية ما نقفّلها وإنكم هتخلصوا مشوار الصاغة وتجيلنا .... هنستناك الساعة 2
  • بقولوكوا إيه .... أنا مخلص الفيزيا كلها ومش فاضيلكوا ... بكرة الصبح هننزل نشترى الشبكة ... فاضل إسبوع على الخطوبة
  • يعنى هيهون عليك تزعل منى منك قبل خطوبتكم بإسبوع ... حرام عليك
  • ماهو إنتوا عرفتوا نقطة ضعفى وبتجولى منها ... ماشى ... أهو آخر يوم وهاستريح منكم أكتر من إسبوعين .... سلام بقى ... زمان منى خلصت إمتحان ومستنيانى
وينطلق أمجد تتابعه نظرات زميلاته فى ود ... فحتى سميرة أصبحت تحب منى التى لم تراها من قبل وباتت مكتفية بتلك اللمسات من فخذ أمجد وذراعه بعد أن بدأ يبادلها اللمسات وباتت نظراتها التى تتسلل أحيانا لبنطلونه وترى إنتفاخه الذى يزداد أثناء تلك اللمسات تسعدها وتجعلها تكتشف عالم جديد عليها من المتعة التى أصبحت الآن لا يضيرها كونها مسروقة من أخرى ولم تدرِ أن وحش الشبق الذى يسكن أمجد قد بدأ يتسلل إليها هى الأخرى ويطلب المزيد

بريئة كانت سميرة لكن إلى متى ستستمر برائتها بعد أن بدأ يسكنها ذلك الوحش

وياتى نهار الجمعة وأمجد ومنى لم يغمض لهم جفن من فرط فرحتهم وسمح له أبوه بإستخدام التليفون الذى لم يتركه ولم يتوقفوا عن الكلام حتى إستيقظت أمه

  • إنتوا لسة بترغوا فى التليفون من إمبارح ؟ بتجيبوا كلام منين ؟ سيبها بقى تنام ساعتين .... لازم جسمها يكون مستريح واحنا بنقيس الشبكة ... وانت كمان ناملك ساعتين وهصحيك الساعة 9
  • حاضر يا ماما
ويغلق أمجد التليفون لتجلس أمه بجواره

  • أبوك فرحان بيك قوى يا أمجد ... الألف جنيه اللى هو كان شايلها لشبكتك مع ال 500 جنيه اللى سحبتهم من دفترك هيجيبوا شبكة تشرّف
  • أنا حاسس إنهم قليلين ياماما على منى ... كان نفسى أجيبلها شبكة أكبر تليق بيها
  • ماهما دول كل اللى كانوا فى دفترك يا حبيبى ... أنا كمان هحط 300 جنيه كنت شايلاهم على جنب ... ومتقلقش ... بكرة تكبر فى شغلك وتشتريلها كل اللى نفسك فيه ... نام دلوقتى علشان يبقى شكلك كويس وإحنا عند الصايغ
وبالفعل غرق أمجد فى نوم عميق بمجرد أن أغلق جفونه لتوقظه أمه ليستعد وتتقابل الأسرتين على السلم ويصطحبهم أبو منى جميعا فى سيارته البيجو ستيشن حيث جلس العروسين فى الكرسى الأخير الضيق إلا أنهما كانا سعداء بضيقه فقد سمح لهما بالجلوس متلاصقين بينما تشتبك أصابعهما بالأسفل ولا يراهما أحد

كان جو بدايات يناير غائما تتخله لسعات برد خفيفية وتمنى أمجد ومنى أن تمطر السماء فكلاهما يتفائل بالمطر ويعتبره بشير خير ولم تبخل عليهما السماء ببضع قطرات تسعدهما و تبارك بها تتويج حبهما

كان ابو منى هو من أصر على شراء الشبكة فى بداية فتح محلات الصاغة فهو كتاجر يرى أن أى بائع يتساهل فى الصفقة الأولى لكل يوم فالتاجر يرى أن أول قطعة يبيعها تفتح باب الرزق لباقى اليوم .... وكان محقا

كانت إختيارات منى رقيقة مثلها فجاءت الشبكة بعدد قطع كبير نسبياً لخفة وزنها خاصة بعد أن أصر أبو منى على أن يهدى العروسين مائتى جنيه أخرى ليصبح مبلغ الشبكة 2000 جنيه وهو مبلغ غير قليل

عادت الأسرتين لمنزلهما وصعدوا السلم لشقة أسرة منى وسط زغاريد أم أمجد وأم منى وشاركت بالطبع باقى الجارات فى حفلة الزغاريد وتمنى أمجد أن تطول جلسته مع منى لكن إصطحبه أبوه لشقتهم ليهمس له حتى لا يسمع أخويه الصغيرين

  • لازم تسيب منى مع أمها وأمك اليومين دول
  • إشمعنى يعنى ؟
  • يا بنى متبقاش حمار بقى .... مش هاعرف اقولك التفاصيل ... لازم يجهزوها ليوم الخطوبة ولازم يبقوا الحريم لوحدهم ... حتى حماك هيسيبلهم الشقة ويجيى يقعد معايا عالقهوة ... فهمت ؟
  • يعنى يجهزوها ازاى يعنى؟
  • يوووووه ... دا انت حمار فعلا ... هيعملوا حاجات حريمى ... لو كنت فهمت يبقى ماشى لو مفهمتش إتفلق ... خد العربية معاك النهاردة ....الجو شكله هيقلب ومنى قالتلى إنك هتتأخر النهاردة
وبالفعل لم يكن أمجد يفهم ماهى تلك الأشياء التى ستفعلها النساء ولابد أن تتم فى شقة العروس لكنه لم يهتم .... فبالتأكيد ستخبره منى بالتليفون عن تلك الأشياء عندما ينتهى من مذاكرة الفيزياء مع باقى شلته ويعود لمنزله

وصل أمجد لفيلا سهام وركن سيارته بجوار باب الملحق وبدأت رياح باردة تصفر فى الجو ليدق الجرس ويدخل وهو ينفخ فى يديه ليدفئها فيجد الفتيات الأربع فى إنتظاره وقد تدثرت كل منهن ببالطو ثقيل فالجو بالفعل أصبح قارس البرودة

  • مساء الخير .... هو الجو برد كدا ليه
  • صحيح الجو صعب قوى .... ما تولع لنا الدفاية يا أمجد ... مش كنت بتقول إنك تعرف تولعها
  • ماشى .... فعلا الجو ده محتاج دفاية
  • على ما تولع الدفاية أكون عملتلكوا طقم شاى يدفينا
  • طيب هاتيلى شوية ورق قديم من عندك
وبالفعل يتجه أمجد للدفاية ويلتقط قطعة من الخشب يضعها ويكوم حولها بعض الأوراق القديمة ثم يرص حولها مجموعة أخشاب أخرى صانعة حولها شكل هرمى ويلتقط الولاعة الموجودة أعلى الدفاية ويشعل النار بالأوراق فتشتعل وتشتعل معها قطعة الخشب الأولى ثم تمتد النار شيئا فشيئا لتمسك بباقى الأخشاب لتشتعل ويبدء الدفء فى السريان حول الدفاية

  • دا إنت قرد يا أمجد ... نفسى اتعلم اولع الدفاية دى ... إنت إتعلمتها فين دى
  • شكرا يا سهام كلك ذوق ... محدش قالك قبل كده إن الملافظ سعد ... إتعلمتها فى المدرسة طبعا ... إنتى نسيتى إنى كنت فى مدرسة عسكرية وكانوا بيعلمونا الحاجات دى زى أى عسكرى
  • طيب تعالوا بقى نقعد عالأرض هنا جنب الدفاية واحنا بنذاكر علشان نبعد عن البرد
وفعلا تحلق الجميع أرضا بجوار المدفأة وخلعت الفتيات البلاطى التى كن يتدثرن بها وحتى أحذيتهن خلعوها ليسرى دفء النار من أقدامهن لباقى أجسادهن وتبعهم أمجد وخلع الجاكيت الذى يرتديه وخلع حذائه ليندمج فى الشرح بصوت يسمعنه جميعا ويثبت به هو معلومات المادة فى ذهنه .... كانت كل الفتيات ما عدا سهام يرتدين بنطلونات صوفية ثقيلة غامقة وبلوفرات اسفل البلاطى أما سهام فكانت ترتدى جيبة قطنية بيضاء فوقها بلوزة صوفية ... فهى فى بيتها

ويدخل عليهم ابو سهام وأمها دون أن يشعروا بهم

  • إيه يا ولاد إللى إنتوا عاملينه ده ؟
  • البرد يا ماما كان مش مخلينا نعرف نركز
  • طب أوعوا تخرجوا يا بنات من الدفا للبرد من غير ما تقفلوا البلاطى
  • متخافيش يا طنط
  • وانت يا أمجد متنساش تقفل الجاكيت بتاعك ... إنت مجبتش بالطو ليه
  • أنا معايا عربية بابا ومش همشى فى البرد ... متقلقش حضرتك يا عمى
  • طب يا ولاد .... إحنا خارجين شوية .... يمكن نتأخر يا سهام .... نامى هنا النهاردة علشان متخرجيش فى البرد واقفلى الباب عليكى كويس ... مافيش شغالين فى الفيلا النهاردة إحنا هنقفل باب الفيلا من برة بالقفل بعد ما نخرج
  • حاضر يا ماما متقلقيش .... هتربس البابين أول ما نخلص ويمشوا
  • طيب يا ولاد ... ليلتكم سعيدة
ويخرج الأب تتابط الأم ذراعه ويلفت نظر أمجد جاكيت الفرو الثمين الذى ترتديه أم سهام ويتمنى فى نفسه لو أن معه ما يكفى من المال لشراء مثله لحبيبته منى فبالتأكيد سيكون عليها أروع من أم سهام

ويستمرأمجد فى شرح منهج الفيزياء لنفسه بصوت مرتفع والفتيات يستمعن ويناقشن أحيانا ويضعن بعض خطوط فى كتبهن وهن متعجبات من تبسيط أمجد للمادة وتفكيكها لدرجة أشعرتهن بأنهن أغبياء إذ لم يستطيعوا فهم تلك المادة

وفى السابعة كانت الفتيات قد أرهقن تماما بعد أن شرح لهم أمجد ما يقرب من ثلاثة أرباع الكتاب

  • كفاية كده النهاردة يا أمجد مش عارفين نشكرك إزاى لازم نروح دلوقتى ... شكلها فيه مطر الليلة
  • تشكرونى على إيه يا أمل ... فعلا كفاية عليكم كده النهاردة ... ياللا بينا أوصل كل واحدة فيكو لغاية بيتها وبعدين أوصل سميرة وأروّح ... أهو بيتى قريب من بيتها
لترد سهام بأنانيتها المعتادة

  • لأ يا أمجد ... أنا لسة فيه حاجات مش فاهماها ... وانت وعدت إنك هتخلص معانا الفيزيا كلها
  • يا سهام اللى فاضل حاجات بسيطة ولسة قدامك يومين تقدرى تخلصى فيهم
  • لأ يا سيدى ... خليهم هما يروحوا وإستنى إنت كمل باقى الكتاب معايا ... هاشتكيك لمنى واقولها إنك مرضتش تكمل معايا الشرح علشان توصل البنات ....... وسميرة
وهنا يدق جرس إنذار فى ذهن أمجد وسميرة وتنظر أمل وإيمان لسهام نظرة لوم شديدة ويلعنها أمجد فى سره ... فهو يعلم أنها لن تقول إلا الحقيقة ... لكن كيف ستقولها وكيف ستفسرها منى؟

  • طيب خلاص يا سهام .... هاوصل سميرة لأقرب تاكسى وبعدين أوصل أمل و إيمان وارجع أكمل معاكى مذاكرة
  • خلاص ... ولغاية ما توصلهم وترجع أكون عملت حاجة ناكلها
ويخرج أمجد والفتيات الثلاث ليركبن مع أمجد سيارته وتحرص سميرة على ألا تكون هى من تجلس جواره ليوصلها لأول الشارع وينزل من السيارة ليوقف أول تاكسى يمر لتشكره وهى تركب

  • متشكرة أوى يا أمجد وآسفة إنك هتضطر تسيب خطيبتك اللى أكيد مستنياك وترجع تكمل مذاكرة لسهام
ليبتسم لها أمجد ويهز رأسه

  • ولا يهمك يا سميرة ... كده أو كده مكنتش هاعرف أقعد مع منى النهاردة وآدينى هاكمل مذاكرة بس بصوت عالى ... تصبحى على خير
وينطلق التاكسى حاملا سميرة ويعود أمجد لسيارته لينطلق بها والفتاتين لا تجدان ما تعتذران به لأمجد عن ما قالته سهام

عاد أمجد لفيلا سهام وقد إزدادت برودة الجو وبدأت السحب فى التجمع منذرة بليلة ممطرة ليجد سهام قد أعدت بعض السندويتشات وكوبين من الحليب وقابلته بإبتسامة تحاول بها الإعتذار عن قلة ذوقها

  • أنا عملت لك سندويتشات ناكلها سوا قبل ما نكمل ... هترضى تاكل معايا بنفس ولا هتبقى زعلان
فابتسم أمجد لها وقد قبل إعتذارها ليبدآ تناول الطعام وتخرجه سهام من حالة الغضب التى المت به والتى نجح فى إخفاءها ربما لأول مرة فى حياته ولم يظهر على وجهه أى تأثر بغضبه حتى أنهوا طعامهما وعادا لمراجعة ما بقى من المادة وقبل أن ينتهوا بقليل يبدأ صوت المطر يدق خارج الملحق ويضع أمجد المزيد من الأخشاب بالمدفأة ويقلب النار بالسيخ المخصص لذلك فهو يحب رائحة إحتراق الخشب ويعشق صوت المطر ويبدأ مزاجه فى الإعتدال ليفيض فى شرح الفيزياء وتبسيطها وسهام تسمع وأحيانا تناقش وأحيانا تحل بعض المعادلات التى كانت تبدو لها مسبقا صعبة بمساعدة أمجد لتنقطع الكهرباء كعادة تلك الأوقات عند إشتداد المطر قبل أن ينتهوا تماما من إستكمال الكتاب

  • يووووه .... ده وقته .... مكانوش قادرين يستنوا نص ساعة كمان
  • مفيش مشكلة يا سهام .... شوية والكهربا هترجع ... نريح شوية عالأقل
  • طيب أعملك بقى حاجة تشربها لغاية ما الكهربا ترجع ... تحب تشرب إيه
  • إيه ده إنتى بتعرفى تعملى حاجة غير الشاى
  • يادى النيلة .... يابنى بنات الأغنيا بنات زى أى بنات أمهاتهم بيعلموهم يعملوا كل حاجة ... هى بس الأفلام العربى اللى مبوظة صورتنا ... ده أنا باعمل شوية قرفة بالحليب محصلوش... بابا مبيشربهاش غير من إيدى ... هاقوم أعمل كوبايتين لغاية الكهربا ما ترجع
  • طيب يا ستى أدينا هنشوف
وتتجه سهام للمطبخ الصغير الذى ألقت عليه نار المدفأة ببعض الضوء البسيط

  • أنا مش شايفة حاجة .... بس فيه شمع هنا أهو ... فين الولاعة يا أمجد اللى ولعت بيها الدفاية
  • هنا فوق الدفاية أهى ... أجيبهالك ؟
  • لأ خليك أنا هآجى أخدها ... ريح رجليك شوية ... إنت طول مانت بتذاكر رايح جاى زى بندول الساعة
وتعود سهام لتقف أمام المدفأة لتتناول الولاعة من فوق الرف الموجود بأعلاها وتقف بين أمجد وبين المدفأة وقد فتحت ساقيها قليلا لتحافظ على توازنها فيشف قماش الجيبة البيضاء التى ترتديها ويتخللها ضوء المدفأة ليرى أمجد وحش شبقه يبتسم له وسط لهيب النار الواضح خلف جيبة سهام يتراقص بين فخذيها فيغمض عينيه ليبعده عن تفكيره حتى تجد سهام الولاعة أخيرا وتتجه بها للمطبخ وتشعل شمعة تضئ جنبات المطبخ وينعكس ضوءها على وجه سهام وشعرها الملتوى المسترسل خلف ظهرها ويضئ صدرها ليجد أمجد الوحش واقفا قوق هذين الثديين ولا يجد أمجد وسيلة لإبعاده عنه غير إغلاق عينيه وإسناد رأسه على الكنبة الجالس أمامها على الأرض لتنتهى سهام من صنع كوبى القرفة وتحملهما على صينية تضعها على الأرض بجوار ساقى أمجد الممدتين وتنظر لوجهه وترى عينيه المغمضتين فتظنه قد نام من الإرهاق وتقرر أن تتركه قليلا حتى يعود تيار الكهرباء وتجلس بجواره وتفرد ساقيها بجوار ساقيه لكن يبدو أن الوحش الذى يسكن أمجد قد إنتقل تأثيره إليها فتقترب حتى تلتصق جلستها بجلسته ولأول مرة فى حياتها يلامس جسدها جسد شاب فهى رغم كثرة حديثها عن أجساد الرجال فلم يسبق لها أن كانت بهذا القرب من شاب تنفرد به خلف باب مغلق ويدفعها الوحش الذى تمكن منها الآن لأن تزيد من إلتصاقها به وأمجد يغمض عينيه محاولا طرده من ذهنه لكن سهام تجدها فرصة لتحسس جسد شاب كما كانت تتمنى فتمد يدها تتحسس ذراع أمجد فيفتح عينيه علها تتركه فهو لا يدرى ماذا سيحدث إذا تمكن منه وحش شبقه مع عذراء مثل سهام

لم تبعد سهام يدها عن ذراعه ولم يحاول هو إبعادها لكنه يمد يده فيتناول كوب القرفة ويناوله لسهام التى تأخذه بيد تكاد ترتعش من إثارتها بينما اليد الأخرى تتجمد على ذراعه فيتناول كوبه بذراعه الأخرى بينما يلف ذراعه التى تتحسسها سهام حول كتفيها فتتنهد تهيدة طويلة وتريح راسها على صدره تتشمم رائحة شاب لأول مرة فى حياتها مختلطة برائحة الخشب المحترق ودقات المطر بالخارج تعزف من حولهم موسيقى رومانسية تزيد من نشاط الوحش الذى بدأ يظهر أنيابه مع إنتهائهم من شرب مشروبهم الساخن الذى زاد من سخونة أجسادهم المراهقة فيضع أمجد كوبه على الصينية ويمد يده لسهام التى تناوله كوبها ليهمس لها بصوت لا تكاد تسمعه

  • لو سمحتى يا سهام رجعى الصينية المطبخ وإهدى... مش عايزين نعمل حاجة تزعلنا من بعض
  • مهما عملت يا أمجد دلوقتى مش ممكن هازعل منك .... وانت كمان مش هتزعل مِنى ... الجو ده أول مرة أعيشه .... من فضلك متحرمنيش إنى أستمتع بيه ... هادخل الصينية جوة وارجعلك ... أرجوك متبوظش اللحظة الجميلة دى ... إحنا أصحاب وهنفضل أصحاب مهما حصل بينى وبينك ... أصحاب مش أكتر
وتقوم سهام وتنحنى أمامه فيظهر له ظل مؤخرتها من خلف جيبتها وها هو الوحش يفتح باب محبسه ويخرج .... فقد مر أكثر من شهر على آخر لقاء لأمجد بأم منى والوحش الآن جائع وهاهى وجبة شهية أمامه ......وجبة بطعم مختلف عن الوجبة التى اعتاد تناولها وتتوسل إليه تلك الوجبة أن يلتهمها

عادت سهام بسرعة وكأنها تخاف أن يغير أمجد من موافقته التى بدت فى عينيه لتجلس بجواره وتضع رأسها على كتفه بينما تثنى ركبتيها فتنزلق الجيبة التى ترتديها وتكشف له فخذيها عاريين وتلفح نيران المدفأة أسفل فخذيها وكسها الذى لا يداريه إلا الكيلوت القطنى لتزيد من حرارته وتفتح الباب لسائلها اللزج ينساب منه فيمد أصابعه يمررها على باطن فخذها حتى تصل أصابعه لكسها فيمرر أطرافها عليه بنعومة ويلف يده حول كتفها فتمد يدها تتحسس صدره وتفك أزرار قميصه وتمرر يديها على صدره العارى بلمسة مرتبكة ... وهنا يتمدد الوحش ويحيط بأمجد وسهام ولا يترك فرصة لهما للفرار منه فيضع أمجد يده اسفل ذقنها ويرفع وجهها إليه ويبدأ فى تقبيل وجنتيها بهدوء شديد حتى يصل إلى أذنها اليسرى فيطبع قبلة أسفلها ثم يمتص حلمة أذنها وتشعر بأنفاسه الحارة داخل أذنها فتغمض عينيها مستمتعة بلمسات شفتيه بينما يفتح هو أزرار بلوزتها الصوفية ويخلعها عنها فتقلده وتخلع عنه قميصه فيصبح عارى الصدر أمامها وهاهو حلمها بأن تتحسس جسد رجل عارى يتحقق فتمرر كفيها بجنون على صدره وبطنه متلمسة عضلاته الواضحة وقد تخلت يدها عن ترددها فيقف ويوقفها أمامه ونصفها العلوى مستور بقميصها الداخلى وسوتيانها البناتى الساذج ونار المدفأة تنعكس على جسده العارى وجسدها الذى يوشك أن يتعرى

رفع أمجد وجهها إلى وجهه مرة أخرى وبدأ فى تقبيل شفتيها قبلات سريعة ولم يكن يتوقع أن تستجيب له كإستجابة عشيقته أم منى فتلك هى أولى تجاربها فى التقبيل ولا تعرف ماذا تفعل لكنها الآن بين يدى خبير

مرر أمجد إبهامه على شفتى سهام وفرج بين شفتيها فاستجابت له وفتحت فمها قليلا ليأخذ شفتها العليا بين شفتيه فتشنجت شفتيها لبرهة ثم ارتخت ليفعل بها ما يشاء فامتص شفتها العليا كثيرا وبدأ صوت تنفسها فى الإرتفاع وشعرت بماء كسها وقد بدأ يسيل كثيفا من كسها يبلل فخذيها وبدأت تبادله إمتصاص شفته السفلى وفتحت له فمها ليعبث لسانه بلسانها قليلا ثم يمتص لسانها داخل فمه وقد أحكم ذراعيه حولها حتى لا تنهار ساقاها ثم دفع لسانه مرة ثانية لفمها فتفعل به ما فعل بلسانها حتى تنتهى قبلتها الحارة الأولى فى حياتها

يحرك أمجد شفتيه يقبل رقبتها ويهبط بهما حتى صدرها فيستمر فى تقبيله متجها لكتفها الأيمن حتى يصل لحمالة قميصها الداخلى فيزيحها بيده فتفهم ما يريد وتخرج ذراعها من الحمالة لينكشف نصف سوتيانها الأيمن مظهرا أعلى ثديها فيغمره بالقبلات وهو يحرك حمالة قميصها الأخرى لتخلع ذراعها عنه ويسقط نصف القميص العلوى لأسفل تمسكه الجيبة عن الوقوع ويصبح نصفها العلوى عارٍ إلا من هذا السوتيان القطنى الساذج فيحرك شفتيه مقبلا ثديها الأيسر ينما ذراعيه تلتف حول جسدها لتعالج قفل السوتيان من الخلف ليفتحه بسهولة ويخلعه عنها ويحرره من ذراعيها ليصبح نصفها العلوى عارٍ تماماً فتدفع نفسها فى حضنه ليلامس صدره ثدييها وتنغرس حلماتها المنتصبة بشدة فى جلد صدره وتشعر بإنتصاب زبره يضغط على كسها فتمد يديها وهى فى أحضانه تريد إنزال ما يمنع نصفها السفلى عن زبره فيمد يده ليمنعها بينما يحرك صدره يسحق به تلك الحلمات المراهقة بينما يحرك كفيه على مؤخرتها بنعومة ويعتصر فلقتيها إعتصارات رقيقة بينما يقبل الهالة التى تحيط بحلمتها اليسرى بهدوء قبل أن يلتقمها بين شفتيه ويحرك عليها لسانه بينما تفرك يده حلمتها اليمنى فتتأوه سهام آهة متعة هادئة طويلة فلمساته كرجل يختلف تأثيرها كثيرا عن لماساتها لنفسها فيشفط الحلمة اليسرى بفمه ويزيد من حركة لسانه عليها حتى تبتل تماما بلعابه فينقل شفتيه للحلمة اليمنى يكرر معها ما فعله باليسرى بينما فركة يده لتلك الحلمة اليسرى تختلف بفعل تبللها بلعابه فتطلق آهة متعة أطول من الأولى فيمسك بكلا ثدييها يعتصرهما برقة ويفرك الحلمتين بباطن يده وهو يرفع ثدياها يقبلهما من أسفل ويقبل الشق بينهما ويمرر لسانه على طول هذا الشق حتى يصل لسرتها فيدخل فيها لسانه ويده تجذب الجيبة والقميص الداخلى المتدلى عليها لأسفل بعد أن يجلس على ركبتيه حتى تبقى واقفة أمامه لا يسترها إلا الكيلوت القطنى الساذج الذى يرتديه ويقبل كل ما حول هذا الكيلوت وقد إبتل تماما من مائها فيضع فمه مكان كسها ويعتصر ما تشربه الكيلوت بشفتيه بينما تتسلل أصابعه تحته لتتحرك على الشق بين فلقتيها ويرتفع تنفس سهام بشدة وتبدأ ركبتيها فى الإنهيار ويعلم أمجد أن لحظتها قد حانت فيدفعها برقة حتى تجلس على الكنبة وهو يحرر فلقتيها وكسها من قيدهذا الكيلوت حتى يخلعه تماما من ساقيها ويلقيه أرضا ويفتح ساقيها ليقبل كسها قبلة طويلة قبل أن يلتقم زنبورها بين شفتيه ويمتصه بشدة فتنفجر شهوتها وتقذف بمائها غزيرا ليتلقى هو هذا الماء بفمه وهو يفرك شاربه الخشن بين شفرتى كسها ولم تعد سهام تدرى ماذا يحدث لها فلأول مرة تشعر بإنقباضات كسها بتلك القوة التى ينتفض معها كامل جسدها وتحاول أن تدفع رأسه بعيدا فتمد يديها لرأسه لكنها تجد نفسها تدفع رأسه أكثر نحو كسها وتضم ساقيها بشدة على رأسه وتخرج كلماتها متقطعة

  • أمجد .... إنت بتعمل إيه .... مش قادرة ... سيبنى أرجوك .... أوعى تبعد .... خلى بقك على كسى .. بالراحة عليا يا أمجد
لم يكن أمجد يستمع إليها واستمر فى لعق كسها بلسانه حتى أدخل طرف لسانه بفتحة كسها التى اتسعت وظل يدخل لسانه ويخرجه بسرعة وأتت رعشتها الثانية بعد وقت قليل من رعشتها الأولى وتنظر لأمجد الذى انتظر حتى أنهت رعشتها يقف ويفك حزامه ويخلع عنه بنطاله ولباسه الداخلى لترى أمام عينيها أخيرا زبر حقيقى مثل الذى كانت تراه فى مجلات أباها الجنسية لتمد يدها تمررها عليه وهى متشوقة لمعرفة ملمسه ويتركها أمجد تستمتع قليلا بحركة يدها على زبره ليمد يده يبعد يدها بهدوء ويرتكز بركبتيه على الأرض بين فخذيها ويرفع ساقيها لتتحدث فى همس

  • أمجد أنا لسة بنت ... أوعى تضيعنى
فينظر لها أمجد نظرة طمأنة ويهز لها رأسه فتطمإن وتترك له جسدها فهى متأكدة بأن أمجد لن يفض بكارتها .... ويضع أمجد ساقيها على كتفيه ويمسك بزبره يحركه على كامل كسها ويفرك زنبورها المنتفخ برأس زبره مرات ومرات حتى تقترب قذفتها الثالثة فيضرب زنبورها برأس زبره ضربات سريعة متتالية فتنتفض معلنة إتيانها شهوتها فيضغط فخذيها حتى تلامسا صدرها ويضع زبره بينهم ويحركه بينهما وقد جعل البلل الغزير الذى خرج منها إنزلاق زبره بين فخذيها سهلا وتزداد سرعة حركته ويرتفع صوت تنفسه ويضغط فخذيها بشدة بينما تنغرس رأس زبره بسرتها ويطلق ماءه دافئا غزيرا يغرق بطنها حتى ينتهى من قذفته الأولى مع أول إمرأة يمارس معها الجنس .... بعد أم منى

بعد أن هدأت فورته يقوم أمجد من فوق فخذى سهام ليجذبها برفق فتستجيب له ليناما على الأرض عاريين تماما فتلف ذراعها حول صدره وتضع فخذها على بطنه وتتوسد ذراعه برأسها وهى تنظر إليه غير مصدقة ما فعلته الآن معه وما فعله معها

  • مبسوط يا أمجد ؟
  • آه مبسوط
  • يعنى إتبسطت معايا زى ما تنبسط مع منى ؟
  • أنا عمرى ما عملت كده مع منى يا سهام ... أكبرحاجة عملتها مع منى إنى مسكت إيدها
  • يعنى عايز تفهمنى إنى أول واحدة ؟
  • لأ مش أول واحدة
  • بس إنت إزاى كده ... عرفت تعمل كل ده إزاى
  • تحبى أعلمك حاجات أكتر تزود متعتك ؟
  • هو فيه متعة أكتر من كده ؟
  • فيه متعة أكتر من كده بكتير يا سهام ... ومن غير ما افتحك ... وتفضلى بنت زى مانتى
  • طيب ورينى
  • مش هينفع النهاردة
وفجأة يعود التيار الكهربى ويضئ الملحق من حولهما لكنهما لم يتحركا من رقدتهما العارية حتى يشعر أمجد أن الوقت قد سرقه .... ويشعر شعور آخريدفعه للإنصراف لبيته بأسرع ما يمكنه

  • ياللا يا سهام قومى نلبس هدومنا ونكمل الجزء اللى باقى فى الفيزيا
  • لا فيزيا ولا غيره ... أنا مش عايزة ألبس هدوم النهاردة تانى هانام كده ولبنك ينشف على بطنى
  • براحتك .... يبقى أقوم انا ألبس واروّح
  • خليك شوية يا أمجد ... مستمتعة بإنى عريانة فى حضنك
  • مينفعش ... إتأخرت ولازم امشى
ويقوم أمجد ليرتدى ملابسه وتقوم سهام لتودعه خلف الباب بقبلة طويلة تسترجع بها قبلتهما الأولى التى علمها فيه كيفية التقبيل

  • أمجد .... أوعى تفتكر إنى كان ممكن أقول لمنى إنك مشيت مع سميرة زى ما هددتك إنى اقول .... أنا باحب منى وباحب قصة حبكم ... بس فعلا حسيت إنى مش هاقدر اكمل مذاكرة لوحدى
  • خلاص يا سهام ... واللى حصل بينا ده ...
  • هششششش ... اللى حصل بينا ده هيتكرر كتير ... إنت عايز وانا عايزة .... ومحدش هيعرف ... إنت قلت إن فيه حاجات كتير ممكن تمتعنى أكتر ... وبعد اللى عملته معايا النهاردة مش هاعرف استمتع باللعب فى نفسى تانى خلاص ..... هتعلمنى كل حاجة تعرفها عن الجنس .... وهنفضل أصحاب طول عمرنا ... أول ما توصل البيت بس كلمنى اتطمن عليك... وخد بالك علشان المطر لسة جامد
  • حاضر يا سهام ... تصبحى على خير
  • لما تكلمنى تبقى تقولى تصبحى على خير... مش دلوقتى
ويشتبكا فى قبلة عميقة أخرى يتحسس أمجد أثنائها كامل جسدها العارى ويتركها ليغلق الباب خلفه ويتجه لسيارة أبيه ليستقلها ويقود فى إتجاه منزله

........................................................................................................​

دخل أمجد شقته التى يسودها الهدوء التام فالساعة تجاوزت منتصف الليل ويصطحب التليفون لغرفته ينوى الإتصال بسهام كما وعدها ليجد نفسه يتصل برقم منى

  • مساء الخير يا منى ... لسة منمتيش
  • وانا هيجيلى نوم وانت لسة مرجعتش من برة يا أمجد
  • ينفع تطلعى تقعدى معايا ؟
  • مينفعش طبعا ولو إنه نفسى .... مالك يا أمجد فيك إيه يا حبيبى
  • مفيش حاجة متقلقيش... خشى نامى واطلعيلى الساعة 7 ضرورى
  • بس ماما ....
  • متقوليليش ماما ولا بابا .... الساعة 7 تكونى عندى يا قلبى
  • قلبك ؟ أول مرة تقولها ... هاكون عندك الساعة 7 وطظ فى أمى وأمك
  • تصبحى على خير
ويغلق السماعة ويفتح الراديو الصغير على محطة البرنامج الموسيقى ويفرد إحدى الأوراق الكبيرة على ترابيزة الرسم ويخرج من درجه الأوراق التى سبق وأن اعطاها له الدكتور إبراهيم ويتذكر سهام فيتصل بها يطمئنها على وصوله كما وعدها ويتناول مسطرته ويبدأ فى رسم بعض الخطوط ولا يشعر بالوقت ولا بأى شئ سوى الموسيقى التى ترن فى أذنه

فى السابعة تماما تكون منى أمام باب شقة أمجد لتقابل ابوه خارجا لعمله تودعه أم أمجد التى تسحبها من يدها للداخل وتحدثها فى همس

  • إنتى إيه اللى طلعك ؟ مش قلتلك النهادرة فيه ورانا حاجات كتير
  • مش مهم النهاردة يا ماما ... كل حاجة تتأجل ... أمجد محتاجنى جنبه دلوقتى
  • وإنتى عرفتى منين ؟
  • كلمنى إمبارح أول ما رجع .... أنا حاسة إنه محتاجنى جنبه يا ماما
  • منطقش ولا كلمة من الصبح وعمال يرسم ... أبوه دخل عنده ولما طلع قال متخلوش حد يزعجه .... أدخليله يا بنتى وطمنينى عليه
ولا تدرى الأم كيف عرف أمجد بوجود منى ليصلهما صوته من الداخل

  • تعالى يا منى لو سمحتى .... خليكى قاعدة معايا هنا فى الأوضة
وتندفع منى للغرفة لتجد أمجد واقفا أمام لوحة الرسم لا يرفع عينه عنها

  • هاعملك كوباية شاى بالنعناع واجيبهالك ... إنت محتاجها دلوقتى
وتندفع منى للمطبخ وتتبعها الأم

  • أعمليله كوباية شاى بلبن يا منى ... محطش حاجة فى بوقه من إمبارح
  • لا يا ماما ... هو دلوقتى محتاج شاى بالنعناع
  • وإنتى عرفتى منين ؟
  • أنا عارفة ومتسالينيش عرفت منين لإن أنا نفسى معرفش عرفت منين... مش هيشرب غير شاى بالنعناع لغاية ما يخلص اللى فى إيده ... أنا عارفة يا ماما ... باحس هو عايز إيه
وتحمل الرقيقة منى كوب الشاى لأمجد وتضعه بجواره على المكتب وتجلس على حافة السرير دون أن تنطق بكلمة واحدة وتنظر الأم لهما فى حنان وتتساءل فى نفسها " ألهذه الدرجة يعشقان بعضهما ... كل يشعر بما يحتاجه الآخر دون كلمة واحدة من أى منهما للآخر"

إستمر أمجد فى الرسم دون أن ينطق بكلمة واحدة واستمرت منى جالسة جواره لا تنطق ولا تتحرك إلا لتبدل له كوب الشاى بآخر

لم يتناولا أى طعام ولم يترك أحدهما الغرفة حتى للذهاب للحمام باستثناء خروج منى لعمل كوب شاى له والعودة بسرعة لتكون جواره وحتى عندما أشارت الأم لمنى كى تأتى للغداء رفضت بشدة التحرك من مكانها ... فهى تشعر بضرورة وجودها بجواره وأن ذهابها سيعطله عما يعمل

وأخيرا رفع أمجد راسه من لوحته لينظر لمنى فى حب ويشير لها لتقوم وترى ما أنجزه فتنظر منى للوحة بإنبهار ولو أنها لا تفهم ما فيها لكنها تراها جميلة

  • إيه رأيك
  • روعة يا أمجد
  • هاتيلى التليفون بسرعة
وتهرع منى للصالة وتلتقط التليفون لتعود له بسرعة والأم تراقبها ولا تتدخل

  • هتكلم مين دلوقتى يا أمجد
  • هكلم إلهام
  • دلوقتى يا أمجد ؟ الوقت إتأخر قوى ... الساعة دلوقتى 11 بليل
  • معقولة محستش بالوقت كده ... بس مش مهم لازم اكلمها دلوقتى ... حطى ودنك عالسماعة هسمعك المجنونة دى بتتكلم ازاى
ويطلب أمجد رقم إلهام لتجيبه بعد عدد كبير من الرنات

  • الو ... أيوه يا إلهام أنا أمجد
  • عايز إيه يا سى زفت ... حد يكلم واحدة ست زى القمر زيي كده ومتطلقة مرتين فى ساعة زى دى
  • كنتى نايمة ؟
  • لا نمت ولا إتنيلت على عين أهلك ... إخلص عايز إيه
  • لقيتى فكرة ؟
  • لأ ملقتش زفت وعمالة أقطع فى ورق ... كل ما تجيلى فكرة تطلع إما متكررة أو فكرة زبالة زى وشك
  • إلهام ... ... ....خطيبتى قاعدة جنب منى وحاطة ودنها معايا عالسماعة ... ياريت ننضف لساننا شوية
  • حاطة ودنها معاك عالسماعة ولا حاطة خدها على خدك يا روميو ... إخلص
  • لو قلتلِك إنى لقيت فكرة ورسمت بلان كاملة تقولى إيه ؟
  • بتتكلم جد ياض؟ ده أنا ابوسك من بوقك لو طلع الكلام ده صح ... لا مؤاخذة يامنى ... لو بيتكلم جد هابوسه من بوقه
  • إذا كان مباسنيش من بوقى انا نفسى يا إلهام هيبوسك إنتى ؟
  • إنت مبوستهاش من بوقها لسة يا حمار ... أكيد مبتعرفش تبوس ... هابقى اعلمهولك يا منى ... الواد ده بيتكلم جد ؟
  • راسم لوحة تجنن يا إلهام مع إنى مش فاهمة فيها حاجة طبعا
  • طب إقفلوا دلوقتى أكلم الريس أقوله ... متنامش ... هاتصل بيك تانى
  • يا مهبوشة انتى زمانه نام
  • حتى لو نايم فوق مراته هاقومه ... لا مؤاخذة يا منى ... المفروض متسمعيش الكلام ده ... سلام ... أوعى تنام ياض أحسن ما آجى اغتصبك قدام خطيبتك
ويغلق أمجد السماعة ويحتضن منى ولا يبالى بالباب المفتوح ولا بأمه التى تقف أمامه وتتركهم الأم لفرحتهم ... فذلك الحضن الذى طال لا خطورة منه .... ومنى تستحقه

وتعود إلهام للإتصال وتضع منى أذنها عالسماعة مع أمجد

  • بص يا سى روميو ... الريس هيخلص اللجنة فى الكلية بكرة ويجيى عالمكتب ... هيكون فى المكتب الساعة 1 الضهر تعالى انت الساعة 11 نبص عالبلان سوا لو فيها حاجة ناقصة ولا حاجة
  • صدقينى مفيهاش أى حاجة ناقصة ... بلان كاملة
  • خلاص تعالى الساعة 12 نحللها سوا قبل ما نوريها للريس ... تصبح على خير ... تصبحى على خير يا منى ... هابوس خطيبك من بوقه ولو عجبتنى البوسة هاخده معايا البيت
ويضع أمجد السماعة ويلتفت لمنى

  • لو الشركة إختارت البلان دى الريس هيدينا مكافأة كبيرة
  • إنت وإلهام ؟
  • أنا وإنتى يا منى ... أى فلوس هتجينى هتبقى بتاعتك وبتاعتى
  • طيب إفرد ضهرك شوية ... من 7 الصبح وانت واقف مقعدتش
  • أنا واقف من ساعة ما كلمتك بليل
  • 23 ساعة واقف على رجليك يا أمجد ...إنت بتستعبط ؟
  • مش حاسس بانى تعبان يا منى ... حاسس إنى عايز أخدك فى حضنى واطير
  • طيب تعالى إفرد ضهرك وانا هاقعد جنبك وتحكيلى عملت إيه مع البنات امبارح
ويستلقى أمجد على الفراش ويبدا فى الحديث مع منى يحكى لها تفاصيل مادة الفيزياء وتضع منى يدها على رأسه تتخلل بأصابعها شعره القصير الخشن وما هى إلا دقائق ويغلق أمجد عينيه ومنى لا تزال تمسد رأسه حتى تأتى أم أمجد لتضع منى إصبعها على فمها حتى لا تتحدث الأم وتقوم بهدوء من جوار أمجد وتخرج مع أمه وتغلق الباب خلفها بهدوء

  • ده كده صاحى ليه أكتر من 48 ساعة يا ماما .... يا حبيبى يا أمجد ... فرحان وهيطير من الفرح يا ماما
  • إنتى كمان يا منى قاعدة قعدتك دى ليكى 16 ساعة ... إنزلى إستريحيلك شوية يا بنتى ... بكرة يومك طويل ... بكرة هنعمل الحاجات اللى كان المفروض نعملها النهاردة وبكرة
  • هى الحاجات دى ضرورى يا ماما ؟ دى خطوبة يعنى مش دخلة
  • يا بت لازم تكونى يوم خطوبتك بتلمعى كده ... إنزلى يا حبيبتى نامى ... أقولك ... أنا هانزل معاكى أوصلك علشان عايزة امك فى كلمتين
يومها لم تترك أم أيمن منى إلا بعد أن وضعتها بفراشها وغطتها وظلت بجانبها حتى غفت عيناها وراحت فى نوم عميق
حتى في وصفك للمشاهد الجنسية راقي..
لم اقرأ اي كلمة مبتذلة اطلاقا حتى في الباشا واللاجئة و الباشا والمراهقات..
قلمك كأنت أنيق وفخم..
نلتمسك ان لا تتأخر علينا في تكملة القصة..
خالص التحايا وأرق الامنيات..
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt



8-22.png

المقدمة

ترددت كثيرا قبل كتابة هذه القصة عن الباشا فهى قصة عن بدايات الباشا و لا يعرف تفاصيلها كاملة غيره ولا ينبغى لغيره أن يعرفها

أحداث هذه القصة تدور على مدى زمنى طويل حيث بدأت أحداثها فى ثمانينيات القرن العشرين عندما كان أمجد وزوجته الحالية فى بداية حياتهما الجامعية ولا تزال تلك القصة مستمرة لوقتنا الحالى الذى نعيش فيه

......................................................

الجزء الأول

إنه اليوم الجامعى الأول فى حياة الطالب أمجد ..... طالب من الطبقة المتوسطة وهو من سيصبح فيما بعد المهندس أمجد أو الباشا كما يعرف فى وقتنا الحالى . أبوه مدير لأحد المصانع الحكومية الكبرى و أمه مديرة مدرسة إبتدائية حكومية

دخل أمجد من باب كليته كطالب مستجد بكلية الهندسة التى لا تقع بحرم الجامعة ولكنها على مسيرة نصف ساعة منها ليستقبل مرحلة جديدة من حياته

دخلها وحيدا فمعظم زملاءه من الثانوى قد إنتظموا فى كليات عسكرية والبقية قد قذف بهم التنسيق بكليات أخرى بنفس الجامعة أو بجامعات أخرى ليجد نفسه يقف وحيدا مع نفسه بينما جميع المستجدين من أمثاله يقفون فى حلقات فهم زملاء من الثانوى أما هو فقد أتى من مدرسة عسكرية وقد رفض أبوه إلتحاقه بكلية عسكرية كزملائه محتجا عليه بمجموعه الضخم الذى يدخله تلك الكلية المرموقة ليعمل مهندس كأبيه ذى المنصب المرموق والراتب المحدود فأبيه كما يحدث أمجد نفسه مديرناجح مرموق لكنه مجرد موظف وللأسف الشديد موظف شريف

كان يشعر بأن الجو المحيط به غريب عليه فهو لأول مرة منذ ثلاث سنوات يذهب للدراسة بملابس مدنية وزد عليها أنه ولأول مرة منذ ست سنوات كاملة ومنذ أن بلغ طور البلوغ يجد له زميلات فتيات سيزاملنه لمدة خمس سنوات ومن المفترض أن يبنى معهن علاقات زمالة وصداقة كالتى كانت مع زملاء الثانوى لكنها ستكون علاقات أكثر نعومة وحِرص فى اختيار الكلمات وملاءمة الحركات بعيدا عن الدعابات الخشنة التى أعتادها فى مدرسته العسكرية

إتجه أمجد نحو المدرج الذى ستلقى به أولى محاضرات عالمه الجديد ولم يسأل أو حتى يتوجه لمكتب شئون الطلاب كباقى زملاءه فحياة الإنضباط التى تعلمها دفعته لإن ينهى قبل إسبوع كامل ما يبدؤنه هم الآن .

وجد أمجد المدرج خاليا من الطلاب فهو أول الواصلين وتأكد من أن هذا المدرج هو المدرج الخاص بمحاضرته الأولى وتخير أن يجلس فى طرف الصف الأول فى مكان رآه مميزاً يرى منه منصة الشرح بوضوح ويجعل من على يمينه فراغ يمكنه أن يجد فيه متنفس لراحته إذا ازدحم المدرج كما كان يتوقع

بدء وصول الطلبة فى مجموعات وارتفع الصخب رويدا فى قاعة المحاضرات الكبيرة وشغل هو نفسه بتأمل القاعة ووجد يده تمتد للكشكول الذى يحمله ويفتح آخر صفحاته ويبدأ فى رسم المنصة التى أمامه بكل تفاصيلها فهو بارع فى رسم الأشياء وموهوب كما كان مدرسينه و زملاؤه يصفونه فى أيام دراسته الثانوية واستغرق فى الرسم حتى لم يعد يسمع أصوات الصخب التى تحيط به من كل جانب حتى أخرجه من إستغراقه يد تربت على كتفه برقة ليرفع عينيه ليجد أمامه فتاة رائعة التكوين تقف مع بعض زميلاتها

  • تسمح يا باشمهندس توسع لنا نقعد جنبك
  • آه ..... إتفضلى يا آنسة ..... آسف إنى مخدتش بالى من أنى قافل المكان
ووقف ليفسح للفتيات مكان للدخول حتى اكتمل جلوس الفتيات وكانت تلك الجميلة هى آخر من جلس فجاءت جلستها إالى جواره فجلس وعاد لما كان يفعله ولم يكلف نفسه حتى رفع نظره إليها أو يحاول التعرف بها كما يفعل عادة جميع الشبان إذا وضعوا فى نفس موقفه حتى بادرته هى بالحديث

  • شكلك مستعجل أوى عالدراسة ..... إنت بترسم قبل حتى ما حد يطلب مننا رسم
  • هههههه ...... أنا بارسم لأنى بحب الرسم ومعتقدش إن اللى برسمه ده هيكون ليه علاقة بدراستنا ..... دى مجرد شخبطة باسلى بيها وقتى لغاية المحاضرة ما تبدأ
  • بس إنت بترسم حلو أوى ...... إنت موهوب
  • لا موهوب ولا حاجة دى شوية خطوط أى حد ممكن يرسمها بشوية تركيز
وقطع حديثهم دخول أول أساتذتهم ووقوفه على منصة الشرح لينقطع الصخب ويبدأ الجميع فى الإنصات للمحاضرة التى بدأت بتعريفهم أسم المادة التى سيدرسها لهم المحاضر والنظام المتبع بالكلية ومثل تلك الأشياء

انتهت المحاضرة بعد ساعتين كاملتين لم ينظر فيهم أمجد لزميلته التى تجاوره وبينما أنهمك جميع الطلبة فى كتابة كل ما يقوله المحاضر لم يدون أمجد فى كشكوله إلا بعض نقاط من كلام المحاضر بينما يستوعب عقله ويصفى خلاصة الكلام وانصب كل تركيزه على الأستيعاب دون كتابة

بمجرد خروج الدكتور من قاعة المحاضرات عاد الصخب للمدرج مع حركة جميع من هم فيه فالبعض يقف ليحرك ساقيه والبعض اتجه لنهاية المدرج للتدخين بينما وقفت معظم الفتيات وبينهم زميلته الحسناء وأصدقائها فعلم أمجد أنهم يريدون الخروج فوقف وأفسح لهم الطريق فخرجن متجهين للحمام كما فعلت معظم الفتيات مصطحبات حقائبهن وتركن ما يحملنه من كشاكيل لحجز أماكن جلوسهن فأمامهم نصف ساعة كاملة قبل موعد المحاضرة الثانية

جلس أمجد فى مكانه ثانية وانهمك فى تدوين بعض الأشياء فى الصفحة الوحيدة المكتوبة عن المحاضرة ووضع بعض الخطوط والدوائر حول بعض ماكتبه حتى شعر بنفس اليد الرقيقة تربت على كتفه ثانية ليجد زميلته الحسناء واقفة بجواره ليفسح لها الطريق لتعود لمكانها ويعود هو لما يفعله لتبادره مرة ثانية بالحديث

  • إنت بتعمل إيه ..... انت طول المحاضرة مكتبتش حاجة وبتكتب بعد المحاضرة ما خلصت ؟
  • أنا كتبت النقط اللى الدكتور مهتم بيها وأكيد الكلام اللى فى المحاضرة هيكون فى الكتاب بتاع المادة ..... لكن شرح الدكتور مش هيكون فى الكتاب
  • هو إنت جديد فى الكلية زينا ولا إنت بتعيد السنة وعارف الكلام ده
  • هههههههه ....... لا يا آنسة أنا جديد زيكم
  • طب عرفت منين الحاجات اللى الدكتور مهتم بيها
  • من طريقة كلامه وال body languageبتاعته
  • يا سلام ..... وانت عرفت الحاجات دى منين ؟؟
وقطع حوارهم عودة زميلاتها فقام أمجد مفسحا لهم الطريق للجلوس ولم يكمل حديثه معها حيث اندمجن فى حديث هامس تتخلله بعض الضحكات الخافتة حتى بدأت المحاضرة التالية والتى كانت آخر مافى يومهم الجامعى الأول وبمجرد إنتهائها حمل أمجد كشكوله وانصرف لكنه لم ينس أن يحيي زميلته الجديدة بإيماءة من رأسه قبل أن يستدير ليخرج من قاعة المحاضرات فى خطوات واسعة منتظمةلا يلتفت نظره فى أى إتجاه بينما تنظر إليه الفتيات متعجبات من ذلك الزميل الذى لم يحاول حتى التعرف لأسمائهن ولجلسته الغريبة المعتدلة وثبات نظرته وحتى عندما انصرف تعجبن من تلك الخطوات الواسعة المنتظمة التى تبدو كخطوات الجنود

إنطلق معظم الطلاب بعد المحاضرة إلى كافيتريا الكلية بينما أتجه أمجد مباشرة إلى خارج باب الكلية وبينما كان كل شاب يحاول التعرف إلى زميلاته لم يكلف هو نفسه بالنظر إليهن وتابعته زميلته فى دهشة وتعجبت رفيقاتها بشكله الذى بدا مستغربا وسط زملائه وتصرفاته التى توقعن جميعا عكسها خاصة بعد أن وجدن زميلتهن تحدثه فى وقت الراحة بين المحاضرتين وتوقعن أنه سيحاول التعرف إليهن بعد نهاية المحاضرة لكنه خيب ظنهن جميعا و سرعان ما تناسوه واندمجن فى التعارف مع باقى الزملاء من دفعتهن وكذلك من الدفعات القديمة الموجودين بالكافيتريا

خرج أمجد من الكلية لا ليتجه لبيته كما ظن زملاؤه لكنه اتجه للمقهى الموجود أمام الكلية ليجلس وبمجرد جلوسه حضر إليه صبى المقهى بشيشة أتبعه بكوب شاى بالنعناع فقد إعتاد وجود أمجد فى الفترة السابقة لدخول الكلية كلما تردد عليها لإنهاء إجراءات دخوله ولا يفوت جلسته المحببة على المقاهى ويعتبره أحد المتع التى يحظى بها ولا يعلمها إلا المقربين من أصدقائه الذين يشاركونه نفس جلسات التدخين والإستمتاع بجلسة المقهى المحببة

إتجه أمجد بعد أن انهى جلسته لمنزله الذى يبعد عن الكلية بساعة مشيا على الأقدام أو بثلث ساعة بالمواصلات لكنه على كل الأحوال يفضل المشى طالما أنه غير مرتبط بموعد و يكتفى بركوب المواصلات فى ذهابه للكلية فقط

وصل أمجد لمنزله حيث يسكن فى الطابق الأخير ورفع عينيه لإحدى بلكونات الدور الرابع حيث تجلس أم منى أو كما تناديها جاراتها المقربات ريرى إحدى الساكنات به وبدأ فى صعود السلم بخطواته المنتظمة حتى وصل للدور الرابع وحدث ما توقعه حيث وجد أم منى تفتح بابها مبتسمة وهى ترتدى عباءتها السوداء الفضفاضة

  • مساء الخير يا باشمهندس
  • مساء النور يا طنط ..... لسة بدرى على باشمهندس دى ده أنا لسة فى إعدادى هندسة
  • لا بدرى ولا حاجة السنين بتعدى هوا ..... تعالى عايزاك تغير لى الأنبوبة وتشوفلى الكهربا بتفصل ليه كل شوية
  • طيب أطلع حاجاتى واغير هدومى وانزلك يا طنط
  • طب أوعى تتأخر يا ولا ..... أوعى تفتكر نفسك بقيت مهندس و كبرت عليا
  • وانا اقدر اتأخر عنك ...... هى منى رجعت من كليتها ولا لسة
  • لأ لسة ...... هترجع متأخرة .....إتصلت من ساعة وقالت هترجع بليل
  • خلاص نص ساعة واكون عندك
  • ماشى مستنياك ...... سلملى على ماما وقلها إنى هاطلع لها بكرة بعد ما ترجع من المدرسة
  • حاضر يا طنط . ..أى أوامر تانية ؟
  • لا ياحبيبى يخليك ليا أنت وأمك
وأكمل أمجد صعوده حتى الدور السادس حيث شقته التى يعيش فيها مع عائلته وفتح الباب ليجد أمه فى انتظاره فقد أنهت عملها مبكرا فرحة بابنها البكرى الذى دخل الجامعة وشرفها بين صديقاتها لتعد له كل الطعام الذى يحبه

  • نورت البيت يا حبيبى ...... قولى عملت إيه النهاردة
  • أخدنا محاضرتين خلصتهم وجيت علطول يا ماما بس مش مستريح ...... مافيش حد معايا من زمايلى ومش واخد على جو الضحك و المياصة اللى هناك ده
  • قصدك يعنى مياصة البنات فى الجامعة
  • لا يا ماما .... مياصة الولاد .... حتى الهدوم اللى لابسينها مش مريحانى ومحسسانى بأنى فى مكان غلط.... حاسس نفسى غريب و بعيد عنهم جدا
  • ولا يهمك يا حبيبى إنت بس إتعودت على نظام المدرسة العسكرية ونسيت جو الحياة بعيد عنها .... بكرة تتعود وهتلاقى ناس شبهك تصاحبهم
  • هنشوف ..... كده أو كده بابا خلاص دبسنى ومرضيش يخلينى أقدم فى الكلية العسكرية اللى كنت عايزها ولازم أكمل
  • ماشى يا حبيبى .... طول عمرك عاقل وقوى وبتعرف تواكب ظروفك .... غير هدومك لغاية ما أعملك الغدا
  • لا مافيش داعى للغدا ..... هاغير وآخد دش يفوقنى وهنزل لطنط أم منى .... عايزانى أغير لها الأنبوبة وأصلح لها الكهربا زى كل مرة ولما بابا واخواتى يرجعوا هتغدى معاهم
  • أها ..... هى منى رجعت من الكلية ؟
  • متخليش مخك يروح لبعيد يا ماما ..... منى صاحبتى وزى أختى وبس والموضوع اللى بتفكرى فيه عمرى ما هافكر فيه
  • براحتك .... بس البت متتفوتش .... حلوة و زى القمر وجسمها حكاية ومتربية
  • بس مبفكرش فيها غير زى ما بفكر فى أصحابى .... يرضيكى اتجوز واحد صاحبى يا حضرة الناظرة
فغرقت امه فى الضحك حتى دمعت عيناها من تعبيره

  • وهو فيه واحد صاحبك جسمه فيه التضاريس اللى فى جسم منى يا خايب .... على كل حال براحتك بكرة تندم لما تروح منك
  • لأ مش هندم وشفت تضاريس كتير النهاردة أكتر من تضاريس منى بتاعتك دى بكتير.... متعطلينيش بقى علشان انزل لطنط واطلع انام شوية
وتركها وذهب لغرفته الصغيرة التى إقتطعها أبوه من إحدى الغرف الكبيرة بمنزلهم وخصصها له بمجرد ظهور نتيجة الثانوية العامة لتصبح غرفة منفصلة خاصة بمهندس المستقبل حيث تناول بعض الملابس من دولابه واتجه للحمام وأدخل نفسه تحت الماء الساخن واستسلم لذكريات صداقته بمنى وأحداثها التى لم تؤثر يوما على صداقتهم أو تحولها لشئ آخر رغم إكتشافهم لأجسادهم وتحولاتها سويا منذ بداية مراهقتهم

أنهى أمجد حمامه واستبدل ملابسه بملابس أخرى أكثر ملاءمة لمهمته مع جارته فارتدى بدلة تدريب وحذاء خفيف وأستأذن أمه واتجه لشقة جارتهم ودق الباب لتفتح له أم منى بنفس العباءة الفضفاضة التى ترتديها تخفى بها تفاصيل جسدها كعادة كل سيدات هذا الوقت عند إستقبال ضيف غريب

  • أهلا يا أمجد ..... إتأخرت ليه يا واد .... أنا افتكرتك نسيت وكنت هأتصل بأمك تطين عيشتك
  • لاأتأخرت ولا حاجة يا طنط هى نص ساعة بالدقيقة زى ما وعدتك
  • عندك حق .... طول عمرك مواعيدك مظبوطة من ساعة ما كنت عيل صغير ..... الظاهر إن انا اللى كنت مستعجلة عالأنبوبة ..... تعالى خش
ودخلت ودخل ورائها وأغلق الباب خلفه وبمجرد إغلاقه إلتفتت إليه أم منى وتغيرت تماما واندفعت نحوه تطوق عنقه بذراعيها وتلقى برأسها على صدره

  • وحشتنى أوى يا أمجد ..... يخربيتك عدى عليا إسبوع بحاله من آخر مرة كنت عندى كنت مولعة فيه نار
  • وانت كمان وحشتينى يا ريرى .... بس منى كانت طول الأسبوع موجودة ومقدرتش أكون معاكى لوحدنا
ورفعت شفتيها ناحيته فالتقم شفتيها يمتصها بجنون بينما تمتد يديه إلى ثدييها تعتصرهما فى عنف ورفعت يدها لتفك أزرار عباءتها فأمسك بيديها

  • كبرت يا أمجد وبقى ليك مزاج فى النيك وبتحب تقلعنى بنفسك
  • بحب أشوف جسمك وانا بعريه حتة حتة بأيدى
  • كل جسمى تحت أمرك وكل اللى عايزه يتعمل
فالتقم شفتيها ثانية يلتهمهما بشفتيه وأخرجت لسانها كى يمتصه أمجد بينما تمتد أصابعه لأزرار عباءتها حتى فتح جميع الأزرار وهبط بشفتيه يقبل رقبتها بهدوء وهو يزيل العباءة عن كتفيها ويهبط بشفتيه أكثر فيمررها على كتفيها بينما ينزل العباءة عن ذراعيها ويهبط بشفتيه أكثر مقبلا نحرها ثم صدرها ويترك العباءة لتسقط أرضا ويبعد جسدها قليلا وينظر إلى هذا الجسد الذى جاوز الأربعين لكنه لا يزال يحتفظ بكامل نضارته وكأنها لا زالت فتاة فى العشرين

كانت أم منى ترتدى تحت عباءتها بيبى دول قصير أسود بدون سوتيان وتظهرحلماتها الفاتحة تحته بوضوح وتحته كيلوت صغير من نفس اللون ويشف البيبى دول والكيلوت عن جسدها الأبيض وتكاد شفرتى كسها أن تظهرا من الكيلوت من الأمام بينما يختفى جزءه الخلفى بين فلقتيها المكورتين المرتفعتين إرتفاع بسيط فى شكل مثالى ولا يوجد بجسدها أى ترهلات بإستثناء كرش صغير لا يشوه منظر جسدها بل يزيده إثارة وسوة منتفخة تحتها كس يلمع من فرط العناية به يحيط به فخذان مثاليان فى إستدارة رائعة تزيدان من إثارة هذا الكس الجميل

كانت أم منى تملك جسد متناسق مثير رغم ميلها للقصر وكما كان يسمع دائما أمه وهى تتحدث عنها تملك ساقين لا ينافس جمالهما إلا ساقى منى إبنتها الوحيدة وكانت أم منى تعلم مدى جمال سيقانها وتهتم بهما كثيرا وتحرص على إظهار جمالهما ولا تخرج من باب شقتها دون أن ترتدى خلخال يبرز مدى روعتهما أمام باقى الجارات حتى أن ام أمجد وهى صديقتها المقربة كانت دائما ما تنصحها بأن تخفى جمال سيقانها خوفا من حسد الحاسدات وخاصة جارتها بالدور الرابع التى تقف كثيرا خلف بابها تتجسس على كل ما يدور بين أم منى وبين أى شخص يأتيها حتى الباعة الجائلين

طالت نظرة أمجد لجسد أم منى حتى شعرت هى أنه تاه فى تأمل جسدها فقاطعت تأمله

  • مالك يا واد .... أول مرة تشوف جسمى
  • مش أول مرة ..... لكن باحب اللون الأسود عليكى أوى .... يجنن الأسود على لونك الأبيض ده
فاحمر جسد أم منى من إطراء أمجد على ما ترتديه وزادتها الحمرة جمال وإثارة فخفضت بصرها لأسفل وهى تكلمه

  • عارفة إنك بتحب الأسود عليا وعشان كده نزلت امبارح أشتريتلك الطقم ده
فانقض أمجد عليها وأحاط جسدها بذراعيه ورفعها حتى ابتعدت ساقاها عن الأرض فاحاطت رقبته بذراعيها فلف ذراعه الأيمن حول خصرها بينما يده اليسرى ترفعها من طيزها متمسكة بفلقتيها بشدة وسار بها متجها لغرفة نومها التى يحفظها جيدا ودخل بها من الباب وأغلق الباب خلفهما بقدمه وأنزلها حتى لامست قدميها الأرض وقد أحنى جسده قليلا ليلتقم شفتيها التى لا يشبع منهما أبداً بينما أمتدت كفيه لفلقتيها تعتصرهما بعنف وضغطت هى صدرها على صدره ومدت يديها تفك له سوستة الجاكيت الذى يرتديه حت أنكشف صدره فأخذت تقبله بجنون بينما هو يزيح كلوتها من الخلف جانبا ويدخل يده تحته ليغرس اصابعه بين فلقتيها ويضغط إصبعه الأوسط فيغوص بسهولة فى شرجها فتتأوه مستمتمعة

  • مليت خرم طيزى بزيت الورد اللى بتحبه علشان عارفة انك بتحب تنكيها
  • أنا باحب انيك كل حتة فيكى يا لبوة
فزادتها كلماته إثارة ورفعت من شبقها فانقضت تقبل بطنه وهو واقف حتى وصلت لبنطاله فجلست على طرف الفراش وأنزلته بسرعة فهى تعلم أنه لم يرتدى ملابس تحتية كما تحب دائما أن تراه وانقضت على زبره المنتصب تتشممه وتملأصدرها برائحته ثم تلعق خصيتيه وتحرك لسانه على زبه صعودا حتى الرأس فتدخلها فى فمها وهى تنظر لعينيه تراقب تلك اللمعة التى تملأها دائما عندما يشتعل شبقه فيمد يديه ينزل حمالة البيبى دول عن كتفيها ليكشف صدرها الذى لا يزال محتفظا بشكله لم تشوهه السنين فيعتصرهما بشدة متحسسا الحلمات بيده ثم يقبض على حلمتيها باصابعه ويقرصهما بعنف فتصرخ صرخة الم فيدفع زبره بقوة داخل فمها حتى تكاد راس زبره تصل لحلقها فتغلق فمها عليه وتعض عليه بشدة فيترك ثديها الأيمن ويمسك بشعرها يجذبه بشدة للخلف فتتأوه آهة مكتومة وتخفف من عضتها فيبدأ بإدخال زبره وإخراجه فى فمها ويثنى ركبته ويضعها على حافة السرير أمام كسها فترفع نفسها قليلا وتضع كسها على طرف ركبته وتفركه عليها بشدة وهى لا تتوقف عن مص زبره ورضاعته فتنفرج شفتا كسها وتصبح ركبته ملامسة زنبورها المبتل بشدة من سوائلها لا يفصلهما إلا نسيج الكيلوت الرقيق وتتحول حركتها لفرك جنونى لكسها بركبته حتى ينتفض جسدها وتضم فخذيها على ركبته فينتزع زبره من فمها ويمسك بساقيها من أسفل ركبتيها ويرفعها للأعلى فتنام على ظهرها مرفوعة الفخذين فينزع عنها الكيلوت ويسقطه أرضا ثم يفتح ساقيها بشدة ويدفن وجهه بين فخذيها المفتوحين ويبدأ فى لعق كل ما يخرج منها من عسل لزج فيرتفع صوت تأوهاتها وجسدها ينتفض على الفراش بعنف شديد

  • دخله يا أمجد ....حرام عليك مش قادرة
فلا يستمع إليها بل يرفع ساقيها لأعلى أكثر حتى يصبح خرم طيزها مواجها لفمه فينقض عليه بلسانه يلعقه ويدخل فيه طرفه فتمد يديها تفتح بها فلقتيها مفسحة الطريق للسانه ليلعق كل ما بين هاتين الفلقتين من خرم طيزها حتى يصل لزنبورها فيأخذه بين شفتيه ويعضعضه برقة وهى لا تتوقف عن الأنين والتأوه

  • دخل زبك بقى .... هاموت فى إيدك يخربيتك
ولكنه لا يتوقف ويظل يفرك وجهه وشاربه على كسها فيرتفع صوت أنينها مرة ثانية وتنتفض للمر الثانية قاذفة فى وجهه بمائها غزيرا وتضم فخذيها على رأسه وتترك فلقتيها لتمسك برأسه بكلتا يديها تدفعها بقوة لكسها وهو لا يتوقف عن دعك كسها بشاربه حتى فى ذروة لحظات شبقها فتترك رأسه وتضع يديها على فمها لتكتم صوت صراخها الذى كاد ان ينطلق عاليا وقبل أن تنهى قذفتها يحرر أمجد راسه من بين فخذيها ويضغطهما حتى يلامسا صدرها ويدفع زبره كاملا داخل كسها فتخرج منها شخرة عالية لم تستطع كتمانها فيترك زبره داخل كسها للحظات قليلة ثم يخرجه برفق حتى يسحبه كاملا فتشعر بأن روحها تنسحب منها فتشهق شهقة لا تقل فى صوتها عن شخرتها فيدفع زبره داخلا ضاغطا عليه بكل قوته ويبدأ فى إخراج زبره وإدخاله مرات ومرات وكأنه يطعنها به فى كسها الذى سالت منه شلالات مائها وكأن قذفاتها تتداخل ولا تنتهى وفقدت تماما القدرة على التحكم فى جسدها وتركته لهذا الفتى ليفعل به ما يشاء فأدارها لجانبها الأيمن وضم ساقها اليسرى لصدرها ولم يخرج زبره من كسها وأخذ يدخل زبره ويخرجه بكل ما فى شبابه من قوة وارتفع صوت ارتطام عانته بفلقتيها وهى لا تتوقف عن الـتأوه وبين الحين والآخر تصدر منها صرخة تحاول كتمها بيدها فتنجح أحيانا وتفشل أحيانا وكسها لا يتوقف عن النبض والإنقباض على زبر أمجد ولم تعد تعرف كم مرة قد قذفت مائها على زبره وفاضت الملائة تحتها بما يخرج منها من سوائل لزجة فأدارها ثانية حتى نامت على وجهها وورفعها من وسطها فاستجابت له بكل سهولة ووضع تحتها وسادة فارتفعت مؤخرتها للاعلى فأمسك بيديها ووضعها على فلقتيها فأمسكت بهما وفتحتهما لأقصى ما تستطيع وقد عرفت أن وقت دخول زبره لشرجها قد حان فجلس على ركبتيه بين فخذيها وأخذ يقبل خرم طيزها قبلات طويلة ويخرج لسانه يلعقه مستمتعا برائحة زيت الورد الذى ملأت به فتحة شرجها قبل حضوره حتى أكتفى من لعق ذلك الخرم الذى أنفتح داعيا زبره للدخول فقام واقفا وزبره ينتصب أمامه كسارية العلم فأمسك بزبره وجلد به خرم طيزها مرات ومرات حتى وضعه على الخرم الجميل الذى يدعوه للدخول وضغطه بهدوء فانزلق داخلا بنعومة بعد أن أرخت هى له كل عضلات نصفها السفلى حتى أصبح زبره كاملا داخلها فتركه قليلا وبدأ فى إخراجه بهدوء شديد حتى خرج كاملا فشهقت شهقتها المعتادة

  • دخله تانى يا أمجد دخله أبوس إيدك
فاستجاب لها وأدخله ثانية بهدوء حتى لم يبق خارج خرمها إلا خصيتيه وتركه للحظة وأعاد إخراجه حتى لم يبق داخلها إلا رأسه ثم دفعه ثانية فأطلقت أنين لذة فعرف وقتها من خبرته معها أن شرجها قد أصبح مستعدا لأخذ دوره فأخذ يزيد من حركته دخولا وخروجا وقد أدخل إبهام يده اليمنى بكسها يدعكه من الداخل بقوة فى نفس الوقت وانطلقت هى فى التأوه وقد دفنت وجهها بالفراش تكتم تلك التأوهات حتى ازدادت سرعة نيك أمجد لتلك الطيز المفتوحة التى تدعوه لإفراغ منيه داخلها وارتفع صوت تنفسه مع تأوهات خشنة تخرج من جوفه تتجاوب معها تأوهاتها المتصلة حتى أتت لحظة قذفه متوافقة مع لحظة بداية قذفها فدفع بزبره كاملا لداخلها وضغطه بكل قوة جسده ونام عليها قاذفا بلبنه ساخنا غزيرا يملأ ذلك الشرج فأطبقت على زبره بكل قوتها بعضلات طيزها بينما ينتفض جسدها أسفل منه معلنا إتيانها بشهوتها مرة أخيرة حتى أنتهيا من قذفهما سويا فنام عليها بصدره ولف ذراعيه حول صدرها يداعب ثدييها برقة ومر وقت وهما على نفس الوضع حتى ارتخى زبره وخرج من خرم طيزها فتأوهت آهة متعة طويلة فنام بجانبها وجذبها لتهبط من فوق الوسادة الموجودة تحتها وترتخى بين ذراعيه لاصقة ظهرها ببطنه وقد إحتضنت فلقتاها زبره المرتخى وهدأ صوت تنفسها قليلا واعتدلت لتواجهه وتغيب معه فى قبلة هادئة طويلة وتريح رأسها على ذراعه ناظرة فى عينيه

  • يخربيت كده يا أمجد ..... كل مرة تبهدلنى كده
  • مبسوطة يا ريرى ؟
  • كل مرة بانبسط عن اللى قبلها ..... فاكر أول مرة يا واد ؟
  • وهى دى تتنسى ؟
  • كانت أول مرة حد يشوف كسى غير أبو منى .... بس أنتا شوفت كس تانى قبل كسى يا جبان
  • ماهو مش كس غريب برضه يا ريرى وبعدين ده كان لعب عيال
  • لعب عيال برضه يا كداب ؟؟ البت ماسكة زبك وانت بتلعب فى كسها وتقلى لعب عيال
  • ماهو بعدها أنتى منعتيها تلعب معايا فى سطح البيت زى ما كنا بنلعب
  • خفت لتفتح البت وهى لسة يا دوب مجتهاش غير دورة شهرية واحدة
  • أفتح أيه بس وأقفل إيه يا ريرى دانتى من يومها وانتى محتكرة زبى لحسابك
  • إستعبط يا واد إستعبط .... مانا عارفة إن إنت وهى معرفين بعض كل حاجة عن بعض حتى شكل بزازها وشكل زبرك
  • ماهى منى مش غريبة برضه يا ريرى وإنتى عارفة ان احنا أقرب أصحاب لبعض من ساعة ما دخلنا المدرسة
  • بس الغريبة إن إنتوا لا حبيتوا بعض ولا حاولتوا حتى
  • علشان إحنا الأتنين إصحاب جدا وسرنا مع بعض فمينفعش نحب بعض ... ممكن نريح بعض لما نكون محتاجين بس لكن هى مش ممكن تحبنى ولا أنا ممكن أحبها
  • ماشى يا عم الفيلسوف ..... قوم بقى البس هدومك علشان امك متشكش فى حاجة ... أنا لسة هاغير ملايات السرير واكياس المخدات اللى إنت غرقتها دى
  • أنا اللى غرقتها برضه ؟ أنا كل اللى نزل منى لسة جوا طيزك مخرجش
  • طب قوم يا وسخ البس هدومك
  • طب تعالى وصلينى للباب وقوليلى الكلمتين إياهم علشان برج المراقبة اللى ساكن قصادك
  • ماشى
وقاما متجهين لباب الشقة والتقطت فى طريقها عبائتها وارتدتها بإحكام وقبل أن تفتح الباب أمسك بها من طيزها فاستدارت له وغابا فى قبلة عنيفة

  • إنت إيه متعبتش ؟ لم نفسك بقى واطلع بيتكم .... نشوف يوم تانى تكون البت منى مش موجودة
  • حاضر يا قمر
وفتحت باب الشقة بعد أن إطمأنت بأن مظهرها ومظهره لا ينبئان بما جرى بينهما ووقفت تودعه بصوت عال أمام الباب

  • متشكرة أوى يا أمجد ..... متنساش تقول لماما إن انا هاعدى عليها بكرة .... هابعتلك حاجة حلوة النهاردة
  • حاضر يا طنط هاقولها .... لما منى تيجيى سلمى عليها ولو خلصت الكتاب اللى خدته منى تبقى تطلعه فى أى وقت .... أنا مش رايح حتة النهاردة
  • حاضر يا حبيبى مع السلامة
وصعد الشاب أمجد السلم فى خطوته المنتظمة وقامته المعتدلة كعادته لكنه كان يشعر بداخله بأنه فى قمة إنتعاشه وحيويته وفتح باب شقته ليجد أمه فى المطبخ منهمكة فى إعداد الغداء ليدخل عليها ليعلمها برجوعه

  • أنا جيت يا ماما
  • ماشى يا حبيبى عملت لأم منى اللى هيا عايزاه
  • أيوه يا ماما .... غيرت لها الأنبوبة وصلحت لها الكهربا .... خدت شوية وقت لكن صلحتها
  • برافو عليك يا باشمهندس
  • يا ماما قلنا لسة بدرى على باشمهندس دى ..... وبعدين تصليح الكهربا مش محتاج مهندس ... محتاج كهربائى
  • أعملك حاجة تاكلها لغاية ما بابا واخواتك يرجعوا
  • لو تسمحى بس أنا محتاج كوباية شاى وهاريح شوية لغاية ما يرجعوا
  • حاضر يا حبيبى .... خش أوضتك وهاجيبلك كوباية الشاى بالنعناع اللى انت بتحبها لغاية عندك
  • شكرا يا ماما
وعاد لغرفته الصغيرة واستلقى على فراشه واستغرق فى ذكريات سنوات مضت حددت علاقته بمنى وأمها وابتسم فى سعادة وفتح الراديو على محطة البرنامج الموسيقى ليكمل إستمتاعه بيوم بدا له سيئا فى بدايته لكنه تغير ليوم جميل

الجزء التانى

مقدمة

عندما بدأت فى كتابة الجزء الثانى من القصة وجدت أنه من الضرورى تنبيه السادة ا لقراء بأن أحداث الأجزاء الأولى من القصة تدور فى ثمانينيات القرن العشرين حتى لا يستغرب البعض بعض الأحداث التى تمر بأبطالها حيث وقتها لم بكن هناك موبايلات ولا مواقع تواصل إجتماعى وبالطبع لا إنترنت ولا أجهزة كومبيوتر فنظام الويندوز لم يُبتكر أساسا إلا سنة85

لا وجبات سريعة ولا شركات أوبر وكريم ولا محلات مشروبات أجنبية

لم يكن هناك سوبر ماركت لكن كان هناك البقال والخضرى والفكهانى

وقتها كان راتب الموظف الكبير لا يتجاوز 300 جنيه شهريا وكانت الفراخ تباع ببطاقة التموين فى الجمعية الإستهلاكية وبالطابور

كان الرجال رجال والنساء نساء وكان أصحاب الميول الأخرى يتخفون فقد كانوا يعتبروا فى أيامها وصمة عار تطارد أسرهم وكل من له علاقة ولو سطحية بهم

لم يكن هناك مدارس تجريبية ولا مدارس إنترناشيونا ل ولا مدارس مشتركة بعد المرحلة الإبتدائية ولا يتعلم فى المدارس الخاصة إلا الفاشل الذى رفضته المدارس الحكومية

كان هناك نظام المدارس الثانوية العسكرية التى تستقبل الطالب فى بداية مراهقته لتخرجه بعد سنوات ثلاث رجل قادر على حمل السلاح و تحمل المسؤلية

قد يظن بعض الشباب الآن انهم يمرون بأوقات صعبة لكن الحقيقة أن شباب الثمانينيات كانت أوقاتهم أكثر صعوبة

كانت أيام أكثر صعوبة بكثيرلكنها كانت بالتأكيد أقل تعقيدا




والآن فلنعد إلى قصتنا​

...........................................................................

قطع تأمل أمجد دقات أمه على باب غرفته قبل أن تدخل حاملة كوب الشاى بالنعناع لتضعه على مكتبه الصغير الذى يحتل كثير من فراغ الغرفة مع ترابيزة الرسم التى أشتراها أبوه وأصرعلى أن تكون موجودة بمجرد ظهور نتيجة التنسيق لتجد أمجد مستلقيا على ظهره يستمتع بالموسيقى الكلاسيكية التى لا تفهم سر حبه لها ولا تعرف كيف يحب أبنها تلك الموسيقى التى لا يتناسب ذوقها مع سنه ولا مع مايستمع إليه الشبان فى نفس سنه لكنها لم تعلق أبدا على إختياراته فهو مختلف منذ صغره عن باقى أقرانه وتشعر دائما بأن تفكيره أكبر من سنه

  • عايز حاجة تانى يا حبيبى ..... أعملك سندوتش تاكله مع الشاى
فابتسم أمجد ونظر لأمه فى حنان

  • يا أمى قلت لك مش جعان وهاستنى بابا واخواتى نتغدى سوا .... وبعدين الشاى بالنعناع بيتشرب لوحده
  • زى ما تحب .... هتنام
  • هاشرب الشاى وانام وصحونى عالغدا
  • هى منى هتطلع النهاردة ؟
  • يخربيت منى اللى واكلة دماغك .... يا ماما يا حبيبتى لو عايزة تطلع هتطلع ... هى هترجع من كليتها بليل
  • ماشى يا حبيبى .... أصلها وحشتنى
  • وحشتك إيه بس يا ماما ماهى كانت مرزوعة امبارح عندنا لغاية السعة 9 ومنزلتش غير لما طردتها
  • صحيح .... حد يطرد بت زى القمر كده
  • يوووووه يا ماما .... برضه اللى فى دماغك فى دماغك مافيش فايدة
  • خلاص متتعصبش أنا خارجة وسايباك .... بس بقولك بكرة تندم لما تلاقيها اتجوزت ..... بت زى دى مش هتستنى
  • يا ماما أبوس إيدك ارحمينى من منى ومن سيرتها علشان دى بتيجى عالسيرة وهلاقيها ناطة هنا زى القرد وانا عايز استريح
  • خلاص اتخمد .... مانت عيل فقرى طول عمرك
وخرجت أمه وتركته يبتسم من إصرارها على تنفيذ خطتها فهو يعلم أن أمه تحب منى وتعتبرها الأبنة التى تمنت أن تنجبها لكن نصيبها أن تنجب ثلاثة من الذكور او كما تقول دائما ثلاث عيال ناشفين بينعروا فى البيت زى الجاموس

أنطلقت من الراديو الصغير بجوارأمجد موسيقى شهرزاد التى يعشقها وانطلقت معها ذكرياته عن هذا اليوم الذى ظبطته فيه أم منى معها فى البرجولة التى صنعها ابوه فوق سطح العمارة

إنه يتذكر كل تفصيلة فى هذا اليوم رغم مرورأكثر من ثلاث سنوات

منى كانت صديقته الحميمة التى لا يستغنى عنها ولا تستغنى عنه فهم رفقاء منذ ولادتهم فى نفس العام يفصلهم شهر واحد فقط ولم ينفصلا يوما واحدا منذ مرحلة الحضانة ودخولهم نفس المدرسة الإبتدائية وكم بكى وبكت فى بداية المرحلة الإعدادية عندما دخل كل منهم مدرسة منفصلة . فوقتها كان للبنبن مدارس منفصلة عن مدارس البنات من بداية المرحلة الإعدادية

وقتها كان لقائهم اليومى بعد العودة من المدرسة يمتد لساعات فى البرجولة فوق سطح عمارتهم يذكر كل منهم للآخر تفاصيل يومه ويستذكرا دروسهما معا ولا ينفصلا إلا وقت النوم

يتذكر كيف حُجبت عنه منى إسبوعا كاملا لا يراها وكلما سأل عنها أخبرته أمه وأمها أنها مريضة ولا يمكن له رؤيتها حتى تشفى

وقتها كانت تنتابه حالة جديدة عليه فقد لاحظ إنتصاب عضوه كل يوم عند إستيقاظه ووقتها خجل من أن يسأل أمه أو أبوه عما يحدث له فكتم الأمر عن الجميع لكنه كان يتوق ليخبر صديقته الوحيدة وكاتمة أسراره بعدما سمع من زملاء المدرسة ومعظمهم كانت تنتابه نفس الحالة أنها علامات الرجولة بدأت تظهرعليهم فأراد إخبار منى التى كانت تفخر عليه بأن علامات أنوثتها بدأت فى الظهور ببداية إنتفاخ صدرها وأخبرتها أمها أنها بدأت تكبر وسيصبح لها أثداء مثل النساء

يتذكرما حدث بعد مرور الأسبوع وكيف التقاها على السلم عند عودته من المدرسة . يتذكر كل كلمة دارت بينهما

  • خفيتى ؟؟ كنت خايف عليكى قوى
فضحكت ضحكة بسيطة

  • أه خفيت يا أمجد ..... فيه حاجة مهمة عايزة أقولك عليها
  • وانا كمان فى حاجة مهمة أوى عايز أقولك عليها
  • خلاص هاغير واحط شنطتى واطلعلك
  • ماشى .... هاغير هدومى واستناكى عالسطح
لم ينتظرها أمجد طويلا يومها حيث كانت متشوقة لإخباره بما لديها من أخبار ومعرفة ما لديه من جديد فسرعان ما كانت معه فى البرجولة التى تحجب النظر عن الأسطح المجاورة بسقفها المصمت لكنها لا تحجب النظر عن من يقف قريبا منها بجوانبها الخشبية ذات الأخشاب المتقاطعة

  • ها قوليلى كنتى عيانة عندك إيه
  • مكنتش عيانة يا عبيط .... كان عندى الدورة
  • دورة إيه يا بت اللى عندك ؟ كنتى بتلعبى كورة
  • مش باقولك عبيط .... الدورة دى بتيجيى للستات كل شهر .... يعنى أنا بقيت كبيرة خلاص زى ماما ومامتك وممكن اتجوز
  • وإيه الدورة دى بقى ؟ يعنى عبارة عن إيه ؟
  • بينزل منى نقط ددمم كده من تحت
  • من تحت إزاى يعنى
  • من تحت يا اهبل
واشارت إلى مكان كسها

  • يع .... يعنى بتشخى ددمم
  • لأ يا واد بنزل نقط ددمم كده وماما بتحط لى فوطة فى الكيلوت علشان محدش يعرف
  • برضه مش فاهم
  • ومش هتفهم .... قولى بقى كنت عايز تقولى إيه
  • أنا كمان بقيت راجل زى بابا وباباكى
  • هو انتوا كمان بيجيكوا دورة ؟
  • لأ يا هبلة .... لما الواحد فينا بيبقى راجل حمامته الصبح لما يصحى بتكون كبيرة وبتبقى ناشفة زى الخشبة كده
  • إنت بتكدب عليا
  • وهاكدب عليكى ليه
وبسبب فضول المراهقين وجدت منى نفسها تمد يدها لتلمس مكان زبر أمجد أو كما كانوا يسمونه فى صغرهم حمامته وكمراهق وجد أن عضوه الصغير ينتصب من أثر لمستها تدريجيا

  • شوفتى أهو بدأ يكبر أهو
  • يكبر أزاى يعنى ؟ ورينى
  • أوريكى وتورينى الدم كان بينزل منين ؟
  • ماشى أوريك وتورينى .... بس ماما قالت لى إن ده عيب
  • محدش هيعرف
وأنزل بنطاله وكيلوته قليلا وأخرج عضوه بينما رفعت هى طرف فستانها من الأمام وأنزلت كيلوتها ولم يكن يعرف كلاهما أن ذلك سيتسبب فى إستثارة مراهقتهما فانتصب زبر أمجد بشدة فمدت منى يدها لتمسكه وظهرت بعض قطرات البلل على كسها ولا أراديا مد أمجد يده ليتحسسه واستغرقا لحظات فى متعة لا يدرى أيهما ما سببها فهم بسبب تربيتهم المتشددة لم يكونا يعرفا شيئا عن الجنس رغم سنهم الكبير نسبيا حيث كان الحديث عن الجنس وقتها من المحرمات التى لا يجوز التحدث عنها مع الصغار أو حتى فى وجودهم

قطع متعتهم السريعة تلك صوت أم منى أتاهم من حيث تقف بجوار البرجولة وتراهم من بين أخشابها

  • يا نهار أبوكو إسود إنتوا الأتنين ..... إنتوا بتعملوا إيه ؟
وهرولت داخلة للبرجولة حيث جذبت إبنتها من شعرها بيد بينما باليد الأخرى خلعت شبشبها تنهال به على أمجد وبينما أنزلت منى فستانها لم يستطع الصبى رفع بنطاله وظل زبره خارجا حتى أنتهت فورة غضبها موجهة الكلام لإبنتها

  • إنزلى استنينى تحت .... وقعتك سودة النهاردة
  • وانت متتحركش من مكانك لغاية ما اخلص حسابى معاك
حاول الصبى وقتها رفع بنطاله بينما جرت منى ناحية باب السطح ونزلت السلم لكن أم منى نظرت له نظرة جمدته مكانه

  • خليك زى مانت أنا هانده أمك تشوفك ولما أحكيلها هتخلى أبوك يقطع لك حمامتك اللى فرحان بيها دى
فبدأ الصبى بالبكاء وقد تجمد الدم فى عروقه ولم يستطع التحرك من مكانه وبدأ فى التوسل لأم منى ألا تخبر أباه وأمه فأبوه لن يرحمه بشدته وعنفه فى العقاب

وأخيرا بدا له أن أم منى قد رق قلبها قليلا حيث خفت حدة نبراتها واتجهت لباب السطح وأغلقته بإحكام وعادت للبرجولة حيث جلست أمامه بينما هو واقف وقد إنحسر بنطاله حتى قرب ركبتيه

  • تعالى هنا يا زفت انت أقف قدامى
فتقدم أمجد بتردد حتى بات قريبا منها فنظرت إلى زبره الذى إنكمش حتى كاد أن يختفى من شدة الرعب الذى إنتابه

  • إنت مش عايزنى أقول لأمك عالمصيبة اللى عملتها
  • أيوه يا طنط وأوعدك إنى مش هاعمل كده تانى
  • طب قرب متخفش ومتترعش كده
فاقترب منها أمجد يتعثر فى بنطاله الساقط حتى كاد أن يلتصق بها فى جلستها فمدت يديها تحتضنه برقة لم يكن يتوقعها حتى التصق صدره بصدرها وهمست فى أذنه

  • خلاص مش هاقول لحد على اللى عملته ... بس إنت كمان أوعى تفتح بوقك وتجيب سيرة اللى حصل النهاردة
فهدأ الصبى قليلا واستسلم لحضنها الذى كان مختلفا تلك المرة عن كل المرات التى إحتضنته بها وشعر بدفء ينتقل إليه من ذراعيها وصدرها الذى ضغط على صدره ولأول مرة يشعر بملمس ثدى أنثى غير أمه على صدره وزودته حرارة الأنفاس التى تخرج قرب أذنه بشعور غريب عليه وفوجئ بأم منى تمرر يديها على ظهره العارى بعد أن رفعت له ما كان يرتديه بينما تسللت يدها لخصيتيه تتحسسهما برفق ولم يكن وقتها قادرا على فهم ما انتابه من إحساس جعل زبره ينتصب بشدة وأم منى تتحسسه بيد خبيرة وتضغط على راسه ضغطات رقيقة حتى شعر بأن عضوه يكاد ينفجر من شدة إنتصابه

إستسلم أمجد تماما وقتها لأم منى تفعل به ما تشاء وتحرك جسده بين يديها كيفما ارادت حتى أنامته على ظهره وأحاطت خصره بساقيها وفوجئ بها ترفع عباءتها التى ترتديها لأعلى وتخلع كيلوتها وتجلس على ركبتيها ثم تمد يدها لزبره تمسكه وتمرره على كسها الذى شعر بحرارة تخرج منه ولزوجة سائل ما لم يكن وقتها يدرى ماهيته تبلل زبره وبعد أن مررت زبره على كسها مرات ومرات أدخلته بداخلها ليشعر بدفء شديد يحيط بعضوه ولزوجة تسهل تحرك أم منى عليه صعودا وهبوطا لوقت بدا له طويلا إنتهى بإنتفاض جسدها وضغطها عليه بقوة وسوائل كثيفة كثيرة تخرج منها لتبلل بطنه وزبره وخصيتيه

وقتها كان أمجد فى مرحلة بلوغه الأولى ولم يتكون بجسده المنى والسوائل اللازمة للقذف فاستمتعت أم منى بزبره حتى أتت شهوتها ولم يزعجها بقذف يتبعه إرتخاء فحصلت متعتها كاملة كافضل ما يكون

بعدما إنتهت منه أم منى قامت واقفة وأوقفته أمامها ورفعت له ملابسه وقبلته على شفتيه قبلة سريعة لكنها لم تنس تحذيره

  • لو عرفت إنك حكيت لأى حد حاجة من اللى حصلت النهاردة هاقول لأبوك وانت عارف أبوك هيعمل فيك إيه
لم يكن الصبى بحاجة لتحذير فهو لن يحكى سره لأى شخص .... فهو لا أصدقاء له غير منى وبالتأكيد لن يخبرها بما حدث فهو وإن يكن لا يلم بطبيعة ما حدث إلا أن غريزته تخبره بأن ما حدث مع أم منى سر ينبغى أن يدفن فى صدره للأبد

تسلل لذهن أمجد ذكرياته عن سؤاله فيما بعد لأم منى عما حدث يومها وإجابتها التى فسرت له ما فعلته يومها والحوار الذى دار بينهما

  • يومها البت قالتلى أنا طالعة أقعد مع أمجد فى البرجولة وقلتلها ماشى ونسيت إن البت بلغت ولسة دورتها خلصانة وإنها أكيد هايجة وانت فى نفس سنها وأكيد بلغت وهايج زيها فلبست العباية وطلعت السلم جرى قبل ماتعملوا مصيبة لقيتك مطلع زبك وهى مسكاه وانت بتلعب فى كسها ..... بينى وبينك هجت على المنظر ووقفت أتفرج شوية بس فوقت لنفسى وقلت الحقكوا قبل ما تدخل صوباعك فى كسها ولا حاجة ودخلت عليكو وكنت ناوية فعلا أخلى يومك إسود بس بعد ما البت نزلت إفتكرت شكل زبك الواقف وانا محرومة . من ساعة ما ابو منى رجع بلدهم وبقى يجيلى الأول كل تلت أيام وبعدين كل إسبوع لغاية ما بقى يغيب عنى بالشهر والشهرين والتلاتة وانا ست سخنة ومبستحملش أقعد كتير من غير نيك فكنت باصبر نفسى بأى حاجة ألاقيها قدامى قلم تخين ساعات ... خيارة مفيش مانع .... لغاية ما شوفت زبك واقف قدامى فمقدرتش أمسك نفسى وحصل اللى حصل .... صحيح انا ندمت بعدها وقلت لنفسى أهى مرة وعدت ومش هتتكرر بس بعد كام يوم لقيتنى هايجة تانى فسربت البت عند خالتها وندهتلك وبقيت أفيونتى اللى باصبر بيها نفسى
  • بس زبى ساعتها كان صغير يا ريرى كيفك إزاى ؟
  • يا عبيط الست ميكيفهاش غير الزب الواقف جامد مش مهم كبير ولا صغير .... ماهو أبو منى زبه كبير أوى ومن كبره كان بيوجعنى ومبحسش معاه باللذة اللى باحسها معاك وخصوصا أن انت يا واد بتتأخر على ما تجيب وبتمتعنى قبل ما تدخل زبك مش زى ابو منى بيرزعه عالناشف وممكن يجيب قبل منى
  • فاكرة يا ريرى أول مرة جبت فيها
  • ودى تتنسى .... كانت بعد يوم السطوح بكام شهر.... يومها واخدة راحتى وباتنطط على زبك وبعد ما نزلت شهوتى وقاعدة على زبك اتمتع بيه جوايا لقيت نافورة لبن طلعت من زبرك ملت كسى .... يومها إترعبت .... مكنتش عاملة حسابى وخفت احبل منك .... كنت هاقول للناس إيه؟ حبلت من عيل ... يومها جريت عالحمام وقعدت أنضف كسى وحطيت الخرطوم جوايا علشان أنزل لبنك منى يا مضروب
كانت أم منى بالنسبة لأمجد موسوعة جنس تعلم منها ولم تبخل عليه أو تخفى عنه أى شئ يتعلق بالجنس وبممارسته

علمته مفاتيح جسد الأنثى وكيفية إثارة شبقها ... علمته كل الأوضاع الجنسية التى تعرفها .... علمته كيف يتحكم فى فترة إتيانه بشهوته وكيف يشعر بقرب إتيان الأنثى لشهوتها وكيف يرفع شهوتها لأقصى درجاتها

إنها أعطته ما بخلت به على زوجها

جعلت زبره أول زبر يفتح شرجها وعلمته كيف يجعل الأنثى تتمتع بالجنس الشرجى

ولا ينسى أمجد جملتها التى قالتها له بعد أول ممارسة خلفية له معها

  • تعرف يا أمجد .... أبو منى حاول مرة ينيكنى من ورا .... رفضت وبهدلته وهددته بأنى هاطلب منه الطلاق .... بس إنت حاجة تانية ..... الست مش هتسمح لراجل ينيكها من طيزها إلا إذا كانت عايزة تديله كل اللى عندها
كان أمجد يشعر بأن أم منى اعطته أكثر كثيرا مما أخذته .... لم يشعر يوما بأنه تستغل شبابه وفحولته لإمتاع نفسها بل كان يشعر أنها تعطيه كل ما يمكنها إعطاؤه لترد له ما إعتبرته جميلا له فى عنقها

..............................................................

أفاق أمجد من إستغراقه فى ذكرياته على صوت أبوه الجهورى يناديه من صالة الشقة فهرع ليلبى نداء أبوه الذى وجده يقف فى منتصف الصالة حاملا معه مسطرة الهندسة الشهيرة حرف T وأنبوب حفظ الرسومات الطويل ومجموعة المساطر وأقلام التحبير التى يستعملها طلبة كليات الهندسة

حيا أمجد اباه باحترام وأخذ عنه ما يحمله وقبل يده كما اعتاد كلما رآه

  • مش بدرى شوية يا بابا على الحاجات اللى أشتريتها دى
  • لا بدرى ولا حاجة هما كام يوم وهيطلبوا منك تشتريهم ..... أنا قلت أشتريهملك بدرى
  • متشكر أوى يا بابا ..... دايما مش مخلينا مش محتاجين حاجة
كان أمجد يعلم مدى فرحة الأب بدخول ابنه الكلية التى إختارها أبوه رغم رغبته فى دخول الكلية العسكرية التى حلم بها أمجد منذ نعومة أظفاره وكان الأب يقدر لأمجد تضحيته بما يرغب فى سبيل تحقيق أمنية أبيه وكانت تلك الفرحة التى يراها أمجد فى عينى أبوه وأمه تساوى عنده الدنيا وما فيها وأقسم بينه وبين نفسه أن يحقق لأبوه ما يتمناه من رؤيته كمهندس عظيم يحقق ما فشل هو فى تحقيقه فى حياته العملية كمهندس

وكعادته نادى الأب بصوته الجهورى لأبنيه الآخرين ليقبلا عليه يقبلا يديه ويتجه الجميع للسفرة التى أعدتها الأم مسبقا ليتناولوا غداءهم ويتجه كل فرد من افراد الأسرة لغرفته ويسود الشقة هدوء شديد ..... ففى وجود الأب لايسمع صوت بالمنزل غير صوته وإذا أراد أحد أن يتحدث فليتحدث فى همس

........................................................

عاد أمجد لغرفته واستغرق فى نوم عميق إستيقظ منه على يد تهز كتفه بعنف ليفتح نصف عين ويجد منى جالسة بجواره على طرف سريره تهزه من كتفه وأمه واقفة بجوارها فيتناول إحدى الوسادتين الصغيرتين الموضوعتين بجواره ويقذف بها منى فتضحك الأم بشدة ولا تنصرف فهى تحب مناوشاتهما سويا وتتمنى فى قرارة نفسها أن يكون ما تراه أمامها بينهما دائما من مناوشات حب مخفى بداخل قلوبهما الصغيرة يخفيانه عن الجميع

  • أنا مش قلت لك يا بت إنتى متصحنيش بالطريقة دى
وانتبه لنبرته المرتفعة وتخوف من أن يسمعها أباه فأردف بصوت هامس

  • هو بابا هنا ولا نزل
فأجابته الأم بحنان

  • لا يا حبيبى بابا لسة نازل من شوية
  • ماهو عشان كده القردة دى عملالنا مولد ..... خير يا قردة الجبلاية بتصحينى بغلاسة أهلك ليه
  • تصدق أنا اللى غلطانة إنى بصحيك تاكل الحاجات الحلوة إللى أمى بعتهالك .... خسارة فيك يا كلب البحر
  • تصدقى امك أجدع منك ميت مرة .... عمرك ما جبتى حاجة انتى اللى عملاها
  • ماهو برضه لما أمى تعملك حلويات بنفسها يبقى خيرنا عليك
  • لا ياختى أمك عاملة لى حاجات حلوة علشان غيرتلها الأنبوبة وصلحت الكهربا اللى مبتبطلش لعب فيها لغاية ما مرة هتتكهرب وتجيب لنا مصيبة فى العمارة
  • إعمل فيها مهندس بقى .... على فكرة انا كنت ممكن اصلحها بس مرضتش .... قوم بقى كل الحاجات الحلوة وقولى رأيك فىها علشان أمى عايزة تعرفه
  • والطبق اللى عالمكتب ده هيكفينا كلنا يا بُخلا
  • لا يا ناصح .... الطبق ده بتاعك لوحدك يا مفجوع ..... أمى باعتة طبق تانى لطنط وعمو واخواتك
  • طب وسعى شوية عايز أخد غيار من الدولاب وأقوم اخد دش
  • قوم انت بس وانا هاناولك غيار مش عايزة أقوم
  • يا بت عيب كده انا هاخد غيار داخلى
  • ياعنى يا أخى خايف اشوف حاجة مشوفتهاش ؟ مانا اللى موضبالك دولابك مع طنط وشوفت كل حاجة
  • يا بت بلاش سفالة
ولم تلتفت منى لكلامه والتفتت للدولاب الموجود خلفها وأخرجت لأمجد غيار داخلى ناولته له فتناوله وهو ينظر لها نظرة غيظ فهو يكره أن تهدر كلامه وهى تعرف ذلك لكنها تتعمد إغاظته

وكانت الغرفة بالفعل ضيقة ورُص فيها بالكاد السرير والدولاب والمكتب وترابيزة الرسم بينما تحتل مكتبة كتبه حائط كامل بها ولا تسمح بحرية الحركة إلا لشخص واحد وتصبح الحركة بها صعبة فى وجود ثلاث أشخاص

نظر أمجد لمنى وهو على باب غرفته

  • إترزعى هنا متتحركيش ومتلعبيش فى حاجة لغاية ما ارجعلك اعرف هببتى إيه فى الجامعة النهاردة ..... ولا أقولك قومى إعمليلى كوباية شاى اشربها مع الحاجة الحلوة على ما اخلص الدش
  • أعملك شاى بنعناع ؟
  • لا يا ناصحة شاى من غير نعناع ..... قلنا ميت مرة الشاى بالنعناع بيتشرب لوحده
عاد أمجد من حمامه الذى أزال فيه عن جسده آثار موقعته مع أم منى وقت الظهيرة ليجد منى جالسة على طرف فراشه وأمه جالسة خلفها تمشط لها شعرها وتجدله وتضع فيه بعض الشرائط والتوكات الصغيرة كما تعودت أن تفعل معها طوال سنوات عمرها وتوقف للحظات يراقبهما فى بهجتهما وهز رأسه عجبا من هذا الحب الذى تكنه أمه لمنى لكنه قطع عليهما متعتهما الصغيرة

  • نجيب شجرة واتنين لمون يا حضرة الناظرة ؟؟
  • بس يا واد ملكش دعوة
  • مليش دعوة ازاى وانتى بتسرحيها على سريرى وزمان السرير اتملى شعر
  • إتملى شعر ؟ منى شعرها مبيسقطش شعراية يا حمار انت ... هو فيه زى شعر منى وجماله
  • لأ فيه ... وفيه أجمل كمان بس القرد فى عين امه غزال
  • قرد فى عينك ..... بقى فيه قرد بالحلاوة دى يا اعمى
  • طب سيبينا لوحدنا بقى شوية أشوف القردة دى عملت إيه النهاردة
وخرجت الأم وأغلقت عليهما الباب كما تفعل كل مرة تكون منى فيها مع أمجد لكنها تعودت أن تفتح الباب عليهما كل فترة . و فى كل مرة تفتح الباب وهما منفردين تتمنى أن تراهما مشتبكين فى قبلة أو حضن كما هو مفترض بين شابين فى مثل سنهما لتطمئن قلبها بأن ما تتمناه يسير فى طريقه لكنهما يخيبان أملها فى كل مرة

فهى تجدهما دائما يتحاوران أو يتناقشان فى كتاب أو قطعة موسيقى وكأنهما كما تقول لهما دائما

  • لما بدخل عليكوا وانتو لوحدكم بيتهيأ لى إنى داخلة ندوة ثقافية .... جتكوا خيبة فى خيبتكوا
بمجرد أن اغلقت الأم الباب إلتفتت منى لأمجد لتسأله بإهتمام

  • ها قولى عملت إيه النهاردة
  • ولا حاجة حضرت محاضرتين وقعدت شوية عالقهوة ورجعت صلحت لامك الكهربا وغيرتلها أنبوبة البوتجاز وطلعت نمت
  • أحا يا أمجد .... أنا بأسألك إتعرفت على بنات فى الكلية النهاردة ولا لأ
  • يا بنت المجنونة هو انا رايح أدرس ولا رايح اتعرف على بنات
  • ماهو انت لازم تتعرف على بنات يا أمجد مش معقول اللى المدرسة العسكرية عملته فيك ده ... دانت بقيت شبه عساكر الجيش
  • يا بت هى الجامعة دى معمولة علشان الولاد يتعرفوا فيها على بنات ولا عشان يتعلموا
  • الأتنين يا أهبل إتعلم واتعرف ..... مش معقولة افضل انا البنت الوحيدة فى حياتك .... لازم تقابل بنت تحبك وتحبها ... أمال هتتجوز ازاى
  • هتجوز عادى زى ما كل الناس بتتجوز .... أمى هتشوفلى عروسة تجوزهالى مع إنها حاطة عينها عليكى ومصممة تدبسنى فيكى
  • أنا تدبيسة برضه يا ندل .... دا انا كل الشباب بيتمنونى
  • أه ياختى كل الشباب بيتمنوكى بس انتى اختارتى عيل خول تمشى معاه
  • متقولش على ممدوح كده يا أمجد .... ممدوح كل البنات بتتمناه
  • كل البنات الهايفة يا منى مش إنتى
  • نفسى أعرف فيه إيه مش عاجبك .... شاب وسيم وابيض وشعره ناعم وعنيه ملونة وعنده عربية آخر موديل وطويل وعريض
  • قصدك طويل وملظلظ ..... يا بت ده لما بيمشى كل جسمه بيتهز زى النسوان
  • أمال عايزنى أحب واحد زيك ناشف ورذل وإيده عاملة زى الكماشة ... دانت يوم ما قابلتك بممدوح كنت هتكسر إيده عشان حاول يهزر معاك
  • أكسر إيده إيه بس دا أنا يدوب مسكت إيده لما حب يستظرف ويمسك نضارة الشمس بتاعتى
  • تقوم ماسكها بالعنف ده .... دى صوابعك فضلت معلمة على دراعه إسبوع
  • سيبك منه دلوقت واحكيلى هببتى إيه فى الكلية اللى مرضتيش تدخلى هندسة معايا ودخلتيها عشان سى ممدوح اللى بقاله فيها ست سنين ولسة فى سنة تالتة
  • هندسة إيه اللى افضل فيها خمس سنين دى .... وبعد ما اتخرج هاشتغل إيه ؟ طب انت هاتطلع مهندس زى ابوك ..... انا بقى ابويا تاجر عالأقل لما اخلص هاشتغل معاه فى تجارته
  • مقولتيش برضه عملتى إيه فى كليتك النهاردة
  • ولا حاجة يابنى ..... إحنا قدامنا إسبوع كده نروح ونيجيى قبل ما جدول المحاضرات ينزل أساساً
  • أمال إتأخرتى فى الكلية ليه ؟
  • كنت مع ممدوح طول النهار فى الكلية وبعد ما خرجنا عزمنى على مطعم إنما إيه يا أمجد حاجة كده تحفة زى اللى بنشوفها فى الأفلام وبكرة هنخرج سوا بليل عازمنى على حفلة عاملها واحد صاحبه فى فيلته فى المنصورية
  • يا نهار أبوكى إسود .... حفلة فى فيلا مع شوية الصيع إصحاب ممدوح .... إنتى مجنونة يا بت ؟
  • وفيها إيه ؟ ماهو ممدوح هيبقى معايا
  • ماهو المصيبة إن الزفت هيبقى معاكى ... يا بنتى دا عيل صايع ملوش أمان
  • إنت بس اللى مش واثق فيه وبتغير منه
  • أغيرإيه واهبب إيه أنا هانزل لأمك دلوقتى أخليها متخرجكيش بكرة من البيت أصلا
  • أوعى تعمل كده يا أمجد ... هاخسرك بقيت حياتى ... أنا باقولك أهو
  • طب مش هاعمل كده بس توعدينى إنك تحافظى على نفسك
  • حاضر أوعدك
  • ومتروحيش بفستان ولا جيبة .... تلبسى بنطلون ... ويكون واسع
  • يووه يا أمجد هاروح حفلة ببنطلون
  • أه يا روح امك هتروحى ببنطلون وهاشوفك قبل ما تنزلى وهتأكد إنك مش هتغيرى بعد ما أسيبك وإلا هانزل دلوقتى لأمك .... إيه رأيك ؟
  • خلاص .... أنا غلطانة إنى قلت لك على موضوع الحفلة ده
  • وانتى كنتى تقدرى متقوليليش .... يا بت ده كل زمايلى اللى كانوا معايا فى المدرسة ومدخلوش حربية دخلوا معاكى الكلية ومخليهم حاطين عينهم عليكى
  • كمان بتراقبنى .... ماشى ماهى غلطتى من الأول إنى خليتك تتحكم فيا كده
  • لا يا حلوة ...مش إنتى اللى خلتينى أتحكم فيكى ... أمك و ابوكى هما اللى موصينى عليكى ومخلينى آخد بالى منك عشان خايفين عليكى علشان معندهمش غيرك
  • طيب خلاص مضطرة اسمع كلامك مؤقتا.... بكرة ممدوح لما يخلص الكلية ويخطبنى هاستريح من تحكماتك دى
  • أفلح إن صدق
ومد أمجد يده تحت وسادته وأخرج محفظته ليخرج منها عشرة جنيهات ليناولها لمنى

  • إيه ده يا أمجد ؟
  • عشرة جنيه ... هتخليها معاكى فى جيب البنطلون مش فى شنطتك
  • وهاعمل بيها إيه ؟
  • علشان ممكن تحتاجيها فى أى وقت
  • هاحتاجها فى إيه ؟ ماهو ممدوح معايا وأنا معايا فلوس فى شنطتى
  • ماهو أنا مش قلقان غير من إن ممدوح معاكى .... إسمعى الكلام وخليها فى جيب البنطلون اللى هتلبسيه
  • بس ده مصروفك الشهر كله يا أمجد هتفضل طول الشهر من غير فلوس
  • مش هاحتاجهم .... معايا إشتراك الأتوبيس اللى بروح بيه الكلية ومش هاقعد عالقهوة الشهر ده .... ولو إحتجت فلوس هابقى آخد منك
  • يعنى هتفضل طول النهار فى الكلية وتروح التمرين يومين كل إسبوع ومش هتاكل حتى سندوتش فى نص النهار
  • يا ستى ملكيش دعوة أنتى أنا كده كده باخسس عشان عندى بطولة كمان شهرين ووزنى زايد
  • وتعذب نفسك ليه بس يا بنى ما قولتلك ممدوح معايا
  • تالت مرة هاقولك أنا مش قالقنى غير إن زفت ممدوح معاكى
  • مش فاهمة إنت كارهه ليه مع إنه بيعاملنى بكل رقة ..... أنا مش وريتك الشعر اللى بيكتبهولى
  • إنتى حمارة يا بت ..... أنا مش موريكى الكتاب بتاع نزاراللى سى زفت بيكتب منه الشعر اللى بيبعتهولك
  • ده أسمه توارد خواطر يا جاهل
  • أه صح ..... توارد خواطر بين ممدوح البغل ونزار قبانى بالكلمة والحرف .... ما تكتبيله شعر إنتى كمان
  • ياريتنى باعرف كنت كتبت ..... ما تكتبلى إنتا حاجة واقوله إن انا اللى كتباها
  • تصدقى فكرة حلوة ...... أنا فيه فى دماغى فكرة قصيدة تنفع
  • بجد يا أمجد ؟طب سمعنى كده
  • أيوه يا ستى .... عنوانها هيكون اسمه ...... أسمه .... أسمه ..... آه لقيت عنوان حلو .... إيه رايك يكون العنوان "قصيدة إلى عيل خول "
  • تصدق إن انا اللى بنت خول إنى صدقتك .... أنا قايمة
  • مع السلامة ..... ومتنزليش من شقتكم غير معايا .... باقولك صحيح
  • قول
  • فاكرة الحركة اللى علمتك تعمليها لو حد حاول يكتفك
  • أه فكراها
  • طب ورينى كده
  • قول بقى أنك نفسك تحضنى وبتتلكك
  • ولو عايز أحضنك هاتلكك ليه ؟ خايف من امى أو امك مثلا ؟ ده يبقى يوم المنى بالنسبة لهم لما يشوفونى باحضنك
وقفز أمجد من فراشه ليحتضنها بقوة فلكزته بقوة فى خاصرته ودفعته ليسقط على الفراش فابتسم لها

  • جدعة يا بت .... أى حد يحاول يكتفك تعملى معاه كده .... ما عدا أنا طبعا
  • ماشى يا عم الناصح .... على فكرة عايزة أقولك حاجة مهمة
  • إتنيلى قولى خلينا نخلص فى الليلة السودة دى
  • إنت بشنبك ده عمر ما فى بنت هتبص فى خلقتك .... ما تحلقه خليها تتفك فى وشك شوية وتلاقى بنت تعبرك
  • طب غورى بقى من قدامى الساعة دى علشان أن جبت أخرى من حموريتك وخلينى اتخمد انام ..... يومى بكرة طويل
  • طيب هاغور ..... تصبح على خير يا ابو شنب
  • تصبحى على خير يا اللى بتحبى عيل خول
وضحك الأثنان وهو يقوم ليوصلها للخارج وكم كانت أم أمجد تطرب لسماع صوتهما يضحكان سويا ودائما ما تتمنى أن يكون ما تراه أمامها قصة حب بين ابنها وتلك الفتاة الجميلة التى طالما اعتبرتها ابنتها

الجزء الثالث

مقدمة

قد يكون من غير المناسب تذكيرى للقارئ الكريم مع كل جزء أن تلك الأحداث بالقصة تجرى فى الثمانينيات لكنى أجدها فرصة لتعريف السادة القراء ببعض ملامح الحياة فى تلك الفترة خاصة لعلمى بأن معظم القراء لم يعاصروها وقد يستغربون بعض ما ذكر بالقصة من أحداث

وقتها كانت وسيلة الأتصال الوحيدة المتاحة هى التليفون الأرضى ويقينا فمعظم حضراتكم لم يعاصره بقرصه الدوار وحتى تلك الوسيلة لم تكن متاحة للجميع . فكان على من يريد الحصول على خط تليفون أن ينتظر لمدة قد تصل أحيانا ل15 سنة قبل تركيبه وكان من يملك تليفون لا يبخل على جيرانه باستخدامه للطوارئ وكانت تليفونات أكشاك السجائر هى وسيلة إتصال من تضطره ظروفه لإجراء إتصال طارئ

كانت الكنبة ذات الشلت موجودة بكل منزل للجلوس ولإستخدام تلك الشلت أحيانا كفراش فى حالة الطوارئ

والشلت جمع شلتة وهى وسادة مربعة من القطن تصنع خصيصا بالمقاس

وقتها لم يكن هناك ما يسمى كوفى شوب . كان إسمها القهوة وكانت لها وضع خاص فى المجتمع فكان لكل قهوة زبائنها اللذين يالفونها وتألفهم

لم يكن فى المقهى ويتر ... كان إسمه القهوجى ومساعده إسمه الصبى وعادة كانوا هم وكالة انباء الشارع فعندهم كل الأخبار

كان زمن صعب عاشه من صادف شبابهم هذا الوقت لكنهم ينظرون إليه الآن بحسرة فهو كان زمن شديد الصعوبة لكنه أيضا كان شديد الجمال

والآن لنعود لقصتنا​

..............................................................................................





مرت الليلة على أمجد كأسوأ ما يكون ... فبينه وبين نفسه متأكد مما ينوى ممدوح فعله فى تلك الحفلة المزعومة التى دعى منى لحضورها لكنه لم يستطع كبح جماح جنونها وتمردها ولا يريد كسر فرحتها بحبها لهذا الشخص الذى أختارته لتحبه

إنه يعرف ممدوح جيدا ويعلم عنه الكثير فممدوح جارهم بنفس الشارع يكبرهم بأعوام ستة .... أمجد ومن هم على شاكلته من الشباب يعتبرونه نموذج للفشل بينما يعتبر الأكثرية أن ممدوح شاب لقطة .... فأبوه أحد الأثرياء بشارعهم ومصدر ثروته غير معروف ..... أبوه يملك العمارة التى يقطن بها مع أمه الحسناء التى لا يعرف لها سكان الشارع أهل ولا أصل عكس باقى سيدات الشارع ... تتعالى عليهن دوما بمجوهراتها وسيارات زوجها والخدم القائمين على خدمتها وخدمة زوجها وابنها الوحيد

يقيمون بدور كامل بتلك العمارة الكبيرة وقد خصص دور آخر لممدوح جهزه كأفضل ما يكون ليكون بيته فى المستقبل ويستغله ممدوح فى إقامة حفلات له ولأصدقائه من الشباب والفتيات يدعو إليها غرباء عن حيهم بملابس يستهجنها البعض ويعتبرها البعض موضة لا تعنيهم

كان معظم سكان الحى وقتها من الطبقة المتوسطة موظفون كبار ذوى دخل محدود أو تجار متوسطى الثروة لكن الكل كان معروف للكل فكل قاطنى الحى سكنوه فى شبابهم وهاهم أبناءهم الذين ولدوا فيه قد أصبحوا شباباً

كان ممدوح يغار من أمجد رغم الفارق بينهم فى العمر و الإمكانيات المادية وحتى فى الشكل والمظهر ... فممدوح ورث من أمه بشرتها البيضاء وشعرها الأشقر الناعم وعيونها الخضراء وورث من أبيه طوله وضخامة جسده أى أنه ورث منهما كل مواصفات الوسامة علاوة على تلك الموارد المالية اللا محدودة التى يملكها

أما أمجد فهو شاب عادى متوسط الطول أسمر البشرة خشن الشعر ذو شارب ثقيل فأمجد ورث من أبيه شكله الصعيدى الذى لا يختلف عن أى رجل من صعيد مصر

لكن أمجد رغم إمكاناته التى تبدو محدودة يعتبره سكان شارعهم محبوبهم ورجلهم الصغير فشخصيته الهادئة ونظراته الواثقة وقدرته على التدخل لحل المشاكل التى تنشأ بينهم حتى بين الكبار تثير إعجابهم فأمجد كما يقول عنه عم هيكل العجوز صاحب دكان البقالة

" شاب ليه هيبة مش هايف زى عيال اليومين دول "

كان ممدوح يغار من أمجد بل يحقد عليه منذ اليوم الذى برز فيه نجم أمجد بين سكان شارعهم يوم أن نشرت إحدى الصحف صورته كأول ناشئ مصارعة يفوز ببطولة الجمهورية للكبار رغم أنه يمثل مركز شباب ولا يلعب لنادٍ كبير

يومها ذهب ممدوح لمركز الشباب الذى لم يدخله من قبل ليطلب الإنضمام لفريق المصارعة ولا ينسى نظرة المدرب له ورفضه حتى التفكير فى الموافقة على إنضمامه

لم ينسى ممدوح إنضمام أمجد بعدها للنادى الذى يدفع أبوه له سنويا آلاف الجنيهات كإشتراك عضوية بينما تبرع نفس النادى بمبلغ ضخم لمركز الشباب حتى يوافق أمجد على الإنضمام له كلاعب

ربما أختار ممدوح أن ينصب شباكه حول منى التى يظن كل سكان الشارع أن بينها وبين أمجد قصة حب كى يشعر بأنه فاز عليه أخيرا

لم يتمالك ممدوح نفسه من السعادة يوم أن اختارت منى رفض كلية الهندسة التى دخلها أمجد واختارت كليته لتكون قريبة منه فشعر أن فوزه قد اكتمل وأن أمجد الآن يحترق قلبه على حبه

ربما لكل هذا كان القلق يأكل أمجد من داخله حتى أنه فكر فى منع منى من الذهاب لكنه كان يكره أن يكسر خاطرها وكان متأكد من قدرتها على حماية نفسها بعد ما علمه لها للدفاع عن نفسها

ليلتها لم يغمض لأمجد جفن وقام من فراشه قبل طلوع الشمس وهبط لشارعهم الهادئ ويتمشى قليلا حتى وصل للمقهى الذى فتح للتو أبوابه ليستقبله ثابت صبى المقهى الذى يطلقون عليه إسم رويتر الشارع من كثرة ثرثرته عن كل كبيرة وصغيرة يعرفها وبمجرد جلوسه أقبل عليه ثابت بإبتسامة حقيقية غير مصطنعة فثابت ككل من يقطن بشارعهم أو يعمل به يكنون حبا وتقديرا حقيقيا لهذا الشاب الذى يتواضع مع صغيرهم و يوقر كبيرهم رغم الهيبة التى تحيطه ولا ينسى ثابت يوم أنقذه أمجد من بين يدى معلمه صاحب القهوة وجمع له ثمن الأكواب التى سقطت منه ودفعه لكل ما كان يملكه وتجميعه لباقى ثمن الأكواب من زملائه ليجنبه علقة ساخنة كان بالحتم سينالها من معلمه الضخم

  • صباح الخير يا أمجد باشا .... أجيب الشيشة ولا كفاية الشاى بالحليب
  • هات شيشة يا ثابت ... دماغى هينفجر وعايز حاجة أنفخ فيها
  • أوامر يا باشا
وانطلق ثابت للداخل ليحضر لأمجد شيشته يضعها أمامه يتبعها بكوب الشاى بالحليب يضعه على الطاولة المجاورة لأمجد

  • باقول لحضرتك إيه يا باشا .... تسمحلى بكلمتين محشورين فى زورى
  • قول يا رويتر ... ماهى دماغى ناقصة عالصبح
  • خد بالك من الست منى ... دى بت بنت حلال وتستاهل كل خير
فسقط قلب أمجد فى قدميه فكلام ثابت يعنى أن ممدوح بدأ يثرثر عن منى فى جلساته لكنه تمالك نفسه سريعا

  • متخفش عليها يا ثابت ... دى بت بميت راجل
  • يا باشا الدنيا وحشة وولاد الحرام كتير والواد ممدوح سكته وحشة .... دا الراجل اللى بيجيبله الحشيش كان لسه معاه امبارح وجايبله كمية كبيرة دفع له فيها مية وخمسين جنيه حتة واحدة وبيقول كلام ميصحش عن الست منى
  • متقلقش عليها .... سكة ممدوح متمشيش مع منى
  • طب وحياة أبوك يا شيخ تخليك فى ضهرها
  • متقلقش يا ثابت .... منى زى اختى ومش هاسيبها
  • لو احتجت حاجة منى قول ومش هتأخر انا مع إنى صغير عنكم فى المقام لكن أقدر اعمل حاجات كتير تساعد
  • هو ده العشم يا ثابت .... شايلك للعوزة
ولم يستطع أمجد بعدها أن يكمل جلسته فابتلع كوب الشاى سريعا ولم يكمل تدخينه وقام سريعا ورفض ثابت ان يأخذ حساب الطلبات منه فانطلق عائدا للمنزل وقد قرر منع منى من الذهاب مهما كلفه الأمر ولتغضب كما شاءت فقد تيقن أن ممدوح لا ينوى خيرا فى هذا اليوم مع منى

دخل أمجد شقته ليجد أمه وابيه يتجهزان للنزول فحياهما وقبل يد أبيه

  • كنت فين يا أمجد بدرى كده
  • صحيت بدرى ونزلت اتمشيت شوية يا بابا قلت انشط نفسى قبل الكلية
  • فيه حاجة قلقاك يا بنى شكلك منمتش
  • لا يابابا مفيش حاجة متقلقش .... إبنك شديد زيك يا حاج
  • بالتوفيق يابنى
دخل أمجد غرفته بعد أن ودع أباه وأمه ليغير ملابسه ويضع ملابس تدريبه فى حقيبة رياضية خفيفة ويخرج لصالة الشقة حيث يوجد التليفون ليطلب رقم منى التى رفعت سماعة تليفونها سريعا وكأنها كانت تنتظر تلك المكالمة

  • صباح الخير يا منى
  • صباح الخير يا أمجد ..... فيه إيه ؟
  • هيكون فيه إيه يعنى ؟ مش إحنا متفقين أشوفك قبل ما تنزلى
  • أه متفقين بس أول مرة تقول إسمى كده من غير ألقاب ... لا قلت زفتة ولا هبابة ولا أى لفظ جميل من ألفاظك اللى بتقولهالى .... شكلك منمتمش كويس
  • لأ إتنيلت نمت كويس
  • أهو كده انا اتطمنت عليك .... طالما لسانك رجع زفر تانى تبقى كويس
  • لبستى
  • أه لبست ... وزى مانت قلت لبست بنطلون واسع مع إن شكلى هيبقى فلاحى قوى لما اروح حفلة ببنطلون
  • ولبستى إيه تانى
  • يا سافل مش هاقولك طبعا
  • أنا اللى سافل برضه ولا انتى اللى دماغك وسخة ..... لابسة البنطلون من تحت لابسة إيه من فوق
  • آآآآآآآآآآه تصدق فهمتك غلط .... لابسة بلوزة حرير
  • طب البسى بلوفر تحت البلوزة
  • إنت عبيط يا أمجد ؟ ألبس بلوفر تحت البلوزة ؟ مش شايف إن ده يبقى فلح كتير شوية والدنيا لسة مبردتش
  • علشان الدنيا بتبقى برد بليل
  • مانا هلبس جاكت
  • إلبسى الجيليه اللى اشتريتيه الاسبوع اللى فات تحت البلوزة مش هيبان
  • يووووه بقى يا أمجد .... إيه التحكمات دى
  • إسمعى الكلام وإلا مفيش نزول من البيت النهاردة
  • خلاص هاتنيل البس الجيليه تحت البلوزة .... مش عارفة هاخلص امتى منك ومن تحكماتك الغبية دى
  • لما تتنيلى تتجوزى هتخلصى منى ومن تحكماتى وهاخلص منك ومن قرفك
  • ماشى .... هانت .... استحملك سنتين كمان لغاية ممدوح ما يتخرج وهاخلص منك
  • سنتين ؟؟ تصدقى بقى إن انا هاتخرج قبل سى زفت بتاعك
  • هيهيهيهي ....... ظريف قوى يا رذل
  • طب اخلصى بقى عايز انزل
  • خمس دقايق واكون جاهزة ... سلام
كان أمجد ينوى منعها من النزول لكن الفرحة التى بدت فى صوتها جعلته يشفق عليها ويكره أن يكسر فرحتها ولعل ظنونه ليست فى محلها ويكون ممدوح رغم نذالته زوجها المستقبلى

بعد عشر دقائق كان أمجد يدق باب شقة منى لتفتح له سريعا والفرحة تكاد تقفز من عينيها فهى مقبلة على حضور حفلة لم تراها إلا فى الافلام وكانت تتوقع أن ترى ملابس أنيقة وتسمع موسيقى ناعمة ترقص على أنغامها مع ممدوح الذى عشقه قلبها واختارها هو من ضمن عشرات الفتيات اللاتى يتهافتن عليه

نظر أمجد إلى ملابسها ونظرت إليه فى غيظ وأظهرت له الجيليه المختفى تحت بلوزتها وجذبت البنطلون من جانبيه لتبرز له اتساعه وابتسمت له فى غيظ إبتسامة صفراء

  • تمام كده ولا عايزنى اروح البس العباية السودا بتاعت امى كمان ؟
  • لأ كده كويس ... ياللا بينا
وأفسح لها أمجد الطريق كى تمشى أمامه فهو رغم مناوشاته المستمرة معها يعاملها دائما كأميرة وتعودت منه هذا السلوك كجنتلمان

إفترقا عند مدخل العمارة فمواصلاتها لكليتها قريبة عند أول شارعهم بينما عليه هو أن يسير فى الإتجاه الآخر ويقطع شارعين آخرين قبل أن يصل لمحطة الأوتوبيس الذى سيستقله لكليته

قبل نهاية الشارع الثانى ببضعة أمتار كانت تخرج زميلة أمجد الحسناء من العمارة التى تقطن بها لتلمحه قادما بخطواته الواسعة المنتظمة ورأسه الحليق وشاربه الثقيل الذى لا تخطئه عين يعلق على كتفه حقيبة رياضية خفيفة . إذا فهذا الزميل الذى يبدو غريب الأطوار يسكن بنفس حيها وسيستقل بالتأكيد نفس الأتوبيس الذى تستقله للذهاب لكليتها فتمهلت قليلا متوقعة أن يتوقف ليصطحبها معه ولعله يكون أقل تحفظا بعيداً عن الكلية لكن ظنها خاب عندما وجدته بنظره المتجه للأمام لا يلتفت إليها فأيقنت أنه لم يراها . وكيف يراها وهو لا ينظر إلا نظرته الثابتة فى اتجاه واحد لا يحرك عنقه ولا عيناه وكأنه إنسان آلى يتحرك لكنها فوجئت به بعد أن أصبح بمحازاتها يلتفت فجأة باتجاهها ويحييها بنفس الأيماءة برأسه فارتبكت بشدة عندما وجدت عينيه بتلك النظرة الحادة تلتقى بعينيها المصوبة إليه ولم تلحق حتى أن ترد تحيته بمثلها قبل أن يتجاوزها مكملا طريقه بدون أن يحاول التوقف فهمت بأن تناديه لكنها تذكرت بأنها حتى لا تعرف له إسماً تناديه به

شقت الزميلة الحسناء طريقها فى اتجاه محطة الأتوبيس وهى تلاحظ أمجد يبتعد عنها بخطواته الواسعة السريعة حتى اختفى عن ناظريها وتوقعت أن تقابله على المحطة لكنها وجدت المحطة مكتظة بالمنتظرين ولم تلمح وجهه بينهم لكنها لاحظته أخيرا يقف على بعد أمتار عديدة قبل المحطة فتعجبت من غرابة أطوار هذا الفتى وشكت فى وجود خلل ما فى عقله يدفعه لأن ينتظر أوتوبيس نقل عام فى غير مكان توقفه لكن زال شكها بمجرد أن ظهر الأتوبيس وقبل أن يهدئ من سرعته يقفز هذا الغريب بداخله برشاقة وكأنه لاعب سيرك لتقف مذهولة قليلا قبل أن يدفعها زحام الصاعدين للركوب وكأنهم طوفان جرفها للداخل

كانت محطة حيهم هى المحطة التى يمتلئ فيها الأتوبيس بركابه من طلبة وموظفين وعمال فى طريقهم لأعمالهم فكان الأتوبيس يصل فارغا تقريبا لمحطتهم ثم يغادرها مكتظا بركابه يئن موتوره من فرط ما يبذله من مجهود للتحرك بهذا العدد الكبير الذى يملأه حتى يبرز من أبوابه

كادت تلك الحسناء أن تختنق من فرط الزحام حتى فوجئت بيد الفتاة التى تقف جوارها فى الزحام تلفت نظرها لمن يشير لها فإذا به زميلها الغريب يشير لها وهو جالس لتشق طريقها فى الزحام ناحية جلوسه فيقوم مفسحا لها المكان لتجلس ويقف بجوارها وحتى لم يحاول يحتك بها وهو ما لن تستهجنه أو تستغربه فى ظل التزاحم الشديد وتمايل الأتوبيس الذى هم فيه فجلست تلتقط أنفاسها ومدت يدها ناحية حقيبته التى يحملها على كتفه وكشكول محاضراته طالبة منه فى صوت هامس أن تحملها عنه وبالطبع لم يسمع صوتها فى الزحام لكنه فهم ما تريد قوله وناولها ما يحمله مصحوبا بإبتسامة شكر تعجبت منها فهى التى يجب أن تشكره لا هو

إستمر الأتوبيس فى رحلته وأمجد يقف بجوار زميلته الجالسة لا يحركه تدافع الركاب ولا تمايل الأتوبيس ولا ينظر تجاهها بل إن عينيه ظلت فى إتجاهها للأمام كأنه صنم قد وضع واقفا بجوارها أو كأنه عمود خرسانى تم صبه بأرضية الأتوبيس كما حكت لصديقاتها فيما بعد ولم يلتفت لها بعد المرة التى شكرها فيها إلا عند إقتراب الأتوبيس من محطة كليتهم ليطلب منها إسترداد حقيبته وكشكوله فناولتهم له وقامت لتلتصق بظهره فى رحلته نحو باب الأتوبيس فقد أصبح بالنسبة لها طوق النجاة وسط هذا البحر من البشر الذى يتلاصق ويتلاطم ولا تعرف كيف شق طريقه وهى خلفه بتلك السهولة حتى أنه بعد ما نزلوا لم تجد على ملابسه أو ملابسها أى تجعد أو عدم انتظام يشير إلى أنهم نزلوا من تلك المعجنة التى يطلق عليها أتوبيس نقل عام

توقفت الحسناء لتشكر أمجد لكنها وجدته يسير فورا لباب الكلية فسارت بجواره تحاول مجاراة خطواته وأسعدها أنه هدأ من خطواته قليلا لتستطيع مجاراته

  • أنا متشكرة أوى .... مش عارفة هاجى الكلية بعد كدة ازاى فى الزحمة دى
  • زى ما جيتى النهاردة حضرتك بالظبط طالما مواعيد محاضراتنا واحد هتلاقينى فى الأتوبيس .... ولو محاضراتك متأخرة هيكون الأتوبيس فاضى
  • إنت بتروح بالأتوبيس برضه
  • لأ .... غالبا بامشى وانا مروح
  • بتمشى كل المسافة دى ؟
  • المسافة مش طويلة للدرجة دى وانا باحب المشى
  • هههههههه ... طبعا مانت مش بتلبس كعب عالى زينا .... أنا لو مشيت رجليا هتتكسر
  • بسيطة ..... متلبسيش كعب عالى .... حتى علشان لما دروس العملى تبدأ متتعبيش لإن معظمها بيكون وقوف
  • وانت عرفت منين
  • والدى مهندس
  • أها .... يعنى الهندسة وراثة فى العيلة
وكانو وقتها قد اجتازوا البوابة الكبيرة وأصبحو فى داخل الفناء الفسيح خلفها ووجدت صديقاتها يقفن فى انتظارها فتوجهت نحوهم وأمجد يسير معها حتى اقتربت منهم ففوجئت به ينفصل عنها

  • طيب عن إذنك هاروح انا المدرج واسيبك براحتك
فنظرت نحوه باستغراب شديد وابتعد هو فى خطواته الواسعة بسرعة وصديقاتها ينظرن إليها وإليه فى دهشة من تصرفه والتففن حولها

  • هو فيه إيه؟ هو الجدع ده بيخاف من الناس ولا إيه
  • مش عارفة .... لسة عامل معايا حركة جنتلمان وفجأة إتقلب جلف
  • سيبك منه .... شكله مجنون
  • مش عارفة ..... غالبا هو شخص بيخاف من الاختلاط
  • ايه يا قمر ؟ شكلك مهتم يا جميل
  • بس يا بت انتى وهيا
  • طب ياللا نلحق نفطر قبل المحاضرة ... كنا مستنينك
  • روحوا انتوا أنا مش جعانة دلوقت هافطر بعد المحاضرة
وانطلقت الفتيات نحو الكافيتريا بينما توجهت هى ناحية المدرج وهى تشعر بغيظ شديد من هذا الشاب غريب الأطوار الذى يبدو أنه يهرب من التعرف بها رغم انها بالأمس كانت تتهرب من التعرف بشباب كثر حاولوا التعرف بها ومنهم من هم فى السنة النهائية لكنها لم تجد فى نفسها ما يدفعها حتى للتجاوب مع حواراتهم بعكس هذا الصامت الذى تجد شئ فى داخلها الآن يدفعها دفعا للتعرف إليه

...............................................

دخل أمجد المدرج كأول الداخلين مثلما دخله بالأمس وتخير نفس المكان للجلوس لكنه لم يخرج كشكوله ليقطع الوقت بالرسم كما كان يفعل بل وضع كفيه حول رأسه واستغرق فى التفكير حول منى وما قد يصيبها إذا تمكن هذا النذل ممدوح من التمكن منها وشعر برأسه يكاد ينفجر وبعقله يعجز عن التفكير السليم حتى أنه فكر فى الذهاب لكلية منى وممدوح وإفتعال مشاجرة معه وليكن ما يكون . لكنه عاد وتذكر أن منى وقتها ستجرح وستصبح سيرتها أحدوثة على ألسنة طلبة الكلية وربما الجامعة بأكملها وهو أكثر من يعرف انها أرق من أن تتحمل مثل هذا الضغط

أفاقه من تفكيره أصابع زميلته تربت كتفه برقة وصوتها الهامس يصل بالكاد أذنيه

  • تسمحلى يا باشمهندس أقعد جنبك ولا هتسيبنى وتمشى برضه ؟
فشعر بإحراج شديد بينه وبين نفسه وشعر بمدى قلة ذوقه فقام واقفا ليفسح لها الطريق

  • معلش سامحينى فيه موضوع شاغل بالى ومخدتش بالى من قلة ذوقى ... إتفضلى يا آنسة
  • سميرة ..... إسمى سميرة
  • تشرفنا يا آنسة سميرة
وصمت قليلا يتأملها وهى تجلس فى أناقة حقيقية غير مفتعلة وترسم على فمها إبتسامة ساحرة

  • ها ..... إتفضل
  • أتفضل إيه ؟
  • إتفضل كمل
  • أكمل إيه ؟
  • المفروض إنى عرفتك بنفسى وقولتلى تشرفنا يا آنسة سميرة فين تكملة الجملة ؟
  • جملة إيه ؟
  • إسمك يا باشمهندس .... تكملة الجملة إنك تقول إسمك .... إنت كنت عايش فى الصحرا ولا حاجة ؟
  • إيه ده .... تصدقى صح .... دا أنا أكتشفت إنى عديم الذوق مش قليل الذوق بس .... إسمى أمجد .... أمجد حسن
  • يااااه أخيرا ..... تشرفنا يا أمجد
ومدت سميرة يدها لتصافحه فصافحها أمجد بعد تردد للحظات فهو لم يصافح يد أنثى غريبة عنه منذ سنوات ويجهل الضغط اللائق فى مصافحة فتاة بمثل تلك الرقة لكنه على أى حال صافحها بأرق ما يمكنه وظهر إرتباكه فى مصافحتها

  • إيه يا عم إنت ... إنت خايف تسلم عليا
  • بصراحة ... آه
وانطلقت فى ضحك متواصل حتى دمعت عيناها

  • خايف تسلم عليا ..... ليه هاعضك
  • أصل آخر بنت سلمت عليها بالأيد كنت فى سنة 6 إبتدائى وخفت سلامى عليكى يكون مش مناسب
فزاد ضحكها وأضطرت لخلع نظارتها لتمسح دموعها وتعجب أمجد من نفسه فهو لم يلاحظ نظارتها من قبل

  • إيه ده ؟ إنتى لابسة نضارة يا آنسة سميرة
  • هو انت مخدتش بالك إنى لابسة نضارة غير لما قلعتها ؟.... دا إنت مشكلة يا أمجد
  • معلش ... مخدتش بالى
  • لا مافيش حاجة ... ماهى دى حاجة طبيعية ... هتاخد بالك ازاى وانت مبصتليش أصلا
  • بجد مأخدتش بالى ... أصل حضرتك النضارة بتاعتك رقيقة قوى ولايقة جدا على وشك
  • يا بنى إيه حكاية حضرتك ويا آنسة سميرة والكلام ده ... إحنا زملا يعنى انا أقولك يا أمجد وانت تقولى يا سميرة
  • أوكى يا باشمهندسة سميرة
فعاودتها نوبة الضحك وانتقلت عدوى الضحك لأمجد

  • يابنى إسمى سميرة إنت كلامك عامل زى ما تكون طالع من فيلم عربى قديم
فزاد ضحك أمجد حتى تحول لقهقهة حاول أن يكتمها فبادرته سميرة بالكلام بعد أن شعرت بمدى نقاء سريرة هذا الشاب عكس كل من قابلتهم ممن هم فى نفس سنه من قبل

  • إيه ده .... دا إنت بتعرف تضحك زينا كمان أهو
  • أه باعرف أضحك زى البنى آدمين
واندمج أمجد وسميرة فى موجة ضحك حتى وصلت صديقاتها ووقفن خلف أمجد الذى أعطى ظهره للممر الذى بين المدرجات ولم يشعر بوقوفهن خلفه حتى ربتت إحداهن على كتفه فاستدار لها وآثار الضحك لم تفارق وجهه فوقف وأفسح لهن الطريق وخرجت سميرة أيضا لتدخلهم حتى تحتفظ بجلستها بجوار أمجد ولكنهن لم يدخلن لأماكنهن وتحدثت إحداهن موجهة كلامها لسميرة

  • إيه ده هو الباشمهندس طلع بيتكلم
  • آه تصدقى .... وطلع بيعرف يضحك كمان
  • طيب مش تعرفينا بقى ولا إيه
  • طبعا .... ده أمجد .... ودول سهام , أمل , إيمان , هدى .... زمايلى من ثانوى وأعز أصحابى
  • أهلا وسهلا يا مدموزيلات
  • نعم ؟؟ إيه يا بنى مالك .... مدموزيلات دى بطلت من أيام يوسف وهبى ... نادينا بأسامينا عادى كده ... هو انت كنت فى مدرسة فرنساوى
  • لأ .... كنت فى مدرسة عسكرية
  • آآآآآآآآه ... علشان كده بقى عامل زى ما تكون بالع نشا .. وإيه اللى جابك هنا ؟ مش إنتوا بتخشوا حربية بعد الثانوية
  • مجموعى كان كبير وأبويا خريج الكلية دى ومرضتش ازعله لما طلب منى أخش هندسة ... وانا كمان باحب الهندسة
  • أمجد بيرسم حلو أوى وموهوب ...... إمبارح شوفته راسم المسرح بتاع المدرج ده كأنه مصوره
  • طيب ليه مدخلتش فنية عسكرية ... مانت هتبقى مهندس برضه
  • طالما هأكون مهندس يبقى أفضل أكون حر ... الجيش هيقيد حريتى فى الحركة لو حبيت أسافر أو أكمل دراسات برا مصر
وقطع حديثهم دخول بعض الشباب الذين يبدوا من مظهرهم أنهم طلبة قدامى وعرفوا أنفسهم بأنهم أعضاء بإتحاد الطلاب وطلبوا من كل ممن لديه موهبة فنية أو ثقافية أو رياضية أن يتقدم إليهم ويسجل إسمه ليكون عضو بإحدى الفرق الفنية أو الرياضية أو الثقافية فتزاحم حولهم الطلبة كل يسجل إسمه فى المجال الموهوب فيه وبعد أن انتهوا وقبل خروجهم كانت المحاضرة الأولى على وشك البدء ودخل من الباب المخصص للأساتذة رجل وقور شديد الأناقة ألتف حوله أعضاء إتحاد الطلاب تحادثوا معه قليلا وعرض عليه أحدهم كشف بأسماء الطلبة الجدد الذين انضموا للمجال الذى يمثله فى الأتحاد ففتح الأستاذ الملف الذى يحمله وأخرج منه ورقة صغيرة نظر بها ونظر للكشف ثم أعاد الكشف للطالب وخرج جميع أعضاء الإتحاد ووقف الأستاذ مكانه وساد الصمت فى المدرج تماما حتى بدأ الأستاذ فى الحديث

  • صباح الخير .... أنا الدكتور إبراهيم ******** أستاذ العمارة ورئيس قسم العمارة فى الكلية ومشرف اللجنة الرياضية والمشرف على الفرق الرياضية بالكلية .... سعيد جدا بوجودكم معانا وأتمنى لكم سنة سعيدة ....لكن قبل ما نبدأ محاضرتنا لو تسمحوا لى أسأل هل الطالب أمجد حسن موجود هنا النهاردة ولا لأ
فوقف أمجد وهو يشعر بالإحراج الشديد فمئات العيون الآن مصوبة نحوه وهو بطبيعته يكره أن يكون محط الأنظار

  • أنا أمجد حسن يا دكتور
  • طب تسمح تجيلى مكتبى بعد المحاضرة
  • تمام يا دكتور
  • شكرا ... ودلوقتى نبدأ محاضرتنا
وأكمل الدكتور المحاضرة وكالعادة اكتفى أمجد بتدوين بعض الملاحظات فقط وبينما تعجبت صديقاته الجدد من إستدعاء أمجد لمكتب أحد أكبر أساتذة الكلية فى ثانى أيام الدراسة وشعرت سميرة ولدهشتها لهذا الشعور بقلق غريب على أمجد مع انه لم يبد على ملامحه أى علامات قلق أو دهشة فقد إستنتج بالبديهة ما سُيطلب منه

إنتهت المحاضرة وقام أمجد للذهاب لمكتب الدكتور إبراهيم بعد أن ترك حقيبته الرياضية وكشكول محاضراته لزميلاته أو صديقاته الجدد

دخل أمجد لمكتب الدكتور إبراهيم الأنيق أناقة تليق بمكتب أحد افضل المصممين بمصر حيث إستقبله الدكتور بإبتسامته التى لا تفارق وجهه

  • إزيك يا أمجد ... عامل إيه معانا فى الكلية ... أتمنى تكون مبسوط
  • تمام يا فندم ... مبسوط
  • يا بنى تمام إيه وافندم إيه .... الكلية هنا مدنية ... إنت سبت المدرسة العسكرية خلاص وبلاش وقفة إنتباه اللى واقفها قدامى دى أنا دكتور أو مهندس مش ظابط ... إتفضل أقعد
  • شكرا يا فندم
  • يابنى قلتلك بلاش افندم دى .... قللى يا دكتور أو يا باشمهندس
  • تمام يا دكتور
  • ييييييييه .... دا إنت باينك مريض بالعسكرية .... هنا مافيش تمام قول حاضر أو أوكى أو اى حاجة تانية غير تمام .... إنت عارف طبعا أنا طلبتك ليه
  • عارف يافندم لكن اعتقد إن طبيعة الدراسة فى الكلية هنا وتدريبى فى النادى وفى المنتخب مش هيخلوا ليا وقت أتدرب معاكوا
  • عارف ... أنا مش هاطلب منك غير إنك تكون معانا يوم واحد بس فى الأسبوع هيا ساعة واحدة بس.... مش هيكون تدريب أد ما هيكون تشجيع لزمايلك لما يلاقوا لاعب منتخب بيتدرب معاهم وهتلعب مع الفريق لما يكون فى مسابقة أو بطولة .... وأنا هاساعدك على أد ما اقدرفى دراستك وهامنع المعيدين من إنهم يضايقوك .... إنت عارف طبعا غلاسة المعيدين
  • لا يا فندم ماعرفهاش
  • يخربيت كده ....واضح إنى هتعب معاك على ما تنسى العسكرية .... شكرا يا أمجد إتفضل إلحق محاضرتك
.......................................................................................

لم يكن الدكتور إبراهيم مجرد أستاذ لأمجد لكنه كان ملهماً ومعلماً وأباً روحياً حول وجهته من تخصص الميكانيكا الذى كان ينوى دخوله ليصبح كأبيه مهندس ميكانيكا إلى تخصص العمارة الذى برز فيه نجمه فيما بعد .

إكتشف الدكتور إبراهيم بعدما اقترب من أمجد فيما بعد موهبته فى التصميم فصقلها ونماها وأعطاه من وقته وخبرته الكثيروظل بجواره معلما فى كل نواحى الحياة بداية من مبادئ المهنة وأسرارها وحتى إسلوب إختيار الملابس ونوع البرفان

ربما لهذا كان الدكتور إبراهيم هو الوحيد من بين أساتذة أمجد الذى حرص على ذكره فهو إلى الآن يدين له بالفضل فيما وصل إليه

....................................................................

عاد أمجد للمدرج حيث كانت سميرة وباقى صديقاتها منتظرات يتحرقن شوقا لمعرفة سبب إستدعاء أمجد فقص أمجد عليهم سريعا ملخصا لما دار بينه وبين أستاذه

  • إنت كمان بتلعب مصارعة ..... أمال مش باين على جسمك يعنى
  • وحضرتك هيبان على جسمى إيه يا أنسة سهام
  • يابنى قلنالك بلاش ألقاب .... إسمى سهام بس ...... قصدى يعنى بتوع المصارعة دول بيبقوا طوال وعراض ووزنهم تقيل مش زيك كده
  • ههههههههههههههه ... قصدك يعنى المصارعين اللى بتشوفيهم فى التلفزيون
  • آه ... أنا مبفوتش حلقة منهم
  • دى يا ستى مش مصارعة .... ده مجرد شو تمثيلى معظمه متفقين عليه .... المصارعة حاجة تانية خالص وكل مصارع بيلاعب مصارع فى نفس وزنه وليها قواعد لعب بتمنع أى لاعب يأذى زميله .... على كل حال لو عايزة تشوفى المصارعة الحقيقية فأعتقد إن بطولة الجامعة السنة دى هتكون عندنا هنا فى هندسة وتقدرى تشوفيها
وأكمل أمجد وصديقاته الجدد يومهم الجامعى الثانى سويا لكن كانت دائما سميرة هى أقربهم إليه وأكثرهم حديثا معه حتى أنها ضبطت نفسها مرة تتأمل ملامحه فى إعجاب رغم عدم وجود ما يدعو في ملامحه للإعجاب

وأخيرا إنتهى اليوم الجامعى الثانى فى حياة أمجد وودع أمجد صديقاته وانطلق لإستقلال الأتوبيس الذى يملك إشتراك لركوبه فهو لا يحمل معه أى أموال بعدما أصر أن تكون الجنيهات العشرة المتاحة له كمصروف شهرى مع منى لأى طارئ قد يقابلها لكن هذه المرة إستقل الأتوبيس للذهاب الى النادى البعيد عن حيه وأنهى تدريبه لكن ذهنه طوال اليوم كان مشغولا بمنى وقلقه عليها فهو لا يتحمل فكرة أن تصاب تلك الرقيقة بأذى ولا يدرى ماهية هذا الشعور الذى يشعره نحوها

بالتأكيد هو ليس حب شاب لفتاة أو حب ذكر لأنثى لكنه نشأ ونشأت على فكرة أنه مسؤل عنها وعن سعادتها فهى بالفعل تواءم روحه التى تشعر به ويشعر بها وكل منهما يفهم ما يريده الأخر دون أن ينطق أحدهما بكلمة أواحدة و كما قالت له أمه يوما " باحس إنكوا بتتكلموا مع بعض واحنا قاعدين معاكم بعنيكم من غير ما حد يفهم إنتوا بتقولوا إيه أو كأنكم بتقروا أفكار بعض"

عاد أمجد لمنزله مرهقا ساهما ودخل فورا غرفته وأغلق عليه بابها وطلب من أمه ألا يزعجه أحد وحتى لم يتناول غداءه وشعر بقلبه ينتفض بشكل لم يعهده من قبل بمجرد غروب الشمس حتى أنه لم يطق الرقاد على سريره ولا الجلوس وظل يتحرك فى الفراغ الضيق بحجرته حركات مترددة ولا يدرى ما سبب ما ينتابه حتى فوجئ بأمه بعد نصف ساعة فقط من وقت أن أن انتابته تلك الحالة تقتحم عليه الغرفة بانزعاج شديد حاملة التليفون بيد ترتعش

  • أمجد .... منى عالتليفون عايزاك .... شكلها فيها حاجة .... شوف فيه إيه وطمنى أرجوك
إختطف أمجد التليفون من يد أمه مسرعا ليصله صوت منى باكياًعلى الطرف الآخر

  • أمجد الحقنى ..... ممدوح حاول يغتصبنى هو وصاحبه .... هربت منهم ومش عارفة أنا فين
  • إنتى بتتكلمى منين ..... إنطقى بسرعة
  • مش عارفة ..... مش عارفة ...... بتكلم من كشك على طريق كله غيطان
  • طب أدينى صاحب الكشك اللى بتتكلمى منه .... بسرعة يا منى
وبسرعة رد عليه صوت نسائى

  • أيوه يابنى .... أنا صاحبة الكشك
  • حضرتك ممكن تدينى عنوانك أو مكانك
وأعطته السيدة التى كانت تحدثه تفاصيل مكان على طريق زراعى بمحافظة الجيزة وزودته باسم القرية التابع لها ليقفز إلى مكتبته ويستخرج منها إحدى الخرائط الكثيرة التى يحتفظ بها ويرتدى ملابسه على عجل بينما أمه تكاد تجن

  • فيه إيه يا أمجد .... البنت جرالها إيه ... إتكلم يابنى طمنى
  • مفيش حاجة يا ماما ..... منى كانت عند واحدة صاحبتها وتعبت شوية ..... مفاتيح العربية فين ؟
  • عندك مكانها متعلقة جنب الباب
  • بابا هنا ولا نزل
  • بابا راح القهوة من شوية
  • طيب أنا هانزل أجيب منى وآجى .... أوعى تقولى لأمها حاجة غير لما أرجع ..... لو سمحتى إدينى جيبة وبلوزة من عندك لأن تقريبا هدومها إتوسخت لما رجعت عليها
فهرعت الأم لدولابها واعطت له ما طلبه بعد أن وضعتهم فى حقيبة ورقية

اختطف أمجد مفاتيح سيارتهم النصر 128 القديمة التى أشتراها أبوه بالتقسيط وكان يعتبرها أغلى ما يملك بعد أبناءه وزوجته

هرع أمجد إلى الشارع ليتجه جريا ناحية القهوة يبحث بنظره عن أبوه الذى هب واقفا بمجرد رؤيته بهذا الشكل

  • فيه إيه يا أمجد ؟ أمك واخواتك كويسين
  • أه يا بابا إطمن .... منى بس كانت عند واحدة صاحبتها وتعبت وباستأذنك آخد العربية أجيبها
  • ماشى يا حبيبى خدها
  • شكرا يابابا
واستدار ليعود لأخذ السيارة إلا أن أبوه إستوقفه وأخرج محفظته

  • أمجد ..... خد الخمسة جنيه دى خليها معاك .... إحتمال تحبوا تشربوا حاجة فى الطريق
كان أبو أمجد رغم مظهره الجامد وصرامته البادية على وجهه يملك قلبا رقيقا يخفيه عن الجميع وكان أمجد وأمه فقط من يعرفون حقيقة تلك الطيبة والرقة المختفية خلف الوجه القاسى الذى يظهره للجميع وكان أبو أمجد مثل أمه و مثل جميع الطيبين من سكان شارعهم يتمنون أن تكون منى من نصيب أمجد فهم يرونهم الثنائى المثالى الذى يمثل أحلامهم جميعا التى لم تتحقق

لكن ليس كل سكان الشارع طيبين ولا كل الأحلام تتحقق

أخذ أمجد من يد أبيه الجنيهات الخمسة وقبل يده وانطلق ليأخذ السيارة وينطلق بأقصى سرعة تستطيع تلك السيارة العجوز الوصول لها ويستعين بالخريطة التى إصطحبها وبالمعلومات التى أعطتها له صاحبة الكشك ليصل بعد أقل من ساعة للمكان ليصدمه منظر منى جالسة على دكة خشبية بجوار سيدة خمسينية ضخمة الجسم وقد أخذت منى فى حضنها تهدئ من روعها

بمجرد رؤية منى لأمجد يترجل من سيارته قامت واقفة وجرت نحوه وألقت بنفسها بين ذراعيه وألقت برأسها على صدره وقد تحول بكاؤها إلى نشيج مرتفع وأخذ جسدها ينتفض بشدة بين يديه فوضع ذراعيه حولها وتركها تبكى قليلا وأصطحبها للسيارة حيث أجلسها بالكرسى الأمامى المجاور لكرسى السائق ووقف جوارها ولم يغلق الباب وانتظر حتى هدأ بكاؤها قليلا قبل أن يتحدث

  • إديتى الست دى فلوس المكالمة
  • لأ مرضتش تاخد منى حاجة
  • طب العشرة جنيه معاكى
فمدت له يدها بالجنيهات العشرة بعد أن أخرجتها من جيبها فأخذها منها وتوجه لتلك الطيبة صاحبة الكشك وأصر عليها أن تأخذها وشكرها وقبل أن ينصرف قالت له بصوت خفيض

  • خد بالك من اختك يابنى ..... شكلها بنت حلال ومتستاهلش اللى كان هايحصل فيها ده
فشكرها أمجد ثانية وتوجه للسيارة وتحرك بها بهدوء هذه المرة وهو يلتقط أنفاسه بعد أن نظر لبلوزة منى التى انتزعت أزرارها من مكانها لكن الجيليه الذى إرتدته أسفلها منع صدرها من أن ينكشف

توقعت منى أن يسألها أمجد عن تفاصيل ما حدث أو أن ينفعل عليها أو يوبخها ولن تغضب منه حتى لو ضربها لكنه لم يفعل أى من ذلك بل أخرج شريط كاسيت من الدرج الأمامى ووضعه فى جهاز كاسيت السيارة لتنطلق موسيقى هادئة هدأت معها منى قليلا وظلت منتظرة ما سينالها من أمجد من تقريع لكنه بعد فترة صمت ليست بالقليلة تكلم

  • منى .... فيه شنطة عالكنبة ورا فيها هدوم ..... طلعى بلوزة إلبسيها وحطى دى مكانها
لم تكن منى على إستعداد لأن تعصى كلامه مرة ثانية أو تناقشه فيه ففعلت ما طلبه منها فى صمت واستمر صمته وهى تنظر إليه تحاول إكتشاف ردة فعله لكنها لم تستطع هذه المرة قراءة ما يدور فى ذهنه حتى توقف بالسيارة فى مكان ما على النيل تقف به بعض عربات الباعة الجائلين وأخيرا تحدث لها أمجد

  • ضربتيه جامد ؟
فتسللت لفمها أخيرا إبتسامة شاحبة وهزت رأسها لأعلى وأسفل علامة الإيجاب

  • ولما جريتى محاولش يجرى وراكى هو وصاحبه؟
فاتسعت إبتسامتها

  • صاحبه ملظلظ زيه ومقدروش يجروا ورايا
  • ومجريش وراكى بعربيته ؟
  • أنا نزلت أجرى فى غيط كرنب فمحاولش
  • نزلتى تجرى فى غيط كرنب ؟...... ااااه...... يعنى رجليكى مطينة وطينتى عربية عمك حسن اللى بيخاف عليها أكتر من عياله ؟ كده هانزل أغسل العربية قبل ما يشوفها ...... أقول عليكى إيه يا شيخة
فلم تتمالك نفسها من الضحك وقد شعرت أن خوفه عليها قد غلب غضبه منها وأنه يحاول التخفيف عنها واستمر أمجد فى محاولة تخفيف ما هى فيه

  • إنزلى نقعد شوية عالنيل واشربك حاجة
فضحكت من قلبها تلك المرة وهى تشعر أنها أخيرا فى أمان

  • وانت هتدفع تمن الحاجة اللى هتشربهالى منين والعشرة جنيه اللى حيلتنا أحنا الإتنين إديتها للست صاحبة الكشك
  • ماهو عمك حسن ميعرفش المصيبة اللى احنا فيها وادانى خمسة جنيه فاكرنى رايح معاكى رانديفو .... إنزلى إنزلى
فنظرت منى لعينيه فى إمتنان وهى تشعر بداخلها بشعور لم تشعره معه من قبل طوال سنين حياتهما وانتظرت حتى فتح بابها فمدت يدها تضعها فى يده وهى تشعر بهذا الشعور يضطرب بداخلها ويربكها حتى وصلوا لسور الكورنيش المنخفض حيث أجلسها وغاب للحظات وعاد حاملا زجاجتين من الكوكاكولا وجلسا متجاورين صامتين وهى لأول مرة معه لا تجد ما تقول وقفزت على لسانها جملة لا تدرى كيف قالتها

  • أمجد ..... ممكن تحضنى؟
  • عايزة تضربينى أنا كمان ولا إيه يا بت .... أوعى ..... دا أنا إللى معلمهالك
فضربته فى صدره برفق وقد عادت إبتسامتها الرائقة لوجهها

  • لأ مش هاضربك بس إحضنى
  • شايفة البوكس اللى واقف هناك ده يا منى ؟
  • أه .... ماله
  • فيه إتنين أمناء شرطة قاعدين فيه مستنينى أحضنك علشان ياخدونا عالقسم .... وساعتها هيعملولنا محضر آداب ويبعتوا يجيبوا أبوكى من بورسعيد يضمنك وساعتها ابقى إتدبست فيكى رسمى يا حبيبتى
فضحكت ضحك حقيقى أخيرا وهى تضربه فى صدره مرة أخرى

  • أنا تدبيسة يا ندل
  • بااااااسسسسس ..... إنتى كده بقيتى تمام طالما لسانك رجع لزفارته .... هاتى بقى الإزازة الفاضية اللى معاكى دى أرجعها علشان أخد الرهن ونروح
إنطلق أمجد بعدها بالسيارة عائدا للمنزل ولم يتحدث كثيرا وكانت عينى منى معلقة بوجهه تحاول قراءة ما يدور فى ذهنه خلف هذا الوجه الهادئ متوقعة ثورته فى أى لحظة

كانت تشعر ببركان يثور بصدره وتشعر بما يعانيه للتحكم فى غضبه كى لا يشعرها بالذنب . ايكون أمجد يحبها بطريقة أخرى غير الطريقة التى كبرت وهى تظنها ؟ إذا لماذا لم يصرح لها ؟ لماذا يخفى هذا الحب الذى جعله يتحمل كل هذا الضغط الذى تشعر به يرزح تحته ؟ أتكون غبية للدرجة التى لم تلاحظ معها حبه ؟ إنها تتمنى الآن أن تكون علاقتهما قد أخذت طريق آخر . ليتها أحست بما تحسه الآن منذ زمن

وبدأت عيناها تدمعان مرة أخرى لكن ليس على ما حدث لها لكن على للعذاب الذى تظن أن أمجد تعذبه بسببها وهى تقص له حبها لذلك الخنزير الذى ظنت أنها تحبه ووجدت نفسها تحتضن ذراعه وتنام على كتفه وهو يقود ودموعها تنهمر غزيرة من عينيها ولم تعد الآن تدرى سبب بكائها حتى أفاقها صوت أمجد

  • منى .... إحنا داخلين عالشارع وميصحش حد يشوفنا كده ... إمسكى نفسك وبطلى عياط لغاية ما نطلع
فجففت دموعها بظهر كفها واعتدلت فى جلستها وتمالكت نفسها حتى وصلوا لباب عمارتهم فاصطحبها أمجد لشقتهم مباشرة ولم يدعها تدخل شقة امها وفتح الباب ليجد أمه جالسة تتحرق من القلق وبمجرد رؤية منى لأم أمجد جرت إليها وألقت نفسها فى حضنها وانفجرت فى البكاء مرة أخرى وأم أمجد لا تدرى ما حدث وتنظر لأمجد فى إستفهام لكن أمجد لم يعط لها الفرصة لسؤاله

  • ماما من فضلك خدى منى دخليها الحمام وحميها وشوفيلها بيجامة تلبسها ودخليها أوضتى .... أنا هاروح أطمن بابا إنى رجعت .... نص ساعة وهارجع .... من فضلك متساليهاش عن حاجة علشان تبطل عياط .... وياريت تاخدى هدومها اللى إتطينت دى تغسليها
وانطلق أمجد ليطمئن أباه ويعود بعد نصف ساعة ليجد أمه جالسة فى غرفته خلف منى التى كانت ترتدى إحدى بيجاماته تمشط لها شعرها كما أعتادت فنادى أمه ليحدثها هامساً بعيداً عن سمع منى

  • إيه ده يا ماما ..... إنتى لبستيها بيجامتى أنا ؟
  • أعمل إيه يا بنى لسة منزلتش هدومى الشتوى وكل الصيفى اللى عندى قمصان نوم
  • طب ملبستهاش قميص نوم من بتوعك ليه يا ماما؟
  • قميص نوم .... لأ يا بنى عيب ..... لما أمها تطلع وتلاقيها فى أوضتك لابسة قميص نوم تقول إيه
  • تقول إيه ؟ يعنى لما تلاقيها لابسة قميص نومك هتظن ظن وحش ولما تلاقيها لابسة بيجامتى هتظن كل خير .... ماشى يا ماما .... برضه اللى فى دماغك فى دماغك .... مافيش فايدة ...أنا هادخل أهديها شوية قبل ما أمها تشوفها ... مش لازم تشوفها بالحالة دى
وطرق أمجد الباب قبل أن يدخل فأجابه صوت منى يكاد يختنق من البكاء

  • إدخل يا أمجد
ودخل أمجد من الباب ليجد منى جالسة على طرف سريره تنظر فى إتجاهه وفى عينيها نظرة لم يستطع وقتها تفسيرها وقد صففت أمه شعرها الفاحم ليحيط بوجهها الجميل فزاده جمالا وقد تحول لون أنفها ووجنتيها الأبيض إلى اللون الأحمر من كثرة بكائها

جلس أمجد على يمينها وهو لا يدرى ما يقول وقد إنتهى الوقت الذى يمكنه فيه تخفيف ألمها وصدمتها فيمن أحبت وأتى الوقت الذى لابد فيه من الحديث عما جرى لكنه قرر بينه وبين نفسه ألا يفتح جرحها الآن وليترك لها بعض الوقت لتتمالك نفسها وبالتأكيد ستقص له تفاصيل ما حدث

ساد بينهما صمت ثقيل قبل أن تبدأ منى الحديث

  • عايز تعرف اللى حصل ؟
  • طبعا عايز أعرف .... بس مش دلوقتى
  • يعنى مش عايزنى أقولك ؟
  • هتقولى بالتفصيل بس لما تبقى قادرة
  • أمجد ..... إنت إنسان جميل قوى
  • يا منى إنتى بالنسبة لى حاجة مش لاقيلها وصف .... تعرفى إنى من أمبارح هاتجنن عليكى ومرضتش أمنعك لما لاقيتك هتطيرى من الفرح رغم إنى كنت متوقع كل اللى حصل
  • وليه ممنعتنيش يا أمجد
  • لأنى واثق إنك هتقدرى تحمى نفسك ومحدش هيقدر يلمسك
  • أمجد ..... ممكن تحضنى دلوقتى
فلف أمجد ذراعه الأيسر حولها فوضعت رأسها على صدره ولا تدرى هى لما أطمأنت لما سمعت دقات قلبه فى أذنيها وأغمضت عينيها مستمتعة بشعور الأمان الذى تشعر به وسرعان ما ذهبت فى نوم عميق

فتحت أم أمجد الباب لتجد منظرا تمنت من قبل أن تراه ..... أخيرا رأت إبنها يحتضن منى ورغم فرحتها فإنها رسمت على وجهها تكشيرة غضب ليشير لها أمجد بإصبعه على فمه علامة الصمت ثم يشير لها بذراعه الأيمن أن تأتى لتساعده على وضع منى بالفراش فأقبلت الأم تمشى على أطراف أصابعها لتمسك ساقى منى بحنان وتدير جسدها بمساعدة أمجد وتصلح من وضع الوسادة لتضعها تحت رأسها ليصطحبها أمجد للخارج ويغلق الباب بهدوء شديد ويقفان بعيدا عن الباب

  • إيه اللى حصل يا أمجد ..... طمننى على البنت
  • محصلش حاجة يا ماما ..... كانت فى عيد ميلاد واحدة صاحبتها وإتخانقت مع واحدة من الموجودين وتقريبا ضربوا بعض فنزلت جرى وسابتهم
  • وإيه اللى طين هدومها وجزمتها كده
  • أصل صاحبتها ساكنة فى حتة أرياف وهى مكانتش عارفة ترجع فأتصلت بيا علشان أجيبها
  • مع إنى مش مصدقة القصة دى لكن هاعمل نفسى مصدقاها ..... هنعمل إيه دلوقتى
  • إنزلى لطنط ريرى واحكيلها الحكاية وإندهيلها تقعد جنبها ..... متسيبوهاش لوحدها كتير وسيبوها لما تصحى لوحدها
  • ماشى يا أمجد ... هاجيبلك بيجامة من بيجامات ابوك وخش نام مع اخواتك النهاردة
  • لأ ... أنا هبات فى البرجولة النهاردة .... الجو حلو وانا عايز أهدى نفسى شوية
  • زى ما تحب ..... خش خد بيجاما من دولاب ابوك وخد شلت الكنبة واطلع السطوح وانا هانزل لريرى أجيبها
  • متتأخريش يا ماما من فضلك ..... منى مش لازم تفضل لوحدها كتير
  • متخافش يا حبيبى ..... متعرفش أنا أد إيه فخورة بيك ..... حاسة إنى قلبى هيفرح بيكوا قريب
  • يووووووووه ..... يا ماما إحنا فى إيه ولا فى إيه
وحمل أمجد شلت الكنبة بعد أن إستبدل ملابسه ببيجامة أخذها من دولاب أبيه وطلع إلى سطح المنزل حيث أفسح مكان لفراشه المؤقت داخل البرجولة واضجع واضعا يديه خلف رأسه ناظرا لسقف البرجولة يفكر كيف سيرد الصفعة لممدوح ويعيد لمنى كرامتها التى أهدرها هذا الخرتيت

......................................................................................

فتحت منى عينيها لترى على الضوء الخفيف المنبعث أم أمجد جالسة على كرسى بجوار رأسها بينما أمها تجلس على الفراش بجوار قدميها وتذكرت أنها تنام الآن على فراش أمجد وفى غرفته الخاصة وتهب السيدتين فور فتحها عينيها واقفتين تحيطان رأسها بيديهم لتنطق بصوت واهن

  • أمجد فين ؟
  • فى السطوح فوق يا حبيبتى بيذاكر...... تحبى أندهولك
  • لا يا طنط متتعبيش نفسك سيبيه لمذاكرته ..... أنا هاقوم علشان ننزل
  • تقومى فين ؟ إنتى هتباتى هنا النهاردة ومش هتتحركى من مكانك وماماتك هتنام جنبك
  • لأ يا أم أمجد نبات هنا إزاى ؟ والجدع ابنك ينام فين
  • هو قايل إنه مش هيخلص مذاكرة غير الصبح وهيروح على كليته باتوا إنتوا هنا النهارده وانزلوا الصبح
  • لأ مايصحش يا أم أمجد ...... نبات هنا إزاى ؟
  • أمجد محرج عليا إن منى تتحرك من هنا الليلة وانا هاخد بكرة أجازة عارضة وهاكون موجودة طول اليوم فى البيت متقلقيش عليها
  • طب خلاص خلى منى عندك الليلة وانا هانزل أهى بنتكم برضه
  • زى ما تحبى يا ريرى بس منى مش هتتحرك من هنا
  • طيب انا هانزل دلوقتى تصبحوا على خير
واحتضنت ريرى إبنتها طويلا وطبعت على جبينها قبلة بعد أن اطمأنت أنها بخير ثم خرجت لتوصلها أم أمجد حتى الباب وتودعها بعد أن إحتضنتها طويلا شاكرة لها ماتفعله وما فعله إبنها لتهبط لشقتها بينما أم أمجد تغلق الباب وتتوجه لغرفتها سعيدة بكذبتها الصغيرة التى أبقت منى بجوارها تنام على سريرإبنها مرتدية بيجامته وتتمنى فى داخلها أن يأتى اليوم الذى تجد فيه هذه الجميلة زوجة لإبنها . إنهم بالتأكيد فى حالة حب بل عشق فهى لم تسأل عن أى شئ بمجرد ما أفاقت إلا عن أمجد الذى ترك فراشه وغرفته لها دون أن يتردد او يفكر للحظة واحدة

"إنهم فى حالة حب حتى لو كانوا لايدرون" هكذا فكرت أم أمجد

...................................................................................

بمجرد خروج أمها وأم أمجد وإغلاقهم باب الغرفة نظرت منى حولها فى الغرفة وكأنها تراها لأول مرة وأخذت نفسا عميقا تملأ صدرها بهواء الغرفة الذى تشعر برائحة أمجد فى كل جزء فيها شعرت بأمان شديد فى هذه الغرفة الضيقة ورفعت الوسادة تتشممها باحثة عن رائحة أمجد فيها وأخيرا ضمت تلك الوسادة لصدرها وأغمضت عينيها لتنام لكنها ولأول مرة فى حياتها كانت تتخيل أنها تنام الآن فى حضن أمجد

..........................................................................................

دخلت أم منى شقتها بعد أن إطمانت لأن إبنتها فى أمان وجلست قليلا تلتقط أنفاسها ثم قامت لتدخل غرفتها محاولة النوم لكنها لم تستطع وفجأة قفز لذهنها خاطر مجنون فقامت لتخلع كل ما ترتديه وترتدى عباءتها على اللحم وتتجه للمطبخ حيث أعدت كوبين من الشاى واخذتهما على صينية وصعدت بهما السلم فى إتجاه السطح حيث يرقد أمجد

وجدت باب السطوح مفتوحا فدخلت منه وأحكمت إغلاقه واتجهت للبرجولة حيث يرقد أمجد فى خطوات متسللة

لمحها أمجد على ضوء القمر وعرفها من مشيتها فاعتدل جالسا حتى وصلت إليه ووضعت الصينية على الأرض أمامه وجلست بجواره ملقية برأسها على كتفه فأحاطها بذراعه

  • مش عارفة أشكرك إزاى يا أمجد على اللى عملته النهاردة مع منى
  • تشكرينى على إيه يا ريرى ؟ إنتى عارفة منى بالنسبة لى إيه
  • بتحبها يا أمجد ؟
  • طبعا باحبها ....... تعرفى ساعات باحس إن المجنونة دى بنتى
  • بنتك إيه ..... دى اصغر منك بشهر يا واد
  • لأ بجد زى ما بقولك ..... باحس إنها بنتى
  • يعنى مبتفكرش فيها كبنت ممكن تنام معاها ؟
  • لأ طبعا ..... عمرى مافكرت فيها بالشكل ده
  • ليه يا أمجد ؟ بسبب علاقتى بيك؟
  • اقولك حاجة وتصدقيها ؟
  • قول
  • أنا عمرى ما فكرت إنى ممكن انام مع واحدة غيرك
وعندها ضغط ذراعه بقوة حولها فرفعت له شفتيها وغابا فى قبلة حارة واستمرت جولة الجنس بينهما تلك المرة طويلا حتى انتهت قبل الشروق

الجزء الرابع

مقدمة

لا زالت فصول قصتنا تدور فى ثمانينيات القرن العشرين

لم تكن الفوارق بين الطبقات الإجتماعية وقتها كما هى الآن ..... كانت الأغلبية من الطبقة المتوسطة وكان الأبناء وقتها هم الهم الأول للاباء ولم تكن الحياة رغم صعوبتها الشديدة بهذا التوحش الموجود فى وقتنا الحالى

كان الآباء لديهم الوقت الكافى لتربية أبنائهم وتعليمهم دروس الحياة التى تعلموها من أبائهم وزادوها بخبراتهم المكتسبة فنقلوا لأبنائهم خلاصة تجربتهم الحياتية

كانت كل أم تلقن إبنتها دروس خاصة تجعل منها إمرأة قادرة على مواجهة ما سوف تلتقيه فى حياتها

وقد يستغرب بعض القراء من الشباب معرفة أن كل أم كانت تلقن إبنتها كل صغيرة وكبيرة عن كل شئ بداية من كيفية رعاية منزلها وحتى كيفية إسعاد زوجها ورعاية وليدها

لم يكن الآباء يتركون أبنائهم للتعلم من الأصدقاء أو من مصادر المعلومات الغريبة فلم يكن هناك إنترنت ليتعلم منه الصغار ما قد يدفعهم لتجارب مؤذية لهم ولغيرهم

كان كل رب أسرة يحرص ولو لمرة فى الأسبوع على الدخول بوجبة خاصة تتجمع حولها العائلة ويدعو إليها أحيانا من يجده مناسبا لدخول بيته وكانت وجبة الكباب من الحاتى هى قمة رخاء الإسبوع

كانت الأبواب مفتوحة بين الجيران طول النهار رغم المشاكل المادية التى تغلق عليها فى الليل

كانت أيام جميلة رغم صعوبتها الشديدة​

والآن فلنعد إلى قصتنا

...............................................................................................



بينما تحتضن منى الوسادة التى تحمل رائحة أمجد قفز لذهنها ذكرى دفنتها عميقا فى أعماق أعماق ذاكرتها . إنها ذكرى اليوم الذى ظبطتها فيه أمها مع أمجد فى البرجولة وهى تمرر يدها الصغيرة وقتها على زبره بينما هو يمرر أصابعه على كسها . قفزت لذهنها تلك المتعة الجنسية الحقيقية الوحيدة التى مرت بها خلال كل عمرها ولم تدم إلا ثوان . كان زبر أمجد هو الزبر الوحيد الذى رأته فى حياتها وكانت أصابعه هى الأصابع الوحيدة غير أصابعها التى لامست كسها من وقت أن بلغت وإلى الآن .

تتذكر الآن تلك الأحلام الجنسية التى تراودها بين وقت وآخر تفرغ شهوتها المتفجرة خلال نومها لتكتشف الآن أن فى كل تلك الأحلام كان الزبر الذى ترى نفسها تداعبه كان زبر أمجد وأن تلك الأصابع التى طالما حلمت أنها تداعب صدرها وكسها كانت أصابعه

أيقنت وقتها بأن عقلها الباطن إختزن تلك اللحظة وأنها حُفظت عميقا بداخلها ولم تسقط يوما من ذاكرتها

وسط كل تلك الأفكار وجدت منى نفسها تضع الوسادة بين ساقيها وتذكرت أنها ترتدى بيجامة أمجد وأن قماشها الذى يلامس كسها الآن لطالما لامس زبر أمجد وقد يكون هذا القماش تشرب يوما بمنيه وتلك الوسادة بالتأكيد باتت كثيرا بين فخذيه

ضغطت منى الوسادة بين فخذيها ولم تستطع منع نفسها من فركها بكسها لتقذف ماءها غزيرا وتبلل لأمجد بيجامته ووسادته فأم أمجد عندما خلعت عنها كل ملابسها لتحممها ألبستها بيجامته فقط ولم تلبسها أى شئ تحتها

إنزعجت منى وقتها فتلك هى المرة الاولى فى حياتها التى تأتيها رعشتها وهى واعية لكن ذلك الإنزعاج لم يدم طويلا فلن يشعر أحد بما حدث وحتى لو شعر أمجد بما حدث فستكون سعيدة فعلى الأقل قد يعرف أنها تشتهيه فبالتأكيد هو ايضا يشتهيها بل يعشقها فما تشعر به الآن نحوه لايمكن أن يكون لا يملك مثله نحوها وربما أكثرمنه فالبركان الذى شعرت به يثور داخل صدر أمجد من أجلها لا يثور إلا فى صدر عاشق يهيم حبا بالتأكيد

دارت كل تلك الأفكار فى رأس منى واستقر يقين بداخلها أن أمجد يحبها حب ذكر لأنثى لا حب أخ لأخت أو صديق لصديقة ولكنها هى التى لم تكن ترى هذا الحب ولم تكن تعرف أنها تبادله دون أن تدرى نفس الحب

إستقر ذلك اليقين بعقل منى وأغمضت عينيها سعيدة لتنام بعمق ولم تكن تدرى بأنه فى الوقت الذى تخيلت فيه أن أمجد يمارس الجنس معها كان أمجد فوقها تماما فى البرجولة لا يفصله عنها إلا السقف يمارس جنس حقيقى عنيف مع أمها وأن أمها أتت شهوتها مرات ومرات بين ذراعى أمجد مقابل تلك المرة الوحيدة المتخيّلة التى قذفت هى فيها مائها

كم انت مسكينة يا صغيرة فقلبك النقى لايزال بكراً لا يستوعب تعقيدات النفس البشرية

....................................................................................................

غادرت أم منى البرجولة قبيل شروق الشمس بقليل بعد أن قضت ليلة مع هذا الشاب الذى علمته فنون الجنس فتفوق فيها وكأن غريزته توجهه لكيفية إسعاد امراة وجعلها كاللعبة بين ذراعيه رغم مظهره الهادئ وطبيعته الخجولة حقا فهو لا يتصنع الخجل لكنه خجول يتحول فى لحظات الشبق لرجل يعرف حقا كيف يسعد الأنثى بين يديه بطبيعته الغريبة التى تجعل نشاطه يزداد بعد كل ممارسة جنسية بعكس كل ما تعرفه عن الرجال .

بعدما تركته عشيقته الشبقة بقليل هبط أمجد مباشرة ليفتح باب شقتهم بهدوء شديد ويأخذ مفتاح سيارة أبيه ويهبط لينظفها وقبل أن ينتهى من مهمته بلحظات يفاجأ بابيه يقف بجواره مندهشا

  • إنت بتعمل إيه يا أمجد ؟ إنت رايح الجامعة بالعربية النهاردة ؟
  • لأ طبعا يا يا بابا .... إنت تعرف عنى إنى ممكن اعمل كده ؟
  • أمال نازل تغسل العربية عالصبح كده ليه
  • أصلها اتوسخت فى مشوار امبارح وقلت انضفهالك قبل ما تنزل
  • يابنى وليه تتعب نفسك ..... مانت عارف إن عربية المصنع بتيجى تاخدنى
  • ميضرش برضه يا بابا إنها تفضل نضيفة
فنظر إليه ابوه بنظرة شك فقد ظن أن شيئا ما قد حدث بينه وبين منى فى السيارة وأن أمجد يزيل أثاره

  • أمجد ..... خد بالك ..... منى أبوها سايبها أمانة فى رقبتى ورقبتك ولازم نحافظ عليها
  • إنت مخك راح بعيد قوى يابابا.... منى زى أختى ومفيش بينى وبينها حاجة غير كده وعمرى ما هافكر فيها غير كده ومتخافش .... إنت عارف إن تربيتك ليا متسمحليش بحاجة زى كده
  • نعم ياخويا ....أختك وتربيتك متسمحش؟ إنت حماريالا ... بت زى القمر زى دى وتقولى اختك ؟ دانا باحوشلك فلوس شبكتها يا حمار
  • حتى انت يا بابا ؟ مش كفاية عليا حضرة الناظرة
  • طب غور بقى من وشى واطلع إستحمى قبل ما عربية المصنع تيجى والسواق يشوفك بالمنظر ده ..... قال أختى قال ... عيل حمار.... وبعدين تعالى هنا .... إنت نازل تغسل العربية وانت لابس بيجامتى .... إطلع إقلع البيجاما دى وغور على كليتك ..... أوعى منى تشوفك بالمنظرالقذر ده .... متصبحش عليها حتى غير لما تستحمى وتلبس حاجة نضيفة ... فاهم؟
لم يكن أمجد يتوقع غضبة أباه بتلك الطريقة فإنه يعلم رقة قلبه رغم مظهره القاسى ولكنه لم يستغرب تلك الغضبة فهو يوقن بأن أبوه مثله مثل أمه ومثل جميع الطيبين يرى الثنائى منى وأمجد أمل جميل فى وقت عزت فيه الآمال

صعد أمجد لشقته ليقابل أمه أمام الباب تودع شقيقيه قبل ذهابهم لتنظر له أمه نظرة غاضبة

  • إيه اللى عامله فى نفسك ده ؟ ده منظر ؟ كنت فين بالمنظر القذر ده عالصبح
  • كنت باغسل العربية يا ماما ..... وعارف كل اللى هتقوليه .... وعارف إن منظرى قذر ....الباشمهندس لسة مديهوملى فى الشارع حالا ... وعارف إن ميصحش الليدى منى تشوفنى كده ..... إنتى مش رايحة المدرسة النهاردة ولا إيه ؟
  • لا مش رايحة هأقعد مع منى ..... واعمل حسابك تيجيى بدرى من الكلية علشان منى ومامتها هيتغدوا معانا النهاردة
  • حاضر .... ممكن بقى تخشى تجيبى لى غيار وقميص وبنطلون من أوضتى علشان أخش آخد دش واغير والحق كليتى
  • حاضر ..... أوعى تتحرك من الصالة قبل ما ارجع
اتجهت أم امجد ناحية غرفته حيث قضت منى ليلتها وفتحت بابها بهدوء حتى لا تزعج منى فهى تظنها لا زالت نائمة لكنها وجدتها جالسة فى الفراش مبتسمة تحتضن وسادتها أو بالأحرى وسادة أمجد ولمحت فى عينيها تلك النظرة الهانئة السعيدة التى تعرفها وتراها على وجهها هى نفسها فى المرآة صباح كل يوم جمعة عندما تقضى ليلتها الأسبوعية الخاصة مع أبو أمجد فأيقنت أن أميرتها الصغيرة قد راودها أحد تلك الأحلام التى تراود المراهقات وتجعلهن يستيقظن فى عينيهم تلك النظرة وعلى شفاههن تلك الإبتسامة

  • صباح الخير ياحبيبتى .... نمتى كويس ؟
  • نمت نوم منمتهوش طول عمرى يا ماما
  • إيه ده ؟ ماما ...... أوعى تقوليلى يا طنط تانى ... أجمل ماما سمعتها فى حياتى
  • هو صوت أمجد ده اللى برة
  • آه يا حبيبتى .... كنت داخلة أجيبله هدوم علشان يستحمى قبل ما يروح الكلية
فقفزت منى من فراشها لتطبع على وجه أم أمجد قبلة رائعة وتلمح أم أمجد موضع بللها على بنطلون بيجامة أمجد الذى ترتديه فتبتسم . فقد تأكد ظنها

  • طب انا هاخرج اصبح عليه
وقبل أن تحاول الأم منعها كانت قد وصلت للصالة بقفزة واحدة وبمجرد أن وصلت أنفجرت فى ضحك متواصل لم تستطع كتمه لتتكلم وسط ضحكها

  • إيه اللى إنت عامله فى نفسك ده يا باشمهندس .... ومشمر بنطلون البيجاما كده ليه ... كنت بتمسح السطوح
  • لأ يا روح أمك كنت بأغسل العربية اللى طينتيها إمبارح قبل أبويا ما يشوفها
  • إنت كنت بالمنظر ده فى الشارع ؟ هى البيجاما دى واسعة عليك كده ليه ؟
  • يخربيت ظرفك عالصبح ... بيجامة أبويا لبستها علشان كنتى محتلة أوضتى يا ظريفة
كانت أمه واقفة خلف منى تراقب حوارهما وقلبها يرقص طربا وابتسامتها تملأ وجهها

  • إيه الإسلوب اللى بتتكلم بيه ده يا أمجد .... فيه جنتلمان يكلم بنت قمر كده بالأسلوب ده
  • شايفة يا ماما ... قليل الذوق
  • ماما ؟ يعنى مش مكفيكى خدتى أوضتى وبيجامتى هاتخدى أمى كمان
  • لو كان عاجبك .... وبصراحة بافكر أجى اقعد فى الأوضة دى .... نمت فيها كويس
  • خلاص بلاش غلبة أنا داخل استحمى علشان اروح كليتى
  • أمجد
  • نعم يا زفتة
  • هاخش اعمل لك الشاى باللبن اللى بتحبه
فابتسم أمجد لطريقة نطق منى لجملتها الأخيرة .. فقد نطقتها برقة دائما ما تداريها بكلامها وهزارها مع كل من تعرفهم ... لكنه يعرفها عندما تفلت منها رقتها

كانت أم أمجد تكاد تطير سعادة بتلك النظرة الخاطفة التى لمحتها فى عينى إبنها وتلك اللمعة التى داراها سريعا ولحظة الصمت التى سادت بين منى وأمجد ونظرة منى المعلقة بوجه أمجد تنطق بحب تعرف هى علاماته جيدا

قطعت السيدة الحكيمة تلك اللحظة كى لا تطول فتفقد بريقها

  • خش خد حمامك ومنى هتعملك الشاى على ما أرتب أوضتك ..... قصدى أوضة منى
  • هى بقت أوضتها رسمى خلاص .... ماشى يا حضرة الناظرة
أنهى أمجد حمامه سريعا ليلمح منى تدخل غرفته حاملة صينية فيلحق بها ليجد أمه تخرج من الغرفة وعلى وجهها إبتسامة سعادة لتقابله قبل دخوله

  • إتكلم معاها كلمتين حلوين قبل ما تنزل وبلاش الدبش اللى بتحدفوه على بعض ده ... البنت محتاجة تفضفض عن اللى حصلها إمبارح ومش هتتكلم مع حد غيرك
فدخل أمجد الغرفة ليفاجأ بأمه تغلق بابها عليهما ليجد منى قد اعدت له إفطارا لم يدر أنها قادرة على إعداده

  • إيه ده يا منى ؟ مانتى عارفة إنى مبفطرش
  • متستعبطش يا أمجد .... أنا عارفة إن مفيش معاك فلوس تاكل فى الكلية وبقية الخمسة جنيه يا دوب تمشيك باقى الشهر لو إتحطيت فى أى موقف ... مينفعش تمشى من غير فلوس خالص كده ولازم تاكل كويس ... إنت بتتمرن مرتين فى الإسبوع وكليتك مرهقة ... علشان خاطرى متحرمنيش من إنى عالأقل أحضرلك فطارك .... كفاية اللى بتعمله علشانى
  • طيب النهاردة حضرتيلى الفطار ... هتطلعى كل يوم تفطرينى
  • لو اقدر أعملها هاعملها لكن كل يوم هاحضرلك فطار تاخده معاك ... أو ....
  • أو إيه يا مجنونة
  • أحضر فطار وناكل إحنا الإتنين سوا قبل ما نروح كلياتنا فى أى حتة
  • طيب إفطرى معايا النهاردة
  • ماشى هافطرمعاك علشان افتح نفسك
  • يعنى إنتى عملتى لى فطار وهتاكليه منى
  • تصدق إنك رذل يا أمجد ..... إتفضل كل ومش هاكل معاك
  • يا عبيطة باهزر معاكى ... مش هاحط فى بقى لقمة من غيرك
كانت الأم تقف خلف الباب تتسمع كى تتدخل لو تجاوز الشابين الحد وكان قلبها يرقص طربا لما تسمع . إنهما يعشقان بعضهما وهما فى طريقهما الآن للتعرف على حقيقة مشاعرهما

إنهى أمجد ومنى إفطارهما سريعا ومنى لا تكاد ترفع عينيها عن أمجد بينما هو يزدرد طعامه مسرعا ليلحق بموعد الأوتوبيس الذى يقله للكلية وبمجرد إنهاءه طعامه نظرت منى إليه

  • أمجد .... ممكن اطلب طلب ؟
  • إطلبى يا منى إنتى عارفة إنى عمرى ما هرفضلك طلب
  • ممكن تحضنى ؟
  • جرى إيه يا بت .... مالك ؟
  • يا أمجد متبقاش بايخ بقى ... باحس إنى مطمنة لما تحضنى
فمد أمجد ذراعه حول كتفيها كما فعل فى الليلة السابقة لكنها إلتفتت نحوه لتواجهه وتلف ذراعيه حول عنقه فشعر أمجد أنها بحاجة لهذا الحضن كى تشعر بالأمان بعدما حدث معها من ممدوح بالأمس ولف ذراعيه حولها فضغطت كامل جسدها على جسده وشعر أمجد بانفاسها تخرج حارة على عنقه فضمها قليلا ومرر كفه على ظهرها ليكتشف أنها لا ترتدى ملابس داخلية أسفل البيجامة ويجد عضوه يبدأ فى الإنتصاب وليجد نفسه فى لحظة يرغب فى أن تطول ملامسة جسده لجسدها وقبل أن تقرر الأم فى الخارج أنهم قد وصلوا لآخر المدى المسموح به يفيق أمجد من هفوته ويبعد منى عن جسده وهو ينتفض وكأن ثعبان قد لدغه

  • منى .... إنتى مش لابسة حاجة تحت البيجامة ؟
  • توء توء
  • يخربيتك .... هتودينا فداهية بجنان اهلك
  • ماما هى اللى لبستنى إمبارح وملقتش عندها حاجة على مقاسى
  • أمى ؟ مافيش فايدة ... اللى فى دماغها فى دماغها طب أنا هاخرج دلوقتى ... أشوفك لما ارجع .... ياريت تتكرمى عليا إنتى وأمى وتلبسى حاجة تحت البيجاما لو ناوية تفضلى لابساها لإنك كده خطر... سلام
  • أمجد
  • نعم
  • خد بالك من نفسك
  • مالك يا بت ؟ مش واخد منك عالرقة دى إنتى وانتى بتجرى إمبارح وقعتى على دماغك ولا حاجة
  • طب غور من وشى بقى ... جتك مصيبة
  • ماهى المصيبة واقفة قدامى أهى
وخرج أمجد مسرعا ليلاحظ امه تبتعد عن الباب ويوقن بأنها قد سمعت كل ما حدث فينظر لها نظرة غيظ

  • ماشى يا حضرة الناظرة .... مش ناوية ترجعى عن اللى فى دماغك لغاية ما هتجيبلى مصيبة
  • غور على كليتك ... عيل حمار
  • شكرا يا حضرة الناظرة
وينطلق أمجد مسرعا حاملا كشكول محاضراته ليقابل سميرة منتظرة عند مدخل عمارتها ليتجه ببصره ناحيتها هذه المرة ويبطئ من سيره حتى تتماشى خطواته مع خطواتها وعندما يصلا للمحطة يستأذنها لينتظر الأتوبيس قبل المحطة لكنها توقفه ممسكة بذراعه

  • خليك واقف معايا
لم يكن أمجد مستعدا لمثل تلك اللمسة من زميلته فتجمد مكانه وشعر فى تلك اللحظة بشئ ما يدفعه لإطاعتها لم يدر ما هو لكنه نظر لعينيها ولم يستطع للحظات أن يمنع عينيه من التعلق بعينيها ولم يدر ما يفعل إلا أنه وقف بجوارها وعندما وصل الأتوبيس وجد نفسه يقف خلفها بسنتيمترات قليلة يمنع عنها زحام الصاعدين رغم الطوفان البشرى الذى يحمل الجميع للداخل وكأن سميرة تتوقع منه مافعل وعندما صعدوا ووقفوا وسط الزحام توقعت أن يتلامس جسديهما فهى منذ أمس تشعر بشعور غريب ناحية هذا الشاب الذى تراه مختلفا فى كل شئ لكن الجسدان لم يتلامسا ولو لمرة رغم أنه كان يقف خلفها يحيطها بذراعيه دون أن يلمس ذراعيه جسدها بعد أن أوقفها بين مقعدين تمسك بمقبضيهما الخلفيين بقوة يمنع أى تلامس يحدث بينهما أوبينها وبين أى من الركاب المزدحمين وكأنه جدار يحيط بها يحميها وسط هذا الزحام ولم تدر سميرة ماهية الشعور بالأمان الذى شعرته فى تلك اللحظة

دخل أمجد وسميرة من بوابة الكلية ليجدا صديقاتها مجتمعات كاليوم السابق فى إنتظارها لكن فى تلك المرة توقف معهن لدقائق حياهم فيها قبل أن ينصرف لمكانه المفضل فى المدرج ويتركهن ليذهبن إلى الكافيتريا للإفطار لتتبعه سميرة بعدها بدقائق قليلة ويدور بينهما حوار مختلف تلك المرة

  • إنت ليه يا أمجد متجيش تفطر معانا ؟ بتتكسف ؟
  • لأ هتكسف من إيه بس أنا فطرت فى البيت
  • طيب أنا مفطرتش لسة ممكن تفطر معايا ؟
  • صدقينى فطرت فى البيت وكمان الكافيتريا الصبح بتكون زحمة ومش هنلاقى مكان فى المدرج لما نرجع
  • أنا جايبة معايا سندوتشات من البيت ناكلها هنا سوا
  • نفطر فى المدرج ؟ لو حد شافنا ناخد جِزا
فانفجرت سميرة ضاحكة وهو ينظر لها فى تعجب

  • يابنى إنت مش فى المدرسة العسكرية لسة .... جِزا إيه اللى ناخده .... هنا عادى ممكن نفطر ونشرب شاى كمان طالما مافيش محاضرة شغالة
  • ههههههههههههههه ..... سامحينى يا آنسة سميرة ... لسة متعودتش
  • يابنى إسمى سميرة من غير آنسة ... إتعود بقى
  • باحاول لكن واضح إنى هاحتاج شوية وقت
ومدت سميرة يدها إليه بسندوتش تردد كثيرا قبل أن يتناوله منها لكنه فى النهاية أخذه وبالصدفة لامست أطراف أصابعه يدها فشعر بشئ ما ينتابه يجعله ينظر لوجهها فتلتقى عيناهما للحظات أخفضت سميرة بعدها نظرها للأسفل فلسبب تجهله لم تستطع النظر فى عينيه أكثر من تلك اللحظات وساد الصمت بينهما طويلا حتى أنهي السندوتش الذى أعطته له بينما هى لا زالت تقضم السندويتش الخاص بها قضمات رقيقة دون أن ترفع عينيها ناحيته مرة ثانية

  • تسلم إيديكى ... سندوتش رائع
  • طيب خد واحد تانى
  • لأ مش هينفع .... وزنى لازم ينزل شوية علشان عندى ماتش قريب
  • ينزل عن كده ؟ دا أنا متهيألى إن مافيش فى جسمك دهون تنزلها
  • لأ فيه عندى 3 كيلو زيادة
قطع حديثهما وصول باقى الزميلات بصخبهن المعتاد واندمجن جميعا فى حديث ضاحك مع أمجد الذى أصبح ولد وحيد وسط ثُلة من البنات ولسن أى بنات . فتلك الثُلة اُطلق عليها فيما بعد جميلات الدفعة

......................................................................................................

بينما أمجد فى كليته كانت منى جالسة أمام تسريحة غرفة نوم أمه وأمه خلفها تمارس هوايتها فى تمشيط شعرها وهى تنظر لوجهها فى المرآة بحب حقيقى لتفاجئ الأم منى

  • بتحبيه يا منى ؟
  • أمجد ؟
وتصمت منى بعد أن افلت إسم امجد من بين شفتيها فقد أيقنت أنها صرحت لأمه بحبها له دون وعى منها فتبتسم الأم إبتسامة سعادة

  • أه أمجد يا منى ..... بتحبيه؟
فيحمر وجه منى خجلا وتطرق بوجهها لا تستطيع نطقا ً فتتركها أم أمجد لخجلها لحظات

  • تبقى بتحبيه !!
  • مش عارفة يا ماما ... بجد مش عارفة ... يمكن لو كنتى سألتينى إمبارح بس كنت هاعرف ارد عليكى .... كنت هاقولك باحبه زى أخويا أو أكتر من أخويا والكلام ده .... بس بعد ما شوفت خوفه عليا والطريقة اللى عاملنى بيها وومحاولته يخرجنى من اللى انا كنت فيه خلتنى أحس ناحيته إحساس مختلف مش عارفة إيه هو ... لكن حاسة إنى عايزة أفضل معاه ومبعدش عنه
  • لما حضنك حسيتى بأيه يا منى
فشعرت منى بالإرتباك يجتاحها حتى أن أطرافها ارتعشت

  • يا بت متخافيش ... أنا كنت واقفة ورا الباب وسمعت كل حاجة ... ولا إنتى كنتى فكرانى هاسيبكم كده لغاية ما تقعوا فى الغلط ... قولى يا منى متخافيش
  • حسيت ... حسيت ... إحساس مش عارفة إيه هو ... مش إحساس شهوة ولا جنس ... لأ ... إحساس إنى عايزة أفضل فى حضنه
  • حسيتى بأنك فى أمان .... صح يا منى ؟
  • صح .... إنتى عرفتى إزاى ؟
  • علشان هو ده الحب يا بنتى ...لما البنت بتحب بتحس بالأمان فى حضن اللى هيا بتحبه
  • وإنتى عرفتى منين يا طنط ؟ هو على ايامكم كان فيه حب وكده ؟
  • طنط إيه يا بت ؟ مش قلنا ماما ... وإيه أيامكم دى ... محسسانى إنى جيالك من القرى الرابع عشر
  • آسفة يا ماما ... بس قوليلى إنتى عرفتى إزاى اللى كنت حاسة بيه
  • بس يا بت .... المفروض انا اللى باوقعك فى الكلام مش إنتى اللى هتوقعينى
  • لأ بجد يا ماما ... أنا دايما كنت باحس إنك عايزانى أنا وأمجد نحب بعض ... وامبارح كنت حاسة إنك بتساعدينى كمان ... ليه ؟
  • علشان أنا عارفة جمال إحساسك ده يا منى
  • أيوه بقى .... عرفتيه منين ؟ إنتى كنتى بتحبى عم حسن قبل ما تتجوزوا ؟
  • أه كنت باحبه وعارفة إنه بيحبنى بس الأمور أيامنا كانت أصعب
  • طب إحكيلى علشان خاطرى ..... علشان خاطرى .... إحكى ... إحكى ...
  • يا بت اهمدى ... هاحكيلك
  • طيب هاسكت أهو .. إحكى بقى
  • كانت أول سنة لية فى التدريس ... كنت بادرس لسه لسنة أولى إبتدائى وكانت بنت أخت عمك حسن تلميذة عندى فى الفصل وجه يوم ياخدها قبل الحصة الأخيرة ما تخلص
  • ها وبعدين
  • أول ما شوفته يا بت حسيت إن قلبى وقع فى رجليا وإنى فقدت النطق ... لقيت نفسى يا بت يا منى واقفة قدام رشدى أباظة
فانفجرت منى ضاحكة وكادت أن تقع على ظهرها

  • مين ؟ رشدى أباظة ؟ عم حسن ؟ مش الشبه بعيد شوية يا ماما
  • بس يابت .... أنا شفت عمك حسن شبه رشدى أباظة وخلاص وانا كنت باموت فى رشدى أباظة
  • وبعدين عملتى إيه مع رشدى اباظة
  • طردته
  • نعم ؟ طردتيه ؟
  • آه طردته منا ملقتش حاجة أقولها قمت طردته وقلت له يجيى بعد الحصة ما تخلص .... كنت عايزة اشوفه تانى
  • دا انتوا مكنتوش سهلين بقا يا ماما ... طردتيه علشان يرجع تانى وتشوفيه... فكرة برضه
  • تانى يوم رحت المدرسة لقيته واقف مستني قدام المدرسة ... عملت نفسى مش شايفاه ودخلت عالمدرسة على طول
  • وبعدين
  • وانا خارجة لقيته واقف عالباب .... برضه عملت نفسى مش شايفاه ومشيت
  • وهو عمل إيه ؟
  • فضل ماشى ورايا لغاية ما دخلت البيت ... وفضل يا عينى واقف قدام البيت يجيى نص ساعة عمال يبص عالشبابيك عايز يعرف أنا ساكنة فى أنهى شقة
  • وانتى عرفتى منين ؟
  • مانا كنت واقفة ببص عليه من ورا الشيش
  • وبعدين عمل إيه عم رشدى أباظة ؟
  • فضل كل يوم يستنى قدام المدرسة الصبح وآخر النهار ويمشى ورايا وانا مغلباه .... ساعات كنت اتعمد أعذبه علشان اعرف هيعمل إيه
  • تعذبيه إزاى يعنى
  • مرة فضل ماشى ورايا يجيى ساعة قمت دخلت محل قماش وفضلت اتفرج على كل القماش اللى عندهم . يجيى ساعتين كده وانا شايفاه من ورا إزاز الفترينة واقف يا عين امه فى الشارع مرفعش عينه عن باب المحل
  • ومحاولش يكلمك بعد كده ؟
  • ماهو لما حاول يكلمنى خد علقة محترمة
  • ضربتيه ؟
  • لأ ... كنت باشترى الخضار لأمى وحاول يكلمنى ... زعقتله .... قام الخضرى وصبيانه إتلموا عليه ضربوه علقة موت
  • دا إنتى كنتى مفترية يا ماما ... وهو مكانش بيروح شغله وماشى وراكى ؟
  • كان لسة متعين فى مصنع شبرا الخيمة وكان بيشتغل فى وردية بليل ... كان بيخلص ورديته ويجيى جرى عالمدرسة علشان يشوفنى من بعيد ويستنانى لما اخلص ويمشى ورايا
  • ده عم حسن كان رومانسى بقى
  • ولسة يا بت رومانسى ... عمك حسن ده أرق راجل فى الدنيا
  • واتجوزتوا أزاى ؟
  • لما تعب من المشى ورايا والعُلق اللى كان بياخدها بسببى جاب ابوه وامه وجم خطبونى واتجوزنا بعدها بيجيى سنة كدة
  • يا ااه يا ماما دانتوا حكايتكوا حكاية ..... إمتى بقى أول مرة قالك بحبك
  • بعد ما ضربتوا بالقلم
  • ضربتيه بالقلم ؟
  • أه ... كنا لسة مخطوبين ورحنا القناطر سوا مع أهلى وقمت أتمشى معاه شوية جه فى حتة فاضية وقام بايسنى قمت ضرباه بالقلم .... تانى يوم جه عندنا جايب لى ورد وهو بيديهولى قالى بحبك
أدركت منى وقتها سر تماسك هذا البيت ونجاحه ..... فهو بيت عاشقين لم تنل الأيام من عشقهم وتمنت أن يجمعها بأمجد بيت مثله وأن يطل عشقه من عينيها مثلما يطل عشق ابيه من عينى أمه الآن

  • طب اعمل إيه علشان اخلى امجد يحبنى ؟
  • متعمليش حاجة .... هوبيحبك بس مش عارف لسه
  • طب اضربه بالقلم علشان يقولى بحبك .... نفسى اسمعها منه
  • هتسمعيها بس إتقلى عليه شوية .... لما بتغيبى عنه شوية بيقى زى المجنون وبيبقى مش طايق نفسه .... فاكرة يا بت أول مرة جاتلك الدورة لما خليناكى فى شقتكم إسبوع مشافكيش
  • أه فاكرة
  • كان هيتجنن ... وكان صعبان عليا بس كنتوا عيال وقتها وخفنا عليكوا ... ولسة لغاية دلوقت لما يعدى يوم ميشوفكيش بيبقى زى المجنون ... عارفة يا منى لما كان بيرجع من المدرسة كل خميس ... مكانش ياكل ولا يشرب غير لما يشوفك
  • طب اعمل إيه ؟.... أخليه يغير عليا ؟
  • أوعى ..... أمجد طالع صعيدى زى أبوه ودول غيرتهم وحشة ... جننيه ....خليه يشوفك قدامه من غير ما يقرب منك ... وبلاش كل شوية أحضنى أحضنى دى
  • بس أنا باحس بالأمان لما بيحضنى
  • خليه هو اللى يبقى عايز يحضنك يا بت
  • واخليه يبقى عايز يحضنى أزاى
كانت جلسة منى مع أم أمجد قد إنتقلت إلى الصالة حيث إستكانت منى فى حضن ام أمجد التى لفت ذراعها حولها فى حنان ونظرت فى وجه الصغيرة تتأمل جمال هذا الوجه

  • تعالى يا بت ... حواجبك مش مظبوطة ....... قدامى على الأوضة جوا
أجلستها الأم أمامها وجلست أمامها تعمل بملقطها الصغير فى وجهها

  • مقولتليش أخليه يحضنى إزاى
  • عيطى !
  • نعم ؟ أعيط ؟
  • آه عيطى .... بس من غير صوت ... خليه يشوف دمعتين بس نازلين من عينيكى الحلوة دى وهو هيحضنك من غير ما تطلبى .... و مش كل مرة كمان تسيبيه يحضنك .... أمجد نسخة من أبوه فى حنيته ومش هيستحمل يحس إنك زعلانة
  • ياااه يا ماما دانتى طلعتى حكاية
  • ماهو أنا كان نفسى فى بنت علشان اتكلم معاها زى ما بكلمك كده .... بس إتعوضت بيكى يا حبيبتى
  • وانا باحبك قوى يا ماما
ومدت الأم يدها لدرج تسريحتها لتخرج صندوق أدوات مكياجها وتلتقط منه قلم كحل وتنهمك باهتمام فى رسم خط دقيق حول عينى منى زادتهما جمالا على جمالهما وأتساعا على إتساعهما

  • بصى كده على عنيكى فى المراية
  • إيه ده ؟ أول مرة أشوف عنيا حلوة كدة
  • إحفظى بقى الرسمة دى ومتخليش أمجد يشوفك من غيركحل
وبحثت الأم قليلا فى صندوقها وأخرجت قلم روج وردى

  • خدى حطى من الروج ده .... متكتريش ... إنتى شفايفك حلوة من غير حاجة بس أمجد بيحب اللون ده
  • وعرفتى منين ؟
  • أبوه بيحبه
وبالفعل وضعت منى الروج وببعض توجيهات من الأم نجحت فى رسم شفتاها بصورة رائعة

  • كده كل حاجة تمام .... خلى قلم الروج ده معاكى وحطى منه كل ماتيجى طالعة هنا ... بس أوعى أمجد يشوفك خارجة وانتى حاطة مكياج ... هيطين عيشتك أنا عارفة غيرة الصعايدة شكلها إيه ... يلا بقى نتصل بأمك تطلع تقعد معانا شوية زمانها هتتجنن عليكى بس أوعى تقوليلى يا ماما قدامها قبل ما تستأذنى منها ولو حسيتى بس إنها زعلانة متقوليلش يا ماما قدامها
وبالفعل تصعد أم منى لتكتمل جلسة الثرثرة بعد أن بدا على وجه أم منى السعادة عندما إستأذنت منها منى قبل أن تنادى أم أمجد بلقب ماما

  • يوه يا منى إنتى بتستأذنى منى .... دى ليها فيكى أكتر منى
  • أنا باحبكم إنتوا الأتنين وكل الناس ليها أم واحدة أنا ليا اتنين
  • بس إيه الحلاوة اللى إنتى فيها دى يا بت صاحية فايقة وحاطة كحل وروج .... اللى يشوفك دلوقتى ميشوفكيش وإنتى مستقتلة امبارح
  • ماما حطتلى مكياج وعلمتنى أرسم عنيا بالكحل .... ده أنا نمت نوم يا ماما .... متهيألى البيجامات الرجالى مريحة فى النوم أكتر من بيجاماتى
لترد أم منى سريعا وكأنها كانت تنتظر تلك الكلمة

  • خلاص يا منى خدى البيجاما دى ليكى .... وكمان خدى المخدة اللى كنتى نايمة عليها طالما إستريحتى عليها
وعلمت منى وقتها أن أم أمجد قد لاحظت البلل على بيجامة أمجد التى ترتديها وعلى وسادته فشعرت بخجل شديد من نفسها ونظرت فى الأرض لترد أمها عنها

  • لأ ميصحش يا أم أمجد ناخد بيجامة الجدع ومخدته كمان
  • يعنى هو كان دافع فيهم حاجة ؟ أنا اللى مشترياهم واعمل إللى انا عايزاه ... هو أنا عندى أغلى من منى ومن راحتها .... تعالى يا منى عايزة أديكى حاجة قبل ما أنسى
وأصطحبت ام أمجد إبنتها الجديدة لغرفة النوم لتهمس لها

  • مالك يا بت إتكسفتى كده ليه ؟ ما انا كنت بنت زيك وقبل ما اتجوز ياما بليت كلوتات ومخدات وانا بافكر فى عمك حسن
  • مكنتش فاكرة إنك خدتى بالك
  • يا بت دا إنتى بنتى وبحس بيكى من غير ما أشوف حتى ... خدى البيجاما والمخدة علشان كل ما تشتاقى لأمجد يبقوا معاكى ... وخدى قلم الكحل ده كمان
وخرجوا من غرفة الأم ومنى تحمل فى يدها قلم الكحل وأخرجت قلم الروج معه من جيبها لتعرضهم على أمها بينما دخلت أم أمجد لغرفته وحملت الوسادة لتعطيها لمنى أمام أمها

  • بس كده كتير يا أم أمجد .... مكياجك كمان ؟
  • مفيش حاجة كتير على بنتى حبيبتى واللى هيا عايزاه تاخده من غير حتى ما تستأذن
وينفتح الباب ليدخل أمجد ويفاجأ بمنى جالسة بين أمه وأمها محتضنة وسادته ولا تزال ترتدى بيجامته وتتعلق عينيه بعينيها وشفتيها ويسرح قليلا فى الجمال الذى يراه متجسدا أمامه وتلاحظه امه والسعادة تقفز من عينيها لكنها تقطع تأمله

  • مالك يا واد ... بتبص للبت كده ليه ؟ أول مرة تشوفها ؟
  • لأ شوفتها كتير ... بس مالها محلوة كدة ؟ مش دى اللى كانت بتموت إمبارح وخضتنا عليها
  • بعد الشر عليها ... منى طول عمرها قمر
  • والقمر ماسكة مخدتى ليه بقى؟
  • أنا أديتهالها ... وكمان البيجاما اللى هيا لابساها بقت بتاعتها خلاص
  • طب ما تديها أوضتى كلها وانام انا فى الشارع
  • لو طلبت مش هتأخر وتنام إنتا مطرح ما تنام
  • طب وعملتوا الغدا ولا قضيتوها رغى
  • غدا إيه اللى نعمله ؟ أنا قلت لك هاعمل غدا ؟
  • مش قلتيلى تعالى بدرى علشان عازمين طنط ريرى وقردة الجبلاية دى عالغدا
  • أبوك هو اللى عازمهم .... هيجيب معاه كباب وهو جاى ... إنت فاكر منى هتبقى هنا واسيبها واقف فى المطبخ
  • طيب .... ممكن تسمحيلى أدخل أوضتى دلوقتى يا جناب الليدى منى ولا ممنوع
  • أدخل ....أنا شوية وهانزل أغير هدومى
  • طب تعالى عايزك
وتبعت منى أمجد لغرفته وأغلقا عليهما الباب

  • عاملة إيه دلوقتى يا منى ؟
  • كويسة يا أمجد ... عايزة أحكيلك اللى حصل إمبارح
  • إحكى لو مش هتتعبى
  • إمبارح ممدوح فضل كل شوية يبص فى ساعته طول ما إحنا فى الكلية وبعدين قاللى يا بينا الحفلة زمانها هتبدأ .... مكانش عاجبه اللى انا لبساه وقالى تعالى إشتريلك فستان بدال البنطلون بس أنا مرضتش وهددته إنه لو أصر مش هاروح معاه ... أخدنى فى عربيته وروحنا فيلا بجنينة كبيرة قدامها غيطان كتير بس أنا من أول ما دخلنا من البوابة وأنا مش شايفة جو حفلة ولا غيره ولما سالته قالى الحفلة جوا الفيلا ... ساعتها قلقت أوى وقلتله روحنى .... قالى طيب نسلم عالناس واروحك .... مشيت معاه لغاية الباب ولما خبط لقيت واحد صاحبه زيه كده بالظبط فتح الباب وكان شكله مش مظبوط ... قلت لممدوح مش داخلة وهستناك فى العربية لقيت صاحبه هجم عليا عايز يدخلنى بالعافية وهو جه ورايا كتفنى عايز يشيلنى وصاحبه شد البلوزة فتحهالى ..... قمت ضاربة ممدوح زى ما علمتنى ورميته على صاحبه وطلعت أجرى لغاية ما وصلت الغيط اللى قدام الفيلا نزلت أجرى فيه علشان ميحصلونيش وطلعت الناحية التانية لقيت نفسى فى طريق تراب مشيت فيه لغاية ما وصلت الطريق اللى عليه الكشك رحت لقيت الست دى وطلبت منها أعمل مكالمة وكلمتك ... وانت عارف اللى حصل بعد كده
  • طبعا متعرفيش توصلى للفيلا دى تانى ؟
  • لأ معرفش
كانت انفاس منى تتهدج وهى تقص لأمجد ما مرت به وطفرت من عينيها دمعتان وهى تنظر لعينى أمجد فاقترب منها واحاطها بذراعه لتلقى براسها على صدره تبحث عن إحساس الأمان الذى باتت لا تشعر بمثله إلا فى حضنه

مرت عليهما لحظات حتى توقفت منى عن البكاء ورفعت راسها لأمجد الذى شعر لأول مرة فى حياته مع منى برغبة حقيقية فى تقبيلها وكادت تلك القبلة أن تتم لولا أن أمجد تذكر أمه الجالسة بالخارج وأنها بالتأكيد تتابعه الآن وربما تكون أم منى معها يقفان خلف الباب فابتعد سريعا عن منى

  • فيه إيه يا أمجد
  • مفيش حاجة .... بس إفتكرت حاجة كده عايز أسألك عليها ..... شنطتك اللى كانت معاكى إمبارح فين ؟
  • يا نهار إسود ..... دى فى عربية ممدوح .... دى فيها بطاقتى وكارنيه الكلية كمان .... هاعمل إيه دلوقت
  • ولا يهمك ... ممكن نعمل بدل فاقد للبطاقة والكارنيه متقلقيش
  • والشنطة يا أمجد ؟ دى أكتر شنطة باحبها .... إللى إنت جبتهالى فى عيد ميلادى اللى فات
  • يا بت ولا يهمك .... أجيبلك غيرها
فابتسمت منى شاعرة بأن أمجد كما قالت أمه يحبها لكنه لم يدر بعد وتأكدت من نجاح ما نصحتها به أمه من إستخدام دموعها حين تحتاج لحضن أمجد الذى مد يده إلى دولابه مخرجا أحد مناديله ليناوله لها

  • أمسحى وشك بقى وبطلى عياط .... أمى وامك مش لازم يعرفوا حاجة عن الموضوع ده
  • حاضر ....
  • وكمان علشان الكحل ميبوظش
  • كحل ؟ إنت خايف عالكحل يا أمجد وسط الوضع الطين اللى أنا فيه ؟
  • أه خايف عالكحل علشان العينين الحلوة دى مش لازم تعيط ..... وإسمه الوضع الطين اللى احنا فيه .... مش احنا واحد يا هبلة
فاتسعت إبتسامة منى وكادت أن ترتمى فى حضن أمجد مرة ثانية إلا أنها تذكرت نصيحة أمه

  • لأ متخافش عالكحل يا خويا .... ده نوع غالى ومبيبوظش من الدموع .... ياللا بينا بقى نخرج علشان إتأخرنا عليهم
ويخرج الشابان ليجدا السيدتان منهمكتان فى حديث هامس يبدو أنه مهم ليقطعاه فور وصولهما

لتنتحى أم أمجد بمنى جانبا

  • إنزلى غيرى هدومك يا منى ... إلبسى فستانك الأسود اللى فيه ورد صغير روز ده .... مكسم عليكى وبيبين جمال جسمك .... أمك هتستنى معايا هنا ..... لو مكياجك إتلخبط وانتى بتلبسى صلحيه قبل ما تطلعى .... عايزة الواد الحمار ده يتهبل عليكى النهاردة
  • حاضر يا ماما
  • وشوفى خلخال من الرفيعين اللى امك بتلبسهم إلبسيه
  • بس الخلخال ده موضة قديمة قوى
  • بطلى هبل يا بت ..... النسوان اللى رجليهم وحشة هما بس اللى بيقولوا كده مش إنتى
  • حاضر
وتنصرف منى لشقتها ويتجه أمجد لغرفته لينال قسطا من الراحة وتتبعه أمه

  • شوفت يا أمجد البت قمر إزاى حتى وهيا لابسة بيجامة رجالى
  • أه يا ماما شوفت .... طيب دلوقتى هما كانوا 3 بيجامات اللى حيلتى .... واحدة بلبسها وواحدة فى الغسيل وواحدة إحتياطى لو إحتجت أغير لأى سبب ..... أعمل إيه أنا دلوقتى لو البيجاما اللى انا لابسها إتدلق عليها أى حاجة مثلا
  • مش مهم .... هبقى أديقلك بيجاما من بيجامات ابوك القديمة
  • بيجامات ابويا القديمة .... ماشى يا حضرة الناظرة
وتتركه أمه لينال قسطا من الراحة يقطعه صوت أبيه بالخارج يرحب بأم منى ويمتدح منى وجمالها فيخرج مسرعا ليقبل يد أبيه كما أعتاد فهو لم ينس أنه ذهب لعمله غاضبا منه ليفاجأ بأبيه يحتضنه فى حب ليهمس فى أذنه

  • شايف يا حمار البت .... ده كفاية جمال رجليها ما بالك بقى بأن كلها زى القمر وانت تقولى زى اختى وأخلاقى متسمحليش يا حمار
فيبتسم أمجد وهو يقول فى نفسه " إيه حكاية العيلة دى مع الرجلين "

ويجتمع الجميع حول وجبة الكباب التى وزعتها الأم فى أطباق وينتهى الجميع من تناول طعامهم ليفاجأ بأخيه الذى يصغره بعامين فقط يهمس فى أذنه " يا بختك يا أمجد بت حكاية ورجليها تهبل"

ليزغده فى جنبه قائلا فى نفسه "حتى العيل الصغير عنده نفس عقدة الرجلين"

ويجتمع الجميع مرة ثانية حول أكواب الشاى والحلويات بعد الغداء ويختلس أمجد النظر لساقى منى ليجد نفسه يسرح فى مدى جمالهما و تناسقهما ليجد عضوه ينتصب للمرة الثانية على منى فيصرف تفكيره بعيدا حتى لا يحرج فى وجود هذا التجمع لكن نظرته جهة أبيه تخبره بأن أباه قد لاحظ ما يحاول إخفاؤه فيشعر بحرج شديد يفيق منه على صوت أم منى

  • صحيح يا منى نسيت أقولك .... فيه واحد زميلك أسمه ممدوح أتصل بيكى الصبح وعايزك تتصلى بيه ضرورى .... بيقول فيه ورق مهم ليكى فى الكلية معاه وعايزك تاخديه منه
يدق جرس إنذار قوى فى ذهن أمجد ومنى يمتقع على أثره لونها ليقوم أمجد ويستأذن والده فى أن ينفرد بمنى قليلا لمناقشة موضوع خاص بدراستها وبالطبع لا يمانع الأب ليصطحب أمجد منى لغرفته ويغلق الباب وهو متأكد أن أمه لن تجرؤ على التنصت فى وجود أبيه

  • إيه حكاية الورق المهم اللى مع ممدوح ده ؟
  • معرفش .... ورق إيه اللى هيكون واخده من الكلية
  • طيب متقلقيش .... يمكن عايز يرجعلك شنطتك
  • مش عارفة .... لما انزل هاتصل بيه واشوف إيه الحكاية
  • تنزلى مين .... أنتى هتتصلى بيه دلوقتى وانا معاكى ... مش هاقدراصبر
ويحضر أمجد التليفون سريعا من الخارج لتطلب منى رقم ممدوح بيد مرتعشة وأمجد يلصق أذنه على السماعة معها ليجيب ممدوح بعد قليل

  • ألو ... أنا منى .... ورق إيه اللى يخصنى معاك
  • إتأخرتى كده ليه يا شرموطة دا انا كنت هاجيلك البيت
  • إحترم نفسك ومتخلنيش أشتمك ... إنت لسة ليك عين تكلمنى
  • ده أنا لسه هاكلمك واكلمك واكلمك لسة الماتش مخلصش يا لبوة
  • هاتنطق ولا أقفل السكة يا حيوان
  • حيوان ؟؟ طيب شوفى بقى يا بنت الناس ... جواباتك اللى كنتى بتبعتيهالى وصورك اللى متصوراها معايا عندى لسة .... بكرة التلات....قبل يوم التلات اللى بعده زى الشاطرة كده تجيبيلى ألفين جنيه وتاخديهم ....أو يوم الجمعة اللى بعدها هاكون عند ابوكى فى بورسعيد أديهمله وبرضه هاخد منه ألفين جنيه
  • إنت بتقول إيه يا واطى ... ده ذنبى إنى كنت واثقة فيك ؟
  • بطلى قلة أدب يا شرموطة واسمعى الكلام للآخر .... لو عايزة تاخدى الصور والجوابات ممكن تاخديهم من غير فلوس ..... لكن ............. تيجى تاخديهم من عندى هنا .... من الشقة
  • وانا هاجبلك الفين جنيه منين يا ممدوح ؟ خلى عندك شوية رجولة ورجعلى حاجاتى
  • رجولة مين يا قطة ؟ لو معكيش الألفين جنيه عندك الحل التانى .... قدامك أهو إسبوع تتصرفى فيه ده آخر كلام عندى سلام
ويغلق ممدوح سماعته لتنهار منى جالسة على طرف فراش أمجد الذى أُسقط فى يده ولم يستطع الصمت رغم حالة منى

  • جوابات وصور إيه يا منى اللى مع ممدوح ؟
  • جوابات كنت بابعتهاله وصور إتصورتها معاه لما عزمنى فى المطعم أول يوم فى الكلية
  • وكنتى كاتباله إيه فى الجوابات دى؟
  • كلام حب وكده يا أمجد
  • والصور ؟ كانت صور عادية ولا فيها حاجة ؟
  • لأ كنت لازقة فيه وحاطط إيده على كتفى وكده
  • يخربيت غبائك يا منى .... مقولتليش ليه عالجوابات دى قبل كده ؟
  • خفت أقلك علشان كنت هتزعقلى وتمنعنى
  • يعنى أعمل فيكى إيه دلوقتى ؟ أخنقك واخلص منك ؟
  • إعمل اللى إنت عايزه ومش هزعل .... إضربنى ...إخنقنى.... أنا استاهل ..... أنا غبية إنى مسمعتش كلامك من الأول .... بس ابويا مينفعش يشوف الصور والجوابات دى يا أمجد
كان الغضب داخل أمجد قد وصل مداه لدرجة أعجزته عن التفكير فجلس بجوار منى على طرف الفراش واضعا رأسه بين يديه بينما إنخرطت منى فى بكاء مكتوم إنفطر معه قلب أمجد فقام واقفا ليحتضن راسها

  • خلاص متعيطيش ... أنا هاتصرف
  • هتتصرف إزاى يا أمجد ؟
  • معرفش لسة .... لكن لسة قدامنا إسبوع وأكيد هلاقى حل
  • بجد يا أمجد هتتصرف ؟... يعنى إنت مش زعلان ؟
  • مش زعلان ؟ انا نفسى دلوقتى أضربك بالجزمة ... نخلص بس من المصيبة دى واحاسبك
فلفت ذراعيها حول وسطه ووضعت راسها على صدره حتى هدأت ... لقد أكتشفت أن صوت دقات قلبه تشعرها بالسكينة والإطمئنان وليس فقط الأمان وأغمضت عينيها محدثة نفسها "ياريتنى كنت عرفت من زمان إنى باحبك "

  • طب أمسحى الدموع اللى فى عنيكى دى علشان نخرج نقعد معاهم فين المنديل اللى إديتهولك؟
  • تحت فى جيب البيجاما
فمد يده لدولابه يخرج لها منديلا آخر

  • خدتى بيجامتى ومخدتى وهتخلصى مناديلى .... مش فاضل غير اللباس اللى لابسه تاخديه كمان
فعادت البسمة لوجهها فقد أيقنت أنها فى أمان طالما أمجد يقف بجوارها رغم ما تشعر به من ذنب. فإنها تشعر أنها تعذبه وتفطر قلبه منذ رفضت دخول كليته . إنها باتت تكره كليتها التى أختارتها فهاهى ثلاثة أيام تمر عليها فيها وكل يوم بمشكلة تتورط فيها ويتورط فيها معها رفيق عمرها وتوأم روحها أو الذى أصبح منذ ليلة أمس حبيبها وأقسمت بينها وبين نفسها أن تسعده وتعوضه عن الألم الذى سببته له حتى لو كان الثمن حياتها

هبطت منى وأمها بعد إنتهاء جلستهم مع أسرة أمجد وأم منى مرتبكة بسبب ما أسرته لها أم أمجد ومنى سعيدة بموقف أمجد منها لتدخل كل منهم غرفتها وتغلقها عليها حتى أرخى الليل سدوله على الشارع بأكمله وهدأت الحركة بالعمارة التى يقطنونها وذهبت منى فى نوم عميق عكس توقعها لكنها قبل أن تذهب لنومها خلعت عن نفسها كل ما ترتديه وأرتدت بيجامة أمجد على اللحم واحتضنت وسادته لتذهب فى نوم هادئ مستريحة وحتى لم تحمل هم التفكير في تهديد ممدوح فمن داخلها يقين بأن فارسها سينقذها كوعده لها فهو منذ بداية نشأتهم لم يخلف يوما وعدا وعدها إياه

بمجرد تعانق عقربى الساعة عند الثانية عشر تسللت أم منى على أطراف أصابعها وأغلقت خلفها باب شقتها بهدوء شديد وتسلقت السلم حتى دلفت من باب السطح الذى وجدته مفتوحا فأغلقته خلفها بإحكام وتوجهت فى ضوء القمر للبرجولة حيث كان أمجد يقف داخلها منتظرا وصولها بعد أن أعد البرجولة وفرش على أرضها بساط صوفى ثقيل ورص الوسائد الموجودة على الكراسى فوقه ليصنع فراش ليلتهم الجنسية الثانية بالبرجولة ليتلقفها بين يديه مستقبلا إياها بقبلة شهوانية إمتص فيها شفتاها ولسانها حتى شعرت أن لسانها يكاد ينخلع من مكانه فأرخت جسدها مستسلمة للمسات أمجد الخبيرة بكل موضع فى جسدها وهو يفتح أزرار عباءتها ويزيحها عن صدرها مستمتعا على ضوء القمر الواصل للبرجولة يضيئها بنور حالم بمنظر جسدها وثدييها اللذان لم ينل من جمالهما سنها فظلا متماسكين غير متهدلين فيقبل رقبتها ويهبط بشفتيه بينهما بينما تعتصرهما أصابعه ليلتقم حلمتها اليسرى بين شفتيه بينما تداعب أصابع يده اليسرى حلمتها اليمنى ويمرر أطراف أصابع يده اليممنى على بطنها حتى يصل لعانتها وقمة كسها المنتفخ فيمررها مرات ومرات قبل أن تتسلل للأسفل لتمس زنبورها الذى اندفعت إليه دمائها لينتفخ فيفركه بين أصابعه قبل انا تصل لكسها الذى بدأ فى الإبتلال ليأخذ من مائها ويرفع أصابعه أمام عينيها يمتصها فى تلذذ ويعيدها إلى كسها فيزداد إرتخاء جسدها ولا تقدر ساقيها على حملها فتجلس أرضا ويسندها بيده حتى يريح ظهرها على جانب البرجولة فتثنى ركبتيها وتفتح له فخذيها ليمارس عادته المحببة إليها فى لعق كسها وفرك شاربه الثقيل عليه فتنتفض بعد دقائق معدودات وهى تكتم صوتها بيديها معلنة وصولها للذروة الأولى فى ليلتها وهى تعلم أنها لن تكون الأخيرة فهى تعرف أنها ستقذف وتقذف حتى تنهك قواها

جذبها أمجد لتنام أرضا وجعل عبائتها تحتها كالملائة ورفع ساقيها التى زينهما خلخالان رفيعان فهى تعرف قيمة جمال سيقانها وتعرف حب أمجد لهما ليبدأ فى تقبيل كاحليها متجها بشفتيه ناحية هاتيك السمانتان المخروطيتان الطريتان وعندها يجد أمجد صورة ساقى منى التى تزيد جمالا عن ساقى أمها تقفز لخياله وتزيد من شبقه فيقبلهما بجنون حتى يصل لباطن فخذيها لتنتابه حالة من الجنون الشديد فينهال عليهما لعقا وتقبيلا ويعضهما عضات خفيفة ويشفط لحمهما اللدن بفمه تاركا علامات قبلات شبقه عليها ثم يرفع ساقيها بشدة حتى أن ردفيها أرتفعا عن الأرض ويغرس زبره فجأة فى كسها فتخرج منها آهة عالية فشلت فى كتمها فيضغط ساقيها بكل ثقله حتى تلامسا بطنها ويضع فمه على فمها يكتم آهاتها المتتالية ويبدأ فى إدخال زبره وإخراجه بسرعة حتى خيل إليها أن صوت إرتطام لحمه بلحمها أصبح مسموعا فى كل أنحاء الشارع وتقذف قذفتها الثانية والثالثة وهو مستمر فى هذا الجنون الذى إنتابه حتى يخرج من حنجرته صوت خوار عميق ويضغط زبره بشدة داخلها حتى أنها باتت تتنفس بصعوبة وينفجر من زبره شلال منى غزير يملأ جوف كسها وتهمد حركته فوقها وهو ينهج بشدة وقد تغطى جسده بعرق غزير ويبقى كما هو لدقائق حتى تهدا فورة قذفه ليلقى بنفسه جوارها وتنزل هى ساقيها وقد شعرت بإنهاك شديد فلأول مرة منذ بدأت علاقتها به ينيكها بكل تلك القوة والعنف فتضع رأسها على صدره وتمسد له بطنه حتى عانته حتى يهدأ تماما

  • مالك النهاردة يا أمجد .... هيجانك مش عادى النهاردة
  • مش عارف يا ريرى .... هايج هيجان مش طبيعى ومش لاقيله سبب
  • بس أنا عارفة يا روح ريرى السبب
  • عارفة ؟ عارفة إيه ؟
  • عارفة سبب هيجانك ده
  • وإيه السبب
  • منى يا أمجد .... منى سبب هيجانك ده
  • لأ يا ريرى مش منى .... أنا عمرى ما هجت على منى
  • النهاردة هجت عليها يا أمجد .... أنا خدت بالى من بصتك على جسمها النهاردة .... إنت عارف أمك كانت بتكلمنى فى إيه ؟
  • فى إيه؟
  • كانت بتكلمنى تخطبلك منى
فاعتدل أمجد جالسا وابعدت أم منى راسها عن صدره وجلست الى جواره بعد أن جمعت العباءة حول جسدها

  • وإنتى قولتليها إيه .... أوعى تكونى وافقتى
  • لأ وافقت يا أمجد .... قلت لها إنى موافقة بس علقت موافقتى على موافقتها وموافقة أبوها
  • إنتى إتجننتى يا ريرى ؟ إزاى توافقى على حاجة زى دى
  • بص يا أمجد .... إنت ومنى أغلى اتنين عندى فى الدنيا .... وسعادة منى عندى أهم ألف مرة من سعادتى .... وإذا كانت سعادة منى معناها أقطع علاقتى بيك مش هاتردد ثانية واحدة
  • بس أنا ومنى عمرنا ما فكرنا فى بعض كزوجين يا ريرى .... طول عمرنا واحنا اصحاب وأكتر إتنين بيفهموا بعض وبس
  • بس إنتوا بتحبوا بعض يا أمجد
  • بنحب بعض لكن مش بالطريقة دى .... حبى لمنى وحبها ليا مختلف عن حب إتنين ممكن يتجوزوا
  • لأ بتحبوا بعض يا أمجد بس يمكن لسة معرفتوش .... مافيش حد هيسعد منى غيرك ومافيش واحدة هتسعدك غير منى
  • إنتى بتقولى إيه ؟ يعنى الدنيا كلها شايفة حاجة عكس أصحاب الموضوع نفسهم ما شايفينها
  • لإنكوا لسة صغيرين ومش قادرين تحددوا مشاعركم لغاية دلوقتى
  • معنى كده إنك هتقطعى علاقتك بيا ؟
  • لأ يا أمجد مش هاقطع علاقتى بيك غير لو اتجوزتوا ...... ده لو قدرت .... ساعتها هتبقى قدامى ليل ونهار ويمكن مقدرش امنع نفسى
  • أنا مش عارف إنتى بتفكرى إزاى يا ريرى .... انا مقدرش استغنى عنك
  • يا واد متبقاش عبيط .... منى هتسعدك أكتر منى .... بنتى وانا عارفاها
  • طيب إنسى الموضوع ده دلوقتى وخلى الأيام هى اللى تحدد اللى هيحصل
والتقم شفتيها بفمه مرة أخرى ودخلوا فى موجة جنون جديدة إنتهت قبل الشروق


مراحيض المتعة 😅😅😅

الجزء الخامس

مقدمة


تساءل بعض السادة القراء عن سبب تأخرى أحيانا فى نشر بعض الأجزاء فأحببت أن أوضح لحضراتهم ( ولهم طبعا كل الإعتذار ) بأن نشر الأجزاء بالنسبة لقصص الباشا يتوقف على حالته ورغبته ووقته و تأثيرالحكى على حالته المزاجية

فى هذا الجزء بالذات وضح التأثر على وجه الباشا اثناء حكيه وصل لدرجة البكاء الحقيقى

فهذا الجزء يحكى عن لحظات مفصلية فى حياته وتحول جوهرى بشخصيته تحول فيه من " طالب مقاتل أمجد حسن" إلى "الطالب امجد حسن طالب الهندسة بجامعة ************ "

فى هذا الجزء ستقرأون كيف وضعته حبيبة عمره فى مواجهة نفسه فى لحظة مفصلية كاشفة يكتشف فيها ضعفه وزيف شعوره بالقوة

واعتذر للسادة القراء عن قلة المادة الجنسية بهذا الجزء فذكريات الباشا عن تلك الأيام الستة فى حياته لم يكن بها أى ممارسات جنسية لكنها كانت أيام ستة مشحونة بالمشاعر لا يصح أن نذهب بذهن القارئ بعيدا عنها عل بعض القراء تصل إليهم صورة من مشاعره أو عل شعوره ينتقل إليهم

كما أعتذر لبعض السادة القراء من أصحاب الميول الجنسية المختلفة عما قد يكون إساءة لهم ذكرت فى هذا الجزء فأنا فقط ناقل لحكى الباشا بألفاظه وكلماته وتعبيراته

وأخيرا اعتذر للسادة القراء عن طول هذا الجزء خاصة وأن كل كلمة كتبت فيه تحمل أهمية لفهم شخصية الباشا ولم أستطع إختصار أى كلمة منه لإن كل كلمة كتبت هى أساس لفهم أحاث قادمة

والآن لنعد لإستكمال قصتنا​

......................................................................................................



ترك أمجد البرجولة بعد إنصراف أم منى بساعة كاملة إستلقى فيها مفكرا فى كل ما حدث اليوم وكيف تحولت تلك الصغيرة فى عينيه لأمراة كبيره مثيرة شهية لكنه لا يزال يراها مجرد صديقة عمر ورفيقة روح قادرة على قراءة أفكاره ولم يفكر بها أبدا كأنثى يشتهيها رغم إستثارته أمس تلك المرات الثلاث وإنتصاب عضوه عليها لكنها لا تزال فى نظره أعز الأصدقاء وعلل لنفسه ما حدث من إثارته بالأمس أنه يرى فيها أمها التى تمثل له الأنثى الكاملة التى لا يرغب فى إستبدالها بأخرى طوال حياته

تسلل أمجد لشقته قبل أن يدب فيها النشاط وغسل عن جسده آثار موقعته الليلية مع عشيقته الشبقة وتمدد على فراشه لا يشغل باله إلا التفكير فى تلك المصيبة التى أوقعت منى فيها نفسها واستبعد كل الحلول التقليدية التى إعتاد الناس اللجوء إليها فى مثل تلك الأحوال فهى لن تصلح مع من هو مثل ممدوح حتى أخرجه من تفكيره صوت دقات أمه على باب غرفته قبل أن تفتحه حاملة بيدها التليفون لتخبره بأن منى على الطرف الآخر

  • صباح الخير يا قردة .... صاحية بدرى كدة ليه
  • مش إحنا متفقين نفطر سوا قبل ما نروح الجامعة
  • نِروح مين يا حمارة إنتى .... إنتى مش هتروحى كليتك غير لما نلاقى حل للمصيبة اللى إحنا فيها
  • يعنى مش هتفطر معايا ؟ أنا حضرتلك الفطار .... طيب أطلع عندك نفطر سوا
  • مينفعش .... أبويا وامى واخواتى نازلين ومينفعش نستنى فى الشقة لوحدنا
  • طيب إنزل نفطر فى شقتنا
  • أمك صحيت ؟
  • لأ لسة .... حتى دخلت عليها لقيتها نايمة مقتولة وشكلها مش هتصحى قبل الضهر
  • يبقى مينفعش أنزل عندكم .... وكمان نسيتى برج المراقبة اللى ساكن قصادكم
  • يعنى ارمى السندوتشات اللى عملتها دلوقتى ولا اعمل إيه .... أقولك نطلع نفطر عالسطح فى البرجولة
  • ماشى .... وهأقول لأمى علشان تبقى عارفة ومتعمليش حكاية لو عرفت
  • ماشى ... نص ساعة واكون فوق
  • نص ساعة ليه ؟ إنتى مش بتقولى إنك مجهزة الفطار
  • على ما أغير هدومى يا ذكى ... ولا عايزنى أطلعلك بقميص النوم ؟
  • لا أبوس إيدك ... غيرى براحتك ... وانتى كنتى هتفطرينى بقميص النوم ؟
  • يا قليل الأدب ده قميص نوم مقفول باكمام طويلة
  • وكنتى هتروحى الجامعة بقميص النوم
  • إيه خفة الدم دى ... كنت هاغيره لغاية ماتنزل ... إقفل بقى متعطلنيش
واستبدل أمجد ملابسه سريعا وأخبر أمه التى طفحت السعادة من وجهها وهى تبدى موافقتها لينطلق سريعا للسطح يتأكد من عدم وجود آثار لليلته مع أم منى وبعد تفكير سريع يخرج ترابيزة وكرسيين من البرجولة يضعهم بجوارها وينتهى من مهمته ويجلس وهو يحاول أن يطرد من ذهنه صورة منى وهى تلمس عضوهٍ فى تجربتهم الجنسية الأولى والأخيرة سوياً

كانت منى تحمل صينية الإفطار وتصعد السلم عندما وجدت باب شقة أمجد مفتوحا وأمه تقف أمامه مستعدة للذهاب لعملها

  • تعالى يا بت يا منى ادخلى عايزاكى
  • أمجد مستنينى نفطر سوا يا ماما ... مش عايزة أتأخر عليه
  • أنا عايزاكى تتأخرى عليه... خشى يا بت
فدخلت منى فورا بدون نقاش فأم أمجد أصبحت بالنسبة لها معلمتها ومرشدتها التى لا تخالف تعليماتها

  • حلو كده يا منى ..... متخليهوش يشوفك غير كده
  • الكحل مظبوط يا ماما ؟
  • مظبوط ومع الوقت إيدك هتتظبط أكتر ..... لفى كده ورينى هدومك
فدارت منى حول نفسها تستعرض فستانها الذى ترتديه

  • حلو الفستان ... تبقى تطلعيلى لما ارجع أضيق لك وسطه شوية كمان ... بس إيه الجزمة اللى لابساها دى ؟ معندكيش جزمة بكعب رفيع ؟
  • لأ مبعرفش أمشى فيهم
  • هاشتريلك واحدة وانا راجعة من المدرسة ... الكعب الرفيع هيبين جمال رجليكى أكتر ... ومش هتنزلى من عندى غير لما تتعودى تمشى بيها
فاحتضنت منى أمها الروحية وطبعت على وجنتيها قبلتين

  • مش عارفة أقولك أيه يا ماما .... أمى نفسها مبتعملش اللى بتعمليه معايا ده
  • علشان امك خايبة ....إسمعى .... أنا طلبتك من أمك امبارح علشان نخطبك لأمجد
فاحتضنت منى أم أمجد وأخذت تدور بها وهى تمطرها بالقبلات حتى كادتا أن تسقطا أرضا

  • يا بت هتوقعينى .... بطلى بوس فيا الروج اللى إنتى حطاه هيبوظ
  • مش مصدقة يا ماما إنى هبقى مرات أمجد
  • إسمعى بقى اللى هأقولهولك وركزى فيه كويس .... أمك هتسألك النهاردة تاخد رأيك .... أوعى تتنيلى وتقوليلها موافقة
  • نعم ؟ مقولهاش موافقة ؟ إزاى يعنى ؟
  • أه متقوليلهاش موافقة .... قوليلها إدينى فرصة أفكر وباعتبر أمجد زى اخويا ومبفكرش دلوقتى ولسة بدرى والحاجات دى
  • ليه ؟
  • علشان ميحسش إنك مدلوقة عليه يا خايبة .... لازم يحفى وراكى لغاية ما توافقى علشان يعرف قيمتك
  • طب إفرضى إنه افتكر إنى رفضاه
  • مش هيفتكر ... حتى لو افتكر كده يبقى احسن علشان يقطع نفسه عليكى لغاية ما توافقى
  • بس كده هيضيع علينا وقت كتير
  • أهو أنا مش خايفة غير من لهفتك ودلقتك عليه دى اللى هتبوظ الدنيا ...هو انتوا دخلتكم كانت الإسبوع الجاى خلاص وإتأجلت يا بت .... لسة أمجد قدامه خمس سنين كلية وسنة ونص جيش لو مكانوش تلاتة قبل ما يلاقى شغل ويشتغل .... الوقت ده لازم أمجد يتعذب فيه شوية علشان يشيلك بعد كده فى عنيه
  • مش سهلة إنتى برضوا يا ماما
  • دلوقتى خدى الفطار وأطلعيله .... ومتخليهوش يلمس حتى طراطيف صوابعك ... هو من امبارح وهو بيبصلك هايكلك بعنيه ... فهمانى ولا مش فاهمة عايزة أقول إيه ؟
  • لأ مش فاهمة بالتحديد عايزة تقولى إيه
  • يخربيت سذاجتك عالصبح يا منى ... إطلعى فطريه ومتخليهوش يلمسك وخلاص ... وإتقلى كده متبقيش خفيفة
  • حاضر
شعر أمجد أن الوقت قد طال قبل وصول منى وعندما هم بالنزول للإتصال بها رآها أمامه وهى تجتاز باب السطوح ووقف مبهوتا أمام نموذج الجمال الحى الذى يراه يتحرك فى إتجاهه

كانت المرة الأولى التى يرى فيها منى بهذا الجمال بعينيها المرسومتين وشفتيها المصبوغتان بروج خفيف عشق لونه عليها وهذا الفستان الزهرى الفاتح الذى يضيق على صدرها حتى خصرها ثم يتسع ليحتوى حوضها وينسدل ليغطى حتى منتصف ركبتيها وصدره المفتوح قليلا يكشف نحرها والجزء العلوى من الشق بين ثدييها وتلك الساقان التى تفوق جمال ساقى أمها يزينها خلخال ذهبى رقيق يحيط بكاحلها الأيمن يبرز جمال هذا الكاحل وتلك الساقان

لم يستطع أمجد التحرك من مكانه وظل واقفا بجفن لايرمش حتى وصلت إليه وظلت واقفة أمامه تحمل صينية الأفطار

تركته منى يتأملها قليلا وهى تستعيد نصائح أمه إليها قبل أن تفيقه من سكرته

  • هوووه ... إيه يا هندسة هتسيبنى واقفة شايلة الصنية كده
فأغمض أمجد عينيه وفتحها محاولا تمالك زمام نفسه قبل أن يمد ذراعيه يتناول منها الصينية وحرصت منى على ألا تلامس يده أصابعها حسب نصيحة أمه و بعد أن وضع الصينية على الترابيزة جلس على أحد الكرسيين بينما وقفت منى بجوار الكرسى الآخردون أن تجلس

  • ما تقعدى .... هاتفطرى وانتى واقفة كده
  • أقعد ؟ صحيح ما إنتا جاى من معسكر جيش ... يا باشمهندس المفروض إن الجنتلمان لما يكون هيقعد مع واحدة ست بيسحب لها الكرسى اللى هتقعد عليه ... طبعا معلموكوش دى فى المدرسة العسكرية
  • ومن إمتى ده بقى ؟ بعدين إنتى بالنسبة لى مش واحدة ست ... إنتى بالنسبة لى واحد صاحبى
  • لا يا شيخ ؟.... ووبالنسبة لعنيك اللى هتنط من وشك وتلزق فى صدر الفستان دى تبقى أيه ؟ و دى بصة بتبصها برضه لرجلين اصحابك ؟
فشعر أمجد بالإحراج حينما أيقن بأن منى قد إنتبهت لنظراته المختلفة تلك المرة عن نظرته المعتادة إليها فقام ليسحب الكرسى لها لينبهر مرة ثانية بشكل ظهرها المعتدل الذى ينحدر خطيه من كتفيها حتى يلتقيا عند بداية مؤخرتها فى خصر نحيل قبل أن يتسعا مرة ثانية لرسم مؤخرة تبدو رائعة حتى مع إختفائها اسفل الفستان

سحب امجد الكرسى لمنى لتجلس ويرتفع فستانها قليلا ليكشف جزء صغير من فخذيها أعلى ركبتيها ليسحب أمجد نفسا عميقا يكتمه فى صدره محاولا التحكم فى مشاعره حتى لاتفضحه وإن كان يعلم يقينا أن منى شعرت بالحريق الذى إشتعل فى صدره من تأثير الجمال الذى يراه .

فتلك الصغيرة حرفيا تقرأ أفكاره مثلما يقرأ هو أفكارها

تلافى أمجد النظر تجاه منى حتى لا يزيد حريقه إشتعالا ومد يده يلتقط أحد السندويتشات ويبدأ فى قضمه بينما يلتقط كوب الشاى بالحليب وهو يشعر بنظرات منى مصوبة إليه تخترق عقله لتقرأ ما يدور فيه وبعد لحظات صمت نطق أمجد

  • هو الشاى ده بارد ليه ؟ طبعا عملتى الشاى وعلى ما لبستى كان برد
  • الشاى مش بارد يا أمجد ... إنت بس اللى سخن زيادة شوية النهاردة
فتوقفت اللقمة فى حلقه ولم يستطع بلعها إلا بعد أن إستعان برشفة شاى تساعده على البلع فتلك الشيطانة إذن قرأت تفاصيل ما يدور فى ذهنه

  • سخن؟ ....سخن إزاى يعنى ؟ .....أنا .....لا سخن ولا حاجة أنا عادى
  • خلاص يا سيدى ولا تزعل نفسك ... إنت مش سخن ... إنت بارد
  • يا بت بطلى طولة لسانك دى ... إنتى عملالى فطار ومش قادرة تكملى جميلك وتتكلمى من غير طولة لسان لغاية ما أخلصه
  • يعنى مش فاهمة اقولك إيه يا أمجد بجد ... فهمنى دلوقت إنتا سخن ..... ولا .... إنتا بارد؟
وعلم أمجد أنه لن يستطيع مجاراتها فى إستكمال الحديث وقرر تغييرالموضوع

  • وإنتى بقى كنتى ناوية تروحى الكلية بالمنظر ده ؟
وكادت أن تجيبه بنعم لتشعل غيرته لكنها تذكرت نصيحة أمه لها بتجنب إثارة تلك الغيرة

  • لأطبعا مكنتش هاروح الجامعة كدة .... أنا قلت طالما أنا قاعدة فى البيت يبقى أدلع نفسى شوية وأحط مكياج والبس الفستان الجديد وأهو بالمرة آخد رأيك فيه .... إيه رأيك فى الفستاااان و المكيااااج
قالت منى جملتها الأخيرة وهى تركز نظرتها لعينى أمجد ونطقتها بكل ما إستطاعت وضعه فى نطقها من دلع فأجاب أمجد وهو ينظر لوجهها وقد بدأ العرق يغزو جبينه

  • مكياجك حلو أوى ... إنتى اصلا مش محتاجة مكياج
  • طب والفستاااان
  • الفستان ؟ الفستان ده مخليكى .... مخليكى
  • هاااا .... مخلينى إيه ؟
وانتبه أمجد أنه ينزلق فى حوار قد ينتهى بما لا يريده فانتفض واقفا

  • مش مخليكى حاجة .... يالا بينا ننزل
  • مش هتكمل فطارك ؟
  • شبعت خلاص ... إنتى قابلتى أمى النهاردة ؟
  • لأ هاقابلها فين ؟
  • أصل إنتى متعرفيش تتصرفى كده من من نفسك .... دى حركات أمى ... أنا عارف مش هيهدالها بال غير لما تنفذ اللى فى دماغها .... يالا ننزل علشان الحق أروح الكلية
  • إنزل إنت ... أنا هاستنى شوية هنا ... الجو حلو النهاردة
وانطلق مسرعا نحو باب السطح لتناديه منى قبل أن يخرج منه

  • أمجد
  • نعم ... عايزة إيه من زفت أمجد
  • مش انا كنت قلت لك تحلق شنبك علشان وحش
  • آه إتهببتى قلتى ... ومش هاحلقه
  • أوعى تحلقه .... أصله مخليك شبه رشدى أباظة
  • رشدى أباظة ؟ ....هى امى ...... طالما فيها رشدى أباظة تبقى امى
وانطلق يقفز السلالم بينما انتظرت منى حتى اختفى عن ناظريها فانفجرت ضاحكة بصوت مرتفع لا تستطيع كتمانه

  • يخليكى ليا يا ماما .... الواد إتهبل وبيكلم نفسه
وانقضت منى على السندوتشات بشهية مفتوحة فقد كان الجوع يتمكن منها لكنها أرادت أن يبقى الروج على شفتيها فى وجود أمجد.... وأبقت السندوتش الذى التهم أمجد منه قضمتين فقط للنهاية ... فقد كانت تريد أن يكون أثر فم أمجد هو آخر ما يلامس شفتيها

...................................................................................................

إنطلق أمجد فى طريقه بعد أن التقط كشكول محاضراته من شقته وقابل سميرة منتظرة عند مدخل عمارتها لينطلقا سويا ويستقلا الأتوبيس كما فعلا بالأمس لكن تلك المرة جد جديد أثناء رحلة الأتوبيس حينما أضطر سائقه للإنحراف بشدة لتفادى إحدى السيارات التى توقفت فى طريقه فجأة ليميل الأتوبيس بشدة ويفقد الواقفون توازنهم ويميلون معه ويسقط بعضهم على بعض إلا أمجد الذى لم يتحرك من مكانه ولم يختل توازنه ليندفع جسد سميرة بالكامل فى حضن أمجد الواقف خلفها ويتلامس كامل جسدها من الخلف مع كامل جسده من الأمام ويشعر بجسدها ينضغط بشدة على جسده ويشعر بحرارة جسدها تكاد تخترق ملابسه وتمر لحظات حتى تستعيد سميرة توازنها وتعدل من وقفتها لتهمس له بصوت متقطع

  • آسفة معرفتش أمسك نفسى
  • أنا اللى آسف مكنش ينفع أسيبك تقعى فسندتك بالطريقة دى
لم تعرف سميرة سر تلك الحرارة التى أجتاحت جسدها فى تلك اللحظة واستمرت معها فلم يتلامس جسدها من قبل مع جسد آخر بتلك القوة ولا شعرت من قبل أن هناك من يمكنه تحمل ذلك الضغط الجسدى العنيف الذى تحمله أمجد دون حتى أن يهتز أو يبدو عليه أنه يبذل مجهودا لتحمله ... لم تكن تدرى فقد كانت تلك تجربتها الأولى فى ملامسة جسدها لجسد رجل من الجنس الآخر

وصل أمجد وسميرة للنقطة التى يلتقون فيها مع باقى شلتهم لكن لم ينطق أحدهم بكلمة منذ حادثة الأتوبيس وحتى التقوا مع شلتهم وتركهم أمجد كعادته ليسبقهم للمدرج ولم تتبعه سميرة ذلك اليوم فقد كان بداخلها شيئا ما ينذرها بالإبتعاد عن أمجد حتى تهدأ تلك الحرارة التى تجتاحها أو تجد لها تفسيرا

عندما تجمع شمل شلة الجميلات مع أدهم واتخذ كل منهم مكانه قبل المحاضرة لم ترد سميرة تغيير جلستها بجوار أمجد حتى لا يلفت ذلك نظر باقى صديقاتها وببداية المحاضرة وجدت فخذها وكأنها فقدت التحكم به يتسلل ليلتصق بفخذه وحاولت مرارا أن تبعده لكنه كان فى كل مرة يخذلها ليعود لتستمر حرارة جسدها مشتعلة كان تشعر بشعور ممتع لا تستطيع مقاومته رغم خوفها منه ولم تعى شيئا مما قيل فى المحاضرة وعندما دخلت الحمام كعادتها بعد كل محاضرة فوجئت بهذا السائل اللزج يغرق كسها صانعا خيوطا ممتدة ما بين كسها وكلوتها الذى ترتديه ولم تكن تعرف هذا السائل من قبل فهى متأكدة بأنها بالتأكيد لم تأت بشهوتها التى لم تعاينها إلا أثناء نومها ولم تكن تدرى بأن هناك سوائل أخرى تخرج من المرأة غير سائل القذف

كانت سميرة ساذجة جنسيا ولم تحدثها أمها أو أى من نساء عائلتها عن أى شئ بخصوص الجنس فهم كانوا يرونها صغيرة لا يصح حتى الحديث أمامها عن مثل تلك الأشياء حتى لا تنفتح أعينها على أشياء يرون أنه من العيب أن تعرفها البنت قبل الزواج

لم يتأثر أمجد بتلك الملامسات ولم يشعرمن الأساس بأى أمر غير طبيعى فعلاقته الجنسية مع أم منى لم تكن لتترك الفرصة لتلامس بسيط مثل هذا أن يثيره أو يلفت حتى نظره فتركيزه الشديد فى المحاضرة علاوة على إنشغال ذهنه بمنى ومشكلتها مع ممدوح جعلاه بعيدا عن أن يلاحظ إلتصاق فخذ سميرة بفخذه أو أن يراه أمر غير طبيعى

عادت سميرة وباقى صديقاتها للمدرج وفوجئ أمجد بسميرة تلملم أغراضها وتعتذر منهم عن إكمال اليوم وأنها لابد ان تعود للمنزل لشعورها بتعب مفاجئ فعرض عليها أن يترك المحاضرات ليوصلها لكنها رفضت بشدة وبمجرد إنصرافها تجمعت روؤس الفتيات الأربع يتهامسن ويضحكن بصوت مكتوم وبعدما انتهوا من نميمتهم القصيرة سالهم أمجد عن سر التعب المفاجئ الذى اصاب سميرة

  • هى سميرة مالها ؟
  • تعبت فجأة وكان لازم تروح
  • تعبت إزاى يعنى ؟ ماهى كانت كويسة
لتجيبه سهام وهى أجرؤهن فى الحديث بصوت خافت

  • جرى أيه يا أمجد ؟ تعبِت ... التعب اللى بيجى للبنات كل شهر ... متعرفهوش
ليحمر وجه أمجد خجلا بينما تنطلق باقى الفتيات فى ضحك حاولن كتمانه حتى بدأت المحاضرة التالية

لم تكن الفتيات يعلمن حقيقة ما حدث لسميرة لكنهن خمن السبب الأقرب لذهنهن ولم يكن ليخطر ببال إحداهن السبب الحقيقى لعودة سميرة لبيتها فى هذا الوقت ولم يكنّ يتوقعن أن سميرة كانت مستثارة وخائفة من تلك الإثارة التى اجتاحت جسدها

ساذجة كانت سميرة وكانوا سذج صديقاتها

....................................................................................................

عاد أمجد لشقته وهو يتوقع أن يجد منى مع أمه لكنه وجد أمه منهمكة فى المطبخ فحياها ودخل لغرفته ليغيرملابسه ويرقد ولا يزال حل مشكلة منى مع ممدوح يشغل باله ولكن كان يشغل باله أيضا صورة منى الجميلة المثيرة التى كانت معه صباح اليوم

إنه يفتقدها الآن كما لم يفتقدها من قبل .... تلح عليه صورتها دائما تقطع حبل أفكاره .... تلك الأفكار التى تتمحور حول حل مشكلتها تعيقها صورتها فيحدث نفسه وهو يهز رأسه

  • يخربيت أهلك يا منى مش عارف افكر فى حل لمشكلتك بسببك .... يا ترى إيه غيرك كده يا بنت اللذينة انتِ
يقطع تفكيره صوت ابيه الجهورى يناديه وأخوته لتناول الغداء ليخرج مقبلا يده ويتبعه أخويه ويتجهوا جميعا للسفرة التى إنتهت الأم من إعدادها وبمجرد جلوسهم يبادره أبوه

  • أمجد عايزك بعد الغدا فى موضوع مهم
  • حاضر يا بابا
وتنظر الأم فى وجهه تراقب قلقه البادى لتسأله

  • فيه حاجة يا أمجد؟ شكلك قلقان
  • لا يا ماما مفيش حاجة .... هى منى مطلعتش النهاردة ؟... كنت متوقع إنى هاجى ألاقيها معاكى
  • لا يا حبيبى مطلعتش ... ومعتقدش إنها ممكن تطلع النهاردة
  • ليه هى عيانة ولا حاجة ؟ كانت كويسة الصبح
  • لأ مش عيانة
  • طب فيه إيه ؟
  • ماتبقى تتصل بيها تسألها يا أمجد ... بتسألنى أنا ليه
  • آسف يا ماما ... كنت فاكرك عارفة حاجة
  • حتى لو اعرف حاجة مش هاقولك ... عندك صاحبة الشأن إسألها
وتتبادل امه النظرات مع ابيه لينظر له أبيه نظرة تسكته حتى إنتهوا من غدائهم ليدعوه أبوه لغرفة الصالون وتتبعه أمه

  • أوضة الصالون ..... يبقى فيه أمر خطير أبويا وأمى عايزين يكلمونى فيه .... يا ترى فيه إيه
هكذا حدث أمجد نفسه لتغلق أمه الباب عليه وعليها وعلى أبيه ليتحدث الأب أولا

  • بص يا أمجد ... أمك طلبت إيد منى ليك إمبارح من أمها .... أمها وافقت بس علقت موافقتها على موافقة البنت ....لو البنت وافقت هاخدك ونسافر بورسعيد نطلب إيدها رسمى من أبوها
لم يكن الأمر بالطبع مفاجأة لأمجد كما يتوقع الأب والأم وكان قد أعد نفسه لتلك اللحظة وتجهز لها

  • مش كان واجب برضه يا بابا تاخدوا رأيى قبل ما تاخدوا خطوة زى دى
لتتدخل الأم فى الحديث

  • وانت هتلاقى زى منى فين يا أمجد .... بت زى القمر ومتربية وعارفين أصلها وفصلها ... أى شاب فى الدنيا يتمناها ... ده أنا وانا باحميها أول إمبارح البت مافيش فى جسمها غلطة وجسمها بيضوى كده ..... زى الفل
  • يا ماما كل اللى بتقوليه ده على عينى وراسى بس لسة بدرى على إنى آخد خطوة زى دى فى حياتى .... أنا لسة قدامى خمس سنين دراسة وسنة ونص جيش ولو إتجندت ظابط هافضل فى الجيش 3 سنين يعنى قدامى عالأقل 7 سنين على ما أفكر اتجوز وبعدين أنا باحب منى آه بس زى أختى وعمرى ما فكرت فيها كزوجة
  • يابنى هو انا باقولك إتجوز .... إحنا بس هنخطبها وبعد ما تخلص دراسة وجيش تبقوا تتجوزوا
  • طب نستعجل ليه يا بابا .... ما تسيبونى أخلص دراسة وجيش الأول
  • وهى بنت زى منى دى هتستنى السنين دى كلها ؟ ده شهر ولا شهرين وهتلاقى الخطاب واقفين طابور قدام باب شقتهم
  • إشمعنى يا ماما شهر ولا شهرين ؟ ماهى طول عمرها حلوة مشوفناش طوابير ولا غيره
  • إفهم يا حمار ... منى كانت فى مدرسة بنات بس دلوقتى فى الجامعة حواليها شباب زمايلها ومعيدين سنهم قريب منها ده غير الشباب اللى فى الشارع وأهلهم خايفين يتقدمولها علشان أنا و إنت منزعلش ... يبقى نسبق إحنا ونحجزها قبل ما تروح مننا وأديك شوفت غابت يوم واحد عن الجامعة زميلها أتصل يسأل عليها
  • يا بابا هى تلاجة بالقسط هنحجزها ... ده جواز ومسؤلية أنا مش قدها دلوقت
  • وهتبقى قدها إمتى ؟ لما تلاقى البنت راحت منك
  • لو ليا نصيب معاها مش هتروح ... ده لو مشاعرى ناحيتها إتغيرت طبعا
  • إنتوا بتتكلموا فى إيه دلوقتى .... مش لما البنت توافق الأول ؟ أمها لسة مردتش عليا لغاية دلوقت
  • طيب قومى يا أم أمجد إتصلى بيها شوفلينا إيه الأخبار خلينا نخلص من الموضوع ده
وخرجت الأم لتعود بعد دقائق قليلة للتكلم بكلمات مقتضبة

  • منى موافقتش
واسقط فى يد أمجد ونظر لأمه فى دهشة .... فقد كان يتوقع موافقة فورية من منى بعد ما رآه منها صباحا وقرأه فى وجهها إذا لقد فشل للمرة الأولى فى حياته فى قراءة أفكار منى وتبدل وجهه حتى أن أمه أشفقت عليه وانتظر الثلاتة فى وجوم وأخيرا تحدث أمجد

  • يعنى إيه موافقتش ؟
  • هى دى كلمة ليها معنيين يا أمجد ؟ موافقتش يعنى موافقتش
وعندها قام الأب غاضبا ولم ينظر حتى لإبنه بينما زاد وجوم أمجد وشعر بحزن لم يتوقعه

  • يعنى قالت لأمها إيه ؟
  • قالت لها إنها مبتفكرش فى خطوة زى دى دلوقتى وإنها بتحبك آه بس زى أخوها مش أكتر
  • بس ..... لكن ... مش ممكن
  • بس إيه ولكن إيه يابنى .... مش إنت كنت بتقول إنك مش مستعد دلوقتى وإنك بتعتبرها أختك ..... خلاص هى كمان بتعتبرك اخوها وهى كمان مش مستعدة دلوقتى
إستدارت الأم لتخرج وبمجرد أن أعطت ظهرها لأمجد غطت وجهها إبتسامة فرح عريضة فخطتها تسير كما أرادت وهاهو أمجد يكاد يفقد صوابه لمجرد أن منى قالت ماكان هو دائما يردده

دخلت الأم لغرفتها وأغلقت الباب وراءها لتجد أبو أمجد جالسا فى وجوم

  • مالك يا حسن ؟ قاعد كدة ليه ؟
  • يعنى مش عارفة يا أم أمجد .... إبنك هيلاقى بنت زى دى فين بعد كده
  • ويلاقى بنت زيها ليه وهى موجودة
  • ماهى مش هتفضل موجودة يا ام امجد
  • لأ موجودة ومحدش هياخدها غيره
  • إنتى بتهزرى
  • يا أبو أمجد البنت أصلا موافقة وطايرة من الفرح بس أنا قلتلها تقول لأمها اللى قالته ده
  • وليه كده بس ..... مصعبش عليكى إبنك والحالة اللى هو فيها دلوقتى
  • إبنك يا حسن مكانش عارف يحدد مشاعره ناحية البنت لإنها كانت مضمونة بالنسبة له وكان محتاج قلم زى ده يفوقه علشان بعد كده يحافظ عليها وعلى بيته لما يتجوزوا.... قوم إلبس وانزل روح القهوة زى كل يوم و متتكلمش معاه فى الموضوع ده تانى غير لما هو يجيى يطلب مساعدتك
  • طول عمرك دماغك كبيرة يا أم أمجد .... مش هتأخر أوعى تنامى قبل ما آجى عايزك فى موضوع
  • يا راجل عندنا شغل بكرة
  • يا ستى مفيهاش حاجة لما نخطف يوم فى وسط الإسبوع كمان
وابتسمت الأم وهى تراقب زوجها وهو يخلع ملابسه فجسده لا زال فتيا ولا زالت رغم مرور السنين تعشقه

........................................................................................................

عاد أمجد لغرفته ليستلقى وهو لا يستطيع تحديد مشاعره ... فهو مصدوم من رفض منى لخطبته مع إنه لم يكن ينوى خطبتها .... يعلم أنها جميلة لكنه لم يرها بمثل جمالها اليوم ... أيكون يحبها دون أن يدرى كما قالت أمها له ؟ .... إنه يذكر ثورته التى أخفاها فى صدره يوم أن أخبرته منى بعلاقتها بممدوح ... أكانت غيرة عليها أم خوف .... بالتأكيد لم تكن غيرة فلم يحدث بينها وبين ممدوح رغم علاقتهم التى امتدت لعدة شهور ما قد يثير غيرته وهو يرى ممدوح دائما نكرة لا قيمة له... بالتأكيد كانت مشاعر خوف ... لكن مم كان يخاف ؟ هل كان يخاف من أن يؤذيها ممدوح أم كان يخاف ألا تعود إليه ... إنه لا يتخيل حياته بدونها لكنه لا يراها زوجة ... إذا ما ذاك الشعور بالشبق الذى إنتابه عندما أظهرت له مدى جمالها ؟ أيحبها أم إنه أحب فيها صورة أمها ؟ أفكار وأفكار دارت فى ذهنه كادت رأسه أن تنفجر بها وأخيرا إستسلم للنوم لكنه نوم قلق داعبته فيه أحلام كثيرة تدور كلها حول منى .... صديقة عمره وتوأم روحه

..........................................................................................................

نظر أمجد فى ساعته ليجدها السادسة صباحا قفز ليلتقط التليفون ويصطحبه لغرفته ويطلب رقم منى لتجيبه بعد رنة واحدة

  • صباح الخير يا قردة
  • صباح الخير يا كلب البحر بتتصل بيا بدرى كده ليه
  • وإنتى إيه اللى مصحيكى بدرى
  • ملكش دعوة أهو صحيت وخلاص
  • هتفطرينى النهاردة ولا أشوف حد يفطرنى
  • وإنت ليك غيرى يا لاجئ
  • طب هستناكى الساعة 7 فى البرجولة..... متتأخريش .... وحشتينى يا حيوانة
  • وانت كمان يا حمار وحشتنى ووحشتنى غتاتة أهلك
وينطلق أمجد ليرتدى ملابسه ولأول مرة فى حياته يدقق فى إختيارها ويفتح زجاجة العطر التى أهدتها له منى فى عيد ميلاده السابق ليغرق نفسه بها ويخرج ليجد أمه وأبيه وإخوته فى إستعدادهم الأخيرللنزول ليحيى أباه ويقبل يده وتنظر له أمه بتعجب وإعجاب

  • إنت رايح معاد مهم ولا إيه يا أمجد ؟
  • لأ يا ماما هافطر مع منى فى السطوح ورايح الكلية على طول
  • أمال متشيك ومتبرفن .... مش عادتك يعنى
  • عادى يا ماما .... مفيهاش حاجة لما الواحد يحافظ على مظهره بين زمايله
  • ماشى يا حبيبى .... صبحلى على منى
  • يوصل يا ماما
فنظرت الأم للأب وابتسمت إبتسامة فهم الأب معناها فها هو أمجد يحاول إستعادة منى التى يظن أنه فقدها

انطلق أمجد صاعدا قبل نصف ساعة كاملة من موعده مع منى وأعاد الكرسيين والترابيزة للبرجولة وجلس يراقب الباب فى إنتظار وصولها بينما هبطت الأم والأب السلم سويا بعد أن إقتربت الساعة من السابعة ليقابلا منى صاعدة تحمل صينية الإفطار وبعد أن يتبادلا معها التحية تشير الأم بعينها للأب

  • إسبقنى إنت يا أبو أمجد علشان العربية زمانها مستنياك .... هاقول كلمتين لمنى واروح عالمدرسة
وبمجرد إختفاء الأب تطبع أم أمجد قبلتين على خد منى

  • الواد خلاص هيموت عليكى ... خفى النهاردة بقى جرعة التقل شوية ولو كلمك فى موضوع الخطوبة قوليله إنك مش حاسة إنه بيحبك كفاية
  • حاضر يا ماما ... مش عارفة من غيرك كنت هاعمل إيه
  • وانا ليا غيرك يا بت ؟ ياللا إطلعى متتأخريش عليه
وتكمل منى صعودها لتجد أمجد منتظرها عند الباب ليحمل عنها ما تحمله ويسير خلفها بخطوة واحدة حتى يصلوا البرجولة ليضع الصينية ويسحب لها كرسيها ويقف خلفها قليلا يستجمع أنفاسه وهو لا يرفع عيناه عنها

  • أمجد
  • نعم
  • عينك هتخرم ضهرى ... بتبص على إيه يا سافل
ويرتبك أمجد فتلك الفتاة لا تتوقف عن قراءة أفكاره حتى دون أن تنظر لعينيه

  • إنتى عارفة بابص على إيه متستعبطيش
  • طب تعالى أقعد وبلاش قلة أدب ... إنت من ساعة ما دخلت الكلية وعينك بقت بتروح على حاجات غريبة مكانتش بتلفت نظرك قبل كده
  • كنت اعمى ... ومكنتيش حلوة كدة
  • مالك يالا فيه إيه ؟ إيه المحن اللى جد عليك فجأة كده .... تعالى إترزع قدامى هنا وإفطر
  • ماهو برضه فيه حاجات هابص عليها لما أقعد قدامك
  • إنت بتتعلم فيا المعاكسة ولا إيه ؟ ده كلام يتقال برضه لبنت يا باشمهندس ؟
  • ماهو إنتى مش بنت
  • ولما أنا مش بنت عينيك هتخرج على إيه ؟
ويتحرك أمجد ليجلس فى مقابلها وعينيه لا تبتعد عن وجهها

  • عايز أسألك سؤال يا منى وجاوبينى عليه
  • عارفاه .... وهاجاوبك عليه .... عايز تعرف أنا مرضتش نتخطب ليه ؟.... علشان مش حاسة إنك بتحبنى كفاية علشان نتجوز يا أمجد .... أنا لسة لغاية من يومين كنت فاكرة إنى باحب واحد غيرك وطلع ندل ... مش هوافق أدخل علاقة تانية غير لما أكون متأكدة إن مشاعر اللى هارتبط بيه زى مشاعرى وأكتر.... مش عايزة بعد ما ارتبط بيك تعايرنى بعلاقتى بممدوح إللى إنت نفسك عارف إن أكترحاجة حصلت بينى وبينه إنه حط إيده مرة على كتفى ... لازم أتاكد إن حبك ليا أقوى من إنك تجرحنى بكلمة فى يوم من الأيام ... مش هانكر يا أمجد إنى باحبك من ساعة ما كنا عيال صغيرين لكن ماكتشفتش إنى باحبك بالشكل ده غير لما اتحطيت فى موقف عرفت فيه قيمتك ... كنت باتمنى إنك تمنعنى من دخول علاقة زى اللى دخلتها حتى لو ضربتنى ... ساعتها كنت هاعرف إنك بتحبنى وكنت هافضل مستنياك ولو حتى 100 سنة ...قولى إنت عملت إيه كده علشان تحمينى من ممدوح ؟ أقولك أنا ... فضلت تقولى إنه ندل وميستاهلنيش...مهانش عليك حتى تقولى إنك بتحبنى ... إنت كل اللى عملته إنك كنت واقف تتفرج عليا وبتحذرنى من بعيد وكأنك ميهمكش اضيع منك .... تقدر تقولى لو مكانش ممدوح طلع ندل كنت هابقى فين كمان شهور؟ أقولك أنا ... كنت هابقى متجوزة واحد فاكرة إنى باحبه وبانام كل يوم معاه وأنا بافكر فيك إنت لأنى باحبك وانت بتحبنى ... عارف كنت هابقى إيه يا أمجد ؟ كنت هابقى زوجة خاينة ...أيوه يا أمجد كنت هاكون ست بتخون جوزها على الأقل بمشاعرها ودى خيانة أكبر من الخيانة الجنسية ... فهمت أنا رفضت خطوبتك ليه ؟ رفضت خطوبتك وانا بحبك وانت بتحبنى وانا عارفة إنك بتحبنى ....وامى وامك عارفين أنك بتحبنى ... وابوك وابويا عارفين إنك بتحبنى ....ولو سألت أى واحد ماشى فى الشارع هيقولك إنك بتحبنى لكن إنت خفت تواجه نفسك يا أمجد وتعترف إنك بتحبنى .... عارف ليه ؟ لإنك خايف إن شخصية المصارع المقاتل اللى كونتها لنفسك وحبست نفسك جواها تتهز لو إعترفت لنفسك إنك بتحبنى ... علشان كل ده يا أمجد أنا رفضت خطوبتك .... رفضت خطوبتك لإنك كنت أضعف من إنك تعترف لنفسك بإنك بتحبنى !!!!
كانت الكلمات تنطلق من فمها وكأنها رصاصات تستقر فى قلب أمجد أنهتها ثم انهارت باكية

لم تكن تلك الكلمات التى نطق بها لسانها قد أعدتها مسبقا أو حتى تعلم بأن معانيها تقطن صدرها

كان كل تفكيرها عندما بدأت فى الحديث أن الأمر مجرد خطة تستكملها لإستدراج أمجد ليصرح بحبه لها لكنها وجدت نفسها فى لحظات تكشف له مدى ضعفه فى حماية حبه وكأن مافى صدرها بركان غضب إنفجر بمجرد أن خُدِشت قشرته

كانت قشرة رقيقة بمثل رقة صاحبتها

أما أمجد فقد أكتشف الآن مدى ضعفه ... إكتشف أنه كان يمثل دور اللا مبالى ليدارى ضعفه وقلة حيلته ... أكتشف الآن والآن فقط أنه شخص مغرور يمتلئ جوفه هواء بينما تلك الرقيقة أقوى منه

إكتشف أن تلك الجميلة أقوى منه بحبها وقدرتها على مواجهة نفسها

لقد أدرك الآن فقط أنه يحبها وأنه أيضا قد خذلها لم يدر ماذا يفعل غير أن يمسك بكفيها الرقيقان المرتعشان من فرط الإنفعال ليطبع على كل كف قبلة وضع فيها كل إحساسه بالأسف ورغبته فى الإعتذار

رفعت منى عينيها الباكيتان لوجه أمجد تراقب تأثير كلماتها وتسأله جواب عن ما طرحته عليه فى لحظات إنفعالها

لم يجد أمجد فى قاموسه كلمات تناسب الموقف و لم يدر كيف يتصرف غير أنه أقترب من منى وضم رأسها لصدره ورفع رأسه للأعلى يخفى عنها دموعه التى سالت من عينيه تأثرا مما سمعه منها وأسفا على خذلانها كان يظن أن ممدوح هو الشخص الذى جرحها لكنه أكتشف أنه هو سبب جرحها

لم يدر أى منهما كم من الوقت مضى وهم على تلك الحال لكن بعد أن هدأت منى قليلا رفعت راسها عن صدره

  • أنا آسفة يا أمجد مكانش قصدى أقول كل الكلام ده
  • أنا اللى آسف يا منى ... مكنتش أعرف إنى خذلتك بالشكل ده .... سامحينى
  • طب إفطر علشان تلحق كليتك
  • كلية إيه بقى ؟ النهاردة مش هاروح كلية ولا هاسيبك لوحدك .... أنا هاغيب عنك ربع ساعة بس وارجعلك.... إنزلى إعملى كوبايتين شاى تانيين بدل إللى تلجوا دول على ما أرجع ... وصحى أمك قوليلها إنك رايحة الكلية ..... النهاردة هاعمل حاجة معملتهاش قبل كده وكان لازم اعملها من زمان
  • هتعمل إيه يا عبيط أنتا
  • هنزوغ من المدرسة ونتفسح سوا
  • مدرسة ؟
  • آه مدرسة ... كان لازم نعملها من زمان بس أنا كنت غبى وهاعملها بعد ما دخلنا الكلية يا قردة
فأشرقت إبتسامتها رائعة بين دموعها وكأنها شمس تشرق بين الغيوم

  • إنت إتجننت يا أمجد ..... حقيقى إنتا إتجننت
  • وفيه واحد تكون فى حياته قردة زيك ويفضل عاقل
  • بجد يا أمجد .... بتتكلم جد
  • آه وأمسحى الدموع اللى فى عنيكى دى .... طبعا مفيش معاكى منديل وهتاخدى المنديل اللى معايا ... إنزلى دلوقتى يا بت قولى لأمك إنك رايحة الكلية واعملى لنا كوبايتين الشاى علشان نفطر قبل ما ننزل .... مفيش معايا فلوس أفطرك
ومد لها يده بمنديله وأنطلق يقفز درجات السلم بينما هى تنظر له بتعجب وحب حقيقى وقد عادت إبتسامتها تملأ وجهها من جديد

عاد أمجد بعد ربع ساعة بالضبط ليجد منى فى إنتظاره وتقدم منها واضعا يديه خلف ظهره

  • عملتى الشاى
  • آه عملته وقلت لماما إنى رايحة الكلية
  • هتروحى الكلية وإنتى حاطة مكياج يا قليلة الأدب
  • أمسحه ؟
  • أوعى .... طول مانتى معايا تعملى اللى إنتى عايزاه .... بس غير كده لأ
  • حاضر يا أمجودى
  • إيه؟ أمجودى ؟ بقولك إيه ... أنا لسة خارج من المدرسة العسكرية أول إمبارح والدلع ده هيبوظ أخلاقى
  • يعنى بلاش أدلعك ؟
  • يا بت قولتلك وإنتى معايا تعملى اللى عايزاه وتقولى اللى عايزاه
وأخرج يده من خلف ظهره ليقدم لها وردة حمراء قانية فيحمر وجهها خجلا وتمد يدها لتتناولها بحب وتضمها لصدرها

  • جبت ورد منين عالصبح كده
  • سرقتها
  • سرقتها ؟ يعنى أول مرة تجبلى وردة تبقى سارقها
  • أعمل إيه ؟ مافيش حد بتاع ورد فاتح الساعة دى ولازم أجيبلك وردة .... سرقتها من جنينة المتحف اللى فى الميدان
  • تصدق طول عمرى فاكراك عاقل ... طلعت مجنون رسمى
  • كرهت العقل اللى كان هيضيعك مِنى يا مٌنى وانا مش ممكن أخليكى تضيعى منى
وجلسا يتناولا إفطارهما سويا دون أن يرفع أحدهما عينيه عن ألآخر وبين الحين والآخر ينطلقا سويا فى ضحك طويل .... أى عاقل يراهم وقتها قد يظن أنهما لم ينطقا بكلمة لكن الحقيقة أنهما لم يتوقفا ولو للحظة عن الكلام

لكن بلغتهم الخاصة التى لا يفهمها غيرهم​

..............................................................................................

كانت ام أمجد عائدة من عملها عندما لمحت أمجد ومنى يدلفان من باب العمارة فأبطأت من خطواتها حتى لا يرونها لتراقبهم وهم يصعدون السلم ويد أمجد تتسلل لتمسك بكف الرقيقة منى وتتركهم ليستمتعوا بلحظتهم قليلا قبل أن تفتعل جلبة تنبههم ليترك أمجد كف منى سريعا وسط رقص قلب أم أمجد فرحا بنجاح خطتها

  • إيه ؟ قابلتوا بعض فين ؟
  • كنت باخلص شوية ورق فى الجامعة ولقيت منى خلصت قلت تروَح معايا ومتركبش المواصلات لوحدها
  • طيب يلا بينا نطلع .... شيل عنى الخضار يا أمجد ... عايزاكى يا منى تعالى معايا
ويفسح أمجد الطريق لتسبقه أمه تصطحب منى فى يدها حتى يدخلوا من باب الشقة

  • دخل الحاجة فى المطبخ يا أمجد وخش أوضتك .... هتكلم مع منى فى موضوع


وتنفرد أم أمجد بمنى فى غرفة النوم وتغلق عليهما الباب

  • إحكيلى .... قابلتيه فين ؟
  • مش قالك فى الجامعة يا ماما
  • يا بت ؟ هتضحكى عليا ؟ وهو برضه لو كان قابلك فى الجامعة بالفستان ده والكحل اللى فى عنيكى كنتوا هترجعوا منسجمين والفرحة بتنط من عنيكى كده ؟ ده كان زمانه طين عيشتك وسود يومك
  • بصراحة يا ماما .... إحنا مروحناش الجامعة النهاردة إحنا الإتنين .... زوغنا من المدرسة وخرجنا إتفسحنا سوا
  • مدرسة إيه يا بت اللى زوغتوا منها ؟ إنتى إتهبلتى ؟
  • هو قالى إن إحنا كان لازم نزوغ من المدرسة من زمان ونخرج سوا وانا طاوعته
  • طاوعتيه ؟ طب قوليلى ....... قالك إنه بيحبك ولا لأ
  • يووووووه ده قال وقال وقال هو مقالهاش بلسانه ... بس قالها بعنيه وبتصرفاته وكل حاجة عملها النهاردة
  • وعمل إيه النهاردة ؟
  • جابلى وردة وركبنى الأتوبيس النهرى ومشانى على النيل ومسابش إيدى من إيده غير على أول الشارع ..... امجد ده طلع رومانسى و حنين أوى يا ماما ... أكتر من محمود ياسين
إحتضنت أم أمجد يومها منى كثيرا سعيدة لسعادتها وللسعادة التى رأتها على وجهها والحب الذى تتحدث به عن أمجد ونظرت لهذا الوجه الجميل بحب وتمنت أن تكتمل فرحتها وفرحة إبنها وإبنتها ....أو التى أصبحت إبنتها

  • إيه ده يا بت ؟ مش حاطة روج ليه ؟
  • مانا كنت حاطة يا ماما بس إتمسح
  • ومين اللى مسحه يا روح ماما ؟
  • لأ يا ماما متخليش مخك يروح لبعيد .... امجد مؤدب ومش ممكن يبوسنى فى الشارع
  • أمال ممكن يبوسك فين يا عين ماما ؟ إيه اللى مسح الروج يا بت .... إنطقىٍ
  • إتمسح واحنا بناكل أكيد
  • إنتوا إتغدتيوا برا ؟
  • لو كان معاه فلوس كان عزمنى عالغدا .... بس هو أكلنى ترمس و درة وحمص الشام وشربنى عصير قصب .... أجمل يوم فى حياتى النهاردة يا ماما ... من غيرك مكانش ممكن يعمل اللى عمله النهاردة
وخرجت منى وأم امجد من غرفة النوم وتركتها مع أمجد فى غرفته لكنها ولأول مرة لم تغلق عليهما الباب .... فما رأته بينهما من مشاعر ملتهبة اليوم لا ينبغى معه تركهما منفردين وراء باب مغلق

....................................................................................................

قبل السادسة صباحا كان أمجد مستيقظا بعد ليلة قضى فيها نوما هادئا طويلا بعد ليال أربعة لم ينم فيها كثيرا إما لإنشغال باله أو لمغامراته الليلية مع أم منى ..... تلك الليلة التى سبقها نهاراً رائعاً قضى معظمه مع حبيبة عمره الرقيقة منى ومعظم ليله حالماً بها خطيبة وزوجة وكان نهارا مفصليا فى حياته حينما كشفت له حبيبته عن أكبر نقاط ضعفه

فى الأصل يوم الخميس بكليته مخصص للدروس العملية ولا يوجد بجدوله محاضرات عامة ولما لم تكن الدروس العملية قد بدأت بعد فى الأسبوع الأول من الدراسة فلن يذهب لكليته ويمنى نفسه بقضاء أطول وقت بصحبة تلك الرقيقة التى تخفى تحت غطاء رقتها قوة لم يكن يمتلكها وقتها

بمجرد إفاقته تماما تسلل للتليفون وأصطحبه لغرفته وطلب منى التى أجابت بعد رنة واحدة وكأنها كانت تنتظره وهى بالفعل كانت تنتظره

  • صباح الخير يا قردة .... كنت خايف تكونى لسة نايمة
  • صباح الخير يا أمجودى .... وحشتنى
  • يادى النيلة عالرقة اللى عالصبح .... خايف يا بت آخد على الدلع ده
  • يا حبيبى خد على الدلع زى مانت عايز ..... هافضل ادلعك بقية عمرى
  • كمان حبيبى .... لا كده كتير عليا .... هتفطرينى النهاردة ولا أنزل أدور على عربية فول أفطر عليها
  • عربية فول ؟ أنا باجهز للفطار النهاردة من قبل ما أنام ... النهاردة أول يوم هافطر فيه بعد ما إتأكدت أنى حبيبتك
  • يا بت بلاش الرقة دى مش واخد انا على كده
  • طيب .... سبنى بقى علشان ألحق اعمل الفطار وأغير هدومى
  • برضه قميص النوم المقفول أبو كمام
  • توء توء ..... لابسة بيجامتك وكنت نايمة على مخدتك
  • طب إقفلى بقى قبل ما يغمى عليا من الرقة دى ... هستناكى الساعة 7 متتأخريش
  • حاضر .... سلام يا ..... أمجو..دى
لليوم الثانى يدقق أمجد فى إختيار ملابسه ويخرج زجاجة عطره ويتأكد من نعومة ذقنه ويتسلل خارجا ليعود بعد ربع ساعة لتدخل عليه أمه بعد دقائق

  • صباح الخير يا أمجد
  • صباح الخير يا ماما
  • لابس ومتشيك النهاردة كمان .... رايح الجامعة ولا وراك مشوار
  • معنديش محاضرات النهاردة يا ماما ..... هافطر مع منى
  • أها ... والوردة الحلوة اللى عالمكتب دى لمنى ؟
فيحنى رأسه فى خجل لتستكمل الأم حديثها

  • بص يا أمجد ... أنا أسعد واحدة فى الدنيا بشكل علاقتكم الجديدة دى ... بس عايزاك تاخد بالك إن منى بنت رقيقة وجميلة وعيون الناس كلها ستات قبل رجالة عليها ... علشان كده لازم تاخد بالك منها ومتعملش أى حاجة ممكن تأثر فى يوم على سمعتها
  • مش فاهم قصدك إيه يا ماما
  • يعنى مثلا مينفعش الناس يشوفوكوا رايحين جايين مع بعض أو مثلا حد من الجيران يشوفكوا عالسلم وانت ماسك إيدها زى ما شوفتكوا إمبارح ... متنساش إن لسة مافيش حاجة رسمى بينكم وبين بعض
  • مش إنتوا طلبتوها من أمها ؟
  • وإنت رفضت وهى رفضت وأبوها معندوش خبر ... لو بتحبها صحيح لازم تاخد خطوة رسمى
  • طيب أعمل إيه ؟
  • الرجولة بتقول إنك تاخد ابوك وتروحوا تطلبوها من ابوها وتحددوا معاد خطوبة
  • خلاص هاروح اكلم بابا دلوقتى ونروح بكرة نقابل أبوها
  • يابنى إنت مجنون ؟ حاجة زى دى لازم تقعد مع ابوك وتعتذرله عن الكلام اللى قولته امبارح وتقنعه إنك غيرت رأيك ... النهاردة أقعد مع ابوك وشوفوا هتعملوا إيه وانا هانزل لأمها النهاردة أكلمها تانى
  • مش عارف من غيرك كنت هاعمل إيه يا ماما ... يخليكى ليا وماتحرمش منك ابداً
  • النهاردة إفطروا مع بعض براحتكوا ... بس دى آخر مرة لإن الناس ممكن يشوفوكوا عالسطح مع بعض ... إصبروا شوية لغاية ما نعلن خطوبتكم وبعدين لو عايزين تفطروا مع بعض كل يوم براحتكم ... وحسك عينك تنزلوا الشقة هنا وأنا مش موجودة ... مش عايزين الناس تتكلم علينا
  • زى ما حضرتك شايفة يا ماما
شعر أمجد يومها وهو يتناول إفطاره بأنه أجمل طعام تناوله فى حياته ... فقد أعدته الرقيقة منى وخلطته بحبها ومشاعرها ورقتها اللا محدودة التى تحيطها دائما وتزيد جمالها جمالا وأخبرها بما دار بينه وبين أمه ورغم حزنها لأنها ستحرم من إفطارها اليومى بصحبة أمجد إلا أنها سعدت بخبر قرب إعلان خطوبتها لأمجد التى أصبحت بالنسبة لها حلمها القريب

مر اليوم وعادت أم أمجد من العمل وانفردت كالعادة بمنى وحينما عاد الأب حاول أمجد أن يفاتحه لكنه إستمهله لبعد الغداء وانفرد به فى الصالون

  • بابا .... أنا عايزك تخطبلى منى
  • نعم ؟ أخطبلك منى ؟ يا بنى مش إمبارح بس عرضت عليك نفس الموضوع وانت رفضت ؟ إيه الجديد اللى حصل فى أقل من 24 ساعة غير رأيك
  • فوقت لنفسى يا بابا ... مش ممكن أسيب منى تضيع منى
  • عرفت قيمتها يا أمجد ؟
  • لأ ... عرفت إنى كنت حمار زى ما حضرتك قلت يا بابا
  • طيب وإيه المطلوب دلوقتى
  • بعد إذن حضرتك نروح نطلبها من أبوها
  • يابنى مش لما هى توافق الأول
  • هتوافق ... ماما هتنزلهم النهاردة وهتسألها تانى وهى هتوافق
  • يعنى إتكلمتوا مع بعض وهى وافقت؟
  • أيوه يا بابا هى وافقت ... ياريت حضرتك نروح بكرة بورسعيد نطلبها من أبوها
  • يا بنى هو سلق بيض ؟ نطب عالراجل فجأة كده ؟ لازم نتصل بيه ونحدد معاه معاد علشان نلاقيه ... إفرض روحنا ولقيناه مش موجود أو مشغول ؟
  • طيب ننزل نروح السنترال دلوقتى نتصل بيه ونروح له بكرة
  • يابنى مينفعش ... أنا هاتصل بيه يوم السبت من المصنع ونروحله الجمعة الجاية
  • لسة هستنى للجمعة الجاية يا بابا؟
  • يابنى إنت هتجننى ... إمبارح عايز تستنى 7 سنين والنهاردة مش قادر تصبر 7 أيام ده إيه الجنان ده .... قلت لك الجمعة الجاية يبقى الجمعة الجاية ... إتفضل سيبنى بقى عايز أقعد مع نفسى شوية أرتب هنعمل إيه
وترك أمجد اباه بعد أن إستأذنه فى ذهابه للمقهى ليقابل بعض الأصدقاء وأعطاه الأب الإذن فشكره وقبل يده وانصرف

......................................................................................................

أتى المساء وكمعظم ايام الخميس عندما يحل الظلام توافدت سيارات فارهة تملأ فراغات الشارع بأصدقاء ممدوح مدعوين لحفلة يقيمها بشقته إنتهت بعد منتصف الليل إلا أنها لم تنته بهدوء حيث تسبب إصطدام ثابت صبى المقهى وهو ينطلق بدراجته الهوائية لشراء بعض الأغراض للمقهى بإحدى سيارات المدعوين لتنشب مشاجرة عنيفة بين ثابت وصاحب السيارة إنضم إليها رواد المقهى وبعض شباب الشارع فى جانب وباقى مدعوى الحفلة فى جانب أخر

إستمرت المشاجرة لدقائق أنهاها صوت سارينة سيارة البوليس فاختفى جميع أطراف المشاجرة فى دقائق ليعود للشارع هدوءه

مر يوم الجمعة والسبت وأمجد ومنى يهيمان فى حالة حبهما و سمحت لهم أم أمجد بالبقاء منفردين بحجرته وإغلاق الباب عليهما بعد أن نبهتهم أنها ستكون دائما خلف الباب حتى لا يتجاوزا وهم بالفعل لم يدر بذهنهم أن يتجاوزا .... فأقصى أمانيهم يومها هو أن يبقوا متشابكى الأصابع لأطول وقت

إتصل أمجد بمنى يوم الأحد بمجرد عودته وكانت هى متجهزة لتلك المقابلة اليومية تحت إشراف الأم فصعدت إليه فورا لتتشابك أصابعهما فور إغلاق الباب ويتحادثا همساً حتى لا تسمع أمه الواقفة بالتأكيد خلف الباب

  • وحشتينى يا قردة .... عندى خبر بعشرتلاف جنيه ... مشكلتنا إتحلت ... إتصلى بالحيوان ممدوح وخليه يقابلك فى الكلية بكرة الساعة 10
  • إتحلت إزاى يا أمجد ؟
ليخرج لها أمجد مظروف كبيركالذى تحفظ فيه النقود

  • إيه ده يا أمجد ؟ وجبت الفلوس دى كلها منين ؟
  • فلوس إيه يا بت اللى جبتها ؟ أنا لاقى آكل
  • أمال إيه اللى فى الظرف ده ؟ أوعى تكون فلوس مزورة ؟
  • يا بت فلوس مزورة إيه وبتنجان إيه .... هو احنا فى فيلم عربى ... دى حاجة أغلى من الفلوس .... دى صور للمحروس
  • بجد ؟ طب فرجنى
  • يا بت عيب .... دى صور فيها قلة أدب ميصحش تشوفيها .... وبعدين إفرضى أمى دخلت علينا واحنا بنشوف قلة أدب هتقول علينا إيه
وبالفعل فتحت الأم الباب عندما طال همسهما ولم تسمعهما يتكلمان

  • عايزين حاجة يا ولاد ؟ أعملكوا شاى؟
  • أهو .... شفتى .... مش قلتلك .... جهاز مخابرات قاعد معايا فى البيت .... شكرا يا ماما .... كنا بنتفق هاقول لأبوها إيه لما أقابله .... إطمنى مش هنعمل أى حاجة قليلة الأدب
  • بلاش سفالة يا أمجد قدام البنت
  • حاضر يا ماما .... خمس دقايق نخلص كلام وهاسيبهالك تستجوبيها براحتك
وتخرج الأم وتغلق الباب خلفها ليلتقط أمجد سماعة التليفون ويطلب رقم ممدوح ويناولها السماعة وهو يضع يده على ميكروفونها

  • متطوليش معاه ... قابلنى بكرة الساعة 10 فى كافيتريا الكلية جبت لك اللى طلبته وبس متقوليش حرف زيادة
  • ماشى
وبالفعل تنفذ منى ما طلبه منه حبيبها وفارسها لتخرج منى بعدها لتجالس الأم التى حاولت معرفة ما كان يدور من حوار بينها وبين أمجد لتجاوبها برد افحمها

  • ميصحش الواحدة تقول اللى بينها وبين راجلها يا ماما .... مش إنتى قولتيلى كده
  • ماشى يا بنت ريرى ... بس برافو عليكى يا بت ... مش هاقدر اقولك حاجة غلبتينى
بمجرد دخول منى من باب كافيتيريا الكلية فوجئت بأربعة شبان لم يسبق لها رؤيتهم يهرعون ناحية أمجد لتلتقى أذرعهم و أكفهم معه فى سلام حار وغريب ويتحلقون حول أمجد ومنى وينطلق الشباب بصوت عالى

  • نورت الكلية يا قومندان ... كان المفروض نعلق البيارق بس هنا ميعرفوش الأصول
  • عاملين إيه يا وحوش ... أعرفكم بخطيبتى منى .... زميلتكم ... فى سنة أولى زيكم ... ودول بقى رفعت ، أحمد ، طايل ، أيمن أصدقائى وزمايلى فى المدرسة ونعتبر أنا وهما من ضمن الفاشلين اللى مدخلوش حربية
  • يا قومندان إنت غير... إنت مدخلتش بمزاجك .... إحنا سقطنا طبى
  • فيه مكان تنكلم فيه ولا هنا تمام
  • نتكلم بره أحسن يا قومندان
  • واتجه الخمسة يحيطون بمنى للخارج حيث توقف الركب عند أحد أحواض العشب حيث تحلقوا واندست منى بينهم تحاول فهم ما يقولون لكنها فشلت ..... إنهم يتحدثون العربية بكل تأكيد ومخارج أفاظهم محددة وسليمة لكنها لم تفهم معظم كلماتهم وعندما جلسوا جلست معهم لكنها لم تستطع أن تجلس نفس جلستهم رغم أنها ترتدى بنطلون متسع فأمجد امرها أن تذهب دائما لكليتها ببنطلون متسع لتخفى ساقيها
جلست تتأمل الخمسة ... من يراهم يجزم بأنهم أخوة رغم إختلاف أحجامهم وملامحهم فلهم نفس البشرة السمراء ويرتدون جميعا قمصان متسعة يدخلونها فى البنطلون وبنطلوناتهم مكوية واسعة عكس الموضة السائدة وخط كى البنطلون المستقيم من أول الحزام وحتى نهاية الساق بدون أى خلل ونفس الأحذية السوداء الملمعة بعناية إنهم جنود ضلوا طريقهم فوجدوا أنفسهم وسط الحياة المدنية ولم يستطيعوا بعد التأقلم معها

لم تفهم منى معظم ما يقولون لكن عندما فتح أحدهم كشكوله وأخذ يرسم بعض الخطوط والدوائر فهمت أنهم ينصبون كمينا ما لشخص خمنت أنه ممدوح و بعد ما إنتهوا من نقاشهم الذى لم تفهم منه شيئا تحدث أحدهم

  • بينا بقى نعمل الواجب يا قومندان
واتجهوا للكافيتريا حيث جلس أمجد واثنين من زملائه معها بينما ذهب الباقيان وعادوا يحملون 6 أكواب من الشاى ولم تستوعب منى كيف أستطاع شخصان حمل 6 أكواب ساخنة بايديهم العارية دون أن تنسكب منهم نقطة شاى

إستمتعت منى بتلك الجلسة التى فهمت فيها سر مناداتهم لأمجد بكلمة قومندان وبأنه كان قائدهم طوال مدة دراستهم وضحكت طويلا عندما شرع أحدهم فى إفاهمها سبب منادتهم له بقومندان فشرحها بلفظة حكمدار فهى لم تفهم الأولى ولا الثانية

فهمت منى وقتها سبب عدم وجود أصدقاء من حيهم لأمجد .... فأين سيجد مثل هؤلاء الذين تراهم الآن ليصادقهم

شعرت منى بالأمان التام بوجود أمجد بجوارها ومعه مثل هؤلاء الأربعة فمعهم لن يجروء شخص أن يحاول جرحها ولو بكلمة

وفجأة نظر الخمسة لساعاتهم وانسحب الأصدقاء الأربعة ليختفوا فى ثانية وتبقى مع أمجد ويطل ممدوح من باب الكافيتريا بوجهه الذى بدا لها فى تلك اللحظة كريها رغم وسامته يحمل فى يده حقيبة مستندات صغيرة ليتجه ناحيتها ويقف بينها وبين أمجد

  • جبتى الفلوس يا .....
يبدو أنه كان سينطق بلفظة ما لكن نظرة من أمجد الذى تبدل وجهه فجأة من الطيبة الشديدة التى تبدو عليه إلى قسوة شديدة بدت على ملامحه أوقفت الكلمة فى حلقه ليغير من لهجته

  • جبتى الفلوس يا منى ؟
فيظهر له أمجد طرف الظرف الذى يحمله وعندما مد يده ناحية المظروف مد أمجد يده ليمنعه فسحب يده على الفور فهو لم ينس بعد أثر قبضة أمجد على ذراعه عندما قابلته به لتعرفه عليه

  • إنت اتجننت يا ممدوح ؟ هتعد مبلغ زى ده هنا ؟ تعالى نشوف حتة مدارية أديك فلوسك و تدينى الحاجة اللى معاك
  • ماشى .... كل الكلية تحت أمرك
  • طب ياللا بينا ندور على مكان أمان .... إستنى إنتى هنا يا منى لغاية ما ارجع لك
لم تستطع منى صبرا فتبعتهم تراقبهم من بعيد وممدوح يسير وراء أمجد كأنه منوم مغناطيسيا ودخلوا لمبنى الكلية وساروا فى ممراتها وهى تتبعهم إلى أن وصلوا أمام إحدى القاعات فلاحظت وقوف أصدقاء أمجد الأربعة أمام بابها وكأنهم طلبة يتناقشون وعندما مر أمجد وخلفه ممدوح بينهم فوجئت باثنين منهم يرفعون ممدوح بسهولة عن الأرض رغم ضخامته ليدخلونه إلى القاعة و بالأثنين الآخرين يغلقون الباب ويقفون أمامه وفوجئت بأمجد يلتفت خلفه لينظر مباشرة فى عينيها نظرة أرعبتها وجعلتها تعود بسرعة للكافيتريا قبل أن يدخل القاعة خلف من كانوا يحملون ممدوح

فوجئ ممدوح بنفسه داخل القاعة جالسا على كرسى يبدو أنه وضع خصيصا له بينما يقف صديقى أمجد يحيطاه من الجانبين ضاغطين على أكتافه حتى أنه عندما حاول الوقوف لم يستطع وكأنه مقيد بهذا الكرسى

وقف أمجد بعيدا عن ممدوح بأمتار ينظر له نظرة شديدة القسوة حتى أنه خاف منها وتكلم وهو يضع نظره بعيدا

  • إنت فاكر إن الحاجة فى الشنطة ...... طول عمرك غلبان
  • لا ياروح أمك أنا عارف إن الحاجة فى البيت .... بس هادفعلك تمنها وتجيبهالى
  • كده إنت بتفهم .... هات الفلوس واجيبلك الحاجة
  • أنا قلت فلوس ؟ أنا مقلتش فلوس
  • مش بتقول إنك هتدينى تمنها ؟ رجعت فى كلامك بسرعة ؟ على كل حال اللبوة متلزمنيش أنا خدت منها كل اللى عايزه وهاخد من ابوها الفلوس
توقع ممدوح أنه بهذه الجملة سيثير غضب أمجد ويتشفى منه لكنه وجد أمجد ينظر إليه بهدوء شديد ويتوجه نحوه بخطوات بطيئة وهو يمرر سبابته على شاربه وكأن الوحشان اللذان يثبتانه يعرفون ما سيحدث فرفعا عنه أيديهما وأبتعدا قليلا وقبل أن يحاول الوقوف فوجئ بصفعة دوى صوتها فى أذنه لأيام وتركت علاماتها على وجهه لأسابيع

  • إنت فاكر كده هاديك الحاجة .... إضرب للصبح فى الآخر هتسيبنى والحاجة كده أو كده مش معايا وبدال الألفين هيبقوا اربعة
  • مقولت لك مش هتاخد فلوس .... أنا هديك تمنها ومقولتش فلوس
  • أمال تمنها إيه يا شحات
ففتح أمجد المظروف وأخرج منه مجموعة من الصور ناولها لممدوح الذى همد تماما وبات كأنه لا يستطيع التنفس وهو ينظرللصور صورة بعد أخرى بينما أمجد يتحدث إليه دون أن ينظر ناحيته

  • لما انت كده .... بتجرى ورا البنات ليه ؟ إنت بتتناك إنت حر فى طيزك .... لكن كمان بتجيب البنات لأصحابك ينيكوهم معاك .... يعنى خول ومعرص فى وقت واحد .... اللى انا فهمته من الصور دى إن حفلاتك مافيهاش بنات وإن كلهم يا إما خولات زيك بيتناكوا يا إما خولات تانية بينيكوهم ... وكمان بتتصوروا وانتوا كده .... إيه يا خول بتوثقوا اللحظة الوسخة يعنى ؟ لأ وجايبين مصوراتى محترف وبتتصوروا صور بالألوان ....... مش فاهم إيه الممتع فى كده ؟
  • إنت جبت الصور دى منين ؟ هى شنطة المصوراتى اللى اتسرقت فى الخناقة إنت اللى سرقتها ؟
  • وانا حرامى زى أبوك يا عرص .... سرقها واحد ابن حلال خد الكاميرا لنفسه وحمض الافلام وطبعها وجابلى الصور والنيجاتيف
وحاول ممدوح أن يبدو متماسكا ويفسح لنفسه مجالا للتفاوض بعد أنه وضعه أمجد فى وضع لا يحسد عليه

  • وهتعمل إيه بالصور يعنى ؟ هتوديها لأبويا ؟
  • لا يا عين ابوك .... اكيد ابوك خول ومعرص زيك ومش هيزعل ..... أنا هدىّ نسخة للواد ثابت رويتر فى القهوة .... وهوزع نسخة فى النادى .... والشباب معاك فى الكلية هيوزعولهم نسختين تلاتة .... دول اصحابى ومش هبخل عليهم طبعا ....وكفاية عليك الواد ثابت .... ده حتى الراجل اللى بيجبلك الحشيش هيعرف انك بتتناك وهياخد نيكة فوق تمن الحشيش كل مرة .... ده لو رضى يبيعلك تانى أصلا بعد ما يعرف إنك خول ... ماهو تجار الحشيش مبيرضوش يبيعوا للخولات اللى زيك ... بيخافوا يتشبهوا بعيد عنك
وهنا انهارت قدرة ممدوح على التفاوض تماما وأصبح مستعدا لسماع ما يطلبه أمجد

  • خلاص يا أمجد إنت كسبت ..... هاجيبلك الصور والجوابات وتدينى الأفلام والنسخ اللى طبعتها
  • أنا قلت إنى هديك حاجة قصاد الصور والجوابات ؟ أنا قلت كده يا رفعت ؟ أنا قلت كده يا طايل ؟
  • محصلش يا قومندان إنت مقولتش هتديه حاجة
  • شوفت ؟ مقولتش هاديك حاجة
  • مش قلت هتدينى تمن الحاجة اللى عندى
  • تمن الحاجة اللى عندك إن الصور والنيجاتيف يفضلوا معايا محدش يشوفهم غيرى .... وغير الشباب الحلوين دول ... علشان تفضل عينك مكسورة فى الكلية قدامهم ... بس للأسف مش هاقدر اوريهم لمنى علشان محبش أنها تشوف أشكال وسخة زى دى... متهيألى فهمت ... وعلى فكرة خطوبتى على ستك منى الإسبوع الجاى ...طبعا مش هاقدر اعزمك علشان مش هاعزم خولات على فرحى ... بس إياك تفكر تضايقها بأى شكل ولو شوفتها ماشية فى الشارع تتنيل تستخبى فى أى مصيبة علشان عينها متقعش عليك ... مفهوم ؟
  • مفهوم ... وإيه المطلوب منى ؟
  • الساعة دلوقتى حداشر ونص المسافة من هنا لبيتكم عشر دقايق بالعربية الساعة 12 تكون فى الكافيتريا ومعاك الصور والنيجاتيف و الجوابات ..... آه كنت هنسى .... وشنطتها مش ناقصة قشاية ... هتلاقى ستك منى هناك تديها الحاجة وانت موطى راسك زى الكلب وتعتذر لها لغاية ما تقبل إعتذارك وتخرج من الكافيتريا ... ولو لقيتها يوم فى الكافيتريا وانت قاعد تاخد بعضك وتخرج .... بسرعة إلحق وقتك وإدعى إن ميكونش كاوتش عربيتك نايم زى ما لقيته النهاردة الصبح بسرعة إلحق وقتك
.......................................................................................................

طال الوقت على منى وهى جالسة وحدها فى إنتظار عودة فارسها وأصدقائه الأربعة وكادت تذهب للقاعة التى رأت أمجد يدخلها لكنها كلما تذكرت نظرته إليها تصرف هذا الخاطر عن رأسها حتى رأت أخيرا أمجد وأصدقائه أمام باب الكافيتريا يتجهون إليها وسط ضحكاتهم العالية ومزاحاتهم الخشنة وورأت المظروف الذى كان يحمله معه صباحا فى يده كما كان فلم تعد تدرى هل نجح أمجد فى إستخلاص أشيائها من ممدوح أم فشل ولم تعد تطق صبرا

  • طمنى يا أمجد إيه اللى حصل
  • حصل خير يا منى .... نص ساعة وهتكون الحاجة معاكى ... متقلقيش
  • هى الحاجة مكانتش معاه ؟
  • لأ طبعا ... كان عامل حسابه ياخد الفلوس ويفضل كل شوية يبتزك
  • إبن الكاااالب
  • عيب يا منى .... إحنا مبنقولش الشتايم دى ..... بصى بقى .... ممدوح هيجيى يديكى الحاجة ويعتذرلك ومش هتشوفى وشه تانى ... عايزك تاخدى حقك منه وانتى حاطة رجل على رجل ... وتتأكدى إن حاجتك مش ناقصة حاجة .... إنتى عارفة عددهم
  • 3 جوابات و 5 صور
  • تمام ..... إتأكدى منهم وتممى على شنطتك وتقوليله يغور فى داهية من وشك
وانطلقت موجة من المزاح والضحك بصوت مرتفع قطعه أيمن بإشارة برأسه لمدخل الكافيتريا ليقفز الشباب الخمسة واقفين ويشير أمجد لمنى بالوقوف ليدير كرسيها ليصبح ظهرها للترابيزة ويشير إليها بالجلوس لتجلس جلستها الأنيقة فى لحظة وصول ممدوح ليطأطئ رأسه ويتفدم من منى يمد يده إليها بشنطتها وفوقها بعض الأظرف المفتوحة والصور والنيجاتيف ويتحلق أمجد واصدقائه فى حلقة واسعة وياخذ أمجد مكانه مواجها لمنى وينطق ممدوح أخيرا بصوت خافت

  • أنا آسف يا منى ... انا طلعت ندل معاكى
وتنظر منى لأمجد لتعرف كيف تتصرف فيشير لها أمجد على خده فتميل راسها لليسار متعجبة فيهز لها رأسه علامة الإيجاب فتهوى بكفها الرقيق بكل ما إستطاعته من قوة على وجه ممدوح فى صفعة سمعها كل الموجودين ليدير لها ممدوح ظهره ويخرج فورا من الكافيتريا بينما يرفع أيمن صوته الجهورى

  • حصل خير يا جماعة ... كان سوء تفاهم وراح لحاله
.........................................................................................................

عادت الأم من عملها لتجد باب غرفة أمجد مفتوحاً وأمجد ممدد على فراشه بملابسه التى رأته بها صباحا عاقدا ذراعيه خلف رأسه

  • مساء الخير يا أمجد .... إنت رجعت بدرى ليه ؟
  • أنا مروحتش الكلية النهاردة يا ماما ... كان عندى مشوار مهم باخلصه
  • طيب يا حبيبى ... تحب أعملك حاجة تاكلها ؟
  • شكرا يا ماما
وقام أمجد واقفا على ساقيه ليتجه لأمه ويمسك بيدها ليقبلها

  • أنا مش عارف أشكرك إزاى يا أمى
  • تشكرنى على إيه يا بنى
  • لإنى متأكد إن إنتى اللى رجعتيلى منى وفوقتينى مع إنى معرفش إنتى عملتى إيه بالظبط
  • إنت ومنى ولادى يا أمجد ... خد بالك منها لإن البنت دى جوهرة مفيش منها إتنين
  • عارف .... ممكن أطلع مع منى فوق شوية وبعدين ننزل نقعد هنا
  • ماشى يا أمجد .... هاستناكم
ويتصل فورا بمنى ويطلب منها مفابلته بالسطح مصطحبة ما أخذته من ممدوح لتجده حين تصعد جالسا بالجانب البعيد من السطح وأمامه دلو معدنى وزجاجة عرفت منه أنها بنزين

مدت يدها لأمجد بما تحمله فأشار لها برأسه لتسقطها فى الدلو

  • مش عايز تشوفهم تعرف انا كاتبة فيهم إيه
  • لأ مش عايز
ويسكب البنزين فوق الخطابات والصور ويشعل فيها النار ويصطحب منى لتجلس مع أمه تلقنها دروس الحياة كما اعتادت كل يوم

الجزء السادس



مقدمة

أرهقنى الباشا فى كتابة قصته

أحيانا تسترسل ذكرياته فيظل ساعات مسترسلا فى الحكى .... وأحيانا يضن بهذا الحكى نهارا كاملا ليوقظنى بعد منتصف الليل لأكتب ما يمليه من ذكرياته

أحبه غالبا وأكرهه أحيانا ... فى هذا الجزء بالذات وفى نهايته أحسست بكرهٍ شديد له ولشخصيته قد يكون هذا الكره لأنى أعرف الشخصيات الحقيقية التى يحكى عنها وقد يكون كرهى لما ترسخ عنه فى أذهان الكثيرين و ذهنى بأنه تلك الشخصية المثالية التى تضع حدوداً لعلاقاتها

فى هذا الجزء أصر الباشا على شرح بعض تقاليد التقدم للخطبة فى الثمانينيات حيث كانت الأبواب لا تزال مفتوحة بين الجيران ولابد من إشهار الخطبة بين المحيطين

كانت زجاجات الكوكاكولا هى المشروب الرسمى للحفلات البسيطة وكانت العروس يجب أن تصنع القهوة بيدها لتقدمها لخطيبها وأمه وأبيه وكانت تلك القهوة بمثابة إختبار قبولها من أم العريس

كان سماع موافقة البنت على الخطيب أمام أهله تقليد بسيط لكن جميل

كانت تقاليد بسيطة لكنها جميلة لا أدرى هل لا زالت موجودة أم زالت مثل الكثير من التقاليد

ولنعد الآن إلى قصتنا التى يمليها علىّ الباشا

...................................................................................​

إصطحب أمجد حبيبته الرقيقة لشقتهم بعدما أحرق ذكرياتها الكريهة مع ممدوح وأحرق معها إحدى نقاط ضعفه لتستقبلهم الأم وترتمى منى فى حضنها كالعادة لتستجوبها الأم كالعادة أيضا ويتجه أمجد لغرفته الصغيرة ويستلقى مفكرا فى أحداث تلك الأيام القصيرة فى الزمن الكبيرة فى حياته فهو لأول مرة يقوم بعمل يشعر بالفخر بإنجازه

فهو رغم ميدالياته وبطولاته لم يشعر يوما بأنه أنجز شئ يستحق الفخر حتى أن كل ميدالياته إلا واحدة محفوظة فى صندوق يكاد يكون مهملا فوق دولابه لا يفتح إلا كل عدة أشهر لتضاف له ميدالية جديدة

قفز لذهنه أول ميدالية فاز بها وكيف تسلمها بشعورعادى و شعور فرحته عندما رأى الفرحة تقفز من عينى منى بعدما هرع إليها فى شقتها ليخبرها بفوزه ... تلك الفرحة التى دفعته لإهدائها تلك الميدالية لتبقى دائما أمامها

يومها رفض بشدة أن يصطحبها أبيه وأمه معهما لمشاهدته يلعب بحجة أنها صغيرة ولن تستمتع بالمشاهدة بينما هوالآن يعرف أنه كان يخشى أن تراه يُهزم

تلك الميدالية الأولى التى يعتبرها كل رياضى أغلى ما يملك معلقة الآن فوق مراية غرفة منى تعتنى بها عكس باقى ميدالياته المدفونة فى ذلك الصندوق

عرف الآن أنه كان يفوز بسببها فهو لم يخسر جولة واحدة حضرَتها وكان يُهزم فقط عند غيابها

عرف الآن أن تلك الرقيقة بضعفها هى سر قوته وأنه كاد يفقدها فقط بسبب خوفه من إعترافه لنفسه بأنه يحبها

.....................................................................................................

بينما كان أمجد مشغولا فى الإعتراف لنفسه بحبه لمنى كانت منى تستكين فى حضن أمه تسمع منها وتحكى لها

  • إيه يا بت ؟ السعادة اللى بتنط من عنيكم إنتوا الإتنين دى ليه ؟
  • إيه يا ماما ؟ مش إتنين لسة مخطوبين ؟ لازم كده يكون فيه كده شوية سعادة
  • لا يا روح ماما .... اللى شايفاه ده مش محن مخطوبين جديد .... دى فرحة إتنين كان عندهم بلوة وخلصوا منها
  • متخافيش يا ماما .... مافيش بلوة ولا حاجة .... واحد فى الكلية كان بيضايقنى وأمجد جه رباه
  • يا لهوى .... أمجد إتخانق فى الجامعة ؟
  • يا ماما أمجد مبيتخانقش ... أمجد بيعرف يربى اللى قدامه من غير حتى ما يعلى صوته ... تقريبا كده بيخافوا من شنبه
ولم تستطع الأم كتمان صوت ضحكها من التعبير الذى عبرت به منى عن تقديرها لشئ ما فعله لها أمجد .... كانت تشعر بأن ما حدث شيئا أكبر من البساطة التى تحكي بها منى لكنها أطمأنت الآن بأن أمجد عرف قيمة الجوهرة التى بات قلبها بين يديه

  • ماما ..... أنا باحب أمجد قوى
  • وهو كمان بيحبك قوى يا بنتى
  • طب ليه ماقليش باحبك لغاية دلوقتى .... بيقولها بعنيه وتصرفاته بس مبينطقهاش بلسانه
  • هيقولها .... بس أمجد زى ابوه بالظبط ... كلمة مش سهل يقولوها بلسانهم .... بيحبوا إن اللى قدامهم تحس بيها من غير ما يقولوها .... ولعلمك بقى دول الرجالة اللى تثقى فى حبهم ليكى ... الكلمة دى لو إتقالت بسهولة تتنسى بنفس السهولة
  • أنا ممكن أقول لأمجد يحضنى النهاردة يا ماما .... حاسة إنى عايزة أحضنه من غير ما اعيط
  • قوليله .... بس باقولك إيه .... حضن بس ... إنتى عارفة .... هبقى واقفة ورا الباب
  • هو حضن بس ياماما .... متخافيش
ويقطع حديثهم وصول أبو أمجد من عمله

  • إزيك يا أم أمجد .... إزيك يا مرات إبنى .... حظه حلو الواد أمجد ده
ويسمع أمجد من رقدته صوت أبيه ليقطع الطريق من غرفته للصالة فى قفزة واحدة

  • ها يابابا .... كلمته
  • يابنى قول مساء الخير الأول ..... آه ياسيدى كلمته ومستنينا يوم الجمعة .... أبوكى ده غلبنى يا منى .... باتصل بيه من يوم السبت وهو يا فى المينا يا فى البنك يا فى السوق بيجيب بضاعة .... بس لقيته النهاردة
  • يعنى وافق خلاص يا بابا؟
  • وافق على إيه يا أمجد ؟ هو معندوش فكرة إحنا رايحينله ليه أصلا
  • وليه يا بابا مقلتلوش بس
  • يابنى إنت هتفضل حمار كده طول عمرك ... فيه حد يطلب إيد بنت من أبوها فى التليفون ... أنا مش فاهم بنت زى القمر دى بتحبك على إيه ... قومى يا أم أمجد حضريلنا الغدا ... واتصلى بأم منى تطلع تتغدى معانا .... نتكلم معاها شوية نشوف هنعمل إيه
  • دقايق يا أبو أمجد ويكون الغدا جاهز .... تعالى معايا يا منى نحضّر الغدا .... إتصل بحماتك يا أمجد خليها تطلع
كان أمجد يتمنى لو تترك له أمه منى قليلا فهو يشتاق بالفعل للإنفراد بها وأوحشه تشابك أصابعهما

تجمعت العائلة الصغيرة التى بدأت تكبر بإنضمام منى ووجودها شبه الدائم بينهم فقد أصبحت أم أمجد بالنسبة لها الأم الصديقة التى تحكى لها ما لاتستطيع حكيه لأمها الحقيقية "ريرى" التى جلست بينهم شاردة الذهن تتنازعها رغبتها فى إسعاد إبنتها وأمجد من جهة وفقدها لمن يشبع شبقها من جهة

بداخلها كانت تعلم أن أمجد هو الوحيد القادر على منح إبنتها السعادة لكنها كانت تطمح أن يمهلها القدر قليلا لمتعتها مع هذا الشاب الذى تعلم أنه سيرفض أن يجرح الرقيقة منى بالإستمرار فى مثل تلك العلاقة مع أمها

وانتهى الغداء واجتمع الكبار ومعهم أمجد ومنى للتناقش حول ما سيتم قريبا

  • هو إنتى مبلغتيش ابو منى بأن امجد إتقدملها يا أم منى
  • إتصلت بيه 3 مرات ومفيش مرة لقيته ... والشقة هناك لسة مفيهاش تليفون
  • طب حاولى تبلغيه قبل ما نروح .... يصح برضه الراجل يحضر نفسه لموضوع زى كده
  • الصبح هاروح السنترال أحاول تانى ... يمكن ألاقيه
  • لو ملقيتهوش سيبيله خبر يتصل بيكى .... لازم يسمع الخبر منك الأول
  • هاحاول ..... صحيح يا منى النهاردة بنات كتير من اصحابك إتصلوا كانوا عايزينك مش عارفة فى إيه
  • بكرة هاقابلهم فى الجامعة أكيد .... تلاقي بس فضولهم مجننهم لما عرفوا إنى أتخطبت من غير ما أقولهم
  • وإنتى قولتيلهم إنك إتخطبتى ؟ يابت مش كنتى إستنيتى لما تلبسوا دبل أو حتى نقرا فاتحتكم ....العين وحشة
  • أصلهم شافوا أمجد معايا فى الكلية وطبعا قلتلهم ده خطيبى .... ماهو مش هاسيب واحدة منهم تحط عينها عليه طبعا يا ماما
  • وإنت ايه اللى وداك كليتها يا أمجد ... دى كليتك بعيد عن الجامعة كلها
  • كان لازم أروح لها يا بابا .... ماهو أنا كمان مش عايز حد من زمايلها أو المعيدين اللى سنهم قريب من سنها يحط عينه عليها
  • أنا سمعت الكلام ده من مين قبل كده يا أمجد .... فكرنى كده
وانطلق الأب والأم فى موجة ضحك بينما ابتسم أمجد فى خجل وأحنى رأسه بينما تنظر منى لعينيه فى حب

كانت منى تتكلم وهى تنظر فى عينى أمجد وكأنها تستقى منه كلماتها فهم لم يحسبوا حساب النميمة عما حدث صباحاً على مرأى من جميع رواد الكافيتريا وبالتأكيد فإن الصفعة التى نالها ممدوح دوى صداها فى جميع قاعات الكلية إن لم يكن فى جميع أنحاء الجامعة

إبتسمت أم أمجد فهى اكثر من يعلم بشأن قدرة إبنها وحبيبته على التحدث سويا وسط أى تجمع دون أن يفتح أحدهما فمه وأدركت أن الهم الذى أنزاح من قلب العاشِقين كان أخطر مما صرحت به منى لكنها كانت سعيدة فهاهى إبنتها الروحية تبرهن على أنها تحفظ مابينها وبين رجلها كما علمتها وأنها ستشهد بالتأكيد بيت عاشقين كبيتها

إستأذن أمجد من أبيه للإنفراد بمنى قليلا فإذن له بينما نظرت الأم لمنى نظرة فهمتها فقامت واحتضنتها وهمست فى أذنها

  • ماتخافيش يا ماما .... هو حضن بس
و تبعت أمجد لغرفته وتشابكت أصابعهما .... فتشابك أصابع العاشقين متعة لايعرفها سوى من وقع فى الحب

  • مش مصدقة يا أمجد .... حاسة إنى باحلم
  • إحلمى يا منى ... إحلمى وانا احقق أحلامك
  • إنت جبت الصور اللى هددت بيها ممدوح منين ؟
  • ثابت القهوجى .... عمل الخناقة وسرقوا شنطة المصوراتى وجابولى الأفلام .... كنت متأكد إن الصور فيها حاجة أضغط بيها على ممدوح لقيت فيها اللى يخليه يختفى من حياتك باقى عمره
  • مش هتورينى الصور دى ؟
  • مينفعش يا بت .... فيها حاجات ميصحش بنت تشوفها
  • هيكون فيها إيه يعنى ؟ ماهو أكيد متصور مع بنات
  • لأ مش مع بنات ... بصى هى صورة واحدة اللى ممكن تشوفيها الباقى مينفعش
  • طب ورينى
ويخرج أمجد المظروف الذى أخفاه وسط مكتبته ليلتقط منه صورة يضعها أمام عينى منى التى تنظر لها

  • إيه ده ؟ هو ممدوح ليه أخت ؟
  • لا مالوش يا هبلة ... ده ممدوح بشحمه ولحمه
  • ممدوح لابس مينى جيب وحاطط مكياج ؟ يا نهار إسود .... أنا كنت ماشية مع بنت زيى
  • برضه مفهمتيش يا هبلة ؟ ممدوح من بره راجل و من جوة ست ... فهمتى ؟
  • لأ مفهمتش
  • ولا هتفهمى ... سيبك من ممدوح وانسى سيرته ... مبسوطة ؟
  • مبسوطة دى مش كفاية يا أمجد ... إكتشفت إن إنت حلم عمرى من ساعة ما إتولدت وكنت هتضيع منى ... أمجد ... ممكن تحضنى
ليفتح لها ممدوح ذراعيه فتلقى بنفسها عليه وتلف ذراعيها حول رقبته فيضمها وهى تضع راسها على صدره

  • أمجد ... باحبك
  • وانا كمان يا منى
  • وانت كمان إيه ؟ .... إنطق
لم يجب ممدوح عن سؤالها لكنه شدد من ضمها لصدره فاستكانت مستمتعة . وربما لأول تشعر بشهوة جنسية وهى فى حضنه وترتفع درجة حرارة جسدها و تتسارع أنفاسها وهى تشعر بزبر أمجد وقد إنتصب أسفل ملابسه يضغط اسفل بطنها فتشب على أطراف أصابعها ويصبح إنتصابه ضاغطا الآن على كسها وتمنت أن تكون الآن ترتدى بيجامته وليس فستانها

يقطع حضنهما طرقات خفيفة على الباب وصوت أم أمجد يأتيهم من الخارج

  • أمجد بابا عايزك .... وانتى كمان يا منى مامتك عايزة تاخدك معاها وهى نازلة
أفلتها أمجد من بين ذراعيه لتقف على قدميها تلتقط أنفاسها بعمق محاولة تهدئة نفسها بينما يجيب أمجد أمه

  • حاضر يا ماما جايين
تخرج منى من الباب بينما أنتظر أمجد قليلا ليدارى إنتصابه لتقابلها أم امجد خلف الباب

  • يا ماما كنتى صبرتى دقيقة واحدة كان هيقولى باحبك
  • باحبك ؟ وانتى وشك احمروطالع منه صهد كده علشان كان هيقولك باحبك ؟ هتستعبطى يا بت ؟ إجرى يا بت انزلى مع امك وبلاش مياصة
وصلت منى وامها لشقتهم وكل منهما تريد الإنفراد بنفسها ... وكان أمجد سبب تلك الرغبة وإن إختلفت أسبابها ... فمنى تريد الإحتفاظ بأثر حضنها لأمجد بينما أمها تريد التفكير فى كيف ستكون علاقتها فى المستقبل معه ... فقد مر على لقائها الأخير معه إسبوع وشهوتها مشتعلة لا تجده معها ليطفئها وهو لم يحاول حتى الإتصال بها إلا لدعوتها للقاء أمه وابيه وكانت تتخيل إبنتها بين ذراعيه تستمتع بدفء لمساته حينما ينفرد بها . تلك اللمسات التى تعرفها جيدا وتعرف أنها قادرة على إمتاع أى أنثى ... وكيف لا تعرفها وهى من علمتها له

وجدت ريرى نفسها تندفع لغرفة إبنتها وقد أوعز لها جنونها أن تخبرها بعدم موافقتها على تلك الزيجة واقتحمت على منى غرفتها لتجدها جالسة على فراشها وقد إحتضنت وسادة أمجد وأراحت رأسها عليها مرتدية بيجامته وبمجرد أن شعرت بها منى رفعت لها عينيها وبها نظرة حالمة

  • فيه حاجة يا ماما
  • لا يا حبيبتى بس نسيت أقولك تصبحى على خير
  • طيب ممكن تقعدى جنبى شوية وتاخدينى فى حضنك
فجلست إلى جانبها ووضعت ذراعها حولها لتضع منى راسها على صدرها

  • أنا أكتشفت يا ماما إن أنا باحب أمجد قوى .... خايفة السعادة اللى انا فيها متدومش
  • لو بيحبك زى ما بتحبيه هتدوم يا بنتى
  • أمجد بيحبنى أكتر من ما أنا باحبه ... بيعمل المستحيل علشانى
و تجد أم منى دموعها تنسال غزيرة حتى أن منى شعرت بها فرفعت رأسها إليها

  • إنتى بتعيطى يا ماما ... فيه إيه
  • مش عارفة هاعيش إزاى لما تبعدى عنى يا منى
  • يا ماما لسة بدرى ... حتى لما نتجوز هتعيشى معانا .... أنا مقدرش اعيش بعيد عنك
  • طب نامى يا حبيبتى ... تصبحى على خير
واندفعت ريرى لحجرتها تغالب دموعها حتى أغلقت عليها الباب وخرجت منها آهة طويلة أتبعها بكاء شديد وهى تنظر للفراش الذى كتيراً ما شهدها تتقلب فى أحضان أمجد فهل آن الوقت لتتخلى عن الوحيد الذى يطفئ نار شبقها

...........................................................................................................​

كعادته بمجرد إستيقاظه جرى أمجد للتليفون ليتصل بمنى

  • صباح الخير يا قردة
  • صباح الخير يا حبيبى
  • يا بت قلت لك مش متعود انا على الرقة دى ... خدت على زفارة لسانك
  • لأ يا حبيبى خد عالرقة .... بعد كده مافيش زفارة لسان ... مش هينفع أخبى حبى ليك تانى عن نفسى ومش هاعرف اقولك اى كلمة وحشة
  • يخربيت الرقة اللى بتتكلمى بيها ....باقولك ...قابلينى عالسلم كمان ساعة ... عايز اشوفك قبل ما تروحى الجامعة
وبلتقى العاشقان أمام باب منى ويهبطا السلم سويا ولا يحاول أمجد أن يلامس حتى كف منى كما أوصته أمه ولم يتلامسا إلا للسلام

  • بصى .... أنا قلت لماما تسحب 200 جنيه من الدفتر بتاعى وتاخدك وتشتروا دبلة تكتبى عليها إسمى وتشتروا لى أنا دبلة فضة ... أنا سبت الخاتم بتاعى لماما النهاردة علشان تعرفوا المقاس ... كنت عايز اروح معاكوا بس أمى قالتلى مينفعش .... ماعرفش ليه
  • إيه ده ؟ مش هتستنى لما تكلموا ابويا ؟
  • يا بت هاكلم ابوكى يوم الجمعة ونقرا الفاتحة والبسك الدبلة .... مش هتروحى الكلية الأسبوع الجاى غير ودبلتى فأيدك
  • وهتعملها ازاى دى ؟
  • هاعملها .... باى شكل هاعملها ... معدتش هاخد وقت فى التفكير أو اتردد تانى خلاص
  • دا إنتا اتغيرت خالص
  • متغيرتش ولا إتهببت ... كنت جبان وباضحك على روحى بحجة إنى عاقل بس خلاص
وكانوا وصلوا لمدخل العمارة فافترقا كل فى طريقه لكليته ولدهشته لم يقابل أمجد سميرة على المحطة كالعادة لكنه لم يعر الأمر إهتماما فذهنه مشغول الآن عنها

.........................................................................................................​

وصلت منى لكليتها ولأول مرة ستحضرمحاضرة عامة ... هى متهيبة ولا تدرى كيف سيكون تصرفها لو قابلت ممدوح أو حاول أحد أصدقائه مضايقتها لكنها وجدت صديقاتها واقفات أمام باب المدرج وكأنهن ينتظرنها وبمجرد ظهورها إلتففن حولها يطرحن أسألة كثيرة عما سمعن أنه حدث بالأمس بينها وبين ممدوح فصمتت لا تدرى كيف تجيبهن وانقذتها اقرب صديقاتها

  • تعالى يا منى نقعد فى الكافيتريا .... لسة بدرى على ما تبدأ المحاضرة ... البنات هيحجزوا لنا مكان
وانفردت الصديقة بمنى فالفضول يقتلها لمعرفة حقيقة ما سمعوه عن صفعها لممدوح وعدم رده عليها أو حتى إعتراضه

  • إيه يا بت يا منى اللى سمعناه ده ؟ صحيح إنتى ضربتى ممدوح بالقلم فى وسط الكافيتريا امبارح ... الكلية كلها ملهاش سيرة غير الموضوع ده ... ده حتى بنت من سنة رابعة جت تسأل عليكى مش عارفة ليه
  • أه صحيح ضربته بالقلم
  • وعمل إيه خلاكى تضربيه بالقلم ؟ دا إنتو كنتوا الأسبوع اللى فات لسة زى السمن عالعسل ... مش كنتى بتقولى يا بت إنه بيحبك وإنتى بتحبيه
  • كنت فاكرة كده ... بس طلع أوسخ بنى آدم شوفته فى حياتى
  • ليه عمل ايه ؟
  • حاول يغتصبنى هو وصاحبه ولما هربت منه هددنى بالجوابات اللى كنت بابعتهاله والصور اللى اتصورتها معاه
  • يا نهار إسود ... إنتى بتتكلمى جد ؟ وعملتى إيه ؟
  • أنا معملتش حاجة .... أنا قلت لأمجد وهو اتصرف ... خد منه الحاجة وخلاه يعتذر لى وقالى أضربه بالقلم
  • أمجد مين ده يا بت ؟ أمجد جاركم ؟
  • أمجد حبيبى وخطيبى
  • نعم ؟ يا بت إنتى ماشية تحبى على روحك ؟ كنتى بتحبى واحد الإسبوع اللى فات وبتحبى واحد تانى الأسبوع ده ؟ وبعدين مش أمجد ده اللى كنت عمالة أحلفلك إن إنتى بتحبيه وهو بيحبك تقوليلى بنحب بعض زى الإخوات ؟ فجأة كده حبيتوا بعض ومبقيتوش إخوات؟
  • كنت مبشوفش يا صفاء ... كنت طول عمرى باحبه ومحستش غير لما شوفت حنيته وخوفه عليا .... أمجد ده يا بت حاجة كده ... مش لاقيلها وصف .... عارفة عمرى ما حسيت بالأمان إلا فى وجوده ... الحاجة الكويسة الوحيدة اللى الزفت ممدوح عملها فى حياته أنه عرفنى أنا باحب أمجد أد إيه
  • حنيته ؟ يا بت مش كنتى بتقولى عليه جلف مبيعرفش يتعامل مع البنات وإنه بيعتبرك واحد صاحبه
  • كنت حمارة ومبفهمش ... ده أرق و أحن وأجمل جنتلمان فى الدنيا ... احسن من رشدى أباظة وعمر الشريف
  • يخربيتك ... أول مرة اشوفك بالحالة دى يا بت يا منى .... كل ده فى الإسبوع اللى مجيتيش فيه الكلية ؟
  • ده أحلى إسبوع فى حياتى ... أول مرة اعرف أمجد أد إيه راجل .... عارفة يعنى إيه راجل؟
  • أنا مستغربة بصراحة اللى بتقوليه ده .... بس إزاى ضربتى ممدوح بالقلم وسكت كده ... ده محدش فى الكلية بيقدر يفتح بوقه معاه
  • وهو كان يقدر يفتح بوقه فى وجود أمجد ؟ ده بيترعب من إسمه
  • بيقولوا إن اللى كان معاكى خمس شبان شبه بعض .... هو أمجد كان معاه أخواته
  • إخواته إيه ؟ أمجد إخواته لسة صغيرين .... إللى كانوا معاه دول اصحابه ... زمايلنا هنا معانا فى سنة أولى
  • بس بيقولوا شبه بعض كلهم
  • لا شبه بعض ولا حاجة ... بس هما مختلفين عن باقى اللى معانا فى شكلهم ولبسهم
  • يعنى ضربوا ممدوح ولا عملوا إيه بالظبط
  • معرفش عملوا إيه .... هما خدوه ومشيوا ولما رجعوا لقيت ممدوح جاب الحاجة اللى عنده واعتذرلى وأمجد قالى أضربه بالقلم
  • شوقتينى أشوف أمجد ده
  • هتشوفيه أكيد لما نعمل الخطوبة .... رايح يوم الجمعة بورسعيد يتفق مع بابا
  • طب ياللا بينا بقى أحسن اصحاب ممدوح داخلين الكافيتريا ... مش هنعرف نعمل معاهم حاجة لو قلوا أدبهم علينا وسى أمجد بتاعك مش موجود
وبالفعل دخل للكافيتريا أربعة شبان ليأخذوا مجلسهم بالترابيزة المجاورة لمنى وصديقتها وقبل أن تتحرك منى وصديقتها تجد أصدقاء أمجد الأربعة يحيطونها وصديقتها

  • صباح الخير يا آنسة منى
  • صباح الخير كنا لسة فى سيرتكم .... دى صفاء صاحبتى .... ودول رفعت ، ايمن ، طايل ، أحمد زمايلنا وأصحاب أمجد ... تعالوا أقعدوا معانا شوية لسة بدرى عالمحاضرة
  • لأ إحنا هنقعد عالترابيزة اللى جنبكوا دى عايزين نراجع شوية
وفوجئت منى وصديقتها بالأصدقاء الأربعة يتجهون للترابيزة الجالس عليها أصدقاء أمجد ويطلبون منهم المغادرة بحجة أنهم يحتاجون تلك الترابيزة بالذات للجلوس وتوقعت منى وصديقتها أن هناك معركة ستدور لكنها فوجئت بأصدقاء ممدوح يغادرون بعد أن نظروا نظرة واحدة لوجوه هؤلاء الوحوش الأربعة التى تبدلت ملامح وجوههم فجأة من الطيبة الشديدة للقسوة الشديدة فغادروا فى هدوء دون حتى أن يحاولوا الإعتراض

  • ياللا بينا يا آنسة منى علشان نلحق المحاضرة
وقامت منى وصديقتها وساروا يتبعهم اصدقاء أمجد وبمجرد وصولهم المدرج فوجئت منى بإختفاءهم ولم تعثر عليهم عيناها وسط حشد الطلاب فعدد أفراد دفعتهم وقتها تجاوز الألف طالب بكثير

  • بت يا منى هم راحوا فين ؟
  • ماعرفش
  • طب هما اصلا جم منين ؟
  • معرفش برضه يا صفاء
  • هو أمجد شبه دول كده ؟
  • لأ ... أمجد كان القومندان بتاعهم فى المدرسة شكله لما بيقلب بيبقى أفظع من كده
  • إيه يا ختى ؟ قومندان ؟ يعنى إيه قومندان ؟
  • يعنى حكمدار
  • لا يا شيخة ؟ ويعنى إيه برضه حكمدار؟
  • معرفش .... هما قالوا لى إن قومندان يعنى حكمدار وخلاص .... هبقى اسأل أمجد يعنى إيه واقولك
  • طيب يا ختى ... وبتحبى أمجد ده ازاى ... ده أنا كنت خايفة أبص ورايا وهم ماشيين معانا
  • يا بت هما كده .... شكلهم الطبيعى طيب أوى بس لما بيقلبوا وشهم بيبقوا كده ... اخرسى بقى المحاضرة هتبدأ
وبدأت المحاضرة وانتهت وتلتها محاضرتين ومنى تشعر بأصدقاء أمجد دائما حولها لكنها لا تراهم إلا لو حاول أحدهم مضايقتها أو حتى التقرب منها فتجدهم حولها لا تعرف من أين جاءوا ولا أين اختفوا لكنها تشعر دائما أن هناك من يحميها وظلت طوال يومها تتمتم لنفسها " مش عارفة من غيرك كنت هاعمل إيه يا أ مجد .... يخليك ليا ويديم عليا نعمة حبك "

وبنهاية اليوم كانت صديقاتها أطلقن عليها وعلى حراسها إسم " منى وعفاريتها الأربعة "

أنهت منى يومها الذى يعتبر يومها الجامعى الأول الذى تحضره وعادت لمنزلها فرحة فاليوم ستشترى دبلة تحمل إسم أمجد تزين بها إصبعها بعد أيام لتقابلها أمها بحضن طويل

  • وحشتينى يامنى ... أم أمجد قالتلى إنها عايزانا ننزل النهاردة نشترى الدٍبْل ... مش كنتى إستنيتى موافقة أبوكى
  • هيوافق يا ماما ... متقلقيش ... طالما أمجد قال إنه هيوافق يبقى هيوافق
  • زى ما تحبى يا حبيبتى
  • طيب غيرى هدومك بقى زمانها مستنيانا ... وبلاش نظرة الزعل اللى فى عنيكى دى يا ماما ... قلتلك مش هابعد عنك حتى لما نتجوز
  • حاضر يا حبيبتى
  • طيب ياللا غيرى هدومك بقى زمان أم أمجد مستنيانا
وتتقابل منى وأمها مع أم أمجد ليذهبوا للصائغ القريب ... فلا داعى للذهاب لحى الصاغة فهى فقط دبلة ذهبية وأخرى فضية لا غير لكن منى كان يدفعها فضولها لمعرفة سبب رفض أم أمجد وجود أمجد معهم فأجابتها

  • علشان لو ابوكى لوعرف إن أمجد إشترالك الدبلة قبل موافقته ممكن يزعل لكن لما يعرف إن الستات هما اللى نزلوا اشتروها علشان فرحانين بيكوا مش هيقول حاجة
وعاد ركب السيدات للمنزل لتعرضن على أمجد وابوه ما اشترين والفرحة تقفز من عينى منى بعد أن أصرت أم أمجد أن تشترى لها خاتم صغير بما تبقى من المائتى جنيه ترتديه فوق الدبلة

إنفرد أمجد بمنى أخيرا فى غرفته وتشابكت أصابعهما كالعادة

  • هاطير من الفرحة يا أمجد
  • إفرحى وطيرى واعملى كل اللى عايزاه
  • ماما قالتلى إنك رفضت إنها هى وعم حسن يدفعوا تمن الدبلة وصممت إنها تسحب فلوسها من دفترك
  • ماهو مينفعش أول وردة أجيبهالك أكون سارقها وفلوس دبلة خطوبتك أكون سالفها
  • صحيح يا أمجد ... فيه بنت من سنة رابعة قابلتنى النهاردة وطلبت منى طلب ومعرفتش ارد عليها
  • بنت إيه ؟ وطلب إيه ؟
  • هى قالت لى إن ممدوح قواد وإنه بيتعرف على البنات ويمسك عليهم حاجات يبتزهم بيها ويخليهم بعد كده يناموا مع رجالة وياخد فلوس على كده
  • كمان ؟ أنا كنت شاكك فى كده
  • وهى طلبت مِنى أساعدها إنها تخلص من إبتزاز ممدوح ليها ... أنا قلتلها إنى هأسألك بس موعدتش إنك تساعدها .... بس علشان خاطرى يا حبيبى حاول تساعدها ... البنت صعبت عليا قوى .... جميلة وشكلها بنت ناس
  • يا بت قلت لك بلاش تتكلمى بالرقة دى .... مش هاعرف ارفض لك طلب ... على كل حال قابليها برفعت وهو هيتصرف
  • وانا هاقابلها برفعت إزاى وانا معرفش هو وباقى اصحابك بيختفوا فين وبيطلعوا منين ... البنات النهاردة سموهم عفاريت منى
  • هههههههههههههه ... خلاص هاتصل بيه النهاردة و اخليه يقابلك قبل المحاضرة بكرة
تلك المرة كان أمجد هو الذى يتوق لإحتضان منى فاحتضنها وكأنه يختطفها من على الأرض لكن بمجرد أن إستقرت بين ذراعيه أوقفته طرقات أمه على الباب

  • أمجد .... منى جاية تعبانة من الكلية ولازم تنزل تنام
  • حاضر يا ماما
وخرجت منى لتحتضن أمه وتهمس فى أذنها

  • كنتى سيبتبنا دقيقة كمان .... أول مرة يحضنى من غير ما أطلب
  • بس يا بت بلاش مياصة ... بكرة تشبعوا أحضان
ومر يومان على أمجد كأنهما دهر لا يتحرك ... كان يتعجل الوقت لمقابلة أبو منى حتى انه ايقظ اباه قبل الفجر بساعة للذهاب لموعد هو الأهم فى حياته

  • يابنى لسة بدرى .... الطريق بياخد 3 ساعات يعنى لو نزلنا من هنا الساعة 7 هنوصل قبل ما الراجل يوصل محله
  • معلش يا بابا ... نوصل بدرى أحسن ما نتأخرعليه
وبالفعل وصلا قبل وصول أبو منى لمحله ورحب بهما الرجل وهو يراهما منتظرين أمام المحل قبل حتى أن يفتح أبوابه ..... وبعد أن قدم لهما واجب ضيافتهما ولأنه مشغول دائما بعمله فإنه كان متعجل ليقضى لهما حاجتهما ... فهو لم يكن يعلم السبب الحقيقى لطلب ابو أمجد مقابلته

  • خير يا باشمهندس .... جايين تدورواعلى حاجة للعربية و لا جايين تشتروا لبس .... كل بورسعيد تحت أمركم
  • بصراحة يا أبو منى إحنا مش جايين نشترى حاجة .... إحنا طمعانين فى حاجة أكبر
  • طلباتكم أوامر ... أنا فضيت نفسى النهاردة ومش هاسيبكم غير لما تلاقوا كل اللى عايزينه
  • اللى إحنا عايزينه مش فى بورسعيد يا ابو منى ... اللى عايزينه فى مصر بس إنت الوحيد اللى تقدر تديهولنا
  • مصر ؟ طب ومقولتش ليه يا باشمهندس كنت جيت لكم انا
  • من الآخرأنا جاى طالب إيد منى بنتك لأبنى أمجد
لم يستطع الرجل إخفاء دهشته لكنه شعر مع الدهشة بفرحة ظهرت على وجهه ... فهاهى صغيرته قد كبرت وتقدم لها الشاب الذى تمنى هو دائما أن تكون من نصيبه

  • لا إذا كان الكلام كده يبقى نروح حتة نتكلم فيها ... إنتوا فطرتوا ولا لسه ؟... حتى لو كنتوا فطرتوا تفطروا تانى ... نفطر سوا ونتكلم ... هو اناهلاقى عريس لبنتى أحسن من الباشمهندس أمجد
واصطحبهم الرجل لأحد المطاعم الهادئة حيث اعاد ابو أمجد طلب يد منى من ابيها والذى بدا عليه أنه يريد سماع الطلب أكثر من مرة وكأنه يطرب بسماع الكلمات من فم أبو أمجد

  • بس مش إنت شايف إن لسة بدرى يا أمجد ... إنتوا لسة أول سنة ليكم فى الجامعة
  • ياعمى لا بدرى ولا حاجة ... وبصراحة أنا مش عايز منى تروح الجامعة غير وهى لابسة دبلتى فى إيدها ... محدش هايضايقها لما يعرفوا أنها مخطوبة واوعدك إنى هاشيل منى فى عنيا طول حياتى وعمرى ما هازعلها فى يوم ... أرجوك يا عمى إقبل طلبى
  • يابنى مش هلاقى لمنى عريس أحسن منك بس إنت ابن أصول وعارف إنى لازم آخد رأيها واسمع موافقتها بودنى
  • خلاص ياللا بينا ... حضرتك تسألها ونقرا الفاتحة
  • يابنى اصبر شوية ... عربيتى فى المينا بتجيب حاجات وقدامها ساعتين على ما ترجع ... وبعدين لازم منى وامها يعملوا حسابهم ويعرفوا إن انا جاى ... حتى يحضرولنا العشا نتعشى سوا بعد الفاتحة
  • خلاص ... أنا هاروح السنترال أتصل بماما أقولهم إننا جايين ... ولا أقولك ... هاقول لماما تحضر لنا غدا نتغدى كلنا سوا وبليل نقرا الفاتحة ونتعشى ونلبس الدِبْل
  • دِبْل إيه يا بنى ... مش لما اعرف رأى البنت نبقى نشترى الدِبْل
  • هى معلقة موافقتها على موافقة حضرتك ... انا سألتها... لوحضرتك وافقت أنا سايب فلوس لماما يروحوا يشتروا الدِبْل لغاية ما نروحلهم ..... نقرا الفاتحة ونلبس الدِبْل ... علشان بعد كده ماسيبهاش تركب مواصلات تروح الجامعة لوحدها ولما الناس تشوفنى باوصلها كل يوم ميقولوش حاجة
  • يابنى إنت عليك عفريت إسمه نلبس الدِبْل ... إهدا شوية البنت مش هتطير
  • يا عمى أرجوك ... مش عايز حد يبصلها غير ويلاقى دبلتى فى إيديها
  • إبنك مستعجل أوى يا باشمهندس .... مع إنى اعرف عنه أن كل حاجة بيفكر فيها كتير
  • فكرت فى كل حاجة يا عمى ... بص إحنا النهاردة نقرا الفاتحة ونلبس الدبل ونعمل الخطوبة فى أجازة نص السنة ....الأجازة 15 يناير إحنا نعملها يوم 14 هيكون يوم جمعة .....وأول ما أتخرج نكتب الكتاب .... ونتجوز أول ما أخلص جيش.....قولت إيه يا عمى ؟ موافق؟
  • هاقول إيه يا بنى ؟ عالبركة ... أول العربية ما ترجع أرجع معاكوا على مصر على طول
  • وليه نروح فى عربيتين ... حضرتك تيجيى معانا وتبقى ترجع فى السوبر جيت ... انا رايح أبلغ منى إنك وافقت على مانتوا تخلصوا فطار ونمشى فورا... هاقابلكم عند المحل ...هو السنترال اللى هنا فين ؟
ويتركهم ويخرج جرياً قبل حتى أن يسمع إجابة سؤاله ليسأل عن مكان السنترال وتكاد أعصابه تحترق فى إنتظار دوره ليتصل برقم أمه التى يعلم أن منى وأمها الآن بجوارها

بمجرد خروج أمجد يلتفت أبو منى لأبو أمجد ويبتسم فى سعادة

  • العيال كبرت يا حسن وحبوا بعض
  • من ساعة ما أتولدوا وهما مكتوبين لبعض ... مش انا خطبتها منك للواد من أول يوم إتولدت فيه
  • مبروك علينا النسب يا ابو أمجد
......................................................................................................​

وصل الأبوان مع أمجد أخيرا للعمارة و بمجرد وصولهم دخلوا لشقة منى وأمها بعد أن رفض أمجد حتى أن يغير ملابسه أو يزيل هو وأبوه غبار السفر عنهما قبل أن تتم قراءة فاتحته على منى حتى أن أبو منى طلب منه التريث حتى تستعد منى وأمها لإستقبالهم

  • يا بنى طب إطلع خدلك دش وانزل حتى البنت وامها يستعدوا
  • هما مستعدين يا عمى .... ريح بالى بس وبعد كده هاتريث و أتأنى وأصبر وكل حاجة إنت عايزها
ودخلوا للشقة حيث وجدوا الشقة مهيئة تماما للحدث وحتى باب الصالون مفتوحا فى إنتظار إتمام المراسم التقليدية التى أصبحت شبه مراسم رسمية فى إتمام زيجات هذا الوقت

دخل أمجد وأبوه يتقدمهم أبو منى مرحبا بهم واتخذ أبو أمجد وأبو منى مكانيهما متجاوران بينما جلس أمجد وحيدا على الكنبة فى إنتظار الخطوات التى شرحها له أبوه طوال طريق سفرهم لبورسعيد حيث جلس أبو منى منتفخا كأى أب فى إنتظار قراءة فاتحة إبنته بينما وقفت أم منى بجوار الباب منتظرة تعليمات أبو العروسة

  • إعملى لنا الشاى يا أم منى لغاية ما منى تجهز
وخلال دقائق كان الشاى أمامهم وكأنه كان معدا مسبقا والكل فى إنتظار أبو العروسة ليقول كلمته

  • بصى يا ام منى .... أمجد طلب إيد مُنى وانا وافقت بس مستنى أسمع موافقتها ... ناديها نشوف رأيها إيه
ومرت دقائق حسبها أمجد ساعات حتى ظهرت منى بين أمها وأم أمجد تتعثر خجلا فى مشيتها خلف امها بخطوة بينما امسكت بيد أم أمجد بشدة وكأنها تستمد منها قوتها لتسير

لم ير أمجد منى بتلك الروعة من قبل وقد تفننت أمه فى تزيينها بخطوط مكياج بسيطة تظهر جمال ملامح هذا الوجه الملائكى ترتدى فستان يظهرها كأميرات الأفلام الرومانسية ولأول مرة يراها بذلك الحذاء ذى الكعب العالى الرفيع يظهرجمال تلك السيقان التى زينها خلخال رقيق

نظر أبوها إليها فى إعجاب شديد وفخر بجمال إبنته وهو يراقب تأثير تلك الجميلة على أمجد وأبوه اللذان لم يستطيعا رفع أعينهما عنها صمت الأب قليلا يستمتع بلحظته ثم وجه حديثه لمنى

  • يا مُنى أمجد طلب إيدك مِنى .... أنا وافقت ... مش هلاقى أحسن منه أآمن عليكى معاه ... إيه رأيك ؟
  • إللى تشوفه يابابا
  • يعنى موافقة ولا مش موافقة ؟
  • قلت لحضرتك إللى تشوفه
  • لازم اسمعها منك بودنى
  • موافقة يا بابا
قالتها منى وجرت خجلة تختبئ فى غرفتها بينما انطلقت زغرودتان تتنافسان فى طولهما من أم أمجد وأم منى كانت أم منى تزغرد والدمع ينسال من أعينها وظن الجميع أنها دموع فرحة أم بخطبة وحيدتها لكنها كانت تزغرد وتشعر بقلبها يتمزق .

وتتسلل أم أمجد لغرفة منى لتجدها جالسة على طرف فراشها تحتضن وسادة أمجد وهى غارقة فى خجلها

  • إيه يا بت مالك
  • مكسوفة يا ماما .... فرحانة .... حاسة إن رجليا مش شايلانى
  • لااااأ .... إمسكى نفسك كده .... دانتى لسة هتقومى تعملى القهوة اللى هيشربوها قبل ما يقروا الفاتحة ؟
  • قهوة ؟ بس أنا مبعرفش اعمل قهوة ... بتطلع من غير وش
  • يخربيتك .... مقولتيش ليه يا بت كنت علمتك تعمليها إزاى .... قدامى عالمطبخ .... إنتى امك معلمتكيش أى حاجة خالص كده؟
........................................................................................................​

عادت منى لغرفة الصالون تحمل فناجين القهوة التى صنعتها بالطبع أم أمجد على صينية مذهبة لتضعها وتجلس بجوار أمجد يكاد شعورها بالخجل يقتلها حتى إنها لا تستطيع رفع وجهها لتنظر لأمجد الذى كان يتوق للنظر فى عينيها ليعرف ردة فعلها على نجاحه فى تحقيق وعده لكن نظرة واحدة من أبيه جعلته يتصنع الخجل لتتم قراءة الفاتحة وتنتقل الأسرتين لشقة أمجد وأسرته لتناول الغداء بعد أن طلت كل الجارات من أبوابهن يشاركن الفرحة بزغاريدهن فبمجرد سماع الزغرودة الأولى توقع جميع من يقطن بعمارتهم ما حدث من خطبة أمجد لمنى ... حتى جارة منى الحاقدة على أمها و التى تراقب شقتها دائما شاركت بزغاريدها فالجميع حتى هى يحب هذا الثنائى الذى يمثل أحلامهم فالكل شعر وقتها أن الأحلام يمكن أحيانا تتحقق

وتم وضع الخطوط النهائية للزواج وحل أكبر عُقدِه حيث أصر أبو منى على أن يتم الزواج فى شقتهم ولم يُلزِم أمجد إلا بشراء غرفة نوم ستكون مكان غرفة منى .... فأمها لا تستطيع الإبتعاد عنها

كم كان طيب هذا الرجل ... فلم يكن يعرف أنه سيضع الوقود جوار النار ... فنار زوجته بات لا يطفئها إلا أمجد ولا يزيدها إشتعالا إلا وجوده

بعد العشاء إستعد العروسان للحفل الصغير حيث إرتدى أمجد البدلة الوحيدة التى يملكها وأهداه أبوه رابطة عنق جديدة كان يدخرها لنفسه بينما إستغرقت أمه فى تزيين العروس الرائعة الجمال وأهدتها فستان كانت قد صنعته لها دون أن تخبرها طرزته على مدى شهور وبدت فيه تلك الرقيقة فعلا كأنها أميرة خرجت من أحد أفلام الرسوم المتحركة

لم تكن حفلة بالمعنى المفهوم لكن باب الشقة ظل مفتوحا لمدعوين لم يدعهم أحد فبخلاف الأسرتين الصغيرتين كان من المفترض ألا يحضر سوى صفاء صديقة منى وأصدقاء أمجد الأربعة لكن الشقة اكتظت بالجيران والجارات اللاتى أتوا ليشاهدوا جمال تلك الأميرة وحتى ثابت صبى القهوة ترك عمله وذهب ليهنئ أمجد فهو يشعر بأن له دور فى تلك الخطبة وإن كان لا يعرف ما هو إلا أنه يشعر بأنه قد رد بعض الجميل لهذا الشاب الذى أنقذه يوما من علقة كان سيتلقاها على يدى معلمه

إنتهت الحفلة خلال ساعتين فقط وانصرف كل المدعوين وأضطر أمجد لترك جميلته لإن أباها يريد بالطبع أن يستريح ويجب أن يكون هوغدا فى كليته بعد أن يوصل منى لكليتها فقد تعاهدا مع أسرتيهما بألا تؤثر تلك الخطبة فى دراستهم ولا وقت ليضيع ويجب أن يتخرجا دون اى تخلف كشرط لإتمام زيجتهما

.......................................................................................................​

إنتظر أمجد قليلا بعد أن غير ملابسه وتسلل للصالة حيث إصطحب التليفون لغرفته ليطلب حبيبته التى هى الآن خطيبته لترد سريعا

  • وحشتينى يا قردة .... تصدقى ؟
  • وانت كمان وحشتنى .... أول ما ماما وبابا دخلوا أوضتهم أخدت التليفون معايا .... كنت عارفة إنك هتكلمنى
  • غيرتى هدومك؟
  • قلعت ولسة ملبستش
  • يعنى إنتى دلوقتى قالعة هدومك كلها ؟
  • أه .... كلها كلها ... لسة ملبستش حاجة
  • وهتلبسى إيه ؟
  • هلبس بيجامتك
  • بس؟
  • أه بس .... لما بلبس بيجامتك مش بلبس تحتها حاجة
وقبل أن ينطق بجملته التالية فوجئ بطرقات أمه على الباب

  • أمجد .... نام وسيب منى تنام ... عندكوا كليات الصبح .... هات التليفون علشان عايزة اكلم عمتك
  • حاضر ياماما .... تصبحى على خير يا منى ... شكرا يا ماما ... بس دى خطيبتى عادى يعنى ومن حقى اكلمها
  • إتكلموا الصبح وانت بتوصلها ... إصبروا الكام ساعة دول
وبالفعل أخرج أمجد التليفون لأمه التى كانت تقف على الباب لتهمس له

  • لو حد فيكوا سقط سنة واحدة كل ده هيبوظ .... ركز فى مذاكرتك .... كليتك مش سهلة وخليها هي كمان تركز وبطلوا محن
  • حاضر يا ماما هنبطل محن ... بس احنا كنا قبل ما نتخطب كنا بنتكلم عادى بالساعات
  • قبل ما تتخطبوا حاجة ودلوقتى حاجة تانية.... إنت إلتزمت بكلمة مع ابوها ولازم تكون راجل وتنفذها ... واهو أبوك قالك تاخد العربية كل يوم توصلها الجامعة وترجعها وهيبقى عندكوا وقت كفاية ... وبعدين يا روح أمك إنت عمرك ما سألتها قبل ما تتخطبوا قالعة إيه وهتلبس إيه ... تصبح على خير يا روميو
  • دانتى بتتصنتى علينا من زمان بقى .... تصبحى على خير يا حضرة الناظرة ... إلحقى بقى عم رشدى أباظة قبل ما ينام
حاول أمجد يومها أن ينام لكن شعور الفرح الذى إنتابه لم يترك له فرصة ليغفل وبمجرد شروق الشمس جرى للصالة ليكلم حبيبته فلم يجد التليفون وتتبع السلك حتى باب غرفة أبيه ودق الباب دقات خفيفة ليجيبه صوت أمه

  • عايز إيه يا أمجد عالصبح
  • عايز التليفون يا ماما أصحى منى علشان نجهز .... إنتوا مش رايحين الشغل النهاردة ؟
  • لأ مش رايحين .... تعبانين من ليلة إمبارح
  • ماشى يا حضرة الناظرة ... العريس والعروسة رايحين جامعتهم وأهاليهم هما اللى بيستريحوا
وواربت أمه الباب قليلا لتناوله التليفون فالتقطه

  • طبعا إنتوا مش هتقوموا قبل الضهر ... وانا والعيلين الغلابة اللى جوا هننزل من غير فطار
  • ماهو خطيبتك هتفطرك يا ممحون ... إجرى يا خويا إتطمن عليها يكون عفريت خطفها ولا حاجة فى الكام ساعة دول ... خِفّوا المحن اللى إنتوا فيه ده شوية
وأغلقت الباب خلفها وابتسمت قبل أن تعود لفراشها وتحتضن حبيبها الذى كان يتابع حديثها مع ابنهما مبتسما

إبتسم أمجد وهو يتجه لغرفته فهو يعلم بأن أباه وأمه قد قضيا ليلة حافلة وربما سيكملون حفلهم بعد خلو الشقة عليهما ... و طلب رقم منى فورا

  • صباح الخير يا قمر .... وحشتينى
  • إيه ده؟ قمر؟ إيه الرقة دى عالصبح يا حضرة الصول ... إتغيرت يا حبيبى
  • باقولك إيه ... أمى لسة قايلالى بلاش محن ... هنفطر سوا النهاردة ؟
  • طبعا .... أنا جهزت الفطار من بدرى ومستنية تليفونك علشان البس
  • طيب ألبسى ونتقابل كمان نص ساعة ... عايز الحق أقعد معاكى شوية
  • طب بص ... ممكن ألبس فستان النهاردة واحط مكياج خفيف كده ؟ أكيد صفاء نشرت الخبربين البنات ومش معقول البنات يشوفونى أول يوم مخطوبة ولابسة بنطلون وبلوزة ... يفرحوا بيا حتى ويفرحونى
  • ماشى .... بس النهاردة بس ... بعد كده مافيش فساتين تانى
  • لأ .... هو النهاردة بس ... سلام بقى علشان الحق البس
والتقى العاشقان أخيرا أمام باب منى ... نظر إليها أمجد منبهرا فهو يشعر أنها تزداد جمالا كل يوم ... بل كل ساعة ... كان يحتضنها بعينيه وكانت تهيم فى وجهه

  • صباح الخير يا ااا....
  • يا إيه ؟ ماتنطق
  • مش عارف .... مش لاقى كلمة مناسبة اقولها للقمر اللى شايفه ده ... مفيش كلمة توصف اللى انا شايفه أو اللى حاسس بيه
  • إيه الرومانسية دى كلها .... مانت بتعرف تقول كلام حلو أهو
  • إيه الخلخال اللى لبساه ده يا بت ؟ إحنا قلنا فستان ومكياج بس ... لكن خلخال لأ
  • قلبت بسرعة كده .... خلاص يا حبيبى ولا يهمك .... وآدى الخلخال أهو
وانحنت لتخلع الخلخال من ساقها وهو يراقيها بإعجاب ... فرشاقتها وأناقة إنحنائتها لم يكن ابدا يتوقعها رغم أنه كان يعتقد أنه يحفظ كل حركاتها

خلعت الخلخال وناولته له قبل أن تعتدل وهى تنظر فى عينيه

  • خد خليه معاك علشان ميضعش منى فى الجامعة
  • لأ خليه معاكى ... أنا واثق إنك مش هتلبسيه بعد ما أسيبك
  • أمجد
  • نعم
  • بحبك
  • وانا كمان .... ياللا بينا علشان منتأخرش
وتأبطت ذراعه أثناء نزولهما ربما لأول مرة فى حياتهما ليحتك ذراعه بصدرها مشعلا فى جسدها شعورا جديدا عليها لا تعرف له إسم

فتح أمجد باب السيارة القديمة لتجلس منى ويغلق الباب ويأخذ مكانه على مقعد القيادة وبمجرد تحرك السيارة تضع منى يدها على يده التى تمسك عصا نقل الحركة لتشتبك أصابعهما ويتحكم أمجد بعجلة القيادة بيسراه فقط ... فهو لن يترك تلك الفرصة ليشعر بأنامل حبيبته وكفها الذى يستكين فى كفه ... إعتاد أمجد من يومها على القيادة بيسراه فقط فيده اليمنى مشغولة بما هو أهم ولم يغير تلك العادة إلى الآن حتى بعد أن تحول من أمجد إلى " الباشا "

توقف أمجد قريبا من باب الجامعة ويبدآ فى تناول إفطارهما وتمر بجوارها بعض زميلاتها المبكرات فى الحضورليلحظنها وهى لا تلاحظ شيئا فعيناها معلقتان بأمجد

  • أبويا وأمى امبارح يا أمجد كانت ليلتهم إيه .... فلة
  • إنتى بتتصنتى على ابوكى وامك يا بت ؟ عيب كده
  • لأ مكنتش باتصنت ... طلعت ارجع التليفون الصالة وسمعت صوت أمى .... هو احنا لما نتجوز صوتى هيبقى عالى كده لما نبقى مع بعض؟
  • يا بت عيب كده قلتلك .... لما نبقى نتجوز نبقى نشوف ...وبعدين انا مش هسيب صوتك يعلى ... شفايفك هتبقى مشغولة بحاجات تانية
  • إنت قليل الأدب يا أمجد
  • أنا اللى قليل الأدب برضه ... ياللا بقى روحى على محاضراتك ... خدى بالك من نفسك وهستناكى هنا الساعة 3
  • حاضر يا حبيبى ... خد بالك من نفسك ... سلام
وينطلق أمجد لكليته ويصل قبل موعد محاضرته الأولى بوقت طويل حتى أنه حينما وصل للمدرج كان عمال النظافة يغادرونه للتو فيأخذ مكانه المعتاد ويفتح كشكول محاضراته ليراجع المحاضرة السابقة سريعا ليقطع تركيزه صوت سميرة الهادئ

  • صباح الخير يا أمجد ... جاى بدرى كده ليه
  • صباح الخير يا سميرة ..... بابا سابلى عربيته آجى بيها الكلية علشان ماضيعش وقت فى المواصلات
.......................................................................................................​

توقفت سميرة عن ركوب الأتوبيس منذ إسبوع بعد أن لاحظت أمها البلل على أحد كلوتاتها التى تخلعها بمجرد عودتها لمنزلها ... فقد كانت سميرة معتادة على تغيير كيلوتها بمجرد عودتها من الخارج منذ صغرها وكانت دائما ما تغسله بمجرد خلعه إلا أنها فى هذا اليوم تركت كيلوتها قبل غسله لانها نسيت إصطحاب آخر بديلا له وصادف خروجها دخول أمها لتلاحظ هذا البلل فتوقعت أنه بسبب إحتكاك ابنتها بآخرين فى المواصلات فأصرت بعدها أن يصطحبها أبوها للكلية قبل ذهابه لعمله بسيارته ويعود لينتظرها ويعيدها معه وهكذا كانت سميرة تصل مبكرا لكليتها .

كان إنزعاج سميرة من إستثارتها قد تلاشى وتحول لإستمتاع بهذا الشعور الذى تشعر به وأحبت شعور بللها الذى يحدث لها عند إحتكاكها بأمجد حتى أنها اصبحت تتعمد إلصاق فخذها بفخذه فهو على كل الأحوال لا يشعر بهذا الإحتكاك أو أنه يعتبره شئ طبيعى فى ظل إزدحام المدرج بالجالسين فلم تر منه أى تغير فى طريقة معاملته حتى بعد أن قل تحفظه فى التعامل معها ومع باقى صديقاتها وأصبح يتضاحك معهن فى الأوقات القليلة التى يقضيها بصحبتهم فلا مانع إذاً من الحصول على تلك المتعة الصغيرة والتى هى كل حظها فى الحصول على متعة جنسية ما وهى واعية ... فهى ورغم أحلامها الجنسية الكثيرة لم تجرب حتى مداعبة نفسها .

كان شعور إنجذابها لأمجد هو الشعور الذى يزعجها فهى كلما حاولت مقاومة هذا الشعور بالإنجذاب تجد نفسها تنجذب إليه أكثروتبلغ سعادتها منتهاها عندما تنفرد به بعيدا عن باقى صديقاتها فإنها تشعر معه رغم تحفظه بشئ ما لا تدرى ما هو لكنه إحساس يسعدها حين تكون وحدها مع هذا الشاب الخجول الذى لم تضبطه لمرة واحدة ينظر إليها أو لأى من زميلاته متطلعا لما يتطلع له باقى زملائها الشبان الذين يقفز دائما الشبق من أعينهم ودائما ما يتطلعون لتلك المؤخرات والسيقان بنظرة نهمة وكأنهم يعرون الفتيات بأعينهم الجريئة التى لا تعرف الخجل

لم تلاحظ سميرة الدبلة الفضية التى زادت على إصبع أمجد فقد إختفت تلك الدبلة الرفيعة أسفل خاتمه لكنها لاحظت تغير ما فى وجه أمجد فشعور السعادة الذى يظهر على وجهه اليوم لم تعهده عليه من قبل فهو من أول يوم رأته فيه وهى تشعر بأنه دائما مهموما بشئ ما ولم تسأله من قبل عن سبب نظرته المهمومة ولن تستطيع سؤاله عن سبب نظرة السعادة فى عينيه . فهم وإن كانوا فى حكم الأصدقاء إلا أن صداقتهم لم تكن لتسمح لهم بعد بالحديث فى أمور تعتبرأمور شخصية فهى إلى الآن لا تعرف عن حياته خارج أسوار الكلية غير إسمه ومهنة والده وغير أنه يسكن بشارع قريب من شارعهم

..........................................................................................................​

عاد أمجد ومنى لبيتهم وحكى كل منهم للآخر تفاصيل يومه خلال الطريق وأصبحت رؤيتهم سويا سواء فى سيارة أبو أمجد أو فى الشارع وهو يمسك بيدها أو تتأبط ذراعه شيئا عاديا لن يثير لغطا فهم خطيبان الآن بصفة رسمية ولن يستطيع أى شخص التقول عليهما

مرت أيام سعادة لم تنقطع فيها منى عن تواجدها الدائم بعد عودتها من كليتها ملتصقة بأم أمجد تتعلم منها كيف تكون زوجة وتتعلم منها كل ما تستطيع تعلمه لإسعاد أمجد لكن أصبح باب غرفة أمجد لا يغلق عليهما سويا مع مراقبة الأم لهما فهما الآن يستذكران دروسهما فى نفس الغرفة كما كانوا يفعلون دائما رغم إختلاف طبيعة دراسة كل منهما عن الآخر وإختلاف الغرفة ... فوجودهما معا يشعل فى روحهما شيئا ما يدفعهما للتفوق

لكن كانت الأم تترك لهما بعض المساحة أحيانا وتتصنع الإنشغال بعيدا عن باب الغرفة المفتوح ليحظيا بدقائق من تشابك الأصابع وأحيانا لإحتضان سريع .

مر الإسبوع سريعا وبنهاية الأربعاء حدث حادث بأحد معامل كليه الهندسة التى يدرس بها أمجد وتم إغلاق مبنى المعامل حتى إنتهاء التحقيقات وهكذا فإن اليوم التالى بالنسبة لأمجد هو يوم إجازة يستطيع فيه التفرغ لإنهاء ذلك الرسم المطلوب تسليمه الأحد القادم لقسم العمارة قبل أن يعيد منى من كليتها ويستطيع قضاء وقت أطول مع محبوبته التى تشغل قلبه وتملك عليه قلبه . فمساء الخميس هو الذى سُمِح لهما فيه أن يتجالسا كخطيبين دون مذاكرة وهو المساء الذى ستتشابك فيه أصابعهما دون خوف من لوم الأم التى تراقبهما دائما

كان أمجد وهو يرسم تلك اللوحة "التى غيرت مجرى حياته فيما بعد " ترن فى أذنيه كلمات الدكتور إبراهيم

  • علشان تكونوا مصممين متميزين لازم تحرروا أذهانكم من كل اللى شوفتوه من تصميمات سابقة ... إنت ممكن تطلّع بلان ممتازة لو ذهنك إلتزم بالعادى ... لكن مش هتكون مميز إلا لو طلعت حاجة محدش يتوقعها ... حرروا عقولكم ... حرروا عقولكم ... حرروا عقولكم
إستغرق فى رسمه ولم يدر بالوقت يمر وأنهى رسمه ووقف يتأمله بفخر ولم يشعر إلا وأمه تقف خلفه

  • إيه ده يا أمجد ؟ إنت مرحتش كليتك ليه ؟
  • مبنى العملى حصلت فيه مصيبة إمبارح وقفلوه .... والنهاردة ما عنديش نظرى وصّلت منى وقلت أرجع اخلص البلان ده .... إيه رأيك
  • أنا مبفهمش طبعا حاجة فى الرسومات المعقدة بتاعتكم دى بس شكله حاجة روعة ... هى منى هترجع لوحدها ؟
  • لأ ... هاروحلها الساعة 4 أجيبها
  • طيب يا حبيبى .... حماتك قابلتنى عالسلم وعايزاك تغيرلها الأنبوبة ... شافت العربية مركونة تحت البيت وعارفة إنك هنا
  • حاضر .... هاعدى عليها لما أجيب منى وأغيرلها الأنبوبة
  • يادى المحن اللى فاقع مرارتى .... هو تغيير الأنبوبة كمان محتاج فيه منى ؟ منى هتسند إيدك أظن وانت بتغير الأنبوبة .... يا واد دى حماتك .... يعنى لازم تحايلها وتشيلها فى عنيك زى امك علشان متقلبش عليك وتخلى البت تكشر فى وشك .... إنزل يا واد غير الأنبوبة خلى الولية تخلص اللى وراها وتعمل الغدا قبل ما البت ترجع من كليتها
  • حاضر يا ماما .... هاغسل إيدى وانزلها
لم يدر بذهن أمجد أى مما قد يتخيله البعض قد دار... فهو من ناحية يشعر بأنه روض وحش الشبق بداخله تماما وحبسه خلف قضبان حبه لمنى ومن ناحية أخرى فعلاقته مع أم منى خلال الأيام السابقة رسّخت فى ذهنه إنها بالفعل تناست شكل علاقتهما السابقة وباتت تعامله كإبنها وخطيب وحيدتها دون أى تجاوز.

دق أمجد جرس شقة خطيبته لتفتح له حماته بملابس البيت .... فلا داعى الآن للإختفاء تحت عبائتها ... فهو خطيب إبنتها ولا حرج فى أن يراها ترتدى مثل هذا الجلباب المنزلى ولا خوف إن رأتها جارتها تستقبل أمجد فى بيتها فهو خطيب إبنتها وهو الآن رجل هذا البيت فى غياب الأب

كانت المرة الأولى لأمجد التى تقع عينه عليها ترتدى مثل ذلك الجلباب .... فدائما كانت تستقبله بالعباءة السوداء ترتدى تحتها ملابس فاضحة تكشف مفاتنها أو .... لا ترتدى تحتها شيئا على الإطلاق

كان جلباب ضيق بدون أكمام يضغط ثدييها فيظهر إنتفاخهما من فتحة صدره العريضة ويظهر إرتفاع مؤخرتها وفلقاتها المنفصلة المرتفعة .... وتفاصيل ما ترتديه من ملابس داخلية مرسومة عليه تظهر من أسفل قماشه الأبيض المنقوش وطوله الذى يصل بالكاد لركبتيها يظهر جمال تلك السيقان الملفوفة اللامعة التى لا ينافس جمالها إلا سيقان إبنتها منى

ها هو الوحش يطل براسه من بين القضبان لكنه لم يستطع الخروج من خلفها

  • خش يا أمجد .... معلش هتعبك يا بنى
  • تعبك راحة يا ريرى .... مافيش أى تعب
ويتجه بخطوات سريعة نحو المطبخ ويرفع الأنبوبة ليجدها بالفعل فارغة فيطمئن باله تماما ويسخر من ذلك الوحش الذى كان يحاول الهروب

وينتهى سريعا من تغيير الأنبوبة ويجلس على ركبتيه لإختبار عدم تسرب الغاز لتناوله أم منى الثقاب فتلمس أصابعه كفها لمسة شعرمعها بحرارة شديدة تنبعث من يدها لتمتد وتشمل جسده فيرفع عينيه ليجد أمامه تلك السوة المنتفخة وهاهو الوحش الذى كان يسخر منه متمثلا أمامه يضحك فاتحا شدقيه مظهرا أنيابه ولا يستطيع مقاومته فينقض مقبلا تلك السوة وأم منى تهمس له

  • لأ يا أمجد ... بلاش أبوس إيدك ... مش هينفع
كانت تتحدث بلسانها بينما يدها تدفع رأسه لتغوص أكثر فى لحمها ويده تمتد لترفع تلك الجلابية ليظهر تحتها كيلوت اسود صغير يدارى بالكاد شفرى كسها لينتفخ الوحش ويملأ فراغ المطبخ حولهما فيرفعها أمجد ويضعها على طرف ترابيزة المطبخ ويمد يديه ينتزع ذلك الكيلوت بسرعة ويدفن وجهه بين تلك الأفخاذ التى طالما أحب ملمسها وهى تفرج فخذيها بينما تستمر فى الهمس

  • مش قادرة يا أمجد ... حرام عليك ... طب بالراحة ... مش قادرة استحمل
لم يعد أمجد يسمع شيئا من همساتها فهو الآن يلتهم فخذيها لعقا وتقبيلا وعضا وقد تقمصه الوحش تماما ولا يرى أمامه إلا تلك الأنثى التى تفتحت مدارك رجولته عليها تمتطى زبره منذ البلوغ

لم يتوقف أمجد حتى وصل وجهه لكسها المبتل تماما والذى عشق رائحته منذ صباه فدفن أنفه وشاربه بين شفريها يفرك كل ما بينهما بوجهه بينما شفتاه تمتص زنبورها المنتفخ ترضعه وقد أستسلمت هى تماما لشهوتها ووضعت يدها على فمها بينما تقذف ماءها غزيرا تكتم صوتها وهو لا يرحمها ولا يشبع من إبتلاع كل ما يخرج منها وقد غاصت اصابعه فى لحم فخذيها حتى أنهت قذفتها واستطاعت أخيرا أن تتحدث وهى تنهج

  • مش هينفع هنا .... الصوت هيسمّع فى المنور وهتبقى فضيحة .... نروح الأوضة
فيقف أمجد ويلف ذراعيه حول خصرها وتلف هى ساقيها حوله ويديها حول رقبته وزبره المنتصب أسفل ملابسه يفرك كسها فيزيدها إشتعالا فوق إشتعالها ليصلاغرفة نومها ويغلق الباب بقدمه ويجلسها على طرف السرير ويرفع جلبابها الذى إنحسر حتى وسطها ليخلعه ويلقيه بعيدا و بينما تمتد يديها تخلع عنه بنطاله وما تحته يحاول فتح سوتيانها ويفشل أكثر من مرة فيمد يده الى ثدييها يعتصرهما اسفله بينما هى تحرر نصفه العلوى من قميصه الذى يرتديه ولا يرتدى تحته شيئا وفى النهاية يجذب جانبى السوتيان ليتمزق وينطلق منه ثدياها المرتفعين الذى يعشق هو حلماتهما فينقض عليهما يمتصهما بداخل فمه واحدا تلو الآخر بينما يده تغوص بين شفرى كسها تفرك كل ما بينهما وتنطلق قذفتها الثانية سريعا وتنام على ظهرها بينما قدماها لا زالتا على الأرض فيرفع ساقيها ويدير جسدها فيستوى جسدها على السرير فيتسلق السرير ويضع ركبتيه حول رأسها ويميل بجسده فوقها ليصبح وجهه أما كسها فتلتقم زبره بفمها ويدها وترفع ساقها وقد فتحتهما لأقصى ما تستطيع ويعود لإلتهام كسها بينما يديه تفتح فلقتيها بشدة ويدفع إصبعه لداخل شرجها فيجده جافا فيأخذ من بلل كسها قدر ما يستطيع ليقتحم إصبعه هذا الشرج الذى لم يمسه غيره فتتأوه آهة سريعة لكن زبره الذى يملأ فمها يمنع صوتها من أن يرتفع وهى تقذف قذفتها الثالثة التى يعلم أن قذفها بعدها يتواصل دون فواصل فينتزع زبره من فمها ويدير جسدها لتنام على بطنها ويجلس بين فخذيها المفتوحين ويرفع وسطها بيديه فترتكز على ركبتيها بينما كتفيها يلامسان الوسادة وتمد يديها تفتح بهما فلقتيها فهى تعلم أن هذا هو وقت إقحام زبره فى كسها وبالفعل يقحم زبره كاملا قينزلق بسهولة لآخره ويمد يديه حتى تصلا لثدييها يعتصرهما إعتصارا بينما يحرك وسطه ليدخل زبره ويخرجه بكسها بحركات سريعة وهى تحاول كتم تأوهات شبقها المرتفعة بوسادتها وحين يترك ثدييها تعلم بأن موعد شرجها للتمتع قد حان فتزيد من فتح فلقتيها ليمسك هو بزبره الغارق تماما بمائها ليدفعه بهدوء بداخل شرجها حتى آخره ويبقيه قليلا ثم يتحرك ليخرجه خارجا ثم يدفعه لكن تلك المرة بكسها فتشهق كعادتها شهقة تتبعها شخرة ليعيد إدخاله فى خرم طيزها ويتوالى إدخال زبره وإدخاله بين الخرمين وهى لا تتوقف عن القذف ولا عن إنقباض عضلات شرجها ومهبلها وإنبساطها حتى يأتى الوقت الذى يرتفع فيه صوت تنفسه وصوت زئير الوحش بداخله فترخى شرجها قدر إستطاعتها ليقحم فيه زبره ويضغط عليه بكامل قوة جسده لينفجر بركان منيه داخلها وكالعادة يميل بجسده على جسدها يحيط صدرها بذراعه حتى يرتخى عضوه ويجذبها وينام خلفها حتى يهدأ وتهدأ وفلقتيها تحتضن زبره المرتخى بينهما

.......................................................................................................​

قد يكون من المناسب أن تكون الفقرة التى تلى الممارسة الجنسية بين أمجد وأم منى تتحدث عن ندمهما بعد الجريمة التى إرتكباها بحق الرقيقة منى

لكن الحقيقة أننى لم أستشعر من الباشا خلال حكيه أى نبرة ندم أو أرى على وجهه أى ملامح تدل على ندمه بعد تلك الواقعة

ربما يكون الندم فى تلك الحالات موجودا بين صفحات القصص الخيالية لكنى بعد أن سمعت من الباشا حكيه كدت أقتنع أن الندم بعد مثل تلك الممارسة الجنسية غير موجود بالحقيقة أو على أرض الواقع فقصة الباشا حقيقية فى معظمها والخيال بها قليل

لآ أكذبكم القول قرائى أنى كرهت الباشا بعد ما حكى تلك الجريمة ... فأنا مثلكم أحببت منى وأكره أن تتم خيانتها وأن تكون تلك الخيانة بين أكثر إثنين أحبتهما

لم أستشف من الباشا بعد هل ندم فيما بعد أو كيف كانت حياته وهو يحمل فى رقبته مثل تلك الخيانة

قد أكون أُحب منى أكثر منكم قرائى فأنا أعرف منى الحقيقية وأعرف رقتها وأعرف أنها لا تستحق أن تُخان

دعونا ننتظر باقى حكىّ الباشا فأنا الآن رغم أنى أكرهه إلا أنى أتوق لمعرفة باقى القصة

الجزء السابع

مقدمة

عندما بدأ الباشا فى حكى الجزء السابع كنت أحمل له الكثير من البغض.... لكن عندما استكمل الحكى تحول شعورى للدهشة

فعندما استفسرت منه عن كيفية شعوره بعدم الندم أو حتى بتأنيب الضمير بعد إستمرار علاقته بأم منى أجابنى بقول قاطع :

الشعور بالندم فى العلاقات المشابهة موجود فقط فى القصص والأفلام لكن غير موجود بأرض الواقع ودلل لى على صحة قوله بعدد من العلاقات المماثلة أعرفها ويعرفها ومنها ما نشر خلال أعوام على صفحات الإنترنت (بعد إبتكارها) وبأن أم منى شرحت له مرارا أن علاقتها به محددة فقط كإشباع جنسى لكنها كأى زوجة وأم لا تحب إلا زوجها و لا تحرص على شئ مثل حرصها على سعادة إبنتها

أما أمجد وقتها فقد كانت لايزال فى طور المراهقة وكانت منى وأمها تكملان له له نفس الشخصية فقد تفتحت أعين بلوغه أول ما بلغ على أن منى رفيقته وتؤام روحه وأمها مصدر اللذة الجنسية وقد يكون ذلك سبب تأخره فى إكتشاف حبه لمنى

تعجبت مثلما قد يتعجب الكثيرون وتمنيت أن يكون فى باقى حكيه ما يشبع فضولى

.....​

فى هذا الجزء قد يجد بعض القراء شئ من المصطلحات الهندسية وقد حاولت شرح بعض معانيها خلال الكتابة وسيفهم القارئ بالتأكيد معناها لكنى رأيت أن أشرح معنى كلمة (بلان) التى تكررت كثيرا ... فالبلان ماهى إلا اللوحة التى يرسمها عادة المهندس يوضح فيها تفاصيل تصميمه الهندسى بخطوط وأرقام يفهما مهندس آخر سيقوم بتنفيذ ذلك الرسم على أرض الواقع ويجمعها المهندسين فى مصر بكلمة بلانات

أما المقصود بكلمة scale فهو مايعرف بمقياس الرسم لكل عنصرمن عناصر الرسم الهندسى وكان يمثل ضبطه فى الرسومات الهندسية كابوس للطلاب المبتدئين قبل إبتكار أنظمة الرسم بالكومبيوتر

أما كلمة سكشن فهو يعبر عن حصة الدروس العملية بين طلاب الجامعات فى مصر حيث يتم تقسيم طلاب الدفعة لمجموعات ويطلق أيضا على تلك المجموعة إسم سيكشن وتميز برقم ويجمعها الطلبة والأساتذة فى مصر بكلمة سكاشن

يوجد أيضا إشارة صغيرة لفيلم Saturday night fever” “ الذى قام ببطولته النجم جون ترافولتا و النجمة كارين جورنى عام 1977 والذى ألهم الشباب حب الرقص الغربى وتحول فى مصر وقتها لظاهرة إنتشرت بعدها صالات الديسكو أو الديسكوتيك وقلد معظم الشباب وحتى منتصف التسعينيات طريقة ملابس جون ترافولتا بهذا الفيلم وكانت تجرى مسابقات إسبوعية كل خميس فى كل ديسكوتيك لإختيار أفضل راقِص وراقصة ديسكو أو "كابل"

كانت أيام بالفعل جميلة رغم صعوبتها

والآن لنعد لقصتنا ونستكمل ما حكاه الباشا

..................................................................................................​

بعد أن انتهى أمجد وأم منى من حفلهم الجنسى كان أمجد يتوقع أن يشعر بالندم أو تأنيب الضمير لكنه لم يشعر سوى بشعوره المعتاد بالنشاط الذى إعتاده بعد كل ممارسة جنسية مع تلك الأنثى الشبقة وكان يشعرفقط بقلق من ردة فعلها التى توقع أن تكون نحيبا وندما ولوما له فهو من قد بدأ وهو من أطلق الوحش من محبسه لكن خاب توقعه عندما وجدها تمد يدها خلفها لتتحسس زبره الراقد نصف منتصب بين فلقتيها لتستديرثم تحنى جسدها وتمسك زبره بيدها وتطبع علي رأسه قبلة حارة ثم تعتدل لتلف ذراعها حول أمجد وتنظر فى عينيه نظرة أنثى خبيرة

  • حاسس بأيه يا أمجد؟ .... أوعى تقول إنك ندمان ... مش منى لوحدها اللى بتعرف تقرا عنيك على فكرة
  • مش عارف يا ريرى ... كنت متوقع إنى أحس بالندم أو بأى إحساس تانى غير اللى حاسه دلوقتى
  • حاسس بإن اللى عملته دلوقت شئ طبيعى مفيهوش أى حاجة غلط ومش قالقك غير اللى ممكن اعمله .... صح يا أمجد؟
  • وإنتى عرفتى منين يا ريرى ؟
  • علشان ده كان نفس إحساسى قبل ما أمد إيدى ورايا وامسك زبك يا روح ريرى ... تعرف ...
لما كان أبو منى هنا فضل يوم بليلة يرزع فيا ومحستش إنى اتمتعت رُبع المتعة اللى اتمتعتها معاك فى النص ساعة دى .... كنت باصرخ وبامثل إنى مبسوطة لكن مكنتش باجيب شهوتى غير لما أغمض عنيا وأتخيل إن إنت اللى نايم معايا

  • يعنى انا لما اتجوز منى مش هاتمتع معاها غير لما اتخيل إنى نايم معاكى إنتى
  • بالعكس ... إنت هتتمتع مع منى أكتر منى بكتير ... منى بنتى وانا أكتر واحدة عارفة إمكانياتها زى مانا عارفة إمكانياتك... منى لو داقت المتعة اللى بتمتعها لى دى مرة واحدة بس هتعمل معاك أكتر من اللى باعمله انا .... مش منى بس .... أى ست فى الدنيا لو عملت معاها اللى بتعمله معايا مش هتنساك
  • مش فاهمك يا ريرى .... يعنى انتى محستيش إنك متضايقة لما خطبت منى وبعدت عنك الفترة دى كلها
  • لأ زعلت وكنت مخنوقة كمان وهاموت من القهر.... بس مش علشان إنت خطبت منى لأ.... علشان اتحرمت من وجودك يا أمجد ومكنتش لاقية حاجة تعوض غيابك وحسيت إنى اتحرمت من الحاجة اللى مخليانى حاسة بأنى ست كاملة من حقها إنها تنبسط
  • طيب وعلاقتنا بعد كده هتبقى ازاى ؟ أنا دلوقتى إتأكدت إنى مش سهل ابعد عنك
  • هتبقى زى ما كانت قبل كده يا أمجد ... لما نلاقى فرصة نستغلها ونقضى ليلة أو حتى ساعة ولا نص ساعة مع بعض ... لكن مش هاسمح لنفسى إنى أدمر علاقتك بمنى لإنى عارفة أد ايه هى بتحبك وانت أد أيه بتحبها... بينّا وبين بعض هابقى عشيقتك السرية زى مانا ... لكن غير كده هبقى حماتك وهاطلع عين أمك لو زعلت بنتى
  • يعنى إنتى النهاردة ....
  • أوعى تكمل .... أنا لما ندهتلك النهاردة مكانش فبالى حاجة من اللى حصلت دى .... والجلابية اللى كنت لابساها دى عندى زيها كتير ومبلبسش غيرهم طول مانا فى البيت ... وامك شافتنى كتير وانا لابساهم بس إنت أول مرة تشوفنى بيها .... مكنتش اعرف إنها هتهيجك كده ... كويس إنى عرفت علشان أجيب للبت منى كام واحدة فى جهازها
  • حاجة غريبة قوى ... منى بتتعلم من امى وانا باتعلم من امها
  • هههههههههههه .... طب قوم بقى يا روح امك البس هدومك واطلع شقتكم .... وانا هالبس الجلابية تانى واقولك الكلمتين بتوع السلم ... لسه هلم هدومى اللى بعترتها فى كل حتة دى
وارتدى أمجد ملابسه بينما ارتدت ريرى جلبابها المثير وكالعادة غابا فى قبلة ساخنة خلف الباب قبل ان تتأكد ريرى من إنتظام وضع ملابسها وملابسه وتودعه من خلف الباب بصوت مرتفع

  • متشكرة قوى يابنى ... يخليك لينا ... إنت هتجيب منى من الكلية الساعة كام؟
  • الساعة 4 يا طنط .... متقلقيش مش هأخرها عالغدا
  • خلاص هاعمل حسابى تتغدى معانا النهاردة .... هتيجوا تلاقوا الغدا جاهز
  • خلاص .... هأقول لماما علشان متعملش حسابى عالغدا
صعد أمجد لشقته ليجد أمه منهمكة بالمطبخ ليحييها ويقبل يدها

  • أنا جيت يا ماما ... اساعدك فى حاجة ؟
  • لا يا حبيبى .... خش خد دش والبس حاجة كويسة كده وحط برفان علشان تروح تجيب منى
  • لسة بدرى على معاد منى .... أنا هاخش اذاكر شوية علشان اعرف اقعد معاها النهاردة ... النهاردة أظن حسب إتفاقنا إننا هنقعد نحب فى بعض زى أى اتنين مخطوبين فى الدنيا
  • يخربيت المحن اللى انتوا فيه .... يا واد انتوا مبتشبعوش حب فى بعض
  • يا حضرة الناظرة ده حب متخزن بقاله 18 سنة وبنطلعه دلوقتى
  • طيب يا خويا ... إنت أتأخرت عند حماتك كده ليه؟
  • يا ستى باطمنها إن بنتها هتفضل فى حضنها وإنى مش هاخطفها منها ولا حاجة ... الست دى متعلقة قوى ببنتها
  • طبعا يا حبيبى .... ملهاش غيرها فى الدنيا ... حط حماتك فى عنيك يا أمجد هتحافظ على حب بنتها ليك
  • طبعا يا أمى .......... حماتى عايزانى اتغدى عندهم النهاردة ... قلت استأذن مِنك الأول
  • مش محتاج إذن يا حبيبى ... إنت دلوقتى راجلهم فى غياب أبو منى ... لازم الناس تشوفك دايما جنبهم .... روح ذاكر دلوقتى علشان تبقى براحتك
وعاد أمجد لغرفته لينظر للوحة الرسم التى إنتهى منها وبكل بساطة يمد يده ليمزقها ويضع لوحة جديدة بيضاء ليعيد الرسم من جديد

إكتشف أمجد فى تلك اللحظة أن تلك الممارسة الجنسية فجرت فى ذهنه أفكار جديدة أو " حررت عقله " وجد شلال مندفع من الإبداع يتسابق ليصب فى لوحة الرسم المفرودة أمامه ليخرج خلال ساعتين فقط رسمه الهندسى الذى غير مجرى حياته

إرتدى أمجد أفضل ما وجده فى دولابه بعد أن أخذ حماما أزال به ما علق بجسده من آثار جنونه الأخير مع أم منى وتعطر بالعطر الوحيد الذى يمتلكه والذى أهدته له منى وانطلق بسيارة أبيه لينتظر منى الرقيقة قريبا من مدخل الجامعة منتظرا خروج أجمل وأرق فتاة ستخرج من بابها

...........................................................................................................​

أطلت الجميلة منى من باب الجامعة تحيطها صديقاتها وتتمسك صديقتها المقربة صفاء بذراعها وكأنها تفخر بأنها الصديقة المقربة لتلك الجميلة التى كانت كل الروؤس تلتفت نحوها دائما لكن لم يجروء أى شاب على محاولة التقرب منها خوفا من حراسها الأربعة الذين دائما ما يظهرون فجأة لو فكر أحدهم فى محاولة التعرف بها أو حتى الإقتراب من محيطها

بحثت منى سريعا عن سيارة حبيبها الخضراء لتلمحه واقفا بين أصدقائه فى مزاحهم الخشن وضحكاتهم العالية فتوجهت الأميرة بركب الصديقات اللاتى يحطن بها وصفاء تهمس فى أذنها

  • بت يا منى .... متعرفينى عالواد طايل ده
  • يا بت انا مش معرفاكى عليهم كلهم من كام يوم .... هى قصة
  • أمال لما كنا عندك كنت رايحة جاية قدامه ولا كأنه شايفنى ... كأنى هوا فى المكان
  • وانتى عايزة إيه منه ؟ مش إنتى بتخافى من شكلهم ؟
  • بسٍ شكلهم بيبقى حلو قوى وهما بيضحكوا ومش قالبين وشهم
  • إيه يابت ؟ شكلك مهتمة
  • أه يا بت .... حاسة إنهم رجالة بجد مش بتوع كلام فاضى ومشى مع البنات وخلاص ... ده أمجد خطبك فى يومين اتنين
  • طب كلميه عادى ... هم بيخافوا يبتدوا كلام مع البنات ليكسفوهم
  • أكلمه أقوله إيه
  • أى حاجة .... عايزة محاضرة أو مفهمتش حاجة فى المحاضرة ...أى حاجة من دى ... واهى فرصة واقف مع أمجد النهاردة أهو
ويجتمع أخيرا أمجد مع حبيبته لينسى أن حولهم جمع كبير من الأصدقاء والصديقات ليمسك بيديها بين يديه وينظر إليها نظرة يحتضنها بها كما اعتاد طوال الإسبوع وتكاد تنسى نفسها وتلقى بنفسها بين ذراعيه إلا إنها تنتبه فى آخر لحظة

  • أمجد .... البنات كانوا عايزين يتعرفوا عليك .... مقدرتش أعزمهم كلهم الجمعة اللى فاتت ومعرفناش نتجمع طول الإسبوع بس النهاردة اتجمعنا
  • كلهم معزومين على حفلة الخطوبة طبعا.... الحفلة هتكون يوم 14 يناير وكلكم معزومين
ويندمج الجمع فى مرحه وتنطلق الفتيات فى الضحك وتقترب صفاء من طايل لتسر له ببعض كلمات يقابلها بإبتسامة واسعة وتنظر لهم منى بنظرة لطالما رأتها بعينى أم أمجد .... فهاهى قصة جديدة تولد على إيديها وسترعاها كما رعت أم أمجد قصتها

فيوم الخميس كان يمثل لشباب الجامعات وقتها يوم المرح ... ويوم الحب للمحبين

ويقتحم الجمع فتاة مجهولة جميلة لتحتضن منى حضن طويل ... وتهمس فى أذنها

  • مش عارفة أشكرك إزاى يا منى ... إنتى أنقذتينى
وتتقدم الفتاة من أمجد لتشد على يديه وتهنئه وتنظر لرفعت نظرة شكر يقابلها بإيماءة من رأسه

وينفض الجمع أخيرا حول الحبيبين ليفتح أمجد باب السيارة لمنى كما اعتاد لتجلس جلستها الأنيقة ليغلق الباب ويتجه للناحية الأخرى ويأخذ مكانه خلف عجلة القيادة وتتشابك أصابعهما

  • مين دى اللى سلمت عليا يا منى
  • دى البنت اللى كنت حكيتلك عليها يا أمجد ... بتاعت سنة رابعة ... واضح إن رفعت خلصها من ممدوح ... معقولة لحقت تنسى ؟
  • وانا معقولة افتكر موضوع بنت تانية وإنتى موجودة فى حياتى يا حياتى
  • إيه ده إيه ده .... دا إحنا اتطورنا كتير أهو وبقينا بنعرف نقول كلام حلويا قومندان
  • كفاية محن بقى زى امى ما بتقول ... أمك عزمانى عالغدا النهاردة .... هنقعد مع بعض كتير يا بت
وعاد الخطيبان لشقة أم منى وتناولا الغداء ولم يشعر أمجد بأى تغير فى إحساسه تجاه منى ولم يشعر حتى بشكة ضمير واحدة ويده تتسلل لتمسك بيدها الرقيقة أسفل الترابيزة فى وجود الأم التى كانت فى أحيان كثيرة تتعمد تركهما منفردين لدقائق بعد أن انتقلت جلستهم بعد الغداء للصالون ولم تشعر أم منى بأى شعور قد يتوقعه القارئ بغيرة من إبنتها حتى بعد أن شاهدتها وأمجد يلف ذراعه حول كتفها وهى تميل لتستند برأسها على كتفه بل تركتهما يستمتعان بدقائق قليلة قبل أن تفتعل جلبة تنبههما وكم كانت سعادتها وهى تشاهد إحمرار وجهيهما خجلا عندما ألمحت لهما برؤيتها لهم

فحبها لمنى يفوق أى حب آخر وهى حددت علاقتها بأمجد فى حدود الإشباع جنسى من فتى دربته على فنون الجنس فتفوق فيها ولن يحزنها أن تكون من ستستمع به لباقى عمرها هى أقرب الناس لقلبها .... الرقيقة منى

........................................................................................................​

لم ينته هذا اليوم بالنسبة لأمجد ومنى إلا قبل شروق شمس اليوم التالى فحتى بعد أن غادر شقة منى وأمها فى التاسعة حسب الأصول إستمر حوارهما فى التليفون فقد سمح له أبوه وأمه بإستخدام التليفون فاليوم التالى إجازة ولن يؤثر سهرهما على دراستهما لكن بالطبع قبل أن تتركه أمه للذهاب لغرفتها تركت له نصيحة

  • طبعا إنت وهى هتفضلوا ترغوا فى التليفون لغاية الصبح
  • يا ماما مش إنتى وبابا وافقتوا نتكلم الليلة فى التليفون زى ما إحنا عايزين ؟
  • إتكلموا براحتكم يا حبيبى .... وطبعا بكرة هتفطروا سوا فى السطح ؟
  • ده بعد إذنكوا طبعا
  • طيب يا حبيبى .... بلاش تفطروا فى البرجولة وخليكم برة
  • إشمعنى يعنى ؟
  • بكرة الجمعة يا حبيبى وكل الأسطح اللى حوالينا هتكون مليانة ناس ... لازم الناس يشوفوكم قدام عنيهم دايما علشان محدش يفتح بوقه بكلمة عليكم
  • عندك حق يا أمى .... بس مش ملاحظة إننا قبل ما نتخطب كنا واخدين راحتنا أكتر من كده
  • علشان مكانش المحن طافح منكم يا روح أُمك زى ماهو طافح دلوقتى ... روح ياخويا كمل رغى قبل ما منى تنام ... تصدق البت وحشتنى ... مشوفتهاش النهاردة خالص ... بكرة قولها إنها هتقضى اليوم معايا ... وخليها هى وامها يطلعوا يتغدوا معانا بكرة ... فرصة اقعد مع ريرى شوية ... من يوم قراية الفتحة معرفتش أقعد معاها ساعة على بعضها
  • حاضر يا ماما ... هقول لمنى وامها إنهم يطلعوا عندنا وهاعرف منى إنها هتقضى اليوم معانا
  • أنا قلت معايا مش معانا ... روح يا ممحون كمل رغى
كانت أم أمجد بحكمة السنين التى إكتسبتها من خلال عملها كمدرٍسّة ومديرة مدرسة دائما ما ترشد أمجد وإخوته وبالطبع إبنتها المحببة لقلبها منى إلى إتباع الأصول التى نشأت عليها والتى كانت وقتها قواعد لا يجوزمخالفتها وكان حرصها على سمعة منى بين جميع الجيران هو ما يدفع أم منى للثقة بأن أبنتها فى امان طالما هى بجوار أم أمجد وأنها ستتعلم منها ما لا تستطيع هى تعليمه لها

وفعلاً كانت الأسطح ممتلئة بالجيران صباح الجمعة فالكل يستمتع بشمس الصباح ... فعائلات تتناول إفطارها مع صغار يلعبون ويملأون الجو ضجيجاً وفتيات ينظرن حولهن بنظرات خفية يلحظون شبانا يستعرضون أنفسهم علهم يحظون بنظرة من إحدى الفتيات لكن بمجرد ظهور أمجد يعد ترابيزة و كرسيين بجوار البرجولة تتبعه منى تحمل صينية الإفطار تحول الكل لتحيتهم ومراقبة تصرفاتهم والحديث معهم لتهنئتهم ودعت الكثير من الأمهات وبناتهن منى لبيوتهن لكنها إعتذرت لهم برقتها الرائعة فلا وقت لديها لتضيعه فهى إما مشغولة بمذاكرتها وإما مشغولة بحبيبها .... وأخيرا جلس العاشقين لتناول إفطارهما ولم يحاول أمجد لمس يد منى فهم تحت مراقبة أعين كثيرة تراقب كل حركاتهم

لم يحدث بينهما أى تلامس جسدى لكن أعينهما كانت معلقة ببعضهما يتحدثان بلغتهما الخفية التى لا يفهمها سواهما وأخيرا تحدث أمجد بعد أن غابا فى موجة ضحك طويلة

  • فاكرة يا بت ؟
  • وده يوم يتنسى ؟
  • يومها أمك ادتنى حتة علقة
  • كنت خايفة لتقول لامك ... ابوك كان هيقتلك لو عرف
  • طبعا علقتك كانت أسخن من علقتى
  • بالعكس بقى .... كنت فاكرة امى هتقتلنى يومها ... بس بعد ما نزلِت كانت هادية خالص وخدتنى فى حضنها وفهمتنى بالراحة
  • ماهى أكيد طلعت غلها كله فيا أنا ... طول عمرك مغلبانى معاكى يا مجنونة
  • عارفة يا حبيبى ... وعلشان كده طول عمرى باحبك
  • آآآآآآآآه ..... قوليها تانى كده
  • باح.. بك
  • يخربيت الرقة ... عايز احضنك يا بت بس مش قاااادر
  • بكرة نشبع أحضان ...... أمك قالتلى كده
تعجبت من حكى الباشا لهذا الحوار الذى كان يلقيه على وعيناه تفيض بحب حقيقى لمنى وعدم تأثر بعلاقته بأمها لكن ....

هى تعقيدات النفس البشرية التى قد يصعب على كإنسان عادى فهمها

قضت منى اليوم مع أسرة أمجد وانضمت أمها إليها ولم يكن لأمجد اى فرصة للإنفراد بها إلا لدقائق قليلة تشابكت فيها أصابعهما وهو يعرض عليها لوحته بفخر لكن كان فخرها برسمه يفوق فخره ... فهى شعرت بأنها كانت ملهمته لإخراج لوحته الهندسية الأولى ... كانت محقة فبالفعل كان أمجد يرسم تلك اللوحة وصورة منى لا تفارق مخيلته ولو للحظة

..........................................................................................................​

يوم السبت لم يكن الحديث بين كل أفراد دفعة السنة الإعدادية يدور إلا حول اللوحة الأولى المطلوب منهم تسليمها فى اليوم التالى وهكذا كان يدور الحوار بين أمجد وصديقاته الخمس حول نفس اللوحة

فى هذا الوقت كانت اللوحة الأولى عادة ما تكون لوحة بسيطة عبارة عن رسم لمجموعة أشكال هندسية بسيطة أو مركبة لقياس قدرة الطالب على إستخدام أدواته وفهمه لل scale والعلاقة بين الفراغ والمنظور ومثل تلك الأشياء ... لكن الدكتور إبراهيم عندما تولى تدريس المادة لطلبة الإعدادى حول تلك اللوحة لتكون عن إستخدام تلك الأشكال فى تصميم بسيط ليكتشف قدرة الطلبة على الإبتكار وتنمية ملكة الإبداع لديهم ... فالدكتور إبراهيم كان مهندس بدرجة فنان وكان همه الأول تحويل طلبة العمارة لمبدعين فهو يرى أن المصمم لابد أن يكون مبدعا لا أن يكون مجرد صانع قوالب خرسانية

  • حد فيكوا خلص اللوحة ؟
  • أنا يا سهام خلصتها ... هو انتى لسة مخلصتيهاش ؟
  • خلصتها ؟ يا بنى إنت ناويلها من أول السنة كده ... أنا حاسة إنى باشخبط ... طبعا يا عم شكلك كده عمارة من غير كلام
  • عمارة إيه يا سميرة ؟ أنا هادخل ميكانيكا زى ابويا طبعا ... على الأقل هيلاقيلى شغل لما اخلص
  • طب ما تساعدنى يا أمجد أخلصها .... وليك عندى غدوة محصلتش
  • أساعدك إزاى يا سهام والسيكشن بكرة ؟
  • تعالى معايا البيت بعد الكلية النهاردة ساعدنى فى رسمها وأغديك
  • بعد الكلية عندى مشوار مقدرش اسيبه ... وبعدين آجى معاكى فين ؟ إنتى عايزة أبوكى يقتلنى ؟
  • يا سيدى متقلقش من ابويا ... إنت خايف ولا إيه ؟ أمال مصارع وعسكرية وبتاع
  • لا يا ستى مش خايف ... بس الأصول أصول ... وبعدين متقلقيش ... أول لوحة دى مافيش عليها درجات ... إرسميلك عمودين وفى وسطهم شوية بلوكات وخلاص ... آخرها المعيد هيقولك كلمتين رذلين وخلاص ... ولّا حتى مش هيقول ... هما غلاستهم بتبقى عالولاد بس
كانت سميرة تتابع حوار أمجد مع سهام وهى تشعر بشئ ما يثير غضبها ... لاتعرف ماهو لكنها شعرت بالغضب ... فسهام بالرغم من أنها صديقتها الحميمة إلا أنها تختلف عنها تماما فى طباعها ... فسميرة دائما تحت مراقبة أهلها ولا يُسمح لها بتلك الحرية التى تعيشها سهام ... فسهام إبنة وحيدة لمقاول معروف تعيش فى فيلا كبيرة فى الحى الراقى الذى يبعد عن حى سميرة بنصف ساعة وقد خصص لها أبوها ملحق خاص للمذاكرة يقع بطرف الحديقة بخلاف غرفة نومها بالفيلا وسهام شخصيتها منفتحة جريئة لا تخجل من التصريح بين صديقاتها بأنها تعشق النظر لأجساد الرجال وبينما خجلت سميرة حتى من تعريف صديقاتها بما ينتابها من حالات شبق فإن سهام لا تخجل من القول بانها كثيرا ما تداعب نفسها متخيلة نفسها مع هذا الممثل أو ذاك الرياضى المعروف ولم تخجل يوم أن أخبرتهم عن عثورها على مجلة جنسية بين أغراض أبيها تمتلئ بصور جنسية حفظتها وكادت تصفها لهن لولا إعتراضهن جميعا

لم تكن سميرة تدرى أنها تنزلق بقلبها دون أن تدرى جهة أمجد ولم تكن تريد التصريح حتى لنفسها أن الشعور الذى إنتابها الآن هو شعور بالغيرة لكنها كتمت شعورها بداخلها ولم تسمح لشعورها بالظهور على وجهها

وجدت سميرة نفسها فى هذا اليوم تتوق للإنفراد بأمجد وحين بدأت المحاضرة وجدت نفسها تدفع فخذها بقوة ليلتصق بفخذه ولأول مرة تتحين فرصة لتلصق كتفها بكتفه وذراعها بذراعه

لم يشعر أمجد بالطبع بهذا التغير فهو شديد التركيز بعقله فى محاضراته وبقلبه فى محبوبته حتى لو لاحظ فسيعتبر إلتصاق سميرة به أمر طبيعى لإزدحام المدرج بالجالسين

كان اليوم التالى من أهم الأيام التى مرت عليه فى حياته وإن كان فى بدايته إعتبره يوم دراسة عادى ولم يكن يتوقع أن يكون هو اليوم الذى سيتغير فيه مسار حياته ويجعل من الدكتور إبراهيم ثانى أهم الأشخاص المؤثرين بمسيرته بعد الرقيقة منى

بدأ اليوم بداية عادية وكل طالب يستعرض رسمه بين زملائه المقربين حتى بدأت محاضرة الدكتور إبراهيم وتبعتها المحاضرة الثانية حيث تفرق الطلبة بعدها لمجموعتين لتتجه كل مجموعة لإحدى القاعات الكبيرة التى خصصت كقاعات خاصة بسكاشن الرسم الهندسى لطلبة الصف الإعدادى ووقف الطلاب فى صفوفهم كل خلف إحدى ترابيزات الرسم ليبدأ فى فرد لوحته عليها وتجمع المعيدين للمرور على اللوحات لتقييمها وإرشاد كل طالب لإخطاءه والسعادة تبدو على وجه المعيدين بالطبع فهو يوم إستعراض قدراتهم كمهندسين أمام هؤلاء المستجدين و .... المستجدات

كان الدكتور إبراهيم يتنقل بين القاعتين لا يهدأ فهى الفرصة الأولى له هذا العام للتعرف على تأثيره على طلبته الذين كانوا يحبونه حقا لإسلوبه السلس فى الشرح وأناقته فهم دائما ما يشعرون بأنهم فى حضرة فنان وليس مجرد أستاذاً جامعياً يلقى لهم محاضرة عن فن العمارة

فوجئ الدكتور إبراهيم فى إحدى مرات مروره المتكررة بإشتباك بين أحد المعيدين وطالب تبين له أنه أمجد ليسرع للمشتبكين ويستفسر عما يدور بينهم

  • خير يا دكتور فيه إيه ... خير يا باشمهندس
  • الباشمهندس يا دكتور إبراهيم جايب اللوحة دى وعايزنى أصدق إن هو اللى رسمها ... تصدق إنت إن طالب لسة متعلم الإسبوع اللى فات يمسك المسطرة يرسم لوحة زى دى
  • يا دكتور أنا إتولدت والمسطرة دى فى بيتنا ... واتعلمت استعملها من وانا فى اولى إعدادى
  • طيب إهدوا إنتوا الأتنين إحنا فى كلية محترمة مش فى الشارع
ونظر الدكتور إبراهيم للوحة المفرودة على ترابيزة الرسم نظرة خبير ليرى فيها مالم يره المعيد ... فاللوحة الأولى لطالب الهندسة عادة ما تكون لوحة ساذجة مليئة بالأخطاء أو منقولة من لوحة أخرى موجودة بكتب الرسم الهندسى لكن ما يراه أمامه ليست بلوحة منقولة ولا بلوحة ساذجة

  • كمل إنت شغلك يا دكتور .... وإنت يا أمجد هات اللوحة دى وحصلنى على مكتبى
وطوى أمجد لوحته برفق شديد على شكل الإسطوانة وخرج من القاعة تتبعه عيون باقى زملائه بعضهم فى إشفاق وأكثرهم فى شماتة ليصل لمكتب الدكتور إبراهيم ويدخل بعد أن يدق الباب بإحترام شديد

  • تعالى يا أمجد ... إتفضل أقعد
  • شكرا يا دكتور
  • إنت اللى رسمت اللوحة دى يا أمجد
  • طبعا يا فندم انا اللى رسمتها
  • إنت والدك بيشتغل إيه يا أمجد ؟
  • مهندس يا فندم
  • يابنى قلتلك قبل كده بلاش افندم دى ... والدك ساعدك فى رسمها
  • حضرتك أنا والدى مهندس ميكانيكا يعنى علاقته بالرسم المعمارى إنقطعت من ساعة ما دخل أولى هندسة
  • وإزاى ال scale ظبط معاك من أول لوحة كده
  • يا فندم إحنا بندرس طبوغرافيا عسكرية ورسم خرايط من أولى ثانوى وكان اللى بيقصّر بيقضى نص أجازة الصيف محجوز فى المدرسة يعنى ال scale بالنسبة لى شئ بسيط
  • بيقصر إزاى يعنى ؟
  • يعنى يسقط يا فندم
فنظرالدكتور إبراهيم لوجه أمجد وهو يتمنى أن يكون ما يسمعه الآن حقيقيا وفجأة يغير مجرى الحديث

  • إنت بتسمع مزيكا يا أمجد
  • أيوه يا فندم باسمع موسيقى طبعا
  • بتسمع إيه ؟
  • معظمها موسيقى كلاسيك ... غالبا باسمعها لوحدى ... كل اصحابى وحتى عيلتى مبيفهموهاش
  • وطبعا كنت مشغل موسيقى وانت بترسم
  • مظبوط يا فندم
  • كنت بتسمع إيه ؟
  • مش فاكر حضرتك بالظبط ... لكن أعتقد إنها السيمفونية الخامسة لبيتهوفين
وضرب الدكتور إبراهيم بقبضته وانتفض واقفا وكأنه عثر على كنز أو كأنه أيزك نيوتن قد اكتشف الجاذبية فوقف أمجد إحتراما لوقوفه

  • يعنى يا أمجد لو اديتك شوية داتا مختلفة تقدر ترسم لوحة تانية زى دى
  • طبعا يافندم أقدر
والتقط الدكتور ورقة بيضاء من سطح مكتبه كتب بها بعض البيانات الهندسية وناولها لأمجد

  • طب خد الداتا دى نفذلى بيها بلان وهاستناها منك بكرة
  • وليه بكرة حضرتك ... السيكشن لسة فاضل فيه 3 ساعات وواضح إنى مش هارجعله النهاردة طبعا ... أروح القاعة التانية لو سمحتلى أرسمها فيها
  • يعنى إنت رسمت دى فى 3 ساعات
  • أقل من 3 ساعات حضرتك
  • طيب إنت هتقعد هنا فى المكتب ال 3 ساعات دول قدام عينى واستخدم ترابيزة الرسم بتاعتى ... أديك يا سيدى هترسم على ترابيزة الدكتور إبراهيم شخصيا ... تستعمل أدواتى ولا تستنى لما أبعت أجيب أدواتك من القاعة
  • ليا الشرف يافندم إنى أستعمل أدواتك
  • يابنى قلتلك باتخنق من كلمة افندم دى ... تحب تشرب إيه ؟ أجيب لك لمون علشان تهدى نفسك وانت بترسم
  • أنا باحب اشرب شاى بالنعناع وانا بارسم ... لو مش هيضايق حضرتك
  • هيضايقنى فى إيه ... إتفضل الترابيزة والورق والمسطرة وكل اللى هتحتاجه هناك وانا مش هاتحرك من هنا غير لما تخلص
وضغط الدكتور إبراهيم الجرس ليستدعى فراش المكتب ويطلب منه عمل كوب شاى بالنعناع لأمجد وإحضار أدواته من القاعة وبأن يخبر الدكتور***** وهو المعيد الذى كان يشتبك مع أمجد بالحضور بمجرد إنتهاء السيكشن لمكتبه

وبمجرد خروج العامل يلتقط الدكتور إبراهيم شريط كاسيت من علبة الشرائط الموجودة خلفه ليضعها بجهاز الكاسيت الذى لا يفارق مكتبه ويضغط زر التشغيل لتنطلق فى الحجرة موسيقى السيمفونية الخامسة لبيتهوفن

سيمفونية ضربات القدر

قبل مرور الساعات الثلاث كان أمجد إنتهى من لوحته الثانية والدكتور إبراهيم يراقب حركاته بإهتمام ويرقب حركة سبابته على شاربه وإبتعاده عن اللوحة ثم إقترابه منها ووقوفه الدائم وعدم الجلوس على الكرسى الموجود أمام لوحة الرسم وموسيقى السيمفونية الخامسة تدور حوله وكلما إنتهى الشريط يعيده ليعمل مرة وراء أخرى كأنه يكرر ضربات القدر حول أمجد

إنتهى أمجد من الرسم قبل مرور الساعات الثلاث وأخبرالدكتور إبراهيم بإنتهائه ليقوم الدكتور من كرسيه لأول مرة لينظر للوحة

وقف الدكتور إبراهيم يطالع اللوحة بإهتمام ويراجع كل تفاصيلها قبل أن يستدير ليحتضن أمجد بقوة ويمسك بذراعه ليجلسه على الكرسى المقابل لمكتبه ليكلمه وهو يدور بأرجاء الغرفة

  • بص يا أمجد ... إنت تعتبر نفسك من النهاردة دخلت عمارة
فيقف أمجد إحتراما لوقوف أستاذه

  • بس أنا كنت ناوى على ميكانيكا حضرتك
  • إترزع أقعد ومش كل ما هاقف هاتقف ... مافيش ميكانيكا ... دا أنا أقتلك لو فكرت فى قسم غير عمارة ... ولو خايف على زعل ابوك ادينى تليفونه وانا هاكلمه ... أو حتى هاروحله ... قلت عمارة تبقى عمارة
  • اللى تشوفه حضرتك يا فندم
  • واعمل حسابك من أول أجازة الصيف هتنزل معايا المكتب تتدرب .... لأ أول الأجازة إيه ... من أول الإسبوع الجاى ... وعارف .... هتقولى الكلية والتمرين ... هتنزل المكتب مرتين فى الأسبوع ... كل مرة ساعتين بليل ...من 7 ل 9 وهتاخد مرتب محترم ... 120 جنيه بحالهم فى الشهر
  • مقدرش أخالف أوامر حضرتك ... بس لازم آخد إذن بابا الأول
  • إدينى تليفونه هاكلمه قدامك حالا دلوقتى وآخدلك الإذن
وبالفعل يتصل الدكتور إبراهيم بوالد أمجد الذى كان عائداً لتوه بعد يوم عمل مرهق فانزعج أولا عندما علم أن الذى يحدثه أحد أساتذة أمجد فقد توقع وجود مشكلة لأمجد لكنه تحول إلى الفرح الشديد وهو يرحب بعرض الدكتور لإبنه

شعر عم حسن يومها بالفخر الشديد ... فحلمه بأن يكون ابنه مهندس له بصمة مميزة وليس مجرد مهندس موظف يلوح أمام عينيه وفخور بابنه الذى لم يقبل بتلك الفرصة إلا بعد موافقته شخصيا عليها

وضع الدكتور إبراهيم سماعة التليفون ليمد يده إلى مكتبته يلتقط منها كتابا متوسط الحجم يناوله لأمجد

  • إيه ده يا دكتور .... فلسفة اليوجا ؟
  • ايوه يا أمجد فلسفة اليوجا ... اليوجا هتخليك تتحكم فى نفسك .... وقلبة الوش اللى شفتها وانت بتتكلم مع المعيد بتاعك مينفعش تبان تانى فى أى حتة... علشان تنجح فى حياتك العملية لازم اللى قدامك ميعرفش إيه بيدور جوة مخك ... لازم تتحكم فى كل عضلة فى جسمك ومتخليش جسمك هو اللى يتحكم فيك ... عايز الكتاب ده يكون أول خطوة فى طريق نجاحك
  • شكرا يا دكتور
  • ومش عايز حد من زمايلك هنا فى الكلية يعرف إنك بتشتغل معايا فى المكتب علشان لو توقعى طلع صح .... وهيطلع صح ودرجاتك كانت عالية محدش يفتكر إن ده بسبب شغلك معايا ... فاهمنى طبعا
  • فاهم حضرتك يا فندم
ويقطع حديثهم صوت طرقات خفيفة يدخل بعدها المعيد الذى تشاجر مع أمجد فى بداية السيكشن

  • إتفضل يا دكتور ***** أنا طلبتك علشان أمجد يعتذرلك قدامى وأتأكد بنفسى إنه مش هيكررها تانى .... إعتذر للمعيد بتاعك يا أمجد
  • أنا آسف يا دكتور بس كنت زعلان عالمجهود اللى عملته فى اللوحة ومعجبش حضرتك ... أنا آسف مرة تانية
  • خلاص يا أمجد الدكتور قبل إعتذارك ... خد حاجاتك وسيبنا دلوقتى عندنا شغل ... وبالمناسبة ... إنت عارف إن بطولة الجامعة عندنا هنا يوم الحد الجاى ... لو مجبتليش دهبية هتبقى وقعتك سودة .... أنا هاعتذر عن المحاضرة يومها والمحاضرة التانية هتبقى مكان محاضرتى ... وطبعا مش هيكون فيه يومها سيكشن رسم علشان زمايلك يروحوا يشجعوك .... ولأنى مش هاكون فاضى طبعا ... مع السلامة
ويلتقط أمجد أدواته الموضوعة بجوار مكتب الدكتور إبراهيم وينصرف ويغلق الباب خلفه بهدوء

إلتفت الدكتور إبراهيم للمعيد ونظر له نظرة أب يوجه إبن

  • بص يا بنى ... أنا خليت الطالب ده يرسم لوحة تانية قدامى هنا ... هى لسة على ترابيزتى هناك تقدر تبص عليها ... ... إحنا كل كام سنة هنا بيجيلنا طالب واحد موهوب ... والطالب ده موهوب بالفطرة ... أنا مش عايز يتخرج من تحت إيدى مهندسين يرتكبوا جريمة زى اللى إرتكبوها اللى صمموا تلوث بصرى وسموه بلوكات مساكن شعبية ... أنا عايزكم مهندسين فنانين ... بص عاللوحة كده وقولى رأيك إيه
ويتجه المعيد للوحة لينظر لها فى تعجب وإعجاب

  • معقولة يا دكتور طالب إعدادى يرسم لوحة بالدقة دى ؟ ... حتى لو موهوب كان لازم يغلط فى الscale عالأقل
  • واضح إنه إتعلم الscale فى المدرسة العسكرية ... ولأنه موهوب إستوعبه وهضمه وبقى بيظبط معاه تلقائى من غير حتى ما هو يحس ... أعتقد كده إن المدارس العسكرية سبقت مدارس التربية والتعليم بكتير ... بص بقى ... من الإسبوع الجاى إحنا هنغير النظام ... بدل ما كل السيكشن ياخد نفس البلان ينفذوها فى البيت هتحضر 10 بلانات ... كل طالب ياخد لوحة مختلفة عن زميله ... وتسليم البلانات للقسم هيكون قبل معاد السيكشن بيوم... وبالنسبة لأمجد هياخد لوحده غير كل زمايله بلان أصعب من زمايله كلهم وانا اللى هاجهز الداتا بتاعتها بنفسى ... علشان منظلمش باقى زمايله لإن مستواه أعلى منهم بكتير
  • هو حضرتك إديته فكرة البلان اللى رسمه ده ؟
  • لالالالالا ...... دى فكرته هو
  • وجابها منين دى ؟
  • جابها من المزيكا يا أستاذ .... ضربات القدر ..... الولد ده الموسيقى بتترجم فى دماغه لأفكار... ولو غيرت المزيكا هيرسم بلان غيرها ولو غيرتها يرسم بلان تالتة .... ده فنااااان يا دكتور فناااان ... فنان تصميم حقيقى مش زيكم فنانين بلوكات خرسانة جاهزة و باليتات طوب خفيف
خرج المعيد وهو يتعجب من حالة الدكتور إبراهيم وهو يظن أن الدكتور العظيم إما سكران أو أنه تعاطى شيئا ما جعله فى مثل تلك الحالة التى رآه عليها

بينما كان الدكتور إبراهيم يتناقش مع المعيد كان أمجد يقف وسط صديقاته اللاتى كان القلق عليه يفترسهن من إصطحاب الدكتور إبراهيم له وعدم إكمال السكشن وتقافزن زميلاته فرحا حوله بعدما اخبرهم بإعجاب الدكتور برسمه فهاهو أول متفوقى الدفعة يظهر ولحسن حظهن فإن هذا المتفوق هو صديقهم وهن صديقاته ولاأصدقاء له غيرهن بين كل الزملاء .....لكن ..... ظهر غضب عابر على وجه سميرة عندما أمسكت سهام يديه بكلتا يديها وضغطت عليها للحظات قبل ان تتركها

كان هذا الشعور دائما ما يربك سميرة فهى دائما ما تشعر به كلما اقتربت إحدى الصديقات من أمجد أكثرمن المعتاد أو حاولت أن تنفرد به فى غير وجودها .... كانت تحاول أن تنكر ما تشعر به وتنكر على نفسها غيرتها عليه

لم ينتظر أمجد طويلا بين صديقاته بل إنطلق لسيارة ابيه المركونة بعيدا عن باب الكلية لينطلق بها لإصطحاب حبيبته

لقد فتح له القدر ذراعيه وأعطاه فرصة لم يكن ليحلم بمثلها .... تلك الرقيقة التى يقطع الطريق إليها الآن هى أيقونة حظه ... دائما ما يجد القدر يقف جواره يساعده كلما أسعدها ... سيسعدها بكل طريقة ... سيجعلها تحيا كأميرة فهى بالفعل أميرة ... سيجعل كل حياتها سعادة طالما يستطيع

ركن أمجد السيارة فى أقرب بقعة من مدخل الجامعة ولم يطق صبرا لانتظار منى داخل السيارة بل ترك السيارة وقطع الطريق للبوابة الكبيرة ليقع عليها بصره قادمة من بعيد وسط صديقاتها وتلك المرة وجد صديقه طايل يسيرمعهم بجانب صفاء فى مؤخرة موكبهم الصغير مشتبكين فى حديث ضاحك فيظهر كارنيه الجامعة للشرطى الواقف بالمدخل ويندفع تجاه محبوبته وكاد أن يحتضنها لكن نظرة من صديقه نبهته بأنهم داخل الجامعة وتندهش منى لكن نظرة الفرحة التى تطل من وجهه تطمئنها

  • فيه إيه يا أمجد .... أول مرة متستناش فى العربية
  • مفيش حاجة .... خبر حلو قوى مش قادر استنى عايزك تعرفيه
فتنسحب الصديقات ومعهم طايل وتسير منى بجوار أمجد محاولة مواكبة خطواته

  • فيه إيه بقى ... شوقتنى
  • شكلنا هنتجوز بدرى يا بت .... من الإسبوع الجاى هاشتغل بمرتب محترم ... 120 جنيه يا منى ... 120 جنيه
  • إنت بتهزر يا أمجد .... قول إنك بتهزر... وكليتك ؟
  • يا بت أنا هاشتغل يومين فى الأسبوع بس ... بليل ... يعنى 4 ساعات بس فى الأسبوع
  • لآ .... مش مصدقة .... أنا أكيد باحلم
  • مش حلم يا بت ... مش حلم
وتوقفوا بجوار السيارة وفتح لها أمجد الباب لتجلس وهى تتقافز من الفرحة وبمجرد إستقراره بجوارها يحكى لها تفاصيل ما حدث وتتحرك السيارة ولم تتوقف عن التقافز على كرسيها وأصابعها مشتبكة بأصابع أمجد حتى يصلوا لشارعهم ويقف أمجد بالسيارة لتفتح الباب وتقفز منه ولم تنتظره لتستند على ذراعه كما إعتادا ليقطع الحبيبان السلم قفزا لتتوقف منى أمام باب شقتها

  • إنتى رايحة فين ؟
  • هافرح ماما
  • زمان امى وامك وابويا وكلهم مستنينا فوق ... أنا مش قلتلك إن الدكتور إبراهيم كلم عمك حسن
  • صحيح ... يالا بينا
ويقطع الشابان الدورين قفزاً للدور السادس فيجدا باب شقة أمجد مفتوحا وجمع من جيرانهم الطيبين مجتمعين بعضهم جلوساً وأكثرهم وقوفا فعدد الحاضرين فاق عدد المقاعد المتاحة .... أتوا للتهنئة بعدما أعلنتت أم منى عن فرحتها بزغرودة طويلة بمجرد أن أخبرتها أم أمجد بالخبر وكعادة الجيران فى هذا الوقت إستطلعوا الخبر وقرروا مشاركة الأسرتين فرحتهم بمهندسهم الشاب الذى يحقق نجاحاته بسرعة فهو يثبت لهم كل يوم أن الأحلام تتحقق .... أحياناً

بمجرد دخول منى وأمجد للشقة هب أبوه ليتلقفه بحضن طويل نقل له فيه دقات قلبه الفخورة بينما إحتضنت منى أمها وهى تتقافز فرحة ثم ألقت بنفسها فى حضن أم أمجد التى رعت حبها وحققت آمالها حتى قبل أن تدرى هى أن هذا هو حبها وتلك هى آمالها

تركهم الجيران ليتركوا الأسرة للإحتفال وبينما إستكانت منى فى حضن أم أمجد لا ترفع نظرها عن فارسها تحدثت الأم بنبرة صدق حقيقية

  • منى وشها حلو عليك يا أمجد
  • منى طول عمرها وش السعد لكل اللى حواليها يا أم أمجد
  • عمرى ما توقعت اللى حصل النهاردة يا بابا ولا كان ممكن أتوقعه ... عارف إن الشغل فى مكتب الدكتور إبراهيم حلم لأى مهندس فى مصر؟ ده اكبر مصمم فى مصر كلها ويختارنى أنا بالذات وانا لسة فى إعدادى هندسة أشتغل معاه ... ده حلم يا بابا حلم
  • إنت ومنى تستاهلوا كل خير يا بنى .... حافظ عليها زى عنيك ... بعد ما خطبتها بإسبوع واحد القدر بعت لك أكبر فرصة فى حياتك
  • منى دى .... منى دى ...مش لاقى كلمة أقولها عليها توفيها حقها ... طول عمرها سبب حظى
ويتقدم أخو أمجد الأصغر بطبق به قطعتى جاتوه وزجاجتى كوكاكولا ليضعهم على الترابيزة الصغيرة التى تتوسط جلستهم

  • حجزتهم ليكوا بالعافية ... بابا نزل إشترى جاتوه كتير وصندوقين كوكاكولا بحالهم مفضلش منهم غير دول
وتنظر أم أمجد لعينى إبنها المعلقة بعينى منى المستكينة فى حضنها وتفهم فورا ما يتحاورا فيه

  • طيب قوموا يا ولاد كلوا الجاتوه بتاعكم فى أوضتكم ... قصدى فى أوضة أمجد ... أكيد فيه كلام كتير عايزين تقولوه
  • لا يا ماما مش أوضتى ... هى زى مانتى قولتى أوضتنا
  • سيبوا الباب مفتوح علشان لو إحتاجنا منكم حاجة
وتقوم منى من جلستها وهى تنظر لأم أمجد نظرة عتاب لتحتضنها وتهمس فى أذنها

  • مينفعش النهاردة الباب يتقفل عليكم ... بفرحتكم دى خطر يا ممحونة إنتى وهو
وتبتسم منى وتتبع أمجد لغرفته حيث يضع الطبق وزجاجتى الكوكاكولا على المكتب وينظر لمنى التى جلست على طرف السرير لا ترفع عينيها عنه ثم يمد يده ليضغط زر الراديو الصغير الموضوع على أحد ارفف المكتبة لينطلق منه صوت الموسيقى فيقف أمام منى وينحنى أمامها إنحناءة صغيرة مادا لها يده فتبتسم وتقف وتضع كفها الأيمن على كتفه الأيسر وكفها الأيسر فى كفه الأيمن فيضع كفه الأيمن على خصرها ليتحركا فى فراغ الحجرة الضيق يحاولان تقليد ما رأوه فى أفلام السينما من رقص البطل مع البطلة ويندمجا مع الموسيقى وينفصلا عن كل ما حولهم حتى تنتهى القطعة الموسيقية لتفاجئهم وقفة الأسرة كاملة ومعهم أم منى أمام الباب يتطلعون إليهم فى حب ويخفون إبتساماتهم مما يروه

  • إنتوا بتعملوا إيه يا مهابيل إنتوا الأتنين
  • بنرقص يا ماما ... بنرقص
  • بترقصوا ؟ وده رقص ؟ ودى مزيكا حد يرقص عليها ؟
  • بحيرة البجع يا ماما.... swan lake
  • بس انا مشوفتش بجع يا أمجد ... أنا شوفت جوز نسانيس بيتنططوا
  • هنتعلم يا ماما ... هنتعلم وهنرقص أحسن من جون ترافولتا وكارين جورنى
  • دا إنتوا إتجننتوا رسمى وهتجننونا معاكم
وتركهم الجمع لينفردوا بحديث حول مستقبلهم وحلم زواجهم الذى بات قريبا ... تحدثوا عن كل شئ ... حتى تفاصيل فستان الزفاف .... لتقطع الأم كعادتها جلستهم

  • ياللا يا منى .... امك عايزة تاخدك وهى نازلة
...........................................................................................................​

مضى الإسبوع بسرعة وبدأ الإسبوع التالى واحتل أمجد مكانه المعتاد بالمدرج تجاوره سميرة تليها باقى شلة الجميلات وقبل بدء المحاضرة يفاجأ أمجد بفراش مكتب الدكتور إبراهيم يبحث عنه ليعلمه بأن الدكتور إبراهيم فى إنتظاره ليغادرأمجد صديقاته دون قلق تلك المرة فقد بات معلوما لديهم أن الأستاذ العظيم تبنى موهبة صديقهم ومن العادى أن يستدعيه فى أى وقت ودخل أمجد مكتب أستاذه بعد أن يدق الباب باحترام

  • صباح الخير يا أمجد .... أخبارك إيه ؟
  • صباح النور يا دكتور ... كله تمام
  • إنت النهاردة طبعا المفروض أول يوم ليك فى الشغل معايا ... البطولة هتتلعب بكرة ... مافيش داعى تيجى المكتب النهاردة وخليها يوم التلات بس الإسبوع ده
  • ليه يا دكتور ؟ حضرتك هتدفعلى مرتب يبقى مينفعش أغيب أول يوم شغل
  • يعنى ده مش هيأثر على لعبك بكرة
  • يا دكتور متخفش .... لعيبة المصارعة مش متدلعين زى لعيبة الكورة أو محتاجين يريحوا قبل الماتش ... إحنا بنكون يوم الماتش نفسه فى مدارسنا او كلياتنا أو شغلنا عادى ... متقلقش حضرتك
  • ماشى يا بطل .... هستناك النهاردة الساعة سبعة فى المكتب ... أنا كتبتلك العنوان اهو فى ورقة وكتبتلك الوصفة علشان متتوهش... مدينة نصر حى جديد وممكن تتوه فيه ... إتفضل علشان تلحق محاضرتك
  • كان عندى طلب من حضرتك يا دكتور لو تسمح بخصوص ماتش بكرة .... خطيبتى هتحضر الماتش بكرة وعايزها تكون معايا
  • إنت خاطب يا أمجد ؟ أول مرة أعرف .... شكلك خلبوص يا أمجد مع أنه مش باين على شكلك... يعنى مش كفاية مكوش لوحدك على أحلى خمس بنات فى الدفعة ... كمان خاطب
فاحمر وجه أمجد خجلا وأظهر للدكتور إبراهيم الدبلة المختفية أسفل خاتمه

  • وياترى خطيبتك حلوة زى البنات زمايلك كده
  • لا يا دكتور .... منى أحلى منهم بكتير
  • مش باقولك خلبوص ... خلاص يا سيدى أنا هاقول للولاد اللى بينظموا بكرة يخلوها معاك تحت مش فى المدرج مع باقى زمايلك ... إجرى بقى محاضرتك فاضل عليها 10 دقايق
ويعود أمجد لمكانه ليدفع الفضول صديقاته بالطبع للإستفسار

  • كان الدكتوربيتطمن إنى جاهز لماتش بكرة ... أوعوا تقولوا إنكم مش هتحضروا ؟ بكرة محاضرة واحدة والسيكشن اتلغى
  • لأ طبعا هنحضر ... أنا مش ممكن أفوت حاجة زى دى ... نعرف المصارعة اللى بتلعبها دى شكلها إيه وبالمرة نكسب فيك ثواب ونشجعك
  • أنا مش هاحضر محاضرة بكرة علشان الميزان هيبقى بدرى ... معتمد عليكم تشرحوهالى
  • متقلقش يا كابتن ... هاشرحالهك بنفسى
مرة أخرى ينتاب سميرة إحساسها المقلق بالغيرة لحديث أمجد مع سهام لكنها تكتم إحساسها وتتناساه بمجرد بدء المحاضرة وحصولها على متعتها الساذجة بإلصاق فخذها بفخذ أمجد لينتهى اليوم ويهرع أمجد للقاء محبوبته وأيقونة حظه ... فاليوم هو أول يوم عمل له

قبل السابعة بخمس دقائق كان أمجد يتوقف أمام فيلا صغيرة من دورين تكاد تنطق بالفخامة وسط شارع إمتلأ بالفيلات المكعبة كريهة المنظر أقتطعت حدائقها بالكامل لتُضم لتلك الفيلات فتزيد منظرها قبحا على قبحها ليدخل من الباب ويتجه لمدخل الفيلا الداخلى وسط حديقة صغيرة جميلة التنسيق لتستقبله فتاة ترتدى زى فى منتهى الأناقة تجلس وراء مكتب صغير خلف المدخل تقوده بعدها وسط طرقات ينطق كل ما فيها بالفخامة وتبعث فى كل جنبات الفيلا موسيقى ناعمة حتى يصلوا للدور الثانى لمقابلة الدكتور إبراهيم فى مكتبه الفخم الضخم ليستقبله مرحبا ويوجه حديثه للفتاة التى كانت ترافقه

  • لو سمحتى خليهم يجيبولى القهوة بتاعتى وشاى بالنعناع للباشمهندس... وخلى إلهام تجيلى ... جيت فى معادك بالظبط يا أمجد... أهم حاجة فى الراجل الناجح دقة المواعيد
وتقتحم المكتب بلا إستئذان ثلاثينية تنضح بالإنوثة والأناقة معا تنبعث من عينيها نظرة جريئة وسط هالة الأنوثة التى تحيط بها ليعرفه بها الدكتور إبراهيم

  • دى إلهام .... دراعى اليمين فى المكتب هنا ... شغلك هيكون معايا ومعاها بس ... إلا لو قلنالك تساعد حد من المهندسين .... هنا فيه 4 مهندسين و2 مهندسات هنبقى نعرفك عليهم والباقى مساعدين ومحاسبين وكده
  • تشرفنا يا مدام إلهام
ولأول مرة يسمع صوتها الجرئ مرتفع النبرات

  • لأ بقولك إيه إحنا هنا مافيش عندنا مدام وأستاذ وباشمهندس إحنا بننادى بعض بأسامينا مفيش بس غير الدكتور ومبنقولوش يا دكتور ... بنقوله يا ريس ... إنت هتبقى مسؤليتى قدام الريس ... يعنى تسمع الكلام ... أنا باضرب على طول مبشتمش حتى
ويضحك الدكتور إبراهيم وهو يراقب علامات الإنزعاج على وجه أمجد

  • إسمع كلامها يا أمجد علشان دى مفترية ... ... يا إلهام أنا ليا شهر باحاول أخليه يبطل كلمة تمام يافندم ومش عارف ... همتك بقى تنسيه العسكرية وترجعيه بنى آدم طبيعى
  • هما يومين إتنين ولو لسانه ماتعدلش ليك الكلام يا ريس
  • إلهام يا أمجد خريجة فنون جميلة مش هندسة ... بس فنانة حقيقية ... أعتقد هتنسجموا مع بعض ... ليها نفس الدماغ اللاسعة اللى عندك إللى لسة انت معرفتهاش .... بصى بقى أول مهمة ليكو مع بعض
  • قول يا ريس
  • هتاخدى الأستاذ وتنزلى وسط البلد ... تروحى عند تادرس الترزى ... يفصلّه بدلة كلاسيك وبدلة سبور و3 بليزرات و3 بنطلونات... وبعدين تاخديه عند صبحى بتاع القمصان ... يفصلّه 6 قمصان كلاسيك ... وتاخديه عند عارف بتاع الجزم يفصلّه جزمتين كلاسيك ... وفيه محل كرافتات فى شارع قصر النيل ... تشتريله كرافتتين سيلكا ... والحاجات دى تكون جاهزة قبل يوم الجمعة الجاى ... يوم السبت عايز الأخ ده يجيى المكتب ويكون لابس لبس يليق بمكتب الدكتور إبراهيم ...بعد كده تنزلوا الشواربى تشتريله بنطلونين جينز و4 قمصان سبور يروح بيهم الجامعة من بكرة
  • ماشى ياريس ... مش عايزنى أشتريله كلوتات كمان ؟
  • لو لاقيتيه محتاج إشتريله
  • إقلع البنطلون ياض نشوف لباسك مناسب لمكتب الدكتور إبراهيم ولا لأ
وينفجر الدكتور إبراهيم فى الضحك عندما يجد يدا أمجد تمتد متشنجة تتمسك بحزام بنطلونه

  • متخافش مش هتقلعك البنطلون قدامى ... روحى إنتى يا إلهام خدى فلوس من الخزنة لغاية ما أخلص كلام مع أمجد
لتنصرف إلهام دون حتى أن تستأذن وتترك أمجد مع الدكتور إبراهيم

  • بس يادكتور أنا كان ممكن أشترى هدوم تانية لو كنت حضرتك طلبت
  • بص يا أمجد ... مظهر المصمم بالذات لازم يكون كله شياكة ولازم يعيش بشياكة حياته كلها ... شياكة المصمم جزء من شخصيته ... إنت بعدين هتكتشف نفسك وهتفصل هدوم على ذوقك ... أنا شخصيا مبحبش اشترى هدوم جاهزة ... باحب هدومى تبقى متفصلة ليا لأنها بتكون مميزة ... فيه حاجات كتير هتتعلمها لسة منى ومن غيرى ... بس لازم تكون مميز يا أمجد ... إتفضل دلوقتى زمان إلهام مستنياك تحت بدال ما تضربك ... ومن بكرة لازم أشوف أمجد تانى ... مش بس بالهدوم اللى هتلبسها ... بشخصيتك الحقيقية اللى إنت لغاية دلوقت مش قادر تطلعها
ويترك أمجد الأستاذ العظيم ليبدأ أولى خطواته فى عالمه الجديد الذى لم يكن يتوقع فى يوم من الأيام أنه عالم بتلك الروعة

..........................................................................................................​

وياتى نهار الأحد وتمتلئ المدرجات الخشبية للصالة المغطاة بكلية الهندسة بالمتفرجين الشباب ربما لأول مرة فى منافسات المصارعة الرومانية ....فوقتها كانت رياضة قليلة الإنتشار قليلة المشجعين لكن تلك المرة وبمجرد إنتشار خبر أن جميلات الدفعة سيشاهدن المنافسات وأن أول طالب يظهر نجم تفوقه بدفعتهم بين المتنافسين تحولت دفعة الإعدادى كلها لمشجعين لرياضة المصارعة الرومانية التى يجهل أغلبهم إن لم يكن كلهم ماهى تلك الرياضة فقد كان برنامج المصارعة الحرة على التلفزيون وقتها يقتل كل فرصة لفهم تلك الرياضة المحددة قواعدها بشدة تمنع أى مصارع من تعمد إصابة منافسه

كانت شلة الجميلات تجلس فى منتصف الصف الأول من المدرجات الخشبية وعجبت سهام لما رأته فلا توجد حلبة مرتفعة ولا حبال حولها ولا شئ مما كانت تشاهده فى برنامج المصارعة الحرة بل بساط مطاطى مرسوم عليه دائرتين واحدة كبيرة وأخرى فى منتصفه صغيرة وقد تجمع لاعبى الفرق فى أركان موزعة حول البساط على مسافة منه فى أنتظار إعلان الحكام بدء المباريات ..... كانت الجريئة سهام بالطبع لا تكف عن الثرثرة مع باقى الشلة بصوت خافت لظنها أنها تعرف عن المصارعة مالا يعرفن وأنها ستقوم بشرح ما سيجرى لهن

  • مين البت القمر اللى واقفة مع أمجد والدكتور إبراهيم دى
  • يمكن بنته ولا بنت حد من الدكاترة جاية تتفرج
  • بس هى لازقة فأمجد كده ليه ... أكيد دى تبعه ... يمكن أخته ولا حاجة
  • بذمتك إنتى دى ممكن تكون أخت أمجد ؟ بقى القمر دى ممكن تكون اخت أمجد اللى شبه عساكر الأمن المركزى
بينما كانت الجميلات يثرثرن سويا حول أمجد كان الدكتور إبراهيم يقف مع أمجد فهو يعتمد عليه فى إحراز ميدالية ذهبية لم تحصل عليها كلية الهندسة منذ سنوات

  • دى بقى خطيبتك يا سى أمجد ... لا ياض ذوقك حلو .... فعلا احلى منهم بكتير
  • أعرفك يا دكتور بخطيبتى منى ... بنحب فى بعض من وإحنا فى اللفة ولسة مخطوبين من إسبوع .... ده الدكتور إبراهيم اللى حكيتلك عنه كتير
لتجيب منى بنبرتها الرقيقة

  • تشرفنا يا دكتور .... أمجد مبيبطلش كلام عن حضرتك
  • تشرفنا يا منى ... مضطر اسيبكم علشان أكون مع الدكاترة المرافقين لباقى الفرق ... دهبية يا أمجد وإلا هطّين عيشتك
  • تمام يا دكتور متقلقش
وبدأت المنافسات وكانت مباراة أمجد هى رابع المباريات التى ستلعب ولم تكف سهام عن الثرثرة بهمس مع صديقاتها

  • أول ماتش هتبدى أهى ... هو الحكم بيحسس عاللعيبة كده ليه قبل ما ينزلوا ؟ أنا كده بافكر أشتغل حكم مصارعة ... هى العيال دى مالها رفيعة كده
إلى أن نادى المحكم الرئيسى بالميكروفون على إسم أمجد ومنافسه ليتجهزوا للمبارة ليخلع أمجد جاكيت بدلة التدريب الذى يرتديه فوق مايوه المصارعة الرومانية وقد تدلى نصف المايوه العلوى لأسفل فهو لا يرفع المايوه قبل وصوله لحافة البساط لتناوله منى فوطة يتأكد بها من جفاف جسمه تماما قبل النزول ويتجه للبساط ويحيى الحكم قبل أن يرفع نصف المايوه ليعلقه بأكتافه ويمرر الحكم يديه على جسدى المصارعين ليتأكد من جفاف أجسادهم ويعاين أظافرهم وأحذيتهم لتعود سهام للثرثرة

  • يخربيتك يا أمجد ... الواد جسمه يهبل وهو قالع ... بصى الواد مفيش فى جسمه نقطة شحم وجسمه كل عضلات ... شوفتى فخاده يا بت يا أمانى متقسمة إزاى
وهنا لم تتحمل أعصاب سميرة مزيدا من ثرثرة سهام عن جسم أمجد لتجمع أغراضها بعصبية وتقوم لتنصرف فورا فقد تأكدت الآن انها تغار على أمجد ولا تطيق سماع المزيد من كلام صديقتها عن جسده ... فهى تعلم كم تحب سهام التطلع لأجساد الرجال

كان أمجد تقريبا هو الوحيد الذى يرتدى زى مصارعة كامل بين المتنافسين فهو كان الوحيد بينهم المسجل بسجلات اللعبة على مستوى الجمهورية ويتدرب على أيدى محترفى تدريب وبناء أجسام متخصصين منذ كان فى العاشرة

أمجد طراز خاص من المصارعين يحبه منافسوه ويحترمون قدرته ... فهو بارع فى إكتشاف نقاط ضعف المنافسين ويجيد إخفاء نقاط ضعفه ورغم ذلك لا يلعب على نقاط ضعف خصمه ويلعب على مواطن قوة المنافس مما يجعل مبارياته تبدو للمشاهد ممتعة بين خصمين قويين ... لكن فى تلك المسابقة بين طلاب جامعة واحدة لم يكن هناك من يمكن أن ينافسه فى وزنه فكان يحاول إطالة المباراة ولو لمدة الأربع دقائق مدة الجولة الأولى لكن إنتهت مباراته الأولى بعد دقيقتين فقط لعدم التكافوء حاول أمجد خلالها إمتاع المشاهدين ببعض الحركات الفنية مع عدم إحراج خصمه

بنهاية المبارة الأولى لأمجد كانت سهام فقدت التحكم تماما فى لسانها

  • الواد كإن مافيش فى جسمه عضم ... شوفتى يا إيمان بيتنى ضهره إزاى وهو شايل الواد ... لا لا لآ الواد ده مخبى عننا حاجات كتير .... أنا مش هافوتله ماتش بعد كده ... اللعبة دى عجبتنى خلاص
وانتهت مباريات أمجد جميعا وخرجت الصديقات لتجدن سميرة جالسة وحيدة بالكافيتريا لتنضمن لها وتعود سهام للثرثرة

  • بس نفسى أعرف مين اللى كانت مع أمجد دى .... أول ما ساب الدكتور إبراهيم جرى عليها وقلع الميدالية من رقبته وحطها فى رقبتها ... لازم أسأله البت القمر دى تبقى مين ... لأ مش ممكن تكون أخته
وهنا فقدت سميرة شعورها تماما فانفجرت وهى تلملم أشياءها

  • تبقى زى ما تبقى يا سهام إحنا مالنا ... أنا ماشية زمان بابا مستني برة
لتنظرسهام جهتها وهى تغادر وتراقب مشيتها الغاضبة

  • هو فيه إيه ؟ مالها اتشنجت عليا كده ليه ؟ أنا قلت حاجة زعلتها
  • إنتى بتستعبطى يا سهام ؟ يعنى مفهمتيش؟
  • مفهمتش إيه يا أمانى ؟ أمجد صاحبنا زى ماهو صاحبها وفرحانة بيه ... غلطت فى إيه انا؟
  • يعنى مفهمتيش لما كانت بتتقمص لما تلاقى واحدة فينا قاعدة مع أمجد لوحدها ولزقتها فيه طول ماهم قاعدين ؟ إنتى حمارة يا سهام ولا إتعميتى ؟
  • تصدقوا يا بنات فعلا كنت حمارة ... إزاى مأخدتش بالى ؟ بس إمتى حصل ده ؟ سميرة اللى مبيعجبهاش حد تحب أمجد ؟ لا مش مصدقة
كانت سميرة شاحبة الوجه على غير عادتها فى اليوم التالى للبطولة وبينما تجمع العديد من الزملاء حول أمجد للتهنئة كانت سميرة تجلس ساهمة تراقب التحول الذى طرأ على من كان لايعرف كيف يختار ملابسه يوم السبت فيأتى بملابس فخمة أنيقة يوم الإثنين وكأن ساحر ما مسه فغير من ملابسه وحتى من طباعه

فرغم إحمرار وجهه من الخجل وشعوره بالحرج من أن يكون محط الأنظار وهو خجل حقيقى غير مصطنع فطريقة كلامه مع الغرباء عنه قد تغيرت ... وبعد أن كان يخجل من السلام على أى شابة بيده أصبح بتقبل مزاحهن معه حتى مع إستمرار حمرة الخجل بوجهه

ترى ما غيره فى يوم واحد ؟ بالتأكيد هى تلك الفاتنة التى كانت برفقته وخلع ميداليته أمام الجميع ليهديها لها بحركة رغم أنها لم ترها بنفسها إلا ان الجميع يقول أنها قمة الرومانسية ولا تصدر إلا من قلب محب .... من أين أتت التى تشعر بأنها خطفت منها الوحيد الذى انجذبت له وأول من شعرت معه بلذة ولو أنها بسيطة إلا أنها أول لذاتها الجنسية ؟ بالتأكيد إنها قريبة للدكتور إبراهيم عرفه إليها ليغيره من جندى ضل طريقه فوجد نفسه وسط المدنية إلى شاب مودرن يرتدى أحدث ما وصل من البلاد الأوروبية

ليتها إعترفت لنفسها إنه تحبه منذ أن تعرفت عليه ... هكذا حدثت سميرة نفسها وهكذا ألقت على نفسها باللوم بينما لم ترحم سهام حالة صديقتها أو لم تلحظها من الأساس فهى مشغولة بفضولها ........ وأنانيتها

  • مين البنت القمر اللى كانت معاك دى يا أمجد ؟ أختك؟
  • لأ ... دى خطيبتى
وأظهر لها الدبلة التى تختفى تحت خاتمه فسمعته سميرة ورأت الدبلة ولم تنتظر لتسمع باقى الحوار واندفعت تحتضن ماتحمله وانطلقت للحمام حيث أغلقت عليها أحد أبوابه وانفجرت فى بكاء حقيقى فقد شعرت بأن يداً تعتصر قلبها ولم تخرج من الحمام إلا إلى الخارج واستقلت أول تاكسى قابلته وذهبت لمنزلها تحاول إخفاء دموعها وتغلق حجرتها عليها لتبكى قصة حب ماتت قبل أن تولد

مسكينة سميرة .... إنها لم تعرف بعد ما يمكن أن يخبئه القدر

وانتهى اليوم الحزين لسميرة و بعد أن بحثت عنها صديقاتها ولم يعثرن عليها وبعد أن أخبرهن أمجد بأن منى خطيبته منذ وقت طويل فتاكدن بأن أمجد لم يخدع سميرة ويعشمها بحبه ... فحبه لمنى يظهر فى عينيه بمجرد أن يذكر لهن إسمها

...........................................................................................................​

دخل امجد من باب الفيلا الأنيقة لتستقبله الفتاة الجالسة خلف مكتب الإستقبال بإبتسامة رقيقة

  • مساء الخير يا أمجد ... الريس مستنيك فى مكتبه ... هتخلص معاه وتروح لإلهام مكتبها فورا... سايبة خبر إن عندكوا شغل كتير النهاردة لازم تخلصوه مع بعض
إستقبل الدكتور إيراهيم أمجد وبعد أن حياه بدء يشرح له طبيعة عمله بالمكتب

  • بص يا أمجد ... إنت هنا فى المكتب هتتعلم أكتر ما هتشتغل ... مطلوب منك تركز فى كل كلمة تسمعها منى أو من إلهام ... فى الأول هتساعدنا فى رسم البلانات وهتشترك معانا فى الأفكار ... أنا وإلهام هنا بنعمل الفيرست بلان لأى مشروع جديد ... يعنى البلان اللى هيشتغل على أساسها باقى المهندسين فى المشروع ... المكتب هنا مختلف عن باقى المكاتب اللى فى البلد ... كل مشروع بنصممه هنا لازم يكون ليه فكرة مش مجرد عواميد وجدران ... كل تصميم لازم يكون ليه روح مختلفة ... روح التصميم هى فكرته ... فاهمنى ؟
  • فاهمك يا دكتور واتمنى أكون عند حسن ظنك
  • شكرا يا أمجد ... بالمناسبة عايز اقولك حاجة ... البرفان إللى انت حاطه ده طبعا خطيبتك إللى جايباهولك
  • فعلا يا دكتور ... عرفت منين ؟
  • توقعت وخلاص ... البرفان ده حلو جداً لكن مش مناسب
  • مش فاهم قصد حضرتك
  • البرفان اللى انت حاطه ده مناسب للنهار ... البرفان اللى تستعمله بليل مختلف ... هابقى أجيبلك إزازة برفان تستعمله لما تكون خارج بليل ...الحاجات الصغيرة دى مهمة فى الفكرة اللى هياخدها الناس عنك لما يقابلوك ... إتفضل دلوقتى روح لإلهام ... باب مكتبها هو الباب اللى جنب باب مكتبى علطول
  • شكرا يا دكتور
وخرج أمجد من مكتب الدكتور إبراهيم ليدق الباب المجاور ويدخل ليجد إلهام جالسة أمام ترابيزة دائرية وقد فردت أمامها إحدى الخرائط الهندسية

  • مساء الخير يا أمجد ... إتفضل ... إنت هتكون معظم وقتك معايا هنا فى مكتبى ... ترابيزة الرسم اللى عاليمين دى بتاعتى ... واللى عالشمال بتاعتك ... النهاردة آخر يوم تيجى بالجينز والقميص السبور ... بعد كده هتيجى ببليزر وبنطلون كلاسيك ... من غير كرافتة
  • تمام يا مدام إلهام
  • تعالى اقف جنبى هنا علشان نتكلم شوية فى البلان دى
ووقف أمجد بجوارها وقد إنحنى أمجد مستندا بذراعيه على الترابيزة بينما هى تشرح له على الخريطة المفرودة أمامه بعض المعلومات وتخبره بالمطلوب منهم كفريق عمل إتمامه وفجاءة قطعت حديثها حول العمل

  • هى الدنيا مالها حركده ليه
ومدت يدها لتفتح زر بلوزتها العلوى وقربت وجهها من وجه أمجد المنحنى أمامها وقد تركزت نظرته على صدرها فقامت لتضع يدها على صدره فرفع عينه عن صدرها ليطالع نظرة شبقة تخرج من عينيها بينما تعض بأسنانها على شفتها السفلى فتراجع أمجد بظهره وهى تدفعه برفق حتى التصق ظهره بالحائط فأخذت تتحسس صدره برفق وصعد الدم لرأس أمجد وبدأزبره فى الإنتصاب لكنه يعلم أن مكتب الدكتور إبراهيم مجاور تماما لهم

  • مدام إلهام ... إنتى هتعملى إيه ؟ إحنا فى المكتب يا مدام إلهام
لم تستجب إلهام لكلماته بل إستمرت فى المرور بيدها على صدره وبدأت يدها تتحرك على بطنه وركزت نظرها على زبره الذى بدا إنتصابه واضحا أسفل البنطلون الذى يرتديه وهو لا يكف عن التوسل إليها لتتوقف عما تفعله به

  • إلهام .... إعقلى يا إلهام ... مش هنا
وفوجئ أمجد بإلهام تنفجر فى الضحك بصوت عال وتلقى بنفسها على الكرسى القريب ليفتح الدكتور إبراهيم الباب ويطل برأسه موجها لها الكلام

  • إيه يا إلهام ؟؟ صوت ضحكك مسمّع فى الكوريدور كله ... قلت لك بلاش الضحك بصوت عالى كده
  • الواد أمجد يا دكتور ... إفتكرنى هاغتصبه .... لسانه متعدلش وبطل يقولى مدام إلهام غير لما لقانى خلاص هنط عليه
  • يا إلهام الواد صغير مش قد جنانك ده .. بالراحة عليه شوية
ويخرج الدكتور إبراهيم ويغلق الباب خلفه بينما أمجد لا زال ملتصق بالحائط يتصبب عرقا خجلا وإحراجا يتمتم لنفسه ببعض كلمات

  • إيه ؟ بتبرطم بتقول إيه ؟ هتقول ولا آجى اغتصبك بجد بقى المرة دى
  • كنت باقول ... يخربيت أم جنان أهلك
  • أيوه كده ... لما اسألك على حاجة تجاوب علطول .....لو سمعتك تانى بتقول مدام إلهام أو عرفت إنك قلت تانى للريس تمام وافندم والحاجات دى هاغتصبك... بس مش هنا ... فى الريسبشن قدام الشركة كلها .... فهمت ولا مفهمتش؟
  • آه ياختى فهمت
  • تعالى بقى اترزع قدامى اسمع الكلمتين اللى جايباك تسمعهم ... أقفِل زرار البلوزة ولا عايز تاخد بصة كمان ؟
...........................................................................................................​

ومرت أيام الشهر على أمجد وقد بدأ التغير يظهر فى تعاملاته مع كل المحيطين ... فقد كان تأثير الدكتور إبراهيم واضحا تماما فى شخصيته وازدادت ثقته بنفسه لدرجة أدهشته هو شخصيا وعادت الأمور فى الجامعة تسير سيرها العادى وظهر تفوق أمجد واضحا فى كل المواد فتركيزه الشديد وذاكرته الفولاذية وذكاءه الذى بدا واضحا جعلوا منه مع دعم الدكتور ابراهيم الفتى الأول عند جميع الأساتذة وعادت سميرة للتعامل معه بصورة طبيعية بعد أن تجاوزت صدمتها ورضت لنفسها أن تحبه دون أمل لكنها باتت تتقبل مزاح سهام معه الذى يزداد جرأة يوم بعد يوم دون أن تراعى مشاعر صديقتها التى باتت تعرف الآن أنها محبة له دون أمل حتى انها ردت على صديقتها إيمان بمنتهى الأنانية عندما طلبت منها التخفيف من مزاحاها الدائم مع أمجد مراعاة لمشاعر سميرة

  • الوحيدة اللى من حقها تغير عليه هى خطيبته ... سميرة مش من حقها حتى تضايق
واخيرا قبض أمجد راتبه الأول ليدخل محل الحلوانى الشهير بالحى الراقى لأول مرة فى حياته ويشترى تورتة بعشرين جنيه كاملة يدفعها من أول نقود يكتسبها فى حياته ليذهب منتشيا لبيته ويتصل بحبيبته منى وأمها ليشاركوا اسرته فرحتهم ويصر أمجد أن تقطع منى التورتة وتوزعها بنفسها على الموجودين فهو متأكد أن منى هى سر نجاحه ليصطحبها بعدها لغرفته ... أو غرفتهم ... ويغلق الباب بنفسه ليجلسها على طرف فراشه ويخرج المائة جنيه المتبقية من مرتبه يستقطع منها عشرين أخرى يمد بها يده لمنى

  • إيه ده يا أمجد ؟
  • مصروفك
  • مصروفى عشرين جنيه بحالها يا أمجد ؟ كتير ... انا باخد من ماما عشرة جنيه مصروف وانت بتوصلنى وترجعنى كل يوم وبنفطر سوا قبل الكلية ... هاعمل إيه بعشرين جنيه كمان
  • هتخليهم معاكى ... أى حاجة نفسك فيها تشتريها ... لازم تكونى أحسن بنت فى الجامعة كلها ... التمانين جنيه اللى فاضلين هاخد منهم عشرين والباقى هاحطه فى درج المكتب ... لوحبيتى تشترى حاجة تاخدى منهم
  • انت قد كده بتحبنى ؟
  • نفسى أخليكى اسعد واحدة فى الدنيا يا منى
  • طيب ... خلى العشرين جنيه فى الدرج مع اخواتهم ولما أحتاجهم هاخدهم
  • لأ ... العشرين جنيه دول مش هيتحطوا مع إخواتهم ... إخواتهم اللى هيفضلوا هنشترى بيهم حاجات تانية هابقى اقولك عليها بعدين
وتقف منى لترتمى بين ذراعى أمجد وتضع راسها على صدره تستمع لدقات قلبه ويضم أمجد ذراعيه حولها ليحتضنها ... لم يشعر أيّهم تلك المرة بشهوة .... لكن كلاهما كان يشعر فى حضن الأخر ..... بالأمان

بعد إنتصاف ليل ذلك اليوم يتسلل أمجد للسطح ويعد البرجولة لتوافيه أم منى بعد دقائق ... فلقد أصبحت البرجولة هى موضع لقاءهم ومحل ممارساتهم المجنونة ليستقبلها أمجد بين ذراعيه بمجرد دخولها ويغيبا فى قبلة طويلة يجلسا بعدها متلاصقين على الأرض وذراع أمجد يحيط كتفيها

  • منى فرحانة أوى بالمصروف اللى انت إدتهولها يا أمجد ... البنت بقت مش متخيلة حياتها من غيرك ... أوعى تجرحها يا أمجد
  • منى حب حياتى يا ريرى ... نفسى أجيبلها الدنيا كلها تحت رجليها
  • أنا مش خايفة غير إنها تعرف بعلاقتنا دى فى يوم ... حاولت كتير أمنع نفسى بس مش قادرة .... كل مرة بانزل من هنا أقول دى آخر مرة ... بس بعد كام يوم ألاقى نفسى عايزاك تانى ... مش عارفة اعمل إيه يا أمجد
  • أنا زيك بالظبط ... مش هاكدب عليكى واقولك باندم والحاجات دى ... لأ أنا بحس بس إنى خايف مُنى تضيع مِنى لو عِرْفت .... بس برضه بعد ما اسيبك بيوم ولا اتنين ألاقى نفسى عايزك
  • وهنعمل إيه ؟
  • مش عارف .... منقدرش نعمل حاجة غير إننا ناخد بالنا كويس
  • هو الجو بدا يبرد كده ليه ؟
  • الشتا خلاص قرب يا ريرى
وتلف ريرى ذراعيها حول أمجد الذى يرفع عباءتها التى ارتدتها على لحمها ويضمها بشدة بينما هى تخلع عنه ملابسه ليبحث كل منهما عن الدفء فى جسد الآخر


الجزء الثامن

مقدمة

فى الجزء الثامن إستكمل الباشا حكيه عن تطور شخصية أمجد وتأثيرمحيطه عليه وتأثيره هو فى محيطة وعن تطور علاقته بكل صديقاته وتأثيره عليهن الذى بدأ فى الظهور

أصر الباشا على توضيح تقليد كان متبعا فى تلك الأيام البعيدة وهو ضرورة مقابلة الأب لأى ضيف قبل السماح له بالإختلاط بأهل بيته وكذلك توضيح تفاصيل شراء شبكة العروس حيث كان مبلغ شراء تلك الشبكة يحدد فى أغلب الأحيان بين الأسرتين قبل قراءة الفاتحة وكان من المعتاد شراء أم العريس وأبو العروسة هدية تضاف للشبكة كبرهان منهم على قبول فرد جديد بالعائلة

فى هذا الجزء توجد إشارة عن أيقونة الجمال فى العالم العربى وقتها "جورجينا رزق" اللبنانية التى فازت بلقب ملكة جمال الكون وظلت مثال للجمال لسنوات طويلة فى عالمنا العربى

فى هذا الوقت أيضا كانت تحدث إنقطاعات للكهرباء لكن ليست بجدول كما يحدث الآن بمصر إنما كان يحدث إنقطاع التيار الذى كان قد يستمر لساعات خصوصا فى أوقات الطقس السئ

لم يكن الناس يشكون لكنهم كانوا يتحملون

والآن لنعد إلى قصتنا ونتابع ما حكاه الباشا

...........................................................................................................................



شهدت الأيام التالية تغير حاد فى شخصية أمجد وبدء إندماجه فى عالمه الجديد .... فمن جهة توطدت صداقته بمجموعة زميلاته فى الجامعة و زال تحفظه فى الحديث معهن وبات كل منهم يعرف عن الآخر الكثير من تفاصيل حياته الشخصية ومن جهة أخرى إستطاعت إلهام فى المكتب بجرأتها جعله يخرج من شخصية "الطالب مقاتل أمجد حسن " لشخصية المصمم الأنيق " المهندس أمجد "

وجعلته كتب اليوجا التى يزوده بها أستاذه ويصر على مناقشته فيما قرأ فيها ويتابع تقدمه فى ممارستها أكثر تحكما فى إنفعالاته وتقبلا لأفكار كان يرفضها من قبل عن عالم إنفصل عنه مدة الثلاث سنوات التى أمضاها بمدرسته العسكرية

لكن ظلت منى هى رمانة ميزان حياته التى لا يخفى عليها أىٍ من تفاصيل حياته ...... " إلا شيئا واحدا "

وظل الخميس هو اليوم الوحيد الذى يسمح فيه لأمجد ومنى بالبقاء معا كخطيبين وأخيرا سمح له أبوه بإصطحابها لقضاء بعض الوقت بعيدا عن المنزل بعد أن إستأذن أباها

  • بكرة يا بت يا منى هنخرج
  • آه يا أمجد ... معقولة عمرنا ده كله ومخرجناش مع بعض غير يوم واحد
  • ماهى مش خروجة برضه .... بصى ... إحنا هنقعد معاهم شوية ونسيبهم ونتفسح براحتنا
  • من ساعة ما قولتلى إن البنات إصحابك عايزين يتعرفوا عليا وانا مرعوبة
  • مرعوبة من إيه يا بت ؟ دانتى بجمالك تضربى أى بنت فى الدنيا كلها على عينها
  • بس إنت بتقول إنهم ولاد ناس وبيلبسوا عالموضة وكده
  • يا بت .... دانتى الكام فستان اللى عملتيهم فى الشهر اللى فات يضربوا أحسن فستان على عينه ... وبعدين مش مهم الفستان يا عبيطة ... المهم الحشو
  • مش أمك قالت نخف المحن شوية .... بس بصراحة أنا مش قادرة .... هى ليه مش فاهمة إن ده حب مش محن ؟
  • هى فاهمة كل حاجة .... بس بتحب تناغشنا
  • ياللا بقى نكمل مذاكرة قبل ما حضرة الناظرة تسمعنا بنتكلم ونلاقيها واقفة على دماغنا
كان وجود منى بجوار أمجد يجعل تركيزه فى قمته .... فلم تكن فقط ملهمته وأيقونة حظه ... بل كانت ............ لم يجد الباشا كلمة تصف ما كانت منى تمثله له ... فصَمتْ

و اتى يوم الخميس واعتذرت سميرة عن حضور لقاء منى بحجة أن اهلها لم يسمحوا لها بالخروج مساء ... لكنها كانت فى الحقيقة لا تريد لقاء منى ... فكان شعورها بأنها تسرق لحظات متعتها البسيطة من أخرى لا تعرفها أفضل عندها من أن تتعرف على منى ثم تختلس من ورائها تلك اللحظات

كانت سميرة نقية هذا النقاء الجميل الذى قارب على الإنقراض

جلست سهام وصديقتيها أمل وإيمان بكازينو الميريلاند على ترابيزة تكشف لهم مدخل الكازينو الذى يقع بداخل تلك الحديقة المعروفة بمصر الجديدة وقد إقتربت الساعة من السادسة الموعد الذى حددوه للتقابل مع أمجد والتعرف على خطيبة صديقهم الوحيد

  • يا لهوى يا بت يا إيمان ... شايفة خطيبة الواد أمجد عاملة ازاى ... دى ولا نجمات السينما
  • البت مفيهاش غلطة .... جمال وجسم وشياكة ... تهبل ... ليه حق عينه متروحش على أى بنت تانية
ويقترب أمجد تتأبط جميلته ذراعه من زميلاته

  • مساء الخير يا شباب .... إحنا جايين فى معادنا بالثانية .... ليكو كتير قاعدين
  • لأ لسه جايين من عشر دقايق ... مش هتعرّفنا ؟
  • خطيبتى منى ... سهام ، إيمان ، أمل
  • أمال فين سميرة ؟
  • سميرة أهلها صعب شوية يا منى موافقوش إنها تخرج معانا بعد الكلية
وبينما إكتفت إيمان وأمل بالسلام على منى أصرت سهام على أن تحتضنها ... فسهام بطبيعتها تقدر الجمال ... ولم يكن جمال منى جمالآ عاديا بل كان هذا النوع من الجمال الكامل الذى يشمل كل شئ ... وأهمه جمال الروح

إمتدت الجلسة طويلا واندمجت الفتيات الأربع فى حوار طويل حول الموضة والمكياج وأشياء كثيرة لا يعلم عنها أمجد شيئا ولا يلاحظ إلا إنبهار صديقاته بمنى وجمالها وحتى رغبتهن فى تقليدها

  • بس إنتى الخلخال اللى لابساه فى رجلك ده شكله يجنن مع إن مافيش حد بيستعمله دلوقتى
  • ماما قالتلى إن الستات اللى رجليهم وحشة هما بس اللى بيقولوا كده
  • تصدقى عندها حق .... الخلخال فى رجليكى يهبل.... أنا هاخلى بابا يشتريلى واحد من بكرة
  • وإنتى إشتريتى الفستان ده منين يا منى ؟ تفصيلته حلوة قوى ومظبوط عليكى
  • لأ أنا مش باشترى جاهز ... أمجد قال إن التفصيل بيكون مميز أكتر
  • وبتفصلى فساتينك فين ؟
  • ساعات ماما بتفصلها لى وساعات باروح مع ماما وأمجد عند خياطّة فى شارع شريف
وامتدت حوارات الفساتين والخلاخيل طويلا وانسجمت منى مع صديقات أمجد وتبادلت معهن أرقام التليفونات وأمجد شبه متفرج حتى نظر لساعته فوجدها الثامنة والنصف

  • الساعة بقت تمانية ونص يا منى ... ياللا بينا نقوم علشان نوصل قبل 9 .. بوظتولنا الخروجة اللى كنا ناويين نخرجها ... منكولله
  • هاتصل بيكى أول ما أروّح يا منى نخلص كلامنا ... ماهو الرذل ده مش هينفع نتكلم قدامه
  • لا ياختى إنتى وهيا ... لما منى تروح مش هتبقى فاضية لكم .... هنقعد نتكلم انا وهيا ... ده بعد إذنكوا يعنى ... أنا قايم احاسب
  • خلاص يا منى .... طالما البايخ ده مش هيخلينى اعرف اكلمك النهاردة هاتصل بيكى الصبح ... إنتى بتصحى الساعة كام ؟
  • أمجد بيتصل بيا الساعة 6 الصبح بنفطر سوا وانزل شقتنا لغاية ما أطلع لماما الساعة 10 علشان تكون صِحْيت ..... يوم الجمعة مش بتسيبنى غير بليل ... بتعلمنى كل حاجة أمجد بيحبها
  • طيب خلاص ... هاتصل بيكى الساعة تمانية ونص تكونى خلصتى فطار مع أمجد... نتكلم شوية لغاية ما يجيى معادك مع مامته
  • أوكى ... سلام بقى علشان أمجد مستنينى عالباب
وتتبادل منى الأحضان مع صديقات أمجد وتلحقه لتتأبط ذراعه ليخرجا تتابعهم نظرات الفتيات بشعور حب حقيقى لمنى رغم أنه أول لقاء لها معهن

  • بيحبوا بعض قوى .... يا بختها
  • يا بخته هو ... البنت دى أنا حبيتها قوى ... رغم شياكة كل حركاتها إلا إنك تحسيها متواضعة قوى وجميلة كده من جوه ...حسيت إنى اعرفها من زمان
  • أوعى يا سهام تتكلمى عنها بالشكل ده قدام سميرة .... إحنا ما صدقنا إنها فاقت
  • متخافيش هاخد بالى ... بس هى فعلا كده سميرة مكانش ليها فرصة أصلا مع أمجد ... بنت زى دى مافيش واحدة ممكن تنافسها على قلبه ..... لأ قلبه إيه ؟ دى مافيش بنت ممكن تنافسها على أى حاجة أصلاً
...........................................................................................................

وأخيرا ينفرد أمجد بمحبوبته فى السيارة لتشتبك أصابعهم لكن تلك المرة إستغلت منى هدوء شوارع مصر الجديدة وخلوها من المارة لتريح رأسها على كتف أمجد

  • أصحابك لطاف أوى يا أمجد ... مكنتش فاكرة إنى هتبسط كده
  • يعنى مش غيرانة عليا منهم ؟
  • توء ... توء ... أنا متأكدة يا أمجد إن قلبك مش ممكن يخلى عينك تروح على أى واحدة غيرى حتى لو كانت جورجينا رزق
  • تصدقى إن اللى إدوا جورجينا رزق لقب ملكة جمال الكون لو كانوا شافوكى كانوا سحبوا منها الجايزة وإدوهالك
  • مش ماما قالت نبطل محن ؟
  • بس ده مش محن ... ده حب
  • قلدنى بقى وقول اللى باقوله ... لو سمحت متاخدش جملتى
وتتوقف السيارة أمام باب عمارتهم لتستند منى كالعادة على ذراع أمجد ليصعدو السلم بهدوء لشقة أمجد فكلاهما يحب التلامس البسيط بين ذراعه وصدرها حتى يفتح أمجد الباب ليجد أمه فى الإنتظار كالعادة وتلقى منى بنفسها بين ذراعى الأم وسط نظرات أمجد المتبرمة

  • بأقولك إيه يا ماما .... ممكن تأجلى الإستجواب لغاية بكرة .... نفسى يا عالم أعرف أقعد مع خطيبتى زى باقى الناس .... يوم الجمعة بتبقى طول النهار عندنا ومبعرفش أقعد معاها نص ساعة على بعضها
  • إخرس يا واد وكفاية محن .... مانتو مع بعض بقالكوا 3 ساعات .... سيبهالى شوية بقى
  • يا أمى ... يا حبيبتى .... 3 ساعات معرفتش أكلمها فيهم عشر دقايق .... سيبيهالى النهاردة الساعة اللى فاضلة قبل جرس المرواح ما يضرب
  • خش على أوضتك وبلاش غلبة .... عشر دقايق وهتجيلك ... ومش هتقفلوا الباب .... مش هيجيلى نوم غير لما اتطمن من منى على حاجة كده
  • مش هيجيلك نوم ؟ تبقى تخلى عم رشدى أباظة يحكيلك حدوتة
  • غور يا أمجد على أوضتك وبطل سفالة علشان مخليش منى قاعدة معايا الساعة اللى فاضلة كلها
  • حاضر يا ماما هاغور على أوضتى .... بس ارجوكى بلاش تعرفى كل التفاصيل النهاردة ... إعرفى العناوين وكملوا النشرة بكرة
ويتجه أمجد لغرفته بينما تزيح أم أمجد بعض خصلات الشعر عن وجه منى وترفع رأسها إليها وتطبع قبلتين على وجهها

  • ها .... قوليلى .... أصحاب أمجد حلوين ؟
  • كلهم قمرات يا ماما وطيبين قوى ... أنا حبيتهم قوى
  • يا بت ؟ ..... مش غيرانة عليه منهم ؟
  • بصى يا ماما مش هاكدب عليكى ... أنا كنت غيرانة عليه شوية قبل ما أقابلهم ... بس بعد ما قابلتهم وشوفت معاملتهم لأمجد ومعاملة أمجد ليا قدامهم مبقتش أغير عليه منهم ... كانت كل نظراته ليا ومعاملته معايا قدامهم كأنه بيقولهم أنه بيحبنى ومش ممكن يفكرفى واحدة غيرى وهو كمان بيعاملهم ويتكلم معاهم زى ما بيكلم أصحابه الولاد ....... أنا باحب أمجد قوى ياماما ... هو ليه لغاية دلوقتى مش عايز يقولها بلسانه؟ ... نفسى أسمعها منه
  • هيقولها يا بت ... متقلقيش ... قومى بقى أقعدى معاه الشوية دول ... زمانه هيبيض جوة .... ومتقفلوش الباب
  • يا ماما .... نفسى فى حضن واحد بس
  • بلاش محن يا بت .... مينفعش النهاردة وانتوا مشتاقين قوى كده ... مش هتمسكوا نفسكوا ... روحى دلوقتى ... وبكرة تشبعوا أحضان
  • حاضر يا ماما
وتطبع منى على وجنتى الأم قبلتين وتتجه لأمجد فى غرفته لتتشابك أصابعهم وتشتبك أعينهم فى حوارها الصامت الذى لا يفهمه غيرهما

ويأتى نهار الجمعة وبعد أن ينهى أمجد ومنى إفطارهما الإسبوعى بجوار البرجولة تعود منى لشقتها لتتلقى مكالمة سهام بينما يعود أمجد لشقته ويجلس وحيدا بغرفته ليفتح كشكول محاضراته ليجد ورقة صغيرة بداخله بخط منى مكتوب بها كلمة واحدة " باحبك "

تلك الرقيقة التى باتت تعلم أن تركيزه مرتبط بوجودها حوله تركتها له ليشعر بوجودها ويستجمع ذلك التركيز فى دروسه حتى وإن كانت غيرموجودة بجواره فدست له تلك الورقة وتلك الكلمة التى تعلم تأثيرها عليه ... وفورا قام للتليفون وقد قرر أن يقول لها الكلمة التى تنتظرها منه ولم يجد فى نفسه الشجاعة من قبل لينطقها لكنه وجد تليفونها مشغولاً فيهمس فى ضجر

  • يخربيت أبوكى يا سهام .... طبعا مش هتخلصى رغى معاها فى أى كلام فاضى دلوقتى .....ده وقته ؟
ويعود لغرفته ليطوى الورقة بعناية ويدسها فى محفظته ويستغرق فى مذاكرته على أنغام الموسيقى المنبعثة من الراديو الصغير المضبوط دائما على محطة البرنامج الموسيقى

كانت منى أمام باب شقة أمجد قبل أن تدق الساعة العاشرة بثوانى لتفتح لها أم أمجد الباب وتتلقفها فى حضنها فجدولهم اليوم ممتلئ بالدروس التى يجب أن تلقيها على منى وبالكثير الذى تريد أن تسمعه منها وبعد الحضن الطويل المعتاد تتهامسان

  • هاخش لأمجد عشر دقايق بس يا ماما ... عايزة أقوله حاجة مهمة
  • بت .... عشر دقايق مفيش غيرهم من غير محن
  • حضن واحد بس يا ماما مش أكتر .... والروج أهو فى بقى لو اتمسح منه حتة صغيرة هتعرفى
  • ماشى يا بنت ريرى ... أما أشوف .... هبقى واقفلكوا ورا الباب ... إنتى عارفة
وتنطلق منى لغرفة أمجد لتجده واقفا فى إنتظارها

  • إتأخرتى كده ليه يا منى .... طلبتك لقيت تليفونك مشغول
  • كنت باكلم سهام .... ظريفة قوى سهام دى .... مبطلناش ضحك طول المكالمة وبعد ما قفلت أمل وبعدين إيمان إتصلوا يصبحوا عليا... ليا عندك طلب يا حبيبى .... ممكن ؟
  • إنتى تؤمرى مش تطلبى
  • ممكن تبقى تساعدهم فى المذاكرة ؟ بيقولوا إنك مش موافق تساعدهم
  • يا منى هاساعدهم إمتى بس ؟ أنا الصبح فى الجامعة وعندى يومين تمرين ويومين فى المكتب .... يعنى باقى الأيام يا دوب أذاكر واقعد معاكى شوية
  • هما قالولى لو حتى ساعتين كل إسبوع ... خليها يوم االجمعة ... معندكش تمرين ولا مكتب ... ومبنعرفش نقعد فيه مع بعض غير ساعة الفطار الصبح ..... ماما مش بتسيبنى فيه بعد كده اصلا ... يا إما بكون معاها فى المطبخ بتعلمنى الطبيخ يا إما بتعلمنى الخياطة يا إما بتخلينى أقيس الهدوم اللى بتعملهالى وتظبطها عليا ... علشان خاطرى هما ساعتين بس تقعدهم معاهم كل يوم جمعة واهو هتبقى بتذاكر برضه .... ولما ترجع نبقى نستأذن من ماما نقعد مع بعض شوية
  • مانتى عارفة .... مبقتش باعرف اذاكرغير وانتى جنبى
  • علشان خاطرى يا أمجد ... متكسفنيش معاهم فى أول طلب يطلبوه منى .... علشان خاطرى
  • مش هعرف اقولك لأ ياقردة .... بس كده مش هاعرف أذاكر كويس .....أوعى يعرفوا منك إنى باشتغل مع الدكتور إبراهيم
  • لأ متخافش ..... عايز تفهمنى إنك مذاكرتش كويس النهاردة
  • لأ ... النهاردة ذاكرت كويس
  • لقيت الورقة ؟
  • أه لقيتها
  • وقريت اللى فيها ؟
  • آه
  • كان مكتوب فيها إيه؟
  • كان مكتوب فيها ..... مكتوب فيها
  • إنطق بقى
ويغلق أمجد الباب بهدوء ويمد ذراعيه يلفهما حول منى ويضمها لصدره بقوة فتتنفس أنفاس عميقة وتشب على أطراف أصابعها وتلف ذراعيها حول عنقه وتضع رأسها على صدره تسمع من قلبه الكلمة التى لم يستطع لسانه النطق بها ... ولأول مرة يجد أمجد يده تتحسس ظهرها وتمتد لمؤخرتها تعتصر فلقتيها بنعومة اذابتها وشعرت بالبلل يتسلل منها ويهمس أمجد وقد تملك منه الشبق

  • إنتى لابسة إيه تحت الفستان ؟
  • تحت الفستان من فوق ولامن تحت
  • مكان إيدى
  • إنت قليل الأدب يا أمجد ... إيه اللى بتعمله ده ................ لابسة كيلوت أسود صغنن زى اللى كانت عينك هتخرج عليه لما كنا فى وسط البلد مع ماما .... ماما إشترت لى ستة واديتهوملى
وتدق أم أمجد الباب كعادتها عندما تشعر بأنهما تجاوزا الحد الأقصى المسموح لهما به

  • أمجد .... كمل مذاكرتك ... تعالى يا منى عندنا شغل كتير
وتخرج منى من الباب وهى تنهج وقد إحمر لون وجهها بشدة وساقاها بالكاد تحملها لتتلقاها الأم خلف الباب

  • شوفتى .... مش قولتلك غلط تحضنوا بعض دلوقتى ... قدامى عالمطبخ يا ممحونة
  • يا ماما ماهو الروج قدامك زى ما هو أهو
  • الروج ؟ الروج إسود وصغنن يا مايصة .... قدامى عالمطبخ يا بت .... مفيش قفل باب تانى عليكوا خلاص .... قعدتكوا لوحدكم بقت خطر
وينتهى يوم الجمعة ولم تترك فيه أم أمجد أى فرصة لهما للإنفراد مرة ثانية وحتى لم يرها إلا ساعة تجمع الأسرة وأم منى للغداء

فى اليوم التالى إحتل أمجد مكانه المعتاد فى المدرج متوقعا وصول سميرة فى أى لحظة لكنها اليوم إنتظرت باقى صديقاتها بالخارج .... وظهرت الفتيات الثلاث أمامها ليجتمع شمل شلة الجميلات

  • صباح الخير يا سميرة .... عندى خبر بألف جنيه .... أمجد وافق يذاكر معانا ساعتين كل إسبوع
  • إيه ده ؟ إنتو أقنعتوه إزاى؟ ... إحنا من أول السنة بنحاول معاه ومش راضى
  • مش إحنا اللى أقنعناه .... إحنا قلنا لمنى وهى اللى أقنعته .... حتة بنت يا سميرة ... مش ممكن ... مفيهاش غلطة .... ودمها زى العسل وطيبة كده وبنت ناس قوى ... بيموتوا فى بعض هما الأتنين ومبيقدرش يرفضلها طلب .... ياريتك جيتى معانا امبارح .... كنتى هتحبيها قوى
  • طيب كويس .... هاسبقكوا أنا عالمدرج
وتنظر أمل و إيمان لسهام نظرة لوم لتجيب بأنانيتها المعتادة

  • إيه ؟ مش هى اللى سألت ؟ ياللا نلحق نفطر قبل المحاضرة
ومضى باقى الإسبوع بسرعة ليأتى صباح الجمعة حيث يتناول أمجد مع حبيبة روحه إفطارهما بجوار البرجولة كما إعتادا وأمجد يبدو على وجهه شئ من التجهم فهو يشعر أنه سيفقد متعة الشعور بوجودها حوله

  • مالك يا أمجد .... شكلك متضايق
  • لا مافيش حاجة .... بس مشوار النهاردة ده تقيل على قلبى
  • طيب ... اقولك حاجة
  • قولى
  • باحبك ..... باحبك .... باحبك .... با .. ح ... بك
ويغمض أمجد عينيه يستمتع بتلك الكلمة التى تجعل أعصابه تسترخى وتتبدل ملامح وجهه للسعادة وتعود لوجهه إبتسامته

  • تصدقى نفسى آخدك فى حضنى دلوقتى وطز فى العيون اللى حوالينا دى كلها
  • أيوه .... خلى أمك تطين عيشتنا أحنا الأتنين ومتخليناش نشوف بعض تانى غير يوم الدُخلة
ويضحك أمجد حتى تدمع عيناه ... فتلك الرقيقة تملك مفاتيح سعادته كما تملكت من قبل مفاتيح قلبه وتعرف دائما كيف تخرجه من أى حالة ضيق تتملكه بعفويتها وروحها المرحة

  • أقولك بقى على خبر بميت ألف جنيه
  • قولى يا قردة
  • سهام إتقرت فتحتها إمبارح وخطوبتها أول خميس فى الأجازة ... اول ما العريس وأهله نزلوا كلمتنى أنا أول واحدة وقالتلى
  • علشان كده بقى مجتش الكلية إمبارح .... ومين تعيس الحظ اللى خطبها ده ؟ المفروض يعمل حسابه على 100 كيلو اسبيرين فى الجهاز علشان الصداع اللى هيجيلوا بسبب رغيها
  • شاب فى الخارجية إبن صاحب باباها .... هيتخطبوا دلوقتى ويتجوزوا بعد ما تخلص دراسة وتسافر معاه ... بتقول إنهم هيعملوا الخطوبة فى الهيلتون ... وانا أول واحدة تعزمها
  • مش هينفع يا ناصحة .... إنتى ناسية إن ابوكى صمم إننا نسافر كلنا بورسعيد تانى يوم الخطوبة وحاجز شاليهين عالبحرعلشان نقضى فيهم الإسبوع كله
  • صحيح ..... كنت ناسية ... عايز الناس فى بورسعيد كمان يعرفوا إنى اتخطبت
  • بس أحلى حاجة عملها ابوكى يا بت .... إسبوع هنقضيه كله من غيرحاجة ما تشغلنى عنك ... أنا قلت للدكتور إبراهيم وقالى مافيش مانع مروحش الأسبوع ده المكتب بس هاروح الإسبوع التانى كل يوم
  • وانت فاكر إنهم هيسيبونا مع بعض لوحدنا .... دا هيبقى أمى وأمك وابوك واخواتك معانا طول النهاروابويا هيخلص شغل ويجيى عالشاليه ... وفاطمة كمان هتيجى تقعد معانا أنا وامى فى الشاليه .... علشان لو خرجوا تبقى تحرسنا
  • مش مهم ... المهم إننا نفضل مع بعض طول اليوم حتى لو حوالينا الدنيا كلها .... وإنتى قولتيلى إن فاطمة عمتك من نفس سنك وإنها صاحبتك ... يعنى مش هتبقى حراسة مشددة زى بتاعت امى
  • اه فعلا .... وهى كمان هتبقى عايزة تزوغ وتخرج مع خطيبها .... يعنى هتفوتلنا ونفوتلها
  • أنا نفسى الأيام تجرى ونعمل الخطوبة بقى
  • أنا كمان
ويمر وقت الإفطار سريعا وتمر الساعات ويقترب موعد نزول أمجد ليتوجه للحمام لأخذ حمام سريع قبل نزوله ويهمس فى أذن منى فى طريقه بكلمات تبتسم لها وتتركه لتتوجه إلى غرفته وتترك أمه

  • رايحة فين يا بت وسيبانى
  • رايحة أحضر هدوم أمجد اللى هينزل بيها يا ماما لغاية ما يخلص حمامه
  • يا بت إنتى عبيطة ولا شكلك كده .... رايحة تحضريله هدومه اللى هينزل يقابل بيها بنات
  • يا ماما أمجد رايح يذاكر معاهم مش رايح يتفسح معاهم .... ودول أصحابه واصحابى .... وبينى وبينك كده بيتصلوا بيا كل يوم يقولوا لى على كل حاجة بيعملها فى الكلية بالتفصيل ... حتى لو راح الحمام بيقولوا لى راح كام مرة
  • ماشى يا بنت العبيطة .... روحى ياختى حضريله هدومه ... مقالكيش تطلعليله لباس جديد كمان ؟
  • لأ ماقلش ... إنتى فكرتينى ... بقاله كتير ما اشتراش كلوتات جديدة ... فكرينى لما ننزل اشتريله
  • طب غورى يا هبلة .... باقولك إيه ... تجهزيله الهدوم وتطلعى من الأوضة.... مش هيقلع قدامك
  • عارفة .... ومفيش قفل باب علينا
وتخفى الأم إبتسامتها فهاهى فتاتها تنضج وتصبح أروع فأروع كل يوم وستصبح أفضل زوجة

ويخرج أمجد من الحمام ليتجه لغرفته ويرتدى الملابس التى إختارتها له حبيبته ليناديها بعد فترة

  • منى .... لو سمحتى تعالى ساعدينى ألبس الجاكيت
وتترك منى أم أمجد لتهرع لغرفة أمجد لتمسك الأم بذراعها

  • تلبسيه الجاكت وبس يا عين امك .... إيده متروحش كده ولا كده
  • يووووه يا ماما .... هو تلبيس الجاكيت فيه مشكلة كمان ... هامسكله الجاكيت لغاية ما يدخل إيده فى الكم وخلاص ... فيها إيه دى ؟
  • إيده تدخل فى الكم متدخلش فى حتة تانية يا ممحونة ... عينى هتبقى عليكوا
ويلبس أمجد الجاكيت وترش له منى وجهه وصدره بالبرفان الذى أهداه له الدكتور إبراهيم وتمد يدها تعدل له من شكل ياقة القميص وتضع كفيها على صدره مستمتعة بإحساسها بدقات قلبه ليصل إليها صوت الأم من الخارج يناديها فتهرع إليها ويلتقط أمجد كشكوله وبعض الأوراق من فوق مكتبه ويخرج ليجد الأم تجلس وأمامها منى وبينهما قماش جديد سيبدأن فى خياطته لينحنى أمجد على أمه ليقبلها ويهمس فى أذنها

  • أنا مش عارف يا أمى بتشوفينا إزاى وانتى قاعدة هنا
  • المحن اللى إنتو فيه حرارته بتوصلنى لغاية هنا يا روح امك ... اجرى انزل يا اهبل ومتتأخرش ... أبوك عايزيقعد يتكلم معاك شوية
.........................................................................................................

يصل أمجد أمام الفيلا الفاخرة التى تعيش فيها سهام مع أسرتها ويدخل من بوابتها الحديدية ليدق الجرس المعلق بجوارالباب لتفتح له سهام بنفسها .... فيوم الجمعة هو يوم إجازة لكل العاملين فى الفيلا

  • مساء الخير يا أمجد .... فى ميعادك بالظبط .... تعالى أعرفك على بابا وماما لغاية البنات ما يوصلوا
وتقوده لتصل لبهو متسع مفروش يبدو البذخ على كل ما يحتويه ليجد رجل فخم المنظر شديد الأناقة يدخن سيجار ضخم يجلس مع سيدة ممتلئة الجسم لا تقل عنه فخامة وأناقة لتبدأ سهام عملية التعريف بينهم

  • بابا .... ماما .... أمجد .... زميلنا فى الكلية وخطيب منى صاحبتى
  • أهلا يابنى .... سهام كلمتنى عنك كتير .... واضح إنها بتحب خطيبتك جدا .... مش بتبطل كلام عنها ... إتفضل أقعد ... تشرب إيه ؟
  • أهلا بيك يا عمى .... مافيش داعى أشرب حاجة ... يادوب نخلص مذاكرة علشان ألحق أروّح .... بابا بيزعل لما أتأخر برة البيت
  • لا ماينفعش .... نشرب حاجة لغاية ما زمايلك يوصلوا ... تشرب قهوة معايا ؟
  • لو حضرتك مُصِر يبقى بلاش قهوة ... مش متعود عليها
  • أها ... سهام قالتلى إنك رياضى كبير ... يبقى تشرب عصير .... لو سمحتى يا مدام إعمليلى قهوة وهاتى لأمجد عصير
وتترك سهام وأمها أمجد مع أبيها الذى بدأ حوارا مطولا مع أمجد .... فهو كأى أب يريد الإطمئنان على أخلاق من يدخل بيته ومن سيكون بصحبة ابنته لوقت قد يطول

طال الحديث حتى ظن أمجد أنه لن ينتهى وأبو سهام يستفسر منه أو بالأحرى يستجوبه عن كل شئ بداية من الحى الذى يسكن فيه ومدرسته الثانوية وحتى مهنة أبيه وأمه ولا يقطع هذا الحديث إلا دخول سهام

  • بابا ... سيبنا نروح نذاكر بقى .... أمجد مستأذن من والده ساعتين بس وإنت أخدت منهم نص ساعة والبنات وصلوا ومستنيين
وتصطحب سهام أمجد وتخرج من باب الفيلا ليلتفت الرجل لزوجته

  • ولد متربى وابن ناس .... أنا سمعت عن أبوه ... راجل محترم وشديد
  • ولد مؤدب ... عينه مترفعتش من الأرض من أول ما دخل ... وحتى القهوة مبيشربهاش
  • ... سهام بتقول على خطيبته كمان متربية وبنت ناس وجميلة جمال غيرعادى... بس مش صغير قوى إنه يخطب فى سنه ده ؟
  • علشان ولد جد ومش بتاع هلس ... تقريبا علشان ابوه صعيدى مربيه التربية الشديدة دى
قادت سهام أمجد لحديقة الفيلا المتوسطة المساحة لملحق صغير مستقل فى الطرف القريب من مبنى الفيلا حيث دخلا من باب جانبى ليجد باقى الشلة مجتمعات ويعاين الملحق فيجده مثال للذوق الجيد وبعد ترحيب صديقاته تبدأسهام كعادتها الحديث

  • ده بقى مكانى ... معظم اليوم بأقضيه هنا ما بروحش الفيلا تقريبا غير للنوم .... الباب اللى هناك ده على الشارع التانى ... كنت أنا والبنات بناخد الدروس هنا أيام الثانوية وبيدخلوا ويخرجوا منه
  • آآآآآآآه ... علشان كده بقى مشوفتهمش وهما داخلين
  • لما بيكونوا جايين عندى بييجوا من الباب بتاع الملحق ... وانت المرة الجاية مفيش داعى تيجي من الباب الكبير ... تعالى على هنا على طول
كان الملحق عبارة عن غرفة متسعة ....بطرفها البعيد باب أنيق وتتوسطه ترابيزة دائرية حولها خمس مقاعد وعلى الجانب طاقم أنتريه فخم موضوع أمام مدفأة من الطراز القديم وملحق به حمام ومطبخ صغير

شدت المدفأة أنظار أمجد فهو لأول مرة يرى مثلها خارج الأفلام وبجوارها مجموعة الأخشاب التى تستعمل لإشعالها ومعلق على جانبها السيخ الذى يستعمل فى تقليب الخشب

  • جميلة أوى الدفاية دى يا سهام
  • آه .... أنا باحبها قوى ... لما بابا أشترى الفيلا كان الملحق ده موجود ومرضيش يشيل الدفاية جددها بس... لكن للأسف مبعرفش أولعها .... باجيب البواب يولعهالى ... بس هو أجازة النهاردة ... فيه دفاية كهربا لو حسينا بالبرد نبقى نشغلها
  • أنا أعرف اولعها ... بس الجو مش برد للدرجة دى يعنى ... إحنا النهاردة هنذاكر إيه ؟
  • نذاكر وصفية ... آخر محاضرة مفهمناش حاجة ... طبعا الكلام ده مش بالنسبة لك
  • علشان إنتوا بتفضلوا تكتبوا ومبتسمعوش اللى الدكتور بيقوله .... هاتى الكتاب وأنا هابسطهالكوا
كانت سميرة تراقب أمجد ولم تستطع إخفاء نظرتها له التى لاحظتها صديقاتها ولم يلحظها أمجد ... فهى تراه لأول مرة بتلك الأناقة ورائحة العطر التى تسبقه وكاد قلبها ينخلع لحظة خلعه للجاكيت بتلك الحركة الرشيقة وكانت الفتيات رحيمات بها فتركن الكرسى المجاور لها فارغا ليجلس فيه أمجد فهن بتن يعرفن حبها للوجود بجواره

تسلل أبو سهام وأمها أكثر من مرة ليراقبوا ما يحدث داخل الملحق من خلف الباب وفى كل مرة يجدوا أمجد منهمك فى شرح شئ ما وهو واقف والفتيات يناقشنه وقد ينفعل أحيانا ويهدأ احيانا فاطمأن قلبهما من جهة أمجد وتأكدا بالفعل من أنه شاب أهل للثقة

وأخيرا إنتهت جلسة المذاكرة ولم يتوقع أمجد بأن شرحه لمحاضرة الهندسة الوصفية بصوت مسموع سيجعله يستوعب تلك المحاضرة الصعبة بتلك الصورة

وأستأذن أمجد فى الإنصراف وبالطبع كان لابد على سميرة أن ترافقه فهى تخاف من المشى وحيدة فى تلك الشوارع الهادئة بينما ظلت أمل وإيمان مع سهام ليستكملن معا المذاكرة فهن يسكن فى نفس حيها على بعد ثلاث شوارع

وخرج أمجد وسميرة من الباب الجانبى لتسير معه لأول مرة فى تلك الشوارع الهادئة التى تصطف الفيلات على جانبيها وفجأة يعلو نباح أحد الكللابب لتندفع سميرة وتحتضن ذراع أمجد فى خوف وتضمه بشدة حتى يبتعدا عن صوت النباح لكن سميرة إستمرت فى إحتضان ذراع أمجد فقد شعرت بالأمان عندما ضمت ذراعه لصدرها .... وربما لأسباب أخرى

  • آسفة يا أمجد ... بخاف من الكللابب
  • ولا يهمك يا سميرة ... هو صوته كان عالى فعلا وطلع فجأة
  • يعنى متضايقتش ؟
  • أتضايق إيه يا بنتى .... حد يتضايق إن بنت زى القمر كده تمسك دراعه
إبتسمت سميرة فهاهو أمجد لأول مرة لا يخجل من التصريح لها بأنها جميلة .... وفعلا سميرة جميلة ... لكن جمالها لا يقارن بجمال منى حبيبته وسر سعادته

لم تترك سميرة ذراع أمجد فلقد شعرت باضعاف ٍذلك الإحساس الجميل الذى يكتنفها عندما تلصق فخذها بفخذ أمجد

توقعت سميرة أن يجلس أمجد بجوارها فى التاكسى الذى استوقفه على أول الشارع وقد إستعذبت إحساس إحتكاك ذراعه بصدرها وضغطه على حلماتها التى تشعر بها الآن منتصبة جاعلة شعور لذتها يتضاعف وتناست كل ما كانت تضعه فى ذهنها بالنسبة لأمجد لكنه خيب ظنها بعدما فتح لها باب التاكسى الخلفى لتجلس ثم جلس هو بجوار السائق لا لكى يتبع الأصول كما ظنت لكن لإنه شعر بوحش الشبق الذى يسكنه ورآه يبتسم له يغريه بالإستمرار فى حك ذراعه بصدر سميرة وخاف أن يغلبه الوحش فيتمادى

........................................................................................................

مرت أسابيع واعتاد أمجد على وجوده كل جمعة فى بيت سهام واعتادت اسرتها على وجوده واعتادت سميرة على الحصول على وجبة المتعة الإضافية فقد أصبح إحتضانها لذراع أمجد بمجرد إبتعادهم عن بيت سهام شئ طبيعى لا تخجل منه ولا يمانع أمجد فيه بل أنه أصبح الآن يشعر بأن إلتصاق فخذها بفخذه أثناء المحاضرات يسعد الوحش الساكن بداخله

........​

اصبح أمجد وإلهام ثنائى متفاهم فأصبح يتفهم جنونها واستطاعت هى أن تخرج منه الفنان المجنون الذى كان الدكتور إبراهيم يراه بداخله وأصبح تبادل أفكار التصميمات الجديدة بينهما يخرج بتناغم حتى أن الدكتور إبراهيم أصبح يعتمد عليهما تماما فى أفكار التصميمات واجتمع بهما قبل يومين من إسبوع الإمتحانات الأخير

  • بصى يا إلهام .... فيه شركة بترول أمريكية هتفتح مقر ليها هنا فى مصر ... مطلوب مننا تصميم للمقر ده ... طبعا يا أمجد إنت بتمتحن ومش فاضى ... أى فكرة جديدة تيجيى فى دماغك إشرحها لإلهام وهى هتترجمها على الورق ... مش إحنا لوحدنا اللى هنقدم تصميم ... فيه أربع مكاتب تانية هتقدم تصميمات والشركة الأمريكية هتختار واحد يتنفذ ... لو مكتبنا فاز بالمشروع ده ليكو عندى مكافأة كبيرة ... النهاردة التلات ... يوم التلات الجاى عايز تصميم ولو مبدأى ونشتغل عليه مع بعض علشان نعمل بلان
  • ماشى يا ريس .... والداتا بتاعت البلان فين
  • أنا عملتلكم نسختين من الداتا ... وعندكم صورة لشعار الشركة وملخص لنشاطها ... ورونى همتكوا
ومد يده لإلهام بمجموعتين من الأوراق أخذت واحدة لنفسها وأعطت الأخرى لأمجد وخرجوا متجهين لمكتبهم حيث جلسا على الترابيزة التى تتوسط المكتب يطالعان ما هو مكتوب بالأوراق

  • هنعمل إيه يا سى زفت فى المصيبة دى
  • مش عارف لسه يا إلهام ... مش كان الريس يأجل الموضوع شوية لغاية حتى بعد حفلة الخطوبة ؟
  • أنت أهبل ياض ... بيقولك اربع مكاتب تانيين مقدمين غيرنا ... هنقولهم إستنوا لما سى أمجد يخطب علشان نقدم معاكوا
  • أنا لسة عندى مادتين اصعب من بعض ... مش عارف هأقدر اساعدك ولا لأ
  • ولا يهمك ياض ... أنا هاخلصها لوحدى ... والمكافأة بالنص
  • تصدقى إنك بت جدعة يا إلهام ... مش عارف إزاى إتطلقتى مرتين ... حد يبقى متجوز مزة جامدة زيك كده ويطلقها
  • إعدل نفسك ياض ... إنت هتعاكسنى ولا إيه
  • خلاص ... لا هاعاكسِك ولا هانيلك ... حد يعاكس واحد صاحبه .... أكيد إتطلقتى بسبب لسانك
  • طب ماتجيب بوسة بقى ... ولا بلاش بدال ما أهيج عليك واغتصبك وانت لسة بنت بنوت ... قوم روّح إنت دلوقتى علشان تلحق تِذاكر وانا هافكر فى البلان دى .... مافيش داعى تيجى يوم السبت .... الريس قال إن الفيزيا صعبة وكلكم بتكرهوها... ولو جتلك فكرة إتصل بيا فى التليفون
ويمر يومان وينتهى أمجد من إمتحان الخميس وهو آخر يوم فى إمتحانات الرقيقة منى وهو يومه الإسبوعى للجلوس معها كخطيبين وبعد الإمتحان تتجمع حوله مجموعة صديقاته ويرفض مراجعة إجابات الإمتحان فرأيه بأن الإمتحان إنتهى وما كُتِب قد كُتِب ولن تغير مراجعة الإجابات منه شيئا

  • باقولك إيه يا أمجد .... يوم الإتنين إمتحان الفيزيا وانا لسة مخلصتش منها حاجة ... إعمل حسابك ساعتين بكرة مش هينفعوا ... منى قالتلى إنها أقنعت ابوك إنك هتستنى معانا لغاية ما نقفّلها وإنكم هتخلصوا مشوار الصاغة وتجيلنا .... هنستناك الساعة 2
  • بقولوكوا إيه .... أنا مخلص الفيزيا كلها ومش فاضيلكوا ... بكرة الصبح هننزل نشترى الشبكة ... فاضل إسبوع على الخطوبة
  • يعنى هيهون عليك تزعل منى منك قبل خطوبتكم بإسبوع ... حرام عليك
  • ماهو إنتوا عرفتوا نقطة ضعفى وبتجولى منها ... ماشى ... أهو آخر يوم وهاستريح منكم أكتر من إسبوعين .... سلام بقى ... زمان منى خلصت إمتحان ومستنيانى
وينطلق أمجد تتابعه نظرات زميلاته فى ود ... فحتى سميرة أصبحت تحب منى التى لم تراها من قبل وباتت مكتفية بتلك اللمسات من فخذ أمجد وذراعه بعد أن بدأ يبادلها اللمسات وباتت نظراتها التى تتسلل أحيانا لبنطلونه وترى إنتفاخه الذى يزداد أثناء تلك اللمسات تسعدها وتجعلها تكتشف عالم جديد عليها من المتعة التى أصبحت الآن لا يضيرها كونها مسروقة من أخرى ولم تدرِ أن وحش الشبق الذى يسكن أمجد قد بدأ يتسلل إليها هى الأخرى ويطلب المزيد

بريئة كانت سميرة لكن إلى متى ستستمر برائتها بعد أن بدأ يسكنها ذلك الوحش

وياتى نهار الجمعة وأمجد ومنى لم يغمض لهم جفن من فرط فرحتهم وسمح له أبوه بإستخدام التليفون الذى لم يتركه ولم يتوقفوا عن الكلام حتى إستيقظت أمه

  • إنتوا لسة بترغوا فى التليفون من إمبارح ؟ بتجيبوا كلام منين ؟ سيبها بقى تنام ساعتين .... لازم جسمها يكون مستريح واحنا بنقيس الشبكة ... وانت كمان ناملك ساعتين وهصحيك الساعة 9
  • حاضر يا ماما
ويغلق أمجد التليفون لتجلس أمه بجواره

  • أبوك فرحان بيك قوى يا أمجد ... الألف جنيه اللى هو كان شايلها لشبكتك مع ال 500 جنيه اللى سحبتهم من دفترك هيجيبوا شبكة تشرّف
  • أنا حاسس إنهم قليلين ياماما على منى ... كان نفسى أجيبلها شبكة أكبر تليق بيها
  • ماهما دول كل اللى كانوا فى دفترك يا حبيبى ... أنا كمان هحط 300 جنيه كنت شايلاهم على جنب ... ومتقلقش ... بكرة تكبر فى شغلك وتشتريلها كل اللى نفسك فيه ... نام دلوقتى علشان يبقى شكلك كويس وإحنا عند الصايغ
وبالفعل غرق أمجد فى نوم عميق بمجرد أن أغلق جفونه لتوقظه أمه ليستعد وتتقابل الأسرتين على السلم ويصطحبهم أبو منى جميعا فى سيارته البيجو ستيشن حيث جلس العروسين فى الكرسى الأخير الضيق إلا أنهما كانا سعداء بضيقه فقد سمح لهما بالجلوس متلاصقين بينما تشتبك أصابعهما بالأسفل ولا يراهما أحد

كان جو بدايات يناير غائما تتخله لسعات برد خفيفية وتمنى أمجد ومنى أن تمطر السماء فكلاهما يتفائل بالمطر ويعتبره بشير خير ولم تبخل عليهما السماء ببضع قطرات تسعدهما و تبارك بها تتويج حبهما

كان ابو منى هو من أصر على شراء الشبكة فى بداية فتح محلات الصاغة فهو كتاجر يرى أن أى بائع يتساهل فى الصفقة الأولى لكل يوم فالتاجر يرى أن أول قطعة يبيعها تفتح باب الرزق لباقى اليوم .... وكان محقا

كانت إختيارات منى رقيقة مثلها فجاءت الشبكة بعدد قطع كبير نسبياً لخفة وزنها خاصة بعد أن أصر أبو منى على أن يهدى العروسين مائتى جنيه أخرى ليصبح مبلغ الشبكة 2000 جنيه وهو مبلغ غير قليل

عادت الأسرتين لمنزلهما وصعدوا السلم لشقة أسرة منى وسط زغاريد أم أمجد وأم منى وشاركت بالطبع باقى الجارات فى حفلة الزغاريد وتمنى أمجد أن تطول جلسته مع منى لكن إصطحبه أبوه لشقتهم ليهمس له حتى لا يسمع أخويه الصغيرين

  • لازم تسيب منى مع أمها وأمك اليومين دول
  • إشمعنى يعنى ؟
  • يا بنى متبقاش حمار بقى .... مش هاعرف اقولك التفاصيل ... لازم يجهزوها ليوم الخطوبة ولازم يبقوا الحريم لوحدهم ... حتى حماك هيسيبلهم الشقة ويجيى يقعد معايا عالقهوة ... فهمت ؟
  • يعنى يجهزوها ازاى يعنى؟
  • يوووووه ... دا انت حمار فعلا ... هيعملوا حاجات حريمى ... لو كنت فهمت يبقى ماشى لو مفهمتش إتفلق ... خد العربية معاك النهاردة ....الجو شكله هيقلب ومنى قالتلى إنك هتتأخر النهاردة
وبالفعل لم يكن أمجد يفهم ماهى تلك الأشياء التى ستفعلها النساء ولابد أن تتم فى شقة العروس لكنه لم يهتم .... فبالتأكيد ستخبره منى بالتليفون عن تلك الأشياء عندما ينتهى من مذاكرة الفيزياء مع باقى شلته ويعود لمنزله

وصل أمجد لفيلا سهام وركن سيارته بجوار باب الملحق وبدأت رياح باردة تصفر فى الجو ليدق الجرس ويدخل وهو ينفخ فى يديه ليدفئها فيجد الفتيات الأربع فى إنتظاره وقد تدثرت كل منهن ببالطو ثقيل فالجو بالفعل أصبح قارس البرودة

  • مساء الخير .... هو الجو برد كدا ليه
  • صحيح الجو صعب قوى .... ما تولع لنا الدفاية يا أمجد ... مش كنت بتقول إنك تعرف تولعها
  • ماشى .... فعلا الجو ده محتاج دفاية
  • على ما تولع الدفاية أكون عملتلكوا طقم شاى يدفينا
  • طيب هاتيلى شوية ورق قديم من عندك
وبالفعل يتجه أمجد للدفاية ويلتقط قطعة من الخشب يضعها ويكوم حولها بعض الأوراق القديمة ثم يرص حولها مجموعة أخشاب أخرى صانعة حولها شكل هرمى ويلتقط الولاعة الموجودة أعلى الدفاية ويشعل النار بالأوراق فتشتعل وتشتعل معها قطعة الخشب الأولى ثم تمتد النار شيئا فشيئا لتمسك بباقى الأخشاب لتشتعل ويبدء الدفء فى السريان حول الدفاية

  • دا إنت قرد يا أمجد ... نفسى اتعلم اولع الدفاية دى ... إنت إتعلمتها فين دى
  • شكرا يا سهام كلك ذوق ... محدش قالك قبل كده إن الملافظ سعد ... إتعلمتها فى المدرسة طبعا ... إنتى نسيتى إنى كنت فى مدرسة عسكرية وكانوا بيعلمونا الحاجات دى زى أى عسكرى
  • طيب تعالوا بقى نقعد عالأرض هنا جنب الدفاية واحنا بنذاكر علشان نبعد عن البرد
وفعلا تحلق الجميع أرضا بجوار المدفأة وخلعت الفتيات البلاطى التى كن يتدثرن بها وحتى أحذيتهن خلعوها ليسرى دفء النار من أقدامهن لباقى أجسادهن وتبعهم أمجد وخلع الجاكيت الذى يرتديه وخلع حذائه ليندمج فى الشرح بصوت يسمعنه جميعا ويثبت به هو معلومات المادة فى ذهنه .... كانت كل الفتيات ما عدا سهام يرتدين بنطلونات صوفية ثقيلة غامقة وبلوفرات اسفل البلاطى أما سهام فكانت ترتدى جيبة قطنية بيضاء فوقها بلوزة صوفية ... فهى فى بيتها

ويدخل عليهم ابو سهام وأمها دون أن يشعروا بهم

  • إيه يا ولاد إللى إنتوا عاملينه ده ؟
  • البرد يا ماما كان مش مخلينا نعرف نركز
  • طب أوعوا تخرجوا يا بنات من الدفا للبرد من غير ما تقفلوا البلاطى
  • متخافيش يا طنط
  • وانت يا أمجد متنساش تقفل الجاكيت بتاعك ... إنت مجبتش بالطو ليه
  • أنا معايا عربية بابا ومش همشى فى البرد ... متقلقش حضرتك يا عمى
  • طب يا ولاد .... إحنا خارجين شوية .... يمكن نتأخر يا سهام .... نامى هنا النهاردة علشان متخرجيش فى البرد واقفلى الباب عليكى كويس ... مافيش شغالين فى الفيلا النهاردة إحنا هنقفل باب الفيلا من برة بالقفل بعد ما نخرج
  • حاضر يا ماما متقلقيش .... هتربس البابين أول ما نخلص ويمشوا
  • طيب يا ولاد ... ليلتكم سعيدة
ويخرج الأب تتابط الأم ذراعه ويلفت نظر أمجد جاكيت الفرو الثمين الذى ترتديه أم سهام ويتمنى فى نفسه لو أن معه ما يكفى من المال لشراء مثله لحبيبته منى فبالتأكيد سيكون عليها أروع من أم سهام

ويستمرأمجد فى شرح منهج الفيزياء لنفسه بصوت مرتفع والفتيات يستمعن ويناقشن أحيانا ويضعن بعض خطوط فى كتبهن وهن متعجبات من تبسيط أمجد للمادة وتفكيكها لدرجة أشعرتهن بأنهن أغبياء إذ لم يستطيعوا فهم تلك المادة

وفى السابعة كانت الفتيات قد أرهقن تماما بعد أن شرح لهم أمجد ما يقرب من ثلاثة أرباع الكتاب

  • كفاية كده النهاردة يا أمجد مش عارفين نشكرك إزاى لازم نروح دلوقتى ... شكلها فيه مطر الليلة
  • تشكرونى على إيه يا أمل ... فعلا كفاية عليكم كده النهاردة ... ياللا بينا أوصل كل واحدة فيكو لغاية بيتها وبعدين أوصل سميرة وأروّح ... أهو بيتى قريب من بيتها
لترد سهام بأنانيتها المعتادة

  • لأ يا أمجد ... أنا لسة فيه حاجات مش فاهماها ... وانت وعدت إنك هتخلص معانا الفيزيا كلها
  • يا سهام اللى فاضل حاجات بسيطة ولسة قدامك يومين تقدرى تخلصى فيهم
  • لأ يا سيدى ... خليهم هما يروحوا وإستنى إنت كمل باقى الكتاب معايا ... هاشتكيك لمنى واقولها إنك مرضتش تكمل معايا الشرح علشان توصل البنات ....... وسميرة
وهنا يدق جرس إنذار فى ذهن أمجد وسميرة وتنظر أمل وإيمان لسهام نظرة لوم شديدة ويلعنها أمجد فى سره ... فهو يعلم أنها لن تقول إلا الحقيقة ... لكن كيف ستقولها وكيف ستفسرها منى؟

  • طيب خلاص يا سهام .... هاوصل سميرة لأقرب تاكسى وبعدين أوصل أمل و إيمان وارجع أكمل معاكى مذاكرة
  • خلاص ... ولغاية ما توصلهم وترجع أكون عملت حاجة ناكلها
ويخرج أمجد والفتيات الثلاث ليركبن مع أمجد سيارته وتحرص سميرة على ألا تكون هى من تجلس جواره ليوصلها لأول الشارع وينزل من السيارة ليوقف أول تاكسى يمر لتشكره وهى تركب

  • متشكرة أوى يا أمجد وآسفة إنك هتضطر تسيب خطيبتك اللى أكيد مستنياك وترجع تكمل مذاكرة لسهام
ليبتسم لها أمجد ويهز رأسه

  • ولا يهمك يا سميرة ... كده أو كده مكنتش هاعرف أقعد مع منى النهاردة وآدينى هاكمل مذاكرة بس بصوت عالى ... تصبحى على خير
وينطلق التاكسى حاملا سميرة ويعود أمجد لسيارته لينطلق بها والفتاتين لا تجدان ما تعتذران به لأمجد عن ما قالته سهام

عاد أمجد لفيلا سهام وقد إزدادت برودة الجو وبدأت السحب فى التجمع منذرة بليلة ممطرة ليجد سهام قد أعدت بعض السندويتشات وكوبين من الحليب وقابلته بإبتسامة تحاول بها الإعتذار عن قلة ذوقها

  • أنا عملت لك سندويتشات ناكلها سوا قبل ما نكمل ... هترضى تاكل معايا بنفس ولا هتبقى زعلان
فابتسم أمجد لها وقد قبل إعتذارها ليبدآ تناول الطعام وتخرجه سهام من حالة الغضب التى المت به والتى نجح فى إخفاءها ربما لأول مرة فى حياته ولم يظهر على وجهه أى تأثر بغضبه حتى أنهوا طعامهما وعادا لمراجعة ما بقى من المادة وقبل أن ينتهوا بقليل يبدأ صوت المطر يدق خارج الملحق ويضع أمجد المزيد من الأخشاب بالمدفأة ويقلب النار بالسيخ المخصص لذلك فهو يحب رائحة إحتراق الخشب ويعشق صوت المطر ويبدأ مزاجه فى الإعتدال ليفيض فى شرح الفيزياء وتبسيطها وسهام تسمع وأحيانا تناقش وأحيانا تحل بعض المعادلات التى كانت تبدو لها مسبقا صعبة بمساعدة أمجد لتنقطع الكهرباء كعادة تلك الأوقات عند إشتداد المطر قبل أن ينتهوا تماما من إستكمال الكتاب

  • يووووه .... ده وقته .... مكانوش قادرين يستنوا نص ساعة كمان
  • مفيش مشكلة يا سهام .... شوية والكهربا هترجع ... نريح شوية عالأقل
  • طيب أعملك بقى حاجة تشربها لغاية ما الكهربا ترجع ... تحب تشرب إيه
  • إيه ده إنتى بتعرفى تعملى حاجة غير الشاى
  • يادى النيلة .... يابنى بنات الأغنيا بنات زى أى بنات أمهاتهم بيعلموهم يعملوا كل حاجة ... هى بس الأفلام العربى اللى مبوظة صورتنا ... ده أنا باعمل شوية قرفة بالحليب محصلوش... بابا مبيشربهاش غير من إيدى ... هاقوم أعمل كوبايتين لغاية الكهربا ما ترجع
  • طيب يا ستى أدينا هنشوف
وتتجه سهام للمطبخ الصغير الذى ألقت عليه نار المدفأة ببعض الضوء البسيط

  • أنا مش شايفة حاجة .... بس فيه شمع هنا أهو ... فين الولاعة يا أمجد اللى ولعت بيها الدفاية
  • هنا فوق الدفاية أهى ... أجيبهالك ؟
  • لأ خليك أنا هآجى أخدها ... ريح رجليك شوية ... إنت طول مانت بتذاكر رايح جاى زى بندول الساعة
وتعود سهام لتقف أمام المدفأة لتتناول الولاعة من فوق الرف الموجود بأعلاها وتقف بين أمجد وبين المدفأة وقد فتحت ساقيها قليلا لتحافظ على توازنها فيشف قماش الجيبة البيضاء التى ترتديها ويتخللها ضوء المدفأة ليرى أمجد وحش شبقه يبتسم له وسط لهيب النار الواضح خلف جيبة سهام يتراقص بين فخذيها فيغمض عينيه ليبعده عن تفكيره حتى تجد سهام الولاعة أخيرا وتتجه بها للمطبخ وتشعل شمعة تضئ جنبات المطبخ وينعكس ضوءها على وجه سهام وشعرها الملتوى المسترسل خلف ظهرها ويضئ صدرها ليجد أمجد الوحش واقفا قوق هذين الثديين ولا يجد أمجد وسيلة لإبعاده عنه غير إغلاق عينيه وإسناد رأسه على الكنبة الجالس أمامها على الأرض لتنتهى سهام من صنع كوبى القرفة وتحملهما على صينية تضعها على الأرض بجوار ساقى أمجد الممدتين وتنظر لوجهه وترى عينيه المغمضتين فتظنه قد نام من الإرهاق وتقرر أن تتركه قليلا حتى يعود تيار الكهرباء وتجلس بجواره وتفرد ساقيها بجوار ساقيه لكن يبدو أن الوحش الذى يسكن أمجد قد إنتقل تأثيره إليها فتقترب حتى تلتصق جلستها بجلسته ولأول مرة فى حياتها يلامس جسدها جسد شاب فهى رغم كثرة حديثها عن أجساد الرجال فلم يسبق لها أن كانت بهذا القرب من شاب تنفرد به خلف باب مغلق ويدفعها الوحش الذى تمكن منها الآن لأن تزيد من إلتصاقها به وأمجد يغمض عينيه محاولا طرده من ذهنه لكن سهام تجدها فرصة لتحسس جسد شاب كما كانت تتمنى فتمد يدها تتحسس ذراع أمجد فيفتح عينيه علها تتركه فهو لا يدرى ماذا سيحدث إذا تمكن منه وحش شبقه مع عذراء مثل سهام

لم تبعد سهام يدها عن ذراعه ولم يحاول هو إبعادها لكنه يمد يده فيتناول كوب القرفة ويناوله لسهام التى تأخذه بيد تكاد ترتعش من إثارتها بينما اليد الأخرى تتجمد على ذراعه فيتناول كوبه بذراعه الأخرى بينما يلف ذراعه التى تتحسسها سهام حول كتفيها فتتنهد تهيدة طويلة وتريح راسها على صدره تتشمم رائحة شاب لأول مرة فى حياتها مختلطة برائحة الخشب المحترق ودقات المطر بالخارج تعزف من حولهم موسيقى رومانسية تزيد من نشاط الوحش الذى بدأ يظهر أنيابه مع إنتهائهم من شرب مشروبهم الساخن الذى زاد من سخونة أجسادهم المراهقة فيضع أمجد كوبه على الصينية ويمد يده لسهام التى تناوله كوبها ليهمس لها بصوت لا تكاد تسمعه

  • لو سمحتى يا سهام رجعى الصينية المطبخ وإهدى... مش عايزين نعمل حاجة تزعلنا من بعض
  • مهما عملت يا أمجد دلوقتى مش ممكن هازعل منك .... وانت كمان مش هتزعل مِنى ... الجو ده أول مرة أعيشه .... من فضلك متحرمنيش إنى أستمتع بيه ... هادخل الصينية جوة وارجعلك ... أرجوك متبوظش اللحظة الجميلة دى ... إحنا أصحاب وهنفضل أصحاب مهما حصل بينى وبينك ... أصحاب مش أكتر
وتقوم سهام وتنحنى أمامه فيظهر له ظل مؤخرتها من خلف جيبتها وها هو الوحش يفتح باب محبسه ويخرج .... فقد مر أكثر من شهر على آخر لقاء لأمجد بأم منى والوحش الآن جائع وهاهى وجبة شهية أمامه ......وجبة بطعم مختلف عن الوجبة التى اعتاد تناولها وتتوسل إليه تلك الوجبة أن يلتهمها

عادت سهام بسرعة وكأنها تخاف أن يغير أمجد من موافقته التى بدت فى عينيه لتجلس بجواره وتضع رأسها على كتفه بينما تثنى ركبتيها فتنزلق الجيبة التى ترتديها وتكشف له فخذيها عاريين وتلفح نيران المدفأة أسفل فخذيها وكسها الذى لا يداريه إلا الكيلوت القطنى لتزيد من حرارته وتفتح الباب لسائلها اللزج ينساب منه فيمد أصابعه يمررها على باطن فخذها حتى تصل أصابعه لكسها فيمرر أطرافها عليه بنعومة ويلف يده حول كتفها فتمد يدها تتحسس صدره وتفك أزرار قميصه وتمرر يديها على صدره العارى بلمسة مرتبكة ... وهنا يتمدد الوحش ويحيط بأمجد وسهام ولا يترك فرصة لهما للفرار منه فيضع أمجد يده اسفل ذقنها ويرفع وجهها إليه ويبدأ فى تقبيل وجنتيها بهدوء شديد حتى يصل إلى أذنها اليسرى فيطبع قبلة أسفلها ثم يمتص حلمة أذنها وتشعر بأنفاسه الحارة داخل أذنها فتغمض عينيها مستمتعة بلمسات شفتيه بينما يفتح هو أزرار بلوزتها الصوفية ويخلعها عنها فتقلده وتخلع عنه قميصه فيصبح عارى الصدر أمامها وهاهو حلمها بأن تتحسس جسد رجل عارى يتحقق فتمرر كفيها بجنون على صدره وبطنه متلمسة عضلاته الواضحة وقد تخلت يدها عن ترددها فيقف ويوقفها أمامه ونصفها العلوى مستور بقميصها الداخلى وسوتيانها البناتى الساذج ونار المدفأة تنعكس على جسده العارى وجسدها الذى يوشك أن يتعرى

رفع أمجد وجهها إلى وجهه مرة أخرى وبدأ فى تقبيل شفتيها قبلات سريعة ولم يكن يتوقع أن تستجيب له كإستجابة عشيقته أم منى فتلك هى أولى تجاربها فى التقبيل ولا تعرف ماذا تفعل لكنها الآن بين يدى خبير

مرر أمجد إبهامه على شفتى سهام وفرج بين شفتيها فاستجابت له وفتحت فمها قليلا ليأخذ شفتها العليا بين شفتيه فتشنجت شفتيها لبرهة ثم ارتخت ليفعل بها ما يشاء فامتص شفتها العليا كثيرا وبدأ صوت تنفسها فى الإرتفاع وشعرت بماء كسها وقد بدأ يسيل كثيفا من كسها يبلل فخذيها وبدأت تبادله إمتصاص شفته السفلى وفتحت له فمها ليعبث لسانه بلسانها قليلا ثم يمتص لسانها داخل فمه وقد أحكم ذراعيه حولها حتى لا تنهار ساقاها ثم دفع لسانه مرة ثانية لفمها فتفعل به ما فعل بلسانها حتى تنتهى قبلتها الحارة الأولى فى حياتها

يحرك أمجد شفتيه يقبل رقبتها ويهبط بهما حتى صدرها فيستمر فى تقبيله متجها لكتفها الأيمن حتى يصل لحمالة قميصها الداخلى فيزيحها بيده فتفهم ما يريد وتخرج ذراعها من الحمالة لينكشف نصف سوتيانها الأيمن مظهرا أعلى ثديها فيغمره بالقبلات وهو يحرك حمالة قميصها الأخرى لتخلع ذراعها عنه ويسقط نصف القميص العلوى لأسفل تمسكه الجيبة عن الوقوع ويصبح نصفها العلوى عارٍ إلا من هذا السوتيان القطنى الساذج فيحرك شفتيه مقبلا ثديها الأيسر ينما ذراعيه تلتف حول جسدها لتعالج قفل السوتيان من الخلف ليفتحه بسهولة ويخلعه عنها ويحرره من ذراعيها ليصبح نصفها العلوى عارٍ تماماً فتدفع نفسها فى حضنه ليلامس صدره ثدييها وتنغرس حلماتها المنتصبة بشدة فى جلد صدره وتشعر بإنتصاب زبره يضغط على كسها فتمد يديها وهى فى أحضانه تريد إنزال ما يمنع نصفها السفلى عن زبره فيمد يده ليمنعها بينما يحرك صدره يسحق به تلك الحلمات المراهقة بينما يحرك كفيه على مؤخرتها بنعومة ويعتصر فلقتيها إعتصارات رقيقة بينما يقبل الهالة التى تحيط بحلمتها اليسرى بهدوء قبل أن يلتقمها بين شفتيه ويحرك عليها لسانه بينما تفرك يده حلمتها اليمنى فتتأوه سهام آهة متعة هادئة طويلة فلمساته كرجل يختلف تأثيرها كثيرا عن لماساتها لنفسها فيشفط الحلمة اليسرى بفمه ويزيد من حركة لسانه عليها حتى تبتل تماما بلعابه فينقل شفتيه للحلمة اليمنى يكرر معها ما فعله باليسرى بينما فركة يده لتلك الحلمة اليسرى تختلف بفعل تبللها بلعابه فتطلق آهة متعة أطول من الأولى فيمسك بكلا ثدييها يعتصرهما برقة ويفرك الحلمتين بباطن يده وهو يرفع ثدياها يقبلهما من أسفل ويقبل الشق بينهما ويمرر لسانه على طول هذا الشق حتى يصل لسرتها فيدخل فيها لسانه ويده تجذب الجيبة والقميص الداخلى المتدلى عليها لأسفل بعد أن يجلس على ركبتيه حتى تبقى واقفة أمامه لا يسترها إلا الكيلوت القطنى الساذج الذى يرتديه ويقبل كل ما حول هذا الكيلوت وقد إبتل تماما من مائها فيضع فمه مكان كسها ويعتصر ما تشربه الكيلوت بشفتيه بينما تتسلل أصابعه تحته لتتحرك على الشق بين فلقتيها ويرتفع تنفس سهام بشدة وتبدأ ركبتيها فى الإنهيار ويعلم أمجد أن لحظتها قد حانت فيدفعها برقة حتى تجلس على الكنبة وهو يحرر فلقتيها وكسها من قيدهذا الكيلوت حتى يخلعه تماما من ساقيها ويلقيه أرضا ويفتح ساقيها ليقبل كسها قبلة طويلة قبل أن يلتقم زنبورها بين شفتيه ويمتصه بشدة فتنفجر شهوتها وتقذف بمائها غزيرا ليتلقى هو هذا الماء بفمه وهو يفرك شاربه الخشن بين شفرتى كسها ولم تعد سهام تدرى ماذا يحدث لها فلأول مرة تشعر بإنقباضات كسها بتلك القوة التى ينتفض معها كامل جسدها وتحاول أن تدفع رأسه بعيدا فتمد يديها لرأسه لكنها تجد نفسها تدفع رأسه أكثر نحو كسها وتضم ساقيها بشدة على رأسه وتخرج كلماتها متقطعة

  • أمجد .... إنت بتعمل إيه .... مش قادرة ... سيبنى أرجوك .... أوعى تبعد .... خلى بقك على كسى .. بالراحة عليا يا أمجد
لم يكن أمجد يستمع إليها واستمر فى لعق كسها بلسانه حتى أدخل طرف لسانه بفتحة كسها التى اتسعت وظل يدخل لسانه ويخرجه بسرعة وأتت رعشتها الثانية بعد وقت قليل من رعشتها الأولى وتنظر لأمجد الذى انتظر حتى أنهت رعشتها يقف ويفك حزامه ويخلع عنه بنطاله ولباسه الداخلى لترى أمام عينيها أخيرا زبر حقيقى مثل الذى كانت تراه فى مجلات أباها الجنسية لتمد يدها تمررها عليه وهى متشوقة لمعرفة ملمسه ويتركها أمجد تستمتع قليلا بحركة يدها على زبره ليمد يده يبعد يدها بهدوء ويرتكز بركبتيه على الأرض بين فخذيها ويرفع ساقيها لتتحدث فى همس

  • أمجد أنا لسة بنت ... أوعى تضيعنى
فينظر لها أمجد نظرة طمأنة ويهز لها رأسه فتطمإن وتترك له جسدها فهى متأكدة بأن أمجد لن يفض بكارتها .... ويضع أمجد ساقيها على كتفيه ويمسك بزبره يحركه على كامل كسها ويفرك زنبورها المنتفخ برأس زبره مرات ومرات حتى تقترب قذفتها الثالثة فيضرب زنبورها برأس زبره ضربات سريعة متتالية فتنتفض معلنة إتيانها شهوتها فيضغط فخذيها حتى تلامسا صدرها ويضع زبره بينهم ويحركه بينهما وقد جعل البلل الغزير الذى خرج منها إنزلاق زبره بين فخذيها سهلا وتزداد سرعة حركته ويرتفع صوت تنفسه ويضغط فخذيها بشدة بينما تنغرس رأس زبره بسرتها ويطلق ماءه دافئا غزيرا يغرق بطنها حتى ينتهى من قذفته الأولى مع أول إمرأة يمارس معها الجنس .... بعد أم منى

بعد أن هدأت فورته يقوم أمجد من فوق فخذى سهام ليجذبها برفق فتستجيب له ليناما على الأرض عاريين تماما فتلف ذراعها حول صدره وتضع فخذها على بطنه وتتوسد ذراعه برأسها وهى تنظر إليه غير مصدقة ما فعلته الآن معه وما فعله معها

  • مبسوط يا أمجد ؟
  • آه مبسوط
  • يعنى إتبسطت معايا زى ما تنبسط مع منى ؟
  • أنا عمرى ما عملت كده مع منى يا سهام ... أكبرحاجة عملتها مع منى إنى مسكت إيدها
  • يعنى عايز تفهمنى إنى أول واحدة ؟
  • لأ مش أول واحدة
  • بس إنت إزاى كده ... عرفت تعمل كل ده إزاى
  • تحبى أعلمك حاجات أكتر تزود متعتك ؟
  • هو فيه متعة أكتر من كده ؟
  • فيه متعة أكتر من كده بكتير يا سهام ... ومن غير ما افتحك ... وتفضلى بنت زى مانتى
  • طيب ورينى
  • مش هينفع النهاردة
وفجأة يعود التيار الكهربى ويضئ الملحق من حولهما لكنهما لم يتحركا من رقدتهما العارية حتى يشعر أمجد أن الوقت قد سرقه .... ويشعر شعور آخريدفعه للإنصراف لبيته بأسرع ما يمكنه

  • ياللا يا سهام قومى نلبس هدومنا ونكمل الجزء اللى باقى فى الفيزيا
  • لا فيزيا ولا غيره ... أنا مش عايزة ألبس هدوم النهاردة تانى هانام كده ولبنك ينشف على بطنى
  • براحتك .... يبقى أقوم انا ألبس واروّح
  • خليك شوية يا أمجد ... مستمتعة بإنى عريانة فى حضنك
  • مينفعش ... إتأخرت ولازم امشى
ويقوم أمجد ليرتدى ملابسه وتقوم سهام لتودعه خلف الباب بقبلة طويلة تسترجع بها قبلتهما الأولى التى علمها فيه كيفية التقبيل

  • أمجد .... أوعى تفتكر إنى كان ممكن أقول لمنى إنك مشيت مع سميرة زى ما هددتك إنى اقول .... أنا باحب منى وباحب قصة حبكم ... بس فعلا حسيت إنى مش هاقدر اكمل مذاكرة لوحدى
  • خلاص يا سهام ... واللى حصل بينا ده ...
  • هششششش ... اللى حصل بينا ده هيتكرر كتير ... إنت عايز وانا عايزة .... ومحدش هيعرف ... إنت قلت إن فيه حاجات كتير ممكن تمتعنى أكتر ... وبعد اللى عملته معايا النهاردة مش هاعرف استمتع باللعب فى نفسى تانى خلاص ..... هتعلمنى كل حاجة تعرفها عن الجنس .... وهنفضل أصحاب طول عمرنا ... أول ما توصل البيت بس كلمنى اتطمن عليك... وخد بالك علشان المطر لسة جامد
  • حاضر يا سهام ... تصبحى على خير
  • لما تكلمنى تبقى تقولى تصبحى على خير... مش دلوقتى
ويشتبكا فى قبلة عميقة أخرى يتحسس أمجد أثنائها كامل جسدها العارى ويتركها ليغلق الباب خلفه ويتجه لسيارة أبيه ليستقلها ويقود فى إتجاه منزله

........................................................................................................​

دخل أمجد شقته التى يسودها الهدوء التام فالساعة تجاوزت منتصف الليل ويصطحب التليفون لغرفته ينوى الإتصال بسهام كما وعدها ليجد نفسه يتصل برقم منى

  • مساء الخير يا منى ... لسة منمتيش
  • وانا هيجيلى نوم وانت لسة مرجعتش من برة يا أمجد
  • ينفع تطلعى تقعدى معايا ؟
  • مينفعش طبعا ولو إنه نفسى .... مالك يا أمجد فيك إيه يا حبيبى
  • مفيش حاجة متقلقيش... خشى نامى واطلعيلى الساعة 7 ضرورى
  • بس ماما ....
  • متقوليليش ماما ولا بابا .... الساعة 7 تكونى عندى يا قلبى
  • قلبك ؟ أول مرة تقولها ... هاكون عندك الساعة 7 وطظ فى أمى وأمك
  • تصبحى على خير
ويغلق السماعة ويفتح الراديو الصغير على محطة البرنامج الموسيقى ويفرد إحدى الأوراق الكبيرة على ترابيزة الرسم ويخرج من درجه الأوراق التى سبق وأن اعطاها له الدكتور إبراهيم ويتذكر سهام فيتصل بها يطمئنها على وصوله كما وعدها ويتناول مسطرته ويبدأ فى رسم بعض الخطوط ولا يشعر بالوقت ولا بأى شئ سوى الموسيقى التى ترن فى أذنه

فى السابعة تماما تكون منى أمام باب شقة أمجد لتقابل ابوه خارجا لعمله تودعه أم أمجد التى تسحبها من يدها للداخل وتحدثها فى همس

  • إنتى إيه اللى طلعك ؟ مش قلتلك النهادرة فيه ورانا حاجات كتير
  • مش مهم النهاردة يا ماما ... كل حاجة تتأجل ... أمجد محتاجنى جنبه دلوقتى
  • وإنتى عرفتى منين ؟
  • كلمنى إمبارح أول ما رجع .... أنا حاسة إنه محتاجنى جنبه يا ماما
  • منطقش ولا كلمة من الصبح وعمال يرسم ... أبوه دخل عنده ولما طلع قال متخلوش حد يزعجه .... أدخليله يا بنتى وطمنينى عليه
ولا تدرى الأم كيف عرف أمجد بوجود منى ليصلهما صوته من الداخل

  • تعالى يا منى لو سمحتى .... خليكى قاعدة معايا هنا فى الأوضة
وتندفع منى للغرفة لتجد أمجد واقفا أمام لوحة الرسم لا يرفع عينه عنها

  • هاعملك كوباية شاى بالنعناع واجيبهالك ... إنت محتاجها دلوقتى
وتندفع منى للمطبخ وتتبعها الأم

  • أعمليله كوباية شاى بلبن يا منى ... محطش حاجة فى بوقه من إمبارح
  • لا يا ماما ... هو دلوقتى محتاج شاى بالنعناع
  • وإنتى عرفتى منين ؟
  • أنا عارفة ومتسالينيش عرفت منين لإن أنا نفسى معرفش عرفت منين... مش هيشرب غير شاى بالنعناع لغاية ما يخلص اللى فى إيده ... أنا عارفة يا ماما ... باحس هو عايز إيه
وتحمل الرقيقة منى كوب الشاى لأمجد وتضعه بجواره على المكتب وتجلس على حافة السرير دون أن تنطق بكلمة واحدة وتنظر الأم لهما فى حنان وتتساءل فى نفسها " ألهذه الدرجة يعشقان بعضهما ... كل يشعر بما يحتاجه الآخر دون كلمة واحدة من أى منهما للآخر"

إستمر أمجد فى الرسم دون أن ينطق بكلمة واحدة واستمرت منى جالسة جواره لا تنطق ولا تتحرك إلا لتبدل له كوب الشاى بآخر

لم يتناولا أى طعام ولم يترك أحدهما الغرفة حتى للذهاب للحمام باستثناء خروج منى لعمل كوب شاى له والعودة بسرعة لتكون جواره وحتى عندما أشارت الأم لمنى كى تأتى للغداء رفضت بشدة التحرك من مكانها ... فهى تشعر بضرورة وجودها بجواره وأن ذهابها سيعطله عما يعمل

وأخيرا رفع أمجد راسه من لوحته لينظر لمنى فى حب ويشير لها لتقوم وترى ما أنجزه فتنظر منى للوحة بإنبهار ولو أنها لا تفهم ما فيها لكنها تراها جميلة

  • إيه رأيك
  • روعة يا أمجد
  • هاتيلى التليفون بسرعة
وتهرع منى للصالة وتلتقط التليفون لتعود له بسرعة والأم تراقبها ولا تتدخل

  • هتكلم مين دلوقتى يا أمجد
  • هكلم إلهام
  • دلوقتى يا أمجد ؟ الوقت إتأخر قوى ... الساعة دلوقتى 11 بليل
  • معقولة محستش بالوقت كده ... بس مش مهم لازم اكلمها دلوقتى ... حطى ودنك عالسماعة هسمعك المجنونة دى بتتكلم ازاى
ويطلب أمجد رقم إلهام لتجيبه بعد عدد كبير من الرنات

  • الو ... أيوه يا إلهام أنا أمجد
  • عايز إيه يا سى زفت ... حد يكلم واحدة ست زى القمر زيي كده ومتطلقة مرتين فى ساعة زى دى
  • كنتى نايمة ؟
  • لا نمت ولا إتنيلت على عين أهلك ... إخلص عايز إيه
  • لقيتى فكرة ؟
  • لأ ملقتش زفت وعمالة أقطع فى ورق ... كل ما تجيلى فكرة تطلع إما متكررة أو فكرة زبالة زى وشك
  • إلهام ... ... ....خطيبتى قاعدة جنب منى وحاطة ودنها معايا عالسماعة ... ياريت ننضف لساننا شوية
  • حاطة ودنها معاك عالسماعة ولا حاطة خدها على خدك يا روميو ... إخلص
  • لو قلتلِك إنى لقيت فكرة ورسمت بلان كاملة تقولى إيه ؟
  • بتتكلم جد ياض؟ ده أنا ابوسك من بوقك لو طلع الكلام ده صح ... لا مؤاخذة يامنى ... لو بيتكلم جد هابوسه من بوقه
  • إذا كان مباسنيش من بوقى انا نفسى يا إلهام هيبوسك إنتى ؟
  • إنت مبوستهاش من بوقها لسة يا حمار ... أكيد مبتعرفش تبوس ... هابقى اعلمهولك يا منى ... الواد ده بيتكلم جد ؟
  • راسم لوحة تجنن يا إلهام مع إنى مش فاهمة فيها حاجة طبعا
  • طب إقفلوا دلوقتى أكلم الريس أقوله ... متنامش ... هاتصل بيك تانى
  • يا مهبوشة انتى زمانه نام
  • حتى لو نايم فوق مراته هاقومه ... لا مؤاخذة يا منى ... المفروض متسمعيش الكلام ده ... سلام ... أوعى تنام ياض أحسن ما آجى اغتصبك قدام خطيبتك
ويغلق أمجد السماعة ويحتضن منى ولا يبالى بالباب المفتوح ولا بأمه التى تقف أمامه وتتركهم الأم لفرحتهم ... فذلك الحضن الذى طال لا خطورة منه .... ومنى تستحقه

وتعود إلهام للإتصال وتضع منى أذنها عالسماعة مع أمجد

  • بص يا سى روميو ... الريس هيخلص اللجنة فى الكلية بكرة ويجيى عالمكتب ... هيكون فى المكتب الساعة 1 الضهر تعالى انت الساعة 11 نبص عالبلان سوا لو فيها حاجة ناقصة ولا حاجة
  • صدقينى مفيهاش أى حاجة ناقصة ... بلان كاملة
  • خلاص تعالى الساعة 12 نحللها سوا قبل ما نوريها للريس ... تصبح على خير ... تصبحى على خير يا منى ... هابوس خطيبك من بوقه ولو عجبتنى البوسة هاخده معايا البيت
ويضع أمجد السماعة ويلتفت لمنى

  • لو الشركة إختارت البلان دى الريس هيدينا مكافأة كبيرة
  • إنت وإلهام ؟
  • أنا وإنتى يا منى ... أى فلوس هتجينى هتبقى بتاعتك وبتاعتى
  • طيب إفرد ضهرك شوية ... من 7 الصبح وانت واقف مقعدتش
  • أنا واقف من ساعة ما كلمتك بليل
  • 23 ساعة واقف على رجليك يا أمجد ...إنت بتستعبط ؟
  • مش حاسس بانى تعبان يا منى ... حاسس إنى عايز أخدك فى حضنى واطير
  • طيب تعالى إفرد ضهرك وانا هاقعد جنبك وتحكيلى عملت إيه مع البنات امبارح
ويستلقى أمجد على الفراش ويبدا فى الحديث مع منى يحكى لها تفاصيل مادة الفيزياء وتضع منى يدها على رأسه تتخلل بأصابعها شعره القصير الخشن وما هى إلا دقائق ويغلق أمجد عينيه ومنى لا تزال تمسد رأسه حتى تأتى أم أمجد لتضع منى إصبعها على فمها حتى لا تتحدث الأم وتقوم بهدوء من جوار أمجد وتخرج مع أمه وتغلق الباب خلفها بهدوء

  • ده كده صاحى ليه أكتر من 48 ساعة يا ماما .... يا حبيبى يا أمجد ... فرحان وهيطير من الفرح يا ماما
  • إنتى كمان يا منى قاعدة قعدتك دى ليكى 16 ساعة ... إنزلى إستريحيلك شوية يا بنتى ... بكرة يومك طويل ... بكرة هنعمل الحاجات اللى كان المفروض نعملها النهاردة وبكرة
  • هى الحاجات دى ضرورى يا ماما ؟ دى خطوبة يعنى مش دخلة
  • يا بت لازم تكونى يوم خطوبتك بتلمعى كده ... إنزلى يا حبيبتى نامى ... أقولك ... أنا هانزل معاكى أوصلك علشان عايزة امك فى كلمتين
يومها لم تترك أم أيمن منى إلا بعد أن وضعتها بفراشها وغطتها وظلت بجانبها حتى غفت عيناها وراحت فى نوم عميق
كمل يا برنس ويا ريت ما تتاخر
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
بتلعب بالكلمات بطريقة سلسة ومحببة بتخلي القارىء يستمتع بلهفة نهاية الجملة
ات فنان زى عصفور من الشرق و Bat manوعادل وناس كتير قديمه من المنتدي السابق والحالي اتمنالك لتقدم دائما
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
حقيقى تحفه رائعه اشكرك على مجهودك الرائع واحساسك العالى بالكلمات والسرد الجميل (y)
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
فكرتنى بايام الزمن الجميل ايام سامى التونسى وشوفونى شكرا ليك
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
تمام
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
الجزء التامن أروع من الروعة
جزء جامد جداً
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
يسلم ايديك يا كبير مثل كل مرة فصل تحفة فنية وسرد ممتاز ، صحيح الباشا غلط لما خان منى مسكينة لنشوف شنو رح يصير بعد هذا الحدث ، نتتظر فصل جديد بفارخ الصبر
منتظر رأيك فى الجزء الثامن
حقيقى رأيك بيهمنى أعرفه دايما فى كل جزء
 
  • عجبني
التفاعلات: Tara
بتلعب بالكلمات بطريقة سلسة ومحببة بتخلي القارىء يستمتع بلهفة نهاية الجملة
ات فنان زى عصفور من الشرق و Bat manوعادل وناس كتير قديمه من المنتدي السابق والحالي اتمنالك لتقدم دائما
حضرتك سعادتى لا توصف بتعليقك على كتاباتى المتواضعة خاصة إن حضرتك تانى ناقد أتشرف برده على قصصى بعد الأستاذ @Ehab Demian
اللى دايما بيشرفنى بتعليقه على كل جزء باكتبه
مش قادر اعبر عن مدى شكرى لحضرتك وللأستاذ إيهاب و لكل @ناقد فنى فى المنتدى
مليون شكر مش كفاية لحضراتكم
🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹
 
  • حبيته
التفاعلات: Ehab Demian
قصه فخمه وأسلوب سرد راقي جداً
حضرتك اللى ذوقك فخم وردك أرقى من إسلوب السرد بكتير
أتمنى دايما أشوف تعليقاتك المشجعة
مليون شكر لذوقك ولتكرمك بالرد
🌹 🌹 🌹 🌹 🌹
 
طب والتاسع فين؟
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt



8-22.png

المقدمة

ترددت كثيرا قبل كتابة هذه القصة عن الباشا فهى قصة عن بدايات الباشا و لا يعرف تفاصيلها كاملة غيره ولا ينبغى لغيره أن يعرفها

أحداث هذه القصة تدور على مدى زمنى طويل حيث بدأت أحداثها فى ثمانينيات القرن العشرين عندما كان أمجد وزوجته الحالية فى بداية حياتهما الجامعية ولا تزال تلك القصة مستمرة لوقتنا الحالى الذى نعيش فيه

......................................................

الجزء الأول

إنه اليوم الجامعى الأول فى حياة الطالب أمجد ..... طالب من الطبقة المتوسطة وهو من سيصبح فيما بعد المهندس أمجد أو الباشا كما يعرف فى وقتنا الحالى . أبوه مدير لأحد المصانع الحكومية الكبرى و أمه مديرة مدرسة إبتدائية حكومية

دخل أمجد من باب كليته كطالب مستجد بكلية الهندسة التى لا تقع بحرم الجامعة ولكنها على مسيرة نصف ساعة منها ليستقبل مرحلة جديدة من حياته

دخلها وحيدا فمعظم زملاءه من الثانوى قد إنتظموا فى كليات عسكرية والبقية قد قذف بهم التنسيق بكليات أخرى بنفس الجامعة أو بجامعات أخرى ليجد نفسه يقف وحيدا مع نفسه بينما جميع المستجدين من أمثاله يقفون فى حلقات فهم زملاء من الثانوى أما هو فقد أتى من مدرسة عسكرية وقد رفض أبوه إلتحاقه بكلية عسكرية كزملائه محتجا عليه بمجموعه الضخم الذى يدخله تلك الكلية المرموقة ليعمل مهندس كأبيه ذى المنصب المرموق والراتب المحدود فأبيه كما يحدث أمجد نفسه مديرناجح مرموق لكنه مجرد موظف وللأسف الشديد موظف شريف

كان يشعر بأن الجو المحيط به غريب عليه فهو لأول مرة منذ ثلاث سنوات يذهب للدراسة بملابس مدنية وزد عليها أنه ولأول مرة منذ ست سنوات كاملة ومنذ أن بلغ طور البلوغ يجد له زميلات فتيات سيزاملنه لمدة خمس سنوات ومن المفترض أن يبنى معهن علاقات زمالة وصداقة كالتى كانت مع زملاء الثانوى لكنها ستكون علاقات أكثر نعومة وحِرص فى اختيار الكلمات وملاءمة الحركات بعيدا عن الدعابات الخشنة التى أعتادها فى مدرسته العسكرية

إتجه أمجد نحو المدرج الذى ستلقى به أولى محاضرات عالمه الجديد ولم يسأل أو حتى يتوجه لمكتب شئون الطلاب كباقى زملاءه فحياة الإنضباط التى تعلمها دفعته لإن ينهى قبل إسبوع كامل ما يبدؤنه هم الآن .

وجد أمجد المدرج خاليا من الطلاب فهو أول الواصلين وتأكد من أن هذا المدرج هو المدرج الخاص بمحاضرته الأولى وتخير أن يجلس فى طرف الصف الأول فى مكان رآه مميزاً يرى منه منصة الشرح بوضوح ويجعل من على يمينه فراغ يمكنه أن يجد فيه متنفس لراحته إذا ازدحم المدرج كما كان يتوقع

بدء وصول الطلبة فى مجموعات وارتفع الصخب رويدا فى قاعة المحاضرات الكبيرة وشغل هو نفسه بتأمل القاعة ووجد يده تمتد للكشكول الذى يحمله ويفتح آخر صفحاته ويبدأ فى رسم المنصة التى أمامه بكل تفاصيلها فهو بارع فى رسم الأشياء وموهوب كما كان مدرسينه و زملاؤه يصفونه فى أيام دراسته الثانوية واستغرق فى الرسم حتى لم يعد يسمع أصوات الصخب التى تحيط به من كل جانب حتى أخرجه من إستغراقه يد تربت على كتفه برقة ليرفع عينيه ليجد أمامه فتاة رائعة التكوين تقف مع بعض زميلاتها

  • تسمح يا باشمهندس توسع لنا نقعد جنبك
  • آه ..... إتفضلى يا آنسة ..... آسف إنى مخدتش بالى من أنى قافل المكان
ووقف ليفسح للفتيات مكان للدخول حتى اكتمل جلوس الفتيات وكانت تلك الجميلة هى آخر من جلس فجاءت جلستها إالى جواره فجلس وعاد لما كان يفعله ولم يكلف نفسه حتى رفع نظره إليها أو يحاول التعرف بها كما يفعل عادة جميع الشبان إذا وضعوا فى نفس موقفه حتى بادرته هى بالحديث

  • شكلك مستعجل أوى عالدراسة ..... إنت بترسم قبل حتى ما حد يطلب مننا رسم
  • هههههه ...... أنا بارسم لأنى بحب الرسم ومعتقدش إن اللى برسمه ده هيكون ليه علاقة بدراستنا ..... دى مجرد شخبطة باسلى بيها وقتى لغاية المحاضرة ما تبدأ
  • بس إنت بترسم حلو أوى ...... إنت موهوب
  • لا موهوب ولا حاجة دى شوية خطوط أى حد ممكن يرسمها بشوية تركيز
وقطع حديثهم دخول أول أساتذتهم ووقوفه على منصة الشرح لينقطع الصخب ويبدأ الجميع فى الإنصات للمحاضرة التى بدأت بتعريفهم أسم المادة التى سيدرسها لهم المحاضر والنظام المتبع بالكلية ومثل تلك الأشياء

انتهت المحاضرة بعد ساعتين كاملتين لم ينظر فيهم أمجد لزميلته التى تجاوره وبينما أنهمك جميع الطلبة فى كتابة كل ما يقوله المحاضر لم يدون أمجد فى كشكوله إلا بعض نقاط من كلام المحاضر بينما يستوعب عقله ويصفى خلاصة الكلام وانصب كل تركيزه على الأستيعاب دون كتابة

بمجرد خروج الدكتور من قاعة المحاضرات عاد الصخب للمدرج مع حركة جميع من هم فيه فالبعض يقف ليحرك ساقيه والبعض اتجه لنهاية المدرج للتدخين بينما وقفت معظم الفتيات وبينهم زميلته الحسناء وأصدقائها فعلم أمجد أنهم يريدون الخروج فوقف وأفسح لهم الطريق فخرجن متجهين للحمام كما فعلت معظم الفتيات مصطحبات حقائبهن وتركن ما يحملنه من كشاكيل لحجز أماكن جلوسهن فأمامهم نصف ساعة كاملة قبل موعد المحاضرة الثانية

جلس أمجد فى مكانه ثانية وانهمك فى تدوين بعض الأشياء فى الصفحة الوحيدة المكتوبة عن المحاضرة ووضع بعض الخطوط والدوائر حول بعض ماكتبه حتى شعر بنفس اليد الرقيقة تربت على كتفه ثانية ليجد زميلته الحسناء واقفة بجواره ليفسح لها الطريق لتعود لمكانها ويعود هو لما يفعله لتبادره مرة ثانية بالحديث

  • إنت بتعمل إيه ..... انت طول المحاضرة مكتبتش حاجة وبتكتب بعد المحاضرة ما خلصت ؟
  • أنا كتبت النقط اللى الدكتور مهتم بيها وأكيد الكلام اللى فى المحاضرة هيكون فى الكتاب بتاع المادة ..... لكن شرح الدكتور مش هيكون فى الكتاب
  • هو إنت جديد فى الكلية زينا ولا إنت بتعيد السنة وعارف الكلام ده
  • هههههههه ....... لا يا آنسة أنا جديد زيكم
  • طب عرفت منين الحاجات اللى الدكتور مهتم بيها
  • من طريقة كلامه وال body languageبتاعته
  • يا سلام ..... وانت عرفت الحاجات دى منين ؟؟
وقطع حوارهم عودة زميلاتها فقام أمجد مفسحا لهم الطريق للجلوس ولم يكمل حديثه معها حيث اندمجن فى حديث هامس تتخلله بعض الضحكات الخافتة حتى بدأت المحاضرة التالية والتى كانت آخر مافى يومهم الجامعى الأول وبمجرد إنتهائها حمل أمجد كشكوله وانصرف لكنه لم ينس أن يحيي زميلته الجديدة بإيماءة من رأسه قبل أن يستدير ليخرج من قاعة المحاضرات فى خطوات واسعة منتظمةلا يلتفت نظره فى أى إتجاه بينما تنظر إليه الفتيات متعجبات من ذلك الزميل الذى لم يحاول حتى التعرف لأسمائهن ولجلسته الغريبة المعتدلة وثبات نظرته وحتى عندما انصرف تعجبن من تلك الخطوات الواسعة المنتظمة التى تبدو كخطوات الجنود

إنطلق معظم الطلاب بعد المحاضرة إلى كافيتريا الكلية بينما أتجه أمجد مباشرة إلى خارج باب الكلية وبينما كان كل شاب يحاول التعرف إلى زميلاته لم يكلف هو نفسه بالنظر إليهن وتابعته زميلته فى دهشة وتعجبت رفيقاتها بشكله الذى بدا مستغربا وسط زملائه وتصرفاته التى توقعن جميعا عكسها خاصة بعد أن وجدن زميلتهن تحدثه فى وقت الراحة بين المحاضرتين وتوقعن أنه سيحاول التعرف إليهن بعد نهاية المحاضرة لكنه خيب ظنهن جميعا و سرعان ما تناسوه واندمجن فى التعارف مع باقى الزملاء من دفعتهن وكذلك من الدفعات القديمة الموجودين بالكافيتريا

خرج أمجد من الكلية لا ليتجه لبيته كما ظن زملاؤه لكنه اتجه للمقهى الموجود أمام الكلية ليجلس وبمجرد جلوسه حضر إليه صبى المقهى بشيشة أتبعه بكوب شاى بالنعناع فقد إعتاد وجود أمجد فى الفترة السابقة لدخول الكلية كلما تردد عليها لإنهاء إجراءات دخوله ولا يفوت جلسته المحببة على المقاهى ويعتبره أحد المتع التى يحظى بها ولا يعلمها إلا المقربين من أصدقائه الذين يشاركونه نفس جلسات التدخين والإستمتاع بجلسة المقهى المحببة

إتجه أمجد بعد أن انهى جلسته لمنزله الذى يبعد عن الكلية بساعة مشيا على الأقدام أو بثلث ساعة بالمواصلات لكنه على كل الأحوال يفضل المشى طالما أنه غير مرتبط بموعد و يكتفى بركوب المواصلات فى ذهابه للكلية فقط

وصل أمجد لمنزله حيث يسكن فى الطابق الأخير ورفع عينيه لإحدى بلكونات الدور الرابع حيث تجلس أم منى أو كما تناديها جاراتها المقربات ريرى إحدى الساكنات به وبدأ فى صعود السلم بخطواته المنتظمة حتى وصل للدور الرابع وحدث ما توقعه حيث وجد أم منى تفتح بابها مبتسمة وهى ترتدى عباءتها السوداء الفضفاضة

  • مساء الخير يا باشمهندس
  • مساء النور يا طنط ..... لسة بدرى على باشمهندس دى ده أنا لسة فى إعدادى هندسة
  • لا بدرى ولا حاجة السنين بتعدى هوا ..... تعالى عايزاك تغير لى الأنبوبة وتشوفلى الكهربا بتفصل ليه كل شوية
  • طيب أطلع حاجاتى واغير هدومى وانزلك يا طنط
  • طب أوعى تتأخر يا ولا ..... أوعى تفتكر نفسك بقيت مهندس و كبرت عليا
  • وانا اقدر اتأخر عنك ...... هى منى رجعت من كليتها ولا لسة
  • لأ لسة ...... هترجع متأخرة .....إتصلت من ساعة وقالت هترجع بليل
  • خلاص نص ساعة واكون عندك
  • ماشى مستنياك ...... سلملى على ماما وقلها إنى هاطلع لها بكرة بعد ما ترجع من المدرسة
  • حاضر يا طنط . ..أى أوامر تانية ؟
  • لا ياحبيبى يخليك ليا أنت وأمك
وأكمل أمجد صعوده حتى الدور السادس حيث شقته التى يعيش فيها مع عائلته وفتح الباب ليجد أمه فى انتظاره فقد أنهت عملها مبكرا فرحة بابنها البكرى الذى دخل الجامعة وشرفها بين صديقاتها لتعد له كل الطعام الذى يحبه

  • نورت البيت يا حبيبى ...... قولى عملت إيه النهاردة
  • أخدنا محاضرتين خلصتهم وجيت علطول يا ماما بس مش مستريح ...... مافيش حد معايا من زمايلى ومش واخد على جو الضحك و المياصة اللى هناك ده
  • قصدك يعنى مياصة البنات فى الجامعة
  • لا يا ماما .... مياصة الولاد .... حتى الهدوم اللى لابسينها مش مريحانى ومحسسانى بأنى فى مكان غلط.... حاسس نفسى غريب و بعيد عنهم جدا
  • ولا يهمك يا حبيبى إنت بس إتعودت على نظام المدرسة العسكرية ونسيت جو الحياة بعيد عنها .... بكرة تتعود وهتلاقى ناس شبهك تصاحبهم
  • هنشوف ..... كده أو كده بابا خلاص دبسنى ومرضيش يخلينى أقدم فى الكلية العسكرية اللى كنت عايزها ولازم أكمل
  • ماشى يا حبيبى .... طول عمرك عاقل وقوى وبتعرف تواكب ظروفك .... غير هدومك لغاية ما أعملك الغدا
  • لا مافيش داعى للغدا ..... هاغير وآخد دش يفوقنى وهنزل لطنط أم منى .... عايزانى أغير لها الأنبوبة وأصلح لها الكهربا زى كل مرة ولما بابا واخواتى يرجعوا هتغدى معاهم
  • أها ..... هى منى رجعت من الكلية ؟
  • متخليش مخك يروح لبعيد يا ماما ..... منى صاحبتى وزى أختى وبس والموضوع اللى بتفكرى فيه عمرى ما هافكر فيه
  • براحتك .... بس البت متتفوتش .... حلوة و زى القمر وجسمها حكاية ومتربية
  • بس مبفكرش فيها غير زى ما بفكر فى أصحابى .... يرضيكى اتجوز واحد صاحبى يا حضرة الناظرة
فغرقت امه فى الضحك حتى دمعت عيناها من تعبيره

  • وهو فيه واحد صاحبك جسمه فيه التضاريس اللى فى جسم منى يا خايب .... على كل حال براحتك بكرة تندم لما تروح منك
  • لأ مش هندم وشفت تضاريس كتير النهاردة أكتر من تضاريس منى بتاعتك دى بكتير.... متعطلينيش بقى علشان انزل لطنط واطلع انام شوية
وتركها وذهب لغرفته الصغيرة التى إقتطعها أبوه من إحدى الغرف الكبيرة بمنزلهم وخصصها له بمجرد ظهور نتيجة الثانوية العامة لتصبح غرفة منفصلة خاصة بمهندس المستقبل حيث تناول بعض الملابس من دولابه واتجه للحمام وأدخل نفسه تحت الماء الساخن واستسلم لذكريات صداقته بمنى وأحداثها التى لم تؤثر يوما على صداقتهم أو تحولها لشئ آخر رغم إكتشافهم لأجسادهم وتحولاتها سويا منذ بداية مراهقتهم

أنهى أمجد حمامه واستبدل ملابسه بملابس أخرى أكثر ملاءمة لمهمته مع جارته فارتدى بدلة تدريب وحذاء خفيف وأستأذن أمه واتجه لشقة جارتهم ودق الباب لتفتح له أم منى بنفس العباءة الفضفاضة التى ترتديها تخفى بها تفاصيل جسدها كعادة كل سيدات هذا الوقت عند إستقبال ضيف غريب

  • أهلا يا أمجد ..... إتأخرت ليه يا واد .... أنا افتكرتك نسيت وكنت هأتصل بأمك تطين عيشتك
  • لاأتأخرت ولا حاجة يا طنط هى نص ساعة بالدقيقة زى ما وعدتك
  • عندك حق .... طول عمرك مواعيدك مظبوطة من ساعة ما كنت عيل صغير ..... الظاهر إن انا اللى كنت مستعجلة عالأنبوبة ..... تعالى خش
ودخلت ودخل ورائها وأغلق الباب خلفه وبمجرد إغلاقه إلتفتت إليه أم منى وتغيرت تماما واندفعت نحوه تطوق عنقه بذراعيها وتلقى برأسها على صدره

  • وحشتنى أوى يا أمجد ..... يخربيتك عدى عليا إسبوع بحاله من آخر مرة كنت عندى كنت مولعة فيه نار
  • وانت كمان وحشتينى يا ريرى .... بس منى كانت طول الأسبوع موجودة ومقدرتش أكون معاكى لوحدنا
ورفعت شفتيها ناحيته فالتقم شفتيها يمتصها بجنون بينما تمتد يديه إلى ثدييها تعتصرهما فى عنف ورفعت يدها لتفك أزرار عباءتها فأمسك بيديها

  • كبرت يا أمجد وبقى ليك مزاج فى النيك وبتحب تقلعنى بنفسك
  • بحب أشوف جسمك وانا بعريه حتة حتة بأيدى
  • كل جسمى تحت أمرك وكل اللى عايزه يتعمل
فالتقم شفتيها ثانية يلتهمهما بشفتيه وأخرجت لسانها كى يمتصه أمجد بينما تمتد أصابعه لأزرار عباءتها حتى فتح جميع الأزرار وهبط بشفتيه يقبل رقبتها بهدوء وهو يزيل العباءة عن كتفيها ويهبط بشفتيه أكثر فيمررها على كتفيها بينما ينزل العباءة عن ذراعيها ويهبط بشفتيه أكثر مقبلا نحرها ثم صدرها ويترك العباءة لتسقط أرضا ويبعد جسدها قليلا وينظر إلى هذا الجسد الذى جاوز الأربعين لكنه لا يزال يحتفظ بكامل نضارته وكأنها لا زالت فتاة فى العشرين

كانت أم منى ترتدى تحت عباءتها بيبى دول قصير أسود بدون سوتيان وتظهرحلماتها الفاتحة تحته بوضوح وتحته كيلوت صغير من نفس اللون ويشف البيبى دول والكيلوت عن جسدها الأبيض وتكاد شفرتى كسها أن تظهرا من الكيلوت من الأمام بينما يختفى جزءه الخلفى بين فلقتيها المكورتين المرتفعتين إرتفاع بسيط فى شكل مثالى ولا يوجد بجسدها أى ترهلات بإستثناء كرش صغير لا يشوه منظر جسدها بل يزيده إثارة وسوة منتفخة تحتها كس يلمع من فرط العناية به يحيط به فخذان مثاليان فى إستدارة رائعة تزيدان من إثارة هذا الكس الجميل

كانت أم منى تملك جسد متناسق مثير رغم ميلها للقصر وكما كان يسمع دائما أمه وهى تتحدث عنها تملك ساقين لا ينافس جمالهما إلا ساقى منى إبنتها الوحيدة وكانت أم منى تعلم مدى جمال سيقانها وتهتم بهما كثيرا وتحرص على إظهار جمالهما ولا تخرج من باب شقتها دون أن ترتدى خلخال يبرز مدى روعتهما أمام باقى الجارات حتى أن ام أمجد وهى صديقتها المقربة كانت دائما ما تنصحها بأن تخفى جمال سيقانها خوفا من حسد الحاسدات وخاصة جارتها بالدور الرابع التى تقف كثيرا خلف بابها تتجسس على كل ما يدور بين أم منى وبين أى شخص يأتيها حتى الباعة الجائلين

طالت نظرة أمجد لجسد أم منى حتى شعرت هى أنه تاه فى تأمل جسدها فقاطعت تأمله

  • مالك يا واد .... أول مرة تشوف جسمى
  • مش أول مرة ..... لكن باحب اللون الأسود عليكى أوى .... يجنن الأسود على لونك الأبيض ده
فاحمر جسد أم منى من إطراء أمجد على ما ترتديه وزادتها الحمرة جمال وإثارة فخفضت بصرها لأسفل وهى تكلمه

  • عارفة إنك بتحب الأسود عليا وعشان كده نزلت امبارح أشتريتلك الطقم ده
فانقض أمجد عليها وأحاط جسدها بذراعيه ورفعها حتى ابتعدت ساقاها عن الأرض فاحاطت رقبته بذراعيها فلف ذراعه الأيمن حول خصرها بينما يده اليسرى ترفعها من طيزها متمسكة بفلقتيها بشدة وسار بها متجها لغرفة نومها التى يحفظها جيدا ودخل بها من الباب وأغلق الباب خلفهما بقدمه وأنزلها حتى لامست قدميها الأرض وقد أحنى جسده قليلا ليلتقم شفتيها التى لا يشبع منهما أبداً بينما أمتدت كفيه لفلقتيها تعتصرهما بعنف وضغطت هى صدرها على صدره ومدت يديها تفك له سوستة الجاكيت الذى يرتديه حت أنكشف صدره فأخذت تقبله بجنون بينما هو يزيح كلوتها من الخلف جانبا ويدخل يده تحته ليغرس اصابعه بين فلقتيها ويضغط إصبعه الأوسط فيغوص بسهولة فى شرجها فتتأوه مستمتمعة

  • مليت خرم طيزى بزيت الورد اللى بتحبه علشان عارفة انك بتحب تنكيها
  • أنا باحب انيك كل حتة فيكى يا لبوة
فزادتها كلماته إثارة ورفعت من شبقها فانقضت تقبل بطنه وهو واقف حتى وصلت لبنطاله فجلست على طرف الفراش وأنزلته بسرعة فهى تعلم أنه لم يرتدى ملابس تحتية كما تحب دائما أن تراه وانقضت على زبره المنتصب تتشممه وتملأصدرها برائحته ثم تلعق خصيتيه وتحرك لسانه على زبه صعودا حتى الرأس فتدخلها فى فمها وهى تنظر لعينيه تراقب تلك اللمعة التى تملأها دائما عندما يشتعل شبقه فيمد يديه ينزل حمالة البيبى دول عن كتفيها ليكشف صدرها الذى لا يزال محتفظا بشكله لم تشوهه السنين فيعتصرهما بشدة متحسسا الحلمات بيده ثم يقبض على حلمتيها باصابعه ويقرصهما بعنف فتصرخ صرخة الم فيدفع زبره بقوة داخل فمها حتى تكاد راس زبره تصل لحلقها فتغلق فمها عليه وتعض عليه بشدة فيترك ثديها الأيمن ويمسك بشعرها يجذبه بشدة للخلف فتتأوه آهة مكتومة وتخفف من عضتها فيبدأ بإدخال زبره وإخراجه فى فمها ويثنى ركبته ويضعها على حافة السرير أمام كسها فترفع نفسها قليلا وتضع كسها على طرف ركبته وتفركه عليها بشدة وهى لا تتوقف عن مص زبره ورضاعته فتنفرج شفتا كسها وتصبح ركبته ملامسة زنبورها المبتل بشدة من سوائلها لا يفصلهما إلا نسيج الكيلوت الرقيق وتتحول حركتها لفرك جنونى لكسها بركبته حتى ينتفض جسدها وتضم فخذيها على ركبته فينتزع زبره من فمها ويمسك بساقيها من أسفل ركبتيها ويرفعها للأعلى فتنام على ظهرها مرفوعة الفخذين فينزع عنها الكيلوت ويسقطه أرضا ثم يفتح ساقيها بشدة ويدفن وجهه بين فخذيها المفتوحين ويبدأ فى لعق كل ما يخرج منها من عسل لزج فيرتفع صوت تأوهاتها وجسدها ينتفض على الفراش بعنف شديد

  • دخله يا أمجد ....حرام عليك مش قادرة
فلا يستمع إليها بل يرفع ساقيها لأعلى أكثر حتى يصبح خرم طيزها مواجها لفمه فينقض عليه بلسانه يلعقه ويدخل فيه طرفه فتمد يديها تفتح بها فلقتيها مفسحة الطريق للسانه ليلعق كل ما بين هاتين الفلقتين من خرم طيزها حتى يصل لزنبورها فيأخذه بين شفتيه ويعضعضه برقة وهى لا تتوقف عن الأنين والتأوه

  • دخل زبك بقى .... هاموت فى إيدك يخربيتك
ولكنه لا يتوقف ويظل يفرك وجهه وشاربه على كسها فيرتفع صوت أنينها مرة ثانية وتنتفض للمر الثانية قاذفة فى وجهه بمائها غزيرا وتضم فخذيها على رأسه وتترك فلقتيها لتمسك برأسه بكلتا يديها تدفعها بقوة لكسها وهو لا يتوقف عن دعك كسها بشاربه حتى فى ذروة لحظات شبقها فتترك رأسه وتضع يديها على فمها لتكتم صوت صراخها الذى كاد ان ينطلق عاليا وقبل أن تنهى قذفتها يحرر أمجد راسه من بين فخذيها ويضغطهما حتى يلامسا صدرها ويدفع زبره كاملا داخل كسها فتخرج منها شخرة عالية لم تستطع كتمانها فيترك زبره داخل كسها للحظات قليلة ثم يخرجه برفق حتى يسحبه كاملا فتشعر بأن روحها تنسحب منها فتشهق شهقة لا تقل فى صوتها عن شخرتها فيدفع زبره داخلا ضاغطا عليه بكل قوته ويبدأ فى إخراج زبره وإدخاله مرات ومرات وكأنه يطعنها به فى كسها الذى سالت منه شلالات مائها وكأن قذفاتها تتداخل ولا تنتهى وفقدت تماما القدرة على التحكم فى جسدها وتركته لهذا الفتى ليفعل به ما يشاء فأدارها لجانبها الأيمن وضم ساقها اليسرى لصدرها ولم يخرج زبره من كسها وأخذ يدخل زبره ويخرجه بكل ما فى شبابه من قوة وارتفع صوت ارتطام عانته بفلقتيها وهى لا تتوقف عن الـتأوه وبين الحين والآخر تصدر منها صرخة تحاول كتمها بيدها فتنجح أحيانا وتفشل أحيانا وكسها لا يتوقف عن النبض والإنقباض على زبر أمجد ولم تعد تعرف كم مرة قد قذفت مائها على زبره وفاضت الملائة تحتها بما يخرج منها من سوائل لزجة فأدارها ثانية حتى نامت على وجهها وورفعها من وسطها فاستجابت له بكل سهولة ووضع تحتها وسادة فارتفعت مؤخرتها للاعلى فأمسك بيديها ووضعها على فلقتيها فأمسكت بهما وفتحتهما لأقصى ما تستطيع وقد عرفت أن وقت دخول زبره لشرجها قد حان فجلس على ركبتيه بين فخذيها وأخذ يقبل خرم طيزها قبلات طويلة ويخرج لسانه يلعقه مستمتعا برائحة زيت الورد الذى ملأت به فتحة شرجها قبل حضوره حتى أكتفى من لعق ذلك الخرم الذى أنفتح داعيا زبره للدخول فقام واقفا وزبره ينتصب أمامه كسارية العلم فأمسك بزبره وجلد به خرم طيزها مرات ومرات حتى وضعه على الخرم الجميل الذى يدعوه للدخول وضغطه بهدوء فانزلق داخلا بنعومة بعد أن أرخت هى له كل عضلات نصفها السفلى حتى أصبح زبره كاملا داخلها فتركه قليلا وبدأ فى إخراجه بهدوء شديد حتى خرج كاملا فشهقت شهقتها المعتادة

  • دخله تانى يا أمجد دخله أبوس إيدك
فاستجاب لها وأدخله ثانية بهدوء حتى لم يبق خارج خرمها إلا خصيتيه وتركه للحظة وأعاد إخراجه حتى لم يبق داخلها إلا رأسه ثم دفعه ثانية فأطلقت أنين لذة فعرف وقتها من خبرته معها أن شرجها قد أصبح مستعدا لأخذ دوره فأخذ يزيد من حركته دخولا وخروجا وقد أدخل إبهام يده اليمنى بكسها يدعكه من الداخل بقوة فى نفس الوقت وانطلقت هى فى التأوه وقد دفنت وجهها بالفراش تكتم تلك التأوهات حتى ازدادت سرعة نيك أمجد لتلك الطيز المفتوحة التى تدعوه لإفراغ منيه داخلها وارتفع صوت تنفسه مع تأوهات خشنة تخرج من جوفه تتجاوب معها تأوهاتها المتصلة حتى أتت لحظة قذفه متوافقة مع لحظة بداية قذفها فدفع بزبره كاملا لداخلها وضغطه بكل قوة جسده ونام عليها قاذفا بلبنه ساخنا غزيرا يملأ ذلك الشرج فأطبقت على زبره بكل قوتها بعضلات طيزها بينما ينتفض جسدها أسفل منه معلنا إتيانها بشهوتها مرة أخيرة حتى أنتهيا من قذفهما سويا فنام عليها بصدره ولف ذراعيه حول صدرها يداعب ثدييها برقة ومر وقت وهما على نفس الوضع حتى ارتخى زبره وخرج من خرم طيزها فتأوهت آهة متعة طويلة فنام بجانبها وجذبها لتهبط من فوق الوسادة الموجودة تحتها وترتخى بين ذراعيه لاصقة ظهرها ببطنه وقد إحتضنت فلقتاها زبره المرتخى وهدأ صوت تنفسها قليلا واعتدلت لتواجهه وتغيب معه فى قبلة هادئة طويلة وتريح رأسها على ذراعه ناظرة فى عينيه

  • يخربيت كده يا أمجد ..... كل مرة تبهدلنى كده
  • مبسوطة يا ريرى ؟
  • كل مرة بانبسط عن اللى قبلها ..... فاكر أول مرة يا واد ؟
  • وهى دى تتنسى ؟
  • كانت أول مرة حد يشوف كسى غير أبو منى .... بس أنتا شوفت كس تانى قبل كسى يا جبان
  • ماهو مش كس غريب برضه يا ريرى وبعدين ده كان لعب عيال
  • لعب عيال برضه يا كداب ؟؟ البت ماسكة زبك وانت بتلعب فى كسها وتقلى لعب عيال
  • ماهو بعدها أنتى منعتيها تلعب معايا فى سطح البيت زى ما كنا بنلعب
  • خفت لتفتح البت وهى لسة يا دوب مجتهاش غير دورة شهرية واحدة
  • أفتح أيه بس وأقفل إيه يا ريرى دانتى من يومها وانتى محتكرة زبى لحسابك
  • إستعبط يا واد إستعبط .... مانا عارفة إن إنت وهى معرفين بعض كل حاجة عن بعض حتى شكل بزازها وشكل زبرك
  • ماهى منى مش غريبة برضه يا ريرى وإنتى عارفة ان احنا أقرب أصحاب لبعض من ساعة ما دخلنا المدرسة
  • بس الغريبة إن إنتوا لا حبيتوا بعض ولا حاولتوا حتى
  • علشان إحنا الأتنين إصحاب جدا وسرنا مع بعض فمينفعش نحب بعض ... ممكن نريح بعض لما نكون محتاجين بس لكن هى مش ممكن تحبنى ولا أنا ممكن أحبها
  • ماشى يا عم الفيلسوف ..... قوم بقى البس هدومك علشان امك متشكش فى حاجة ... أنا لسة هاغير ملايات السرير واكياس المخدات اللى إنت غرقتها دى
  • أنا اللى غرقتها برضه ؟ أنا كل اللى نزل منى لسة جوا طيزك مخرجش
  • طب قوم يا وسخ البس هدومك
  • طب تعالى وصلينى للباب وقوليلى الكلمتين إياهم علشان برج المراقبة اللى ساكن قصادك
  • ماشى
وقاما متجهين لباب الشقة والتقطت فى طريقها عبائتها وارتدتها بإحكام وقبل أن تفتح الباب أمسك بها من طيزها فاستدارت له وغابا فى قبلة عنيفة

  • إنت إيه متعبتش ؟ لم نفسك بقى واطلع بيتكم .... نشوف يوم تانى تكون البت منى مش موجودة
  • حاضر يا قمر
وفتحت باب الشقة بعد أن إطمأنت بأن مظهرها ومظهره لا ينبئان بما جرى بينهما ووقفت تودعه بصوت عال أمام الباب

  • متشكرة أوى يا أمجد ..... متنساش تقول لماما إن انا هاعدى عليها بكرة .... هابعتلك حاجة حلوة النهاردة
  • حاضر يا طنط هاقولها .... لما منى تيجيى سلمى عليها ولو خلصت الكتاب اللى خدته منى تبقى تطلعه فى أى وقت .... أنا مش رايح حتة النهاردة
  • حاضر يا حبيبى مع السلامة
وصعد الشاب أمجد السلم فى خطوته المنتظمة وقامته المعتدلة كعادته لكنه كان يشعر بداخله بأنه فى قمة إنتعاشه وحيويته وفتح باب شقته ليجد أمه فى المطبخ منهمكة فى إعداد الغداء ليدخل عليها ليعلمها برجوعه

  • أنا جيت يا ماما
  • ماشى يا حبيبى عملت لأم منى اللى هيا عايزاه
  • أيوه يا ماما .... غيرت لها الأنبوبة وصلحت لها الكهربا .... خدت شوية وقت لكن صلحتها
  • برافو عليك يا باشمهندس
  • يا ماما قلنا لسة بدرى على باشمهندس دى ..... وبعدين تصليح الكهربا مش محتاج مهندس ... محتاج كهربائى
  • أعملك حاجة تاكلها لغاية ما بابا واخواتك يرجعوا
  • لو تسمحى بس أنا محتاج كوباية شاى وهاريح شوية لغاية ما يرجعوا
  • حاضر يا حبيبى .... خش أوضتك وهاجيبلك كوباية الشاى بالنعناع اللى انت بتحبها لغاية عندك
  • شكرا يا ماما
وعاد لغرفته الصغيرة واستلقى على فراشه واستغرق فى ذكريات سنوات مضت حددت علاقته بمنى وأمها وابتسم فى سعادة وفتح الراديو على محطة البرنامج الموسيقى ليكمل إستمتاعه بيوم بدا له سيئا فى بدايته لكنه تغير ليوم جميل

الجزء التانى

مقدمة

عندما بدأت فى كتابة الجزء الثانى من القصة وجدت أنه من الضرورى تنبيه السادة ا لقراء بأن أحداث الأجزاء الأولى من القصة تدور فى ثمانينيات القرن العشرين حتى لا يستغرب البعض بعض الأحداث التى تمر بأبطالها حيث وقتها لم بكن هناك موبايلات ولا مواقع تواصل إجتماعى وبالطبع لا إنترنت ولا أجهزة كومبيوتر فنظام الويندوز لم يُبتكر أساسا إلا سنة85

لا وجبات سريعة ولا شركات أوبر وكريم ولا محلات مشروبات أجنبية

لم يكن هناك سوبر ماركت لكن كان هناك البقال والخضرى والفكهانى

وقتها كان راتب الموظف الكبير لا يتجاوز 300 جنيه شهريا وكانت الفراخ تباع ببطاقة التموين فى الجمعية الإستهلاكية وبالطابور

كان الرجال رجال والنساء نساء وكان أصحاب الميول الأخرى يتخفون فقد كانوا يعتبروا فى أيامها وصمة عار تطارد أسرهم وكل من له علاقة ولو سطحية بهم

لم يكن هناك مدارس تجريبية ولا مدارس إنترناشيونا ل ولا مدارس مشتركة بعد المرحلة الإبتدائية ولا يتعلم فى المدارس الخاصة إلا الفاشل الذى رفضته المدارس الحكومية

كان هناك نظام المدارس الثانوية العسكرية التى تستقبل الطالب فى بداية مراهقته لتخرجه بعد سنوات ثلاث رجل قادر على حمل السلاح و تحمل المسؤلية

قد يظن بعض الشباب الآن انهم يمرون بأوقات صعبة لكن الحقيقة أن شباب الثمانينيات كانت أوقاتهم أكثر صعوبة

كانت أيام أكثر صعوبة بكثيرلكنها كانت بالتأكيد أقل تعقيدا




والآن فلنعد إلى قصتنا​

...........................................................................

قطع تأمل أمجد دقات أمه على باب غرفته قبل أن تدخل حاملة كوب الشاى بالنعناع لتضعه على مكتبه الصغير الذى يحتل كثير من فراغ الغرفة مع ترابيزة الرسم التى أشتراها أبوه وأصرعلى أن تكون موجودة بمجرد ظهور نتيجة التنسيق لتجد أمجد مستلقيا على ظهره يستمتع بالموسيقى الكلاسيكية التى لا تفهم سر حبه لها ولا تعرف كيف يحب أبنها تلك الموسيقى التى لا يتناسب ذوقها مع سنه ولا مع مايستمع إليه الشبان فى نفس سنه لكنها لم تعلق أبدا على إختياراته فهو مختلف منذ صغره عن باقى أقرانه وتشعر دائما بأن تفكيره أكبر من سنه

  • عايز حاجة تانى يا حبيبى ..... أعملك سندوتش تاكله مع الشاى
فابتسم أمجد ونظر لأمه فى حنان

  • يا أمى قلت لك مش جعان وهاستنى بابا واخواتى نتغدى سوا .... وبعدين الشاى بالنعناع بيتشرب لوحده
  • زى ما تحب .... هتنام
  • هاشرب الشاى وانام وصحونى عالغدا
  • هى منى هتطلع النهاردة ؟
  • يخربيت منى اللى واكلة دماغك .... يا ماما يا حبيبتى لو عايزة تطلع هتطلع ... هى هترجع من كليتها بليل
  • ماشى يا حبيبى .... أصلها وحشتنى
  • وحشتك إيه بس يا ماما ماهى كانت مرزوعة امبارح عندنا لغاية السعة 9 ومنزلتش غير لما طردتها
  • صحيح .... حد يطرد بت زى القمر كده
  • يوووووه يا ماما .... برضه اللى فى دماغك فى دماغك مافيش فايدة
  • خلاص متتعصبش أنا خارجة وسايباك .... بس بقولك بكرة تندم لما تلاقيها اتجوزت ..... بت زى دى مش هتستنى
  • يا ماما أبوس إيدك ارحمينى من منى ومن سيرتها علشان دى بتيجى عالسيرة وهلاقيها ناطة هنا زى القرد وانا عايز استريح
  • خلاص اتخمد .... مانت عيل فقرى طول عمرك
وخرجت أمه وتركته يبتسم من إصرارها على تنفيذ خطتها فهو يعلم أن أمه تحب منى وتعتبرها الأبنة التى تمنت أن تنجبها لكن نصيبها أن تنجب ثلاثة من الذكور او كما تقول دائما ثلاث عيال ناشفين بينعروا فى البيت زى الجاموس

أنطلقت من الراديو الصغير بجوارأمجد موسيقى شهرزاد التى يعشقها وانطلقت معها ذكرياته عن هذا اليوم الذى ظبطته فيه أم منى معها فى البرجولة التى صنعها ابوه فوق سطح العمارة

إنه يتذكر كل تفصيلة فى هذا اليوم رغم مرورأكثر من ثلاث سنوات

منى كانت صديقته الحميمة التى لا يستغنى عنها ولا تستغنى عنه فهم رفقاء منذ ولادتهم فى نفس العام يفصلهم شهر واحد فقط ولم ينفصلا يوما واحدا منذ مرحلة الحضانة ودخولهم نفس المدرسة الإبتدائية وكم بكى وبكت فى بداية المرحلة الإعدادية عندما دخل كل منهم مدرسة منفصلة . فوقتها كان للبنبن مدارس منفصلة عن مدارس البنات من بداية المرحلة الإعدادية

وقتها كان لقائهم اليومى بعد العودة من المدرسة يمتد لساعات فى البرجولة فوق سطح عمارتهم يذكر كل منهم للآخر تفاصيل يومه ويستذكرا دروسهما معا ولا ينفصلا إلا وقت النوم

يتذكر كيف حُجبت عنه منى إسبوعا كاملا لا يراها وكلما سأل عنها أخبرته أمه وأمها أنها مريضة ولا يمكن له رؤيتها حتى تشفى

وقتها كانت تنتابه حالة جديدة عليه فقد لاحظ إنتصاب عضوه كل يوم عند إستيقاظه ووقتها خجل من أن يسأل أمه أو أبوه عما يحدث له فكتم الأمر عن الجميع لكنه كان يتوق ليخبر صديقته الوحيدة وكاتمة أسراره بعدما سمع من زملاء المدرسة ومعظمهم كانت تنتابه نفس الحالة أنها علامات الرجولة بدأت تظهرعليهم فأراد إخبار منى التى كانت تفخر عليه بأن علامات أنوثتها بدأت فى الظهور ببداية إنتفاخ صدرها وأخبرتها أمها أنها بدأت تكبر وسيصبح لها أثداء مثل النساء

يتذكرما حدث بعد مرور الأسبوع وكيف التقاها على السلم عند عودته من المدرسة . يتذكر كل كلمة دارت بينهما

  • خفيتى ؟؟ كنت خايف عليكى قوى
فضحكت ضحكة بسيطة

  • أه خفيت يا أمجد ..... فيه حاجة مهمة عايزة أقولك عليها
  • وانا كمان فى حاجة مهمة أوى عايز أقولك عليها
  • خلاص هاغير واحط شنطتى واطلعلك
  • ماشى .... هاغير هدومى واستناكى عالسطح
لم ينتظرها أمجد طويلا يومها حيث كانت متشوقة لإخباره بما لديها من أخبار ومعرفة ما لديه من جديد فسرعان ما كانت معه فى البرجولة التى تحجب النظر عن الأسطح المجاورة بسقفها المصمت لكنها لا تحجب النظر عن من يقف قريبا منها بجوانبها الخشبية ذات الأخشاب المتقاطعة

  • ها قوليلى كنتى عيانة عندك إيه
  • مكنتش عيانة يا عبيط .... كان عندى الدورة
  • دورة إيه يا بت اللى عندك ؟ كنتى بتلعبى كورة
  • مش باقولك عبيط .... الدورة دى بتيجيى للستات كل شهر .... يعنى أنا بقيت كبيرة خلاص زى ماما ومامتك وممكن اتجوز
  • وإيه الدورة دى بقى ؟ يعنى عبارة عن إيه ؟
  • بينزل منى نقط ددمم كده من تحت
  • من تحت إزاى يعنى
  • من تحت يا اهبل
واشارت إلى مكان كسها

  • يع .... يعنى بتشخى ددمم
  • لأ يا واد بنزل نقط ددمم كده وماما بتحط لى فوطة فى الكيلوت علشان محدش يعرف
  • برضه مش فاهم
  • ومش هتفهم .... قولى بقى كنت عايز تقولى إيه
  • أنا كمان بقيت راجل زى بابا وباباكى
  • هو انتوا كمان بيجيكوا دورة ؟
  • لأ يا هبلة .... لما الواحد فينا بيبقى راجل حمامته الصبح لما يصحى بتكون كبيرة وبتبقى ناشفة زى الخشبة كده
  • إنت بتكدب عليا
  • وهاكدب عليكى ليه
وبسبب فضول المراهقين وجدت منى نفسها تمد يدها لتلمس مكان زبر أمجد أو كما كانوا يسمونه فى صغرهم حمامته وكمراهق وجد أن عضوه الصغير ينتصب من أثر لمستها تدريجيا

  • شوفتى أهو بدأ يكبر أهو
  • يكبر أزاى يعنى ؟ ورينى
  • أوريكى وتورينى الدم كان بينزل منين ؟
  • ماشى أوريك وتورينى .... بس ماما قالت لى إن ده عيب
  • محدش هيعرف
وأنزل بنطاله وكيلوته قليلا وأخرج عضوه بينما رفعت هى طرف فستانها من الأمام وأنزلت كيلوتها ولم يكن يعرف كلاهما أن ذلك سيتسبب فى إستثارة مراهقتهما فانتصب زبر أمجد بشدة فمدت منى يدها لتمسكه وظهرت بعض قطرات البلل على كسها ولا أراديا مد أمجد يده ليتحسسه واستغرقا لحظات فى متعة لا يدرى أيهما ما سببها فهم بسبب تربيتهم المتشددة لم يكونا يعرفا شيئا عن الجنس رغم سنهم الكبير نسبيا حيث كان الحديث عن الجنس وقتها من المحرمات التى لا يجوز التحدث عنها مع الصغار أو حتى فى وجودهم

قطع متعتهم السريعة تلك صوت أم منى أتاهم من حيث تقف بجوار البرجولة وتراهم من بين أخشابها

  • يا نهار أبوكو إسود إنتوا الأتنين ..... إنتوا بتعملوا إيه ؟
وهرولت داخلة للبرجولة حيث جذبت إبنتها من شعرها بيد بينما باليد الأخرى خلعت شبشبها تنهال به على أمجد وبينما أنزلت منى فستانها لم يستطع الصبى رفع بنطاله وظل زبره خارجا حتى أنتهت فورة غضبها موجهة الكلام لإبنتها

  • إنزلى استنينى تحت .... وقعتك سودة النهاردة
  • وانت متتحركش من مكانك لغاية ما اخلص حسابى معاك
حاول الصبى وقتها رفع بنطاله بينما جرت منى ناحية باب السطح ونزلت السلم لكن أم منى نظرت له نظرة جمدته مكانه

  • خليك زى مانت أنا هانده أمك تشوفك ولما أحكيلها هتخلى أبوك يقطع لك حمامتك اللى فرحان بيها دى
فبدأ الصبى بالبكاء وقد تجمد الدم فى عروقه ولم يستطع التحرك من مكانه وبدأ فى التوسل لأم منى ألا تخبر أباه وأمه فأبوه لن يرحمه بشدته وعنفه فى العقاب

وأخيرا بدا له أن أم منى قد رق قلبها قليلا حيث خفت حدة نبراتها واتجهت لباب السطح وأغلقته بإحكام وعادت للبرجولة حيث جلست أمامه بينما هو واقف وقد إنحسر بنطاله حتى قرب ركبتيه

  • تعالى هنا يا زفت انت أقف قدامى
فتقدم أمجد بتردد حتى بات قريبا منها فنظرت إلى زبره الذى إنكمش حتى كاد أن يختفى من شدة الرعب الذى إنتابه

  • إنت مش عايزنى أقول لأمك عالمصيبة اللى عملتها
  • أيوه يا طنط وأوعدك إنى مش هاعمل كده تانى
  • طب قرب متخفش ومتترعش كده
فاقترب منها أمجد يتعثر فى بنطاله الساقط حتى كاد أن يلتصق بها فى جلستها فمدت يديها تحتضنه برقة لم يكن يتوقعها حتى التصق صدره بصدرها وهمست فى أذنه

  • خلاص مش هاقول لحد على اللى عملته ... بس إنت كمان أوعى تفتح بوقك وتجيب سيرة اللى حصل النهاردة
فهدأ الصبى قليلا واستسلم لحضنها الذى كان مختلفا تلك المرة عن كل المرات التى إحتضنته بها وشعر بدفء ينتقل إليه من ذراعيها وصدرها الذى ضغط على صدره ولأول مرة يشعر بملمس ثدى أنثى غير أمه على صدره وزودته حرارة الأنفاس التى تخرج قرب أذنه بشعور غريب عليه وفوجئ بأم منى تمرر يديها على ظهره العارى بعد أن رفعت له ما كان يرتديه بينما تسللت يدها لخصيتيه تتحسسهما برفق ولم يكن وقتها قادرا على فهم ما انتابه من إحساس جعل زبره ينتصب بشدة وأم منى تتحسسه بيد خبيرة وتضغط على راسه ضغطات رقيقة حتى شعر بأن عضوه يكاد ينفجر من شدة إنتصابه

إستسلم أمجد تماما وقتها لأم منى تفعل به ما تشاء وتحرك جسده بين يديها كيفما ارادت حتى أنامته على ظهره وأحاطت خصره بساقيها وفوجئ بها ترفع عباءتها التى ترتديها لأعلى وتخلع كيلوتها وتجلس على ركبتيها ثم تمد يدها لزبره تمسكه وتمرره على كسها الذى شعر بحرارة تخرج منه ولزوجة سائل ما لم يكن وقتها يدرى ماهيته تبلل زبره وبعد أن مررت زبره على كسها مرات ومرات أدخلته بداخلها ليشعر بدفء شديد يحيط بعضوه ولزوجة تسهل تحرك أم منى عليه صعودا وهبوطا لوقت بدا له طويلا إنتهى بإنتفاض جسدها وضغطها عليه بقوة وسوائل كثيفة كثيرة تخرج منها لتبلل بطنه وزبره وخصيتيه

وقتها كان أمجد فى مرحلة بلوغه الأولى ولم يتكون بجسده المنى والسوائل اللازمة للقذف فاستمتعت أم منى بزبره حتى أتت شهوتها ولم يزعجها بقذف يتبعه إرتخاء فحصلت متعتها كاملة كافضل ما يكون

بعدما إنتهت منه أم منى قامت واقفة وأوقفته أمامها ورفعت له ملابسه وقبلته على شفتيه قبلة سريعة لكنها لم تنس تحذيره

  • لو عرفت إنك حكيت لأى حد حاجة من اللى حصلت النهاردة هاقول لأبوك وانت عارف أبوك هيعمل فيك إيه
لم يكن الصبى بحاجة لتحذير فهو لن يحكى سره لأى شخص .... فهو لا أصدقاء له غير منى وبالتأكيد لن يخبرها بما حدث فهو وإن يكن لا يلم بطبيعة ما حدث إلا أن غريزته تخبره بأن ما حدث مع أم منى سر ينبغى أن يدفن فى صدره للأبد

تسلل لذهن أمجد ذكرياته عن سؤاله فيما بعد لأم منى عما حدث يومها وإجابتها التى فسرت له ما فعلته يومها والحوار الذى دار بينهما

  • يومها البت قالتلى أنا طالعة أقعد مع أمجد فى البرجولة وقلتلها ماشى ونسيت إن البت بلغت ولسة دورتها خلصانة وإنها أكيد هايجة وانت فى نفس سنها وأكيد بلغت وهايج زيها فلبست العباية وطلعت السلم جرى قبل ماتعملوا مصيبة لقيتك مطلع زبك وهى مسكاه وانت بتلعب فى كسها ..... بينى وبينك هجت على المنظر ووقفت أتفرج شوية بس فوقت لنفسى وقلت الحقكوا قبل ما تدخل صوباعك فى كسها ولا حاجة ودخلت عليكو وكنت ناوية فعلا أخلى يومك إسود بس بعد ما البت نزلت إفتكرت شكل زبك الواقف وانا محرومة . من ساعة ما ابو منى رجع بلدهم وبقى يجيلى الأول كل تلت أيام وبعدين كل إسبوع لغاية ما بقى يغيب عنى بالشهر والشهرين والتلاتة وانا ست سخنة ومبستحملش أقعد كتير من غير نيك فكنت باصبر نفسى بأى حاجة ألاقيها قدامى قلم تخين ساعات ... خيارة مفيش مانع .... لغاية ما شوفت زبك واقف قدامى فمقدرتش أمسك نفسى وحصل اللى حصل .... صحيح انا ندمت بعدها وقلت لنفسى أهى مرة وعدت ومش هتتكرر بس بعد كام يوم لقيتنى هايجة تانى فسربت البت عند خالتها وندهتلك وبقيت أفيونتى اللى باصبر بيها نفسى
  • بس زبى ساعتها كان صغير يا ريرى كيفك إزاى ؟
  • يا عبيط الست ميكيفهاش غير الزب الواقف جامد مش مهم كبير ولا صغير .... ماهو أبو منى زبه كبير أوى ومن كبره كان بيوجعنى ومبحسش معاه باللذة اللى باحسها معاك وخصوصا أن انت يا واد بتتأخر على ما تجيب وبتمتعنى قبل ما تدخل زبك مش زى ابو منى بيرزعه عالناشف وممكن يجيب قبل منى
  • فاكرة يا ريرى أول مرة جبت فيها
  • ودى تتنسى .... كانت بعد يوم السطوح بكام شهر.... يومها واخدة راحتى وباتنطط على زبك وبعد ما نزلت شهوتى وقاعدة على زبك اتمتع بيه جوايا لقيت نافورة لبن طلعت من زبرك ملت كسى .... يومها إترعبت .... مكنتش عاملة حسابى وخفت احبل منك .... كنت هاقول للناس إيه؟ حبلت من عيل ... يومها جريت عالحمام وقعدت أنضف كسى وحطيت الخرطوم جوايا علشان أنزل لبنك منى يا مضروب
كانت أم منى بالنسبة لأمجد موسوعة جنس تعلم منها ولم تبخل عليه أو تخفى عنه أى شئ يتعلق بالجنس وبممارسته

علمته مفاتيح جسد الأنثى وكيفية إثارة شبقها ... علمته كل الأوضاع الجنسية التى تعرفها .... علمته كيف يتحكم فى فترة إتيانه بشهوته وكيف يشعر بقرب إتيان الأنثى لشهوتها وكيف يرفع شهوتها لأقصى درجاتها

إنها أعطته ما بخلت به على زوجها

جعلت زبره أول زبر يفتح شرجها وعلمته كيف يجعل الأنثى تتمتع بالجنس الشرجى

ولا ينسى أمجد جملتها التى قالتها له بعد أول ممارسة خلفية له معها

  • تعرف يا أمجد .... أبو منى حاول مرة ينيكنى من ورا .... رفضت وبهدلته وهددته بأنى هاطلب منه الطلاق .... بس إنت حاجة تانية ..... الست مش هتسمح لراجل ينيكها من طيزها إلا إذا كانت عايزة تديله كل اللى عندها
كان أمجد يشعر بأن أم منى اعطته أكثر كثيرا مما أخذته .... لم يشعر يوما بأنه تستغل شبابه وفحولته لإمتاع نفسها بل كان يشعر أنها تعطيه كل ما يمكنها إعطاؤه لترد له ما إعتبرته جميلا له فى عنقها

..............................................................

أفاق أمجد من إستغراقه فى ذكرياته على صوت أبوه الجهورى يناديه من صالة الشقة فهرع ليلبى نداء أبوه الذى وجده يقف فى منتصف الصالة حاملا معه مسطرة الهندسة الشهيرة حرف T وأنبوب حفظ الرسومات الطويل ومجموعة المساطر وأقلام التحبير التى يستعملها طلبة كليات الهندسة

حيا أمجد اباه باحترام وأخذ عنه ما يحمله وقبل يده كما اعتاد كلما رآه

  • مش بدرى شوية يا بابا على الحاجات اللى أشتريتها دى
  • لا بدرى ولا حاجة هما كام يوم وهيطلبوا منك تشتريهم ..... أنا قلت أشتريهملك بدرى
  • متشكر أوى يا بابا ..... دايما مش مخلينا مش محتاجين حاجة
كان أمجد يعلم مدى فرحة الأب بدخول ابنه الكلية التى إختارها أبوه رغم رغبته فى دخول الكلية العسكرية التى حلم بها أمجد منذ نعومة أظفاره وكان الأب يقدر لأمجد تضحيته بما يرغب فى سبيل تحقيق أمنية أبيه وكانت تلك الفرحة التى يراها أمجد فى عينى أبوه وأمه تساوى عنده الدنيا وما فيها وأقسم بينه وبين نفسه أن يحقق لأبوه ما يتمناه من رؤيته كمهندس عظيم يحقق ما فشل هو فى تحقيقه فى حياته العملية كمهندس

وكعادته نادى الأب بصوته الجهورى لأبنيه الآخرين ليقبلا عليه يقبلا يديه ويتجه الجميع للسفرة التى أعدتها الأم مسبقا ليتناولوا غداءهم ويتجه كل فرد من افراد الأسرة لغرفته ويسود الشقة هدوء شديد ..... ففى وجود الأب لايسمع صوت بالمنزل غير صوته وإذا أراد أحد أن يتحدث فليتحدث فى همس

........................................................

عاد أمجد لغرفته واستغرق فى نوم عميق إستيقظ منه على يد تهز كتفه بعنف ليفتح نصف عين ويجد منى جالسة بجواره على طرف سريره تهزه من كتفه وأمه واقفة بجوارها فيتناول إحدى الوسادتين الصغيرتين الموضوعتين بجواره ويقذف بها منى فتضحك الأم بشدة ولا تنصرف فهى تحب مناوشاتهما سويا وتتمنى فى قرارة نفسها أن يكون ما تراه أمامها بينهما دائما من مناوشات حب مخفى بداخل قلوبهما الصغيرة يخفيانه عن الجميع

  • أنا مش قلت لك يا بت إنتى متصحنيش بالطريقة دى
وانتبه لنبرته المرتفعة وتخوف من أن يسمعها أباه فأردف بصوت هامس

  • هو بابا هنا ولا نزل
فأجابته الأم بحنان

  • لا يا حبيبى بابا لسة نازل من شوية
  • ماهو عشان كده القردة دى عملالنا مولد ..... خير يا قردة الجبلاية بتصحينى بغلاسة أهلك ليه
  • تصدق أنا اللى غلطانة إنى بصحيك تاكل الحاجات الحلوة إللى أمى بعتهالك .... خسارة فيك يا كلب البحر
  • تصدقى امك أجدع منك ميت مرة .... عمرك ما جبتى حاجة انتى اللى عملاها
  • ماهو برضه لما أمى تعملك حلويات بنفسها يبقى خيرنا عليك
  • لا ياختى أمك عاملة لى حاجات حلوة علشان غيرتلها الأنبوبة وصلحت الكهربا اللى مبتبطلش لعب فيها لغاية ما مرة هتتكهرب وتجيب لنا مصيبة فى العمارة
  • إعمل فيها مهندس بقى .... على فكرة انا كنت ممكن اصلحها بس مرضتش .... قوم بقى كل الحاجات الحلوة وقولى رأيك فىها علشان أمى عايزة تعرفه
  • والطبق اللى عالمكتب ده هيكفينا كلنا يا بُخلا
  • لا يا ناصح .... الطبق ده بتاعك لوحدك يا مفجوع ..... أمى باعتة طبق تانى لطنط وعمو واخواتك
  • طب وسعى شوية عايز أخد غيار من الدولاب وأقوم اخد دش
  • قوم انت بس وانا هاناولك غيار مش عايزة أقوم
  • يا بت عيب كده انا هاخد غيار داخلى
  • ياعنى يا أخى خايف اشوف حاجة مشوفتهاش ؟ مانا اللى موضبالك دولابك مع طنط وشوفت كل حاجة
  • يا بت بلاش سفالة
ولم تلتفت منى لكلامه والتفتت للدولاب الموجود خلفها وأخرجت لأمجد غيار داخلى ناولته له فتناوله وهو ينظر لها نظرة غيظ فهو يكره أن تهدر كلامه وهى تعرف ذلك لكنها تتعمد إغاظته

وكانت الغرفة بالفعل ضيقة ورُص فيها بالكاد السرير والدولاب والمكتب وترابيزة الرسم بينما تحتل مكتبة كتبه حائط كامل بها ولا تسمح بحرية الحركة إلا لشخص واحد وتصبح الحركة بها صعبة فى وجود ثلاث أشخاص

نظر أمجد لمنى وهو على باب غرفته

  • إترزعى هنا متتحركيش ومتلعبيش فى حاجة لغاية ما ارجعلك اعرف هببتى إيه فى الجامعة النهاردة ..... ولا أقولك قومى إعمليلى كوباية شاى اشربها مع الحاجة الحلوة على ما اخلص الدش
  • أعملك شاى بنعناع ؟
  • لا يا ناصحة شاى من غير نعناع ..... قلنا ميت مرة الشاى بالنعناع بيتشرب لوحده
عاد أمجد من حمامه الذى أزال فيه عن جسده آثار موقعته مع أم منى وقت الظهيرة ليجد منى جالسة على طرف فراشه وأمه جالسة خلفها تمشط لها شعرها وتجدله وتضع فيه بعض الشرائط والتوكات الصغيرة كما تعودت أن تفعل معها طوال سنوات عمرها وتوقف للحظات يراقبهما فى بهجتهما وهز رأسه عجبا من هذا الحب الذى تكنه أمه لمنى لكنه قطع عليهما متعتهما الصغيرة

  • نجيب شجرة واتنين لمون يا حضرة الناظرة ؟؟
  • بس يا واد ملكش دعوة
  • مليش دعوة ازاى وانتى بتسرحيها على سريرى وزمان السرير اتملى شعر
  • إتملى شعر ؟ منى شعرها مبيسقطش شعراية يا حمار انت ... هو فيه زى شعر منى وجماله
  • لأ فيه ... وفيه أجمل كمان بس القرد فى عين امه غزال
  • قرد فى عينك ..... بقى فيه قرد بالحلاوة دى يا اعمى
  • طب سيبينا لوحدنا بقى شوية أشوف القردة دى عملت إيه النهاردة
وخرجت الأم وأغلقت عليهما الباب كما تفعل كل مرة تكون منى فيها مع أمجد لكنها تعودت أن تفتح الباب عليهما كل فترة . و فى كل مرة تفتح الباب وهما منفردين تتمنى أن تراهما مشتبكين فى قبلة أو حضن كما هو مفترض بين شابين فى مثل سنهما لتطمئن قلبها بأن ما تتمناه يسير فى طريقه لكنهما يخيبان أملها فى كل مرة

فهى تجدهما دائما يتحاوران أو يتناقشان فى كتاب أو قطعة موسيقى وكأنهما كما تقول لهما دائما

  • لما بدخل عليكوا وانتو لوحدكم بيتهيأ لى إنى داخلة ندوة ثقافية .... جتكوا خيبة فى خيبتكوا
بمجرد أن اغلقت الأم الباب إلتفتت منى لأمجد لتسأله بإهتمام

  • ها قولى عملت إيه النهاردة
  • ولا حاجة حضرت محاضرتين وقعدت شوية عالقهوة ورجعت صلحت لامك الكهربا وغيرتلها أنبوبة البوتجاز وطلعت نمت
  • أحا يا أمجد .... أنا بأسألك إتعرفت على بنات فى الكلية النهاردة ولا لأ
  • يا بنت المجنونة هو انا رايح أدرس ولا رايح اتعرف على بنات
  • ماهو انت لازم تتعرف على بنات يا أمجد مش معقول اللى المدرسة العسكرية عملته فيك ده ... دانت بقيت شبه عساكر الجيش
  • يا بت هى الجامعة دى معمولة علشان الولاد يتعرفوا فيها على بنات ولا عشان يتعلموا
  • الأتنين يا أهبل إتعلم واتعرف ..... مش معقولة افضل انا البنت الوحيدة فى حياتك .... لازم تقابل بنت تحبك وتحبها ... أمال هتتجوز ازاى
  • هتجوز عادى زى ما كل الناس بتتجوز .... أمى هتشوفلى عروسة تجوزهالى مع إنها حاطة عينها عليكى ومصممة تدبسنى فيكى
  • أنا تدبيسة برضه يا ندل .... دا انا كل الشباب بيتمنونى
  • أه ياختى كل الشباب بيتمنوكى بس انتى اختارتى عيل خول تمشى معاه
  • متقولش على ممدوح كده يا أمجد .... ممدوح كل البنات بتتمناه
  • كل البنات الهايفة يا منى مش إنتى
  • نفسى أعرف فيه إيه مش عاجبك .... شاب وسيم وابيض وشعره ناعم وعنيه ملونة وعنده عربية آخر موديل وطويل وعريض
  • قصدك طويل وملظلظ ..... يا بت ده لما بيمشى كل جسمه بيتهز زى النسوان
  • أمال عايزنى أحب واحد زيك ناشف ورذل وإيده عاملة زى الكماشة ... دانت يوم ما قابلتك بممدوح كنت هتكسر إيده عشان حاول يهزر معاك
  • أكسر إيده إيه بس دا أنا يدوب مسكت إيده لما حب يستظرف ويمسك نضارة الشمس بتاعتى
  • تقوم ماسكها بالعنف ده .... دى صوابعك فضلت معلمة على دراعه إسبوع
  • سيبك منه دلوقت واحكيلى هببتى إيه فى الكلية اللى مرضتيش تدخلى هندسة معايا ودخلتيها عشان سى ممدوح اللى بقاله فيها ست سنين ولسة فى سنة تالتة
  • هندسة إيه اللى افضل فيها خمس سنين دى .... وبعد ما اتخرج هاشتغل إيه ؟ طب انت هاتطلع مهندس زى ابوك ..... انا بقى ابويا تاجر عالأقل لما اخلص هاشتغل معاه فى تجارته
  • مقولتيش برضه عملتى إيه فى كليتك النهاردة
  • ولا حاجة يابنى ..... إحنا قدامنا إسبوع كده نروح ونيجيى قبل ما جدول المحاضرات ينزل أساساً
  • أمال إتأخرتى فى الكلية ليه ؟
  • كنت مع ممدوح طول النهار فى الكلية وبعد ما خرجنا عزمنى على مطعم إنما إيه يا أمجد حاجة كده تحفة زى اللى بنشوفها فى الأفلام وبكرة هنخرج سوا بليل عازمنى على حفلة عاملها واحد صاحبه فى فيلته فى المنصورية
  • يا نهار أبوكى إسود .... حفلة فى فيلا مع شوية الصيع إصحاب ممدوح .... إنتى مجنونة يا بت ؟
  • وفيها إيه ؟ ماهو ممدوح هيبقى معايا
  • ماهو المصيبة إن الزفت هيبقى معاكى ... يا بنتى دا عيل صايع ملوش أمان
  • إنت بس اللى مش واثق فيه وبتغير منه
  • أغيرإيه واهبب إيه أنا هانزل لأمك دلوقتى أخليها متخرجكيش بكرة من البيت أصلا
  • أوعى تعمل كده يا أمجد ... هاخسرك بقيت حياتى ... أنا باقولك أهو
  • طب مش هاعمل كده بس توعدينى إنك تحافظى على نفسك
  • حاضر أوعدك
  • ومتروحيش بفستان ولا جيبة .... تلبسى بنطلون ... ويكون واسع
  • يووه يا أمجد هاروح حفلة ببنطلون
  • أه يا روح امك هتروحى ببنطلون وهاشوفك قبل ما تنزلى وهتأكد إنك مش هتغيرى بعد ما أسيبك وإلا هانزل دلوقتى لأمك .... إيه رأيك ؟
  • خلاص .... أنا غلطانة إنى قلت لك على موضوع الحفلة ده
  • وانتى كنتى تقدرى متقوليليش .... يا بت ده كل زمايلى اللى كانوا معايا فى المدرسة ومدخلوش حربية دخلوا معاكى الكلية ومخليهم حاطين عينهم عليكى
  • كمان بتراقبنى .... ماشى ماهى غلطتى من الأول إنى خليتك تتحكم فيا كده
  • لا يا حلوة ...مش إنتى اللى خلتينى أتحكم فيكى ... أمك و ابوكى هما اللى موصينى عليكى ومخلينى آخد بالى منك عشان خايفين عليكى علشان معندهمش غيرك
  • طيب خلاص مضطرة اسمع كلامك مؤقتا.... بكرة ممدوح لما يخلص الكلية ويخطبنى هاستريح من تحكماتك دى
  • أفلح إن صدق
ومد أمجد يده تحت وسادته وأخرج محفظته ليخرج منها عشرة جنيهات ليناولها لمنى

  • إيه ده يا أمجد ؟
  • عشرة جنيه ... هتخليها معاكى فى جيب البنطلون مش فى شنطتك
  • وهاعمل بيها إيه ؟
  • علشان ممكن تحتاجيها فى أى وقت
  • هاحتاجها فى إيه ؟ ماهو ممدوح معايا وأنا معايا فلوس فى شنطتى
  • ماهو أنا مش قلقان غير من إن ممدوح معاكى .... إسمعى الكلام وخليها فى جيب البنطلون اللى هتلبسيه
  • بس ده مصروفك الشهر كله يا أمجد هتفضل طول الشهر من غير فلوس
  • مش هاحتاجهم .... معايا إشتراك الأتوبيس اللى بروح بيه الكلية ومش هاقعد عالقهوة الشهر ده .... ولو إحتجت فلوس هابقى آخد منك
  • يعنى هتفضل طول النهار فى الكلية وتروح التمرين يومين كل إسبوع ومش هتاكل حتى سندوتش فى نص النهار
  • يا ستى ملكيش دعوة أنتى أنا كده كده باخسس عشان عندى بطولة كمان شهرين ووزنى زايد
  • وتعذب نفسك ليه بس يا بنى ما قولتلك ممدوح معايا
  • تالت مرة هاقولك أنا مش قالقنى غير إن زفت ممدوح معاكى
  • مش فاهمة إنت كارهه ليه مع إنه بيعاملنى بكل رقة ..... أنا مش وريتك الشعر اللى بيكتبهولى
  • إنتى حمارة يا بت ..... أنا مش موريكى الكتاب بتاع نزاراللى سى زفت بيكتب منه الشعر اللى بيبعتهولك
  • ده أسمه توارد خواطر يا جاهل
  • أه صح ..... توارد خواطر بين ممدوح البغل ونزار قبانى بالكلمة والحرف .... ما تكتبيله شعر إنتى كمان
  • ياريتنى باعرف كنت كتبت ..... ما تكتبلى إنتا حاجة واقوله إن انا اللى كتباها
  • تصدقى فكرة حلوة ...... أنا فيه فى دماغى فكرة قصيدة تنفع
  • بجد يا أمجد ؟طب سمعنى كده
  • أيوه يا ستى .... عنوانها هيكون اسمه ...... أسمه .... أسمه ..... آه لقيت عنوان حلو .... إيه رايك يكون العنوان "قصيدة إلى عيل خول "
  • تصدق إن انا اللى بنت خول إنى صدقتك .... أنا قايمة
  • مع السلامة ..... ومتنزليش من شقتكم غير معايا .... باقولك صحيح
  • قول
  • فاكرة الحركة اللى علمتك تعمليها لو حد حاول يكتفك
  • أه فكراها
  • طب ورينى كده
  • قول بقى أنك نفسك تحضنى وبتتلكك
  • ولو عايز أحضنك هاتلكك ليه ؟ خايف من امى أو امك مثلا ؟ ده يبقى يوم المنى بالنسبة لهم لما يشوفونى باحضنك
وقفز أمجد من فراشه ليحتضنها بقوة فلكزته بقوة فى خاصرته ودفعته ليسقط على الفراش فابتسم لها

  • جدعة يا بت .... أى حد يحاول يكتفك تعملى معاه كده .... ما عدا أنا طبعا
  • ماشى يا عم الناصح .... على فكرة عايزة أقولك حاجة مهمة
  • إتنيلى قولى خلينا نخلص فى الليلة السودة دى
  • إنت بشنبك ده عمر ما فى بنت هتبص فى خلقتك .... ما تحلقه خليها تتفك فى وشك شوية وتلاقى بنت تعبرك
  • طب غورى بقى من قدامى الساعة دى علشان أن جبت أخرى من حموريتك وخلينى اتخمد انام ..... يومى بكرة طويل
  • طيب هاغور ..... تصبح على خير يا ابو شنب
  • تصبحى على خير يا اللى بتحبى عيل خول
وضحك الأثنان وهو يقوم ليوصلها للخارج وكم كانت أم أمجد تطرب لسماع صوتهما يضحكان سويا ودائما ما تتمنى أن يكون ما تراه أمامها قصة حب بين ابنها وتلك الفتاة الجميلة التى طالما اعتبرتها ابنتها

الجزء الثالث

مقدمة

قد يكون من غير المناسب تذكيرى للقارئ الكريم مع كل جزء أن تلك الأحداث بالقصة تجرى فى الثمانينيات لكنى أجدها فرصة لتعريف السادة القراء ببعض ملامح الحياة فى تلك الفترة خاصة لعلمى بأن معظم القراء لم يعاصروها وقد يستغربون بعض ما ذكر بالقصة من أحداث

وقتها كانت وسيلة الأتصال الوحيدة المتاحة هى التليفون الأرضى ويقينا فمعظم حضراتكم لم يعاصره بقرصه الدوار وحتى تلك الوسيلة لم تكن متاحة للجميع . فكان على من يريد الحصول على خط تليفون أن ينتظر لمدة قد تصل أحيانا ل15 سنة قبل تركيبه وكان من يملك تليفون لا يبخل على جيرانه باستخدامه للطوارئ وكانت تليفونات أكشاك السجائر هى وسيلة إتصال من تضطره ظروفه لإجراء إتصال طارئ

كانت الكنبة ذات الشلت موجودة بكل منزل للجلوس ولإستخدام تلك الشلت أحيانا كفراش فى حالة الطوارئ

والشلت جمع شلتة وهى وسادة مربعة من القطن تصنع خصيصا بالمقاس

وقتها لم يكن هناك ما يسمى كوفى شوب . كان إسمها القهوة وكانت لها وضع خاص فى المجتمع فكان لكل قهوة زبائنها اللذين يالفونها وتألفهم

لم يكن فى المقهى ويتر ... كان إسمه القهوجى ومساعده إسمه الصبى وعادة كانوا هم وكالة انباء الشارع فعندهم كل الأخبار

كان زمن صعب عاشه من صادف شبابهم هذا الوقت لكنهم ينظرون إليه الآن بحسرة فهو كان زمن شديد الصعوبة لكنه أيضا كان شديد الجمال

والآن لنعود لقصتنا​

..............................................................................................





مرت الليلة على أمجد كأسوأ ما يكون ... فبينه وبين نفسه متأكد مما ينوى ممدوح فعله فى تلك الحفلة المزعومة التى دعى منى لحضورها لكنه لم يستطع كبح جماح جنونها وتمردها ولا يريد كسر فرحتها بحبها لهذا الشخص الذى أختارته لتحبه

إنه يعرف ممدوح جيدا ويعلم عنه الكثير فممدوح جارهم بنفس الشارع يكبرهم بأعوام ستة .... أمجد ومن هم على شاكلته من الشباب يعتبرونه نموذج للفشل بينما يعتبر الأكثرية أن ممدوح شاب لقطة .... فأبوه أحد الأثرياء بشارعهم ومصدر ثروته غير معروف ..... أبوه يملك العمارة التى يقطن بها مع أمه الحسناء التى لا يعرف لها سكان الشارع أهل ولا أصل عكس باقى سيدات الشارع ... تتعالى عليهن دوما بمجوهراتها وسيارات زوجها والخدم القائمين على خدمتها وخدمة زوجها وابنها الوحيد

يقيمون بدور كامل بتلك العمارة الكبيرة وقد خصص دور آخر لممدوح جهزه كأفضل ما يكون ليكون بيته فى المستقبل ويستغله ممدوح فى إقامة حفلات له ولأصدقائه من الشباب والفتيات يدعو إليها غرباء عن حيهم بملابس يستهجنها البعض ويعتبرها البعض موضة لا تعنيهم

كان معظم سكان الحى وقتها من الطبقة المتوسطة موظفون كبار ذوى دخل محدود أو تجار متوسطى الثروة لكن الكل كان معروف للكل فكل قاطنى الحى سكنوه فى شبابهم وهاهم أبناءهم الذين ولدوا فيه قد أصبحوا شباباً

كان ممدوح يغار من أمجد رغم الفارق بينهم فى العمر و الإمكانيات المادية وحتى فى الشكل والمظهر ... فممدوح ورث من أمه بشرتها البيضاء وشعرها الأشقر الناعم وعيونها الخضراء وورث من أبيه طوله وضخامة جسده أى أنه ورث منهما كل مواصفات الوسامة علاوة على تلك الموارد المالية اللا محدودة التى يملكها

أما أمجد فهو شاب عادى متوسط الطول أسمر البشرة خشن الشعر ذو شارب ثقيل فأمجد ورث من أبيه شكله الصعيدى الذى لا يختلف عن أى رجل من صعيد مصر

لكن أمجد رغم إمكاناته التى تبدو محدودة يعتبره سكان شارعهم محبوبهم ورجلهم الصغير فشخصيته الهادئة ونظراته الواثقة وقدرته على التدخل لحل المشاكل التى تنشأ بينهم حتى بين الكبار تثير إعجابهم فأمجد كما يقول عنه عم هيكل العجوز صاحب دكان البقالة

" شاب ليه هيبة مش هايف زى عيال اليومين دول "

كان ممدوح يغار من أمجد بل يحقد عليه منذ اليوم الذى برز فيه نجم أمجد بين سكان شارعهم يوم أن نشرت إحدى الصحف صورته كأول ناشئ مصارعة يفوز ببطولة الجمهورية للكبار رغم أنه يمثل مركز شباب ولا يلعب لنادٍ كبير

يومها ذهب ممدوح لمركز الشباب الذى لم يدخله من قبل ليطلب الإنضمام لفريق المصارعة ولا ينسى نظرة المدرب له ورفضه حتى التفكير فى الموافقة على إنضمامه

لم ينسى ممدوح إنضمام أمجد بعدها للنادى الذى يدفع أبوه له سنويا آلاف الجنيهات كإشتراك عضوية بينما تبرع نفس النادى بمبلغ ضخم لمركز الشباب حتى يوافق أمجد على الإنضمام له كلاعب

ربما أختار ممدوح أن ينصب شباكه حول منى التى يظن كل سكان الشارع أن بينها وبين أمجد قصة حب كى يشعر بأنه فاز عليه أخيرا

لم يتمالك ممدوح نفسه من السعادة يوم أن اختارت منى رفض كلية الهندسة التى دخلها أمجد واختارت كليته لتكون قريبة منه فشعر أن فوزه قد اكتمل وأن أمجد الآن يحترق قلبه على حبه

ربما لكل هذا كان القلق يأكل أمجد من داخله حتى أنه فكر فى منع منى من الذهاب لكنه كان يكره أن يكسر خاطرها وكان متأكد من قدرتها على حماية نفسها بعد ما علمه لها للدفاع عن نفسها

ليلتها لم يغمض لأمجد جفن وقام من فراشه قبل طلوع الشمس وهبط لشارعهم الهادئ ويتمشى قليلا حتى وصل للمقهى الذى فتح للتو أبوابه ليستقبله ثابت صبى المقهى الذى يطلقون عليه إسم رويتر الشارع من كثرة ثرثرته عن كل كبيرة وصغيرة يعرفها وبمجرد جلوسه أقبل عليه ثابت بإبتسامة حقيقية غير مصطنعة فثابت ككل من يقطن بشارعهم أو يعمل به يكنون حبا وتقديرا حقيقيا لهذا الشاب الذى يتواضع مع صغيرهم و يوقر كبيرهم رغم الهيبة التى تحيطه ولا ينسى ثابت يوم أنقذه أمجد من بين يدى معلمه صاحب القهوة وجمع له ثمن الأكواب التى سقطت منه ودفعه لكل ما كان يملكه وتجميعه لباقى ثمن الأكواب من زملائه ليجنبه علقة ساخنة كان بالحتم سينالها من معلمه الضخم

  • صباح الخير يا أمجد باشا .... أجيب الشيشة ولا كفاية الشاى بالحليب
  • هات شيشة يا ثابت ... دماغى هينفجر وعايز حاجة أنفخ فيها
  • أوامر يا باشا
وانطلق ثابت للداخل ليحضر لأمجد شيشته يضعها أمامه يتبعها بكوب الشاى بالحليب يضعه على الطاولة المجاورة لأمجد

  • باقول لحضرتك إيه يا باشا .... تسمحلى بكلمتين محشورين فى زورى
  • قول يا رويتر ... ماهى دماغى ناقصة عالصبح
  • خد بالك من الست منى ... دى بت بنت حلال وتستاهل كل خير
فسقط قلب أمجد فى قدميه فكلام ثابت يعنى أن ممدوح بدأ يثرثر عن منى فى جلساته لكنه تمالك نفسه سريعا

  • متخفش عليها يا ثابت ... دى بت بميت راجل
  • يا باشا الدنيا وحشة وولاد الحرام كتير والواد ممدوح سكته وحشة .... دا الراجل اللى بيجيبله الحشيش كان لسه معاه امبارح وجايبله كمية كبيرة دفع له فيها مية وخمسين جنيه حتة واحدة وبيقول كلام ميصحش عن الست منى
  • متقلقش عليها .... سكة ممدوح متمشيش مع منى
  • طب وحياة أبوك يا شيخ تخليك فى ضهرها
  • متقلقش يا ثابت .... منى زى اختى ومش هاسيبها
  • لو احتجت حاجة منى قول ومش هتأخر انا مع إنى صغير عنكم فى المقام لكن أقدر اعمل حاجات كتير تساعد
  • هو ده العشم يا ثابت .... شايلك للعوزة
ولم يستطع أمجد بعدها أن يكمل جلسته فابتلع كوب الشاى سريعا ولم يكمل تدخينه وقام سريعا ورفض ثابت ان يأخذ حساب الطلبات منه فانطلق عائدا للمنزل وقد قرر منع منى من الذهاب مهما كلفه الأمر ولتغضب كما شاءت فقد تيقن أن ممدوح لا ينوى خيرا فى هذا اليوم مع منى

دخل أمجد شقته ليجد أمه وابيه يتجهزان للنزول فحياهما وقبل يد أبيه

  • كنت فين يا أمجد بدرى كده
  • صحيت بدرى ونزلت اتمشيت شوية يا بابا قلت انشط نفسى قبل الكلية
  • فيه حاجة قلقاك يا بنى شكلك منمتش
  • لا يابابا مفيش حاجة متقلقش .... إبنك شديد زيك يا حاج
  • بالتوفيق يابنى
دخل أمجد غرفته بعد أن ودع أباه وأمه ليغير ملابسه ويضع ملابس تدريبه فى حقيبة رياضية خفيفة ويخرج لصالة الشقة حيث يوجد التليفون ليطلب رقم منى التى رفعت سماعة تليفونها سريعا وكأنها كانت تنتظر تلك المكالمة

  • صباح الخير يا منى
  • صباح الخير يا أمجد ..... فيه إيه ؟
  • هيكون فيه إيه يعنى ؟ مش إحنا متفقين أشوفك قبل ما تنزلى
  • أه متفقين بس أول مرة تقول إسمى كده من غير ألقاب ... لا قلت زفتة ولا هبابة ولا أى لفظ جميل من ألفاظك اللى بتقولهالى .... شكلك منمتمش كويس
  • لأ إتنيلت نمت كويس
  • أهو كده انا اتطمنت عليك .... طالما لسانك رجع زفر تانى تبقى كويس
  • لبستى
  • أه لبست ... وزى مانت قلت لبست بنطلون واسع مع إن شكلى هيبقى فلاحى قوى لما اروح حفلة ببنطلون
  • ولبستى إيه تانى
  • يا سافل مش هاقولك طبعا
  • أنا اللى سافل برضه ولا انتى اللى دماغك وسخة ..... لابسة البنطلون من تحت لابسة إيه من فوق
  • آآآآآآآآآآه تصدق فهمتك غلط .... لابسة بلوزة حرير
  • طب البسى بلوفر تحت البلوزة
  • إنت عبيط يا أمجد ؟ ألبس بلوفر تحت البلوزة ؟ مش شايف إن ده يبقى فلح كتير شوية والدنيا لسة مبردتش
  • علشان الدنيا بتبقى برد بليل
  • مانا هلبس جاكت
  • إلبسى الجيليه اللى اشتريتيه الاسبوع اللى فات تحت البلوزة مش هيبان
  • يووووه بقى يا أمجد .... إيه التحكمات دى
  • إسمعى الكلام وإلا مفيش نزول من البيت النهاردة
  • خلاص هاتنيل البس الجيليه تحت البلوزة .... مش عارفة هاخلص امتى منك ومن تحكماتك الغبية دى
  • لما تتنيلى تتجوزى هتخلصى منى ومن تحكماتى وهاخلص منك ومن قرفك
  • ماشى .... هانت .... استحملك سنتين كمان لغاية ممدوح ما يتخرج وهاخلص منك
  • سنتين ؟؟ تصدقى بقى إن انا هاتخرج قبل سى زفت بتاعك
  • هيهيهيهي ....... ظريف قوى يا رذل
  • طب اخلصى بقى عايز انزل
  • خمس دقايق واكون جاهزة ... سلام
كان أمجد ينوى منعها من النزول لكن الفرحة التى بدت فى صوتها جعلته يشفق عليها ويكره أن يكسر فرحتها ولعل ظنونه ليست فى محلها ويكون ممدوح رغم نذالته زوجها المستقبلى

بعد عشر دقائق كان أمجد يدق باب شقة منى لتفتح له سريعا والفرحة تكاد تقفز من عينيها فهى مقبلة على حضور حفلة لم تراها إلا فى الافلام وكانت تتوقع أن ترى ملابس أنيقة وتسمع موسيقى ناعمة ترقص على أنغامها مع ممدوح الذى عشقه قلبها واختارها هو من ضمن عشرات الفتيات اللاتى يتهافتن عليه

نظر أمجد إلى ملابسها ونظرت إليه فى غيظ وأظهرت له الجيليه المختفى تحت بلوزتها وجذبت البنطلون من جانبيه لتبرز له اتساعه وابتسمت له فى غيظ إبتسامة صفراء

  • تمام كده ولا عايزنى اروح البس العباية السودا بتاعت امى كمان ؟
  • لأ كده كويس ... ياللا بينا
وأفسح لها أمجد الطريق كى تمشى أمامه فهو رغم مناوشاته المستمرة معها يعاملها دائما كأميرة وتعودت منه هذا السلوك كجنتلمان

إفترقا عند مدخل العمارة فمواصلاتها لكليتها قريبة عند أول شارعهم بينما عليه هو أن يسير فى الإتجاه الآخر ويقطع شارعين آخرين قبل أن يصل لمحطة الأوتوبيس الذى سيستقله لكليته

قبل نهاية الشارع الثانى ببضعة أمتار كانت تخرج زميلة أمجد الحسناء من العمارة التى تقطن بها لتلمحه قادما بخطواته الواسعة المنتظمة ورأسه الحليق وشاربه الثقيل الذى لا تخطئه عين يعلق على كتفه حقيبة رياضية خفيفة . إذا فهذا الزميل الذى يبدو غريب الأطوار يسكن بنفس حيها وسيستقل بالتأكيد نفس الأتوبيس الذى تستقله للذهاب لكليتها فتمهلت قليلا متوقعة أن يتوقف ليصطحبها معه ولعله يكون أقل تحفظا بعيداً عن الكلية لكن ظنها خاب عندما وجدته بنظره المتجه للأمام لا يلتفت إليها فأيقنت أنه لم يراها . وكيف يراها وهو لا ينظر إلا نظرته الثابتة فى اتجاه واحد لا يحرك عنقه ولا عيناه وكأنه إنسان آلى يتحرك لكنها فوجئت به بعد أن أصبح بمحازاتها يلتفت فجأة باتجاهها ويحييها بنفس الأيماءة برأسه فارتبكت بشدة عندما وجدت عينيه بتلك النظرة الحادة تلتقى بعينيها المصوبة إليه ولم تلحق حتى أن ترد تحيته بمثلها قبل أن يتجاوزها مكملا طريقه بدون أن يحاول التوقف فهمت بأن تناديه لكنها تذكرت بأنها حتى لا تعرف له إسماً تناديه به

شقت الزميلة الحسناء طريقها فى اتجاه محطة الأتوبيس وهى تلاحظ أمجد يبتعد عنها بخطواته الواسعة السريعة حتى اختفى عن ناظريها وتوقعت أن تقابله على المحطة لكنها وجدت المحطة مكتظة بالمنتظرين ولم تلمح وجهه بينهم لكنها لاحظته أخيرا يقف على بعد أمتار عديدة قبل المحطة فتعجبت من غرابة أطوار هذا الفتى وشكت فى وجود خلل ما فى عقله يدفعه لأن ينتظر أوتوبيس نقل عام فى غير مكان توقفه لكن زال شكها بمجرد أن ظهر الأتوبيس وقبل أن يهدئ من سرعته يقفز هذا الغريب بداخله برشاقة وكأنه لاعب سيرك لتقف مذهولة قليلا قبل أن يدفعها زحام الصاعدين للركوب وكأنهم طوفان جرفها للداخل

كانت محطة حيهم هى المحطة التى يمتلئ فيها الأتوبيس بركابه من طلبة وموظفين وعمال فى طريقهم لأعمالهم فكان الأتوبيس يصل فارغا تقريبا لمحطتهم ثم يغادرها مكتظا بركابه يئن موتوره من فرط ما يبذله من مجهود للتحرك بهذا العدد الكبير الذى يملأه حتى يبرز من أبوابه

كادت تلك الحسناء أن تختنق من فرط الزحام حتى فوجئت بيد الفتاة التى تقف جوارها فى الزحام تلفت نظرها لمن يشير لها فإذا به زميلها الغريب يشير لها وهو جالس لتشق طريقها فى الزحام ناحية جلوسه فيقوم مفسحا لها المكان لتجلس ويقف بجوارها وحتى لم يحاول يحتك بها وهو ما لن تستهجنه أو تستغربه فى ظل التزاحم الشديد وتمايل الأتوبيس الذى هم فيه فجلست تلتقط أنفاسها ومدت يدها ناحية حقيبته التى يحملها على كتفه وكشكول محاضراته طالبة منه فى صوت هامس أن تحملها عنه وبالطبع لم يسمع صوتها فى الزحام لكنه فهم ما تريد قوله وناولها ما يحمله مصحوبا بإبتسامة شكر تعجبت منها فهى التى يجب أن تشكره لا هو

إستمر الأتوبيس فى رحلته وأمجد يقف بجوار زميلته الجالسة لا يحركه تدافع الركاب ولا تمايل الأتوبيس ولا ينظر تجاهها بل إن عينيه ظلت فى إتجاهها للأمام كأنه صنم قد وضع واقفا بجوارها أو كأنه عمود خرسانى تم صبه بأرضية الأتوبيس كما حكت لصديقاتها فيما بعد ولم يلتفت لها بعد المرة التى شكرها فيها إلا عند إقتراب الأتوبيس من محطة كليتهم ليطلب منها إسترداد حقيبته وكشكوله فناولتهم له وقامت لتلتصق بظهره فى رحلته نحو باب الأتوبيس فقد أصبح بالنسبة لها طوق النجاة وسط هذا البحر من البشر الذى يتلاصق ويتلاطم ولا تعرف كيف شق طريقه وهى خلفه بتلك السهولة حتى أنه بعد ما نزلوا لم تجد على ملابسه أو ملابسها أى تجعد أو عدم انتظام يشير إلى أنهم نزلوا من تلك المعجنة التى يطلق عليها أتوبيس نقل عام

توقفت الحسناء لتشكر أمجد لكنها وجدته يسير فورا لباب الكلية فسارت بجواره تحاول مجاراة خطواته وأسعدها أنه هدأ من خطواته قليلا لتستطيع مجاراته

  • أنا متشكرة أوى .... مش عارفة هاجى الكلية بعد كدة ازاى فى الزحمة دى
  • زى ما جيتى النهاردة حضرتك بالظبط طالما مواعيد محاضراتنا واحد هتلاقينى فى الأتوبيس .... ولو محاضراتك متأخرة هيكون الأتوبيس فاضى
  • إنت بتروح بالأتوبيس برضه
  • لأ .... غالبا بامشى وانا مروح
  • بتمشى كل المسافة دى ؟
  • المسافة مش طويلة للدرجة دى وانا باحب المشى
  • هههههههه ... طبعا مانت مش بتلبس كعب عالى زينا .... أنا لو مشيت رجليا هتتكسر
  • بسيطة ..... متلبسيش كعب عالى .... حتى علشان لما دروس العملى تبدأ متتعبيش لإن معظمها بيكون وقوف
  • وانت عرفت منين
  • والدى مهندس
  • أها .... يعنى الهندسة وراثة فى العيلة
وكانو وقتها قد اجتازوا البوابة الكبيرة وأصبحو فى داخل الفناء الفسيح خلفها ووجدت صديقاتها يقفن فى انتظارها فتوجهت نحوهم وأمجد يسير معها حتى اقتربت منهم ففوجئت به ينفصل عنها

  • طيب عن إذنك هاروح انا المدرج واسيبك براحتك
فنظرت نحوه باستغراب شديد وابتعد هو فى خطواته الواسعة بسرعة وصديقاتها ينظرن إليها وإليه فى دهشة من تصرفه والتففن حولها

  • هو فيه إيه؟ هو الجدع ده بيخاف من الناس ولا إيه
  • مش عارفة .... لسة عامل معايا حركة جنتلمان وفجأة إتقلب جلف
  • سيبك منه .... شكله مجنون
  • مش عارفة ..... غالبا هو شخص بيخاف من الاختلاط
  • ايه يا قمر ؟ شكلك مهتم يا جميل
  • بس يا بت انتى وهيا
  • طب ياللا نلحق نفطر قبل المحاضرة ... كنا مستنينك
  • روحوا انتوا أنا مش جعانة دلوقت هافطر بعد المحاضرة
وانطلقت الفتيات نحو الكافيتريا بينما توجهت هى ناحية المدرج وهى تشعر بغيظ شديد من هذا الشاب غريب الأطوار الذى يبدو أنه يهرب من التعرف بها رغم انها بالأمس كانت تتهرب من التعرف بشباب كثر حاولوا التعرف بها ومنهم من هم فى السنة النهائية لكنها لم تجد فى نفسها ما يدفعها حتى للتجاوب مع حواراتهم بعكس هذا الصامت الذى تجد شئ فى داخلها الآن يدفعها دفعا للتعرف إليه

...............................................

دخل أمجد المدرج كأول الداخلين مثلما دخله بالأمس وتخير نفس المكان للجلوس لكنه لم يخرج كشكوله ليقطع الوقت بالرسم كما كان يفعل بل وضع كفيه حول رأسه واستغرق فى التفكير حول منى وما قد يصيبها إذا تمكن هذا النذل ممدوح من التمكن منها وشعر برأسه يكاد ينفجر وبعقله يعجز عن التفكير السليم حتى أنه فكر فى الذهاب لكلية منى وممدوح وإفتعال مشاجرة معه وليكن ما يكون . لكنه عاد وتذكر أن منى وقتها ستجرح وستصبح سيرتها أحدوثة على ألسنة طلبة الكلية وربما الجامعة بأكملها وهو أكثر من يعرف انها أرق من أن تتحمل مثل هذا الضغط

أفاقه من تفكيره أصابع زميلته تربت كتفه برقة وصوتها الهامس يصل بالكاد أذنيه

  • تسمحلى يا باشمهندس أقعد جنبك ولا هتسيبنى وتمشى برضه ؟
فشعر بإحراج شديد بينه وبين نفسه وشعر بمدى قلة ذوقه فقام واقفا ليفسح لها الطريق

  • معلش سامحينى فيه موضوع شاغل بالى ومخدتش بالى من قلة ذوقى ... إتفضلى يا آنسة
  • سميرة ..... إسمى سميرة
  • تشرفنا يا آنسة سميرة
وصمت قليلا يتأملها وهى تجلس فى أناقة حقيقية غير مفتعلة وترسم على فمها إبتسامة ساحرة

  • ها ..... إتفضل
  • أتفضل إيه ؟
  • إتفضل كمل
  • أكمل إيه ؟
  • المفروض إنى عرفتك بنفسى وقولتلى تشرفنا يا آنسة سميرة فين تكملة الجملة ؟
  • جملة إيه ؟
  • إسمك يا باشمهندس .... تكملة الجملة إنك تقول إسمك .... إنت كنت عايش فى الصحرا ولا حاجة ؟
  • إيه ده .... تصدقى صح .... دا أنا أكتشفت إنى عديم الذوق مش قليل الذوق بس .... إسمى أمجد .... أمجد حسن
  • يااااه أخيرا ..... تشرفنا يا أمجد
ومدت سميرة يدها لتصافحه فصافحها أمجد بعد تردد للحظات فهو لم يصافح يد أنثى غريبة عنه منذ سنوات ويجهل الضغط اللائق فى مصافحة فتاة بمثل تلك الرقة لكنه على أى حال صافحها بأرق ما يمكنه وظهر إرتباكه فى مصافحتها

  • إيه يا عم إنت ... إنت خايف تسلم عليا
  • بصراحة ... آه
وانطلقت فى ضحك متواصل حتى دمعت عيناها

  • خايف تسلم عليا ..... ليه هاعضك
  • أصل آخر بنت سلمت عليها بالأيد كنت فى سنة 6 إبتدائى وخفت سلامى عليكى يكون مش مناسب
فزاد ضحكها وأضطرت لخلع نظارتها لتمسح دموعها وتعجب أمجد من نفسه فهو لم يلاحظ نظارتها من قبل

  • إيه ده ؟ إنتى لابسة نضارة يا آنسة سميرة
  • هو انت مخدتش بالك إنى لابسة نضارة غير لما قلعتها ؟.... دا إنت مشكلة يا أمجد
  • معلش ... مخدتش بالى
  • لا مافيش حاجة ... ماهى دى حاجة طبيعية ... هتاخد بالك ازاى وانت مبصتليش أصلا
  • بجد مأخدتش بالى ... أصل حضرتك النضارة بتاعتك رقيقة قوى ولايقة جدا على وشك
  • يا بنى إيه حكاية حضرتك ويا آنسة سميرة والكلام ده ... إحنا زملا يعنى انا أقولك يا أمجد وانت تقولى يا سميرة
  • أوكى يا باشمهندسة سميرة
فعاودتها نوبة الضحك وانتقلت عدوى الضحك لأمجد

  • يابنى إسمى سميرة إنت كلامك عامل زى ما تكون طالع من فيلم عربى قديم
فزاد ضحك أمجد حتى تحول لقهقهة حاول أن يكتمها فبادرته سميرة بالكلام بعد أن شعرت بمدى نقاء سريرة هذا الشاب عكس كل من قابلتهم ممن هم فى نفس سنه من قبل

  • إيه ده .... دا إنت بتعرف تضحك زينا كمان أهو
  • أه باعرف أضحك زى البنى آدمين
واندمج أمجد وسميرة فى موجة ضحك حتى وصلت صديقاتها ووقفن خلف أمجد الذى أعطى ظهره للممر الذى بين المدرجات ولم يشعر بوقوفهن خلفه حتى ربتت إحداهن على كتفه فاستدار لها وآثار الضحك لم تفارق وجهه فوقف وأفسح لهن الطريق وخرجت سميرة أيضا لتدخلهم حتى تحتفظ بجلستها بجوار أمجد ولكنهن لم يدخلن لأماكنهن وتحدثت إحداهن موجهة كلامها لسميرة

  • إيه ده هو الباشمهندس طلع بيتكلم
  • آه تصدقى .... وطلع بيعرف يضحك كمان
  • طيب مش تعرفينا بقى ولا إيه
  • طبعا .... ده أمجد .... ودول سهام , أمل , إيمان , هدى .... زمايلى من ثانوى وأعز أصحابى
  • أهلا وسهلا يا مدموزيلات
  • نعم ؟؟ إيه يا بنى مالك .... مدموزيلات دى بطلت من أيام يوسف وهبى ... نادينا بأسامينا عادى كده ... هو انت كنت فى مدرسة فرنساوى
  • لأ .... كنت فى مدرسة عسكرية
  • آآآآآآآآه ... علشان كده بقى عامل زى ما تكون بالع نشا .. وإيه اللى جابك هنا ؟ مش إنتوا بتخشوا حربية بعد الثانوية
  • مجموعى كان كبير وأبويا خريج الكلية دى ومرضتش ازعله لما طلب منى أخش هندسة ... وانا كمان باحب الهندسة
  • أمجد بيرسم حلو أوى وموهوب ...... إمبارح شوفته راسم المسرح بتاع المدرج ده كأنه مصوره
  • طيب ليه مدخلتش فنية عسكرية ... مانت هتبقى مهندس برضه
  • طالما هأكون مهندس يبقى أفضل أكون حر ... الجيش هيقيد حريتى فى الحركة لو حبيت أسافر أو أكمل دراسات برا مصر
وقطع حديثهم دخول بعض الشباب الذين يبدوا من مظهرهم أنهم طلبة قدامى وعرفوا أنفسهم بأنهم أعضاء بإتحاد الطلاب وطلبوا من كل ممن لديه موهبة فنية أو ثقافية أو رياضية أن يتقدم إليهم ويسجل إسمه ليكون عضو بإحدى الفرق الفنية أو الرياضية أو الثقافية فتزاحم حولهم الطلبة كل يسجل إسمه فى المجال الموهوب فيه وبعد أن انتهوا وقبل خروجهم كانت المحاضرة الأولى على وشك البدء ودخل من الباب المخصص للأساتذة رجل وقور شديد الأناقة ألتف حوله أعضاء إتحاد الطلاب تحادثوا معه قليلا وعرض عليه أحدهم كشف بأسماء الطلبة الجدد الذين انضموا للمجال الذى يمثله فى الأتحاد ففتح الأستاذ الملف الذى يحمله وأخرج منه ورقة صغيرة نظر بها ونظر للكشف ثم أعاد الكشف للطالب وخرج جميع أعضاء الإتحاد ووقف الأستاذ مكانه وساد الصمت فى المدرج تماما حتى بدأ الأستاذ فى الحديث

  • صباح الخير .... أنا الدكتور إبراهيم ******** أستاذ العمارة ورئيس قسم العمارة فى الكلية ومشرف اللجنة الرياضية والمشرف على الفرق الرياضية بالكلية .... سعيد جدا بوجودكم معانا وأتمنى لكم سنة سعيدة ....لكن قبل ما نبدأ محاضرتنا لو تسمحوا لى أسأل هل الطالب أمجد حسن موجود هنا النهاردة ولا لأ
فوقف أمجد وهو يشعر بالإحراج الشديد فمئات العيون الآن مصوبة نحوه وهو بطبيعته يكره أن يكون محط الأنظار

  • أنا أمجد حسن يا دكتور
  • طب تسمح تجيلى مكتبى بعد المحاضرة
  • تمام يا دكتور
  • شكرا ... ودلوقتى نبدأ محاضرتنا
وأكمل الدكتور المحاضرة وكالعادة اكتفى أمجد بتدوين بعض الملاحظات فقط وبينما تعجبت صديقاته الجدد من إستدعاء أمجد لمكتب أحد أكبر أساتذة الكلية فى ثانى أيام الدراسة وشعرت سميرة ولدهشتها لهذا الشعور بقلق غريب على أمجد مع انه لم يبد على ملامحه أى علامات قلق أو دهشة فقد إستنتج بالبديهة ما سُيطلب منه

إنتهت المحاضرة وقام أمجد للذهاب لمكتب الدكتور إبراهيم بعد أن ترك حقيبته الرياضية وكشكول محاضراته لزميلاته أو صديقاته الجدد

دخل أمجد لمكتب الدكتور إبراهيم الأنيق أناقة تليق بمكتب أحد افضل المصممين بمصر حيث إستقبله الدكتور بإبتسامته التى لا تفارق وجهه

  • إزيك يا أمجد ... عامل إيه معانا فى الكلية ... أتمنى تكون مبسوط
  • تمام يا فندم ... مبسوط
  • يا بنى تمام إيه وافندم إيه .... الكلية هنا مدنية ... إنت سبت المدرسة العسكرية خلاص وبلاش وقفة إنتباه اللى واقفها قدامى دى أنا دكتور أو مهندس مش ظابط ... إتفضل أقعد
  • شكرا يا فندم
  • يابنى قلتلك بلاش افندم دى .... قللى يا دكتور أو يا باشمهندس
  • تمام يا دكتور
  • ييييييييه .... دا إنت باينك مريض بالعسكرية .... هنا مافيش تمام قول حاضر أو أوكى أو اى حاجة تانية غير تمام .... إنت عارف طبعا أنا طلبتك ليه
  • عارف يافندم لكن اعتقد إن طبيعة الدراسة فى الكلية هنا وتدريبى فى النادى وفى المنتخب مش هيخلوا ليا وقت أتدرب معاكوا
  • عارف ... أنا مش هاطلب منك غير إنك تكون معانا يوم واحد بس فى الأسبوع هيا ساعة واحدة بس.... مش هيكون تدريب أد ما هيكون تشجيع لزمايلك لما يلاقوا لاعب منتخب بيتدرب معاهم وهتلعب مع الفريق لما يكون فى مسابقة أو بطولة .... وأنا هاساعدك على أد ما اقدرفى دراستك وهامنع المعيدين من إنهم يضايقوك .... إنت عارف طبعا غلاسة المعيدين
  • لا يا فندم ماعرفهاش
  • يخربيت كده ....واضح إنى هتعب معاك على ما تنسى العسكرية .... شكرا يا أمجد إتفضل إلحق محاضرتك
.......................................................................................

لم يكن الدكتور إبراهيم مجرد أستاذ لأمجد لكنه كان ملهماً ومعلماً وأباً روحياً حول وجهته من تخصص الميكانيكا الذى كان ينوى دخوله ليصبح كأبيه مهندس ميكانيكا إلى تخصص العمارة الذى برز فيه نجمه فيما بعد .

إكتشف الدكتور إبراهيم بعدما اقترب من أمجد فيما بعد موهبته فى التصميم فصقلها ونماها وأعطاه من وقته وخبرته الكثيروظل بجواره معلما فى كل نواحى الحياة بداية من مبادئ المهنة وأسرارها وحتى إسلوب إختيار الملابس ونوع البرفان

ربما لهذا كان الدكتور إبراهيم هو الوحيد من بين أساتذة أمجد الذى حرص على ذكره فهو إلى الآن يدين له بالفضل فيما وصل إليه

....................................................................

عاد أمجد للمدرج حيث كانت سميرة وباقى صديقاتها منتظرات يتحرقن شوقا لمعرفة سبب إستدعاء أمجد فقص أمجد عليهم سريعا ملخصا لما دار بينه وبين أستاذه

  • إنت كمان بتلعب مصارعة ..... أمال مش باين على جسمك يعنى
  • وحضرتك هيبان على جسمى إيه يا أنسة سهام
  • يابنى قلنالك بلاش ألقاب .... إسمى سهام بس ...... قصدى يعنى بتوع المصارعة دول بيبقوا طوال وعراض ووزنهم تقيل مش زيك كده
  • ههههههههههههههه ... قصدك يعنى المصارعين اللى بتشوفيهم فى التلفزيون
  • آه ... أنا مبفوتش حلقة منهم
  • دى يا ستى مش مصارعة .... ده مجرد شو تمثيلى معظمه متفقين عليه .... المصارعة حاجة تانية خالص وكل مصارع بيلاعب مصارع فى نفس وزنه وليها قواعد لعب بتمنع أى لاعب يأذى زميله .... على كل حال لو عايزة تشوفى المصارعة الحقيقية فأعتقد إن بطولة الجامعة السنة دى هتكون عندنا هنا فى هندسة وتقدرى تشوفيها
وأكمل أمجد وصديقاته الجدد يومهم الجامعى الثانى سويا لكن كانت دائما سميرة هى أقربهم إليه وأكثرهم حديثا معه حتى أنها ضبطت نفسها مرة تتأمل ملامحه فى إعجاب رغم عدم وجود ما يدعو في ملامحه للإعجاب

وأخيرا إنتهى اليوم الجامعى الثانى فى حياة أمجد وودع أمجد صديقاته وانطلق لإستقلال الأتوبيس الذى يملك إشتراك لركوبه فهو لا يحمل معه أى أموال بعدما أصر أن تكون الجنيهات العشرة المتاحة له كمصروف شهرى مع منى لأى طارئ قد يقابلها لكن هذه المرة إستقل الأتوبيس للذهاب الى النادى البعيد عن حيه وأنهى تدريبه لكن ذهنه طوال اليوم كان مشغولا بمنى وقلقه عليها فهو لا يتحمل فكرة أن تصاب تلك الرقيقة بأذى ولا يدرى ماهية هذا الشعور الذى يشعره نحوها

بالتأكيد هو ليس حب شاب لفتاة أو حب ذكر لأنثى لكنه نشأ ونشأت على فكرة أنه مسؤل عنها وعن سعادتها فهى بالفعل تواءم روحه التى تشعر به ويشعر بها وكل منهما يفهم ما يريده الأخر دون أن ينطق أحدهما بكلمة أواحدة و كما قالت له أمه يوما " باحس إنكوا بتتكلموا مع بعض واحنا قاعدين معاكم بعنيكم من غير ما حد يفهم إنتوا بتقولوا إيه أو كأنكم بتقروا أفكار بعض"

عاد أمجد لمنزله مرهقا ساهما ودخل فورا غرفته وأغلق عليه بابها وطلب من أمه ألا يزعجه أحد وحتى لم يتناول غداءه وشعر بقلبه ينتفض بشكل لم يعهده من قبل بمجرد غروب الشمس حتى أنه لم يطق الرقاد على سريره ولا الجلوس وظل يتحرك فى الفراغ الضيق بحجرته حركات مترددة ولا يدرى ما سبب ما ينتابه حتى فوجئ بأمه بعد نصف ساعة فقط من وقت أن أن انتابته تلك الحالة تقتحم عليه الغرفة بانزعاج شديد حاملة التليفون بيد ترتعش

  • أمجد .... منى عالتليفون عايزاك .... شكلها فيها حاجة .... شوف فيه إيه وطمنى أرجوك
إختطف أمجد التليفون من يد أمه مسرعا ليصله صوت منى باكياًعلى الطرف الآخر

  • أمجد الحقنى ..... ممدوح حاول يغتصبنى هو وصاحبه .... هربت منهم ومش عارفة أنا فين
  • إنتى بتتكلمى منين ..... إنطقى بسرعة
  • مش عارفة ..... مش عارفة ...... بتكلم من كشك على طريق كله غيطان
  • طب أدينى صاحب الكشك اللى بتتكلمى منه .... بسرعة يا منى
وبسرعة رد عليه صوت نسائى

  • أيوه يابنى .... أنا صاحبة الكشك
  • حضرتك ممكن تدينى عنوانك أو مكانك
وأعطته السيدة التى كانت تحدثه تفاصيل مكان على طريق زراعى بمحافظة الجيزة وزودته باسم القرية التابع لها ليقفز إلى مكتبته ويستخرج منها إحدى الخرائط الكثيرة التى يحتفظ بها ويرتدى ملابسه على عجل بينما أمه تكاد تجن

  • فيه إيه يا أمجد .... البنت جرالها إيه ... إتكلم يابنى طمنى
  • مفيش حاجة يا ماما ..... منى كانت عند واحدة صاحبتها وتعبت شوية ..... مفاتيح العربية فين ؟
  • عندك مكانها متعلقة جنب الباب
  • بابا هنا ولا نزل
  • بابا راح القهوة من شوية
  • طيب أنا هانزل أجيب منى وآجى .... أوعى تقولى لأمها حاجة غير لما أرجع ..... لو سمحتى إدينى جيبة وبلوزة من عندك لأن تقريبا هدومها إتوسخت لما رجعت عليها
فهرعت الأم لدولابها واعطت له ما طلبه بعد أن وضعتهم فى حقيبة ورقية

اختطف أمجد مفاتيح سيارتهم النصر 128 القديمة التى أشتراها أبوه بالتقسيط وكان يعتبرها أغلى ما يملك بعد أبناءه وزوجته

هرع أمجد إلى الشارع ليتجه جريا ناحية القهوة يبحث بنظره عن أبوه الذى هب واقفا بمجرد رؤيته بهذا الشكل

  • فيه إيه يا أمجد ؟ أمك واخواتك كويسين
  • أه يا بابا إطمن .... منى بس كانت عند واحدة صاحبتها وتعبت وباستأذنك آخد العربية أجيبها
  • ماشى يا حبيبى خدها
  • شكرا يابابا
واستدار ليعود لأخذ السيارة إلا أن أبوه إستوقفه وأخرج محفظته

  • أمجد ..... خد الخمسة جنيه دى خليها معاك .... إحتمال تحبوا تشربوا حاجة فى الطريق
كان أبو أمجد رغم مظهره الجامد وصرامته البادية على وجهه يملك قلبا رقيقا يخفيه عن الجميع وكان أمجد وأمه فقط من يعرفون حقيقة تلك الطيبة والرقة المختفية خلف الوجه القاسى الذى يظهره للجميع وكان أبو أمجد مثل أمه و مثل جميع الطيبين من سكان شارعهم يتمنون أن تكون منى من نصيب أمجد فهم يرونهم الثنائى المثالى الذى يمثل أحلامهم جميعا التى لم تتحقق

لكن ليس كل سكان الشارع طيبين ولا كل الأحلام تتحقق

أخذ أمجد من يد أبيه الجنيهات الخمسة وقبل يده وانطلق ليأخذ السيارة وينطلق بأقصى سرعة تستطيع تلك السيارة العجوز الوصول لها ويستعين بالخريطة التى إصطحبها وبالمعلومات التى أعطتها له صاحبة الكشك ليصل بعد أقل من ساعة للمكان ليصدمه منظر منى جالسة على دكة خشبية بجوار سيدة خمسينية ضخمة الجسم وقد أخذت منى فى حضنها تهدئ من روعها

بمجرد رؤية منى لأمجد يترجل من سيارته قامت واقفة وجرت نحوه وألقت بنفسها بين ذراعيه وألقت برأسها على صدره وقد تحول بكاؤها إلى نشيج مرتفع وأخذ جسدها ينتفض بشدة بين يديه فوضع ذراعيه حولها وتركها تبكى قليلا وأصطحبها للسيارة حيث أجلسها بالكرسى الأمامى المجاور لكرسى السائق ووقف جوارها ولم يغلق الباب وانتظر حتى هدأ بكاؤها قليلا قبل أن يتحدث

  • إديتى الست دى فلوس المكالمة
  • لأ مرضتش تاخد منى حاجة
  • طب العشرة جنيه معاكى
فمدت له يدها بالجنيهات العشرة بعد أن أخرجتها من جيبها فأخذها منها وتوجه لتلك الطيبة صاحبة الكشك وأصر عليها أن تأخذها وشكرها وقبل أن ينصرف قالت له بصوت خفيض

  • خد بالك من اختك يابنى ..... شكلها بنت حلال ومتستاهلش اللى كان هايحصل فيها ده
فشكرها أمجد ثانية وتوجه للسيارة وتحرك بها بهدوء هذه المرة وهو يلتقط أنفاسه بعد أن نظر لبلوزة منى التى انتزعت أزرارها من مكانها لكن الجيليه الذى إرتدته أسفلها منع صدرها من أن ينكشف

توقعت منى أن يسألها أمجد عن تفاصيل ما حدث أو أن ينفعل عليها أو يوبخها ولن تغضب منه حتى لو ضربها لكنه لم يفعل أى من ذلك بل أخرج شريط كاسيت من الدرج الأمامى ووضعه فى جهاز كاسيت السيارة لتنطلق موسيقى هادئة هدأت معها منى قليلا وظلت منتظرة ما سينالها من أمجد من تقريع لكنه بعد فترة صمت ليست بالقليلة تكلم

  • منى .... فيه شنطة عالكنبة ورا فيها هدوم ..... طلعى بلوزة إلبسيها وحطى دى مكانها
لم تكن منى على إستعداد لأن تعصى كلامه مرة ثانية أو تناقشه فيه ففعلت ما طلبه منها فى صمت واستمر صمته وهى تنظر إليه تحاول إكتشاف ردة فعله لكنها لم تستطع هذه المرة قراءة ما يدور فى ذهنه حتى توقف بالسيارة فى مكان ما على النيل تقف به بعض عربات الباعة الجائلين وأخيرا تحدث لها أمجد

  • ضربتيه جامد ؟
فتسللت لفمها أخيرا إبتسامة شاحبة وهزت رأسها لأعلى وأسفل علامة الإيجاب

  • ولما جريتى محاولش يجرى وراكى هو وصاحبه؟
فاتسعت إبتسامتها

  • صاحبه ملظلظ زيه ومقدروش يجروا ورايا
  • ومجريش وراكى بعربيته ؟
  • أنا نزلت أجرى فى غيط كرنب فمحاولش
  • نزلتى تجرى فى غيط كرنب ؟...... ااااه...... يعنى رجليكى مطينة وطينتى عربية عمك حسن اللى بيخاف عليها أكتر من عياله ؟ كده هانزل أغسل العربية قبل ما يشوفها ...... أقول عليكى إيه يا شيخة
فلم تتمالك نفسها من الضحك وقد شعرت أن خوفه عليها قد غلب غضبه منها وأنه يحاول التخفيف عنها واستمر أمجد فى محاولة تخفيف ما هى فيه

  • إنزلى نقعد شوية عالنيل واشربك حاجة
فضحكت من قلبها تلك المرة وهى تشعر أنها أخيرا فى أمان

  • وانت هتدفع تمن الحاجة اللى هتشربهالى منين والعشرة جنيه اللى حيلتنا أحنا الإتنين إديتها للست صاحبة الكشك
  • ماهو عمك حسن ميعرفش المصيبة اللى احنا فيها وادانى خمسة جنيه فاكرنى رايح معاكى رانديفو .... إنزلى إنزلى
فنظرت منى لعينيه فى إمتنان وهى تشعر بداخلها بشعور لم تشعره معه من قبل طوال سنين حياتهما وانتظرت حتى فتح بابها فمدت يدها تضعها فى يده وهى تشعر بهذا الشعور يضطرب بداخلها ويربكها حتى وصلوا لسور الكورنيش المنخفض حيث أجلسها وغاب للحظات وعاد حاملا زجاجتين من الكوكاكولا وجلسا متجاورين صامتين وهى لأول مرة معه لا تجد ما تقول وقفزت على لسانها جملة لا تدرى كيف قالتها

  • أمجد ..... ممكن تحضنى؟
  • عايزة تضربينى أنا كمان ولا إيه يا بت .... أوعى ..... دا أنا إللى معلمهالك
فضربته فى صدره برفق وقد عادت إبتسامتها الرائقة لوجهها

  • لأ مش هاضربك بس إحضنى
  • شايفة البوكس اللى واقف هناك ده يا منى ؟
  • أه .... ماله
  • فيه إتنين أمناء شرطة قاعدين فيه مستنينى أحضنك علشان ياخدونا عالقسم .... وساعتها هيعملولنا محضر آداب ويبعتوا يجيبوا أبوكى من بورسعيد يضمنك وساعتها ابقى إتدبست فيكى رسمى يا حبيبتى
فضحكت ضحك حقيقى أخيرا وهى تضربه فى صدره مرة أخرى

  • أنا تدبيسة يا ندل
  • بااااااسسسسس ..... إنتى كده بقيتى تمام طالما لسانك رجع لزفارته .... هاتى بقى الإزازة الفاضية اللى معاكى دى أرجعها علشان أخد الرهن ونروح
إنطلق أمجد بعدها بالسيارة عائدا للمنزل ولم يتحدث كثيرا وكانت عينى منى معلقة بوجهه تحاول قراءة ما يدور فى ذهنه خلف هذا الوجه الهادئ متوقعة ثورته فى أى لحظة

كانت تشعر ببركان يثور بصدره وتشعر بما يعانيه للتحكم فى غضبه كى لا يشعرها بالذنب . ايكون أمجد يحبها بطريقة أخرى غير الطريقة التى كبرت وهى تظنها ؟ إذا لماذا لم يصرح لها ؟ لماذا يخفى هذا الحب الذى جعله يتحمل كل هذا الضغط الذى تشعر به يرزح تحته ؟ أتكون غبية للدرجة التى لم تلاحظ معها حبه ؟ إنها تتمنى الآن أن تكون علاقتهما قد أخذت طريق آخر . ليتها أحست بما تحسه الآن منذ زمن

وبدأت عيناها تدمعان مرة أخرى لكن ليس على ما حدث لها لكن على للعذاب الذى تظن أن أمجد تعذبه بسببها وهى تقص له حبها لذلك الخنزير الذى ظنت أنها تحبه ووجدت نفسها تحتضن ذراعه وتنام على كتفه وهو يقود ودموعها تنهمر غزيرة من عينيها ولم تعد الآن تدرى سبب بكائها حتى أفاقها صوت أمجد

  • منى .... إحنا داخلين عالشارع وميصحش حد يشوفنا كده ... إمسكى نفسك وبطلى عياط لغاية ما نطلع
فجففت دموعها بظهر كفها واعتدلت فى جلستها وتمالكت نفسها حتى وصلوا لباب عمارتهم فاصطحبها أمجد لشقتهم مباشرة ولم يدعها تدخل شقة امها وفتح الباب ليجد أمه جالسة تتحرق من القلق وبمجرد رؤية منى لأم أمجد جرت إليها وألقت نفسها فى حضنها وانفجرت فى البكاء مرة أخرى وأم أمجد لا تدرى ما حدث وتنظر لأمجد فى إستفهام لكن أمجد لم يعط لها الفرصة لسؤاله

  • ماما من فضلك خدى منى دخليها الحمام وحميها وشوفيلها بيجامة تلبسها ودخليها أوضتى .... أنا هاروح أطمن بابا إنى رجعت .... نص ساعة وهارجع .... من فضلك متساليهاش عن حاجة علشان تبطل عياط .... وياريت تاخدى هدومها اللى إتطينت دى تغسليها
وانطلق أمجد ليطمئن أباه ويعود بعد نصف ساعة ليجد أمه جالسة فى غرفته خلف منى التى كانت ترتدى إحدى بيجاماته تمشط لها شعرها كما أعتادت فنادى أمه ليحدثها هامساً بعيداً عن سمع منى

  • إيه ده يا ماما ..... إنتى لبستيها بيجامتى أنا ؟
  • أعمل إيه يا بنى لسة منزلتش هدومى الشتوى وكل الصيفى اللى عندى قمصان نوم
  • طب ملبستهاش قميص نوم من بتوعك ليه يا ماما؟
  • قميص نوم .... لأ يا بنى عيب ..... لما أمها تطلع وتلاقيها فى أوضتك لابسة قميص نوم تقول إيه
  • تقول إيه ؟ يعنى لما تلاقيها لابسة قميص نومك هتظن ظن وحش ولما تلاقيها لابسة بيجامتى هتظن كل خير .... ماشى يا ماما .... برضه اللى فى دماغك فى دماغك .... مافيش فايدة ...أنا هادخل أهديها شوية قبل ما أمها تشوفها ... مش لازم تشوفها بالحالة دى
وطرق أمجد الباب قبل أن يدخل فأجابه صوت منى يكاد يختنق من البكاء

  • إدخل يا أمجد
ودخل أمجد من الباب ليجد منى جالسة على طرف سريره تنظر فى إتجاهه وفى عينيها نظرة لم يستطع وقتها تفسيرها وقد صففت أمه شعرها الفاحم ليحيط بوجهها الجميل فزاده جمالا وقد تحول لون أنفها ووجنتيها الأبيض إلى اللون الأحمر من كثرة بكائها

جلس أمجد على يمينها وهو لا يدرى ما يقول وقد إنتهى الوقت الذى يمكنه فيه تخفيف ألمها وصدمتها فيمن أحبت وأتى الوقت الذى لابد فيه من الحديث عما جرى لكنه قرر بينه وبين نفسه ألا يفتح جرحها الآن وليترك لها بعض الوقت لتتمالك نفسها وبالتأكيد ستقص له تفاصيل ما حدث

ساد بينهما صمت ثقيل قبل أن تبدأ منى الحديث

  • عايز تعرف اللى حصل ؟
  • طبعا عايز أعرف .... بس مش دلوقتى
  • يعنى مش عايزنى أقولك ؟
  • هتقولى بالتفصيل بس لما تبقى قادرة
  • أمجد ..... إنت إنسان جميل قوى
  • يا منى إنتى بالنسبة لى حاجة مش لاقيلها وصف .... تعرفى إنى من أمبارح هاتجنن عليكى ومرضتش أمنعك لما لاقيتك هتطيرى من الفرح رغم إنى كنت متوقع كل اللى حصل
  • وليه ممنعتنيش يا أمجد
  • لأنى واثق إنك هتقدرى تحمى نفسك ومحدش هيقدر يلمسك
  • أمجد ..... ممكن تحضنى دلوقتى
فلف أمجد ذراعه الأيسر حولها فوضعت رأسها على صدره ولا تدرى هى لما أطمأنت لما سمعت دقات قلبه فى أذنيها وأغمضت عينيها مستمتعة بشعور الأمان الذى تشعر به وسرعان ما ذهبت فى نوم عميق

فتحت أم أمجد الباب لتجد منظرا تمنت من قبل أن تراه ..... أخيرا رأت إبنها يحتضن منى ورغم فرحتها فإنها رسمت على وجهها تكشيرة غضب ليشير لها أمجد بإصبعه على فمه علامة الصمت ثم يشير لها بذراعه الأيمن أن تأتى لتساعده على وضع منى بالفراش فأقبلت الأم تمشى على أطراف أصابعها لتمسك ساقى منى بحنان وتدير جسدها بمساعدة أمجد وتصلح من وضع الوسادة لتضعها تحت رأسها ليصطحبها أمجد للخارج ويغلق الباب بهدوء شديد ويقفان بعيدا عن الباب

  • إيه اللى حصل يا أمجد ..... طمننى على البنت
  • محصلش حاجة يا ماما ..... كانت فى عيد ميلاد واحدة صاحبتها وإتخانقت مع واحدة من الموجودين وتقريبا ضربوا بعض فنزلت جرى وسابتهم
  • وإيه اللى طين هدومها وجزمتها كده
  • أصل صاحبتها ساكنة فى حتة أرياف وهى مكانتش عارفة ترجع فأتصلت بيا علشان أجيبها
  • مع إنى مش مصدقة القصة دى لكن هاعمل نفسى مصدقاها ..... هنعمل إيه دلوقتى
  • إنزلى لطنط ريرى واحكيلها الحكاية وإندهيلها تقعد جنبها ..... متسيبوهاش لوحدها كتير وسيبوها لما تصحى لوحدها
  • ماشى يا أمجد ... هاجيبلك بيجامة من بيجامات ابوك وخش نام مع اخواتك النهاردة
  • لأ ... أنا هبات فى البرجولة النهاردة .... الجو حلو وانا عايز أهدى نفسى شوية
  • زى ما تحب ..... خش خد بيجاما من دولاب ابوك وخد شلت الكنبة واطلع السطوح وانا هانزل لريرى أجيبها
  • متتأخريش يا ماما من فضلك ..... منى مش لازم تفضل لوحدها كتير
  • متخافش يا حبيبى ..... متعرفش أنا أد إيه فخورة بيك ..... حاسة إنى قلبى هيفرح بيكوا قريب
  • يووووووووه ..... يا ماما إحنا فى إيه ولا فى إيه
وحمل أمجد شلت الكنبة بعد أن إستبدل ملابسه ببيجامة أخذها من دولاب أبيه وطلع إلى سطح المنزل حيث أفسح مكان لفراشه المؤقت داخل البرجولة واضجع واضعا يديه خلف رأسه ناظرا لسقف البرجولة يفكر كيف سيرد الصفعة لممدوح ويعيد لمنى كرامتها التى أهدرها هذا الخرتيت

......................................................................................

فتحت منى عينيها لترى على الضوء الخفيف المنبعث أم أمجد جالسة على كرسى بجوار رأسها بينما أمها تجلس على الفراش بجوار قدميها وتذكرت أنها تنام الآن على فراش أمجد وفى غرفته الخاصة وتهب السيدتين فور فتحها عينيها واقفتين تحيطان رأسها بيديهم لتنطق بصوت واهن

  • أمجد فين ؟
  • فى السطوح فوق يا حبيبتى بيذاكر...... تحبى أندهولك
  • لا يا طنط متتعبيش نفسك سيبيه لمذاكرته ..... أنا هاقوم علشان ننزل
  • تقومى فين ؟ إنتى هتباتى هنا النهاردة ومش هتتحركى من مكانك وماماتك هتنام جنبك
  • لأ يا أم أمجد نبات هنا إزاى ؟ والجدع ابنك ينام فين
  • هو قايل إنه مش هيخلص مذاكرة غير الصبح وهيروح على كليته باتوا إنتوا هنا النهارده وانزلوا الصبح
  • لأ مايصحش يا أم أمجد ...... نبات هنا إزاى ؟
  • أمجد محرج عليا إن منى تتحرك من هنا الليلة وانا هاخد بكرة أجازة عارضة وهاكون موجودة طول اليوم فى البيت متقلقيش عليها
  • طب خلاص خلى منى عندك الليلة وانا هانزل أهى بنتكم برضه
  • زى ما تحبى يا ريرى بس منى مش هتتحرك من هنا
  • طيب انا هانزل دلوقتى تصبحوا على خير
واحتضنت ريرى إبنتها طويلا وطبعت على جبينها قبلة بعد أن اطمأنت أنها بخير ثم خرجت لتوصلها أم أمجد حتى الباب وتودعها بعد أن إحتضنتها طويلا شاكرة لها ماتفعله وما فعله إبنها لتهبط لشقتها بينما أم أمجد تغلق الباب وتتوجه لغرفتها سعيدة بكذبتها الصغيرة التى أبقت منى بجوارها تنام على سريرإبنها مرتدية بيجامته وتتمنى فى داخلها أن يأتى اليوم الذى تجد فيه هذه الجميلة زوجة لإبنها . إنهم بالتأكيد فى حالة حب بل عشق فهى لم تسأل عن أى شئ بمجرد ما أفاقت إلا عن أمجد الذى ترك فراشه وغرفته لها دون أن يتردد او يفكر للحظة واحدة

"إنهم فى حالة حب حتى لو كانوا لايدرون" هكذا فكرت أم أمجد

...................................................................................

بمجرد خروج أمها وأم أمجد وإغلاقهم باب الغرفة نظرت منى حولها فى الغرفة وكأنها تراها لأول مرة وأخذت نفسا عميقا تملأ صدرها بهواء الغرفة الذى تشعر برائحة أمجد فى كل جزء فيها شعرت بأمان شديد فى هذه الغرفة الضيقة ورفعت الوسادة تتشممها باحثة عن رائحة أمجد فيها وأخيرا ضمت تلك الوسادة لصدرها وأغمضت عينيها لتنام لكنها ولأول مرة فى حياتها كانت تتخيل أنها تنام الآن فى حضن أمجد

..........................................................................................

دخلت أم منى شقتها بعد أن إطمانت لأن إبنتها فى أمان وجلست قليلا تلتقط أنفاسها ثم قامت لتدخل غرفتها محاولة النوم لكنها لم تستطع وفجأة قفز لذهنها خاطر مجنون فقامت لتخلع كل ما ترتديه وترتدى عباءتها على اللحم وتتجه للمطبخ حيث أعدت كوبين من الشاى واخذتهما على صينية وصعدت بهما السلم فى إتجاه السطح حيث يرقد أمجد

وجدت باب السطوح مفتوحا فدخلت منه وأحكمت إغلاقه واتجهت للبرجولة حيث يرقد أمجد فى خطوات متسللة

لمحها أمجد على ضوء القمر وعرفها من مشيتها فاعتدل جالسا حتى وصلت إليه ووضعت الصينية على الأرض أمامه وجلست بجواره ملقية برأسها على كتفه فأحاطها بذراعه

  • مش عارفة أشكرك إزاى يا أمجد على اللى عملته النهاردة مع منى
  • تشكرينى على إيه يا ريرى ؟ إنتى عارفة منى بالنسبة لى إيه
  • بتحبها يا أمجد ؟
  • طبعا باحبها ....... تعرفى ساعات باحس إن المجنونة دى بنتى
  • بنتك إيه ..... دى اصغر منك بشهر يا واد
  • لأ بجد زى ما بقولك ..... باحس إنها بنتى
  • يعنى مبتفكرش فيها كبنت ممكن تنام معاها ؟
  • لأ طبعا ..... عمرى مافكرت فيها بالشكل ده
  • ليه يا أمجد ؟ بسبب علاقتى بيك؟
  • اقولك حاجة وتصدقيها ؟
  • قول
  • أنا عمرى ما فكرت إنى ممكن انام مع واحدة غيرك
وعندها ضغط ذراعه بقوة حولها فرفعت له شفتيها وغابا فى قبلة حارة واستمرت جولة الجنس بينهما تلك المرة طويلا حتى انتهت قبل الشروق

الجزء الرابع

مقدمة

لا زالت فصول قصتنا تدور فى ثمانينيات القرن العشرين

لم تكن الفوارق بين الطبقات الإجتماعية وقتها كما هى الآن ..... كانت الأغلبية من الطبقة المتوسطة وكان الأبناء وقتها هم الهم الأول للاباء ولم تكن الحياة رغم صعوبتها الشديدة بهذا التوحش الموجود فى وقتنا الحالى

كان الآباء لديهم الوقت الكافى لتربية أبنائهم وتعليمهم دروس الحياة التى تعلموها من أبائهم وزادوها بخبراتهم المكتسبة فنقلوا لأبنائهم خلاصة تجربتهم الحياتية

كانت كل أم تلقن إبنتها دروس خاصة تجعل منها إمرأة قادرة على مواجهة ما سوف تلتقيه فى حياتها

وقد يستغرب بعض القراء من الشباب معرفة أن كل أم كانت تلقن إبنتها كل صغيرة وكبيرة عن كل شئ بداية من كيفية رعاية منزلها وحتى كيفية إسعاد زوجها ورعاية وليدها

لم يكن الآباء يتركون أبنائهم للتعلم من الأصدقاء أو من مصادر المعلومات الغريبة فلم يكن هناك إنترنت ليتعلم منه الصغار ما قد يدفعهم لتجارب مؤذية لهم ولغيرهم

كان كل رب أسرة يحرص ولو لمرة فى الأسبوع على الدخول بوجبة خاصة تتجمع حولها العائلة ويدعو إليها أحيانا من يجده مناسبا لدخول بيته وكانت وجبة الكباب من الحاتى هى قمة رخاء الإسبوع

كانت الأبواب مفتوحة بين الجيران طول النهار رغم المشاكل المادية التى تغلق عليها فى الليل

كانت أيام جميلة رغم صعوبتها الشديدة​

والآن فلنعد إلى قصتنا

...............................................................................................



بينما تحتضن منى الوسادة التى تحمل رائحة أمجد قفز لذهنها ذكرى دفنتها عميقا فى أعماق أعماق ذاكرتها . إنها ذكرى اليوم الذى ظبطتها فيه أمها مع أمجد فى البرجولة وهى تمرر يدها الصغيرة وقتها على زبره بينما هو يمرر أصابعه على كسها . قفزت لذهنها تلك المتعة الجنسية الحقيقية الوحيدة التى مرت بها خلال كل عمرها ولم تدم إلا ثوان . كان زبر أمجد هو الزبر الوحيد الذى رأته فى حياتها وكانت أصابعه هى الأصابع الوحيدة غير أصابعها التى لامست كسها من وقت أن بلغت وإلى الآن .

تتذكر الآن تلك الأحلام الجنسية التى تراودها بين وقت وآخر تفرغ شهوتها المتفجرة خلال نومها لتكتشف الآن أن فى كل تلك الأحلام كان الزبر الذى ترى نفسها تداعبه كان زبر أمجد وأن تلك الأصابع التى طالما حلمت أنها تداعب صدرها وكسها كانت أصابعه

أيقنت وقتها بأن عقلها الباطن إختزن تلك اللحظة وأنها حُفظت عميقا بداخلها ولم تسقط يوما من ذاكرتها

وسط كل تلك الأفكار وجدت منى نفسها تضع الوسادة بين ساقيها وتذكرت أنها ترتدى بيجامة أمجد وأن قماشها الذى يلامس كسها الآن لطالما لامس زبر أمجد وقد يكون هذا القماش تشرب يوما بمنيه وتلك الوسادة بالتأكيد باتت كثيرا بين فخذيه

ضغطت منى الوسادة بين فخذيها ولم تستطع منع نفسها من فركها بكسها لتقذف ماءها غزيرا وتبلل لأمجد بيجامته ووسادته فأم أمجد عندما خلعت عنها كل ملابسها لتحممها ألبستها بيجامته فقط ولم تلبسها أى شئ تحتها

إنزعجت منى وقتها فتلك هى المرة الاولى فى حياتها التى تأتيها رعشتها وهى واعية لكن ذلك الإنزعاج لم يدم طويلا فلن يشعر أحد بما حدث وحتى لو شعر أمجد بما حدث فستكون سعيدة فعلى الأقل قد يعرف أنها تشتهيه فبالتأكيد هو ايضا يشتهيها بل يعشقها فما تشعر به الآن نحوه لايمكن أن يكون لا يملك مثله نحوها وربما أكثرمنه فالبركان الذى شعرت به يثور داخل صدر أمجد من أجلها لا يثور إلا فى صدر عاشق يهيم حبا بالتأكيد

دارت كل تلك الأفكار فى رأس منى واستقر يقين بداخلها أن أمجد يحبها حب ذكر لأنثى لا حب أخ لأخت أو صديق لصديقة ولكنها هى التى لم تكن ترى هذا الحب ولم تكن تعرف أنها تبادله دون أن تدرى نفس الحب

إستقر ذلك اليقين بعقل منى وأغمضت عينيها سعيدة لتنام بعمق ولم تكن تدرى بأنه فى الوقت الذى تخيلت فيه أن أمجد يمارس الجنس معها كان أمجد فوقها تماما فى البرجولة لا يفصله عنها إلا السقف يمارس جنس حقيقى عنيف مع أمها وأن أمها أتت شهوتها مرات ومرات بين ذراعى أمجد مقابل تلك المرة الوحيدة المتخيّلة التى قذفت هى فيها مائها

كم انت مسكينة يا صغيرة فقلبك النقى لايزال بكراً لا يستوعب تعقيدات النفس البشرية

....................................................................................................

غادرت أم منى البرجولة قبيل شروق الشمس بقليل بعد أن قضت ليلة مع هذا الشاب الذى علمته فنون الجنس فتفوق فيها وكأن غريزته توجهه لكيفية إسعاد امراة وجعلها كاللعبة بين ذراعيه رغم مظهره الهادئ وطبيعته الخجولة حقا فهو لا يتصنع الخجل لكنه خجول يتحول فى لحظات الشبق لرجل يعرف حقا كيف يسعد الأنثى بين يديه بطبيعته الغريبة التى تجعل نشاطه يزداد بعد كل ممارسة جنسية بعكس كل ما تعرفه عن الرجال .

بعدما تركته عشيقته الشبقة بقليل هبط أمجد مباشرة ليفتح باب شقتهم بهدوء شديد ويأخذ مفتاح سيارة أبيه ويهبط لينظفها وقبل أن ينتهى من مهمته بلحظات يفاجأ بابيه يقف بجواره مندهشا

  • إنت بتعمل إيه يا أمجد ؟ إنت رايح الجامعة بالعربية النهاردة ؟
  • لأ طبعا يا يا بابا .... إنت تعرف عنى إنى ممكن اعمل كده ؟
  • أمال نازل تغسل العربية عالصبح كده ليه
  • أصلها اتوسخت فى مشوار امبارح وقلت انضفهالك قبل ما تنزل
  • يابنى وليه تتعب نفسك ..... مانت عارف إن عربية المصنع بتيجى تاخدنى
  • ميضرش برضه يا بابا إنها تفضل نضيفة
فنظر إليه ابوه بنظرة شك فقد ظن أن شيئا ما قد حدث بينه وبين منى فى السيارة وأن أمجد يزيل أثاره

  • أمجد ..... خد بالك ..... منى أبوها سايبها أمانة فى رقبتى ورقبتك ولازم نحافظ عليها
  • إنت مخك راح بعيد قوى يابابا.... منى زى أختى ومفيش بينى وبينها حاجة غير كده وعمرى ما هافكر فيها غير كده ومتخافش .... إنت عارف إن تربيتك ليا متسمحليش بحاجة زى كده
  • نعم ياخويا ....أختك وتربيتك متسمحش؟ إنت حماريالا ... بت زى القمر زى دى وتقولى اختك ؟ دانا باحوشلك فلوس شبكتها يا حمار
  • حتى انت يا بابا ؟ مش كفاية عليا حضرة الناظرة
  • طب غور بقى من وشى واطلع إستحمى قبل ما عربية المصنع تيجى والسواق يشوفك بالمنظر ده ..... قال أختى قال ... عيل حمار.... وبعدين تعالى هنا .... إنت نازل تغسل العربية وانت لابس بيجامتى .... إطلع إقلع البيجاما دى وغور على كليتك ..... أوعى منى تشوفك بالمنظرالقذر ده .... متصبحش عليها حتى غير لما تستحمى وتلبس حاجة نضيفة ... فاهم؟
لم يكن أمجد يتوقع غضبة أباه بتلك الطريقة فإنه يعلم رقة قلبه رغم مظهره القاسى ولكنه لم يستغرب تلك الغضبة فهو يوقن بأن أبوه مثله مثل أمه ومثل جميع الطيبين يرى الثنائى منى وأمجد أمل جميل فى وقت عزت فيه الآمال

صعد أمجد لشقته ليقابل أمه أمام الباب تودع شقيقيه قبل ذهابهم لتنظر له أمه نظرة غاضبة

  • إيه اللى عامله فى نفسك ده ؟ ده منظر ؟ كنت فين بالمنظر القذر ده عالصبح
  • كنت باغسل العربية يا ماما ..... وعارف كل اللى هتقوليه .... وعارف إن منظرى قذر ....الباشمهندس لسة مديهوملى فى الشارع حالا ... وعارف إن ميصحش الليدى منى تشوفنى كده ..... إنتى مش رايحة المدرسة النهاردة ولا إيه ؟
  • لا مش رايحة هأقعد مع منى ..... واعمل حسابك تيجيى بدرى من الكلية علشان منى ومامتها هيتغدوا معانا النهاردة
  • حاضر .... ممكن بقى تخشى تجيبى لى غيار وقميص وبنطلون من أوضتى علشان أخش آخد دش واغير والحق كليتى
  • حاضر ..... أوعى تتحرك من الصالة قبل ما ارجع
اتجهت أم امجد ناحية غرفته حيث قضت منى ليلتها وفتحت بابها بهدوء حتى لا تزعج منى فهى تظنها لا زالت نائمة لكنها وجدتها جالسة فى الفراش مبتسمة تحتضن وسادتها أو بالأحرى وسادة أمجد ولمحت فى عينيها تلك النظرة الهانئة السعيدة التى تعرفها وتراها على وجهها هى نفسها فى المرآة صباح كل يوم جمعة عندما تقضى ليلتها الأسبوعية الخاصة مع أبو أمجد فأيقنت أن أميرتها الصغيرة قد راودها أحد تلك الأحلام التى تراود المراهقات وتجعلهن يستيقظن فى عينيهم تلك النظرة وعلى شفاههن تلك الإبتسامة

  • صباح الخير ياحبيبتى .... نمتى كويس ؟
  • نمت نوم منمتهوش طول عمرى يا ماما
  • إيه ده ؟ ماما ...... أوعى تقوليلى يا طنط تانى ... أجمل ماما سمعتها فى حياتى
  • هو صوت أمجد ده اللى برة
  • آه يا حبيبتى .... كنت داخلة أجيبله هدوم علشان يستحمى قبل ما يروح الكلية
فقفزت منى من فراشها لتطبع على وجه أم أمجد قبلة رائعة وتلمح أم أمجد موضع بللها على بنطلون بيجامة أمجد الذى ترتديه فتبتسم . فقد تأكد ظنها

  • طب انا هاخرج اصبح عليه
وقبل أن تحاول الأم منعها كانت قد وصلت للصالة بقفزة واحدة وبمجرد أن وصلت أنفجرت فى ضحك متواصل لم تستطع كتمه لتتكلم وسط ضحكها

  • إيه اللى إنت عامله فى نفسك ده يا باشمهندس .... ومشمر بنطلون البيجاما كده ليه ... كنت بتمسح السطوح
  • لأ يا روح أمك كنت بأغسل العربية اللى طينتيها إمبارح قبل أبويا ما يشوفها
  • إنت كنت بالمنظر ده فى الشارع ؟ هى البيجاما دى واسعة عليك كده ليه ؟
  • يخربيت ظرفك عالصبح ... بيجامة أبويا لبستها علشان كنتى محتلة أوضتى يا ظريفة
كانت أمه واقفة خلف منى تراقب حوارهما وقلبها يرقص طربا وابتسامتها تملأ وجهها

  • إيه الإسلوب اللى بتتكلم بيه ده يا أمجد .... فيه جنتلمان يكلم بنت قمر كده بالأسلوب ده
  • شايفة يا ماما ... قليل الذوق
  • ماما ؟ يعنى مش مكفيكى خدتى أوضتى وبيجامتى هاتخدى أمى كمان
  • لو كان عاجبك .... وبصراحة بافكر أجى اقعد فى الأوضة دى .... نمت فيها كويس
  • خلاص بلاش غلبة أنا داخل استحمى علشان اروح كليتى
  • أمجد
  • نعم يا زفتة
  • هاخش اعمل لك الشاى باللبن اللى بتحبه
فابتسم أمجد لطريقة نطق منى لجملتها الأخيرة .. فقد نطقتها برقة دائما ما تداريها بكلامها وهزارها مع كل من تعرفهم ... لكنه يعرفها عندما تفلت منها رقتها

كانت أم أمجد تكاد تطير سعادة بتلك النظرة الخاطفة التى لمحتها فى عينى إبنها وتلك اللمعة التى داراها سريعا ولحظة الصمت التى سادت بين منى وأمجد ونظرة منى المعلقة بوجه أمجد تنطق بحب تعرف هى علاماته جيدا

قطعت السيدة الحكيمة تلك اللحظة كى لا تطول فتفقد بريقها

  • خش خد حمامك ومنى هتعملك الشاى على ما أرتب أوضتك ..... قصدى أوضة منى
  • هى بقت أوضتها رسمى خلاص .... ماشى يا حضرة الناظرة
أنهى أمجد حمامه سريعا ليلمح منى تدخل غرفته حاملة صينية فيلحق بها ليجد أمه تخرج من الغرفة وعلى وجهها إبتسامة سعادة لتقابله قبل دخوله

  • إتكلم معاها كلمتين حلوين قبل ما تنزل وبلاش الدبش اللى بتحدفوه على بعض ده ... البنت محتاجة تفضفض عن اللى حصلها إمبارح ومش هتتكلم مع حد غيرك
فدخل أمجد الغرفة ليفاجأ بأمه تغلق بابها عليهما ليجد منى قد اعدت له إفطارا لم يدر أنها قادرة على إعداده

  • إيه ده يا منى ؟ مانتى عارفة إنى مبفطرش
  • متستعبطش يا أمجد .... أنا عارفة إن مفيش معاك فلوس تاكل فى الكلية وبقية الخمسة جنيه يا دوب تمشيك باقى الشهر لو إتحطيت فى أى موقف ... مينفعش تمشى من غير فلوس خالص كده ولازم تاكل كويس ... إنت بتتمرن مرتين فى الإسبوع وكليتك مرهقة ... علشان خاطرى متحرمنيش من إنى عالأقل أحضرلك فطارك .... كفاية اللى بتعمله علشانى
  • طيب النهاردة حضرتيلى الفطار ... هتطلعى كل يوم تفطرينى
  • لو اقدر أعملها هاعملها لكن كل يوم هاحضرلك فطار تاخده معاك ... أو ....
  • أو إيه يا مجنونة
  • أحضر فطار وناكل إحنا الإتنين سوا قبل ما نروح كلياتنا فى أى حتة
  • طيب إفطرى معايا النهاردة
  • ماشى هافطرمعاك علشان افتح نفسك
  • يعنى إنتى عملتى لى فطار وهتاكليه منى
  • تصدق إنك رذل يا أمجد ..... إتفضل كل ومش هاكل معاك
  • يا عبيطة باهزر معاكى ... مش هاحط فى بقى لقمة من غيرك
كانت الأم تقف خلف الباب تتسمع كى تتدخل لو تجاوز الشابين الحد وكان قلبها يرقص طربا لما تسمع . إنهما يعشقان بعضهما وهما فى طريقهما الآن للتعرف على حقيقة مشاعرهما

إنهى أمجد ومنى إفطارهما سريعا ومنى لا تكاد ترفع عينيها عن أمجد بينما هو يزدرد طعامه مسرعا ليلحق بموعد الأوتوبيس الذى يقله للكلية وبمجرد إنهاءه طعامه نظرت منى إليه

  • أمجد .... ممكن اطلب طلب ؟
  • إطلبى يا منى إنتى عارفة إنى عمرى ما هرفضلك طلب
  • ممكن تحضنى ؟
  • جرى إيه يا بت .... مالك ؟
  • يا أمجد متبقاش بايخ بقى ... باحس إنى مطمنة لما تحضنى
فمد أمجد ذراعه حول كتفيها كما فعل فى الليلة السابقة لكنها إلتفتت نحوه لتواجهه وتلف ذراعيه حول عنقه فشعر أمجد أنها بحاجة لهذا الحضن كى تشعر بالأمان بعدما حدث معها من ممدوح بالأمس ولف ذراعيه حولها فضغطت كامل جسدها على جسده وشعر أمجد بانفاسها تخرج حارة على عنقه فضمها قليلا ومرر كفه على ظهرها ليكتشف أنها لا ترتدى ملابس داخلية أسفل البيجامة ويجد عضوه يبدأ فى الإنتصاب وليجد نفسه فى لحظة يرغب فى أن تطول ملامسة جسده لجسدها وقبل أن تقرر الأم فى الخارج أنهم قد وصلوا لآخر المدى المسموح به يفيق أمجد من هفوته ويبعد منى عن جسده وهو ينتفض وكأن ثعبان قد لدغه

  • منى .... إنتى مش لابسة حاجة تحت البيجامة ؟
  • توء توء
  • يخربيتك .... هتودينا فداهية بجنان اهلك
  • ماما هى اللى لبستنى إمبارح وملقتش عندها حاجة على مقاسى
  • أمى ؟ مافيش فايدة ... اللى فى دماغها فى دماغها طب أنا هاخرج دلوقتى ... أشوفك لما ارجع .... ياريت تتكرمى عليا إنتى وأمى وتلبسى حاجة تحت البيجاما لو ناوية تفضلى لابساها لإنك كده خطر... سلام
  • أمجد
  • نعم
  • خد بالك من نفسك
  • مالك يا بت ؟ مش واخد منك عالرقة دى إنتى وانتى بتجرى إمبارح وقعتى على دماغك ولا حاجة
  • طب غور من وشى بقى ... جتك مصيبة
  • ماهى المصيبة واقفة قدامى أهى
وخرج أمجد مسرعا ليلاحظ امه تبتعد عن الباب ويوقن بأنها قد سمعت كل ما حدث فينظر لها نظرة غيظ

  • ماشى يا حضرة الناظرة .... مش ناوية ترجعى عن اللى فى دماغك لغاية ما هتجيبلى مصيبة
  • غور على كليتك ... عيل حمار
  • شكرا يا حضرة الناظرة
وينطلق أمجد مسرعا حاملا كشكول محاضراته ليقابل سميرة منتظرة عند مدخل عمارتها ليتجه ببصره ناحيتها هذه المرة ويبطئ من سيره حتى تتماشى خطواته مع خطواتها وعندما يصلا للمحطة يستأذنها لينتظر الأتوبيس قبل المحطة لكنها توقفه ممسكة بذراعه

  • خليك واقف معايا
لم يكن أمجد مستعدا لمثل تلك اللمسة من زميلته فتجمد مكانه وشعر فى تلك اللحظة بشئ ما يدفعه لإطاعتها لم يدر ما هو لكنه نظر لعينيها ولم يستطع للحظات أن يمنع عينيه من التعلق بعينيها ولم يدر ما يفعل إلا أنه وقف بجوارها وعندما وصل الأتوبيس وجد نفسه يقف خلفها بسنتيمترات قليلة يمنع عنها زحام الصاعدين رغم الطوفان البشرى الذى يحمل الجميع للداخل وكأن سميرة تتوقع منه مافعل وعندما صعدوا ووقفوا وسط الزحام توقعت أن يتلامس جسديهما فهى منذ أمس تشعر بشعور غريب ناحية هذا الشاب الذى تراه مختلفا فى كل شئ لكن الجسدان لم يتلامسا ولو لمرة رغم أنه كان يقف خلفها يحيطها بذراعيه دون أن يلمس ذراعيه جسدها بعد أن أوقفها بين مقعدين تمسك بمقبضيهما الخلفيين بقوة يمنع أى تلامس يحدث بينهما أوبينها وبين أى من الركاب المزدحمين وكأنه جدار يحيط بها يحميها وسط هذا الزحام ولم تدر سميرة ماهية الشعور بالأمان الذى شعرته فى تلك اللحظة

دخل أمجد وسميرة من بوابة الكلية ليجدا صديقاتها مجتمعات كاليوم السابق فى إنتظارها لكن فى تلك المرة توقف معهن لدقائق حياهم فيها قبل أن ينصرف لمكانه المفضل فى المدرج ويتركهن ليذهبن إلى الكافيتريا للإفطار لتتبعه سميرة بعدها بدقائق قليلة ويدور بينهما حوار مختلف تلك المرة

  • إنت ليه يا أمجد متجيش تفطر معانا ؟ بتتكسف ؟
  • لأ هتكسف من إيه بس أنا فطرت فى البيت
  • طيب أنا مفطرتش لسة ممكن تفطر معايا ؟
  • صدقينى فطرت فى البيت وكمان الكافيتريا الصبح بتكون زحمة ومش هنلاقى مكان فى المدرج لما نرجع
  • أنا جايبة معايا سندوتشات من البيت ناكلها هنا سوا
  • نفطر فى المدرج ؟ لو حد شافنا ناخد جِزا
فانفجرت سميرة ضاحكة وهو ينظر لها فى تعجب

  • يابنى إنت مش فى المدرسة العسكرية لسة .... جِزا إيه اللى ناخده .... هنا عادى ممكن نفطر ونشرب شاى كمان طالما مافيش محاضرة شغالة
  • ههههههههههههههه ..... سامحينى يا آنسة سميرة ... لسة متعودتش
  • يابنى إسمى سميرة من غير آنسة ... إتعود بقى
  • باحاول لكن واضح إنى هاحتاج شوية وقت
ومدت سميرة يدها إليه بسندوتش تردد كثيرا قبل أن يتناوله منها لكنه فى النهاية أخذه وبالصدفة لامست أطراف أصابعه يدها فشعر بشئ ما ينتابه يجعله ينظر لوجهها فتلتقى عيناهما للحظات أخفضت سميرة بعدها نظرها للأسفل فلسبب تجهله لم تستطع النظر فى عينيه أكثر من تلك اللحظات وساد الصمت بينهما طويلا حتى أنهي السندوتش الذى أعطته له بينما هى لا زالت تقضم السندويتش الخاص بها قضمات رقيقة دون أن ترفع عينيها ناحيته مرة ثانية

  • تسلم إيديكى ... سندوتش رائع
  • طيب خد واحد تانى
  • لأ مش هينفع .... وزنى لازم ينزل شوية علشان عندى ماتش قريب
  • ينزل عن كده ؟ دا أنا متهيألى إن مافيش فى جسمك دهون تنزلها
  • لأ فيه عندى 3 كيلو زيادة
قطع حديثهما وصول باقى الزميلات بصخبهن المعتاد واندمجن جميعا فى حديث ضاحك مع أمجد الذى أصبح ولد وحيد وسط ثُلة من البنات ولسن أى بنات . فتلك الثُلة اُطلق عليها فيما بعد جميلات الدفعة

......................................................................................................

بينما أمجد فى كليته كانت منى جالسة أمام تسريحة غرفة نوم أمه وأمه خلفها تمارس هوايتها فى تمشيط شعرها وهى تنظر لوجهها فى المرآة بحب حقيقى لتفاجئ الأم منى

  • بتحبيه يا منى ؟
  • أمجد ؟
وتصمت منى بعد أن افلت إسم امجد من بين شفتيها فقد أيقنت أنها صرحت لأمه بحبها له دون وعى منها فتبتسم الأم إبتسامة سعادة

  • أه أمجد يا منى ..... بتحبيه؟
فيحمر وجه منى خجلا وتطرق بوجهها لا تستطيع نطقا ً فتتركها أم أمجد لخجلها لحظات

  • تبقى بتحبيه !!
  • مش عارفة يا ماما ... بجد مش عارفة ... يمكن لو كنتى سألتينى إمبارح بس كنت هاعرف ارد عليكى .... كنت هاقولك باحبه زى أخويا أو أكتر من أخويا والكلام ده .... بس بعد ما شوفت خوفه عليا والطريقة اللى عاملنى بيها وومحاولته يخرجنى من اللى انا كنت فيه خلتنى أحس ناحيته إحساس مختلف مش عارفة إيه هو ... لكن حاسة إنى عايزة أفضل معاه ومبعدش عنه
  • لما حضنك حسيتى بأيه يا منى
فشعرت منى بالإرتباك يجتاحها حتى أن أطرافها ارتعشت

  • يا بت متخافيش ... أنا كنت واقفة ورا الباب وسمعت كل حاجة ... ولا إنتى كنتى فكرانى هاسيبكم كده لغاية ما تقعوا فى الغلط ... قولى يا منى متخافيش
  • حسيت ... حسيت ... إحساس مش عارفة إيه هو ... مش إحساس شهوة ولا جنس ... لأ ... إحساس إنى عايزة أفضل فى حضنه
  • حسيتى بأنك فى أمان .... صح يا منى ؟
  • صح .... إنتى عرفتى إزاى ؟
  • علشان هو ده الحب يا بنتى ...لما البنت بتحب بتحس بالأمان فى حضن اللى هيا بتحبه
  • وإنتى عرفتى منين يا طنط ؟ هو على ايامكم كان فيه حب وكده ؟
  • طنط إيه يا بت ؟ مش قلنا ماما ... وإيه أيامكم دى ... محسسانى إنى جيالك من القرى الرابع عشر
  • آسفة يا ماما ... بس قوليلى إنتى عرفتى إزاى اللى كنت حاسة بيه
  • بس يا بت .... المفروض انا اللى باوقعك فى الكلام مش إنتى اللى هتوقعينى
  • لأ بجد يا ماما ... أنا دايما كنت باحس إنك عايزانى أنا وأمجد نحب بعض ... وامبارح كنت حاسة إنك بتساعدينى كمان ... ليه ؟
  • علشان أنا عارفة جمال إحساسك ده يا منى
  • أيوه بقى .... عرفتيه منين ؟ إنتى كنتى بتحبى عم حسن قبل ما تتجوزوا ؟
  • أه كنت باحبه وعارفة إنه بيحبنى بس الأمور أيامنا كانت أصعب
  • طب إحكيلى علشان خاطرى ..... علشان خاطرى .... إحكى ... إحكى ...
  • يا بت اهمدى ... هاحكيلك
  • طيب هاسكت أهو .. إحكى بقى
  • كانت أول سنة لية فى التدريس ... كنت بادرس لسه لسنة أولى إبتدائى وكانت بنت أخت عمك حسن تلميذة عندى فى الفصل وجه يوم ياخدها قبل الحصة الأخيرة ما تخلص
  • ها وبعدين
  • أول ما شوفته يا بت حسيت إن قلبى وقع فى رجليا وإنى فقدت النطق ... لقيت نفسى يا بت يا منى واقفة قدام رشدى أباظة
فانفجرت منى ضاحكة وكادت أن تقع على ظهرها

  • مين ؟ رشدى أباظة ؟ عم حسن ؟ مش الشبه بعيد شوية يا ماما
  • بس يابت .... أنا شفت عمك حسن شبه رشدى أباظة وخلاص وانا كنت باموت فى رشدى أباظة
  • وبعدين عملتى إيه مع رشدى اباظة
  • طردته
  • نعم ؟ طردتيه ؟
  • آه طردته منا ملقتش حاجة أقولها قمت طردته وقلت له يجيى بعد الحصة ما تخلص .... كنت عايزة اشوفه تانى
  • دا انتوا مكنتوش سهلين بقا يا ماما ... طردتيه علشان يرجع تانى وتشوفيه... فكرة برضه
  • تانى يوم رحت المدرسة لقيته واقف مستني قدام المدرسة ... عملت نفسى مش شايفاه ودخلت عالمدرسة على طول
  • وبعدين
  • وانا خارجة لقيته واقف عالباب .... برضه عملت نفسى مش شايفاه ومشيت
  • وهو عمل إيه ؟
  • فضل ماشى ورايا لغاية ما دخلت البيت ... وفضل يا عينى واقف قدام البيت يجيى نص ساعة عمال يبص عالشبابيك عايز يعرف أنا ساكنة فى أنهى شقة
  • وانتى عرفتى منين ؟
  • مانا كنت واقفة ببص عليه من ورا الشيش
  • وبعدين عمل إيه عم رشدى أباظة ؟
  • فضل كل يوم يستنى قدام المدرسة الصبح وآخر النهار ويمشى ورايا وانا مغلباه .... ساعات كنت اتعمد أعذبه علشان اعرف هيعمل إيه
  • تعذبيه إزاى يعنى
  • مرة فضل ماشى ورايا يجيى ساعة قمت دخلت محل قماش وفضلت اتفرج على كل القماش اللى عندهم . يجيى ساعتين كده وانا شايفاه من ورا إزاز الفترينة واقف يا عين امه فى الشارع مرفعش عينه عن باب المحل
  • ومحاولش يكلمك بعد كده ؟
  • ماهو لما حاول يكلمنى خد علقة محترمة
  • ضربتيه ؟
  • لأ ... كنت باشترى الخضار لأمى وحاول يكلمنى ... زعقتله .... قام الخضرى وصبيانه إتلموا عليه ضربوه علقة موت
  • دا إنتى كنتى مفترية يا ماما ... وهو مكانش بيروح شغله وماشى وراكى ؟
  • كان لسة متعين فى مصنع شبرا الخيمة وكان بيشتغل فى وردية بليل ... كان بيخلص ورديته ويجيى جرى عالمدرسة علشان يشوفنى من بعيد ويستنانى لما اخلص ويمشى ورايا
  • ده عم حسن كان رومانسى بقى
  • ولسة يا بت رومانسى ... عمك حسن ده أرق راجل فى الدنيا
  • واتجوزتوا أزاى ؟
  • لما تعب من المشى ورايا والعُلق اللى كان بياخدها بسببى جاب ابوه وامه وجم خطبونى واتجوزنا بعدها بيجيى سنة كدة
  • يا ااه يا ماما دانتوا حكايتكوا حكاية ..... إمتى بقى أول مرة قالك بحبك
  • بعد ما ضربتوا بالقلم
  • ضربتيه بالقلم ؟
  • أه ... كنا لسة مخطوبين ورحنا القناطر سوا مع أهلى وقمت أتمشى معاه شوية جه فى حتة فاضية وقام بايسنى قمت ضرباه بالقلم .... تانى يوم جه عندنا جايب لى ورد وهو بيديهولى قالى بحبك
أدركت منى وقتها سر تماسك هذا البيت ونجاحه ..... فهو بيت عاشقين لم تنل الأيام من عشقهم وتمنت أن يجمعها بأمجد بيت مثله وأن يطل عشقه من عينيها مثلما يطل عشق ابيه من عينى أمه الآن

  • طب اعمل إيه علشان اخلى امجد يحبنى ؟
  • متعمليش حاجة .... هوبيحبك بس مش عارف لسه
  • طب اضربه بالقلم علشان يقولى بحبك .... نفسى اسمعها منه
  • هتسمعيها بس إتقلى عليه شوية .... لما بتغيبى عنه شوية بيقى زى المجنون وبيبقى مش طايق نفسه .... فاكرة يا بت أول مرة جاتلك الدورة لما خليناكى فى شقتكم إسبوع مشافكيش
  • أه فاكرة
  • كان هيتجنن ... وكان صعبان عليا بس كنتوا عيال وقتها وخفنا عليكوا ... ولسة لغاية دلوقت لما يعدى يوم ميشوفكيش بيبقى زى المجنون ... عارفة يا منى لما كان بيرجع من المدرسة كل خميس ... مكانش ياكل ولا يشرب غير لما يشوفك
  • طب اعمل إيه ؟.... أخليه يغير عليا ؟
  • أوعى ..... أمجد طالع صعيدى زى أبوه ودول غيرتهم وحشة ... جننيه ....خليه يشوفك قدامه من غير ما يقرب منك ... وبلاش كل شوية أحضنى أحضنى دى
  • بس أنا باحس بالأمان لما بيحضنى
  • خليه هو اللى يبقى عايز يحضنك يا بت
  • واخليه يبقى عايز يحضنى أزاى
كانت جلسة منى مع أم أمجد قد إنتقلت إلى الصالة حيث إستكانت منى فى حضن ام أمجد التى لفت ذراعها حولها فى حنان ونظرت فى وجه الصغيرة تتأمل جمال هذا الوجه

  • تعالى يا بت ... حواجبك مش مظبوطة ....... قدامى على الأوضة جوا
أجلستها الأم أمامها وجلست أمامها تعمل بملقطها الصغير فى وجهها

  • مقولتليش أخليه يحضنى إزاى
  • عيطى !
  • نعم ؟ أعيط ؟
  • آه عيطى .... بس من غير صوت ... خليه يشوف دمعتين بس نازلين من عينيكى الحلوة دى وهو هيحضنك من غير ما تطلبى .... و مش كل مرة كمان تسيبيه يحضنك .... أمجد نسخة من أبوه فى حنيته ومش هيستحمل يحس إنك زعلانة
  • ياااه يا ماما دانتى طلعتى حكاية
  • ماهو أنا كان نفسى فى بنت علشان اتكلم معاها زى ما بكلمك كده .... بس إتعوضت بيكى يا حبيبتى
  • وانا باحبك قوى يا ماما
ومدت الأم يدها لدرج تسريحتها لتخرج صندوق أدوات مكياجها وتلتقط منه قلم كحل وتنهمك باهتمام فى رسم خط دقيق حول عينى منى زادتهما جمالا على جمالهما وأتساعا على إتساعهما

  • بصى كده على عنيكى فى المراية
  • إيه ده ؟ أول مرة أشوف عنيا حلوة كدة
  • إحفظى بقى الرسمة دى ومتخليش أمجد يشوفك من غيركحل
وبحثت الأم قليلا فى صندوقها وأخرجت قلم روج وردى

  • خدى حطى من الروج ده .... متكتريش ... إنتى شفايفك حلوة من غير حاجة بس أمجد بيحب اللون ده
  • وعرفتى منين ؟
  • أبوه بيحبه
وبالفعل وضعت منى الروج وببعض توجيهات من الأم نجحت فى رسم شفتاها بصورة رائعة

  • كده كل حاجة تمام .... خلى قلم الروج ده معاكى وحطى منه كل ماتيجى طالعة هنا ... بس أوعى أمجد يشوفك خارجة وانتى حاطة مكياج ... هيطين عيشتك أنا عارفة غيرة الصعايدة شكلها إيه ... يلا بقى نتصل بأمك تطلع تقعد معانا شوية زمانها هتتجنن عليكى بس أوعى تقوليلى يا ماما قدامها قبل ما تستأذنى منها ولو حسيتى بس إنها زعلانة متقوليلش يا ماما قدامها
وبالفعل تصعد أم منى لتكتمل جلسة الثرثرة بعد أن بدا على وجه أم منى السعادة عندما إستأذنت منها منى قبل أن تنادى أم أمجد بلقب ماما

  • يوه يا منى إنتى بتستأذنى منى .... دى ليها فيكى أكتر منى
  • أنا باحبكم إنتوا الأتنين وكل الناس ليها أم واحدة أنا ليا اتنين
  • بس إيه الحلاوة اللى إنتى فيها دى يا بت صاحية فايقة وحاطة كحل وروج .... اللى يشوفك دلوقتى ميشوفكيش وإنتى مستقتلة امبارح
  • ماما حطتلى مكياج وعلمتنى أرسم عنيا بالكحل .... ده أنا نمت نوم يا ماما .... متهيألى البيجامات الرجالى مريحة فى النوم أكتر من بيجاماتى
لترد أم منى سريعا وكأنها كانت تنتظر تلك الكلمة

  • خلاص يا منى خدى البيجاما دى ليكى .... وكمان خدى المخدة اللى كنتى نايمة عليها طالما إستريحتى عليها
وعلمت منى وقتها أن أم أمجد قد لاحظت البلل على بيجامة أمجد التى ترتديها وعلى وسادته فشعرت بخجل شديد من نفسها ونظرت فى الأرض لترد أمها عنها

  • لأ ميصحش يا أم أمجد ناخد بيجامة الجدع ومخدته كمان
  • يعنى هو كان دافع فيهم حاجة ؟ أنا اللى مشترياهم واعمل إللى انا عايزاه ... هو أنا عندى أغلى من منى ومن راحتها .... تعالى يا منى عايزة أديكى حاجة قبل ما أنسى
وأصطحبت ام أمجد إبنتها الجديدة لغرفة النوم لتهمس لها

  • مالك يا بت إتكسفتى كده ليه ؟ ما انا كنت بنت زيك وقبل ما اتجوز ياما بليت كلوتات ومخدات وانا بافكر فى عمك حسن
  • مكنتش فاكرة إنك خدتى بالك
  • يا بت دا إنتى بنتى وبحس بيكى من غير ما أشوف حتى ... خدى البيجاما والمخدة علشان كل ما تشتاقى لأمجد يبقوا معاكى ... وخدى قلم الكحل ده كمان
وخرجوا من غرفة الأم ومنى تحمل فى يدها قلم الكحل وأخرجت قلم الروج معه من جيبها لتعرضهم على أمها بينما دخلت أم أمجد لغرفته وحملت الوسادة لتعطيها لمنى أمام أمها

  • بس كده كتير يا أم أمجد .... مكياجك كمان ؟
  • مفيش حاجة كتير على بنتى حبيبتى واللى هيا عايزاه تاخده من غير حتى ما تستأذن
وينفتح الباب ليدخل أمجد ويفاجأ بمنى جالسة بين أمه وأمها محتضنة وسادته ولا تزال ترتدى بيجامته وتتعلق عينيه بعينيها وشفتيها ويسرح قليلا فى الجمال الذى يراه متجسدا أمامه وتلاحظه امه والسعادة تقفز من عينيها لكنها تقطع تأمله

  • مالك يا واد ... بتبص للبت كده ليه ؟ أول مرة تشوفها ؟
  • لأ شوفتها كتير ... بس مالها محلوة كدة ؟ مش دى اللى كانت بتموت إمبارح وخضتنا عليها
  • بعد الشر عليها ... منى طول عمرها قمر
  • والقمر ماسكة مخدتى ليه بقى؟
  • أنا أديتهالها ... وكمان البيجاما اللى هيا لابساها بقت بتاعتها خلاص
  • طب ما تديها أوضتى كلها وانام انا فى الشارع
  • لو طلبت مش هتأخر وتنام إنتا مطرح ما تنام
  • طب وعملتوا الغدا ولا قضيتوها رغى
  • غدا إيه اللى نعمله ؟ أنا قلت لك هاعمل غدا ؟
  • مش قلتيلى تعالى بدرى علشان عازمين طنط ريرى وقردة الجبلاية دى عالغدا
  • أبوك هو اللى عازمهم .... هيجيب معاه كباب وهو جاى ... إنت فاكر منى هتبقى هنا واسيبها واقف فى المطبخ
  • طيب .... ممكن تسمحيلى أدخل أوضتى دلوقتى يا جناب الليدى منى ولا ممنوع
  • أدخل ....أنا شوية وهانزل أغير هدومى
  • طب تعالى عايزك
وتبعت منى أمجد لغرفته وأغلقا عليهما الباب

  • عاملة إيه دلوقتى يا منى ؟
  • كويسة يا أمجد ... عايزة أحكيلك اللى حصل إمبارح
  • إحكى لو مش هتتعبى
  • إمبارح ممدوح فضل كل شوية يبص فى ساعته طول ما إحنا فى الكلية وبعدين قاللى يا بينا الحفلة زمانها هتبدأ .... مكانش عاجبه اللى انا لبساه وقالى تعالى إشتريلك فستان بدال البنطلون بس أنا مرضتش وهددته إنه لو أصر مش هاروح معاه ... أخدنى فى عربيته وروحنا فيلا بجنينة كبيرة قدامها غيطان كتير بس أنا من أول ما دخلنا من البوابة وأنا مش شايفة جو حفلة ولا غيره ولما سالته قالى الحفلة جوا الفيلا ... ساعتها قلقت أوى وقلتله روحنى .... قالى طيب نسلم عالناس واروحك .... مشيت معاه لغاية الباب ولما خبط لقيت واحد صاحبه زيه كده بالظبط فتح الباب وكان شكله مش مظبوط ... قلت لممدوح مش داخلة وهستناك فى العربية لقيت صاحبه هجم عليا عايز يدخلنى بالعافية وهو جه ورايا كتفنى عايز يشيلنى وصاحبه شد البلوزة فتحهالى ..... قمت ضاربة ممدوح زى ما علمتنى ورميته على صاحبه وطلعت أجرى لغاية ما وصلت الغيط اللى قدام الفيلا نزلت أجرى فيه علشان ميحصلونيش وطلعت الناحية التانية لقيت نفسى فى طريق تراب مشيت فيه لغاية ما وصلت الطريق اللى عليه الكشك رحت لقيت الست دى وطلبت منها أعمل مكالمة وكلمتك ... وانت عارف اللى حصل بعد كده
  • طبعا متعرفيش توصلى للفيلا دى تانى ؟
  • لأ معرفش
كانت انفاس منى تتهدج وهى تقص لأمجد ما مرت به وطفرت من عينيها دمعتان وهى تنظر لعينى أمجد فاقترب منها واحاطها بذراعه لتلقى براسها على صدره تبحث عن إحساس الأمان الذى باتت لا تشعر بمثله إلا فى حضنه

مرت عليهما لحظات حتى توقفت منى عن البكاء ورفعت راسها لأمجد الذى شعر لأول مرة فى حياته مع منى برغبة حقيقية فى تقبيلها وكادت تلك القبلة أن تتم لولا أن أمجد تذكر أمه الجالسة بالخارج وأنها بالتأكيد تتابعه الآن وربما تكون أم منى معها يقفان خلف الباب فابتعد سريعا عن منى

  • فيه إيه يا أمجد
  • مفيش حاجة .... بس إفتكرت حاجة كده عايز أسألك عليها ..... شنطتك اللى كانت معاكى إمبارح فين ؟
  • يا نهار إسود ..... دى فى عربية ممدوح .... دى فيها بطاقتى وكارنيه الكلية كمان .... هاعمل إيه دلوقت
  • ولا يهمك ... ممكن نعمل بدل فاقد للبطاقة والكارنيه متقلقيش
  • والشنطة يا أمجد ؟ دى أكتر شنطة باحبها .... إللى إنت جبتهالى فى عيد ميلادى اللى فات
  • يا بت ولا يهمك .... أجيبلك غيرها
فابتسمت منى شاعرة بأن أمجد كما قالت أمه يحبها لكنه لم يدر بعد وتأكدت من نجاح ما نصحتها به أمه من إستخدام دموعها حين تحتاج لحضن أمجد الذى مد يده إلى دولابه مخرجا أحد مناديله ليناوله لها

  • أمسحى وشك بقى وبطلى عياط .... أمى وامك مش لازم يعرفوا حاجة عن الموضوع ده
  • حاضر ....
  • وكمان علشان الكحل ميبوظش
  • كحل ؟ إنت خايف عالكحل يا أمجد وسط الوضع الطين اللى أنا فيه ؟
  • أه خايف عالكحل علشان العينين الحلوة دى مش لازم تعيط ..... وإسمه الوضع الطين اللى احنا فيه .... مش احنا واحد يا هبلة
فاتسعت إبتسامة منى وكادت أن ترتمى فى حضن أمجد مرة ثانية إلا أنها تذكرت نصيحة أمه

  • لأ متخافش عالكحل يا خويا .... ده نوع غالى ومبيبوظش من الدموع .... ياللا بينا بقى نخرج علشان إتأخرنا عليهم
ويخرج الشابان ليجدا السيدتان منهمكتان فى حديث هامس يبدو أنه مهم ليقطعاه فور وصولهما

لتنتحى أم أمجد بمنى جانبا

  • إنزلى غيرى هدومك يا منى ... إلبسى فستانك الأسود اللى فيه ورد صغير روز ده .... مكسم عليكى وبيبين جمال جسمك .... أمك هتستنى معايا هنا ..... لو مكياجك إتلخبط وانتى بتلبسى صلحيه قبل ما تطلعى .... عايزة الواد الحمار ده يتهبل عليكى النهاردة
  • حاضر يا ماما
  • وشوفى خلخال من الرفيعين اللى امك بتلبسهم إلبسيه
  • بس الخلخال ده موضة قديمة قوى
  • بطلى هبل يا بت ..... النسوان اللى رجليهم وحشة هما بس اللى بيقولوا كده مش إنتى
  • حاضر
وتنصرف منى لشقتها ويتجه أمجد لغرفته لينال قسطا من الراحة وتتبعه أمه

  • شوفت يا أمجد البت قمر إزاى حتى وهيا لابسة بيجامة رجالى
  • أه يا ماما شوفت .... طيب دلوقتى هما كانوا 3 بيجامات اللى حيلتى .... واحدة بلبسها وواحدة فى الغسيل وواحدة إحتياطى لو إحتجت أغير لأى سبب ..... أعمل إيه أنا دلوقتى لو البيجاما اللى انا لابسها إتدلق عليها أى حاجة مثلا
  • مش مهم .... هبقى أديقلك بيجاما من بيجامات ابوك القديمة
  • بيجامات ابويا القديمة .... ماشى يا حضرة الناظرة
وتتركه أمه لينال قسطا من الراحة يقطعه صوت أبيه بالخارج يرحب بأم منى ويمتدح منى وجمالها فيخرج مسرعا ليقبل يد أبيه كما أعتاد فهو لم ينس أنه ذهب لعمله غاضبا منه ليفاجأ بأبيه يحتضنه فى حب ليهمس فى أذنه

  • شايف يا حمار البت .... ده كفاية جمال رجليها ما بالك بقى بأن كلها زى القمر وانت تقولى زى اختى وأخلاقى متسمحليش يا حمار
فيبتسم أمجد وهو يقول فى نفسه " إيه حكاية العيلة دى مع الرجلين "

ويجتمع الجميع حول وجبة الكباب التى وزعتها الأم فى أطباق وينتهى الجميع من تناول طعامهم ليفاجأ بأخيه الذى يصغره بعامين فقط يهمس فى أذنه " يا بختك يا أمجد بت حكاية ورجليها تهبل"

ليزغده فى جنبه قائلا فى نفسه "حتى العيل الصغير عنده نفس عقدة الرجلين"

ويجتمع الجميع مرة ثانية حول أكواب الشاى والحلويات بعد الغداء ويختلس أمجد النظر لساقى منى ليجد نفسه يسرح فى مدى جمالهما و تناسقهما ليجد عضوه ينتصب للمرة الثانية على منى فيصرف تفكيره بعيدا حتى لا يحرج فى وجود هذا التجمع لكن نظرته جهة أبيه تخبره بأن أباه قد لاحظ ما يحاول إخفاؤه فيشعر بحرج شديد يفيق منه على صوت أم منى

  • صحيح يا منى نسيت أقولك .... فيه واحد زميلك أسمه ممدوح أتصل بيكى الصبح وعايزك تتصلى بيه ضرورى .... بيقول فيه ورق مهم ليكى فى الكلية معاه وعايزك تاخديه منه
يدق جرس إنذار قوى فى ذهن أمجد ومنى يمتقع على أثره لونها ليقوم أمجد ويستأذن والده فى أن ينفرد بمنى قليلا لمناقشة موضوع خاص بدراستها وبالطبع لا يمانع الأب ليصطحب أمجد منى لغرفته ويغلق الباب وهو متأكد أن أمه لن تجرؤ على التنصت فى وجود أبيه

  • إيه حكاية الورق المهم اللى مع ممدوح ده ؟
  • معرفش .... ورق إيه اللى هيكون واخده من الكلية
  • طيب متقلقيش .... يمكن عايز يرجعلك شنطتك
  • مش عارفة .... لما انزل هاتصل بيه واشوف إيه الحكاية
  • تنزلى مين .... أنتى هتتصلى بيه دلوقتى وانا معاكى ... مش هاقدراصبر
ويحضر أمجد التليفون سريعا من الخارج لتطلب منى رقم ممدوح بيد مرتعشة وأمجد يلصق أذنه على السماعة معها ليجيب ممدوح بعد قليل

  • ألو ... أنا منى .... ورق إيه اللى يخصنى معاك
  • إتأخرتى كده ليه يا شرموطة دا انا كنت هاجيلك البيت
  • إحترم نفسك ومتخلنيش أشتمك ... إنت لسة ليك عين تكلمنى
  • ده أنا لسه هاكلمك واكلمك واكلمك لسة الماتش مخلصش يا لبوة
  • هاتنطق ولا أقفل السكة يا حيوان
  • حيوان ؟؟ طيب شوفى بقى يا بنت الناس ... جواباتك اللى كنتى بتبعتيهالى وصورك اللى متصوراها معايا عندى لسة .... بكرة التلات....قبل يوم التلات اللى بعده زى الشاطرة كده تجيبيلى ألفين جنيه وتاخديهم ....أو يوم الجمعة اللى بعدها هاكون عند ابوكى فى بورسعيد أديهمله وبرضه هاخد منه ألفين جنيه
  • إنت بتقول إيه يا واطى ... ده ذنبى إنى كنت واثقة فيك ؟
  • بطلى قلة أدب يا شرموطة واسمعى الكلام للآخر .... لو عايزة تاخدى الصور والجوابات ممكن تاخديهم من غير فلوس ..... لكن ............. تيجى تاخديهم من عندى هنا .... من الشقة
  • وانا هاجبلك الفين جنيه منين يا ممدوح ؟ خلى عندك شوية رجولة ورجعلى حاجاتى
  • رجولة مين يا قطة ؟ لو معكيش الألفين جنيه عندك الحل التانى .... قدامك أهو إسبوع تتصرفى فيه ده آخر كلام عندى سلام
ويغلق ممدوح سماعته لتنهار منى جالسة على طرف فراش أمجد الذى أُسقط فى يده ولم يستطع الصمت رغم حالة منى

  • جوابات وصور إيه يا منى اللى مع ممدوح ؟
  • جوابات كنت بابعتهاله وصور إتصورتها معاه لما عزمنى فى المطعم أول يوم فى الكلية
  • وكنتى كاتباله إيه فى الجوابات دى؟
  • كلام حب وكده يا أمجد
  • والصور ؟ كانت صور عادية ولا فيها حاجة ؟
  • لأ كنت لازقة فيه وحاطط إيده على كتفى وكده
  • يخربيت غبائك يا منى .... مقولتليش ليه عالجوابات دى قبل كده ؟
  • خفت أقلك علشان كنت هتزعقلى وتمنعنى
  • يعنى أعمل فيكى إيه دلوقتى ؟ أخنقك واخلص منك ؟
  • إعمل اللى إنت عايزه ومش هزعل .... إضربنى ...إخنقنى.... أنا استاهل ..... أنا غبية إنى مسمعتش كلامك من الأول .... بس ابويا مينفعش يشوف الصور والجوابات دى يا أمجد
كان الغضب داخل أمجد قد وصل مداه لدرجة أعجزته عن التفكير فجلس بجوار منى على طرف الفراش واضعا رأسه بين يديه بينما إنخرطت منى فى بكاء مكتوم إنفطر معه قلب أمجد فقام واقفا ليحتضن راسها

  • خلاص متعيطيش ... أنا هاتصرف
  • هتتصرف إزاى يا أمجد ؟
  • معرفش لسة .... لكن لسة قدامنا إسبوع وأكيد هلاقى حل
  • بجد يا أمجد هتتصرف ؟... يعنى إنت مش زعلان ؟
  • مش زعلان ؟ انا نفسى دلوقتى أضربك بالجزمة ... نخلص بس من المصيبة دى واحاسبك
فلفت ذراعيها حول وسطه ووضعت راسها على صدره حتى هدأت ... لقد أكتشفت أن صوت دقات قلبه تشعرها بالسكينة والإطمئنان وليس فقط الأمان وأغمضت عينيها محدثة نفسها "ياريتنى كنت عرفت من زمان إنى باحبك "

  • طب أمسحى الدموع اللى فى عنيكى دى علشان نخرج نقعد معاهم فين المنديل اللى إديتهولك؟
  • تحت فى جيب البيجاما
فمد يده لدولابه يخرج لها منديلا آخر

  • خدتى بيجامتى ومخدتى وهتخلصى مناديلى .... مش فاضل غير اللباس اللى لابسه تاخديه كمان
فعادت البسمة لوجهها فقد أيقنت أنها فى أمان طالما أمجد يقف بجوارها رغم ما تشعر به من ذنب. فإنها تشعر أنها تعذبه وتفطر قلبه منذ رفضت دخول كليته . إنها باتت تكره كليتها التى أختارتها فهاهى ثلاثة أيام تمر عليها فيها وكل يوم بمشكلة تتورط فيها ويتورط فيها معها رفيق عمرها وتوأم روحها أو الذى أصبح منذ ليلة أمس حبيبها وأقسمت بينها وبين نفسها أن تسعده وتعوضه عن الألم الذى سببته له حتى لو كان الثمن حياتها

هبطت منى وأمها بعد إنتهاء جلستهم مع أسرة أمجد وأم منى مرتبكة بسبب ما أسرته لها أم أمجد ومنى سعيدة بموقف أمجد منها لتدخل كل منهم غرفتها وتغلقها عليها حتى أرخى الليل سدوله على الشارع بأكمله وهدأت الحركة بالعمارة التى يقطنونها وذهبت منى فى نوم عميق عكس توقعها لكنها قبل أن تذهب لنومها خلعت عن نفسها كل ما ترتديه وأرتدت بيجامة أمجد على اللحم واحتضنت وسادته لتذهب فى نوم هادئ مستريحة وحتى لم تحمل هم التفكير في تهديد ممدوح فمن داخلها يقين بأن فارسها سينقذها كوعده لها فهو منذ بداية نشأتهم لم يخلف يوما وعدا وعدها إياه

بمجرد تعانق عقربى الساعة عند الثانية عشر تسللت أم منى على أطراف أصابعها وأغلقت خلفها باب شقتها بهدوء شديد وتسلقت السلم حتى دلفت من باب السطح الذى وجدته مفتوحا فأغلقته خلفها بإحكام وتوجهت فى ضوء القمر للبرجولة حيث كان أمجد يقف داخلها منتظرا وصولها بعد أن أعد البرجولة وفرش على أرضها بساط صوفى ثقيل ورص الوسائد الموجودة على الكراسى فوقه ليصنع فراش ليلتهم الجنسية الثانية بالبرجولة ليتلقفها بين يديه مستقبلا إياها بقبلة شهوانية إمتص فيها شفتاها ولسانها حتى شعرت أن لسانها يكاد ينخلع من مكانه فأرخت جسدها مستسلمة للمسات أمجد الخبيرة بكل موضع فى جسدها وهو يفتح أزرار عباءتها ويزيحها عن صدرها مستمتعا على ضوء القمر الواصل للبرجولة يضيئها بنور حالم بمنظر جسدها وثدييها اللذان لم ينل من جمالهما سنها فظلا متماسكين غير متهدلين فيقبل رقبتها ويهبط بشفتيه بينهما بينما تعتصرهما أصابعه ليلتقم حلمتها اليسرى بين شفتيه بينما تداعب أصابع يده اليسرى حلمتها اليمنى ويمرر أطراف أصابع يده اليممنى على بطنها حتى يصل لعانتها وقمة كسها المنتفخ فيمررها مرات ومرات قبل أن تتسلل للأسفل لتمس زنبورها الذى اندفعت إليه دمائها لينتفخ فيفركه بين أصابعه قبل انا تصل لكسها الذى بدأ فى الإبتلال ليأخذ من مائها ويرفع أصابعه أمام عينيها يمتصها فى تلذذ ويعيدها إلى كسها فيزداد إرتخاء جسدها ولا تقدر ساقيها على حملها فتجلس أرضا ويسندها بيده حتى يريح ظهرها على جانب البرجولة فتثنى ركبتيها وتفتح له فخذيها ليمارس عادته المحببة إليها فى لعق كسها وفرك شاربه الثقيل عليه فتنتفض بعد دقائق معدودات وهى تكتم صوتها بيديها معلنة وصولها للذروة الأولى فى ليلتها وهى تعلم أنها لن تكون الأخيرة فهى تعرف أنها ستقذف وتقذف حتى تنهك قواها

جذبها أمجد لتنام أرضا وجعل عبائتها تحتها كالملائة ورفع ساقيها التى زينهما خلخالان رفيعان فهى تعرف قيمة جمال سيقانها وتعرف حب أمجد لهما ليبدأ فى تقبيل كاحليها متجها بشفتيه ناحية هاتيك السمانتان المخروطيتان الطريتان وعندها يجد أمجد صورة ساقى منى التى تزيد جمالا عن ساقى أمها تقفز لخياله وتزيد من شبقه فيقبلهما بجنون حتى يصل لباطن فخذيها لتنتابه حالة من الجنون الشديد فينهال عليهما لعقا وتقبيلا ويعضهما عضات خفيفة ويشفط لحمهما اللدن بفمه تاركا علامات قبلات شبقه عليها ثم يرفع ساقيها بشدة حتى أن ردفيها أرتفعا عن الأرض ويغرس زبره فجأة فى كسها فتخرج منها آهة عالية فشلت فى كتمها فيضغط ساقيها بكل ثقله حتى تلامسا بطنها ويضع فمه على فمها يكتم آهاتها المتتالية ويبدأ فى إدخال زبره وإخراجه بسرعة حتى خيل إليها أن صوت إرتطام لحمه بلحمها أصبح مسموعا فى كل أنحاء الشارع وتقذف قذفتها الثانية والثالثة وهو مستمر فى هذا الجنون الذى إنتابه حتى يخرج من حنجرته صوت خوار عميق ويضغط زبره بشدة داخلها حتى أنها باتت تتنفس بصعوبة وينفجر من زبره شلال منى غزير يملأ جوف كسها وتهمد حركته فوقها وهو ينهج بشدة وقد تغطى جسده بعرق غزير ويبقى كما هو لدقائق حتى تهدا فورة قذفه ليلقى بنفسه جوارها وتنزل هى ساقيها وقد شعرت بإنهاك شديد فلأول مرة منذ بدأت علاقتها به ينيكها بكل تلك القوة والعنف فتضع رأسها على صدره وتمسد له بطنه حتى عانته حتى يهدأ تماما

  • مالك النهاردة يا أمجد .... هيجانك مش عادى النهاردة
  • مش عارف يا ريرى .... هايج هيجان مش طبيعى ومش لاقيله سبب
  • بس أنا عارفة يا روح ريرى السبب
  • عارفة ؟ عارفة إيه ؟
  • عارفة سبب هيجانك ده
  • وإيه السبب
  • منى يا أمجد .... منى سبب هيجانك ده
  • لأ يا ريرى مش منى .... أنا عمرى ما هجت على منى
  • النهاردة هجت عليها يا أمجد .... أنا خدت بالى من بصتك على جسمها النهاردة .... إنت عارف أمك كانت بتكلمنى فى إيه ؟
  • فى إيه؟
  • كانت بتكلمنى تخطبلك منى
فاعتدل أمجد جالسا وابعدت أم منى راسها عن صدره وجلست الى جواره بعد أن جمعت العباءة حول جسدها

  • وإنتى قولتليها إيه .... أوعى تكونى وافقتى
  • لأ وافقت يا أمجد .... قلت لها إنى موافقة بس علقت موافقتى على موافقتها وموافقة أبوها
  • إنتى إتجننتى يا ريرى ؟ إزاى توافقى على حاجة زى دى
  • بص يا أمجد .... إنت ومنى أغلى اتنين عندى فى الدنيا .... وسعادة منى عندى أهم ألف مرة من سعادتى .... وإذا كانت سعادة منى معناها أقطع علاقتى بيك مش هاتردد ثانية واحدة
  • بس أنا ومنى عمرنا ما فكرنا فى بعض كزوجين يا ريرى .... طول عمرنا واحنا اصحاب وأكتر إتنين بيفهموا بعض وبس
  • بس إنتوا بتحبوا بعض يا أمجد
  • بنحب بعض لكن مش بالطريقة دى .... حبى لمنى وحبها ليا مختلف عن حب إتنين ممكن يتجوزوا
  • لأ بتحبوا بعض يا أمجد بس يمكن لسة معرفتوش .... مافيش حد هيسعد منى غيرك ومافيش واحدة هتسعدك غير منى
  • إنتى بتقولى إيه ؟ يعنى الدنيا كلها شايفة حاجة عكس أصحاب الموضوع نفسهم ما شايفينها
  • لإنكوا لسة صغيرين ومش قادرين تحددوا مشاعركم لغاية دلوقتى
  • معنى كده إنك هتقطعى علاقتك بيا ؟
  • لأ يا أمجد مش هاقطع علاقتى بيك غير لو اتجوزتوا ...... ده لو قدرت .... ساعتها هتبقى قدامى ليل ونهار ويمكن مقدرش امنع نفسى
  • أنا مش عارف إنتى بتفكرى إزاى يا ريرى .... انا مقدرش استغنى عنك
  • يا واد متبقاش عبيط .... منى هتسعدك أكتر منى .... بنتى وانا عارفاها
  • طيب إنسى الموضوع ده دلوقتى وخلى الأيام هى اللى تحدد اللى هيحصل
والتقم شفتيها بفمه مرة أخرى ودخلوا فى موجة جنون جديدة إنتهت قبل الشروق


مراحيض المتعة 😅😅😅

الجزء الخامس

مقدمة


تساءل بعض السادة القراء عن سبب تأخرى أحيانا فى نشر بعض الأجزاء فأحببت أن أوضح لحضراتهم ( ولهم طبعا كل الإعتذار ) بأن نشر الأجزاء بالنسبة لقصص الباشا يتوقف على حالته ورغبته ووقته و تأثيرالحكى على حالته المزاجية

فى هذا الجزء بالذات وضح التأثر على وجه الباشا اثناء حكيه وصل لدرجة البكاء الحقيقى

فهذا الجزء يحكى عن لحظات مفصلية فى حياته وتحول جوهرى بشخصيته تحول فيه من " طالب مقاتل أمجد حسن" إلى "الطالب امجد حسن طالب الهندسة بجامعة ************ "

فى هذا الجزء ستقرأون كيف وضعته حبيبة عمره فى مواجهة نفسه فى لحظة مفصلية كاشفة يكتشف فيها ضعفه وزيف شعوره بالقوة

واعتذر للسادة القراء عن قلة المادة الجنسية بهذا الجزء فذكريات الباشا عن تلك الأيام الستة فى حياته لم يكن بها أى ممارسات جنسية لكنها كانت أيام ستة مشحونة بالمشاعر لا يصح أن نذهب بذهن القارئ بعيدا عنها عل بعض القراء تصل إليهم صورة من مشاعره أو عل شعوره ينتقل إليهم

كما أعتذر لبعض السادة القراء من أصحاب الميول الجنسية المختلفة عما قد يكون إساءة لهم ذكرت فى هذا الجزء فأنا فقط ناقل لحكى الباشا بألفاظه وكلماته وتعبيراته

وأخيرا اعتذر للسادة القراء عن طول هذا الجزء خاصة وأن كل كلمة كتبت فيه تحمل أهمية لفهم شخصية الباشا ولم أستطع إختصار أى كلمة منه لإن كل كلمة كتبت هى أساس لفهم أحاث قادمة

والآن لنعد لإستكمال قصتنا​

......................................................................................................



ترك أمجد البرجولة بعد إنصراف أم منى بساعة كاملة إستلقى فيها مفكرا فى كل ما حدث اليوم وكيف تحولت تلك الصغيرة فى عينيه لأمراة كبيره مثيرة شهية لكنه لا يزال يراها مجرد صديقة عمر ورفيقة روح قادرة على قراءة أفكاره ولم يفكر بها أبدا كأنثى يشتهيها رغم إستثارته أمس تلك المرات الثلاث وإنتصاب عضوه عليها لكنها لا تزال فى نظره أعز الأصدقاء وعلل لنفسه ما حدث من إثارته بالأمس أنه يرى فيها أمها التى تمثل له الأنثى الكاملة التى لا يرغب فى إستبدالها بأخرى طوال حياته

تسلل أمجد لشقته قبل أن يدب فيها النشاط وغسل عن جسده آثار موقعته الليلية مع عشيقته الشبقة وتمدد على فراشه لا يشغل باله إلا التفكير فى تلك المصيبة التى أوقعت منى فيها نفسها واستبعد كل الحلول التقليدية التى إعتاد الناس اللجوء إليها فى مثل تلك الأحوال فهى لن تصلح مع من هو مثل ممدوح حتى أخرجه من تفكيره صوت دقات أمه على باب غرفته قبل أن تفتحه حاملة بيدها التليفون لتخبره بأن منى على الطرف الآخر

  • صباح الخير يا قردة .... صاحية بدرى كدة ليه
  • مش إحنا متفقين نفطر سوا قبل ما نروح الجامعة
  • نِروح مين يا حمارة إنتى .... إنتى مش هتروحى كليتك غير لما نلاقى حل للمصيبة اللى إحنا فيها
  • يعنى مش هتفطر معايا ؟ أنا حضرتلك الفطار .... طيب أطلع عندك نفطر سوا
  • مينفعش .... أبويا وامى واخواتى نازلين ومينفعش نستنى فى الشقة لوحدنا
  • طيب إنزل نفطر فى شقتنا
  • أمك صحيت ؟
  • لأ لسة .... حتى دخلت عليها لقيتها نايمة مقتولة وشكلها مش هتصحى قبل الضهر
  • يبقى مينفعش أنزل عندكم .... وكمان نسيتى برج المراقبة اللى ساكن قصادكم
  • يعنى ارمى السندوتشات اللى عملتها دلوقتى ولا اعمل إيه .... أقولك نطلع نفطر عالسطح فى البرجولة
  • ماشى .... وهأقول لأمى علشان تبقى عارفة ومتعمليش حكاية لو عرفت
  • ماشى ... نص ساعة واكون فوق
  • نص ساعة ليه ؟ إنتى مش بتقولى إنك مجهزة الفطار
  • على ما أغير هدومى يا ذكى ... ولا عايزنى أطلعلك بقميص النوم ؟
  • لا أبوس إيدك ... غيرى براحتك ... وانتى كنتى هتفطرينى بقميص النوم ؟
  • يا قليل الأدب ده قميص نوم مقفول باكمام طويلة
  • وكنتى هتروحى الجامعة بقميص النوم
  • إيه خفة الدم دى ... كنت هاغيره لغاية ماتنزل ... إقفل بقى متعطلنيش
واستبدل أمجد ملابسه سريعا وأخبر أمه التى طفحت السعادة من وجهها وهى تبدى موافقتها لينطلق سريعا للسطح يتأكد من عدم وجود آثار لليلته مع أم منى وبعد تفكير سريع يخرج ترابيزة وكرسيين من البرجولة يضعهم بجوارها وينتهى من مهمته ويجلس وهو يحاول أن يطرد من ذهنه صورة منى وهى تلمس عضوهٍ فى تجربتهم الجنسية الأولى والأخيرة سوياً

كانت منى تحمل صينية الإفطار وتصعد السلم عندما وجدت باب شقة أمجد مفتوحا وأمه تقف أمامه مستعدة للذهاب لعملها

  • تعالى يا بت يا منى ادخلى عايزاكى
  • أمجد مستنينى نفطر سوا يا ماما ... مش عايزة أتأخر عليه
  • أنا عايزاكى تتأخرى عليه... خشى يا بت
فدخلت منى فورا بدون نقاش فأم أمجد أصبحت بالنسبة لها معلمتها ومرشدتها التى لا تخالف تعليماتها

  • حلو كده يا منى ..... متخليهوش يشوفك غير كده
  • الكحل مظبوط يا ماما ؟
  • مظبوط ومع الوقت إيدك هتتظبط أكتر ..... لفى كده ورينى هدومك
فدارت منى حول نفسها تستعرض فستانها الذى ترتديه

  • حلو الفستان ... تبقى تطلعيلى لما ارجع أضيق لك وسطه شوية كمان ... بس إيه الجزمة اللى لابساها دى ؟ معندكيش جزمة بكعب رفيع ؟
  • لأ مبعرفش أمشى فيهم
  • هاشتريلك واحدة وانا راجعة من المدرسة ... الكعب الرفيع هيبين جمال رجليكى أكتر ... ومش هتنزلى من عندى غير لما تتعودى تمشى بيها
فاحتضنت منى أمها الروحية وطبعت على وجنتيها قبلتين

  • مش عارفة أقولك أيه يا ماما .... أمى نفسها مبتعملش اللى بتعمليه معايا ده
  • علشان امك خايبة ....إسمعى .... أنا طلبتك من أمك امبارح علشان نخطبك لأمجد
فاحتضنت منى أم أمجد وأخذت تدور بها وهى تمطرها بالقبلات حتى كادتا أن تسقطا أرضا

  • يا بت هتوقعينى .... بطلى بوس فيا الروج اللى إنتى حطاه هيبوظ
  • مش مصدقة يا ماما إنى هبقى مرات أمجد
  • إسمعى بقى اللى هأقولهولك وركزى فيه كويس .... أمك هتسألك النهاردة تاخد رأيك .... أوعى تتنيلى وتقوليلها موافقة
  • نعم ؟ مقولهاش موافقة ؟ إزاى يعنى ؟
  • أه متقوليلهاش موافقة .... قوليلها إدينى فرصة أفكر وباعتبر أمجد زى اخويا ومبفكرش دلوقتى ولسة بدرى والحاجات دى
  • ليه ؟
  • علشان ميحسش إنك مدلوقة عليه يا خايبة .... لازم يحفى وراكى لغاية ما توافقى علشان يعرف قيمتك
  • طب إفرضى إنه افتكر إنى رفضاه
  • مش هيفتكر ... حتى لو افتكر كده يبقى احسن علشان يقطع نفسه عليكى لغاية ما توافقى
  • بس كده هيضيع علينا وقت كتير
  • أهو أنا مش خايفة غير من لهفتك ودلقتك عليه دى اللى هتبوظ الدنيا ...هو انتوا دخلتكم كانت الإسبوع الجاى خلاص وإتأجلت يا بت .... لسة أمجد قدامه خمس سنين كلية وسنة ونص جيش لو مكانوش تلاتة قبل ما يلاقى شغل ويشتغل .... الوقت ده لازم أمجد يتعذب فيه شوية علشان يشيلك بعد كده فى عنيه
  • مش سهلة إنتى برضوا يا ماما
  • دلوقتى خدى الفطار وأطلعيله .... ومتخليهوش يلمس حتى طراطيف صوابعك ... هو من امبارح وهو بيبصلك هايكلك بعنيه ... فهمانى ولا مش فاهمة عايزة أقول إيه ؟
  • لأ مش فاهمة بالتحديد عايزة تقولى إيه
  • يخربيت سذاجتك عالصبح يا منى ... إطلعى فطريه ومتخليهوش يلمسك وخلاص ... وإتقلى كده متبقيش خفيفة
  • حاضر
شعر أمجد أن الوقت قد طال قبل وصول منى وعندما هم بالنزول للإتصال بها رآها أمامه وهى تجتاز باب السطوح ووقف مبهوتا أمام نموذج الجمال الحى الذى يراه يتحرك فى إتجاهه

كانت المرة الأولى التى يرى فيها منى بهذا الجمال بعينيها المرسومتين وشفتيها المصبوغتان بروج خفيف عشق لونه عليها وهذا الفستان الزهرى الفاتح الذى يضيق على صدرها حتى خصرها ثم يتسع ليحتوى حوضها وينسدل ليغطى حتى منتصف ركبتيها وصدره المفتوح قليلا يكشف نحرها والجزء العلوى من الشق بين ثدييها وتلك الساقان التى تفوق جمال ساقى أمها يزينها خلخال ذهبى رقيق يحيط بكاحلها الأيمن يبرز جمال هذا الكاحل وتلك الساقان

لم يستطع أمجد التحرك من مكانه وظل واقفا بجفن لايرمش حتى وصلت إليه وظلت واقفة أمامه تحمل صينية الأفطار

تركته منى يتأملها قليلا وهى تستعيد نصائح أمه إليها قبل أن تفيقه من سكرته

  • هوووه ... إيه يا هندسة هتسيبنى واقفة شايلة الصنية كده
فأغمض أمجد عينيه وفتحها محاولا تمالك زمام نفسه قبل أن يمد ذراعيه يتناول منها الصينية وحرصت منى على ألا تلامس يده أصابعها حسب نصيحة أمه و بعد أن وضع الصينية على الترابيزة جلس على أحد الكرسيين بينما وقفت منى بجوار الكرسى الآخردون أن تجلس

  • ما تقعدى .... هاتفطرى وانتى واقفة كده
  • أقعد ؟ صحيح ما إنتا جاى من معسكر جيش ... يا باشمهندس المفروض إن الجنتلمان لما يكون هيقعد مع واحدة ست بيسحب لها الكرسى اللى هتقعد عليه ... طبعا معلموكوش دى فى المدرسة العسكرية
  • ومن إمتى ده بقى ؟ بعدين إنتى بالنسبة لى مش واحدة ست ... إنتى بالنسبة لى واحد صاحبى
  • لا يا شيخ ؟.... ووبالنسبة لعنيك اللى هتنط من وشك وتلزق فى صدر الفستان دى تبقى أيه ؟ و دى بصة بتبصها برضه لرجلين اصحابك ؟
فشعر أمجد بالإحراج حينما أيقن بأن منى قد إنتبهت لنظراته المختلفة تلك المرة عن نظرته المعتادة إليها فقام ليسحب الكرسى لها لينبهر مرة ثانية بشكل ظهرها المعتدل الذى ينحدر خطيه من كتفيها حتى يلتقيا عند بداية مؤخرتها فى خصر نحيل قبل أن يتسعا مرة ثانية لرسم مؤخرة تبدو رائعة حتى مع إختفائها اسفل الفستان

سحب امجد الكرسى لمنى لتجلس ويرتفع فستانها قليلا ليكشف جزء صغير من فخذيها أعلى ركبتيها ليسحب أمجد نفسا عميقا يكتمه فى صدره محاولا التحكم فى مشاعره حتى لاتفضحه وإن كان يعلم يقينا أن منى شعرت بالحريق الذى إشتعل فى صدره من تأثير الجمال الذى يراه .

فتلك الصغيرة حرفيا تقرأ أفكاره مثلما يقرأ هو أفكارها

تلافى أمجد النظر تجاه منى حتى لا يزيد حريقه إشتعالا ومد يده يلتقط أحد السندويتشات ويبدأ فى قضمه بينما يلتقط كوب الشاى بالحليب وهو يشعر بنظرات منى مصوبة إليه تخترق عقله لتقرأ ما يدور فيه وبعد لحظات صمت نطق أمجد

  • هو الشاى ده بارد ليه ؟ طبعا عملتى الشاى وعلى ما لبستى كان برد
  • الشاى مش بارد يا أمجد ... إنت بس اللى سخن زيادة شوية النهاردة
فتوقفت اللقمة فى حلقه ولم يستطع بلعها إلا بعد أن إستعان برشفة شاى تساعده على البلع فتلك الشيطانة إذن قرأت تفاصيل ما يدور فى ذهنه

  • سخن؟ ....سخن إزاى يعنى ؟ .....أنا .....لا سخن ولا حاجة أنا عادى
  • خلاص يا سيدى ولا تزعل نفسك ... إنت مش سخن ... إنت بارد
  • يا بت بطلى طولة لسانك دى ... إنتى عملالى فطار ومش قادرة تكملى جميلك وتتكلمى من غير طولة لسان لغاية ما أخلصه
  • يعنى مش فاهمة اقولك إيه يا أمجد بجد ... فهمنى دلوقت إنتا سخن ..... ولا .... إنتا بارد؟
وعلم أمجد أنه لن يستطيع مجاراتها فى إستكمال الحديث وقرر تغييرالموضوع

  • وإنتى بقى كنتى ناوية تروحى الكلية بالمنظر ده ؟
وكادت أن تجيبه بنعم لتشعل غيرته لكنها تذكرت نصيحة أمه لها بتجنب إثارة تلك الغيرة

  • لأطبعا مكنتش هاروح الجامعة كدة .... أنا قلت طالما أنا قاعدة فى البيت يبقى أدلع نفسى شوية وأحط مكياج والبس الفستان الجديد وأهو بالمرة آخد رأيك فيه .... إيه رأيك فى الفستاااان و المكيااااج
قالت منى جملتها الأخيرة وهى تركز نظرتها لعينى أمجد ونطقتها بكل ما إستطاعت وضعه فى نطقها من دلع فأجاب أمجد وهو ينظر لوجهها وقد بدأ العرق يغزو جبينه

  • مكياجك حلو أوى ... إنتى اصلا مش محتاجة مكياج
  • طب والفستاااان
  • الفستان ؟ الفستان ده مخليكى .... مخليكى
  • هاااا .... مخلينى إيه ؟
وانتبه أمجد أنه ينزلق فى حوار قد ينتهى بما لا يريده فانتفض واقفا

  • مش مخليكى حاجة .... يالا بينا ننزل
  • مش هتكمل فطارك ؟
  • شبعت خلاص ... إنتى قابلتى أمى النهاردة ؟
  • لأ هاقابلها فين ؟
  • أصل إنتى متعرفيش تتصرفى كده من من نفسك .... دى حركات أمى ... أنا عارف مش هيهدالها بال غير لما تنفذ اللى فى دماغها .... يالا ننزل علشان الحق أروح الكلية
  • إنزل إنت ... أنا هاستنى شوية هنا ... الجو حلو النهاردة
وانطلق مسرعا نحو باب السطح لتناديه منى قبل أن يخرج منه

  • أمجد
  • نعم ... عايزة إيه من زفت أمجد
  • مش انا كنت قلت لك تحلق شنبك علشان وحش
  • آه إتهببتى قلتى ... ومش هاحلقه
  • أوعى تحلقه .... أصله مخليك شبه رشدى أباظة
  • رشدى أباظة ؟ ....هى امى ...... طالما فيها رشدى أباظة تبقى امى
وانطلق يقفز السلالم بينما انتظرت منى حتى اختفى عن ناظريها فانفجرت ضاحكة بصوت مرتفع لا تستطيع كتمانه

  • يخليكى ليا يا ماما .... الواد إتهبل وبيكلم نفسه
وانقضت منى على السندوتشات بشهية مفتوحة فقد كان الجوع يتمكن منها لكنها أرادت أن يبقى الروج على شفتيها فى وجود أمجد.... وأبقت السندوتش الذى التهم أمجد منه قضمتين فقط للنهاية ... فقد كانت تريد أن يكون أثر فم أمجد هو آخر ما يلامس شفتيها

...................................................................................................

إنطلق أمجد فى طريقه بعد أن التقط كشكول محاضراته من شقته وقابل سميرة منتظرة عند مدخل عمارتها لينطلقا سويا ويستقلا الأتوبيس كما فعلا بالأمس لكن تلك المرة جد جديد أثناء رحلة الأتوبيس حينما أضطر سائقه للإنحراف بشدة لتفادى إحدى السيارات التى توقفت فى طريقه فجأة ليميل الأتوبيس بشدة ويفقد الواقفون توازنهم ويميلون معه ويسقط بعضهم على بعض إلا أمجد الذى لم يتحرك من مكانه ولم يختل توازنه ليندفع جسد سميرة بالكامل فى حضن أمجد الواقف خلفها ويتلامس كامل جسدها من الخلف مع كامل جسده من الأمام ويشعر بجسدها ينضغط بشدة على جسده ويشعر بحرارة جسدها تكاد تخترق ملابسه وتمر لحظات حتى تستعيد سميرة توازنها وتعدل من وقفتها لتهمس له بصوت متقطع

  • آسفة معرفتش أمسك نفسى
  • أنا اللى آسف مكنش ينفع أسيبك تقعى فسندتك بالطريقة دى
لم تعرف سميرة سر تلك الحرارة التى أجتاحت جسدها فى تلك اللحظة واستمرت معها فلم يتلامس جسدها من قبل مع جسد آخر بتلك القوة ولا شعرت من قبل أن هناك من يمكنه تحمل ذلك الضغط الجسدى العنيف الذى تحمله أمجد دون حتى أن يهتز أو يبدو عليه أنه يبذل مجهودا لتحمله ... لم تكن تدرى فقد كانت تلك تجربتها الأولى فى ملامسة جسدها لجسد رجل من الجنس الآخر

وصل أمجد وسميرة للنقطة التى يلتقون فيها مع باقى شلتهم لكن لم ينطق أحدهم بكلمة منذ حادثة الأتوبيس وحتى التقوا مع شلتهم وتركهم أمجد كعادته ليسبقهم للمدرج ولم تتبعه سميرة ذلك اليوم فقد كان بداخلها شيئا ما ينذرها بالإبتعاد عن أمجد حتى تهدأ تلك الحرارة التى تجتاحها أو تجد لها تفسيرا

عندما تجمع شمل شلة الجميلات مع أدهم واتخذ كل منهم مكانه قبل المحاضرة لم ترد سميرة تغيير جلستها بجوار أمجد حتى لا يلفت ذلك نظر باقى صديقاتها وببداية المحاضرة وجدت فخذها وكأنها فقدت التحكم به يتسلل ليلتصق بفخذه وحاولت مرارا أن تبعده لكنه كان فى كل مرة يخذلها ليعود لتستمر حرارة جسدها مشتعلة كان تشعر بشعور ممتع لا تستطيع مقاومته رغم خوفها منه ولم تعى شيئا مما قيل فى المحاضرة وعندما دخلت الحمام كعادتها بعد كل محاضرة فوجئت بهذا السائل اللزج يغرق كسها صانعا خيوطا ممتدة ما بين كسها وكلوتها الذى ترتديه ولم تكن تعرف هذا السائل من قبل فهى متأكدة بأنها بالتأكيد لم تأت بشهوتها التى لم تعاينها إلا أثناء نومها ولم تكن تدرى بأن هناك سوائل أخرى تخرج من المرأة غير سائل القذف

كانت سميرة ساذجة جنسيا ولم تحدثها أمها أو أى من نساء عائلتها عن أى شئ بخصوص الجنس فهم كانوا يرونها صغيرة لا يصح حتى الحديث أمامها عن مثل تلك الأشياء حتى لا تنفتح أعينها على أشياء يرون أنه من العيب أن تعرفها البنت قبل الزواج

لم يتأثر أمجد بتلك الملامسات ولم يشعرمن الأساس بأى أمر غير طبيعى فعلاقته الجنسية مع أم منى لم تكن لتترك الفرصة لتلامس بسيط مثل هذا أن يثيره أو يلفت حتى نظره فتركيزه الشديد فى المحاضرة علاوة على إنشغال ذهنه بمنى ومشكلتها مع ممدوح جعلاه بعيدا عن أن يلاحظ إلتصاق فخذ سميرة بفخذه أو أن يراه أمر غير طبيعى

عادت سميرة وباقى صديقاتها للمدرج وفوجئ أمجد بسميرة تلملم أغراضها وتعتذر منهم عن إكمال اليوم وأنها لابد ان تعود للمنزل لشعورها بتعب مفاجئ فعرض عليها أن يترك المحاضرات ليوصلها لكنها رفضت بشدة وبمجرد إنصرافها تجمعت روؤس الفتيات الأربع يتهامسن ويضحكن بصوت مكتوم وبعدما انتهوا من نميمتهم القصيرة سالهم أمجد عن سر التعب المفاجئ الذى اصاب سميرة

  • هى سميرة مالها ؟
  • تعبت فجأة وكان لازم تروح
  • تعبت إزاى يعنى ؟ ماهى كانت كويسة
لتجيبه سهام وهى أجرؤهن فى الحديث بصوت خافت

  • جرى أيه يا أمجد ؟ تعبِت ... التعب اللى بيجى للبنات كل شهر ... متعرفهوش
ليحمر وجه أمجد خجلا بينما تنطلق باقى الفتيات فى ضحك حاولن كتمانه حتى بدأت المحاضرة التالية

لم تكن الفتيات يعلمن حقيقة ما حدث لسميرة لكنهن خمن السبب الأقرب لذهنهن ولم يكن ليخطر ببال إحداهن السبب الحقيقى لعودة سميرة لبيتها فى هذا الوقت ولم يكنّ يتوقعن أن سميرة كانت مستثارة وخائفة من تلك الإثارة التى اجتاحت جسدها

ساذجة كانت سميرة وكانوا سذج صديقاتها

....................................................................................................

عاد أمجد لشقته وهو يتوقع أن يجد منى مع أمه لكنه وجد أمه منهمكة فى المطبخ فحياها ودخل لغرفته ليغيرملابسه ويرقد ولا يزال حل مشكلة منى مع ممدوح يشغل باله ولكن كان يشغل باله أيضا صورة منى الجميلة المثيرة التى كانت معه صباح اليوم

إنه يفتقدها الآن كما لم يفتقدها من قبل .... تلح عليه صورتها دائما تقطع حبل أفكاره .... تلك الأفكار التى تتمحور حول حل مشكلتها تعيقها صورتها فيحدث نفسه وهو يهز رأسه

  • يخربيت أهلك يا منى مش عارف افكر فى حل لمشكلتك بسببك .... يا ترى إيه غيرك كده يا بنت اللذينة انتِ
يقطع تفكيره صوت ابيه الجهورى يناديه وأخوته لتناول الغداء ليخرج مقبلا يده ويتبعه أخويه ويتجهوا جميعا للسفرة التى إنتهت الأم من إعدادها وبمجرد جلوسهم يبادره أبوه

  • أمجد عايزك بعد الغدا فى موضوع مهم
  • حاضر يا بابا
وتنظر الأم فى وجهه تراقب قلقه البادى لتسأله

  • فيه حاجة يا أمجد؟ شكلك قلقان
  • لا يا ماما مفيش حاجة .... هى منى مطلعتش النهاردة ؟... كنت متوقع إنى هاجى ألاقيها معاكى
  • لا يا حبيبى مطلعتش ... ومعتقدش إنها ممكن تطلع النهاردة
  • ليه هى عيانة ولا حاجة ؟ كانت كويسة الصبح
  • لأ مش عيانة
  • طب فيه إيه ؟
  • ماتبقى تتصل بيها تسألها يا أمجد ... بتسألنى أنا ليه
  • آسف يا ماما ... كنت فاكرك عارفة حاجة
  • حتى لو اعرف حاجة مش هاقولك ... عندك صاحبة الشأن إسألها
وتتبادل امه النظرات مع ابيه لينظر له أبيه نظرة تسكته حتى إنتهوا من غدائهم ليدعوه أبوه لغرفة الصالون وتتبعه أمه

  • أوضة الصالون ..... يبقى فيه أمر خطير أبويا وأمى عايزين يكلمونى فيه .... يا ترى فيه إيه
هكذا حدث أمجد نفسه لتغلق أمه الباب عليه وعليها وعلى أبيه ليتحدث الأب أولا

  • بص يا أمجد ... أمك طلبت إيد منى ليك إمبارح من أمها .... أمها وافقت بس علقت موافقتها على موافقة البنت ....لو البنت وافقت هاخدك ونسافر بورسعيد نطلب إيدها رسمى من أبوها
لم يكن الأمر بالطبع مفاجأة لأمجد كما يتوقع الأب والأم وكان قد أعد نفسه لتلك اللحظة وتجهز لها

  • مش كان واجب برضه يا بابا تاخدوا رأيى قبل ما تاخدوا خطوة زى دى
لتتدخل الأم فى الحديث

  • وانت هتلاقى زى منى فين يا أمجد .... بت زى القمر ومتربية وعارفين أصلها وفصلها ... أى شاب فى الدنيا يتمناها ... ده أنا وانا باحميها أول إمبارح البت مافيش فى جسمها غلطة وجسمها بيضوى كده ..... زى الفل
  • يا ماما كل اللى بتقوليه ده على عينى وراسى بس لسة بدرى على إنى آخد خطوة زى دى فى حياتى .... أنا لسة قدامى خمس سنين دراسة وسنة ونص جيش ولو إتجندت ظابط هافضل فى الجيش 3 سنين يعنى قدامى عالأقل 7 سنين على ما أفكر اتجوز وبعدين أنا باحب منى آه بس زى أختى وعمرى ما فكرت فيها كزوجة
  • يابنى هو انا باقولك إتجوز .... إحنا بس هنخطبها وبعد ما تخلص دراسة وجيش تبقوا تتجوزوا
  • طب نستعجل ليه يا بابا .... ما تسيبونى أخلص دراسة وجيش الأول
  • وهى بنت زى منى دى هتستنى السنين دى كلها ؟ ده شهر ولا شهرين وهتلاقى الخطاب واقفين طابور قدام باب شقتهم
  • إشمعنى يا ماما شهر ولا شهرين ؟ ماهى طول عمرها حلوة مشوفناش طوابير ولا غيره
  • إفهم يا حمار ... منى كانت فى مدرسة بنات بس دلوقتى فى الجامعة حواليها شباب زمايلها ومعيدين سنهم قريب منها ده غير الشباب اللى فى الشارع وأهلهم خايفين يتقدمولها علشان أنا و إنت منزعلش ... يبقى نسبق إحنا ونحجزها قبل ما تروح مننا وأديك شوفت غابت يوم واحد عن الجامعة زميلها أتصل يسأل عليها
  • يا بابا هى تلاجة بالقسط هنحجزها ... ده جواز ومسؤلية أنا مش قدها دلوقت
  • وهتبقى قدها إمتى ؟ لما تلاقى البنت راحت منك
  • لو ليا نصيب معاها مش هتروح ... ده لو مشاعرى ناحيتها إتغيرت طبعا
  • إنتوا بتتكلموا فى إيه دلوقتى .... مش لما البنت توافق الأول ؟ أمها لسة مردتش عليا لغاية دلوقت
  • طيب قومى يا أم أمجد إتصلى بيها شوفلينا إيه الأخبار خلينا نخلص من الموضوع ده
وخرجت الأم لتعود بعد دقائق قليلة للتكلم بكلمات مقتضبة

  • منى موافقتش
واسقط فى يد أمجد ونظر لأمه فى دهشة .... فقد كان يتوقع موافقة فورية من منى بعد ما رآه منها صباحا وقرأه فى وجهها إذا لقد فشل للمرة الأولى فى حياته فى قراءة أفكار منى وتبدل وجهه حتى أن أمه أشفقت عليه وانتظر الثلاتة فى وجوم وأخيرا تحدث أمجد

  • يعنى إيه موافقتش ؟
  • هى دى كلمة ليها معنيين يا أمجد ؟ موافقتش يعنى موافقتش
وعندها قام الأب غاضبا ولم ينظر حتى لإبنه بينما زاد وجوم أمجد وشعر بحزن لم يتوقعه

  • يعنى قالت لأمها إيه ؟
  • قالت لها إنها مبتفكرش فى خطوة زى دى دلوقتى وإنها بتحبك آه بس زى أخوها مش أكتر
  • بس ..... لكن ... مش ممكن
  • بس إيه ولكن إيه يابنى .... مش إنت كنت بتقول إنك مش مستعد دلوقتى وإنك بتعتبرها أختك ..... خلاص هى كمان بتعتبرك اخوها وهى كمان مش مستعدة دلوقتى
إستدارت الأم لتخرج وبمجرد أن أعطت ظهرها لأمجد غطت وجهها إبتسامة فرح عريضة فخطتها تسير كما أرادت وهاهو أمجد يكاد يفقد صوابه لمجرد أن منى قالت ماكان هو دائما يردده

دخلت الأم لغرفتها وأغلقت الباب وراءها لتجد أبو أمجد جالسا فى وجوم

  • مالك يا حسن ؟ قاعد كدة ليه ؟
  • يعنى مش عارفة يا أم أمجد .... إبنك هيلاقى بنت زى دى فين بعد كده
  • ويلاقى بنت زيها ليه وهى موجودة
  • ماهى مش هتفضل موجودة يا ام امجد
  • لأ موجودة ومحدش هياخدها غيره
  • إنتى بتهزرى
  • يا أبو أمجد البنت أصلا موافقة وطايرة من الفرح بس أنا قلتلها تقول لأمها اللى قالته ده
  • وليه كده بس ..... مصعبش عليكى إبنك والحالة اللى هو فيها دلوقتى
  • إبنك يا حسن مكانش عارف يحدد مشاعره ناحية البنت لإنها كانت مضمونة بالنسبة له وكان محتاج قلم زى ده يفوقه علشان بعد كده يحافظ عليها وعلى بيته لما يتجوزوا.... قوم إلبس وانزل روح القهوة زى كل يوم و متتكلمش معاه فى الموضوع ده تانى غير لما هو يجيى يطلب مساعدتك
  • طول عمرك دماغك كبيرة يا أم أمجد .... مش هتأخر أوعى تنامى قبل ما آجى عايزك فى موضوع
  • يا راجل عندنا شغل بكرة
  • يا ستى مفيهاش حاجة لما نخطف يوم فى وسط الإسبوع كمان
وابتسمت الأم وهى تراقب زوجها وهو يخلع ملابسه فجسده لا زال فتيا ولا زالت رغم مرور السنين تعشقه

........................................................................................................

عاد أمجد لغرفته ليستلقى وهو لا يستطيع تحديد مشاعره ... فهو مصدوم من رفض منى لخطبته مع إنه لم يكن ينوى خطبتها .... يعلم أنها جميلة لكنه لم يرها بمثل جمالها اليوم ... أيكون يحبها دون أن يدرى كما قالت أمها له ؟ .... إنه يذكر ثورته التى أخفاها فى صدره يوم أن أخبرته منى بعلاقتها بممدوح ... أكانت غيرة عليها أم خوف .... بالتأكيد لم تكن غيرة فلم يحدث بينها وبين ممدوح رغم علاقتهم التى امتدت لعدة شهور ما قد يثير غيرته وهو يرى ممدوح دائما نكرة لا قيمة له... بالتأكيد كانت مشاعر خوف ... لكن مم كان يخاف ؟ هل كان يخاف من أن يؤذيها ممدوح أم كان يخاف ألا تعود إليه ... إنه لا يتخيل حياته بدونها لكنه لا يراها زوجة ... إذا ما ذاك الشعور بالشبق الذى إنتابه عندما أظهرت له مدى جمالها ؟ أيحبها أم إنه أحب فيها صورة أمها ؟ أفكار وأفكار دارت فى ذهنه كادت رأسه أن تنفجر بها وأخيرا إستسلم للنوم لكنه نوم قلق داعبته فيه أحلام كثيرة تدور كلها حول منى .... صديقة عمره وتوأم روحه

..........................................................................................................

نظر أمجد فى ساعته ليجدها السادسة صباحا قفز ليلتقط التليفون ويصطحبه لغرفته ويطلب رقم منى لتجيبه بعد رنة واحدة

  • صباح الخير يا قردة
  • صباح الخير يا كلب البحر بتتصل بيا بدرى كده ليه
  • وإنتى إيه اللى مصحيكى بدرى
  • ملكش دعوة أهو صحيت وخلاص
  • هتفطرينى النهاردة ولا أشوف حد يفطرنى
  • وإنت ليك غيرى يا لاجئ
  • طب هستناكى الساعة 7 فى البرجولة..... متتأخريش .... وحشتينى يا حيوانة
  • وانت كمان يا حمار وحشتنى ووحشتنى غتاتة أهلك
وينطلق أمجد ليرتدى ملابسه ولأول مرة فى حياته يدقق فى إختيارها ويفتح زجاجة العطر التى أهدتها له منى فى عيد ميلاده السابق ليغرق نفسه بها ويخرج ليجد أمه وأبيه وإخوته فى إستعدادهم الأخيرللنزول ليحيى أباه ويقبل يده وتنظر له أمه بتعجب وإعجاب

  • إنت رايح معاد مهم ولا إيه يا أمجد ؟
  • لأ يا ماما هافطر مع منى فى السطوح ورايح الكلية على طول
  • أمال متشيك ومتبرفن .... مش عادتك يعنى
  • عادى يا ماما .... مفيهاش حاجة لما الواحد يحافظ على مظهره بين زمايله
  • ماشى يا حبيبى .... صبحلى على منى
  • يوصل يا ماما
فنظرت الأم للأب وابتسمت إبتسامة فهم الأب معناها فها هو أمجد يحاول إستعادة منى التى يظن أنه فقدها

انطلق أمجد صاعدا قبل نصف ساعة كاملة من موعده مع منى وأعاد الكرسيين والترابيزة للبرجولة وجلس يراقب الباب فى إنتظار وصولها بينما هبطت الأم والأب السلم سويا بعد أن إقتربت الساعة من السابعة ليقابلا منى صاعدة تحمل صينية الإفطار وبعد أن يتبادلا معها التحية تشير الأم بعينها للأب

  • إسبقنى إنت يا أبو أمجد علشان العربية زمانها مستنياك .... هاقول كلمتين لمنى واروح عالمدرسة
وبمجرد إختفاء الأب تطبع أم أمجد قبلتين على خد منى

  • الواد خلاص هيموت عليكى ... خفى النهاردة بقى جرعة التقل شوية ولو كلمك فى موضوع الخطوبة قوليله إنك مش حاسة إنه بيحبك كفاية
  • حاضر يا ماما ... مش عارفة من غيرك كنت هاعمل إيه
  • وانا ليا غيرك يا بت ؟ ياللا إطلعى متتأخريش عليه
وتكمل منى صعودها لتجد أمجد منتظرها عند الباب ليحمل عنها ما تحمله ويسير خلفها بخطوة واحدة حتى يصلوا البرجولة ليضع الصينية ويسحب لها كرسيها ويقف خلفها قليلا يستجمع أنفاسه وهو لا يرفع عيناه عنها

  • أمجد
  • نعم
  • عينك هتخرم ضهرى ... بتبص على إيه يا سافل
ويرتبك أمجد فتلك الفتاة لا تتوقف عن قراءة أفكاره حتى دون أن تنظر لعينيه

  • إنتى عارفة بابص على إيه متستعبطيش
  • طب تعالى أقعد وبلاش قلة أدب ... إنت من ساعة ما دخلت الكلية وعينك بقت بتروح على حاجات غريبة مكانتش بتلفت نظرك قبل كده
  • كنت اعمى ... ومكنتيش حلوة كدة
  • مالك يالا فيه إيه ؟ إيه المحن اللى جد عليك فجأة كده .... تعالى إترزع قدامى هنا وإفطر
  • ماهو برضه فيه حاجات هابص عليها لما أقعد قدامك
  • إنت بتتعلم فيا المعاكسة ولا إيه ؟ ده كلام يتقال برضه لبنت يا باشمهندس ؟
  • ماهو إنتى مش بنت
  • ولما أنا مش بنت عينيك هتخرج على إيه ؟
ويتحرك أمجد ليجلس فى مقابلها وعينيه لا تبتعد عن وجهها

  • عايز أسألك سؤال يا منى وجاوبينى عليه
  • عارفاه .... وهاجاوبك عليه .... عايز تعرف أنا مرضتش نتخطب ليه ؟.... علشان مش حاسة إنك بتحبنى كفاية علشان نتجوز يا أمجد .... أنا لسة لغاية من يومين كنت فاكرة إنى باحب واحد غيرك وطلع ندل ... مش هوافق أدخل علاقة تانية غير لما أكون متأكدة إن مشاعر اللى هارتبط بيه زى مشاعرى وأكتر.... مش عايزة بعد ما ارتبط بيك تعايرنى بعلاقتى بممدوح إللى إنت نفسك عارف إن أكترحاجة حصلت بينى وبينه إنه حط إيده مرة على كتفى ... لازم أتاكد إن حبك ليا أقوى من إنك تجرحنى بكلمة فى يوم من الأيام ... مش هانكر يا أمجد إنى باحبك من ساعة ما كنا عيال صغيرين لكن ماكتشفتش إنى باحبك بالشكل ده غير لما اتحطيت فى موقف عرفت فيه قيمتك ... كنت باتمنى إنك تمنعنى من دخول علاقة زى اللى دخلتها حتى لو ضربتنى ... ساعتها كنت هاعرف إنك بتحبنى وكنت هافضل مستنياك ولو حتى 100 سنة ...قولى إنت عملت إيه كده علشان تحمينى من ممدوح ؟ أقولك أنا ... فضلت تقولى إنه ندل وميستاهلنيش...مهانش عليك حتى تقولى إنك بتحبنى ... إنت كل اللى عملته إنك كنت واقف تتفرج عليا وبتحذرنى من بعيد وكأنك ميهمكش اضيع منك .... تقدر تقولى لو مكانش ممدوح طلع ندل كنت هابقى فين كمان شهور؟ أقولك أنا ... كنت هابقى متجوزة واحد فاكرة إنى باحبه وبانام كل يوم معاه وأنا بافكر فيك إنت لأنى باحبك وانت بتحبنى ... عارف كنت هابقى إيه يا أمجد ؟ كنت هابقى زوجة خاينة ...أيوه يا أمجد كنت هاكون ست بتخون جوزها على الأقل بمشاعرها ودى خيانة أكبر من الخيانة الجنسية ... فهمت أنا رفضت خطوبتك ليه ؟ رفضت خطوبتك وانا بحبك وانت بتحبنى وانا عارفة إنك بتحبنى ....وامى وامك عارفين أنك بتحبنى ... وابوك وابويا عارفين إنك بتحبنى ....ولو سألت أى واحد ماشى فى الشارع هيقولك إنك بتحبنى لكن إنت خفت تواجه نفسك يا أمجد وتعترف إنك بتحبنى .... عارف ليه ؟ لإنك خايف إن شخصية المصارع المقاتل اللى كونتها لنفسك وحبست نفسك جواها تتهز لو إعترفت لنفسك إنك بتحبنى ... علشان كل ده يا أمجد أنا رفضت خطوبتك .... رفضت خطوبتك لإنك كنت أضعف من إنك تعترف لنفسك بإنك بتحبنى !!!!
كانت الكلمات تنطلق من فمها وكأنها رصاصات تستقر فى قلب أمجد أنهتها ثم انهارت باكية

لم تكن تلك الكلمات التى نطق بها لسانها قد أعدتها مسبقا أو حتى تعلم بأن معانيها تقطن صدرها

كان كل تفكيرها عندما بدأت فى الحديث أن الأمر مجرد خطة تستكملها لإستدراج أمجد ليصرح بحبه لها لكنها وجدت نفسها فى لحظات تكشف له مدى ضعفه فى حماية حبه وكأن مافى صدرها بركان غضب إنفجر بمجرد أن خُدِشت قشرته

كانت قشرة رقيقة بمثل رقة صاحبتها

أما أمجد فقد أكتشف الآن مدى ضعفه ... إكتشف أنه كان يمثل دور اللا مبالى ليدارى ضعفه وقلة حيلته ... أكتشف الآن والآن فقط أنه شخص مغرور يمتلئ جوفه هواء بينما تلك الرقيقة أقوى منه

إكتشف أن تلك الجميلة أقوى منه بحبها وقدرتها على مواجهة نفسها

لقد أدرك الآن فقط أنه يحبها وأنه أيضا قد خذلها لم يدر ماذا يفعل غير أن يمسك بكفيها الرقيقان المرتعشان من فرط الإنفعال ليطبع على كل كف قبلة وضع فيها كل إحساسه بالأسف ورغبته فى الإعتذار

رفعت منى عينيها الباكيتان لوجه أمجد تراقب تأثير كلماتها وتسأله جواب عن ما طرحته عليه فى لحظات إنفعالها

لم يجد أمجد فى قاموسه كلمات تناسب الموقف و لم يدر كيف يتصرف غير أنه أقترب من منى وضم رأسها لصدره ورفع رأسه للأعلى يخفى عنها دموعه التى سالت من عينيه تأثرا مما سمعه منها وأسفا على خذلانها كان يظن أن ممدوح هو الشخص الذى جرحها لكنه أكتشف أنه هو سبب جرحها

لم يدر أى منهما كم من الوقت مضى وهم على تلك الحال لكن بعد أن هدأت منى قليلا رفعت راسها عن صدره

  • أنا آسفة يا أمجد مكانش قصدى أقول كل الكلام ده
  • أنا اللى آسف يا منى ... مكنتش أعرف إنى خذلتك بالشكل ده .... سامحينى
  • طب إفطر علشان تلحق كليتك
  • كلية إيه بقى ؟ النهاردة مش هاروح كلية ولا هاسيبك لوحدك .... أنا هاغيب عنك ربع ساعة بس وارجعلك.... إنزلى إعملى كوبايتين شاى تانيين بدل إللى تلجوا دول على ما أرجع ... وصحى أمك قوليلها إنك رايحة الكلية ..... النهاردة هاعمل حاجة معملتهاش قبل كده وكان لازم اعملها من زمان
  • هتعمل إيه يا عبيط أنتا
  • هنزوغ من المدرسة ونتفسح سوا
  • مدرسة ؟
  • آه مدرسة ... كان لازم نعملها من زمان بس أنا كنت غبى وهاعملها بعد ما دخلنا الكلية يا قردة
فأشرقت إبتسامتها رائعة بين دموعها وكأنها شمس تشرق بين الغيوم

  • إنت إتجننت يا أمجد ..... حقيقى إنتا إتجننت
  • وفيه واحد تكون فى حياته قردة زيك ويفضل عاقل
  • بجد يا أمجد .... بتتكلم جد
  • آه وأمسحى الدموع اللى فى عنيكى دى .... طبعا مفيش معاكى منديل وهتاخدى المنديل اللى معايا ... إنزلى دلوقتى يا بت قولى لأمك إنك رايحة الكلية واعملى لنا كوبايتين الشاى علشان نفطر قبل ما ننزل .... مفيش معايا فلوس أفطرك
ومد لها يده بمنديله وأنطلق يقفز درجات السلم بينما هى تنظر له بتعجب وحب حقيقى وقد عادت إبتسامتها تملأ وجهها من جديد

عاد أمجد بعد ربع ساعة بالضبط ليجد منى فى إنتظاره وتقدم منها واضعا يديه خلف ظهره

  • عملتى الشاى
  • آه عملته وقلت لماما إنى رايحة الكلية
  • هتروحى الكلية وإنتى حاطة مكياج يا قليلة الأدب
  • أمسحه ؟
  • أوعى .... طول مانتى معايا تعملى اللى إنتى عايزاه .... بس غير كده لأ
  • حاضر يا أمجودى
  • إيه؟ أمجودى ؟ بقولك إيه ... أنا لسة خارج من المدرسة العسكرية أول إمبارح والدلع ده هيبوظ أخلاقى
  • يعنى بلاش أدلعك ؟
  • يا بت قولتلك وإنتى معايا تعملى اللى عايزاه وتقولى اللى عايزاه
وأخرج يده من خلف ظهره ليقدم لها وردة حمراء قانية فيحمر وجهها خجلا وتمد يدها لتتناولها بحب وتضمها لصدرها

  • جبت ورد منين عالصبح كده
  • سرقتها
  • سرقتها ؟ يعنى أول مرة تجبلى وردة تبقى سارقها
  • أعمل إيه ؟ مافيش حد بتاع ورد فاتح الساعة دى ولازم أجيبلك وردة .... سرقتها من جنينة المتحف اللى فى الميدان
  • تصدق طول عمرى فاكراك عاقل ... طلعت مجنون رسمى
  • كرهت العقل اللى كان هيضيعك مِنى يا مٌنى وانا مش ممكن أخليكى تضيعى منى
وجلسا يتناولا إفطارهما سويا دون أن يرفع أحدهما عينيه عن ألآخر وبين الحين والآخر ينطلقا سويا فى ضحك طويل .... أى عاقل يراهم وقتها قد يظن أنهما لم ينطقا بكلمة لكن الحقيقة أنهما لم يتوقفا ولو للحظة عن الكلام

لكن بلغتهم الخاصة التى لا يفهمها غيرهم​

..............................................................................................

كانت ام أمجد عائدة من عملها عندما لمحت أمجد ومنى يدلفان من باب العمارة فأبطأت من خطواتها حتى لا يرونها لتراقبهم وهم يصعدون السلم ويد أمجد تتسلل لتمسك بكف الرقيقة منى وتتركهم ليستمتعوا بلحظتهم قليلا قبل أن تفتعل جلبة تنبههم ليترك أمجد كف منى سريعا وسط رقص قلب أم أمجد فرحا بنجاح خطتها

  • إيه ؟ قابلتوا بعض فين ؟
  • كنت باخلص شوية ورق فى الجامعة ولقيت منى خلصت قلت تروَح معايا ومتركبش المواصلات لوحدها
  • طيب يلا بينا نطلع .... شيل عنى الخضار يا أمجد ... عايزاكى يا منى تعالى معايا
ويفسح أمجد الطريق لتسبقه أمه تصطحب منى فى يدها حتى يدخلوا من باب الشقة

  • دخل الحاجة فى المطبخ يا أمجد وخش أوضتك .... هتكلم مع منى فى موضوع


وتنفرد أم أمجد بمنى فى غرفة النوم وتغلق عليهما الباب

  • إحكيلى .... قابلتيه فين ؟
  • مش قالك فى الجامعة يا ماما
  • يا بت ؟ هتضحكى عليا ؟ وهو برضه لو كان قابلك فى الجامعة بالفستان ده والكحل اللى فى عنيكى كنتوا هترجعوا منسجمين والفرحة بتنط من عنيكى كده ؟ ده كان زمانه طين عيشتك وسود يومك
  • بصراحة يا ماما .... إحنا مروحناش الجامعة النهاردة إحنا الإتنين .... زوغنا من المدرسة وخرجنا إتفسحنا سوا
  • مدرسة إيه يا بت اللى زوغتوا منها ؟ إنتى إتهبلتى ؟
  • هو قالى إن إحنا كان لازم نزوغ من المدرسة من زمان ونخرج سوا وانا طاوعته
  • طاوعتيه ؟ طب قوليلى ....... قالك إنه بيحبك ولا لأ
  • يووووووه ده قال وقال وقال هو مقالهاش بلسانه ... بس قالها بعنيه وبتصرفاته وكل حاجة عملها النهاردة
  • وعمل إيه النهاردة ؟
  • جابلى وردة وركبنى الأتوبيس النهرى ومشانى على النيل ومسابش إيدى من إيده غير على أول الشارع ..... امجد ده طلع رومانسى و حنين أوى يا ماما ... أكتر من محمود ياسين
إحتضنت أم أمجد يومها منى كثيرا سعيدة لسعادتها وللسعادة التى رأتها على وجهها والحب الذى تتحدث به عن أمجد ونظرت لهذا الوجه الجميل بحب وتمنت أن تكتمل فرحتها وفرحة إبنها وإبنتها ....أو التى أصبحت إبنتها

  • إيه ده يا بت ؟ مش حاطة روج ليه ؟
  • مانا كنت حاطة يا ماما بس إتمسح
  • ومين اللى مسحه يا روح ماما ؟
  • لأ يا ماما متخليش مخك يروح لبعيد .... امجد مؤدب ومش ممكن يبوسنى فى الشارع
  • أمال ممكن يبوسك فين يا عين ماما ؟ إيه اللى مسح الروج يا بت .... إنطقىٍ
  • إتمسح واحنا بناكل أكيد
  • إنتوا إتغدتيوا برا ؟
  • لو كان معاه فلوس كان عزمنى عالغدا .... بس هو أكلنى ترمس و درة وحمص الشام وشربنى عصير قصب .... أجمل يوم فى حياتى النهاردة يا ماما ... من غيرك مكانش ممكن يعمل اللى عمله النهاردة
وخرجت منى وأم امجد من غرفة النوم وتركتها مع أمجد فى غرفته لكنها ولأول مرة لم تغلق عليهما الباب .... فما رأته بينهما من مشاعر ملتهبة اليوم لا ينبغى معه تركهما منفردين وراء باب مغلق

....................................................................................................

قبل السادسة صباحا كان أمجد مستيقظا بعد ليلة قضى فيها نوما هادئا طويلا بعد ليال أربعة لم ينم فيها كثيرا إما لإنشغال باله أو لمغامراته الليلية مع أم منى ..... تلك الليلة التى سبقها نهاراً رائعاً قضى معظمه مع حبيبة عمره الرقيقة منى ومعظم ليله حالماً بها خطيبة وزوجة وكان نهارا مفصليا فى حياته حينما كشفت له حبيبته عن أكبر نقاط ضعفه

فى الأصل يوم الخميس بكليته مخصص للدروس العملية ولا يوجد بجدوله محاضرات عامة ولما لم تكن الدروس العملية قد بدأت بعد فى الأسبوع الأول من الدراسة فلن يذهب لكليته ويمنى نفسه بقضاء أطول وقت بصحبة تلك الرقيقة التى تخفى تحت غطاء رقتها قوة لم يكن يمتلكها وقتها

بمجرد إفاقته تماما تسلل للتليفون وأصطحبه لغرفته وطلب منى التى أجابت بعد رنة واحدة وكأنها كانت تنتظره وهى بالفعل كانت تنتظره

  • صباح الخير يا قردة .... كنت خايف تكونى لسة نايمة
  • صباح الخير يا أمجودى .... وحشتنى
  • يادى النيلة عالرقة اللى عالصبح .... خايف يا بت آخد على الدلع ده
  • يا حبيبى خد على الدلع زى مانت عايز ..... هافضل ادلعك بقية عمرى
  • كمان حبيبى .... لا كده كتير عليا .... هتفطرينى النهاردة ولا أنزل أدور على عربية فول أفطر عليها
  • عربية فول ؟ أنا باجهز للفطار النهاردة من قبل ما أنام ... النهاردة أول يوم هافطر فيه بعد ما إتأكدت أنى حبيبتك
  • يا بت بلاش الرقة دى مش واخد انا على كده
  • طيب .... سبنى بقى علشان ألحق اعمل الفطار وأغير هدومى
  • برضه قميص النوم المقفول أبو كمام
  • توء توء ..... لابسة بيجامتك وكنت نايمة على مخدتك
  • طب إقفلى بقى قبل ما يغمى عليا من الرقة دى ... هستناكى الساعة 7 متتأخريش
  • حاضر .... سلام يا ..... أمجو..دى
لليوم الثانى يدقق أمجد فى إختيار ملابسه ويخرج زجاجة عطره ويتأكد من نعومة ذقنه ويتسلل خارجا ليعود بعد ربع ساعة لتدخل عليه أمه بعد دقائق

  • صباح الخير يا أمجد
  • صباح الخير يا ماما
  • لابس ومتشيك النهاردة كمان .... رايح الجامعة ولا وراك مشوار
  • معنديش محاضرات النهاردة يا ماما ..... هافطر مع منى
  • أها ... والوردة الحلوة اللى عالمكتب دى لمنى ؟
فيحنى رأسه فى خجل لتستكمل الأم حديثها

  • بص يا أمجد ... أنا أسعد واحدة فى الدنيا بشكل علاقتكم الجديدة دى ... بس عايزاك تاخد بالك إن منى بنت رقيقة وجميلة وعيون الناس كلها ستات قبل رجالة عليها ... علشان كده لازم تاخد بالك منها ومتعملش أى حاجة ممكن تأثر فى يوم على سمعتها
  • مش فاهم قصدك إيه يا ماما
  • يعنى مثلا مينفعش الناس يشوفوكوا رايحين جايين مع بعض أو مثلا حد من الجيران يشوفكوا عالسلم وانت ماسك إيدها زى ما شوفتكوا إمبارح ... متنساش إن لسة مافيش حاجة رسمى بينكم وبين بعض
  • مش إنتوا طلبتوها من أمها ؟
  • وإنت رفضت وهى رفضت وأبوها معندوش خبر ... لو بتحبها صحيح لازم تاخد خطوة رسمى
  • طيب أعمل إيه ؟
  • الرجولة بتقول إنك تاخد ابوك وتروحوا تطلبوها من ابوها وتحددوا معاد خطوبة
  • خلاص هاروح اكلم بابا دلوقتى ونروح بكرة نقابل أبوها
  • يابنى إنت مجنون ؟ حاجة زى دى لازم تقعد مع ابوك وتعتذرله عن الكلام اللى قولته امبارح وتقنعه إنك غيرت رأيك ... النهاردة أقعد مع ابوك وشوفوا هتعملوا إيه وانا هانزل لأمها النهاردة أكلمها تانى
  • مش عارف من غيرك كنت هاعمل إيه يا ماما ... يخليكى ليا وماتحرمش منك ابداً
  • النهاردة إفطروا مع بعض براحتكوا ... بس دى آخر مرة لإن الناس ممكن يشوفوكوا عالسطح مع بعض ... إصبروا شوية لغاية ما نعلن خطوبتكم وبعدين لو عايزين تفطروا مع بعض كل يوم براحتكم ... وحسك عينك تنزلوا الشقة هنا وأنا مش موجودة ... مش عايزين الناس تتكلم علينا
  • زى ما حضرتك شايفة يا ماما
شعر أمجد يومها وهو يتناول إفطاره بأنه أجمل طعام تناوله فى حياته ... فقد أعدته الرقيقة منى وخلطته بحبها ومشاعرها ورقتها اللا محدودة التى تحيطها دائما وتزيد جمالها جمالا وأخبرها بما دار بينه وبين أمه ورغم حزنها لأنها ستحرم من إفطارها اليومى بصحبة أمجد إلا أنها سعدت بخبر قرب إعلان خطوبتها لأمجد التى أصبحت بالنسبة لها حلمها القريب

مر اليوم وعادت أم أمجد من العمل وانفردت كالعادة بمنى وحينما عاد الأب حاول أمجد أن يفاتحه لكنه إستمهله لبعد الغداء وانفرد به فى الصالون

  • بابا .... أنا عايزك تخطبلى منى
  • نعم ؟ أخطبلك منى ؟ يا بنى مش إمبارح بس عرضت عليك نفس الموضوع وانت رفضت ؟ إيه الجديد اللى حصل فى أقل من 24 ساعة غير رأيك
  • فوقت لنفسى يا بابا ... مش ممكن أسيب منى تضيع منى
  • عرفت قيمتها يا أمجد ؟
  • لأ ... عرفت إنى كنت حمار زى ما حضرتك قلت يا بابا
  • طيب وإيه المطلوب دلوقتى
  • بعد إذن حضرتك نروح نطلبها من أبوها
  • يابنى مش لما هى توافق الأول
  • هتوافق ... ماما هتنزلهم النهاردة وهتسألها تانى وهى هتوافق
  • يعنى إتكلمتوا مع بعض وهى وافقت؟
  • أيوه يا بابا هى وافقت ... ياريت حضرتك نروح بكرة بورسعيد نطلبها من أبوها
  • يا بنى هو سلق بيض ؟ نطب عالراجل فجأة كده ؟ لازم نتصل بيه ونحدد معاه معاد علشان نلاقيه ... إفرض روحنا ولقيناه مش موجود أو مشغول ؟
  • طيب ننزل نروح السنترال دلوقتى نتصل بيه ونروح له بكرة
  • يابنى مينفعش ... أنا هاتصل بيه يوم السبت من المصنع ونروحله الجمعة الجاية
  • لسة هستنى للجمعة الجاية يا بابا؟
  • يابنى إنت هتجننى ... إمبارح عايز تستنى 7 سنين والنهاردة مش قادر تصبر 7 أيام ده إيه الجنان ده .... قلت لك الجمعة الجاية يبقى الجمعة الجاية ... إتفضل سيبنى بقى عايز أقعد مع نفسى شوية أرتب هنعمل إيه
وترك أمجد اباه بعد أن إستأذنه فى ذهابه للمقهى ليقابل بعض الأصدقاء وأعطاه الأب الإذن فشكره وقبل يده وانصرف

......................................................................................................

أتى المساء وكمعظم ايام الخميس عندما يحل الظلام توافدت سيارات فارهة تملأ فراغات الشارع بأصدقاء ممدوح مدعوين لحفلة يقيمها بشقته إنتهت بعد منتصف الليل إلا أنها لم تنته بهدوء حيث تسبب إصطدام ثابت صبى المقهى وهو ينطلق بدراجته الهوائية لشراء بعض الأغراض للمقهى بإحدى سيارات المدعوين لتنشب مشاجرة عنيفة بين ثابت وصاحب السيارة إنضم إليها رواد المقهى وبعض شباب الشارع فى جانب وباقى مدعوى الحفلة فى جانب أخر

إستمرت المشاجرة لدقائق أنهاها صوت سارينة سيارة البوليس فاختفى جميع أطراف المشاجرة فى دقائق ليعود للشارع هدوءه

مر يوم الجمعة والسبت وأمجد ومنى يهيمان فى حالة حبهما و سمحت لهم أم أمجد بالبقاء منفردين بحجرته وإغلاق الباب عليهما بعد أن نبهتهم أنها ستكون دائما خلف الباب حتى لا يتجاوزا وهم بالفعل لم يدر بذهنهم أن يتجاوزا .... فأقصى أمانيهم يومها هو أن يبقوا متشابكى الأصابع لأطول وقت

إتصل أمجد بمنى يوم الأحد بمجرد عودته وكانت هى متجهزة لتلك المقابلة اليومية تحت إشراف الأم فصعدت إليه فورا لتتشابك أصابعهما فور إغلاق الباب ويتحادثا همساً حتى لا تسمع أمه الواقفة بالتأكيد خلف الباب

  • وحشتينى يا قردة .... عندى خبر بعشرتلاف جنيه ... مشكلتنا إتحلت ... إتصلى بالحيوان ممدوح وخليه يقابلك فى الكلية بكرة الساعة 10
  • إتحلت إزاى يا أمجد ؟
ليخرج لها أمجد مظروف كبيركالذى تحفظ فيه النقود

  • إيه ده يا أمجد ؟ وجبت الفلوس دى كلها منين ؟
  • فلوس إيه يا بت اللى جبتها ؟ أنا لاقى آكل
  • أمال إيه اللى فى الظرف ده ؟ أوعى تكون فلوس مزورة ؟
  • يا بت فلوس مزورة إيه وبتنجان إيه .... هو احنا فى فيلم عربى ... دى حاجة أغلى من الفلوس .... دى صور للمحروس
  • بجد ؟ طب فرجنى
  • يا بت عيب .... دى صور فيها قلة أدب ميصحش تشوفيها .... وبعدين إفرضى أمى دخلت علينا واحنا بنشوف قلة أدب هتقول علينا إيه
وبالفعل فتحت الأم الباب عندما طال همسهما ولم تسمعهما يتكلمان

  • عايزين حاجة يا ولاد ؟ أعملكوا شاى؟
  • أهو .... شفتى .... مش قلتلك .... جهاز مخابرات قاعد معايا فى البيت .... شكرا يا ماما .... كنا بنتفق هاقول لأبوها إيه لما أقابله .... إطمنى مش هنعمل أى حاجة قليلة الأدب
  • بلاش سفالة يا أمجد قدام البنت
  • حاضر يا ماما .... خمس دقايق نخلص كلام وهاسيبهالك تستجوبيها براحتك
وتخرج الأم وتغلق الباب خلفها ليلتقط أمجد سماعة التليفون ويطلب رقم ممدوح ويناولها السماعة وهو يضع يده على ميكروفونها

  • متطوليش معاه ... قابلنى بكرة الساعة 10 فى كافيتريا الكلية جبت لك اللى طلبته وبس متقوليش حرف زيادة
  • ماشى
وبالفعل تنفذ منى ما طلبه منه حبيبها وفارسها لتخرج منى بعدها لتجالس الأم التى حاولت معرفة ما كان يدور من حوار بينها وبين أمجد لتجاوبها برد افحمها

  • ميصحش الواحدة تقول اللى بينها وبين راجلها يا ماما .... مش إنتى قولتيلى كده
  • ماشى يا بنت ريرى ... بس برافو عليكى يا بت ... مش هاقدر اقولك حاجة غلبتينى
بمجرد دخول منى من باب كافيتيريا الكلية فوجئت بأربعة شبان لم يسبق لها رؤيتهم يهرعون ناحية أمجد لتلتقى أذرعهم و أكفهم معه فى سلام حار وغريب ويتحلقون حول أمجد ومنى وينطلق الشباب بصوت عالى

  • نورت الكلية يا قومندان ... كان المفروض نعلق البيارق بس هنا ميعرفوش الأصول
  • عاملين إيه يا وحوش ... أعرفكم بخطيبتى منى .... زميلتكم ... فى سنة أولى زيكم ... ودول بقى رفعت ، أحمد ، طايل ، أيمن أصدقائى وزمايلى فى المدرسة ونعتبر أنا وهما من ضمن الفاشلين اللى مدخلوش حربية
  • يا قومندان إنت غير... إنت مدخلتش بمزاجك .... إحنا سقطنا طبى
  • فيه مكان تنكلم فيه ولا هنا تمام
  • نتكلم بره أحسن يا قومندان
  • واتجه الخمسة يحيطون بمنى للخارج حيث توقف الركب عند أحد أحواض العشب حيث تحلقوا واندست منى بينهم تحاول فهم ما يقولون لكنها فشلت ..... إنهم يتحدثون العربية بكل تأكيد ومخارج أفاظهم محددة وسليمة لكنها لم تفهم معظم كلماتهم وعندما جلسوا جلست معهم لكنها لم تستطع أن تجلس نفس جلستهم رغم أنها ترتدى بنطلون متسع فأمجد امرها أن تذهب دائما لكليتها ببنطلون متسع لتخفى ساقيها
جلست تتأمل الخمسة ... من يراهم يجزم بأنهم أخوة رغم إختلاف أحجامهم وملامحهم فلهم نفس البشرة السمراء ويرتدون جميعا قمصان متسعة يدخلونها فى البنطلون وبنطلوناتهم مكوية واسعة عكس الموضة السائدة وخط كى البنطلون المستقيم من أول الحزام وحتى نهاية الساق بدون أى خلل ونفس الأحذية السوداء الملمعة بعناية إنهم جنود ضلوا طريقهم فوجدوا أنفسهم وسط الحياة المدنية ولم يستطيعوا بعد التأقلم معها

لم تفهم منى معظم ما يقولون لكن عندما فتح أحدهم كشكوله وأخذ يرسم بعض الخطوط والدوائر فهمت أنهم ينصبون كمينا ما لشخص خمنت أنه ممدوح و بعد ما إنتهوا من نقاشهم الذى لم تفهم منه شيئا تحدث أحدهم

  • بينا بقى نعمل الواجب يا قومندان
واتجهوا للكافيتريا حيث جلس أمجد واثنين من زملائه معها بينما ذهب الباقيان وعادوا يحملون 6 أكواب من الشاى ولم تستوعب منى كيف أستطاع شخصان حمل 6 أكواب ساخنة بايديهم العارية دون أن تنسكب منهم نقطة شاى

إستمتعت منى بتلك الجلسة التى فهمت فيها سر مناداتهم لأمجد بكلمة قومندان وبأنه كان قائدهم طوال مدة دراستهم وضحكت طويلا عندما شرع أحدهم فى إفاهمها سبب منادتهم له بقومندان فشرحها بلفظة حكمدار فهى لم تفهم الأولى ولا الثانية

فهمت منى وقتها سبب عدم وجود أصدقاء من حيهم لأمجد .... فأين سيجد مثل هؤلاء الذين تراهم الآن ليصادقهم

شعرت منى بالأمان التام بوجود أمجد بجوارها ومعه مثل هؤلاء الأربعة فمعهم لن يجروء شخص أن يحاول جرحها ولو بكلمة

وفجأة نظر الخمسة لساعاتهم وانسحب الأصدقاء الأربعة ليختفوا فى ثانية وتبقى مع أمجد ويطل ممدوح من باب الكافيتريا بوجهه الذى بدا لها فى تلك اللحظة كريها رغم وسامته يحمل فى يده حقيبة مستندات صغيرة ليتجه ناحيتها ويقف بينها وبين أمجد

  • جبتى الفلوس يا .....
يبدو أنه كان سينطق بلفظة ما لكن نظرة من أمجد الذى تبدل وجهه فجأة من الطيبة الشديدة التى تبدو عليه إلى قسوة شديدة بدت على ملامحه أوقفت الكلمة فى حلقه ليغير من لهجته

  • جبتى الفلوس يا منى ؟
فيظهر له أمجد طرف الظرف الذى يحمله وعندما مد يده ناحية المظروف مد أمجد يده ليمنعه فسحب يده على الفور فهو لم ينس بعد أثر قبضة أمجد على ذراعه عندما قابلته به لتعرفه عليه

  • إنت اتجننت يا ممدوح ؟ هتعد مبلغ زى ده هنا ؟ تعالى نشوف حتة مدارية أديك فلوسك و تدينى الحاجة اللى معاك
  • ماشى .... كل الكلية تحت أمرك
  • طب ياللا بينا ندور على مكان أمان .... إستنى إنتى هنا يا منى لغاية ما ارجع لك
لم تستطع منى صبرا فتبعتهم تراقبهم من بعيد وممدوح يسير وراء أمجد كأنه منوم مغناطيسيا ودخلوا لمبنى الكلية وساروا فى ممراتها وهى تتبعهم إلى أن وصلوا أمام إحدى القاعات فلاحظت وقوف أصدقاء أمجد الأربعة أمام بابها وكأنهم طلبة يتناقشون وعندما مر أمجد وخلفه ممدوح بينهم فوجئت باثنين منهم يرفعون ممدوح بسهولة عن الأرض رغم ضخامته ليدخلونه إلى القاعة و بالأثنين الآخرين يغلقون الباب ويقفون أمامه وفوجئت بأمجد يلتفت خلفه لينظر مباشرة فى عينيها نظرة أرعبتها وجعلتها تعود بسرعة للكافيتريا قبل أن يدخل القاعة خلف من كانوا يحملون ممدوح

فوجئ ممدوح بنفسه داخل القاعة جالسا على كرسى يبدو أنه وضع خصيصا له بينما يقف صديقى أمجد يحيطاه من الجانبين ضاغطين على أكتافه حتى أنه عندما حاول الوقوف لم يستطع وكأنه مقيد بهذا الكرسى

وقف أمجد بعيدا عن ممدوح بأمتار ينظر له نظرة شديدة القسوة حتى أنه خاف منها وتكلم وهو يضع نظره بعيدا

  • إنت فاكر إن الحاجة فى الشنطة ...... طول عمرك غلبان
  • لا ياروح أمك أنا عارف إن الحاجة فى البيت .... بس هادفعلك تمنها وتجيبهالى
  • كده إنت بتفهم .... هات الفلوس واجيبلك الحاجة
  • أنا قلت فلوس ؟ أنا مقلتش فلوس
  • مش بتقول إنك هتدينى تمنها ؟ رجعت فى كلامك بسرعة ؟ على كل حال اللبوة متلزمنيش أنا خدت منها كل اللى عايزه وهاخد من ابوها الفلوس
توقع ممدوح أنه بهذه الجملة سيثير غضب أمجد ويتشفى منه لكنه وجد أمجد ينظر إليه بهدوء شديد ويتوجه نحوه بخطوات بطيئة وهو يمرر سبابته على شاربه وكأن الوحشان اللذان يثبتانه يعرفون ما سيحدث فرفعا عنه أيديهما وأبتعدا قليلا وقبل أن يحاول الوقوف فوجئ بصفعة دوى صوتها فى أذنه لأيام وتركت علاماتها على وجهه لأسابيع

  • إنت فاكر كده هاديك الحاجة .... إضرب للصبح فى الآخر هتسيبنى والحاجة كده أو كده مش معايا وبدال الألفين هيبقوا اربعة
  • مقولت لك مش هتاخد فلوس .... أنا هديك تمنها ومقولتش فلوس
  • أمال تمنها إيه يا شحات
ففتح أمجد المظروف وأخرج منه مجموعة من الصور ناولها لممدوح الذى همد تماما وبات كأنه لا يستطيع التنفس وهو ينظرللصور صورة بعد أخرى بينما أمجد يتحدث إليه دون أن ينظر ناحيته

  • لما انت كده .... بتجرى ورا البنات ليه ؟ إنت بتتناك إنت حر فى طيزك .... لكن كمان بتجيب البنات لأصحابك ينيكوهم معاك .... يعنى خول ومعرص فى وقت واحد .... اللى انا فهمته من الصور دى إن حفلاتك مافيهاش بنات وإن كلهم يا إما خولات زيك بيتناكوا يا إما خولات تانية بينيكوهم ... وكمان بتتصوروا وانتوا كده .... إيه يا خول بتوثقوا اللحظة الوسخة يعنى ؟ لأ وجايبين مصوراتى محترف وبتتصوروا صور بالألوان ....... مش فاهم إيه الممتع فى كده ؟
  • إنت جبت الصور دى منين ؟ هى شنطة المصوراتى اللى اتسرقت فى الخناقة إنت اللى سرقتها ؟
  • وانا حرامى زى أبوك يا عرص .... سرقها واحد ابن حلال خد الكاميرا لنفسه وحمض الافلام وطبعها وجابلى الصور والنيجاتيف
وحاول ممدوح أن يبدو متماسكا ويفسح لنفسه مجالا للتفاوض بعد أنه وضعه أمجد فى وضع لا يحسد عليه

  • وهتعمل إيه بالصور يعنى ؟ هتوديها لأبويا ؟
  • لا يا عين ابوك .... اكيد ابوك خول ومعرص زيك ومش هيزعل ..... أنا هدىّ نسخة للواد ثابت رويتر فى القهوة .... وهوزع نسخة فى النادى .... والشباب معاك فى الكلية هيوزعولهم نسختين تلاتة .... دول اصحابى ومش هبخل عليهم طبعا ....وكفاية عليك الواد ثابت .... ده حتى الراجل اللى بيجبلك الحشيش هيعرف انك بتتناك وهياخد نيكة فوق تمن الحشيش كل مرة .... ده لو رضى يبيعلك تانى أصلا بعد ما يعرف إنك خول ... ماهو تجار الحشيش مبيرضوش يبيعوا للخولات اللى زيك ... بيخافوا يتشبهوا بعيد عنك
وهنا انهارت قدرة ممدوح على التفاوض تماما وأصبح مستعدا لسماع ما يطلبه أمجد

  • خلاص يا أمجد إنت كسبت ..... هاجيبلك الصور والجوابات وتدينى الأفلام والنسخ اللى طبعتها
  • أنا قلت إنى هديك حاجة قصاد الصور والجوابات ؟ أنا قلت كده يا رفعت ؟ أنا قلت كده يا طايل ؟
  • محصلش يا قومندان إنت مقولتش هتديه حاجة
  • شوفت ؟ مقولتش هاديك حاجة
  • مش قلت هتدينى تمن الحاجة اللى عندى
  • تمن الحاجة اللى عندك إن الصور والنيجاتيف يفضلوا معايا محدش يشوفهم غيرى .... وغير الشباب الحلوين دول ... علشان تفضل عينك مكسورة فى الكلية قدامهم ... بس للأسف مش هاقدر اوريهم لمنى علشان محبش أنها تشوف أشكال وسخة زى دى... متهيألى فهمت ... وعلى فكرة خطوبتى على ستك منى الإسبوع الجاى ...طبعا مش هاقدر اعزمك علشان مش هاعزم خولات على فرحى ... بس إياك تفكر تضايقها بأى شكل ولو شوفتها ماشية فى الشارع تتنيل تستخبى فى أى مصيبة علشان عينها متقعش عليك ... مفهوم ؟
  • مفهوم ... وإيه المطلوب منى ؟
  • الساعة دلوقتى حداشر ونص المسافة من هنا لبيتكم عشر دقايق بالعربية الساعة 12 تكون فى الكافيتريا ومعاك الصور والنيجاتيف و الجوابات ..... آه كنت هنسى .... وشنطتها مش ناقصة قشاية ... هتلاقى ستك منى هناك تديها الحاجة وانت موطى راسك زى الكلب وتعتذر لها لغاية ما تقبل إعتذارك وتخرج من الكافيتريا ... ولو لقيتها يوم فى الكافيتريا وانت قاعد تاخد بعضك وتخرج .... بسرعة إلحق وقتك وإدعى إن ميكونش كاوتش عربيتك نايم زى ما لقيته النهاردة الصبح بسرعة إلحق وقتك
.......................................................................................................

طال الوقت على منى وهى جالسة وحدها فى إنتظار عودة فارسها وأصدقائه الأربعة وكادت تذهب للقاعة التى رأت أمجد يدخلها لكنها كلما تذكرت نظرته إليها تصرف هذا الخاطر عن رأسها حتى رأت أخيرا أمجد وأصدقائه أمام باب الكافيتريا يتجهون إليها وسط ضحكاتهم العالية ومزاحاتهم الخشنة وورأت المظروف الذى كان يحمله معه صباحا فى يده كما كان فلم تعد تدرى هل نجح أمجد فى إستخلاص أشيائها من ممدوح أم فشل ولم تعد تطق صبرا

  • طمنى يا أمجد إيه اللى حصل
  • حصل خير يا منى .... نص ساعة وهتكون الحاجة معاكى ... متقلقيش
  • هى الحاجة مكانتش معاه ؟
  • لأ طبعا ... كان عامل حسابه ياخد الفلوس ويفضل كل شوية يبتزك
  • إبن الكاااالب
  • عيب يا منى .... إحنا مبنقولش الشتايم دى ..... بصى بقى .... ممدوح هيجيى يديكى الحاجة ويعتذرلك ومش هتشوفى وشه تانى ... عايزك تاخدى حقك منه وانتى حاطة رجل على رجل ... وتتأكدى إن حاجتك مش ناقصة حاجة .... إنتى عارفة عددهم
  • 3 جوابات و 5 صور
  • تمام ..... إتأكدى منهم وتممى على شنطتك وتقوليله يغور فى داهية من وشك
وانطلقت موجة من المزاح والضحك بصوت مرتفع قطعه أيمن بإشارة برأسه لمدخل الكافيتريا ليقفز الشباب الخمسة واقفين ويشير أمجد لمنى بالوقوف ليدير كرسيها ليصبح ظهرها للترابيزة ويشير إليها بالجلوس لتجلس جلستها الأنيقة فى لحظة وصول ممدوح ليطأطئ رأسه ويتفدم من منى يمد يده إليها بشنطتها وفوقها بعض الأظرف المفتوحة والصور والنيجاتيف ويتحلق أمجد واصدقائه فى حلقة واسعة وياخذ أمجد مكانه مواجها لمنى وينطق ممدوح أخيرا بصوت خافت

  • أنا آسف يا منى ... انا طلعت ندل معاكى
وتنظر منى لأمجد لتعرف كيف تتصرف فيشير لها أمجد على خده فتميل راسها لليسار متعجبة فيهز لها رأسه علامة الإيجاب فتهوى بكفها الرقيق بكل ما إستطاعته من قوة على وجه ممدوح فى صفعة سمعها كل الموجودين ليدير لها ممدوح ظهره ويخرج فورا من الكافيتريا بينما يرفع أيمن صوته الجهورى

  • حصل خير يا جماعة ... كان سوء تفاهم وراح لحاله
.........................................................................................................

عادت الأم من عملها لتجد باب غرفة أمجد مفتوحاً وأمجد ممدد على فراشه بملابسه التى رأته بها صباحا عاقدا ذراعيه خلف رأسه

  • مساء الخير يا أمجد .... إنت رجعت بدرى ليه ؟
  • أنا مروحتش الكلية النهاردة يا ماما ... كان عندى مشوار مهم باخلصه
  • طيب يا حبيبى ... تحب أعملك حاجة تاكلها ؟
  • شكرا يا ماما
وقام أمجد واقفا على ساقيه ليتجه لأمه ويمسك بيدها ليقبلها

  • أنا مش عارف أشكرك إزاى يا أمى
  • تشكرنى على إيه يا بنى
  • لإنى متأكد إن إنتى اللى رجعتيلى منى وفوقتينى مع إنى معرفش إنتى عملتى إيه بالظبط
  • إنت ومنى ولادى يا أمجد ... خد بالك منها لإن البنت دى جوهرة مفيش منها إتنين
  • عارف .... ممكن أطلع مع منى فوق شوية وبعدين ننزل نقعد هنا
  • ماشى يا أمجد .... هاستناكم
ويتصل فورا بمنى ويطلب منها مفابلته بالسطح مصطحبة ما أخذته من ممدوح لتجده حين تصعد جالسا بالجانب البعيد من السطح وأمامه دلو معدنى وزجاجة عرفت منه أنها بنزين

مدت يدها لأمجد بما تحمله فأشار لها برأسه لتسقطها فى الدلو

  • مش عايز تشوفهم تعرف انا كاتبة فيهم إيه
  • لأ مش عايز
ويسكب البنزين فوق الخطابات والصور ويشعل فيها النار ويصطحب منى لتجلس مع أمه تلقنها دروس الحياة كما اعتادت كل يوم

الجزء السادس



مقدمة

أرهقنى الباشا فى كتابة قصته

أحيانا تسترسل ذكرياته فيظل ساعات مسترسلا فى الحكى .... وأحيانا يضن بهذا الحكى نهارا كاملا ليوقظنى بعد منتصف الليل لأكتب ما يمليه من ذكرياته

أحبه غالبا وأكرهه أحيانا ... فى هذا الجزء بالذات وفى نهايته أحسست بكرهٍ شديد له ولشخصيته قد يكون هذا الكره لأنى أعرف الشخصيات الحقيقية التى يحكى عنها وقد يكون كرهى لما ترسخ عنه فى أذهان الكثيرين و ذهنى بأنه تلك الشخصية المثالية التى تضع حدوداً لعلاقاتها

فى هذا الجزء أصر الباشا على شرح بعض تقاليد التقدم للخطبة فى الثمانينيات حيث كانت الأبواب لا تزال مفتوحة بين الجيران ولابد من إشهار الخطبة بين المحيطين

كانت زجاجات الكوكاكولا هى المشروب الرسمى للحفلات البسيطة وكانت العروس يجب أن تصنع القهوة بيدها لتقدمها لخطيبها وأمه وأبيه وكانت تلك القهوة بمثابة إختبار قبولها من أم العريس

كان سماع موافقة البنت على الخطيب أمام أهله تقليد بسيط لكن جميل

كانت تقاليد بسيطة لكنها جميلة لا أدرى هل لا زالت موجودة أم زالت مثل الكثير من التقاليد

ولنعد الآن إلى قصتنا التى يمليها علىّ الباشا

...................................................................................​

إصطحب أمجد حبيبته الرقيقة لشقتهم بعدما أحرق ذكرياتها الكريهة مع ممدوح وأحرق معها إحدى نقاط ضعفه لتستقبلهم الأم وترتمى منى فى حضنها كالعادة لتستجوبها الأم كالعادة أيضا ويتجه أمجد لغرفته الصغيرة ويستلقى مفكرا فى أحداث تلك الأيام القصيرة فى الزمن الكبيرة فى حياته فهو لأول مرة يقوم بعمل يشعر بالفخر بإنجازه

فهو رغم ميدالياته وبطولاته لم يشعر يوما بأنه أنجز شئ يستحق الفخر حتى أن كل ميدالياته إلا واحدة محفوظة فى صندوق يكاد يكون مهملا فوق دولابه لا يفتح إلا كل عدة أشهر لتضاف له ميدالية جديدة

قفز لذهنه أول ميدالية فاز بها وكيف تسلمها بشعورعادى و شعور فرحته عندما رأى الفرحة تقفز من عينى منى بعدما هرع إليها فى شقتها ليخبرها بفوزه ... تلك الفرحة التى دفعته لإهدائها تلك الميدالية لتبقى دائما أمامها

يومها رفض بشدة أن يصطحبها أبيه وأمه معهما لمشاهدته يلعب بحجة أنها صغيرة ولن تستمتع بالمشاهدة بينما هوالآن يعرف أنه كان يخشى أن تراه يُهزم

تلك الميدالية الأولى التى يعتبرها كل رياضى أغلى ما يملك معلقة الآن فوق مراية غرفة منى تعتنى بها عكس باقى ميدالياته المدفونة فى ذلك الصندوق

عرف الآن أنه كان يفوز بسببها فهو لم يخسر جولة واحدة حضرَتها وكان يُهزم فقط عند غيابها

عرف الآن أن تلك الرقيقة بضعفها هى سر قوته وأنه كاد يفقدها فقط بسبب خوفه من إعترافه لنفسه بأنه يحبها

.....................................................................................................

بينما كان أمجد مشغولا فى الإعتراف لنفسه بحبه لمنى كانت منى تستكين فى حضن أمه تسمع منها وتحكى لها

  • إيه يا بت ؟ السعادة اللى بتنط من عنيكم إنتوا الإتنين دى ليه ؟
  • إيه يا ماما ؟ مش إتنين لسة مخطوبين ؟ لازم كده يكون فيه كده شوية سعادة
  • لا يا روح ماما .... اللى شايفاه ده مش محن مخطوبين جديد .... دى فرحة إتنين كان عندهم بلوة وخلصوا منها
  • متخافيش يا ماما .... مافيش بلوة ولا حاجة .... واحد فى الكلية كان بيضايقنى وأمجد جه رباه
  • يا لهوى .... أمجد إتخانق فى الجامعة ؟
  • يا ماما أمجد مبيتخانقش ... أمجد بيعرف يربى اللى قدامه من غير حتى ما يعلى صوته ... تقريبا كده بيخافوا من شنبه
ولم تستطع الأم كتمان صوت ضحكها من التعبير الذى عبرت به منى عن تقديرها لشئ ما فعله لها أمجد .... كانت تشعر بأن ما حدث شيئا أكبر من البساطة التى تحكي بها منى لكنها أطمأنت الآن بأن أمجد عرف قيمة الجوهرة التى بات قلبها بين يديه

  • ماما ..... أنا باحب أمجد قوى
  • وهو كمان بيحبك قوى يا بنتى
  • طب ليه ماقليش باحبك لغاية دلوقتى .... بيقولها بعنيه وتصرفاته بس مبينطقهاش بلسانه
  • هيقولها .... بس أمجد زى ابوه بالظبط ... كلمة مش سهل يقولوها بلسانهم .... بيحبوا إن اللى قدامهم تحس بيها من غير ما يقولوها .... ولعلمك بقى دول الرجالة اللى تثقى فى حبهم ليكى ... الكلمة دى لو إتقالت بسهولة تتنسى بنفس السهولة
  • أنا ممكن أقول لأمجد يحضنى النهاردة يا ماما .... حاسة إنى عايزة أحضنه من غير ما اعيط
  • قوليله .... بس باقولك إيه .... حضن بس ... إنتى عارفة .... هبقى واقفة ورا الباب
  • هو حضن بس ياماما .... متخافيش
ويقطع حديثهم وصول أبو أمجد من عمله

  • إزيك يا أم أمجد .... إزيك يا مرات إبنى .... حظه حلو الواد أمجد ده
ويسمع أمجد من رقدته صوت أبيه ليقطع الطريق من غرفته للصالة فى قفزة واحدة

  • ها يابابا .... كلمته
  • يابنى قول مساء الخير الأول ..... آه ياسيدى كلمته ومستنينا يوم الجمعة .... أبوكى ده غلبنى يا منى .... باتصل بيه من يوم السبت وهو يا فى المينا يا فى البنك يا فى السوق بيجيب بضاعة .... بس لقيته النهاردة
  • يعنى وافق خلاص يا بابا؟
  • وافق على إيه يا أمجد ؟ هو معندوش فكرة إحنا رايحينله ليه أصلا
  • وليه يا بابا مقلتلوش بس
  • يابنى إنت هتفضل حمار كده طول عمرك ... فيه حد يطلب إيد بنت من أبوها فى التليفون ... أنا مش فاهم بنت زى القمر دى بتحبك على إيه ... قومى يا أم أمجد حضريلنا الغدا ... واتصلى بأم منى تطلع تتغدى معانا .... نتكلم معاها شوية نشوف هنعمل إيه
  • دقايق يا أبو أمجد ويكون الغدا جاهز .... تعالى معايا يا منى نحضّر الغدا .... إتصل بحماتك يا أمجد خليها تطلع
كان أمجد يتمنى لو تترك له أمه منى قليلا فهو يشتاق بالفعل للإنفراد بها وأوحشه تشابك أصابعهما

تجمعت العائلة الصغيرة التى بدأت تكبر بإنضمام منى ووجودها شبه الدائم بينهم فقد أصبحت أم أمجد بالنسبة لها الأم الصديقة التى تحكى لها ما لاتستطيع حكيه لأمها الحقيقية "ريرى" التى جلست بينهم شاردة الذهن تتنازعها رغبتها فى إسعاد إبنتها وأمجد من جهة وفقدها لمن يشبع شبقها من جهة

بداخلها كانت تعلم أن أمجد هو الوحيد القادر على منح إبنتها السعادة لكنها كانت تطمح أن يمهلها القدر قليلا لمتعتها مع هذا الشاب الذى تعلم أنه سيرفض أن يجرح الرقيقة منى بالإستمرار فى مثل تلك العلاقة مع أمها

وانتهى الغداء واجتمع الكبار ومعهم أمجد ومنى للتناقش حول ما سيتم قريبا

  • هو إنتى مبلغتيش ابو منى بأن امجد إتقدملها يا أم منى
  • إتصلت بيه 3 مرات ومفيش مرة لقيته ... والشقة هناك لسة مفيهاش تليفون
  • طب حاولى تبلغيه قبل ما نروح .... يصح برضه الراجل يحضر نفسه لموضوع زى كده
  • الصبح هاروح السنترال أحاول تانى ... يمكن ألاقيه
  • لو ملقيتهوش سيبيله خبر يتصل بيكى .... لازم يسمع الخبر منك الأول
  • هاحاول ..... صحيح يا منى النهاردة بنات كتير من اصحابك إتصلوا كانوا عايزينك مش عارفة فى إيه
  • بكرة هاقابلهم فى الجامعة أكيد .... تلاقي بس فضولهم مجننهم لما عرفوا إنى أتخطبت من غير ما أقولهم
  • وإنتى قولتيلهم إنك إتخطبتى ؟ يابت مش كنتى إستنيتى لما تلبسوا دبل أو حتى نقرا فاتحتكم ....العين وحشة
  • أصلهم شافوا أمجد معايا فى الكلية وطبعا قلتلهم ده خطيبى .... ماهو مش هاسيب واحدة منهم تحط عينها عليه طبعا يا ماما
  • وإنت ايه اللى وداك كليتها يا أمجد ... دى كليتك بعيد عن الجامعة كلها
  • كان لازم أروح لها يا بابا .... ماهو أنا كمان مش عايز حد من زمايلها أو المعيدين اللى سنهم قريب من سنها يحط عينه عليها
  • أنا سمعت الكلام ده من مين قبل كده يا أمجد .... فكرنى كده
وانطلق الأب والأم فى موجة ضحك بينما ابتسم أمجد فى خجل وأحنى رأسه بينما تنظر منى لعينيه فى حب

كانت منى تتكلم وهى تنظر فى عينى أمجد وكأنها تستقى منه كلماتها فهم لم يحسبوا حساب النميمة عما حدث صباحاً على مرأى من جميع رواد الكافيتريا وبالتأكيد فإن الصفعة التى نالها ممدوح دوى صداها فى جميع قاعات الكلية إن لم يكن فى جميع أنحاء الجامعة

إبتسمت أم أمجد فهى اكثر من يعلم بشأن قدرة إبنها وحبيبته على التحدث سويا وسط أى تجمع دون أن يفتح أحدهما فمه وأدركت أن الهم الذى أنزاح من قلب العاشِقين كان أخطر مما صرحت به منى لكنها كانت سعيدة فهاهى إبنتها الروحية تبرهن على أنها تحفظ مابينها وبين رجلها كما علمتها وأنها ستشهد بالتأكيد بيت عاشقين كبيتها

إستأذن أمجد من أبيه للإنفراد بمنى قليلا فإذن له بينما نظرت الأم لمنى نظرة فهمتها فقامت واحتضنتها وهمست فى أذنها

  • ماتخافيش يا ماما .... هو حضن بس
و تبعت أمجد لغرفته وتشابكت أصابعهما .... فتشابك أصابع العاشقين متعة لايعرفها سوى من وقع فى الحب

  • مش مصدقة يا أمجد .... حاسة إنى باحلم
  • إحلمى يا منى ... إحلمى وانا احقق أحلامك
  • إنت جبت الصور اللى هددت بيها ممدوح منين ؟
  • ثابت القهوجى .... عمل الخناقة وسرقوا شنطة المصوراتى وجابولى الأفلام .... كنت متأكد إن الصور فيها حاجة أضغط بيها على ممدوح لقيت فيها اللى يخليه يختفى من حياتك باقى عمره
  • مش هتورينى الصور دى ؟
  • مينفعش يا بت .... فيها حاجات ميصحش بنت تشوفها
  • هيكون فيها إيه يعنى ؟ ماهو أكيد متصور مع بنات
  • لأ مش مع بنات ... بصى هى صورة واحدة اللى ممكن تشوفيها الباقى مينفعش
  • طب ورينى
ويخرج أمجد المظروف الذى أخفاه وسط مكتبته ليلتقط منه صورة يضعها أمام عينى منى التى تنظر لها

  • إيه ده ؟ هو ممدوح ليه أخت ؟
  • لا مالوش يا هبلة ... ده ممدوح بشحمه ولحمه
  • ممدوح لابس مينى جيب وحاطط مكياج ؟ يا نهار إسود .... أنا كنت ماشية مع بنت زيى
  • برضه مفهمتيش يا هبلة ؟ ممدوح من بره راجل و من جوة ست ... فهمتى ؟
  • لأ مفهمتش
  • ولا هتفهمى ... سيبك من ممدوح وانسى سيرته ... مبسوطة ؟
  • مبسوطة دى مش كفاية يا أمجد ... إكتشفت إن إنت حلم عمرى من ساعة ما إتولدت وكنت هتضيع منى ... أمجد ... ممكن تحضنى
ليفتح لها ممدوح ذراعيه فتلقى بنفسها عليه وتلف ذراعيها حول رقبته فيضمها وهى تضع راسها على صدره

  • أمجد ... باحبك
  • وانا كمان يا منى
  • وانت كمان إيه ؟ .... إنطق
لم يجب ممدوح عن سؤالها لكنه شدد من ضمها لصدره فاستكانت مستمتعة . وربما لأول تشعر بشهوة جنسية وهى فى حضنه وترتفع درجة حرارة جسدها و تتسارع أنفاسها وهى تشعر بزبر أمجد وقد إنتصب أسفل ملابسه يضغط اسفل بطنها فتشب على أطراف أصابعها ويصبح إنتصابه ضاغطا الآن على كسها وتمنت أن تكون الآن ترتدى بيجامته وليس فستانها

يقطع حضنهما طرقات خفيفة على الباب وصوت أم أمجد يأتيهم من الخارج

  • أمجد بابا عايزك .... وانتى كمان يا منى مامتك عايزة تاخدك معاها وهى نازلة
أفلتها أمجد من بين ذراعيه لتقف على قدميها تلتقط أنفاسها بعمق محاولة تهدئة نفسها بينما يجيب أمجد أمه

  • حاضر يا ماما جايين
تخرج منى من الباب بينما أنتظر أمجد قليلا ليدارى إنتصابه لتقابلها أم امجد خلف الباب

  • يا ماما كنتى صبرتى دقيقة واحدة كان هيقولى باحبك
  • باحبك ؟ وانتى وشك احمروطالع منه صهد كده علشان كان هيقولك باحبك ؟ هتستعبطى يا بت ؟ إجرى يا بت انزلى مع امك وبلاش مياصة
وصلت منى وامها لشقتهم وكل منهما تريد الإنفراد بنفسها ... وكان أمجد سبب تلك الرغبة وإن إختلفت أسبابها ... فمنى تريد الإحتفاظ بأثر حضنها لأمجد بينما أمها تريد التفكير فى كيف ستكون علاقتها فى المستقبل معه ... فقد مر على لقائها الأخير معه إسبوع وشهوتها مشتعلة لا تجده معها ليطفئها وهو لم يحاول حتى الإتصال بها إلا لدعوتها للقاء أمه وابيه وكانت تتخيل إبنتها بين ذراعيه تستمتع بدفء لمساته حينما ينفرد بها . تلك اللمسات التى تعرفها جيدا وتعرف أنها قادرة على إمتاع أى أنثى ... وكيف لا تعرفها وهى من علمتها له

وجدت ريرى نفسها تندفع لغرفة إبنتها وقد أوعز لها جنونها أن تخبرها بعدم موافقتها على تلك الزيجة واقتحمت على منى غرفتها لتجدها جالسة على فراشها وقد إحتضنت وسادة أمجد وأراحت رأسها عليها مرتدية بيجامته وبمجرد أن شعرت بها منى رفعت لها عينيها وبها نظرة حالمة

  • فيه حاجة يا ماما
  • لا يا حبيبتى بس نسيت أقولك تصبحى على خير
  • طيب ممكن تقعدى جنبى شوية وتاخدينى فى حضنك
فجلست إلى جانبها ووضعت ذراعها حولها لتضع منى راسها على صدرها

  • أنا أكتشفت يا ماما إن أنا باحب أمجد قوى .... خايفة السعادة اللى انا فيها متدومش
  • لو بيحبك زى ما بتحبيه هتدوم يا بنتى
  • أمجد بيحبنى أكتر من ما أنا باحبه ... بيعمل المستحيل علشانى
و تجد أم منى دموعها تنسال غزيرة حتى أن منى شعرت بها فرفعت رأسها إليها

  • إنتى بتعيطى يا ماما ... فيه إيه
  • مش عارفة هاعيش إزاى لما تبعدى عنى يا منى
  • يا ماما لسة بدرى ... حتى لما نتجوز هتعيشى معانا .... أنا مقدرش اعيش بعيد عنك
  • طب نامى يا حبيبتى ... تصبحى على خير
واندفعت ريرى لحجرتها تغالب دموعها حتى أغلقت عليها الباب وخرجت منها آهة طويلة أتبعها بكاء شديد وهى تنظر للفراش الذى كتيراً ما شهدها تتقلب فى أحضان أمجد فهل آن الوقت لتتخلى عن الوحيد الذى يطفئ نار شبقها

...........................................................................................................​

كعادته بمجرد إستيقاظه جرى أمجد للتليفون ليتصل بمنى

  • صباح الخير يا قردة
  • صباح الخير يا حبيبى
  • يا بت قلت لك مش متعود انا على الرقة دى ... خدت على زفارة لسانك
  • لأ يا حبيبى خد عالرقة .... بعد كده مافيش زفارة لسان ... مش هينفع أخبى حبى ليك تانى عن نفسى ومش هاعرف اقولك اى كلمة وحشة
  • يخربيت الرقة اللى بتتكلمى بيها ....باقولك ...قابلينى عالسلم كمان ساعة ... عايز اشوفك قبل ما تروحى الجامعة
وبلتقى العاشقان أمام باب منى ويهبطا السلم سويا ولا يحاول أمجد أن يلامس حتى كف منى كما أوصته أمه ولم يتلامسا إلا للسلام

  • بصى .... أنا قلت لماما تسحب 200 جنيه من الدفتر بتاعى وتاخدك وتشتروا دبلة تكتبى عليها إسمى وتشتروا لى أنا دبلة فضة ... أنا سبت الخاتم بتاعى لماما النهاردة علشان تعرفوا المقاس ... كنت عايز اروح معاكوا بس أمى قالتلى مينفعش .... ماعرفش ليه
  • إيه ده ؟ مش هتستنى لما تكلموا ابويا ؟
  • يا بت هاكلم ابوكى يوم الجمعة ونقرا الفاتحة والبسك الدبلة .... مش هتروحى الكلية الأسبوع الجاى غير ودبلتى فأيدك
  • وهتعملها ازاى دى ؟
  • هاعملها .... باى شكل هاعملها ... معدتش هاخد وقت فى التفكير أو اتردد تانى خلاص
  • دا إنتا اتغيرت خالص
  • متغيرتش ولا إتهببت ... كنت جبان وباضحك على روحى بحجة إنى عاقل بس خلاص
وكانوا وصلوا لمدخل العمارة فافترقا كل فى طريقه لكليته ولدهشته لم يقابل أمجد سميرة على المحطة كالعادة لكنه لم يعر الأمر إهتماما فذهنه مشغول الآن عنها

.........................................................................................................​

وصلت منى لكليتها ولأول مرة ستحضرمحاضرة عامة ... هى متهيبة ولا تدرى كيف سيكون تصرفها لو قابلت ممدوح أو حاول أحد أصدقائه مضايقتها لكنها وجدت صديقاتها واقفات أمام باب المدرج وكأنهن ينتظرنها وبمجرد ظهورها إلتففن حولها يطرحن أسألة كثيرة عما سمعن أنه حدث بالأمس بينها وبين ممدوح فصمتت لا تدرى كيف تجيبهن وانقذتها اقرب صديقاتها

  • تعالى يا منى نقعد فى الكافيتريا .... لسة بدرى على ما تبدأ المحاضرة ... البنات هيحجزوا لنا مكان
وانفردت الصديقة بمنى فالفضول يقتلها لمعرفة حقيقة ما سمعوه عن صفعها لممدوح وعدم رده عليها أو حتى إعتراضه

  • إيه يا بت يا منى اللى سمعناه ده ؟ صحيح إنتى ضربتى ممدوح بالقلم فى وسط الكافيتريا امبارح ... الكلية كلها ملهاش سيرة غير الموضوع ده ... ده حتى بنت من سنة رابعة جت تسأل عليكى مش عارفة ليه
  • أه صحيح ضربته بالقلم
  • وعمل إيه خلاكى تضربيه بالقلم ؟ دا إنتو كنتوا الأسبوع اللى فات لسة زى السمن عالعسل ... مش كنتى بتقولى يا بت إنه بيحبك وإنتى بتحبيه
  • كنت فاكرة كده ... بس طلع أوسخ بنى آدم شوفته فى حياتى
  • ليه عمل ايه ؟
  • حاول يغتصبنى هو وصاحبه ولما هربت منه هددنى بالجوابات اللى كنت بابعتهاله والصور اللى اتصورتها معاه
  • يا نهار إسود ... إنتى بتتكلمى جد ؟ وعملتى إيه ؟
  • أنا معملتش حاجة .... أنا قلت لأمجد وهو اتصرف ... خد منه الحاجة وخلاه يعتذر لى وقالى أضربه بالقلم
  • أمجد مين ده يا بت ؟ أمجد جاركم ؟
  • أمجد حبيبى وخطيبى
  • نعم ؟ يا بت إنتى ماشية تحبى على روحك ؟ كنتى بتحبى واحد الإسبوع اللى فات وبتحبى واحد تانى الأسبوع ده ؟ وبعدين مش أمجد ده اللى كنت عمالة أحلفلك إن إنتى بتحبيه وهو بيحبك تقوليلى بنحب بعض زى الإخوات ؟ فجأة كده حبيتوا بعض ومبقيتوش إخوات؟
  • كنت مبشوفش يا صفاء ... كنت طول عمرى باحبه ومحستش غير لما شوفت حنيته وخوفه عليا .... أمجد ده يا بت حاجة كده ... مش لاقيلها وصف .... عارفة عمرى ما حسيت بالأمان إلا فى وجوده ... الحاجة الكويسة الوحيدة اللى الزفت ممدوح عملها فى حياته أنه عرفنى أنا باحب أمجد أد إيه
  • حنيته ؟ يا بت مش كنتى بتقولى عليه جلف مبيعرفش يتعامل مع البنات وإنه بيعتبرك واحد صاحبه
  • كنت حمارة ومبفهمش ... ده أرق و أحن وأجمل جنتلمان فى الدنيا ... احسن من رشدى أباظة وعمر الشريف
  • يخربيتك ... أول مرة اشوفك بالحالة دى يا بت يا منى .... كل ده فى الإسبوع اللى مجيتيش فيه الكلية ؟
  • ده أحلى إسبوع فى حياتى ... أول مرة اعرف أمجد أد إيه راجل .... عارفة يعنى إيه راجل؟
  • أنا مستغربة بصراحة اللى بتقوليه ده .... بس إزاى ضربتى ممدوح بالقلم وسكت كده ... ده محدش فى الكلية بيقدر يفتح بوقه معاه
  • وهو كان يقدر يفتح بوقه فى وجود أمجد ؟ ده بيترعب من إسمه
  • بيقولوا إن اللى كان معاكى خمس شبان شبه بعض .... هو أمجد كان معاه أخواته
  • إخواته إيه ؟ أمجد إخواته لسة صغيرين .... إللى كانوا معاه دول اصحابه ... زمايلنا هنا معانا فى سنة أولى
  • بس بيقولوا شبه بعض كلهم
  • لا شبه بعض ولا حاجة ... بس هما مختلفين عن باقى اللى معانا فى شكلهم ولبسهم
  • يعنى ضربوا ممدوح ولا عملوا إيه بالظبط
  • معرفش عملوا إيه .... هما خدوه ومشيوا ولما رجعوا لقيت ممدوح جاب الحاجة اللى عنده واعتذرلى وأمجد قالى أضربه بالقلم
  • شوقتينى أشوف أمجد ده
  • هتشوفيه أكيد لما نعمل الخطوبة .... رايح يوم الجمعة بورسعيد يتفق مع بابا
  • طب ياللا بينا بقى أحسن اصحاب ممدوح داخلين الكافيتريا ... مش هنعرف نعمل معاهم حاجة لو قلوا أدبهم علينا وسى أمجد بتاعك مش موجود
وبالفعل دخل للكافيتريا أربعة شبان ليأخذوا مجلسهم بالترابيزة المجاورة لمنى وصديقتها وقبل أن تتحرك منى وصديقتها تجد أصدقاء أمجد الأربعة يحيطونها وصديقتها

  • صباح الخير يا آنسة منى
  • صباح الخير كنا لسة فى سيرتكم .... دى صفاء صاحبتى .... ودول رفعت ، ايمن ، طايل ، أحمد زمايلنا وأصحاب أمجد ... تعالوا أقعدوا معانا شوية لسة بدرى عالمحاضرة
  • لأ إحنا هنقعد عالترابيزة اللى جنبكوا دى عايزين نراجع شوية
وفوجئت منى وصديقتها بالأصدقاء الأربعة يتجهون للترابيزة الجالس عليها أصدقاء أمجد ويطلبون منهم المغادرة بحجة أنهم يحتاجون تلك الترابيزة بالذات للجلوس وتوقعت منى وصديقتها أن هناك معركة ستدور لكنها فوجئت بأصدقاء ممدوح يغادرون بعد أن نظروا نظرة واحدة لوجوه هؤلاء الوحوش الأربعة التى تبدلت ملامح وجوههم فجأة من الطيبة الشديدة للقسوة الشديدة فغادروا فى هدوء دون حتى أن يحاولوا الإعتراض

  • ياللا بينا يا آنسة منى علشان نلحق المحاضرة
وقامت منى وصديقتها وساروا يتبعهم اصدقاء أمجد وبمجرد وصولهم المدرج فوجئت منى بإختفاءهم ولم تعثر عليهم عيناها وسط حشد الطلاب فعدد أفراد دفعتهم وقتها تجاوز الألف طالب بكثير

  • بت يا منى هم راحوا فين ؟
  • ماعرفش
  • طب هما اصلا جم منين ؟
  • معرفش برضه يا صفاء
  • هو أمجد شبه دول كده ؟
  • لأ ... أمجد كان القومندان بتاعهم فى المدرسة شكله لما بيقلب بيبقى أفظع من كده
  • إيه يا ختى ؟ قومندان ؟ يعنى إيه قومندان ؟
  • يعنى حكمدار
  • لا يا شيخة ؟ ويعنى إيه برضه حكمدار؟
  • معرفش .... هما قالوا لى إن قومندان يعنى حكمدار وخلاص .... هبقى اسأل أمجد يعنى إيه واقولك
  • طيب يا ختى ... وبتحبى أمجد ده ازاى ... ده أنا كنت خايفة أبص ورايا وهم ماشيين معانا
  • يا بت هما كده .... شكلهم الطبيعى طيب أوى بس لما بيقلبوا وشهم بيبقوا كده ... اخرسى بقى المحاضرة هتبدأ
وبدأت المحاضرة وانتهت وتلتها محاضرتين ومنى تشعر بأصدقاء أمجد دائما حولها لكنها لا تراهم إلا لو حاول أحدهم مضايقتها أو حتى التقرب منها فتجدهم حولها لا تعرف من أين جاءوا ولا أين اختفوا لكنها تشعر دائما أن هناك من يحميها وظلت طوال يومها تتمتم لنفسها " مش عارفة من غيرك كنت هاعمل إيه يا أ مجد .... يخليك ليا ويديم عليا نعمة حبك "

وبنهاية اليوم كانت صديقاتها أطلقن عليها وعلى حراسها إسم " منى وعفاريتها الأربعة "

أنهت منى يومها الذى يعتبر يومها الجامعى الأول الذى تحضره وعادت لمنزلها فرحة فاليوم ستشترى دبلة تحمل إسم أمجد تزين بها إصبعها بعد أيام لتقابلها أمها بحضن طويل

  • وحشتينى يامنى ... أم أمجد قالتلى إنها عايزانا ننزل النهاردة نشترى الدٍبْل ... مش كنتى إستنيتى موافقة أبوكى
  • هيوافق يا ماما ... متقلقيش ... طالما أمجد قال إنه هيوافق يبقى هيوافق
  • زى ما تحبى يا حبيبتى
  • طيب غيرى هدومك بقى زمانها مستنيانا ... وبلاش نظرة الزعل اللى فى عنيكى دى يا ماما ... قلتلك مش هابعد عنك حتى لما نتجوز
  • حاضر يا حبيبتى
  • طيب ياللا غيرى هدومك بقى زمان أم أمجد مستنيانا
وتتقابل منى وأمها مع أم أمجد ليذهبوا للصائغ القريب ... فلا داعى للذهاب لحى الصاغة فهى فقط دبلة ذهبية وأخرى فضية لا غير لكن منى كان يدفعها فضولها لمعرفة سبب رفض أم أمجد وجود أمجد معهم فأجابتها

  • علشان لو ابوكى لوعرف إن أمجد إشترالك الدبلة قبل موافقته ممكن يزعل لكن لما يعرف إن الستات هما اللى نزلوا اشتروها علشان فرحانين بيكوا مش هيقول حاجة
وعاد ركب السيدات للمنزل لتعرضن على أمجد وابوه ما اشترين والفرحة تقفز من عينى منى بعد أن أصرت أم أمجد أن تشترى لها خاتم صغير بما تبقى من المائتى جنيه ترتديه فوق الدبلة

إنفرد أمجد بمنى أخيرا فى غرفته وتشابكت أصابعهما كالعادة

  • هاطير من الفرحة يا أمجد
  • إفرحى وطيرى واعملى كل اللى عايزاه
  • ماما قالتلى إنك رفضت إنها هى وعم حسن يدفعوا تمن الدبلة وصممت إنها تسحب فلوسها من دفترك
  • ماهو مينفعش أول وردة أجيبهالك أكون سارقها وفلوس دبلة خطوبتك أكون سالفها
  • صحيح يا أمجد ... فيه بنت من سنة رابعة قابلتنى النهاردة وطلبت منى طلب ومعرفتش ارد عليها
  • بنت إيه ؟ وطلب إيه ؟
  • هى قالت لى إن ممدوح قواد وإنه بيتعرف على البنات ويمسك عليهم حاجات يبتزهم بيها ويخليهم بعد كده يناموا مع رجالة وياخد فلوس على كده
  • كمان ؟ أنا كنت شاكك فى كده
  • وهى طلبت مِنى أساعدها إنها تخلص من إبتزاز ممدوح ليها ... أنا قلتلها إنى هأسألك بس موعدتش إنك تساعدها .... بس علشان خاطرى يا حبيبى حاول تساعدها ... البنت صعبت عليا قوى .... جميلة وشكلها بنت ناس
  • يا بت قلت لك بلاش تتكلمى بالرقة دى .... مش هاعرف ارفض لك طلب ... على كل حال قابليها برفعت وهو هيتصرف
  • وانا هاقابلها برفعت إزاى وانا معرفش هو وباقى اصحابك بيختفوا فين وبيطلعوا منين ... البنات النهاردة سموهم عفاريت منى
  • هههههههههههههه ... خلاص هاتصل بيه النهاردة و اخليه يقابلك قبل المحاضرة بكرة
تلك المرة كان أمجد هو الذى يتوق لإحتضان منى فاحتضنها وكأنه يختطفها من على الأرض لكن بمجرد أن إستقرت بين ذراعيه أوقفته طرقات أمه على الباب

  • أمجد .... منى جاية تعبانة من الكلية ولازم تنزل تنام
  • حاضر يا ماما
وخرجت منى لتحتضن أمه وتهمس فى أذنها

  • كنتى سيبتبنا دقيقة كمان .... أول مرة يحضنى من غير ما أطلب
  • بس يا بت بلاش مياصة ... بكرة تشبعوا أحضان
ومر يومان على أمجد كأنهما دهر لا يتحرك ... كان يتعجل الوقت لمقابلة أبو منى حتى انه ايقظ اباه قبل الفجر بساعة للذهاب لموعد هو الأهم فى حياته

  • يابنى لسة بدرى .... الطريق بياخد 3 ساعات يعنى لو نزلنا من هنا الساعة 7 هنوصل قبل ما الراجل يوصل محله
  • معلش يا بابا ... نوصل بدرى أحسن ما نتأخرعليه
وبالفعل وصلا قبل وصول أبو منى لمحله ورحب بهما الرجل وهو يراهما منتظرين أمام المحل قبل حتى أن يفتح أبوابه ..... وبعد أن قدم لهما واجب ضيافتهما ولأنه مشغول دائما بعمله فإنه كان متعجل ليقضى لهما حاجتهما ... فهو لم يكن يعلم السبب الحقيقى لطلب ابو أمجد مقابلته

  • خير يا باشمهندس .... جايين تدورواعلى حاجة للعربية و لا جايين تشتروا لبس .... كل بورسعيد تحت أمركم
  • بصراحة يا أبو منى إحنا مش جايين نشترى حاجة .... إحنا طمعانين فى حاجة أكبر
  • طلباتكم أوامر ... أنا فضيت نفسى النهاردة ومش هاسيبكم غير لما تلاقوا كل اللى عايزينه
  • اللى إحنا عايزينه مش فى بورسعيد يا ابو منى ... اللى عايزينه فى مصر بس إنت الوحيد اللى تقدر تديهولنا
  • مصر ؟ طب ومقولتش ليه يا باشمهندس كنت جيت لكم انا
  • من الآخرأنا جاى طالب إيد منى بنتك لأبنى أمجد
لم يستطع الرجل إخفاء دهشته لكنه شعر مع الدهشة بفرحة ظهرت على وجهه ... فهاهى صغيرته قد كبرت وتقدم لها الشاب الذى تمنى هو دائما أن تكون من نصيبه

  • لا إذا كان الكلام كده يبقى نروح حتة نتكلم فيها ... إنتوا فطرتوا ولا لسه ؟... حتى لو كنتوا فطرتوا تفطروا تانى ... نفطر سوا ونتكلم ... هو اناهلاقى عريس لبنتى أحسن من الباشمهندس أمجد
واصطحبهم الرجل لأحد المطاعم الهادئة حيث اعاد ابو أمجد طلب يد منى من ابيها والذى بدا عليه أنه يريد سماع الطلب أكثر من مرة وكأنه يطرب بسماع الكلمات من فم أبو أمجد

  • بس مش إنت شايف إن لسة بدرى يا أمجد ... إنتوا لسة أول سنة ليكم فى الجامعة
  • ياعمى لا بدرى ولا حاجة ... وبصراحة أنا مش عايز منى تروح الجامعة غير وهى لابسة دبلتى فى إيدها ... محدش هايضايقها لما يعرفوا أنها مخطوبة واوعدك إنى هاشيل منى فى عنيا طول حياتى وعمرى ما هازعلها فى يوم ... أرجوك يا عمى إقبل طلبى
  • يابنى مش هلاقى لمنى عريس أحسن منك بس إنت ابن أصول وعارف إنى لازم آخد رأيها واسمع موافقتها بودنى
  • خلاص ياللا بينا ... حضرتك تسألها ونقرا الفاتحة
  • يابنى اصبر شوية ... عربيتى فى المينا بتجيب حاجات وقدامها ساعتين على ما ترجع ... وبعدين لازم منى وامها يعملوا حسابهم ويعرفوا إن انا جاى ... حتى يحضرولنا العشا نتعشى سوا بعد الفاتحة
  • خلاص ... أنا هاروح السنترال أتصل بماما أقولهم إننا جايين ... ولا أقولك ... هاقول لماما تحضر لنا غدا نتغدى كلنا سوا وبليل نقرا الفاتحة ونتعشى ونلبس الدِبْل
  • دِبْل إيه يا بنى ... مش لما اعرف رأى البنت نبقى نشترى الدِبْل
  • هى معلقة موافقتها على موافقة حضرتك ... انا سألتها... لوحضرتك وافقت أنا سايب فلوس لماما يروحوا يشتروا الدِبْل لغاية ما نروحلهم ..... نقرا الفاتحة ونلبس الدِبْل ... علشان بعد كده ماسيبهاش تركب مواصلات تروح الجامعة لوحدها ولما الناس تشوفنى باوصلها كل يوم ميقولوش حاجة
  • يابنى إنت عليك عفريت إسمه نلبس الدِبْل ... إهدا شوية البنت مش هتطير
  • يا عمى أرجوك ... مش عايز حد يبصلها غير ويلاقى دبلتى فى إيديها
  • إبنك مستعجل أوى يا باشمهندس .... مع إنى اعرف عنه أن كل حاجة بيفكر فيها كتير
  • فكرت فى كل حاجة يا عمى ... بص إحنا النهاردة نقرا الفاتحة ونلبس الدبل ونعمل الخطوبة فى أجازة نص السنة ....الأجازة 15 يناير إحنا نعملها يوم 14 هيكون يوم جمعة .....وأول ما أتخرج نكتب الكتاب .... ونتجوز أول ما أخلص جيش.....قولت إيه يا عمى ؟ موافق؟
  • هاقول إيه يا بنى ؟ عالبركة ... أول العربية ما ترجع أرجع معاكوا على مصر على طول
  • وليه نروح فى عربيتين ... حضرتك تيجيى معانا وتبقى ترجع فى السوبر جيت ... انا رايح أبلغ منى إنك وافقت على مانتوا تخلصوا فطار ونمشى فورا... هاقابلكم عند المحل ...هو السنترال اللى هنا فين ؟
ويتركهم ويخرج جرياً قبل حتى أن يسمع إجابة سؤاله ليسأل عن مكان السنترال وتكاد أعصابه تحترق فى إنتظار دوره ليتصل برقم أمه التى يعلم أن منى وأمها الآن بجوارها

بمجرد خروج أمجد يلتفت أبو منى لأبو أمجد ويبتسم فى سعادة

  • العيال كبرت يا حسن وحبوا بعض
  • من ساعة ما أتولدوا وهما مكتوبين لبعض ... مش انا خطبتها منك للواد من أول يوم إتولدت فيه
  • مبروك علينا النسب يا ابو أمجد
......................................................................................................​

وصل الأبوان مع أمجد أخيرا للعمارة و بمجرد وصولهم دخلوا لشقة منى وأمها بعد أن رفض أمجد حتى أن يغير ملابسه أو يزيل هو وأبوه غبار السفر عنهما قبل أن تتم قراءة فاتحته على منى حتى أن أبو منى طلب منه التريث حتى تستعد منى وأمها لإستقبالهم

  • يا بنى طب إطلع خدلك دش وانزل حتى البنت وامها يستعدوا
  • هما مستعدين يا عمى .... ريح بالى بس وبعد كده هاتريث و أتأنى وأصبر وكل حاجة إنت عايزها
ودخلوا للشقة حيث وجدوا الشقة مهيئة تماما للحدث وحتى باب الصالون مفتوحا فى إنتظار إتمام المراسم التقليدية التى أصبحت شبه مراسم رسمية فى إتمام زيجات هذا الوقت

دخل أمجد وأبوه يتقدمهم أبو منى مرحبا بهم واتخذ أبو أمجد وأبو منى مكانيهما متجاوران بينما جلس أمجد وحيدا على الكنبة فى إنتظار الخطوات التى شرحها له أبوه طوال طريق سفرهم لبورسعيد حيث جلس أبو منى منتفخا كأى أب فى إنتظار قراءة فاتحة إبنته بينما وقفت أم منى بجوار الباب منتظرة تعليمات أبو العروسة

  • إعملى لنا الشاى يا أم منى لغاية ما منى تجهز
وخلال دقائق كان الشاى أمامهم وكأنه كان معدا مسبقا والكل فى إنتظار أبو العروسة ليقول كلمته

  • بصى يا ام منى .... أمجد طلب إيد مُنى وانا وافقت بس مستنى أسمع موافقتها ... ناديها نشوف رأيها إيه
ومرت دقائق حسبها أمجد ساعات حتى ظهرت منى بين أمها وأم أمجد تتعثر خجلا فى مشيتها خلف امها بخطوة بينما امسكت بيد أم أمجد بشدة وكأنها تستمد منها قوتها لتسير

لم ير أمجد منى بتلك الروعة من قبل وقد تفننت أمه فى تزيينها بخطوط مكياج بسيطة تظهر جمال ملامح هذا الوجه الملائكى ترتدى فستان يظهرها كأميرات الأفلام الرومانسية ولأول مرة يراها بذلك الحذاء ذى الكعب العالى الرفيع يظهرجمال تلك السيقان التى زينها خلخال رقيق

نظر أبوها إليها فى إعجاب شديد وفخر بجمال إبنته وهو يراقب تأثير تلك الجميلة على أمجد وأبوه اللذان لم يستطيعا رفع أعينهما عنها صمت الأب قليلا يستمتع بلحظته ثم وجه حديثه لمنى

  • يا مُنى أمجد طلب إيدك مِنى .... أنا وافقت ... مش هلاقى أحسن منه أآمن عليكى معاه ... إيه رأيك ؟
  • إللى تشوفه يابابا
  • يعنى موافقة ولا مش موافقة ؟
  • قلت لحضرتك إللى تشوفه
  • لازم اسمعها منك بودنى
  • موافقة يا بابا
قالتها منى وجرت خجلة تختبئ فى غرفتها بينما انطلقت زغرودتان تتنافسان فى طولهما من أم أمجد وأم منى كانت أم منى تزغرد والدمع ينسال من أعينها وظن الجميع أنها دموع فرحة أم بخطبة وحيدتها لكنها كانت تزغرد وتشعر بقلبها يتمزق .

وتتسلل أم أمجد لغرفة منى لتجدها جالسة على طرف فراشها تحتضن وسادة أمجد وهى غارقة فى خجلها

  • إيه يا بت مالك
  • مكسوفة يا ماما .... فرحانة .... حاسة إن رجليا مش شايلانى
  • لااااأ .... إمسكى نفسك كده .... دانتى لسة هتقومى تعملى القهوة اللى هيشربوها قبل ما يقروا الفاتحة ؟
  • قهوة ؟ بس أنا مبعرفش اعمل قهوة ... بتطلع من غير وش
  • يخربيتك .... مقولتيش ليه يا بت كنت علمتك تعمليها إزاى .... قدامى عالمطبخ .... إنتى امك معلمتكيش أى حاجة خالص كده؟
........................................................................................................​

عادت منى لغرفة الصالون تحمل فناجين القهوة التى صنعتها بالطبع أم أمجد على صينية مذهبة لتضعها وتجلس بجوار أمجد يكاد شعورها بالخجل يقتلها حتى إنها لا تستطيع رفع وجهها لتنظر لأمجد الذى كان يتوق للنظر فى عينيها ليعرف ردة فعلها على نجاحه فى تحقيق وعده لكن نظرة واحدة من أبيه جعلته يتصنع الخجل لتتم قراءة الفاتحة وتنتقل الأسرتين لشقة أمجد وأسرته لتناول الغداء بعد أن طلت كل الجارات من أبوابهن يشاركن الفرحة بزغاريدهن فبمجرد سماع الزغرودة الأولى توقع جميع من يقطن بعمارتهم ما حدث من خطبة أمجد لمنى ... حتى جارة منى الحاقدة على أمها و التى تراقب شقتها دائما شاركت بزغاريدها فالجميع حتى هى يحب هذا الثنائى الذى يمثل أحلامهم فالكل شعر وقتها أن الأحلام يمكن أحيانا تتحقق

وتم وضع الخطوط النهائية للزواج وحل أكبر عُقدِه حيث أصر أبو منى على أن يتم الزواج فى شقتهم ولم يُلزِم أمجد إلا بشراء غرفة نوم ستكون مكان غرفة منى .... فأمها لا تستطيع الإبتعاد عنها

كم كان طيب هذا الرجل ... فلم يكن يعرف أنه سيضع الوقود جوار النار ... فنار زوجته بات لا يطفئها إلا أمجد ولا يزيدها إشتعالا إلا وجوده

بعد العشاء إستعد العروسان للحفل الصغير حيث إرتدى أمجد البدلة الوحيدة التى يملكها وأهداه أبوه رابطة عنق جديدة كان يدخرها لنفسه بينما إستغرقت أمه فى تزيين العروس الرائعة الجمال وأهدتها فستان كانت قد صنعته لها دون أن تخبرها طرزته على مدى شهور وبدت فيه تلك الرقيقة فعلا كأنها أميرة خرجت من أحد أفلام الرسوم المتحركة

لم تكن حفلة بالمعنى المفهوم لكن باب الشقة ظل مفتوحا لمدعوين لم يدعهم أحد فبخلاف الأسرتين الصغيرتين كان من المفترض ألا يحضر سوى صفاء صديقة منى وأصدقاء أمجد الأربعة لكن الشقة اكتظت بالجيران والجارات اللاتى أتوا ليشاهدوا جمال تلك الأميرة وحتى ثابت صبى القهوة ترك عمله وذهب ليهنئ أمجد فهو يشعر بأن له دور فى تلك الخطبة وإن كان لا يعرف ما هو إلا أنه يشعر بأنه قد رد بعض الجميل لهذا الشاب الذى أنقذه يوما من علقة كان سيتلقاها على يدى معلمه

إنتهت الحفلة خلال ساعتين فقط وانصرف كل المدعوين وأضطر أمجد لترك جميلته لإن أباها يريد بالطبع أن يستريح ويجب أن يكون هوغدا فى كليته بعد أن يوصل منى لكليتها فقد تعاهدا مع أسرتيهما بألا تؤثر تلك الخطبة فى دراستهم ولا وقت ليضيع ويجب أن يتخرجا دون اى تخلف كشرط لإتمام زيجتهما

.......................................................................................................​

إنتظر أمجد قليلا بعد أن غير ملابسه وتسلل للصالة حيث إصطحب التليفون لغرفته ليطلب حبيبته التى هى الآن خطيبته لترد سريعا

  • وحشتينى يا قردة .... تصدقى ؟
  • وانت كمان وحشتنى .... أول ما ماما وبابا دخلوا أوضتهم أخدت التليفون معايا .... كنت عارفة إنك هتكلمنى
  • غيرتى هدومك؟
  • قلعت ولسة ملبستش
  • يعنى إنتى دلوقتى قالعة هدومك كلها ؟
  • أه .... كلها كلها ... لسة ملبستش حاجة
  • وهتلبسى إيه ؟
  • هلبس بيجامتك
  • بس؟
  • أه بس .... لما بلبس بيجامتك مش بلبس تحتها حاجة
وقبل أن ينطق بجملته التالية فوجئ بطرقات أمه على الباب

  • أمجد .... نام وسيب منى تنام ... عندكوا كليات الصبح .... هات التليفون علشان عايزة اكلم عمتك
  • حاضر ياماما .... تصبحى على خير يا منى ... شكرا يا ماما ... بس دى خطيبتى عادى يعنى ومن حقى اكلمها
  • إتكلموا الصبح وانت بتوصلها ... إصبروا الكام ساعة دول
وبالفعل أخرج أمجد التليفون لأمه التى كانت تقف على الباب لتهمس له

  • لو حد فيكوا سقط سنة واحدة كل ده هيبوظ .... ركز فى مذاكرتك .... كليتك مش سهلة وخليها هي كمان تركز وبطلوا محن
  • حاضر يا ماما هنبطل محن ... بس احنا كنا قبل ما نتخطب كنا بنتكلم عادى بالساعات
  • قبل ما تتخطبوا حاجة ودلوقتى حاجة تانية.... إنت إلتزمت بكلمة مع ابوها ولازم تكون راجل وتنفذها ... واهو أبوك قالك تاخد العربية كل يوم توصلها الجامعة وترجعها وهيبقى عندكوا وقت كفاية ... وبعدين يا روح أمك إنت عمرك ما سألتها قبل ما تتخطبوا قالعة إيه وهتلبس إيه ... تصبح على خير يا روميو
  • دانتى بتتصنتى علينا من زمان بقى .... تصبحى على خير يا حضرة الناظرة ... إلحقى بقى عم رشدى أباظة قبل ما ينام
حاول أمجد يومها أن ينام لكن شعور الفرح الذى إنتابه لم يترك له فرصة ليغفل وبمجرد شروق الشمس جرى للصالة ليكلم حبيبته فلم يجد التليفون وتتبع السلك حتى باب غرفة أبيه ودق الباب دقات خفيفة ليجيبه صوت أمه

  • عايز إيه يا أمجد عالصبح
  • عايز التليفون يا ماما أصحى منى علشان نجهز .... إنتوا مش رايحين الشغل النهاردة ؟
  • لأ مش رايحين .... تعبانين من ليلة إمبارح
  • ماشى يا حضرة الناظرة ... العريس والعروسة رايحين جامعتهم وأهاليهم هما اللى بيستريحوا
وواربت أمه الباب قليلا لتناوله التليفون فالتقطه

  • طبعا إنتوا مش هتقوموا قبل الضهر ... وانا والعيلين الغلابة اللى جوا هننزل من غير فطار
  • ماهو خطيبتك هتفطرك يا ممحون ... إجرى يا خويا إتطمن عليها يكون عفريت خطفها ولا حاجة فى الكام ساعة دول ... خِفّوا المحن اللى إنتوا فيه ده شوية
وأغلقت الباب خلفها وابتسمت قبل أن تعود لفراشها وتحتضن حبيبها الذى كان يتابع حديثها مع ابنهما مبتسما

إبتسم أمجد وهو يتجه لغرفته فهو يعلم بأن أباه وأمه قد قضيا ليلة حافلة وربما سيكملون حفلهم بعد خلو الشقة عليهما ... و طلب رقم منى فورا

  • صباح الخير يا قمر .... وحشتينى
  • إيه ده؟ قمر؟ إيه الرقة دى عالصبح يا حضرة الصول ... إتغيرت يا حبيبى
  • باقولك إيه ... أمى لسة قايلالى بلاش محن ... هنفطر سوا النهاردة ؟
  • طبعا .... أنا جهزت الفطار من بدرى ومستنية تليفونك علشان البس
  • طيب ألبسى ونتقابل كمان نص ساعة ... عايز الحق أقعد معاكى شوية
  • طب بص ... ممكن ألبس فستان النهاردة واحط مكياج خفيف كده ؟ أكيد صفاء نشرت الخبربين البنات ومش معقول البنات يشوفونى أول يوم مخطوبة ولابسة بنطلون وبلوزة ... يفرحوا بيا حتى ويفرحونى
  • ماشى .... بس النهاردة بس ... بعد كده مافيش فساتين تانى
  • لأ .... هو النهاردة بس ... سلام بقى علشان الحق البس
والتقى العاشقان أخيرا أمام باب منى ... نظر إليها أمجد منبهرا فهو يشعر أنها تزداد جمالا كل يوم ... بل كل ساعة ... كان يحتضنها بعينيه وكانت تهيم فى وجهه

  • صباح الخير يا ااا....
  • يا إيه ؟ ماتنطق
  • مش عارف .... مش لاقى كلمة مناسبة اقولها للقمر اللى شايفه ده ... مفيش كلمة توصف اللى انا شايفه أو اللى حاسس بيه
  • إيه الرومانسية دى كلها .... مانت بتعرف تقول كلام حلو أهو
  • إيه الخلخال اللى لبساه ده يا بت ؟ إحنا قلنا فستان ومكياج بس ... لكن خلخال لأ
  • قلبت بسرعة كده .... خلاص يا حبيبى ولا يهمك .... وآدى الخلخال أهو
وانحنت لتخلع الخلخال من ساقها وهو يراقيها بإعجاب ... فرشاقتها وأناقة إنحنائتها لم يكن ابدا يتوقعها رغم أنه كان يعتقد أنه يحفظ كل حركاتها

خلعت الخلخال وناولته له قبل أن تعتدل وهى تنظر فى عينيه

  • خد خليه معاك علشان ميضعش منى فى الجامعة
  • لأ خليه معاكى ... أنا واثق إنك مش هتلبسيه بعد ما أسيبك
  • أمجد
  • نعم
  • بحبك
  • وانا كمان .... ياللا بينا علشان منتأخرش
وتأبطت ذراعه أثناء نزولهما ربما لأول مرة فى حياتهما ليحتك ذراعه بصدرها مشعلا فى جسدها شعورا جديدا عليها لا تعرف له إسم

فتح أمجد باب السيارة القديمة لتجلس منى ويغلق الباب ويأخذ مكانه على مقعد القيادة وبمجرد تحرك السيارة تضع منى يدها على يده التى تمسك عصا نقل الحركة لتشتبك أصابعهما ويتحكم أمجد بعجلة القيادة بيسراه فقط ... فهو لن يترك تلك الفرصة ليشعر بأنامل حبيبته وكفها الذى يستكين فى كفه ... إعتاد أمجد من يومها على القيادة بيسراه فقط فيده اليمنى مشغولة بما هو أهم ولم يغير تلك العادة إلى الآن حتى بعد أن تحول من أمجد إلى " الباشا "

توقف أمجد قريبا من باب الجامعة ويبدآ فى تناول إفطارهما وتمر بجوارها بعض زميلاتها المبكرات فى الحضورليلحظنها وهى لا تلاحظ شيئا فعيناها معلقتان بأمجد

  • أبويا وأمى امبارح يا أمجد كانت ليلتهم إيه .... فلة
  • إنتى بتتصنتى على ابوكى وامك يا بت ؟ عيب كده
  • لأ مكنتش باتصنت ... طلعت ارجع التليفون الصالة وسمعت صوت أمى .... هو احنا لما نتجوز صوتى هيبقى عالى كده لما نبقى مع بعض؟
  • يا بت عيب كده قلتلك .... لما نبقى نتجوز نبقى نشوف ...وبعدين انا مش هسيب صوتك يعلى ... شفايفك هتبقى مشغولة بحاجات تانية
  • إنت قليل الأدب يا أمجد
  • أنا اللى قليل الأدب برضه ... ياللا بقى روحى على محاضراتك ... خدى بالك من نفسك وهستناكى هنا الساعة 3
  • حاضر يا حبيبى ... خد بالك من نفسك ... سلام
وينطلق أمجد لكليته ويصل قبل موعد محاضرته الأولى بوقت طويل حتى أنه حينما وصل للمدرج كان عمال النظافة يغادرونه للتو فيأخذ مكانه المعتاد ويفتح كشكول محاضراته ليراجع المحاضرة السابقة سريعا ليقطع تركيزه صوت سميرة الهادئ

  • صباح الخير يا أمجد ... جاى بدرى كده ليه
  • صباح الخير يا سميرة ..... بابا سابلى عربيته آجى بيها الكلية علشان ماضيعش وقت فى المواصلات
.......................................................................................................​

توقفت سميرة عن ركوب الأتوبيس منذ إسبوع بعد أن لاحظت أمها البلل على أحد كلوتاتها التى تخلعها بمجرد عودتها لمنزلها ... فقد كانت سميرة معتادة على تغيير كيلوتها بمجرد عودتها من الخارج منذ صغرها وكانت دائما ما تغسله بمجرد خلعه إلا أنها فى هذا اليوم تركت كيلوتها قبل غسله لانها نسيت إصطحاب آخر بديلا له وصادف خروجها دخول أمها لتلاحظ هذا البلل فتوقعت أنه بسبب إحتكاك ابنتها بآخرين فى المواصلات فأصرت بعدها أن يصطحبها أبوها للكلية قبل ذهابه لعمله بسيارته ويعود لينتظرها ويعيدها معه وهكذا كانت سميرة تصل مبكرا لكليتها .

كان إنزعاج سميرة من إستثارتها قد تلاشى وتحول لإستمتاع بهذا الشعور الذى تشعر به وأحبت شعور بللها الذى يحدث لها عند إحتكاكها بأمجد حتى أنها اصبحت تتعمد إلصاق فخذها بفخذه فهو على كل الأحوال لا يشعر بهذا الإحتكاك أو أنه يعتبره شئ طبيعى فى ظل إزدحام المدرج بالجالسين فلم تر منه أى تغير فى طريقة معاملته حتى بعد أن قل تحفظه فى التعامل معها ومع باقى صديقاتها وأصبح يتضاحك معهن فى الأوقات القليلة التى يقضيها بصحبتهم فلا مانع إذاً من الحصول على تلك المتعة الصغيرة والتى هى كل حظها فى الحصول على متعة جنسية ما وهى واعية ... فهى ورغم أحلامها الجنسية الكثيرة لم تجرب حتى مداعبة نفسها .

كان شعور إنجذابها لأمجد هو الشعور الذى يزعجها فهى كلما حاولت مقاومة هذا الشعور بالإنجذاب تجد نفسها تنجذب إليه أكثروتبلغ سعادتها منتهاها عندما تنفرد به بعيدا عن باقى صديقاتها فإنها تشعر معه رغم تحفظه بشئ ما لا تدرى ما هو لكنه إحساس يسعدها حين تكون وحدها مع هذا الشاب الخجول الذى لم تضبطه لمرة واحدة ينظر إليها أو لأى من زميلاته متطلعا لما يتطلع له باقى زملائها الشبان الذين يقفز دائما الشبق من أعينهم ودائما ما يتطلعون لتلك المؤخرات والسيقان بنظرة نهمة وكأنهم يعرون الفتيات بأعينهم الجريئة التى لا تعرف الخجل

لم تلاحظ سميرة الدبلة الفضية التى زادت على إصبع أمجد فقد إختفت تلك الدبلة الرفيعة أسفل خاتمه لكنها لاحظت تغير ما فى وجه أمجد فشعور السعادة الذى يظهر على وجهه اليوم لم تعهده عليه من قبل فهو من أول يوم رأته فيه وهى تشعر بأنه دائما مهموما بشئ ما ولم تسأله من قبل عن سبب نظرته المهمومة ولن تستطيع سؤاله عن سبب نظرة السعادة فى عينيه . فهم وإن كانوا فى حكم الأصدقاء إلا أن صداقتهم لم تكن لتسمح لهم بعد بالحديث فى أمور تعتبرأمور شخصية فهى إلى الآن لا تعرف عن حياته خارج أسوار الكلية غير إسمه ومهنة والده وغير أنه يسكن بشارع قريب من شارعهم

..........................................................................................................​

عاد أمجد ومنى لبيتهم وحكى كل منهم للآخر تفاصيل يومه خلال الطريق وأصبحت رؤيتهم سويا سواء فى سيارة أبو أمجد أو فى الشارع وهو يمسك بيدها أو تتأبط ذراعه شيئا عاديا لن يثير لغطا فهم خطيبان الآن بصفة رسمية ولن يستطيع أى شخص التقول عليهما

مرت أيام سعادة لم تنقطع فيها منى عن تواجدها الدائم بعد عودتها من كليتها ملتصقة بأم أمجد تتعلم منها كيف تكون زوجة وتتعلم منها كل ما تستطيع تعلمه لإسعاد أمجد لكن أصبح باب غرفة أمجد لا يغلق عليهما سويا مع مراقبة الأم لهما فهما الآن يستذكران دروسهما فى نفس الغرفة كما كانوا يفعلون دائما رغم إختلاف طبيعة دراسة كل منهما عن الآخر وإختلاف الغرفة ... فوجودهما معا يشعل فى روحهما شيئا ما يدفعهما للتفوق

لكن كانت الأم تترك لهما بعض المساحة أحيانا وتتصنع الإنشغال بعيدا عن باب الغرفة المفتوح ليحظيا بدقائق من تشابك الأصابع وأحيانا لإحتضان سريع .

مر الإسبوع سريعا وبنهاية الأربعاء حدث حادث بأحد معامل كليه الهندسة التى يدرس بها أمجد وتم إغلاق مبنى المعامل حتى إنتهاء التحقيقات وهكذا فإن اليوم التالى بالنسبة لأمجد هو يوم إجازة يستطيع فيه التفرغ لإنهاء ذلك الرسم المطلوب تسليمه الأحد القادم لقسم العمارة قبل أن يعيد منى من كليتها ويستطيع قضاء وقت أطول مع محبوبته التى تشغل قلبه وتملك عليه قلبه . فمساء الخميس هو الذى سُمِح لهما فيه أن يتجالسا كخطيبين دون مذاكرة وهو المساء الذى ستتشابك فيه أصابعهما دون خوف من لوم الأم التى تراقبهما دائما

كان أمجد وهو يرسم تلك اللوحة "التى غيرت مجرى حياته فيما بعد " ترن فى أذنيه كلمات الدكتور إبراهيم

  • علشان تكونوا مصممين متميزين لازم تحرروا أذهانكم من كل اللى شوفتوه من تصميمات سابقة ... إنت ممكن تطلّع بلان ممتازة لو ذهنك إلتزم بالعادى ... لكن مش هتكون مميز إلا لو طلعت حاجة محدش يتوقعها ... حرروا عقولكم ... حرروا عقولكم ... حرروا عقولكم
إستغرق فى رسمه ولم يدر بالوقت يمر وأنهى رسمه ووقف يتأمله بفخر ولم يشعر إلا وأمه تقف خلفه

  • إيه ده يا أمجد ؟ إنت مرحتش كليتك ليه ؟
  • مبنى العملى حصلت فيه مصيبة إمبارح وقفلوه .... والنهاردة ما عنديش نظرى وصّلت منى وقلت أرجع اخلص البلان ده .... إيه رأيك
  • أنا مبفهمش طبعا حاجة فى الرسومات المعقدة بتاعتكم دى بس شكله حاجة روعة ... هى منى هترجع لوحدها ؟
  • لأ ... هاروحلها الساعة 4 أجيبها
  • طيب يا حبيبى .... حماتك قابلتنى عالسلم وعايزاك تغيرلها الأنبوبة ... شافت العربية مركونة تحت البيت وعارفة إنك هنا
  • حاضر .... هاعدى عليها لما أجيب منى وأغيرلها الأنبوبة
  • يادى المحن اللى فاقع مرارتى .... هو تغيير الأنبوبة كمان محتاج فيه منى ؟ منى هتسند إيدك أظن وانت بتغير الأنبوبة .... يا واد دى حماتك .... يعنى لازم تحايلها وتشيلها فى عنيك زى امك علشان متقلبش عليك وتخلى البت تكشر فى وشك .... إنزل يا واد غير الأنبوبة خلى الولية تخلص اللى وراها وتعمل الغدا قبل ما البت ترجع من كليتها
  • حاضر يا ماما .... هاغسل إيدى وانزلها
لم يدر بذهن أمجد أى مما قد يتخيله البعض قد دار... فهو من ناحية يشعر بأنه روض وحش الشبق بداخله تماما وحبسه خلف قضبان حبه لمنى ومن ناحية أخرى فعلاقته مع أم منى خلال الأيام السابقة رسّخت فى ذهنه إنها بالفعل تناست شكل علاقتهما السابقة وباتت تعامله كإبنها وخطيب وحيدتها دون أى تجاوز.

دق أمجد جرس شقة خطيبته لتفتح له حماته بملابس البيت .... فلا داعى الآن للإختفاء تحت عبائتها ... فهو خطيب إبنتها ولا حرج فى أن يراها ترتدى مثل هذا الجلباب المنزلى ولا خوف إن رأتها جارتها تستقبل أمجد فى بيتها فهو خطيب إبنتها وهو الآن رجل هذا البيت فى غياب الأب

كانت المرة الأولى لأمجد التى تقع عينه عليها ترتدى مثل ذلك الجلباب .... فدائما كانت تستقبله بالعباءة السوداء ترتدى تحتها ملابس فاضحة تكشف مفاتنها أو .... لا ترتدى تحتها شيئا على الإطلاق

كان جلباب ضيق بدون أكمام يضغط ثدييها فيظهر إنتفاخهما من فتحة صدره العريضة ويظهر إرتفاع مؤخرتها وفلقاتها المنفصلة المرتفعة .... وتفاصيل ما ترتديه من ملابس داخلية مرسومة عليه تظهر من أسفل قماشه الأبيض المنقوش وطوله الذى يصل بالكاد لركبتيها يظهر جمال تلك السيقان الملفوفة اللامعة التى لا ينافس جمالها إلا سيقان إبنتها منى

ها هو الوحش يطل براسه من بين القضبان لكنه لم يستطع الخروج من خلفها

  • خش يا أمجد .... معلش هتعبك يا بنى
  • تعبك راحة يا ريرى .... مافيش أى تعب
ويتجه بخطوات سريعة نحو المطبخ ويرفع الأنبوبة ليجدها بالفعل فارغة فيطمئن باله تماما ويسخر من ذلك الوحش الذى كان يحاول الهروب

وينتهى سريعا من تغيير الأنبوبة ويجلس على ركبتيه لإختبار عدم تسرب الغاز لتناوله أم منى الثقاب فتلمس أصابعه كفها لمسة شعرمعها بحرارة شديدة تنبعث من يدها لتمتد وتشمل جسده فيرفع عينيه ليجد أمامه تلك السوة المنتفخة وهاهو الوحش الذى كان يسخر منه متمثلا أمامه يضحك فاتحا شدقيه مظهرا أنيابه ولا يستطيع مقاومته فينقض مقبلا تلك السوة وأم منى تهمس له

  • لأ يا أمجد ... بلاش أبوس إيدك ... مش هينفع
كانت تتحدث بلسانها بينما يدها تدفع رأسه لتغوص أكثر فى لحمها ويده تمتد لترفع تلك الجلابية ليظهر تحتها كيلوت اسود صغير يدارى بالكاد شفرى كسها لينتفخ الوحش ويملأ فراغ المطبخ حولهما فيرفعها أمجد ويضعها على طرف ترابيزة المطبخ ويمد يديه ينتزع ذلك الكيلوت بسرعة ويدفن وجهه بين تلك الأفخاذ التى طالما أحب ملمسها وهى تفرج فخذيها بينما تستمر فى الهمس

  • مش قادرة يا أمجد ... حرام عليك ... طب بالراحة ... مش قادرة استحمل
لم يعد أمجد يسمع شيئا من همساتها فهو الآن يلتهم فخذيها لعقا وتقبيلا وعضا وقد تقمصه الوحش تماما ولا يرى أمامه إلا تلك الأنثى التى تفتحت مدارك رجولته عليها تمتطى زبره منذ البلوغ

لم يتوقف أمجد حتى وصل وجهه لكسها المبتل تماما والذى عشق رائحته منذ صباه فدفن أنفه وشاربه بين شفريها يفرك كل ما بينهما بوجهه بينما شفتاه تمتص زنبورها المنتفخ ترضعه وقد أستسلمت هى تماما لشهوتها ووضعت يدها على فمها بينما تقذف ماءها غزيرا تكتم صوتها وهو لا يرحمها ولا يشبع من إبتلاع كل ما يخرج منها وقد غاصت اصابعه فى لحم فخذيها حتى أنهت قذفتها واستطاعت أخيرا أن تتحدث وهى تنهج

  • مش هينفع هنا .... الصوت هيسمّع فى المنور وهتبقى فضيحة .... نروح الأوضة
فيقف أمجد ويلف ذراعيه حول خصرها وتلف هى ساقيها حوله ويديها حول رقبته وزبره المنتصب أسفل ملابسه يفرك كسها فيزيدها إشتعالا فوق إشتعالها ليصلاغرفة نومها ويغلق الباب بقدمه ويجلسها على طرف السرير ويرفع جلبابها الذى إنحسر حتى وسطها ليخلعه ويلقيه بعيدا و بينما تمتد يديها تخلع عنه بنطاله وما تحته يحاول فتح سوتيانها ويفشل أكثر من مرة فيمد يده الى ثدييها يعتصرهما اسفله بينما هى تحرر نصفه العلوى من قميصه الذى يرتديه ولا يرتدى تحته شيئا وفى النهاية يجذب جانبى السوتيان ليتمزق وينطلق منه ثدياها المرتفعين الذى يعشق هو حلماتهما فينقض عليهما يمتصهما بداخل فمه واحدا تلو الآخر بينما يده تغوص بين شفرى كسها تفرك كل ما بينهما وتنطلق قذفتها الثانية سريعا وتنام على ظهرها بينما قدماها لا زالتا على الأرض فيرفع ساقيها ويدير جسدها فيستوى جسدها على السرير فيتسلق السرير ويضع ركبتيه حول رأسها ويميل بجسده فوقها ليصبح وجهه أما كسها فتلتقم زبره بفمها ويدها وترفع ساقها وقد فتحتهما لأقصى ما تستطيع ويعود لإلتهام كسها بينما يديه تفتح فلقتيها بشدة ويدفع إصبعه لداخل شرجها فيجده جافا فيأخذ من بلل كسها قدر ما يستطيع ليقتحم إصبعه هذا الشرج الذى لم يمسه غيره فتتأوه آهة سريعة لكن زبره الذى يملأ فمها يمنع صوتها من أن يرتفع وهى تقذف قذفتها الثالثة التى يعلم أن قذفها بعدها يتواصل دون فواصل فينتزع زبره من فمها ويدير جسدها لتنام على بطنها ويجلس بين فخذيها المفتوحين ويرفع وسطها بيديه فترتكز على ركبتيها بينما كتفيها يلامسان الوسادة وتمد يديها تفتح بهما فلقتيها فهى تعلم أن هذا هو وقت إقحام زبره فى كسها وبالفعل يقحم زبره كاملا قينزلق بسهولة لآخره ويمد يديه حتى تصلا لثدييها يعتصرهما إعتصارا بينما يحرك وسطه ليدخل زبره ويخرجه بكسها بحركات سريعة وهى تحاول كتم تأوهات شبقها المرتفعة بوسادتها وحين يترك ثدييها تعلم بأن موعد شرجها للتمتع قد حان فتزيد من فتح فلقتيها ليمسك هو بزبره الغارق تماما بمائها ليدفعه بهدوء بداخل شرجها حتى آخره ويبقيه قليلا ثم يتحرك ليخرجه خارجا ثم يدفعه لكن تلك المرة بكسها فتشهق كعادتها شهقة تتبعها شخرة ليعيد إدخاله فى خرم طيزها ويتوالى إدخال زبره وإدخاله بين الخرمين وهى لا تتوقف عن القذف ولا عن إنقباض عضلات شرجها ومهبلها وإنبساطها حتى يأتى الوقت الذى يرتفع فيه صوت تنفسه وصوت زئير الوحش بداخله فترخى شرجها قدر إستطاعتها ليقحم فيه زبره ويضغط عليه بكامل قوة جسده لينفجر بركان منيه داخلها وكالعادة يميل بجسده على جسدها يحيط صدرها بذراعه حتى يرتخى عضوه ويجذبها وينام خلفها حتى يهدأ وتهدأ وفلقتيها تحتضن زبره المرتخى بينهما

.......................................................................................................​

قد يكون من المناسب أن تكون الفقرة التى تلى الممارسة الجنسية بين أمجد وأم منى تتحدث عن ندمهما بعد الجريمة التى إرتكباها بحق الرقيقة منى

لكن الحقيقة أننى لم أستشعر من الباشا خلال حكيه أى نبرة ندم أو أرى على وجهه أى ملامح تدل على ندمه بعد تلك الواقعة

ربما يكون الندم فى تلك الحالات موجودا بين صفحات القصص الخيالية لكنى بعد أن سمعت من الباشا حكيه كدت أقتنع أن الندم بعد مثل تلك الممارسة الجنسية غير موجود بالحقيقة أو على أرض الواقع فقصة الباشا حقيقية فى معظمها والخيال بها قليل

لآ أكذبكم القول قرائى أنى كرهت الباشا بعد ما حكى تلك الجريمة ... فأنا مثلكم أحببت منى وأكره أن تتم خيانتها وأن تكون تلك الخيانة بين أكثر إثنين أحبتهما

لم أستشف من الباشا بعد هل ندم فيما بعد أو كيف كانت حياته وهو يحمل فى رقبته مثل تلك الخيانة

قد أكون أُحب منى أكثر منكم قرائى فأنا أعرف منى الحقيقية وأعرف رقتها وأعرف أنها لا تستحق أن تُخان

دعونا ننتظر باقى حكىّ الباشا فأنا الآن رغم أنى أكرهه إلا أنى أتوق لمعرفة باقى القصة

الجزء السابع

مقدمة

عندما بدأ الباشا فى حكى الجزء السابع كنت أحمل له الكثير من البغض.... لكن عندما استكمل الحكى تحول شعورى للدهشة

فعندما استفسرت منه عن كيفية شعوره بعدم الندم أو حتى بتأنيب الضمير بعد إستمرار علاقته بأم منى أجابنى بقول قاطع :

الشعور بالندم فى العلاقات المشابهة موجود فقط فى القصص والأفلام لكن غير موجود بأرض الواقع ودلل لى على صحة قوله بعدد من العلاقات المماثلة أعرفها ويعرفها ومنها ما نشر خلال أعوام على صفحات الإنترنت (بعد إبتكارها) وبأن أم منى شرحت له مرارا أن علاقتها به محددة فقط كإشباع جنسى لكنها كأى زوجة وأم لا تحب إلا زوجها و لا تحرص على شئ مثل حرصها على سعادة إبنتها

أما أمجد وقتها فقد كانت لايزال فى طور المراهقة وكانت منى وأمها تكملان له له نفس الشخصية فقد تفتحت أعين بلوغه أول ما بلغ على أن منى رفيقته وتؤام روحه وأمها مصدر اللذة الجنسية وقد يكون ذلك سبب تأخره فى إكتشاف حبه لمنى

تعجبت مثلما قد يتعجب الكثيرون وتمنيت أن يكون فى باقى حكيه ما يشبع فضولى

.....​

فى هذا الجزء قد يجد بعض القراء شئ من المصطلحات الهندسية وقد حاولت شرح بعض معانيها خلال الكتابة وسيفهم القارئ بالتأكيد معناها لكنى رأيت أن أشرح معنى كلمة (بلان) التى تكررت كثيرا ... فالبلان ماهى إلا اللوحة التى يرسمها عادة المهندس يوضح فيها تفاصيل تصميمه الهندسى بخطوط وأرقام يفهما مهندس آخر سيقوم بتنفيذ ذلك الرسم على أرض الواقع ويجمعها المهندسين فى مصر بكلمة بلانات

أما المقصود بكلمة scale فهو مايعرف بمقياس الرسم لكل عنصرمن عناصر الرسم الهندسى وكان يمثل ضبطه فى الرسومات الهندسية كابوس للطلاب المبتدئين قبل إبتكار أنظمة الرسم بالكومبيوتر

أما كلمة سكشن فهو يعبر عن حصة الدروس العملية بين طلاب الجامعات فى مصر حيث يتم تقسيم طلاب الدفعة لمجموعات ويطلق أيضا على تلك المجموعة إسم سيكشن وتميز برقم ويجمعها الطلبة والأساتذة فى مصر بكلمة سكاشن

يوجد أيضا إشارة صغيرة لفيلم Saturday night fever” “ الذى قام ببطولته النجم جون ترافولتا و النجمة كارين جورنى عام 1977 والذى ألهم الشباب حب الرقص الغربى وتحول فى مصر وقتها لظاهرة إنتشرت بعدها صالات الديسكو أو الديسكوتيك وقلد معظم الشباب وحتى منتصف التسعينيات طريقة ملابس جون ترافولتا بهذا الفيلم وكانت تجرى مسابقات إسبوعية كل خميس فى كل ديسكوتيك لإختيار أفضل راقِص وراقصة ديسكو أو "كابل"

كانت أيام بالفعل جميلة رغم صعوبتها

والآن لنعد لقصتنا ونستكمل ما حكاه الباشا

..................................................................................................​

بعد أن انتهى أمجد وأم منى من حفلهم الجنسى كان أمجد يتوقع أن يشعر بالندم أو تأنيب الضمير لكنه لم يشعر سوى بشعوره المعتاد بالنشاط الذى إعتاده بعد كل ممارسة جنسية مع تلك الأنثى الشبقة وكان يشعرفقط بقلق من ردة فعلها التى توقع أن تكون نحيبا وندما ولوما له فهو من قد بدأ وهو من أطلق الوحش من محبسه لكن خاب توقعه عندما وجدها تمد يدها خلفها لتتحسس زبره الراقد نصف منتصب بين فلقتيها لتستديرثم تحنى جسدها وتمسك زبره بيدها وتطبع علي رأسه قبلة حارة ثم تعتدل لتلف ذراعها حول أمجد وتنظر فى عينيه نظرة أنثى خبيرة

  • حاسس بأيه يا أمجد؟ .... أوعى تقول إنك ندمان ... مش منى لوحدها اللى بتعرف تقرا عنيك على فكرة
  • مش عارف يا ريرى ... كنت متوقع إنى أحس بالندم أو بأى إحساس تانى غير اللى حاسه دلوقتى
  • حاسس بإن اللى عملته دلوقت شئ طبيعى مفيهوش أى حاجة غلط ومش قالقك غير اللى ممكن اعمله .... صح يا أمجد؟
  • وإنتى عرفتى منين يا ريرى ؟
  • علشان ده كان نفس إحساسى قبل ما أمد إيدى ورايا وامسك زبك يا روح ريرى ... تعرف ...
لما كان أبو منى هنا فضل يوم بليلة يرزع فيا ومحستش إنى اتمتعت رُبع المتعة اللى اتمتعتها معاك فى النص ساعة دى .... كنت باصرخ وبامثل إنى مبسوطة لكن مكنتش باجيب شهوتى غير لما أغمض عنيا وأتخيل إن إنت اللى نايم معايا

  • يعنى انا لما اتجوز منى مش هاتمتع معاها غير لما اتخيل إنى نايم معاكى إنتى
  • بالعكس ... إنت هتتمتع مع منى أكتر منى بكتير ... منى بنتى وانا أكتر واحدة عارفة إمكانياتها زى مانا عارفة إمكانياتك... منى لو داقت المتعة اللى بتمتعها لى دى مرة واحدة بس هتعمل معاك أكتر من اللى باعمله انا .... مش منى بس .... أى ست فى الدنيا لو عملت معاها اللى بتعمله معايا مش هتنساك
  • مش فاهمك يا ريرى .... يعنى انتى محستيش إنك متضايقة لما خطبت منى وبعدت عنك الفترة دى كلها
  • لأ زعلت وكنت مخنوقة كمان وهاموت من القهر.... بس مش علشان إنت خطبت منى لأ.... علشان اتحرمت من وجودك يا أمجد ومكنتش لاقية حاجة تعوض غيابك وحسيت إنى اتحرمت من الحاجة اللى مخليانى حاسة بأنى ست كاملة من حقها إنها تنبسط
  • طيب وعلاقتنا بعد كده هتبقى ازاى ؟ أنا دلوقتى إتأكدت إنى مش سهل ابعد عنك
  • هتبقى زى ما كانت قبل كده يا أمجد ... لما نلاقى فرصة نستغلها ونقضى ليلة أو حتى ساعة ولا نص ساعة مع بعض ... لكن مش هاسمح لنفسى إنى أدمر علاقتك بمنى لإنى عارفة أد ايه هى بتحبك وانت أد أيه بتحبها... بينّا وبين بعض هابقى عشيقتك السرية زى مانا ... لكن غير كده هبقى حماتك وهاطلع عين أمك لو زعلت بنتى
  • يعنى إنتى النهاردة ....
  • أوعى تكمل .... أنا لما ندهتلك النهاردة مكانش فبالى حاجة من اللى حصلت دى .... والجلابية اللى كنت لابساها دى عندى زيها كتير ومبلبسش غيرهم طول مانا فى البيت ... وامك شافتنى كتير وانا لابساهم بس إنت أول مرة تشوفنى بيها .... مكنتش اعرف إنها هتهيجك كده ... كويس إنى عرفت علشان أجيب للبت منى كام واحدة فى جهازها
  • حاجة غريبة قوى ... منى بتتعلم من امى وانا باتعلم من امها
  • هههههههههههه .... طب قوم بقى يا روح امك البس هدومك واطلع شقتكم .... وانا هالبس الجلابية تانى واقولك الكلمتين بتوع السلم ... لسه هلم هدومى اللى بعترتها فى كل حتة دى
وارتدى أمجد ملابسه بينما ارتدت ريرى جلبابها المثير وكالعادة غابا فى قبلة ساخنة خلف الباب قبل ان تتأكد ريرى من إنتظام وضع ملابسها وملابسه وتودعه من خلف الباب بصوت مرتفع

  • متشكرة قوى يابنى ... يخليك لينا ... إنت هتجيب منى من الكلية الساعة كام؟
  • الساعة 4 يا طنط .... متقلقيش مش هأخرها عالغدا
  • خلاص هاعمل حسابى تتغدى معانا النهاردة .... هتيجوا تلاقوا الغدا جاهز
  • خلاص .... هأقول لماما علشان متعملش حسابى عالغدا
صعد أمجد لشقته ليجد أمه منهمكة بالمطبخ ليحييها ويقبل يدها

  • أنا جيت يا ماما ... اساعدك فى حاجة ؟
  • لا يا حبيبى .... خش خد دش والبس حاجة كويسة كده وحط برفان علشان تروح تجيب منى
  • لسة بدرى على معاد منى .... أنا هاخش اذاكر شوية علشان اعرف اقعد معاها النهاردة ... النهاردة أظن حسب إتفاقنا إننا هنقعد نحب فى بعض زى أى اتنين مخطوبين فى الدنيا
  • يخربيت المحن اللى انتوا فيه .... يا واد انتوا مبتشبعوش حب فى بعض
  • يا حضرة الناظرة ده حب متخزن بقاله 18 سنة وبنطلعه دلوقتى
  • طيب يا خويا ... إنت أتأخرت عند حماتك كده ليه؟
  • يا ستى باطمنها إن بنتها هتفضل فى حضنها وإنى مش هاخطفها منها ولا حاجة ... الست دى متعلقة قوى ببنتها
  • طبعا يا حبيبى .... ملهاش غيرها فى الدنيا ... حط حماتك فى عنيك يا أمجد هتحافظ على حب بنتها ليك
  • طبعا يا أمى .......... حماتى عايزانى اتغدى عندهم النهاردة ... قلت استأذن مِنك الأول
  • مش محتاج إذن يا حبيبى ... إنت دلوقتى راجلهم فى غياب أبو منى ... لازم الناس تشوفك دايما جنبهم .... روح ذاكر دلوقتى علشان تبقى براحتك
وعاد أمجد لغرفته لينظر للوحة الرسم التى إنتهى منها وبكل بساطة يمد يده ليمزقها ويضع لوحة جديدة بيضاء ليعيد الرسم من جديد

إكتشف أمجد فى تلك اللحظة أن تلك الممارسة الجنسية فجرت فى ذهنه أفكار جديدة أو " حررت عقله " وجد شلال مندفع من الإبداع يتسابق ليصب فى لوحة الرسم المفرودة أمامه ليخرج خلال ساعتين فقط رسمه الهندسى الذى غير مجرى حياته

إرتدى أمجد أفضل ما وجده فى دولابه بعد أن أخذ حماما أزال به ما علق بجسده من آثار جنونه الأخير مع أم منى وتعطر بالعطر الوحيد الذى يمتلكه والذى أهدته له منى وانطلق بسيارة أبيه لينتظر منى الرقيقة قريبا من مدخل الجامعة منتظرا خروج أجمل وأرق فتاة ستخرج من بابها

...........................................................................................................​

أطلت الجميلة منى من باب الجامعة تحيطها صديقاتها وتتمسك صديقتها المقربة صفاء بذراعها وكأنها تفخر بأنها الصديقة المقربة لتلك الجميلة التى كانت كل الروؤس تلتفت نحوها دائما لكن لم يجروء أى شاب على محاولة التقرب منها خوفا من حراسها الأربعة الذين دائما ما يظهرون فجأة لو فكر أحدهم فى محاولة التعرف بها أو حتى الإقتراب من محيطها

بحثت منى سريعا عن سيارة حبيبها الخضراء لتلمحه واقفا بين أصدقائه فى مزاحهم الخشن وضحكاتهم العالية فتوجهت الأميرة بركب الصديقات اللاتى يحطن بها وصفاء تهمس فى أذنها

  • بت يا منى .... متعرفينى عالواد طايل ده
  • يا بت انا مش معرفاكى عليهم كلهم من كام يوم .... هى قصة
  • أمال لما كنا عندك كنت رايحة جاية قدامه ولا كأنه شايفنى ... كأنى هوا فى المكان
  • وانتى عايزة إيه منه ؟ مش إنتى بتخافى من شكلهم ؟
  • بسٍ شكلهم بيبقى حلو قوى وهما بيضحكوا ومش قالبين وشهم
  • إيه يابت ؟ شكلك مهتمة
  • أه يا بت .... حاسة إنهم رجالة بجد مش بتوع كلام فاضى ومشى مع البنات وخلاص ... ده أمجد خطبك فى يومين اتنين
  • طب كلميه عادى ... هم بيخافوا يبتدوا كلام مع البنات ليكسفوهم
  • أكلمه أقوله إيه
  • أى حاجة .... عايزة محاضرة أو مفهمتش حاجة فى المحاضرة ...أى حاجة من دى ... واهى فرصة واقف مع أمجد النهاردة أهو
ويجتمع أخيرا أمجد مع حبيبته لينسى أن حولهم جمع كبير من الأصدقاء والصديقات ليمسك بيديها بين يديه وينظر إليها نظرة يحتضنها بها كما اعتاد طوال الإسبوع وتكاد تنسى نفسها وتلقى بنفسها بين ذراعيه إلا إنها تنتبه فى آخر لحظة

  • أمجد .... البنات كانوا عايزين يتعرفوا عليك .... مقدرتش أعزمهم كلهم الجمعة اللى فاتت ومعرفناش نتجمع طول الإسبوع بس النهاردة اتجمعنا
  • كلهم معزومين على حفلة الخطوبة طبعا.... الحفلة هتكون يوم 14 يناير وكلكم معزومين
ويندمج الجمع فى مرحه وتنطلق الفتيات فى الضحك وتقترب صفاء من طايل لتسر له ببعض كلمات يقابلها بإبتسامة واسعة وتنظر لهم منى بنظرة لطالما رأتها بعينى أم أمجد .... فهاهى قصة جديدة تولد على إيديها وسترعاها كما رعت أم أمجد قصتها

فيوم الخميس كان يمثل لشباب الجامعات وقتها يوم المرح ... ويوم الحب للمحبين

ويقتحم الجمع فتاة مجهولة جميلة لتحتضن منى حضن طويل ... وتهمس فى أذنها

  • مش عارفة أشكرك إزاى يا منى ... إنتى أنقذتينى
وتتقدم الفتاة من أمجد لتشد على يديه وتهنئه وتنظر لرفعت نظرة شكر يقابلها بإيماءة من رأسه

وينفض الجمع أخيرا حول الحبيبين ليفتح أمجد باب السيارة لمنى كما اعتاد لتجلس جلستها الأنيقة ليغلق الباب ويتجه للناحية الأخرى ويأخذ مكانه خلف عجلة القيادة وتتشابك أصابعهما

  • مين دى اللى سلمت عليا يا منى
  • دى البنت اللى كنت حكيتلك عليها يا أمجد ... بتاعت سنة رابعة ... واضح إن رفعت خلصها من ممدوح ... معقولة لحقت تنسى ؟
  • وانا معقولة افتكر موضوع بنت تانية وإنتى موجودة فى حياتى يا حياتى
  • إيه ده إيه ده .... دا إحنا اتطورنا كتير أهو وبقينا بنعرف نقول كلام حلويا قومندان
  • كفاية محن بقى زى امى ما بتقول ... أمك عزمانى عالغدا النهاردة .... هنقعد مع بعض كتير يا بت
وعاد الخطيبان لشقة أم منى وتناولا الغداء ولم يشعر أمجد بأى تغير فى إحساسه تجاه منى ولم يشعر حتى بشكة ضمير واحدة ويده تتسلل لتمسك بيدها الرقيقة أسفل الترابيزة فى وجود الأم التى كانت فى أحيان كثيرة تتعمد تركهما منفردين لدقائق بعد أن انتقلت جلستهم بعد الغداء للصالون ولم تشعر أم منى بأى شعور قد يتوقعه القارئ بغيرة من إبنتها حتى بعد أن شاهدتها وأمجد يلف ذراعه حول كتفها وهى تميل لتستند برأسها على كتفه بل تركتهما يستمتعان بدقائق قليلة قبل أن تفتعل جلبة تنبههما وكم كانت سعادتها وهى تشاهد إحمرار وجهيهما خجلا عندما ألمحت لهما برؤيتها لهم

فحبها لمنى يفوق أى حب آخر وهى حددت علاقتها بأمجد فى حدود الإشباع جنسى من فتى دربته على فنون الجنس فتفوق فيها ولن يحزنها أن تكون من ستستمع به لباقى عمرها هى أقرب الناس لقلبها .... الرقيقة منى

........................................................................................................​

لم ينته هذا اليوم بالنسبة لأمجد ومنى إلا قبل شروق شمس اليوم التالى فحتى بعد أن غادر شقة منى وأمها فى التاسعة حسب الأصول إستمر حوارهما فى التليفون فقد سمح له أبوه وأمه بإستخدام التليفون فاليوم التالى إجازة ولن يؤثر سهرهما على دراستهما لكن بالطبع قبل أن تتركه أمه للذهاب لغرفتها تركت له نصيحة

  • طبعا إنت وهى هتفضلوا ترغوا فى التليفون لغاية الصبح
  • يا ماما مش إنتى وبابا وافقتوا نتكلم الليلة فى التليفون زى ما إحنا عايزين ؟
  • إتكلموا براحتكم يا حبيبى .... وطبعا بكرة هتفطروا سوا فى السطح ؟
  • ده بعد إذنكوا طبعا
  • طيب يا حبيبى .... بلاش تفطروا فى البرجولة وخليكم برة
  • إشمعنى يعنى ؟
  • بكرة الجمعة يا حبيبى وكل الأسطح اللى حوالينا هتكون مليانة ناس ... لازم الناس يشوفوكم قدام عنيهم دايما علشان محدش يفتح بوقه بكلمة عليكم
  • عندك حق يا أمى .... بس مش ملاحظة إننا قبل ما نتخطب كنا واخدين راحتنا أكتر من كده
  • علشان مكانش المحن طافح منكم يا روح أُمك زى ماهو طافح دلوقتى ... روح ياخويا كمل رغى قبل ما منى تنام ... تصدق البت وحشتنى ... مشوفتهاش النهاردة خالص ... بكرة قولها إنها هتقضى اليوم معايا ... وخليها هى وامها يطلعوا يتغدوا معانا بكرة ... فرصة اقعد مع ريرى شوية ... من يوم قراية الفتحة معرفتش أقعد معاها ساعة على بعضها
  • حاضر يا ماما ... هقول لمنى وامها إنهم يطلعوا عندنا وهاعرف منى إنها هتقضى اليوم معانا
  • أنا قلت معايا مش معانا ... روح يا ممحون كمل رغى
كانت أم أمجد بحكمة السنين التى إكتسبتها من خلال عملها كمدرٍسّة ومديرة مدرسة دائما ما ترشد أمجد وإخوته وبالطبع إبنتها المحببة لقلبها منى إلى إتباع الأصول التى نشأت عليها والتى كانت وقتها قواعد لا يجوزمخالفتها وكان حرصها على سمعة منى بين جميع الجيران هو ما يدفع أم منى للثقة بأن أبنتها فى امان طالما هى بجوار أم أمجد وأنها ستتعلم منها ما لا تستطيع هى تعليمه لها

وفعلاً كانت الأسطح ممتلئة بالجيران صباح الجمعة فالكل يستمتع بشمس الصباح ... فعائلات تتناول إفطارها مع صغار يلعبون ويملأون الجو ضجيجاً وفتيات ينظرن حولهن بنظرات خفية يلحظون شبانا يستعرضون أنفسهم علهم يحظون بنظرة من إحدى الفتيات لكن بمجرد ظهور أمجد يعد ترابيزة و كرسيين بجوار البرجولة تتبعه منى تحمل صينية الإفطار تحول الكل لتحيتهم ومراقبة تصرفاتهم والحديث معهم لتهنئتهم ودعت الكثير من الأمهات وبناتهن منى لبيوتهن لكنها إعتذرت لهم برقتها الرائعة فلا وقت لديها لتضيعه فهى إما مشغولة بمذاكرتها وإما مشغولة بحبيبها .... وأخيرا جلس العاشقين لتناول إفطارهما ولم يحاول أمجد لمس يد منى فهم تحت مراقبة أعين كثيرة تراقب كل حركاتهم

لم يحدث بينهما أى تلامس جسدى لكن أعينهما كانت معلقة ببعضهما يتحدثان بلغتهما الخفية التى لا يفهمها سواهما وأخيرا تحدث أمجد بعد أن غابا فى موجة ضحك طويلة

  • فاكرة يا بت ؟
  • وده يوم يتنسى ؟
  • يومها أمك ادتنى حتة علقة
  • كنت خايفة لتقول لامك ... ابوك كان هيقتلك لو عرف
  • طبعا علقتك كانت أسخن من علقتى
  • بالعكس بقى .... كنت فاكرة امى هتقتلنى يومها ... بس بعد ما نزلِت كانت هادية خالص وخدتنى فى حضنها وفهمتنى بالراحة
  • ماهى أكيد طلعت غلها كله فيا أنا ... طول عمرك مغلبانى معاكى يا مجنونة
  • عارفة يا حبيبى ... وعلشان كده طول عمرى باحبك
  • آآآآآآآآه ..... قوليها تانى كده
  • باح.. بك
  • يخربيت الرقة ... عايز احضنك يا بت بس مش قاااادر
  • بكرة نشبع أحضان ...... أمك قالتلى كده
تعجبت من حكى الباشا لهذا الحوار الذى كان يلقيه على وعيناه تفيض بحب حقيقى لمنى وعدم تأثر بعلاقته بأمها لكن ....

هى تعقيدات النفس البشرية التى قد يصعب على كإنسان عادى فهمها

قضت منى اليوم مع أسرة أمجد وانضمت أمها إليها ولم يكن لأمجد اى فرصة للإنفراد بها إلا لدقائق قليلة تشابكت فيها أصابعهما وهو يعرض عليها لوحته بفخر لكن كان فخرها برسمه يفوق فخره ... فهى شعرت بأنها كانت ملهمته لإخراج لوحته الهندسية الأولى ... كانت محقة فبالفعل كان أمجد يرسم تلك اللوحة وصورة منى لا تفارق مخيلته ولو للحظة

..........................................................................................................​

يوم السبت لم يكن الحديث بين كل أفراد دفعة السنة الإعدادية يدور إلا حول اللوحة الأولى المطلوب منهم تسليمها فى اليوم التالى وهكذا كان يدور الحوار بين أمجد وصديقاته الخمس حول نفس اللوحة

فى هذا الوقت كانت اللوحة الأولى عادة ما تكون لوحة بسيطة عبارة عن رسم لمجموعة أشكال هندسية بسيطة أو مركبة لقياس قدرة الطالب على إستخدام أدواته وفهمه لل scale والعلاقة بين الفراغ والمنظور ومثل تلك الأشياء ... لكن الدكتور إبراهيم عندما تولى تدريس المادة لطلبة الإعدادى حول تلك اللوحة لتكون عن إستخدام تلك الأشكال فى تصميم بسيط ليكتشف قدرة الطلبة على الإبتكار وتنمية ملكة الإبداع لديهم ... فالدكتور إبراهيم كان مهندس بدرجة فنان وكان همه الأول تحويل طلبة العمارة لمبدعين فهو يرى أن المصمم لابد أن يكون مبدعا لا أن يكون مجرد صانع قوالب خرسانية

  • حد فيكوا خلص اللوحة ؟
  • أنا يا سهام خلصتها ... هو انتى لسة مخلصتيهاش ؟
  • خلصتها ؟ يا بنى إنت ناويلها من أول السنة كده ... أنا حاسة إنى باشخبط ... طبعا يا عم شكلك كده عمارة من غير كلام
  • عمارة إيه يا سميرة ؟ أنا هادخل ميكانيكا زى ابويا طبعا ... على الأقل هيلاقيلى شغل لما اخلص
  • طب ما تساعدنى يا أمجد أخلصها .... وليك عندى غدوة محصلتش
  • أساعدك إزاى يا سهام والسيكشن بكرة ؟
  • تعالى معايا البيت بعد الكلية النهاردة ساعدنى فى رسمها وأغديك
  • بعد الكلية عندى مشوار مقدرش اسيبه ... وبعدين آجى معاكى فين ؟ إنتى عايزة أبوكى يقتلنى ؟
  • يا سيدى متقلقش من ابويا ... إنت خايف ولا إيه ؟ أمال مصارع وعسكرية وبتاع
  • لا يا ستى مش خايف ... بس الأصول أصول ... وبعدين متقلقيش ... أول لوحة دى مافيش عليها درجات ... إرسميلك عمودين وفى وسطهم شوية بلوكات وخلاص ... آخرها المعيد هيقولك كلمتين رذلين وخلاص ... ولّا حتى مش هيقول ... هما غلاستهم بتبقى عالولاد بس
كانت سميرة تتابع حوار أمجد مع سهام وهى تشعر بشئ ما يثير غضبها ... لاتعرف ماهو لكنها شعرت بالغضب ... فسهام بالرغم من أنها صديقتها الحميمة إلا أنها تختلف عنها تماما فى طباعها ... فسميرة دائما تحت مراقبة أهلها ولا يُسمح لها بتلك الحرية التى تعيشها سهام ... فسهام إبنة وحيدة لمقاول معروف تعيش فى فيلا كبيرة فى الحى الراقى الذى يبعد عن حى سميرة بنصف ساعة وقد خصص لها أبوها ملحق خاص للمذاكرة يقع بطرف الحديقة بخلاف غرفة نومها بالفيلا وسهام شخصيتها منفتحة جريئة لا تخجل من التصريح بين صديقاتها بأنها تعشق النظر لأجساد الرجال وبينما خجلت سميرة حتى من تعريف صديقاتها بما ينتابها من حالات شبق فإن سهام لا تخجل من القول بانها كثيرا ما تداعب نفسها متخيلة نفسها مع هذا الممثل أو ذاك الرياضى المعروف ولم تخجل يوم أن أخبرتهم عن عثورها على مجلة جنسية بين أغراض أبيها تمتلئ بصور جنسية حفظتها وكادت تصفها لهن لولا إعتراضهن جميعا

لم تكن سميرة تدرى أنها تنزلق بقلبها دون أن تدرى جهة أمجد ولم تكن تريد التصريح حتى لنفسها أن الشعور الذى إنتابها الآن هو شعور بالغيرة لكنها كتمت شعورها بداخلها ولم تسمح لشعورها بالظهور على وجهها

وجدت سميرة نفسها فى هذا اليوم تتوق للإنفراد بأمجد وحين بدأت المحاضرة وجدت نفسها تدفع فخذها بقوة ليلتصق بفخذه ولأول مرة تتحين فرصة لتلصق كتفها بكتفه وذراعها بذراعه

لم يشعر أمجد بالطبع بهذا التغير فهو شديد التركيز بعقله فى محاضراته وبقلبه فى محبوبته حتى لو لاحظ فسيعتبر إلتصاق سميرة به أمر طبيعى لإزدحام المدرج بالجالسين

كان اليوم التالى من أهم الأيام التى مرت عليه فى حياته وإن كان فى بدايته إعتبره يوم دراسة عادى ولم يكن يتوقع أن يكون هو اليوم الذى سيتغير فيه مسار حياته ويجعل من الدكتور إبراهيم ثانى أهم الأشخاص المؤثرين بمسيرته بعد الرقيقة منى

بدأ اليوم بداية عادية وكل طالب يستعرض رسمه بين زملائه المقربين حتى بدأت محاضرة الدكتور إبراهيم وتبعتها المحاضرة الثانية حيث تفرق الطلبة بعدها لمجموعتين لتتجه كل مجموعة لإحدى القاعات الكبيرة التى خصصت كقاعات خاصة بسكاشن الرسم الهندسى لطلبة الصف الإعدادى ووقف الطلاب فى صفوفهم كل خلف إحدى ترابيزات الرسم ليبدأ فى فرد لوحته عليها وتجمع المعيدين للمرور على اللوحات لتقييمها وإرشاد كل طالب لإخطاءه والسعادة تبدو على وجه المعيدين بالطبع فهو يوم إستعراض قدراتهم كمهندسين أمام هؤلاء المستجدين و .... المستجدات

كان الدكتور إبراهيم يتنقل بين القاعتين لا يهدأ فهى الفرصة الأولى له هذا العام للتعرف على تأثيره على طلبته الذين كانوا يحبونه حقا لإسلوبه السلس فى الشرح وأناقته فهم دائما ما يشعرون بأنهم فى حضرة فنان وليس مجرد أستاذاً جامعياً يلقى لهم محاضرة عن فن العمارة

فوجئ الدكتور إبراهيم فى إحدى مرات مروره المتكررة بإشتباك بين أحد المعيدين وطالب تبين له أنه أمجد ليسرع للمشتبكين ويستفسر عما يدور بينهم

  • خير يا دكتور فيه إيه ... خير يا باشمهندس
  • الباشمهندس يا دكتور إبراهيم جايب اللوحة دى وعايزنى أصدق إن هو اللى رسمها ... تصدق إنت إن طالب لسة متعلم الإسبوع اللى فات يمسك المسطرة يرسم لوحة زى دى
  • يا دكتور أنا إتولدت والمسطرة دى فى بيتنا ... واتعلمت استعملها من وانا فى اولى إعدادى
  • طيب إهدوا إنتوا الأتنين إحنا فى كلية محترمة مش فى الشارع
ونظر الدكتور إبراهيم للوحة المفرودة على ترابيزة الرسم نظرة خبير ليرى فيها مالم يره المعيد ... فاللوحة الأولى لطالب الهندسة عادة ما تكون لوحة ساذجة مليئة بالأخطاء أو منقولة من لوحة أخرى موجودة بكتب الرسم الهندسى لكن ما يراه أمامه ليست بلوحة منقولة ولا بلوحة ساذجة

  • كمل إنت شغلك يا دكتور .... وإنت يا أمجد هات اللوحة دى وحصلنى على مكتبى
وطوى أمجد لوحته برفق شديد على شكل الإسطوانة وخرج من القاعة تتبعه عيون باقى زملائه بعضهم فى إشفاق وأكثرهم فى شماتة ليصل لمكتب الدكتور إبراهيم ويدخل بعد أن يدق الباب بإحترام شديد

  • تعالى يا أمجد ... إتفضل أقعد
  • شكرا يا دكتور
  • إنت اللى رسمت اللوحة دى يا أمجد
  • طبعا يا فندم انا اللى رسمتها
  • إنت والدك بيشتغل إيه يا أمجد ؟
  • مهندس يا فندم
  • يابنى قلتلك قبل كده بلاش افندم دى ... والدك ساعدك فى رسمها
  • حضرتك أنا والدى مهندس ميكانيكا يعنى علاقته بالرسم المعمارى إنقطعت من ساعة ما دخل أولى هندسة
  • وإزاى ال scale ظبط معاك من أول لوحة كده
  • يا فندم إحنا بندرس طبوغرافيا عسكرية ورسم خرايط من أولى ثانوى وكان اللى بيقصّر بيقضى نص أجازة الصيف محجوز فى المدرسة يعنى ال scale بالنسبة لى شئ بسيط
  • بيقصر إزاى يعنى ؟
  • يعنى يسقط يا فندم
فنظرالدكتور إبراهيم لوجه أمجد وهو يتمنى أن يكون ما يسمعه الآن حقيقيا وفجأة يغير مجرى الحديث

  • إنت بتسمع مزيكا يا أمجد
  • أيوه يا فندم باسمع موسيقى طبعا
  • بتسمع إيه ؟
  • معظمها موسيقى كلاسيك ... غالبا باسمعها لوحدى ... كل اصحابى وحتى عيلتى مبيفهموهاش
  • وطبعا كنت مشغل موسيقى وانت بترسم
  • مظبوط يا فندم
  • كنت بتسمع إيه ؟
  • مش فاكر حضرتك بالظبط ... لكن أعتقد إنها السيمفونية الخامسة لبيتهوفين
وضرب الدكتور إبراهيم بقبضته وانتفض واقفا وكأنه عثر على كنز أو كأنه أيزك نيوتن قد اكتشف الجاذبية فوقف أمجد إحتراما لوقوفه

  • يعنى يا أمجد لو اديتك شوية داتا مختلفة تقدر ترسم لوحة تانية زى دى
  • طبعا يافندم أقدر
والتقط الدكتور ورقة بيضاء من سطح مكتبه كتب بها بعض البيانات الهندسية وناولها لأمجد

  • طب خد الداتا دى نفذلى بيها بلان وهاستناها منك بكرة
  • وليه بكرة حضرتك ... السيكشن لسة فاضل فيه 3 ساعات وواضح إنى مش هارجعله النهاردة طبعا ... أروح القاعة التانية لو سمحتلى أرسمها فيها
  • يعنى إنت رسمت دى فى 3 ساعات
  • أقل من 3 ساعات حضرتك
  • طيب إنت هتقعد هنا فى المكتب ال 3 ساعات دول قدام عينى واستخدم ترابيزة الرسم بتاعتى ... أديك يا سيدى هترسم على ترابيزة الدكتور إبراهيم شخصيا ... تستعمل أدواتى ولا تستنى لما أبعت أجيب أدواتك من القاعة
  • ليا الشرف يافندم إنى أستعمل أدواتك
  • يابنى قلتلك باتخنق من كلمة افندم دى ... تحب تشرب إيه ؟ أجيب لك لمون علشان تهدى نفسك وانت بترسم
  • أنا باحب اشرب شاى بالنعناع وانا بارسم ... لو مش هيضايق حضرتك
  • هيضايقنى فى إيه ... إتفضل الترابيزة والورق والمسطرة وكل اللى هتحتاجه هناك وانا مش هاتحرك من هنا غير لما تخلص
وضغط الدكتور إبراهيم الجرس ليستدعى فراش المكتب ويطلب منه عمل كوب شاى بالنعناع لأمجد وإحضار أدواته من القاعة وبأن يخبر الدكتور***** وهو المعيد الذى كان يشتبك مع أمجد بالحضور بمجرد إنتهاء السيكشن لمكتبه

وبمجرد خروج العامل يلتقط الدكتور إبراهيم شريط كاسيت من علبة الشرائط الموجودة خلفه ليضعها بجهاز الكاسيت الذى لا يفارق مكتبه ويضغط زر التشغيل لتنطلق فى الحجرة موسيقى السيمفونية الخامسة لبيتهوفن

سيمفونية ضربات القدر

قبل مرور الساعات الثلاث كان أمجد إنتهى من لوحته الثانية والدكتور إبراهيم يراقب حركاته بإهتمام ويرقب حركة سبابته على شاربه وإبتعاده عن اللوحة ثم إقترابه منها ووقوفه الدائم وعدم الجلوس على الكرسى الموجود أمام لوحة الرسم وموسيقى السيمفونية الخامسة تدور حوله وكلما إنتهى الشريط يعيده ليعمل مرة وراء أخرى كأنه يكرر ضربات القدر حول أمجد

إنتهى أمجد من الرسم قبل مرور الساعات الثلاث وأخبرالدكتور إبراهيم بإنتهائه ليقوم الدكتور من كرسيه لأول مرة لينظر للوحة

وقف الدكتور إبراهيم يطالع اللوحة بإهتمام ويراجع كل تفاصيلها قبل أن يستدير ليحتضن أمجد بقوة ويمسك بذراعه ليجلسه على الكرسى المقابل لمكتبه ليكلمه وهو يدور بأرجاء الغرفة

  • بص يا أمجد ... إنت تعتبر نفسك من النهاردة دخلت عمارة
فيقف أمجد إحتراما لوقوف أستاذه

  • بس أنا كنت ناوى على ميكانيكا حضرتك
  • إترزع أقعد ومش كل ما هاقف هاتقف ... مافيش ميكانيكا ... دا أنا أقتلك لو فكرت فى قسم غير عمارة ... ولو خايف على زعل ابوك ادينى تليفونه وانا هاكلمه ... أو حتى هاروحله ... قلت عمارة تبقى عمارة
  • اللى تشوفه حضرتك يا فندم
  • واعمل حسابك من أول أجازة الصيف هتنزل معايا المكتب تتدرب .... لأ أول الأجازة إيه ... من أول الإسبوع الجاى ... وعارف .... هتقولى الكلية والتمرين ... هتنزل المكتب مرتين فى الأسبوع ... كل مرة ساعتين بليل ...من 7 ل 9 وهتاخد مرتب محترم ... 120 جنيه بحالهم فى الشهر
  • مقدرش أخالف أوامر حضرتك ... بس لازم آخد إذن بابا الأول
  • إدينى تليفونه هاكلمه قدامك حالا دلوقتى وآخدلك الإذن
وبالفعل يتصل الدكتور إبراهيم بوالد أمجد الذى كان عائداً لتوه بعد يوم عمل مرهق فانزعج أولا عندما علم أن الذى يحدثه أحد أساتذة أمجد فقد توقع وجود مشكلة لأمجد لكنه تحول إلى الفرح الشديد وهو يرحب بعرض الدكتور لإبنه

شعر عم حسن يومها بالفخر الشديد ... فحلمه بأن يكون ابنه مهندس له بصمة مميزة وليس مجرد مهندس موظف يلوح أمام عينيه وفخور بابنه الذى لم يقبل بتلك الفرصة إلا بعد موافقته شخصيا عليها

وضع الدكتور إبراهيم سماعة التليفون ليمد يده إلى مكتبته يلتقط منها كتابا متوسط الحجم يناوله لأمجد

  • إيه ده يا دكتور .... فلسفة اليوجا ؟
  • ايوه يا أمجد فلسفة اليوجا ... اليوجا هتخليك تتحكم فى نفسك .... وقلبة الوش اللى شفتها وانت بتتكلم مع المعيد بتاعك مينفعش تبان تانى فى أى حتة... علشان تنجح فى حياتك العملية لازم اللى قدامك ميعرفش إيه بيدور جوة مخك ... لازم تتحكم فى كل عضلة فى جسمك ومتخليش جسمك هو اللى يتحكم فيك ... عايز الكتاب ده يكون أول خطوة فى طريق نجاحك
  • شكرا يا دكتور
  • ومش عايز حد من زمايلك هنا فى الكلية يعرف إنك بتشتغل معايا فى المكتب علشان لو توقعى طلع صح .... وهيطلع صح ودرجاتك كانت عالية محدش يفتكر إن ده بسبب شغلك معايا ... فاهمنى طبعا
  • فاهم حضرتك يا فندم
ويقطع حديثهم صوت طرقات خفيفة يدخل بعدها المعيد الذى تشاجر مع أمجد فى بداية السيكشن

  • إتفضل يا دكتور ***** أنا طلبتك علشان أمجد يعتذرلك قدامى وأتأكد بنفسى إنه مش هيكررها تانى .... إعتذر للمعيد بتاعك يا أمجد
  • أنا آسف يا دكتور بس كنت زعلان عالمجهود اللى عملته فى اللوحة ومعجبش حضرتك ... أنا آسف مرة تانية
  • خلاص يا أمجد الدكتور قبل إعتذارك ... خد حاجاتك وسيبنا دلوقتى عندنا شغل ... وبالمناسبة ... إنت عارف إن بطولة الجامعة عندنا هنا يوم الحد الجاى ... لو مجبتليش دهبية هتبقى وقعتك سودة .... أنا هاعتذر عن المحاضرة يومها والمحاضرة التانية هتبقى مكان محاضرتى ... وطبعا مش هيكون فيه يومها سيكشن رسم علشان زمايلك يروحوا يشجعوك .... ولأنى مش هاكون فاضى طبعا ... مع السلامة
ويلتقط أمجد أدواته الموضوعة بجوار مكتب الدكتور إبراهيم وينصرف ويغلق الباب خلفه بهدوء

إلتفت الدكتور إبراهيم للمعيد ونظر له نظرة أب يوجه إبن

  • بص يا بنى ... أنا خليت الطالب ده يرسم لوحة تانية قدامى هنا ... هى لسة على ترابيزتى هناك تقدر تبص عليها ... ... إحنا كل كام سنة هنا بيجيلنا طالب واحد موهوب ... والطالب ده موهوب بالفطرة ... أنا مش عايز يتخرج من تحت إيدى مهندسين يرتكبوا جريمة زى اللى إرتكبوها اللى صمموا تلوث بصرى وسموه بلوكات مساكن شعبية ... أنا عايزكم مهندسين فنانين ... بص عاللوحة كده وقولى رأيك إيه
ويتجه المعيد للوحة لينظر لها فى تعجب وإعجاب

  • معقولة يا دكتور طالب إعدادى يرسم لوحة بالدقة دى ؟ ... حتى لو موهوب كان لازم يغلط فى الscale عالأقل
  • واضح إنه إتعلم الscale فى المدرسة العسكرية ... ولأنه موهوب إستوعبه وهضمه وبقى بيظبط معاه تلقائى من غير حتى ما هو يحس ... أعتقد كده إن المدارس العسكرية سبقت مدارس التربية والتعليم بكتير ... بص بقى ... من الإسبوع الجاى إحنا هنغير النظام ... بدل ما كل السيكشن ياخد نفس البلان ينفذوها فى البيت هتحضر 10 بلانات ... كل طالب ياخد لوحة مختلفة عن زميله ... وتسليم البلانات للقسم هيكون قبل معاد السيكشن بيوم... وبالنسبة لأمجد هياخد لوحده غير كل زمايله بلان أصعب من زمايله كلهم وانا اللى هاجهز الداتا بتاعتها بنفسى ... علشان منظلمش باقى زمايله لإن مستواه أعلى منهم بكتير
  • هو حضرتك إديته فكرة البلان اللى رسمه ده ؟
  • لالالالالا ...... دى فكرته هو
  • وجابها منين دى ؟
  • جابها من المزيكا يا أستاذ .... ضربات القدر ..... الولد ده الموسيقى بتترجم فى دماغه لأفكار... ولو غيرت المزيكا هيرسم بلان غيرها ولو غيرتها يرسم بلان تالتة .... ده فنااااان يا دكتور فناااان ... فنان تصميم حقيقى مش زيكم فنانين بلوكات خرسانة جاهزة و باليتات طوب خفيف
خرج المعيد وهو يتعجب من حالة الدكتور إبراهيم وهو يظن أن الدكتور العظيم إما سكران أو أنه تعاطى شيئا ما جعله فى مثل تلك الحالة التى رآه عليها

بينما كان الدكتور إبراهيم يتناقش مع المعيد كان أمجد يقف وسط صديقاته اللاتى كان القلق عليه يفترسهن من إصطحاب الدكتور إبراهيم له وعدم إكمال السكشن وتقافزن زميلاته فرحا حوله بعدما اخبرهم بإعجاب الدكتور برسمه فهاهو أول متفوقى الدفعة يظهر ولحسن حظهن فإن هذا المتفوق هو صديقهم وهن صديقاته ولاأصدقاء له غيرهن بين كل الزملاء .....لكن ..... ظهر غضب عابر على وجه سميرة عندما أمسكت سهام يديه بكلتا يديها وضغطت عليها للحظات قبل ان تتركها

كان هذا الشعور دائما ما يربك سميرة فهى دائما ما تشعر به كلما اقتربت إحدى الصديقات من أمجد أكثرمن المعتاد أو حاولت أن تنفرد به فى غير وجودها .... كانت تحاول أن تنكر ما تشعر به وتنكر على نفسها غيرتها عليه

لم ينتظر أمجد طويلا بين صديقاته بل إنطلق لسيارة ابيه المركونة بعيدا عن باب الكلية لينطلق بها لإصطحاب حبيبته

لقد فتح له القدر ذراعيه وأعطاه فرصة لم يكن ليحلم بمثلها .... تلك الرقيقة التى يقطع الطريق إليها الآن هى أيقونة حظه ... دائما ما يجد القدر يقف جواره يساعده كلما أسعدها ... سيسعدها بكل طريقة ... سيجعلها تحيا كأميرة فهى بالفعل أميرة ... سيجعل كل حياتها سعادة طالما يستطيع

ركن أمجد السيارة فى أقرب بقعة من مدخل الجامعة ولم يطق صبرا لانتظار منى داخل السيارة بل ترك السيارة وقطع الطريق للبوابة الكبيرة ليقع عليها بصره قادمة من بعيد وسط صديقاتها وتلك المرة وجد صديقه طايل يسيرمعهم بجانب صفاء فى مؤخرة موكبهم الصغير مشتبكين فى حديث ضاحك فيظهر كارنيه الجامعة للشرطى الواقف بالمدخل ويندفع تجاه محبوبته وكاد أن يحتضنها لكن نظرة من صديقه نبهته بأنهم داخل الجامعة وتندهش منى لكن نظرة الفرحة التى تطل من وجهه تطمئنها

  • فيه إيه يا أمجد .... أول مرة متستناش فى العربية
  • مفيش حاجة .... خبر حلو قوى مش قادر استنى عايزك تعرفيه
فتنسحب الصديقات ومعهم طايل وتسير منى بجوار أمجد محاولة مواكبة خطواته

  • فيه إيه بقى ... شوقتنى
  • شكلنا هنتجوز بدرى يا بت .... من الإسبوع الجاى هاشتغل بمرتب محترم ... 120 جنيه يا منى ... 120 جنيه
  • إنت بتهزر يا أمجد .... قول إنك بتهزر... وكليتك ؟
  • يا بت أنا هاشتغل يومين فى الأسبوع بس ... بليل ... يعنى 4 ساعات بس فى الأسبوع
  • لآ .... مش مصدقة .... أنا أكيد باحلم
  • مش حلم يا بت ... مش حلم
وتوقفوا بجوار السيارة وفتح لها أمجد الباب لتجلس وهى تتقافز من الفرحة وبمجرد إستقراره بجوارها يحكى لها تفاصيل ما حدث وتتحرك السيارة ولم تتوقف عن التقافز على كرسيها وأصابعها مشتبكة بأصابع أمجد حتى يصلوا لشارعهم ويقف أمجد بالسيارة لتفتح الباب وتقفز منه ولم تنتظره لتستند على ذراعه كما إعتادا ليقطع الحبيبان السلم قفزا لتتوقف منى أمام باب شقتها

  • إنتى رايحة فين ؟
  • هافرح ماما
  • زمان امى وامك وابويا وكلهم مستنينا فوق ... أنا مش قلتلك إن الدكتور إبراهيم كلم عمك حسن
  • صحيح ... يالا بينا
ويقطع الشابان الدورين قفزاً للدور السادس فيجدا باب شقة أمجد مفتوحا وجمع من جيرانهم الطيبين مجتمعين بعضهم جلوساً وأكثرهم وقوفا فعدد الحاضرين فاق عدد المقاعد المتاحة .... أتوا للتهنئة بعدما أعلنتت أم منى عن فرحتها بزغرودة طويلة بمجرد أن أخبرتها أم أمجد بالخبر وكعادة الجيران فى هذا الوقت إستطلعوا الخبر وقرروا مشاركة الأسرتين فرحتهم بمهندسهم الشاب الذى يحقق نجاحاته بسرعة فهو يثبت لهم كل يوم أن الأحلام تتحقق .... أحياناً

بمجرد دخول منى وأمجد للشقة هب أبوه ليتلقفه بحضن طويل نقل له فيه دقات قلبه الفخورة بينما إحتضنت منى أمها وهى تتقافز فرحة ثم ألقت بنفسها فى حضن أم أمجد التى رعت حبها وحققت آمالها حتى قبل أن تدرى هى أن هذا هو حبها وتلك هى آمالها

تركهم الجيران ليتركوا الأسرة للإحتفال وبينما إستكانت منى فى حضن أم أمجد لا ترفع نظرها عن فارسها تحدثت الأم بنبرة صدق حقيقية

  • منى وشها حلو عليك يا أمجد
  • منى طول عمرها وش السعد لكل اللى حواليها يا أم أمجد
  • عمرى ما توقعت اللى حصل النهاردة يا بابا ولا كان ممكن أتوقعه ... عارف إن الشغل فى مكتب الدكتور إبراهيم حلم لأى مهندس فى مصر؟ ده اكبر مصمم فى مصر كلها ويختارنى أنا بالذات وانا لسة فى إعدادى هندسة أشتغل معاه ... ده حلم يا بابا حلم
  • إنت ومنى تستاهلوا كل خير يا بنى .... حافظ عليها زى عنيك ... بعد ما خطبتها بإسبوع واحد القدر بعت لك أكبر فرصة فى حياتك
  • منى دى .... منى دى ...مش لاقى كلمة أقولها عليها توفيها حقها ... طول عمرها سبب حظى
ويتقدم أخو أمجد الأصغر بطبق به قطعتى جاتوه وزجاجتى كوكاكولا ليضعهم على الترابيزة الصغيرة التى تتوسط جلستهم

  • حجزتهم ليكوا بالعافية ... بابا نزل إشترى جاتوه كتير وصندوقين كوكاكولا بحالهم مفضلش منهم غير دول
وتنظر أم أمجد لعينى إبنها المعلقة بعينى منى المستكينة فى حضنها وتفهم فورا ما يتحاورا فيه

  • طيب قوموا يا ولاد كلوا الجاتوه بتاعكم فى أوضتكم ... قصدى فى أوضة أمجد ... أكيد فيه كلام كتير عايزين تقولوه
  • لا يا ماما مش أوضتى ... هى زى مانتى قولتى أوضتنا
  • سيبوا الباب مفتوح علشان لو إحتاجنا منكم حاجة
وتقوم منى من جلستها وهى تنظر لأم أمجد نظرة عتاب لتحتضنها وتهمس فى أذنها

  • مينفعش النهاردة الباب يتقفل عليكم ... بفرحتكم دى خطر يا ممحونة إنتى وهو
وتبتسم منى وتتبع أمجد لغرفته حيث يضع الطبق وزجاجتى الكوكاكولا على المكتب وينظر لمنى التى جلست على طرف السرير لا ترفع عينيها عنه ثم يمد يده ليضغط زر الراديو الصغير الموضوع على أحد ارفف المكتبة لينطلق منه صوت الموسيقى فيقف أمام منى وينحنى أمامها إنحناءة صغيرة مادا لها يده فتبتسم وتقف وتضع كفها الأيمن على كتفه الأيسر وكفها الأيسر فى كفه الأيمن فيضع كفه الأيمن على خصرها ليتحركا فى فراغ الحجرة الضيق يحاولان تقليد ما رأوه فى أفلام السينما من رقص البطل مع البطلة ويندمجا مع الموسيقى وينفصلا عن كل ما حولهم حتى تنتهى القطعة الموسيقية لتفاجئهم وقفة الأسرة كاملة ومعهم أم منى أمام الباب يتطلعون إليهم فى حب ويخفون إبتساماتهم مما يروه

  • إنتوا بتعملوا إيه يا مهابيل إنتوا الأتنين
  • بنرقص يا ماما ... بنرقص
  • بترقصوا ؟ وده رقص ؟ ودى مزيكا حد يرقص عليها ؟
  • بحيرة البجع يا ماما.... swan lake
  • بس انا مشوفتش بجع يا أمجد ... أنا شوفت جوز نسانيس بيتنططوا
  • هنتعلم يا ماما ... هنتعلم وهنرقص أحسن من جون ترافولتا وكارين جورنى
  • دا إنتوا إتجننتوا رسمى وهتجننونا معاكم
وتركهم الجمع لينفردوا بحديث حول مستقبلهم وحلم زواجهم الذى بات قريبا ... تحدثوا عن كل شئ ... حتى تفاصيل فستان الزفاف .... لتقطع الأم كعادتها جلستهم

  • ياللا يا منى .... امك عايزة تاخدك وهى نازلة
...........................................................................................................​

مضى الإسبوع بسرعة وبدأ الإسبوع التالى واحتل أمجد مكانه المعتاد بالمدرج تجاوره سميرة تليها باقى شلة الجميلات وقبل بدء المحاضرة يفاجأ أمجد بفراش مكتب الدكتور إبراهيم يبحث عنه ليعلمه بأن الدكتور إبراهيم فى إنتظاره ليغادرأمجد صديقاته دون قلق تلك المرة فقد بات معلوما لديهم أن الأستاذ العظيم تبنى موهبة صديقهم ومن العادى أن يستدعيه فى أى وقت ودخل أمجد مكتب أستاذه بعد أن يدق الباب باحترام

  • صباح الخير يا أمجد .... أخبارك إيه ؟
  • صباح النور يا دكتور ... كله تمام
  • إنت النهاردة طبعا المفروض أول يوم ليك فى الشغل معايا ... البطولة هتتلعب بكرة ... مافيش داعى تيجى المكتب النهاردة وخليها يوم التلات بس الإسبوع ده
  • ليه يا دكتور ؟ حضرتك هتدفعلى مرتب يبقى مينفعش أغيب أول يوم شغل
  • يعنى ده مش هيأثر على لعبك بكرة
  • يا دكتور متخفش .... لعيبة المصارعة مش متدلعين زى لعيبة الكورة أو محتاجين يريحوا قبل الماتش ... إحنا بنكون يوم الماتش نفسه فى مدارسنا او كلياتنا أو شغلنا عادى ... متقلقش حضرتك
  • ماشى يا بطل .... هستناك النهاردة الساعة سبعة فى المكتب ... أنا كتبتلك العنوان اهو فى ورقة وكتبتلك الوصفة علشان متتوهش... مدينة نصر حى جديد وممكن تتوه فيه ... إتفضل علشان تلحق محاضرتك
  • كان عندى طلب من حضرتك يا دكتور لو تسمح بخصوص ماتش بكرة .... خطيبتى هتحضر الماتش بكرة وعايزها تكون معايا
  • إنت خاطب يا أمجد ؟ أول مرة أعرف .... شكلك خلبوص يا أمجد مع أنه مش باين على شكلك... يعنى مش كفاية مكوش لوحدك على أحلى خمس بنات فى الدفعة ... كمان خاطب
فاحمر وجه أمجد خجلا وأظهر للدكتور إبراهيم الدبلة المختفية أسفل خاتمه

  • وياترى خطيبتك حلوة زى البنات زمايلك كده
  • لا يا دكتور .... منى أحلى منهم بكتير
  • مش باقولك خلبوص ... خلاص يا سيدى أنا هاقول للولاد اللى بينظموا بكرة يخلوها معاك تحت مش فى المدرج مع باقى زمايلك ... إجرى بقى محاضرتك فاضل عليها 10 دقايق
ويعود أمجد لمكانه ليدفع الفضول صديقاته بالطبع للإستفسار

  • كان الدكتوربيتطمن إنى جاهز لماتش بكرة ... أوعوا تقولوا إنكم مش هتحضروا ؟ بكرة محاضرة واحدة والسيكشن اتلغى
  • لأ طبعا هنحضر ... أنا مش ممكن أفوت حاجة زى دى ... نعرف المصارعة اللى بتلعبها دى شكلها إيه وبالمرة نكسب فيك ثواب ونشجعك
  • أنا مش هاحضر محاضرة بكرة علشان الميزان هيبقى بدرى ... معتمد عليكم تشرحوهالى
  • متقلقش يا كابتن ... هاشرحالهك بنفسى
مرة أخرى ينتاب سميرة إحساسها المقلق بالغيرة لحديث أمجد مع سهام لكنها تكتم إحساسها وتتناساه بمجرد بدء المحاضرة وحصولها على متعتها الساذجة بإلصاق فخذها بفخذ أمجد لينتهى اليوم ويهرع أمجد للقاء محبوبته وأيقونة حظه ... فاليوم هو أول يوم عمل له

قبل السابعة بخمس دقائق كان أمجد يتوقف أمام فيلا صغيرة من دورين تكاد تنطق بالفخامة وسط شارع إمتلأ بالفيلات المكعبة كريهة المنظر أقتطعت حدائقها بالكامل لتُضم لتلك الفيلات فتزيد منظرها قبحا على قبحها ليدخل من الباب ويتجه لمدخل الفيلا الداخلى وسط حديقة صغيرة جميلة التنسيق لتستقبله فتاة ترتدى زى فى منتهى الأناقة تجلس وراء مكتب صغير خلف المدخل تقوده بعدها وسط طرقات ينطق كل ما فيها بالفخامة وتبعث فى كل جنبات الفيلا موسيقى ناعمة حتى يصلوا للدور الثانى لمقابلة الدكتور إبراهيم فى مكتبه الفخم الضخم ليستقبله مرحبا ويوجه حديثه للفتاة التى كانت ترافقه

  • لو سمحتى خليهم يجيبولى القهوة بتاعتى وشاى بالنعناع للباشمهندس... وخلى إلهام تجيلى ... جيت فى معادك بالظبط يا أمجد... أهم حاجة فى الراجل الناجح دقة المواعيد
وتقتحم المكتب بلا إستئذان ثلاثينية تنضح بالإنوثة والأناقة معا تنبعث من عينيها نظرة جريئة وسط هالة الأنوثة التى تحيط بها ليعرفه بها الدكتور إبراهيم

  • دى إلهام .... دراعى اليمين فى المكتب هنا ... شغلك هيكون معايا ومعاها بس ... إلا لو قلنالك تساعد حد من المهندسين .... هنا فيه 4 مهندسين و2 مهندسات هنبقى نعرفك عليهم والباقى مساعدين ومحاسبين وكده
  • تشرفنا يا مدام إلهام
ولأول مرة يسمع صوتها الجرئ مرتفع النبرات

  • لأ بقولك إيه إحنا هنا مافيش عندنا مدام وأستاذ وباشمهندس إحنا بننادى بعض بأسامينا مفيش بس غير الدكتور ومبنقولوش يا دكتور ... بنقوله يا ريس ... إنت هتبقى مسؤليتى قدام الريس ... يعنى تسمع الكلام ... أنا باضرب على طول مبشتمش حتى
ويضحك الدكتور إبراهيم وهو يراقب علامات الإنزعاج على وجه أمجد

  • إسمع كلامها يا أمجد علشان دى مفترية ... ... يا إلهام أنا ليا شهر باحاول أخليه يبطل كلمة تمام يافندم ومش عارف ... همتك بقى تنسيه العسكرية وترجعيه بنى آدم طبيعى
  • هما يومين إتنين ولو لسانه ماتعدلش ليك الكلام يا ريس
  • إلهام يا أمجد خريجة فنون جميلة مش هندسة ... بس فنانة حقيقية ... أعتقد هتنسجموا مع بعض ... ليها نفس الدماغ اللاسعة اللى عندك إللى لسة انت معرفتهاش .... بصى بقى أول مهمة ليكو مع بعض
  • قول يا ريس
  • هتاخدى الأستاذ وتنزلى وسط البلد ... تروحى عند تادرس الترزى ... يفصلّه بدلة كلاسيك وبدلة سبور و3 بليزرات و3 بنطلونات... وبعدين تاخديه عند صبحى بتاع القمصان ... يفصلّه 6 قمصان كلاسيك ... وتاخديه عند عارف بتاع الجزم يفصلّه جزمتين كلاسيك ... وفيه محل كرافتات فى شارع قصر النيل ... تشتريله كرافتتين سيلكا ... والحاجات دى تكون جاهزة قبل يوم الجمعة الجاى ... يوم السبت عايز الأخ ده يجيى المكتب ويكون لابس لبس يليق بمكتب الدكتور إبراهيم ...بعد كده تنزلوا الشواربى تشتريله بنطلونين جينز و4 قمصان سبور يروح بيهم الجامعة من بكرة
  • ماشى ياريس ... مش عايزنى أشتريله كلوتات كمان ؟
  • لو لاقيتيه محتاج إشتريله
  • إقلع البنطلون ياض نشوف لباسك مناسب لمكتب الدكتور إبراهيم ولا لأ
وينفجر الدكتور إبراهيم فى الضحك عندما يجد يدا أمجد تمتد متشنجة تتمسك بحزام بنطلونه

  • متخافش مش هتقلعك البنطلون قدامى ... روحى إنتى يا إلهام خدى فلوس من الخزنة لغاية ما أخلص كلام مع أمجد
لتنصرف إلهام دون حتى أن تستأذن وتترك أمجد مع الدكتور إبراهيم

  • بس يادكتور أنا كان ممكن أشترى هدوم تانية لو كنت حضرتك طلبت
  • بص يا أمجد ... مظهر المصمم بالذات لازم يكون كله شياكة ولازم يعيش بشياكة حياته كلها ... شياكة المصمم جزء من شخصيته ... إنت بعدين هتكتشف نفسك وهتفصل هدوم على ذوقك ... أنا شخصيا مبحبش اشترى هدوم جاهزة ... باحب هدومى تبقى متفصلة ليا لأنها بتكون مميزة ... فيه حاجات كتير هتتعلمها لسة منى ومن غيرى ... بس لازم تكون مميز يا أمجد ... إتفضل دلوقتى زمان إلهام مستنياك تحت بدال ما تضربك ... ومن بكرة لازم أشوف أمجد تانى ... مش بس بالهدوم اللى هتلبسها ... بشخصيتك الحقيقية اللى إنت لغاية دلوقت مش قادر تطلعها
ويترك أمجد الأستاذ العظيم ليبدأ أولى خطواته فى عالمه الجديد الذى لم يكن يتوقع فى يوم من الأيام أنه عالم بتلك الروعة

..........................................................................................................​

وياتى نهار الأحد وتمتلئ المدرجات الخشبية للصالة المغطاة بكلية الهندسة بالمتفرجين الشباب ربما لأول مرة فى منافسات المصارعة الرومانية ....فوقتها كانت رياضة قليلة الإنتشار قليلة المشجعين لكن تلك المرة وبمجرد إنتشار خبر أن جميلات الدفعة سيشاهدن المنافسات وأن أول طالب يظهر نجم تفوقه بدفعتهم بين المتنافسين تحولت دفعة الإعدادى كلها لمشجعين لرياضة المصارعة الرومانية التى يجهل أغلبهم إن لم يكن كلهم ماهى تلك الرياضة فقد كان برنامج المصارعة الحرة على التلفزيون وقتها يقتل كل فرصة لفهم تلك الرياضة المحددة قواعدها بشدة تمنع أى مصارع من تعمد إصابة منافسه

كانت شلة الجميلات تجلس فى منتصف الصف الأول من المدرجات الخشبية وعجبت سهام لما رأته فلا توجد حلبة مرتفعة ولا حبال حولها ولا شئ مما كانت تشاهده فى برنامج المصارعة الحرة بل بساط مطاطى مرسوم عليه دائرتين واحدة كبيرة وأخرى فى منتصفه صغيرة وقد تجمع لاعبى الفرق فى أركان موزعة حول البساط على مسافة منه فى أنتظار إعلان الحكام بدء المباريات ..... كانت الجريئة سهام بالطبع لا تكف عن الثرثرة مع باقى الشلة بصوت خافت لظنها أنها تعرف عن المصارعة مالا يعرفن وأنها ستقوم بشرح ما سيجرى لهن

  • مين البت القمر اللى واقفة مع أمجد والدكتور إبراهيم دى
  • يمكن بنته ولا بنت حد من الدكاترة جاية تتفرج
  • بس هى لازقة فأمجد كده ليه ... أكيد دى تبعه ... يمكن أخته ولا حاجة
  • بذمتك إنتى دى ممكن تكون أخت أمجد ؟ بقى القمر دى ممكن تكون اخت أمجد اللى شبه عساكر الأمن المركزى
بينما كانت الجميلات يثرثرن سويا حول أمجد كان الدكتور إبراهيم يقف مع أمجد فهو يعتمد عليه فى إحراز ميدالية ذهبية لم تحصل عليها كلية الهندسة منذ سنوات

  • دى بقى خطيبتك يا سى أمجد ... لا ياض ذوقك حلو .... فعلا احلى منهم بكتير
  • أعرفك يا دكتور بخطيبتى منى ... بنحب فى بعض من وإحنا فى اللفة ولسة مخطوبين من إسبوع .... ده الدكتور إبراهيم اللى حكيتلك عنه كتير
لتجيب منى بنبرتها الرقيقة

  • تشرفنا يا دكتور .... أمجد مبيبطلش كلام عن حضرتك
  • تشرفنا يا منى ... مضطر اسيبكم علشان أكون مع الدكاترة المرافقين لباقى الفرق ... دهبية يا أمجد وإلا هطّين عيشتك
  • تمام يا دكتور متقلقش
وبدأت المنافسات وكانت مباراة أمجد هى رابع المباريات التى ستلعب ولم تكف سهام عن الثرثرة بهمس مع صديقاتها

  • أول ماتش هتبدى أهى ... هو الحكم بيحسس عاللعيبة كده ليه قبل ما ينزلوا ؟ أنا كده بافكر أشتغل حكم مصارعة ... هى العيال دى مالها رفيعة كده
إلى أن نادى المحكم الرئيسى بالميكروفون على إسم أمجد ومنافسه ليتجهزوا للمبارة ليخلع أمجد جاكيت بدلة التدريب الذى يرتديه فوق مايوه المصارعة الرومانية وقد تدلى نصف المايوه العلوى لأسفل فهو لا يرفع المايوه قبل وصوله لحافة البساط لتناوله منى فوطة يتأكد بها من جفاف جسمه تماما قبل النزول ويتجه للبساط ويحيى الحكم قبل أن يرفع نصف المايوه ليعلقه بأكتافه ويمرر الحكم يديه على جسدى المصارعين ليتأكد من جفاف أجسادهم ويعاين أظافرهم وأحذيتهم لتعود سهام للثرثرة

  • يخربيتك يا أمجد ... الواد جسمه يهبل وهو قالع ... بصى الواد مفيش فى جسمه نقطة شحم وجسمه كل عضلات ... شوفتى فخاده يا بت يا أمانى متقسمة إزاى
وهنا لم تتحمل أعصاب سميرة مزيدا من ثرثرة سهام عن جسم أمجد لتجمع أغراضها بعصبية وتقوم لتنصرف فورا فقد تأكدت الآن انها تغار على أمجد ولا تطيق سماع المزيد من كلام صديقتها عن جسده ... فهى تعلم كم تحب سهام التطلع لأجساد الرجال

كان أمجد تقريبا هو الوحيد الذى يرتدى زى مصارعة كامل بين المتنافسين فهو كان الوحيد بينهم المسجل بسجلات اللعبة على مستوى الجمهورية ويتدرب على أيدى محترفى تدريب وبناء أجسام متخصصين منذ كان فى العاشرة

أمجد طراز خاص من المصارعين يحبه منافسوه ويحترمون قدرته ... فهو بارع فى إكتشاف نقاط ضعف المنافسين ويجيد إخفاء نقاط ضعفه ورغم ذلك لا يلعب على نقاط ضعف خصمه ويلعب على مواطن قوة المنافس مما يجعل مبارياته تبدو للمشاهد ممتعة بين خصمين قويين ... لكن فى تلك المسابقة بين طلاب جامعة واحدة لم يكن هناك من يمكن أن ينافسه فى وزنه فكان يحاول إطالة المباراة ولو لمدة الأربع دقائق مدة الجولة الأولى لكن إنتهت مباراته الأولى بعد دقيقتين فقط لعدم التكافوء حاول أمجد خلالها إمتاع المشاهدين ببعض الحركات الفنية مع عدم إحراج خصمه

بنهاية المبارة الأولى لأمجد كانت سهام فقدت التحكم تماما فى لسانها

  • الواد كإن مافيش فى جسمه عضم ... شوفتى يا إيمان بيتنى ضهره إزاى وهو شايل الواد ... لا لا لآ الواد ده مخبى عننا حاجات كتير .... أنا مش هافوتله ماتش بعد كده ... اللعبة دى عجبتنى خلاص
وانتهت مباريات أمجد جميعا وخرجت الصديقات لتجدن سميرة جالسة وحيدة بالكافيتريا لتنضمن لها وتعود سهام للثرثرة

  • بس نفسى أعرف مين اللى كانت مع أمجد دى .... أول ما ساب الدكتور إبراهيم جرى عليها وقلع الميدالية من رقبته وحطها فى رقبتها ... لازم أسأله البت القمر دى تبقى مين ... لأ مش ممكن تكون أخته
وهنا فقدت سميرة شعورها تماما فانفجرت وهى تلملم أشياءها

  • تبقى زى ما تبقى يا سهام إحنا مالنا ... أنا ماشية زمان بابا مستني برة
لتنظرسهام جهتها وهى تغادر وتراقب مشيتها الغاضبة

  • هو فيه إيه ؟ مالها اتشنجت عليا كده ليه ؟ أنا قلت حاجة زعلتها
  • إنتى بتستعبطى يا سهام ؟ يعنى مفهمتيش؟
  • مفهمتش إيه يا أمانى ؟ أمجد صاحبنا زى ماهو صاحبها وفرحانة بيه ... غلطت فى إيه انا؟
  • يعنى مفهمتيش لما كانت بتتقمص لما تلاقى واحدة فينا قاعدة مع أمجد لوحدها ولزقتها فيه طول ماهم قاعدين ؟ إنتى حمارة يا سهام ولا إتعميتى ؟
  • تصدقوا يا بنات فعلا كنت حمارة ... إزاى مأخدتش بالى ؟ بس إمتى حصل ده ؟ سميرة اللى مبيعجبهاش حد تحب أمجد ؟ لا مش مصدقة
كانت سميرة شاحبة الوجه على غير عادتها فى اليوم التالى للبطولة وبينما تجمع العديد من الزملاء حول أمجد للتهنئة كانت سميرة تجلس ساهمة تراقب التحول الذى طرأ على من كان لايعرف كيف يختار ملابسه يوم السبت فيأتى بملابس فخمة أنيقة يوم الإثنين وكأن ساحر ما مسه فغير من ملابسه وحتى من طباعه

فرغم إحمرار وجهه من الخجل وشعوره بالحرج من أن يكون محط الأنظار وهو خجل حقيقى غير مصطنع فطريقة كلامه مع الغرباء عنه قد تغيرت ... وبعد أن كان يخجل من السلام على أى شابة بيده أصبح بتقبل مزاحهن معه حتى مع إستمرار حمرة الخجل بوجهه

ترى ما غيره فى يوم واحد ؟ بالتأكيد هى تلك الفاتنة التى كانت برفقته وخلع ميداليته أمام الجميع ليهديها لها بحركة رغم أنها لم ترها بنفسها إلا ان الجميع يقول أنها قمة الرومانسية ولا تصدر إلا من قلب محب .... من أين أتت التى تشعر بأنها خطفت منها الوحيد الذى انجذبت له وأول من شعرت معه بلذة ولو أنها بسيطة إلا أنها أول لذاتها الجنسية ؟ بالتأكيد إنها قريبة للدكتور إبراهيم عرفه إليها ليغيره من جندى ضل طريقه فوجد نفسه وسط المدنية إلى شاب مودرن يرتدى أحدث ما وصل من البلاد الأوروبية

ليتها إعترفت لنفسها إنه تحبه منذ أن تعرفت عليه ... هكذا حدثت سميرة نفسها وهكذا ألقت على نفسها باللوم بينما لم ترحم سهام حالة صديقتها أو لم تلحظها من الأساس فهى مشغولة بفضولها ........ وأنانيتها

  • مين البنت القمر اللى كانت معاك دى يا أمجد ؟ أختك؟
  • لأ ... دى خطيبتى
وأظهر لها الدبلة التى تختفى تحت خاتمه فسمعته سميرة ورأت الدبلة ولم تنتظر لتسمع باقى الحوار واندفعت تحتضن ماتحمله وانطلقت للحمام حيث أغلقت عليها أحد أبوابه وانفجرت فى بكاء حقيقى فقد شعرت بأن يداً تعتصر قلبها ولم تخرج من الحمام إلا إلى الخارج واستقلت أول تاكسى قابلته وذهبت لمنزلها تحاول إخفاء دموعها وتغلق حجرتها عليها لتبكى قصة حب ماتت قبل أن تولد

مسكينة سميرة .... إنها لم تعرف بعد ما يمكن أن يخبئه القدر

وانتهى اليوم الحزين لسميرة و بعد أن بحثت عنها صديقاتها ولم يعثرن عليها وبعد أن أخبرهن أمجد بأن منى خطيبته منذ وقت طويل فتاكدن بأن أمجد لم يخدع سميرة ويعشمها بحبه ... فحبه لمنى يظهر فى عينيه بمجرد أن يذكر لهن إسمها

...........................................................................................................​

دخل امجد من باب الفيلا الأنيقة لتستقبله الفتاة الجالسة خلف مكتب الإستقبال بإبتسامة رقيقة

  • مساء الخير يا أمجد ... الريس مستنيك فى مكتبه ... هتخلص معاه وتروح لإلهام مكتبها فورا... سايبة خبر إن عندكوا شغل كتير النهاردة لازم تخلصوه مع بعض
إستقبل الدكتور إيراهيم أمجد وبعد أن حياه بدء يشرح له طبيعة عمله بالمكتب

  • بص يا أمجد ... إنت هنا فى المكتب هتتعلم أكتر ما هتشتغل ... مطلوب منك تركز فى كل كلمة تسمعها منى أو من إلهام ... فى الأول هتساعدنا فى رسم البلانات وهتشترك معانا فى الأفكار ... أنا وإلهام هنا بنعمل الفيرست بلان لأى مشروع جديد ... يعنى البلان اللى هيشتغل على أساسها باقى المهندسين فى المشروع ... المكتب هنا مختلف عن باقى المكاتب اللى فى البلد ... كل مشروع بنصممه هنا لازم يكون ليه فكرة مش مجرد عواميد وجدران ... كل تصميم لازم يكون ليه روح مختلفة ... روح التصميم هى فكرته ... فاهمنى ؟
  • فاهمك يا دكتور واتمنى أكون عند حسن ظنك
  • شكرا يا أمجد ... بالمناسبة عايز اقولك حاجة ... البرفان إللى انت حاطه ده طبعا خطيبتك إللى جايباهولك
  • فعلا يا دكتور ... عرفت منين ؟
  • توقعت وخلاص ... البرفان ده حلو جداً لكن مش مناسب
  • مش فاهم قصد حضرتك
  • البرفان اللى انت حاطه ده مناسب للنهار ... البرفان اللى تستعمله بليل مختلف ... هابقى أجيبلك إزازة برفان تستعمله لما تكون خارج بليل ...الحاجات الصغيرة دى مهمة فى الفكرة اللى هياخدها الناس عنك لما يقابلوك ... إتفضل دلوقتى روح لإلهام ... باب مكتبها هو الباب اللى جنب باب مكتبى علطول
  • شكرا يا دكتور
وخرج أمجد من مكتب الدكتور إبراهيم ليدق الباب المجاور ويدخل ليجد إلهام جالسة أمام ترابيزة دائرية وقد فردت أمامها إحدى الخرائط الهندسية

  • مساء الخير يا أمجد ... إتفضل ... إنت هتكون معظم وقتك معايا هنا فى مكتبى ... ترابيزة الرسم اللى عاليمين دى بتاعتى ... واللى عالشمال بتاعتك ... النهاردة آخر يوم تيجى بالجينز والقميص السبور ... بعد كده هتيجى ببليزر وبنطلون كلاسيك ... من غير كرافتة
  • تمام يا مدام إلهام
  • تعالى اقف جنبى هنا علشان نتكلم شوية فى البلان دى
ووقف أمجد بجوارها وقد إنحنى أمجد مستندا بذراعيه على الترابيزة بينما هى تشرح له على الخريطة المفرودة أمامه بعض المعلومات وتخبره بالمطلوب منهم كفريق عمل إتمامه وفجاءة قطعت حديثها حول العمل

  • هى الدنيا مالها حركده ليه
ومدت يدها لتفتح زر بلوزتها العلوى وقربت وجهها من وجه أمجد المنحنى أمامها وقد تركزت نظرته على صدرها فقامت لتضع يدها على صدره فرفع عينه عن صدرها ليطالع نظرة شبقة تخرج من عينيها بينما تعض بأسنانها على شفتها السفلى فتراجع أمجد بظهره وهى تدفعه برفق حتى التصق ظهره بالحائط فأخذت تتحسس صدره برفق وصعد الدم لرأس أمجد وبدأزبره فى الإنتصاب لكنه يعلم أن مكتب الدكتور إبراهيم مجاور تماما لهم

  • مدام إلهام ... إنتى هتعملى إيه ؟ إحنا فى المكتب يا مدام إلهام
لم تستجب إلهام لكلماته بل إستمرت فى المرور بيدها على صدره وبدأت يدها تتحرك على بطنه وركزت نظرها على زبره الذى بدا إنتصابه واضحا أسفل البنطلون الذى يرتديه وهو لا يكف عن التوسل إليها لتتوقف عما تفعله به

  • إلهام .... إعقلى يا إلهام ... مش هنا
وفوجئ أمجد بإلهام تنفجر فى الضحك بصوت عال وتلقى بنفسها على الكرسى القريب ليفتح الدكتور إبراهيم الباب ويطل برأسه موجها لها الكلام

  • إيه يا إلهام ؟؟ صوت ضحكك مسمّع فى الكوريدور كله ... قلت لك بلاش الضحك بصوت عالى كده
  • الواد أمجد يا دكتور ... إفتكرنى هاغتصبه .... لسانه متعدلش وبطل يقولى مدام إلهام غير لما لقانى خلاص هنط عليه
  • يا إلهام الواد صغير مش قد جنانك ده .. بالراحة عليه شوية
ويخرج الدكتور إبراهيم ويغلق الباب خلفه بينما أمجد لا زال ملتصق بالحائط يتصبب عرقا خجلا وإحراجا يتمتم لنفسه ببعض كلمات

  • إيه ؟ بتبرطم بتقول إيه ؟ هتقول ولا آجى اغتصبك بجد بقى المرة دى
  • كنت باقول ... يخربيت أم جنان أهلك
  • أيوه كده ... لما اسألك على حاجة تجاوب علطول .....لو سمعتك تانى بتقول مدام إلهام أو عرفت إنك قلت تانى للريس تمام وافندم والحاجات دى هاغتصبك... بس مش هنا ... فى الريسبشن قدام الشركة كلها .... فهمت ولا مفهمتش؟
  • آه ياختى فهمت
  • تعالى بقى اترزع قدامى اسمع الكلمتين اللى جايباك تسمعهم ... أقفِل زرار البلوزة ولا عايز تاخد بصة كمان ؟
...........................................................................................................​

ومرت أيام الشهر على أمجد وقد بدأ التغير يظهر فى تعاملاته مع كل المحيطين ... فقد كان تأثير الدكتور إبراهيم واضحا تماما فى شخصيته وازدادت ثقته بنفسه لدرجة أدهشته هو شخصيا وعادت الأمور فى الجامعة تسير سيرها العادى وظهر تفوق أمجد واضحا فى كل المواد فتركيزه الشديد وذاكرته الفولاذية وذكاءه الذى بدا واضحا جعلوا منه مع دعم الدكتور ابراهيم الفتى الأول عند جميع الأساتذة وعادت سميرة للتعامل معه بصورة طبيعية بعد أن تجاوزت صدمتها ورضت لنفسها أن تحبه دون أمل لكنها باتت تتقبل مزاح سهام معه الذى يزداد جرأة يوم بعد يوم دون أن تراعى مشاعر صديقتها التى باتت تعرف الآن أنها محبة له دون أمل حتى انها ردت على صديقتها إيمان بمنتهى الأنانية عندما طلبت منها التخفيف من مزاحاها الدائم مع أمجد مراعاة لمشاعر سميرة

  • الوحيدة اللى من حقها تغير عليه هى خطيبته ... سميرة مش من حقها حتى تضايق
واخيرا قبض أمجد راتبه الأول ليدخل محل الحلوانى الشهير بالحى الراقى لأول مرة فى حياته ويشترى تورتة بعشرين جنيه كاملة يدفعها من أول نقود يكتسبها فى حياته ليذهب منتشيا لبيته ويتصل بحبيبته منى وأمها ليشاركوا اسرته فرحتهم ويصر أمجد أن تقطع منى التورتة وتوزعها بنفسها على الموجودين فهو متأكد أن منى هى سر نجاحه ليصطحبها بعدها لغرفته ... أو غرفتهم ... ويغلق الباب بنفسه ليجلسها على طرف فراشه ويخرج المائة جنيه المتبقية من مرتبه يستقطع منها عشرين أخرى يمد بها يده لمنى

  • إيه ده يا أمجد ؟
  • مصروفك
  • مصروفى عشرين جنيه بحالها يا أمجد ؟ كتير ... انا باخد من ماما عشرة جنيه مصروف وانت بتوصلنى وترجعنى كل يوم وبنفطر سوا قبل الكلية ... هاعمل إيه بعشرين جنيه كمان
  • هتخليهم معاكى ... أى حاجة نفسك فيها تشتريها ... لازم تكونى أحسن بنت فى الجامعة كلها ... التمانين جنيه اللى فاضلين هاخد منهم عشرين والباقى هاحطه فى درج المكتب ... لوحبيتى تشترى حاجة تاخدى منهم
  • انت قد كده بتحبنى ؟
  • نفسى أخليكى اسعد واحدة فى الدنيا يا منى
  • طيب ... خلى العشرين جنيه فى الدرج مع اخواتهم ولما أحتاجهم هاخدهم
  • لأ ... العشرين جنيه دول مش هيتحطوا مع إخواتهم ... إخواتهم اللى هيفضلوا هنشترى بيهم حاجات تانية هابقى اقولك عليها بعدين
وتقف منى لترتمى بين ذراعى أمجد وتضع راسها على صدره تستمع لدقات قلبه ويضم أمجد ذراعيه حولها ليحتضنها ... لم يشعر أيّهم تلك المرة بشهوة .... لكن كلاهما كان يشعر فى حضن الأخر ..... بالأمان

بعد إنتصاف ليل ذلك اليوم يتسلل أمجد للسطح ويعد البرجولة لتوافيه أم منى بعد دقائق ... فلقد أصبحت البرجولة هى موضع لقاءهم ومحل ممارساتهم المجنونة ليستقبلها أمجد بين ذراعيه بمجرد دخولها ويغيبا فى قبلة طويلة يجلسا بعدها متلاصقين على الأرض وذراع أمجد يحيط كتفيها

  • منى فرحانة أوى بالمصروف اللى انت إدتهولها يا أمجد ... البنت بقت مش متخيلة حياتها من غيرك ... أوعى تجرحها يا أمجد
  • منى حب حياتى يا ريرى ... نفسى أجيبلها الدنيا كلها تحت رجليها
  • أنا مش خايفة غير إنها تعرف بعلاقتنا دى فى يوم ... حاولت كتير أمنع نفسى بس مش قادرة .... كل مرة بانزل من هنا أقول دى آخر مرة ... بس بعد كام يوم ألاقى نفسى عايزاك تانى ... مش عارفة اعمل إيه يا أمجد
  • أنا زيك بالظبط ... مش هاكدب عليكى واقولك باندم والحاجات دى ... لأ أنا بحس بس إنى خايف مُنى تضيع مِنى لو عِرْفت .... بس برضه بعد ما اسيبك بيوم ولا اتنين ألاقى نفسى عايزك
  • وهنعمل إيه ؟
  • مش عارف .... منقدرش نعمل حاجة غير إننا ناخد بالنا كويس
  • هو الجو بدا يبرد كده ليه ؟
  • الشتا خلاص قرب يا ريرى
وتلف ريرى ذراعيها حول أمجد الذى يرفع عباءتها التى ارتدتها على لحمها ويضمها بشدة بينما هى تخلع عنه ملابسه ليبحث كل منهما عن الدفء فى جسد الآخر


الجزء الثامن

مقدمة

فى الجزء الثامن إستكمل الباشا حكيه عن تطور شخصية أمجد وتأثيرمحيطه عليه وتأثيره هو فى محيطة وعن تطور علاقته بكل صديقاته وتأثيره عليهن الذى بدأ فى الظهور

أصر الباشا على توضيح تقليد كان متبعا فى تلك الأيام البعيدة وهو ضرورة مقابلة الأب لأى ضيف قبل السماح له بالإختلاط بأهل بيته وكذلك توضيح تفاصيل شراء شبكة العروس حيث كان مبلغ شراء تلك الشبكة يحدد فى أغلب الأحيان بين الأسرتين قبل قراءة الفاتحة وكان من المعتاد شراء أم العريس وأبو العروسة هدية تضاف للشبكة كبرهان منهم على قبول فرد جديد بالعائلة

فى هذا الجزء توجد إشارة عن أيقونة الجمال فى العالم العربى وقتها "جورجينا رزق" اللبنانية التى فازت بلقب ملكة جمال الكون وظلت مثال للجمال لسنوات طويلة فى عالمنا العربى

فى هذا الوقت أيضا كانت تحدث إنقطاعات للكهرباء لكن ليست بجدول كما يحدث الآن بمصر إنما كان يحدث إنقطاع التيار الذى كان قد يستمر لساعات خصوصا فى أوقات الطقس السئ

لم يكن الناس يشكون لكنهم كانوا يتحملون

والآن لنعد إلى قصتنا ونتابع ما حكاه الباشا

...........................................................................................................................



شهدت الأيام التالية تغير حاد فى شخصية أمجد وبدء إندماجه فى عالمه الجديد .... فمن جهة توطدت صداقته بمجموعة زميلاته فى الجامعة و زال تحفظه فى الحديث معهن وبات كل منهم يعرف عن الآخر الكثير من تفاصيل حياته الشخصية ومن جهة أخرى إستطاعت إلهام فى المكتب بجرأتها جعله يخرج من شخصية "الطالب مقاتل أمجد حسن " لشخصية المصمم الأنيق " المهندس أمجد "

وجعلته كتب اليوجا التى يزوده بها أستاذه ويصر على مناقشته فيما قرأ فيها ويتابع تقدمه فى ممارستها أكثر تحكما فى إنفعالاته وتقبلا لأفكار كان يرفضها من قبل عن عالم إنفصل عنه مدة الثلاث سنوات التى أمضاها بمدرسته العسكرية

لكن ظلت منى هى رمانة ميزان حياته التى لا يخفى عليها أىٍ من تفاصيل حياته ...... " إلا شيئا واحدا "

وظل الخميس هو اليوم الوحيد الذى يسمح فيه لأمجد ومنى بالبقاء معا كخطيبين وأخيرا سمح له أبوه بإصطحابها لقضاء بعض الوقت بعيدا عن المنزل بعد أن إستأذن أباها

  • بكرة يا بت يا منى هنخرج
  • آه يا أمجد ... معقولة عمرنا ده كله ومخرجناش مع بعض غير يوم واحد
  • ماهى مش خروجة برضه .... بصى ... إحنا هنقعد معاهم شوية ونسيبهم ونتفسح براحتنا
  • من ساعة ما قولتلى إن البنات إصحابك عايزين يتعرفوا عليا وانا مرعوبة
  • مرعوبة من إيه يا بت ؟ دانتى بجمالك تضربى أى بنت فى الدنيا كلها على عينها
  • بس إنت بتقول إنهم ولاد ناس وبيلبسوا عالموضة وكده
  • يا بت .... دانتى الكام فستان اللى عملتيهم فى الشهر اللى فات يضربوا أحسن فستان على عينه ... وبعدين مش مهم الفستان يا عبيطة ... المهم الحشو
  • مش أمك قالت نخف المحن شوية .... بس بصراحة أنا مش قادرة .... هى ليه مش فاهمة إن ده حب مش محن ؟
  • هى فاهمة كل حاجة .... بس بتحب تناغشنا
  • ياللا بقى نكمل مذاكرة قبل ما حضرة الناظرة تسمعنا بنتكلم ونلاقيها واقفة على دماغنا
كان وجود منى بجوار أمجد يجعل تركيزه فى قمته .... فلم تكن فقط ملهمته وأيقونة حظه ... بل كانت ............ لم يجد الباشا كلمة تصف ما كانت منى تمثله له ... فصَمتْ

و اتى يوم الخميس واعتذرت سميرة عن حضور لقاء منى بحجة أن اهلها لم يسمحوا لها بالخروج مساء ... لكنها كانت فى الحقيقة لا تريد لقاء منى ... فكان شعورها بأنها تسرق لحظات متعتها البسيطة من أخرى لا تعرفها أفضل عندها من أن تتعرف على منى ثم تختلس من ورائها تلك اللحظات

كانت سميرة نقية هذا النقاء الجميل الذى قارب على الإنقراض

جلست سهام وصديقتيها أمل وإيمان بكازينو الميريلاند على ترابيزة تكشف لهم مدخل الكازينو الذى يقع بداخل تلك الحديقة المعروفة بمصر الجديدة وقد إقتربت الساعة من السادسة الموعد الذى حددوه للتقابل مع أمجد والتعرف على خطيبة صديقهم الوحيد

  • يا لهوى يا بت يا إيمان ... شايفة خطيبة الواد أمجد عاملة ازاى ... دى ولا نجمات السينما
  • البت مفيهاش غلطة .... جمال وجسم وشياكة ... تهبل ... ليه حق عينه متروحش على أى بنت تانية
ويقترب أمجد تتأبط جميلته ذراعه من زميلاته

  • مساء الخير يا شباب .... إحنا جايين فى معادنا بالثانية .... ليكو كتير قاعدين
  • لأ لسه جايين من عشر دقايق ... مش هتعرّفنا ؟
  • خطيبتى منى ... سهام ، إيمان ، أمل
  • أمال فين سميرة ؟
  • سميرة أهلها صعب شوية يا منى موافقوش إنها تخرج معانا بعد الكلية
وبينما إكتفت إيمان وأمل بالسلام على منى أصرت سهام على أن تحتضنها ... فسهام بطبيعتها تقدر الجمال ... ولم يكن جمال منى جمالآ عاديا بل كان هذا النوع من الجمال الكامل الذى يشمل كل شئ ... وأهمه جمال الروح

إمتدت الجلسة طويلا واندمجت الفتيات الأربع فى حوار طويل حول الموضة والمكياج وأشياء كثيرة لا يعلم عنها أمجد شيئا ولا يلاحظ إلا إنبهار صديقاته بمنى وجمالها وحتى رغبتهن فى تقليدها

  • بس إنتى الخلخال اللى لابساه فى رجلك ده شكله يجنن مع إن مافيش حد بيستعمله دلوقتى
  • ماما قالتلى إن الستات اللى رجليهم وحشة هما بس اللى بيقولوا كده
  • تصدقى عندها حق .... الخلخال فى رجليكى يهبل.... أنا هاخلى بابا يشتريلى واحد من بكرة
  • وإنتى إشتريتى الفستان ده منين يا منى ؟ تفصيلته حلوة قوى ومظبوط عليكى
  • لأ أنا مش باشترى جاهز ... أمجد قال إن التفصيل بيكون مميز أكتر
  • وبتفصلى فساتينك فين ؟
  • ساعات ماما بتفصلها لى وساعات باروح مع ماما وأمجد عند خياطّة فى شارع شريف
وامتدت حوارات الفساتين والخلاخيل طويلا وانسجمت منى مع صديقات أمجد وتبادلت معهن أرقام التليفونات وأمجد شبه متفرج حتى نظر لساعته فوجدها الثامنة والنصف

  • الساعة بقت تمانية ونص يا منى ... ياللا بينا نقوم علشان نوصل قبل 9 .. بوظتولنا الخروجة اللى كنا ناويين نخرجها ... منكولله
  • هاتصل بيكى أول ما أروّح يا منى نخلص كلامنا ... ماهو الرذل ده مش هينفع نتكلم قدامه
  • لا ياختى إنتى وهيا ... لما منى تروح مش هتبقى فاضية لكم .... هنقعد نتكلم انا وهيا ... ده بعد إذنكوا يعنى ... أنا قايم احاسب
  • خلاص يا منى .... طالما البايخ ده مش هيخلينى اعرف اكلمك النهاردة هاتصل بيكى الصبح ... إنتى بتصحى الساعة كام ؟
  • أمجد بيتصل بيا الساعة 6 الصبح بنفطر سوا وانزل شقتنا لغاية ما أطلع لماما الساعة 10 علشان تكون صِحْيت ..... يوم الجمعة مش بتسيبنى غير بليل ... بتعلمنى كل حاجة أمجد بيحبها
  • طيب خلاص ... هاتصل بيكى الساعة تمانية ونص تكونى خلصتى فطار مع أمجد... نتكلم شوية لغاية ما يجيى معادك مع مامته
  • أوكى ... سلام بقى علشان أمجد مستنينى عالباب
وتتبادل منى الأحضان مع صديقات أمجد وتلحقه لتتأبط ذراعه ليخرجا تتابعهم نظرات الفتيات بشعور حب حقيقى لمنى رغم أنه أول لقاء لها معهن

  • بيحبوا بعض قوى .... يا بختها
  • يا بخته هو ... البنت دى أنا حبيتها قوى ... رغم شياكة كل حركاتها إلا إنك تحسيها متواضعة قوى وجميلة كده من جوه ...حسيت إنى اعرفها من زمان
  • أوعى يا سهام تتكلمى عنها بالشكل ده قدام سميرة .... إحنا ما صدقنا إنها فاقت
  • متخافيش هاخد بالى ... بس هى فعلا كده سميرة مكانش ليها فرصة أصلا مع أمجد ... بنت زى دى مافيش واحدة ممكن تنافسها على قلبه ..... لأ قلبه إيه ؟ دى مافيش بنت ممكن تنافسها على أى حاجة أصلاً
...........................................................................................................

وأخيرا ينفرد أمجد بمحبوبته فى السيارة لتشتبك أصابعهم لكن تلك المرة إستغلت منى هدوء شوارع مصر الجديدة وخلوها من المارة لتريح رأسها على كتف أمجد

  • أصحابك لطاف أوى يا أمجد ... مكنتش فاكرة إنى هتبسط كده
  • يعنى مش غيرانة عليا منهم ؟
  • توء ... توء ... أنا متأكدة يا أمجد إن قلبك مش ممكن يخلى عينك تروح على أى واحدة غيرى حتى لو كانت جورجينا رزق
  • تصدقى إن اللى إدوا جورجينا رزق لقب ملكة جمال الكون لو كانوا شافوكى كانوا سحبوا منها الجايزة وإدوهالك
  • مش ماما قالت نبطل محن ؟
  • بس ده مش محن ... ده حب
  • قلدنى بقى وقول اللى باقوله ... لو سمحت متاخدش جملتى
وتتوقف السيارة أمام باب عمارتهم لتستند منى كالعادة على ذراع أمجد ليصعدو السلم بهدوء لشقة أمجد فكلاهما يحب التلامس البسيط بين ذراعه وصدرها حتى يفتح أمجد الباب ليجد أمه فى الإنتظار كالعادة وتلقى منى بنفسها بين ذراعى الأم وسط نظرات أمجد المتبرمة

  • بأقولك إيه يا ماما .... ممكن تأجلى الإستجواب لغاية بكرة .... نفسى يا عالم أعرف أقعد مع خطيبتى زى باقى الناس .... يوم الجمعة بتبقى طول النهار عندنا ومبعرفش أقعد معاها نص ساعة على بعضها
  • إخرس يا واد وكفاية محن .... مانتو مع بعض بقالكوا 3 ساعات .... سيبهالى شوية بقى
  • يا أمى ... يا حبيبتى .... 3 ساعات معرفتش أكلمها فيهم عشر دقايق .... سيبيهالى النهاردة الساعة اللى فاضلة قبل جرس المرواح ما يضرب
  • خش على أوضتك وبلاش غلبة .... عشر دقايق وهتجيلك ... ومش هتقفلوا الباب .... مش هيجيلى نوم غير لما اتطمن من منى على حاجة كده
  • مش هيجيلك نوم ؟ تبقى تخلى عم رشدى أباظة يحكيلك حدوتة
  • غور يا أمجد على أوضتك وبطل سفالة علشان مخليش منى قاعدة معايا الساعة اللى فاضلة كلها
  • حاضر يا ماما هاغور على أوضتى .... بس ارجوكى بلاش تعرفى كل التفاصيل النهاردة ... إعرفى العناوين وكملوا النشرة بكرة
ويتجه أمجد لغرفته بينما تزيح أم أمجد بعض خصلات الشعر عن وجه منى وترفع رأسها إليها وتطبع قبلتين على وجهها

  • ها .... قوليلى .... أصحاب أمجد حلوين ؟
  • كلهم قمرات يا ماما وطيبين قوى ... أنا حبيتهم قوى
  • يا بت ؟ ..... مش غيرانة عليه منهم ؟
  • بصى يا ماما مش هاكدب عليكى ... أنا كنت غيرانة عليه شوية قبل ما أقابلهم ... بس بعد ما قابلتهم وشوفت معاملتهم لأمجد ومعاملة أمجد ليا قدامهم مبقتش أغير عليه منهم ... كانت كل نظراته ليا ومعاملته معايا قدامهم كأنه بيقولهم أنه بيحبنى ومش ممكن يفكرفى واحدة غيرى وهو كمان بيعاملهم ويتكلم معاهم زى ما بيكلم أصحابه الولاد ....... أنا باحب أمجد قوى ياماما ... هو ليه لغاية دلوقتى مش عايز يقولها بلسانه؟ ... نفسى أسمعها منه
  • هيقولها يا بت ... متقلقيش ... قومى بقى أقعدى معاه الشوية دول ... زمانه هيبيض جوة .... ومتقفلوش الباب
  • يا ماما .... نفسى فى حضن واحد بس
  • بلاش محن يا بت .... مينفعش النهاردة وانتوا مشتاقين قوى كده ... مش هتمسكوا نفسكوا ... روحى دلوقتى ... وبكرة تشبعوا أحضان
  • حاضر يا ماما
وتطبع منى على وجنتى الأم قبلتين وتتجه لأمجد فى غرفته لتتشابك أصابعهم وتشتبك أعينهم فى حوارها الصامت الذى لا يفهمه غيرهما

ويأتى نهار الجمعة وبعد أن ينهى أمجد ومنى إفطارهما الإسبوعى بجوار البرجولة تعود منى لشقتها لتتلقى مكالمة سهام بينما يعود أمجد لشقته ويجلس وحيدا بغرفته ليفتح كشكول محاضراته ليجد ورقة صغيرة بداخله بخط منى مكتوب بها كلمة واحدة " باحبك "

تلك الرقيقة التى باتت تعلم أن تركيزه مرتبط بوجودها حوله تركتها له ليشعر بوجودها ويستجمع ذلك التركيز فى دروسه حتى وإن كانت غيرموجودة بجواره فدست له تلك الورقة وتلك الكلمة التى تعلم تأثيرها عليه ... وفورا قام للتليفون وقد قرر أن يقول لها الكلمة التى تنتظرها منه ولم يجد فى نفسه الشجاعة من قبل لينطقها لكنه وجد تليفونها مشغولاً فيهمس فى ضجر

  • يخربيت أبوكى يا سهام .... طبعا مش هتخلصى رغى معاها فى أى كلام فاضى دلوقتى .....ده وقته ؟
ويعود لغرفته ليطوى الورقة بعناية ويدسها فى محفظته ويستغرق فى مذاكرته على أنغام الموسيقى المنبعثة من الراديو الصغير المضبوط دائما على محطة البرنامج الموسيقى

كانت منى أمام باب شقة أمجد قبل أن تدق الساعة العاشرة بثوانى لتفتح لها أم أمجد الباب وتتلقفها فى حضنها فجدولهم اليوم ممتلئ بالدروس التى يجب أن تلقيها على منى وبالكثير الذى تريد أن تسمعه منها وبعد الحضن الطويل المعتاد تتهامسان

  • هاخش لأمجد عشر دقايق بس يا ماما ... عايزة أقوله حاجة مهمة
  • بت .... عشر دقايق مفيش غيرهم من غير محن
  • حضن واحد بس يا ماما مش أكتر .... والروج أهو فى بقى لو اتمسح منه حتة صغيرة هتعرفى
  • ماشى يا بنت ريرى ... أما أشوف .... هبقى واقفلكوا ورا الباب ... إنتى عارفة
وتنطلق منى لغرفة أمجد لتجده واقفا فى إنتظارها

  • إتأخرتى كده ليه يا منى .... طلبتك لقيت تليفونك مشغول
  • كنت باكلم سهام .... ظريفة قوى سهام دى .... مبطلناش ضحك طول المكالمة وبعد ما قفلت أمل وبعدين إيمان إتصلوا يصبحوا عليا... ليا عندك طلب يا حبيبى .... ممكن ؟
  • إنتى تؤمرى مش تطلبى
  • ممكن تبقى تساعدهم فى المذاكرة ؟ بيقولوا إنك مش موافق تساعدهم
  • يا منى هاساعدهم إمتى بس ؟ أنا الصبح فى الجامعة وعندى يومين تمرين ويومين فى المكتب .... يعنى باقى الأيام يا دوب أذاكر واقعد معاكى شوية
  • هما قالولى لو حتى ساعتين كل إسبوع ... خليها يوم االجمعة ... معندكش تمرين ولا مكتب ... ومبنعرفش نقعد فيه مع بعض غير ساعة الفطار الصبح ..... ماما مش بتسيبنى فيه بعد كده اصلا ... يا إما بكون معاها فى المطبخ بتعلمنى الطبيخ يا إما بتعلمنى الخياطة يا إما بتخلينى أقيس الهدوم اللى بتعملهالى وتظبطها عليا ... علشان خاطرى هما ساعتين بس تقعدهم معاهم كل يوم جمعة واهو هتبقى بتذاكر برضه .... ولما ترجع نبقى نستأذن من ماما نقعد مع بعض شوية
  • مانتى عارفة .... مبقتش باعرف اذاكرغير وانتى جنبى
  • علشان خاطرى يا أمجد ... متكسفنيش معاهم فى أول طلب يطلبوه منى .... علشان خاطرى
  • مش هعرف اقولك لأ ياقردة .... بس كده مش هاعرف أذاكر كويس .....أوعى يعرفوا منك إنى باشتغل مع الدكتور إبراهيم
  • لأ متخافش ..... عايز تفهمنى إنك مذاكرتش كويس النهاردة
  • لأ ... النهاردة ذاكرت كويس
  • لقيت الورقة ؟
  • أه لقيتها
  • وقريت اللى فيها ؟
  • آه
  • كان مكتوب فيها إيه؟
  • كان مكتوب فيها ..... مكتوب فيها
  • إنطق بقى
ويغلق أمجد الباب بهدوء ويمد ذراعيه يلفهما حول منى ويضمها لصدره بقوة فتتنفس أنفاس عميقة وتشب على أطراف أصابعها وتلف ذراعيها حول عنقه وتضع رأسها على صدره تسمع من قلبه الكلمة التى لم يستطع لسانه النطق بها ... ولأول مرة يجد أمجد يده تتحسس ظهرها وتمتد لمؤخرتها تعتصر فلقتيها بنعومة اذابتها وشعرت بالبلل يتسلل منها ويهمس أمجد وقد تملك منه الشبق

  • إنتى لابسة إيه تحت الفستان ؟
  • تحت الفستان من فوق ولامن تحت
  • مكان إيدى
  • إنت قليل الأدب يا أمجد ... إيه اللى بتعمله ده ................ لابسة كيلوت أسود صغنن زى اللى كانت عينك هتخرج عليه لما كنا فى وسط البلد مع ماما .... ماما إشترت لى ستة واديتهوملى
وتدق أم أمجد الباب كعادتها عندما تشعر بأنهما تجاوزا الحد الأقصى المسموح لهما به

  • أمجد .... كمل مذاكرتك ... تعالى يا منى عندنا شغل كتير
وتخرج منى من الباب وهى تنهج وقد إحمر لون وجهها بشدة وساقاها بالكاد تحملها لتتلقاها الأم خلف الباب

  • شوفتى .... مش قولتلك غلط تحضنوا بعض دلوقتى ... قدامى عالمطبخ يا ممحونة
  • يا ماما ماهو الروج قدامك زى ما هو أهو
  • الروج ؟ الروج إسود وصغنن يا مايصة .... قدامى عالمطبخ يا بت .... مفيش قفل باب تانى عليكوا خلاص .... قعدتكوا لوحدكم بقت خطر
وينتهى يوم الجمعة ولم تترك فيه أم أمجد أى فرصة لهما للإنفراد مرة ثانية وحتى لم يرها إلا ساعة تجمع الأسرة وأم منى للغداء

فى اليوم التالى إحتل أمجد مكانه المعتاد فى المدرج متوقعا وصول سميرة فى أى لحظة لكنها اليوم إنتظرت باقى صديقاتها بالخارج .... وظهرت الفتيات الثلاث أمامها ليجتمع شمل شلة الجميلات

  • صباح الخير يا سميرة .... عندى خبر بألف جنيه .... أمجد وافق يذاكر معانا ساعتين كل إسبوع
  • إيه ده ؟ إنتو أقنعتوه إزاى؟ ... إحنا من أول السنة بنحاول معاه ومش راضى
  • مش إحنا اللى أقنعناه .... إحنا قلنا لمنى وهى اللى أقنعته .... حتة بنت يا سميرة ... مش ممكن ... مفيهاش غلطة .... ودمها زى العسل وطيبة كده وبنت ناس قوى ... بيموتوا فى بعض هما الأتنين ومبيقدرش يرفضلها طلب .... ياريتك جيتى معانا امبارح .... كنتى هتحبيها قوى
  • طيب كويس .... هاسبقكوا أنا عالمدرج
وتنظر أمل و إيمان لسهام نظرة لوم لتجيب بأنانيتها المعتادة

  • إيه ؟ مش هى اللى سألت ؟ ياللا نلحق نفطر قبل المحاضرة
ومضى باقى الإسبوع بسرعة ليأتى صباح الجمعة حيث يتناول أمجد مع حبيبة روحه إفطارهما بجوار البرجولة كما إعتادا وأمجد يبدو على وجهه شئ من التجهم فهو يشعر أنه سيفقد متعة الشعور بوجودها حوله

  • مالك يا أمجد .... شكلك متضايق
  • لا مافيش حاجة .... بس مشوار النهاردة ده تقيل على قلبى
  • طيب ... اقولك حاجة
  • قولى
  • باحبك ..... باحبك .... باحبك .... با .. ح ... بك
ويغمض أمجد عينيه يستمتع بتلك الكلمة التى تجعل أعصابه تسترخى وتتبدل ملامح وجهه للسعادة وتعود لوجهه إبتسامته

  • تصدقى نفسى آخدك فى حضنى دلوقتى وطز فى العيون اللى حوالينا دى كلها
  • أيوه .... خلى أمك تطين عيشتنا أحنا الأتنين ومتخليناش نشوف بعض تانى غير يوم الدُخلة
ويضحك أمجد حتى تدمع عيناه ... فتلك الرقيقة تملك مفاتيح سعادته كما تملكت من قبل مفاتيح قلبه وتعرف دائما كيف تخرجه من أى حالة ضيق تتملكه بعفويتها وروحها المرحة

  • أقولك بقى على خبر بميت ألف جنيه
  • قولى يا قردة
  • سهام إتقرت فتحتها إمبارح وخطوبتها أول خميس فى الأجازة ... اول ما العريس وأهله نزلوا كلمتنى أنا أول واحدة وقالتلى
  • علشان كده بقى مجتش الكلية إمبارح .... ومين تعيس الحظ اللى خطبها ده ؟ المفروض يعمل حسابه على 100 كيلو اسبيرين فى الجهاز علشان الصداع اللى هيجيلوا بسبب رغيها
  • شاب فى الخارجية إبن صاحب باباها .... هيتخطبوا دلوقتى ويتجوزوا بعد ما تخلص دراسة وتسافر معاه ... بتقول إنهم هيعملوا الخطوبة فى الهيلتون ... وانا أول واحدة تعزمها
  • مش هينفع يا ناصحة .... إنتى ناسية إن ابوكى صمم إننا نسافر كلنا بورسعيد تانى يوم الخطوبة وحاجز شاليهين عالبحرعلشان نقضى فيهم الإسبوع كله
  • صحيح ..... كنت ناسية ... عايز الناس فى بورسعيد كمان يعرفوا إنى اتخطبت
  • بس أحلى حاجة عملها ابوكى يا بت .... إسبوع هنقضيه كله من غيرحاجة ما تشغلنى عنك ... أنا قلت للدكتور إبراهيم وقالى مافيش مانع مروحش الأسبوع ده المكتب بس هاروح الإسبوع التانى كل يوم
  • وانت فاكر إنهم هيسيبونا مع بعض لوحدنا .... دا هيبقى أمى وأمك وابوك واخواتك معانا طول النهاروابويا هيخلص شغل ويجيى عالشاليه ... وفاطمة كمان هتيجى تقعد معانا أنا وامى فى الشاليه .... علشان لو خرجوا تبقى تحرسنا
  • مش مهم ... المهم إننا نفضل مع بعض طول اليوم حتى لو حوالينا الدنيا كلها .... وإنتى قولتيلى إن فاطمة عمتك من نفس سنك وإنها صاحبتك ... يعنى مش هتبقى حراسة مشددة زى بتاعت امى
  • اه فعلا .... وهى كمان هتبقى عايزة تزوغ وتخرج مع خطيبها .... يعنى هتفوتلنا ونفوتلها
  • أنا نفسى الأيام تجرى ونعمل الخطوبة بقى
  • أنا كمان
ويمر وقت الإفطار سريعا وتمر الساعات ويقترب موعد نزول أمجد ليتوجه للحمام لأخذ حمام سريع قبل نزوله ويهمس فى أذن منى فى طريقه بكلمات تبتسم لها وتتركه لتتوجه إلى غرفته وتترك أمه

  • رايحة فين يا بت وسيبانى
  • رايحة أحضر هدوم أمجد اللى هينزل بيها يا ماما لغاية ما يخلص حمامه
  • يا بت إنتى عبيطة ولا شكلك كده .... رايحة تحضريله هدومه اللى هينزل يقابل بيها بنات
  • يا ماما أمجد رايح يذاكر معاهم مش رايح يتفسح معاهم .... ودول أصحابه واصحابى .... وبينى وبينك كده بيتصلوا بيا كل يوم يقولوا لى على كل حاجة بيعملها فى الكلية بالتفصيل ... حتى لو راح الحمام بيقولوا لى راح كام مرة
  • ماشى يا بنت العبيطة .... روحى ياختى حضريله هدومه ... مقالكيش تطلعليله لباس جديد كمان ؟
  • لأ ماقلش ... إنتى فكرتينى ... بقاله كتير ما اشتراش كلوتات جديدة ... فكرينى لما ننزل اشتريله
  • طب غورى يا هبلة .... باقولك إيه ... تجهزيله الهدوم وتطلعى من الأوضة.... مش هيقلع قدامك
  • عارفة .... ومفيش قفل باب علينا
وتخفى الأم إبتسامتها فهاهى فتاتها تنضج وتصبح أروع فأروع كل يوم وستصبح أفضل زوجة

ويخرج أمجد من الحمام ليتجه لغرفته ويرتدى الملابس التى إختارتها له حبيبته ليناديها بعد فترة

  • منى .... لو سمحتى تعالى ساعدينى ألبس الجاكيت
وتترك منى أم أمجد لتهرع لغرفة أمجد لتمسك الأم بذراعها

  • تلبسيه الجاكت وبس يا عين امك .... إيده متروحش كده ولا كده
  • يووووه يا ماما .... هو تلبيس الجاكيت فيه مشكلة كمان ... هامسكله الجاكيت لغاية ما يدخل إيده فى الكم وخلاص ... فيها إيه دى ؟
  • إيده تدخل فى الكم متدخلش فى حتة تانية يا ممحونة ... عينى هتبقى عليكوا
ويلبس أمجد الجاكيت وترش له منى وجهه وصدره بالبرفان الذى أهداه له الدكتور إبراهيم وتمد يدها تعدل له من شكل ياقة القميص وتضع كفيها على صدره مستمتعة بإحساسها بدقات قلبه ليصل إليها صوت الأم من الخارج يناديها فتهرع إليها ويلتقط أمجد كشكوله وبعض الأوراق من فوق مكتبه ويخرج ليجد الأم تجلس وأمامها منى وبينهما قماش جديد سيبدأن فى خياطته لينحنى أمجد على أمه ليقبلها ويهمس فى أذنها

  • أنا مش عارف يا أمى بتشوفينا إزاى وانتى قاعدة هنا
  • المحن اللى إنتو فيه حرارته بتوصلنى لغاية هنا يا روح امك ... اجرى انزل يا اهبل ومتتأخرش ... أبوك عايزيقعد يتكلم معاك شوية
.........................................................................................................

يصل أمجد أمام الفيلا الفاخرة التى تعيش فيها سهام مع أسرتها ويدخل من بوابتها الحديدية ليدق الجرس المعلق بجوارالباب لتفتح له سهام بنفسها .... فيوم الجمعة هو يوم إجازة لكل العاملين فى الفيلا

  • مساء الخير يا أمجد .... فى ميعادك بالظبط .... تعالى أعرفك على بابا وماما لغاية البنات ما يوصلوا
وتقوده لتصل لبهو متسع مفروش يبدو البذخ على كل ما يحتويه ليجد رجل فخم المنظر شديد الأناقة يدخن سيجار ضخم يجلس مع سيدة ممتلئة الجسم لا تقل عنه فخامة وأناقة لتبدأ سهام عملية التعريف بينهم

  • بابا .... ماما .... أمجد .... زميلنا فى الكلية وخطيب منى صاحبتى
  • أهلا يابنى .... سهام كلمتنى عنك كتير .... واضح إنها بتحب خطيبتك جدا .... مش بتبطل كلام عنها ... إتفضل أقعد ... تشرب إيه ؟
  • أهلا بيك يا عمى .... مافيش داعى أشرب حاجة ... يادوب نخلص مذاكرة علشان ألحق أروّح .... بابا بيزعل لما أتأخر برة البيت
  • لا ماينفعش .... نشرب حاجة لغاية ما زمايلك يوصلوا ... تشرب قهوة معايا ؟
  • لو حضرتك مُصِر يبقى بلاش قهوة ... مش متعود عليها
  • أها ... سهام قالتلى إنك رياضى كبير ... يبقى تشرب عصير .... لو سمحتى يا مدام إعمليلى قهوة وهاتى لأمجد عصير
وتترك سهام وأمها أمجد مع أبيها الذى بدأ حوارا مطولا مع أمجد .... فهو كأى أب يريد الإطمئنان على أخلاق من يدخل بيته ومن سيكون بصحبة ابنته لوقت قد يطول

طال الحديث حتى ظن أمجد أنه لن ينتهى وأبو سهام يستفسر منه أو بالأحرى يستجوبه عن كل شئ بداية من الحى الذى يسكن فيه ومدرسته الثانوية وحتى مهنة أبيه وأمه ولا يقطع هذا الحديث إلا دخول سهام

  • بابا ... سيبنا نروح نذاكر بقى .... أمجد مستأذن من والده ساعتين بس وإنت أخدت منهم نص ساعة والبنات وصلوا ومستنيين
وتصطحب سهام أمجد وتخرج من باب الفيلا ليلتفت الرجل لزوجته

  • ولد متربى وابن ناس .... أنا سمعت عن أبوه ... راجل محترم وشديد
  • ولد مؤدب ... عينه مترفعتش من الأرض من أول ما دخل ... وحتى القهوة مبيشربهاش
  • ... سهام بتقول على خطيبته كمان متربية وبنت ناس وجميلة جمال غيرعادى... بس مش صغير قوى إنه يخطب فى سنه ده ؟
  • علشان ولد جد ومش بتاع هلس ... تقريبا علشان ابوه صعيدى مربيه التربية الشديدة دى
قادت سهام أمجد لحديقة الفيلا المتوسطة المساحة لملحق صغير مستقل فى الطرف القريب من مبنى الفيلا حيث دخلا من باب جانبى ليجد باقى الشلة مجتمعات ويعاين الملحق فيجده مثال للذوق الجيد وبعد ترحيب صديقاته تبدأسهام كعادتها الحديث

  • ده بقى مكانى ... معظم اليوم بأقضيه هنا ما بروحش الفيلا تقريبا غير للنوم .... الباب اللى هناك ده على الشارع التانى ... كنت أنا والبنات بناخد الدروس هنا أيام الثانوية وبيدخلوا ويخرجوا منه
  • آآآآآآآه ... علشان كده بقى مشوفتهمش وهما داخلين
  • لما بيكونوا جايين عندى بييجوا من الباب بتاع الملحق ... وانت المرة الجاية مفيش داعى تيجي من الباب الكبير ... تعالى على هنا على طول
كان الملحق عبارة عن غرفة متسعة ....بطرفها البعيد باب أنيق وتتوسطه ترابيزة دائرية حولها خمس مقاعد وعلى الجانب طاقم أنتريه فخم موضوع أمام مدفأة من الطراز القديم وملحق به حمام ومطبخ صغير

شدت المدفأة أنظار أمجد فهو لأول مرة يرى مثلها خارج الأفلام وبجوارها مجموعة الأخشاب التى تستعمل لإشعالها ومعلق على جانبها السيخ الذى يستعمل فى تقليب الخشب

  • جميلة أوى الدفاية دى يا سهام
  • آه .... أنا باحبها قوى ... لما بابا أشترى الفيلا كان الملحق ده موجود ومرضيش يشيل الدفاية جددها بس... لكن للأسف مبعرفش أولعها .... باجيب البواب يولعهالى ... بس هو أجازة النهاردة ... فيه دفاية كهربا لو حسينا بالبرد نبقى نشغلها
  • أنا أعرف اولعها ... بس الجو مش برد للدرجة دى يعنى ... إحنا النهاردة هنذاكر إيه ؟
  • نذاكر وصفية ... آخر محاضرة مفهمناش حاجة ... طبعا الكلام ده مش بالنسبة لك
  • علشان إنتوا بتفضلوا تكتبوا ومبتسمعوش اللى الدكتور بيقوله .... هاتى الكتاب وأنا هابسطهالكوا
كانت سميرة تراقب أمجد ولم تستطع إخفاء نظرتها له التى لاحظتها صديقاتها ولم يلحظها أمجد ... فهى تراه لأول مرة بتلك الأناقة ورائحة العطر التى تسبقه وكاد قلبها ينخلع لحظة خلعه للجاكيت بتلك الحركة الرشيقة وكانت الفتيات رحيمات بها فتركن الكرسى المجاور لها فارغا ليجلس فيه أمجد فهن بتن يعرفن حبها للوجود بجواره

تسلل أبو سهام وأمها أكثر من مرة ليراقبوا ما يحدث داخل الملحق من خلف الباب وفى كل مرة يجدوا أمجد منهمك فى شرح شئ ما وهو واقف والفتيات يناقشنه وقد ينفعل أحيانا ويهدأ احيانا فاطمأن قلبهما من جهة أمجد وتأكدا بالفعل من أنه شاب أهل للثقة

وأخيرا إنتهت جلسة المذاكرة ولم يتوقع أمجد بأن شرحه لمحاضرة الهندسة الوصفية بصوت مسموع سيجعله يستوعب تلك المحاضرة الصعبة بتلك الصورة

وأستأذن أمجد فى الإنصراف وبالطبع كان لابد على سميرة أن ترافقه فهى تخاف من المشى وحيدة فى تلك الشوارع الهادئة بينما ظلت أمل وإيمان مع سهام ليستكملن معا المذاكرة فهن يسكن فى نفس حيها على بعد ثلاث شوارع

وخرج أمجد وسميرة من الباب الجانبى لتسير معه لأول مرة فى تلك الشوارع الهادئة التى تصطف الفيلات على جانبيها وفجأة يعلو نباح أحد الكللابب لتندفع سميرة وتحتضن ذراع أمجد فى خوف وتضمه بشدة حتى يبتعدا عن صوت النباح لكن سميرة إستمرت فى إحتضان ذراع أمجد فقد شعرت بالأمان عندما ضمت ذراعه لصدرها .... وربما لأسباب أخرى

  • آسفة يا أمجد ... بخاف من الكللابب
  • ولا يهمك يا سميرة ... هو صوته كان عالى فعلا وطلع فجأة
  • يعنى متضايقتش ؟
  • أتضايق إيه يا بنتى .... حد يتضايق إن بنت زى القمر كده تمسك دراعه
إبتسمت سميرة فهاهو أمجد لأول مرة لا يخجل من التصريح لها بأنها جميلة .... وفعلا سميرة جميلة ... لكن جمالها لا يقارن بجمال منى حبيبته وسر سعادته

لم تترك سميرة ذراع أمجد فلقد شعرت باضعاف ٍذلك الإحساس الجميل الذى يكتنفها عندما تلصق فخذها بفخذ أمجد

توقعت سميرة أن يجلس أمجد بجوارها فى التاكسى الذى استوقفه على أول الشارع وقد إستعذبت إحساس إحتكاك ذراعه بصدرها وضغطه على حلماتها التى تشعر بها الآن منتصبة جاعلة شعور لذتها يتضاعف وتناست كل ما كانت تضعه فى ذهنها بالنسبة لأمجد لكنه خيب ظنها بعدما فتح لها باب التاكسى الخلفى لتجلس ثم جلس هو بجوار السائق لا لكى يتبع الأصول كما ظنت لكن لإنه شعر بوحش الشبق الذى يسكنه ورآه يبتسم له يغريه بالإستمرار فى حك ذراعه بصدر سميرة وخاف أن يغلبه الوحش فيتمادى

........................................................................................................

مرت أسابيع واعتاد أمجد على وجوده كل جمعة فى بيت سهام واعتادت اسرتها على وجوده واعتادت سميرة على الحصول على وجبة المتعة الإضافية فقد أصبح إحتضانها لذراع أمجد بمجرد إبتعادهم عن بيت سهام شئ طبيعى لا تخجل منه ولا يمانع أمجد فيه بل أنه أصبح الآن يشعر بأن إلتصاق فخذها بفخذه أثناء المحاضرات يسعد الوحش الساكن بداخله

........​

اصبح أمجد وإلهام ثنائى متفاهم فأصبح يتفهم جنونها واستطاعت هى أن تخرج منه الفنان المجنون الذى كان الدكتور إبراهيم يراه بداخله وأصبح تبادل أفكار التصميمات الجديدة بينهما يخرج بتناغم حتى أن الدكتور إبراهيم أصبح يعتمد عليهما تماما فى أفكار التصميمات واجتمع بهما قبل يومين من إسبوع الإمتحانات الأخير

  • بصى يا إلهام .... فيه شركة بترول أمريكية هتفتح مقر ليها هنا فى مصر ... مطلوب مننا تصميم للمقر ده ... طبعا يا أمجد إنت بتمتحن ومش فاضى ... أى فكرة جديدة تيجيى فى دماغك إشرحها لإلهام وهى هتترجمها على الورق ... مش إحنا لوحدنا اللى هنقدم تصميم ... فيه أربع مكاتب تانية هتقدم تصميمات والشركة الأمريكية هتختار واحد يتنفذ ... لو مكتبنا فاز بالمشروع ده ليكو عندى مكافأة كبيرة ... النهاردة التلات ... يوم التلات الجاى عايز تصميم ولو مبدأى ونشتغل عليه مع بعض علشان نعمل بلان
  • ماشى يا ريس .... والداتا بتاعت البلان فين
  • أنا عملتلكم نسختين من الداتا ... وعندكم صورة لشعار الشركة وملخص لنشاطها ... ورونى همتكوا
ومد يده لإلهام بمجموعتين من الأوراق أخذت واحدة لنفسها وأعطت الأخرى لأمجد وخرجوا متجهين لمكتبهم حيث جلسا على الترابيزة التى تتوسط المكتب يطالعان ما هو مكتوب بالأوراق

  • هنعمل إيه يا سى زفت فى المصيبة دى
  • مش عارف لسه يا إلهام ... مش كان الريس يأجل الموضوع شوية لغاية حتى بعد حفلة الخطوبة ؟
  • أنت أهبل ياض ... بيقولك اربع مكاتب تانيين مقدمين غيرنا ... هنقولهم إستنوا لما سى أمجد يخطب علشان نقدم معاكوا
  • أنا لسة عندى مادتين اصعب من بعض ... مش عارف هأقدر اساعدك ولا لأ
  • ولا يهمك ياض ... أنا هاخلصها لوحدى ... والمكافأة بالنص
  • تصدقى إنك بت جدعة يا إلهام ... مش عارف إزاى إتطلقتى مرتين ... حد يبقى متجوز مزة جامدة زيك كده ويطلقها
  • إعدل نفسك ياض ... إنت هتعاكسنى ولا إيه
  • خلاص ... لا هاعاكسِك ولا هانيلك ... حد يعاكس واحد صاحبه .... أكيد إتطلقتى بسبب لسانك
  • طب ماتجيب بوسة بقى ... ولا بلاش بدال ما أهيج عليك واغتصبك وانت لسة بنت بنوت ... قوم روّح إنت دلوقتى علشان تلحق تِذاكر وانا هافكر فى البلان دى .... مافيش داعى تيجى يوم السبت .... الريس قال إن الفيزيا صعبة وكلكم بتكرهوها... ولو جتلك فكرة إتصل بيا فى التليفون
ويمر يومان وينتهى أمجد من إمتحان الخميس وهو آخر يوم فى إمتحانات الرقيقة منى وهو يومه الإسبوعى للجلوس معها كخطيبين وبعد الإمتحان تتجمع حوله مجموعة صديقاته ويرفض مراجعة إجابات الإمتحان فرأيه بأن الإمتحان إنتهى وما كُتِب قد كُتِب ولن تغير مراجعة الإجابات منه شيئا

  • باقولك إيه يا أمجد .... يوم الإتنين إمتحان الفيزيا وانا لسة مخلصتش منها حاجة ... إعمل حسابك ساعتين بكرة مش هينفعوا ... منى قالتلى إنها أقنعت ابوك إنك هتستنى معانا لغاية ما نقفّلها وإنكم هتخلصوا مشوار الصاغة وتجيلنا .... هنستناك الساعة 2
  • بقولوكوا إيه .... أنا مخلص الفيزيا كلها ومش فاضيلكوا ... بكرة الصبح هننزل نشترى الشبكة ... فاضل إسبوع على الخطوبة
  • يعنى هيهون عليك تزعل منى منك قبل خطوبتكم بإسبوع ... حرام عليك
  • ماهو إنتوا عرفتوا نقطة ضعفى وبتجولى منها ... ماشى ... أهو آخر يوم وهاستريح منكم أكتر من إسبوعين .... سلام بقى ... زمان منى خلصت إمتحان ومستنيانى
وينطلق أمجد تتابعه نظرات زميلاته فى ود ... فحتى سميرة أصبحت تحب منى التى لم تراها من قبل وباتت مكتفية بتلك اللمسات من فخذ أمجد وذراعه بعد أن بدأ يبادلها اللمسات وباتت نظراتها التى تتسلل أحيانا لبنطلونه وترى إنتفاخه الذى يزداد أثناء تلك اللمسات تسعدها وتجعلها تكتشف عالم جديد عليها من المتعة التى أصبحت الآن لا يضيرها كونها مسروقة من أخرى ولم تدرِ أن وحش الشبق الذى يسكن أمجد قد بدأ يتسلل إليها هى الأخرى ويطلب المزيد

بريئة كانت سميرة لكن إلى متى ستستمر برائتها بعد أن بدأ يسكنها ذلك الوحش

وياتى نهار الجمعة وأمجد ومنى لم يغمض لهم جفن من فرط فرحتهم وسمح له أبوه بإستخدام التليفون الذى لم يتركه ولم يتوقفوا عن الكلام حتى إستيقظت أمه

  • إنتوا لسة بترغوا فى التليفون من إمبارح ؟ بتجيبوا كلام منين ؟ سيبها بقى تنام ساعتين .... لازم جسمها يكون مستريح واحنا بنقيس الشبكة ... وانت كمان ناملك ساعتين وهصحيك الساعة 9
  • حاضر يا ماما
ويغلق أمجد التليفون لتجلس أمه بجواره

  • أبوك فرحان بيك قوى يا أمجد ... الألف جنيه اللى هو كان شايلها لشبكتك مع ال 500 جنيه اللى سحبتهم من دفترك هيجيبوا شبكة تشرّف
  • أنا حاسس إنهم قليلين ياماما على منى ... كان نفسى أجيبلها شبكة أكبر تليق بيها
  • ماهما دول كل اللى كانوا فى دفترك يا حبيبى ... أنا كمان هحط 300 جنيه كنت شايلاهم على جنب ... ومتقلقش ... بكرة تكبر فى شغلك وتشتريلها كل اللى نفسك فيه ... نام دلوقتى علشان يبقى شكلك كويس وإحنا عند الصايغ
وبالفعل غرق أمجد فى نوم عميق بمجرد أن أغلق جفونه لتوقظه أمه ليستعد وتتقابل الأسرتين على السلم ويصطحبهم أبو منى جميعا فى سيارته البيجو ستيشن حيث جلس العروسين فى الكرسى الأخير الضيق إلا أنهما كانا سعداء بضيقه فقد سمح لهما بالجلوس متلاصقين بينما تشتبك أصابعهما بالأسفل ولا يراهما أحد

كان جو بدايات يناير غائما تتخله لسعات برد خفيفية وتمنى أمجد ومنى أن تمطر السماء فكلاهما يتفائل بالمطر ويعتبره بشير خير ولم تبخل عليهما السماء ببضع قطرات تسعدهما و تبارك بها تتويج حبهما

كان ابو منى هو من أصر على شراء الشبكة فى بداية فتح محلات الصاغة فهو كتاجر يرى أن أى بائع يتساهل فى الصفقة الأولى لكل يوم فالتاجر يرى أن أول قطعة يبيعها تفتح باب الرزق لباقى اليوم .... وكان محقا

كانت إختيارات منى رقيقة مثلها فجاءت الشبكة بعدد قطع كبير نسبياً لخفة وزنها خاصة بعد أن أصر أبو منى على أن يهدى العروسين مائتى جنيه أخرى ليصبح مبلغ الشبكة 2000 جنيه وهو مبلغ غير قليل

عادت الأسرتين لمنزلهما وصعدوا السلم لشقة أسرة منى وسط زغاريد أم أمجد وأم منى وشاركت بالطبع باقى الجارات فى حفلة الزغاريد وتمنى أمجد أن تطول جلسته مع منى لكن إصطحبه أبوه لشقتهم ليهمس له حتى لا يسمع أخويه الصغيرين

  • لازم تسيب منى مع أمها وأمك اليومين دول
  • إشمعنى يعنى ؟
  • يا بنى متبقاش حمار بقى .... مش هاعرف اقولك التفاصيل ... لازم يجهزوها ليوم الخطوبة ولازم يبقوا الحريم لوحدهم ... حتى حماك هيسيبلهم الشقة ويجيى يقعد معايا عالقهوة ... فهمت ؟
  • يعنى يجهزوها ازاى يعنى؟
  • يوووووه ... دا انت حمار فعلا ... هيعملوا حاجات حريمى ... لو كنت فهمت يبقى ماشى لو مفهمتش إتفلق ... خد العربية معاك النهاردة ....الجو شكله هيقلب ومنى قالتلى إنك هتتأخر النهاردة
وبالفعل لم يكن أمجد يفهم ماهى تلك الأشياء التى ستفعلها النساء ولابد أن تتم فى شقة العروس لكنه لم يهتم .... فبالتأكيد ستخبره منى بالتليفون عن تلك الأشياء عندما ينتهى من مذاكرة الفيزياء مع باقى شلته ويعود لمنزله

وصل أمجد لفيلا سهام وركن سيارته بجوار باب الملحق وبدأت رياح باردة تصفر فى الجو ليدق الجرس ويدخل وهو ينفخ فى يديه ليدفئها فيجد الفتيات الأربع فى إنتظاره وقد تدثرت كل منهن ببالطو ثقيل فالجو بالفعل أصبح قارس البرودة

  • مساء الخير .... هو الجو برد كدا ليه
  • صحيح الجو صعب قوى .... ما تولع لنا الدفاية يا أمجد ... مش كنت بتقول إنك تعرف تولعها
  • ماشى .... فعلا الجو ده محتاج دفاية
  • على ما تولع الدفاية أكون عملتلكوا طقم شاى يدفينا
  • طيب هاتيلى شوية ورق قديم من عندك
وبالفعل يتجه أمجد للدفاية ويلتقط قطعة من الخشب يضعها ويكوم حولها بعض الأوراق القديمة ثم يرص حولها مجموعة أخشاب أخرى صانعة حولها شكل هرمى ويلتقط الولاعة الموجودة أعلى الدفاية ويشعل النار بالأوراق فتشتعل وتشتعل معها قطعة الخشب الأولى ثم تمتد النار شيئا فشيئا لتمسك بباقى الأخشاب لتشتعل ويبدء الدفء فى السريان حول الدفاية

  • دا إنت قرد يا أمجد ... نفسى اتعلم اولع الدفاية دى ... إنت إتعلمتها فين دى
  • شكرا يا سهام كلك ذوق ... محدش قالك قبل كده إن الملافظ سعد ... إتعلمتها فى المدرسة طبعا ... إنتى نسيتى إنى كنت فى مدرسة عسكرية وكانوا بيعلمونا الحاجات دى زى أى عسكرى
  • طيب تعالوا بقى نقعد عالأرض هنا جنب الدفاية واحنا بنذاكر علشان نبعد عن البرد
وفعلا تحلق الجميع أرضا بجوار المدفأة وخلعت الفتيات البلاطى التى كن يتدثرن بها وحتى أحذيتهن خلعوها ليسرى دفء النار من أقدامهن لباقى أجسادهن وتبعهم أمجد وخلع الجاكيت الذى يرتديه وخلع حذائه ليندمج فى الشرح بصوت يسمعنه جميعا ويثبت به هو معلومات المادة فى ذهنه .... كانت كل الفتيات ما عدا سهام يرتدين بنطلونات صوفية ثقيلة غامقة وبلوفرات اسفل البلاطى أما سهام فكانت ترتدى جيبة قطنية بيضاء فوقها بلوزة صوفية ... فهى فى بيتها

ويدخل عليهم ابو سهام وأمها دون أن يشعروا بهم

  • إيه يا ولاد إللى إنتوا عاملينه ده ؟
  • البرد يا ماما كان مش مخلينا نعرف نركز
  • طب أوعوا تخرجوا يا بنات من الدفا للبرد من غير ما تقفلوا البلاطى
  • متخافيش يا طنط
  • وانت يا أمجد متنساش تقفل الجاكيت بتاعك ... إنت مجبتش بالطو ليه
  • أنا معايا عربية بابا ومش همشى فى البرد ... متقلقش حضرتك يا عمى
  • طب يا ولاد .... إحنا خارجين شوية .... يمكن نتأخر يا سهام .... نامى هنا النهاردة علشان متخرجيش فى البرد واقفلى الباب عليكى كويس ... مافيش شغالين فى الفيلا النهاردة إحنا هنقفل باب الفيلا من برة بالقفل بعد ما نخرج
  • حاضر يا ماما متقلقيش .... هتربس البابين أول ما نخلص ويمشوا
  • طيب يا ولاد ... ليلتكم سعيدة
ويخرج الأب تتابط الأم ذراعه ويلفت نظر أمجد جاكيت الفرو الثمين الذى ترتديه أم سهام ويتمنى فى نفسه لو أن معه ما يكفى من المال لشراء مثله لحبيبته منى فبالتأكيد سيكون عليها أروع من أم سهام

ويستمرأمجد فى شرح منهج الفيزياء لنفسه بصوت مرتفع والفتيات يستمعن ويناقشن أحيانا ويضعن بعض خطوط فى كتبهن وهن متعجبات من تبسيط أمجد للمادة وتفكيكها لدرجة أشعرتهن بأنهن أغبياء إذ لم يستطيعوا فهم تلك المادة

وفى السابعة كانت الفتيات قد أرهقن تماما بعد أن شرح لهم أمجد ما يقرب من ثلاثة أرباع الكتاب

  • كفاية كده النهاردة يا أمجد مش عارفين نشكرك إزاى لازم نروح دلوقتى ... شكلها فيه مطر الليلة
  • تشكرونى على إيه يا أمل ... فعلا كفاية عليكم كده النهاردة ... ياللا بينا أوصل كل واحدة فيكو لغاية بيتها وبعدين أوصل سميرة وأروّح ... أهو بيتى قريب من بيتها
لترد سهام بأنانيتها المعتادة

  • لأ يا أمجد ... أنا لسة فيه حاجات مش فاهماها ... وانت وعدت إنك هتخلص معانا الفيزيا كلها
  • يا سهام اللى فاضل حاجات بسيطة ولسة قدامك يومين تقدرى تخلصى فيهم
  • لأ يا سيدى ... خليهم هما يروحوا وإستنى إنت كمل باقى الكتاب معايا ... هاشتكيك لمنى واقولها إنك مرضتش تكمل معايا الشرح علشان توصل البنات ....... وسميرة
وهنا يدق جرس إنذار فى ذهن أمجد وسميرة وتنظر أمل وإيمان لسهام نظرة لوم شديدة ويلعنها أمجد فى سره ... فهو يعلم أنها لن تقول إلا الحقيقة ... لكن كيف ستقولها وكيف ستفسرها منى؟

  • طيب خلاص يا سهام .... هاوصل سميرة لأقرب تاكسى وبعدين أوصل أمل و إيمان وارجع أكمل معاكى مذاكرة
  • خلاص ... ولغاية ما توصلهم وترجع أكون عملت حاجة ناكلها
ويخرج أمجد والفتيات الثلاث ليركبن مع أمجد سيارته وتحرص سميرة على ألا تكون هى من تجلس جواره ليوصلها لأول الشارع وينزل من السيارة ليوقف أول تاكسى يمر لتشكره وهى تركب

  • متشكرة أوى يا أمجد وآسفة إنك هتضطر تسيب خطيبتك اللى أكيد مستنياك وترجع تكمل مذاكرة لسهام
ليبتسم لها أمجد ويهز رأسه

  • ولا يهمك يا سميرة ... كده أو كده مكنتش هاعرف أقعد مع منى النهاردة وآدينى هاكمل مذاكرة بس بصوت عالى ... تصبحى على خير
وينطلق التاكسى حاملا سميرة ويعود أمجد لسيارته لينطلق بها والفتاتين لا تجدان ما تعتذران به لأمجد عن ما قالته سهام

عاد أمجد لفيلا سهام وقد إزدادت برودة الجو وبدأت السحب فى التجمع منذرة بليلة ممطرة ليجد سهام قد أعدت بعض السندويتشات وكوبين من الحليب وقابلته بإبتسامة تحاول بها الإعتذار عن قلة ذوقها

  • أنا عملت لك سندويتشات ناكلها سوا قبل ما نكمل ... هترضى تاكل معايا بنفس ولا هتبقى زعلان
فابتسم أمجد لها وقد قبل إعتذارها ليبدآ تناول الطعام وتخرجه سهام من حالة الغضب التى المت به والتى نجح فى إخفاءها ربما لأول مرة فى حياته ولم يظهر على وجهه أى تأثر بغضبه حتى أنهوا طعامهما وعادا لمراجعة ما بقى من المادة وقبل أن ينتهوا بقليل يبدأ صوت المطر يدق خارج الملحق ويضع أمجد المزيد من الأخشاب بالمدفأة ويقلب النار بالسيخ المخصص لذلك فهو يحب رائحة إحتراق الخشب ويعشق صوت المطر ويبدأ مزاجه فى الإعتدال ليفيض فى شرح الفيزياء وتبسيطها وسهام تسمع وأحيانا تناقش وأحيانا تحل بعض المعادلات التى كانت تبدو لها مسبقا صعبة بمساعدة أمجد لتنقطع الكهرباء كعادة تلك الأوقات عند إشتداد المطر قبل أن ينتهوا تماما من إستكمال الكتاب

  • يووووه .... ده وقته .... مكانوش قادرين يستنوا نص ساعة كمان
  • مفيش مشكلة يا سهام .... شوية والكهربا هترجع ... نريح شوية عالأقل
  • طيب أعملك بقى حاجة تشربها لغاية ما الكهربا ترجع ... تحب تشرب إيه
  • إيه ده إنتى بتعرفى تعملى حاجة غير الشاى
  • يادى النيلة .... يابنى بنات الأغنيا بنات زى أى بنات أمهاتهم بيعلموهم يعملوا كل حاجة ... هى بس الأفلام العربى اللى مبوظة صورتنا ... ده أنا باعمل شوية قرفة بالحليب محصلوش... بابا مبيشربهاش غير من إيدى ... هاقوم أعمل كوبايتين لغاية الكهربا ما ترجع
  • طيب يا ستى أدينا هنشوف
وتتجه سهام للمطبخ الصغير الذى ألقت عليه نار المدفأة ببعض الضوء البسيط

  • أنا مش شايفة حاجة .... بس فيه شمع هنا أهو ... فين الولاعة يا أمجد اللى ولعت بيها الدفاية
  • هنا فوق الدفاية أهى ... أجيبهالك ؟
  • لأ خليك أنا هآجى أخدها ... ريح رجليك شوية ... إنت طول مانت بتذاكر رايح جاى زى بندول الساعة
وتعود سهام لتقف أمام المدفأة لتتناول الولاعة من فوق الرف الموجود بأعلاها وتقف بين أمجد وبين المدفأة وقد فتحت ساقيها قليلا لتحافظ على توازنها فيشف قماش الجيبة البيضاء التى ترتديها ويتخللها ضوء المدفأة ليرى أمجد وحش شبقه يبتسم له وسط لهيب النار الواضح خلف جيبة سهام يتراقص بين فخذيها فيغمض عينيه ليبعده عن تفكيره حتى تجد سهام الولاعة أخيرا وتتجه بها للمطبخ وتشعل شمعة تضئ جنبات المطبخ وينعكس ضوءها على وجه سهام وشعرها الملتوى المسترسل خلف ظهرها ويضئ صدرها ليجد أمجد الوحش واقفا قوق هذين الثديين ولا يجد أمجد وسيلة لإبعاده عنه غير إغلاق عينيه وإسناد رأسه على الكنبة الجالس أمامها على الأرض لتنتهى سهام من صنع كوبى القرفة وتحملهما على صينية تضعها على الأرض بجوار ساقى أمجد الممدتين وتنظر لوجهه وترى عينيه المغمضتين فتظنه قد نام من الإرهاق وتقرر أن تتركه قليلا حتى يعود تيار الكهرباء وتجلس بجواره وتفرد ساقيها بجوار ساقيه لكن يبدو أن الوحش الذى يسكن أمجد قد إنتقل تأثيره إليها فتقترب حتى تلتصق جلستها بجلسته ولأول مرة فى حياتها يلامس جسدها جسد شاب فهى رغم كثرة حديثها عن أجساد الرجال فلم يسبق لها أن كانت بهذا القرب من شاب تنفرد به خلف باب مغلق ويدفعها الوحش الذى تمكن منها الآن لأن تزيد من إلتصاقها به وأمجد يغمض عينيه محاولا طرده من ذهنه لكن سهام تجدها فرصة لتحسس جسد شاب كما كانت تتمنى فتمد يدها تتحسس ذراع أمجد فيفتح عينيه علها تتركه فهو لا يدرى ماذا سيحدث إذا تمكن منه وحش شبقه مع عذراء مثل سهام

لم تبعد سهام يدها عن ذراعه ولم يحاول هو إبعادها لكنه يمد يده فيتناول كوب القرفة ويناوله لسهام التى تأخذه بيد تكاد ترتعش من إثارتها بينما اليد الأخرى تتجمد على ذراعه فيتناول كوبه بذراعه الأخرى بينما يلف ذراعه التى تتحسسها سهام حول كتفيها فتتنهد تهيدة طويلة وتريح راسها على صدره تتشمم رائحة شاب لأول مرة فى حياتها مختلطة برائحة الخشب المحترق ودقات المطر بالخارج تعزف من حولهم موسيقى رومانسية تزيد من نشاط الوحش الذى بدأ يظهر أنيابه مع إنتهائهم من شرب مشروبهم الساخن الذى زاد من سخونة أجسادهم المراهقة فيضع أمجد كوبه على الصينية ويمد يده لسهام التى تناوله كوبها ليهمس لها بصوت لا تكاد تسمعه

  • لو سمحتى يا سهام رجعى الصينية المطبخ وإهدى... مش عايزين نعمل حاجة تزعلنا من بعض
  • مهما عملت يا أمجد دلوقتى مش ممكن هازعل منك .... وانت كمان مش هتزعل مِنى ... الجو ده أول مرة أعيشه .... من فضلك متحرمنيش إنى أستمتع بيه ... هادخل الصينية جوة وارجعلك ... أرجوك متبوظش اللحظة الجميلة دى ... إحنا أصحاب وهنفضل أصحاب مهما حصل بينى وبينك ... أصحاب مش أكتر
وتقوم سهام وتنحنى أمامه فيظهر له ظل مؤخرتها من خلف جيبتها وها هو الوحش يفتح باب محبسه ويخرج .... فقد مر أكثر من شهر على آخر لقاء لأمجد بأم منى والوحش الآن جائع وهاهى وجبة شهية أمامه ......وجبة بطعم مختلف عن الوجبة التى اعتاد تناولها وتتوسل إليه تلك الوجبة أن يلتهمها

عادت سهام بسرعة وكأنها تخاف أن يغير أمجد من موافقته التى بدت فى عينيه لتجلس بجواره وتضع رأسها على كتفه بينما تثنى ركبتيها فتنزلق الجيبة التى ترتديها وتكشف له فخذيها عاريين وتلفح نيران المدفأة أسفل فخذيها وكسها الذى لا يداريه إلا الكيلوت القطنى لتزيد من حرارته وتفتح الباب لسائلها اللزج ينساب منه فيمد أصابعه يمررها على باطن فخذها حتى تصل أصابعه لكسها فيمرر أطرافها عليه بنعومة ويلف يده حول كتفها فتمد يدها تتحسس صدره وتفك أزرار قميصه وتمرر يديها على صدره العارى بلمسة مرتبكة ... وهنا يتمدد الوحش ويحيط بأمجد وسهام ولا يترك فرصة لهما للفرار منه فيضع أمجد يده اسفل ذقنها ويرفع وجهها إليه ويبدأ فى تقبيل وجنتيها بهدوء شديد حتى يصل إلى أذنها اليسرى فيطبع قبلة أسفلها ثم يمتص حلمة أذنها وتشعر بأنفاسه الحارة داخل أذنها فتغمض عينيها مستمتعة بلمسات شفتيه بينما يفتح هو أزرار بلوزتها الصوفية ويخلعها عنها فتقلده وتخلع عنه قميصه فيصبح عارى الصدر أمامها وهاهو حلمها بأن تتحسس جسد رجل عارى يتحقق فتمرر كفيها بجنون على صدره وبطنه متلمسة عضلاته الواضحة وقد تخلت يدها عن ترددها فيقف ويوقفها أمامه ونصفها العلوى مستور بقميصها الداخلى وسوتيانها البناتى الساذج ونار المدفأة تنعكس على جسده العارى وجسدها الذى يوشك أن يتعرى

رفع أمجد وجهها إلى وجهه مرة أخرى وبدأ فى تقبيل شفتيها قبلات سريعة ولم يكن يتوقع أن تستجيب له كإستجابة عشيقته أم منى فتلك هى أولى تجاربها فى التقبيل ولا تعرف ماذا تفعل لكنها الآن بين يدى خبير

مرر أمجد إبهامه على شفتى سهام وفرج بين شفتيها فاستجابت له وفتحت فمها قليلا ليأخذ شفتها العليا بين شفتيه فتشنجت شفتيها لبرهة ثم ارتخت ليفعل بها ما يشاء فامتص شفتها العليا كثيرا وبدأ صوت تنفسها فى الإرتفاع وشعرت بماء كسها وقد بدأ يسيل كثيفا من كسها يبلل فخذيها وبدأت تبادله إمتصاص شفته السفلى وفتحت له فمها ليعبث لسانه بلسانها قليلا ثم يمتص لسانها داخل فمه وقد أحكم ذراعيه حولها حتى لا تنهار ساقاها ثم دفع لسانه مرة ثانية لفمها فتفعل به ما فعل بلسانها حتى تنتهى قبلتها الحارة الأولى فى حياتها

يحرك أمجد شفتيه يقبل رقبتها ويهبط بهما حتى صدرها فيستمر فى تقبيله متجها لكتفها الأيمن حتى يصل لحمالة قميصها الداخلى فيزيحها بيده فتفهم ما يريد وتخرج ذراعها من الحمالة لينكشف نصف سوتيانها الأيمن مظهرا أعلى ثديها فيغمره بالقبلات وهو يحرك حمالة قميصها الأخرى لتخلع ذراعها عنه ويسقط نصف القميص العلوى لأسفل تمسكه الجيبة عن الوقوع ويصبح نصفها العلوى عارٍ إلا من هذا السوتيان القطنى الساذج فيحرك شفتيه مقبلا ثديها الأيسر ينما ذراعيه تلتف حول جسدها لتعالج قفل السوتيان من الخلف ليفتحه بسهولة ويخلعه عنها ويحرره من ذراعيها ليصبح نصفها العلوى عارٍ تماماً فتدفع نفسها فى حضنه ليلامس صدره ثدييها وتنغرس حلماتها المنتصبة بشدة فى جلد صدره وتشعر بإنتصاب زبره يضغط على كسها فتمد يديها وهى فى أحضانه تريد إنزال ما يمنع نصفها السفلى عن زبره فيمد يده ليمنعها بينما يحرك صدره يسحق به تلك الحلمات المراهقة بينما يحرك كفيه على مؤخرتها بنعومة ويعتصر فلقتيها إعتصارات رقيقة بينما يقبل الهالة التى تحيط بحلمتها اليسرى بهدوء قبل أن يلتقمها بين شفتيه ويحرك عليها لسانه بينما تفرك يده حلمتها اليمنى فتتأوه سهام آهة متعة هادئة طويلة فلمساته كرجل يختلف تأثيرها كثيرا عن لماساتها لنفسها فيشفط الحلمة اليسرى بفمه ويزيد من حركة لسانه عليها حتى تبتل تماما بلعابه فينقل شفتيه للحلمة اليمنى يكرر معها ما فعله باليسرى بينما فركة يده لتلك الحلمة اليسرى تختلف بفعل تبللها بلعابه فتطلق آهة متعة أطول من الأولى فيمسك بكلا ثدييها يعتصرهما برقة ويفرك الحلمتين بباطن يده وهو يرفع ثدياها يقبلهما من أسفل ويقبل الشق بينهما ويمرر لسانه على طول هذا الشق حتى يصل لسرتها فيدخل فيها لسانه ويده تجذب الجيبة والقميص الداخلى المتدلى عليها لأسفل بعد أن يجلس على ركبتيه حتى تبقى واقفة أمامه لا يسترها إلا الكيلوت القطنى الساذج الذى يرتديه ويقبل كل ما حول هذا الكيلوت وقد إبتل تماما من مائها فيضع فمه مكان كسها ويعتصر ما تشربه الكيلوت بشفتيه بينما تتسلل أصابعه تحته لتتحرك على الشق بين فلقتيها ويرتفع تنفس سهام بشدة وتبدأ ركبتيها فى الإنهيار ويعلم أمجد أن لحظتها قد حانت فيدفعها برقة حتى تجلس على الكنبة وهو يحرر فلقتيها وكسها من قيدهذا الكيلوت حتى يخلعه تماما من ساقيها ويلقيه أرضا ويفتح ساقيها ليقبل كسها قبلة طويلة قبل أن يلتقم زنبورها بين شفتيه ويمتصه بشدة فتنفجر شهوتها وتقذف بمائها غزيرا ليتلقى هو هذا الماء بفمه وهو يفرك شاربه الخشن بين شفرتى كسها ولم تعد سهام تدرى ماذا يحدث لها فلأول مرة تشعر بإنقباضات كسها بتلك القوة التى ينتفض معها كامل جسدها وتحاول أن تدفع رأسه بعيدا فتمد يديها لرأسه لكنها تجد نفسها تدفع رأسه أكثر نحو كسها وتضم ساقيها بشدة على رأسه وتخرج كلماتها متقطعة

  • أمجد .... إنت بتعمل إيه .... مش قادرة ... سيبنى أرجوك .... أوعى تبعد .... خلى بقك على كسى .. بالراحة عليا يا أمجد
لم يكن أمجد يستمع إليها واستمر فى لعق كسها بلسانه حتى أدخل طرف لسانه بفتحة كسها التى اتسعت وظل يدخل لسانه ويخرجه بسرعة وأتت رعشتها الثانية بعد وقت قليل من رعشتها الأولى وتنظر لأمجد الذى انتظر حتى أنهت رعشتها يقف ويفك حزامه ويخلع عنه بنطاله ولباسه الداخلى لترى أمام عينيها أخيرا زبر حقيقى مثل الذى كانت تراه فى مجلات أباها الجنسية لتمد يدها تمررها عليه وهى متشوقة لمعرفة ملمسه ويتركها أمجد تستمتع قليلا بحركة يدها على زبره ليمد يده يبعد يدها بهدوء ويرتكز بركبتيه على الأرض بين فخذيها ويرفع ساقيها لتتحدث فى همس

  • أمجد أنا لسة بنت ... أوعى تضيعنى
فينظر لها أمجد نظرة طمأنة ويهز لها رأسه فتطمإن وتترك له جسدها فهى متأكدة بأن أمجد لن يفض بكارتها .... ويضع أمجد ساقيها على كتفيه ويمسك بزبره يحركه على كامل كسها ويفرك زنبورها المنتفخ برأس زبره مرات ومرات حتى تقترب قذفتها الثالثة فيضرب زنبورها برأس زبره ضربات سريعة متتالية فتنتفض معلنة إتيانها شهوتها فيضغط فخذيها حتى تلامسا صدرها ويضع زبره بينهم ويحركه بينهما وقد جعل البلل الغزير الذى خرج منها إنزلاق زبره بين فخذيها سهلا وتزداد سرعة حركته ويرتفع صوت تنفسه ويضغط فخذيها بشدة بينما تنغرس رأس زبره بسرتها ويطلق ماءه دافئا غزيرا يغرق بطنها حتى ينتهى من قذفته الأولى مع أول إمرأة يمارس معها الجنس .... بعد أم منى

بعد أن هدأت فورته يقوم أمجد من فوق فخذى سهام ليجذبها برفق فتستجيب له ليناما على الأرض عاريين تماما فتلف ذراعها حول صدره وتضع فخذها على بطنه وتتوسد ذراعه برأسها وهى تنظر إليه غير مصدقة ما فعلته الآن معه وما فعله معها

  • مبسوط يا أمجد ؟
  • آه مبسوط
  • يعنى إتبسطت معايا زى ما تنبسط مع منى ؟
  • أنا عمرى ما عملت كده مع منى يا سهام ... أكبرحاجة عملتها مع منى إنى مسكت إيدها
  • يعنى عايز تفهمنى إنى أول واحدة ؟
  • لأ مش أول واحدة
  • بس إنت إزاى كده ... عرفت تعمل كل ده إزاى
  • تحبى أعلمك حاجات أكتر تزود متعتك ؟
  • هو فيه متعة أكتر من كده ؟
  • فيه متعة أكتر من كده بكتير يا سهام ... ومن غير ما افتحك ... وتفضلى بنت زى مانتى
  • طيب ورينى
  • مش هينفع النهاردة
وفجأة يعود التيار الكهربى ويضئ الملحق من حولهما لكنهما لم يتحركا من رقدتهما العارية حتى يشعر أمجد أن الوقت قد سرقه .... ويشعر شعور آخريدفعه للإنصراف لبيته بأسرع ما يمكنه

  • ياللا يا سهام قومى نلبس هدومنا ونكمل الجزء اللى باقى فى الفيزيا
  • لا فيزيا ولا غيره ... أنا مش عايزة ألبس هدوم النهاردة تانى هانام كده ولبنك ينشف على بطنى
  • براحتك .... يبقى أقوم انا ألبس واروّح
  • خليك شوية يا أمجد ... مستمتعة بإنى عريانة فى حضنك
  • مينفعش ... إتأخرت ولازم امشى
ويقوم أمجد ليرتدى ملابسه وتقوم سهام لتودعه خلف الباب بقبلة طويلة تسترجع بها قبلتهما الأولى التى علمها فيه كيفية التقبيل

  • أمجد .... أوعى تفتكر إنى كان ممكن أقول لمنى إنك مشيت مع سميرة زى ما هددتك إنى اقول .... أنا باحب منى وباحب قصة حبكم ... بس فعلا حسيت إنى مش هاقدر اكمل مذاكرة لوحدى
  • خلاص يا سهام ... واللى حصل بينا ده ...
  • هششششش ... اللى حصل بينا ده هيتكرر كتير ... إنت عايز وانا عايزة .... ومحدش هيعرف ... إنت قلت إن فيه حاجات كتير ممكن تمتعنى أكتر ... وبعد اللى عملته معايا النهاردة مش هاعرف استمتع باللعب فى نفسى تانى خلاص ..... هتعلمنى كل حاجة تعرفها عن الجنس .... وهنفضل أصحاب طول عمرنا ... أول ما توصل البيت بس كلمنى اتطمن عليك... وخد بالك علشان المطر لسة جامد
  • حاضر يا سهام ... تصبحى على خير
  • لما تكلمنى تبقى تقولى تصبحى على خير... مش دلوقتى
ويشتبكا فى قبلة عميقة أخرى يتحسس أمجد أثنائها كامل جسدها العارى ويتركها ليغلق الباب خلفه ويتجه لسيارة أبيه ليستقلها ويقود فى إتجاه منزله

........................................................................................................​

دخل أمجد شقته التى يسودها الهدوء التام فالساعة تجاوزت منتصف الليل ويصطحب التليفون لغرفته ينوى الإتصال بسهام كما وعدها ليجد نفسه يتصل برقم منى

  • مساء الخير يا منى ... لسة منمتيش
  • وانا هيجيلى نوم وانت لسة مرجعتش من برة يا أمجد
  • ينفع تطلعى تقعدى معايا ؟
  • مينفعش طبعا ولو إنه نفسى .... مالك يا أمجد فيك إيه يا حبيبى
  • مفيش حاجة متقلقيش... خشى نامى واطلعيلى الساعة 7 ضرورى
  • بس ماما ....
  • متقوليليش ماما ولا بابا .... الساعة 7 تكونى عندى يا قلبى
  • قلبك ؟ أول مرة تقولها ... هاكون عندك الساعة 7 وطظ فى أمى وأمك
  • تصبحى على خير
ويغلق السماعة ويفتح الراديو الصغير على محطة البرنامج الموسيقى ويفرد إحدى الأوراق الكبيرة على ترابيزة الرسم ويخرج من درجه الأوراق التى سبق وأن اعطاها له الدكتور إبراهيم ويتذكر سهام فيتصل بها يطمئنها على وصوله كما وعدها ويتناول مسطرته ويبدأ فى رسم بعض الخطوط ولا يشعر بالوقت ولا بأى شئ سوى الموسيقى التى ترن فى أذنه

فى السابعة تماما تكون منى أمام باب شقة أمجد لتقابل ابوه خارجا لعمله تودعه أم أمجد التى تسحبها من يدها للداخل وتحدثها فى همس

  • إنتى إيه اللى طلعك ؟ مش قلتلك النهادرة فيه ورانا حاجات كتير
  • مش مهم النهاردة يا ماما ... كل حاجة تتأجل ... أمجد محتاجنى جنبه دلوقتى
  • وإنتى عرفتى منين ؟
  • كلمنى إمبارح أول ما رجع .... أنا حاسة إنه محتاجنى جنبه يا ماما
  • منطقش ولا كلمة من الصبح وعمال يرسم ... أبوه دخل عنده ولما طلع قال متخلوش حد يزعجه .... أدخليله يا بنتى وطمنينى عليه
ولا تدرى الأم كيف عرف أمجد بوجود منى ليصلهما صوته من الداخل

  • تعالى يا منى لو سمحتى .... خليكى قاعدة معايا هنا فى الأوضة
وتندفع منى للغرفة لتجد أمجد واقفا أمام لوحة الرسم لا يرفع عينه عنها

  • هاعملك كوباية شاى بالنعناع واجيبهالك ... إنت محتاجها دلوقتى
وتندفع منى للمطبخ وتتبعها الأم

  • أعمليله كوباية شاى بلبن يا منى ... محطش حاجة فى بوقه من إمبارح
  • لا يا ماما ... هو دلوقتى محتاج شاى بالنعناع
  • وإنتى عرفتى منين ؟
  • أنا عارفة ومتسالينيش عرفت منين لإن أنا نفسى معرفش عرفت منين... مش هيشرب غير شاى بالنعناع لغاية ما يخلص اللى فى إيده ... أنا عارفة يا ماما ... باحس هو عايز إيه
وتحمل الرقيقة منى كوب الشاى لأمجد وتضعه بجواره على المكتب وتجلس على حافة السرير دون أن تنطق بكلمة واحدة وتنظر الأم لهما فى حنان وتتساءل فى نفسها " ألهذه الدرجة يعشقان بعضهما ... كل يشعر بما يحتاجه الآخر دون كلمة واحدة من أى منهما للآخر"

إستمر أمجد فى الرسم دون أن ينطق بكلمة واحدة واستمرت منى جالسة جواره لا تنطق ولا تتحرك إلا لتبدل له كوب الشاى بآخر

لم يتناولا أى طعام ولم يترك أحدهما الغرفة حتى للذهاب للحمام باستثناء خروج منى لعمل كوب شاى له والعودة بسرعة لتكون جواره وحتى عندما أشارت الأم لمنى كى تأتى للغداء رفضت بشدة التحرك من مكانها ... فهى تشعر بضرورة وجودها بجواره وأن ذهابها سيعطله عما يعمل

وأخيرا رفع أمجد راسه من لوحته لينظر لمنى فى حب ويشير لها لتقوم وترى ما أنجزه فتنظر منى للوحة بإنبهار ولو أنها لا تفهم ما فيها لكنها تراها جميلة

  • إيه رأيك
  • روعة يا أمجد
  • هاتيلى التليفون بسرعة
وتهرع منى للصالة وتلتقط التليفون لتعود له بسرعة والأم تراقبها ولا تتدخل

  • هتكلم مين دلوقتى يا أمجد
  • هكلم إلهام
  • دلوقتى يا أمجد ؟ الوقت إتأخر قوى ... الساعة دلوقتى 11 بليل
  • معقولة محستش بالوقت كده ... بس مش مهم لازم اكلمها دلوقتى ... حطى ودنك عالسماعة هسمعك المجنونة دى بتتكلم ازاى
ويطلب أمجد رقم إلهام لتجيبه بعد عدد كبير من الرنات

  • الو ... أيوه يا إلهام أنا أمجد
  • عايز إيه يا سى زفت ... حد يكلم واحدة ست زى القمر زيي كده ومتطلقة مرتين فى ساعة زى دى
  • كنتى نايمة ؟
  • لا نمت ولا إتنيلت على عين أهلك ... إخلص عايز إيه
  • لقيتى فكرة ؟
  • لأ ملقتش زفت وعمالة أقطع فى ورق ... كل ما تجيلى فكرة تطلع إما متكررة أو فكرة زبالة زى وشك
  • إلهام ... ... ....خطيبتى قاعدة جنب منى وحاطة ودنها معايا عالسماعة ... ياريت ننضف لساننا شوية
  • حاطة ودنها معاك عالسماعة ولا حاطة خدها على خدك يا روميو ... إخلص
  • لو قلتلِك إنى لقيت فكرة ورسمت بلان كاملة تقولى إيه ؟
  • بتتكلم جد ياض؟ ده أنا ابوسك من بوقك لو طلع الكلام ده صح ... لا مؤاخذة يامنى ... لو بيتكلم جد هابوسه من بوقه
  • إذا كان مباسنيش من بوقى انا نفسى يا إلهام هيبوسك إنتى ؟
  • إنت مبوستهاش من بوقها لسة يا حمار ... أكيد مبتعرفش تبوس ... هابقى اعلمهولك يا منى ... الواد ده بيتكلم جد ؟
  • راسم لوحة تجنن يا إلهام مع إنى مش فاهمة فيها حاجة طبعا
  • طب إقفلوا دلوقتى أكلم الريس أقوله ... متنامش ... هاتصل بيك تانى
  • يا مهبوشة انتى زمانه نام
  • حتى لو نايم فوق مراته هاقومه ... لا مؤاخذة يا منى ... المفروض متسمعيش الكلام ده ... سلام ... أوعى تنام ياض أحسن ما آجى اغتصبك قدام خطيبتك
ويغلق أمجد السماعة ويحتضن منى ولا يبالى بالباب المفتوح ولا بأمه التى تقف أمامه وتتركهم الأم لفرحتهم ... فذلك الحضن الذى طال لا خطورة منه .... ومنى تستحقه

وتعود إلهام للإتصال وتضع منى أذنها عالسماعة مع أمجد

  • بص يا سى روميو ... الريس هيخلص اللجنة فى الكلية بكرة ويجيى عالمكتب ... هيكون فى المكتب الساعة 1 الضهر تعالى انت الساعة 11 نبص عالبلان سوا لو فيها حاجة ناقصة ولا حاجة
  • صدقينى مفيهاش أى حاجة ناقصة ... بلان كاملة
  • خلاص تعالى الساعة 12 نحللها سوا قبل ما نوريها للريس ... تصبح على خير ... تصبحى على خير يا منى ... هابوس خطيبك من بوقه ولو عجبتنى البوسة هاخده معايا البيت
ويضع أمجد السماعة ويلتفت لمنى

  • لو الشركة إختارت البلان دى الريس هيدينا مكافأة كبيرة
  • إنت وإلهام ؟
  • أنا وإنتى يا منى ... أى فلوس هتجينى هتبقى بتاعتك وبتاعتى
  • طيب إفرد ضهرك شوية ... من 7 الصبح وانت واقف مقعدتش
  • أنا واقف من ساعة ما كلمتك بليل
  • 23 ساعة واقف على رجليك يا أمجد ...إنت بتستعبط ؟
  • مش حاسس بانى تعبان يا منى ... حاسس إنى عايز أخدك فى حضنى واطير
  • طيب تعالى إفرد ضهرك وانا هاقعد جنبك وتحكيلى عملت إيه مع البنات امبارح
ويستلقى أمجد على الفراش ويبدا فى الحديث مع منى يحكى لها تفاصيل مادة الفيزياء وتضع منى يدها على رأسه تتخلل بأصابعها شعره القصير الخشن وما هى إلا دقائق ويغلق أمجد عينيه ومنى لا تزال تمسد رأسه حتى تأتى أم أمجد لتضع منى إصبعها على فمها حتى لا تتحدث الأم وتقوم بهدوء من جوار أمجد وتخرج مع أمه وتغلق الباب خلفها بهدوء

  • ده كده صاحى ليه أكتر من 48 ساعة يا ماما .... يا حبيبى يا أمجد ... فرحان وهيطير من الفرح يا ماما
  • إنتى كمان يا منى قاعدة قعدتك دى ليكى 16 ساعة ... إنزلى إستريحيلك شوية يا بنتى ... بكرة يومك طويل ... بكرة هنعمل الحاجات اللى كان المفروض نعملها النهاردة وبكرة
  • هى الحاجات دى ضرورى يا ماما ؟ دى خطوبة يعنى مش دخلة
  • يا بت لازم تكونى يوم خطوبتك بتلمعى كده ... إنزلى يا حبيبتى نامى ... أقولك ... أنا هانزل معاكى أوصلك علشان عايزة امك فى كلمتين
يومها لم تترك أم أيمن منى إلا بعد أن وضعتها بفراشها وغطتها وظلت بجانبها حتى غفت عيناها وراحت فى نوم عميق
جميل جميل جميل قاعدة اقرا تحفة فنية يسلم ايديك ياكبير و متشوقة للاحداث الجاية, بس سؤال ياترى هل علاقة الباشا مستمرة مع البنات لحد هسة لو انفصلوا مع مرور الزمن
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%