NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

يعني صديقي أعتذر منك لاني لم ألاحظ قصتك الا الآن ... لكني أساندك
قلتها سابقا وأكررها ... الجنس دون تفاعل نفسي دون خطط ومعوقات ورفض وقبول وشهوة وإنكسار لا متعة فيه
سأقرأ قصتك ثم لنا حديث صديقي
شكرا لحضرتك بالرد.. كان لابد من ذكر حضرتك لاقتباسي ردك.. وشكرا مرة اخرى لتشريفي بمرورك الكريم
 
بس لا تستعجل كلش استعجلت ونزل الجزء الثالث الرابع لا تستعجل شهر شهرين سنه يله تنزل مو تستعجل وتنزله بسرعه
عزيزي اعتذر منك.. سبق واعتذرت من الكل للتأخير بسبب المرض.. وشكرا لذوقك
 
  • حبيته
التفاعلات: الباحـــث
علفكرة هيام في اروما مازالت مسيطرة علي تفكيرك فبيحصل خلط بينها وبين رحاب😅
 
  • حبيته
التفاعلات: الباحـــث
علفكرة هيام في اروما مازالت مسيطرة علي تفكيرك فبيحصل خلط بينها وبين رحاب😅
بشكرك للملاحظة الجميلة.. اعمل ايه .. لو كنت استخدمت اسمها هنا بردو.. كان أسهل 😅
سامحوني للاخطاء الاملائية.. مع اني براجع الجزء عدة مرات للتصحيح قبل الرفع.. لكن افوتني هذه الهفوات.. سامحوني
 
  • حبيته
  • عجبني
  • بيضحكني
التفاعلات: ساحرهم، saadhussam و E. Ashoo
أولا أبلف لابأس عليك مع تمنياتي بالشفاء العاجل
ثانيا حقيقة أنا سعيد بوجودك فعلا
 
  • عجبني
  • حبيته
التفاعلات: Aprilman و الباحـــث
أولا أبلف لابأس عليك مع تمنياتي بالشفاء العاجل
ثانيا حقيقة أنا سعيد بوجودك فعلا
شرف كبير ليه مرورك يا كاتبنا الكبير المبدع.. انا الأسعد صراحة بوجودك 🌹
 
  • عجبني
التفاعلات: saadhussam
تم إضافة الجزء الرابع
 
  • عجبني
التفاعلات: saadhussam و الباحـــث
الجزء الأول





عماد/ انا خلاص.. مش قادر أستحمل أكثر من كده..!

رحاب/ يعني أيه؟ انت بتقصد أيه؟

عماد/ احنا لازم نسيب بعض.. لازم نطلق يا رحاب.. انتي طالق .. طالق يا رحــــاب ......











رحاب




قبل عام ونصف تقريباً اقنعني زوجي عماد ان نهاجر لبلجيكا.. بعد حصوله على فرصة عمل ذهبية.. هناك

تركت كل شيء خلفي وسافرت معه .. على أمل الحصول على حياة جديدة اكثر راحة وسعادة واستقرار..هناك


عماد زوجي في ال40 من عمره ويعمل في مجال هندسة تقنيات الطاقة.. واولادي التوأم سيف وعمرو في العاشرة من العمر.. اما انا دخلت للتو الخامسة والثلاثين..

لازلت امرأة جميلة وان تأنقت قليلا ووضعت بعض المكياج.. اثير انتباه الكثيرين.. رغم اني لست رشيقة.. لدي بعض الوزن الزائد.. المعقول يعني

( بقلم الباحــــث )






أعرفكم بنفسي .. انا رحاب.. 35 عاماً.. بيضاء البشرة وطويلة بعض الشيء ومليانة شوية



انهيت جامعتي و تخرجت ولم ابحث عن اي وظيفة بعد زواجي من عماد وولادتي لأبنائي التوأم .. فلقد تفرغت تماما لرعايتهم جميعا..

امي وابي لا يزالان يعيشان في الوطن.. انا بنتهم الوحيدة.. لكن لدي شقيقين ذكرين آخرين هما اصغر مني.. مصعب و مؤيد..


مصعب هاجر الى بلجيكا ايضا منذ خمسة سنوات.. يطارد احلامه بعيدا عن وطن مجهول المصير.. اما مؤيد فلايزال يعيش مع وامي وابي ليكمل مشوار تعليمه..

كنت اظن بمجرد وصولي مع عائلتي لبلجيكا سوف استقر فيها واعيش حياة وردية هادئة و مستقرة لم اكن احلم بها.. لكن.. ماحدث كان العكس تماما..




بعد اشهر قليلة من وصولنا الى بلجيكا ..واستقرارنا في بيت يقع في شمالها .. تغير عماد كثيرا.. تغيرت تصرفاته.. تغير في ملابسه.. في تعامله في كلامه.. في كل شيء . . حتى لم يعد يحضني او يقبلني او يسمعني كلمة حلوة.. بل انه صار حتى يهجرني في الفراش !

هذه هي تأثيرات اوروبا على بعض الرجال .. ربما اغرته امرأة شقراء.. في العمل.. ذات عيون زرقاء وبطن ملتصقة بظهرها.. فصار يراني كوحش بشع مقرف لدرجة تمنعه حتى من ان يعيش خيالاته الجنسية لتلك الشقراء معي !.. ورغم هذا كان عماد يحاول ان يزرع فيَ وفي أولادي القيم الأوروبية الجديدة.. وتعويدها عليها.. لكني كنت ارفضها بشدة.. لقد تعودت على سلوك وعادات شرقية لا يمكن لي التخلي عنها.. ليست هي قضية مبداء أكثر من كونها تعود .. او بالأصح عادات يصعب جداً تركها او تغييرها..




بعد عام ..من حياتنا في بلجيكا وصل عماد معي لآخره.. وصار ينتقدني امام جميع اصدقائنا ومعارفنا الجداد الذين تعرفنا عليهم هنا في الغربة.. وصار لا يستحمل لي كلمة.. صارت حياتي معه لا تطاق..

اخيرا... صارحني برغبته بالانفصال!! الطلاق!! هكذا بسهولة.. قالها.. ، ورغم ان القوانين في بلجيكا بصفي.. إلا ان العلاقات كان لها تأثير هناك أيضا.. استغل عماد علاقته بآنيتا.. التي أثرت بدورها على قرارات شرطة الولاية.. واستطاع زوجي او بالأحرى طليقي عماد الأحتفاظ بحضانة سيف و عمرو ..

( بقلم الباحــــث )

كنت سأجد نفسي بين ليلة وضحاها في الشارع.. لا ملاذ لي لولا دموع ابناءي الرافضين لمغادرتي والمتعلقين باسدال ثوبي .. فعطف علي عماد.. و سمح لي بالبقاء مؤقتاً في بيته حتى أتدبر أمري.. فأما أن أعود لوطني.. او أجد لنفسي حلا سريعا..

لم يكن أمامي سوا أخي مصعب.. الذي لم يكلف نفسه حتى بالسؤال عني او بزيارتي ولو لمرة طوال عام منذ تواجدي في بلجيكا مع عائلتي..

ترددت كثيراً.. بين ان اعود خائبة للوطن دون ابنائي.. الذين ربما سأحرم من رؤيتهم طوال حياتي.. وبين ان القي بظلالي الثقيلة على اخي الصغير مصعب.. ليتحمل اقامتي معه.. حتى اجد لنفسي مخرجا من الأزمة الحالية.. وأبقى قريبة من أولادي.. لعلي استردهم في يوم..!

مصعب الآن في الخامسة والعشرون.. ترك الوطن قبل خمسة سنوات.. حتى ان والدي غير راضيين عنه.. لقلة تواصله وشكواه المستمرة من الظروف وقلة الأموال التي يرسلها لهم ..


مصعب يسكن في ولاية اخرى.. لا اعرف ماهي ظروفه.. ليس لدي لا رقم هاتف ثابت له ولا اعرف عنوانه.. اتصلت بأمي في الوطن .. وقد اخفيت عنها سر أنفصالي عن عماد لكي لا تفزع.. وأقنعتها اني مشتاقة لأخي واريد زيارته.. فبعثت لي امي فرحة رقم هاتفه..

اتصلت بمصعب.. الذي لم يتعرف علي في البداية.. وعندما عرفني.. لم يرحب بي بشدة ..بل كان رده باردا نوعا ما..




مصعب/ توك افتكرتي ان ليكي أخ.. كنت فين السنين دي كلها.. ؟

رحاب/ ده بدل ما تقولي وحشتيني ياختي.. ؟ مانت الي كنت بعيد عن الكل يا مصعب.. وكمان متحبش تكلم حد..

( بقلم الباحــــث )






حاول مصعب ان يعود للحديث ويعرف بشكل مباشر سبب الاتصال

مصعب/ طب .. ياستي.. كثر خيرك انك فكرتي تكلميني! ها.. طمنيني عنك..

رحاب/ بصراحة.. انا.. انا وعماد سبنا بعض!

مصعب/ ايه؟ تطلقتوا يعني؟؟ مانتو كنتو كويسين هناك.. لازمتها ايه البهدلة والغربة وبعديها كمان تتطلقوا ؟.. ماكنتي فضلت قاعدة في بلدك معززة مكرمة.. ايه الي حدفك علينا في الغربه بس!

رحاب/ مش وقتوا الكلام الماسخ بتاعك يا مصعب.. انا اختك.. يبقى انا عرضك.. وشرفك... وواقعه في حماك.. لازمن تنجدني وتقف معايا... ارجوك يا مصعب!!!




بنبرة استغراب قال مصعب/ ايه.. فيه ايه.. هو طلقك ولا ضربك. . ولا ايه الحوار بالضبط فهميني؟



وبعد ان شرحتُ له كل القصة

رحاب/ ها.. ترضا لاختك انها تعيش مع حد غريب!

مصعب/ غريب ليه.. مايمكن يرجع في كلامه ويردك..

رحاب/ بقلك .. طلقني ومصاحب عليه وخذ عيالي كمان.. أروح فين انا دلوقتي بس ؟؟

مصعب/ بصي.. انا مش قصدي اكون نذل معاك.. بس انت شفت بعنيكي قد ايه العيشة صعبه هنا.. و.. و.. كمان انا مش عايش لوحدي..

رحاب/ نعم يا فالح؟؟ يطلع مين كمان الي انت عايش معاه ياخويا؟

مصعب/ .. امال كنتي فاكرة .. ازاي أنا قدرت اتحمل خمس سنين غربة عايش لوحدي؟؟ مالازم اعيش مع وحدة ست.. مانا بني ادم يا رحاب.. وعازب.. وكل الي هنا شباب زي حالاتي بيصاحبوا بنات.. بدل الملل والزهق والوحدة..

( بقلم الباحــــث )

رحاب/ طب يا كازانوفا.. أنا مش جاية احاسبك... انا وقعت في عرضك.. متخلنيش اجي لحد عندك وابوس اديك واترجاك ترحمني.. ارحم أُم بتتعذب لفراق ولادها الي حيضيعوا منها.. ارجوك يا مصعب..

مصعب/ ماشي.. ماشي.. امري لله.. انا حفضيلك الصالة تجي تعيشي فيها.. سامحيني ياختي.. عشان الشقة ديقة وصغيرة شويا يادوب شغلي وشغل سابينا بندفع منه الأجار والكهربا.. والباقي يادوب لقمة نسد بيها حنكنا..

رحاب/ انش** حتى لو في المطبخ.. مش مهم.. ** يخليك ليا يا مصعب ولا يحرمني منك..






هل يعقل ان الغربة وقسوتها تغير في الانسان شخصيته وقيمه ومبادئه لدرجة.. انه لا يشعر حتى بمعاناة اخيه او اخته؟

اعطاني مصعب العنوان.. واخبرني اني لابد ان اتيه في الصباح من يوم الأحد لكي اضمن جوده في الشقة.. فالأحد عطلة

اخبرت عماد بعد ان شكرته! اني سأخلصه من فرض نفسي عليه.. لا يعقل ان اظل معه تحت سقف واحد وانا بحكم المرأة الغريبة معه! وابلغته بموعد رحيلي.. الى الولاية التي يسكن فيها اخي جنوب بلجيكا.. وبصعوبة بالغة ودعت ابنائي بعد ان كذبت عليهم واخبرتهم اني مسافرة للعمل وسازورهم كل فترة .

( بقلم الباحــــث )
















مصعب......



اخيرا تذكرت ان لديها أخ.. سنوات من القطيعة .. لم تتصل بي فقط حين احتاجت لي؟؟ هكذا المغترب.. كالسمك.. مأكول مذموم.. يحبون نقودي التي اقطعها من لحمي وارسلها لهم كل شهر لأعينهم بها على الحياة وامنع نفسي عن اشياء كثيرة واحرمها منها.. لكي اوفر بعض المصاريف. لن يشعر بمعاناة المغترب.. إلا مغتربا مثله..







انا مصعب 25 عاماً طويل ونحيف ذو بشرة مائلة للسمرة كأي شاب عربي .. عادي. اعمل في شركة انتاج آثاث.. في قسم تغليف البضائع









الكل يظن أني انام على فراش من نقود واتمشى على حصير من ذهب.. لا احد يفهم ان العمل هنا يجبرك ان تعيش كآلة.. بدون مشاعر.. فلم تعد تميز بين الليل والنهار ولا حتى بين ايام الأسبوع..

( بقلم الباحــــث )




هاجرت بلدي منذ خمسة اعوام طمعا في مستقبل وعيش افضل. ولكن لكل شيء ثمن.. في الغربة فارفقت بلدي واهلي واصدقائي وحياتي في سبيل دراهم معدودة اعين بها نفسي و اؤمن بها مستقبلي وارسل على قدر استطاعتي بعضا من المال لأعين اهلي في الوطن.

تعرفت قبل عام ونصف الى سابينا.. بلجيكية فرنسية.. تتحدث الفرنسية وقليل من الفلامانية ( لغة هولندية يتكلم بها الجزء الشمالي من بلجيكا ) التي تعلمتها بصعوبة فصارت هي لغة التحاور بيننا.. لأني لا أجيد من الفرنسية سوى كلمة بونجور !

سابينا من اب بلجيكي وام فرنسية . و لا تجيد حرفا واحدا من العربية.. فتاة في الثانية والعشرون تعيش معي بعيدا عن اهلها.. زرع فيها ابيها كل خصال الغرب المنفتح.. نعيش كزوجين لكنا لسنا ازواج.. نتشارك كل شيء في الشقة من المصاريف والواجبات.. اتفقنا على ان لا نتزوج ولا ننجب.. نكون في علاقة شبه مفتوحة الى أجل غير مسمى.. حسب الظروف..

سابينا مثل كثير من بنات بلجيكا الاصليات.. شقراء ذات عيون زرقاء و جسم نحيف .. رشيقة زيادة عن اللزوم.. ميزة بنات اوربا ان كسهن اكثر جمالا وبياضاً.. ولكن للمرأة العربية طعمها الخاص الذي يفوز احيانا بالمقارنة.. حين يتعلق الأمر باللذة والمتعة.

في البداية واجهت صعوبة لأقناعها بمكوث اختي المتوقع قريباً في شقتي لظروفها القاهرة . اقتنعت اخيرا بعد ان كذبت عليها.. واخبرتها ان بقائها معنا سيكون لفترة مؤقته!!

لا ادري كيف سأتصرف مع رحاب.. لم ارها منذ سنوات.. حتى ان علاقتي بها حين كنا صغارا.. علاقة عادية جدا .. لا مميزة ولا سطحية..ولا شيء مميز فيها وبمجرد ان كبرت هي وانا كنت في الخامسة عشر تزوجتْ رحاب عماد.. وعاشت معه.. لم تزرنا الا في المناسبات.. حتى اني هاجرت ثم عرفت بعد ذلك انها التحقت مع زوجها لموكب الهجرة .. نحو بلجيكا

( بقلم الباحــــث )












رحــاب

اليوم هو الاحد.. سأسافر لمصعب .. ودعت ابنائي ببكاء حار ونزعهم ابيهم من حضني بالقوة بعد ان تشبثوا بي بأيديهم الصغيرة.. حاملة معي حقيبة واحدة..فقط




لم تكن محطة القطار بعيدة عن شقة عماد.. اخذت حقيبتي وركبت احدى وسائل النقل.. وتوجهت الى المحطة ومن هناك غادرت مدينتي وقلبي معلق بابنائي..

بعد حوالي ساعة.. بالقطار وثم ركوب عشرة دقائق بالباص وصلت وجهتي .. فبلجيكا دولة صغيرة.. يقطعها القطار من اقصى شمالها حتى اقصى جنوبها بساعة وبضع الساعة..


وصلت العنوان الذي ارسله لي مصعب.. لم اجد شقته بسهولة.. اتصلت به عدة مرات.. لكنه لم بجبني.. ربما لا يزال نائما..

اخيرا.. ها هو باب شقته.. سادق جرسه وكذلك الباب...






مصعب



مصعب/ يووووه... ايوا .. انا جاي اهو...

فتحتُ الباب.. واذا بها رحاب امامي! لم ارى رحاب منذ مدة طويلة.. بالكاد تعرفت عليها.. لا اعرف ماذا اصابني حين رأيتها.. لم اتوقع رحاب جميلة بهذا الشكل؟ امامي امرأة ثلاثينية قصيرة بعض الشيء .. مليانة ببطن صغيرة.. وبسبب اجواء اوربا الباردة كانت تضع على اكتافها جاكيت قطني سميك ليحميها من برد الشتاء.. فلم اتمكن اكثر من رؤية تفاصيل جسدها.. كما انها لا تزال ترتدي قبعة تشبه ال**** لتغطي شعرها.. وضعت مكياجا خفيفا يناسب بشرتها الفاتحة.. لكن رحاب ليست بيضاء كسابينا.. خطوط سوداء لخبطت مكياج وجهها.. كحلها سال لبكائها طوال رحلتها كما يبدو..

( بقلم الباحــــث )




مصعب/ رحاب..!! حمدلله ع سلامتك.. تفضلي.. تفضلي..



دخلت رحاب دون ان تفتح فمها بكلمة..تمسح وجهها بمنديل لتنظف به آثار الكحل الذي سال على وجهها و تسحب حقيبتها الثقيلة.. ساعدتها بحملها للداخل وما ان تخطت الصالة القت بنفسها متعبة على الاريكة .. تأخذ انفاسها..

اخيرا خلعت رحاب عن نفسها الجاكيت السميك.. فلمحت كرتيها الكبيرتين المستديرتين.. وقد حبستهما بصعوبة تحت اسوار ستيانها..

لم انظر بحياتي لأختي بهذا الشكل.. ربما لأبتعادها عني لسنوات طويلة.. كل هذا ولا تزال نظراتي لها استكشافية فضولية.. لم تصل بعد لمستوى الأشتهاء

رحاب/ اوف.. انا تعبت قوي.. امال فين الجماعة بتوعك.. مش سامعه ليهم حس يعني ؟؟

مصعب/ اصل حصل أمر طاريء.. سابينا سافرت من النجمة لعند امها.. بكرا حترجع.. بس انت عاملة ازاي.. و عماد طلقك ليه بس؟

رحاب/ هي اسمها سابينا ! اعمل ايه بقى صنف رجالة! مهو خلاص شاف الشقرة ام عيون زرقة وحليت في عينه.. ! ومبقاش طايق يبص في وشي

مصعب/ ايوا يروح مطلقك.. ما كان اتبسطله كام يوم معاها وخلاص..حبكت يعني انه لازم يخليها تعيش معاه ؟؟

رحاب/ نصيبي بقى يا مصعب حقول ايه بس!

مصعب/ بصي.. انت تريحي نفسك خالص.. خوديلك حمام دلوقتي وبعدها خشي اوضتي وغيري.. براحتك.. وانا حسخنلك الأكل تلاقيكي لسه على لحم بطنك.

رحاب بأستغراب/ ده الي يسمعك في التلفون.. مش هيسدق الي يشوفه منك دلوقتي!!!

مصعب بارتباك/ ها.. سامحيني يا رحاب على قلة ذوقي معاكي.. كنت طهقان و مزاجي ملخبط شوية.. معلش بقى.. انتي اختي مهمن كان.. مش معقول اسيبك في ظروفك ديه وانت لوحدك في الغربة

( بقلم الباحــــث )




باستغراب قليل اخذت رحاب نفسها للحمام بعد ان فتحت حقيبتها الكبيرة واخرجت منها كيس صغير آخر.. فيه غياراتها وملابسها.. لا اعرف ماذا جرالي حقا ابعد ان رأيت رحاب.. مستحيل ما افكر به.. لا لا.. انه مجرد فضول ووسواس سأبعده عن خيالي وتفكيري





رحاب في بالها

(هو ماله تغير كده بعد ماشافني؟ الي يسمعه في التلفون هيفتكر انه مش طايق حتى سيرتي ولا يبص في وشي.. ايه الي حصل و غيره كده فجأة!)








سخنتُ الطعام وانا بانتظار خروج رحاب من الحمام.. ولا ادري مالذي اعتراني للتو.. شعور غريب يجتاح نفسي لأول مرة وانا اتصارع معه..

لست محروما جنسيا .. فلدي صديقة اوروبية يحلم بها الكثير من الشباب وامارس الجنس معها بشكل نظامي! لكن كلمة نظامي.. قد تكون احدى اسباب فتور العلاقة! ربما؟

سابينا كعادتها من الفتيات البلجيكيات.. تعمل وتجهد كل يوم وتعود متعبة.. بالضبط مثلي انا.. ولهذا كان اتفاقنا بعد ان تطورت علاقتنا على ان تكون العلاقة نظامية مرتين في الاسبوع فقط.. غالبا في نهاية الاسبوع وهي المفضلة عندنا لأننا كنا نمارس فيها ثلاث مرات احيانا.. ومرة في يوم آخر كالثلاثاء.. لأن في اليوم التالي الذي هو الأربعاء يكون لدينا فيه عمل نصف يوم فقط ويبداء بعد الظهر.. هكذا هي قوانين بعض مؤسسات العمل التي يعمل فيها الاوروبيون

انهت رحاب حمامها وخرجت وهي ترتدي بشكيرا ابيض طويل بالكاد تبرز منه قدميها حين تمشي وحرصت على ان تغطي صدرها بأحكام ! وتلف راسها بمنشفة كذلك.. وصلني منها رائحة زكية لاختلاط الشامبو بعطرها..

( بقلم الباحــــث )

مصعب/ نعيما..!!

رحاب/ .. شكرا ..

مصعب/ يالا تعالي الحقيني ع المطبخ قبل ما الاكل يبرد..

رحاب/ بصراحة مليش نفس..

مصعب/ بقولك ايه.. بلاش شغل العيال ده.. وتعالي جامليني وكوليلك لقمة معايا .. دانتي تلاقيك لسه ع لحم بطنك..

ترددت رحاب .. ثم جلست معي على طاولة صغيرة في المطبخ وهي تشعر بقليل من الاحراج بشكل غير مبرر.. ربما لأنها لاتزال ترتدي بشكيرا ولم تغير ثيابها بعد؟

تناولنا القليل من الطعام ودارت بيننا احاديث كثيرة حول الوطن والاهل ومعاناة الغربة وطموحات المستقبل.. ثم قصت لي رحاب مشاكلها مع زوجها عماد والتي تطورت بسرعة بعد قدومهم لبلجيكا..

كنت انظر لهيام بشكل مختلف قليلا.. فانا لم ارها منذ سنوات طويلة حتى وانا كنت في الوطن.. لم اكن احضى دوما برؤيتها حين تزور اهلي في البيت..

بعد ذلك تحول الحديث فيما بيننا عن الحياة الشخصية والاجتماعية والعاطفية ..








رحاب/ وانت من امته مصاحب الي اسمها سانتينا دي..

مصعب يضحك/ ههه.. سابينا.. سابينا يابنتي..

رحاب/ انا عارفه بقى.. بيجيبو الاسامي الصعبة دي منين!

مصعب/مش صعبه ولا حاجة انت الي تلاقيكي مش مركزة في اسمها خالص.. عموما.. انا وسابينا بقالنا يجي سنة مع بعض

رحاب بفضول/ وانت مبسوط معاها؟

مصعب/ اه طبعا مبسوط.. والا مكنتش طلبت منها تعيش مساكنة معاي..

رحاب/ وناوي على ايه معاها انش****.. جواز؟

ضحك مصعب/ هههه.. يابنتي مش كل البنات هنا زي البنات عندنا بتفكر في الجواز وبس.. جواز ايه وكلام فارغ ايه يا رحاب.. احنا بنحب بعض وبس..

رحاب/ مافيش بنت مابتفكرش بالجواز.. خليها في بالك...!

مصعب/ سيبك منها انتي دلوقت خالص.. وركزي في عماد.. انتي ناوية على ايه.. حتعملي ايه بعد كده؟؟

( بقلم الباحــــث )








توقفت رحاب عن مضغ الطعام وتركت قطعة خبز من يدها.. وسرحت قليلا ثم نزلت دمعة من عيونها.. حركت قلبي تعاطفا معها.. منظر المرأة حين تبكي يغير عواطف الرجل كثيرا.. لهذا فالدموع هي من أسلحة المرأة الفعالة في وجوه العدو!

تفاعلت معها كثيرا واعتذرت منها

مصعب/ باسسسس.. بس ارجوكي.. بلاش الدموع دي خالص ..انا مقصدش حاجة يا رحاب.. معلش انا اسف بجد مقصدش و****..




صمتت رحاب ولم ترد وناولتها منديلا لتمسح دموعها بعد ان بللت الاول واستهلكته تماماً.

مصعب/ انت شكلك تعبانة قوي.. انت تروحي تنامي في اوضتي وتريحي نفسك خالص.. وبعدين نحكي في موضوعك ده على رواق..

رحاب/ طب وسانتينا.. يمكن تطب علينا فجأة وتشوفني في اوضتكو وتعمل مشكلة ولا حاجة..

مصعب يضحك/ ههه.. اطمني.. هي مش جاية قبل بكرة المسا.. انت نامي الليلة في الاوضة براحتك وانا حريح هنا على الكنبة دي...

رحاب/ .. مش عارفة اقولك ايه يا مصعب.. انا بجد متشكرة ع الي بتعمله معايا

مصعب/ بتشكريني! يابنتي انا اخوكي.. ماتشكورنيش ولا حاجة.. يالا .. قومي وريحي انت تعبت من السفر .. لازم ترتاحي..

( بقلم الباحــــث )




ذهبت رحاب لغرفتي واغلقت الباب لتنام وترتاح فيها على سريري.. وكنت سارح في تفكيري قليلا .. في حياتها وحياتي وكل ماحصل لنا في بلاد الغربة..

استلقيت على الكنبة وارخيت نفسي للنوم.. وساترك امور الغد.. للغد.. حين تاتي سابينا.. سوف تتقلل الامر وتتعود عليه بمرور الوفت.. خاصة انها تعمل كذلك.. ولن تحتك برحاب اغلب الوقت.. سيكون الاحتكاك مساءا فقط.. واتمنى ان لا يكون هناك اي مشاكل..

استسلمت للنوم..




بعد ساعتين.. نهضت فجأة على صوت رحاب العالي.. فزعت فورا.. خفت ان هناك شيء حصل لها. نهضت فورا وهرولت باتجاه الغرفة وفتحت الباب..

رأيت رحاب تبكي بحرارة وقد نكست شعرها بيديها.. تصرخ باسم ابنائها سيف و عمرو.. لا ادري اي نوبة اصابتها..

اقتربت منها وجلست بجانبها وامسكتها احاول ان اهديها..




مصعب/ بسسسسس بسسس يا رحاب.. وطي صوتك.. معلش.. معلش.. اهدي شويا..

رحاب ببكاء/ عايزة عيالي.. عايزاهم.. عايزاهم...

حضنت رحاب بحنان وانا امسد شعرها وكتفيها وهي تحاول دفن راسها في صدري

خف بكاءرحاب .. وهي جالسة على السرير وبعد ان اراحت راسها في حضني وهي لا زالت تبكي.. داعب شعرها انفي بعطرها الجميل.. كنت احاول طرد اي فكرة شهوانية من رأسي لكن المؤثرات اخذت تعمل بالفعل..

كان راسها في جحري وزواية النظر سمحت لي بان ارى صدرها تحتي.. ورأيت شق صدرها من فستان النوم الذي كانت ترتديه.. لم يكن ثوبا فاضحا.. لكن لأن راسي فوقها صرت استطيع الوصول بنظري حتى التقاء الكرتين المحبوستين بستيانها مع بعضهما .. صدر مكور وطري المنظر وبشرته افتح .. واضح انه ناعم.. فضولي كان يقتلني لأتعرف الى ملمسه.. لكني صرفت عن بالي هذا الفكر المتهور الاهوج

( بقلم الباحــــث )

ومع تكور رحاب في هذا الوضع تحت رأسي و في حجري.. بان فخذيها الابيضين الممتلئين الناعمين تحت ثوبها الذي زحف بسبب حركتها بالاتجاه المعاكس وكشف عن ساقيها اكثر..

لا أراديا قبلتُ رأس رحاب.. وهي تشهق ببكائها كالصغار وهدأت روعها.. ثم شعرت بها تستسلم للنعاس مجددا وتدخل في النوم وهي ملقية بثقل جذعها علي...

تصرفتُ بشهامة.. والقيتها بلطف على السرير لتنام.. وغطيتها بملاية .. وتركتها تنام بهدوء..

عدت للصالة وانا قد جافاني النوم.. تعاطفت كثيرا مع رحاب.. ليس سهلا ان تنام بعيدا عن ابنائها لأول مرة في حياتها

لعنت الحظ والظروف التي اجبرتنا على ترك اوطاننا لننزوي تحت رحمة الغربة وماتفرضه علينا في الحياة مجبرين لنتعايش معها..

قررت ان اشرب من الثلاجة.. وللحظة فكرت ان القي نظره اخيرة على رحاب قبل ان اعود للنوم.. لا اعرف لماذا تحولتُ انا الى اخ عطوف جدا بتلك السرعة..

فتحت الباب بهدوء.. كان ضوء الغرفة مطفاء .. لطن ضوء الطاولة الخافت مشتعل.. رأيت رخاب قد نامت بعشوائية ورمت عنها الغطاء .. في منظر .. يصعب علي تجاهله.. كانت ساقيها كلها واضحة لدرجة بان الكلوت الغامق اللون بين فخذيها.. لم اتبين لونه الحقيقي.. ازرق غامق ام اسود.. لا ادري لكنه منظر يسيل له لعاب المراء.. وفخذيها المكتنزين الناعمين الاملسين .. شهيين جدا.. لا ادري ما اصابني ولا اراديا شعرت بانتصاب اجباري يغزو قضيبي ويحركه رغم انفه..

باصرار وانكار طردت تلك الافكار .. لا اريد ان اكون اخ نذل يستغل الاقدار... التي رمت برحاب مجبرة للأستنجاد بي .. يا للعار!!!

اغلقت الباب بهدوء.. وعدت الى الصالة اجرجر خطواتي زاحفا بصعوبة.. حتى رميت نفسي على الأريكة اجبرها على النوم..

( بقلم الباحــــث )




في الصباح..نهضت مبكرا جدا.. لألتحق بركب العمل.. وتركت رحاب نائمة .. راجيا ان لا تعود سابينا للبيت قبلي.. رغم اني بلغتها هاتفيا بوصول رحاب.. لكني اخاف من وقوع اي شيء غير متوقع في غيابي.. لماذا صرت حريصا هكذا على اختي ؟







رحاب..صباحاً..

مالذي غير من تعامل مصعب معي بالأمس؟ حتى انه كان حنونا وطيبا جدا معي في الامس.. وله في خلقه شؤون!!!

نهضت متأخرة قليلاً.. نمت على سرير مصعب المزدوج.. نظرت لغرفته.. كل شيء في فوضى..

وقبل حتى ان اعد الأفطار لنفسي.. رتبت الغرفة ونظفتها وصففت كل شيء في مكانه.. الشرابات المنثورة هنا وهناك.. بعض البوكسرات.. نسائية ورجالية!! ثوب نوم.. صغير..!! كم نحيفة صديقته تلك؟ حتى الزهور.. بعضها ذبل.. فسقيتها بالماء.. فماهي الواجبات التي تقوم بها صديقة مصعب اذاً؟ اذا كانت غرفة نومهما في مثل هذه الفوضى؟

استغرقت ساعتين على الاقل.. فقط لتنظيف ممرات الشقة وعزل النفايات في مكانها المخصص.. وغسلت الاطباق في الجلاية.. وبعض ملابسهما المتسخة بالغسالة.. وثم نشرها بعد غسلها لتنشف قريبا من شوفاج التدفئة وعدلت بعض الستائر واللعب البنك الكيوت !! المرمية في زوايا البيت.. تلك اللعب تجمعها بعض الفتيات كدلالة على انهن كيوت!! والحقيقة انهن فقط خارج البيت يبدون كذلك.. فمن يرى شقة صديقة مصعب الذي يصعب علي نطق. اسمها.. حتما سيعرف انها فتاة ملخبطة وغير نظامية

( بقلم الباحــــث )

حتى الحمام . كل شيء فيه مقلوب.. وغير مرتب.. مكائن حلاقة الجسم.. 🤢 لماذا لم يتم رميها بعد الأستخدام؟؟ ماهذا..؟؟

ستيانات معلقة بعشوائية وكيلوتات.. مختلطة مع بوكسرات مصعب..

رتبت كل شيء واعدت تنظيم مكانه.. ونظفت الصالة والمطبخ والحمام والشرفة الصغيرة.. لم يفتني شيء..

بعد ان تعبت كثيرا.. وتعرقت كثيرا.. اخذت حماما مريحا مرة اخرى.. وفور ان انتهيت وغيرت ثيابي.. ارتديت ثوبا عربيا منزلياً مريحا وفضفاضا.. ثم عملت لنفسي كوب قهوة.. وافطرت على قطعة من خبز فرنسي يدعى باغويه.. لذيذ الطعم..

انهيت كل شيء وجلست في الصالة و مددت ساقي على الاريكة وقررت ان اشاهد التلفزيون لبعض الوقت.. لم ادرك ان الوقت سرقني كثيرا..

حتى قاطع استمتاعي بالمشاهدة ..صوت جرس الباب.. كنت اظنه مصعب عاد مبكرا.. فلايزال امامه ساعة للوصول.. لكني فتحت الباب.. فرأيت.. رأيت....




سابيــــنا !!!!!!!!





( بقلم الباحــــث )



الجزء الثاني
الجزء الثاني







رحاب



على الباب وقفت فتاة نحيفة جدا اطول مني 170 سم تقريبا .. شقراء.. عيون زرقاء..شعر قصير وملفوف كذيل حصان.. وجه ابيض منمش ورفيع وانف ناعم وشفاه انعم.. وعيون عادية ليست واسعة جدا.. شكلها ليس بريئاً من اول نظرة.. وجسمها... جسمها خالي من الدسم!! صدرها بارز قليلا.. وبطنها مقعر.. والجينز يبدو عليها فضفاضا لنحافتها..! هل هذا هو حقا ذوقك يا مصعب!! نعم شقراء.. لكن ليست كل شقراء شديدة الجمال..

فوجئت بسابينا وهي تكلمني بلغة فلامانية على الباب.. وتنظر لي بنظرة باردة وفيها تعجب.. لم اكن تعلمت اللغة بعد .. كنت معتمدة بشكل كبير على زوجي عماد في كل شيء.. لكني استطيع معرفة اشياء بسيطة.. لأشتري تذكرة مثلاً او ادفع حساب البقال.. اسال سؤال مقتضب عن طريق او مكان.. لكني لا اجيد الحوارات الطويلة..




سابينا/ هممم.. اذاً انت اخت مصعب.. تبدين سمينة.. ! كيف حالك..

رحاب/ و**** انا ماعرف بالضبط حضرتك بتقولي ايه!! بس اتفضلي.. اتفضلي.. ( هيلب يتزيلف.. هيلب يتزيلف) !

سابينا/ ولا تعرفين لغتنا أيضا؟؟ جميل...!

( بقلم الباحــــث )




دخلت سابينا للشقة تنظر في ارجائها وهي مستغربة لنظافتها وترتيبها.. تحدثت معي بلغتها .. ولم اجبها طبعا.. كنت فقط ارد عليها بأبتسامة.. ثم دخلت لغرفتها .. وانا انزويت في المطبخ.. في هذه اللحظة شعرت بثقل وجودي في وطن غريب.. وبيت غريب.. وحياة غريبة !! لولا ابنائي.. لما تحملت البقاء ثانية اخرى هنا..

بعد ساعة من مجيء سابينا التي بقيت في غرفتها .. لازلت انا في المطبخ اخشى الخروج للصالة لخوفي من الاحراج او التصادم مع سابينا.. الهي نفسي بأشياء غير مهمة.. فانا رتبت ونظفت كل شيء .. ولم يعد هناك شيء لتنظيفه..

اخيرا جاء الانقاذ.. رن جرس الباب.. يعلن قدوم مصعب.. لا ادري لماذا سبقتُ سابينا وتوجهت للباب افتحه.. ربما لشعوري بأن المنقذ قد جاء ليخلصني من شعور الغربة في داخل الغربة.. فتحت الباب وابتسمت لمصعب الذي دخل بوجه بشوش.. يلقي التحية لكن عيونه لا تنظر نحوي .. بل .. نحو سابينا التي التصقت بظهري.. خطف مصعب بجسده كتفي وهو يسرع نحو سابينا.. التي رحبت به بحرارة وهو يقبلها .. دون احراج مني..

تحدثا مع بعضهما بكلام لم افهم معظمه.. لكن لم يكونا مشحونين او منزعجين.. فارتحت قليلا وانا اجلس على الاريكة..

اسمعهما يضحكان ويتسامران.. وانا اشغل نفسي بالجلوس والتفرج على التلفزيون.. ثم صمتا قليلا.. بل .. لم يعد هناك صوت وقد اغلقا الباب ع نفسيهما !!!

( بقلم الباحــــث )










مصعب

فتحت رحاب الباب لي .. لم اشاهدها من قبل بملابس عربية! خلفها وقفت سابينا! .. وهي تنظر لي مبتسمة وترحب بي.. تجنبت ملامسة رحاب بعد موقف الامس.. اردت الدخول فورا هاربا منها..




اخذت سابينا للداخل ونحن نقبل بعضنا.. امام رحاب! ثم اخذتها لغرفتي ..



سابينا/ اشتقت اليك يا مصعب.. كنت اظن اني لن اراك مجددا!!

مصعب/ انا ايضا كنت قلق جدا عليك.. هل سار الامر على ما يرام!

سابينا بصوت خافت/ بالكاد .. كادت الشرطة ان تقبض علينا .. لولا صديقتي اديل.. التي اغرت الضابط بحركاتها.. ولم يدقق في التفتيش كثيرا ثم سمح لنا بالمرور!!!

لا اظن اني سأجازف مرة اخرى بالأمر! انها ارباح قليلة جدا.. مقارنه بالعقوبات..

مصعب/ اعرف يا. حبيبتي ذلك.. ولكن.. انت بنت البلد.. اما انا.. فمغترب واجذب الانتباه بسرعة.. وسأكون اكثر عرضة للتفتيش

سابينا/ لا تخف.. انا لن اتركك تذهب لوحدك.. المرة القادمة سيذهب معك كونست .. هو صديق بلجيكي .. لو حصل امر طاريء سيتحمل لوحده المسؤلية!

مصعب/ وهل استطيع الوثوق بـ كونست! ايعقل انه يخاطر بنفسه لأجلي..

سابينا بعصبية/ لماذا انت خائف هكذا.. العشرات يهربون السجائر يوميا دون اي خطورة.. لا تعقد الامر يا مصعب.. تعاون معي ارجوك..

مصعب/ حسنا.. حسنا.. اهدأي قليلا.. سوف اقوم بالمهمة التالية لا تقلقي..

( بقلم الباحــــث )






بسبب صعوبة الحياة وغلائها.. يُهَرِّبُ بعض الشباب سجائر بين البلدين.. كميات ليست كبيرة.. يجلبها مواطنون من شرق اوربا بطرق مختلفة بمبلغ زهيد.. يجمعها منهم مهرب محدد.. الذي يبيعها بضعفي سعرها لمورد آخر على طرف الحدود.

ستبقى السجائر ارخص للمستهلك من الاسواق حتى لو باعها المورد الآخر بثلاثة اضعاف ثمنها.. لأنها ستبقى رغم مصاريف التهريب بنصف سعرها للسجائر المرخصة هنا في الاسواق..

لا يطالنا من ارباح العملية الواحدة الا مبلغ يعتبر قليل بالنسبة لأرباح المهرب الاول.. لكنها عملية سهلة نوعا ما.. ونادرا ما يتم ضبط المهربين..فالحدود مفتوحة ولا يوجد عليها نقاط تفتيش لكن هناك دوريات مستمرة في مناطق معينة..

مالذي يحدث حين يمسكون بالمهرب؟ مصادرة السجائر.. ودفع غرامة مالية كبيرة واحالة للتحقيق بتهمة التهريب!! و قد تصل العقوبة للسجن.. خمسة اشهر على الاقل.. مع تعهد خطي بعدم بعدم التكرار! لأنها ستكون عقوبة اشد !

كنا لا نهرب كميات كبيرة.. فقط ما يمكن وضعه في سيارة صغيرة دون جلب الانظار.. الكثير من الشبان امثالي يفعلوها مرة على الاقل في السنة.. او حين يزورون احد ما في هولندا.. ويفكرون بربح بعض المال وهم في طريقهم لهناك..

وافقت مقترح سابينا.. رغم قلقي وخوفي .. ولكن الأتفاق بيننا كان منذ البداية على ان نتشارك كل شيء في العلاقة..

خرجت سابينا من غرفتي لتأخذ حماما .. وذهبت بعدها لرؤية رحاب في الصالة.. اظنها تشعر بالاحراج!




مصعب/ على فكرة انا شفت الي عملتيه في الشقة.. تسلم اديك بجد..

رحاب/ لا وعلى ايه.. دي حاجة بسيطة.. المهم ان سانتينا كمان راضية!

مصعب/ ههه.. يا رحاب.. لسه انت معرفتيش طبعهم.. هم طبعهم كدا.. ما يشكروش حد على حاجة عملها من نفسه.. بس لو كانت هي طلبت منك تروقي الشقة.. كنتي حتشوفيها ازاي بتشكرك!!

رحاب / انا مش محتاجة لشكر من حد.. شقة اخويا وبنظفها.. ماعنديش مشكلة ابداً

مصعب/ طب خلاص وحياتك.. روقي شويا بس كده.. وانا حعملك عشا حتاكلي صوابعك من وراه ..

رحاب بتهكم/ ليه هو انت الي بتطبخ لها دايما!! هي مابتعرفش تطبخ كمان ؟

مصعب/ لا.. انا مش دايما بطبخ.. بس لما يجيلي مزاج.. بعدين انت عارفة انها بتشتغل زيي.. مافيش وقت للكلام ده عندهم خالص.. احنا ممشينها بيتزا على معلبات على اكلات سريعة.. ولما نطبخ بنعمل سباكيتي 😆




رحاب/ طيب يا خويا.. براحتك.. اهم حاجة انك تكون مبسوط معاها!

مصعب/ اه طبعا مبسوط.. اكيد طبعا!

( بقلم الباحــــث )




اخذت نفسي للمطبخ و حتى تنهي سابينا حمامها.. اعددت لهم اكلة شعبية مشهورة في بلدي واجتمعنا على الطاولة.. تعشينا مع صمت رحاب لكونها لا تفهم معظم احاديثنا معا.. وكان يبدو عليها انها لم تكن مرتاحة.. انا اعذرها.. موقفها لا يساعد ابدا..

اتممنا العشاء.. وجهزتُ فراشاً لرحاب لتنام عليه في الصالة فالأريكة لن تريحها حتما طوال الليل.. وتمنيت لها ليلة هانئة..

دخلت مع سابينا لغرفة النوم.. خلعتْ ثيابها وارتدت بيجاما ستن خفيفة .. ونامت بقربي على السرير.. قبلتها وحضنتها.. وأصابني انتصاب حاد.. لمست كس سابينا من خارج الملابس لتتجاوب معي.. لكنها تحججت بالتعب بسبب مشوارها الاخير..

لعنت الحظ.. وحاولت النوم.. لكنه جافاني .. رغم انه كان علي النهوض مبكرا للعمل غدا.. لكن.. ببساطة .. أرقتُ.. بقيت اتقلب لعدة جهات.. ولكني لم استطع النوم

خرجت للمطبخ لأشرب.. كانت الاضوية كلها مطفأة.. لكن.. هناك نور خافت في الصالة تركته رحاب مضاءاً .. اظنها لم تتعود على النوم في ظلام دامس..

القيت عليها نظرة.. واقتربت منها كثيرا.. كانت بسبب التعب قد استسلمت للنوم.. لكنها كعادتها ازاحت الغطاء عن جسمها لتكشف لي جزء من ساقيها الرائعتين..ولم المح لون كلوتها هذه المرة تقمصت دور الشهم مرة اخرى.. والقيت عليها الغطاء مجددا .. وانا افكر.. مالذي سيحصل لرحاب.. الى متى ستبقى هنا في هذا الوضع..! كيف ستتحمل كل ظروف الغربة.. حتى اني لا استطيع ان اقف معها بالشكل المطلوب بسبب صعوبة العيش هنا

نظرت لتضاريس جسمها جيدا من خارج الملابس.. لا اعرف لماذا اتتني تلك الافكار.. كنت اقول لنفسي.. حرام هذا الجمال والجسم بحق عماد.. ايعقل انه لم يكن يعرف قيمة مافي يديه؟ ترى كيف سبكون تصرفي لو كنت مكانه؟ هل لو كانت رحاب زوجتي سأفرط بها مثل ما فعل عماد ؟ ماهذه الفكرة التي تطارد عقلي الآن..!! كيف صرت افكر دون حسبان!! لا.. لا .. هذا خطاء.. بل انا غلطان!!

( بقلم الباحــــث )

ربما لأن كل ممنوع مرغوب! صرت افكر بهذا الشكل المظطرب! هززت رأسي كأني اريد نفض الفكرة منه بتلك الهزة.. وعدت الى غرفتي.. استلقي بقرب سابينا التي غابت في عالم النوم العميق.. انظر لها.. اسرح فيها .. وسألت نفسي عندها.. هل انا حقا احبها؟؟








رحاب


في الصباح.. استيقظت متأخرة بعض الشيء .. لا اثر لمصعب ولا صديقته.. ياااااه.. اشعر بالحرية الآن.. لو على مصعب لكان الوضع مقبولاً جدا.. حتى لو يكن يتقبلني.. فهو اخي واستطيع فرض نفسي عليه.. اما سابينا! اشعر بها كأنها هي صاحبة القرار وانني انا ضيفة عندها.. ولا املك شيئا من امري..

وجدت على الطاولة وسط الصالة ورقة صغيرة عليها مفتاح ( نسخة مفتاح الشقة لو احتجتي تخرجي ) .. كتبها لي مصعب .. جميل انه فكر في.. كي لا اظل حبيسة بين اربعة جدران..

اشتقت لأبنائي كثيرا.. اتصلت بهم.. في فترة الاستراحة الخاصة بهم.. اعرف نظام مدارسهم المعقد.. اجاباني بحرقة و لهفة وهما يلحان علي بالسؤال عن موعد عودتي.. ويشكوان فراقي..


القوانين لا تمحي دوافع الغريزة والفطرة البشرية الصحيحة.. مهما حاولت آنيتا ضمهم تحت جنحها لتكسب عماد وتجعلهم ينسوني.. ستفشل حتما.. مادامت انا اتنفس الهواء.

شغلت نفسي بأمور كثيرة.. اردت ان اعمل جولة تنظيف جديدة للشقة لكني تذكرتُ لا مبالاة سابينا وكلام مصعب.. انه ليس علي فعل ذلك مالم يطلب ذلك مني حرفيا.. لكني شفقت على مصعب وقررت ان اطبخ له اليوم احدى اكلاتنا الشهيرة في الوطن..

( بقلم الباحــــث )

كان علي الخروج من البيت.. والبحث عن اقرب بقالة عربية .. لا تخلو تلك المناطق من اسواق عربية.. يحاول مالكها ان يوحد كل القوميات قدر استطاعته عن طريق تنويع بضاعته لتشمل اكثر اطياف عربية ممكنة .. حتى ان البقالين هنا نجحوا اكثر من رؤساءنا في توحيد العرب!!

عن طريق الانترنت وجدت بقالة قريبة استطيع المشي نصف ساعة حتى اصلها.. فخرجت مرتدية معطفا احتمي به من البرد ومظلة .. فالمطر يهطل هنا في لي لحظة.. صيفاً كان الجو ام شتاءً..

سرت في الطرقات ذات الطبيعة الخلابة والأشجار الكثيرة رغم فقدان معظمها لاوراقها في الشتاء.. والبيوت الهادئة الجميلة ذات الطراز الاوربي .. وبعض المارة الذين يتمشون مع كلابهم يلقون علي تحية مقتضبة او يكتفون بالابتسامة في وجهي.. هكذا هي عاداتهم..

وصلت البقالة.. محل تجاري كبير . من اول نظرة سيعيد لأذهانك الاجواء العربية فأغلب الزبائن الداخلين والخارجين من مختلف الدول العربية .. نحن نتميز بدمائنا التي يستطيع المرء من تمييزها من اول نظرة و يعرف اننا عرب!

صاحب المحل يقف خلف الكاونتر و مشغول بمحاسبة الزبائن .. التفت بوجهه ونظر لي.. وركز قليلا معي.. لماذا انا؟ فهناك الكثير من النساء في المحل ؟.. لكن يبدو لأنه قد رآني في المحل لأول مرة..

بعث لي احد مساعديه الذين يتكلمون العربية.. وساعدني بإرشادي لجميع ما كنت احتاجه في المحل الواسع المليء بالزبائن وبروائح النكهات والبهارات العربية المميزة من كل قطر تقريباً

انتبهت الى ورقة بيضاء معلقة على بعض الرفوف.. وفيها اعلان باللغة العربية عن وجود وظيفة شاغرة بدوام جزئي !

( بقلم الباحــــث )

وقفت عند صاحب المحل.. لكي ادفع الحساب.. ورغم ازدحام وتكدس الزبائن الا انه افتتح معي حديثا..

هو/ اول مرة تشرفينا حضرتك ؟

رحاب/ اه.. اول مرة !

هو/ من لهجتك عرفت انتي منين.. اكيد من + ؟

رحاب/ اه .. تقدر تقول كده..

هو/ طب.. انت ساكنة جديد هنا في الجنوب؟ لا مؤاخذة في السؤال.. عشان اغلب العرب المقيمين هنا هم زباين عندي.. ومحسوبك رضا. .. بعرف الجديد ع طول ...

رحاب بقليل من الانزعاج/ اه.. انا جديدة هنا.. صحيح

رضا/ انا مقصدش ازعج حضرتك بالأسألة.. بس لو حضرتك احتجت لأي حاجة المحل كله وصاحبه تحت امرك..

رحاب بابتسامة صفراء/ متشكرة جدا.. كلك ذوق!




دفعت الحساب ورفضت الخصم الكبير الذي عرضه علي رضا.. يا لغبائي!! اخذت الحاجيات.. وانا اخرج من المحل عائدة الى شقة مصعب ..









مصعب



العمل في هذه الشركة يستهلك كل طاقتي.. الاجور ليست مرضية.. الغلاء سيخنق البشر قبل ان يخنقهم الاحتباس الحراري بثنائي اوكسيد الكاربون..

اخيرا انتهى الدوام.. مثل اي يوم روتيني ممل.. غيرت ثياب العمل في المنزع الخاص بالعمال.. وخرجت.. وفورا تلقيت اتصال!!!




كونست/ الأحد موعدنا.. مبكرا جدا.. انتظرني خارج الشقة.. السادسة بالضبط..

مصعب/ بهذه السرعة!! اعتقدت اننا سنفعلها مرة واحدة في الشهر؟

كونست/ الم تخبرك سابينا؟؟ طلعتين على الاقل في الشهر.. نحتاج المال يا رجل.. المال .. لم يعد يكفي..

مصعب/ اذا.. انت تريدنا ان نتحول لمحترفين.. لا هواة!!

كونست/ سمه ما شئت.. عليك القدوم معي.. مفهوم..!

مصعب/ حاضر.. حاضر سأكون مستعدا في الموعد..

( بقلم الباحــــث )




لا اعرف لماذا انا غير مرتاح لهذا المشوار هذه المرة.. ولكني مظطر لان اوافق.. متطلبات الغربة تدفعك احيانا لان تنحي بعض من مبادئك على جنب

بعد ساعة وصلت للشقة قبل سابينا.. طرقت الباب وفتحت لي رحاب.. وفور دخولي لفحتني رائحة الطعام التي سرقتني لذكرياتي وحنيني للوطن..




مصعب/ اللللله.. ايه الريحة الحلوة دي.. انت طابخالنا النهارده محشي!!! يا سلام ع الريحة الهايلة دي 😋

رحاب/ ولسه لما تدوق ويعجبك كمان.. انا عملتهولك مخصوص يا مصعب...




وضعت يدي على كتف رحاب.. لأول مرة يحدث تلامس فيما بيننا.. ببرائة.. شكرتها من قلبي.. وهي تبتسم لمديحي واطرائي لها.. انتظرنا سابينا حتى تصل..لكي تأكل معا

فور وصولها شعرتْ سابينا بحماسي.. الواضح وانا اخبرها بالطعام المحلي الذي صنعته رحاب خصيصا لنا .. وعلى مائدة الطعام.. كنت آكل بشكل سريع مستمتع بطبخ اختي العزيزة.. ولكن سابينا.. لم يعجبها الطعام جدا.. اكلت قليلا وتركت طبقها نصف مليان.. وذهبت تغسل يديها






رحاب صارت تنظر لي و تستغرب فعل سابينا..

مصعب/ معلش يا رحاب.. هم هنا ملهومش في الاكل الدسم.. كل شعب بيحب اكله المتعود عليه.. زينا بالضبط.. لسه متعلقين بكل حاجة تفكرنا ببلدنا واهلنا و صحابنا.. سايبين روحنا هناك.. وحابسين جسمنا هنا

رحاب/ ولا يهمك يا خويا .. المهم انه عجبك انت.. انا عاملاه مخصوص عشانك..

مصعب/ ده يجنن... تسلم أديكي بجد..**** مايحرمنيش منك..




( بقلم الباحــــث )



بعد العشاء .. ذهبت مع سابينا لغرفتنا وبقيت رحاب في المطبخ.. تنهي بعض الاعمال الخفيفة.



سابينا/ اراك قد احببت فكرة وجودها معنا!! حتى انها صارت تتصرف وكأنها ستبقى معنا للأبد.. تطبخ وتعد طعاما محليا!! جميل!

مصعب/ سابينا.. لا تنسي .. انها اختي وتمر بظروف صعبة وليس لديها شخص آخر لتلجاء اليه!

سابينا/ نعم.. انا لست ضد ذلك.. لكنها اخذت راحتها جدا.. !

مصعب/ لاحظي انها لم تفعل شيء.. سوى انها طبخت لي طعاما احبه..!

سابينا/ وهل كنت تكره ما اطبخه لك؟

مصعب/ ب**** عليك يا سابينا لا داعي لان تكبري الموضوع.. خذي الامر ببساطة!

سابينا/ .. حسنا.. فقط كي لا تقول اني ضد وقوفك مع اختك..






لا ادري لماذا صارت سابينا تتصرف بشيء من الجمود والتوتر! انها اختي وليست حبيبتي! هل لاحظت هي شيء آخر في تصرفاتي ؟؟ لا .. لا مستحيل.

المفروض ان نمارس الجنس لهذا اليوم.. لكنها اخبرتني انها في مزاج سيء!! تمنيت لها نوماً هانئاً و نمت بعدها..

( بقلم الباحــــث )










رحاب

الحق علي .. عملت لك حساب يا سابينا.. ! كل مايهمني هو اخي المسكين الذي يتحسر على لقمة جيدة .. مالذي يعحب الشاب العربي في فتاة.. تتناطح معه على مراكز القيادة وتريد الانفراد بتوليها.. ؟

لا اظن ان الايام القادمة ستكون سهلة.. الموضوع صعب جدا.. الى متى سأبقى ضيفا ثقيلا عليهما.. حتى لو تقبلني مصعب.. فهذه البنت لن تتحملني اكثر..

خطرت في بالي فكرة.. لماذا لا اكلم صاحب الاسواق العربية! نعم .. نظراته ليست بريئة.. لكن.. هذا هو حال اغلب الرجال العرب.. يصطادون في شتى انواع المياه وليس الماء العكر وحسب..

افضل حل لي هو العمل.. سأرى بعدها ان كان بإمكاني ان استأجر ولو غرفة ( ستوديو) هكذا تدعى الغرفة هنا مع خدماتها .. تكفي لشخص واحد.. وسعر معقول.. سأكلم رضا..! في اقرب فرصة!








مصعب .. الأحد صباحا..



انتظرني كونست في سيارته.. كان يحمل معه هذه المرة كمية كبيرة من السجائر لدرجة وضع بعض الصناديق على المقعد الخلفي؟!

( بقلم الباحــــث )




مصعب/ ما هذا بحق الشيطان؟؟ هل انت مجنون؟؟

كونست/ هيييي.. اضبط نفسك.. لا تجبن يا رجل..

مصعب/ ليس موضوع جبن.. هذا طيش.. لا يجب ان نتخلى عن حذرنا ..

كونست/ اركب.. اركب.. لقد فعلتها منذعامين.. لم ينتبه لي احد ولم يوقفني احد.. آن الأوان الى ان نزيد من ارباحنا في الطلعة الواحدة.. لقد كنا نجازف سابقا من اجل سنتات

..




ركبت معه في المقعد المجاور.. ونظرت خلفي.. غطا كونست الصناديق بملايات عادية.. كانت الخطة ان يكون التهريب دوما قبل الظهر.. لأن دوريات الشرطة تنشط ليلا اكثر.. ولهذا فرصنا في النهار افضل .. ومع ذلك كنت قلقا جدا من تصرف كونست الطائش..

انتبهت لكونست.. لم يكن مركز جدا في الطريق!! شممت رائحة الكحول فور صعودي معه

مصعب/ ماهذا.. هل شربت كثيرا يا كونست!!!

كونست/ فقط القليل من البيرة.. لا تقلق!

مصعب/ لقد قلتها انت يا كونست.. كنا نجازف!! نحن دوما نجازف يا رجل! وخاصة اليوم!

كونست يضحك/ يا رجل.. دعك من هذه الافكار السوداء.. سيكون كل شيء على مايرام وسنعود و معنا مبلغ محترم .. لنستمتع بع قليلا حتى المهمة التالية.. هههه




حرك كونست السيارة .. وانا معه.. ليأخذ الطريق السريعة التي تربط البلدين.. وانا احاول الظهور بمظهر الشجاع.. لكن في داخلي توتر وقلق شديد..

يوم الاحد.. تكون الطرق سالكة اكثر مع قلة في سيارات الحمل والشاحنات.. فالقانون هنا يمنع حركتها في عطلة نهاية الاسبوع.. لكن مع هذا يبداء سواق الشاحنات ليلا بعد العاشرة مساءا.. ولا تحاسبهم الشرطة.. في ساعتين مبكرتين!

( بقلم الباحــــث )




بعد قليل.. لاحظت ان كونست غير مركز بالمرة! ويترنح قليلا!! وقلت في بالي( انا ايه الي نيلني وتهببت على دماغي و وافقت اروح مع الحمار ده ؟؟)

مصعب/ انت سكران!! هل انت جاد يا كونست! بحقك؟؟؟

كونست/ قلت لك.. القليل من الكحول فقط..

مصعب/ انت خائف.. واكثرت من الشرب لتقضي على توترك وخوفك.. لكنك فقدت تركيزك على الطريق.. ستخاطر بأرواحنا.. قف على جانب الطريق.. قف..بسرعة سأقود انا بدلاً عنك..




بصعوبة وافق كونست.. وغيرنا اماكننا بسرعة.. ع الأقل لن ينتهي بنا الحال موتى.. أو في المستشفى! جلس كونست في المقعد الجانبي.. ودخل في النوم بسرعة! كنت اقود ملتزما بالسرعة المحددة.. فلست بحاجة لمزيد من الانتباه..



فجأة حدث ما كنت اخاف منه!! سيارة شرطة تنير اضوائها الزرقاء تسير خلفنا!! كنت اتمنى انها تتجاوزنا وتذهب.. تجاوزتنا سيارة الشرطة ثم صارت تسير امامنا وفي لوحتها السقفية عبارة مضائة..( اتبعني) بالهولندية..



تبعت سيارة الشرطة حتى وصل الى استراحة طريق جانبية قريبة.. ووقفت خلفه.. ونزل ضابطان.. فتاة ورجل ضخم يحمل سلاحا في قرابه الجانبي!

اقترب مني ينظر لي وشكلي المميز! واضح اني مهاجر اجنبي

( بقلم الباحــــث )




الشرطي/ اوراق السيارة!! واجازة السوق من فضلك!! وتصريح أقامتك

ناولته الاوراق وكل شيء كان سليما.. انا واثق من ذلك..

الشرطي/ مابه صديقك؟

مصعب/ متعب قليلا..




كنت اخاف ان يفتش السيارة.. القوانين في اوربا صارمة جدا في مسالة التفتيش.. ليس من السهولة ان يطلب منك فتح صندوق السيارة.. بل ومن حقك الرفض! هذا ما يجهله اغلب الوافدين لهذا البلد.. لكن.. ما اوقعنا .. منظر الصناديق المغطاة.. وقد انزاح الغطاء قليلا عنها.. واضح جدا انها سجائر!!

لم يتعب الشرطي نفسه كثيرا بأي سؤال آخر.. اتصل على الفور بشرطة الجمارك.. التي جاءت خلال اقل من عشرة دقائق.. فهم يرابطون في نقاط عديدة موزعة على طول الطريق السريعة..

وحين وصلوا.. كان لديهم امر تفتيش فوري .. هيأوه بسرعة البرق.. استيقظ كونست.. ليكتشف.. ان فعلته الطائشة هي من القت بنا في الهاوية.. ثم صمت مثلي.. حتى القى علينا الضابط بعد ان اكتشف كل الكمية المهربة من السجائر.. عبارته

الشرطي/ انتما رهن الأعتقال بتهمة تهريب السجائر .. ! يحق لكما التزام الصمت.. وتعيين محامي ..ان لم يكن لديكما المال الكافي ستوفر لكم محكمة الولاية محام دفاع مجاني.. تفضلا معي!!!








رحاب.. الأثنين صباحاً



لم يأت مصعب منذ الأمس.. اتصلت به كان هاتفه مغلق.. سابينا خرجت مبكرا للعمل.. ربما هو ايضا قرر الذهاب للعمل رغم اني لا اعرف اين قضى يومه بالأمس ومع من؟ سيعودان حتما هذا المساء.. وسأعرف كل شيء منهما..

( بقلم الباحــــث )

تأنقت بعد الحمام.. وارتديت افضل ثيابي ووضعت مكياجا خفيفا وعطرا هادئاً.. سأذهب اليوم للأسواق العربية.. اتمنى ان الوظيفة لا تزال شاغرة..




HZsKqRs.md.jpg
رحاب


وصلت الاسواق وفور دخولي لها.. التفت لي رضا مباشرة .. ما أن لمحني.. ورحب بي بابتسامة..

رضا/ اهلا.. اهلا يا هانم.. نورتي المحل يا هانم..

رحاب/ متشكرة.. منور بيك

رضا/ ها.. اؤمريني يا ست هانم.. المحل وصاحبه تحت امرك

رحاب/ متشكرة .. يا..

رضا/ محسوبك رضا.. انت لحقتي تنسي اسمي؟

رحاب/آسفة بجد.. سامحني..

رضا/ ولا يهمك..انا .. لسه ما تسرفتش بأسم حضرتك!

رحاب/ رحاب.. و..

رضا/ عاشت الأسامي يا رحاب..

رحاب/ و.. عايزة اسأل لو كنتو لسه محتاجين حد يشتغل معاكم .. زي ما قريت في الاعلان !!!




( بقلم الباحــــث )



الجزء الثالث



في البداية اود الأعتذار لتأخري بالجديد عن القراء الأعزاء.. وكل ذلك بسبب صعوبة الكتابة وبطئها عندي .. لالتهاب مفاصل أصابعي..

سامحوني لتأخري عنكم.. احاول الكتابة على قدر استطاعتي..

فشكرا لكم



( بقلم الباحــــث )





وافق رضا على تشغيلي في المحل بعمل بلا عنوان.. القيام بكل شيء وفي اي وقت.. من ترتيب الرفوف وتعويض البضائع المباعة وحتى الكاشير! طلب رضا مني ان اباشر بالعمل ابتداءً من الأسبوع القادم..

فرحت جدا لحصولي على هذه الفرصة.. شكرت رضا بحرارة وعدت لشقة اخي .. ولم انس الاتصال بأبنائي وانا في طريق العودة.

في المساء.. بداء القلق يحاصر كل افكاري.. وتحول الى خوف.. اين صار مصعب يا ترى؟ مالمفترض ان افعله لوحدي في مدينة جديدة لا اعرف فيها احدا.. من اعرفه أصلا لكي أساله عن مصعب؟

رن جرس الباب.. كانت سابينا.. دخلت مسرعة متوترة.. تتكلم بسرعة مع نفسها .. وتلف في جميع ارجاء الشقة! بلغة ركيكة وبعصبية سألتها عن اخي.. لم ترد.. فأمسكتها من يدها وصحت في وجهها (أين أخي.. اين أخي؟)

لم افهم منها شيئاً.. سوى انها ستقوم باللازم .. وانه بخير بكنه سيغيب.. لم افهم شيء آخر منها.. اخذت سابينا حقيبة متوسطة الحجم.. وغادرت.. تركتني لوحدي.. !! لا ادري اين اذهب في هذا العالم الموحش الذ يسلبني كل شيء عزيز علي.. اخذ مني زواجي و زوجي.. أبنائي .. ثم أخي.. !!

اختنقت بعبرة البكاء.. واجهشت به فور ان غادرتني سابينا.. اشعر بالانكسار.. اشعر بالضياع.. انكسارٌ.. لا تستطيع حتى ان تصلحه بنفسك.. فكل ماحولك يزيد في انكساراتك و يباعد بين اشلائك المكسورة اكثر.. ليقلل فرص التحامها ..

( بقلم الباحــــث )








مصعب..في قسم الشرطة

تعلمت الفلامانية مبكرا.. لكن ليس لدرجة اتقانها وفهم تفاصيل القانون والامور الرسمية البحتة.. تلك اللغة التي لايفهمها المدان حتى لو كانت بلغته الأم ..في اوطاننا.. فالكلام الوحيد الذي تفهمه..هو عندما ينطق القاضي بالحكم ببرائتك.. او يدينك!!

القى بي الشرطة بزنزانة لوحدي! لماذا لا اجد كونست معي!! قضيت ليلة صعبة في التخشيبة.. علي انتظار ضابط التحقيق صباحا.. لينظر في امري.. سحبوا مني كل اشيائي الخاصة ووضعوها في الأمانات.. قلقت على رحاب!! هي أول من خطر على بالي .. لأني اعرف كيف يفكر الاوروبيون.. فهم مشاعرهم لا ترقى لعواطفنا نحن العرب.. كنت واثق ان رحاب ستأكل نفسها من القلق علي.. مثلما انا واثق ان سابينا لن تكترث كثيرا.. ستتعامل مع الامر بمنطقية ومهنية.. أما أولوية المشاعر ستكون اخيرا..

جاء الصباح بعد ليلة صعبة لم انم فيها سوى دقائق متقطعة وكابوس الحبس يوقظني مع كل غفوة.. سجونهم ليست مثل التي في بلداننا.. لكن.. المعنى واحد.. مهما كان شكل المكان.. فكلاهما يسلب حريتك..

نوديت لضابط التحقيق الذي سألني في البداية ان كنت بحاجة لمترجم..لكني اخبرته اني استطيع تدبر الأمر بدونه.. ثم تكلم معي بشكل رسمي وحِرفي.. هم هنا حتى لو كانوا فعلاً يكرهوك.. إلا أنهم يلتزمون حرفيا بقوانينهم.. لا يزيدون عليها ولا ينقصون

ثم طرح علي اسالة لم اجبه عليها .. إلا بحضور محام.. فأحترم رغبتي واعادني للحبس! حتى يتم تعيين محام لي ان لم اوفر انا واحدا في غضون ثلاثة ايام !!!

( بقلم الباحــــث )

لكني افتقدت كونست!! اين هو.. سألت عنه احد الحراس!! رفض ان يخبرني بشيء في البداية.. لكن.. بألحاح وترجي العرب المعهود.. اقنعته ليجيبني ويتخلص من الحاحي ورجاءي

اخبرني انه تم اطلاق سراحه.. فلقد اقنع الضابط انه مجرد عابر سبيل وركب معي لأجل ان يصل وجهته!! وصدقه الضباط! لكوني انا كنت من يقود المركبة! المركبة ليست بأسمه!! بل هي بأسم شخص ثالث!! وقد توجه لي تهمة سرقة السيارة ان كان صاحبها قد قدم بلاغا عنها!!

ضاقت الدنيا بوجهي.. وانا اتجرع سم الظلم والشعور بالخذلان.. والغدر.. في هذه المرحلة ستكتشف ان العنصرية موجودة في هذه البلاد و لكن يُعمل بها في الخفاء.. كونست اشقر ومنهم.. ولم يكن هو من يقود السيارة .. سيصدقون اي كلام يقوله حتى لو كان غير منطقي!! كنت مظطراً لانتظار المحام وتحمل الحبس .. ألأمل بالنجاة من هذه المصيبة هو فقط من يجعلني اتحمل هذه المعاناة.. وإلّا فالحلول في الانتحار أسهل !

بعد الظهر .. أُخبرتُ بأن لدي زائر.. انفرجت اساريري وانا اشاهد سابينا.. وهي تتقدم نحوي في غرفة خاصة مشددة الحراسة

( بقلم الباحــــث )




سابينا/ اعرف انك في وضع صعب.. ارجوك تحمل قليلا ..

مصعب/ احتاج لمحام في اسرع وقت!!

سابينا/ سيوفرون لك واحدا.. انت تعرف ان المحامي مكلف جدا.. من اين لدي مال كاف لتوكيله!! اصبر ارجوك يا حبيبي

مصعب بصوت عال/ اصبر؟؟ اليست كانت هذه مشورتك..

سابينا/ اخفض صوتك.. ارجوك

مصعب بغضب/ اهذا ما فعلتيه بي؟ ترسلين معي شخص خائن للثقة! ( يعني انا شلت الليلة كلها ياروح امك!،)

سابينا/ لم افهم شطرك الاخير بالعربية.. لكن.. ماحصل قد حصل.. ارجوك.. تحمل قليلا.. اياك ان تذكر كونست مجددا.. صدقني. لن يفيدك الامر.. بل سيزيده صعوبة!




كتمت غضبي.. وانا اريد ان اصرخ بوجهها منفجرا.. لكني خفت من الحراس ربما يتصرفون معي بخشونة..

مصعب/ فلماذا اتيت اذا ؟؟ 😡

سابينا/ اتيت لأطمأن عليك واقوي من عزيمتك! وانصحك بالصبر..!

( بقلم الباحــــث )








رحاب


بصعوبة بالغة فهمت من سابينا عند قدومها للشقة .. أن اخي مصعب ارتكب خطاء ما.. وهو في الحبس الآن!! لا اعرف كيف اتصرف اذا كانت حبيبته نفسها تتهرب منه ومني! اخذت عنوان مركز الشرطة الذي يحتجز مصعب.. وزرته في اليوم الثاني.. لم يدخلني الضابط بسهولة لأن سابينا زارته بالأمس.. لكن ادخلني على مصعب بعد ان ادرك اني لا افهم كل مايقوله وانني سأصيبه بالصداع لكثرة محاولاته افهامي دون فائدة..

لذلك قرر ان يشتري راحة باله وادخلني لرؤية مصعب الذي فرح كثيرا لرؤيتي رغم شعوره بالخجل الشديد لفعلته

فهمت منه القصة باختصار وعرفت انه ينتظر تعيين محام.. فتجاوزت مرحلة العتاب في الوقت الحالي وركزت في تخليص مصعب من هذه الورطة.

رفض مصعب اشراكي في مشكلته.. واخبرني انه يفضل الانتظار حتى تعيين محام له من حكومة الولاية.. ضحكتُ لأنه مصدقٌ فعلا انهم سيختارون له محام يكترث لأمره،؟ اقنعته بضرورة توكيل محام من مالنا الخاص.. لكي يعمل من اجله بحماس ويخلصه من هذه الورطة.

انتهت الزيارة وخرجت منه فورا الى محل بقالة رضا فأنا لا اعرف غيره في هذه المنطقة. فكرت في البداية ان اتصل بطليقي لعل فيه بعض النخوة.. لكني خفت من الا يصيبني منه غير شماتته.

( بقلم الباحــــث )

كان الوضع علي صعب جدا .. كوني اطلب من رضا عنوان محام استطيع التفاهم معه بلغتي الام.. قبل حتى ان اشتغل معه.. !

اقنعت رضا ان المحامي لأحدى صديقاتي اللاتي يجهلن اللغة مثلي.. ولا ادري ان صدقني.. لكنه في نهاية اللقاء ذكرني بموعد عملي معه.. مما طمأنني بأن الفرصة لا زالت قائمة وانه لم يصرف النظر عن تشغيلي ..

اتصلت بالمحامي و فوراً تحدثت معه العربية واعطاني موعدا مستعجلا .. مقابل اجر اعلى!

كنت قد ادخرت مبلغا من المال لمثل تلك الحالات الطارئة.. فطلب مني الحضور معه.. ومن هناك توجهنا معا لقسم الشرطة مرة اخرى.. كنت اسابق الزمن.. لا اريد ان تعدي ليلة اخرى على مصعب في الحبس وهو لا يعرف مصيره..




في قسم الشرطة.. اخذ المحامي توقيع مصعب ليصبح وكيلا رسميا له.. وبعد ان شرح مصعب كل شيء له.. اخبره ان الوضع صعب والقضية يتحملها وحده خاصة ان كونست تركه وحيدا ونفذ بجلده.. فكمية السجائر كبيرة.. و معها تكبر العقوبة.

كان من الممكن استحصال كفالة واخراج مصعب.. لكن لايزال الوضع معقدا بسبب السيارة واثبات انها ليست مسروقة..

( بقلم الباحــــث )




للأسف عدت للبيت لوحدي .. لم انجح في اخراج مصعب من الحبس بكفالة.. أما صديقته سابينا .. بدأت تتصرف بغرابة.. في الأيام التالية..

فكانت تأتي متأخرة للشقة.. ثم جائت مرة مع شخص غريب ولم افهم علاقتها معه.. لكنه لم يبيت في الشقة.. كان لدي توقعات بخصوصها.. اظنها صحيحة




باشرت بالعمل في بقالة رضا..ولا يزال أخي حبيساً ومسألته تتعقد.. بصراحة كان تعامل رضا معي ممتازاً لغاية الآن..لكنه متزوج ولديه ابناء.. ان كانت لديه نية سوء.. فلن يحصل على شيء مني.. وان كان يقصد الزواج.. فمهمته صعبة ايضاً.. لأني لن ارضى بالزواج ولا يزال ابنائي بعيدين عني..



في شقة مصعب .. لم تعجبني تصرفات سابينا .. زادت مواجهاتنا مع بعضنا خصوصا اني لا افهم معظم كلامها.. شعرت بثقل وجودي معها.. حتى كتبت سابينا لي رسالة مترجمة بهاتفها وارتنياها فورا.. تطلب مني الرحيل!! لانها ستترك الشقة أيضا..

ملخص رسالتها المترجمة

( تم فصل مصعب من العمل لكونه محبوسا على ذمة التحقيق . ولم يعد بأمكاني دفع أيجار الشقة لوحدي.. سابحث عن شقة أرخص.. عليك فعل هذا أيضاً.. إلا لو كان بأمكانك دفع ايجار الشقة كله لوحدك.. انا راحلة خلال اسبوع!)

( بقلم الباحــــث )

عملي الجزئي.. لا يمكن بكل الاحوال ان يغطي نصف ايجار الشقة لا كلها.. لذلك .. طلبت من رضا مساعدتي في البحث عن استوديو( غرفة مع خدمات) رخيص بأسرع وقت.. وجمعت اغراض اخي المهمة في حقائب.. فالشقق معظمها تؤجر هنا مفروشة..

كنت ازور مصعب كل يومين.. واخبره بكل التطورات ما تفعله حبيبة القلب به..! كان يتألم أمامي ويصمت وليس بيده حيلة ..

ساعدني رضا كثيرا.. لقد وجد لي بسرعة استوديو.. مناسب.. وانتقلت له بسرعة مع بعض اعراض مصعب.

كان الاستوديو عبارة عن غرفة نوم واحدة بسرير متوسط الحجم.. ومطبخ مفتوح مع الغرفة .. اضافة لجميع الخدمات الاخرى مشتركة بحمام ملاصق.

اخيرا.. لأول مرة ابات ليلة هانئة لا اشعر بها بأني ضيفة ثقيلة على سابينا.. وارتحت منها.. لم تكن ليلة هانئة بالمعنى الحرفي.. في ظل كل هذه الظروف الصعبة.. لكنها.. الأفضل بالتأكيد.. مما كنت اعانيه بوجود سابينا.. التي اختفت بعد ايام من المشهد.. ولم يعد حتى مصعب يسمع عنها شيئاً

( بقلم الباحــــث )

بصعوبة بالغة تمكن المحامي من اقفال قضية السيارة.. لا اعلم كيف فعل ذلك مستغلاً ثغرة قانونية.. معتمداً على أن السيارة غير مبلغ عنها كمسروقة.. للأسف حُكم على مصعب بالسجن خمسة اشهر مع النفاذ.. كان خبرا صادما لي انا بالمقام الأول.. لأن مصعب هو سندي وملاذي الوحيد في الغربة بعد طلاقي من عماد.






لم يكن في وسعي بعد خبر مصعب المحزن غير أني أركز في عملي الجديد في بقالة رضا.. وافكر في التواصل مع اولادي كل يوم.. وأؤسس لقاعدة جديدة لي في هذا البلد.



في الايام التاليه في محل عملي في البقالة العربية التي يملكها رضا كان تصرفه معي طبيعي جدا لكن لم تخلو نظراته نحوي من اعجاب واضح

كان رضا يحاول التقرب مني وافتتاح مواضيع عامه كلما سنحت الفرصة له.. لكني كنت اجامله وارد عليه بلطف

ما حدث انه في احد الايام دخل رجل في نهايه الخمسينات يدعى صابر .. صابر أنيق و معتدل البنيه طويل و قد صبغ شعره و حاول اخفاء اثار السنين البادية على وجهه بالأبتسامة البشوشة طوال الوقت

يبدو من لهجته انه من احدى الدول المجاوره .. فلهجته قريبه جدا على لهجه بلدي وكان التفاهم معه سهل جدا

( بقلم الباحــــث )

صابر هذا زبون دائم عند رضا ودائما حين ياتي الى المحل يشتري الكثير من الاشياء والبضائع و كذلك يجزي عاملي المحل بإكراميات جيده حتى ان رضا يستقبله بشكل خاص جدا لكونه زبون مهم جداً لديه

انتبه صابر لي في المحل لكوني عامله جديده ولم يرني فيه من قبل .. وبعد أن تفحصني مطولا بنظراته.. ذهب وتكلم مع رضا في شيء ما و لم أسمعهما بالطبع


لكن يبدو انهما كان يتحدثان عني لان نظراتهما كانت موجهة نحوي.. ! أكمل صابر تبضعه الدسم من المحل و ودع الجميع وغادر..



في المساء انتهى العمل وقبل ان اخرج لأعود لشقتي الصغيرة اوقفني رضا وقال انه بحاجه للتكلم معي



رضا/ انا.. عاوزك في كلمتين يا رحاب..

رحاب/ ها.. اه.. قوي قوي.. تفضل

رضا/ انا زي ما عرفت منك بالأيام الي فاتت.. انك لا مؤاخذة ست مطلقة.. واولادك عند ابوهم وعايشة لوحدك هنا.. و .

رحاب بتوتر/ ايوا حضرتك .. ممكن تدخل في الموضوع ع طول !

( بقلم الباحــــث )

رضا/بصراحة.. السيد صابر.. راجل معروف هنا في المنطقة..وقديم فيها.. وسمعته زي الجنيه الذهب..وبتاع **** ومتمكن قوي.. وهو اُعجب بيك جدا.. عشان كده هو كلمني عنك..

رحاب/ أفندم!! بصفتك ايه حضرتك؟

رضا/ اهدي شويا ارجوكي.. هو الموضوع مايغضبش ****.. الراجل عاوزك بالحلال.. وكلفني اني افاتحك في الموضوع!








بصراحة لم تعجبني طريقة زواج الصالونات تلك.. وبهذه الطريقة.. في بلاد منفتحة مثل اوربا.. لا اريد ان اتشبه بعاداتهم.. لكني ارفض تلك الطرق حتى حين كنت في بلدي..



رحاب/ مممم... بس انا لسه في شهور العدة يا رضا.. وكمان.. فيه بيني وبين طليقي تفاوضات .. لغاية دلوقتي.. واحتمال كبير انه يردني..

رضا/ ها... و**** ماكنت اعرف..يا خسارة .. سامحيني .. يا رحاب.. ولا مؤاخذة منك..

رحاب/ لا.. ولا يهمك.. حصل خير..

( بقلم الباحــــث )




رفضت هذه الطريقه للزواج في بلاد اوروبيه متقدمه وفي مجتمع منفتح و لن يكون زواجي بهذه الطريقه من شخص اراه لأول مره ويعجب بي وثم يطلبني للزواج فوراً ! شيء غريب بالنسبة لي ومثير للريبة كذلك ..

لقد كذبت و تحججت لـ رضا بأنني لازلت في شهور العده فقط للتخلص من الحاحه والحاح زبونه صابر..




مرت الايام بشكل بطيء نسبيا بسبب الملل والروتين فمن العمل الى الشقة ومن الشقه الى العمل كنت احاول ان اقضي يومي بدون مشاكل وأحاول الاتصال دوما بـ أولادي لأذكرهما بانني لازلت موجوده فاخاف ان ينسياني

دائما تواصلي معهما ينجح واشعر بانهما لا يزالان يرغبان بعودتهما لحضني.. ولكن بسبب تلك القوانين المجحفة بحقي فأنا لا استطيع ان افعل الآن شيئا



بعد ايام عاد رضا لفتح الموضوع نفسه معي مجددا و قال لي ان صابر الخمسيني يعمل في مؤسسة تابعة الى محكمه الأسرة البلجيكيه وان أحتمالية علاقتي به سوف تعيد لي الأمل في أستعاده ابنائي لحضني

بصراحة حين سمعتُ ذلك سال لعابي .. فهي فرصه كبيره ومغريه ايضا ولكني تصرفت بحذر لا اريد التهور والأستعجال ولا اريد لأحد أن يلعب بعواطفي ويستغل حاجتي لأولادي

( بقلم الباحــــث )


وعليه فقد قررت ان اعطي لصابر فرصه ولكن أن تكون وفقاً لشروطي و ان يكون تعارفً بسيطا.. أما اللقاءات ستكون دائماً خارج اوقات الدوام الرسمي وفي اماكن عامه وامام جميع الناس

سأرفض اي لقاءات خاصه .. أريد ان اتاكد تماما من نوايا هذا الرجل. نقل رضا موافقتي المشروطة لصابر.. واخبرني ان الرجل سوف يقابلني في غضون ايام قليله !





رغم بساطة شقتي الصغيرة ( الأستوديو) لكن الحياة فيها مستقره و مريحة.. يكفي فقط ان استرجع ذكرياتي المريرة عندما كنت اعيش في شقة مصعب مع سابينا تحت سقف واحد

أما سابينا فلقد اختفت تماما من المشهد.. لا اعرف عنها شيئا بعد انتقالي .. كنت ازور اخي مصعب في الحبس بشكل نظامي وفي اوقات الزيارات المحدده

وضعه لم يكن بجيد وحالته النفسيه متردية قليلاً ولكني كنت أشد من عزيمته واشجعه وأهون عليه الأمر.. فالمدة التي حكم بها عليه هي مجرد بضعه اشهر وستمضي بسلام .. فقط عليه ان يحذر وان يتصرف بحكمه حتى يقضي مدة عقوبته على خير

صار مصعب يتكلم معي بأسلوب مغاير ..مختلف عن ذلك الذي عاملني به.. حين كان حراً.. وسابينا في احضانه

هو يشعر بالأمتنان و بتأنيب الضمير لتصرفه القاسي معي في البدايات.. وصار ممتناً لوجودي بقربه ووقوفي معه

( بقلم الباحــــث )










مصعب

لقد كانت تجربة قاسيه جدا وقد حُكم علي بقضاء بخمسه اشهر في السجن. انا ممتن حقاً ان رحاب وقفت معي ولم تتخلى عني وهي الوحيده التي وقفت بجانبي .. بعد ان تخلت عني سابينا وهجرتني ببساطة ! هكذا هن معظم الفتيات ذوات الشعر الأشقر.. لا يترددن كثيراً في أنهاءأي علاقة يخضنها.. لو اكتشفن انها لا تصب في مصلحتهن

أما اختي رحاب فلقد ظلمتها كثيرا كدتُ ان أضحي بعلاقة الدم التي تربطني بها من اجل أنسانة لا اعرفها .. انسانة تركتني بكل بساطه وحيدا في مهب الريح اعاني في محنتي.. سابينا فضلت مصلحتها الشخصيه علي للأسف ولهذا تحملت كل التبعات المترتبة عن علاقتي بها

كنت افرح جدا بزيارة رحاب لي في الحبس .. فتعطيني طاقه ايجابيه وتشجعني بكلامها الحماسي ..حتى تنتهي العقوبه بسلام .

بدخولي السجن فقدت عملي للأسف .. القوانين شديده جدا هنا فيما يخص بتلك العقوبات وحين يسمع رئيس العمل بانك قد اقترفت ذنبا مثل ذلك وخاصه فيما يتعلق بتهمة تهريب ! فانك ستواجه حتما قرار الفصل بكل سهوله


تم تحويلي الى نظام المعونات الاجتماعية المتبع في البلد.. ولكنها مساعدات مادية غير كافية خاصه بعد ان تعودت على مستوى معين من العيش الكريم..

( بقلم الباحــــث )

وانا خلف اسوار السجن.. وفي عزلتي..فكرت كثيرا مع نفسي.. ماذا سأصنع بعد انقضاء العقوبة ونيل حريتي مجدداً.. اين سأسكن؟


رحاب اخبرتني في احدى زياراتها لي ان سابينا قد تصرفت تماما بالشقه وان رحاب اضطرت أيضاً لتركها وتأجير استوديو( تسمية الغرفة مع خدماتها في بلجيكا) خاص بها تقدر على دفع ايجاره من عملها الجديد

كما انها اخبرتني بعملها في بقاله عربيه بالقرب من المنطقه .. الآن عرفت انه لم يعد لي مكان اسكنه لحسن الحظ.. اخذتْ رحاب اغراضي المهمه معها.. اظن ان المثل القائل.. الدنيا دوارة.. يعطيني درسا عمليا مهما وهي أن الدنيا تدور علي الآن.. وستنعكس علي الآية.. لأكون انا ضيفا ثقيلا عليها في غرفتها الصغيره!

( بقلم الباحــــث )










رحاب

اليوم هو موعد اللقاء مع صابر.. الذي اختار للقائنا مقهى هاديء على ضفاف نهر جميل يدعى لافال ..رغم برودة الجو ورطوبته.. لكن اليوم كان استثنائيا شبه مشرقٍ ببعض خيوط أشعة الشمس الهاربة من بين غيوم السماء السوداء الكثيفة لترسم لوحة جميلة في عيون الرائي..

من بعيد.. رأيت صابر يتوجه نحوي .. صابر رجل انيق و نحيف و طويل ولا يزال بصحته ويرتدي ملابسً انيقه جدا تناسب عمره وساعة ذهبية انيقة تزين معصمه.. ومظلة رمادية مطوية يمسكها بيده .. فالمظلة هنا صعب ان تفارقها لهطول الأمطار المفاجيء وغير المتوقع.. والذي يمكن أن يحدث في أي لحظة

بالنسبة لي انا أمرأة أنيقة بطبعي.. ولم أرتد ثياباً خاصة.. العادي يعني.. لا أريد صابر أن يشعر خطاءً انني ملهوفة للقائه بارتدائي اغلى ما أملك..

لا اريد أثارة أعجابه أكثر مما هو معجب بي أساساً ولا اريد أيضاً أثارة غرائزه كذلك.. فكان لبسي رسمياً نوعا ما.

جلس صابر امامي بعد ان ألقى التحية.. وابتسامته لا تفارق وجهه.. ثم طلب لي مشروباً ساخناً.. وهو يفتتح الأحاديث بكلام معتاد عن أحوال البلد في الوقت الحالي.. والجو المتقلب..

( بقلم الباحــــث )

حاولت ان لا اوزع ابتساماتي بشكل مجاني.. اعرف الكيفية التي يفكر بيها الرجل العربي امام أمرأة تبتسم له.. كان علي الحذر في ذلك كما اني لا اريده ايضا ان يستعجل في قراراتٍ يتخذها بناء على اول لقاء .. مطعم بأبتسامات كثيرة !

مع لقائي بصابر كنت مترددة كثيرا في داخلي .. فانا رافضه للأمر قطعا .. ولكن ما يدفعني للمواصلة هو ذلك الأمل ..من اجل اولادي والحصول عليهم مجدداً.. ومن اجل هذا الطُعْم قررتُ ان اكتشف ما يدور في خلد صابر




صابر/ انا آسف لأني تأخرت شويا عليكي.. !

رحاب/ مفيش مشكلة.. هو انت معندكش عربية؟

صابر/ كان عندي.. بس زهقت منها.. عشان الكل عارفة ان الواحد فينا يحفي عبال مايلاقي مكان يركن فيها عربيته.. و ده أكثر حاجة توتر النفر مننا.. عشان كده.. قلت خلاص.. مبدهاش بقى.. خلينا ع المواصلات احسن..

رحاب/ هممم.. طب ممكن اعرف.. ايه الي خلاك تكلم مديري رضا بخصوصي.. وانت لسه حالا شايفني؟؟




( بقلم الباحــــث )

صابر/ هو الحقيقة .. هي ديه مش اول مرة اشوفك فيها.. بس انا ماكنتش بخش المحل.. انا بقعد كل يوم الصبح ع الكافيه الي قصادكو .. بشرب قهوة قبل ما اروح للشغل.. وكنت وانا قاعد هناك.. لمحتك كم مرة وانت تخشي البقالة.. وعرفت طبعا من رضا انك بتشتغلي معاه..

رحاب/ .. آه.. بس اظن رضا قالك عن وضعي واني...

صابرمقاطعاً/ انا عارف كل حاجة.. قبل ماتتعبي نفسك في الكلام يا آنسة رحاب!!

رحاب/ واللاهي!! .. دنتا جمعت معلومات كثيرة عني وانا نايمة على وداني ما دارياش بحاجة!!

صابر/ العفو.. العفو يا آنسة رحاب.. مش القصد اني بتدخل في حياتك.. بس الراجل فينا لما تخش الست في دماغه وقلبه.. لازم يعرف عنها كل حاجة قبل ما يخطي خطوة لقدام .. وفيه حاجة كمان لازم تعرفيها انا متجوز وعندي عيال كمان..!

رحاب تتفاجيء/ ايه؟؟ بس رضا ماقاليش كده عنك...

صابر/ انا قلتله .. انك لازم تعرفي كل حاجة عني ..مني انا

رحاب/ طب ولا مؤاخذة يا .. سيد صابر.. لازمتهُ ايه جوازك مني .. ما دمت أنت راجل متجوز وعندك عيلة!

صابر/ اظن انت عارفة كويس القوانين هنا هاملة ازاي.. انا اتجوزت زهرة وسجلت الزواج هنا في محاكم بلجيكا .. و حصلت بينا مشاكل كثير .. مش ناوي اوجعلك دماغك بيها.. المهم.. احنا انفصلنا وتطلقنا قدام الشرع.. بس عشان نحافظ على الولاد.. يبقى لازم يفضل عقد جوازنا نافذ قدام المحاكم.. عشان كده.. كأي راجل ..انا محتاج لست في حياتي بالحلال طبعا.. واتجوزها عقد مأذون بس ..

( بقلم الباحــــث )

رحاب/ انت فاجأتني بصراحة.. انا كنت متوقعة انك تكون أرمل .. او مطلق .. بس مش بالشكل ده..

صابر/ انا.. مشح حضغط عليكي اكثر يا آنسة هيام.. فكري بالموضوع كويس.. ولو وافقتي.. انا حضمنلك عيشة تحلم بيها كل بنت هنا.. شقة متكاملة لوحدك.. ومش حتحتاجي تشتغلي عند رضا ثاني.. عشان انا حكتبلك مصروف شهري زي المرتب بالضبط و يجيلك كل آخر الشهر.. وأي مبلغ تطلبيه مني في اي يوم.. مش حبخل عليك بيه.. وطلباتك كلها مجابة.. واهم حاجة.. انا مستعد اخلي ولادك يرجعو لحضنك كمان!

رحاب/ افهم من كده انك تساومني؟؟ لازم أتجوزك عشان اقدر اشوف ولادي ثاني. .؟

صابر/ لا استغفر **** انا ماقلتش كده.. انا اقصد انك لما تبقي مراتي.. ده هيشجعني اكثر عشان ابذل كل مجهودي وارجعهم ليكي.. بس كده!






صمتُ وانا اسرح بنظري قليلا نحو الغيوم التي تراكمت مجددا لتحجب عنا خيوط أشعة الشمس القليلة الهاربة من بينها ..وكأنها تبعث لي برسالة وتذكرني بالوضع الذي حشرتُ فيه نفسي الآن.. وصرت لا أقدر على الهروب منه..

( بقلم الباحــــث )




ثم قلت بعد ان اخذتُ نفسا عميقا

رحاب/ طيب.. بس لازم تعرف اني مقدرش اوعدك بحاجة.. انا محتاجة مدة اعرفك فيها.. زي مانت كمان حتعرفني كويس فيها




وافق صابر بسعادة.. وهو يرتشف مشروبه الساخن.. وعاد لأحاديثه الجانبية التي لم اركز فيها.. فتفكيري الآن محصور فقط في أمر اولادي .. وأرجاعهم لحضني.. حتى لو اظطريت للزواج من صابر!



الموضوع لم يكن سهلا علي فقررت ان أرواغ صابر في مسألة الوقت .. وفي نهاية الحوار ودعته بابتسامه باهتة وتمنيت له يوما طيبا .. لكنه ذكرني قبل مغادرته وقال لي انه علي ان احسم امري بوقت قصير فهو لن يستطيع انتظاري لمده طويله



رحاب/ معلش يا سيد صابر.. احنا لسه حالا متعرفين ع بعضنا.. لازم تديني شوية وقت.. على مهلك شوية علي ارجوك..

صابر/ .. حاضر .. يا آنسة رحاب.. انت تؤمري.. !






( بقلم الباحــــث )

كنت أحاول اغلب الوقت أن أكلمه بطريقه لطيفه لكي لا يشعر بأني لا اطيقه من الأساس ولكني مضطره لفعل ذلك من اجل اولادي..












مصعب

غدا سوف يكون اليوم الاخير لي في هذا السجن الذي اقنعني المكوث خلف قضبانه حبيساً بأن اسوء شيء يمر على الانسان في حياته هو الغربه ومن ثم بعد ذلك هي الغربه في داخل الغربه والأسواء على الاطلاق هو السجن في الغربه !!

فانت هنا حبيسٌ غريب لا تعرف احدا وكل يوم يمر عليك كأنه دهر و اغلب من هم معك في الحبس يكرهك أو على الأقل لا يحبك!


انت شخص غير مرحب به على الأطلاق لا في المجتمع ولا في السجن كذلك

لم أصدق ذلك حينما اخبرني الضابط المسؤول انه علي ان استعد للخروج غدا !!

الحصول على الحريه مره اخرى يمدني بشعورٍغامرٍ .. ملأني بالسعادة و فعلا شعرت ان الفرحه لا تسعني .. لدرجة تمنيت فيها الخير للجميع .. وصرت اتمنى ان لا يشعر أي شخص بما عانيته ولا يمر بما مررت به .. وأن غدا لناظره لقريب !

( بقلم الباحــــث )








رحاب

طلبت من رضا ان يمنحني أجازة لهذا اليوم.. فاليوم هو موعد الأفراج عن أخي مصعب.. الذي عانى كثيرا في الفترة الأخيرة.. انا فرحة جداً لخروجه أخيراً.. بوجوده مجددا معي .. سيعيد لي الدعم المعنوي والنفسي لمواصلتي الحياة بعيداً عن أولادي في هذه الغربة الموحشة.. فالأخ سند وظهر لأخته..

لا أدري لماذا تأنقت بشكل واضح وتزوقت ورتبت نفسي وارتديت أفضل ثيابي.. كأني سأقابل حبيبا !

وامام بناية السجن.. نزلت من سيارة الأجرة وتمشيت بضعة خطوات حتى وصلت باب الأستعلامات.. وهناك أخبرتهم بأني انتظر الأفراج عن أخي.. فطلب مني الموظف الأنتظار في الغرفة المخصصة.. كان المفترض ان يخرج مصعب في العاشرة صباحا.. تجاوز الوقت الحادية عشر وانا انتظر على أعصابي .. قلقة و متوترة..

اخيراً... أطل مصعب.. الذي كان وجهه شاحباً .. ولحيته كثيفة .. وصار جسمه نحيفاً.. وهمه و حزنه قد أثقل من خطاه وهو يتمشي نحوي.. يحمل حقيبة صغيرة على كتفه.. وفور ان رآني.. ابتسم ضاحكاً... واتسعت عيناه واسرع نحوي ماشياً..

اما انا لشدة الفرحة بأفراجه.. ركضت نحوه.. والتقينا معا وسط المسافة القصيرة.. وحضنته بقوه وانا ابكي من الفرح.. ومصعب يبادلني الحضن بقوة.. وصرت احضنه واشمه واقبل وجنتيه.. ومصعب غير مصدق من الفرحة.. فرحته برؤيتي كانت تعادل فرحته بفك حبسه ونيله لحريته..

( بقلم الباحــــث )

ليس هناك أجمل من ان تجد شخصا يحبك ويحمل معك همك وينتظرك بلهفة..




رحاب بحماس وفرح/ وحشتني.. وحشتني قوي يا مصعب يحبيبي.. حمدلله ع سلامتك.. الفرحة مش سايعاني برجوعك ليا!

مصعب/ انا.. انا بجد فرحت لما شوفتك ياختي يحبيبتي.. بجد فرحان.. انا كمان الدنيا مش سايعاني من الفرحة..

رحاب/ بص.. احنا نأجل فرحتنا باللحظة المفترجة ديه.. لبعدين.. خلينا نخرج ونبعد عن الحتة المقرفة دي بسرعة.. لاحسن يرجعوا بكلامهم ولا يفتكروا حاجة يرجعوك للسجن تاني عشانها..

مصعب يضحك/ هههه.. تصدقي عندك حق في الي قولتيه.. يلا بينا خلينا نمشي من هنا ع طول




اخذت مصعب ممسكة بيده بعد ان حررته من حضني القوي الأحكام.. وانا سعيدة جدا بخروجه.. لم افرح بهذا الشكل منذ قدومي لبلجيكا..

استأجرت سيارة أجرة لعنواني الجديد.. و طوال الطريق كنت اضحك وابتسم وممسكة بذراع مصعب بقوة.. كأني خطيبته لا أخته!




( بقلم الباحــــث )

مصعب/ انا بجد.. مش عارف اقولك ايه.. على وقفتك معايا.. دا انا لولاكي.. ما كنتش اقدر اتحمل ايام السجن الصعبة.. خصوصا لما البنت سابينا تخلت عني في محنتي

رحاب/ ماتقولش ولا حاجة.. عشان احنا خوات ولازم نقف مع بعضينا خصوصا في الغربة ... وكمان وحياتي عندك... بلاش تجيب سيرة الي اسمها سانتينا ديه.. خلينا كده مبسوطين مع بعض هو ده وقت سيرتها!!

مصعب يضحك/ هههه.. عندك حق.. بلاش اياها من سيرة..






وصلنا لعنواني الجديد.. كان الاستوديو خاصتي يقع في الطابق الاول من عمارة حديثة بنيت كلها بمثل هذا الطراز..

أُعجب مصعب كثيراً بالشارع الذي تقع عليه شقتي الصغيرة( الاستوديو) وبعد ان فتحت الباب و دخل مصعب معي.. اعجبه كذلك بناء الشقة الحديث وترتيبها واثاثها الذي اشتريته كله بجهدي وتعبي.. جلس مصعب على الأريكة في الصالة وهو يسحب انفاسه ليرتاح..




مصعب/ ده انت ذوقك يجنن.. عفارم عليكي يا رحاب.. دنتي طلعتي قدها وقدود.. وقدرتي تعملي لنفسك حاجة تشرف و تخليك مش محتاجة لحد..



ناولت مصعب ملابساً نظيفه وقلت

رحاب/ **** يخليك ليا يا مصعب.. بص .. انت النهارده تعبان قوي.. روح انت كده خودلك حمام و تغسل عن جتتك اي حاجة لازقة فيها من السجن! والبس الهدوم دي.. انا غسلتهم وحضرتهم عشانك.. وانا حعملك لقمة تسد بيها جوعك وترم عضمك .. عشان انا شايفه انك خاسس قوي .. يعيني عليك

( بقلم الباحــــث )

مصعب/ انا .. مش عارف اقولك ايه.. انت اعظم اخت في الدنيا يا رحاب..

رحاب/ ماتبطل يا واد كل شويا تقعد تشكر فيا.. يابني انته اخويا شقيقي.. من لحمي ودمي.. ده اقل مايمكن اعملهولك..

يالااا بقى خش الحمام .. يالاااا..




ذهب مصعب للحمام .. غيرتُ ملابسي بسرعة وتوجهت للمطبخ اعد الطعام من اجله ..

خرج مصعب من الحمام ورائحة زكية تنبعث منه وهو يغطي شعر رأسه بمنشفة ويلف بشكيرا حول جسمه. . كان يبدو وسيما جدا بعد ان حلق لحيته فعاد وجهه نظرا و مشعاً.. اطلتُ النظر فيه دون أن اشعر .. وأنا واقفة امام الموقد.. الموضوع في المطبخ .. والمطبخ والصالة كلها عبارة عن غرفة واحدة تقابل الحمام!




مصعب/ انا فيهَ حاجة؟؟

رحاب/ ها.. ايه..؟

مصعب/ أنا فيا حاجة.. ؟

رحاب محرجة/ ها.. لا مافيش .. مافيش اي حاجة..

مصعب/ افتكرت ان في حاجة كده ولا كده لازقة عليا.. عشان شوفتك باصالي وانت مركزة ..!

رحاب/ لا يحبيبي.. مافيش.. اطمن.. كله تمام.. يالا تعالا بسرعة عشان ناكلنا لقمة مع بعض .. انت مش جعان؟؟

مصعب/ دنا حموت من الجوع وانا شامم ريحة طبيخك الي تهوس .. يا سلام عليكي وعلى الأكل الي بتعمليهولي يا رحاب...






طبخت لمصعب اكلة شعبية يحبها.. وتناولنا العشاء ونحن نبادل احاديث متنوعة كثيرة.. واسترجعنا ذكرياتنا معا رغم قلتها واستذكرنا الوطن الحبيب.. وتمنيت العودة له.. فقط لو تتحسن الظروف قليلا.. متناسين ان كل ذلك وقت.. ندفعه من أعمارنا كثمن.

سرقنا الوقت معا.. حتى لاحظت نعاس مصعب الواضح .. فقلت له




رحاب/ انا شايفة خلاص.. كفاية كلام وذكريات.. والأحسن انك تخش ترتاح تنام.. !

مصعب/ اخش أنام ؟ ليه.. هو انا حنام فين؟؟

رحاب/ فين يعني.. في أوضتي طبعا!!!!!!!

مصعب/ اييييه... انت بتقولي ايه ؟




( بقلم الباحــــث )



اعتذر مرة أخرى للتأخير بسبب المرض.. ضغطت نفسي كثيرا لأجلكم.. وقتا ممتعا اتمناه لكم وسامحوني مرة اخرى..

الجزء الرابع

( بقلم الباحــــث )








مصعب

اول شخص رأيته عند خروجي من السجن كان رحاب ..وما أن رأتني هي.. جريت علي تحضني..


كنت أمشي باتجاهها وهي تبدو في هيئة جميلة جدا.. حضنتني وحضنتها بقوة.. حضنها الحنون و قوته.. تجاهل أي أحراج ممكن.. فبادلتها نفس الحضن وشعرها الأسود يغطي وجهي وانفي .. واشم عطره الزكي..

لم تأت في بالي اية افكار.. منحرفة.. رغم وضعنا الغريب الآن متحدين ملتصقين بحضن قوي.. تفصل جسدينا ملابسنا فقط .. فــفرحتي بالحرية كانت اكبر بكثير لدرجة أغفلت النظر عن كثير من الأشياء التي كانت تبدو تافهة في تلك اللحظة.

بقيت رحاب تحتضني وبعد عبارات الترحاب الحارة منها قادتني من يدي معها.. لا اذكر ان رحاب كانت متعلقة بي بهذا الشكل في الماضي.. عندما كنا في الوطن! ربما هي الغربة من قوّت اواصر ارتباطنا ببعضنا ( كأخوة) بشكل أكبر ..

حتى وصلتُ شقتها الصغيرة الجديدة .. كنت اجيب اسألتها ولكن فكري احيانا يأخذني سارحا عنها .. فيها!

لا أدري كيف واتتني تلك الأفكار ومنذ متى!! طوال شهور خمسة لم يكن سوى رحاب في بالي وهي كانت ونيسي في سجني..


اعتصرت ذاكرتي في السجن.. فالوقت يمر فيه ببطيء جنوني يُذهب عقل الأنسان ويجعله يشك في كل قوانين الفيزياء المتعلقة بالزمن.. التي تقول ان الوقت نسبي!!! بل أن الوقت في السجن جامد.. متوقف.. لا يتحرك.. كأنه سلسلة جبال صامدة منذ نشأة الخليقة لا تزحزح من مكانها!

تذكرت مقطتفات قصيرة وسريعه من ذاكرتي بيني وبين رحاب.. ايام كنا صغارا .. لا زلت لا ارى فيها شيء مميز.. سوى ان أختي فتاة جميلة.. وشخصيتها قوية وعنيدة .. وتستحق شخصا أفضل من عماد بالتأكيد..

( بقلم الباحــــث )




اخذتني الافكار حتى وصلنا شقة رحاب ودخلنا فيها .. ثم طلبت مني ان اغسل هموم السجن الثقيلة عن جلدي فأخذتُ حماما منعشا طويلا .. وحلقت لحيتي.. وطوال الوقت.. كنت اتجنب اي فكرة جنونية تواتيني من بين السطور .. تتعلق بجمال وجاذبية رحاب



خمسة اشهر قضيتها خلف اسوار السجن.. دون ان ألمس فتاة.. ومن قبلها .. لا اتذكر اني لامست سابينا كثيرا.. حتى انها في الشهر الاخير من علاقتنا.. كانت تتحجج وتضع العراقيل في طريقي لكي تمنعني من ملامستها..

و رغم ان الهم والغم في السجن كبير ..فأنك تبقى انسان.. يجوع ويعطش ويقضي حاجة .. وتظل تذكره غرائزه.. بأنها لا تزال موجودة فتذكرني بأني لا زلت كائنٌ حي..

خمسة اشهر اريدها للنسيان.. لكن هيهات.. تلك التجارب تعمل كندب لا تمحى من على وجهك.. لم اعقد اي صداقة في داخل السجن.. كل ما اردته ان امضي بوقتي بسلام.. دون مشاكل..

ومع هذا فرض نفسه علي شخص يتكلم العربية.. أسمه ( زويني) وحين تأكدت من حسن نواياه .. صرت احادثه و اسامره .. دون ان اكشف كل تفاصيل حياتي امامه.. كصديق طريق.. يرافقك طوال رحلة في قطار.. وينتهي كل شيء بنزولك في محطتك قبله.. او حتى بعده.

زويني هذا.. سيمضي بضعة أشهر أخرى في السجن.. لتهمة سرقة! لا ادري ان كنت سأراه ثانيةً.. الخروج من السجن هو ولادة جديدة.. تحاول ان تنسى بعدها كل ذكرى متعلقة بتجربتك المريرة تلك.

( بقلم الباحــــث )






اكملت حمامي على مهل.. وبعد أن خرجت منه مرتديا بشكيرا الف رأسي بمنشفة.. استغربت لمنظر رحاب وهي تركز في نظرها نحوي.. لوهلة ظننت انها رأت شيئاً عالقا في وجهي! لكنها نفت ذلك.. سرقتني رائحة الطعام اللذيذ فورا من افكاري.. اعدت لي اختي من أجلي اكلة لذيذة قد اشتقت لها بقدر اشتياقي للوطن

وانا جالس على السفرة اشارك رحاب الطعام.. كنت اسرق احيانا نظرات سريعة لها دون ان تشعر بي..

لم تتغير رحاب كثيرا.. بل قد فقدت بضعة ارطال من وزنها فبدت اصغر من عمرها.. ارشق واجمل.. مع بشرتها العربية الجميلة التي يستطيع المرء ان يميزها بسرعة..

تسامرنا وتحدثنا.. ولم نغفل ذكر شيء يتعلق بالأهل .. كنت أشعر بالتعب الشديد والنوم يثقل اجفاني.. لكن رحاب فاجأتني بطلبها مني الدخول للنوم في غرفتها!!!




مصعب/ انت بتقولي أيه؟ لاء طبعا.. انا حنام ع الكنبة هنا .. وانت في اوضتك

رحاب/ نعم!!! ده لا يمكن ..يحبيبي انت تعبان ومحتاج تريح جتتك.. والكنبة قصيرة وصغيرة مش حتريحك خالص يا مصعب.. اسمع كلامي بس

مصعب/ طب.. وانت؟ هتنامي فين.. ع الكنبة؟

رحاب/ .. اه.. و ماله؟

مصعب/ مش انت لسه قايلالي انها قصيرة ومش مريحة؟ اكيد مش هترتاحي عليها!! لا . . لا يا رحاب.. انا انام ع الكنبة..

رحاب/ بص.. انا اتفق معاك اتفاق.. انا انام ليلة ع الكنبة وانت الليلة التانية.. اظن كده عَدل ومافيهوش ظلم خالص . ها.. اتفقنا!

مصعب/ها.. ماشي.. مش هنختلف طبعا.. يبقى الدور عليا وانا الي هنام الليلة ع الكنبة.. !

( بقلم الباحــــث )






فجأة ..قامت رحاب من سفرة الطعام وهرولت باتجاه الاريكة وافترشتها مستلقية بجسمها عليها.. وقالت وهي تضحك

رحاب/ هههه.. ده بُعدك طبعا.. انا الأول .. مش هسيب مكاني منها خالص.. يالااااا بقى.. خش انت نام هناك..في أوضتي




تركت السُفرة انا ايضا .. وتقدمت ببطيء تجاهها.. وتصرفت بمزاح معها فورا

مصعب/ انت اخذتيني ع خوانه ع فكره.. طب انا هوريكي..




اقتربت من رحاب امسكتها من تحت ظهرها بكلتا يدي.. اريد رفعها من مكانها لأجبرها على النهوض منه..

كان جسمها طريا تغوص اصابعي بسهولة فيه.. كأنه مصنوع من الجلي.. حاولت ان لا اكون عنيفا جدا.. فكنت اسحبها نحوي وهي تتمسك بالأريكة بقوة و تعاندني مقاومةً وتضحك بنفس الوقت

رحاب/ هههه.. طب واللهي مانا قايمة.. ها ..

مصعب/ بقولك لا.. لازم انتي الي تنامي هناك..

( بقلم الباحــــث )




صرت اسحبها وانا محني فوقها وقدمي لا يزالان على الارض.. ولكن رحاب تقاومني ..

شعرت بشيء خفيف يدب في قضيبي.. لا اراديا.. لم ألمس جسد أنثى منذ مدة.. مايزيد من توتر قضيبي هو ضحكاتها المتتالية المرافقة لمقاومتها القوية لدرجة.. بسبب ردة فعلي لجذبها اختل توازني.. فسقطتُ دون أرادتي فوقها..

صار وجهي مدفون في صدرها الطري تماما بين شقي كرتيها الطريتين الناعمتين .. رائحته العطرة الجميلة تثير الحجر لا تثير قضيبي فقط! ملمسه الطري وهو يعمل كممتص للصدمات لرأسي المدفون فيه.. اخذني لخيال بعيد في عالم آخر..

قاطعت رحاب خيالي وهي تخاطبني محرجة تنظر لي والحمرة تلون وجهها الخجول

رحاب/ .. انت كويس !انا آسفة.. ماقصدش!

ابتعدت عنها احاول الوقوف لم استطع .. فأظطررت للجلوس بصعوبة على حافة الأريكة .. أكاد أنزلق منها .. ملاصق لجسمها


أمسكت بيد رحاب الناعمة الملساء الطرية كي اثبت نفسي.. كان موقفا محرجا جدا.. لكلينا ..غير متوقع.. ولا مخطط له



مصعب/ .. اه.. انا .. انا الي آسف.. مكانش قصدي بردو..



سادت لحظات صامته فيما بيننا ونحن نطالع وجهينا معاً ولكن رحاب .. لتتفادى مزيداً من الأحراج قطعت الصمت وتكلمت



رحاب/ احممم... طب.. مش حتخش تنام و تريح نفسك؟





كأنها تقصد أن أريح نفسي من هذا التوتر والرغبة المتقدة دون تخطيط و التي تريد ان تحرق الأخضر واليابس .. إن بقيت دقيقة أخرى بهذا الوضع!



مصعب/ .. اه.. عندك حق في كده.. انا هعديهالك الليلة بس.. اتفقنا؟



ردتْ علي رحاب بأبتسامة جميلة انارت وجهها الجميل المشرق وشعرها الذي تاهت خطوطه فوق وجنتيها وجبينها فبدت أكثر أغراءً

رحاب/ اه طبعا.. اتفقنا يحبيبي..




( بقلم الباحــــث )

بعد عبارتها الأخيرة.. لم أجد سببا لأطالة بقائي بهذا الوضع.. نهضت بصعوبة عنها.. وانا احاول ان اداري ما يوتر مَن شد نفسه منتصبا بين فخذي.. آملا ان لا تلاحظه رحاب..

لفيت ظهري عنها وانا اتمشى نحو غرفتها.. فشعرتُ برحاب تنهض خلفي.. ترافقني..




رحاب/ على فكرة انا لازم اجي معاك.. يمكن تكون محتاج حاجة.. وبالمرة آخذ هدومي الي هروح بيها للشغل بكره!



لم امنعها طبعا.. فلا زلت لم ار غرفتها ولا كيف تكون.. ورغم احراجي و مداراتي لانتصابي.. مشيت امامها مبتسما محاولاً أن أبدو طبيعياً !.. ودخلنا غرفة نومها..

غرفتها كانت صغيرة بسرير متوسط الحجم قد يسع لشخص ونصف ! مرتب و مغطى بملاية شتوية و مخدة وردية اللون تناسب الوان الفراش والملاية .. وخزانة خشبية انيقة بثلاثة ابواب.. ومرآة أُدمجت على الباب الوسطي.. تصميمها عصري حديث..


في الغرفة شباك صغير واحد بلا شرفة.. وكرسي خشبي في احدى اركانها.. وع اليسار من باب الدخول.. وضعت رحاب كومودينه.. تلك التي تُصنع خصيصا للنساء.. بمرآة دائرية قريبة لشكل قلب الحب و حولها انارة بيضاء مشعة غير مؤذية للعين .. وطوابير من مختلف ادوات الزينة.. زجاجات عطر وامشاط مختلفة و علب مكياج.. ومشابك شعر و اشياء صغيرة اخرى لا اعرفها.. لكن.. كل شيء كان موضوع بشكل منتظم..

( بقلم الباحــــث )


بالأضافة الى طابورية صغيرة للجلوس امام المرآة..

كلمتني رحاب بعد ان فتحتْ احدى خزاناتها واخذتْ طقم ملابس خاص بها.. وهي تدس بيدي مخدة صغيرة أخرى..




رحاب/ خود ديه.. عارفة انك ماتقدرش تنام إلا على مخدتين فوق بعض!

مصعب/ .. دانتي مش ناسية حاجة ..!

رحاب بابتسامة/ دنته اخوي يا مصعب .. اذا كنت انت ناسي.. فأنا لاء !




انحنت رحاب امامي على السرير لتضع لي المخدة الثانية و ترتبها على الفراش..

كان ثوبها منزليا عربيا عاديا من النوع الشائع الذي ترتديه معظم النسوة العرب لا يبرز شيئاً من مفاتنها .. مع هذا لم امنع نظري من افتراس شكل مؤخرتها المكورة البارزة..و لم اسرح بأفكاري اكثر من النظر ذاته..

ثم التفتْ ثانية لي.. وهي تبتسم..




رحاب/ اظن انك مش محتاج حاجة تانية مني؟ اقدر اروح واسيبك تنام..

مصعب/ .. لا .. شكرا.. شكرا يحبيبتي..

رحاب/ طب.. تصبح ع خير يا مصعب!

مصعب/ وانت من اهله..

( بقلم الباحــــث )




خرجت رحاب من الغرفة بقليل من الاستحياء وهي تسحب خصلة من شعرها بيدها لخلف اذنها.. ومعلقة طقم ثوبها على كتفها الآخر وعيوني لا تزال تعاندني ملتصقة بأتجاه مؤخرتها..ثم خرجت واغلقتْ الباب خلفها..



قبل ان استلقي على السرير.. تجولت قليلا بدافع الفضول في غرفتها.. وجدت لها صورة واحدة على الكومودة الخاصة بها تجمعها بأبنيها سيف وعمرو.. يشبهانها قليلا.. لم ارهما إلا عندما كانا صغيرين جدا في الوطن قبل هجرتهما.. أي خال اكونه أنا؟ اجهل حتى شكل ابناء اختي!

استلقيت على الفراش المريح.. وغزتني العطور الخلابة الملتصقة بفراش رحاب.. كأني استنشقها استنشاقا لجمالها.. لا أشبع منها

شاكست قليلا.. فوضعت مخدتها فوق تلك التي اعطتنياها قبل قليل لكي اظل مستمتعا بعطرها الجميل الملتصق بقوة على مخدتها الوردية و الذي نجح بالتأكيد.. بمداعبة رأس قضيبي.. وزاد من توتره..

صرت افكر بكل تلك اللحظات الجميلة التي عشتها اليوم.. معها.. منذ ان رأيتها صباحاً حتى قبل قليل.. محاولاً النوم بسرعة!










رحاب

سعيدة جدا بعودة مصعب.. شيء في داخلي يجعلني اكثر تعلقا به من قبل.. والغربة صارت هي العذر والعنوان لمشاعري المختلطة..

( بقلم الباحــــث )

لمسات مصعب غير المقصودة لي منذ ان رأيته اليوم.. تبعث في جسمي تياراً كهربائياً واطيء القدرة.. لكنه كاف لأنارة لمبة مشاعري الأنثوية المتوقفة منذ مدة طويلة..

نعم.. هو أخي.. فكرة جنونية صرت اتجنبها بيأس.. حُرمت من الشعور بنفسي كأنثى منذ ان هجرني عماد في الفراش.. ثم طلقني بعد أشهر.. نسيت ان اعد الوقت.. لكني واثقة انه اكثر من عام ونصف ..

أهملت نفسي عاطفيا ونسيت اني أمرأة في آخر المطاف.. وليس أُما و أختا بنفس الوقت..


الغريزة العمياء تشق طريقها احيانا دون مرشد او رفيق يوجهها بالاتجاه الصحيح.. فتأخذني معها لواحة في صحراء قاحلة عانيت فيها الحر والعطش والأهمال والضياع.. أكان ماءً ما رأيته في الواحة أم سراب!

لن اكتشف ذلك حتى اصل حقا لتلك الواحة استكشفها بنفسي..!

اخذتُ طقم الملابس وعلقته في الحمام.. لكي ارتديه غدا للعمل

استلقيت على الأريكة غير المريحة .. وضعت على جسدي غطاء وحاولت النوم.. لن أتذمر من تلك الأريكة.. ما مر به أخي مصعب كاف لأن يصور لي هذه الأريكة.. كسرير مزدوج من ريش النعام.. سأخدعه غدا أيضا.. لن ادعه ينام هنا ابدا!

لا اعرف كيف سرحتْ بي الافكار بعيدا.. شيء ما يحصل رغما عني.. حين اتذكر لمسات مصعب وهو يحضنني.. عطره الرجالي البسيط كان كافيا لأنعاش ذاكرتي الأنثوية.. خشونة لحيته عندما احتضنته اليوم فور خروجه من السجن.. حضنه الدافيء في شتاء اوربا القاسي.. جعلني اشتاق له.. واتمناه ان يحضنني مجددا..

( بقلم الباحــــث )

لأول مرة.. أشعر برطوبة تحت!! رغما عني.. شيء يسيل مني يبلل كلسوني لا أراديا.. مالذي يحدث معي بحق .. ؟










مصعب

قبل لحظات .. كدت انام على سفرة الطعام .. لكن النوم هجرني الآن بعد دخولي غرفتها.. انتصابي يؤذيني.. والافكار ترفض تركي بسلام.. مددت يدي لا اراديا لقضيبي.. بعد أن تأكدت من وجود محارم بقربي.. لا اريد أن الوث فراش اختي! او اترك اثارا مني عليه!

هل حقا سأفركه؟ لأريحه؟ لكن لما شهوتي تعرض صورة رحاب في مخيلتي لدرجة تبدو هي امامي؟


اريد طرد الفكرة بقوة.. ولكنها تعود .. وبعودتها يعود قضيبي للحياة مجددا.. اتمنى ان يكون الأمر متعلق بصورة عامة بالحرمان من النساء فقط.. لا بأختي لكونها الأنثى الوحيدة التي اراها امامي..

خيالي المتقد بقيادة غريزتي .. يصارع عقلي .. كمباراة لكرة المنضدة لا تستقر على نتيجة.. فالكرة .. لحظة بدون رحاب ولحظة مع رحاب.. من سيفوز في النهاية؟

( بقلم الباحــــث )

نهضت من السرير اتمشى في مساحة الغرفة الصغيرة.. احاول طرد الافكار الشيطانية.. لكنها اخذتني نحو خزانتها الخشبية ..


فتحت ابوابها بهدوء لكي لا تصدر صرير خشب عال.. وانا اتفحصها بنظري.. وفي تلك اللحظة.. توقف عقلي عن التفكير وسلم دفة القيادة الى قبطان الغرائز.. وقعت عيني على خزانتها التي خصصتها لملابسها الداخلية..

اول شيء جذبني هي العطور النسائية الجميلة التي ملأت خزانتها بأثير ثيابها وغزت انفي وقضيبي.. وثم منظر الالبسة المختلفة الالوان والاحجام والانواع..

وملابس نومها ! بعضها عادي جدا .. لا غرابة في شكله.. كلاسيكي.. وبعضها شبه شفاف واخر رفيع مثير.. ربما كانت ترتديه لعماد لكنها لا تزال تحتفظ به..

حسدت عماد على أختي! التي لا يستحقها.. رحاب تستحق رجلا افضل منه بالتأكيد.. من يا ترى يكون هذا الرجل الذي يقدر رحاب حق تقديرها ويستحقها؟؟

دون شعور امتدت يدي نحو احد كلسوناتها التي كانت الأكثر جاذية بين الجميع.. اسود اللون مشبك ورفيع.. تخيلت كس رحاب خلفه.. وتساؤلت الفةمرة كيف يا ترى يطون شكله ؟

وصلت للحظة انضويت فيها تماما تحت قيادة غريزتي.. لم يعد للعقل اي سيطرة.. ولا حتى للضمير من وجود..

شممت عطره.. كان مغسولا نظيفا جدا.. لكن الغريزة من تخيل لي وتقنعني بانه لايزال هناك رائحة من جسد رحاب ملتصقة بها.. فاستنشقت عطرها بعمق وتوتر قضيبي يزيد من آلامه.. ينتظر امرا بالأفراج.. بعد ان نال صاحبه الحرية..من قبله

متى سأحرره من توتره؟ صرت اتصرف كمراهق في بداياته.. بين رفض وقبول وانكار واقرار.. كانت الغلبة للغريزة امام العقل.. فهي من لا تزال تحافظ على وجود البشرية!!

( بقلم الباحــــث )

عدت للفراش استلقي مستسلما لعطر رحاب في مخدتها وامسك بكلسونها الاسود بيد .. وقضيبي بيد أخرى ادعكه.. احاول تخليصه من محنته.. بخيال اختي..

كلما اقتربت من الذروة.. شيء ما يطفأ اتقادي ليعيدني الى صوابي بأن ما افعله ليس صحيحا ابدا..

تعبت من لعبة القط والفأر تلك.. استسلمت.. لن اواصل.. اعدت الكلسون لمكانه .. واقفلت الخزانة وحاولت النوم مجددا..!




ساعتان و نصف .. مرت.. ولا زلت مستيقظا.. فكرت مع نفسي ان رحاب قد غطت في نوم عميق الآن..

فخرجت للحمام.. مثل بقية البشر.. لاتزال رحاب تكره النوم في الظلام الدامس .. وانارت ضوءا خافتا في الصالة..

بعد ان قضيت حاجتي .. خرجت فألقيت نظرة مجددا على رحاب

لم تتغير.. لاتزال تسقط الغطاء عنها كعادتها.. في تلك الاجواء الباردة.. حتى وان كان نظام التدفئة نشطا في الليل.. لكنه لن يغنيك عن غطاء تلتحفه اثناء نومك..

اقتربت منها .. كانت قد نامت بعمق.. وأنسحب ثوبها عن ساقيها العاجيتين.. الرائعتين.. لثاني مرة اراها بهذا الشكل.. كان فخذيها مكشوفين .. وزواية نومها تكشف جزءبد بسيطا من خلفيتها دون ان المح كلسونها !

( بقلم الباحــــث )

فتحة ثوبها.. عند صدرها مكنتني من رؤية نهديها.. احدهما يرمي بنفسه فوق آخر في منظر لذيذ لا يقاوم.. لا ادري ان كانت ترتدي ستيانا.. لا اظنها تفعل.. حرية ثديها تؤيد ظنوني..

جلست على ركبتي اطالع جسمها ووجها.. مسيطرا على نفسي من اي طيش او فعل قد يدمر كل شيء في لحظة.. تلك الرغبات.. لو نمت في داخلك.. عليك ان تسقيها بروية.. لا تفرط .. فتموت غرقا!! او تقصر فتموت عطشاً!

نظرت الى جمال وجهها النائم.. واستخسرته مرة اخرى في عماد.. كنت اود ان اضربه علقة.. على اهداره تلك الجوهرة الثمينة.. ليس لأنها أختي فحسب.. بل لأن رحاب أمرأة متميزة بكل شيء

مددت يدي اداعب شعرها الذي غطى جزء من وجهها.. لاتأمل جمالها.. عيونها المغمضة الواسعة واهدابها الطبيعية الطويلة السوداء.. وجنتيها الطرية النظرة الصافية .. انفها الرائع الجمال.. شفتيها الممتلئتين.. الشهيتين.. كل شيء فيها مغر..

تعبت.. تعبت حقا.. من هذا المنظر الجميل..

اعدتُ الغطاء الذي سقط عنها على الأرض.. ووضعته فوقها مثل كل مرة تصرفت فيها بشهامة..

بعد دقائق.. تحركتْ رحاب.. خفتُ ان تفتح عينيها..نهضتُ بهدوء.. عدتُ الى غرفتها.. استلقيت على سريرها.. وثبتُّ نظري في سقف الغرفة.. وحاولت النوم......








رحاب

نهضت في الصباح.. متعبة .. عظامي تؤلمني .. فعلا النوم على الأريكة تلك غير مريح بالمرة.. اظن مصعب لايزال نائماً.. اعددت له الفطور حتى يجده جاهزا حين يستيقظ.. وشربت قهوة وارتديت ثيابي التي وضعتها في الحمام.. ولم أنس ان أضع نسخة من مفتاح الشقة على ورقة مكتوبة ووضعتها على الطاولة وسط الصالة.. كما فعلها لأجلي عندما كنت ضيفة عنده

( بقلم الباحــــث )

خرجت الى العمل.. مشيا على ألاقدام فالمكان ليس ببعيد.. وانا امسك بمظلتي خوفا من نزول مطر غير متوقع..

بعد عملي لأشهر في بقالة رضا .. عرف مني بالتدريج ان اخي محبوس.. اقنعته ان مصعب حُبس ظلما.. وكان علي الوقوف معه.. وصدقني رضا.. !

وصلت البقالة لأمارس عملي فيها كأي يوم عادي آخر.. لكن رضا لم ينس أن يفتتح يومي بطرح سؤال علي ..




رضا/ صباح الخير.. طمنيني.. ازايك! وازاي الاستاذ اخوكي؟ كله تمام؟ خرج بالسلامة ؟

رحاب/ ها.. آه.. كله تمام.. خرج الحمدللله .. متشكرة بجد عشان ادتني اجازة امبارح..

رضا/ لا وعلى ايه.. ده واجبي .. انت ليك معزة كبيرة عندي يا رحاب!

رحاب/ شكرا ليك يا رضا

رضا/ نسيت اقلك.. امبارح عدى عليا استاذ صابر..

رحاب/ وبسلامته كان عايز ايه بقى انشاء ****؟

رضا/ هو كان عايز يشوفك و طلب نمرتك.. عشان فيه حاجة ضرورية هو عايز يكلمك عشانها.. إلّا بالحق يا رحاب.. هو انت لسه مديتهوش نمرتك؟؟

رحاب/ اه.. لسه! واظن انك اديتلهُ نمرتي بقى ؟

رضا/ ها.. ولا مؤاخذة.. آه.. عشان هو قاللي انه في حاجة مهمة قوي..

رحاب بأنزعاج/ طب يا سيدي.. شكرا !!!




( بقلم الباحــــث )



انزعجت من تصرف رضا.. سكوتي كان فقط للحفاظ على مصدر رزقي.. وكذلك الفضول لأعرف مافي جعبة صابر..



أمضيت يومي كالمعتاد.. لا جديد.. حياة روتينية.. وفي الساعة العاشرة.. حاولت الأتصال بأبنائي وهم في المدرسة.. لم يردا علي .. وبعد ان اتصلت بأدارة المدرسة .. اثلجت المديرة قلبي ونادت عليهما لأتواصل معهما من هاتف المدرسة.. فهمت منهما أن آنيتا.. قيدت وصولهما لهواتفهما الذكية وحددت وصولهما فقط في أوقات محددة! تبداء من بعد الظهر.. خوفا على سلامة نظرهما وصحتهم العقلية!!

اظنها لا تأبه لسلامتهما العقلية بقدر ما تريد حرماني منهما فأختارت وقتا يصعب علي فيه الاتصال بهما.. لأنهما لن يأخذا راحتهما معي في الكلام عندما يكونان في بيت عماد تحت مراقبة آنيتا.




في المساء.. انهيتُ العمل.. وعدت لشقتي الصغيرة.. وانا اتجرع هماً أضافيا يبعدني اكثر عن أبنائي.. كل يوم !



وفور دخولي للشقة .. فاجأني مصعب بأنه أعد العشاء!! استقبلني مازحاً .. مرحاً



مصعب/ انا ماعرفش أطبخ كويس.. بس انا عملت كل اللي اقدر عليه والباقي ع ****.. هههه

رحاب/ انا شامة ريحة شياط!!!




( بقلم الباحــــث )



ركض مصعب بسرعة للموقد خلفه.. وركضت معه.. اطفأنا الموقد قبل ان تحصل كارثة .. والدخان يملاء الشقة فتعمل اجهزة انذار الحريق! فتحت الشبابيك بسرعة لتغيير الهواء.. ومصعب لازال يحاول انقاذ الطبخة التي احترقت.. وانا أضحك.. وهو يضحك.. حتى تعبنا من الضحك..



مصعب يلهث/ .. طب ما طلبتلك بيتزا وريحت نفسي و ريحتك من الحوار ده كله ! ههه

رحاب تضحك/ لا.. وفرحان قوي..




ثم قلدت صوته مازحةً وانا اجلس ع الأريكة

رحاب/ انا عملت الي اقدر عليه والباقي ع ****... روح يا شيخ وقعت قلبي من الضحك...هههه




تقدم مصعب يضحك وجلس مجاورا لي على الأريكة وهو يضحك

مصعب/ اعمل ايه في حظي.. كنت عملت كل حاجة صح.. بس نسيت اوطي درجة الحرارة !! هههه




اثناء ذلك رن هاتفي.. من رقم غريب..



رحاب/ الو!!

صابر/ اهلا يا انسة رحاب.. انا صابر!!

مصعب بجواري ينصت لي وينظر بغرابة بعد ان رأى ردة فعلي واستغرابي للرقم المتصل

رحاب/ اه... اهلا .. اهلا يا استاذ صابر..

صابر/ انا آسف لو كان مش وقت مناسب.. واحرجتك.. بس عشان الموضوع المهم اللي تكلمنا فيه..

رحاب/ ايوا.. بسمعك..!

صابر/ انا لي صديق في الشؤون القانونية لمحكمة الأسرة.. وعرض علي انه يساعدني بخصوص حضانة أولادك.. ولاقى ثغرة كبيرة قوي .. يمكن هتفيدك وترجعلك ولادك لحضنك ..

( بقلم الباحــــث )




لم أصدق كلام صابر..

رحاب/ انت الي بتقوله ده جد.. ولا عشان.. عشان العرض الي قدمتهولي؟

صابر/ انا بتكلم جد.. بس زي ما قلتلك.. انا مقدرش اخاطر بمنصبي الي بنيته بعد السنين دي كلها. لازم.. لازم يعني يكون الموضوع يخصني بشكل مباشر عشان اتحرك عليه!

رحاب/ انا.. انا مش قادرة اصدق من الفرحة.. انت.. انت رجعتلي الأمل برجوع ولادي ليه.. بس انا مقدرش اتكلم بموضوع زي ده ع التلفون.. انا افضل اننا نتقابل .. ونتكلم !

صابر/ زي ما تحبي.. مستنيكي في نفس المكان والوقت.. السبت الجاي.. تمام ؟

رحاب/ تمام.. سلام.




لم اصدق ما سمعت.. كأن صابر اعاد لي الروح من جديد وهو يزف لي خبرا مفرحا يعطيني الأمل الكبير بعودة أبنائي.. حتى ان اخي مصعب لاحظ ذلك..



مصعب/ متحكيلي وفرحيني معاكي.. فهميني ايه الحوار؟



اخذت نفسا عميقا وانا امسح دموعا قليلة هربت من عيوني للفرحة ثم قصصت لمصعب القصة بكل تفاصيلها..

تغير مصعب وتغيرت ملامح وجهه وهو يتوتر ويتعرق رغم البرد ويضم شفتيه وانا اخبره بتفاصيل قصتي والاتفاق المبرم مع صابر.. كأنه كان يجلس على جمر ينتظرني لأنهي كلامي.. فنطق على الفور..

مصعب/ ايه الكلام ده.. هو انت هترمي نفسك الرمية ده كده بسهولة.. هو اي حد يقولك اي حاجة تصدقيه ع طول؟ ما يمكن يطلع كذاب.. يمكن يخدعك.. يمكن عايز يتجوزك بأي طريقة وعشان توافقي بيضرب وترك الحساس بخصوص ولادك..! .. انت حتضمنيه منين ؟ مفيش اي حاجة تجبره انه يلتزم بكلامه بعد ما يتجوزك؟؟

( بقلم الباحــــث )




رحاب/ طب انا اعمل ايه بس يا مصعب.. ؟ مفيش قدامي حل ثاني.. انا مقدرش ابعد اكثر من كده عن ولادي وانا شايفة آنيتا بتاخودهم مني كل يوم..



نزلت دموعي وانا ابكي.. من حرقتي والمي و ضياعي كأُم في هذه الغربة التي زادت من خساراتي وانكساراتي.. أُم مكسورة .. تتلاعب بي امواج الظروف كيفما تشاء..

شعرت بذراع مصعب فوق كتفي وهو يحضني متعاطفا بقوة .. ويداعب شعري! ومد يده يمسح دموعي من على وجنتي..




مصعب/ايوه يا رحاب.. انا معاكي.. عندك حق ودول ولادك.. انا خالهم بردو.. بس الي تعمليه ده مش هو الحل.. ولا الصح..

رحاب/ ليه مش صح؟؟ ازاي بس ؟

مصعب/ خلينا نفترض ان الراجل ده الي اسمه صابر أوفى بوعده ليكي.. تقدر تقوليلي ازاي تضمني ان ولادك هيعيشوا مرتاحين مع جوز امهم الجديد.. ؟ تضمني منين انه هيعاملهم كويس بعد الجواز؟ تضمني منين انه هيفضل يتعامل كويس معاك انت بذاتك؟ لا لا.. لا ده مش حل كويس يا رحاب.. صدقيني...

( بقلم الباحــــث )

رحاب/ عندك حل ثاني؟؟

مصعب/ .. دلوقت لاء بصراحة.. بس ممكن من فضلك ما تستعجليش قوي وتربطي نفسك بالراجل ده؟

رحاب/ .. معرفش يا مصعب.. معرفش اعمل ايه...

مصعب/ طب.. ممكن اطلب منك حاجة وحدة بس؟

رحاب/ .. ايه هي؟

مصعب/ أأقدر أقابل انا صابر بردو؟ يمكن لما اقابله.. اقدر اعرفه كويس واطمن من ناحيته.. واطمن عليكي معاه؟ .. ها.. قلتي ايه؟

رحاب/ ... .... ماشي.. بس خليني لما اقابله.. ابلغه انك حابب تقابله هو كمان؟ ولازم كمان يقنعك عشان توافق.. ما انت بردو اخويا و مسؤول عني هنا في البلد ديه..

مصعب/ طبعا .. اكيد .. اكيد انا مسؤل عنك هنا.. ويهمني مصلحتك قوي..!

رحاب/ طب.. يا حبيبي .. انا بجد فرحانه اني بقيت أهمك وبقيت تخاف عليا و ع مصلحتي..

مصعب/ هو انا ليا غيرك بردو يا رحاب..!




صمتنا قليلا ومصعب لايزال يضع يده ع كتفي وينظر لوجهي .. ثم عدنا لنبتسم.. واخرج مصعب هاتفه ليطلب لنا عشاء ديليفري..

لا ادري لماذا صار مصعب مهتما بي لهذه الدرجة.. كأني لمست في نبرة صوته شيء من الغيرة! ام الخوف علي؟

( بقلم الباحــــث )










مصعب



في بالي ( انا بقيت حنين قوي ومهتم قوي كده برحاب ليه؟ بحس انها تهمني قوي كده ليه؟ طب ما هي بتعمل كده عشان ولاده وده حقها.. انا بمنعها تعمل ده ليه؟ هو انا اقدر ارجعلها ولادها لحضنها؟ طب والراجل الي اسمه صابر.. ما انا حقي كمان اشك فيه.. مش يمكن بيضحك على أختي.. بكلمتين!

طب وانت مالك يا مصعب.. يجيبلها ولادها في حضنها ولا لاء.. مهو طالبها بالحلال و جاي من الباب.. عايز منه ايه اكثر من كده يا مصعب.. ما تسيب البنت تشوف طريقها.. !

انا مش عارف افكر ازاي.. انا الأحسن دلوقتي اني اتعشى معاها.. وبعد كده مش هخليها تنام ع الكنبة.. مايصحش.. انا متأكد انها ما نامتش امبارح كويس.. دنا يا دوب بالعافية اقدر اقعد مستريح عليها...)






دخلت رحاب للحمام تزيح عن نفسها آثار تعب اليوم.. ثم خرجت بمنظرها الجميل.. عطرها البهي الذي هب بأتجاه أنفي ليغازله.. ويحرك احاسيسي.. هناك شيء في داخلي صار حساساً جداً نحو رحاب

و بعد العشاء.. الذي لم يتأخر كثيرا ..جلست رحاب بابتسامة خفيفة امامي على السفرة تتناول الطعام معي ..


أكلت انا على عجل.. لأسبق رحاب للأريكة! .. فورا انهيت طعامي وقفزت راكضا نحو الأريكة اجلس ممدا بطول جسمي عليها..

مصعب/ ههه.. اظن انا الي سبقتك النهاردة.. عشان الدور علية ومش ممكن اخليك تسبقيني..!

رحاب/ لا.. لايمكن يا مصعب.. عشان خاطري.. انت لازم ترتاح في أوضتي.. بقالك شهور مش مرتاح في نومك ياحبيبي

مصعب/ ومين الي قالك اني نمت مرتاح امبارح لوحدي في أوضتك.. مش يمكن جسمي خلاص تعود ع سرير قاسي!




صمتت رحاب قليلا وهي تنظر لعيوني بنظرة مريبة .. ثم قالت

رحاب/ طب.. ما تيجي ننام سوا في أوضتي.. أيه رأيك ؟؟؟




( بقلم الباحــــث )



HD3JQWX.md.jpg
رحاب
رائعة جديدة من روائعك عزيزي فكرة غير مستهلكة دراما قوية متماسكة وصعود تدريجي نحو القمة ك عادتك
بالتوفيق دوماً
سلامات ألف لابأس ولا تتأخر علينا
 
  • أتفق
  • حبيته
التفاعلات: saadhussam و الباحـــث
رائعة جديدة من روائعك عزيزي فكرة غير مستهلكة دراما قوية متماسكة وصعود تدريجي نحو القمة ك عادتك
بالتوفيق دوماً
سلامات ألف لابأس ولا تتأخر علينا
شكرا شكرا شكرا من كل قلبي لكلامك الحلو والرائع .. ودعمك المستمر.. اتمنى ان اكون عند حسن ظنك وظن كل القراء..دائما
 
  • أتفق
التفاعلات: Aprilman
انا حاسس انك ماسك مقص بتفصل الشخصيات بطريقة سلسه وجميله وبتعمل نسيج من الخيوط عشان يطلع معاك قماش فاخر يليق يزى عرس لهذه القصه التى ستكون عروس اعمالك خالص تقديري
 
  • عجبني
  • حبيته
التفاعلات: saadhussam و الباحـــث
بجد بجد انت انسان هايل وفنان بمعني الكلمة وتستحق لقب فارس المنتدي الاول في كتابة القصص لعدة اسباب

اولا قصصك في منتهي الروعة والجمال

ثانيا لا تتاخر في نزول الاجزاء زي بعض الكتاب بالرغم من ان كل جزء اجمل من التاني

ثالثا ودة الاهم انك بالرغم من تعبك وانت بتحاول تكتب عشان الناس اللي بتحبك وبتحب قصصك

اتمنالك كل توفيق والصحة في حياتك

وربنا يشفيك
 
  • عجبني
التفاعلات: الباحـــث، saadhussam و E. Ashoo
الجزء الأول





عماد/ انا خلاص.. مش قادر أستحمل أكثر من كده..!

رحاب/ يعني أيه؟ انت بتقصد أيه؟

عماد/ احنا لازم نسيب بعض.. لازم نطلق يا رحاب.. انتي طالق .. طالق يا رحــــاب ......











رحاب




قبل عام ونصف تقريباً اقنعني زوجي عماد ان نهاجر لبلجيكا.. بعد حصوله على فرصة عمل ذهبية.. هناك

تركت كل شيء خلفي وسافرت معه .. على أمل الحصول على حياة جديدة اكثر راحة وسعادة واستقرار..هناك


عماد زوجي في ال40 من عمره ويعمل في مجال هندسة تقنيات الطاقة.. واولادي التوأم سيف وعمرو في العاشرة من العمر.. اما انا دخلت للتو الخامسة والثلاثين..

لازلت امرأة جميلة وان تأنقت قليلا ووضعت بعض المكياج.. اثير انتباه الكثيرين.. رغم اني لست رشيقة.. لدي بعض الوزن الزائد.. المعقول يعني

( بقلم الباحــــث )






أعرفكم بنفسي .. انا رحاب.. 35 عاماً.. بيضاء البشرة وطويلة بعض الشيء ومليانة شوية



انهيت جامعتي و تخرجت ولم ابحث عن اي وظيفة بعد زواجي من عماد وولادتي لأبنائي التوأم .. فلقد تفرغت تماما لرعايتهم جميعا..

امي وابي لا يزالان يعيشان في الوطن.. انا بنتهم الوحيدة.. لكن لدي شقيقين ذكرين آخرين هما اصغر مني.. مصعب و مؤيد..


مصعب هاجر الى بلجيكا ايضا منذ خمسة سنوات.. يطارد احلامه بعيدا عن وطن مجهول المصير.. اما مؤيد فلايزال يعيش مع وامي وابي ليكمل مشوار تعليمه..

كنت اظن بمجرد وصولي مع عائلتي لبلجيكا سوف استقر فيها واعيش حياة وردية هادئة و مستقرة لم اكن احلم بها.. لكن.. ماحدث كان العكس تماما..




بعد اشهر قليلة من وصولنا الى بلجيكا ..واستقرارنا في بيت يقع في شمالها .. تغير عماد كثيرا.. تغيرت تصرفاته.. تغير في ملابسه.. في تعامله في كلامه.. في كل شيء . . حتى لم يعد يحضني او يقبلني او يسمعني كلمة حلوة.. بل انه صار حتى يهجرني في الفراش !

هذه هي تأثيرات اوروبا على بعض الرجال .. ربما اغرته امرأة شقراء.. في العمل.. ذات عيون زرقاء وبطن ملتصقة بظهرها.. فصار يراني كوحش بشع مقرف لدرجة تمنعه حتى من ان يعيش خيالاته الجنسية لتلك الشقراء معي !.. ورغم هذا كان عماد يحاول ان يزرع فيَ وفي أولادي القيم الأوروبية الجديدة.. وتعويدها عليها.. لكني كنت ارفضها بشدة.. لقد تعودت على سلوك وعادات شرقية لا يمكن لي التخلي عنها.. ليست هي قضية مبداء أكثر من كونها تعود .. او بالأصح عادات يصعب جداً تركها او تغييرها..




بعد عام ..من حياتنا في بلجيكا وصل عماد معي لآخره.. وصار ينتقدني امام جميع اصدقائنا ومعارفنا الجداد الذين تعرفنا عليهم هنا في الغربة.. وصار لا يستحمل لي كلمة.. صارت حياتي معه لا تطاق..

اخيرا... صارحني برغبته بالانفصال!! الطلاق!! هكذا بسهولة.. قالها.. ، ورغم ان القوانين في بلجيكا بصفي.. إلا ان العلاقات كان لها تأثير هناك أيضا.. استغل عماد علاقته بآنيتا.. التي أثرت بدورها على قرارات شرطة الولاية.. واستطاع زوجي او بالأحرى طليقي عماد الأحتفاظ بحضانة سيف و عمرو ..

( بقلم الباحــــث )

كنت سأجد نفسي بين ليلة وضحاها في الشارع.. لا ملاذ لي لولا دموع ابناءي الرافضين لمغادرتي والمتعلقين باسدال ثوبي .. فعطف علي عماد.. و سمح لي بالبقاء مؤقتاً في بيته حتى أتدبر أمري.. فأما أن أعود لوطني.. او أجد لنفسي حلا سريعا..

لم يكن أمامي سوا أخي مصعب.. الذي لم يكلف نفسه حتى بالسؤال عني او بزيارتي ولو لمرة طوال عام منذ تواجدي في بلجيكا مع عائلتي..

ترددت كثيراً.. بين ان اعود خائبة للوطن دون ابنائي.. الذين ربما سأحرم من رؤيتهم طوال حياتي.. وبين ان القي بظلالي الثقيلة على اخي الصغير مصعب.. ليتحمل اقامتي معه.. حتى اجد لنفسي مخرجا من الأزمة الحالية.. وأبقى قريبة من أولادي.. لعلي استردهم في يوم..!

مصعب الآن في الخامسة والعشرون.. ترك الوطن قبل خمسة سنوات.. حتى ان والدي غير راضيين عنه.. لقلة تواصله وشكواه المستمرة من الظروف وقلة الأموال التي يرسلها لهم ..


مصعب يسكن في ولاية اخرى.. لا اعرف ماهي ظروفه.. ليس لدي لا رقم هاتف ثابت له ولا اعرف عنوانه.. اتصلت بأمي في الوطن .. وقد اخفيت عنها سر أنفصالي عن عماد لكي لا تفزع.. وأقنعتها اني مشتاقة لأخي واريد زيارته.. فبعثت لي امي فرحة رقم هاتفه..

اتصلت بمصعب.. الذي لم يتعرف علي في البداية.. وعندما عرفني.. لم يرحب بي بشدة ..بل كان رده باردا نوعا ما..




مصعب/ توك افتكرتي ان ليكي أخ.. كنت فين السنين دي كلها.. ؟

رحاب/ ده بدل ما تقولي وحشتيني ياختي.. ؟ مانت الي كنت بعيد عن الكل يا مصعب.. وكمان متحبش تكلم حد..

( بقلم الباحــــث )






حاول مصعب ان يعود للحديث ويعرف بشكل مباشر سبب الاتصال

مصعب/ طب .. ياستي.. كثر خيرك انك فكرتي تكلميني! ها.. طمنيني عنك..

رحاب/ بصراحة.. انا.. انا وعماد سبنا بعض!

مصعب/ ايه؟ تطلقتوا يعني؟؟ مانتو كنتو كويسين هناك.. لازمتها ايه البهدلة والغربة وبعديها كمان تتطلقوا ؟.. ماكنتي فضلت قاعدة في بلدك معززة مكرمة.. ايه الي حدفك علينا في الغربه بس!

رحاب/ مش وقتوا الكلام الماسخ بتاعك يا مصعب.. انا اختك.. يبقى انا عرضك.. وشرفك... وواقعه في حماك.. لازمن تنجدني وتقف معايا... ارجوك يا مصعب!!!




بنبرة استغراب قال مصعب/ ايه.. فيه ايه.. هو طلقك ولا ضربك. . ولا ايه الحوار بالضبط فهميني؟



وبعد ان شرحتُ له كل القصة

رحاب/ ها.. ترضا لاختك انها تعيش مع حد غريب!

مصعب/ غريب ليه.. مايمكن يرجع في كلامه ويردك..

رحاب/ بقلك .. طلقني ومصاحب عليه وخذ عيالي كمان.. أروح فين انا دلوقتي بس ؟؟

مصعب/ بصي.. انا مش قصدي اكون نذل معاك.. بس انت شفت بعنيكي قد ايه العيشة صعبه هنا.. و.. و.. كمان انا مش عايش لوحدي..

رحاب/ نعم يا فالح؟؟ يطلع مين كمان الي انت عايش معاه ياخويا؟

مصعب/ .. امال كنتي فاكرة .. ازاي أنا قدرت اتحمل خمس سنين غربة عايش لوحدي؟؟ مالازم اعيش مع وحدة ست.. مانا بني ادم يا رحاب.. وعازب.. وكل الي هنا شباب زي حالاتي بيصاحبوا بنات.. بدل الملل والزهق والوحدة..

( بقلم الباحــــث )

رحاب/ طب يا كازانوفا.. أنا مش جاية احاسبك... انا وقعت في عرضك.. متخلنيش اجي لحد عندك وابوس اديك واترجاك ترحمني.. ارحم أُم بتتعذب لفراق ولادها الي حيضيعوا منها.. ارجوك يا مصعب..

مصعب/ ماشي.. ماشي.. امري لله.. انا حفضيلك الصالة تجي تعيشي فيها.. سامحيني ياختي.. عشان الشقة ديقة وصغيرة شويا يادوب شغلي وشغل سابينا بندفع منه الأجار والكهربا.. والباقي يادوب لقمة نسد بيها حنكنا..

رحاب/ انش** حتى لو في المطبخ.. مش مهم.. ** يخليك ليا يا مصعب ولا يحرمني منك..






هل يعقل ان الغربة وقسوتها تغير في الانسان شخصيته وقيمه ومبادئه لدرجة.. انه لا يشعر حتى بمعاناة اخيه او اخته؟

اعطاني مصعب العنوان.. واخبرني اني لابد ان اتيه في الصباح من يوم الأحد لكي اضمن جوده في الشقة.. فالأحد عطلة

اخبرت عماد بعد ان شكرته! اني سأخلصه من فرض نفسي عليه.. لا يعقل ان اظل معه تحت سقف واحد وانا بحكم المرأة الغريبة معه! وابلغته بموعد رحيلي.. الى الولاية التي يسكن فيها اخي جنوب بلجيكا.. وبصعوبة بالغة ودعت ابنائي بعد ان كذبت عليهم واخبرتهم اني مسافرة للعمل وسازورهم كل فترة .

( بقلم الباحــــث )
















مصعب......



اخيرا تذكرت ان لديها أخ.. سنوات من القطيعة .. لم تتصل بي فقط حين احتاجت لي؟؟ هكذا المغترب.. كالسمك.. مأكول مذموم.. يحبون نقودي التي اقطعها من لحمي وارسلها لهم كل شهر لأعينهم بها على الحياة وامنع نفسي عن اشياء كثيرة واحرمها منها.. لكي اوفر بعض المصاريف. لن يشعر بمعاناة المغترب.. إلا مغتربا مثله..







انا مصعب 25 عاماً طويل ونحيف ذو بشرة مائلة للسمرة كأي شاب عربي .. عادي. اعمل في شركة انتاج آثاث.. في قسم تغليف البضائع









الكل يظن أني انام على فراش من نقود واتمشى على حصير من ذهب.. لا احد يفهم ان العمل هنا يجبرك ان تعيش كآلة.. بدون مشاعر.. فلم تعد تميز بين الليل والنهار ولا حتى بين ايام الأسبوع..

( بقلم الباحــــث )




هاجرت بلدي منذ خمسة اعوام طمعا في مستقبل وعيش افضل. ولكن لكل شيء ثمن.. في الغربة فارفقت بلدي واهلي واصدقائي وحياتي في سبيل دراهم معدودة اعين بها نفسي و اؤمن بها مستقبلي وارسل على قدر استطاعتي بعضا من المال لأعين اهلي في الوطن.

تعرفت قبل عام ونصف الى سابينا.. بلجيكية فرنسية.. تتحدث الفرنسية وقليل من الفلامانية ( لغة هولندية يتكلم بها الجزء الشمالي من بلجيكا ) التي تعلمتها بصعوبة فصارت هي لغة التحاور بيننا.. لأني لا أجيد من الفرنسية سوى كلمة بونجور !

سابينا من اب بلجيكي وام فرنسية . و لا تجيد حرفا واحدا من العربية.. فتاة في الثانية والعشرون تعيش معي بعيدا عن اهلها.. زرع فيها ابيها كل خصال الغرب المنفتح.. نعيش كزوجين لكنا لسنا ازواج.. نتشارك كل شيء في الشقة من المصاريف والواجبات.. اتفقنا على ان لا نتزوج ولا ننجب.. نكون في علاقة شبه مفتوحة الى أجل غير مسمى.. حسب الظروف..

سابينا مثل كثير من بنات بلجيكا الاصليات.. شقراء ذات عيون زرقاء و جسم نحيف .. رشيقة زيادة عن اللزوم.. ميزة بنات اوربا ان كسهن اكثر جمالا وبياضاً.. ولكن للمرأة العربية طعمها الخاص الذي يفوز احيانا بالمقارنة.. حين يتعلق الأمر باللذة والمتعة.

في البداية واجهت صعوبة لأقناعها بمكوث اختي المتوقع قريباً في شقتي لظروفها القاهرة . اقتنعت اخيرا بعد ان كذبت عليها.. واخبرتها ان بقائها معنا سيكون لفترة مؤقته!!

لا ادري كيف سأتصرف مع رحاب.. لم ارها منذ سنوات.. حتى ان علاقتي بها حين كنا صغارا.. علاقة عادية جدا .. لا مميزة ولا سطحية..ولا شيء مميز فيها وبمجرد ان كبرت هي وانا كنت في الخامسة عشر تزوجتْ رحاب عماد.. وعاشت معه.. لم تزرنا الا في المناسبات.. حتى اني هاجرت ثم عرفت بعد ذلك انها التحقت مع زوجها لموكب الهجرة .. نحو بلجيكا

( بقلم الباحــــث )












رحــاب

اليوم هو الاحد.. سأسافر لمصعب .. ودعت ابنائي ببكاء حار ونزعهم ابيهم من حضني بالقوة بعد ان تشبثوا بي بأيديهم الصغيرة.. حاملة معي حقيبة واحدة..فقط




لم تكن محطة القطار بعيدة عن شقة عماد.. اخذت حقيبتي وركبت احدى وسائل النقل.. وتوجهت الى المحطة ومن هناك غادرت مدينتي وقلبي معلق بابنائي..

بعد حوالي ساعة.. بالقطار وثم ركوب عشرة دقائق بالباص وصلت وجهتي .. فبلجيكا دولة صغيرة.. يقطعها القطار من اقصى شمالها حتى اقصى جنوبها بساعة وبضع الساعة..


وصلت العنوان الذي ارسله لي مصعب.. لم اجد شقته بسهولة.. اتصلت به عدة مرات.. لكنه لم بجبني.. ربما لا يزال نائما..

اخيرا.. ها هو باب شقته.. سادق جرسه وكذلك الباب...






مصعب



مصعب/ يووووه... ايوا .. انا جاي اهو...

فتحتُ الباب.. واذا بها رحاب امامي! لم ارى رحاب منذ مدة طويلة.. بالكاد تعرفت عليها.. لا اعرف ماذا اصابني حين رأيتها.. لم اتوقع رحاب جميلة بهذا الشكل؟ امامي امرأة ثلاثينية قصيرة بعض الشيء .. مليانة ببطن صغيرة.. وبسبب اجواء اوربا الباردة كانت تضع على اكتافها جاكيت قطني سميك ليحميها من برد الشتاء.. فلم اتمكن اكثر من رؤية تفاصيل جسدها.. كما انها لا تزال ترتدي قبعة تشبه ال**** لتغطي شعرها.. وضعت مكياجا خفيفا يناسب بشرتها الفاتحة.. لكن رحاب ليست بيضاء كسابينا.. خطوط سوداء لخبطت مكياج وجهها.. كحلها سال لبكائها طوال رحلتها كما يبدو..

( بقلم الباحــــث )




مصعب/ رحاب..!! حمدلله ع سلامتك.. تفضلي.. تفضلي..



دخلت رحاب دون ان تفتح فمها بكلمة..تمسح وجهها بمنديل لتنظف به آثار الكحل الذي سال على وجهها و تسحب حقيبتها الثقيلة.. ساعدتها بحملها للداخل وما ان تخطت الصالة القت بنفسها متعبة على الاريكة .. تأخذ انفاسها..

اخيرا خلعت رحاب عن نفسها الجاكيت السميك.. فلمحت كرتيها الكبيرتين المستديرتين.. وقد حبستهما بصعوبة تحت اسوار ستيانها..

لم انظر بحياتي لأختي بهذا الشكل.. ربما لأبتعادها عني لسنوات طويلة.. كل هذا ولا تزال نظراتي لها استكشافية فضولية.. لم تصل بعد لمستوى الأشتهاء

رحاب/ اوف.. انا تعبت قوي.. امال فين الجماعة بتوعك.. مش سامعه ليهم حس يعني ؟؟

مصعب/ اصل حصل أمر طاريء.. سابينا سافرت من النجمة لعند امها.. بكرا حترجع.. بس انت عاملة ازاي.. و عماد طلقك ليه بس؟

رحاب/ هي اسمها سابينا ! اعمل ايه بقى صنف رجالة! مهو خلاص شاف الشقرة ام عيون زرقة وحليت في عينه.. ! ومبقاش طايق يبص في وشي

مصعب/ ايوا يروح مطلقك.. ما كان اتبسطله كام يوم معاها وخلاص..حبكت يعني انه لازم يخليها تعيش معاه ؟؟

رحاب/ نصيبي بقى يا مصعب حقول ايه بس!

مصعب/ بصي.. انت تريحي نفسك خالص.. خوديلك حمام دلوقتي وبعدها خشي اوضتي وغيري.. براحتك.. وانا حسخنلك الأكل تلاقيكي لسه على لحم بطنك.

رحاب بأستغراب/ ده الي يسمعك في التلفون.. مش هيسدق الي يشوفه منك دلوقتي!!!

مصعب بارتباك/ ها.. سامحيني يا رحاب على قلة ذوقي معاكي.. كنت طهقان و مزاجي ملخبط شوية.. معلش بقى.. انتي اختي مهمن كان.. مش معقول اسيبك في ظروفك ديه وانت لوحدك في الغربة

( بقلم الباحــــث )




باستغراب قليل اخذت رحاب نفسها للحمام بعد ان فتحت حقيبتها الكبيرة واخرجت منها كيس صغير آخر.. فيه غياراتها وملابسها.. لا اعرف ماذا جرالي حقا ابعد ان رأيت رحاب.. مستحيل ما افكر به.. لا لا.. انه مجرد فضول ووسواس سأبعده عن خيالي وتفكيري





رحاب في بالها

(هو ماله تغير كده بعد ماشافني؟ الي يسمعه في التلفون هيفتكر انه مش طايق حتى سيرتي ولا يبص في وشي.. ايه الي حصل و غيره كده فجأة!)








سخنتُ الطعام وانا بانتظار خروج رحاب من الحمام.. ولا ادري مالذي اعتراني للتو.. شعور غريب يجتاح نفسي لأول مرة وانا اتصارع معه..

لست محروما جنسيا .. فلدي صديقة اوروبية يحلم بها الكثير من الشباب وامارس الجنس معها بشكل نظامي! لكن كلمة نظامي.. قد تكون احدى اسباب فتور العلاقة! ربما؟

سابينا كعادتها من الفتيات البلجيكيات.. تعمل وتجهد كل يوم وتعود متعبة.. بالضبط مثلي انا.. ولهذا كان اتفاقنا بعد ان تطورت علاقتنا على ان تكون العلاقة نظامية مرتين في الاسبوع فقط.. غالبا في نهاية الاسبوع وهي المفضلة عندنا لأننا كنا نمارس فيها ثلاث مرات احيانا.. ومرة في يوم آخر كالثلاثاء.. لأن في اليوم التالي الذي هو الأربعاء يكون لدينا فيه عمل نصف يوم فقط ويبداء بعد الظهر.. هكذا هي قوانين بعض مؤسسات العمل التي يعمل فيها الاوروبيون

انهت رحاب حمامها وخرجت وهي ترتدي بشكيرا ابيض طويل بالكاد تبرز منه قدميها حين تمشي وحرصت على ان تغطي صدرها بأحكام ! وتلف راسها بمنشفة كذلك.. وصلني منها رائحة زكية لاختلاط الشامبو بعطرها..

( بقلم الباحــــث )

مصعب/ نعيما..!!

رحاب/ .. شكرا ..

مصعب/ يالا تعالي الحقيني ع المطبخ قبل ما الاكل يبرد..

رحاب/ بصراحة مليش نفس..

مصعب/ بقولك ايه.. بلاش شغل العيال ده.. وتعالي جامليني وكوليلك لقمة معايا .. دانتي تلاقيك لسه ع لحم بطنك..

ترددت رحاب .. ثم جلست معي على طاولة صغيرة في المطبخ وهي تشعر بقليل من الاحراج بشكل غير مبرر.. ربما لأنها لاتزال ترتدي بشكيرا ولم تغير ثيابها بعد؟

تناولنا القليل من الطعام ودارت بيننا احاديث كثيرة حول الوطن والاهل ومعاناة الغربة وطموحات المستقبل.. ثم قصت لي رحاب مشاكلها مع زوجها عماد والتي تطورت بسرعة بعد قدومهم لبلجيكا..

كنت انظر لهيام بشكل مختلف قليلا.. فانا لم ارها منذ سنوات طويلة حتى وانا كنت في الوطن.. لم اكن احضى دوما برؤيتها حين تزور اهلي في البيت..

بعد ذلك تحول الحديث فيما بيننا عن الحياة الشخصية والاجتماعية والعاطفية ..








رحاب/ وانت من امته مصاحب الي اسمها سانتينا دي..

مصعب يضحك/ ههه.. سابينا.. سابينا يابنتي..

رحاب/ انا عارفه بقى.. بيجيبو الاسامي الصعبة دي منين!

مصعب/مش صعبه ولا حاجة انت الي تلاقيكي مش مركزة في اسمها خالص.. عموما.. انا وسابينا بقالنا يجي سنة مع بعض

رحاب بفضول/ وانت مبسوط معاها؟

مصعب/ اه طبعا مبسوط.. والا مكنتش طلبت منها تعيش مساكنة معاي..

رحاب/ وناوي على ايه معاها انش****.. جواز؟

ضحك مصعب/ هههه.. يابنتي مش كل البنات هنا زي البنات عندنا بتفكر في الجواز وبس.. جواز ايه وكلام فارغ ايه يا رحاب.. احنا بنحب بعض وبس..

رحاب/ مافيش بنت مابتفكرش بالجواز.. خليها في بالك...!

مصعب/ سيبك منها انتي دلوقت خالص.. وركزي في عماد.. انتي ناوية على ايه.. حتعملي ايه بعد كده؟؟

( بقلم الباحــــث )








توقفت رحاب عن مضغ الطعام وتركت قطعة خبز من يدها.. وسرحت قليلا ثم نزلت دمعة من عيونها.. حركت قلبي تعاطفا معها.. منظر المرأة حين تبكي يغير عواطف الرجل كثيرا.. لهذا فالدموع هي من أسلحة المرأة الفعالة في وجوه العدو!

تفاعلت معها كثيرا واعتذرت منها

مصعب/ باسسسس.. بس ارجوكي.. بلاش الدموع دي خالص ..انا مقصدش حاجة يا رحاب.. معلش انا اسف بجد مقصدش و****..




صمتت رحاب ولم ترد وناولتها منديلا لتمسح دموعها بعد ان بللت الاول واستهلكته تماماً.

مصعب/ انت شكلك تعبانة قوي.. انت تروحي تنامي في اوضتي وتريحي نفسك خالص.. وبعدين نحكي في موضوعك ده على رواق..

رحاب/ طب وسانتينا.. يمكن تطب علينا فجأة وتشوفني في اوضتكو وتعمل مشكلة ولا حاجة..

مصعب يضحك/ ههه.. اطمني.. هي مش جاية قبل بكرة المسا.. انت نامي الليلة في الاوضة براحتك وانا حريح هنا على الكنبة دي...

رحاب/ .. مش عارفة اقولك ايه يا مصعب.. انا بجد متشكرة ع الي بتعمله معايا

مصعب/ بتشكريني! يابنتي انا اخوكي.. ماتشكورنيش ولا حاجة.. يالا .. قومي وريحي انت تعبت من السفر .. لازم ترتاحي..

( بقلم الباحــــث )




ذهبت رحاب لغرفتي واغلقت الباب لتنام وترتاح فيها على سريري.. وكنت سارح في تفكيري قليلا .. في حياتها وحياتي وكل ماحصل لنا في بلاد الغربة..

استلقيت على الكنبة وارخيت نفسي للنوم.. وساترك امور الغد.. للغد.. حين تاتي سابينا.. سوف تتقلل الامر وتتعود عليه بمرور الوفت.. خاصة انها تعمل كذلك.. ولن تحتك برحاب اغلب الوقت.. سيكون الاحتكاك مساءا فقط.. واتمنى ان لا يكون هناك اي مشاكل..

استسلمت للنوم..




بعد ساعتين.. نهضت فجأة على صوت رحاب العالي.. فزعت فورا.. خفت ان هناك شيء حصل لها. نهضت فورا وهرولت باتجاه الغرفة وفتحت الباب..

رأيت رحاب تبكي بحرارة وقد نكست شعرها بيديها.. تصرخ باسم ابنائها سيف و عمرو.. لا ادري اي نوبة اصابتها..

اقتربت منها وجلست بجانبها وامسكتها احاول ان اهديها..




مصعب/ بسسسسس بسسس يا رحاب.. وطي صوتك.. معلش.. معلش.. اهدي شويا..

رحاب ببكاء/ عايزة عيالي.. عايزاهم.. عايزاهم...

حضنت رحاب بحنان وانا امسد شعرها وكتفيها وهي تحاول دفن راسها في صدري

خف بكاءرحاب .. وهي جالسة على السرير وبعد ان اراحت راسها في حضني وهي لا زالت تبكي.. داعب شعرها انفي بعطرها الجميل.. كنت احاول طرد اي فكرة شهوانية من رأسي لكن المؤثرات اخذت تعمل بالفعل..

كان راسها في جحري وزواية النظر سمحت لي بان ارى صدرها تحتي.. ورأيت شق صدرها من فستان النوم الذي كانت ترتديه.. لم يكن ثوبا فاضحا.. لكن لأن راسي فوقها صرت استطيع الوصول بنظري حتى التقاء الكرتين المحبوستين بستيانها مع بعضهما .. صدر مكور وطري المنظر وبشرته افتح .. واضح انه ناعم.. فضولي كان يقتلني لأتعرف الى ملمسه.. لكني صرفت عن بالي هذا الفكر المتهور الاهوج

( بقلم الباحــــث )

ومع تكور رحاب في هذا الوضع تحت رأسي و في حجري.. بان فخذيها الابيضين الممتلئين الناعمين تحت ثوبها الذي زحف بسبب حركتها بالاتجاه المعاكس وكشف عن ساقيها اكثر..

لا أراديا قبلتُ رأس رحاب.. وهي تشهق ببكائها كالصغار وهدأت روعها.. ثم شعرت بها تستسلم للنعاس مجددا وتدخل في النوم وهي ملقية بثقل جذعها علي...

تصرفتُ بشهامة.. والقيتها بلطف على السرير لتنام.. وغطيتها بملاية .. وتركتها تنام بهدوء..

عدت للصالة وانا قد جافاني النوم.. تعاطفت كثيرا مع رحاب.. ليس سهلا ان تنام بعيدا عن ابنائها لأول مرة في حياتها

لعنت الحظ والظروف التي اجبرتنا على ترك اوطاننا لننزوي تحت رحمة الغربة وماتفرضه علينا في الحياة مجبرين لنتعايش معها..

قررت ان اشرب من الثلاجة.. وللحظة فكرت ان القي نظره اخيرة على رحاب قبل ان اعود للنوم.. لا اعرف لماذا تحولتُ انا الى اخ عطوف جدا بتلك السرعة..

فتحت الباب بهدوء.. كان ضوء الغرفة مطفاء .. لطن ضوء الطاولة الخافت مشتعل.. رأيت رخاب قد نامت بعشوائية ورمت عنها الغطاء .. في منظر .. يصعب علي تجاهله.. كانت ساقيها كلها واضحة لدرجة بان الكلوت الغامق اللون بين فخذيها.. لم اتبين لونه الحقيقي.. ازرق غامق ام اسود.. لا ادري لكنه منظر يسيل له لعاب المراء.. وفخذيها المكتنزين الناعمين الاملسين .. شهيين جدا.. لا ادري ما اصابني ولا اراديا شعرت بانتصاب اجباري يغزو قضيبي ويحركه رغم انفه..

باصرار وانكار طردت تلك الافكار .. لا اريد ان اكون اخ نذل يستغل الاقدار... التي رمت برحاب مجبرة للأستنجاد بي .. يا للعار!!!

اغلقت الباب بهدوء.. وعدت الى الصالة اجرجر خطواتي زاحفا بصعوبة.. حتى رميت نفسي على الأريكة اجبرها على النوم..

( بقلم الباحــــث )




في الصباح..نهضت مبكرا جدا.. لألتحق بركب العمل.. وتركت رحاب نائمة .. راجيا ان لا تعود سابينا للبيت قبلي.. رغم اني بلغتها هاتفيا بوصول رحاب.. لكني اخاف من وقوع اي شيء غير متوقع في غيابي.. لماذا صرت حريصا هكذا على اختي ؟







رحاب..صباحاً..

مالذي غير من تعامل مصعب معي بالأمس؟ حتى انه كان حنونا وطيبا جدا معي في الامس.. وله في خلقه شؤون!!!

نهضت متأخرة قليلاً.. نمت على سرير مصعب المزدوج.. نظرت لغرفته.. كل شيء في فوضى..

وقبل حتى ان اعد الأفطار لنفسي.. رتبت الغرفة ونظفتها وصففت كل شيء في مكانه.. الشرابات المنثورة هنا وهناك.. بعض البوكسرات.. نسائية ورجالية!! ثوب نوم.. صغير..!! كم نحيفة صديقته تلك؟ حتى الزهور.. بعضها ذبل.. فسقيتها بالماء.. فماهي الواجبات التي تقوم بها صديقة مصعب اذاً؟ اذا كانت غرفة نومهما في مثل هذه الفوضى؟

استغرقت ساعتين على الاقل.. فقط لتنظيف ممرات الشقة وعزل النفايات في مكانها المخصص.. وغسلت الاطباق في الجلاية.. وبعض ملابسهما المتسخة بالغسالة.. وثم نشرها بعد غسلها لتنشف قريبا من شوفاج التدفئة وعدلت بعض الستائر واللعب البنك الكيوت !! المرمية في زوايا البيت.. تلك اللعب تجمعها بعض الفتيات كدلالة على انهن كيوت!! والحقيقة انهن فقط خارج البيت يبدون كذلك.. فمن يرى شقة صديقة مصعب الذي يصعب علي نطق. اسمها.. حتما سيعرف انها فتاة ملخبطة وغير نظامية

( بقلم الباحــــث )

حتى الحمام . كل شيء فيه مقلوب.. وغير مرتب.. مكائن حلاقة الجسم.. 🤢 لماذا لم يتم رميها بعد الأستخدام؟؟ ماهذا..؟؟

ستيانات معلقة بعشوائية وكيلوتات.. مختلطة مع بوكسرات مصعب..

رتبت كل شيء واعدت تنظيم مكانه.. ونظفت الصالة والمطبخ والحمام والشرفة الصغيرة.. لم يفتني شيء..

بعد ان تعبت كثيرا.. وتعرقت كثيرا.. اخذت حماما مريحا مرة اخرى.. وفور ان انتهيت وغيرت ثيابي.. ارتديت ثوبا عربيا منزلياً مريحا وفضفاضا.. ثم عملت لنفسي كوب قهوة.. وافطرت على قطعة من خبز فرنسي يدعى باغويه.. لذيذ الطعم..

انهيت كل شيء وجلست في الصالة و مددت ساقي على الاريكة وقررت ان اشاهد التلفزيون لبعض الوقت.. لم ادرك ان الوقت سرقني كثيرا..

حتى قاطع استمتاعي بالمشاهدة ..صوت جرس الباب.. كنت اظنه مصعب عاد مبكرا.. فلايزال امامه ساعة للوصول.. لكني فتحت الباب.. فرأيت.. رأيت....




سابيــــنا !!!!!!!!





( بقلم الباحــــث )



الجزء الثاني
الجزء الثاني







رحاب



على الباب وقفت فتاة نحيفة جدا اطول مني 170 سم تقريبا .. شقراء.. عيون زرقاء..شعر قصير وملفوف كذيل حصان.. وجه ابيض منمش ورفيع وانف ناعم وشفاه انعم.. وعيون عادية ليست واسعة جدا.. شكلها ليس بريئاً من اول نظرة.. وجسمها... جسمها خالي من الدسم!! صدرها بارز قليلا.. وبطنها مقعر.. والجينز يبدو عليها فضفاضا لنحافتها..! هل هذا هو حقا ذوقك يا مصعب!! نعم شقراء.. لكن ليست كل شقراء شديدة الجمال..

فوجئت بسابينا وهي تكلمني بلغة فلامانية على الباب.. وتنظر لي بنظرة باردة وفيها تعجب.. لم اكن تعلمت اللغة بعد .. كنت معتمدة بشكل كبير على زوجي عماد في كل شيء.. لكني استطيع معرفة اشياء بسيطة.. لأشتري تذكرة مثلاً او ادفع حساب البقال.. اسال سؤال مقتضب عن طريق او مكان.. لكني لا اجيد الحوارات الطويلة..




سابينا/ هممم.. اذاً انت اخت مصعب.. تبدين سمينة.. ! كيف حالك..

رحاب/ و**** انا ماعرف بالضبط حضرتك بتقولي ايه!! بس اتفضلي.. اتفضلي.. ( هيلب يتزيلف.. هيلب يتزيلف) !

سابينا/ ولا تعرفين لغتنا أيضا؟؟ جميل...!

( بقلم الباحــــث )




دخلت سابينا للشقة تنظر في ارجائها وهي مستغربة لنظافتها وترتيبها.. تحدثت معي بلغتها .. ولم اجبها طبعا.. كنت فقط ارد عليها بأبتسامة.. ثم دخلت لغرفتها .. وانا انزويت في المطبخ.. في هذه اللحظة شعرت بثقل وجودي في وطن غريب.. وبيت غريب.. وحياة غريبة !! لولا ابنائي.. لما تحملت البقاء ثانية اخرى هنا..

بعد ساعة من مجيء سابينا التي بقيت في غرفتها .. لازلت انا في المطبخ اخشى الخروج للصالة لخوفي من الاحراج او التصادم مع سابينا.. الهي نفسي بأشياء غير مهمة.. فانا رتبت ونظفت كل شيء .. ولم يعد هناك شيء لتنظيفه..

اخيرا جاء الانقاذ.. رن جرس الباب.. يعلن قدوم مصعب.. لا ادري لماذا سبقتُ سابينا وتوجهت للباب افتحه.. ربما لشعوري بأن المنقذ قد جاء ليخلصني من شعور الغربة في داخل الغربة.. فتحت الباب وابتسمت لمصعب الذي دخل بوجه بشوش.. يلقي التحية لكن عيونه لا تنظر نحوي .. بل .. نحو سابينا التي التصقت بظهري.. خطف مصعب بجسده كتفي وهو يسرع نحو سابينا.. التي رحبت به بحرارة وهو يقبلها .. دون احراج مني..

تحدثا مع بعضهما بكلام لم افهم معظمه.. لكن لم يكونا مشحونين او منزعجين.. فارتحت قليلا وانا اجلس على الاريكة..

اسمعهما يضحكان ويتسامران.. وانا اشغل نفسي بالجلوس والتفرج على التلفزيون.. ثم صمتا قليلا.. بل .. لم يعد هناك صوت وقد اغلقا الباب ع نفسيهما !!!

( بقلم الباحــــث )










مصعب

فتحت رحاب الباب لي .. لم اشاهدها من قبل بملابس عربية! خلفها وقفت سابينا! .. وهي تنظر لي مبتسمة وترحب بي.. تجنبت ملامسة رحاب بعد موقف الامس.. اردت الدخول فورا هاربا منها..




اخذت سابينا للداخل ونحن نقبل بعضنا.. امام رحاب! ثم اخذتها لغرفتي ..



سابينا/ اشتقت اليك يا مصعب.. كنت اظن اني لن اراك مجددا!!

مصعب/ انا ايضا كنت قلق جدا عليك.. هل سار الامر على ما يرام!

سابينا بصوت خافت/ بالكاد .. كادت الشرطة ان تقبض علينا .. لولا صديقتي اديل.. التي اغرت الضابط بحركاتها.. ولم يدقق في التفتيش كثيرا ثم سمح لنا بالمرور!!!

لا اظن اني سأجازف مرة اخرى بالأمر! انها ارباح قليلة جدا.. مقارنه بالعقوبات..

مصعب/ اعرف يا. حبيبتي ذلك.. ولكن.. انت بنت البلد.. اما انا.. فمغترب واجذب الانتباه بسرعة.. وسأكون اكثر عرضة للتفتيش

سابينا/ لا تخف.. انا لن اتركك تذهب لوحدك.. المرة القادمة سيذهب معك كونست .. هو صديق بلجيكي .. لو حصل امر طاريء سيتحمل لوحده المسؤلية!

مصعب/ وهل استطيع الوثوق بـ كونست! ايعقل انه يخاطر بنفسه لأجلي..

سابينا بعصبية/ لماذا انت خائف هكذا.. العشرات يهربون السجائر يوميا دون اي خطورة.. لا تعقد الامر يا مصعب.. تعاون معي ارجوك..

مصعب/ حسنا.. حسنا.. اهدأي قليلا.. سوف اقوم بالمهمة التالية لا تقلقي..

( بقلم الباحــــث )






بسبب صعوبة الحياة وغلائها.. يُهَرِّبُ بعض الشباب سجائر بين البلدين.. كميات ليست كبيرة.. يجلبها مواطنون من شرق اوربا بطرق مختلفة بمبلغ زهيد.. يجمعها منهم مهرب محدد.. الذي يبيعها بضعفي سعرها لمورد آخر على طرف الحدود.

ستبقى السجائر ارخص للمستهلك من الاسواق حتى لو باعها المورد الآخر بثلاثة اضعاف ثمنها.. لأنها ستبقى رغم مصاريف التهريب بنصف سعرها للسجائر المرخصة هنا في الاسواق..

لا يطالنا من ارباح العملية الواحدة الا مبلغ يعتبر قليل بالنسبة لأرباح المهرب الاول.. لكنها عملية سهلة نوعا ما.. ونادرا ما يتم ضبط المهربين..فالحدود مفتوحة ولا يوجد عليها نقاط تفتيش لكن هناك دوريات مستمرة في مناطق معينة..

مالذي يحدث حين يمسكون بالمهرب؟ مصادرة السجائر.. ودفع غرامة مالية كبيرة واحالة للتحقيق بتهمة التهريب!! و قد تصل العقوبة للسجن.. خمسة اشهر على الاقل.. مع تعهد خطي بعدم بعدم التكرار! لأنها ستكون عقوبة اشد !

كنا لا نهرب كميات كبيرة.. فقط ما يمكن وضعه في سيارة صغيرة دون جلب الانظار.. الكثير من الشبان امثالي يفعلوها مرة على الاقل في السنة.. او حين يزورون احد ما في هولندا.. ويفكرون بربح بعض المال وهم في طريقهم لهناك..

وافقت مقترح سابينا.. رغم قلقي وخوفي .. ولكن الأتفاق بيننا كان منذ البداية على ان نتشارك كل شيء في العلاقة..

خرجت سابينا من غرفتي لتأخذ حماما .. وذهبت بعدها لرؤية رحاب في الصالة.. اظنها تشعر بالاحراج!




مصعب/ على فكرة انا شفت الي عملتيه في الشقة.. تسلم اديك بجد..

رحاب/ لا وعلى ايه.. دي حاجة بسيطة.. المهم ان سانتينا كمان راضية!

مصعب/ ههه.. يا رحاب.. لسه انت معرفتيش طبعهم.. هم طبعهم كدا.. ما يشكروش حد على حاجة عملها من نفسه.. بس لو كانت هي طلبت منك تروقي الشقة.. كنتي حتشوفيها ازاي بتشكرك!!

رحاب / انا مش محتاجة لشكر من حد.. شقة اخويا وبنظفها.. ماعنديش مشكلة ابداً

مصعب/ طب خلاص وحياتك.. روقي شويا بس كده.. وانا حعملك عشا حتاكلي صوابعك من وراه ..

رحاب بتهكم/ ليه هو انت الي بتطبخ لها دايما!! هي مابتعرفش تطبخ كمان ؟

مصعب/ لا.. انا مش دايما بطبخ.. بس لما يجيلي مزاج.. بعدين انت عارفة انها بتشتغل زيي.. مافيش وقت للكلام ده عندهم خالص.. احنا ممشينها بيتزا على معلبات على اكلات سريعة.. ولما نطبخ بنعمل سباكيتي 😆




رحاب/ طيب يا خويا.. براحتك.. اهم حاجة انك تكون مبسوط معاها!

مصعب/ اه طبعا مبسوط.. اكيد طبعا!

( بقلم الباحــــث )




اخذت نفسي للمطبخ و حتى تنهي سابينا حمامها.. اعددت لهم اكلة شعبية مشهورة في بلدي واجتمعنا على الطاولة.. تعشينا مع صمت رحاب لكونها لا تفهم معظم احاديثنا معا.. وكان يبدو عليها انها لم تكن مرتاحة.. انا اعذرها.. موقفها لا يساعد ابدا..

اتممنا العشاء.. وجهزتُ فراشاً لرحاب لتنام عليه في الصالة فالأريكة لن تريحها حتما طوال الليل.. وتمنيت لها ليلة هانئة..

دخلت مع سابينا لغرفة النوم.. خلعتْ ثيابها وارتدت بيجاما ستن خفيفة .. ونامت بقربي على السرير.. قبلتها وحضنتها.. وأصابني انتصاب حاد.. لمست كس سابينا من خارج الملابس لتتجاوب معي.. لكنها تحججت بالتعب بسبب مشوارها الاخير..

لعنت الحظ.. وحاولت النوم.. لكنه جافاني .. رغم انه كان علي النهوض مبكرا للعمل غدا.. لكن.. ببساطة .. أرقتُ.. بقيت اتقلب لعدة جهات.. ولكني لم استطع النوم

خرجت للمطبخ لأشرب.. كانت الاضوية كلها مطفأة.. لكن.. هناك نور خافت في الصالة تركته رحاب مضاءاً .. اظنها لم تتعود على النوم في ظلام دامس..

القيت عليها نظرة.. واقتربت منها كثيرا.. كانت بسبب التعب قد استسلمت للنوم.. لكنها كعادتها ازاحت الغطاء عن جسمها لتكشف لي جزء من ساقيها الرائعتين..ولم المح لون كلوتها هذه المرة تقمصت دور الشهم مرة اخرى.. والقيت عليها الغطاء مجددا .. وانا افكر.. مالذي سيحصل لرحاب.. الى متى ستبقى هنا في هذا الوضع..! كيف ستتحمل كل ظروف الغربة.. حتى اني لا استطيع ان اقف معها بالشكل المطلوب بسبب صعوبة العيش هنا

نظرت لتضاريس جسمها جيدا من خارج الملابس.. لا اعرف لماذا اتتني تلك الافكار.. كنت اقول لنفسي.. حرام هذا الجمال والجسم بحق عماد.. ايعقل انه لم يكن يعرف قيمة مافي يديه؟ ترى كيف سبكون تصرفي لو كنت مكانه؟ هل لو كانت رحاب زوجتي سأفرط بها مثل ما فعل عماد ؟ ماهذه الفكرة التي تطارد عقلي الآن..!! كيف صرت افكر دون حسبان!! لا.. لا .. هذا خطاء.. بل انا غلطان!!

( بقلم الباحــــث )

ربما لأن كل ممنوع مرغوب! صرت افكر بهذا الشكل المظطرب! هززت رأسي كأني اريد نفض الفكرة منه بتلك الهزة.. وعدت الى غرفتي.. استلقي بقرب سابينا التي غابت في عالم النوم العميق.. انظر لها.. اسرح فيها .. وسألت نفسي عندها.. هل انا حقا احبها؟؟








رحاب


في الصباح.. استيقظت متأخرة بعض الشيء .. لا اثر لمصعب ولا صديقته.. ياااااه.. اشعر بالحرية الآن.. لو على مصعب لكان الوضع مقبولاً جدا.. حتى لو يكن يتقبلني.. فهو اخي واستطيع فرض نفسي عليه.. اما سابينا! اشعر بها كأنها هي صاحبة القرار وانني انا ضيفة عندها.. ولا املك شيئا من امري..

وجدت على الطاولة وسط الصالة ورقة صغيرة عليها مفتاح ( نسخة مفتاح الشقة لو احتجتي تخرجي ) .. كتبها لي مصعب .. جميل انه فكر في.. كي لا اظل حبيسة بين اربعة جدران..

اشتقت لأبنائي كثيرا.. اتصلت بهم.. في فترة الاستراحة الخاصة بهم.. اعرف نظام مدارسهم المعقد.. اجاباني بحرقة و لهفة وهما يلحان علي بالسؤال عن موعد عودتي.. ويشكوان فراقي..


القوانين لا تمحي دوافع الغريزة والفطرة البشرية الصحيحة.. مهما حاولت آنيتا ضمهم تحت جنحها لتكسب عماد وتجعلهم ينسوني.. ستفشل حتما.. مادامت انا اتنفس الهواء.

شغلت نفسي بأمور كثيرة.. اردت ان اعمل جولة تنظيف جديدة للشقة لكني تذكرتُ لا مبالاة سابينا وكلام مصعب.. انه ليس علي فعل ذلك مالم يطلب ذلك مني حرفيا.. لكني شفقت على مصعب وقررت ان اطبخ له اليوم احدى اكلاتنا الشهيرة في الوطن..

( بقلم الباحــــث )

كان علي الخروج من البيت.. والبحث عن اقرب بقالة عربية .. لا تخلو تلك المناطق من اسواق عربية.. يحاول مالكها ان يوحد كل القوميات قدر استطاعته عن طريق تنويع بضاعته لتشمل اكثر اطياف عربية ممكنة .. حتى ان البقالين هنا نجحوا اكثر من رؤساءنا في توحيد العرب!!

عن طريق الانترنت وجدت بقالة قريبة استطيع المشي نصف ساعة حتى اصلها.. فخرجت مرتدية معطفا احتمي به من البرد ومظلة .. فالمطر يهطل هنا في لي لحظة.. صيفاً كان الجو ام شتاءً..

سرت في الطرقات ذات الطبيعة الخلابة والأشجار الكثيرة رغم فقدان معظمها لاوراقها في الشتاء.. والبيوت الهادئة الجميلة ذات الطراز الاوربي .. وبعض المارة الذين يتمشون مع كلابهم يلقون علي تحية مقتضبة او يكتفون بالابتسامة في وجهي.. هكذا هي عاداتهم..

وصلت البقالة.. محل تجاري كبير . من اول نظرة سيعيد لأذهانك الاجواء العربية فأغلب الزبائن الداخلين والخارجين من مختلف الدول العربية .. نحن نتميز بدمائنا التي يستطيع المرء من تمييزها من اول نظرة و يعرف اننا عرب!

صاحب المحل يقف خلف الكاونتر و مشغول بمحاسبة الزبائن .. التفت بوجهه ونظر لي.. وركز قليلا معي.. لماذا انا؟ فهناك الكثير من النساء في المحل ؟.. لكن يبدو لأنه قد رآني في المحل لأول مرة..

بعث لي احد مساعديه الذين يتكلمون العربية.. وساعدني بإرشادي لجميع ما كنت احتاجه في المحل الواسع المليء بالزبائن وبروائح النكهات والبهارات العربية المميزة من كل قطر تقريباً

انتبهت الى ورقة بيضاء معلقة على بعض الرفوف.. وفيها اعلان باللغة العربية عن وجود وظيفة شاغرة بدوام جزئي !

( بقلم الباحــــث )

وقفت عند صاحب المحل.. لكي ادفع الحساب.. ورغم ازدحام وتكدس الزبائن الا انه افتتح معي حديثا..

هو/ اول مرة تشرفينا حضرتك ؟

رحاب/ اه.. اول مرة !

هو/ من لهجتك عرفت انتي منين.. اكيد من + ؟

رحاب/ اه .. تقدر تقول كده..

هو/ طب.. انت ساكنة جديد هنا في الجنوب؟ لا مؤاخذة في السؤال.. عشان اغلب العرب المقيمين هنا هم زباين عندي.. ومحسوبك رضا. .. بعرف الجديد ع طول ...

رحاب بقليل من الانزعاج/ اه.. انا جديدة هنا.. صحيح

رضا/ انا مقصدش ازعج حضرتك بالأسألة.. بس لو حضرتك احتجت لأي حاجة المحل كله وصاحبه تحت امرك..

رحاب بابتسامة صفراء/ متشكرة جدا.. كلك ذوق!




دفعت الحساب ورفضت الخصم الكبير الذي عرضه علي رضا.. يا لغبائي!! اخذت الحاجيات.. وانا اخرج من المحل عائدة الى شقة مصعب ..









مصعب



العمل في هذه الشركة يستهلك كل طاقتي.. الاجور ليست مرضية.. الغلاء سيخنق البشر قبل ان يخنقهم الاحتباس الحراري بثنائي اوكسيد الكاربون..

اخيرا انتهى الدوام.. مثل اي يوم روتيني ممل.. غيرت ثياب العمل في المنزع الخاص بالعمال.. وخرجت.. وفورا تلقيت اتصال!!!




كونست/ الأحد موعدنا.. مبكرا جدا.. انتظرني خارج الشقة.. السادسة بالضبط..

مصعب/ بهذه السرعة!! اعتقدت اننا سنفعلها مرة واحدة في الشهر؟

كونست/ الم تخبرك سابينا؟؟ طلعتين على الاقل في الشهر.. نحتاج المال يا رجل.. المال .. لم يعد يكفي..

مصعب/ اذا.. انت تريدنا ان نتحول لمحترفين.. لا هواة!!

كونست/ سمه ما شئت.. عليك القدوم معي.. مفهوم..!

مصعب/ حاضر.. حاضر سأكون مستعدا في الموعد..

( بقلم الباحــــث )




لا اعرف لماذا انا غير مرتاح لهذا المشوار هذه المرة.. ولكني مظطر لان اوافق.. متطلبات الغربة تدفعك احيانا لان تنحي بعض من مبادئك على جنب

بعد ساعة وصلت للشقة قبل سابينا.. طرقت الباب وفتحت لي رحاب.. وفور دخولي لفحتني رائحة الطعام التي سرقتني لذكرياتي وحنيني للوطن..




مصعب/ اللللله.. ايه الريحة الحلوة دي.. انت طابخالنا النهارده محشي!!! يا سلام ع الريحة الهايلة دي 😋

رحاب/ ولسه لما تدوق ويعجبك كمان.. انا عملتهولك مخصوص يا مصعب...




وضعت يدي على كتف رحاب.. لأول مرة يحدث تلامس فيما بيننا.. ببرائة.. شكرتها من قلبي.. وهي تبتسم لمديحي واطرائي لها.. انتظرنا سابينا حتى تصل..لكي تأكل معا

فور وصولها شعرتْ سابينا بحماسي.. الواضح وانا اخبرها بالطعام المحلي الذي صنعته رحاب خصيصا لنا .. وعلى مائدة الطعام.. كنت آكل بشكل سريع مستمتع بطبخ اختي العزيزة.. ولكن سابينا.. لم يعجبها الطعام جدا.. اكلت قليلا وتركت طبقها نصف مليان.. وذهبت تغسل يديها






رحاب صارت تنظر لي و تستغرب فعل سابينا..

مصعب/ معلش يا رحاب.. هم هنا ملهومش في الاكل الدسم.. كل شعب بيحب اكله المتعود عليه.. زينا بالضبط.. لسه متعلقين بكل حاجة تفكرنا ببلدنا واهلنا و صحابنا.. سايبين روحنا هناك.. وحابسين جسمنا هنا

رحاب/ ولا يهمك يا خويا .. المهم انه عجبك انت.. انا عاملاه مخصوص عشانك..

مصعب/ ده يجنن... تسلم أديكي بجد..**** مايحرمنيش منك..




( بقلم الباحــــث )



بعد العشاء .. ذهبت مع سابينا لغرفتنا وبقيت رحاب في المطبخ.. تنهي بعض الاعمال الخفيفة.



سابينا/ اراك قد احببت فكرة وجودها معنا!! حتى انها صارت تتصرف وكأنها ستبقى معنا للأبد.. تطبخ وتعد طعاما محليا!! جميل!

مصعب/ سابينا.. لا تنسي .. انها اختي وتمر بظروف صعبة وليس لديها شخص آخر لتلجاء اليه!

سابينا/ نعم.. انا لست ضد ذلك.. لكنها اخذت راحتها جدا.. !

مصعب/ لاحظي انها لم تفعل شيء.. سوى انها طبخت لي طعاما احبه..!

سابينا/ وهل كنت تكره ما اطبخه لك؟

مصعب/ ب**** عليك يا سابينا لا داعي لان تكبري الموضوع.. خذي الامر ببساطة!

سابينا/ .. حسنا.. فقط كي لا تقول اني ضد وقوفك مع اختك..






لا ادري لماذا صارت سابينا تتصرف بشيء من الجمود والتوتر! انها اختي وليست حبيبتي! هل لاحظت هي شيء آخر في تصرفاتي ؟؟ لا .. لا مستحيل.

المفروض ان نمارس الجنس لهذا اليوم.. لكنها اخبرتني انها في مزاج سيء!! تمنيت لها نوماً هانئاً و نمت بعدها..

( بقلم الباحــــث )










رحاب

الحق علي .. عملت لك حساب يا سابينا.. ! كل مايهمني هو اخي المسكين الذي يتحسر على لقمة جيدة .. مالذي يعحب الشاب العربي في فتاة.. تتناطح معه على مراكز القيادة وتريد الانفراد بتوليها.. ؟

لا اظن ان الايام القادمة ستكون سهلة.. الموضوع صعب جدا.. الى متى سأبقى ضيفا ثقيلا عليهما.. حتى لو تقبلني مصعب.. فهذه البنت لن تتحملني اكثر..

خطرت في بالي فكرة.. لماذا لا اكلم صاحب الاسواق العربية! نعم .. نظراته ليست بريئة.. لكن.. هذا هو حال اغلب الرجال العرب.. يصطادون في شتى انواع المياه وليس الماء العكر وحسب..

افضل حل لي هو العمل.. سأرى بعدها ان كان بإمكاني ان استأجر ولو غرفة ( ستوديو) هكذا تدعى الغرفة هنا مع خدماتها .. تكفي لشخص واحد.. وسعر معقول.. سأكلم رضا..! في اقرب فرصة!








مصعب .. الأحد صباحا..



انتظرني كونست في سيارته.. كان يحمل معه هذه المرة كمية كبيرة من السجائر لدرجة وضع بعض الصناديق على المقعد الخلفي؟!

( بقلم الباحــــث )




مصعب/ ما هذا بحق الشيطان؟؟ هل انت مجنون؟؟

كونست/ هيييي.. اضبط نفسك.. لا تجبن يا رجل..

مصعب/ ليس موضوع جبن.. هذا طيش.. لا يجب ان نتخلى عن حذرنا ..

كونست/ اركب.. اركب.. لقد فعلتها منذعامين.. لم ينتبه لي احد ولم يوقفني احد.. آن الأوان الى ان نزيد من ارباحنا في الطلعة الواحدة.. لقد كنا نجازف سابقا من اجل سنتات

..




ركبت معه في المقعد المجاور.. ونظرت خلفي.. غطا كونست الصناديق بملايات عادية.. كانت الخطة ان يكون التهريب دوما قبل الظهر.. لأن دوريات الشرطة تنشط ليلا اكثر.. ولهذا فرصنا في النهار افضل .. ومع ذلك كنت قلقا جدا من تصرف كونست الطائش..

انتبهت لكونست.. لم يكن مركز جدا في الطريق!! شممت رائحة الكحول فور صعودي معه

مصعب/ ماهذا.. هل شربت كثيرا يا كونست!!!

كونست/ فقط القليل من البيرة.. لا تقلق!

مصعب/ لقد قلتها انت يا كونست.. كنا نجازف!! نحن دوما نجازف يا رجل! وخاصة اليوم!

كونست يضحك/ يا رجل.. دعك من هذه الافكار السوداء.. سيكون كل شيء على مايرام وسنعود و معنا مبلغ محترم .. لنستمتع بع قليلا حتى المهمة التالية.. هههه




حرك كونست السيارة .. وانا معه.. ليأخذ الطريق السريعة التي تربط البلدين.. وانا احاول الظهور بمظهر الشجاع.. لكن في داخلي توتر وقلق شديد..

يوم الاحد.. تكون الطرق سالكة اكثر مع قلة في سيارات الحمل والشاحنات.. فالقانون هنا يمنع حركتها في عطلة نهاية الاسبوع.. لكن مع هذا يبداء سواق الشاحنات ليلا بعد العاشرة مساءا.. ولا تحاسبهم الشرطة.. في ساعتين مبكرتين!

( بقلم الباحــــث )




بعد قليل.. لاحظت ان كونست غير مركز بالمرة! ويترنح قليلا!! وقلت في بالي( انا ايه الي نيلني وتهببت على دماغي و وافقت اروح مع الحمار ده ؟؟)

مصعب/ انت سكران!! هل انت جاد يا كونست! بحقك؟؟؟

كونست/ قلت لك.. القليل من الكحول فقط..

مصعب/ انت خائف.. واكثرت من الشرب لتقضي على توترك وخوفك.. لكنك فقدت تركيزك على الطريق.. ستخاطر بأرواحنا.. قف على جانب الطريق.. قف..بسرعة سأقود انا بدلاً عنك..




بصعوبة وافق كونست.. وغيرنا اماكننا بسرعة.. ع الأقل لن ينتهي بنا الحال موتى.. أو في المستشفى! جلس كونست في المقعد الجانبي.. ودخل في النوم بسرعة! كنت اقود ملتزما بالسرعة المحددة.. فلست بحاجة لمزيد من الانتباه..



فجأة حدث ما كنت اخاف منه!! سيارة شرطة تنير اضوائها الزرقاء تسير خلفنا!! كنت اتمنى انها تتجاوزنا وتذهب.. تجاوزتنا سيارة الشرطة ثم صارت تسير امامنا وفي لوحتها السقفية عبارة مضائة..( اتبعني) بالهولندية..



تبعت سيارة الشرطة حتى وصل الى استراحة طريق جانبية قريبة.. ووقفت خلفه.. ونزل ضابطان.. فتاة ورجل ضخم يحمل سلاحا في قرابه الجانبي!

اقترب مني ينظر لي وشكلي المميز! واضح اني مهاجر اجنبي

( بقلم الباحــــث )




الشرطي/ اوراق السيارة!! واجازة السوق من فضلك!! وتصريح أقامتك

ناولته الاوراق وكل شيء كان سليما.. انا واثق من ذلك..

الشرطي/ مابه صديقك؟

مصعب/ متعب قليلا..




كنت اخاف ان يفتش السيارة.. القوانين في اوربا صارمة جدا في مسالة التفتيش.. ليس من السهولة ان يطلب منك فتح صندوق السيارة.. بل ومن حقك الرفض! هذا ما يجهله اغلب الوافدين لهذا البلد.. لكن.. ما اوقعنا .. منظر الصناديق المغطاة.. وقد انزاح الغطاء قليلا عنها.. واضح جدا انها سجائر!!

لم يتعب الشرطي نفسه كثيرا بأي سؤال آخر.. اتصل على الفور بشرطة الجمارك.. التي جاءت خلال اقل من عشرة دقائق.. فهم يرابطون في نقاط عديدة موزعة على طول الطريق السريعة..

وحين وصلوا.. كان لديهم امر تفتيش فوري .. هيأوه بسرعة البرق.. استيقظ كونست.. ليكتشف.. ان فعلته الطائشة هي من القت بنا في الهاوية.. ثم صمت مثلي.. حتى القى علينا الضابط بعد ان اكتشف كل الكمية المهربة من السجائر.. عبارته

الشرطي/ انتما رهن الأعتقال بتهمة تهريب السجائر .. ! يحق لكما التزام الصمت.. وتعيين محامي ..ان لم يكن لديكما المال الكافي ستوفر لكم محكمة الولاية محام دفاع مجاني.. تفضلا معي!!!








رحاب.. الأثنين صباحاً



لم يأت مصعب منذ الأمس.. اتصلت به كان هاتفه مغلق.. سابينا خرجت مبكرا للعمل.. ربما هو ايضا قرر الذهاب للعمل رغم اني لا اعرف اين قضى يومه بالأمس ومع من؟ سيعودان حتما هذا المساء.. وسأعرف كل شيء منهما..

( بقلم الباحــــث )

تأنقت بعد الحمام.. وارتديت افضل ثيابي ووضعت مكياجا خفيفا وعطرا هادئاً.. سأذهب اليوم للأسواق العربية.. اتمنى ان الوظيفة لا تزال شاغرة..




HZsKqRs.md.jpg
رحاب


وصلت الاسواق وفور دخولي لها.. التفت لي رضا مباشرة .. ما أن لمحني.. ورحب بي بابتسامة..

رضا/ اهلا.. اهلا يا هانم.. نورتي المحل يا هانم..

رحاب/ متشكرة.. منور بيك

رضا/ ها.. اؤمريني يا ست هانم.. المحل وصاحبه تحت امرك

رحاب/ متشكرة .. يا..

رضا/ محسوبك رضا.. انت لحقتي تنسي اسمي؟

رحاب/آسفة بجد.. سامحني..

رضا/ ولا يهمك..انا .. لسه ما تسرفتش بأسم حضرتك!

رحاب/ رحاب.. و..

رضا/ عاشت الأسامي يا رحاب..

رحاب/ و.. عايزة اسأل لو كنتو لسه محتاجين حد يشتغل معاكم .. زي ما قريت في الاعلان !!!




( بقلم الباحــــث )



الجزء الثالث



في البداية اود الأعتذار لتأخري بالجديد عن القراء الأعزاء.. وكل ذلك بسبب صعوبة الكتابة وبطئها عندي .. لالتهاب مفاصل أصابعي..

سامحوني لتأخري عنكم.. احاول الكتابة على قدر استطاعتي..

فشكرا لكم



( بقلم الباحــــث )





وافق رضا على تشغيلي في المحل بعمل بلا عنوان.. القيام بكل شيء وفي اي وقت.. من ترتيب الرفوف وتعويض البضائع المباعة وحتى الكاشير! طلب رضا مني ان اباشر بالعمل ابتداءً من الأسبوع القادم..

فرحت جدا لحصولي على هذه الفرصة.. شكرت رضا بحرارة وعدت لشقة اخي .. ولم انس الاتصال بأبنائي وانا في طريق العودة.

في المساء.. بداء القلق يحاصر كل افكاري.. وتحول الى خوف.. اين صار مصعب يا ترى؟ مالمفترض ان افعله لوحدي في مدينة جديدة لا اعرف فيها احدا.. من اعرفه أصلا لكي أساله عن مصعب؟

رن جرس الباب.. كانت سابينا.. دخلت مسرعة متوترة.. تتكلم بسرعة مع نفسها .. وتلف في جميع ارجاء الشقة! بلغة ركيكة وبعصبية سألتها عن اخي.. لم ترد.. فأمسكتها من يدها وصحت في وجهها (أين أخي.. اين أخي؟)

لم افهم منها شيئاً.. سوى انها ستقوم باللازم .. وانه بخير بكنه سيغيب.. لم افهم شيء آخر منها.. اخذت سابينا حقيبة متوسطة الحجم.. وغادرت.. تركتني لوحدي.. !! لا ادري اين اذهب في هذا العالم الموحش الذ يسلبني كل شيء عزيز علي.. اخذ مني زواجي و زوجي.. أبنائي .. ثم أخي.. !!

اختنقت بعبرة البكاء.. واجهشت به فور ان غادرتني سابينا.. اشعر بالانكسار.. اشعر بالضياع.. انكسارٌ.. لا تستطيع حتى ان تصلحه بنفسك.. فكل ماحولك يزيد في انكساراتك و يباعد بين اشلائك المكسورة اكثر.. ليقلل فرص التحامها ..

( بقلم الباحــــث )








مصعب..في قسم الشرطة

تعلمت الفلامانية مبكرا.. لكن ليس لدرجة اتقانها وفهم تفاصيل القانون والامور الرسمية البحتة.. تلك اللغة التي لايفهمها المدان حتى لو كانت بلغته الأم ..في اوطاننا.. فالكلام الوحيد الذي تفهمه..هو عندما ينطق القاضي بالحكم ببرائتك.. او يدينك!!

القى بي الشرطة بزنزانة لوحدي! لماذا لا اجد كونست معي!! قضيت ليلة صعبة في التخشيبة.. علي انتظار ضابط التحقيق صباحا.. لينظر في امري.. سحبوا مني كل اشيائي الخاصة ووضعوها في الأمانات.. قلقت على رحاب!! هي أول من خطر على بالي .. لأني اعرف كيف يفكر الاوروبيون.. فهم مشاعرهم لا ترقى لعواطفنا نحن العرب.. كنت واثق ان رحاب ستأكل نفسها من القلق علي.. مثلما انا واثق ان سابينا لن تكترث كثيرا.. ستتعامل مع الامر بمنطقية ومهنية.. أما أولوية المشاعر ستكون اخيرا..

جاء الصباح بعد ليلة صعبة لم انم فيها سوى دقائق متقطعة وكابوس الحبس يوقظني مع كل غفوة.. سجونهم ليست مثل التي في بلداننا.. لكن.. المعنى واحد.. مهما كان شكل المكان.. فكلاهما يسلب حريتك..

نوديت لضابط التحقيق الذي سألني في البداية ان كنت بحاجة لمترجم..لكني اخبرته اني استطيع تدبر الأمر بدونه.. ثم تكلم معي بشكل رسمي وحِرفي.. هم هنا حتى لو كانوا فعلاً يكرهوك.. إلا أنهم يلتزمون حرفيا بقوانينهم.. لا يزيدون عليها ولا ينقصون

ثم طرح علي اسالة لم اجبه عليها .. إلا بحضور محام.. فأحترم رغبتي واعادني للحبس! حتى يتم تعيين محام لي ان لم اوفر انا واحدا في غضون ثلاثة ايام !!!

( بقلم الباحــــث )

لكني افتقدت كونست!! اين هو.. سألت عنه احد الحراس!! رفض ان يخبرني بشيء في البداية.. لكن.. بألحاح وترجي العرب المعهود.. اقنعته ليجيبني ويتخلص من الحاحي ورجاءي

اخبرني انه تم اطلاق سراحه.. فلقد اقنع الضابط انه مجرد عابر سبيل وركب معي لأجل ان يصل وجهته!! وصدقه الضباط! لكوني انا كنت من يقود المركبة! المركبة ليست بأسمه!! بل هي بأسم شخص ثالث!! وقد توجه لي تهمة سرقة السيارة ان كان صاحبها قد قدم بلاغا عنها!!

ضاقت الدنيا بوجهي.. وانا اتجرع سم الظلم والشعور بالخذلان.. والغدر.. في هذه المرحلة ستكتشف ان العنصرية موجودة في هذه البلاد و لكن يُعمل بها في الخفاء.. كونست اشقر ومنهم.. ولم يكن هو من يقود السيارة .. سيصدقون اي كلام يقوله حتى لو كان غير منطقي!! كنت مظطراً لانتظار المحام وتحمل الحبس .. ألأمل بالنجاة من هذه المصيبة هو فقط من يجعلني اتحمل هذه المعاناة.. وإلّا فالحلول في الانتحار أسهل !

بعد الظهر .. أُخبرتُ بأن لدي زائر.. انفرجت اساريري وانا اشاهد سابينا.. وهي تتقدم نحوي في غرفة خاصة مشددة الحراسة

( بقلم الباحــــث )




سابينا/ اعرف انك في وضع صعب.. ارجوك تحمل قليلا ..

مصعب/ احتاج لمحام في اسرع وقت!!

سابينا/ سيوفرون لك واحدا.. انت تعرف ان المحامي مكلف جدا.. من اين لدي مال كاف لتوكيله!! اصبر ارجوك يا حبيبي

مصعب بصوت عال/ اصبر؟؟ اليست كانت هذه مشورتك..

سابينا/ اخفض صوتك.. ارجوك

مصعب بغضب/ اهذا ما فعلتيه بي؟ ترسلين معي شخص خائن للثقة! ( يعني انا شلت الليلة كلها ياروح امك!،)

سابينا/ لم افهم شطرك الاخير بالعربية.. لكن.. ماحصل قد حصل.. ارجوك.. تحمل قليلا.. اياك ان تذكر كونست مجددا.. صدقني. لن يفيدك الامر.. بل سيزيده صعوبة!




كتمت غضبي.. وانا اريد ان اصرخ بوجهها منفجرا.. لكني خفت من الحراس ربما يتصرفون معي بخشونة..

مصعب/ فلماذا اتيت اذا ؟؟ 😡

سابينا/ اتيت لأطمأن عليك واقوي من عزيمتك! وانصحك بالصبر..!

( بقلم الباحــــث )








رحاب


بصعوبة بالغة فهمت من سابينا عند قدومها للشقة .. أن اخي مصعب ارتكب خطاء ما.. وهو في الحبس الآن!! لا اعرف كيف اتصرف اذا كانت حبيبته نفسها تتهرب منه ومني! اخذت عنوان مركز الشرطة الذي يحتجز مصعب.. وزرته في اليوم الثاني.. لم يدخلني الضابط بسهولة لأن سابينا زارته بالأمس.. لكن ادخلني على مصعب بعد ان ادرك اني لا افهم كل مايقوله وانني سأصيبه بالصداع لكثرة محاولاته افهامي دون فائدة..

لذلك قرر ان يشتري راحة باله وادخلني لرؤية مصعب الذي فرح كثيرا لرؤيتي رغم شعوره بالخجل الشديد لفعلته

فهمت منه القصة باختصار وعرفت انه ينتظر تعيين محام.. فتجاوزت مرحلة العتاب في الوقت الحالي وركزت في تخليص مصعب من هذه الورطة.

رفض مصعب اشراكي في مشكلته.. واخبرني انه يفضل الانتظار حتى تعيين محام له من حكومة الولاية.. ضحكتُ لأنه مصدقٌ فعلا انهم سيختارون له محام يكترث لأمره،؟ اقنعته بضرورة توكيل محام من مالنا الخاص.. لكي يعمل من اجله بحماس ويخلصه من هذه الورطة.

انتهت الزيارة وخرجت منه فورا الى محل بقالة رضا فأنا لا اعرف غيره في هذه المنطقة. فكرت في البداية ان اتصل بطليقي لعل فيه بعض النخوة.. لكني خفت من الا يصيبني منه غير شماتته.

( بقلم الباحــــث )

كان الوضع علي صعب جدا .. كوني اطلب من رضا عنوان محام استطيع التفاهم معه بلغتي الام.. قبل حتى ان اشتغل معه.. !

اقنعت رضا ان المحامي لأحدى صديقاتي اللاتي يجهلن اللغة مثلي.. ولا ادري ان صدقني.. لكنه في نهاية اللقاء ذكرني بموعد عملي معه.. مما طمأنني بأن الفرصة لا زالت قائمة وانه لم يصرف النظر عن تشغيلي ..

اتصلت بالمحامي و فوراً تحدثت معه العربية واعطاني موعدا مستعجلا .. مقابل اجر اعلى!

كنت قد ادخرت مبلغا من المال لمثل تلك الحالات الطارئة.. فطلب مني الحضور معه.. ومن هناك توجهنا معا لقسم الشرطة مرة اخرى.. كنت اسابق الزمن.. لا اريد ان تعدي ليلة اخرى على مصعب في الحبس وهو لا يعرف مصيره..




في قسم الشرطة.. اخذ المحامي توقيع مصعب ليصبح وكيلا رسميا له.. وبعد ان شرح مصعب كل شيء له.. اخبره ان الوضع صعب والقضية يتحملها وحده خاصة ان كونست تركه وحيدا ونفذ بجلده.. فكمية السجائر كبيرة.. و معها تكبر العقوبة.

كان من الممكن استحصال كفالة واخراج مصعب.. لكن لايزال الوضع معقدا بسبب السيارة واثبات انها ليست مسروقة..

( بقلم الباحــــث )




للأسف عدت للبيت لوحدي .. لم انجح في اخراج مصعب من الحبس بكفالة.. أما صديقته سابينا .. بدأت تتصرف بغرابة.. في الأيام التالية..

فكانت تأتي متأخرة للشقة.. ثم جائت مرة مع شخص غريب ولم افهم علاقتها معه.. لكنه لم يبيت في الشقة.. كان لدي توقعات بخصوصها.. اظنها صحيحة




باشرت بالعمل في بقالة رضا..ولا يزال أخي حبيساً ومسألته تتعقد.. بصراحة كان تعامل رضا معي ممتازاً لغاية الآن..لكنه متزوج ولديه ابناء.. ان كانت لديه نية سوء.. فلن يحصل على شيء مني.. وان كان يقصد الزواج.. فمهمته صعبة ايضاً.. لأني لن ارضى بالزواج ولا يزال ابنائي بعيدين عني..



في شقة مصعب .. لم تعجبني تصرفات سابينا .. زادت مواجهاتنا مع بعضنا خصوصا اني لا افهم معظم كلامها.. شعرت بثقل وجودي معها.. حتى كتبت سابينا لي رسالة مترجمة بهاتفها وارتنياها فورا.. تطلب مني الرحيل!! لانها ستترك الشقة أيضا..

ملخص رسالتها المترجمة

( تم فصل مصعب من العمل لكونه محبوسا على ذمة التحقيق . ولم يعد بأمكاني دفع أيجار الشقة لوحدي.. سابحث عن شقة أرخص.. عليك فعل هذا أيضاً.. إلا لو كان بأمكانك دفع ايجار الشقة كله لوحدك.. انا راحلة خلال اسبوع!)

( بقلم الباحــــث )

عملي الجزئي.. لا يمكن بكل الاحوال ان يغطي نصف ايجار الشقة لا كلها.. لذلك .. طلبت من رضا مساعدتي في البحث عن استوديو( غرفة مع خدمات) رخيص بأسرع وقت.. وجمعت اغراض اخي المهمة في حقائب.. فالشقق معظمها تؤجر هنا مفروشة..

كنت ازور مصعب كل يومين.. واخبره بكل التطورات ما تفعله حبيبة القلب به..! كان يتألم أمامي ويصمت وليس بيده حيلة ..

ساعدني رضا كثيرا.. لقد وجد لي بسرعة استوديو.. مناسب.. وانتقلت له بسرعة مع بعض اعراض مصعب.

كان الاستوديو عبارة عن غرفة نوم واحدة بسرير متوسط الحجم.. ومطبخ مفتوح مع الغرفة .. اضافة لجميع الخدمات الاخرى مشتركة بحمام ملاصق.

اخيرا.. لأول مرة ابات ليلة هانئة لا اشعر بها بأني ضيفة ثقيلة على سابينا.. وارتحت منها.. لم تكن ليلة هانئة بالمعنى الحرفي.. في ظل كل هذه الظروف الصعبة.. لكنها.. الأفضل بالتأكيد.. مما كنت اعانيه بوجود سابينا.. التي اختفت بعد ايام من المشهد.. ولم يعد حتى مصعب يسمع عنها شيئاً

( بقلم الباحــــث )

بصعوبة بالغة تمكن المحامي من اقفال قضية السيارة.. لا اعلم كيف فعل ذلك مستغلاً ثغرة قانونية.. معتمداً على أن السيارة غير مبلغ عنها كمسروقة.. للأسف حُكم على مصعب بالسجن خمسة اشهر مع النفاذ.. كان خبرا صادما لي انا بالمقام الأول.. لأن مصعب هو سندي وملاذي الوحيد في الغربة بعد طلاقي من عماد.






لم يكن في وسعي بعد خبر مصعب المحزن غير أني أركز في عملي الجديد في بقالة رضا.. وافكر في التواصل مع اولادي كل يوم.. وأؤسس لقاعدة جديدة لي في هذا البلد.



في الايام التاليه في محل عملي في البقالة العربية التي يملكها رضا كان تصرفه معي طبيعي جدا لكن لم تخلو نظراته نحوي من اعجاب واضح

كان رضا يحاول التقرب مني وافتتاح مواضيع عامه كلما سنحت الفرصة له.. لكني كنت اجامله وارد عليه بلطف

ما حدث انه في احد الايام دخل رجل في نهايه الخمسينات يدعى صابر .. صابر أنيق و معتدل البنيه طويل و قد صبغ شعره و حاول اخفاء اثار السنين البادية على وجهه بالأبتسامة البشوشة طوال الوقت

يبدو من لهجته انه من احدى الدول المجاوره .. فلهجته قريبه جدا على لهجه بلدي وكان التفاهم معه سهل جدا

( بقلم الباحــــث )

صابر هذا زبون دائم عند رضا ودائما حين ياتي الى المحل يشتري الكثير من الاشياء والبضائع و كذلك يجزي عاملي المحل بإكراميات جيده حتى ان رضا يستقبله بشكل خاص جدا لكونه زبون مهم جداً لديه

انتبه صابر لي في المحل لكوني عامله جديده ولم يرني فيه من قبل .. وبعد أن تفحصني مطولا بنظراته.. ذهب وتكلم مع رضا في شيء ما و لم أسمعهما بالطبع


لكن يبدو انهما كان يتحدثان عني لان نظراتهما كانت موجهة نحوي.. ! أكمل صابر تبضعه الدسم من المحل و ودع الجميع وغادر..



في المساء انتهى العمل وقبل ان اخرج لأعود لشقتي الصغيرة اوقفني رضا وقال انه بحاجه للتكلم معي



رضا/ انا.. عاوزك في كلمتين يا رحاب..

رحاب/ ها.. اه.. قوي قوي.. تفضل

رضا/ انا زي ما عرفت منك بالأيام الي فاتت.. انك لا مؤاخذة ست مطلقة.. واولادك عند ابوهم وعايشة لوحدك هنا.. و .

رحاب بتوتر/ ايوا حضرتك .. ممكن تدخل في الموضوع ع طول !

( بقلم الباحــــث )

رضا/بصراحة.. السيد صابر.. راجل معروف هنا في المنطقة..وقديم فيها.. وسمعته زي الجنيه الذهب..وبتاع **** ومتمكن قوي.. وهو اُعجب بيك جدا.. عشان كده هو كلمني عنك..

رحاب/ أفندم!! بصفتك ايه حضرتك؟

رضا/ اهدي شويا ارجوكي.. هو الموضوع مايغضبش ****.. الراجل عاوزك بالحلال.. وكلفني اني افاتحك في الموضوع!








بصراحة لم تعجبني طريقة زواج الصالونات تلك.. وبهذه الطريقة.. في بلاد منفتحة مثل اوربا.. لا اريد ان اتشبه بعاداتهم.. لكني ارفض تلك الطرق حتى حين كنت في بلدي..



رحاب/ مممم... بس انا لسه في شهور العدة يا رضا.. وكمان.. فيه بيني وبين طليقي تفاوضات .. لغاية دلوقتي.. واحتمال كبير انه يردني..

رضا/ ها... و**** ماكنت اعرف..يا خسارة .. سامحيني .. يا رحاب.. ولا مؤاخذة منك..

رحاب/ لا.. ولا يهمك.. حصل خير..

( بقلم الباحــــث )




رفضت هذه الطريقه للزواج في بلاد اوروبيه متقدمه وفي مجتمع منفتح و لن يكون زواجي بهذه الطريقه من شخص اراه لأول مره ويعجب بي وثم يطلبني للزواج فوراً ! شيء غريب بالنسبة لي ومثير للريبة كذلك ..

لقد كذبت و تحججت لـ رضا بأنني لازلت في شهور العده فقط للتخلص من الحاحه والحاح زبونه صابر..




مرت الايام بشكل بطيء نسبيا بسبب الملل والروتين فمن العمل الى الشقة ومن الشقه الى العمل كنت احاول ان اقضي يومي بدون مشاكل وأحاول الاتصال دوما بـ أولادي لأذكرهما بانني لازلت موجوده فاخاف ان ينسياني

دائما تواصلي معهما ينجح واشعر بانهما لا يزالان يرغبان بعودتهما لحضني.. ولكن بسبب تلك القوانين المجحفة بحقي فأنا لا استطيع ان افعل الآن شيئا



بعد ايام عاد رضا لفتح الموضوع نفسه معي مجددا و قال لي ان صابر الخمسيني يعمل في مؤسسة تابعة الى محكمه الأسرة البلجيكيه وان أحتمالية علاقتي به سوف تعيد لي الأمل في أستعاده ابنائي لحضني

بصراحة حين سمعتُ ذلك سال لعابي .. فهي فرصه كبيره ومغريه ايضا ولكني تصرفت بحذر لا اريد التهور والأستعجال ولا اريد لأحد أن يلعب بعواطفي ويستغل حاجتي لأولادي

( بقلم الباحــــث )


وعليه فقد قررت ان اعطي لصابر فرصه ولكن أن تكون وفقاً لشروطي و ان يكون تعارفً بسيطا.. أما اللقاءات ستكون دائماً خارج اوقات الدوام الرسمي وفي اماكن عامه وامام جميع الناس

سأرفض اي لقاءات خاصه .. أريد ان اتاكد تماما من نوايا هذا الرجل. نقل رضا موافقتي المشروطة لصابر.. واخبرني ان الرجل سوف يقابلني في غضون ايام قليله !





رغم بساطة شقتي الصغيرة ( الأستوديو) لكن الحياة فيها مستقره و مريحة.. يكفي فقط ان استرجع ذكرياتي المريرة عندما كنت اعيش في شقة مصعب مع سابينا تحت سقف واحد

أما سابينا فلقد اختفت تماما من المشهد.. لا اعرف عنها شيئا بعد انتقالي .. كنت ازور اخي مصعب في الحبس بشكل نظامي وفي اوقات الزيارات المحدده

وضعه لم يكن بجيد وحالته النفسيه متردية قليلاً ولكني كنت أشد من عزيمته واشجعه وأهون عليه الأمر.. فالمدة التي حكم بها عليه هي مجرد بضعه اشهر وستمضي بسلام .. فقط عليه ان يحذر وان يتصرف بحكمه حتى يقضي مدة عقوبته على خير

صار مصعب يتكلم معي بأسلوب مغاير ..مختلف عن ذلك الذي عاملني به.. حين كان حراً.. وسابينا في احضانه

هو يشعر بالأمتنان و بتأنيب الضمير لتصرفه القاسي معي في البدايات.. وصار ممتناً لوجودي بقربه ووقوفي معه

( بقلم الباحــــث )










مصعب

لقد كانت تجربة قاسيه جدا وقد حُكم علي بقضاء بخمسه اشهر في السجن. انا ممتن حقاً ان رحاب وقفت معي ولم تتخلى عني وهي الوحيده التي وقفت بجانبي .. بعد ان تخلت عني سابينا وهجرتني ببساطة ! هكذا هن معظم الفتيات ذوات الشعر الأشقر.. لا يترددن كثيراً في أنهاءأي علاقة يخضنها.. لو اكتشفن انها لا تصب في مصلحتهن

أما اختي رحاب فلقد ظلمتها كثيرا كدتُ ان أضحي بعلاقة الدم التي تربطني بها من اجل أنسانة لا اعرفها .. انسانة تركتني بكل بساطه وحيدا في مهب الريح اعاني في محنتي.. سابينا فضلت مصلحتها الشخصيه علي للأسف ولهذا تحملت كل التبعات المترتبة عن علاقتي بها

كنت افرح جدا بزيارة رحاب لي في الحبس .. فتعطيني طاقه ايجابيه وتشجعني بكلامها الحماسي ..حتى تنتهي العقوبه بسلام .

بدخولي السجن فقدت عملي للأسف .. القوانين شديده جدا هنا فيما يخص بتلك العقوبات وحين يسمع رئيس العمل بانك قد اقترفت ذنبا مثل ذلك وخاصه فيما يتعلق بتهمة تهريب ! فانك ستواجه حتما قرار الفصل بكل سهوله


تم تحويلي الى نظام المعونات الاجتماعية المتبع في البلد.. ولكنها مساعدات مادية غير كافية خاصه بعد ان تعودت على مستوى معين من العيش الكريم..

( بقلم الباحــــث )

وانا خلف اسوار السجن.. وفي عزلتي..فكرت كثيرا مع نفسي.. ماذا سأصنع بعد انقضاء العقوبة ونيل حريتي مجدداً.. اين سأسكن؟


رحاب اخبرتني في احدى زياراتها لي ان سابينا قد تصرفت تماما بالشقه وان رحاب اضطرت أيضاً لتركها وتأجير استوديو( تسمية الغرفة مع خدماتها في بلجيكا) خاص بها تقدر على دفع ايجاره من عملها الجديد

كما انها اخبرتني بعملها في بقاله عربيه بالقرب من المنطقه .. الآن عرفت انه لم يعد لي مكان اسكنه لحسن الحظ.. اخذتْ رحاب اغراضي المهمه معها.. اظن ان المثل القائل.. الدنيا دوارة.. يعطيني درسا عمليا مهما وهي أن الدنيا تدور علي الآن.. وستنعكس علي الآية.. لأكون انا ضيفا ثقيلا عليها في غرفتها الصغيره!

( بقلم الباحــــث )










رحاب

اليوم هو موعد اللقاء مع صابر.. الذي اختار للقائنا مقهى هاديء على ضفاف نهر جميل يدعى لافال ..رغم برودة الجو ورطوبته.. لكن اليوم كان استثنائيا شبه مشرقٍ ببعض خيوط أشعة الشمس الهاربة من بين غيوم السماء السوداء الكثيفة لترسم لوحة جميلة في عيون الرائي..

من بعيد.. رأيت صابر يتوجه نحوي .. صابر رجل انيق و نحيف و طويل ولا يزال بصحته ويرتدي ملابسً انيقه جدا تناسب عمره وساعة ذهبية انيقة تزين معصمه.. ومظلة رمادية مطوية يمسكها بيده .. فالمظلة هنا صعب ان تفارقها لهطول الأمطار المفاجيء وغير المتوقع.. والذي يمكن أن يحدث في أي لحظة

بالنسبة لي انا أمرأة أنيقة بطبعي.. ولم أرتد ثياباً خاصة.. العادي يعني.. لا أريد صابر أن يشعر خطاءً انني ملهوفة للقائه بارتدائي اغلى ما أملك..

لا اريد أثارة أعجابه أكثر مما هو معجب بي أساساً ولا اريد أيضاً أثارة غرائزه كذلك.. فكان لبسي رسمياً نوعا ما.

جلس صابر امامي بعد ان ألقى التحية.. وابتسامته لا تفارق وجهه.. ثم طلب لي مشروباً ساخناً.. وهو يفتتح الأحاديث بكلام معتاد عن أحوال البلد في الوقت الحالي.. والجو المتقلب..

( بقلم الباحــــث )

حاولت ان لا اوزع ابتساماتي بشكل مجاني.. اعرف الكيفية التي يفكر بيها الرجل العربي امام أمرأة تبتسم له.. كان علي الحذر في ذلك كما اني لا اريده ايضا ان يستعجل في قراراتٍ يتخذها بناء على اول لقاء .. مطعم بأبتسامات كثيرة !

مع لقائي بصابر كنت مترددة كثيرا في داخلي .. فانا رافضه للأمر قطعا .. ولكن ما يدفعني للمواصلة هو ذلك الأمل ..من اجل اولادي والحصول عليهم مجدداً.. ومن اجل هذا الطُعْم قررتُ ان اكتشف ما يدور في خلد صابر




صابر/ انا آسف لأني تأخرت شويا عليكي.. !

رحاب/ مفيش مشكلة.. هو انت معندكش عربية؟

صابر/ كان عندي.. بس زهقت منها.. عشان الكل عارفة ان الواحد فينا يحفي عبال مايلاقي مكان يركن فيها عربيته.. و ده أكثر حاجة توتر النفر مننا.. عشان كده.. قلت خلاص.. مبدهاش بقى.. خلينا ع المواصلات احسن..

رحاب/ هممم.. طب ممكن اعرف.. ايه الي خلاك تكلم مديري رضا بخصوصي.. وانت لسه حالا شايفني؟؟




( بقلم الباحــــث )

صابر/ هو الحقيقة .. هي ديه مش اول مرة اشوفك فيها.. بس انا ماكنتش بخش المحل.. انا بقعد كل يوم الصبح ع الكافيه الي قصادكو .. بشرب قهوة قبل ما اروح للشغل.. وكنت وانا قاعد هناك.. لمحتك كم مرة وانت تخشي البقالة.. وعرفت طبعا من رضا انك بتشتغلي معاه..

رحاب/ .. آه.. بس اظن رضا قالك عن وضعي واني...

صابرمقاطعاً/ انا عارف كل حاجة.. قبل ماتتعبي نفسك في الكلام يا آنسة رحاب!!

رحاب/ واللاهي!! .. دنتا جمعت معلومات كثيرة عني وانا نايمة على وداني ما دارياش بحاجة!!

صابر/ العفو.. العفو يا آنسة رحاب.. مش القصد اني بتدخل في حياتك.. بس الراجل فينا لما تخش الست في دماغه وقلبه.. لازم يعرف عنها كل حاجة قبل ما يخطي خطوة لقدام .. وفيه حاجة كمان لازم تعرفيها انا متجوز وعندي عيال كمان..!

رحاب تتفاجيء/ ايه؟؟ بس رضا ماقاليش كده عنك...

صابر/ انا قلتله .. انك لازم تعرفي كل حاجة عني ..مني انا

رحاب/ طب ولا مؤاخذة يا .. سيد صابر.. لازمتهُ ايه جوازك مني .. ما دمت أنت راجل متجوز وعندك عيلة!

صابر/ اظن انت عارفة كويس القوانين هنا هاملة ازاي.. انا اتجوزت زهرة وسجلت الزواج هنا في محاكم بلجيكا .. و حصلت بينا مشاكل كثير .. مش ناوي اوجعلك دماغك بيها.. المهم.. احنا انفصلنا وتطلقنا قدام الشرع.. بس عشان نحافظ على الولاد.. يبقى لازم يفضل عقد جوازنا نافذ قدام المحاكم.. عشان كده.. كأي راجل ..انا محتاج لست في حياتي بالحلال طبعا.. واتجوزها عقد مأذون بس ..

( بقلم الباحــــث )

رحاب/ انت فاجأتني بصراحة.. انا كنت متوقعة انك تكون أرمل .. او مطلق .. بس مش بالشكل ده..

صابر/ انا.. مشح حضغط عليكي اكثر يا آنسة هيام.. فكري بالموضوع كويس.. ولو وافقتي.. انا حضمنلك عيشة تحلم بيها كل بنت هنا.. شقة متكاملة لوحدك.. ومش حتحتاجي تشتغلي عند رضا ثاني.. عشان انا حكتبلك مصروف شهري زي المرتب بالضبط و يجيلك كل آخر الشهر.. وأي مبلغ تطلبيه مني في اي يوم.. مش حبخل عليك بيه.. وطلباتك كلها مجابة.. واهم حاجة.. انا مستعد اخلي ولادك يرجعو لحضنك كمان!

رحاب/ افهم من كده انك تساومني؟؟ لازم أتجوزك عشان اقدر اشوف ولادي ثاني. .؟

صابر/ لا استغفر **** انا ماقلتش كده.. انا اقصد انك لما تبقي مراتي.. ده هيشجعني اكثر عشان ابذل كل مجهودي وارجعهم ليكي.. بس كده!






صمتُ وانا اسرح بنظري قليلا نحو الغيوم التي تراكمت مجددا لتحجب عنا خيوط أشعة الشمس القليلة الهاربة من بينها ..وكأنها تبعث لي برسالة وتذكرني بالوضع الذي حشرتُ فيه نفسي الآن.. وصرت لا أقدر على الهروب منه..

( بقلم الباحــــث )




ثم قلت بعد ان اخذتُ نفسا عميقا

رحاب/ طيب.. بس لازم تعرف اني مقدرش اوعدك بحاجة.. انا محتاجة مدة اعرفك فيها.. زي مانت كمان حتعرفني كويس فيها




وافق صابر بسعادة.. وهو يرتشف مشروبه الساخن.. وعاد لأحاديثه الجانبية التي لم اركز فيها.. فتفكيري الآن محصور فقط في أمر اولادي .. وأرجاعهم لحضني.. حتى لو اظطريت للزواج من صابر!



الموضوع لم يكن سهلا علي فقررت ان أرواغ صابر في مسألة الوقت .. وفي نهاية الحوار ودعته بابتسامه باهتة وتمنيت له يوما طيبا .. لكنه ذكرني قبل مغادرته وقال لي انه علي ان احسم امري بوقت قصير فهو لن يستطيع انتظاري لمده طويله



رحاب/ معلش يا سيد صابر.. احنا لسه حالا متعرفين ع بعضنا.. لازم تديني شوية وقت.. على مهلك شوية علي ارجوك..

صابر/ .. حاضر .. يا آنسة رحاب.. انت تؤمري.. !






( بقلم الباحــــث )

كنت أحاول اغلب الوقت أن أكلمه بطريقه لطيفه لكي لا يشعر بأني لا اطيقه من الأساس ولكني مضطره لفعل ذلك من اجل اولادي..












مصعب

غدا سوف يكون اليوم الاخير لي في هذا السجن الذي اقنعني المكوث خلف قضبانه حبيساً بأن اسوء شيء يمر على الانسان في حياته هو الغربه ومن ثم بعد ذلك هي الغربه في داخل الغربه والأسواء على الاطلاق هو السجن في الغربه !!

فانت هنا حبيسٌ غريب لا تعرف احدا وكل يوم يمر عليك كأنه دهر و اغلب من هم معك في الحبس يكرهك أو على الأقل لا يحبك!


انت شخص غير مرحب به على الأطلاق لا في المجتمع ولا في السجن كذلك

لم أصدق ذلك حينما اخبرني الضابط المسؤول انه علي ان استعد للخروج غدا !!

الحصول على الحريه مره اخرى يمدني بشعورٍغامرٍ .. ملأني بالسعادة و فعلا شعرت ان الفرحه لا تسعني .. لدرجة تمنيت فيها الخير للجميع .. وصرت اتمنى ان لا يشعر أي شخص بما عانيته ولا يمر بما مررت به .. وأن غدا لناظره لقريب !

( بقلم الباحــــث )








رحاب

طلبت من رضا ان يمنحني أجازة لهذا اليوم.. فاليوم هو موعد الأفراج عن أخي مصعب.. الذي عانى كثيرا في الفترة الأخيرة.. انا فرحة جداً لخروجه أخيراً.. بوجوده مجددا معي .. سيعيد لي الدعم المعنوي والنفسي لمواصلتي الحياة بعيداً عن أولادي في هذه الغربة الموحشة.. فالأخ سند وظهر لأخته..

لا أدري لماذا تأنقت بشكل واضح وتزوقت ورتبت نفسي وارتديت أفضل ثيابي.. كأني سأقابل حبيبا !

وامام بناية السجن.. نزلت من سيارة الأجرة وتمشيت بضعة خطوات حتى وصلت باب الأستعلامات.. وهناك أخبرتهم بأني انتظر الأفراج عن أخي.. فطلب مني الموظف الأنتظار في الغرفة المخصصة.. كان المفترض ان يخرج مصعب في العاشرة صباحا.. تجاوز الوقت الحادية عشر وانا انتظر على أعصابي .. قلقة و متوترة..

اخيراً... أطل مصعب.. الذي كان وجهه شاحباً .. ولحيته كثيفة .. وصار جسمه نحيفاً.. وهمه و حزنه قد أثقل من خطاه وهو يتمشي نحوي.. يحمل حقيبة صغيرة على كتفه.. وفور ان رآني.. ابتسم ضاحكاً... واتسعت عيناه واسرع نحوي ماشياً..

اما انا لشدة الفرحة بأفراجه.. ركضت نحوه.. والتقينا معا وسط المسافة القصيرة.. وحضنته بقوه وانا ابكي من الفرح.. ومصعب يبادلني الحضن بقوة.. وصرت احضنه واشمه واقبل وجنتيه.. ومصعب غير مصدق من الفرحة.. فرحته برؤيتي كانت تعادل فرحته بفك حبسه ونيله لحريته..

( بقلم الباحــــث )

ليس هناك أجمل من ان تجد شخصا يحبك ويحمل معك همك وينتظرك بلهفة..




رحاب بحماس وفرح/ وحشتني.. وحشتني قوي يا مصعب يحبيبي.. حمدلله ع سلامتك.. الفرحة مش سايعاني برجوعك ليا!

مصعب/ انا.. انا بجد فرحت لما شوفتك ياختي يحبيبتي.. بجد فرحان.. انا كمان الدنيا مش سايعاني من الفرحة..

رحاب/ بص.. احنا نأجل فرحتنا باللحظة المفترجة ديه.. لبعدين.. خلينا نخرج ونبعد عن الحتة المقرفة دي بسرعة.. لاحسن يرجعوا بكلامهم ولا يفتكروا حاجة يرجعوك للسجن تاني عشانها..

مصعب يضحك/ هههه.. تصدقي عندك حق في الي قولتيه.. يلا بينا خلينا نمشي من هنا ع طول




اخذت مصعب ممسكة بيده بعد ان حررته من حضني القوي الأحكام.. وانا سعيدة جدا بخروجه.. لم افرح بهذا الشكل منذ قدومي لبلجيكا..

استأجرت سيارة أجرة لعنواني الجديد.. و طوال الطريق كنت اضحك وابتسم وممسكة بذراع مصعب بقوة.. كأني خطيبته لا أخته!




( بقلم الباحــــث )

مصعب/ انا بجد.. مش عارف اقولك ايه.. على وقفتك معايا.. دا انا لولاكي.. ما كنتش اقدر اتحمل ايام السجن الصعبة.. خصوصا لما البنت سابينا تخلت عني في محنتي

رحاب/ ماتقولش ولا حاجة.. عشان احنا خوات ولازم نقف مع بعضينا خصوصا في الغربة ... وكمان وحياتي عندك... بلاش تجيب سيرة الي اسمها سانتينا ديه.. خلينا كده مبسوطين مع بعض هو ده وقت سيرتها!!

مصعب يضحك/ هههه.. عندك حق.. بلاش اياها من سيرة..






وصلنا لعنواني الجديد.. كان الاستوديو خاصتي يقع في الطابق الاول من عمارة حديثة بنيت كلها بمثل هذا الطراز..

أُعجب مصعب كثيراً بالشارع الذي تقع عليه شقتي الصغيرة( الاستوديو) وبعد ان فتحت الباب و دخل مصعب معي.. اعجبه كذلك بناء الشقة الحديث وترتيبها واثاثها الذي اشتريته كله بجهدي وتعبي.. جلس مصعب على الأريكة في الصالة وهو يسحب انفاسه ليرتاح..




مصعب/ ده انت ذوقك يجنن.. عفارم عليكي يا رحاب.. دنتي طلعتي قدها وقدود.. وقدرتي تعملي لنفسك حاجة تشرف و تخليك مش محتاجة لحد..



ناولت مصعب ملابساً نظيفه وقلت

رحاب/ **** يخليك ليا يا مصعب.. بص .. انت النهارده تعبان قوي.. روح انت كده خودلك حمام و تغسل عن جتتك اي حاجة لازقة فيها من السجن! والبس الهدوم دي.. انا غسلتهم وحضرتهم عشانك.. وانا حعملك لقمة تسد بيها جوعك وترم عضمك .. عشان انا شايفه انك خاسس قوي .. يعيني عليك

( بقلم الباحــــث )

مصعب/ انا .. مش عارف اقولك ايه.. انت اعظم اخت في الدنيا يا رحاب..

رحاب/ ماتبطل يا واد كل شويا تقعد تشكر فيا.. يابني انته اخويا شقيقي.. من لحمي ودمي.. ده اقل مايمكن اعملهولك..

يالااا بقى خش الحمام .. يالاااا..




ذهب مصعب للحمام .. غيرتُ ملابسي بسرعة وتوجهت للمطبخ اعد الطعام من اجله ..

خرج مصعب من الحمام ورائحة زكية تنبعث منه وهو يغطي شعر رأسه بمنشفة ويلف بشكيرا حول جسمه. . كان يبدو وسيما جدا بعد ان حلق لحيته فعاد وجهه نظرا و مشعاً.. اطلتُ النظر فيه دون أن اشعر .. وأنا واقفة امام الموقد.. الموضوع في المطبخ .. والمطبخ والصالة كلها عبارة عن غرفة واحدة تقابل الحمام!




مصعب/ انا فيهَ حاجة؟؟

رحاب/ ها.. ايه..؟

مصعب/ أنا فيا حاجة.. ؟

رحاب محرجة/ ها.. لا مافيش .. مافيش اي حاجة..

مصعب/ افتكرت ان في حاجة كده ولا كده لازقة عليا.. عشان شوفتك باصالي وانت مركزة ..!

رحاب/ لا يحبيبي.. مافيش.. اطمن.. كله تمام.. يالا تعالا بسرعة عشان ناكلنا لقمة مع بعض .. انت مش جعان؟؟

مصعب/ دنا حموت من الجوع وانا شامم ريحة طبيخك الي تهوس .. يا سلام عليكي وعلى الأكل الي بتعمليهولي يا رحاب...






طبخت لمصعب اكلة شعبية يحبها.. وتناولنا العشاء ونحن نبادل احاديث متنوعة كثيرة.. واسترجعنا ذكرياتنا معا رغم قلتها واستذكرنا الوطن الحبيب.. وتمنيت العودة له.. فقط لو تتحسن الظروف قليلا.. متناسين ان كل ذلك وقت.. ندفعه من أعمارنا كثمن.

سرقنا الوقت معا.. حتى لاحظت نعاس مصعب الواضح .. فقلت له




رحاب/ انا شايفة خلاص.. كفاية كلام وذكريات.. والأحسن انك تخش ترتاح تنام.. !

مصعب/ اخش أنام ؟ ليه.. هو انا حنام فين؟؟

رحاب/ فين يعني.. في أوضتي طبعا!!!!!!!

مصعب/ اييييه... انت بتقولي ايه ؟




( بقلم الباحــــث )



اعتذر مرة أخرى للتأخير بسبب المرض.. ضغطت نفسي كثيرا لأجلكم.. وقتا ممتعا اتمناه لكم وسامحوني مرة اخرى..

الجزء الرابع

( بقلم الباحــــث )








مصعب

اول شخص رأيته عند خروجي من السجن كان رحاب ..وما أن رأتني هي.. جريت علي تحضني..


كنت أمشي باتجاهها وهي تبدو في هيئة جميلة جدا.. حضنتني وحضنتها بقوة.. حضنها الحنون و قوته.. تجاهل أي أحراج ممكن.. فبادلتها نفس الحضن وشعرها الأسود يغطي وجهي وانفي .. واشم عطره الزكي..

لم تأت في بالي اية افكار.. منحرفة.. رغم وضعنا الغريب الآن متحدين ملتصقين بحضن قوي.. تفصل جسدينا ملابسنا فقط .. فــفرحتي بالحرية كانت اكبر بكثير لدرجة أغفلت النظر عن كثير من الأشياء التي كانت تبدو تافهة في تلك اللحظة.

بقيت رحاب تحتضني وبعد عبارات الترحاب الحارة منها قادتني من يدي معها.. لا اذكر ان رحاب كانت متعلقة بي بهذا الشكل في الماضي.. عندما كنا في الوطن! ربما هي الغربة من قوّت اواصر ارتباطنا ببعضنا ( كأخوة) بشكل أكبر ..

حتى وصلتُ شقتها الصغيرة الجديدة .. كنت اجيب اسألتها ولكن فكري احيانا يأخذني سارحا عنها .. فيها!

لا أدري كيف واتتني تلك الأفكار ومنذ متى!! طوال شهور خمسة لم يكن سوى رحاب في بالي وهي كانت ونيسي في سجني..


اعتصرت ذاكرتي في السجن.. فالوقت يمر فيه ببطيء جنوني يُذهب عقل الأنسان ويجعله يشك في كل قوانين الفيزياء المتعلقة بالزمن.. التي تقول ان الوقت نسبي!!! بل أن الوقت في السجن جامد.. متوقف.. لا يتحرك.. كأنه سلسلة جبال صامدة منذ نشأة الخليقة لا تزحزح من مكانها!

تذكرت مقطتفات قصيرة وسريعه من ذاكرتي بيني وبين رحاب.. ايام كنا صغارا .. لا زلت لا ارى فيها شيء مميز.. سوى ان أختي فتاة جميلة.. وشخصيتها قوية وعنيدة .. وتستحق شخصا أفضل من عماد بالتأكيد..

( بقلم الباحــــث )




اخذتني الافكار حتى وصلنا شقة رحاب ودخلنا فيها .. ثم طلبت مني ان اغسل هموم السجن الثقيلة عن جلدي فأخذتُ حماما منعشا طويلا .. وحلقت لحيتي.. وطوال الوقت.. كنت اتجنب اي فكرة جنونية تواتيني من بين السطور .. تتعلق بجمال وجاذبية رحاب



خمسة اشهر قضيتها خلف اسوار السجن.. دون ان ألمس فتاة.. ومن قبلها .. لا اتذكر اني لامست سابينا كثيرا.. حتى انها في الشهر الاخير من علاقتنا.. كانت تتحجج وتضع العراقيل في طريقي لكي تمنعني من ملامستها..

و رغم ان الهم والغم في السجن كبير ..فأنك تبقى انسان.. يجوع ويعطش ويقضي حاجة .. وتظل تذكره غرائزه.. بأنها لا تزال موجودة فتذكرني بأني لا زلت كائنٌ حي..

خمسة اشهر اريدها للنسيان.. لكن هيهات.. تلك التجارب تعمل كندب لا تمحى من على وجهك.. لم اعقد اي صداقة في داخل السجن.. كل ما اردته ان امضي بوقتي بسلام.. دون مشاكل..

ومع هذا فرض نفسه علي شخص يتكلم العربية.. أسمه ( زويني) وحين تأكدت من حسن نواياه .. صرت احادثه و اسامره .. دون ان اكشف كل تفاصيل حياتي امامه.. كصديق طريق.. يرافقك طوال رحلة في قطار.. وينتهي كل شيء بنزولك في محطتك قبله.. او حتى بعده.

زويني هذا.. سيمضي بضعة أشهر أخرى في السجن.. لتهمة سرقة! لا ادري ان كنت سأراه ثانيةً.. الخروج من السجن هو ولادة جديدة.. تحاول ان تنسى بعدها كل ذكرى متعلقة بتجربتك المريرة تلك.

( بقلم الباحــــث )






اكملت حمامي على مهل.. وبعد أن خرجت منه مرتديا بشكيرا الف رأسي بمنشفة.. استغربت لمنظر رحاب وهي تركز في نظرها نحوي.. لوهلة ظننت انها رأت شيئاً عالقا في وجهي! لكنها نفت ذلك.. سرقتني رائحة الطعام اللذيذ فورا من افكاري.. اعدت لي اختي من أجلي اكلة لذيذة قد اشتقت لها بقدر اشتياقي للوطن

وانا جالس على السفرة اشارك رحاب الطعام.. كنت اسرق احيانا نظرات سريعة لها دون ان تشعر بي..

لم تتغير رحاب كثيرا.. بل قد فقدت بضعة ارطال من وزنها فبدت اصغر من عمرها.. ارشق واجمل.. مع بشرتها العربية الجميلة التي يستطيع المرء ان يميزها بسرعة..

تسامرنا وتحدثنا.. ولم نغفل ذكر شيء يتعلق بالأهل .. كنت أشعر بالتعب الشديد والنوم يثقل اجفاني.. لكن رحاب فاجأتني بطلبها مني الدخول للنوم في غرفتها!!!




مصعب/ انت بتقولي أيه؟ لاء طبعا.. انا حنام ع الكنبة هنا .. وانت في اوضتك

رحاب/ نعم!!! ده لا يمكن ..يحبيبي انت تعبان ومحتاج تريح جتتك.. والكنبة قصيرة وصغيرة مش حتريحك خالص يا مصعب.. اسمع كلامي بس

مصعب/ طب.. وانت؟ هتنامي فين.. ع الكنبة؟

رحاب/ .. اه.. و ماله؟

مصعب/ مش انت لسه قايلالي انها قصيرة ومش مريحة؟ اكيد مش هترتاحي عليها!! لا . . لا يا رحاب.. انا انام ع الكنبة..

رحاب/ بص.. انا اتفق معاك اتفاق.. انا انام ليلة ع الكنبة وانت الليلة التانية.. اظن كده عَدل ومافيهوش ظلم خالص . ها.. اتفقنا!

مصعب/ها.. ماشي.. مش هنختلف طبعا.. يبقى الدور عليا وانا الي هنام الليلة ع الكنبة.. !

( بقلم الباحــــث )






فجأة ..قامت رحاب من سفرة الطعام وهرولت باتجاه الاريكة وافترشتها مستلقية بجسمها عليها.. وقالت وهي تضحك

رحاب/ هههه.. ده بُعدك طبعا.. انا الأول .. مش هسيب مكاني منها خالص.. يالااااا بقى.. خش انت نام هناك..في أوضتي




تركت السُفرة انا ايضا .. وتقدمت ببطيء تجاهها.. وتصرفت بمزاح معها فورا

مصعب/ انت اخذتيني ع خوانه ع فكره.. طب انا هوريكي..




اقتربت من رحاب امسكتها من تحت ظهرها بكلتا يدي.. اريد رفعها من مكانها لأجبرها على النهوض منه..

كان جسمها طريا تغوص اصابعي بسهولة فيه.. كأنه مصنوع من الجلي.. حاولت ان لا اكون عنيفا جدا.. فكنت اسحبها نحوي وهي تتمسك بالأريكة بقوة و تعاندني مقاومةً وتضحك بنفس الوقت

رحاب/ هههه.. طب واللهي مانا قايمة.. ها ..

مصعب/ بقولك لا.. لازم انتي الي تنامي هناك..

( بقلم الباحــــث )




صرت اسحبها وانا محني فوقها وقدمي لا يزالان على الارض.. ولكن رحاب تقاومني ..

شعرت بشيء خفيف يدب في قضيبي.. لا اراديا.. لم ألمس جسد أنثى منذ مدة.. مايزيد من توتر قضيبي هو ضحكاتها المتتالية المرافقة لمقاومتها القوية لدرجة.. بسبب ردة فعلي لجذبها اختل توازني.. فسقطتُ دون أرادتي فوقها..

صار وجهي مدفون في صدرها الطري تماما بين شقي كرتيها الطريتين الناعمتين .. رائحته العطرة الجميلة تثير الحجر لا تثير قضيبي فقط! ملمسه الطري وهو يعمل كممتص للصدمات لرأسي المدفون فيه.. اخذني لخيال بعيد في عالم آخر..

قاطعت رحاب خيالي وهي تخاطبني محرجة تنظر لي والحمرة تلون وجهها الخجول

رحاب/ .. انت كويس !انا آسفة.. ماقصدش!

ابتعدت عنها احاول الوقوف لم استطع .. فأظطررت للجلوس بصعوبة على حافة الأريكة .. أكاد أنزلق منها .. ملاصق لجسمها


أمسكت بيد رحاب الناعمة الملساء الطرية كي اثبت نفسي.. كان موقفا محرجا جدا.. لكلينا ..غير متوقع.. ولا مخطط له



مصعب/ .. اه.. انا .. انا الي آسف.. مكانش قصدي بردو..



سادت لحظات صامته فيما بيننا ونحن نطالع وجهينا معاً ولكن رحاب .. لتتفادى مزيداً من الأحراج قطعت الصمت وتكلمت



رحاب/ احممم... طب.. مش حتخش تنام و تريح نفسك؟





كأنها تقصد أن أريح نفسي من هذا التوتر والرغبة المتقدة دون تخطيط و التي تريد ان تحرق الأخضر واليابس .. إن بقيت دقيقة أخرى بهذا الوضع!



مصعب/ .. اه.. عندك حق في كده.. انا هعديهالك الليلة بس.. اتفقنا؟



ردتْ علي رحاب بأبتسامة جميلة انارت وجهها الجميل المشرق وشعرها الذي تاهت خطوطه فوق وجنتيها وجبينها فبدت أكثر أغراءً

رحاب/ اه طبعا.. اتفقنا يحبيبي..




( بقلم الباحــــث )

بعد عبارتها الأخيرة.. لم أجد سببا لأطالة بقائي بهذا الوضع.. نهضت بصعوبة عنها.. وانا احاول ان اداري ما يوتر مَن شد نفسه منتصبا بين فخذي.. آملا ان لا تلاحظه رحاب..

لفيت ظهري عنها وانا اتمشى نحو غرفتها.. فشعرتُ برحاب تنهض خلفي.. ترافقني..




رحاب/ على فكرة انا لازم اجي معاك.. يمكن تكون محتاج حاجة.. وبالمرة آخذ هدومي الي هروح بيها للشغل بكره!



لم امنعها طبعا.. فلا زلت لم ار غرفتها ولا كيف تكون.. ورغم احراجي و مداراتي لانتصابي.. مشيت امامها مبتسما محاولاً أن أبدو طبيعياً !.. ودخلنا غرفة نومها..

غرفتها كانت صغيرة بسرير متوسط الحجم قد يسع لشخص ونصف ! مرتب و مغطى بملاية شتوية و مخدة وردية اللون تناسب الوان الفراش والملاية .. وخزانة خشبية انيقة بثلاثة ابواب.. ومرآة أُدمجت على الباب الوسطي.. تصميمها عصري حديث..


في الغرفة شباك صغير واحد بلا شرفة.. وكرسي خشبي في احدى اركانها.. وع اليسار من باب الدخول.. وضعت رحاب كومودينه.. تلك التي تُصنع خصيصا للنساء.. بمرآة دائرية قريبة لشكل قلب الحب و حولها انارة بيضاء مشعة غير مؤذية للعين .. وطوابير من مختلف ادوات الزينة.. زجاجات عطر وامشاط مختلفة و علب مكياج.. ومشابك شعر و اشياء صغيرة اخرى لا اعرفها.. لكن.. كل شيء كان موضوع بشكل منتظم..

( بقلم الباحــــث )


بالأضافة الى طابورية صغيرة للجلوس امام المرآة..

كلمتني رحاب بعد ان فتحتْ احدى خزاناتها واخذتْ طقم ملابس خاص بها.. وهي تدس بيدي مخدة صغيرة أخرى..




رحاب/ خود ديه.. عارفة انك ماتقدرش تنام إلا على مخدتين فوق بعض!

مصعب/ .. دانتي مش ناسية حاجة ..!

رحاب بابتسامة/ دنته اخوي يا مصعب .. اذا كنت انت ناسي.. فأنا لاء !




انحنت رحاب امامي على السرير لتضع لي المخدة الثانية و ترتبها على الفراش..

كان ثوبها منزليا عربيا عاديا من النوع الشائع الذي ترتديه معظم النسوة العرب لا يبرز شيئاً من مفاتنها .. مع هذا لم امنع نظري من افتراس شكل مؤخرتها المكورة البارزة..و لم اسرح بأفكاري اكثر من النظر ذاته..

ثم التفتْ ثانية لي.. وهي تبتسم..




رحاب/ اظن انك مش محتاج حاجة تانية مني؟ اقدر اروح واسيبك تنام..

مصعب/ .. لا .. شكرا.. شكرا يحبيبتي..

رحاب/ طب.. تصبح ع خير يا مصعب!

مصعب/ وانت من اهله..

( بقلم الباحــــث )




خرجت رحاب من الغرفة بقليل من الاستحياء وهي تسحب خصلة من شعرها بيدها لخلف اذنها.. ومعلقة طقم ثوبها على كتفها الآخر وعيوني لا تزال تعاندني ملتصقة بأتجاه مؤخرتها..ثم خرجت واغلقتْ الباب خلفها..



قبل ان استلقي على السرير.. تجولت قليلا بدافع الفضول في غرفتها.. وجدت لها صورة واحدة على الكومودة الخاصة بها تجمعها بأبنيها سيف وعمرو.. يشبهانها قليلا.. لم ارهما إلا عندما كانا صغيرين جدا في الوطن قبل هجرتهما.. أي خال اكونه أنا؟ اجهل حتى شكل ابناء اختي!

استلقيت على الفراش المريح.. وغزتني العطور الخلابة الملتصقة بفراش رحاب.. كأني استنشقها استنشاقا لجمالها.. لا أشبع منها

شاكست قليلا.. فوضعت مخدتها فوق تلك التي اعطتنياها قبل قليل لكي اظل مستمتعا بعطرها الجميل الملتصق بقوة على مخدتها الوردية و الذي نجح بالتأكيد.. بمداعبة رأس قضيبي.. وزاد من توتره..

صرت افكر بكل تلك اللحظات الجميلة التي عشتها اليوم.. معها.. منذ ان رأيتها صباحاً حتى قبل قليل.. محاولاً النوم بسرعة!










رحاب

سعيدة جدا بعودة مصعب.. شيء في داخلي يجعلني اكثر تعلقا به من قبل.. والغربة صارت هي العذر والعنوان لمشاعري المختلطة..

( بقلم الباحــــث )

لمسات مصعب غير المقصودة لي منذ ان رأيته اليوم.. تبعث في جسمي تياراً كهربائياً واطيء القدرة.. لكنه كاف لأنارة لمبة مشاعري الأنثوية المتوقفة منذ مدة طويلة..

نعم.. هو أخي.. فكرة جنونية صرت اتجنبها بيأس.. حُرمت من الشعور بنفسي كأنثى منذ ان هجرني عماد في الفراش.. ثم طلقني بعد أشهر.. نسيت ان اعد الوقت.. لكني واثقة انه اكثر من عام ونصف ..

أهملت نفسي عاطفيا ونسيت اني أمرأة في آخر المطاف.. وليس أُما و أختا بنفس الوقت..


الغريزة العمياء تشق طريقها احيانا دون مرشد او رفيق يوجهها بالاتجاه الصحيح.. فتأخذني معها لواحة في صحراء قاحلة عانيت فيها الحر والعطش والأهمال والضياع.. أكان ماءً ما رأيته في الواحة أم سراب!

لن اكتشف ذلك حتى اصل حقا لتلك الواحة استكشفها بنفسي..!

اخذتُ طقم الملابس وعلقته في الحمام.. لكي ارتديه غدا للعمل

استلقيت على الأريكة غير المريحة .. وضعت على جسدي غطاء وحاولت النوم.. لن أتذمر من تلك الأريكة.. ما مر به أخي مصعب كاف لأن يصور لي هذه الأريكة.. كسرير مزدوج من ريش النعام.. سأخدعه غدا أيضا.. لن ادعه ينام هنا ابدا!

لا اعرف كيف سرحتْ بي الافكار بعيدا.. شيء ما يحصل رغما عني.. حين اتذكر لمسات مصعب وهو يحضنني.. عطره الرجالي البسيط كان كافيا لأنعاش ذاكرتي الأنثوية.. خشونة لحيته عندما احتضنته اليوم فور خروجه من السجن.. حضنه الدافيء في شتاء اوربا القاسي.. جعلني اشتاق له.. واتمناه ان يحضنني مجددا..

( بقلم الباحــــث )

لأول مرة.. أشعر برطوبة تحت!! رغما عني.. شيء يسيل مني يبلل كلسوني لا أراديا.. مالذي يحدث معي بحق .. ؟










مصعب

قبل لحظات .. كدت انام على سفرة الطعام .. لكن النوم هجرني الآن بعد دخولي غرفتها.. انتصابي يؤذيني.. والافكار ترفض تركي بسلام.. مددت يدي لا اراديا لقضيبي.. بعد أن تأكدت من وجود محارم بقربي.. لا اريد أن الوث فراش اختي! او اترك اثارا مني عليه!

هل حقا سأفركه؟ لأريحه؟ لكن لما شهوتي تعرض صورة رحاب في مخيلتي لدرجة تبدو هي امامي؟


اريد طرد الفكرة بقوة.. ولكنها تعود .. وبعودتها يعود قضيبي للحياة مجددا.. اتمنى ان يكون الأمر متعلق بصورة عامة بالحرمان من النساء فقط.. لا بأختي لكونها الأنثى الوحيدة التي اراها امامي..

خيالي المتقد بقيادة غريزتي .. يصارع عقلي .. كمباراة لكرة المنضدة لا تستقر على نتيجة.. فالكرة .. لحظة بدون رحاب ولحظة مع رحاب.. من سيفوز في النهاية؟

( بقلم الباحــــث )

نهضت من السرير اتمشى في مساحة الغرفة الصغيرة.. احاول طرد الافكار الشيطانية.. لكنها اخذتني نحو خزانتها الخشبية ..


فتحت ابوابها بهدوء لكي لا تصدر صرير خشب عال.. وانا اتفحصها بنظري.. وفي تلك اللحظة.. توقف عقلي عن التفكير وسلم دفة القيادة الى قبطان الغرائز.. وقعت عيني على خزانتها التي خصصتها لملابسها الداخلية..

اول شيء جذبني هي العطور النسائية الجميلة التي ملأت خزانتها بأثير ثيابها وغزت انفي وقضيبي.. وثم منظر الالبسة المختلفة الالوان والاحجام والانواع..

وملابس نومها ! بعضها عادي جدا .. لا غرابة في شكله.. كلاسيكي.. وبعضها شبه شفاف واخر رفيع مثير.. ربما كانت ترتديه لعماد لكنها لا تزال تحتفظ به..

حسدت عماد على أختي! التي لا يستحقها.. رحاب تستحق رجلا افضل منه بالتأكيد.. من يا ترى يكون هذا الرجل الذي يقدر رحاب حق تقديرها ويستحقها؟؟

دون شعور امتدت يدي نحو احد كلسوناتها التي كانت الأكثر جاذية بين الجميع.. اسود اللون مشبك ورفيع.. تخيلت كس رحاب خلفه.. وتساؤلت الفةمرة كيف يا ترى يطون شكله ؟

وصلت للحظة انضويت فيها تماما تحت قيادة غريزتي.. لم يعد للعقل اي سيطرة.. ولا حتى للضمير من وجود..

شممت عطره.. كان مغسولا نظيفا جدا.. لكن الغريزة من تخيل لي وتقنعني بانه لايزال هناك رائحة من جسد رحاب ملتصقة بها.. فاستنشقت عطرها بعمق وتوتر قضيبي يزيد من آلامه.. ينتظر امرا بالأفراج.. بعد ان نال صاحبه الحرية..من قبله

متى سأحرره من توتره؟ صرت اتصرف كمراهق في بداياته.. بين رفض وقبول وانكار واقرار.. كانت الغلبة للغريزة امام العقل.. فهي من لا تزال تحافظ على وجود البشرية!!

( بقلم الباحــــث )

عدت للفراش استلقي مستسلما لعطر رحاب في مخدتها وامسك بكلسونها الاسود بيد .. وقضيبي بيد أخرى ادعكه.. احاول تخليصه من محنته.. بخيال اختي..

كلما اقتربت من الذروة.. شيء ما يطفأ اتقادي ليعيدني الى صوابي بأن ما افعله ليس صحيحا ابدا..

تعبت من لعبة القط والفأر تلك.. استسلمت.. لن اواصل.. اعدت الكلسون لمكانه .. واقفلت الخزانة وحاولت النوم مجددا..!




ساعتان و نصف .. مرت.. ولا زلت مستيقظا.. فكرت مع نفسي ان رحاب قد غطت في نوم عميق الآن..

فخرجت للحمام.. مثل بقية البشر.. لاتزال رحاب تكره النوم في الظلام الدامس .. وانارت ضوءا خافتا في الصالة..

بعد ان قضيت حاجتي .. خرجت فألقيت نظرة مجددا على رحاب

لم تتغير.. لاتزال تسقط الغطاء عنها كعادتها.. في تلك الاجواء الباردة.. حتى وان كان نظام التدفئة نشطا في الليل.. لكنه لن يغنيك عن غطاء تلتحفه اثناء نومك..

اقتربت منها .. كانت قد نامت بعمق.. وأنسحب ثوبها عن ساقيها العاجيتين.. الرائعتين.. لثاني مرة اراها بهذا الشكل.. كان فخذيها مكشوفين .. وزواية نومها تكشف جزءبد بسيطا من خلفيتها دون ان المح كلسونها !

( بقلم الباحــــث )

فتحة ثوبها.. عند صدرها مكنتني من رؤية نهديها.. احدهما يرمي بنفسه فوق آخر في منظر لذيذ لا يقاوم.. لا ادري ان كانت ترتدي ستيانا.. لا اظنها تفعل.. حرية ثديها تؤيد ظنوني..

جلست على ركبتي اطالع جسمها ووجها.. مسيطرا على نفسي من اي طيش او فعل قد يدمر كل شيء في لحظة.. تلك الرغبات.. لو نمت في داخلك.. عليك ان تسقيها بروية.. لا تفرط .. فتموت غرقا!! او تقصر فتموت عطشاً!

نظرت الى جمال وجهها النائم.. واستخسرته مرة اخرى في عماد.. كنت اود ان اضربه علقة.. على اهداره تلك الجوهرة الثمينة.. ليس لأنها أختي فحسب.. بل لأن رحاب أمرأة متميزة بكل شيء

مددت يدي اداعب شعرها الذي غطى جزء من وجهها.. لاتأمل جمالها.. عيونها المغمضة الواسعة واهدابها الطبيعية الطويلة السوداء.. وجنتيها الطرية النظرة الصافية .. انفها الرائع الجمال.. شفتيها الممتلئتين.. الشهيتين.. كل شيء فيها مغر..

تعبت.. تعبت حقا.. من هذا المنظر الجميل..

اعدتُ الغطاء الذي سقط عنها على الأرض.. ووضعته فوقها مثل كل مرة تصرفت فيها بشهامة..

بعد دقائق.. تحركتْ رحاب.. خفتُ ان تفتح عينيها..نهضتُ بهدوء.. عدتُ الى غرفتها.. استلقيت على سريرها.. وثبتُّ نظري في سقف الغرفة.. وحاولت النوم......








رحاب

نهضت في الصباح.. متعبة .. عظامي تؤلمني .. فعلا النوم على الأريكة تلك غير مريح بالمرة.. اظن مصعب لايزال نائماً.. اعددت له الفطور حتى يجده جاهزا حين يستيقظ.. وشربت قهوة وارتديت ثيابي التي وضعتها في الحمام.. ولم أنس ان أضع نسخة من مفتاح الشقة على ورقة مكتوبة ووضعتها على الطاولة وسط الصالة.. كما فعلها لأجلي عندما كنت ضيفة عنده

( بقلم الباحــــث )

خرجت الى العمل.. مشيا على ألاقدام فالمكان ليس ببعيد.. وانا امسك بمظلتي خوفا من نزول مطر غير متوقع..

بعد عملي لأشهر في بقالة رضا .. عرف مني بالتدريج ان اخي محبوس.. اقنعته ان مصعب حُبس ظلما.. وكان علي الوقوف معه.. وصدقني رضا.. !

وصلت البقالة لأمارس عملي فيها كأي يوم عادي آخر.. لكن رضا لم ينس أن يفتتح يومي بطرح سؤال علي ..




رضا/ صباح الخير.. طمنيني.. ازايك! وازاي الاستاذ اخوكي؟ كله تمام؟ خرج بالسلامة ؟

رحاب/ ها.. آه.. كله تمام.. خرج الحمدللله .. متشكرة بجد عشان ادتني اجازة امبارح..

رضا/ لا وعلى ايه.. ده واجبي .. انت ليك معزة كبيرة عندي يا رحاب!

رحاب/ شكرا ليك يا رضا

رضا/ نسيت اقلك.. امبارح عدى عليا استاذ صابر..

رحاب/ وبسلامته كان عايز ايه بقى انشاء ****؟

رضا/ هو كان عايز يشوفك و طلب نمرتك.. عشان فيه حاجة ضرورية هو عايز يكلمك عشانها.. إلّا بالحق يا رحاب.. هو انت لسه مديتهوش نمرتك؟؟

رحاب/ اه.. لسه! واظن انك اديتلهُ نمرتي بقى ؟

رضا/ ها.. ولا مؤاخذة.. آه.. عشان هو قاللي انه في حاجة مهمة قوي..

رحاب بأنزعاج/ طب يا سيدي.. شكرا !!!




( بقلم الباحــــث )



انزعجت من تصرف رضا.. سكوتي كان فقط للحفاظ على مصدر رزقي.. وكذلك الفضول لأعرف مافي جعبة صابر..



أمضيت يومي كالمعتاد.. لا جديد.. حياة روتينية.. وفي الساعة العاشرة.. حاولت الأتصال بأبنائي وهم في المدرسة.. لم يردا علي .. وبعد ان اتصلت بأدارة المدرسة .. اثلجت المديرة قلبي ونادت عليهما لأتواصل معهما من هاتف المدرسة.. فهمت منهما أن آنيتا.. قيدت وصولهما لهواتفهما الذكية وحددت وصولهما فقط في أوقات محددة! تبداء من بعد الظهر.. خوفا على سلامة نظرهما وصحتهم العقلية!!

اظنها لا تأبه لسلامتهما العقلية بقدر ما تريد حرماني منهما فأختارت وقتا يصعب علي فيه الاتصال بهما.. لأنهما لن يأخذا راحتهما معي في الكلام عندما يكونان في بيت عماد تحت مراقبة آنيتا.




في المساء.. انهيتُ العمل.. وعدت لشقتي الصغيرة.. وانا اتجرع هماً أضافيا يبعدني اكثر عن أبنائي.. كل يوم !



وفور دخولي للشقة .. فاجأني مصعب بأنه أعد العشاء!! استقبلني مازحاً .. مرحاً



مصعب/ انا ماعرفش أطبخ كويس.. بس انا عملت كل اللي اقدر عليه والباقي ع ****.. هههه

رحاب/ انا شامة ريحة شياط!!!




( بقلم الباحــــث )



ركض مصعب بسرعة للموقد خلفه.. وركضت معه.. اطفأنا الموقد قبل ان تحصل كارثة .. والدخان يملاء الشقة فتعمل اجهزة انذار الحريق! فتحت الشبابيك بسرعة لتغيير الهواء.. ومصعب لازال يحاول انقاذ الطبخة التي احترقت.. وانا أضحك.. وهو يضحك.. حتى تعبنا من الضحك..



مصعب يلهث/ .. طب ما طلبتلك بيتزا وريحت نفسي و ريحتك من الحوار ده كله ! ههه

رحاب تضحك/ لا.. وفرحان قوي..




ثم قلدت صوته مازحةً وانا اجلس ع الأريكة

رحاب/ انا عملت الي اقدر عليه والباقي ع ****... روح يا شيخ وقعت قلبي من الضحك...هههه




تقدم مصعب يضحك وجلس مجاورا لي على الأريكة وهو يضحك

مصعب/ اعمل ايه في حظي.. كنت عملت كل حاجة صح.. بس نسيت اوطي درجة الحرارة !! هههه




اثناء ذلك رن هاتفي.. من رقم غريب..



رحاب/ الو!!

صابر/ اهلا يا انسة رحاب.. انا صابر!!

مصعب بجواري ينصت لي وينظر بغرابة بعد ان رأى ردة فعلي واستغرابي للرقم المتصل

رحاب/ اه... اهلا .. اهلا يا استاذ صابر..

صابر/ انا آسف لو كان مش وقت مناسب.. واحرجتك.. بس عشان الموضوع المهم اللي تكلمنا فيه..

رحاب/ ايوا.. بسمعك..!

صابر/ انا لي صديق في الشؤون القانونية لمحكمة الأسرة.. وعرض علي انه يساعدني بخصوص حضانة أولادك.. ولاقى ثغرة كبيرة قوي .. يمكن هتفيدك وترجعلك ولادك لحضنك ..

( بقلم الباحــــث )




لم أصدق كلام صابر..

رحاب/ انت الي بتقوله ده جد.. ولا عشان.. عشان العرض الي قدمتهولي؟

صابر/ انا بتكلم جد.. بس زي ما قلتلك.. انا مقدرش اخاطر بمنصبي الي بنيته بعد السنين دي كلها. لازم.. لازم يعني يكون الموضوع يخصني بشكل مباشر عشان اتحرك عليه!

رحاب/ انا.. انا مش قادرة اصدق من الفرحة.. انت.. انت رجعتلي الأمل برجوع ولادي ليه.. بس انا مقدرش اتكلم بموضوع زي ده ع التلفون.. انا افضل اننا نتقابل .. ونتكلم !

صابر/ زي ما تحبي.. مستنيكي في نفس المكان والوقت.. السبت الجاي.. تمام ؟

رحاب/ تمام.. سلام.




لم اصدق ما سمعت.. كأن صابر اعاد لي الروح من جديد وهو يزف لي خبرا مفرحا يعطيني الأمل الكبير بعودة أبنائي.. حتى ان اخي مصعب لاحظ ذلك..



مصعب/ متحكيلي وفرحيني معاكي.. فهميني ايه الحوار؟



اخذت نفسا عميقا وانا امسح دموعا قليلة هربت من عيوني للفرحة ثم قصصت لمصعب القصة بكل تفاصيلها..

تغير مصعب وتغيرت ملامح وجهه وهو يتوتر ويتعرق رغم البرد ويضم شفتيه وانا اخبره بتفاصيل قصتي والاتفاق المبرم مع صابر.. كأنه كان يجلس على جمر ينتظرني لأنهي كلامي.. فنطق على الفور..

مصعب/ ايه الكلام ده.. هو انت هترمي نفسك الرمية ده كده بسهولة.. هو اي حد يقولك اي حاجة تصدقيه ع طول؟ ما يمكن يطلع كذاب.. يمكن يخدعك.. يمكن عايز يتجوزك بأي طريقة وعشان توافقي بيضرب وترك الحساس بخصوص ولادك..! .. انت حتضمنيه منين ؟ مفيش اي حاجة تجبره انه يلتزم بكلامه بعد ما يتجوزك؟؟

( بقلم الباحــــث )




رحاب/ طب انا اعمل ايه بس يا مصعب.. ؟ مفيش قدامي حل ثاني.. انا مقدرش ابعد اكثر من كده عن ولادي وانا شايفة آنيتا بتاخودهم مني كل يوم..



نزلت دموعي وانا ابكي.. من حرقتي والمي و ضياعي كأُم في هذه الغربة التي زادت من خساراتي وانكساراتي.. أُم مكسورة .. تتلاعب بي امواج الظروف كيفما تشاء..

شعرت بذراع مصعب فوق كتفي وهو يحضني متعاطفا بقوة .. ويداعب شعري! ومد يده يمسح دموعي من على وجنتي..




مصعب/ايوه يا رحاب.. انا معاكي.. عندك حق ودول ولادك.. انا خالهم بردو.. بس الي تعمليه ده مش هو الحل.. ولا الصح..

رحاب/ ليه مش صح؟؟ ازاي بس ؟

مصعب/ خلينا نفترض ان الراجل ده الي اسمه صابر أوفى بوعده ليكي.. تقدر تقوليلي ازاي تضمني ان ولادك هيعيشوا مرتاحين مع جوز امهم الجديد.. ؟ تضمني منين انه هيعاملهم كويس بعد الجواز؟ تضمني منين انه هيفضل يتعامل كويس معاك انت بذاتك؟ لا لا.. لا ده مش حل كويس يا رحاب.. صدقيني...

( بقلم الباحــــث )

رحاب/ عندك حل ثاني؟؟

مصعب/ .. دلوقت لاء بصراحة.. بس ممكن من فضلك ما تستعجليش قوي وتربطي نفسك بالراجل ده؟

رحاب/ .. معرفش يا مصعب.. معرفش اعمل ايه...

مصعب/ طب.. ممكن اطلب منك حاجة وحدة بس؟

رحاب/ .. ايه هي؟

مصعب/ أأقدر أقابل انا صابر بردو؟ يمكن لما اقابله.. اقدر اعرفه كويس واطمن من ناحيته.. واطمن عليكي معاه؟ .. ها.. قلتي ايه؟

رحاب/ ... .... ماشي.. بس خليني لما اقابله.. ابلغه انك حابب تقابله هو كمان؟ ولازم كمان يقنعك عشان توافق.. ما انت بردو اخويا و مسؤول عني هنا في البلد ديه..

مصعب/ طبعا .. اكيد .. اكيد انا مسؤل عنك هنا.. ويهمني مصلحتك قوي..!

رحاب/ طب.. يا حبيبي .. انا بجد فرحانه اني بقيت أهمك وبقيت تخاف عليا و ع مصلحتي..

مصعب/ هو انا ليا غيرك بردو يا رحاب..!




صمتنا قليلا ومصعب لايزال يضع يده ع كتفي وينظر لوجهي .. ثم عدنا لنبتسم.. واخرج مصعب هاتفه ليطلب لنا عشاء ديليفري..

لا ادري لماذا صار مصعب مهتما بي لهذه الدرجة.. كأني لمست في نبرة صوته شيء من الغيرة! ام الخوف علي؟

( بقلم الباحــــث )










مصعب



في بالي ( انا بقيت حنين قوي ومهتم قوي كده برحاب ليه؟ بحس انها تهمني قوي كده ليه؟ طب ما هي بتعمل كده عشان ولاده وده حقها.. انا بمنعها تعمل ده ليه؟ هو انا اقدر ارجعلها ولادها لحضنها؟ طب والراجل الي اسمه صابر.. ما انا حقي كمان اشك فيه.. مش يمكن بيضحك على أختي.. بكلمتين!

طب وانت مالك يا مصعب.. يجيبلها ولادها في حضنها ولا لاء.. مهو طالبها بالحلال و جاي من الباب.. عايز منه ايه اكثر من كده يا مصعب.. ما تسيب البنت تشوف طريقها.. !

انا مش عارف افكر ازاي.. انا الأحسن دلوقتي اني اتعشى معاها.. وبعد كده مش هخليها تنام ع الكنبة.. مايصحش.. انا متأكد انها ما نامتش امبارح كويس.. دنا يا دوب بالعافية اقدر اقعد مستريح عليها...)






دخلت رحاب للحمام تزيح عن نفسها آثار تعب اليوم.. ثم خرجت بمنظرها الجميل.. عطرها البهي الذي هب بأتجاه أنفي ليغازله.. ويحرك احاسيسي.. هناك شيء في داخلي صار حساساً جداً نحو رحاب

و بعد العشاء.. الذي لم يتأخر كثيرا ..جلست رحاب بابتسامة خفيفة امامي على السفرة تتناول الطعام معي ..


أكلت انا على عجل.. لأسبق رحاب للأريكة! .. فورا انهيت طعامي وقفزت راكضا نحو الأريكة اجلس ممدا بطول جسمي عليها..

مصعب/ ههه.. اظن انا الي سبقتك النهاردة.. عشان الدور علية ومش ممكن اخليك تسبقيني..!

رحاب/ لا.. لايمكن يا مصعب.. عشان خاطري.. انت لازم ترتاح في أوضتي.. بقالك شهور مش مرتاح في نومك ياحبيبي

مصعب/ ومين الي قالك اني نمت مرتاح امبارح لوحدي في أوضتك.. مش يمكن جسمي خلاص تعود ع سرير قاسي!




صمتت رحاب قليلا وهي تنظر لعيوني بنظرة مريبة .. ثم قالت

رحاب/ طب.. ما تيجي ننام سوا في أوضتي.. أيه رأيك ؟؟؟




( بقلم الباحــــث )



HD3JQWX.md.jpg
رحاب
كمل يا برنس وما تتأخر
 
  • عجبني
التفاعلات: الباحـــث
تفوقت على نفسك في هذا الجزء يا صديقي رغم قصره بعض الشئ و انا اعذرك تماما في هذا
وصف جميل للمكان و الاحاسيس الت يمر بها مصعب و رحاب و نمو تدريجي و مشبع للعلاقة المعقدة التي قوتها الغربة و قربت مصعب من اخته
وقفت بنا في نقطة حساسة و لا اكاد اصبر حتى الجزء القادم
اشكرك يا صديقي الباحث
 
  • عجبني
التفاعلات: الباحـــث و Aprilman
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
انا حاسس انك ماسك مقص بتفصل الشخصيات بطريقة سلسه وجميله وبتعمل نسيج من الخيوط عشان يطلع معاك قماش فاخر يليق يزى عرس لهذه القصه التى ستكون عروس اعمالك خالص تقديري
تعليقك الجميل يشبه لوحة فنية اكثر من رائعة.. كلامك بحقي ..اسعدني جدا.. واعطاني دفعة كبيرة للمواصلة والعطاء 🌹
 
تستاهل كل الاحترام والتقدير صراحة حبيت كل كلمة و لاجزاء الاربعة و استنى بفارغ الصبر الاجزاء القادمة بس بدي اعرف البنت اسمها رحاب او هيام
لانك في أوقات وين نادوها بهيام
الجزء الأول





عماد/ انا خلاص.. مش قادر أستحمل أكثر من كده..!

رحاب/ يعني أيه؟ انت بتقصد أيه؟

عماد/ احنا لازم نسيب بعض.. لازم نطلق يا رحاب.. انتي طالق .. طالق يا رحــــاب ......











رحاب




قبل عام ونصف تقريباً اقنعني زوجي عماد ان نهاجر لبلجيكا.. بعد حصوله على فرصة عمل ذهبية.. هناك

تركت كل شيء خلفي وسافرت معه .. على أمل الحصول على حياة جديدة اكثر راحة وسعادة واستقرار..هناك


عماد زوجي في ال40 من عمره ويعمل في مجال هندسة تقنيات الطاقة.. واولادي التوأم سيف وعمرو في العاشرة من العمر.. اما انا دخلت للتو الخامسة والثلاثين..

لازلت امرأة جميلة وان تأنقت قليلا ووضعت بعض المكياج.. اثير انتباه الكثيرين.. رغم اني لست رشيقة.. لدي بعض الوزن الزائد.. المعقول يعني

( بقلم الباحــــث )






أعرفكم بنفسي .. انا رحاب.. 35 عاماً.. بيضاء البشرة وطويلة بعض الشيء ومليانة شوية



انهيت جامعتي و تخرجت ولم ابحث عن اي وظيفة بعد زواجي من عماد وولادتي لأبنائي التوأم .. فلقد تفرغت تماما لرعايتهم جميعا..

امي وابي لا يزالان يعيشان في الوطن.. انا بنتهم الوحيدة.. لكن لدي شقيقين ذكرين آخرين هما اصغر مني.. مصعب و مؤيد..


مصعب هاجر الى بلجيكا ايضا منذ خمسة سنوات.. يطارد احلامه بعيدا عن وطن مجهول المصير.. اما مؤيد فلايزال يعيش مع وامي وابي ليكمل مشوار تعليمه..

كنت اظن بمجرد وصولي مع عائلتي لبلجيكا سوف استقر فيها واعيش حياة وردية هادئة و مستقرة لم اكن احلم بها.. لكن.. ماحدث كان العكس تماما..




بعد اشهر قليلة من وصولنا الى بلجيكا ..واستقرارنا في بيت يقع في شمالها .. تغير عماد كثيرا.. تغيرت تصرفاته.. تغير في ملابسه.. في تعامله في كلامه.. في كل شيء . . حتى لم يعد يحضني او يقبلني او يسمعني كلمة حلوة.. بل انه صار حتى يهجرني في الفراش !

هذه هي تأثيرات اوروبا على بعض الرجال .. ربما اغرته امرأة شقراء.. في العمل.. ذات عيون زرقاء وبطن ملتصقة بظهرها.. فصار يراني كوحش بشع مقرف لدرجة تمنعه حتى من ان يعيش خيالاته الجنسية لتلك الشقراء معي !.. ورغم هذا كان عماد يحاول ان يزرع فيَ وفي أولادي القيم الأوروبية الجديدة.. وتعويدها عليها.. لكني كنت ارفضها بشدة.. لقد تعودت على سلوك وعادات شرقية لا يمكن لي التخلي عنها.. ليست هي قضية مبداء أكثر من كونها تعود .. او بالأصح عادات يصعب جداً تركها او تغييرها..




بعد عام ..من حياتنا في بلجيكا وصل عماد معي لآخره.. وصار ينتقدني امام جميع اصدقائنا ومعارفنا الجداد الذين تعرفنا عليهم هنا في الغربة.. وصار لا يستحمل لي كلمة.. صارت حياتي معه لا تطاق..

اخيرا... صارحني برغبته بالانفصال!! الطلاق!! هكذا بسهولة.. قالها.. ، ورغم ان القوانين في بلجيكا بصفي.. إلا ان العلاقات كان لها تأثير هناك أيضا.. استغل عماد علاقته بآنيتا.. التي أثرت بدورها على قرارات شرطة الولاية.. واستطاع زوجي او بالأحرى طليقي عماد الأحتفاظ بحضانة سيف و عمرو ..

( بقلم الباحــــث )

كنت سأجد نفسي بين ليلة وضحاها في الشارع.. لا ملاذ لي لولا دموع ابناءي الرافضين لمغادرتي والمتعلقين باسدال ثوبي .. فعطف علي عماد.. و سمح لي بالبقاء مؤقتاً في بيته حتى أتدبر أمري.. فأما أن أعود لوطني.. او أجد لنفسي حلا سريعا..

لم يكن أمامي سوا أخي مصعب.. الذي لم يكلف نفسه حتى بالسؤال عني او بزيارتي ولو لمرة طوال عام منذ تواجدي في بلجيكا مع عائلتي..

ترددت كثيراً.. بين ان اعود خائبة للوطن دون ابنائي.. الذين ربما سأحرم من رؤيتهم طوال حياتي.. وبين ان القي بظلالي الثقيلة على اخي الصغير مصعب.. ليتحمل اقامتي معه.. حتى اجد لنفسي مخرجا من الأزمة الحالية.. وأبقى قريبة من أولادي.. لعلي استردهم في يوم..!

مصعب الآن في الخامسة والعشرون.. ترك الوطن قبل خمسة سنوات.. حتى ان والدي غير راضيين عنه.. لقلة تواصله وشكواه المستمرة من الظروف وقلة الأموال التي يرسلها لهم ..


مصعب يسكن في ولاية اخرى.. لا اعرف ماهي ظروفه.. ليس لدي لا رقم هاتف ثابت له ولا اعرف عنوانه.. اتصلت بأمي في الوطن .. وقد اخفيت عنها سر أنفصالي عن عماد لكي لا تفزع.. وأقنعتها اني مشتاقة لأخي واريد زيارته.. فبعثت لي امي فرحة رقم هاتفه..

اتصلت بمصعب.. الذي لم يتعرف علي في البداية.. وعندما عرفني.. لم يرحب بي بشدة ..بل كان رده باردا نوعا ما..




مصعب/ توك افتكرتي ان ليكي أخ.. كنت فين السنين دي كلها.. ؟

رحاب/ ده بدل ما تقولي وحشتيني ياختي.. ؟ مانت الي كنت بعيد عن الكل يا مصعب.. وكمان متحبش تكلم حد..

( بقلم الباحــــث )






حاول مصعب ان يعود للحديث ويعرف بشكل مباشر سبب الاتصال

مصعب/ طب .. ياستي.. كثر خيرك انك فكرتي تكلميني! ها.. طمنيني عنك..

رحاب/ بصراحة.. انا.. انا وعماد سبنا بعض!

مصعب/ ايه؟ تطلقتوا يعني؟؟ مانتو كنتو كويسين هناك.. لازمتها ايه البهدلة والغربة وبعديها كمان تتطلقوا ؟.. ماكنتي فضلت قاعدة في بلدك معززة مكرمة.. ايه الي حدفك علينا في الغربه بس!

رحاب/ مش وقتوا الكلام الماسخ بتاعك يا مصعب.. انا اختك.. يبقى انا عرضك.. وشرفك... وواقعه في حماك.. لازمن تنجدني وتقف معايا... ارجوك يا مصعب!!!




بنبرة استغراب قال مصعب/ ايه.. فيه ايه.. هو طلقك ولا ضربك. . ولا ايه الحوار بالضبط فهميني؟



وبعد ان شرحتُ له كل القصة

رحاب/ ها.. ترضا لاختك انها تعيش مع حد غريب!

مصعب/ غريب ليه.. مايمكن يرجع في كلامه ويردك..

رحاب/ بقلك .. طلقني ومصاحب عليه وخذ عيالي كمان.. أروح فين انا دلوقتي بس ؟؟

مصعب/ بصي.. انا مش قصدي اكون نذل معاك.. بس انت شفت بعنيكي قد ايه العيشة صعبه هنا.. و.. و.. كمان انا مش عايش لوحدي..

رحاب/ نعم يا فالح؟؟ يطلع مين كمان الي انت عايش معاه ياخويا؟

مصعب/ .. امال كنتي فاكرة .. ازاي أنا قدرت اتحمل خمس سنين غربة عايش لوحدي؟؟ مالازم اعيش مع وحدة ست.. مانا بني ادم يا رحاب.. وعازب.. وكل الي هنا شباب زي حالاتي بيصاحبوا بنات.. بدل الملل والزهق والوحدة..

( بقلم الباحــــث )

رحاب/ طب يا كازانوفا.. أنا مش جاية احاسبك... انا وقعت في عرضك.. متخلنيش اجي لحد عندك وابوس اديك واترجاك ترحمني.. ارحم أُم بتتعذب لفراق ولادها الي حيضيعوا منها.. ارجوك يا مصعب..

مصعب/ ماشي.. ماشي.. امري لله.. انا حفضيلك الصالة تجي تعيشي فيها.. سامحيني ياختي.. عشان الشقة ديقة وصغيرة شويا يادوب شغلي وشغل سابينا بندفع منه الأجار والكهربا.. والباقي يادوب لقمة نسد بيها حنكنا..

رحاب/ انش** حتى لو في المطبخ.. مش مهم.. ** يخليك ليا يا مصعب ولا يحرمني منك..






هل يعقل ان الغربة وقسوتها تغير في الانسان شخصيته وقيمه ومبادئه لدرجة.. انه لا يشعر حتى بمعاناة اخيه او اخته؟

اعطاني مصعب العنوان.. واخبرني اني لابد ان اتيه في الصباح من يوم الأحد لكي اضمن جوده في الشقة.. فالأحد عطلة

اخبرت عماد بعد ان شكرته! اني سأخلصه من فرض نفسي عليه.. لا يعقل ان اظل معه تحت سقف واحد وانا بحكم المرأة الغريبة معه! وابلغته بموعد رحيلي.. الى الولاية التي يسكن فيها اخي جنوب بلجيكا.. وبصعوبة بالغة ودعت ابنائي بعد ان كذبت عليهم واخبرتهم اني مسافرة للعمل وسازورهم كل فترة .

( بقلم الباحــــث )
















مصعب......



اخيرا تذكرت ان لديها أخ.. سنوات من القطيعة .. لم تتصل بي فقط حين احتاجت لي؟؟ هكذا المغترب.. كالسمك.. مأكول مذموم.. يحبون نقودي التي اقطعها من لحمي وارسلها لهم كل شهر لأعينهم بها على الحياة وامنع نفسي عن اشياء كثيرة واحرمها منها.. لكي اوفر بعض المصاريف. لن يشعر بمعاناة المغترب.. إلا مغتربا مثله..







انا مصعب 25 عاماً طويل ونحيف ذو بشرة مائلة للسمرة كأي شاب عربي .. عادي. اعمل في شركة انتاج آثاث.. في قسم تغليف البضائع









الكل يظن أني انام على فراش من نقود واتمشى على حصير من ذهب.. لا احد يفهم ان العمل هنا يجبرك ان تعيش كآلة.. بدون مشاعر.. فلم تعد تميز بين الليل والنهار ولا حتى بين ايام الأسبوع..

( بقلم الباحــــث )




هاجرت بلدي منذ خمسة اعوام طمعا في مستقبل وعيش افضل. ولكن لكل شيء ثمن.. في الغربة فارفقت بلدي واهلي واصدقائي وحياتي في سبيل دراهم معدودة اعين بها نفسي و اؤمن بها مستقبلي وارسل على قدر استطاعتي بعضا من المال لأعين اهلي في الوطن.

تعرفت قبل عام ونصف الى سابينا.. بلجيكية فرنسية.. تتحدث الفرنسية وقليل من الفلامانية ( لغة هولندية يتكلم بها الجزء الشمالي من بلجيكا ) التي تعلمتها بصعوبة فصارت هي لغة التحاور بيننا.. لأني لا أجيد من الفرنسية سوى كلمة بونجور !

سابينا من اب بلجيكي وام فرنسية . و لا تجيد حرفا واحدا من العربية.. فتاة في الثانية والعشرون تعيش معي بعيدا عن اهلها.. زرع فيها ابيها كل خصال الغرب المنفتح.. نعيش كزوجين لكنا لسنا ازواج.. نتشارك كل شيء في الشقة من المصاريف والواجبات.. اتفقنا على ان لا نتزوج ولا ننجب.. نكون في علاقة شبه مفتوحة الى أجل غير مسمى.. حسب الظروف..

سابينا مثل كثير من بنات بلجيكا الاصليات.. شقراء ذات عيون زرقاء و جسم نحيف .. رشيقة زيادة عن اللزوم.. ميزة بنات اوربا ان كسهن اكثر جمالا وبياضاً.. ولكن للمرأة العربية طعمها الخاص الذي يفوز احيانا بالمقارنة.. حين يتعلق الأمر باللذة والمتعة.

في البداية واجهت صعوبة لأقناعها بمكوث اختي المتوقع قريباً في شقتي لظروفها القاهرة . اقتنعت اخيرا بعد ان كذبت عليها.. واخبرتها ان بقائها معنا سيكون لفترة مؤقته!!

لا ادري كيف سأتصرف مع رحاب.. لم ارها منذ سنوات.. حتى ان علاقتي بها حين كنا صغارا.. علاقة عادية جدا .. لا مميزة ولا سطحية..ولا شيء مميز فيها وبمجرد ان كبرت هي وانا كنت في الخامسة عشر تزوجتْ رحاب عماد.. وعاشت معه.. لم تزرنا الا في المناسبات.. حتى اني هاجرت ثم عرفت بعد ذلك انها التحقت مع زوجها لموكب الهجرة .. نحو بلجيكا

( بقلم الباحــــث )












رحــاب

اليوم هو الاحد.. سأسافر لمصعب .. ودعت ابنائي ببكاء حار ونزعهم ابيهم من حضني بالقوة بعد ان تشبثوا بي بأيديهم الصغيرة.. حاملة معي حقيبة واحدة..فقط




لم تكن محطة القطار بعيدة عن شقة عماد.. اخذت حقيبتي وركبت احدى وسائل النقل.. وتوجهت الى المحطة ومن هناك غادرت مدينتي وقلبي معلق بابنائي..

بعد حوالي ساعة.. بالقطار وثم ركوب عشرة دقائق بالباص وصلت وجهتي .. فبلجيكا دولة صغيرة.. يقطعها القطار من اقصى شمالها حتى اقصى جنوبها بساعة وبضع الساعة..


وصلت العنوان الذي ارسله لي مصعب.. لم اجد شقته بسهولة.. اتصلت به عدة مرات.. لكنه لم بجبني.. ربما لا يزال نائما..

اخيرا.. ها هو باب شقته.. سادق جرسه وكذلك الباب...






مصعب



مصعب/ يووووه... ايوا .. انا جاي اهو...

فتحتُ الباب.. واذا بها رحاب امامي! لم ارى رحاب منذ مدة طويلة.. بالكاد تعرفت عليها.. لا اعرف ماذا اصابني حين رأيتها.. لم اتوقع رحاب جميلة بهذا الشكل؟ امامي امرأة ثلاثينية قصيرة بعض الشيء .. مليانة ببطن صغيرة.. وبسبب اجواء اوربا الباردة كانت تضع على اكتافها جاكيت قطني سميك ليحميها من برد الشتاء.. فلم اتمكن اكثر من رؤية تفاصيل جسدها.. كما انها لا تزال ترتدي قبعة تشبه ال**** لتغطي شعرها.. وضعت مكياجا خفيفا يناسب بشرتها الفاتحة.. لكن رحاب ليست بيضاء كسابينا.. خطوط سوداء لخبطت مكياج وجهها.. كحلها سال لبكائها طوال رحلتها كما يبدو..

( بقلم الباحــــث )




مصعب/ رحاب..!! حمدلله ع سلامتك.. تفضلي.. تفضلي..



دخلت رحاب دون ان تفتح فمها بكلمة..تمسح وجهها بمنديل لتنظف به آثار الكحل الذي سال على وجهها و تسحب حقيبتها الثقيلة.. ساعدتها بحملها للداخل وما ان تخطت الصالة القت بنفسها متعبة على الاريكة .. تأخذ انفاسها..

اخيرا خلعت رحاب عن نفسها الجاكيت السميك.. فلمحت كرتيها الكبيرتين المستديرتين.. وقد حبستهما بصعوبة تحت اسوار ستيانها..

لم انظر بحياتي لأختي بهذا الشكل.. ربما لأبتعادها عني لسنوات طويلة.. كل هذا ولا تزال نظراتي لها استكشافية فضولية.. لم تصل بعد لمستوى الأشتهاء

رحاب/ اوف.. انا تعبت قوي.. امال فين الجماعة بتوعك.. مش سامعه ليهم حس يعني ؟؟

مصعب/ اصل حصل أمر طاريء.. سابينا سافرت من النجمة لعند امها.. بكرا حترجع.. بس انت عاملة ازاي.. و عماد طلقك ليه بس؟

رحاب/ هي اسمها سابينا ! اعمل ايه بقى صنف رجالة! مهو خلاص شاف الشقرة ام عيون زرقة وحليت في عينه.. ! ومبقاش طايق يبص في وشي

مصعب/ ايوا يروح مطلقك.. ما كان اتبسطله كام يوم معاها وخلاص..حبكت يعني انه لازم يخليها تعيش معاه ؟؟

رحاب/ نصيبي بقى يا مصعب حقول ايه بس!

مصعب/ بصي.. انت تريحي نفسك خالص.. خوديلك حمام دلوقتي وبعدها خشي اوضتي وغيري.. براحتك.. وانا حسخنلك الأكل تلاقيكي لسه على لحم بطنك.

رحاب بأستغراب/ ده الي يسمعك في التلفون.. مش هيسدق الي يشوفه منك دلوقتي!!!

مصعب بارتباك/ ها.. سامحيني يا رحاب على قلة ذوقي معاكي.. كنت طهقان و مزاجي ملخبط شوية.. معلش بقى.. انتي اختي مهمن كان.. مش معقول اسيبك في ظروفك ديه وانت لوحدك في الغربة

( بقلم الباحــــث )




باستغراب قليل اخذت رحاب نفسها للحمام بعد ان فتحت حقيبتها الكبيرة واخرجت منها كيس صغير آخر.. فيه غياراتها وملابسها.. لا اعرف ماذا جرالي حقا ابعد ان رأيت رحاب.. مستحيل ما افكر به.. لا لا.. انه مجرد فضول ووسواس سأبعده عن خيالي وتفكيري





رحاب في بالها

(هو ماله تغير كده بعد ماشافني؟ الي يسمعه في التلفون هيفتكر انه مش طايق حتى سيرتي ولا يبص في وشي.. ايه الي حصل و غيره كده فجأة!)








سخنتُ الطعام وانا بانتظار خروج رحاب من الحمام.. ولا ادري مالذي اعتراني للتو.. شعور غريب يجتاح نفسي لأول مرة وانا اتصارع معه..

لست محروما جنسيا .. فلدي صديقة اوروبية يحلم بها الكثير من الشباب وامارس الجنس معها بشكل نظامي! لكن كلمة نظامي.. قد تكون احدى اسباب فتور العلاقة! ربما؟

سابينا كعادتها من الفتيات البلجيكيات.. تعمل وتجهد كل يوم وتعود متعبة.. بالضبط مثلي انا.. ولهذا كان اتفاقنا بعد ان تطورت علاقتنا على ان تكون العلاقة نظامية مرتين في الاسبوع فقط.. غالبا في نهاية الاسبوع وهي المفضلة عندنا لأننا كنا نمارس فيها ثلاث مرات احيانا.. ومرة في يوم آخر كالثلاثاء.. لأن في اليوم التالي الذي هو الأربعاء يكون لدينا فيه عمل نصف يوم فقط ويبداء بعد الظهر.. هكذا هي قوانين بعض مؤسسات العمل التي يعمل فيها الاوروبيون

انهت رحاب حمامها وخرجت وهي ترتدي بشكيرا ابيض طويل بالكاد تبرز منه قدميها حين تمشي وحرصت على ان تغطي صدرها بأحكام ! وتلف راسها بمنشفة كذلك.. وصلني منها رائحة زكية لاختلاط الشامبو بعطرها..

( بقلم الباحــــث )

مصعب/ نعيما..!!

رحاب/ .. شكرا ..

مصعب/ يالا تعالي الحقيني ع المطبخ قبل ما الاكل يبرد..

رحاب/ بصراحة مليش نفس..

مصعب/ بقولك ايه.. بلاش شغل العيال ده.. وتعالي جامليني وكوليلك لقمة معايا .. دانتي تلاقيك لسه ع لحم بطنك..

ترددت رحاب .. ثم جلست معي على طاولة صغيرة في المطبخ وهي تشعر بقليل من الاحراج بشكل غير مبرر.. ربما لأنها لاتزال ترتدي بشكيرا ولم تغير ثيابها بعد؟

تناولنا القليل من الطعام ودارت بيننا احاديث كثيرة حول الوطن والاهل ومعاناة الغربة وطموحات المستقبل.. ثم قصت لي رحاب مشاكلها مع زوجها عماد والتي تطورت بسرعة بعد قدومهم لبلجيكا..

كنت انظر لهيام بشكل مختلف قليلا.. فانا لم ارها منذ سنوات طويلة حتى وانا كنت في الوطن.. لم اكن احضى دوما برؤيتها حين تزور اهلي في البيت..

بعد ذلك تحول الحديث فيما بيننا عن الحياة الشخصية والاجتماعية والعاطفية ..








رحاب/ وانت من امته مصاحب الي اسمها سانتينا دي..

مصعب يضحك/ ههه.. سابينا.. سابينا يابنتي..

رحاب/ انا عارفه بقى.. بيجيبو الاسامي الصعبة دي منين!

مصعب/مش صعبه ولا حاجة انت الي تلاقيكي مش مركزة في اسمها خالص.. عموما.. انا وسابينا بقالنا يجي سنة مع بعض

رحاب بفضول/ وانت مبسوط معاها؟

مصعب/ اه طبعا مبسوط.. والا مكنتش طلبت منها تعيش مساكنة معاي..

رحاب/ وناوي على ايه معاها انش****.. جواز؟

ضحك مصعب/ هههه.. يابنتي مش كل البنات هنا زي البنات عندنا بتفكر في الجواز وبس.. جواز ايه وكلام فارغ ايه يا رحاب.. احنا بنحب بعض وبس..

رحاب/ مافيش بنت مابتفكرش بالجواز.. خليها في بالك...!

مصعب/ سيبك منها انتي دلوقت خالص.. وركزي في عماد.. انتي ناوية على ايه.. حتعملي ايه بعد كده؟؟

( بقلم الباحــــث )








توقفت رحاب عن مضغ الطعام وتركت قطعة خبز من يدها.. وسرحت قليلا ثم نزلت دمعة من عيونها.. حركت قلبي تعاطفا معها.. منظر المرأة حين تبكي يغير عواطف الرجل كثيرا.. لهذا فالدموع هي من أسلحة المرأة الفعالة في وجوه العدو!

تفاعلت معها كثيرا واعتذرت منها

مصعب/ باسسسس.. بس ارجوكي.. بلاش الدموع دي خالص ..انا مقصدش حاجة يا رحاب.. معلش انا اسف بجد مقصدش و****..




صمتت رحاب ولم ترد وناولتها منديلا لتمسح دموعها بعد ان بللت الاول واستهلكته تماماً.

مصعب/ انت شكلك تعبانة قوي.. انت تروحي تنامي في اوضتي وتريحي نفسك خالص.. وبعدين نحكي في موضوعك ده على رواق..

رحاب/ طب وسانتينا.. يمكن تطب علينا فجأة وتشوفني في اوضتكو وتعمل مشكلة ولا حاجة..

مصعب يضحك/ ههه.. اطمني.. هي مش جاية قبل بكرة المسا.. انت نامي الليلة في الاوضة براحتك وانا حريح هنا على الكنبة دي...

رحاب/ .. مش عارفة اقولك ايه يا مصعب.. انا بجد متشكرة ع الي بتعمله معايا

مصعب/ بتشكريني! يابنتي انا اخوكي.. ماتشكورنيش ولا حاجة.. يالا .. قومي وريحي انت تعبت من السفر .. لازم ترتاحي..

( بقلم الباحــــث )




ذهبت رحاب لغرفتي واغلقت الباب لتنام وترتاح فيها على سريري.. وكنت سارح في تفكيري قليلا .. في حياتها وحياتي وكل ماحصل لنا في بلاد الغربة..

استلقيت على الكنبة وارخيت نفسي للنوم.. وساترك امور الغد.. للغد.. حين تاتي سابينا.. سوف تتقلل الامر وتتعود عليه بمرور الوفت.. خاصة انها تعمل كذلك.. ولن تحتك برحاب اغلب الوقت.. سيكون الاحتكاك مساءا فقط.. واتمنى ان لا يكون هناك اي مشاكل..

استسلمت للنوم..




بعد ساعتين.. نهضت فجأة على صوت رحاب العالي.. فزعت فورا.. خفت ان هناك شيء حصل لها. نهضت فورا وهرولت باتجاه الغرفة وفتحت الباب..

رأيت رحاب تبكي بحرارة وقد نكست شعرها بيديها.. تصرخ باسم ابنائها سيف و عمرو.. لا ادري اي نوبة اصابتها..

اقتربت منها وجلست بجانبها وامسكتها احاول ان اهديها..




مصعب/ بسسسسس بسسس يا رحاب.. وطي صوتك.. معلش.. معلش.. اهدي شويا..

رحاب ببكاء/ عايزة عيالي.. عايزاهم.. عايزاهم...

حضنت رحاب بحنان وانا امسد شعرها وكتفيها وهي تحاول دفن راسها في صدري

خف بكاءرحاب .. وهي جالسة على السرير وبعد ان اراحت راسها في حضني وهي لا زالت تبكي.. داعب شعرها انفي بعطرها الجميل.. كنت احاول طرد اي فكرة شهوانية من رأسي لكن المؤثرات اخذت تعمل بالفعل..

كان راسها في جحري وزواية النظر سمحت لي بان ارى صدرها تحتي.. ورأيت شق صدرها من فستان النوم الذي كانت ترتديه.. لم يكن ثوبا فاضحا.. لكن لأن راسي فوقها صرت استطيع الوصول بنظري حتى التقاء الكرتين المحبوستين بستيانها مع بعضهما .. صدر مكور وطري المنظر وبشرته افتح .. واضح انه ناعم.. فضولي كان يقتلني لأتعرف الى ملمسه.. لكني صرفت عن بالي هذا الفكر المتهور الاهوج

( بقلم الباحــــث )

ومع تكور رحاب في هذا الوضع تحت رأسي و في حجري.. بان فخذيها الابيضين الممتلئين الناعمين تحت ثوبها الذي زحف بسبب حركتها بالاتجاه المعاكس وكشف عن ساقيها اكثر..

لا أراديا قبلتُ رأس رحاب.. وهي تشهق ببكائها كالصغار وهدأت روعها.. ثم شعرت بها تستسلم للنعاس مجددا وتدخل في النوم وهي ملقية بثقل جذعها علي...

تصرفتُ بشهامة.. والقيتها بلطف على السرير لتنام.. وغطيتها بملاية .. وتركتها تنام بهدوء..

عدت للصالة وانا قد جافاني النوم.. تعاطفت كثيرا مع رحاب.. ليس سهلا ان تنام بعيدا عن ابنائها لأول مرة في حياتها

لعنت الحظ والظروف التي اجبرتنا على ترك اوطاننا لننزوي تحت رحمة الغربة وماتفرضه علينا في الحياة مجبرين لنتعايش معها..

قررت ان اشرب من الثلاجة.. وللحظة فكرت ان القي نظره اخيرة على رحاب قبل ان اعود للنوم.. لا اعرف لماذا تحولتُ انا الى اخ عطوف جدا بتلك السرعة..

فتحت الباب بهدوء.. كان ضوء الغرفة مطفاء .. لطن ضوء الطاولة الخافت مشتعل.. رأيت رخاب قد نامت بعشوائية ورمت عنها الغطاء .. في منظر .. يصعب علي تجاهله.. كانت ساقيها كلها واضحة لدرجة بان الكلوت الغامق اللون بين فخذيها.. لم اتبين لونه الحقيقي.. ازرق غامق ام اسود.. لا ادري لكنه منظر يسيل له لعاب المراء.. وفخذيها المكتنزين الناعمين الاملسين .. شهيين جدا.. لا ادري ما اصابني ولا اراديا شعرت بانتصاب اجباري يغزو قضيبي ويحركه رغم انفه..

باصرار وانكار طردت تلك الافكار .. لا اريد ان اكون اخ نذل يستغل الاقدار... التي رمت برحاب مجبرة للأستنجاد بي .. يا للعار!!!

اغلقت الباب بهدوء.. وعدت الى الصالة اجرجر خطواتي زاحفا بصعوبة.. حتى رميت نفسي على الأريكة اجبرها على النوم..

( بقلم الباحــــث )




في الصباح..نهضت مبكرا جدا.. لألتحق بركب العمل.. وتركت رحاب نائمة .. راجيا ان لا تعود سابينا للبيت قبلي.. رغم اني بلغتها هاتفيا بوصول رحاب.. لكني اخاف من وقوع اي شيء غير متوقع في غيابي.. لماذا صرت حريصا هكذا على اختي ؟







رحاب..صباحاً..

مالذي غير من تعامل مصعب معي بالأمس؟ حتى انه كان حنونا وطيبا جدا معي في الامس.. وله في خلقه شؤون!!!

نهضت متأخرة قليلاً.. نمت على سرير مصعب المزدوج.. نظرت لغرفته.. كل شيء في فوضى..

وقبل حتى ان اعد الأفطار لنفسي.. رتبت الغرفة ونظفتها وصففت كل شيء في مكانه.. الشرابات المنثورة هنا وهناك.. بعض البوكسرات.. نسائية ورجالية!! ثوب نوم.. صغير..!! كم نحيفة صديقته تلك؟ حتى الزهور.. بعضها ذبل.. فسقيتها بالماء.. فماهي الواجبات التي تقوم بها صديقة مصعب اذاً؟ اذا كانت غرفة نومهما في مثل هذه الفوضى؟

استغرقت ساعتين على الاقل.. فقط لتنظيف ممرات الشقة وعزل النفايات في مكانها المخصص.. وغسلت الاطباق في الجلاية.. وبعض ملابسهما المتسخة بالغسالة.. وثم نشرها بعد غسلها لتنشف قريبا من شوفاج التدفئة وعدلت بعض الستائر واللعب البنك الكيوت !! المرمية في زوايا البيت.. تلك اللعب تجمعها بعض الفتيات كدلالة على انهن كيوت!! والحقيقة انهن فقط خارج البيت يبدون كذلك.. فمن يرى شقة صديقة مصعب الذي يصعب علي نطق. اسمها.. حتما سيعرف انها فتاة ملخبطة وغير نظامية

( بقلم الباحــــث )

حتى الحمام . كل شيء فيه مقلوب.. وغير مرتب.. مكائن حلاقة الجسم.. 🤢 لماذا لم يتم رميها بعد الأستخدام؟؟ ماهذا..؟؟

ستيانات معلقة بعشوائية وكيلوتات.. مختلطة مع بوكسرات مصعب..

رتبت كل شيء واعدت تنظيم مكانه.. ونظفت الصالة والمطبخ والحمام والشرفة الصغيرة.. لم يفتني شيء..

بعد ان تعبت كثيرا.. وتعرقت كثيرا.. اخذت حماما مريحا مرة اخرى.. وفور ان انتهيت وغيرت ثيابي.. ارتديت ثوبا عربيا منزلياً مريحا وفضفاضا.. ثم عملت لنفسي كوب قهوة.. وافطرت على قطعة من خبز فرنسي يدعى باغويه.. لذيذ الطعم..

انهيت كل شيء وجلست في الصالة و مددت ساقي على الاريكة وقررت ان اشاهد التلفزيون لبعض الوقت.. لم ادرك ان الوقت سرقني كثيرا..

حتى قاطع استمتاعي بالمشاهدة ..صوت جرس الباب.. كنت اظنه مصعب عاد مبكرا.. فلايزال امامه ساعة للوصول.. لكني فتحت الباب.. فرأيت.. رأيت....




سابيــــنا !!!!!!!!





( بقلم الباحــــث )



الجزء الثاني
الجزء الثاني







رحاب



على الباب وقفت فتاة نحيفة جدا اطول مني 170 سم تقريبا .. شقراء.. عيون زرقاء..شعر قصير وملفوف كذيل حصان.. وجه ابيض منمش ورفيع وانف ناعم وشفاه انعم.. وعيون عادية ليست واسعة جدا.. شكلها ليس بريئاً من اول نظرة.. وجسمها... جسمها خالي من الدسم!! صدرها بارز قليلا.. وبطنها مقعر.. والجينز يبدو عليها فضفاضا لنحافتها..! هل هذا هو حقا ذوقك يا مصعب!! نعم شقراء.. لكن ليست كل شقراء شديدة الجمال..

فوجئت بسابينا وهي تكلمني بلغة فلامانية على الباب.. وتنظر لي بنظرة باردة وفيها تعجب.. لم اكن تعلمت اللغة بعد .. كنت معتمدة بشكل كبير على زوجي عماد في كل شيء.. لكني استطيع معرفة اشياء بسيطة.. لأشتري تذكرة مثلاً او ادفع حساب البقال.. اسال سؤال مقتضب عن طريق او مكان.. لكني لا اجيد الحوارات الطويلة..




سابينا/ هممم.. اذاً انت اخت مصعب.. تبدين سمينة.. ! كيف حالك..

رحاب/ و**** انا ماعرف بالضبط حضرتك بتقولي ايه!! بس اتفضلي.. اتفضلي.. ( هيلب يتزيلف.. هيلب يتزيلف) !

سابينا/ ولا تعرفين لغتنا أيضا؟؟ جميل...!

( بقلم الباحــــث )




دخلت سابينا للشقة تنظر في ارجائها وهي مستغربة لنظافتها وترتيبها.. تحدثت معي بلغتها .. ولم اجبها طبعا.. كنت فقط ارد عليها بأبتسامة.. ثم دخلت لغرفتها .. وانا انزويت في المطبخ.. في هذه اللحظة شعرت بثقل وجودي في وطن غريب.. وبيت غريب.. وحياة غريبة !! لولا ابنائي.. لما تحملت البقاء ثانية اخرى هنا..

بعد ساعة من مجيء سابينا التي بقيت في غرفتها .. لازلت انا في المطبخ اخشى الخروج للصالة لخوفي من الاحراج او التصادم مع سابينا.. الهي نفسي بأشياء غير مهمة.. فانا رتبت ونظفت كل شيء .. ولم يعد هناك شيء لتنظيفه..

اخيرا جاء الانقاذ.. رن جرس الباب.. يعلن قدوم مصعب.. لا ادري لماذا سبقتُ سابينا وتوجهت للباب افتحه.. ربما لشعوري بأن المنقذ قد جاء ليخلصني من شعور الغربة في داخل الغربة.. فتحت الباب وابتسمت لمصعب الذي دخل بوجه بشوش.. يلقي التحية لكن عيونه لا تنظر نحوي .. بل .. نحو سابينا التي التصقت بظهري.. خطف مصعب بجسده كتفي وهو يسرع نحو سابينا.. التي رحبت به بحرارة وهو يقبلها .. دون احراج مني..

تحدثا مع بعضهما بكلام لم افهم معظمه.. لكن لم يكونا مشحونين او منزعجين.. فارتحت قليلا وانا اجلس على الاريكة..

اسمعهما يضحكان ويتسامران.. وانا اشغل نفسي بالجلوس والتفرج على التلفزيون.. ثم صمتا قليلا.. بل .. لم يعد هناك صوت وقد اغلقا الباب ع نفسيهما !!!

( بقلم الباحــــث )










مصعب

فتحت رحاب الباب لي .. لم اشاهدها من قبل بملابس عربية! خلفها وقفت سابينا! .. وهي تنظر لي مبتسمة وترحب بي.. تجنبت ملامسة رحاب بعد موقف الامس.. اردت الدخول فورا هاربا منها..




اخذت سابينا للداخل ونحن نقبل بعضنا.. امام رحاب! ثم اخذتها لغرفتي ..



سابينا/ اشتقت اليك يا مصعب.. كنت اظن اني لن اراك مجددا!!

مصعب/ انا ايضا كنت قلق جدا عليك.. هل سار الامر على ما يرام!

سابينا بصوت خافت/ بالكاد .. كادت الشرطة ان تقبض علينا .. لولا صديقتي اديل.. التي اغرت الضابط بحركاتها.. ولم يدقق في التفتيش كثيرا ثم سمح لنا بالمرور!!!

لا اظن اني سأجازف مرة اخرى بالأمر! انها ارباح قليلة جدا.. مقارنه بالعقوبات..

مصعب/ اعرف يا. حبيبتي ذلك.. ولكن.. انت بنت البلد.. اما انا.. فمغترب واجذب الانتباه بسرعة.. وسأكون اكثر عرضة للتفتيش

سابينا/ لا تخف.. انا لن اتركك تذهب لوحدك.. المرة القادمة سيذهب معك كونست .. هو صديق بلجيكي .. لو حصل امر طاريء سيتحمل لوحده المسؤلية!

مصعب/ وهل استطيع الوثوق بـ كونست! ايعقل انه يخاطر بنفسه لأجلي..

سابينا بعصبية/ لماذا انت خائف هكذا.. العشرات يهربون السجائر يوميا دون اي خطورة.. لا تعقد الامر يا مصعب.. تعاون معي ارجوك..

مصعب/ حسنا.. حسنا.. اهدأي قليلا.. سوف اقوم بالمهمة التالية لا تقلقي..

( بقلم الباحــــث )






بسبب صعوبة الحياة وغلائها.. يُهَرِّبُ بعض الشباب سجائر بين البلدين.. كميات ليست كبيرة.. يجلبها مواطنون من شرق اوربا بطرق مختلفة بمبلغ زهيد.. يجمعها منهم مهرب محدد.. الذي يبيعها بضعفي سعرها لمورد آخر على طرف الحدود.

ستبقى السجائر ارخص للمستهلك من الاسواق حتى لو باعها المورد الآخر بثلاثة اضعاف ثمنها.. لأنها ستبقى رغم مصاريف التهريب بنصف سعرها للسجائر المرخصة هنا في الاسواق..

لا يطالنا من ارباح العملية الواحدة الا مبلغ يعتبر قليل بالنسبة لأرباح المهرب الاول.. لكنها عملية سهلة نوعا ما.. ونادرا ما يتم ضبط المهربين..فالحدود مفتوحة ولا يوجد عليها نقاط تفتيش لكن هناك دوريات مستمرة في مناطق معينة..

مالذي يحدث حين يمسكون بالمهرب؟ مصادرة السجائر.. ودفع غرامة مالية كبيرة واحالة للتحقيق بتهمة التهريب!! و قد تصل العقوبة للسجن.. خمسة اشهر على الاقل.. مع تعهد خطي بعدم بعدم التكرار! لأنها ستكون عقوبة اشد !

كنا لا نهرب كميات كبيرة.. فقط ما يمكن وضعه في سيارة صغيرة دون جلب الانظار.. الكثير من الشبان امثالي يفعلوها مرة على الاقل في السنة.. او حين يزورون احد ما في هولندا.. ويفكرون بربح بعض المال وهم في طريقهم لهناك..

وافقت مقترح سابينا.. رغم قلقي وخوفي .. ولكن الأتفاق بيننا كان منذ البداية على ان نتشارك كل شيء في العلاقة..

خرجت سابينا من غرفتي لتأخذ حماما .. وذهبت بعدها لرؤية رحاب في الصالة.. اظنها تشعر بالاحراج!




مصعب/ على فكرة انا شفت الي عملتيه في الشقة.. تسلم اديك بجد..

رحاب/ لا وعلى ايه.. دي حاجة بسيطة.. المهم ان سانتينا كمان راضية!

مصعب/ ههه.. يا رحاب.. لسه انت معرفتيش طبعهم.. هم طبعهم كدا.. ما يشكروش حد على حاجة عملها من نفسه.. بس لو كانت هي طلبت منك تروقي الشقة.. كنتي حتشوفيها ازاي بتشكرك!!

رحاب / انا مش محتاجة لشكر من حد.. شقة اخويا وبنظفها.. ماعنديش مشكلة ابداً

مصعب/ طب خلاص وحياتك.. روقي شويا بس كده.. وانا حعملك عشا حتاكلي صوابعك من وراه ..

رحاب بتهكم/ ليه هو انت الي بتطبخ لها دايما!! هي مابتعرفش تطبخ كمان ؟

مصعب/ لا.. انا مش دايما بطبخ.. بس لما يجيلي مزاج.. بعدين انت عارفة انها بتشتغل زيي.. مافيش وقت للكلام ده عندهم خالص.. احنا ممشينها بيتزا على معلبات على اكلات سريعة.. ولما نطبخ بنعمل سباكيتي 😆




رحاب/ طيب يا خويا.. براحتك.. اهم حاجة انك تكون مبسوط معاها!

مصعب/ اه طبعا مبسوط.. اكيد طبعا!

( بقلم الباحــــث )




اخذت نفسي للمطبخ و حتى تنهي سابينا حمامها.. اعددت لهم اكلة شعبية مشهورة في بلدي واجتمعنا على الطاولة.. تعشينا مع صمت رحاب لكونها لا تفهم معظم احاديثنا معا.. وكان يبدو عليها انها لم تكن مرتاحة.. انا اعذرها.. موقفها لا يساعد ابدا..

اتممنا العشاء.. وجهزتُ فراشاً لرحاب لتنام عليه في الصالة فالأريكة لن تريحها حتما طوال الليل.. وتمنيت لها ليلة هانئة..

دخلت مع سابينا لغرفة النوم.. خلعتْ ثيابها وارتدت بيجاما ستن خفيفة .. ونامت بقربي على السرير.. قبلتها وحضنتها.. وأصابني انتصاب حاد.. لمست كس سابينا من خارج الملابس لتتجاوب معي.. لكنها تحججت بالتعب بسبب مشوارها الاخير..

لعنت الحظ.. وحاولت النوم.. لكنه جافاني .. رغم انه كان علي النهوض مبكرا للعمل غدا.. لكن.. ببساطة .. أرقتُ.. بقيت اتقلب لعدة جهات.. ولكني لم استطع النوم

خرجت للمطبخ لأشرب.. كانت الاضوية كلها مطفأة.. لكن.. هناك نور خافت في الصالة تركته رحاب مضاءاً .. اظنها لم تتعود على النوم في ظلام دامس..

القيت عليها نظرة.. واقتربت منها كثيرا.. كانت بسبب التعب قد استسلمت للنوم.. لكنها كعادتها ازاحت الغطاء عن جسمها لتكشف لي جزء من ساقيها الرائعتين..ولم المح لون كلوتها هذه المرة تقمصت دور الشهم مرة اخرى.. والقيت عليها الغطاء مجددا .. وانا افكر.. مالذي سيحصل لرحاب.. الى متى ستبقى هنا في هذا الوضع..! كيف ستتحمل كل ظروف الغربة.. حتى اني لا استطيع ان اقف معها بالشكل المطلوب بسبب صعوبة العيش هنا

نظرت لتضاريس جسمها جيدا من خارج الملابس.. لا اعرف لماذا اتتني تلك الافكار.. كنت اقول لنفسي.. حرام هذا الجمال والجسم بحق عماد.. ايعقل انه لم يكن يعرف قيمة مافي يديه؟ ترى كيف سبكون تصرفي لو كنت مكانه؟ هل لو كانت رحاب زوجتي سأفرط بها مثل ما فعل عماد ؟ ماهذه الفكرة التي تطارد عقلي الآن..!! كيف صرت افكر دون حسبان!! لا.. لا .. هذا خطاء.. بل انا غلطان!!

( بقلم الباحــــث )

ربما لأن كل ممنوع مرغوب! صرت افكر بهذا الشكل المظطرب! هززت رأسي كأني اريد نفض الفكرة منه بتلك الهزة.. وعدت الى غرفتي.. استلقي بقرب سابينا التي غابت في عالم النوم العميق.. انظر لها.. اسرح فيها .. وسألت نفسي عندها.. هل انا حقا احبها؟؟








رحاب


في الصباح.. استيقظت متأخرة بعض الشيء .. لا اثر لمصعب ولا صديقته.. ياااااه.. اشعر بالحرية الآن.. لو على مصعب لكان الوضع مقبولاً جدا.. حتى لو يكن يتقبلني.. فهو اخي واستطيع فرض نفسي عليه.. اما سابينا! اشعر بها كأنها هي صاحبة القرار وانني انا ضيفة عندها.. ولا املك شيئا من امري..

وجدت على الطاولة وسط الصالة ورقة صغيرة عليها مفتاح ( نسخة مفتاح الشقة لو احتجتي تخرجي ) .. كتبها لي مصعب .. جميل انه فكر في.. كي لا اظل حبيسة بين اربعة جدران..

اشتقت لأبنائي كثيرا.. اتصلت بهم.. في فترة الاستراحة الخاصة بهم.. اعرف نظام مدارسهم المعقد.. اجاباني بحرقة و لهفة وهما يلحان علي بالسؤال عن موعد عودتي.. ويشكوان فراقي..


القوانين لا تمحي دوافع الغريزة والفطرة البشرية الصحيحة.. مهما حاولت آنيتا ضمهم تحت جنحها لتكسب عماد وتجعلهم ينسوني.. ستفشل حتما.. مادامت انا اتنفس الهواء.

شغلت نفسي بأمور كثيرة.. اردت ان اعمل جولة تنظيف جديدة للشقة لكني تذكرتُ لا مبالاة سابينا وكلام مصعب.. انه ليس علي فعل ذلك مالم يطلب ذلك مني حرفيا.. لكني شفقت على مصعب وقررت ان اطبخ له اليوم احدى اكلاتنا الشهيرة في الوطن..

( بقلم الباحــــث )

كان علي الخروج من البيت.. والبحث عن اقرب بقالة عربية .. لا تخلو تلك المناطق من اسواق عربية.. يحاول مالكها ان يوحد كل القوميات قدر استطاعته عن طريق تنويع بضاعته لتشمل اكثر اطياف عربية ممكنة .. حتى ان البقالين هنا نجحوا اكثر من رؤساءنا في توحيد العرب!!

عن طريق الانترنت وجدت بقالة قريبة استطيع المشي نصف ساعة حتى اصلها.. فخرجت مرتدية معطفا احتمي به من البرد ومظلة .. فالمطر يهطل هنا في لي لحظة.. صيفاً كان الجو ام شتاءً..

سرت في الطرقات ذات الطبيعة الخلابة والأشجار الكثيرة رغم فقدان معظمها لاوراقها في الشتاء.. والبيوت الهادئة الجميلة ذات الطراز الاوربي .. وبعض المارة الذين يتمشون مع كلابهم يلقون علي تحية مقتضبة او يكتفون بالابتسامة في وجهي.. هكذا هي عاداتهم..

وصلت البقالة.. محل تجاري كبير . من اول نظرة سيعيد لأذهانك الاجواء العربية فأغلب الزبائن الداخلين والخارجين من مختلف الدول العربية .. نحن نتميز بدمائنا التي يستطيع المرء من تمييزها من اول نظرة و يعرف اننا عرب!

صاحب المحل يقف خلف الكاونتر و مشغول بمحاسبة الزبائن .. التفت بوجهه ونظر لي.. وركز قليلا معي.. لماذا انا؟ فهناك الكثير من النساء في المحل ؟.. لكن يبدو لأنه قد رآني في المحل لأول مرة..

بعث لي احد مساعديه الذين يتكلمون العربية.. وساعدني بإرشادي لجميع ما كنت احتاجه في المحل الواسع المليء بالزبائن وبروائح النكهات والبهارات العربية المميزة من كل قطر تقريباً

انتبهت الى ورقة بيضاء معلقة على بعض الرفوف.. وفيها اعلان باللغة العربية عن وجود وظيفة شاغرة بدوام جزئي !

( بقلم الباحــــث )

وقفت عند صاحب المحل.. لكي ادفع الحساب.. ورغم ازدحام وتكدس الزبائن الا انه افتتح معي حديثا..

هو/ اول مرة تشرفينا حضرتك ؟

رحاب/ اه.. اول مرة !

هو/ من لهجتك عرفت انتي منين.. اكيد من + ؟

رحاب/ اه .. تقدر تقول كده..

هو/ طب.. انت ساكنة جديد هنا في الجنوب؟ لا مؤاخذة في السؤال.. عشان اغلب العرب المقيمين هنا هم زباين عندي.. ومحسوبك رضا. .. بعرف الجديد ع طول ...

رحاب بقليل من الانزعاج/ اه.. انا جديدة هنا.. صحيح

رضا/ انا مقصدش ازعج حضرتك بالأسألة.. بس لو حضرتك احتجت لأي حاجة المحل كله وصاحبه تحت امرك..

رحاب بابتسامة صفراء/ متشكرة جدا.. كلك ذوق!




دفعت الحساب ورفضت الخصم الكبير الذي عرضه علي رضا.. يا لغبائي!! اخذت الحاجيات.. وانا اخرج من المحل عائدة الى شقة مصعب ..









مصعب



العمل في هذه الشركة يستهلك كل طاقتي.. الاجور ليست مرضية.. الغلاء سيخنق البشر قبل ان يخنقهم الاحتباس الحراري بثنائي اوكسيد الكاربون..

اخيرا انتهى الدوام.. مثل اي يوم روتيني ممل.. غيرت ثياب العمل في المنزع الخاص بالعمال.. وخرجت.. وفورا تلقيت اتصال!!!




كونست/ الأحد موعدنا.. مبكرا جدا.. انتظرني خارج الشقة.. السادسة بالضبط..

مصعب/ بهذه السرعة!! اعتقدت اننا سنفعلها مرة واحدة في الشهر؟

كونست/ الم تخبرك سابينا؟؟ طلعتين على الاقل في الشهر.. نحتاج المال يا رجل.. المال .. لم يعد يكفي..

مصعب/ اذا.. انت تريدنا ان نتحول لمحترفين.. لا هواة!!

كونست/ سمه ما شئت.. عليك القدوم معي.. مفهوم..!

مصعب/ حاضر.. حاضر سأكون مستعدا في الموعد..

( بقلم الباحــــث )




لا اعرف لماذا انا غير مرتاح لهذا المشوار هذه المرة.. ولكني مظطر لان اوافق.. متطلبات الغربة تدفعك احيانا لان تنحي بعض من مبادئك على جنب

بعد ساعة وصلت للشقة قبل سابينا.. طرقت الباب وفتحت لي رحاب.. وفور دخولي لفحتني رائحة الطعام التي سرقتني لذكرياتي وحنيني للوطن..




مصعب/ اللللله.. ايه الريحة الحلوة دي.. انت طابخالنا النهارده محشي!!! يا سلام ع الريحة الهايلة دي 😋

رحاب/ ولسه لما تدوق ويعجبك كمان.. انا عملتهولك مخصوص يا مصعب...




وضعت يدي على كتف رحاب.. لأول مرة يحدث تلامس فيما بيننا.. ببرائة.. شكرتها من قلبي.. وهي تبتسم لمديحي واطرائي لها.. انتظرنا سابينا حتى تصل..لكي تأكل معا

فور وصولها شعرتْ سابينا بحماسي.. الواضح وانا اخبرها بالطعام المحلي الذي صنعته رحاب خصيصا لنا .. وعلى مائدة الطعام.. كنت آكل بشكل سريع مستمتع بطبخ اختي العزيزة.. ولكن سابينا.. لم يعجبها الطعام جدا.. اكلت قليلا وتركت طبقها نصف مليان.. وذهبت تغسل يديها






رحاب صارت تنظر لي و تستغرب فعل سابينا..

مصعب/ معلش يا رحاب.. هم هنا ملهومش في الاكل الدسم.. كل شعب بيحب اكله المتعود عليه.. زينا بالضبط.. لسه متعلقين بكل حاجة تفكرنا ببلدنا واهلنا و صحابنا.. سايبين روحنا هناك.. وحابسين جسمنا هنا

رحاب/ ولا يهمك يا خويا .. المهم انه عجبك انت.. انا عاملاه مخصوص عشانك..

مصعب/ ده يجنن... تسلم أديكي بجد..**** مايحرمنيش منك..




( بقلم الباحــــث )



بعد العشاء .. ذهبت مع سابينا لغرفتنا وبقيت رحاب في المطبخ.. تنهي بعض الاعمال الخفيفة.



سابينا/ اراك قد احببت فكرة وجودها معنا!! حتى انها صارت تتصرف وكأنها ستبقى معنا للأبد.. تطبخ وتعد طعاما محليا!! جميل!

مصعب/ سابينا.. لا تنسي .. انها اختي وتمر بظروف صعبة وليس لديها شخص آخر لتلجاء اليه!

سابينا/ نعم.. انا لست ضد ذلك.. لكنها اخذت راحتها جدا.. !

مصعب/ لاحظي انها لم تفعل شيء.. سوى انها طبخت لي طعاما احبه..!

سابينا/ وهل كنت تكره ما اطبخه لك؟

مصعب/ ب**** عليك يا سابينا لا داعي لان تكبري الموضوع.. خذي الامر ببساطة!

سابينا/ .. حسنا.. فقط كي لا تقول اني ضد وقوفك مع اختك..






لا ادري لماذا صارت سابينا تتصرف بشيء من الجمود والتوتر! انها اختي وليست حبيبتي! هل لاحظت هي شيء آخر في تصرفاتي ؟؟ لا .. لا مستحيل.

المفروض ان نمارس الجنس لهذا اليوم.. لكنها اخبرتني انها في مزاج سيء!! تمنيت لها نوماً هانئاً و نمت بعدها..

( بقلم الباحــــث )










رحاب

الحق علي .. عملت لك حساب يا سابينا.. ! كل مايهمني هو اخي المسكين الذي يتحسر على لقمة جيدة .. مالذي يعحب الشاب العربي في فتاة.. تتناطح معه على مراكز القيادة وتريد الانفراد بتوليها.. ؟

لا اظن ان الايام القادمة ستكون سهلة.. الموضوع صعب جدا.. الى متى سأبقى ضيفا ثقيلا عليهما.. حتى لو تقبلني مصعب.. فهذه البنت لن تتحملني اكثر..

خطرت في بالي فكرة.. لماذا لا اكلم صاحب الاسواق العربية! نعم .. نظراته ليست بريئة.. لكن.. هذا هو حال اغلب الرجال العرب.. يصطادون في شتى انواع المياه وليس الماء العكر وحسب..

افضل حل لي هو العمل.. سأرى بعدها ان كان بإمكاني ان استأجر ولو غرفة ( ستوديو) هكذا تدعى الغرفة هنا مع خدماتها .. تكفي لشخص واحد.. وسعر معقول.. سأكلم رضا..! في اقرب فرصة!








مصعب .. الأحد صباحا..



انتظرني كونست في سيارته.. كان يحمل معه هذه المرة كمية كبيرة من السجائر لدرجة وضع بعض الصناديق على المقعد الخلفي؟!

( بقلم الباحــــث )




مصعب/ ما هذا بحق الشيطان؟؟ هل انت مجنون؟؟

كونست/ هيييي.. اضبط نفسك.. لا تجبن يا رجل..

مصعب/ ليس موضوع جبن.. هذا طيش.. لا يجب ان نتخلى عن حذرنا ..

كونست/ اركب.. اركب.. لقد فعلتها منذعامين.. لم ينتبه لي احد ولم يوقفني احد.. آن الأوان الى ان نزيد من ارباحنا في الطلعة الواحدة.. لقد كنا نجازف سابقا من اجل سنتات

..




ركبت معه في المقعد المجاور.. ونظرت خلفي.. غطا كونست الصناديق بملايات عادية.. كانت الخطة ان يكون التهريب دوما قبل الظهر.. لأن دوريات الشرطة تنشط ليلا اكثر.. ولهذا فرصنا في النهار افضل .. ومع ذلك كنت قلقا جدا من تصرف كونست الطائش..

انتبهت لكونست.. لم يكن مركز جدا في الطريق!! شممت رائحة الكحول فور صعودي معه

مصعب/ ماهذا.. هل شربت كثيرا يا كونست!!!

كونست/ فقط القليل من البيرة.. لا تقلق!

مصعب/ لقد قلتها انت يا كونست.. كنا نجازف!! نحن دوما نجازف يا رجل! وخاصة اليوم!

كونست يضحك/ يا رجل.. دعك من هذه الافكار السوداء.. سيكون كل شيء على مايرام وسنعود و معنا مبلغ محترم .. لنستمتع بع قليلا حتى المهمة التالية.. هههه




حرك كونست السيارة .. وانا معه.. ليأخذ الطريق السريعة التي تربط البلدين.. وانا احاول الظهور بمظهر الشجاع.. لكن في داخلي توتر وقلق شديد..

يوم الاحد.. تكون الطرق سالكة اكثر مع قلة في سيارات الحمل والشاحنات.. فالقانون هنا يمنع حركتها في عطلة نهاية الاسبوع.. لكن مع هذا يبداء سواق الشاحنات ليلا بعد العاشرة مساءا.. ولا تحاسبهم الشرطة.. في ساعتين مبكرتين!

( بقلم الباحــــث )




بعد قليل.. لاحظت ان كونست غير مركز بالمرة! ويترنح قليلا!! وقلت في بالي( انا ايه الي نيلني وتهببت على دماغي و وافقت اروح مع الحمار ده ؟؟)

مصعب/ انت سكران!! هل انت جاد يا كونست! بحقك؟؟؟

كونست/ قلت لك.. القليل من الكحول فقط..

مصعب/ انت خائف.. واكثرت من الشرب لتقضي على توترك وخوفك.. لكنك فقدت تركيزك على الطريق.. ستخاطر بأرواحنا.. قف على جانب الطريق.. قف..بسرعة سأقود انا بدلاً عنك..




بصعوبة وافق كونست.. وغيرنا اماكننا بسرعة.. ع الأقل لن ينتهي بنا الحال موتى.. أو في المستشفى! جلس كونست في المقعد الجانبي.. ودخل في النوم بسرعة! كنت اقود ملتزما بالسرعة المحددة.. فلست بحاجة لمزيد من الانتباه..



فجأة حدث ما كنت اخاف منه!! سيارة شرطة تنير اضوائها الزرقاء تسير خلفنا!! كنت اتمنى انها تتجاوزنا وتذهب.. تجاوزتنا سيارة الشرطة ثم صارت تسير امامنا وفي لوحتها السقفية عبارة مضائة..( اتبعني) بالهولندية..



تبعت سيارة الشرطة حتى وصل الى استراحة طريق جانبية قريبة.. ووقفت خلفه.. ونزل ضابطان.. فتاة ورجل ضخم يحمل سلاحا في قرابه الجانبي!

اقترب مني ينظر لي وشكلي المميز! واضح اني مهاجر اجنبي

( بقلم الباحــــث )




الشرطي/ اوراق السيارة!! واجازة السوق من فضلك!! وتصريح أقامتك

ناولته الاوراق وكل شيء كان سليما.. انا واثق من ذلك..

الشرطي/ مابه صديقك؟

مصعب/ متعب قليلا..




كنت اخاف ان يفتش السيارة.. القوانين في اوربا صارمة جدا في مسالة التفتيش.. ليس من السهولة ان يطلب منك فتح صندوق السيارة.. بل ومن حقك الرفض! هذا ما يجهله اغلب الوافدين لهذا البلد.. لكن.. ما اوقعنا .. منظر الصناديق المغطاة.. وقد انزاح الغطاء قليلا عنها.. واضح جدا انها سجائر!!

لم يتعب الشرطي نفسه كثيرا بأي سؤال آخر.. اتصل على الفور بشرطة الجمارك.. التي جاءت خلال اقل من عشرة دقائق.. فهم يرابطون في نقاط عديدة موزعة على طول الطريق السريعة..

وحين وصلوا.. كان لديهم امر تفتيش فوري .. هيأوه بسرعة البرق.. استيقظ كونست.. ليكتشف.. ان فعلته الطائشة هي من القت بنا في الهاوية.. ثم صمت مثلي.. حتى القى علينا الضابط بعد ان اكتشف كل الكمية المهربة من السجائر.. عبارته

الشرطي/ انتما رهن الأعتقال بتهمة تهريب السجائر .. ! يحق لكما التزام الصمت.. وتعيين محامي ..ان لم يكن لديكما المال الكافي ستوفر لكم محكمة الولاية محام دفاع مجاني.. تفضلا معي!!!








رحاب.. الأثنين صباحاً



لم يأت مصعب منذ الأمس.. اتصلت به كان هاتفه مغلق.. سابينا خرجت مبكرا للعمل.. ربما هو ايضا قرر الذهاب للعمل رغم اني لا اعرف اين قضى يومه بالأمس ومع من؟ سيعودان حتما هذا المساء.. وسأعرف كل شيء منهما..

( بقلم الباحــــث )

تأنقت بعد الحمام.. وارتديت افضل ثيابي ووضعت مكياجا خفيفا وعطرا هادئاً.. سأذهب اليوم للأسواق العربية.. اتمنى ان الوظيفة لا تزال شاغرة..




HZsKqRs.md.jpg
رحاب


وصلت الاسواق وفور دخولي لها.. التفت لي رضا مباشرة .. ما أن لمحني.. ورحب بي بابتسامة..

رضا/ اهلا.. اهلا يا هانم.. نورتي المحل يا هانم..

رحاب/ متشكرة.. منور بيك

رضا/ ها.. اؤمريني يا ست هانم.. المحل وصاحبه تحت امرك

رحاب/ متشكرة .. يا..

رضا/ محسوبك رضا.. انت لحقتي تنسي اسمي؟

رحاب/آسفة بجد.. سامحني..

رضا/ ولا يهمك..انا .. لسه ما تسرفتش بأسم حضرتك!

رحاب/ رحاب.. و..

رضا/ عاشت الأسامي يا رحاب..

رحاب/ و.. عايزة اسأل لو كنتو لسه محتاجين حد يشتغل معاكم .. زي ما قريت في الاعلان !!!




( بقلم الباحــــث )



الجزء الثالث



في البداية اود الأعتذار لتأخري بالجديد عن القراء الأعزاء.. وكل ذلك بسبب صعوبة الكتابة وبطئها عندي .. لالتهاب مفاصل أصابعي..

سامحوني لتأخري عنكم.. احاول الكتابة على قدر استطاعتي..

فشكرا لكم



( بقلم الباحــــث )





وافق رضا على تشغيلي في المحل بعمل بلا عنوان.. القيام بكل شيء وفي اي وقت.. من ترتيب الرفوف وتعويض البضائع المباعة وحتى الكاشير! طلب رضا مني ان اباشر بالعمل ابتداءً من الأسبوع القادم..

فرحت جدا لحصولي على هذه الفرصة.. شكرت رضا بحرارة وعدت لشقة اخي .. ولم انس الاتصال بأبنائي وانا في طريق العودة.

في المساء.. بداء القلق يحاصر كل افكاري.. وتحول الى خوف.. اين صار مصعب يا ترى؟ مالمفترض ان افعله لوحدي في مدينة جديدة لا اعرف فيها احدا.. من اعرفه أصلا لكي أساله عن مصعب؟

رن جرس الباب.. كانت سابينا.. دخلت مسرعة متوترة.. تتكلم بسرعة مع نفسها .. وتلف في جميع ارجاء الشقة! بلغة ركيكة وبعصبية سألتها عن اخي.. لم ترد.. فأمسكتها من يدها وصحت في وجهها (أين أخي.. اين أخي؟)

لم افهم منها شيئاً.. سوى انها ستقوم باللازم .. وانه بخير بكنه سيغيب.. لم افهم شيء آخر منها.. اخذت سابينا حقيبة متوسطة الحجم.. وغادرت.. تركتني لوحدي.. !! لا ادري اين اذهب في هذا العالم الموحش الذ يسلبني كل شيء عزيز علي.. اخذ مني زواجي و زوجي.. أبنائي .. ثم أخي.. !!

اختنقت بعبرة البكاء.. واجهشت به فور ان غادرتني سابينا.. اشعر بالانكسار.. اشعر بالضياع.. انكسارٌ.. لا تستطيع حتى ان تصلحه بنفسك.. فكل ماحولك يزيد في انكساراتك و يباعد بين اشلائك المكسورة اكثر.. ليقلل فرص التحامها ..

( بقلم الباحــــث )








مصعب..في قسم الشرطة

تعلمت الفلامانية مبكرا.. لكن ليس لدرجة اتقانها وفهم تفاصيل القانون والامور الرسمية البحتة.. تلك اللغة التي لايفهمها المدان حتى لو كانت بلغته الأم ..في اوطاننا.. فالكلام الوحيد الذي تفهمه..هو عندما ينطق القاضي بالحكم ببرائتك.. او يدينك!!

القى بي الشرطة بزنزانة لوحدي! لماذا لا اجد كونست معي!! قضيت ليلة صعبة في التخشيبة.. علي انتظار ضابط التحقيق صباحا.. لينظر في امري.. سحبوا مني كل اشيائي الخاصة ووضعوها في الأمانات.. قلقت على رحاب!! هي أول من خطر على بالي .. لأني اعرف كيف يفكر الاوروبيون.. فهم مشاعرهم لا ترقى لعواطفنا نحن العرب.. كنت واثق ان رحاب ستأكل نفسها من القلق علي.. مثلما انا واثق ان سابينا لن تكترث كثيرا.. ستتعامل مع الامر بمنطقية ومهنية.. أما أولوية المشاعر ستكون اخيرا..

جاء الصباح بعد ليلة صعبة لم انم فيها سوى دقائق متقطعة وكابوس الحبس يوقظني مع كل غفوة.. سجونهم ليست مثل التي في بلداننا.. لكن.. المعنى واحد.. مهما كان شكل المكان.. فكلاهما يسلب حريتك..

نوديت لضابط التحقيق الذي سألني في البداية ان كنت بحاجة لمترجم..لكني اخبرته اني استطيع تدبر الأمر بدونه.. ثم تكلم معي بشكل رسمي وحِرفي.. هم هنا حتى لو كانوا فعلاً يكرهوك.. إلا أنهم يلتزمون حرفيا بقوانينهم.. لا يزيدون عليها ولا ينقصون

ثم طرح علي اسالة لم اجبه عليها .. إلا بحضور محام.. فأحترم رغبتي واعادني للحبس! حتى يتم تعيين محام لي ان لم اوفر انا واحدا في غضون ثلاثة ايام !!!

( بقلم الباحــــث )

لكني افتقدت كونست!! اين هو.. سألت عنه احد الحراس!! رفض ان يخبرني بشيء في البداية.. لكن.. بألحاح وترجي العرب المعهود.. اقنعته ليجيبني ويتخلص من الحاحي ورجاءي

اخبرني انه تم اطلاق سراحه.. فلقد اقنع الضابط انه مجرد عابر سبيل وركب معي لأجل ان يصل وجهته!! وصدقه الضباط! لكوني انا كنت من يقود المركبة! المركبة ليست بأسمه!! بل هي بأسم شخص ثالث!! وقد توجه لي تهمة سرقة السيارة ان كان صاحبها قد قدم بلاغا عنها!!

ضاقت الدنيا بوجهي.. وانا اتجرع سم الظلم والشعور بالخذلان.. والغدر.. في هذه المرحلة ستكتشف ان العنصرية موجودة في هذه البلاد و لكن يُعمل بها في الخفاء.. كونست اشقر ومنهم.. ولم يكن هو من يقود السيارة .. سيصدقون اي كلام يقوله حتى لو كان غير منطقي!! كنت مظطراً لانتظار المحام وتحمل الحبس .. ألأمل بالنجاة من هذه المصيبة هو فقط من يجعلني اتحمل هذه المعاناة.. وإلّا فالحلول في الانتحار أسهل !

بعد الظهر .. أُخبرتُ بأن لدي زائر.. انفرجت اساريري وانا اشاهد سابينا.. وهي تتقدم نحوي في غرفة خاصة مشددة الحراسة

( بقلم الباحــــث )




سابينا/ اعرف انك في وضع صعب.. ارجوك تحمل قليلا ..

مصعب/ احتاج لمحام في اسرع وقت!!

سابينا/ سيوفرون لك واحدا.. انت تعرف ان المحامي مكلف جدا.. من اين لدي مال كاف لتوكيله!! اصبر ارجوك يا حبيبي

مصعب بصوت عال/ اصبر؟؟ اليست كانت هذه مشورتك..

سابينا/ اخفض صوتك.. ارجوك

مصعب بغضب/ اهذا ما فعلتيه بي؟ ترسلين معي شخص خائن للثقة! ( يعني انا شلت الليلة كلها ياروح امك!،)

سابينا/ لم افهم شطرك الاخير بالعربية.. لكن.. ماحصل قد حصل.. ارجوك.. تحمل قليلا.. اياك ان تذكر كونست مجددا.. صدقني. لن يفيدك الامر.. بل سيزيده صعوبة!




كتمت غضبي.. وانا اريد ان اصرخ بوجهها منفجرا.. لكني خفت من الحراس ربما يتصرفون معي بخشونة..

مصعب/ فلماذا اتيت اذا ؟؟ 😡

سابينا/ اتيت لأطمأن عليك واقوي من عزيمتك! وانصحك بالصبر..!

( بقلم الباحــــث )








رحاب


بصعوبة بالغة فهمت من سابينا عند قدومها للشقة .. أن اخي مصعب ارتكب خطاء ما.. وهو في الحبس الآن!! لا اعرف كيف اتصرف اذا كانت حبيبته نفسها تتهرب منه ومني! اخذت عنوان مركز الشرطة الذي يحتجز مصعب.. وزرته في اليوم الثاني.. لم يدخلني الضابط بسهولة لأن سابينا زارته بالأمس.. لكن ادخلني على مصعب بعد ان ادرك اني لا افهم كل مايقوله وانني سأصيبه بالصداع لكثرة محاولاته افهامي دون فائدة..

لذلك قرر ان يشتري راحة باله وادخلني لرؤية مصعب الذي فرح كثيرا لرؤيتي رغم شعوره بالخجل الشديد لفعلته

فهمت منه القصة باختصار وعرفت انه ينتظر تعيين محام.. فتجاوزت مرحلة العتاب في الوقت الحالي وركزت في تخليص مصعب من هذه الورطة.

رفض مصعب اشراكي في مشكلته.. واخبرني انه يفضل الانتظار حتى تعيين محام له من حكومة الولاية.. ضحكتُ لأنه مصدقٌ فعلا انهم سيختارون له محام يكترث لأمره،؟ اقنعته بضرورة توكيل محام من مالنا الخاص.. لكي يعمل من اجله بحماس ويخلصه من هذه الورطة.

انتهت الزيارة وخرجت منه فورا الى محل بقالة رضا فأنا لا اعرف غيره في هذه المنطقة. فكرت في البداية ان اتصل بطليقي لعل فيه بعض النخوة.. لكني خفت من الا يصيبني منه غير شماتته.

( بقلم الباحــــث )

كان الوضع علي صعب جدا .. كوني اطلب من رضا عنوان محام استطيع التفاهم معه بلغتي الام.. قبل حتى ان اشتغل معه.. !

اقنعت رضا ان المحامي لأحدى صديقاتي اللاتي يجهلن اللغة مثلي.. ولا ادري ان صدقني.. لكنه في نهاية اللقاء ذكرني بموعد عملي معه.. مما طمأنني بأن الفرصة لا زالت قائمة وانه لم يصرف النظر عن تشغيلي ..

اتصلت بالمحامي و فوراً تحدثت معه العربية واعطاني موعدا مستعجلا .. مقابل اجر اعلى!

كنت قد ادخرت مبلغا من المال لمثل تلك الحالات الطارئة.. فطلب مني الحضور معه.. ومن هناك توجهنا معا لقسم الشرطة مرة اخرى.. كنت اسابق الزمن.. لا اريد ان تعدي ليلة اخرى على مصعب في الحبس وهو لا يعرف مصيره..




في قسم الشرطة.. اخذ المحامي توقيع مصعب ليصبح وكيلا رسميا له.. وبعد ان شرح مصعب كل شيء له.. اخبره ان الوضع صعب والقضية يتحملها وحده خاصة ان كونست تركه وحيدا ونفذ بجلده.. فكمية السجائر كبيرة.. و معها تكبر العقوبة.

كان من الممكن استحصال كفالة واخراج مصعب.. لكن لايزال الوضع معقدا بسبب السيارة واثبات انها ليست مسروقة..

( بقلم الباحــــث )




للأسف عدت للبيت لوحدي .. لم انجح في اخراج مصعب من الحبس بكفالة.. أما صديقته سابينا .. بدأت تتصرف بغرابة.. في الأيام التالية..

فكانت تأتي متأخرة للشقة.. ثم جائت مرة مع شخص غريب ولم افهم علاقتها معه.. لكنه لم يبيت في الشقة.. كان لدي توقعات بخصوصها.. اظنها صحيحة




باشرت بالعمل في بقالة رضا..ولا يزال أخي حبيساً ومسألته تتعقد.. بصراحة كان تعامل رضا معي ممتازاً لغاية الآن..لكنه متزوج ولديه ابناء.. ان كانت لديه نية سوء.. فلن يحصل على شيء مني.. وان كان يقصد الزواج.. فمهمته صعبة ايضاً.. لأني لن ارضى بالزواج ولا يزال ابنائي بعيدين عني..



في شقة مصعب .. لم تعجبني تصرفات سابينا .. زادت مواجهاتنا مع بعضنا خصوصا اني لا افهم معظم كلامها.. شعرت بثقل وجودي معها.. حتى كتبت سابينا لي رسالة مترجمة بهاتفها وارتنياها فورا.. تطلب مني الرحيل!! لانها ستترك الشقة أيضا..

ملخص رسالتها المترجمة

( تم فصل مصعب من العمل لكونه محبوسا على ذمة التحقيق . ولم يعد بأمكاني دفع أيجار الشقة لوحدي.. سابحث عن شقة أرخص.. عليك فعل هذا أيضاً.. إلا لو كان بأمكانك دفع ايجار الشقة كله لوحدك.. انا راحلة خلال اسبوع!)

( بقلم الباحــــث )

عملي الجزئي.. لا يمكن بكل الاحوال ان يغطي نصف ايجار الشقة لا كلها.. لذلك .. طلبت من رضا مساعدتي في البحث عن استوديو( غرفة مع خدمات) رخيص بأسرع وقت.. وجمعت اغراض اخي المهمة في حقائب.. فالشقق معظمها تؤجر هنا مفروشة..

كنت ازور مصعب كل يومين.. واخبره بكل التطورات ما تفعله حبيبة القلب به..! كان يتألم أمامي ويصمت وليس بيده حيلة ..

ساعدني رضا كثيرا.. لقد وجد لي بسرعة استوديو.. مناسب.. وانتقلت له بسرعة مع بعض اعراض مصعب.

كان الاستوديو عبارة عن غرفة نوم واحدة بسرير متوسط الحجم.. ومطبخ مفتوح مع الغرفة .. اضافة لجميع الخدمات الاخرى مشتركة بحمام ملاصق.

اخيرا.. لأول مرة ابات ليلة هانئة لا اشعر بها بأني ضيفة ثقيلة على سابينا.. وارتحت منها.. لم تكن ليلة هانئة بالمعنى الحرفي.. في ظل كل هذه الظروف الصعبة.. لكنها.. الأفضل بالتأكيد.. مما كنت اعانيه بوجود سابينا.. التي اختفت بعد ايام من المشهد.. ولم يعد حتى مصعب يسمع عنها شيئاً

( بقلم الباحــــث )

بصعوبة بالغة تمكن المحامي من اقفال قضية السيارة.. لا اعلم كيف فعل ذلك مستغلاً ثغرة قانونية.. معتمداً على أن السيارة غير مبلغ عنها كمسروقة.. للأسف حُكم على مصعب بالسجن خمسة اشهر مع النفاذ.. كان خبرا صادما لي انا بالمقام الأول.. لأن مصعب هو سندي وملاذي الوحيد في الغربة بعد طلاقي من عماد.






لم يكن في وسعي بعد خبر مصعب المحزن غير أني أركز في عملي الجديد في بقالة رضا.. وافكر في التواصل مع اولادي كل يوم.. وأؤسس لقاعدة جديدة لي في هذا البلد.



في الايام التاليه في محل عملي في البقالة العربية التي يملكها رضا كان تصرفه معي طبيعي جدا لكن لم تخلو نظراته نحوي من اعجاب واضح

كان رضا يحاول التقرب مني وافتتاح مواضيع عامه كلما سنحت الفرصة له.. لكني كنت اجامله وارد عليه بلطف

ما حدث انه في احد الايام دخل رجل في نهايه الخمسينات يدعى صابر .. صابر أنيق و معتدل البنيه طويل و قد صبغ شعره و حاول اخفاء اثار السنين البادية على وجهه بالأبتسامة البشوشة طوال الوقت

يبدو من لهجته انه من احدى الدول المجاوره .. فلهجته قريبه جدا على لهجه بلدي وكان التفاهم معه سهل جدا

( بقلم الباحــــث )

صابر هذا زبون دائم عند رضا ودائما حين ياتي الى المحل يشتري الكثير من الاشياء والبضائع و كذلك يجزي عاملي المحل بإكراميات جيده حتى ان رضا يستقبله بشكل خاص جدا لكونه زبون مهم جداً لديه

انتبه صابر لي في المحل لكوني عامله جديده ولم يرني فيه من قبل .. وبعد أن تفحصني مطولا بنظراته.. ذهب وتكلم مع رضا في شيء ما و لم أسمعهما بالطبع


لكن يبدو انهما كان يتحدثان عني لان نظراتهما كانت موجهة نحوي.. ! أكمل صابر تبضعه الدسم من المحل و ودع الجميع وغادر..



في المساء انتهى العمل وقبل ان اخرج لأعود لشقتي الصغيرة اوقفني رضا وقال انه بحاجه للتكلم معي



رضا/ انا.. عاوزك في كلمتين يا رحاب..

رحاب/ ها.. اه.. قوي قوي.. تفضل

رضا/ انا زي ما عرفت منك بالأيام الي فاتت.. انك لا مؤاخذة ست مطلقة.. واولادك عند ابوهم وعايشة لوحدك هنا.. و .

رحاب بتوتر/ ايوا حضرتك .. ممكن تدخل في الموضوع ع طول !

( بقلم الباحــــث )

رضا/بصراحة.. السيد صابر.. راجل معروف هنا في المنطقة..وقديم فيها.. وسمعته زي الجنيه الذهب..وبتاع **** ومتمكن قوي.. وهو اُعجب بيك جدا.. عشان كده هو كلمني عنك..

رحاب/ أفندم!! بصفتك ايه حضرتك؟

رضا/ اهدي شويا ارجوكي.. هو الموضوع مايغضبش ****.. الراجل عاوزك بالحلال.. وكلفني اني افاتحك في الموضوع!








بصراحة لم تعجبني طريقة زواج الصالونات تلك.. وبهذه الطريقة.. في بلاد منفتحة مثل اوربا.. لا اريد ان اتشبه بعاداتهم.. لكني ارفض تلك الطرق حتى حين كنت في بلدي..



رحاب/ مممم... بس انا لسه في شهور العدة يا رضا.. وكمان.. فيه بيني وبين طليقي تفاوضات .. لغاية دلوقتي.. واحتمال كبير انه يردني..

رضا/ ها... و**** ماكنت اعرف..يا خسارة .. سامحيني .. يا رحاب.. ولا مؤاخذة منك..

رحاب/ لا.. ولا يهمك.. حصل خير..

( بقلم الباحــــث )




رفضت هذه الطريقه للزواج في بلاد اوروبيه متقدمه وفي مجتمع منفتح و لن يكون زواجي بهذه الطريقه من شخص اراه لأول مره ويعجب بي وثم يطلبني للزواج فوراً ! شيء غريب بالنسبة لي ومثير للريبة كذلك ..

لقد كذبت و تحججت لـ رضا بأنني لازلت في شهور العده فقط للتخلص من الحاحه والحاح زبونه صابر..




مرت الايام بشكل بطيء نسبيا بسبب الملل والروتين فمن العمل الى الشقة ومن الشقه الى العمل كنت احاول ان اقضي يومي بدون مشاكل وأحاول الاتصال دوما بـ أولادي لأذكرهما بانني لازلت موجوده فاخاف ان ينسياني

دائما تواصلي معهما ينجح واشعر بانهما لا يزالان يرغبان بعودتهما لحضني.. ولكن بسبب تلك القوانين المجحفة بحقي فأنا لا استطيع ان افعل الآن شيئا



بعد ايام عاد رضا لفتح الموضوع نفسه معي مجددا و قال لي ان صابر الخمسيني يعمل في مؤسسة تابعة الى محكمه الأسرة البلجيكيه وان أحتمالية علاقتي به سوف تعيد لي الأمل في أستعاده ابنائي لحضني

بصراحة حين سمعتُ ذلك سال لعابي .. فهي فرصه كبيره ومغريه ايضا ولكني تصرفت بحذر لا اريد التهور والأستعجال ولا اريد لأحد أن يلعب بعواطفي ويستغل حاجتي لأولادي

( بقلم الباحــــث )


وعليه فقد قررت ان اعطي لصابر فرصه ولكن أن تكون وفقاً لشروطي و ان يكون تعارفً بسيطا.. أما اللقاءات ستكون دائماً خارج اوقات الدوام الرسمي وفي اماكن عامه وامام جميع الناس

سأرفض اي لقاءات خاصه .. أريد ان اتاكد تماما من نوايا هذا الرجل. نقل رضا موافقتي المشروطة لصابر.. واخبرني ان الرجل سوف يقابلني في غضون ايام قليله !





رغم بساطة شقتي الصغيرة ( الأستوديو) لكن الحياة فيها مستقره و مريحة.. يكفي فقط ان استرجع ذكرياتي المريرة عندما كنت اعيش في شقة مصعب مع سابينا تحت سقف واحد

أما سابينا فلقد اختفت تماما من المشهد.. لا اعرف عنها شيئا بعد انتقالي .. كنت ازور اخي مصعب في الحبس بشكل نظامي وفي اوقات الزيارات المحدده

وضعه لم يكن بجيد وحالته النفسيه متردية قليلاً ولكني كنت أشد من عزيمته واشجعه وأهون عليه الأمر.. فالمدة التي حكم بها عليه هي مجرد بضعه اشهر وستمضي بسلام .. فقط عليه ان يحذر وان يتصرف بحكمه حتى يقضي مدة عقوبته على خير

صار مصعب يتكلم معي بأسلوب مغاير ..مختلف عن ذلك الذي عاملني به.. حين كان حراً.. وسابينا في احضانه

هو يشعر بالأمتنان و بتأنيب الضمير لتصرفه القاسي معي في البدايات.. وصار ممتناً لوجودي بقربه ووقوفي معه

( بقلم الباحــــث )










مصعب

لقد كانت تجربة قاسيه جدا وقد حُكم علي بقضاء بخمسه اشهر في السجن. انا ممتن حقاً ان رحاب وقفت معي ولم تتخلى عني وهي الوحيده التي وقفت بجانبي .. بعد ان تخلت عني سابينا وهجرتني ببساطة ! هكذا هن معظم الفتيات ذوات الشعر الأشقر.. لا يترددن كثيراً في أنهاءأي علاقة يخضنها.. لو اكتشفن انها لا تصب في مصلحتهن

أما اختي رحاب فلقد ظلمتها كثيرا كدتُ ان أضحي بعلاقة الدم التي تربطني بها من اجل أنسانة لا اعرفها .. انسانة تركتني بكل بساطه وحيدا في مهب الريح اعاني في محنتي.. سابينا فضلت مصلحتها الشخصيه علي للأسف ولهذا تحملت كل التبعات المترتبة عن علاقتي بها

كنت افرح جدا بزيارة رحاب لي في الحبس .. فتعطيني طاقه ايجابيه وتشجعني بكلامها الحماسي ..حتى تنتهي العقوبه بسلام .

بدخولي السجن فقدت عملي للأسف .. القوانين شديده جدا هنا فيما يخص بتلك العقوبات وحين يسمع رئيس العمل بانك قد اقترفت ذنبا مثل ذلك وخاصه فيما يتعلق بتهمة تهريب ! فانك ستواجه حتما قرار الفصل بكل سهوله


تم تحويلي الى نظام المعونات الاجتماعية المتبع في البلد.. ولكنها مساعدات مادية غير كافية خاصه بعد ان تعودت على مستوى معين من العيش الكريم..

( بقلم الباحــــث )

وانا خلف اسوار السجن.. وفي عزلتي..فكرت كثيرا مع نفسي.. ماذا سأصنع بعد انقضاء العقوبة ونيل حريتي مجدداً.. اين سأسكن؟


رحاب اخبرتني في احدى زياراتها لي ان سابينا قد تصرفت تماما بالشقه وان رحاب اضطرت أيضاً لتركها وتأجير استوديو( تسمية الغرفة مع خدماتها في بلجيكا) خاص بها تقدر على دفع ايجاره من عملها الجديد

كما انها اخبرتني بعملها في بقاله عربيه بالقرب من المنطقه .. الآن عرفت انه لم يعد لي مكان اسكنه لحسن الحظ.. اخذتْ رحاب اغراضي المهمه معها.. اظن ان المثل القائل.. الدنيا دوارة.. يعطيني درسا عمليا مهما وهي أن الدنيا تدور علي الآن.. وستنعكس علي الآية.. لأكون انا ضيفا ثقيلا عليها في غرفتها الصغيره!

( بقلم الباحــــث )










رحاب

اليوم هو موعد اللقاء مع صابر.. الذي اختار للقائنا مقهى هاديء على ضفاف نهر جميل يدعى لافال ..رغم برودة الجو ورطوبته.. لكن اليوم كان استثنائيا شبه مشرقٍ ببعض خيوط أشعة الشمس الهاربة من بين غيوم السماء السوداء الكثيفة لترسم لوحة جميلة في عيون الرائي..

من بعيد.. رأيت صابر يتوجه نحوي .. صابر رجل انيق و نحيف و طويل ولا يزال بصحته ويرتدي ملابسً انيقه جدا تناسب عمره وساعة ذهبية انيقة تزين معصمه.. ومظلة رمادية مطوية يمسكها بيده .. فالمظلة هنا صعب ان تفارقها لهطول الأمطار المفاجيء وغير المتوقع.. والذي يمكن أن يحدث في أي لحظة

بالنسبة لي انا أمرأة أنيقة بطبعي.. ولم أرتد ثياباً خاصة.. العادي يعني.. لا أريد صابر أن يشعر خطاءً انني ملهوفة للقائه بارتدائي اغلى ما أملك..

لا اريد أثارة أعجابه أكثر مما هو معجب بي أساساً ولا اريد أيضاً أثارة غرائزه كذلك.. فكان لبسي رسمياً نوعا ما.

جلس صابر امامي بعد ان ألقى التحية.. وابتسامته لا تفارق وجهه.. ثم طلب لي مشروباً ساخناً.. وهو يفتتح الأحاديث بكلام معتاد عن أحوال البلد في الوقت الحالي.. والجو المتقلب..

( بقلم الباحــــث )

حاولت ان لا اوزع ابتساماتي بشكل مجاني.. اعرف الكيفية التي يفكر بيها الرجل العربي امام أمرأة تبتسم له.. كان علي الحذر في ذلك كما اني لا اريده ايضا ان يستعجل في قراراتٍ يتخذها بناء على اول لقاء .. مطعم بأبتسامات كثيرة !

مع لقائي بصابر كنت مترددة كثيرا في داخلي .. فانا رافضه للأمر قطعا .. ولكن ما يدفعني للمواصلة هو ذلك الأمل ..من اجل اولادي والحصول عليهم مجدداً.. ومن اجل هذا الطُعْم قررتُ ان اكتشف ما يدور في خلد صابر




صابر/ انا آسف لأني تأخرت شويا عليكي.. !

رحاب/ مفيش مشكلة.. هو انت معندكش عربية؟

صابر/ كان عندي.. بس زهقت منها.. عشان الكل عارفة ان الواحد فينا يحفي عبال مايلاقي مكان يركن فيها عربيته.. و ده أكثر حاجة توتر النفر مننا.. عشان كده.. قلت خلاص.. مبدهاش بقى.. خلينا ع المواصلات احسن..

رحاب/ هممم.. طب ممكن اعرف.. ايه الي خلاك تكلم مديري رضا بخصوصي.. وانت لسه حالا شايفني؟؟




( بقلم الباحــــث )

صابر/ هو الحقيقة .. هي ديه مش اول مرة اشوفك فيها.. بس انا ماكنتش بخش المحل.. انا بقعد كل يوم الصبح ع الكافيه الي قصادكو .. بشرب قهوة قبل ما اروح للشغل.. وكنت وانا قاعد هناك.. لمحتك كم مرة وانت تخشي البقالة.. وعرفت طبعا من رضا انك بتشتغلي معاه..

رحاب/ .. آه.. بس اظن رضا قالك عن وضعي واني...

صابرمقاطعاً/ انا عارف كل حاجة.. قبل ماتتعبي نفسك في الكلام يا آنسة رحاب!!

رحاب/ واللاهي!! .. دنتا جمعت معلومات كثيرة عني وانا نايمة على وداني ما دارياش بحاجة!!

صابر/ العفو.. العفو يا آنسة رحاب.. مش القصد اني بتدخل في حياتك.. بس الراجل فينا لما تخش الست في دماغه وقلبه.. لازم يعرف عنها كل حاجة قبل ما يخطي خطوة لقدام .. وفيه حاجة كمان لازم تعرفيها انا متجوز وعندي عيال كمان..!

رحاب تتفاجيء/ ايه؟؟ بس رضا ماقاليش كده عنك...

صابر/ انا قلتله .. انك لازم تعرفي كل حاجة عني ..مني انا

رحاب/ طب ولا مؤاخذة يا .. سيد صابر.. لازمتهُ ايه جوازك مني .. ما دمت أنت راجل متجوز وعندك عيلة!

صابر/ اظن انت عارفة كويس القوانين هنا هاملة ازاي.. انا اتجوزت زهرة وسجلت الزواج هنا في محاكم بلجيكا .. و حصلت بينا مشاكل كثير .. مش ناوي اوجعلك دماغك بيها.. المهم.. احنا انفصلنا وتطلقنا قدام الشرع.. بس عشان نحافظ على الولاد.. يبقى لازم يفضل عقد جوازنا نافذ قدام المحاكم.. عشان كده.. كأي راجل ..انا محتاج لست في حياتي بالحلال طبعا.. واتجوزها عقد مأذون بس ..

( بقلم الباحــــث )

رحاب/ انت فاجأتني بصراحة.. انا كنت متوقعة انك تكون أرمل .. او مطلق .. بس مش بالشكل ده..

صابر/ انا.. مشح حضغط عليكي اكثر يا آنسة هيام.. فكري بالموضوع كويس.. ولو وافقتي.. انا حضمنلك عيشة تحلم بيها كل بنت هنا.. شقة متكاملة لوحدك.. ومش حتحتاجي تشتغلي عند رضا ثاني.. عشان انا حكتبلك مصروف شهري زي المرتب بالضبط و يجيلك كل آخر الشهر.. وأي مبلغ تطلبيه مني في اي يوم.. مش حبخل عليك بيه.. وطلباتك كلها مجابة.. واهم حاجة.. انا مستعد اخلي ولادك يرجعو لحضنك كمان!

رحاب/ افهم من كده انك تساومني؟؟ لازم أتجوزك عشان اقدر اشوف ولادي ثاني. .؟

صابر/ لا استغفر **** انا ماقلتش كده.. انا اقصد انك لما تبقي مراتي.. ده هيشجعني اكثر عشان ابذل كل مجهودي وارجعهم ليكي.. بس كده!






صمتُ وانا اسرح بنظري قليلا نحو الغيوم التي تراكمت مجددا لتحجب عنا خيوط أشعة الشمس القليلة الهاربة من بينها ..وكأنها تبعث لي برسالة وتذكرني بالوضع الذي حشرتُ فيه نفسي الآن.. وصرت لا أقدر على الهروب منه..

( بقلم الباحــــث )




ثم قلت بعد ان اخذتُ نفسا عميقا

رحاب/ طيب.. بس لازم تعرف اني مقدرش اوعدك بحاجة.. انا محتاجة مدة اعرفك فيها.. زي مانت كمان حتعرفني كويس فيها




وافق صابر بسعادة.. وهو يرتشف مشروبه الساخن.. وعاد لأحاديثه الجانبية التي لم اركز فيها.. فتفكيري الآن محصور فقط في أمر اولادي .. وأرجاعهم لحضني.. حتى لو اظطريت للزواج من صابر!



الموضوع لم يكن سهلا علي فقررت ان أرواغ صابر في مسألة الوقت .. وفي نهاية الحوار ودعته بابتسامه باهتة وتمنيت له يوما طيبا .. لكنه ذكرني قبل مغادرته وقال لي انه علي ان احسم امري بوقت قصير فهو لن يستطيع انتظاري لمده طويله



رحاب/ معلش يا سيد صابر.. احنا لسه حالا متعرفين ع بعضنا.. لازم تديني شوية وقت.. على مهلك شوية علي ارجوك..

صابر/ .. حاضر .. يا آنسة رحاب.. انت تؤمري.. !






( بقلم الباحــــث )

كنت أحاول اغلب الوقت أن أكلمه بطريقه لطيفه لكي لا يشعر بأني لا اطيقه من الأساس ولكني مضطره لفعل ذلك من اجل اولادي..












مصعب

غدا سوف يكون اليوم الاخير لي في هذا السجن الذي اقنعني المكوث خلف قضبانه حبيساً بأن اسوء شيء يمر على الانسان في حياته هو الغربه ومن ثم بعد ذلك هي الغربه في داخل الغربه والأسواء على الاطلاق هو السجن في الغربه !!

فانت هنا حبيسٌ غريب لا تعرف احدا وكل يوم يمر عليك كأنه دهر و اغلب من هم معك في الحبس يكرهك أو على الأقل لا يحبك!


انت شخص غير مرحب به على الأطلاق لا في المجتمع ولا في السجن كذلك

لم أصدق ذلك حينما اخبرني الضابط المسؤول انه علي ان استعد للخروج غدا !!

الحصول على الحريه مره اخرى يمدني بشعورٍغامرٍ .. ملأني بالسعادة و فعلا شعرت ان الفرحه لا تسعني .. لدرجة تمنيت فيها الخير للجميع .. وصرت اتمنى ان لا يشعر أي شخص بما عانيته ولا يمر بما مررت به .. وأن غدا لناظره لقريب !

( بقلم الباحــــث )








رحاب

طلبت من رضا ان يمنحني أجازة لهذا اليوم.. فاليوم هو موعد الأفراج عن أخي مصعب.. الذي عانى كثيرا في الفترة الأخيرة.. انا فرحة جداً لخروجه أخيراً.. بوجوده مجددا معي .. سيعيد لي الدعم المعنوي والنفسي لمواصلتي الحياة بعيداً عن أولادي في هذه الغربة الموحشة.. فالأخ سند وظهر لأخته..

لا أدري لماذا تأنقت بشكل واضح وتزوقت ورتبت نفسي وارتديت أفضل ثيابي.. كأني سأقابل حبيبا !

وامام بناية السجن.. نزلت من سيارة الأجرة وتمشيت بضعة خطوات حتى وصلت باب الأستعلامات.. وهناك أخبرتهم بأني انتظر الأفراج عن أخي.. فطلب مني الموظف الأنتظار في الغرفة المخصصة.. كان المفترض ان يخرج مصعب في العاشرة صباحا.. تجاوز الوقت الحادية عشر وانا انتظر على أعصابي .. قلقة و متوترة..

اخيراً... أطل مصعب.. الذي كان وجهه شاحباً .. ولحيته كثيفة .. وصار جسمه نحيفاً.. وهمه و حزنه قد أثقل من خطاه وهو يتمشي نحوي.. يحمل حقيبة صغيرة على كتفه.. وفور ان رآني.. ابتسم ضاحكاً... واتسعت عيناه واسرع نحوي ماشياً..

اما انا لشدة الفرحة بأفراجه.. ركضت نحوه.. والتقينا معا وسط المسافة القصيرة.. وحضنته بقوه وانا ابكي من الفرح.. ومصعب يبادلني الحضن بقوة.. وصرت احضنه واشمه واقبل وجنتيه.. ومصعب غير مصدق من الفرحة.. فرحته برؤيتي كانت تعادل فرحته بفك حبسه ونيله لحريته..

( بقلم الباحــــث )

ليس هناك أجمل من ان تجد شخصا يحبك ويحمل معك همك وينتظرك بلهفة..




رحاب بحماس وفرح/ وحشتني.. وحشتني قوي يا مصعب يحبيبي.. حمدلله ع سلامتك.. الفرحة مش سايعاني برجوعك ليا!

مصعب/ انا.. انا بجد فرحت لما شوفتك ياختي يحبيبتي.. بجد فرحان.. انا كمان الدنيا مش سايعاني من الفرحة..

رحاب/ بص.. احنا نأجل فرحتنا باللحظة المفترجة ديه.. لبعدين.. خلينا نخرج ونبعد عن الحتة المقرفة دي بسرعة.. لاحسن يرجعوا بكلامهم ولا يفتكروا حاجة يرجعوك للسجن تاني عشانها..

مصعب يضحك/ هههه.. تصدقي عندك حق في الي قولتيه.. يلا بينا خلينا نمشي من هنا ع طول




اخذت مصعب ممسكة بيده بعد ان حررته من حضني القوي الأحكام.. وانا سعيدة جدا بخروجه.. لم افرح بهذا الشكل منذ قدومي لبلجيكا..

استأجرت سيارة أجرة لعنواني الجديد.. و طوال الطريق كنت اضحك وابتسم وممسكة بذراع مصعب بقوة.. كأني خطيبته لا أخته!




( بقلم الباحــــث )

مصعب/ انا بجد.. مش عارف اقولك ايه.. على وقفتك معايا.. دا انا لولاكي.. ما كنتش اقدر اتحمل ايام السجن الصعبة.. خصوصا لما البنت سابينا تخلت عني في محنتي

رحاب/ ماتقولش ولا حاجة.. عشان احنا خوات ولازم نقف مع بعضينا خصوصا في الغربة ... وكمان وحياتي عندك... بلاش تجيب سيرة الي اسمها سانتينا ديه.. خلينا كده مبسوطين مع بعض هو ده وقت سيرتها!!

مصعب يضحك/ هههه.. عندك حق.. بلاش اياها من سيرة..






وصلنا لعنواني الجديد.. كان الاستوديو خاصتي يقع في الطابق الاول من عمارة حديثة بنيت كلها بمثل هذا الطراز..

أُعجب مصعب كثيراً بالشارع الذي تقع عليه شقتي الصغيرة( الاستوديو) وبعد ان فتحت الباب و دخل مصعب معي.. اعجبه كذلك بناء الشقة الحديث وترتيبها واثاثها الذي اشتريته كله بجهدي وتعبي.. جلس مصعب على الأريكة في الصالة وهو يسحب انفاسه ليرتاح..




مصعب/ ده انت ذوقك يجنن.. عفارم عليكي يا رحاب.. دنتي طلعتي قدها وقدود.. وقدرتي تعملي لنفسك حاجة تشرف و تخليك مش محتاجة لحد..



ناولت مصعب ملابساً نظيفه وقلت

رحاب/ **** يخليك ليا يا مصعب.. بص .. انت النهارده تعبان قوي.. روح انت كده خودلك حمام و تغسل عن جتتك اي حاجة لازقة فيها من السجن! والبس الهدوم دي.. انا غسلتهم وحضرتهم عشانك.. وانا حعملك لقمة تسد بيها جوعك وترم عضمك .. عشان انا شايفه انك خاسس قوي .. يعيني عليك

( بقلم الباحــــث )

مصعب/ انا .. مش عارف اقولك ايه.. انت اعظم اخت في الدنيا يا رحاب..

رحاب/ ماتبطل يا واد كل شويا تقعد تشكر فيا.. يابني انته اخويا شقيقي.. من لحمي ودمي.. ده اقل مايمكن اعملهولك..

يالااا بقى خش الحمام .. يالاااا..




ذهب مصعب للحمام .. غيرتُ ملابسي بسرعة وتوجهت للمطبخ اعد الطعام من اجله ..

خرج مصعب من الحمام ورائحة زكية تنبعث منه وهو يغطي شعر رأسه بمنشفة ويلف بشكيرا حول جسمه. . كان يبدو وسيما جدا بعد ان حلق لحيته فعاد وجهه نظرا و مشعاً.. اطلتُ النظر فيه دون أن اشعر .. وأنا واقفة امام الموقد.. الموضوع في المطبخ .. والمطبخ والصالة كلها عبارة عن غرفة واحدة تقابل الحمام!




مصعب/ انا فيهَ حاجة؟؟

رحاب/ ها.. ايه..؟

مصعب/ أنا فيا حاجة.. ؟

رحاب محرجة/ ها.. لا مافيش .. مافيش اي حاجة..

مصعب/ افتكرت ان في حاجة كده ولا كده لازقة عليا.. عشان شوفتك باصالي وانت مركزة ..!

رحاب/ لا يحبيبي.. مافيش.. اطمن.. كله تمام.. يالا تعالا بسرعة عشان ناكلنا لقمة مع بعض .. انت مش جعان؟؟

مصعب/ دنا حموت من الجوع وانا شامم ريحة طبيخك الي تهوس .. يا سلام عليكي وعلى الأكل الي بتعمليهولي يا رحاب...






طبخت لمصعب اكلة شعبية يحبها.. وتناولنا العشاء ونحن نبادل احاديث متنوعة كثيرة.. واسترجعنا ذكرياتنا معا رغم قلتها واستذكرنا الوطن الحبيب.. وتمنيت العودة له.. فقط لو تتحسن الظروف قليلا.. متناسين ان كل ذلك وقت.. ندفعه من أعمارنا كثمن.

سرقنا الوقت معا.. حتى لاحظت نعاس مصعب الواضح .. فقلت له




رحاب/ انا شايفة خلاص.. كفاية كلام وذكريات.. والأحسن انك تخش ترتاح تنام.. !

مصعب/ اخش أنام ؟ ليه.. هو انا حنام فين؟؟

رحاب/ فين يعني.. في أوضتي طبعا!!!!!!!

مصعب/ اييييه... انت بتقولي ايه ؟




( بقلم الباحــــث )



اعتذر مرة أخرى للتأخير بسبب المرض.. ضغطت نفسي كثيرا لأجلكم.. وقتا ممتعا اتمناه لكم وسامحوني مرة اخرى..

الجزء الرابع

( بقلم الباحــــث )








مصعب

اول شخص رأيته عند خروجي من السجن كان رحاب ..وما أن رأتني هي.. جريت علي تحضني..


كنت أمشي باتجاهها وهي تبدو في هيئة جميلة جدا.. حضنتني وحضنتها بقوة.. حضنها الحنون و قوته.. تجاهل أي أحراج ممكن.. فبادلتها نفس الحضن وشعرها الأسود يغطي وجهي وانفي .. واشم عطره الزكي..

لم تأت في بالي اية افكار.. منحرفة.. رغم وضعنا الغريب الآن متحدين ملتصقين بحضن قوي.. تفصل جسدينا ملابسنا فقط .. فــفرحتي بالحرية كانت اكبر بكثير لدرجة أغفلت النظر عن كثير من الأشياء التي كانت تبدو تافهة في تلك اللحظة.

بقيت رحاب تحتضني وبعد عبارات الترحاب الحارة منها قادتني من يدي معها.. لا اذكر ان رحاب كانت متعلقة بي بهذا الشكل في الماضي.. عندما كنا في الوطن! ربما هي الغربة من قوّت اواصر ارتباطنا ببعضنا ( كأخوة) بشكل أكبر ..

حتى وصلتُ شقتها الصغيرة الجديدة .. كنت اجيب اسألتها ولكن فكري احيانا يأخذني سارحا عنها .. فيها!

لا أدري كيف واتتني تلك الأفكار ومنذ متى!! طوال شهور خمسة لم يكن سوى رحاب في بالي وهي كانت ونيسي في سجني..


اعتصرت ذاكرتي في السجن.. فالوقت يمر فيه ببطيء جنوني يُذهب عقل الأنسان ويجعله يشك في كل قوانين الفيزياء المتعلقة بالزمن.. التي تقول ان الوقت نسبي!!! بل أن الوقت في السجن جامد.. متوقف.. لا يتحرك.. كأنه سلسلة جبال صامدة منذ نشأة الخليقة لا تزحزح من مكانها!

تذكرت مقطتفات قصيرة وسريعه من ذاكرتي بيني وبين رحاب.. ايام كنا صغارا .. لا زلت لا ارى فيها شيء مميز.. سوى ان أختي فتاة جميلة.. وشخصيتها قوية وعنيدة .. وتستحق شخصا أفضل من عماد بالتأكيد..

( بقلم الباحــــث )




اخذتني الافكار حتى وصلنا شقة رحاب ودخلنا فيها .. ثم طلبت مني ان اغسل هموم السجن الثقيلة عن جلدي فأخذتُ حماما منعشا طويلا .. وحلقت لحيتي.. وطوال الوقت.. كنت اتجنب اي فكرة جنونية تواتيني من بين السطور .. تتعلق بجمال وجاذبية رحاب



خمسة اشهر قضيتها خلف اسوار السجن.. دون ان ألمس فتاة.. ومن قبلها .. لا اتذكر اني لامست سابينا كثيرا.. حتى انها في الشهر الاخير من علاقتنا.. كانت تتحجج وتضع العراقيل في طريقي لكي تمنعني من ملامستها..

و رغم ان الهم والغم في السجن كبير ..فأنك تبقى انسان.. يجوع ويعطش ويقضي حاجة .. وتظل تذكره غرائزه.. بأنها لا تزال موجودة فتذكرني بأني لا زلت كائنٌ حي..

خمسة اشهر اريدها للنسيان.. لكن هيهات.. تلك التجارب تعمل كندب لا تمحى من على وجهك.. لم اعقد اي صداقة في داخل السجن.. كل ما اردته ان امضي بوقتي بسلام.. دون مشاكل..

ومع هذا فرض نفسه علي شخص يتكلم العربية.. أسمه ( زويني) وحين تأكدت من حسن نواياه .. صرت احادثه و اسامره .. دون ان اكشف كل تفاصيل حياتي امامه.. كصديق طريق.. يرافقك طوال رحلة في قطار.. وينتهي كل شيء بنزولك في محطتك قبله.. او حتى بعده.

زويني هذا.. سيمضي بضعة أشهر أخرى في السجن.. لتهمة سرقة! لا ادري ان كنت سأراه ثانيةً.. الخروج من السجن هو ولادة جديدة.. تحاول ان تنسى بعدها كل ذكرى متعلقة بتجربتك المريرة تلك.

( بقلم الباحــــث )






اكملت حمامي على مهل.. وبعد أن خرجت منه مرتديا بشكيرا الف رأسي بمنشفة.. استغربت لمنظر رحاب وهي تركز في نظرها نحوي.. لوهلة ظننت انها رأت شيئاً عالقا في وجهي! لكنها نفت ذلك.. سرقتني رائحة الطعام اللذيذ فورا من افكاري.. اعدت لي اختي من أجلي اكلة لذيذة قد اشتقت لها بقدر اشتياقي للوطن

وانا جالس على السفرة اشارك رحاب الطعام.. كنت اسرق احيانا نظرات سريعة لها دون ان تشعر بي..

لم تتغير رحاب كثيرا.. بل قد فقدت بضعة ارطال من وزنها فبدت اصغر من عمرها.. ارشق واجمل.. مع بشرتها العربية الجميلة التي يستطيع المرء ان يميزها بسرعة..

تسامرنا وتحدثنا.. ولم نغفل ذكر شيء يتعلق بالأهل .. كنت أشعر بالتعب الشديد والنوم يثقل اجفاني.. لكن رحاب فاجأتني بطلبها مني الدخول للنوم في غرفتها!!!




مصعب/ انت بتقولي أيه؟ لاء طبعا.. انا حنام ع الكنبة هنا .. وانت في اوضتك

رحاب/ نعم!!! ده لا يمكن ..يحبيبي انت تعبان ومحتاج تريح جتتك.. والكنبة قصيرة وصغيرة مش حتريحك خالص يا مصعب.. اسمع كلامي بس

مصعب/ طب.. وانت؟ هتنامي فين.. ع الكنبة؟

رحاب/ .. اه.. و ماله؟

مصعب/ مش انت لسه قايلالي انها قصيرة ومش مريحة؟ اكيد مش هترتاحي عليها!! لا . . لا يا رحاب.. انا انام ع الكنبة..

رحاب/ بص.. انا اتفق معاك اتفاق.. انا انام ليلة ع الكنبة وانت الليلة التانية.. اظن كده عَدل ومافيهوش ظلم خالص . ها.. اتفقنا!

مصعب/ها.. ماشي.. مش هنختلف طبعا.. يبقى الدور عليا وانا الي هنام الليلة ع الكنبة.. !

( بقلم الباحــــث )






فجأة ..قامت رحاب من سفرة الطعام وهرولت باتجاه الاريكة وافترشتها مستلقية بجسمها عليها.. وقالت وهي تضحك

رحاب/ هههه.. ده بُعدك طبعا.. انا الأول .. مش هسيب مكاني منها خالص.. يالااااا بقى.. خش انت نام هناك..في أوضتي




تركت السُفرة انا ايضا .. وتقدمت ببطيء تجاهها.. وتصرفت بمزاح معها فورا

مصعب/ انت اخذتيني ع خوانه ع فكره.. طب انا هوريكي..




اقتربت من رحاب امسكتها من تحت ظهرها بكلتا يدي.. اريد رفعها من مكانها لأجبرها على النهوض منه..

كان جسمها طريا تغوص اصابعي بسهولة فيه.. كأنه مصنوع من الجلي.. حاولت ان لا اكون عنيفا جدا.. فكنت اسحبها نحوي وهي تتمسك بالأريكة بقوة و تعاندني مقاومةً وتضحك بنفس الوقت

رحاب/ هههه.. طب واللهي مانا قايمة.. ها ..

مصعب/ بقولك لا.. لازم انتي الي تنامي هناك..

( بقلم الباحــــث )




صرت اسحبها وانا محني فوقها وقدمي لا يزالان على الارض.. ولكن رحاب تقاومني ..

شعرت بشيء خفيف يدب في قضيبي.. لا اراديا.. لم ألمس جسد أنثى منذ مدة.. مايزيد من توتر قضيبي هو ضحكاتها المتتالية المرافقة لمقاومتها القوية لدرجة.. بسبب ردة فعلي لجذبها اختل توازني.. فسقطتُ دون أرادتي فوقها..

صار وجهي مدفون في صدرها الطري تماما بين شقي كرتيها الطريتين الناعمتين .. رائحته العطرة الجميلة تثير الحجر لا تثير قضيبي فقط! ملمسه الطري وهو يعمل كممتص للصدمات لرأسي المدفون فيه.. اخذني لخيال بعيد في عالم آخر..

قاطعت رحاب خيالي وهي تخاطبني محرجة تنظر لي والحمرة تلون وجهها الخجول

رحاب/ .. انت كويس !انا آسفة.. ماقصدش!

ابتعدت عنها احاول الوقوف لم استطع .. فأظطررت للجلوس بصعوبة على حافة الأريكة .. أكاد أنزلق منها .. ملاصق لجسمها


أمسكت بيد رحاب الناعمة الملساء الطرية كي اثبت نفسي.. كان موقفا محرجا جدا.. لكلينا ..غير متوقع.. ولا مخطط له



مصعب/ .. اه.. انا .. انا الي آسف.. مكانش قصدي بردو..



سادت لحظات صامته فيما بيننا ونحن نطالع وجهينا معاً ولكن رحاب .. لتتفادى مزيداً من الأحراج قطعت الصمت وتكلمت



رحاب/ احممم... طب.. مش حتخش تنام و تريح نفسك؟





كأنها تقصد أن أريح نفسي من هذا التوتر والرغبة المتقدة دون تخطيط و التي تريد ان تحرق الأخضر واليابس .. إن بقيت دقيقة أخرى بهذا الوضع!



مصعب/ .. اه.. عندك حق في كده.. انا هعديهالك الليلة بس.. اتفقنا؟



ردتْ علي رحاب بأبتسامة جميلة انارت وجهها الجميل المشرق وشعرها الذي تاهت خطوطه فوق وجنتيها وجبينها فبدت أكثر أغراءً

رحاب/ اه طبعا.. اتفقنا يحبيبي..




( بقلم الباحــــث )

بعد عبارتها الأخيرة.. لم أجد سببا لأطالة بقائي بهذا الوضع.. نهضت بصعوبة عنها.. وانا احاول ان اداري ما يوتر مَن شد نفسه منتصبا بين فخذي.. آملا ان لا تلاحظه رحاب..

لفيت ظهري عنها وانا اتمشى نحو غرفتها.. فشعرتُ برحاب تنهض خلفي.. ترافقني..




رحاب/ على فكرة انا لازم اجي معاك.. يمكن تكون محتاج حاجة.. وبالمرة آخذ هدومي الي هروح بيها للشغل بكره!



لم امنعها طبعا.. فلا زلت لم ار غرفتها ولا كيف تكون.. ورغم احراجي و مداراتي لانتصابي.. مشيت امامها مبتسما محاولاً أن أبدو طبيعياً !.. ودخلنا غرفة نومها..

غرفتها كانت صغيرة بسرير متوسط الحجم قد يسع لشخص ونصف ! مرتب و مغطى بملاية شتوية و مخدة وردية اللون تناسب الوان الفراش والملاية .. وخزانة خشبية انيقة بثلاثة ابواب.. ومرآة أُدمجت على الباب الوسطي.. تصميمها عصري حديث..


في الغرفة شباك صغير واحد بلا شرفة.. وكرسي خشبي في احدى اركانها.. وع اليسار من باب الدخول.. وضعت رحاب كومودينه.. تلك التي تُصنع خصيصا للنساء.. بمرآة دائرية قريبة لشكل قلب الحب و حولها انارة بيضاء مشعة غير مؤذية للعين .. وطوابير من مختلف ادوات الزينة.. زجاجات عطر وامشاط مختلفة و علب مكياج.. ومشابك شعر و اشياء صغيرة اخرى لا اعرفها.. لكن.. كل شيء كان موضوع بشكل منتظم..

( بقلم الباحــــث )


بالأضافة الى طابورية صغيرة للجلوس امام المرآة..

كلمتني رحاب بعد ان فتحتْ احدى خزاناتها واخذتْ طقم ملابس خاص بها.. وهي تدس بيدي مخدة صغيرة أخرى..




رحاب/ خود ديه.. عارفة انك ماتقدرش تنام إلا على مخدتين فوق بعض!

مصعب/ .. دانتي مش ناسية حاجة ..!

رحاب بابتسامة/ دنته اخوي يا مصعب .. اذا كنت انت ناسي.. فأنا لاء !




انحنت رحاب امامي على السرير لتضع لي المخدة الثانية و ترتبها على الفراش..

كان ثوبها منزليا عربيا عاديا من النوع الشائع الذي ترتديه معظم النسوة العرب لا يبرز شيئاً من مفاتنها .. مع هذا لم امنع نظري من افتراس شكل مؤخرتها المكورة البارزة..و لم اسرح بأفكاري اكثر من النظر ذاته..

ثم التفتْ ثانية لي.. وهي تبتسم..




رحاب/ اظن انك مش محتاج حاجة تانية مني؟ اقدر اروح واسيبك تنام..

مصعب/ .. لا .. شكرا.. شكرا يحبيبتي..

رحاب/ طب.. تصبح ع خير يا مصعب!

مصعب/ وانت من اهله..

( بقلم الباحــــث )




خرجت رحاب من الغرفة بقليل من الاستحياء وهي تسحب خصلة من شعرها بيدها لخلف اذنها.. ومعلقة طقم ثوبها على كتفها الآخر وعيوني لا تزال تعاندني ملتصقة بأتجاه مؤخرتها..ثم خرجت واغلقتْ الباب خلفها..



قبل ان استلقي على السرير.. تجولت قليلا بدافع الفضول في غرفتها.. وجدت لها صورة واحدة على الكومودة الخاصة بها تجمعها بأبنيها سيف وعمرو.. يشبهانها قليلا.. لم ارهما إلا عندما كانا صغيرين جدا في الوطن قبل هجرتهما.. أي خال اكونه أنا؟ اجهل حتى شكل ابناء اختي!

استلقيت على الفراش المريح.. وغزتني العطور الخلابة الملتصقة بفراش رحاب.. كأني استنشقها استنشاقا لجمالها.. لا أشبع منها

شاكست قليلا.. فوضعت مخدتها فوق تلك التي اعطتنياها قبل قليل لكي اظل مستمتعا بعطرها الجميل الملتصق بقوة على مخدتها الوردية و الذي نجح بالتأكيد.. بمداعبة رأس قضيبي.. وزاد من توتره..

صرت افكر بكل تلك اللحظات الجميلة التي عشتها اليوم.. معها.. منذ ان رأيتها صباحاً حتى قبل قليل.. محاولاً النوم بسرعة!










رحاب

سعيدة جدا بعودة مصعب.. شيء في داخلي يجعلني اكثر تعلقا به من قبل.. والغربة صارت هي العذر والعنوان لمشاعري المختلطة..

( بقلم الباحــــث )

لمسات مصعب غير المقصودة لي منذ ان رأيته اليوم.. تبعث في جسمي تياراً كهربائياً واطيء القدرة.. لكنه كاف لأنارة لمبة مشاعري الأنثوية المتوقفة منذ مدة طويلة..

نعم.. هو أخي.. فكرة جنونية صرت اتجنبها بيأس.. حُرمت من الشعور بنفسي كأنثى منذ ان هجرني عماد في الفراش.. ثم طلقني بعد أشهر.. نسيت ان اعد الوقت.. لكني واثقة انه اكثر من عام ونصف ..

أهملت نفسي عاطفيا ونسيت اني أمرأة في آخر المطاف.. وليس أُما و أختا بنفس الوقت..


الغريزة العمياء تشق طريقها احيانا دون مرشد او رفيق يوجهها بالاتجاه الصحيح.. فتأخذني معها لواحة في صحراء قاحلة عانيت فيها الحر والعطش والأهمال والضياع.. أكان ماءً ما رأيته في الواحة أم سراب!

لن اكتشف ذلك حتى اصل حقا لتلك الواحة استكشفها بنفسي..!

اخذتُ طقم الملابس وعلقته في الحمام.. لكي ارتديه غدا للعمل

استلقيت على الأريكة غير المريحة .. وضعت على جسدي غطاء وحاولت النوم.. لن أتذمر من تلك الأريكة.. ما مر به أخي مصعب كاف لأن يصور لي هذه الأريكة.. كسرير مزدوج من ريش النعام.. سأخدعه غدا أيضا.. لن ادعه ينام هنا ابدا!

لا اعرف كيف سرحتْ بي الافكار بعيدا.. شيء ما يحصل رغما عني.. حين اتذكر لمسات مصعب وهو يحضنني.. عطره الرجالي البسيط كان كافيا لأنعاش ذاكرتي الأنثوية.. خشونة لحيته عندما احتضنته اليوم فور خروجه من السجن.. حضنه الدافيء في شتاء اوربا القاسي.. جعلني اشتاق له.. واتمناه ان يحضنني مجددا..

( بقلم الباحــــث )

لأول مرة.. أشعر برطوبة تحت!! رغما عني.. شيء يسيل مني يبلل كلسوني لا أراديا.. مالذي يحدث معي بحق .. ؟










مصعب

قبل لحظات .. كدت انام على سفرة الطعام .. لكن النوم هجرني الآن بعد دخولي غرفتها.. انتصابي يؤذيني.. والافكار ترفض تركي بسلام.. مددت يدي لا اراديا لقضيبي.. بعد أن تأكدت من وجود محارم بقربي.. لا اريد أن الوث فراش اختي! او اترك اثارا مني عليه!

هل حقا سأفركه؟ لأريحه؟ لكن لما شهوتي تعرض صورة رحاب في مخيلتي لدرجة تبدو هي امامي؟


اريد طرد الفكرة بقوة.. ولكنها تعود .. وبعودتها يعود قضيبي للحياة مجددا.. اتمنى ان يكون الأمر متعلق بصورة عامة بالحرمان من النساء فقط.. لا بأختي لكونها الأنثى الوحيدة التي اراها امامي..

خيالي المتقد بقيادة غريزتي .. يصارع عقلي .. كمباراة لكرة المنضدة لا تستقر على نتيجة.. فالكرة .. لحظة بدون رحاب ولحظة مع رحاب.. من سيفوز في النهاية؟

( بقلم الباحــــث )

نهضت من السرير اتمشى في مساحة الغرفة الصغيرة.. احاول طرد الافكار الشيطانية.. لكنها اخذتني نحو خزانتها الخشبية ..


فتحت ابوابها بهدوء لكي لا تصدر صرير خشب عال.. وانا اتفحصها بنظري.. وفي تلك اللحظة.. توقف عقلي عن التفكير وسلم دفة القيادة الى قبطان الغرائز.. وقعت عيني على خزانتها التي خصصتها لملابسها الداخلية..

اول شيء جذبني هي العطور النسائية الجميلة التي ملأت خزانتها بأثير ثيابها وغزت انفي وقضيبي.. وثم منظر الالبسة المختلفة الالوان والاحجام والانواع..

وملابس نومها ! بعضها عادي جدا .. لا غرابة في شكله.. كلاسيكي.. وبعضها شبه شفاف واخر رفيع مثير.. ربما كانت ترتديه لعماد لكنها لا تزال تحتفظ به..

حسدت عماد على أختي! التي لا يستحقها.. رحاب تستحق رجلا افضل منه بالتأكيد.. من يا ترى يكون هذا الرجل الذي يقدر رحاب حق تقديرها ويستحقها؟؟

دون شعور امتدت يدي نحو احد كلسوناتها التي كانت الأكثر جاذية بين الجميع.. اسود اللون مشبك ورفيع.. تخيلت كس رحاب خلفه.. وتساؤلت الفةمرة كيف يا ترى يطون شكله ؟

وصلت للحظة انضويت فيها تماما تحت قيادة غريزتي.. لم يعد للعقل اي سيطرة.. ولا حتى للضمير من وجود..

شممت عطره.. كان مغسولا نظيفا جدا.. لكن الغريزة من تخيل لي وتقنعني بانه لايزال هناك رائحة من جسد رحاب ملتصقة بها.. فاستنشقت عطرها بعمق وتوتر قضيبي يزيد من آلامه.. ينتظر امرا بالأفراج.. بعد ان نال صاحبه الحرية..من قبله

متى سأحرره من توتره؟ صرت اتصرف كمراهق في بداياته.. بين رفض وقبول وانكار واقرار.. كانت الغلبة للغريزة امام العقل.. فهي من لا تزال تحافظ على وجود البشرية!!

( بقلم الباحــــث )

عدت للفراش استلقي مستسلما لعطر رحاب في مخدتها وامسك بكلسونها الاسود بيد .. وقضيبي بيد أخرى ادعكه.. احاول تخليصه من محنته.. بخيال اختي..

كلما اقتربت من الذروة.. شيء ما يطفأ اتقادي ليعيدني الى صوابي بأن ما افعله ليس صحيحا ابدا..

تعبت من لعبة القط والفأر تلك.. استسلمت.. لن اواصل.. اعدت الكلسون لمكانه .. واقفلت الخزانة وحاولت النوم مجددا..!




ساعتان و نصف .. مرت.. ولا زلت مستيقظا.. فكرت مع نفسي ان رحاب قد غطت في نوم عميق الآن..

فخرجت للحمام.. مثل بقية البشر.. لاتزال رحاب تكره النوم في الظلام الدامس .. وانارت ضوءا خافتا في الصالة..

بعد ان قضيت حاجتي .. خرجت فألقيت نظرة مجددا على رحاب

لم تتغير.. لاتزال تسقط الغطاء عنها كعادتها.. في تلك الاجواء الباردة.. حتى وان كان نظام التدفئة نشطا في الليل.. لكنه لن يغنيك عن غطاء تلتحفه اثناء نومك..

اقتربت منها .. كانت قد نامت بعمق.. وأنسحب ثوبها عن ساقيها العاجيتين.. الرائعتين.. لثاني مرة اراها بهذا الشكل.. كان فخذيها مكشوفين .. وزواية نومها تكشف جزءبد بسيطا من خلفيتها دون ان المح كلسونها !

( بقلم الباحــــث )

فتحة ثوبها.. عند صدرها مكنتني من رؤية نهديها.. احدهما يرمي بنفسه فوق آخر في منظر لذيذ لا يقاوم.. لا ادري ان كانت ترتدي ستيانا.. لا اظنها تفعل.. حرية ثديها تؤيد ظنوني..

جلست على ركبتي اطالع جسمها ووجها.. مسيطرا على نفسي من اي طيش او فعل قد يدمر كل شيء في لحظة.. تلك الرغبات.. لو نمت في داخلك.. عليك ان تسقيها بروية.. لا تفرط .. فتموت غرقا!! او تقصر فتموت عطشاً!

نظرت الى جمال وجهها النائم.. واستخسرته مرة اخرى في عماد.. كنت اود ان اضربه علقة.. على اهداره تلك الجوهرة الثمينة.. ليس لأنها أختي فحسب.. بل لأن رحاب أمرأة متميزة بكل شيء

مددت يدي اداعب شعرها الذي غطى جزء من وجهها.. لاتأمل جمالها.. عيونها المغمضة الواسعة واهدابها الطبيعية الطويلة السوداء.. وجنتيها الطرية النظرة الصافية .. انفها الرائع الجمال.. شفتيها الممتلئتين.. الشهيتين.. كل شيء فيها مغر..

تعبت.. تعبت حقا.. من هذا المنظر الجميل..

اعدتُ الغطاء الذي سقط عنها على الأرض.. ووضعته فوقها مثل كل مرة تصرفت فيها بشهامة..

بعد دقائق.. تحركتْ رحاب.. خفتُ ان تفتح عينيها..نهضتُ بهدوء.. عدتُ الى غرفتها.. استلقيت على سريرها.. وثبتُّ نظري في سقف الغرفة.. وحاولت النوم......








رحاب

نهضت في الصباح.. متعبة .. عظامي تؤلمني .. فعلا النوم على الأريكة تلك غير مريح بالمرة.. اظن مصعب لايزال نائماً.. اعددت له الفطور حتى يجده جاهزا حين يستيقظ.. وشربت قهوة وارتديت ثيابي التي وضعتها في الحمام.. ولم أنس ان أضع نسخة من مفتاح الشقة على ورقة مكتوبة ووضعتها على الطاولة وسط الصالة.. كما فعلها لأجلي عندما كنت ضيفة عنده

( بقلم الباحــــث )

خرجت الى العمل.. مشيا على ألاقدام فالمكان ليس ببعيد.. وانا امسك بمظلتي خوفا من نزول مطر غير متوقع..

بعد عملي لأشهر في بقالة رضا .. عرف مني بالتدريج ان اخي محبوس.. اقنعته ان مصعب حُبس ظلما.. وكان علي الوقوف معه.. وصدقني رضا.. !

وصلت البقالة لأمارس عملي فيها كأي يوم عادي آخر.. لكن رضا لم ينس أن يفتتح يومي بطرح سؤال علي ..




رضا/ صباح الخير.. طمنيني.. ازايك! وازاي الاستاذ اخوكي؟ كله تمام؟ خرج بالسلامة ؟

رحاب/ ها.. آه.. كله تمام.. خرج الحمدللله .. متشكرة بجد عشان ادتني اجازة امبارح..

رضا/ لا وعلى ايه.. ده واجبي .. انت ليك معزة كبيرة عندي يا رحاب!

رحاب/ شكرا ليك يا رضا

رضا/ نسيت اقلك.. امبارح عدى عليا استاذ صابر..

رحاب/ وبسلامته كان عايز ايه بقى انشاء ****؟

رضا/ هو كان عايز يشوفك و طلب نمرتك.. عشان فيه حاجة ضرورية هو عايز يكلمك عشانها.. إلّا بالحق يا رحاب.. هو انت لسه مديتهوش نمرتك؟؟

رحاب/ اه.. لسه! واظن انك اديتلهُ نمرتي بقى ؟

رضا/ ها.. ولا مؤاخذة.. آه.. عشان هو قاللي انه في حاجة مهمة قوي..

رحاب بأنزعاج/ طب يا سيدي.. شكرا !!!




( بقلم الباحــــث )



انزعجت من تصرف رضا.. سكوتي كان فقط للحفاظ على مصدر رزقي.. وكذلك الفضول لأعرف مافي جعبة صابر..



أمضيت يومي كالمعتاد.. لا جديد.. حياة روتينية.. وفي الساعة العاشرة.. حاولت الأتصال بأبنائي وهم في المدرسة.. لم يردا علي .. وبعد ان اتصلت بأدارة المدرسة .. اثلجت المديرة قلبي ونادت عليهما لأتواصل معهما من هاتف المدرسة.. فهمت منهما أن آنيتا.. قيدت وصولهما لهواتفهما الذكية وحددت وصولهما فقط في أوقات محددة! تبداء من بعد الظهر.. خوفا على سلامة نظرهما وصحتهم العقلية!!

اظنها لا تأبه لسلامتهما العقلية بقدر ما تريد حرماني منهما فأختارت وقتا يصعب علي فيه الاتصال بهما.. لأنهما لن يأخذا راحتهما معي في الكلام عندما يكونان في بيت عماد تحت مراقبة آنيتا.




في المساء.. انهيتُ العمل.. وعدت لشقتي الصغيرة.. وانا اتجرع هماً أضافيا يبعدني اكثر عن أبنائي.. كل يوم !



وفور دخولي للشقة .. فاجأني مصعب بأنه أعد العشاء!! استقبلني مازحاً .. مرحاً



مصعب/ انا ماعرفش أطبخ كويس.. بس انا عملت كل اللي اقدر عليه والباقي ع ****.. هههه

رحاب/ انا شامة ريحة شياط!!!




( بقلم الباحــــث )



ركض مصعب بسرعة للموقد خلفه.. وركضت معه.. اطفأنا الموقد قبل ان تحصل كارثة .. والدخان يملاء الشقة فتعمل اجهزة انذار الحريق! فتحت الشبابيك بسرعة لتغيير الهواء.. ومصعب لازال يحاول انقاذ الطبخة التي احترقت.. وانا أضحك.. وهو يضحك.. حتى تعبنا من الضحك..



مصعب يلهث/ .. طب ما طلبتلك بيتزا وريحت نفسي و ريحتك من الحوار ده كله ! ههه

رحاب تضحك/ لا.. وفرحان قوي..




ثم قلدت صوته مازحةً وانا اجلس ع الأريكة

رحاب/ انا عملت الي اقدر عليه والباقي ع ****... روح يا شيخ وقعت قلبي من الضحك...هههه




تقدم مصعب يضحك وجلس مجاورا لي على الأريكة وهو يضحك

مصعب/ اعمل ايه في حظي.. كنت عملت كل حاجة صح.. بس نسيت اوطي درجة الحرارة !! هههه




اثناء ذلك رن هاتفي.. من رقم غريب..



رحاب/ الو!!

صابر/ اهلا يا انسة رحاب.. انا صابر!!

مصعب بجواري ينصت لي وينظر بغرابة بعد ان رأى ردة فعلي واستغرابي للرقم المتصل

رحاب/ اه... اهلا .. اهلا يا استاذ صابر..

صابر/ انا آسف لو كان مش وقت مناسب.. واحرجتك.. بس عشان الموضوع المهم اللي تكلمنا فيه..

رحاب/ ايوا.. بسمعك..!

صابر/ انا لي صديق في الشؤون القانونية لمحكمة الأسرة.. وعرض علي انه يساعدني بخصوص حضانة أولادك.. ولاقى ثغرة كبيرة قوي .. يمكن هتفيدك وترجعلك ولادك لحضنك ..

( بقلم الباحــــث )




لم أصدق كلام صابر..

رحاب/ انت الي بتقوله ده جد.. ولا عشان.. عشان العرض الي قدمتهولي؟

صابر/ انا بتكلم جد.. بس زي ما قلتلك.. انا مقدرش اخاطر بمنصبي الي بنيته بعد السنين دي كلها. لازم.. لازم يعني يكون الموضوع يخصني بشكل مباشر عشان اتحرك عليه!

رحاب/ انا.. انا مش قادرة اصدق من الفرحة.. انت.. انت رجعتلي الأمل برجوع ولادي ليه.. بس انا مقدرش اتكلم بموضوع زي ده ع التلفون.. انا افضل اننا نتقابل .. ونتكلم !

صابر/ زي ما تحبي.. مستنيكي في نفس المكان والوقت.. السبت الجاي.. تمام ؟

رحاب/ تمام.. سلام.




لم اصدق ما سمعت.. كأن صابر اعاد لي الروح من جديد وهو يزف لي خبرا مفرحا يعطيني الأمل الكبير بعودة أبنائي.. حتى ان اخي مصعب لاحظ ذلك..



مصعب/ متحكيلي وفرحيني معاكي.. فهميني ايه الحوار؟



اخذت نفسا عميقا وانا امسح دموعا قليلة هربت من عيوني للفرحة ثم قصصت لمصعب القصة بكل تفاصيلها..

تغير مصعب وتغيرت ملامح وجهه وهو يتوتر ويتعرق رغم البرد ويضم شفتيه وانا اخبره بتفاصيل قصتي والاتفاق المبرم مع صابر.. كأنه كان يجلس على جمر ينتظرني لأنهي كلامي.. فنطق على الفور..

مصعب/ ايه الكلام ده.. هو انت هترمي نفسك الرمية ده كده بسهولة.. هو اي حد يقولك اي حاجة تصدقيه ع طول؟ ما يمكن يطلع كذاب.. يمكن يخدعك.. يمكن عايز يتجوزك بأي طريقة وعشان توافقي بيضرب وترك الحساس بخصوص ولادك..! .. انت حتضمنيه منين ؟ مفيش اي حاجة تجبره انه يلتزم بكلامه بعد ما يتجوزك؟؟

( بقلم الباحــــث )




رحاب/ طب انا اعمل ايه بس يا مصعب.. ؟ مفيش قدامي حل ثاني.. انا مقدرش ابعد اكثر من كده عن ولادي وانا شايفة آنيتا بتاخودهم مني كل يوم..



نزلت دموعي وانا ابكي.. من حرقتي والمي و ضياعي كأُم في هذه الغربة التي زادت من خساراتي وانكساراتي.. أُم مكسورة .. تتلاعب بي امواج الظروف كيفما تشاء..

شعرت بذراع مصعب فوق كتفي وهو يحضني متعاطفا بقوة .. ويداعب شعري! ومد يده يمسح دموعي من على وجنتي..




مصعب/ايوه يا رحاب.. انا معاكي.. عندك حق ودول ولادك.. انا خالهم بردو.. بس الي تعمليه ده مش هو الحل.. ولا الصح..

رحاب/ ليه مش صح؟؟ ازاي بس ؟

مصعب/ خلينا نفترض ان الراجل ده الي اسمه صابر أوفى بوعده ليكي.. تقدر تقوليلي ازاي تضمني ان ولادك هيعيشوا مرتاحين مع جوز امهم الجديد.. ؟ تضمني منين انه هيعاملهم كويس بعد الجواز؟ تضمني منين انه هيفضل يتعامل كويس معاك انت بذاتك؟ لا لا.. لا ده مش حل كويس يا رحاب.. صدقيني...

( بقلم الباحــــث )

رحاب/ عندك حل ثاني؟؟

مصعب/ .. دلوقت لاء بصراحة.. بس ممكن من فضلك ما تستعجليش قوي وتربطي نفسك بالراجل ده؟

رحاب/ .. معرفش يا مصعب.. معرفش اعمل ايه...

مصعب/ طب.. ممكن اطلب منك حاجة وحدة بس؟

رحاب/ .. ايه هي؟

مصعب/ أأقدر أقابل انا صابر بردو؟ يمكن لما اقابله.. اقدر اعرفه كويس واطمن من ناحيته.. واطمن عليكي معاه؟ .. ها.. قلتي ايه؟

رحاب/ ... .... ماشي.. بس خليني لما اقابله.. ابلغه انك حابب تقابله هو كمان؟ ولازم كمان يقنعك عشان توافق.. ما انت بردو اخويا و مسؤول عني هنا في البلد ديه..

مصعب/ طبعا .. اكيد .. اكيد انا مسؤل عنك هنا.. ويهمني مصلحتك قوي..!

رحاب/ طب.. يا حبيبي .. انا بجد فرحانه اني بقيت أهمك وبقيت تخاف عليا و ع مصلحتي..

مصعب/ هو انا ليا غيرك بردو يا رحاب..!




صمتنا قليلا ومصعب لايزال يضع يده ع كتفي وينظر لوجهي .. ثم عدنا لنبتسم.. واخرج مصعب هاتفه ليطلب لنا عشاء ديليفري..

لا ادري لماذا صار مصعب مهتما بي لهذه الدرجة.. كأني لمست في نبرة صوته شيء من الغيرة! ام الخوف علي؟

( بقلم الباحــــث )










مصعب



في بالي ( انا بقيت حنين قوي ومهتم قوي كده برحاب ليه؟ بحس انها تهمني قوي كده ليه؟ طب ما هي بتعمل كده عشان ولاده وده حقها.. انا بمنعها تعمل ده ليه؟ هو انا اقدر ارجعلها ولادها لحضنها؟ طب والراجل الي اسمه صابر.. ما انا حقي كمان اشك فيه.. مش يمكن بيضحك على أختي.. بكلمتين!

طب وانت مالك يا مصعب.. يجيبلها ولادها في حضنها ولا لاء.. مهو طالبها بالحلال و جاي من الباب.. عايز منه ايه اكثر من كده يا مصعب.. ما تسيب البنت تشوف طريقها.. !

انا مش عارف افكر ازاي.. انا الأحسن دلوقتي اني اتعشى معاها.. وبعد كده مش هخليها تنام ع الكنبة.. مايصحش.. انا متأكد انها ما نامتش امبارح كويس.. دنا يا دوب بالعافية اقدر اقعد مستريح عليها...)






دخلت رحاب للحمام تزيح عن نفسها آثار تعب اليوم.. ثم خرجت بمنظرها الجميل.. عطرها البهي الذي هب بأتجاه أنفي ليغازله.. ويحرك احاسيسي.. هناك شيء في داخلي صار حساساً جداً نحو رحاب

و بعد العشاء.. الذي لم يتأخر كثيرا ..جلست رحاب بابتسامة خفيفة امامي على السفرة تتناول الطعام معي ..


أكلت انا على عجل.. لأسبق رحاب للأريكة! .. فورا انهيت طعامي وقفزت راكضا نحو الأريكة اجلس ممدا بطول جسمي عليها..

مصعب/ ههه.. اظن انا الي سبقتك النهاردة.. عشان الدور علية ومش ممكن اخليك تسبقيني..!

رحاب/ لا.. لايمكن يا مصعب.. عشان خاطري.. انت لازم ترتاح في أوضتي.. بقالك شهور مش مرتاح في نومك ياحبيبي

مصعب/ ومين الي قالك اني نمت مرتاح امبارح لوحدي في أوضتك.. مش يمكن جسمي خلاص تعود ع سرير قاسي!




صمتت رحاب قليلا وهي تنظر لعيوني بنظرة مريبة .. ثم قالت

رحاب/ طب.. ما تيجي ننام سوا في أوضتي.. أيه رأيك ؟؟؟




( بقلم الباحــــث )



HD3JQWX.md.jpg
رحاب
 
  • نار ياحبيبي نار
  • حبيته
التفاعلات: Simon3 و الباحـــث
بجد بجد انت انسان هايل وفنان بمعني الكلمة وتستحق لقب فارس المنتدي الاول في كتابة القصص لعدة اسباب

اولا قصصك في منتهي الروعة والجمال

ثانيا لا تتاخر في نزول الاجزاء زي بعض الكتاب بالرغم من ان كل جزء اجمل من التاني

ثالثا ودة الاهم انك بالرغم من تعبك وانت بتحاول تكتب عشان الناس اللي بتحبك وبتحب قصصك

اتمنالك كل توفيق والصحة في حياتك

وربنا يشفيك
انت الي هايل وذوق وكلامك روعة .. وصفك لي وبحقي .. وتشجيعك و دعمك المستمر لي.. اكبر حافز ومشجع للمواصلة وتقديم الأفضل.. لا تحرمني من دعمك.. شكرا لكلامك الراااااائع 🌹
 
تفوقت على نفسك في هذا الجزء يا صديقي رغم قصره بعض الشئ و انا اعذرك تماما في هذا
وصف جميل للمكان و الاحاسيس الت يمر بها مصعب و رحاب و نمو تدريجي و مشبع للعلاقة المعقدة التي قوتها الغربة و قربت مصعب من اخته
وقفت بنا في نقطة حساسة و لا اكاد اصبر حتى الجزء القادم
اشكرك يا صديقي الباحث
انا الي بشكرك يا سعد .. رأيك دوما يهمني جدا.. واتمنى دائما ان انال استحشانك و رضاك.. انت وجميع القراء.. شكرا من قلبي
 
  • حبيته
التفاعلات: saadhussam
تستاهل كل الاحترام والتقدير صراحة حبيت كل كلمة و لاجزاء الاربعة و استنى بفارغ الصبر الاجزاء القادمة بس بدي اعرف البنت اسمها رحاب او هيام
لانك في أوقات وين نادوها
حبيبي الغالي الف شكر مني ليك لكلامك الرائع بحقي.. سعيد جدا لان القصة أعجبتك.. وسامحني للهفوات الأملائية.. البنت أسمها رحاب.. وشكرا لانتباهك و تركيزك يا طيب
 
  • حبيته
التفاعلات: Im28LUlukatty
حبيبي الغالي الف شكر مني ليك لكلامك الرائع بحقي.. سعيد جدا لان القصة أعجبتك.. وسامحني للهفوات الأملائية.. البنت أسمها رحاب.. وشكرا لانتباهك و تركيزك يا طيب
كل التوفيق لك كمل
شرعت بقرأة طقوس حتى وهي لها نهاية حزينة
بس فضولي غلبني
و اتمنى تكون حلوة ايضا
 
  • عجبني
  • حبيته
التفاعلات: الباحـــث و STroNG a👑

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%