نحن نعيش الآن في مجتمع ضاغط
يتعامل مع العفوية و التلقائي كنوع من انواع السذاجة او الجنون
و التعقيد اصبح هو سيد المواقف كلها
فكلنا بحاجة الي ان نبتعد و لو قليلاً
إني بحاجة أنا أيضاً لأن أبتعد و لو قليلاً..
عن الضواغط و الشواغل و الضوضاء الصاخبه
عن ضجيج الشوارع
عن اجراز الهواتف
عن زخم أيام الاسبوع الممتلئة
انني بحاجة الى
أن يضمني دفئ الشوارع الضيقة ..
أتوه وسط الوجوه
لا اسمع صوت عقلي وسط زحمتهم
تعزف اوتار نغمات موسيقى الكمان على مكامن روحي
تزوغ عيني في عيونهم و تلمس روحي ارواحهم
و انسى أحزاني الخاصة بين حركاتهم ....
زي الأسير انا
كأني فقدت الحياة و فقدت معاها كل هدف من أهدافها...
اتغزل دوما في ليل الإسكندرية
يشفيني الابتعاد عن العالم بين شوارعها الضيقة
و اماكنها القليلة المزدحمه
و بحرها الباحث عن الحرية
و صيفها الرطب
و خريفها اللطيف هواءه
و شتائها المبدع
و اه من شتائها
يعيد لي الشجن الكامن في حياواتي كلها
فدوما يسحرني شتاءها بهذه الرقة
و الأضواء تتألق على الأسفلت اللامع
فتصنع سماءًا أخرى سوداء و لكنها قريبة المنال
فكما قال محمد المنسي قنديل,في كتابه انكسار الروح...
انها :-
مدينة صالحة للأحلام.....