NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول فيولين عهد الثالوث (للكاتبة نور إسماعيل) ـ ثلاثون جزء

ناقد بناء

معاون
طاقم الإدارة
معاون
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
9,629
مستوى التفاعل
3,164
نقاط
22,091
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
الفصل الأول



لا أذهبُ تماماً ولا أقترب ، مُترددة ، ثائرة وأحن ، أخافُ اللحظة وأعيشها ، أُناقضُ نفسي باستمرار
, أصمتُ في وقتٍ مبكر ، وأتحدثُ بعدَ فواتِ الأوان !
, "ليلى"
, كانت تجذبني إليها دون أدنى مجهود ، فقط لأني مرهق .
, كقطعة مغناطيس تسحب إبرة معدن صغيرة وزنها هش للغاية ، حاولت الفرار مرارًا لكن دون جدوى ، أصبحت اتحرك معها أينما ذهبت و كإنني جزء منها !
, أتألم كوني ملتصق بها لهذا لحد ، لم أرغب يومًا بهذا !
, إلا أن التقيتك . كنت هنا منذ زمن و كنت اتفادي معرفتك .
, رأيتك في طفلة صغيرة متأثرة لموت بطل من ابطال قصصها الكرتونية ، رأيتك في ايمان أمي ورأيتك في دعاء جدتي ، رأيتك وقت الألم تعزينى ، رأيتك سلام في حروبي الداخلية ، رأيتك تحرسى أنفاسي يوميًا إلى يوم عودتي ، فأنت لا تشاء موتى الخاطئ بسبب عيناكى. اليس كذلك!
, "يزن"
, لا أجيد فن المواساة،ولكن باستطاعتى احتضانك متى شئت كى الملم بقاياك المبعثرة داخلى
, واصنع منك مقاومة جديدة غير التى آتيتنى بها،فانا بارعة فى هذا مع كل البشر
, إلا انا .
, "بلقيس(نعمة)"
, احيانا يكون القدر كريم معنا لابعد حد ،حتى نلتق بهم فتكتمل هيئتنا على اكمل وجه دون ان تقص شيئاً
, سوى ارواحنا.
, "نزار"
, لا اريد ان اكون واحدة من هذا الهراء الذى يملأ اكوانكم دون جدوى، دعنى اريك اجمل مابي ولكن ليس وجهاً
, لوجه ولا قلباً بقلب،بل عقلاً بعقل ،والعقل دائما على صواب.
, "حنين"
, ‏‎أنا كل تلك الرسائل التي لم تصل، الرسائل التي أمتلأت بالدموع وبقيت في الأدراج وأكياس القمائم ولم تُرسل . مُهمل وحزين ومستسلم.
, "آسر"
, ومن سيصدق كل هذا الخراب بداخلك وانت تبدو هكذا "هئ ومئ وتربتتيت" رأيت الجملة هذه ذات مرة بأحد مواقع السوشيال ميديا وكأنها تشير إلى باصبعها. انها حقاً تعنينى وكأنها تمثلنى تماماً.
, "مؤيد"
, قدمى مغروزة دائما ببحر لامبالاه،اترك من يريد ان يكون على حاله. على حاله طالما هو يريد ذلك
, وما الداعِ للعراك !
, اشعر ان العالم اتفه من ان احمل نفسى ضغطاً وعبئا زائدا،ستعاش الدنيا مرة واحده
, فلنعِش اذا.
, "جلال"
, إلى متى سأظل ذبيحك؟ ذبيح محرابك البعيد القريب ،انا متعب سيدتى حد الالم
, واحبك حد التعب،انا وسط كل هذا الظلام دليلك فلا تضيعينى!
, "نادر"
, هذه الحياه حقا قاسيه على ضعاف الروح . جيادها الجامحه تدهس زهور ربيعهم
, فانتبهوا!
, "ابراهيم"
, الحب ياغافلة اذا تملّكاهلك!
, "ميريهان".
,
,
,
, الفصل الأول
,
,
, ليلى سمعانى كويس، قاومى ياليلى انتى اقوى
, لو فعلا كويسه حدديلى الالم حساه كام من 10
, سمعته جيدا واشارت له برقم 9بكلتا يداها، وابتسمت تذكرت حينها فيلمها المفضل
, The fault of our stars
, ذلك الفيلم الرومانسى الشهير، التى اعتادت رؤيته وحفظته هى عن ظهر قلب وتمنت قصه حب شبيهه بما حدثت مع هيزيل بطلة الفيلم
, وكأن وقتها كانت السموات تفتح ابوابها لتستقبل أمنيتها، فهى بالفعل عاشت نفس القصة
, الحب والالم!
,
, بدأت تنهمر من احدى عيناها العبرات وتنسال على جانب وجهها، بينما جهاز التنفس على فمها والاسلاك محاطه
, بها من كل جانب، هل هذه عبرات الم ام ذكرى انسابت كلص يتسلل الى ذاكرتها خفية كى يقلب لها مواجعها
, فكلمته صفِ لى الالم كم من عشر جعلتها تتذكر كل مرة تجرعت بها الالم
, كانت كم من عشر وهل هذه المرة هى الاقوى ام يوجد اكثر منها قوة.
, عادت بذاكرتها الى صورة لا يمحيها الزمن مهما انقضى عليها الوقت، يدى مرتعشه.
,
, عينان ترتسم بها خطوط حمراء تعكر صفو بياضها
, ارجل تهتز تعزف على الحان التوتر بصوت عالِ، وكلمة تدوى بالآذان كقنبلة
, ارفعى وشك وبصى له فعنيه، ارمى عليها يمين الطلاق
, عادت من هذه الذكرى لتلق بهذه:
, - انا مقدرش افرض اخطائى على الناس
, = الناس كلها اخطاء
, - لكن بيداروها
, = مبيداريهاش غير الضعيف
, - يعنى انا ضعيف!
, = ويعنى انا خطيئتك!
, - حبنا هو اللى خطيئتنا
, = يبقى نصلح الخطأ ده. نتجوز.
,
, -افهمىحبنا وعلاقتنا مش هتتحل بالجواز، الجواز حيهدها
, وهيكسر الدعوة الى عايزين ننشرها لكل الناس يعنى ايه بجد حب
, بس انا للاسف مش نبي. ومقدرش انشر دعوتى!
, استمع الى شهقاتها من خلف كمامه جهاز الاكسجين فأسرع نحوها وامسك باطراف اصابعها
, كى يطعمها بعض قطرات الامان فهو يعلم الآن انها بحاجه اليه، ابتسم ولمس خصلات شعرها
, المنسدله على وجهها وهو يردف
, -مش عاوزك تفكرى فاللى يضايقك، عارف حدقه عينك هتوسع.
,
, ازاى انا عرفت؟ ياستى انا فهمتك اكتر م انتى فاهمة نفسك
, فكرى بس فكل حاجه حصلت وخلتك يوم فرحانه، ليلى عارف انك هتعديها المرة دى زى كل مرة
, انتظمت انفاسها بعدما استمعت لكلماته التى تدعمها دوماً واجفلت عيناها بهدوء ومن ثم ابتسمت
, من الواضح انه نجح فى خطته، فقد تسللت الذكريات الجميلة الى ذاكرتها حتى تتحسن حالتها المزاجية
, وتستفيق من ازمتها هذه وتتجاوزها.
, -ايه ده يا مُتخلفه، رافعه الفستان كده ليه هتعدى الترعة؟
,
, تنظر حنين حولها على نفسها تارة وعليهم تاره، تلوى شفتاها وتستعد للرد
, -ده فستان طويل اوى ورخم ودمه تقيل
, اردفت بلقيس بالرد وعيناها اتسعت استنكار لما قالته حنين للتو
, -ايه! ده دمه تقيل ده روعه، انتى مبتفهميش فالذوق
, تبسمت حنين امتعاضا وهى ناظرة لها وقالت
, -ده فستان بنات!
, تدخلت ليلى لتقول مداعبة إياها
, -اهي دى حاجه نسيناها خالص ي نينو، ده فستان بنات مالك انتى ومال الحجات دى
, اقلعى ياشيخه بلا قلبه دماغ.
,
, فور انتهاء هذا الموقف عقبه موقف آخر لايقل عما كان يسبقه،
, الكثير من بالونات الهيليوم تملأ المكان، تطاير حولهم والزهور فى وضح النهار
, والجميع يتراقص، فجميع من حضر تغمره السعاده
, وثلاثة ايدى تشابكت ليتحدوا فى رقصة سويا، وصوت ضحكاتهم عالية وبلقيس تتوسطهم ب زيّها كعروس
, زى ابيض مرصع بالجواهر الفضيه اللون وتتعالى ضحكاتهم، لتجد ليلى نفسها مسحوبة من وسطهم
, خارجا بفعل حنين لتهمس فى أذنها.
,
, -اول من دخل القفص يا مضروبة، انا قولت انتى اول واحده عشان زبيدة ثروت بتاعتنا
, سبقتك بيلا
, قهقهت ليلى إثر استماعها لكلمات حنين، ثم قامت بدفعها فى جبهتها برفق وهى تردف
, لها
, -اهو بدانا ببيلا وانا وراها وخليكى انتى قاعدة كده
, رفعت حنين انفها لاعلى بإصبعها وقالت بتكبر مصتنع
, -عشان انا فيا عقل وانتو لأ
, تنهدت ليلى بحزن، فكل هذا فات وسبق عهده، حتى جدتها!
, صورتها التى داهمتها الآن. قد وراها الثرى.
,
, هذه السيدة التى لها الفضل فى كل مامر ب ليلى حتى نضجت وأصبحت شابة يافعة.
, فالذكرى التى داهمتها الآن وبالتحديد، عندما كانت تجدل لها شعرها جديلة
, شعرها بنى اللون كلون القهوة الممزوجه بالحبهان كما تحبها جدتها.
, ناعم الملمس، المنسدل على جانبي وجهها، وهذه الغرة التى تميزها مثل المهرة الصغيرة
, وفيروزتيها!
, يا ****، فقد تفنن **** فى خلق وجهها بهذه العناية.
,
, بشرة بيضاء اللون وجنتين ورديتين اللون، شفتان صغيرتان ولكنهما مكتنزتان
, وعينان بلون البحر الفيروزى
, فهى ليست شقراء، ولكنها تجمع بين الجمال العربي والغربي فى وجه واحد ابدع **** فى صنعه!
, -تيتة، هو انا ليه كل الناس بتقول انى شبه بابا انا مش واخده منه غير عيونه بس
, انا حاسه انى شبه ماما اكتر
, تنهدت الجدة بأسى وربتت على ظهرها وقالت بحزن
, -لا انتى شبه باباكى، امك شبه الى شبهه بقى **** يجعلك انتى احسن منها.
,
, -هى ماما وحشه عشان اتجوزت ياتيته واحد غير بابا بعد م بابا مشى
, -لا يا ليلى، امك بقت وحشه عشان سابتك!
, صوت طرقات على باب المنزل، قامت مسرعة ليلى تفتح بفرحه لتجدهم امامها
, -انا لابسة من بدرى و بيلا هى الى اتاخرت
, -متصدقيهاش هى الى فضلت نايمة واخرتنى على مالبست
, ردفت حنين باندفاع وقالت بطريقة منزعجه
, -وهو انا هتاخر فلبسى ليه يدوب لبست تى شيرت وبنطلون من عند اخويا وجيت.
,
, ضحكت الجدة من حوارهم الطفولى واشارت ل حنين تقترب منها
, -انتى يابت مش ناوية تعيشى زى البنات بدل ولادتك مع ولاد خلتك راجل زيهم
, هيطلع لك شنب قريب
, ضحكا ليلى وبلفيس، فنظرت لهم حنين بحنق وقالت
, -احسن من ميوعتهم هما الاتنين ماما دايما تقولى بت يا حنين انتى راجل والراجل مبيخافش
, خبطت الجدة كفا بكف وهى تهمس
, -انتى طالعه كده لمين معرفش **** يهديكى، شوفى ياليلى بنت عمتك وبنت خالتك هيشربوا ايه
, اندفعت بلقيس بقولها.
,
, -لا يا تبتة مالوش لزوم احنا هنخرج للنادى سوا
, انتبهت الجدة لهم
, -كده انتو تلات بنات وحدكم
, ابتسمت ليلى وقامت ب (غمز) بلقيس واردفت
, - لا متخافيش يا تيته احنا معانا راجل اهو
, ضحك الكل فقامت حنين بضربها بلكمه قويه على احد كتفيها ومازالو على صوت ضحكاتهم العالية.
, وعلى اثر ابتسامتها لمالمهدأت تذكرته، هدأت اجفانها رويداً رويداً حتى راحت فى سبات عميق بفعل العقار المهدئ
, الذى يسرى بدمائها عبر المحلول المعلق بجانبها.
,
, (فى وقتٍ سابق)
, هو الميعاد مكتوب فيه انا ولا انتى؟ بتدبسينى ليه يابيلا
, زفرت بلقيس بهدوء وامسكتها من ذراعها برفق بعدما داهمتها سعلة قوية
, غطت انفها بمحرمه ورقيه ثم اردفت
, -ليلو ع فكرة انتى بتستعبطى، و**** انا مديالك فرصه العمر
, وانا بموت زى م انتى شايفه كده
, -انا مبعملش حوارات صحفيه مبعرفش بطلى استهبال هتلخم ومش هعرف اساله اى سؤال
, ابتسمت بلقيس لها وقالت تدعمها.
,
, -بصى انا كتبتلك كل الاسئلة انتى يدوب هتسالى بس وخلاص
, انا عارفه انك مش شاطرة فالمحاورة وانك عشان كده موحوده فباب الحوادث مفيش حاجه جديدة
, بتحصلك بس لو فاتنا حوار نزار ادريس انهارده
, اعتبرى ان بنت خالتك ضاعت. يرضيكى
, تنهدت ليلى واستسلمت لطلب بلقيس، ثم نظرت جانبا
, -انا عارفه انهاردة بتدبسينى عشان عندك نزلة برد، بكرة تتلككى بجوز الحلوين الى خلفيتهم دول
, ومش هنخلص يا ست نعمة.
,
, ضحكت بلقيس وامسكت بيد ليلى وربتت عليها بشدة
, -لا طالما قولتى نعمة يبقى زعلانه، اصل جدتك **** يرحمها كانت تنادينى بيها
, لما تضايق وتفتكر امك حاجه
, ضحكا الاثنتين معا، ثم قطعتها ليلى بسؤال طرأ فى بالها للتو
, -وده انا هروح له لابسه ايه
, -عادى زى م الناس بتلبس، بس خليها حاجه شياكة شياكة ماشى
, احتضنتها وودعتها. وبالمنزل كانت الحيرة هى سيدة الموقف عند ليلى
, تقوم بقياس ثياب رأت انها مناسبة ثم تغير رئيها فتخلعه.
,
, وغيره وغيره، وهذا على هذا ربما تصنع شكلا جديدا
, وهذا على ذاك ربما بسببها يصبح موضهيا **** ماهذه الحيرة
, ولمَ كل هذا العذاب
, ستقوم بعمل بلقيس المطلوب منها القيام به فقط، هى ليست مطالبه باكثر من ذلك.
, هبطت من سيارة الاجرة، ترتدى بنطال اسود وقميص فيروزى عكس جمال عيناها
, وجاكيت اسود
, كانت تود ان تكون هيئتها رسمية نوعا ما، دخلت الى بهو الجريدة، نظرت هنا وهناك.
,
, مكان شديد الفخامه. استقبلها احدهم الى مكان السيكرتارية الخاصه ب رئيس مجلس الادارة
, نزار ادريس الصحفى الشهير والذى يمتلك اكثر من نصف أسهم هذه الجريدة.
, - بلقيس الراوى
, تنحنحت ليلى ورفرفت اهدابها حركتها المعهوده عند توترها وأجابت
, -لأليلى، ليلى مراد زميلتها فنفس الجريدة بس بلقيس حصل
, ظرف طارئ معاها فانا هعمل الحوار بدالها.
, ابتسمت لها موظفة السكرتارية بترحاب ثم نهضت من مقعدها.
,
, -لازم يكون عند مستر نزار بالتغيير اللى حصل ده، عن اذنك
, نهضت ودخلت الى غرفة مكتبه الخاصه وأغلقت الباب، ابتلعت ليلى ريقها بصعوبه
, ماهذا الخوف المسيطر عليها، هل خوفا من ملاقاة هذا الرجل
, ام انها اعتادت ان تكون خلف الستار ولاول مرة ستكون بالمواجهه
, اعتدلت فى جلستها حينما اكتشفت انها تجلس بخوف متقوقعه على حالها.
, خرجت الموظفه وتشير لها بالدخول
, -مستر نزار فى انتظارك
, قامت تعدل من هيئتها، زفرت بعمق وامسكت بحقيبتها.
,
, بخطوات تبدو ثابته ولكن بركانها متأجج بداخلها
, دلفت الى غرفة المكتب ووقفت مكانها
, رفع وجهه لها، بشعره (الرزى) اللون وبشرته السمراء التى لاتحوى على التجاعيد كثيرا
, هيبة جلسته وابتسامته الواثقه، جعلت من دقات قلبها كتقريع الطبول
, -اقفلى الباب لو سمحتى
, انتبهت ليلى واغلقت الباب ومن ثم تستدير لتدخل وتجلس امامه تعثرت فوقعت!
, قام من كرسيه باهتمام واقترب نحوها ومد لها يده، فابتسمت بخجل وقامت تعدل من ثيابها.
,
, ثم جلست الى المقعد دون ان تنظر له من شدة الخجل لما حدث.
, -مالها الاستاذة بلقيس ايه الظرف اللى عندها؟
, بدأ هو الحديث كى يريح توترها قليلا، فابتسمت هى وأجابت
, -ابدا ظرف مرضى وانا هنا مكانها، هى كتبت لى كل الاسئله
, مش هاخد من وقتك غير ربع ساعة
, -اتفضلى
, تنحنحت عدة مرات، ونظرت الى مجموعة الورق لديها وقامت بقراءة اول سؤال
, فابتسم هو حتى طرق الباب العامل وقام بتقديم كوب الماء لها
, -تشربي ايه
, -ميرسى، متشكرة.
,
, -هات عصير ليمون
, خرج العامل، فانطلق لسانها باول سؤال
, -حضرتكمن صحفى عادى بجريدة المشاهير لصاحب اكبر جريدة فالشرق الاوسط
, ايه السبب؟
, نظر لها نزار باعتناء، مشطت عيناه كل قسمه بوجهها. عيناها التى من دون قصد تدعوك للسحر الاسود وان تقع بهم لامحاله
, ليس فقط بسبب لونهم ولكن لانبعاث البراءة من داخلهم
, صفاء بشرتها، حركتها المكررة بان تقوم ببل شفتاها بلسانها كل دقيقتين تقريبا.
,
, ظهور النمش على بعض اجزاء من وجهها وخاصه انفها.
, -حضرتك مش بتجاوبنى ليه
, انتبه نزار لها ثم هم بالقول
, -متأسف. كنا بنقول إيه
, ابتسمت رغما عنها تحدثت اليه وهى تنظر الى الورق امامها
, -حضرتك كده هتخلى الربع ساعة ساعة بحالها وده تضيع لوقت حضرتك
, ضحك نزار ومن ثم قال لها بصوت خفيض الرنة نوعا ما
, -ساعة ساعة مش مشكلة، لو هيفضل قدامى الوش الجميل ده
, مش مهم اى حاجه.
,
, حكة بذقنها، وحكة بالقلم فى رأسها من الواضح انها فى شدة التركيز لامر ما
, تنقر بالقلم على الورق الموضوع امامها عدة مرات بحركه عصبيه.
, فيقطع حبل افكارها صوته يأتى من بعيد.
, -حنين ياحنين ردى عليا
, بلهجة عصبيه تردف له
, -نعم ي ابراهيم نعم يا ابراهييم مش شايفنى مركزة ي اخى
, -الشغل مش هيضيع انا عاوزك فحاجه
, قامت بغرس القلم بشعرها الملفوف دائريا اعلى رأسها على شكل ال (كعكه) مظهرها المعتاد الشكل من صغرها.
,
, وعدلت من وضع النظارة الطبية على انفها وابتسمت ببرود لامتناهى.
, -اهو سيبنا الشغل سيبنا اللى ورانا، والنقطه اللى مركزة فيها
, وخلينا مع حضرتك ي ابراهيم خير نعم ايوة ايييه
, ابتعد ابراهيم خطوتين للخلف ثم قال لها.
, -طب ومتنرفزة كده ليه انا كنت هقولك كفايه شغل وتعالى ناخد ريست شويه
, -مينفعش ياقلب امك
, -إيه
, -اه و**** زى مابكلمك، السكريبت ده مهم ولازم يتقدم وكمان الضيف راجل تقيل فالبلد وانا عاوزة.
,
, ازنقه فكام سؤال فمش هينفع ريست ولا كنتالوب
, زمت شفتيه بضيق وخيبة امل وقال
, -الحياه مش كلها شغل يا حنين
, -اطربنى انت قولى كلها ايه، اقولك انا كلها شخلعه ومرقعه
, وخروجات وفسح واكل وشرب
, مش كده
, -لا طبعا ولا كده، بس انتى قافله ع نفسك اوى
, -ياعم فافله على نفسى هو انا قافله عليك انت
, كور يده وابقاها جانبه واردف لها
, -ياستى عيشى لنفسك شوية، ليه معيشه نفسك فشكل الراجل ده
, شعرك لماه، قمصان وبناطيل رجالى.
,
, طريقة اسلوب رجالى فالكلام، ع فكرة ده غلط
, وضعت كفها على كتفه وقالت باستهزاء
, -بص يا ابراهيم انا كده عاجبه نفسي ومبسوطه كده ومبتغيرش عارف ليه
, عشان مدام انا مبسوطه بنفسي يولع اى حد
, فهمت
, رفع حاجباه لها وكتف ذراعيه امام صدره وقال بحنق
, -بس انتى بنت
, -اه وفيها ايه
, -فيها انى مش شايف قصادى اى بنت او ملامح للانوثه
, -ملكش فيه محدش قالك عايينى، واطلع من دماغى طيرت ام السؤالين اللى كنت بفكر فيهم.
,
, نظر لها وخرج من غرفتها وهو يتمتم بضيق فأوقفه زميلا له بالمحطه الفضائية
, -ايه مالك حنين ادتلك دش تانى
, -ياعم اوعا مش وقت هزار
, -ماقولنالك دى لابتاعت حب ولاجواز، معرفش زانق ليه نفسك معاها البت
, المسترجله دى
, -قلبي الجزمة هعمل ايه
, -لا اخلعه بقا وريح نفسك، دى مش هتاخد معاها سكه ابدا ولا بعد 100 سنه
, لو مش عشان مسترجله يبقى من لسانها اللى اد الفرئله.
,
, مط ابراهيم شفتيه وترجل الى نحو ماهو ذاهب اليه بعد هذا الذى انهال عليه من حنين
, ككل مرة يحاول لفت نظرها إليه ولكن دون جدوى.
, سلامتك الف سلامة عليكى ماما قالتلى انك تعبانه اول م جيت من الجامعة
, ابتسمت بلقيس بود ودعته للجلوس مشيرة للاريكة
, -**** يخليك يا نادر، نزلة برد بس شديدة شوية، معرفش سببها ايه
, سعلت بشده فناولها المحرمه الورقية من امامه.
, -شفاكِ **** وعفاكِ، اومال فين جلال.
,
, -جلال جوه معرفش نايم ولا صاحى، بس لما دخلت انيم الولاد كان صاحى وماسك فونه
, هز رأسه نادر فى تفهم، فبادرت بسؤاله وهى تهم بالقيام
, -تشرب ايه
, نهض خلفها وتبعها
, -ياستى انتى تعبانه وبعدين انا لسه هتغدى تحت، انا بس جيت اشوفك
, ونازل تانى
, -ياسلام!**** يخليك ليا يارب وميحرمنيش منك يا واد يانادورة
, اصيل يا ولا
, -عيب عليكى اختى بيلا انتى ليكى فيا اكتر من اللى ليا فنفسى.
,
, هاتفه رن فانتبه له واخرجه من جيبه وابتسم، لمحته بلقيس وابتسمت
, وغمزت له بأحدى عيناها
, -ايه الجو!
, -انتى قديمه اوى يابيلا، جو ايه هو عشان اسمك بلقيس هتضايقينا بمصطلحات قديمه
, -اولا اسمى الحقيقى نعمة، وبعدين اسمها ايه ياخفيف طالما مش الجو اقولك ايه
, المزة!
, -ولا المزة كمان. كلمة بيئة قولى اسمها عادى ميريهان وخلاص
, -طيييب ياعم ميريهان ميريهان، هى الى بتتصل
, ابتسم بخجل احمرت له طرفا اذناه.
,
, -اه هى اللى بتتصل اومال انا هبتسم لرنة هشام صاحبى مثلا
, ضحكت بلقيس ومن ثم انتبهت لدلوف جلال زوجها اليهم بالمطبخ
, -نادر انت هنا من امتى
, -من شوية، عرفت من ماما ان بيلا تعبانه فجيت اسال بقالى يومين مش بطلع لكم
, ميد تيرم نافخنى
, ربت جلال على كتف أخيه وابتسم
, -**** معاك شد حيلك كده، بقولك ايهكده انده على ماما ونتغدى كلنا هنا
, -لا بيلا شكلها تعبان جدا، تعالو انتو تحت حتى عشان منتعبش بيلا انهاردة.
,
, ضحك جلال وقال بلا مبالاه
, -بلقيس كويسة دى مجرد انفلونزا مالك يابنى
, -ياجلال انت غريب، انا هنزل وتعالو او اطلب لها ديليفرى انهاردة
, ثم اقترب من اذن اخيه وقال بهمس
, -شكلها فعلا تعبان
, ترجل نادر للخارج بعدما قال لها الف سلامه عليكى تانى فتح الباب وخرج واغلقه خلفه
, نظر جلال لها بطيبة
, -بس انا شايفك كويسه
, بلقيس ابتسمت بتصنع الشفاء
, -زى م قولت ي حبيبى مجرد انفلونزا متشغلش بالك
, قام جلال بجذبها نحوه وقال بهمس لها.
,
, -طب بقولك ايه العيال نايمين جوه
, -اناتعبانه بجد ي جلال وممكن اعديك
, -ابقى اخد اى برشام. تعالى بس
, جذبها وادخلها للغرفه بهدوء واغلق الباب خلفه.
, كمل كلامك الليلادى معاك انا، كمل وقولى ياكل عمرى ي انا
, كانت تنطلق هذه الكلمات من سيارتها اثناء عودتها الى منزلها، رددت ليلى بعض الكلمات معه، حتى سمعت صوت معدتها تتألم من الجوع.
,
, فقررت ان تقف امام اقرب مطعم لتشترى لها وجبه من الوجبات السريعه كما اعتادت، واخذت تتمتم محدثه نفسها
, -تيتة **** يرحمك وحشتينى اوى، فين اكلاتك الحلوة وفين حضنك اول م ارجع من برة تستقبلينى
, بقيت لوحدى من غيرك اوى
, بقيت مطفية وضعيفة اكتر من الاول ياتيته
, تنهدت ب اسى وانطلقت منها آهه موجعه، انتبهت لصوت هاتفها فتناولته وكانت بلقيس
, -هاه عملت ايه ياوحش فالمقابله
, ابتسمت ليلى واردفت لها بحماس وثقه.
,
, -لالالا متسالنيش انتى لما تشوفى الحوار بعد م افرغه واظبطه هتنبهرى
, -ورايا رجالة يعنى؟
, -طبعا يابنتى، ده انا ليلى مراد
, -خلاص غنيلى انا قلبي دليلى خلينى اصدق انك ليلى مراد كده
, قهقهت ليلى لانها لم تكن اول مرة قى سخرية احدهم من اسمها وتتلاقاه هى بصدر رحب
, فاردفت بلقيس لها
, -لابتكلم جد، احنا ننقلك من الحوادث للباب اللى انا فيه
, -ياستى بس شوفى ده وبعدها نشوف الدنيا.
,
, نظرت الى مطعم قد فاتت بجانبه ولم تقف، فقد شغلها حديثها مع بلقيس شتت
, انتباهها
, -مممم نسيت اعدى اجيب اكل بسببك
, -خلاص اطلبي فالبيت مش قضية
, نظرت امامها بعدما نظرت للمطعم وتنهدت، ففوجئت باحدهم يعبر وسرعة قيادتها كما هى
, فصرخت، انتبهت بلقيس بذعر لها
, -ايه ياليلى فيه ايه
, ليلى ليس باستطاعتها اجابتها، فقد دهسته بالفعل، اوقفت السيارة وقذفت
, الهاتف عالمقعد وخرجت من السيارة مسرعة بعدما ترجلت بخوف الى هذا المصاب.
,
, وتجمعت الناس حوله
, حملوه الى سيارتها، الى اقرب مشفى واسنانها تتخبط ببعضها
, ودمائها احتل غليانها عروقها، خائفه
, ضائعة، تائههكالعادة
, ماذا ستفعل، الى غرفة الطوارئ اوقفوها ليأخذوا البيانات.
, حاولوا البحث معها على اوراق هويته حتى عثروا عليها
, -اسمه ايه يافندم؟
, بصوت مرتعش وهى ممسكه بالبطاقه الشخصية لدى هذا المصاب
, -آسر فتحى راشد
, -انتى اللى خبطيه
, لم يسعها القول، فهم البعض من الذين رأوا الحادث بالاجابه.
,
, -اه هى، احنا شوفناها
, فهم موظف الاستقبال بالمشفى بسؤالها
, -لازم بيانات حضرتكاسمك ايه
, متلعثمه عيناها تملائها الدموع
, -ليلى مراد عبدالحميد.
 
  • عجبني
التفاعلات: LoOoDy
الفصل الثاني


مجرد خطأ لم تحسب له حساب، جعلها تشعر بان العالم كله انقلب رأسا على عقب وهى بداخله. كما اعتادت ليلى ان تظل بحالها الروتينى دون أن يثقب كيس يومها المغلق ثقب صغير ليغير مساره.
, فى ظل مصيبتها هذه، ضغطت زر الاتصال على كل شخص تعرفه ليس فقط لتستنجد به، بل لتعرف ماذا ستفعل فالخطوة القادمة هل الاقدار ستكون ضدها ويلقى هذا الشخص مصرعه وتصبح حياتها قد انتهت الى هذا اليوم؟ سنرى!
,
, يخربيتك، يعنى اليوم اللى تستلمى فيه الكركوبة دى من التصليح تعملى حادثه بيها
, انا مش قولتلك 40مرة متركيبهاش تانى، دى علبه تونة مش عربية
, نظرت ليلى لحنين بنظرات مرتعبه، تعلم انها مخطئه ولكن تحملت منذ قدومهم من اللوم مايكفى، خاصه لوم نفسها لنفسها فهو الحجيم ذاته!
, -خلاص يا حنين من ساعة م جيتى وانتِ مش راحماها من الدش الساقع بتاعك ده.
,
, -بلقيس اطلعى من دماغى انتى كمان، افرضى الواد اللى دهسته ده مات فكرتى فيها هتعمل ايه ساعتها
, هبت ليلى وقد فاض بها الخوف كيلاً
, -خلاص ياحنين عملتى عليا ضغط كبير بمجيتك ياريتنى م اتصلت بيكى
, نظرت لها حنين بامتعاض وجلست الى اقرب مقعد بالمشفى
, -انتو كده اللى يقولكم الحق تزعلوا منه
, هنا ربتت بلقيس على ظهر ليلى كى تريح من حدة توترها وسألتها باهتمام.
,
, - يا حبيبتى مش روحتى الميعاد بتاكس، كنتى رجعتى بيه وروحتى خدتى عربيتك من عند الميكانيكى تانى يوم مش مشكله
, اطلقت حنين لجام لسانها الذى لا يهدأ البته لتصب تعليقا ساخنا كعادتها
, - لا ازاى مكتوبله يندهس الغلبان اللى جوة ده بعجلات الهامر بتاعتها
, -شايفه استفزازها يابيلا
, -دى حنين ايه الجديد يعنى
, -اه صحيح القمر جوزك مجاش معاكى ليه، احنا مش فمصيبه وهو محامى
, مش ييجى يشوف نعمل ايه ولا هيقضى حياته نوم.
,
, زمت شفتيها بلقيس ولم تجب على سؤال حنين فقد علمت انه قد حان دورها
, فتسلط سبابها عليها هى الاخرى، حتى فاجئهم خروج الطبيب لهم من غرفة المصاب
, فهموا مسرعات بسؤاله.
, -دكتور هو حالته ايه
, اشار الطبيب لهم بالهدوء وانفرجت شفتاه للاجابه لكن الجمته حنين بسؤال اخر
, -يعنى هيقوم منها ولا البت الغلبانه دى هتروح فشربه ميه!
, نظر لها الطبيب بغرابة ثم اردف
, - هو كويس العجل بس كان السبب فحدوث كسر عنده وصدمه العربيه المفاجأة.
,
, حصلتله كدمة شديدة ناحية الكلى اليسرى، فهو هيفضل تحت الملاحظة خوفا من حدوث نزيف داخلى
, وبعد الاشاعات ممكن يخرج
, -طب انا كده يعنى جنائيا ايه انا خايفه
, ضمت كفتى يديها ببعضهما لشفتاها، حركة فى منتهى الطفولة حتى ضمتها لها بلقيس تهدئ
, من روعها قليلاً، فأجابها الطبيب.
, -هو اكيد هيتعمل محضر، بس كده الحوار بينك وبينه
, يعنى جنائيا مش احنا المسؤلين ده حقه هو
, -خلاص ندخلله ونشوف يعوز ايه ويخلصنا.
,
, قالتها حنين مندفعه فاثارت غضب الطبيب فتحدث مشيرا لما قالته هى للتو
, -لا ع فكرة دى حادثه واصابه وعلاج اكتر من اسبوعين، يعنى مش عافيه
, لازم تساوو الموضوع ودى عشان قريبتكم متتأذيش
, تركهم وانصرف الطبيب، فنظروا لبعضهن الثلاث نظرات حيرة، ماذا هم بفاعلات
, ليلى حقاً متورطه.
, -انا استأذن انى ادخل له واتكلم معاه
, -فكرة كويسه شوفى عاوز تعويض ولا ايه وفهميه انك مكنتيش قاصده.
,
, -جوزك فييين ياستى يفهمنا نعمل ايه، ده ايه الهم ده
, -يا حنين بطلى بقا جلال مشغول فالمكتب فالقضايا
, -ودى مش قضيه سُقع جت من السما له اهو نشوف الست كروانه هتعمل ايه فيها
, قبل م ياخدوها كلابوش
, نهرتها ليلى بدفعه لها فى جسدها بسيطة وهى فى غاية التوتر
, -بس بقا يا حنين بتقلقينى
, اهتز هاتف بلقيس لتجد ان هناك اتصالا قادم من زوجها، فهمت لتجيب
, -الو ايوة يا جلال، م انت عارف انا مع ليلى.
,
, طب هعمل ايه هما مش مع مامتك وقالتلى هتديهم الدوا بانتظام!
, مينفعش اسيبها طيب أعتبرنى فالجريدة او فاى مشوار، يووه يا جلال خلاص جايه
, اغلقت الهاتف وهى تزفر بحدة، فابتسمت حنين لها ابتسامه تحمل سخرية فى طياتها
, -روحى ياختى، روحى لجوز القرود اللى خلفتيهم فساعه واحده وللتكالى اللى رامى كل الاحمال عليكى
, -انا مش ناقصاكى بجد
, احتضنت بلقيس ليلى ثم ربتت ع كتفها، واخذت تلملم خصلات شعر ليلى على جانبي وجهها.
,
, لتقول لها برفق
, -مضطرة امشى حبيبتى معلش غصب عنى، اهى معاكى حنين ادخلى له
, وشوفى تساوى الحوار ازاى وانا هتابعك فون متقلقيش
, غمرتها بقوة ثم القت لهم تحية سلام وانصرفت، وقفت ليلى على حالها ليقطعها صوت حنين
, -هاه، هندخل نشوف المرحوم ولا ايه
, صوت طرقتين خفيفتين على الباب لغرفة آسر بالمشفى، ثم دلفت كلاهما ليلى وحنين بعدما استأذنا من الطبيب للتحدث معه والاطمئنان الى حالته.
, -عامل ايه.
,
, انطلقت من شفتاها بهدوء صوت عذب، ترتعش رناته بخفه من الخوف وهذا كان ملحوظا للغاية
, فحاول آسر ان يهدئ من حدة خوفها بابتسامة واهنه على جانب شفتيه ليجيبها باهتمام.
, -انتى اللى خبطتينى مش كده
, -اكيد يعنى هى مش واحدة من بقية عيلتك اكتشفتها انهاردة! ده ايه الذكاء المبالغ فيه ده
, عبس قليلا باندفاع حنين بالرد عليه هكذا، ثم نظر إلى. ليلى التى ارادت تصليح الموقف
, -انا اسفه، حقيقي مكنتش اقصد بس كنت باصه بعيد وو.
,
, -ولايهمك، انا كمان كنت معدى بسرعة
, -يعنى انت دلوقت حاسس ايه او انا ممكن اعملك ايه
, -هو انا بس جمبي واجعنى اوى من الخبطة، ومش عارف هقعد اد ايه فالجبس ده
, عندى شغل ومينفعش اتأخر عليه يوم
, -لا شغل ايه، بص انا ممكن اعوضك عن الوقت اللى هتقعده فالبيت ده عشان علاجك
, -انا مش عايزك تتعبي نفسك ده قضاء وقدر وكان لازم يحصللى
, -بس انا السبب وانا لازم ادفع تمن غلطتى دى
, -ياستى متحمليش نفسك زياده، هتتستر و****.
,
, هنا اندفعت حنين لتقول بلهجه حانقه مستفزة منهما الاثنين، فهبطت كلماتها وسط حديثهم
, كى تنهى هذا الجدال سخيف الطعم
, -ماتخلصونا! انت يابنى لازم تقوللها تعوضك ازاى عشان بصراحه فيه محضر هيتفتح
, وس وج وده يوديها فداهيه وهى مكانتش قاصدة
, فلو سمحت تنجز عشان خلقنا ضيق جدا، زى م انت شايف هى بنى ادمه كيوت متستحملش البهدلة
, لو انا اللى كنت خبطك كان انا وانت نفس طويل قصاد بعض ونشوف دنيتنا ايه بالظبط ياهندسه.
,
, فلخص احنا نعتبر قربنا ع نص الليل وهى لازم تروح وكنا مستنين جنابك تفوق
, هاهقولت ايه؟
, نظر لها آسر رافعاً احد حاجبيه، ماهذه الفتاه؟ايكمن بداخلها راديو
, لتفرغ كل ماقالته للتو دون ان تتعثر بكلمه واحدة!
, او انها رجل دفاع متخفى في ملامح انثوية بعض الشئ، على عكس هذه التى ينبعث منها كل معانى الرقةوالجمال براءه طفله واكتمال انثى فى صورة لا ينقصها شئ.
,
, كز آسر على اسنانه، محدثا نفسه لو كانت هذه صاحبة تصادمه بالسيارة لا كان صفعها درسا قاسيا لا تنساه بسبب طول لسانها هكذا دون وجه حق.
, ولكن هو مدرك انها لست هى الفاعلة وانما الاخرىفماذا عليه ان يقول؟
, بيبي اجبلك سندوتشات معايا من الكافتيريا ولا كولا بس؟
, رفع نادر وجهه عن الكتاب الذى امامه ليجيبها.
, -ميريهان بلاش بيبي انتى عارفه بتفقع من الدلع المايص.
,
, جلست بجانبه وهى تضحك بصوت عالِ مُلفت بعض الشئ، وامسكت ذراعه بحب
, -ليه بس يابيبي، ده حتى بيبي لايقه عليك اوى عشان وشك بيبي فيس
, وشعرك ابو خصلات طويله ده عاملك شكل كيوتى اوى
, هز رأسه بتعجب وهو مبتسم ونظر الى الكتاب مرة اخرى، فقطعت انتباهه للمرة الثانية
, -نادورتى. فكك من المذاكرة بقا م احنا عارفين ان احنا هنترفع هنترفع يعنى ايه الجديد؟
,
, نظر اليها بحنق واجابها عالفور وكأنها ارتكبت خطا سقط من بين كلماتها العفوية
, -ايه نترفع دى! دى كلمة تقولها بنت؟
, مطت شفتيها صامته لاتدرى بما تجيبه
, -وصوت ضحكتك العالى اللى كذا مرة اتكلم فيه، حصل ولا لا يا ميريهان
, تأبطت بإحدى ذراعيه، ومالت برأسها على احد كتفيه وابتستوابتسمت تهدئ من حدة
, انفعالاته قليلاً
, -خلاص بقا معدتش اعمل حاجه بتضايقك
, انفرجت قسمات وجهه قليلا، ثم اخذ ينظر حوله.
,
, -طيب بس عشان ميبقاش شكلنا ملفت ياميرى
, حاول فك ذراعه منها فظلت على ابتسامتها كما هى
, -حاضر ياقلب ميرى من جوة
, رجع الى تركيزه بما امامه وهى ظلت بجانبه صامته، حتى اتت بعض الفتيات زميلاتها
, وهمت واحدة منهم بطرح سؤال على ميريهان
, -ميرا، هاه قررتى نروح بليل سينما الفيلم الجديد ولا ايه
, انتبه نادر ونظر لها بغضب، فتلعثمت هى واجابتها
, -مانا قولتلك هبقى اكلمك. فيه ايه
, -لا انجزى عشان نبقى عارفين ومتأخريناش.
,
, بإرتباك اخذت توزع ميريهان نظراتها بين نادر وزميلاتها، فاردفت
, -بصى هشوف وامشى دلوقت
, انصرفن زميلاتها، فاردف نادر بسؤال يحمل فى رنة صوته الغضب المكتوم
, -كنتى ناوية تخرجى من غير ماتقوليلى؟
, تلعثمت ميريهان وحاولت تهدئة رد فعله بان تمسك بسبابتها سبابته برفق
, -بص كنت هقولك اكيد قبل م اروح
, -يعنى كنتى مقررة ومش مهم رئيي؟
, -لا يا حبيبي مكنتش
, هم بالقيام منزعجا، وعدل من ثيابه ولملم اشيائة الخاصه وعلى عبوسه كما هو.
,
, -براحتك يا ميريهان
, -طب رايح فين
, لاحقته فتوقف حتى لا يلفت الانتباه لهم وهذا مايزعجه كثيرل
, -بصى سيبينى دلوقت، انا مبقولش اى حاجه بتتسمع وفالاخر بتعملى اللى فدماغك
, فلو سمحتى متجيش ورايا
, -خلاص مش هروح يا نادر، متكبرش الحكايه احنا كل يومين متخاصمين تقريبا
, قالتها برجاء جعلته يتوقف مكانه لبرهه. تنفس بعنق ثم اردف
, -انتى السبب اننا كل يومين متخانقين، عقلك ده عقل ***** وانا مبحبش كده
, وعلى طول انبهك وانتى زى م انتى.
,
, -خلاص و**** اخر مرة. عشان خاطرى
, -طيب مش عاوز عيونك تدمع، انتى عارفه انى بتخنق لما تعيطى
, ناولها محرمه ورقيه لتمسح دمعاتها التى انهمرت اثر المشادة الحادثه بينهم
, فاخذت تمسحهم وهى مبتسمه لتلقِ عليه احد لوماتها له الدائمه.
, -يعنى لو كنت مسحتهملى كان حصل لايدك حاجه!
, -امسحلك دموعك فالجامعه يا ميرى، اتهبلتى!
, عاوزة ناخد فصل
, -طب ايه رأيك ناخد فصل احنا الاتنين وندور نسرح بليمون على عربية كارو.
,
, انطلقت منها ضحكتها العفوية العاليه، بحركه لا ارادية كتم فمها بيده فزادت ضحكاتها
, وضحك معها وهى يدفعها فى جبهتها برفق.
, على الهاتف كانت تطمئن ليلى على صحه آسر بعدما وضحت الفحوصات التى خضع لها ان لايوجد نزيف او اى شئ خطير به يذكر سوى تلك الجبيرة التى تحيط بساقه!
, وها هى بلقيس اتت بصحن من الحلويات وجلست امامها ما ان تنتهى من محادثتها وتخبرها بالجديد.
, -طيب كويس، بس نزلت شغل على طول كده.
,
, -اعمل ايه، اكل العيش بقا
, -سلامتك يا آسر، ياريت تاخد بالك من نفسك
, -كل حاجه على **** ياستى، بصى لاتحسبي للى جاى ولا للى فات **** بيكتب واحنا بس ادوات ماشيه
, -حلو التواكل ده، نفسي اغمض عينى واسيب كل حاجه تمشى زى ماتمشى لكن عيبي عقلى شغال 24ساعة
, وخايفه من كل حاجه
, ضحك آسر بخفه واسترسل كلماته الهزارية على مسامعها
, -بس انا عتقتك من خوفك اننا ندخل فقضايا وتعويض وليلة بيضا.
,
, ضحكت ليلى، فأشارت بلقيس بان تغلق المحادثه حتى تستطيع ان تجلس معها قليلا قبل
, قدوم زوجها من الخارج وتنفرد باخبارها من وقت الحادث تتابعها من بعيد.
, -بص هقفل دلوقت وخد بالك من نفسك اوك
, -ماشى، تعبك معايا ياليلى بسؤالك عليا كل شوية كده
, ابتسمت بهدوء وقامت بارجاع احدى خصلات شعرها الى خلف اذنها واحمرت وجنتاها قليلا
, -على ايه ي آسر، دى اقل حاجه اعملهالك ولو عوزت اى حاجه كلمنى.
,
, نظر آسر امامه فوجد سيارة تدخل محطة السولار (بنزينه( مكان عمله، فقام يتعكز على عكازة قليلا ليقوم بملئها ب السولار اللازم لها
, -مضطر اقفل عشان اشوف العربيه اللى جت دى، يلا سلام وطمنينى عليكى
, اغلقت ليلى الهاتف وتركته جانبا، ثم نظرت الى بلقيس التى تتابعها بنظرها حتى انتهت.
, -ايه بقا، ايه اخباره؟تعرفى طلع ولد شهم وجدع لا جاب سيرتك فالمحضر ولا ارقام عربيتك.
,
, -انا من وقتها عاوزة اعمله اى حاجه عشان جدعنته دى، تعرفى ي بيلا بيشتغل عامل بنزينه وتقريبا حالته المادية منعدمه
, ومرضيش باى تعويض مالى منى، تخيلى!
, -فيه ناس كده عزة نفسهم اهم من اى حاجه
, نظرت ليلى حولها كأنها تبحث عن شئ فانتبهت بلقيس
, -ايه ياليلى فيه حاجه
, -لا بس مش سامعه صوت الولاد
, تنهدت بلقيس بارتياح وارجعت ظهرها للخلف قليلا.
,
, -بتفكرينى ليييه، نايمين اخيرا، عارفه مصيبه اللى تخلف تؤام مبيبقاش عندها سنتى راحه فحياتها
, احست ليلى بالشفقه تجاه بلقيس وربتت على كف يدها بحنو
, -بصراحه **** يكون فعونك، اتدبستى فجوازة بسرعة وخلفتى ع طول واتنين كمان
, حاسه انك بقيتى تايهه يا نعمة اوى
, ابتسمت بلقيس حينما سمعت اسمها المحبب لها اكثر تتفوه به ليلى
, -تعرفى انك الوحيده اللى ساعات بتقوليلى نعمة
, ابتسمت ليلى بوهن واردفت لها.
,
, -اسم ماما. خالتو كانت بتحبها اوى، لكن اونكل بقا صمم على بلقيس قال ايه
, كانوا فاكرينك ولد وهيسموكى قيس وجيت انا بعدك بقوا يتريقوا قيس وليلى بلقيس وليلى
, ضحكا الاثتنين معا وهما يطرقا كفا بكف ويتمايلا إثر ماذكرته ليلى، فرن جرس هاتف ليلى
, فانتبهت واخذته، ثم اتسعت حدقه عينها بهول مفاجأة، فهمت بلقيس بسؤالها
, -ايه. مين
, لوحت شاشة الهاتف الى ناظرى بلقيس لتجد المتصل
, نزار ادريس.
,
, بس ايه يابت يا حنين، ادتيله على عينه انتى عدل!
, عدلت حنين من ثيابها بتفاخر وهى ترفع انفها بِ كبر مضحك وتردف
, -يا بنتى حنين عبد****، بتهزرى عاوزانى احط سكريبت اعداد اسئله لشخصيه تقيله ضيف فحلقه ماوراء الستار
, اى كلام ولا ايه؟ لا طبعا ده انا طلعت عينه
, ضحكت زميلتها بالمحطه الفضائية واكملت الحديث لها
, -خايفه عليكى يابنت اللذين تروحى ورا الشمس بسبب ثورتك دى.
,
, ضحكت حنين وهى تهز رأسها استهزاءا من تلك البلهاء التى امامها
, -شكلك لسه متعرفيش حنين عبد**** عشان لسه جايه جديد فالمحطة
, انا يا امى بعون **** لا بخاف ولا بكش من حد، وبقول يا اعور انت اعور فعينك بحب النور وابص فقرص الشمس وانا فاتحه عينى كمان
, -اوعى بقا اللى زيك فعلا ميتخافش عليه
, اثناء حديثهم، هرول احد زملائهم الشباب وتوسط وقفتهم وقال بلهجه حزينه
, -يا جماعه حد عرف باللى حصل عند ابراهيم.
,
, تساءلت زميلتهم بينما وقفت حنين صامته تتابع
, -ايه ماله
, -مامته فالعنايه المركزة، وقعت امبارح بليل وتقريبا حالتها خطر وليها عمليه وهو معهوش ولا مليم
, فانا وبعض الزملا فكرنا نلم اى حاجه نقدر عليها ونديهاله ابراهيم مش بيسيب حد مننا
, التوت شفتا حنين وخلعت نظارتها الطبيه ووضعت احد ذراعيها بفمها ثم بادرت بسؤال لزميلها
, -وهو ابراهيم فين
, -جوة فأوضه الاعداد
, -تمام.
,
, انصرفت حنين لغرفة الاعداد فوجدته يهاتف شقيقته بلهفه، من الواضح ان بالفعل ماسمعته كان صحيحاً
, وان والدته بحاله خطر
, ف انزعاجه بهذا الشكل المزرى غريب عليه، هى اعتادت عليه يطلق النكات والسخرية طيلة الوقت
, وابدا مافارقت البسمة شفتيه.
, -ابراهيم عايزاك فكلمه بس بعد م تخلص
, قالتها له فانتبه وهم بالاسراع فى اغلاق الهاتف حتى يكون بكامل انتباهه معها دون تشتيت.
,
, كانت هى تقف تنتظره واضعه كلتا يداها بجيب بنطالها وتهتز مكانها وتلتوى فِ شفتيها وتنظر فالفضاء اسفل قدميها حتى انتهى.
, -خير يا حنين
, -بص انا عرفت ان مامتك تعبانه، انا معايا مبلغ حلو بابا شايلهولى قال عشان جوازى
, طبعا انا لا هتجوز ولا هبيع حمص انا هديهملك
, اتسعت حدقتا عيناه ونظر لها بتعجب، ماهذه سهام الشهامة التى تنطلق من عيناها وتخرج من ملئ فمها؟
, -لا يا حنين، انا عارف انك بتحاولى انك تساعدينى
, انا هتصرف.
,
, -يوووه متقلبش دماغى ابوس ايدك خدهم واخلص ولما **** يفرجها ردهم جزء جزء
, -بس دول عشان جوازك
, -يابا مين يتجوز يابا فوق من السطله والنبي، انا لابتاعت جواز ولا حمل ولاخلفه انا نازلة باوبشن اعيش ذاتى كده
, ف**** يكرمك متسحبش معايا كهربا كتير وتيجى معايا اسحبهم من البنك واديهملك. آمين!
,
, ابتسم ابراهيم رغما عنه، فهو يشعر بسعادة عارمه ليس فقط ل هذا الموقف النبيل منها، بل لانها فضلت مصلحة له عنها بل ما يُفضل ذِكره هى انها عندما علمت بحجم كارثته اسرعت على الفور ان تكون بجانبه
, ياترى ما الذى بها لا يُعشق!
, -ايييه هتفضل فاتحلى بوقك زى السمكة اللى حد مصطادها كده، يلا بينا قبل م البنوك م تقفل
, وابقى سلملى على امك ياض
, اغلق شفتاه ومطهم باستياء، فهى لا تكمل صنيعا معروفاً الى النهاية ابداً!
,
, فى مطعم شديد الفخامة، كانت هناك طاولة تحمل اسم نزار ادريس بإنتظاره هو وضيفته الكريمة
, ليلى مراد!
, ما الذى حدث بمكالمته الهاتفيه السابقه؟
, دعونا نعلمكم سريعا، بعد القاء التحيه وبعد كلمات المجاملة المعتاده. قام السيد نزار بدعوة ليلى لعشاء احتفالاً بنشر حواره بالجريدة التى تعمل بها بهذه الطريقه المنمقه ووضع صورته بهذه الهيبة اعلى الصفحه.
,
, فالبداية تلعثمت ليلى وابتلعت ريقها اكثر من مرة، واصبحت بين كل كلمة والاخرى تبلل شفتيها وهى تحاول من تباطئ انفاسها قدر الامكان.
, فهى غير معتاده على هذه الدعوات، او الاحتفالات بخاصه من رجل بحجم نزار ادريس.
, رفضت دعوتة بشياكه بعدما ترددت فالرد عليه مراراً كعادتها، ليلى تلك الفتاة التى تترك الاقدار فى كل مرة ان تسوقها الى حيث اى مكان ستكون.
,
, تترك الامواج تتقاذفها يمينا ويسارا دون اى مجهود منها بالرفض او القبول، متردده وخائفه. حساسه وحائرة
, تترك غيرها الامر فى قرارها.
, حتى هذا الرفض كان إشارة من حنين وليس من منبعها هى.
, ولكن عندما تكرر الحاح نزار عليها، قررت قبول دعوته وكان السبب فى هذا هى بلقيس.
, ارتدت فستاناً رقيق جدا، يتشكل لونه بين الوان الطيف كلها ويتوسطه ورده مصنوعه من الزجاج اعطته شكل براقاً.
,
, مشطت شعرها بفعل مكواة الشعر الكهربائية، جعلته اكثر انسيابيه على كتفيها، ارتدت حذاء ذو كعب عالٍ نظرا لقصر قامتها، ارتدت بيدها اليمنى بإصبعها الاوسط خاتم له نفس الوان الفستان.
, تعجبت من هذا الذى يطرق عليها الباب للتو، هى سمعته جيدا السائق الخاص لنزار بك ادريس
, ارسله لها لتذهب الى حيث دعاها بسيارته الخاصه.
,
, تفاجئت وتحدثت اليه هاتفيا انها ستذهب بسيارتها قديمة الطراز، رفض واستطاع اقناعها بان تهبط مع سائقه الى السيارة
, هبطت فوجدته بالداخل، احست بكثر من الاحراج.
, وفى الطريق لم تتفوه بكلمه بينما كانت تنظر عبر النافذه هربا من نظراته.
, وصلا معاً، فأخذ بكف يدها ليدخل بها الى المطعم بمشهد وكأنها اميرة حفل. دلفا حتى وصلا الى طاولتهما
, فتح لها المقعد جلست ف جلس هو امامها مباشرة.
, -انتى مكسوفه كده ليه.
,
, انتبهت!الى هذا الحد يظهر عليها الارتباك اعتدلت فى جلستها وعدلت من وضع شعرها بحركه متوترة عدة مرات
, وتنحنحت ثم قالت له.
, -لا بس انا متعودش اخرج واحتفلمع راجل بحجم حضرتك
, ابتسم وزفر بارتياح ثم قال
, -انتى صحفية، تخيلتك اجرأ من كده بمراحل
, -مش فكرة جرأة، انا بس مش متعودة، وبرتبك واتلبخ ف اى موقف جديد عليا
, -طيب بس ريحى نفسك عن كده، دى مجرد مقابله عادية
, وياستى انا بجد مبسوط انك اخيرا قبلتى دعوتى.
,
, ضربات قلبها تتصارع، مايريد هذا الرجل منها؟ نظراته تتحدث بشئ اخر اكبر من الاحتفال بحوار عابر!
, وهل هو يقابل كل من تحاور معه سابقا؟
, -حضرتك اكيد عملت كذا حوار قبل كده، كل مرة كنت بتحتفل كده
, اجابها على الفور واثقاً من كلماته
, -لأ
, اتسعت حدقة عينيها بتعجب، فاكمل لها
, -اولا بلاش كلمة حضرتك، انا مش كبير اوى كده
, -بس كبير مقام
, -اعذرينى يا ليلى مبحبهاشانا اسف تحبي اقول يا استاذه ليلى؟
, زفرت ليلى وبللت شفتيها وأردفت له.
,
, -لأ طبعا، ليلى عادى
, -يبقى انا كمان نزار عادى
, قبل ان تنطق بكلمة اخرى، كان قد اقبل النادل بقائمة الطعام لهما، اخذاها وانصرف
, -المطعم ده انا متعود اتعشى فيه، انا هطلب سمك
, ضحك بخفه ثم عاود حديثه
, -بيعملوه هنا هايل، وكمان انا من انصار اللحوم البيضا
, ابتسمت ليلى، واخذت تجارى حديثه قدر استطاعتها
, ٢ شرطةاوك وانا كمان هطلب سمك زى حضرتك
, -قولنا اييه
, تنحنحت ونظرت للاسفل ثم رفعت عيناها له، عيناها!
,
, ياسبحان المعبود ماهذه اللؤلؤتان الهابطتان من الجنة!
, الا لو كانت شقراء ماكان ظهر جمالهم ب هذا الحد، فلون شعرها البندقى جعلهم اكثر تميزا وجاذبيه.
, تم تنزيل الطعام على طاولتهم، حاولت ان تأكل وتتخلص من خجلها قليلاً
, بينما هو يحادثها عنه تاره وعن الحوار التى اقامته معه تاره، وعن سؤالها بطيات الحديث ان كانت مرتبطة ب أحدهم ام لا!
, تتجاذب اطراف الحديث معه وبداخلها الف تساؤل، ماذا يريد ذاك النزار منها؟
,
, هى تتفهم نظرات الاعجاب بها جيدا، فقد مر بها من العمر ما يجعلها اكثر وعياً وإدراكا.
, انتهى العشاء واصطحبها الى منزلها من جديد. هبطت من السيارة فترجل معها لبوابة المنزل
, وأوقفها
, -كنت عاوز اشكرك ان بسببك انا اكلت بنفس مفتوحه
, -ميرسى، انا كمان كنت مبسوطه بدعوة حضرتكاقصد بدعوتك
, -اتمنى تتكرر
, كعادتها المستلسمه، صمتت فيهيأ للذى امامها انها راضيه، لكنها لاتجيد فن الرد او الصد.
,
, ستظل بلهاء فى هذه النقطة حتى لو قاربت على انتهاء العقد الثانى لها.
, -كان وقت ظريف، تصبح ع خير
, -ليلى استنى.
, توقفت ونظرت له باهتمام، من الواضح ان بداخله شئ هام يريد البوح به
, -نعم
, تنتظره يتفوه بما اوقفها بسببه، فصمت تماماً
, يا **** ماهذا الرجل؟
, -فيه حاجه؟
, -لا. كنت بس هقولك انهاردة انا شوفت القمر والشمس متجمعين فشخص واحد
, بس من هول مفجأتى بجمالك معرفتش اقولك كده من بدرى.
,
, ابتسمت مجامله له وقامت بحمل ذيل فستانها ودخلت بعدما القت عليه التحيه
, واغلقت البوابة الحديدية خلفها واختفت عن انظاره فور الدقائق.
, فور صعودها وتبديل ملابسها وإراحه قدميها من هذا الكعب السخيف، كانت تفكر بعينيه ونظراته لها
, بحديثهما الطويل الذى لم ينطق منهما حرفاً.
, لهذا الغموض الذى يحيطه، والذى اقحمها دائرته رغما عنها.
, ظلت تفكر، امسكت بالهاتف.
,
, وحدتها جعلتها طيله الوقت تلجأ لمن حولها ليقوم بإسنادها، ضغطت باسم بلقيس
, رن الجرس حتى انتهى ولم تجيب.
, زفرت بضيق، فهى تعلم انها من الممكن ان تكون مشغولة باطفالها او زوجهافى هذا الوقت
, اتت باسم حنين وضغطت الزر
, ولم تجيب هى الاخرى، من الواضح انها نائمة حنين تقدس كل شئ وتعطيه حقه حتى النوم
, زفرت بحنق والقت بالهاتف بعيد حتى اتاها صوته يرن.
,
, فاسرعت لتأخذه مفكرة بأن واحدة منهم قد رأت اتصالها فعاودت اتصالها بها، ولكنها وجدته آسر
, نظرت للساعه امامها تعجبت الوقت متأخراً، ولكن هى بحاجه الى الكلام مع احدهم خاصة بعد العشاء الغريب هذا،
, اجابت الاتصال وعلى الفور اتاها صوته من الجهة الاخرى.
, -معرفش حسيت انى عاوز اكلمك فاتصلت، اسف لو ازعجتك
, تنهدت بارتياح وردت عليه مجيبه بلهجه هادئه
, -مفيش ازعاج يا آسر، انا كمان عاوزة اتكلم معاك.
, -انا سامعك ياليلى.
,
, -بس انت قولت عاوز تكلمنى، قوللى الاول كنت بتكلمنى ليه
, -لأانا كل الى كنت عاوزه نتكلم، لكن واضح ان انتى اللى عندك كتير
, قولى يا ليلى انا سامعك.
, اراحت ظهرها الى الأريكة ونظرت جانبها لشعاع القمر الذى يطل من نافذتها وبدأت تخرج مافى جعبتها له., خارج القائمة
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
الفصل الثالث


(فى الوقت الحالى)
, كل شيء له فرصه ثانيه، إلا الثقة.
, كانت هذه كلماتها التى كتبتها للتو فى دفترها، دفترها وردى اللون الذى يحمل على غلافه صورة مرسومه للشخصية الكارتونية سندريلا وقد اعتلاه مكان مخصص للقلم وقفلاًيتم غلقه بعد انتهاء الكتابه.
, اسرارها. ذكرياتهامواقفها، عالمها الخاص الذى لايعلمه احداً سواها بداخله.
,
, يرافقها فِ عهدها الاخير طيلة الوقت، بداخلها مقتنع ب أن كل ماواجهته من مواقف وتجرعته من الالام وانسابت بداخله من سعاده، يجب ان يذكر ويدون ويبقى خلفها حتى وان رحلت!
, اهتز هاتفها يعلن قدوم رسالة على برنامج (الواتساب) تناولته وفتحت لتجد الرسالة منه هو، ابتسم ثغرها عندما وقعت عيناها على اسمه، وكانت الرسالة هى مقطع لاغنية
, فتحته فانطلق صوت المطرب بتلك الكلمات.
,
, ليلىبقت ليلى اللى انا مجنونها، كاتب الف قصيدة لعيونها
, راسم شكل حياتى بعيونها، ليلىشايف ليلى اللى انا مختارها
, ليالى عمرى هى قمرها. بضحكه تنورها. اااآه
, دقات قلبها تكاد تكون مسموعه لمن يبتعد عنها ليس بقليل، لاشك ان هناك سعادة بالغه
, الحدوث عندما وقعت على مسامعها كلمات تلك الاغنية ب إسمها، ومنه هو!
, قامت بالاستماع للاغنية بانصات، حتى قطعتها صوت مساعدة طبيبها
, (تتحدث اللغة الانجليزية).
,
, -سيدة ليلى، ميعاد جلستك الآن
, انتبهت ليلى، ف اردفت لها ب اهتمام بنفس اللغة
, -حسناً. انا قادمة
, اغلقت دفترها، واعادت القلم الى مكانه. حتى رأته يقف هناك ينتظرها كى يكون عوناً لها اثناء الجلسه ككل مرة.
, )فى وقت مضى)
, فى إحدى المقاهى الراقية(كافيه) كانت تجلس ليلى برفقة آسر الذى اصبح حديثاً
, رفيقها الدائم، رفيق احاديثها واخبارها ويومها ب أكمله.
, وضع رأسه مستنداً إلى كفه يستمع اليها ويستجوبها كعهده.
,
, -انا مش فاهمك يا ليلى طيب، واحدة واحدة عشان انا اتلخبطت ف كمية الاحاسيس والمشاعر اللى انتى مش عارفاها دى ومطلوب منى انا اعرفها
, رفرفت بِ أهدابها عدة، وزفرت بعمق ثم اردفت له
, -يابنى افهم، نزار ادريس ده يعنى راجل مش محتاج اصلا انه يلفت انتباهى
, هو راجل مركزه وشكله يخلى اى بنت او ست تنتبه له
, ومع ذلك مكالماته ليا واهتمامه مخليينى مش فاهمة هو عاوز ايه وغرضه ايه من اهتمامه ده.
,
, اراح آسر ظهره للخلف على المقعد، وكتف ساعديه على صدره
, -ليلى انتى غبيه ولابتستغبي!باين جدا هو عاوز ايه معجب بيكى، ده اى حد حمار يفهم مع احترامى لحضرتك
, اتسعت حدقه عيناها ولكزته بقوة بقدمها الى قدمه فتأوه وهو يضحك فاردف لها
, -اه و****، يعنى بيهتم وبيتصل وهيموت ويقابلك تانى وانتى بتتهربي وبتتحججى يبقى ايه
, -يعنى انت شايف كده
, -المهم انتى شايفه ايه ياستى
, تنحنحت وهزت رأسها بعدم فهم، ابتسم واكمل حديثه لها.
,
, -ليلى. انتى مش حاسه ب أى حاجه ناحيته؟
, فكرت ل ثوان صامته، ماذا تجيب
, -ايه سؤال صعب
, -اصبر ي آسر، انا نفسي عمرى م فكرت فالنقطه دى بتاتاً
, عقد حاجبيه واردف لها
, -لا لازم تفكرى، ليه مستغربه ليه بتسالى ليه بتهربي منه
, حاسه ايه ناحيته
, -حتى لو فيه احساس، ده اكبر منى ييجى ب15سنه
, رفع آسر رجل على الاخرى واتبع حديثه لها
, -ده سن النضج ياستى الاربعينات ده، لو دى العقده يعنى
, غيره
, ابتسمت بطفولية واردفت له بعيون تشع براءه كعهدها.
,
, -آسر، هو انت مش وراك حاجه غيرى
, ضحكت بخفه، فضحك معها واردف لها
, -اه ياستى دنيتى فاضيه ومفيهاش غيرك
, انا مفيش فحياته غير الشغل وانتى وكاظم الساهر
, لكمته فى كتفه برفق وثغرها يتبسم ليظهر وهج نور عينيها الفيروزيتان
, -قبل شغل البنزينه كنت شغال ايه؟
, زفر آسر كأنه يستعد لإفراغ حديثاً طويل الشرح متثاقل على صدره.
, -بصى ياستى انا خريج سياسه واقتصاد، طبعا قولتلك بس مقولتش.
,
, انى فتحت انا واصحابي مطعم اكلات شعبية وسميناه متدفعش فلوس
, ضحكت ليلى على المسمى وهى تضع كفها الى فمها فى خجل
, -اه و****، هو كان ماشى زى الفل لحد م حصلت مشكله بين اتنين منهم وفضينا الشركه والمطعم
, باهتمام سألته
, -وبعدين
, -بس ياستى، اتكحرتت من شوغلانه لشوغلانه عشان اكل عيش
, لحد م وصلت للبنزينه
, تنهدت ليلى ب أسى لحاله، ونظرت له
, -يعنى خريج كليه من كليات القمة، ودى شغل تشتغله برضو و**** حرام.
,
, -اهو احسن من مفيش ياليلى الشغل مش عيب
, بنفس راضيه نطق بالاخيرة وعيناه مبتسمه، فاردفت له
, -بس مننكرش انك حلمت بواقع غير ده
, نظر للسماء وزفر زفرة حارة قوية ثم قال
, -اكيد طبعا حلمت، بس مفيش حاجه حلمت بيها او اتمنتها
, ولاقتها ولا كانت من نصيبي، وع فكره راضى وقانع ومبسوط
, نظرت له ب إعجاب شديد، حقا شخصية فريدة من نوعها تستحق الاعجاب والتصفيق لها بشدة
, -طيب لو لاقيت لك اى حاجه عندنا فالجريدة.
,
, ضحك كثيرا ف تعجبت ولم الضحك؟
, -ماليش فشغل الصحافه والكتابه، بتخنق
, -الحق عليا ياعم عاوزة اساعدك
, رن هاتفها فاخرجته من الحقيبه ونظرت لشاشته لتدرك هوية المتصل
, -دول الجريدة، انا همشى بقا تعالا اوصلك
, -طيب يلا بينا
, ترجلا الى سيارتها، وادارت مفتاحها وانطلقت الى حيث عملها وعمله هو الآخر، على وعد ب لقاء
, هاتفى ليلاً ل يكملا ماحدث فى يومهم كالمتعاد.
,
, بعض المكعبات والدمى متناثرة حول الصغيران (عيسى ونوح) اولاد بلقيس فى شقة
, جدتهم والدة ابيهم، وها هى تضع بعض المقرمشات بجانب الشاى وجلست الى الاريكه امام للتلفاز
, كلى يابيلا عاملاهم بايدى على فكرة
, ابتسمت بلقيس لها وتناولت واحدة وكوب الشاى الخاص بها
, -تسلم ايدك يا طنط مقدما، عارفه انك مبدعه فيهم
, تناول نادر احداهما هو الاخر، ووجه وجهه الى بلقيس يكمل حديثه هامسا تكاد تسمعه هى.
,
, حتى لا تطلع الى سره والدته، فاغتنم فرصه انشغالها بالعرض الدرامى بالتلفاز واردف
, - انا نفسي مش عارف، مينفعش مكونش اد الوعد
, -طب وزنقت نفسك ليه السنة دى
, -مانا معجب بيها يابيلا
, -طيب بص، انتو متفاهمين مش كده
, -تقريبا
, هزت بلقيس رأسها بعدم استيعاب
, -يعنى ايه تقريبا
, -بصى، فكرة انها بتحبنى وجدا كمان دى ميختلفش عليها اتنين
, فكرة انى مقدرش استغنى عنهابرضو ميختلفش عليها اتنين.
,
, هى اه فيها شوية حجات عاوزة تعديل، بس المجمل هى كويسه وبنت ناس
, وطيبة
, هزت رأسها متفهمه له، واردفت بصوت خفيض
, -انا عندى فكرة، قولها الخطوبة نخليها بعد التخرج تكون انت مسكت شغل عالاقل وهى طالما بتحبك اوى كده هتستنى.
, -وحوار العرسان اللى خانقنى ده
, ابتسمت بلقيس، فهى تعلم معنى الوقوع فى شرك الحب وعدم الاستطاعه للفرار منه.
,
, -حوار العرسان ده هى هتعرف تخلص منه، صدقنى احنا ك بنات طالما خلاص ظبطنا امورنا ع حد بنعرف نطلع باى تلكيكه وهى و**** هتستناك بس انت خليك اد الوعد
, تنهد نادر وقال بصوت هامس يحمل هماً كبيرا
, -خايف مكونش اده
, -ليه بتقول كده
, قطع سؤالها، دلوف جلال من الباب ووجهه عابس
, -توقعت انكم هنا اما سمعت صوت الاولاد
, انتبهت والدته له، نبره صوته تخفى وراءها امراً ما
, -مالك يا جلال، فيه حاجه فالمكتب ولا ايه.
,
, جلس واسند حقيبة اوراقه جانباً، وفك رابطه عنقه بتباطئ وكلهم منتبهين له
, -البنك هيحجز عالبيت والمكتب والعربية وكل حاجه
, دبت والدته على صدرها فى هول
, -يانهار اسود
, انتبه نادر فقال بهدوء
, -ليه عشان القرض
, اردف جلال وهو ينظر للفضاء فى نقطة واحدة امامه
, -طبعا عشان القرض اللى خدته اسدد بيه فلوس تنكيس البيت وبنى شقتك
, والعلاج للاولاد السنين اللى فاتت.
,
, انزعجت بلقيس وزفرت بضيق، بينما نظرت والدته لابناءها الاثنين منتظرة اى منهما تنفرج شفتاه
, بحثاً عن حل، ف اردف نادر
, -لو بعنا البيت قبل الحجز
, قاطعه جلال بسخرية
, -نبيع البيت ونعيش فين، فالمكتب بتاعى! ولا فالجريدة عند بلقيس؟
, وباقى مصاريف علاجهم اللى هيفضل لكام سنه قُدام
, -طيب والعمل، كده كده احنا هنترمى فالشارع هتعملوا ايه
, مكنتش بتسدد ليه يا جلال.
,
, نطقت بالاخيرة والدته تحملهم عبئ فوق اعبائهم، فنظروا اليها ليردف جلال
, كاظما غيظه
, -كنت بسدد، بس فالفتره الاخيرة المكتب يدوب مكفى مصاريفنا وبلقيس بتساعد بفلوس علاج عيسى ونوح
, -ياااربي! طب والعيال دول اللى جم ليهم اكل وشرب معين وعلاج بالشئ الفلانى ويا كده يا يحصلهم حاجه
, هنعمل ايه
, هنا انفرجت شفتا بلقيس وهمت بالايجابه
, -متشلوش هم ياجماعة، انا عندى مبلغ وديعة متشال من زمان، ده غير شوية دهب عندى.
,
, انا هبيع واشوف مبلغ القرض كام ونسدده
, وحتى لو منفعش، هستلف الباقى من حنين او ليلى الاتنين برضو عندهم مبلغ متشال
, ودول اهلى وهيوقفوا جمبي
, فعر فاه نادر غير مستوعب، ا يقعوا من سابع سماء ل تتلقفهم هى!
, ا حقاً الحل جاء بهذه السرعه ودون اى مجهود؟
, حقاً ذات اصل ويجرى فى شريانها دماء نقية حتى تفكر هكذا بكل ماتملك كى تساعدهم، فى وقت آخر كانت ستفكر فى نفسها واولادها وتتركهم وترحل لتصيبهم المصيبة وحدهم.
,
, اما جلال فقد كان هناك مشهد رومانسى بالغ الافتعال، لو كان هناك كاميرا تصوير لا كانت حصلت على لقطة للذكرى الجميلة الخالدة. فقد هرول ناحيتها يقبل رأسها وكلتا يداها غير مصدق بما نطقت به لتنقذهم من عار ودين يؤرقهم لاحق بهم لامحالة.
,
, اما عن والدة زوجها فقد تنفست الصعداء وشكرتها بعدة كلمات بسيطة واجبه فى موقف كهذا، وبداخلها ك أى (حماه) تتحدث الى نفسها كان من الاول وديعتك دى تشيل علاج عيالك اللى انت جيباهم لينا عيانين قبل المصايب دى كلها. يلا نصيب!
, -يبقى يتكتب البيت ب إسم بيلقيس لو هى اللى هتدفع القرض!
, نطق بها نادر فى اندفاع فنظروا اليه اخيه ووالدته عاقدين حاجباهم، اما بلقيس فقد تعجبت.
,
, بما نطقه للتو من اقتراح لتأمين حقها ورداً ل جميلها طول العمر.
, الف سلامة عليكى يا طنط أجر وعافيه
, نطق بها احد زملاء ابراهيم الذين أتوا ليطمئنوا إلى حال والدته بعد اجراء عمليه لها بالقلب شديدة الدقة.
, باقات زهور وبعض علب حلوى الشيكولاته كانوا يصطحبونها، حتى حنين قد اتت حاملة معها علبة من الحلوى بعد الحاح جميع زملائهم ان تأتى معهم فى تلك الزيارة وكانت ترفض معلله انشغالها بإعداد حلقه اخرى من البرنامج.
,
, -الف سلامة يا طنط، ابراهيم كان خلاص هيروح فخبر كان لو حصلت لك حاجه بعد الشر
, حاولت التحدث السيدة حتى تردف لهم بكلمات الشكر رداً لجميلهم.
, -تسلموا يا ولادى، **** يبارك فيكم وفحبكم ل إبراهيم
, -ايييه ماتقولى حاجه
, تفوهت بها احداهن الى اذن حنين، فرمقتها حنين نظرة متعجبه ساخره وردفت
, بصوت عال مسموع
, -يعنى هقول ايه، مبعرفش فكلام المجاملات.
,
, نظر الجميع اليها، فزمتت شفتاها قد علمت انها وقعت بخطأ غير مقصود بسبب لسانها كالعادة، لكمتها زميلتها لكمة قوية فى كتفها من الخلف واردفت
, -يخربيتك بجم، قولى اى حاجه للست دى شكلها طيبة جدا ومحتاجه لكلام يطبطب ع تعبها
, رفعت جانب فمها بامتعاض واردفت بنفس رنة صوتها
, -اييه الدراما دى، م كل الكلام ده محفوظ وادينا جينا وعملنا الواجب فاضل ايه تانى
, انتبهت والدة ابراهيم لها، فاسرع ابراهيم ناحيتها واخذ ب كفها.
,
, وقدمها لوالدته كى يغطى على ماتقذفه من كلمات ثقيله خشنه كتصرفاتها
, -مامااقدملك حنين زميلتى، حكتلك عنها كتير
, وهى السبب ف ان حضرتك تعملى العمليه
, ابتسم ثغر السيدة ب تعب شديد، واجابت بكلمات واهنه
, -تسلمى يابنتى والف شكر، جميلك ده انا وابراهيم مش هننساه
, هو طول الوقت يحكى عنك انك جدعة وبنت ناس.
,
, حكت ب رأسها، فهى غير معتادة على الرد لكلام المجاملات سوى ب أحجارها التى تقذفها فى صورة كلمات فهزت رأسها والتزمت الصمت، ابتسم ابراهيم فهو يعرفها جيدا
, -عارفه يا ماما واشطر مُعدة فالقناه، هى اللى بتعد برنامج ماوراء الستار اللى بتشوفيه
, -م خلاص بقا يا ابراهيم، مبعرفش ارد عالذوق والمجاملات دى ياجدع بتجبلى حموضة.
,
, ضحكت والدة ابراهيم ومعظم من سمع الموقف، فاردفت حنين بكلام جميل قدر استطاعتها تحاول فيها كأنها تجر حائط
, -الف سلامه يا طنط وان شاء **** آخر العمليات، انا ماشية حد جاى
, ترجلت للخارج ف الحق بها ابراهيم واوقفها.
, -رايحه فين
, -للشغل ياعم الحج مالك
, -طيب حتى اعزمك على حاجه ساقعه، مجيتك انهاردة بالدنيا
, -ماخلصنا يا ابراهيم، خلصنا هو فرح ياضنايا وكله بيوجب فيه بلاش دور أنور وجدى ده عشان و**** بيوجعلى معدتى.
,
, -ايييه يا حنين دى مجرد حاجه ساقعه
, -اه مجرد حاجه ساقعه، ندخل فسندوتشين نضربهم سوا. نقوم نحبس بعصير قصب وكده الليلة ضاعت وافوجأ بيك قاعد فالصالون قدام ابويا مكسوف وبتلم فبدلتك وبتقروا الفاتحه
, -وفيها ايه يعنى، اذا كان قصدى شريف
, -فالمشمش يا ابراهيم، فالمشمش واوعى من سكتى
, دفعته برفق فى صدره وانصرفت من امامه تعدل ياقة قميصها ونظارتها على انفها، بينما هو ظل واقف على حاله، فما الحل مع هذا الفرس الجامح؟
,
, ليست كل الخطايا قابلة للعرض على نوافذ البوح حتى لو مع من احببناهم! هذا المبدأ الذى يعتنقه نزار ادريس طوال الوقت ولا يزعزعه عنه شئ مهما حدث.
, ذاك الرجل الاربعينى الذى رغما عنه سلم قلبه اسير تحالف عيناها وابتسامتها وبراءتها!
, بهيبته، بطريقه سيره، بوثوقه فِ دبة خطوته، بعلو هامته، ب أناقته المعهودة
, كانت تسحبه قدماه الى حيث تواجدها، يترجل هائم على وجهه بحثاً عنها ولكن بثبات يحاول الالتباس به.
,
, -مكتب استاذة ليلى مراد فين لو سمحت؟
, اتسعت ابتسامة احدى صحفيات الجريدة عندما رأته، فقامت بالترحيب به جلياً ثم قامت تتقدمه الخطوات لتوصله إلى حيث سؤاله ومقصدهمكانها هى!
, -متشكر
, -ازاى ده حضرتك نورتنا
, دلفت مسرعه لتجذب انتباه ليلى المنهمكه بعملها، منكسة الرأس على اوراقها منشغله عن العالم إثر ماتقوم به
, فهمت زميلتها بغمزها فى ذراعها
, -ليلىاستاذ نزار ادريس بنفسه.
,
, انتبهت ليلى، رفرفت اهدابها وتنحنحت وبللت شفتيها. وقفت ومدت يدها مصافحة له ودعته للجلوس
, انصرفت زميلتها على ابتسامتها البلهاء تنظر لهم كل ثانية حتى رحلت.
, -حضرتك تشرب ايه
, -على فكرة، نزار وبس منك طعمها احلى منرجعش لحضرتك دى تانى
, احمرت وجنتاها خجلاً، وامسكت بخصلة من خصلات شعرها المفلوته من (ذيل الحصان) وارجعتها خلف اذنها
, -هطلب لك ليمون بالنعناع، عارفه انك بتحبه
, ابتسم واردف بصوته الرصين.
,
, -وعارفه ايه كمان انا بحبه
, هنا اتسعت حدقتيها الفيرويتان ليغرق بهم دون استدعاء لفرقة نجاة تقوم بمساعدته، هو يحبذ الغرق من هذا النوع!
, خرجت تطلب المشروب ودلفت مرة اخرى وهى متوترة، حركاتها لاتشبه بعضها كل هذا وهو على نظرته الرصينه وجلسته الهادئة
, -حضرتقصدى، انت جاى هنا لحاجه معينه؟
, بثقه تعودت ان ينطق بها كلماته دائما
, -اه
, -ايه هى
, -انا مش عارف اخد منك اى وعد بمقابلة عشا او غدا جديدة.
,
, زى ماتحبي، وبتصل بيكى كتير احيانا مش بتردى
, فحبيت اجى من غير موعد وانا اسف انى اقتحمت ساعات شغلك وانهماكك بالشكل ده عشان أسألك سؤال واحد وبعدها همشى ع طول ومش هعطلك
, كانت كل كلمة ينطق بها تأخذ محلا لها من الاهتمام والانصات لديها، حتى انتهى
, فقامت بالرد
, -ايه السؤال
, اعتدل بحلسته، واخرج من جيبه خاتماً باهظ الثمن رائع الشكل وابتسم بعدما قدمه لها
, -تتجوزينى؟!
,
, وزعت نظرة للخاتم ونظرة له بعينان تشع مفاجأة وذهول ولاتدرى من اين تبتاع لساناً حالاً فى هذة اللحظة كى تجيد فن الرد عليه،!
 
الفصل الرابع


ده حقها وانا مقولتش اى حاجه غلط للهوليلة اللى انتو عاميلنها دى كلها
, هب جلال واقفاً ورمق اخيه نظره يتطاير منها الشرر، فقاطعت نظرته والدته بهتاف عالِ يكاد يكون مسموع للجيرانِ!
, -انت فاهم يعنى ايه نكتبلها البيت! يعنى ممكن فاى وقت تقولنا باى باى ومع السلامة كلنا فالشارع
, ضيق عيناه نادر غير مستوعب، ماهذا الذى يقولانه الاثنين.
,
, -ايه ده، هى لو عاوزة تعمل كده كانت سابتنا فمصيبتنا عادى جدا يتحجز عالبيت ويتحرق البيت عاللى فيه وخدت ولادها وجابت بيت بفلوسها وهربت من مصيبه مالهاش دخل فيها
, -وهى المصيبة دى مش هى من اساساتها، ولادها اللى جابتهم عيانين خلت اخوك يبيع اللى وراه واللى قدامه عشان يكفى علاج ومصاريف ويقدم ع قرض، هى مش واحدة من اساس المصيبة دى يا سى نادر
, هتف نادر بانفعال يذكر انه لاول مرة يفتعله على والدته.
,
, -ولادها دول احفادك يا امى، احفادك وهى مالهاش دخل جم عيانين جم كويسين دى خلقة **** وهى مجابتهمش وحدها جلال مشترك معاها يعنى هى مش صاحبه الجريمة الشنعاء دى وحدها
, هنا امسك جلال بذراع نادر ل يلفت انتباهه له واردف بقول حذر
, -وانت بتدافع ب استماته كده ليه
, ضحك نادر بسخرية ونطر ل كليهما وقال فى تعجب.
,
, -انت بتتكلم جد ياجلال!المفروض انك انت اللى تدافع مش انا لانها مراتك وحبيبتك وهى السبب ف انها تنقذك من ورطة زى دى، يبقى اقل واجب نضمن لها حقها
, دى هتدينا كل اللى معاها وهتستلف كمان
, بغضب تفوهت والدتهم ردا على مايقال وبداخلها فوران بركان لقرار نادر الذى وضعهم أمام الامر الواقع
, -نهايته. نكتب ل بلقيس البيت ب اسمها ع جثتى، يتكتب باسم الولاد
, وكده حل وسط بتاعنا وبتاعها
, تنهد جلال وجلس بعدما كتف كفيه امام وجهه.
,
, -لا طبعا هتقول مش واثقين فيها بعد م نادر اصلا ورطنا
, -لا مفيش توريط دول ولادها، وهى وولادها واحد
, هب واقفا نادر مستنكر لقرار والدته ولخضوع ولا مبالاة شقيقه، فقال بسخرية
, -وانتو بقى هتقولولها غيرتوا الاتفاق بناء ع ايه؟عشان مش واثقين فيكى يابيلا وخايفين ترمينا فالشارع اللى اصلا محدش اجبرك تنقذينا منه بفلوسك
, نظرت له والدته وقالت بحنق بعدما كورت قبضة يدها بجانبها
, -انت يا واد انت متنرفزنيش واخد صفها كده ليه.
,
, -عشان المفروض جلال كان عمل كده بس ساكت، وده حقها وانا محبش اشوف حاجه غلط ومصلحهاش
, وعندكم اختيار كل حاجه تضيع مننا ولايتكتب ب اسمها البيت وتشتروا دماغكم
, ثم سكت لبرهه واقترب من وجه اخيه وهدأ من نبرة صوته قليلا
, -دى مراتك يا جلال، معقول مش واثق!
, نظر جلال لوالدته ورجع نظر لشقيقه بعدما فعل نادر حركه بكلتا كتفيه رفعهم وانزلهم بثانية علامة ع قلة الحيلة وبيدهم القرار الاخير.
, ‏.
,
, قطتهم ناعمة الفراء، اغرقوها تدليلاً حتى نست انها لها مخالب لابد وان تستخدم ومواء تصدره عند الغضب
, فاعتمدت على احتضانهم والانكماش على نفسهم بنفسهم حتى وصلت الى قاع بئر سلبيتها برضاها.
, على طاولة مستديرة كان يجلس اربعتهم، آسر وحنين وبلقيس. وليلى!
, يناقشون العرض الذى فوجئوا به جميعاً من قبل نزار، وعليهم إسناد هذه العربة الخشبيه رقيقة الصنع قبل ان تُكسر عجلاتها حدة دفعه احدهم لها.
,
, -انا اول م قالتلى، جبت تاريخه من ايام م حارب فموقعه حطين لحد يومه البتنجانى وجه وفاجئ البت دى وطلب ايديهااسمعوا يا اخواننا
, رمق آسر نظرة تعجب ل حنين وضرب كفا ب كف فى استغرب، ف لوت شفتاها ردا عليه امتعاضا وهمت بقذف بعض الاحجار فى وجهه فى صورة كلمات عادية من وجهة نظرها وحدها
, -ايه فيه حاجه مش عاجباك ياسى آسر ولا ايه؟
, -ايوة طبعا، هو يعنى اجرم الراجل لما طلب ايديها عشان تفتحى كل الموشح ده عليه؟
,
, نظرت له نظرة احتقار من أسفل لاعلى عدة مرات ثم تفوهت بجمراتها
, -اولا انا ابقى بنت عمتها وزى اختها ودى بنت خالتها، انت بقى مين وقاعد معانا ليه وبتشارك وبتحكى وبتقول رأيك كأنك مفوض من القنصلية ولا حاجه
, ضحك آسر فزادها حنقاً، فردت ليلى دفاعاً عنه
, -اييه يا حنين ده، آسر صاحبي وزى اخويا وفالفترة الصغننه اللى عرفتوا فيها عمل حجات كتير فيها جدعنه معايا ومحترم وعقله كبير ومحتاجه استشيره فموضوعى ده.
,
, -لا يبقى اقوم انا
, هنا تدخلت بلقيس تهدأ من حدة الموقف كعهدها
, -يا جماعة حصل ايه لكل ده، احنا جايين انهاردة نشوف ليلى هتعمل ايية ونفكر وياها مش نتخانق
, قامت حنين من جلستها منزعجة
, -ايوة ومين آسر ده ان شاء **** اللى جاى وقاعد معانا وبيعدل على كلامى كمان
, ابتسم آسر فاردفت بلقيس
, -يووه ياحنين خلينا فموضوعنا الاساسى
, -ياستى اتكلمى وانا اعتبرينى مش موجود
, نظرت له حنين وهى تضيق عيناها وتعدل من وضع نظارتها الطبية.
,
, -يبقى تقوم تتكل ع**** طيب ده مفيش ددمم خالص، اللى عنده ددمم احسن من اللى عنده عزبة
, ارجع آسر ظهره للخلف واراحه على المقعد وقال بثبات وكأنه تعمد اثارة غضبها
, -مينفعش ابدا و**** اسيب ليلى فموقف زى ده، كان ع عينى!
, -هتقوميه ولا امشى انا بس بعد م البسه الكرسى ده فدماغه
, قامت ليلى وهدأتها وهى تضحك لضحكات آسر المستفزه لها، بالكاد استطاعوا هى وبلقيس تهدئتها
, جلست وسحبت من حقييتها ورقه وفتحتها وبدأت تقرأ مابداخلها.
,
, -اسم النبي حارصه وصاينه ياختى، الأستاذ نزار قبانى ادريس بيه عنده42سنه وطبعا عارفه انه صاحب المؤسسه اللى عملتى له لقاء فيها او له الاسهم الاعلى
, الاستاذ ياستى كان متجوز موديل الاعلانات المشهورة ريناد الهادى شهر وطلقها
, الجميع منتبه معها وهى تتحدث، تغير لون وجه ليلى عندما علمت بزيجته السابقه وايضا سرعة الانفصال، شهر واحد!
, بينما تتابع حنين والكل مصتنت لها
, -عنده فيلا فكومباوند كبير، رصيده فالبنك ماشاء ****.
,
, بيقولوا عليه هدوءه زى البحر. يخوف
, انا بعتت حد يسأل لك طليقته ايه سبب الطلاق
, -برافو عليكى يابت يانيمو
, هتفت بها بلقيس فى اعجاب ب حنين، عدلت ياقتها ووضع نظارتها وقالت بعجرفة
, -طبعا يابنتى وانا بلعب
, -لا ييجى منك بجد نقطة حلوة
, هتف بها آسر فرمقته كأنه شيئا لم يكن واتبعت
, -لما اتسئلت الاستاذه ريناد مقالتش غير نصيب وسكتت، يعنى مفادتناش بحاجه
, -ياريتنا ماشكرنا فيكى من شوية.
,
, عدلت من جلستها واصبحت مواجهه لوجه آسر وقالت فى اشتعال
, -انا عاوزة اعرف مين خد رئيك فاللى بعمله، انت مش قولت هتقعد زيك زى الكرسي اللى قاعد عليه
, تعجب آسر وقال بصوت هامس
, -هو انا واخد منك حتة ارض ياست انتى ماتهدى، مدفع رشاش يخربيتك
, -يا ليلاااااه
, بحنو صوتها المعتاد تدخلت ليلى كى توقف مهزلتهم العجيبة
, -خلاص ي آسر، متعلقش ع اللى هى بتقوله كملى ياحنين
, رمقت حنين نظره اخرى من نظراتها النيرانية ل آسر واتبعت.
,
, -سمعت كده و**** اعلم ان ليلى فعلا شدته، فيه مصادر من جوة مكتبه قالت ان تقريبا شاغله تفكيره اوى الفترة دى لدرجه ان نده سكرتيرته مرتين باسم ليلى
, وان قالها تجمع كل التفاصيل عنك من ساعة م اتولدتى
, -عنى انا
, قالتها ليلى بخوف فربتت على ظهرها بلقيس بحنو بالغ، فاكملت حنين
, -اومال عن امى! شكله كده شكاك جدا لانه بيستعلم عن اى حاجه واى شئ معرفش، هل دىمن طبيعته.
,
, ولا عشان هو راجل له وزنه ف لازم يعمل كده، انا خايفه منه اللراجل ده وابقوا قولوا حنين قالت
, ماهى الناس تخلف وتحدف وتطلق علينا خلفتها اللى تعر واحنا نستقبل
, تأففت بلقيس من تطويلها فاردفت
, -طب كملى
, -مفيش اى حاجه ع سمعته تدينه، راجل صحفى قديم ومخضرم ماشى دوغرى وفالسليم
, هى بس الفكرة ان ارتباطاته كانت فسنه الحالى يعنى جوزاته اللى فاتت كانت من سنتين
, هزت رأسها ب غرابة واتبعت.
,
, -كبير اوى عم نزار لحد م فكر يعمل بيت، وكمان مالوش اى علاقات نسائية ولا نزوات
, اغلقت الورقه ونظرت لهم
, -هذا و**** ولى التوفيق. هاه ايه رئيكم؟
, تنهدت ليلى بعمق، بينما شردت بلقيس بذهنها قليلا، وآسر اخذ يهز ارجله من التوتر والتفكير بينما حنين تمط شفتيها منتظرة اى رد من احدهم. قطعت الصمت ليلى بقولها
, -انتو شايفين ايه، حد كويس ادى نفسي فرصة وافكر ولا ارفض
, ضمت بلقيس كفها الى كف ليلى برفق، وقالت كعهدها بهدوء.
,
, -انا شايفه انه يستحق تفكرى وتدى فرصة للموافقه
, -ده ليه ياست بلقيس، الرجل الاوحد ولا اشيك ديك فمصر ده اكبر منها ب15سنه
, ومتجوز قبل كده وفيه حاجه مش مظبوطه فجوازته، ايه يغصبها ليلى كده زى الفل
, اندفعت حنين بكلماتها فزمتت بلقيس شفتيها وهمت بالرد.
,
, -لا مش زى الفل، ليلى لوحدها بعد موت تيتة، لوحدها اوى والعمر بيجرى بيها واى عريس جه قبل كده كان مش مناسب لكن انا شايفه ان نزار مناسب، ده نزار ادريس هو نزار ادريس يترفض ياناس!
, بتهرجوا نزار ادريس بحاله عاوز يتجوز ليلى ترفض ليه؟
, -و**** نزار ادريس بتاعكم ده انا شيفاه عرض سخيف حتى الواحد ميفكرش فيه
, ايه نزار ادريس وكأنه مالك امر المحيطات عشان تحسسوها انه فرصه ذهبية هتفوتها.
,
, يعرف ليلى منين عشان يطلب ايدها ويتجوزها وتكمل معاه حياته
, شافها كام مرةلو عشان جمالها
, قاطعتها بلقيس
, -نزار كل دقيقه بيشوف ست جميله، انتى بنفسك فتحرياتك قولتى مشدود ليها هى وبس
, انتى مش هتحسي بيها ياحنين
, -ليه مش هحس
, هنا اوقف آسر جدالهم بكلمات رصينه مرتبه
, -ليلى فعلا محتاجه حد تتسند عليه ويكون جنبها وتعمل عيله، بلقيس عندها اسرتها وحنين من اللى انا شايفه شغلها وبرضو فيه اخواتها ووالدها.
,
, انا شايف انه فرصه مناسبه جدا ل ليلى وزى م قالت حنين مفيش حاجه على سمعته، يبقى ليه الرفض
, نظرت باتجاهه حنين، وخلعت نظارتها ووضعت احدى ذراعيها فى فمها واردفت
, -قولتلى تطلع ايه فالقاعدة ولامؤاخذه
, ابتسم آسر بثبات وعقد ساعديه امام صدره
, -اخوها وصديقها وبهمنى امرها
, وجهت خماسى كفها فى وجهه واردفت حنين
, -ياساتر يارب، كان يوم طين لما خبطتك واتبلينا بوشك وسماجتك
, -ها ياليلى، المهم هو رأيك انتى، حاسه ايه شايفه ايه.
,
, نظرت ليلى الى بلقيس صامته خائفه متردده ك عهدها، فقطع الحيرة آسر عليها
, واردف
, -ليلىاكتبي كل اللى خايفه منه فالتجربة دى فورقه، واكتبي كل اللى شيفاه مميز فيها وقارنى الكفة الارجح وافقى عليهااظن ده حل يرضيكى!
,
, بللت شفتيها اكثر من مرة وامسكت بشعرها كاملا وطرحته على كتفها بحركه توترية، قد اصبحت الكرة داخل ملعبها هى وحدها اما الخسارة او احراز الهدف، هم اوضحوا لها الطريق. ووحدها هى من سيمشيه فلابد من قرار صائب، ولاعزاء للمغفلون!
, ‏
, )فى الوقت الحالى)
, قطعة من القمر. ام جمرة من النار انتى؟!
, من يخبره ويخبرها انها وجهان لعمله واحدة، الثلج والنار. الخوف والطمأنينه
, لون الورود النضره ربيعاً وجفاف اوراق الخريف!
,
, اى إن كان مسماكى، قد وقع عليكى الاختيار من قبل سلطات قلبي. ولابد من نفاذ الحكم ان تبقى داخله الى ان يواريه الثرى. ،
, شاردة هى فى ضوء القمر الذى يتسلل الى نافذتها ومن ثم الى غرفتها، سحبت انبوب الاكسجين خاصتها
, ووقفت تشاهد جمال القمر، ولو انها استطاعت التركيز به. ل علمت بانها تفوقه جمالا وبراءه.
, صوت طرقات الباب ومن ثم دلوفه اليها.
, ابتسمت وسحبت الانبوب ناحية الباب لتستقبله، امسك كفها وقبله بحنو.
,
, واجلسها وجلس امامها
, -هتاخدى اد ايه فتغيير هدومك وتظبيط شعرك وكل حركات البنات دى؟
, ابتسمت ليلى وعقدت حاجبيها، علامَ ينوى. فقطع استفهامها الداخلى واردف
, -مفيش تفكير، انتى انهارده وبكرة اووف من المستشفى، وانا كمان اجازة هناخد يومين نتفسح ونشوف لندن
, هنتسنكح هنتصور هنعمل كل حاجه هنبات ففندق عريق وبعد كده نيجى واحنا مهدودين تعب وانبساط
, حدقت ب رماديتيه بعمق، رباه!
,
, هل يتحدث بشفتيه ام بعيناه اذاً، ام ب قلبه الذى يحتضنها بقوة وكأنه سنحت له فرصة الإمساك به اخيرا؟
, بعد كل ما واجهت وعانت وعاشت، احقاً وجدته عِوضاً عما لاقته فِ الماضى، ام انه مجرد اهتمام لكونها مريضة وغريبة ومُهملةتستحق الشفقة!
, قطع افكارها بصوتها الهادئ ونبرات صوته العذبه التى كلما تفوه دغدغ احساسها من الداخل
, -يلا مفيش وقت، 10دقايق وجايلك.
,
, تركها ورحل، ابتسمت وسرعان فتحت خزانتها احضرت حقيبه صغيرة وضعت بها منامه وبعض اشياء خاصه تحتاجها وثياب كامله للخروج، واخذت فى حيرة اختيار اى من ملابسها ستختار لترتديه.
, عالفور وقع اختيارها على احد ملابسها (الكاجوال) كى تسطيع السير والتنزه لساعات طويله، ارتدت
, مشت شعرها وصنعت منه جديلتين على جانبي رأسها جعل شكلها اصغر واكثر براءه عن عمرها الحقيقى.
,
, وضعت بعض حمرة للشفاه بعدما نظرت لوجهها الشاحب، ووضعت القليل من حمرة الوجنتين
, مشطت أهدابها بفعل ال(ماسكرا) الزرقاء ل تناسب زرقة عينيها، كانت مستعدة
, طرق الباب ووجدها، تأبطت ذراعه وسحبت انبوبها وانصرفا.
, بين تنزه وسير، تنظر هنا وهناك يلفتها شئيا ما تقف عنده برهه
, تجرى لتلحق بشئ قبل ان يختفى عن انظارها، كثيرا من الصور على الهاتف التقطاهع معا
, ولها وحدها، تناولوا وجبتهم فى مطعم واكملوا رحلتهم.
,
, حتى تعبت قدماهم، فاستراحو على اريكة خشبيه بالشارع. نظر لها ب اعجاب مبتسم
, ابتسمت له وهمت بانفراج شفتيها عن شيئا ما
, -بتبصلى ليه كده
, -صغننه اوى وكيوته اوى بضفايرك دى، وضحكتك ومشيتك
, ثم اشار الى جزء فى وجهها
, -حتى فراولتك!
, تبسم ثغرها بخجل، فهم بسؤالها
, -تعرفى اجمل واغرب علامة بتطلع بسبب الوحم شوفتها فحياتى
, ضحكت فاردفت له وهى تتحسسها
, -لا وبتظهر فوشى بشكل فراوله وقت طلوع الفراوله.
,
, -كانوا سموكى فراوله مش ليلى، ولو ان انتى اجمل ليلى واحلى من اتسمى ليلى
, رفرفت اهدابها خجلاً، وهبت واقفه وسحبت يده وبالاخرى انبوبها
, -يلا نكمل مش عاوزة اروح الفندق الا وانا ميته من التعب
, وقف وهم بالسير
, -بعد الشر عنك، يلا يافراولاية
, ‏
, )فى وقت سابق)
, تقف حنين تترقب الحلقة وهى تذاع على الهواء مباشرة من محطتهم الفضائية.
,
, تترقب الايجابة على اسئلتها فى اسكريبت البرنامج بشغف دون ان يحول انتباهها عن الضيف والمذيعة.
, من بعيد يقف ابراهيم، يراها ويتأملها شوقا.
, احقاً هناك حب كهذا؟ حب يجعلك تدهس قلبك تحت عجلات تصرفات حادة لاذعه ممن تحب؟
, جذب انتباهه احد زملائه والذى يعلم جيدا ان ابراهيم يذوب عشقا بتلك الجافيه التى خُلقت ومكان قلبها فى صدرها اجوف!
, اقترب منه وهمس له بهدوء، فانتبه له ابراهيم.
,
, -ايه يا ابراهيم، كل ده حب يا اخى!انت بجد صعبان عليه
, نظر له ابراهيم فى حزن وقال له بعد زفره حاره
, -محدش عارف حنين زيي، حنين على اد الطوب والدبش ومعاملتها الناشفه
, وتوب الراجل اللى هى لابساه ده، طيبه وحنينه وجدعة ومتسبش حد فضيقه
, هز رأسه زميله واردف له مكملا لحديثه
, -ماشى، بس متنفعش زوجه تكمل معاها حياتك، دى لو قولتلها بم تفتح دماغك
, لو زعقت لها على اى حاجه تلبسك اى حاجه فوشك.
,
, الواحد مننا بيتجوز ليه، مش عشان يروح يلاقى ست حنينه مستنياه كلمة حلوة، ايد تطبطب عليه
, انما دى تروح متلاقيهاش ولو لاقيتها وقولتلها مثلا فين الاكل، هتقولك روح اتعشى عند امك
, ضحك ابراهيم لسخريته واضاف له نظريته فى اختيار حنين لاسواها
, -وهو ليه الواحد عاوز واحده مكسوره تستناه وتغسل رجليه، طالما هى بنت نفسها زيك وليها كيان زيك
, -مختلفناش بس حنين دى مش ست، دى ست اشهر!
,
, ضحك ابراهيم، والتفت وجدها تدلف الى الداخل بعد انتهاء الحلقة تضحك بانتصار فخورة بنفسها كثيرا، اقترب منها
, -مبروك ياحنين، كل يوم بتثبتيلى انك مُعدة شاطرة واشطر واحده فمصر
, -تسلم يا ابراهيم
, انصرفت بسرعة من امامه كالعادة ابراهيم لها مثله مثل الاخرين، وهو يتحمل جموحها وكِبرها ولكن إلى متى؟
, ‏
, زهيد ثمن الحب عندما نقايضه، براحة عقلنا عن التفكير مالياً، ب أن هذا افضل من غيره
, ب أن ولم لا فلنجرب إذا!
,
, صوت عزف الكمانجات كان حريرياً على مسامعهم، مساحة حديقة الفيلا الشاسعة كانت مملوءه بالمدعوين
, المحبين او الحانقين الحاقدين!
, العروس تتهيأ بغرفتها بالفيلا، والعريس ينتظر بالاسفل مع ضيوفه.
, -**** اكبر، **** يحرسك يا ليلو، بجد اجمل عروسه شوفتها فحياتى
, ابتسمت ليلى ل ثناء بلقيس عليها واحتضنتها بقوة، عوضا عن حضن جدتها ووالدتها التى لاتعلم عنها شيئا منذ ان تركتها بعد وفاة ابيها.
,
, دلفت حنين مرتديه قميصا وبنطالا نوعا ما شكلا غير المعتاد فى لونه وموديله ولكن هذا لايناسب زفافا، على كل حال هذا افضل من معتادها بكثير
, -ايوة بقا عروسة خسارة فبابا جدو اللى تحت ده
, -يا زفته انتى متعقديهاش من الجوازه من اولها، ليلو سيبك منها نزار كويس وبيحبك وكل اللى عمله الفترة اللى فاتت عشان يثبت انه شاريكى من اول م بلغتيه موافقتك
, -انا فعلا فرحانه بيه
, -**** يسعدك ياقلبي يارب.
,
, وسط الاحتضانات والكلمات العذبه الرقيقه، هتفت حنين كالعادة بصوت عالِ لجذب انتباههما
, -بت يا ليلو، عملتلك حركه انما ايه، مش خلاص خلصتى؟
, بانتباه نظرت لها ليلى
, -ايه يا نيمو
, صفرت ب شفتاها ك صبي مراهق يقف تحت شرفة صديقه، ضحكت بلقيس وليلى لفعلتها الصيبيانية هذة
, دلف والد حنين زوجة عمة ليلى بهيئته وبدلته السوداء ونظارته وشيبته التى اعطته وقارا
, قبل رأس ليلى بحنو أب واردف.
,
, -مبروك ياليلى، انا هنا مكان والدك وهسلمك لعريسك زى م انا كنت موجود فكل الاتفاقات لازم اكمل للاخر
, شعرت ليلى بسعادة عارمه واحتضنته وكأنما كانت تريد ان تستشعر منه اماناً غائب عنه من مدة طويلة، ابتسمت كلتاهما بلقيس وحنين، تأبطت ليلى ذراع والد حنين وترجلت على سلم الفيلا.
,
, كان نزار ب انتظارها بكامل حلته ووقاره، قبل وجنتها وكف يدها واخذها من والد حنين عندما سلمها له، وعندما خرج بها الى ساحة الزفاف صفق الجميع وتوسطا الجمع بأن يفتتحا حفل زفافهما برقصة على انغام الكامنجا الناعمه، الجميع ينظر ويلتقط لقطات رائعه لهما
, ومن بعيد نسبيا، عند احدى الشجيرات الصغيرة كان يقف آسر مبتسما يتمتم بداخله ان يسعدها **** فى كل حال وان يجعل فى زيجتها هذه راحة البال والقلب
, ‏.
,
, وقفت سيارة جلال امام منزله، بعدما ودعوا ليلى وزوجها نزار فى المطار مسافران الى تركيا لتقضيه شهر العسل.
, هبط جميعهم نادر ووالدتهم وجلال وبلقيس، دلفا الى شقتهم شقيقه والسيدة وصعدت بلقيس تطمئن الى حال اطفالها التى تركتهم نائمين بفعل الدواء المخصص لهم تستودعهم فى معية ****، رأتهم نائمان كالملائكه يحافظ عليهم المولى، اغلقت الباب برفق عليهما ودلفت الى غرفتها تبدل ملابسها.
,
, وتخلع حُليّها وحذائها، تعجبت تأخر جلال فاللحاق بها
, هل دلف الى منزل والدته قبل ان يصعد، سمعت همسات صوته قريبه ترن فالهواء
, خرجت الى الشرفه وجدته يقف خارجاً مستنداً الى سيارته يتحدث بالهاتف، عقدت حاجبيها بغرابة
, مع من يتحدث بهذا الوقت المتأخر؟ وان كان احد عملاء المكتب لما يتحدث بصوت خفيض هكذا
, ولما لم يتحدث اليه بالاعلى؟
,
, احست بنغزه فى صدرها، دخلت من الشرفه وجذبت الستائر هل هى مغفله ام تريد التغافل حفاظاً على بيتها، ام انه مجرد هاجس ليس له اى اساس من الصحة.
, طردت الوساوس من رأسها، ودلفت الى حمامها ترشق بعض قطرات المياه على جسدها لتهدئ من تعبها الذهنى والجسدى طوال اليوم.
, حتى سمعت دلوف مفتاحه بالباب، نداها مرة واحدة يعتقد انها قد نامت بالتأكيد.
,
, دلف الى الغرفة ولم يجدها، رأى اضاءه الحمام فعلم مكانها حتى خرجت ترتدى معطف الاستحام القطنى وشعرها يتساقط منه قطرات الماء وتتسلل بعض خطوط الماء على صدرها العارى نسبيا، رآها فاحتضنها وضمها له وترجل الى الغرفة برفقتها
, -انتى حلوة اوى كده ليه
, -ايه اللى اخرك تحت
, -عادى، دخلت اشوف ماما قالتلى بعد الفرح عاوزانى شكل ادويتها خلصت ومكسوفه تقولى.
,
, ضيقت عيناها لكذبه عليها، تبسمت مصطنعه تصديقه ودلفت برفقته وحلست الى الفراش
, فسحب حزام معطفها واطفئ الاضاءه واغلق الباب. ،., خارج القائمة
 
الفصل الخامس



وريقات تقلب عدة مرات، نظرات منصبه فوقهم تقرأ بعناية. يدين تتصفح لشخص هيبته تدل على منصبه الكبير. وامامه يجلس بهزه ارجله حركته العصبيه التى تلازمه
, يوزع نظراته بين اوراقه وبين ردة فعل الشخص الذى يتصفح سيرته الذاتيه، يحدث نفسه ان منذ عهد طويل لم يتقدم لامتحان وظيفى كهذا
, ولكن هذا ليس بامتحان وظيفى، هو بالفعل مقبول ولكنها مجرد تعارف وشكليات ليس إلا!
, -آسر فتحى راشد، خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
,
, اردف آسر مبتسما محاولا كتم توتره
, -بالظبط
, -انت كنت بتقوم بعمليه التصوير دى كهواية لكن لا صورت قبل كده اخبار او فنانين او لاعبي كورة.
, قطعه آسر ب ادب بعدما تنحنح معتذرا
, -انا طبعت لحضرتك الصور اللى كانت بتجذبنى وطريقتى فى التقاطها لما حضرتك كلمتنى
, هنا تبسم رئيس التحرير كى يهدا من جو المقابله العام وقال
, -انت مقبول ي آسر، معقول ترشحك الاستاذه ليلى مراد للعمل هنا ونرفض لها طلب.
, (تنحنح ل ثوانِ ثم اكمل).
,
, -خصوصاً بعد زواجها من استاذنا كلنا نزار بك ادريس
, ابتسم آسر مجاملة له لما قال، فاردف رئيس التحرير
, -دلوقت تروح للزميلة. (يكتب شئيا ب ورقه امامه) دى هتعرفك طريقه شغلنا هنا وتبدء معاها تباشر وظيفتك وهتعرف كل حاجه، متستعجلش
, ب ابتسامه رضا اردف اسر بكامل ثقته
, -مش مستعجل حضرتك، والف شكر لذوقك
, خرج آسر من غرفة رئيس التحرير يبحث عن هذه الزميلة المشار اليها كى يبدء عمله الجديد
, مصور صحفى!
,
, وظيفه افضل بكثير مما كان عليها، فمنذ أن علمت ليلى بموهبته فى التصوير والتقاط اللقطات المميزه، وقد عزمت بان تغير مسار حياته تمام هى ترى انه يستحق اكثر بكثير.
, ‏
, شوفتى جوز مش طلع بيخونها!
, تسللت هذه الاحجيه الى اذن بلقيس اثناء تحريرها لاحد منشوارتها بالجريدة قبل الطباعه.
, رغماً عنها. وضعت اذنها وتركيزها بين فم هاتين الثرثارتين، تود ان تعرف ما الحيله التى تعرفت اليها زميلتهم الثالثة بان زوجها يخونها.
,
, -بتهزرى! عرفت ازاى؟
, -ياستى كانت شاكه فيه بقالها فترة كبيرة، حركاته كده مش مظبوطه
, دايما يتكلم بصوت هادى وتكون هى نايمه
, دايما تتصل بيه تلاقيه انتظار، بينسى كتير اى حاجه تقولهاله تحسي فيه حاجه تانيه خالص شاغله باله
, بشغف قالت الاخرى لها
, -وبعدين!
, -نزلت برنامج تسجيل مكالمات على موبايله وخلته مخفى وسجل له يا حبيبتى وسمعت وعينك ماتشوف الا النور.
,
, اطلقا الاثنتين ضحكة عاليه، وبداخل بلقيس قلبها يتمزق تذكر ما رآته منذ تلك الليلة وماتعانيه كل يوم بسبب شك يؤلم صدرها كثيرا
, احقا يخونها جلال! جلال من تقرب وتودد اليها كثيرا حتى ترضى، حتى تقبل عرضه عليها الذى تكرر والح به كثيرا.
, جلال الذى قدم كل مابوسعه كى تشعر هى بالسعادة، جلال اول من دخل قلبها واخرهم
, هل حقا بعد كل هذا. يخونها مع اخرى!
,
, ولكن لما الاستعجال؟ على فرض انها لمرة واحده وجدته يتهمس بالهاتف وقد كذب عليها بشأن هذه المحادثه
, من الممكن أن يكون متورط بشئ ما ولا يستطيع اخبارها به!
, هل هى فعلا مقتنعه بما تحدث نفسها به؟ ام انها تتغافل فقط كى تحافظ على بيتاً يحوى طفلين ليس لهم ذنب فى مرضهم ولا حيله لهم بدون اباً يراعيهم ويكون جانبهم.
, ام انها تحبه لدرجه انها لا تتخيل خيانته لها وتبديلها بسيدة اخرى، هى تعلم جلال جيدا.
,
, شخص لامبالى، طويل البال، هادئ الطباع بعيد كل البعد ان يتورط معها بشئ يجعلها تترك له الجمل بما حمل وترحل.
, فهى بلقيس، بيلا التى فيوم قال فيها مدينة الحنان الكامله، فكيف له ان يُّطرد من مدينة حنانه بكل سهوله وب إرادته وهو الذى يظل متشبث بها بكل ما اوتى من قوة،!
, خرجت بلقيس خارج مكتبها، احست بأنها تريد ان تتنفس هواء خارج عن حديث تلك الثرثارتين، فقابلت آسر
, اتسعت حدقة عينها وتبسمت وقامت بمصافحته.
,
, -آسر! انت هنا من امتى؟ وجاى تعمل ايه
, كعهده تبسم بهدوء واردف لها
, -ليلى من غير اى مقدمات جابتلى شغل معاكم هنا فالجريدة ومقالتش ليا، ورئيس التحرير اتصل بيا وعاوز يقابلنى ومعايا ورقى والصور اللى بصورها
, عقدت بلقيس حاجبيها ب غرابه وقالت
, -بس هتشتغل هنا ايه؟ انا ع حد علمى انت خريج سياسه واقتصاد
, -مصور صحفى، هو واضح انهم هنا حابين يخدموا ليلىمعرفش ليلى ك ليلى ولا ليلى زوجه الصحفى المعروف نزار ادريس.
,
, قالها بسخرية فتفهمت بلقيس الامر وهمت بدعوته داخل مكتبها
, -تعالا طيب نشرب قهوة سوا، انا لسه مخدتش قهوتى
, -معلش يا بيلا اعذرينى، لسه هشوف شغل متلتل مع زميلتكم عشان هبدء ع طول
, باذن **** نشربها كلنا لما ترجع ليلى
, تمهل ل ثوان كأنه يريد البوح بشئ، هزت بلقيس رأسها بانها تريد ان يتبع حديثه
, -هو ينفع لما تيجى ليلى اروحلها وياكم اباركلها وعالاقل اشكرها عالشغل؟
, تبسمت بلقيس له واردفت.
,
, -طبعا، هنظبط انا وحنين وهقولك وقتها
, نظر لاسفل بعدما عض على شفتيه ورفع عيناه ل بلقيس، فهمت هى بسؤاله
, -ايه يا آسر عاوز تقوللى حاجه!
, زفر زفره طويله ثم اردف
, -هو لو جيت معاكم اشوفهاممكن ده يعمل لها مشكله مع جوزها؟
, بعطف اخت كبرى بقلب كبير، رغم ان عمرها يقارب عمره ولكن بلقيس لديها الحنان مايكفى
, امبراطوريةربتت على كتفه واردفت
, -انت عاوز تشوفها وخايف عليها مش كده؟
, هز رأسه ايجابا فتابعت هى.
,
, -متقلقش، نزار راجل عنده ذوق واكيد هى هتحكى له عن علاقتكم
, مفيش حاجه يا آسر
, ابتسم لها وصافحها، ومضى كلاً منهم بطريقه يشغلهم بنفس الدقيقة
, شخص واحد ليلى!
, ‏
, قد تخدع غيرك فى صورتك الخارجية حينما تبدو على اكمل وجه لايشوبها شيئاً.
, ولكن عند الاقتراب يمكننا ان نرى اكثر من عمقك الذى تخفيه ب إحكام دون ان تدرى.
,
, كانت تحاول فتح عيناها بتثاقل بعد نوم دام ل 10ساعات متواصل إثر سهرة جديدة من سهراتها الجميلة مع شريك حياتها، أخذت تحرك فى اهدابها باصابعها وتفركهم كى تستطيع الرؤية، ف رأته جالس بحانبها ينظر لها ب حب عميق.
, تعجبت من جلسته هكذا وابتسمت وهى تردف
, -انت قاعد كده ليه
, ب أنامله ابعد خصله من خصلات شعرها المنسدلة على جبهتها برفق وهمس بصوت خفيض
, -طيب مساء الخير الاول
, ابتسم ثغرها، واعتدلت من نومها وقالت.
,
, -مساء الخير، كنت قاعد كده ليه وبتبص لى
, قام نزار بجذبها له يدنيها منه اكثر، وتنهد وهمس ب اذنها
, -عشان وحشتنى عيونك اوى، وطول م انتى نايمه كنت مستنى تصحى عشان اول م تفتحيهم
, تشوفينى انا
, ابتسمت ليلى، وقامت برفع الغطاء عنها لتترجل وتذهب خارج الغرفة الى الحمام ف اوقفها
, -مبسوطه ياليلى؟
, تعجبت من سؤاله، كيف له ان يسألإنها حقا سعيدةعروس ب اجمل ايام حياتها.
,
, سافرت بلاد لم تحلم يوما ان تخطيها قدماها، ف كانت محطتهم الاولى تركياثم لبنان وبعد ذلك المانيا، ترى من العجب مالا تتوقعه عيناها او تسمع وتكتشف مالا يتخيله عقلها
, وكل هذا برفقة رجل يتمنى رضاها بكل دقيقه وكل ثانية. يهيم بها عشقاً نائمه غافيه او متيقظه
, شعرها اشعث او ب اجمل حِلتها، بضحكاتها الطفولية او بوقار كلماتها حينما تضعه فى محله.
,
, ف ليخبرها حقاًما الذى يجعلها غير سعيدة، اكافرة هى بنعمه المولى حاشا لله!
, -طبعا مبسوطه يانزار، جدا
, افتعلت كلماتها فعلتها السحرية، جعلته يطبع على جبينها قبله حانيه ويردف لها
, -ولسه ياليلى، انا هخليكى تشوفى معايا اللى عمرك ماشوفتيه
, -طب انا هدخل اخد دش، وأطلب لنا الفطار
, ضحك ساخرا من كلماتها وقال
, -فطار ايه احنا بقينا المغرب، خدى دش وهناكل فحته مكان ميخطرش ع بالك.
,
, فرحت ليلى فاحمرت وجنتيها، وظهرت تلك العلامة التى تميزها، علامة ثمرة الفراولة بذقنها!
, امعن نزار النظر واقترب منها
, -ايه ده ياليلى! ده جديرى ولا تعب معرفوش انتى تعبانه؟
, قالها بهلع بالغ، فنظرت للمرآه وضحكت وهى تتحسسها وادارت وجهها له، بعدما تعلقت بعنقه دلالاً
, -انا محكتلكش عن اغرب علامة وحمة فمصر!
, عقد حاجبيه دون ان يعقب، فاكملت هى.
,
, -تيته حكتلى، ان ماما وقت حملى كان نفسها ففراولة ومكانش اوانها عشان كده طلعت فوشى
, وقت نضج وطلوع الفراوله تفضل ظاهره كده لحد موسم الفراولة ما يخلص
, قهقه بصوت مرتفع وجذبها ل صدره فجعلها تضحك هى الاخرى، ثم نظر لها
, -انا كنت خايف يكون تعب ولا اى حاجه
, بدلال نظرت له
, -كنت هتعمل ايه
, -طبعا كنت هشوف دكتور مستشفى اى حاجه اعملهالك عمليه حتى، المهم انتى متتألميش ياليلى.
,
, انا خوفت بجد تكون حاجه خطيرةانا اخاف عليكى من اى حاجه توجعك انتى خلاص بقيتى بتاعتى لوحدى وانا هفضل الحارس بتاعك وكأنى بحاوط عليكى بحضنى واحجز عنك اى شئ فالدنيا وحش
, فغر فاهها تعجباً، احقا الى هذا الحد يهيم بها عشقا؟
, متى وكيف ولماذا؟
, هى تعلم جيدا ان زوجته السابقه كانت جميلة للغاية وجمالها يجذب الانظار، وايضا يتحدثون بان لها شخصية واثقه بذاتها وروحها تلفت انتباه اى شخص للاقتراب منها.
,
, ومع ذلك انفصلا بوقت وجيز لو تحدثنا بتفصيليه اكبر، فهما بالتأكيد ماكان لديهم متسع للاختلاف والانفصال فى ايام شهر العسل!هل بالفعل احب ليلى دون غيرها فى هذا الوقت الوجيز ولم يحب الاخرى او تعلق بها حتى! سيظل السؤال بداخلها، لماذا كل هذا الحب الذى بداخله لها، والذى يدعوها للغرابة اكثر طريقته معها هو حقاً صادق، فقلبها لم يُكذب حدسه مرة على إلاطلاق.
, -انت بجد بتحبنى اوى كده!
,
, -حسي السؤال ومتستنيش اجابه ياليلى
, لم تتفهم إجابته، اشار لها ب ان تسرع ماستقوم به حتى يلحقا وقتهما الجميل كمعتادهم منذ بداية الزفاف سوياً.
, ‏
, كانت تنتظره بلهفه، فاليوم هو اخر ايام اداء فحصهم النهائى لهذا العام الدراسى، واخر عام فى دراستهم بالعموم.
, حينما افرغت اجاباتها على ورقة الاجابات، خرجت وانتظرت امام لجنته مع كل طالب يترجل خارجها تراقب وجهه حتى رأته فاقبلت نحوه.
, -عملت ايه يا حبيبي.
,
, -الحمد**** يا ميريهان، المهم انتى عملتى ايه
, هزت رأسها ورفعت اكتافها بلا مبلاه وقالت
, -مش مهم اللى عملته عملته، اهم حاجه ان خلاص اتخرجنا وخلصنا والتعليم بح بقا ياسااتر
, تنهد نادر بقلق وهو ينظر حوله
, -لا طبعا لسه النتيجه والتعيين والشغل
, قطعت حديثه بثرثرتها البلهاء كعادتها
, -يووه يانادر دايما خايف دايما قلقان، ماتسيبها تيجى زى ماتيجى
, -ماهو يافالحه لو سيبتها تيجى زى م تيجى، لا هعرف اخطبك ولا اتجوزك ولا اجيب عفش.
,
, طرقته بخفه ب ابهامها فى جبهته وقالت
, -ياعم يعنى لو فضلت شايل الهم فيه حاجه هتتغير فكك
, -عارفه ياميرا
, -ياعيون ميرا
, -يعجبنى فيكى انك هبله!
, -قلب وعقل الهبله و****
, ضحك وطرق كفا ب كف وهو يتلفت حوله، فهمت هى بسؤاله
, -يلا بقا نروح ناكل عشان واقعه اوى، ونشرب حاجه ونقعد شوية سوا
, هز راسه ايجابا وهو يردف
, - فعلا، عشان مش هقابلك تانى لحد م اجى اتقدملك
, مطت شفتيها باستياء فقال هو.
,
, -واعدلى بوزك، عاوزة ايه يعنى اتسنكح وياكى واحنا مفيش حاجه رسمى
, -طب امتى طيب، كنت بشوفك ع حس الجامعة بعدين هعمل ايه
, عقد حاجبيه وامال ب رأسه يسارا، حديثها الذى يؤرقه دوما بالحاحها المستمر اصبح عبئ لديه
, -ميرا، انتى عاوزة نتخطب عشان اشوفك وتشوفينى ونخرج ونتصوروياسندى وياضهرى
, وكل العبط بتاع دماغ البنات ده، لكن انابفكر غيرك تماما مع ان المقصد واحد
, تأففت ميريهان وعقدت ساعديها امام صدرها وقالت.
,
, -ودى احلى حجات اللى بتقول عليها عبط دى، بجد بفكر امتى مثلا هكتب اتخطبت للكراش عقبالكم يابنات
, استجاب فعلا ادعوا **** كتير
, خطيبي خرجنى تحت المطر، اعمل استورى لينا بتاكلنى شيكولاته وتاخد حته من بُقى
, ضيق عيناه واقترب منها بحده فرجعت هى للخلف خطوة
, -اعمل ايه؟!
, -تاخد حته من بُقى وفيها ايه يعنى، ماكلهم بيعملوا كده
, -ميريهان انتى مخلوله، وانا بصراحه معرفش فالبيت هفتح معاهم الموضوع ازاى واقولهم يا جماعة.
,
, تعالو اخطبولى واحده هربانه منها كل اللى هاممها تعمل ستورى وتنزل بوستس واشيلها تحت المطر
, قطعت حديثه
, -وتاخد منى الشيكولاته دى اهم خطوة
, -تصدقى ب**** انا اللى جبته لنفسي، قدامى ياهبلة
, دفعها تمشى امامه وكعادتها تضحك ضحكتها العاليه وينهرها وهى على افعالها التى تستفز رصانته، ولكنه الحب هو من يجعلك تتجرع المر بطعم العسل وتتقبل الغير مرغوب فيه بصدر رحب.
, ‏
, )فى الوقت الحالى).
,
, سيدى الطبيب. سيدى الطبيب، يجب ان تستيقظ حالة السيدة ليلى تحتاجك الآن!
, استفاق من غفوته على صوت مساعدته، فخرج مذعورا متوجه الى غرفة ليلى بالمشفى خوفا من ان يكون حدث لها مكروه او انها دخلت الى نوبة حادة من نوباتها وتستدعى تدخله.
, دلف الى غرفتها بسرعه، وجدها تتألم وعلى انفها كمامه جهاز الاكسجين، ودمعاتها تسيل اغرقت وجنتيها، امسك كف يدها بشدة وسط كفيه وقال.
,
, -ليلىقاومى ياليلى، قاومى انتى اقوى وبتعديها كل مرة
, بينما من الواضح ان هذه المرة ليلى كانت تعانى حقاً، ف انفاسهاكل كادت تخرج تذبح رئتيها فتصرخ الماً، بينما هو كان يعطى أوامره الطبيه للمساعدين فى الغرفة، هتاف صوته كان يدل على خوفه عليها
, لست مجرد مريضه فحسب، اختلجت عضلة فكه وعينيه بين جهاز التنفس وجهاز نبضات القلب وبينها وكفها المتشبث به.
, -اسرعوا، ليس هنا المزيدافرغوا محتوى المخدر بالانبوب.
,
, صوته كان يحمل خوفاً غير عاديه، يداها تقبض عليه كأنها توصيه لاتتركنى، خائف هو دقات قلبه تحدثه
, هل سيخسرها؟ هل ستضيع منه ليلى حقاً!
, -ليلى، قوليلى حجم المك كام من عشرة
, ببكاء مرير كاد يمزق قلبه إرباً، اشارت له رقم 10بكلتا يديها، وبعد ثوانِ هدأت
, هدأت تماما واصدر جهاز النبضات القلبيه صوت صفيرته الشهيرة بأن الخط قد استقام!
, بأعين فزعه، يوزع نظراته بينه وبينها وصرخ بحدة
, -احضرواجهاز الصدمات الكهربائية، اسرعوا.
,
, حاول مرةاثنينوالجثة همدت، حتى همست احدى المساعدات
, -قد ماتت بالفعل، ساعة الوفاه
, صرخ بحدة فى وجهها، ثم استفاق وجد نفسه فى فراشه!
, نفسه المتقطع وصدره الهابط والصاعد وعيناه التى تمشط المكان حوله، انه بغرفته كما هو
, نائمانه كان حلماًلا و**** بلى انه كابوساً!
, ارتدى معطفه الابيض كطبيب، وضغط زر المصعد ليكون بجناح غرفتها بالمشفى
, ترجل نحوها حتى وقف عندها، فتح الباب بهدوء وجدها تغط فى سبات عميق. نائمه ك ملاك صغير.
,
, تعبر تلك الانبوب الرفيعه من تحت أنفها كالمعتاد ويفترش شعرها حولها على الوساده.
, زفر ب راحة اخيرا واغلق الباب وهو يهمس الى نفسه
, -اوعى تمشى ياليلى، انتى اقوى من كل اللى عدى وكل اللى جاى فحياتك
, تحذيرى الاخير ليكى، مش بعد م تعلقينى بروحك تضيعى منى، إياكِ!
, ‏.
,
, لو تبتعدين حد السماء، ساقترب انا بطائرة نفاثه كى اصل اليكِ، لو اعلانك لى اننى اتمركز بعقلك بصب السباب واللعنات. ف فى ذات يوم سأتمركز قلبك وسأستمع من شفاتك ارق الكلمات.
,
, كان موعد مفاجئ قد تعمد فعله ابراهيم، حينما اخبر والدته انه يريد ان يتقدم لخطبة زميلته حنين عبد****، وبعد موافقه والدته وفرحتها ب هذا الخبر، حاول بطرق شتى ان يعثر على رقم والدها ويهاتفه ل يأخذ منه موعد. ولكن فى اثناء المكالمه طلب منه ان يعد هذا الموعد مفاجأة ل حنين وان لايخبرها وقد كان.
, -آنستنا يابنى.
,
, قالها والد حنين مرحبا به بعدما قدم الفتى الصغير اخر العنقود فى إخوة حنين المشروب تحيه الضيافه، ف تنحنح ابراهيم وبدء يسترسل كلماته فى طلب يدها على مرأى ومسمع والدها واخوتها الذكور الحاضرين
, -انا ياعمى يسعدنى اطلب ايد حنين، ويشرفنى لو وافقت حضرتك
, وباذن **** اى طلب هتطلبه حضرتك او هى اوامر بالنسبة لى
, تبسم والد حنين ونظر ل ابنه الاكبر سعيد، ف هم الابن الاكبر بسؤال ابراهيم.
,
, -انت زميلها يا استاذ ابراهيم مش كده
, -اه فنفس القناه، معد برامج دينيه
, -ابراهيم بيشكر ف اخلاق حنين، وبصراحه وقت عمليتى انا شوفتها مرة ودخلت قلبي ع طول
, نطقت بها والدة ابراهيم اثناء الحديث ثناء على حنين امام اهلها، قام احد اخوتها بتقديم المشروب والحلوى لهم
, ومن ثم اجتذاب أطراف الحديث حتى يقوموا بمجاراة الوقت الى ان تأتى حنين.
, وبعد مرور ما يقرب من ربع ساعه، سمعوا دلوف مفتاح الباب وصوت دندنه حنين وهى تدخل.
,
, -السجن بقا بيتى، بسجارة خربت بيتى. اصحى معايا متنامشى انا مباكلش كرانشى
, -تعالى ياحنين سلمى ع ضيوفك
, سمعت هتاف والدها ولوت شفتيها بتعجب ودلفت لتجد ابراهيم ووالدته وامامهم باقة من الزهور
, فغر فاهها وهزت رأسها وعلمت المقصد من الزياره
, انفرجت شفتاها عن الترحيب بهم، وياليتها مارحبت!
, -اه انا عارفاها القاعدة دى، مش موافقه يا ابراهيم وخد امك وروح عشان الضغط عندى عالى!, خارج القائمة
 
الفصل السادس


-اه انا عارفاها القاعدة دى، مش موافقه يا ابراهيم وخد امك وروح عشان الضغط عندى عالى!
, تبادلوا جميعاً نظرات الاحراج المفاجئ التى وضعتهم فيه حنين بقولها الذى لايحوى اى نوع من الذوقيات والرقى!
, هب والدها واقفا وقد اعتلت الدماء جبهته من شدة الخجل
, -حنين! انتى اتجننتى
, -بابا ده موضوع منتهى انا مش فاهمة هو مصمم يحرج نفسه كده ليه
, بغضب وهتاف عالى نالها رد قاسي من شقيقها الاكبر.
,
, -انتى تخرسي خالص لان واضح كده انك متربتيش كويس
, انفرجت شفتيها للرد على شقيقها، فقطعها فعلة والدة ابراهيم التى انزعجت كثيرا
, وبحركتها البطيئة لثقل وزنها ومرضها قامت وامسكت بيد ابراهيم التى ارتسمت بمقلتيه الدموع دون ان تهبط
, -ياللا يابنى، كفايه قلة قيمة اكتر من كده
, -ياست ام ابراهيم انا اسف و**** بجد.
,
, حاول والد حنين ان يقوم بتهدئتهم وان يصلح مافسدته حنين بقولها اللاذع وعدم تقديرهم حتى وان كانت زيارتهم غير مرغوب فيها.
, بعد خروج ابراهيم ووالدته وتعمد والد حنين توصيلهم للخارج، اندفع وهو لايرى امامه من شدة الغيظ الى غرفتها بينما كانت هى على هدوئها كما انها لم تفعل شيئاً
, -حنين انتى ايه اللى عملتيه ده
, خلعت نظارتها تمسحها بهدوء وهى تهم بالرد لتساؤل والدها.
,
, -وبعدين لسه اخويا سائل السؤال ده م تعملولى مجلس تأديب طيب
, ب أعين يتطاير منهم الشرر اقترب منها
, -اتكلمى ب ادب، واضح بجد انى اتهاونت معاكى
, -يابابا يا حبيبي اقعد بس واهدى كده صحتك بالدنيا، بلاعريس بلا ونيس
, واحد ورفضته زائد انى مش عايزة اتجوز من الاساس
, فيها ايه دى.
,
, -انتى بتستهبلى يا حنين، اوعى تكونى فاكرة انى مش عارف بانك بتمشى اى حد يسأل عليكى عاوز يطلب ايدك من برة برة وانا معرفش، لكن اللى حصل يا حنين من شوية ده انا لايمكن اعديهولك
, -يابابا متخليش اللى حصل يعمل مشكله بيينا، انا ميهونش عليا زعلك
, زفر والدها زفرة مريره، فاتبعت حنين حديثها له
, -ابراهيم ده حقيقي مبيفهمش، قولتله 500مرة مش عايزاك مش بقبلك مش هتجوز لكن هو كالعادة استغبي
, -بنت!
,
, هتف والدها فى وجهها بحدة فاتبعت حديثها كما هى
, -اه و**** ده غبي، مانابه الا احراج امه ونفسه وسمعله كلمتين زى الفل وجاى جايب ورد رايح يخطب هدى سلطان!
, -على فكرة بالمنظر ده هيتقال انك فعلا مش محترمة، من الممكن تدخلى ترحبي بالناس حتى عالاقل عشان والدته وبعدها ترفضى بطريقه مهذبه
, مع ان معرفش ليه يترفض اصلا شكله شاب محترم وشاريكى.
,
, اختلجت عضله فكها، وتصنعت عدم الاهتمام وقامت بالالتفات حولها تبحث عن شيئا ما، فادرك والدها انها تتجاوز الحديث فى الموضوع وتظهر عدم الاهتمام به، فهم بالقيام
, وهو يردف اليها
, -لازم تعتذرى لابراهيم ولوالدته ده لو كنتى عاوزانى بجد اعديلك الفصل البايخ ده واتكلم معاكى لانى همنع معاكى الكلام فعلا.
, تاففت حنين وقالت
, -يوووه يابابا
, -اخرسى، هتعتذرى وانا كمان هعتذر لان واضح فعلا انك مش متربية.
,
, تركها وانصرف واغلق الباب خلفه بحدة، زمتت شفتيها بسخرية واخذت تمشط بعيناها المكان ثم تحسست (كعكتها) شعرها الملفوف لتجد القلم الذى كانت تبحث عنه مغروسا بها فتمتمت
, -اعتذر لمين يابابا، انا هفكك بطريقتى متشغلش بالك انت
, قامت من مجلسها وهى تغمغم بكلمات اغنية شعبية ولا اكتراث لاى شئ حدث
, -ياعم صحصح لينااوعى تلعب بينا، غنوا معايا ايوا ايوا.
,
, انتهت رحلة شهر العسل للعروسين خارج البلاد حتما، لكن الجدير بالذكر ان مازال هناك اياما جميلة يجب ان تقضى سويا برفقة بعضهما البعض.
, رجعا الى ارض الوطن، ومن ثم قد تمت دعوتهم للحضور فورا وقضاء يومان وسط الماء والخضرة والهواء النقى بواسطه بعض ابناء عمومة نزار.
, ف نزار يُعد قروى المنشأ لبلدة ريفيه بضواحى القاهرة، وهو يعتز كثيرا بهذا مهما وصل الى مناصب تعلى من شأنه.
,
, ولكن ليلى كانت لاول مرة تعلم بعد تلقيها هذه الدعوة، كما انها وجدت زوجها متحفز جدا لقضاء هذين اليومين هناك ولكى تتعرف ليلى الى اصول عائلة زوجها.
, فى رحلتهم الى هناك انطلقا والسعادة ترتسم على وجوههم وتتخلل كلماتهم وضحكاتهم معا طوال الطريق.
,
, وصلا وما ان ترجلا حتى صار هناك اكثر من فرد يهلل ويقوم بالترحيب بهم بحفاوة، فرحت جدا ليلى لهذا الاستقبال، دلفوا الى منزل ذا بهو واسع عالى السقف متعدد الطبقات، طرازة من الداخل ريفي بعض الشئ ولكن يجب أن لا ننسى تلك الروح الدافئه التى تملأ المكان بهجة وسعادة.
, -احنا انهاردة فرحتنا مش سيعانا، مراتك حلوة اوى يا نزار بيه **** يخليها لك.
,
, تفوهت بها احدى سيدات المنزل والتى تعد زوجه من زوجات ابناء عم نزار، فهم زوجها بتوجيه الحديث الى نزار
, -اسمع يا نزار يابن عمى، احنا لاعرفنا نيجى ولانحضر فرحك الذواتى هناك فمصر ف احنا بقا هنعمل حفله هنا ع ادنا نفرح فيها بيكم
, ابتسم ثغر نزار بينما توجه بنظره ل ليلى التى لمعت عيناها من هذه المفاجأة المفرحه، سيكون لها ليلتين زفاف وبمدعوين مختلفين. سيتجدد شعور الفرح ثانية، اى دلال كانت تتوعد به هكذا.
,
, سرعان ما اتى الفطور الفلاحى لذيذ المذاق الشهير، فقد تحرك نزار فى وقت مبكر من القاهرة حتى وصل
, ارادت ليلى الرفض بذوق ولكن ماذا عساه باب الرفض ان يغلق امام هذا الكرم المغدق عليهم كسيل ليس له آخر.
, طاولة قديمة الطراز ارجلها قصيرة تعلو الارض نسبيا، ويلتف حولها الجالسون
, كان عليها صحنا من القشدة والزبد الفلاحى والعسل الابيض والشطائر الشهيرة بمسمى(فطير مشلتت(.
,
, بعد الحاح استجاب كلامنهما وشرع فى تناول هذه الوجبة الدسمه الشهيه بنفس مفتوحه وشرهه، كان نزار يحيط ذراعه خلف ظهر ليلى كانه يحميها داخله طيله الوقت وهذا كان ملحوظا جدا.
, فالبداية كانت تتعجب ليلى من تشبث انامله باناملها او يدها او احاطه ظهرها بذراعه كلما اجتمعا، ولكن مع الوقت تأقلمت حتى اصبح عادياً.
,
, تناولوا بصحبه مضيفيهم ووجوههم لاتخلو من الابتسامه، تناولا وجبة الافطار سريعا حتى هبطت (صنية)الشاى. تناولاه سويا ثم دعاه احد اولاد عمومة نزار للتنزه بالحقل لهضم وجبتهم.
, امسك نزار بكف ليلى وحاوط كتفيها بذراعه الاخروترجل بها، كانت تنظر هنا وهناك كطفله اخيرا وافق والداها على رحلة مدرسية فذهبت فيها واستمتعت بكل جزء منها وكل وقت فيها.
,
, براءة نظراتها وهمساتها كانوا يصنعوا فيه العجب! يأخذانه نحو روحها ليتجانس بها ويتجرع بسببها نوبات غرام لا يزهده ابدا.
, اشارات اصابعها الى هنا وهناك، نظراتها له، صفين اسنانها الصغيرة عندما تضحك، لمعة عينيها، كل هذا ما اوقعه عنوة فى حب هذه البريئة الجميلة.
,
, تعبا من التنزه، فقد همست ليلى بأذن نزار بأنها تريد العودة لكى تستحم وتاخذ قسطا من الراحه. فاجابها على الفور واستاذن ابن عمه، وتوجها للمنزل، صعدوا الى غرفتهم سويا حتى فتحت الحقيبة واخرجت منامه وفى طريقها الى الحمام فاوقفها.
, -ليلى، انتى مقولتليش انك واخده بيجامات قصيرة كده
, تلعثمت ونظرت للمنامه واردفت له
, -دى مش قصيرة، بنطلونها لتحت الركبه ونص كم.
,
, -انتى عارفه رئيي فاى لبس يبين اى جزء فيكى حتى لو عادى او صغير، وده عامة تخيلى بقا
, دول اهلى وناس ارياف يعنى طباعهم غير
, تنهدت ونظرت لمنامتها، فهم بالقول لها
, -انا هنادى على اى واحده منهم تشوفلك عبايه بيت ولا حاجه
, اتسعت حدقة عيناها وهى تردد خلفه
, -عباية، انا مبلبسش من حد ثم مبلبسش عبايات انا اصلا قصيرة
, -اومال عاوزة تقعدى كده وسطهم! هتتكتفى بلبس خروج ولا ب دول؟
,
, هتف بحدة فى وجهها، هذه ليست اول مرة فقد لاحظت ليلى فى هذا الوقت القصير غيرته العمياء
, بل حب تملكه الزائد لها
, هو لا يريد ان يرى احد منها مايخصه وحده، اى شئ وكل شئ حتى وان كانت ابتسامة عابرة!
, انصاعت لأمره، عندما خرج ونادى احداهن ليطلب منها طلبه ل زوجته فهرولت لتحضره له عالرحب والسعة.
, ارتدت ليلى رغما عنها، جلباب حريمى منزلى واسع وفضفاض جدا كانت اكمامه طويله على ذراعيها وطويل يسير تحت قدماها!
,
, جسدها الضئيل لا يسعه هذه الاشياء ولكن منعا لاى مشكلة، ارتدته وهى صامته.
, -كويس منظرى ده يعنى
, ضحك نزار ودناها منه وهمس لها
, -فرحان انك متغطيه كلك كده، ولو اطول يبقى شكلك كده طول عمرك وانتى معايا مش هتردد
, -فاضل كمان تقوللى فكرى فال**** مش كده
, قالتها باسلوب طفله تريد التذمر على أمر لايروق لها، فتبسم ضاحكا وقال
, -و**** كمان لو لزم الامر وندارى عنيكى الحلوة دى
, -كده ده سجن.
,
, -كده ده حب، انتى متعرفيش لو حد شافك واتمناكى فنفسه او استكترك عليا انا ممكن اعمل ايه
, اقتربت منه بهدوء وقالت بنبراتها الهادئه
, -ليه يا نزار، انا مجرد بنت عادية مفيش اى حاجه تخلينى اتميز عن غيرى تخليك عاوز تقفل عليا كده
, -لا فيه
, قال الاخيرة بصوته ونبراته الرصينه كعهده، فعقدت حاجبيها فاكمل كى لايثير فضولها
, -فيه يميزك، انك بتاعتى، بتاعتى لوحدى وطالما انتى كده يبقى ليا حق اعمل كل حاجه معاكى وتبقى مبسوطه.
,
, -كلامك ده بيخوفنى يا نزار
, ضمها لصدره بحنو وهو يتحسس شعرها ويشم رائحته
, -فيه حد يخاف من حد بيحبه كده، انتى لسه متعرفيش انا بحبك ازاى
, قبل جبينها ونظر لمقلتيها مباشرة
, -احنا ننام شوية عشان نستقبل الحفلة اللى عاوزين يعملوها لينا، لازم نكون عرسان كلنا نشاط
, مش كده ياقمر؟!
, ضحكت تجاريه على حديثه، وقامت بحمل ملابسها وانصرفت مستسلمه لما يقول
, كعهدها معه.
,
, قد تعلم ب اسوء طريقه ان الشك الذى يدلف الى قلبك لاتندمل جراحه حتى وان آتاك اليقين
, ستبقى ندوبها كريهة المنظر كلما تذكرنا النبضات الخاسرة حينها ونحن نتأرجح بين حيرة واخرى!
, تزيح بلقيس غطاءها الوثير من عليها، خطت قدماها الأرض بهدوء وهى تراقب نومة جلال بحرص، ثم امسكت هاتفه وامسكت باصبعه وفتحت البصمه برفق واخذت تتصفح كل برامج وملفات جواله باهتمام والمكالمات كلها.
,
, طرق برأسها فكرة زميلتيها ان تقوم بتنزيل برنامج متجسس للمكالمات ولكن بداخلها ترفض، كما ترفض فعلتها هذه الان ايضا كيف لها ان يصل بينها وبين جلال الامر هكذا. ظلت هكذا لبضع دقائق
, حتى قطع اندماجها صوته بهدوء شديد وهو ينظر لها.
, -خلصتى ولا لسه؟
, فُزعت بلقيس وظهر واضحا على رعشتها إثر سماعتها صوته، فاعتدل وجلس على الفراش وقال بهدوء باديا عليه جدا
, -خلصتى تفتيش؟طب ممكن تسأليني اسهل.
,
, هنا بقوتها التى تخفيها كى تقوم بمجاراة الأمور، قامت من جلستها وواجهت وجهه بانفاسها المشتعله وعيناها الغاضبة، وقد عليت نبرة صوتها
, -اسألك عشان تكدب علياتانى
, -اهدى مفيش داعِ للصوت العالى ده
, -اهدى ازاى وانا متأكدة انك مخبي حاجه عليا، وبتكدب كمان
, -انا مكدبتش
, طرقت بكفها الكومود جانبها بحدة اثناء هتافها.
,
, -لا كدبت!يوم فرح ليلى انا شوفتك بعينى واقف تحت بتتكلم فالموبايل ولما سألتك قولتلى انك كنت عند طنط، انامتاكدة ان فى حاجه وراك يا جلال
, انزل ارجله الى الارض، وقام بتكاسل خطوات وهو يتحدث بمنتهى هدوء الأعصاب
, -انا مش مخبي حاجه، وعندك الموبايل كملى تفتيش ومتعليش صوتك تانى
, ماشى.
,
, انصرف إلى الحمام وتركها تشتعل لا يأخذ حديثهم جدوى حق او باطل، امسكت الهاتف واكملت بحث بل عزمت هذه المرة ان تقوم بتنزيل برنامج مخفى تسجيل المكالمات لكى تقطع شكها بيقين وحينها سيكون التصرف لها وحدها.
, وفى اليوم التالى.
, كان نادر يجلس وسط ابناء شقيقه يلاعبهم بلوح البازل والمكعبات، يحاول فهمهم واضحاكهم بصدر رحب
, وقد ينسى معهم الوقت، وقتاً يشغله دائما بالتفكير فى النتيجة
, وماذا عساها الخطوة القادمة بمستقبله.
,
, حتى رأى بلقيس تقترب من النافذه تنظر بشرود للفضاء امامها، فترك الطفلين واقترب منها.
, -مالك يا بيلا؟
, نظرت له بلقيس وتنهدت بعمق وكأن جبلا قد اهتز بفعل كلمته هذه، فكرر سؤالها مرة ثانية
, -الولاد فيهم حاجه، علاجهم اكلهم؟
, ابتسمت بلقيس لحنانه عليهم وتفكيره بهم، فربتت على كتفه واردفت
, -هما كويسين يانادر متشغلش بالك
, -مالكعيونك مش مطمنانى
, نظرت له متعجبه وابتسمت وقالت
, -ايه يا واد الكلام ده، روح قوله لميرهان.
,
, ضحكت كى تخفى مابداخلها وتلهيه عن الموضوع الاصلى الذى يشغلها، ولكنه يتفهمها كثيرا وذكاءه بادراك الامور عالى جدا حتى انه يتفهم مابين السطور دون ان يُنطق.
, -متغيريش الحوار، فيه حاجه بينك وبين جلال؟ماهو يا نعمة هتقولى يعنى هتقولى مش هسيبك
, رددت بصوت خفيض خلفه بعدما ضيقت عيناها
, -نعمة!
, -انا عارف انك بتحبي اللى يقولك نعمة عشان انتى فعلا نعمة بس ده مش موضوعنا، مالك بقا؟
,
, -و**** م تشغل نفسك يانادر مجرد خيالات دماغى وعبط كده
, -ياستى احكى، مانا بقولك كل حاجه اول باول لابقول عبط ولا حاجه
, تنفست بلقيس بالم ظهر على وجهها، وجلست الى الاريكه، صوب نظره عليها حتى دلفت والدة جلال اليهم.
, -اومال جلال مباتش امبارح فالبيت ولا ايه؟
, ردفت بلقيس لها
, -لا كان موجود يا طنط
, -اصل مشوفتش عربيته تحت، قولت يمكن متخانقين ومباتش هنا
, -لا جه متأخر، وبعدين **** ميجبش خناق ولا حاجه.
,
, اسرعت بلقيس بحمل الطفلين والصعود الى الطابق الاعلى لشقتها، فحمل نادر معها واحد منهم وترجل خلفها
, بعدما القت بلقيس التحية الى حماتها، فهمت بسؤالها
, -هتطلعى بيهم بدرى كده
, -يدوب عشان يناموا وياخدوا الدوا جه ميعاده
, قالتها وصعدت السلم ونادر خلفها، حتى وصلت ووضعوهم سويا بغرفتهم بعدما تجرعوا الدواء المخصص لهم
, -انا هنزل، بس خليكى فاكرة انك ضحكتى عليا ومقولتيش مالك وهفضل قلقان، بس هعديها يانعمة
, تصبحى ع خير.
,
, انصرف نادر وتركها للتفكير الذى ينهش اعصابها وخلايا عقلها يوما بعد يوم، كيف لإمراة احبت. ان تقبل بان تكون مغفلة او مجرد دور بحياة رجلها الوحيد!
, بغرفته العتماء، كان يجلس ابراهيم حزيناً منكسرا
, هو كان يعلم برفض حنين من البداية، يعلم بعنادها برأسها ذو العقل المتحجر
, يعلم بكبريائها، لكن لا كان على خاطره او باله هذا الموقف المحرج الذى وضعته هو ووالدته به.
,
, وامام اهلها كلهم، قالتها ولم يهتز لها رمش لجرحه وكسرة قلبه وخاطره!
, هل هذا هو الحب؟هل هذا هو من يتغنون له بأجمل الكلمات واعذب المشاعر، هل هذا هو من يدعسنا بعجلاته دون توقف لمجرد اننا دخلنا دائرته.
, مساكين نحن حينما نقدم قلوبنا مغلفه بشريط هدايا ثمين مقابل كلمة لطيفة!
, ابراهيم كل مايريده هو فرصه، فرصة يقتنصها من تلك القاسية.
,
, فرصة يفتح لها قلبه يريها وضعها داخله وحدها لاسواها، كيف يهيم بها نهارا ويحلم بها ليلاً
, ولكنها هدمت سقف حلمه الناعم الوردى عليه كى تفيقه على صفعه جديدة من صفعات وزخات لسانها الغير ملجم حتى يعرف مقداره لديها بالظبط لازيادة او نقصان.
, فتحت باب الغرفة والدته تحمل الطعام، هم ليأخذه منها واجلسها برفق
, -يا امى تعبتى نفسك ليه
, -مش عاوز تاكل ولاتروح شغلك ليه يا ابراهيم.
,
, صمت ابراهيم ونظر لأسفل قدمه، امسكت والدته كفه بحنان وقالت
, -يابنى كسرة خاطرك دى مش ساهله، الراجل لما يتكسر وحشه ومن بنت
, انساها يا ابراهيم دى متنفعكش **** يصلح حالها عاللى عملته
, رفع لوالدته عيناه تفيض دمعا وشفتيه تنفرج عن الكلمة الوحيدة التى يحملها قلبه لمعذبته حنين
, -بحبها، بحبها اوى يا امى
, احست والدته به ولاتريد ان تُثقل عليه اكثر، احتضنته لعل حضنها يواسي جُرحه الذى لاينسى ابدا.
, العشق.
,
, هو ما يجعلنا نتعذب لانه يحكم قبضته على قلوبنا فيفقدنا السيطرة عليها تماما، فلنتخلى عن العشق اذا
, حتى نستطيع فقدان مانعشق بروح رياضية.
, امام مرآة غرفته المتواضعه، كان يتأنق آسر بوضع اخر اللمسات من عطره وهو يرتدى بنطالا جديدا وقميصا ايضا اشتراهم خصيصاحديثا لزيارة ليلى فى منزلها لاول مرة.
, مشط شعره واعدل هندامه وتأكد منه، وخرج حسب الموعد المتفق عليه مع بلقيس ان تلتقيه فى مكان محدد.
,
, وعلى الموعد وصلت اليه بلقيس وهى تستقل سيارة أجرة مع حنين لتترجل منها هى والاخيرة.
, -ايه ده مين اللى هيجيب النطع ده معانا
, اشارت حنين بسبابتها نحو آسر بطريقه سخيفه، فهم هو بطرق كفها وهو يهتف بحده
, -اسمعى يابت انتى طولة لسان مش عاوز عشان متلاقيش قفا ايدى بيزغرد على وشك
, قالها اسر خروجا عن شعوره، فهتفت حنين فى وجهه مشتعله كيف له حق الرد عليها.
,
, -بقولك ايه لايمها عشان مصورش قتيل هنا، انا مش عارفه ايه حشرك وسطنا فى ساعة قضى غبرة
, -للاسف مضطر استحمل سخافاتك وانى اشوفك عشان ليلى بس
, -يا اخى ده انا ببلع جوز ليلى عنك يا ارخم خلق ****
, -يعنى هو انا اللى بالعك
, اوقفت صراع القذائف بينهم بلقيس بهتاف بصوتها رغما عنها بسببهم
, -مش معقول احنا مش صغيرين على كده
, ردفت حنين وهى ترمق آسر نظره امتعاض وتلوى شفتيها وتوجهت ل بلقيس.
,
, -انتى خلتيه ييجى معانا ليه؟ وييجى معانا ليه من اصله كان من بقية العيلة
, -قولتهالك قبل كده ليلى يهمنى امرها ولازم اروحلها واباركلها واتطمن عليها انتى مالك
, اقبلت حنين عليه وكأنها ستسدد له لكمات بقلب الشارع
, -يبقى تروح لوحدك ومتزهقناش بخلقتك يا سمج
, -و**** انا قولت لبلقيس هروح معاها وهى وافقت، انتى اتحشرتى ليه معرفش
, -انا اتحشر ياتلاجه! هو مين فينا اللى دخيل عالتانى يا احول.
,
, -يوووه كده هنتاخر على ليلى، ممكن لو سمحتم تستحملوا بعض الزيارة دى وخلاص وبعدها محدش يعرف التانى ممكن!
, قالت بلقيس بنفاذ صبر، فصمت آسر كعهده بينما حنين كادت تنفجر من غيظها من وجوده ولكن الضرورة تحكم فى الاعصاب فى بعض الاحيان.
, احضروا ثلاثتهم هدايا لها، ووصلوا لمكان فيلتها. وما ان وصلوا ورحبت بهم مديرة المنزل واجلستهم.
,
, الى ان سمعوا صوت طرقات حذائها ذو كعب تهبط من اعلى السلم، فهب واقفا آسر وقد بدا عليه اللهفة التى لاحظتها بلقيس واخفت كالعادة.
, هبطت اليهم ليلى بردائها ك اميرة بشهر العسل، جميله الشكل ومختلفه بهذا المنظر وقصة الشعر التى تبدو عليها.
,
, بحفاوة احتضنت بلقيس طويلا وقبلتها عدة، ثم حنين واخيرا يداها عانقت يد آسر الذى بعيناه مشط وجهها وكفها، قدموا ثلاثتهم هداياهم التى فرحت كثيرا لها واحمرت وجنتاها عندما تناولتهم.
, تبادلوا اطراف الحديث حول الاطمئنان والاخبار، ثم توقفت هى لبرهه لتستاذنهم ف احضار شيئا وستعود حالا
, قُددمم لهم مشروب الضيافه وبعض الحلوى، هبطت ليلى تحمل علبتين وحقيبه على ظهرها
, -انا جبت لكم حجات من كل مكان روحته، انتو التلاته بس.
,
, ابتسم اسر وتعجب وهم بسؤالها
, -وانا كمان
, -طبعا ي اسر وهو انا انساك
, -انا كنت فاكر هما بس، لكن وانا كمان طب ليه
, ابتسمت ليلى واقتربت منه تحمل هديتها له وقد همت بفتحها وهى تردف له
, -معقول بتسأل ليه، شكلك لسه متعرفش يعنى ايه اسر بالنسبة لى. دى بقى هديتك
, اخرجت هديته عبارة عن آله الجيتار!
,
, يا للهول. اتراها مازلت متذكرة حينما قال لها فى احدى مرات ثرثرتهم سويا الدائمه انه يريد التعلم العزف على الجيتار وانه ينجذب له ك آله عن غيره ولكن لم يهم يوما بشرائه يراه رفاهيه ومافحياته اهم من هذه السخافات حتى وان كانت امنية.
, -ليلى انتى
, ابتسمعت لاتساع عيناه امامها فقالت
, -انا منساش حاجه ليك، وبعدين ي آسر عملت معايا كتير ووقفت كتير وانقذتنى من السجن لما سيبت حقك وانت متعرفنيشانت غالى اوى عندى ي اسر.
,
, من دون وعى، جذبها آسر لاحضانه امام مرأى حنين و بلقيس التى فرغ فاهها فقد تأكدت من ظنونها، ولكن كُتب على لحظه ك هذه عدم الاكمال وتوقف المشهد على حاله، حينما سمعوا جميعهم صوت نزار الرصين يرحب بهم إثر وجود ليلى باحضان آسر!
, -اهلا وسهلا، البيت والمكان نوروا بوجودكم بجد!, خارج القائمة
 
الفصل السابع


)فى الوقت الحالى)‏
, تناولت كوب قهوتها الدافئ، يا إلهى! قد غفلت عنه حتى اصبح بارد تماما
, مثله كمثل حياتها الان، بعدما اصبح كل شئ حولها ثلجياً بلا طعم او لون او رائحة.
,
, ارتشفت ليلى منه رشفه ووضعته جانبا، واكملت تدوين ذكرى خطرت ب بالها فسطرتها فى مذاكراتها كالعادة، زفرت زفرة موجعة إثر تذكرها ومسحت دمعة قد انهمرت رغما عنها من احدى مقلتيها وهى تدون كالآتي. انها كانت اول مرة، اول مرة التقى رعباً كهذا.
,
, ليتنى علمت ان بعد وفاة جدتى اننى اصبحت عارية، لا اقوى على شئ ولا احتمل. هشة ضعيفه تقذفنى الريح مثلما تريد، كنت لأول مرة اخاف واصرخ وابكى من شدة الالمليس الما جسديا فحسب.
, بل والما نفسيا، عندما وقعت بنظرى عليه لاجده غولا متوحشا وليس انسان.
, (عودة للماضى)
, -اهلا وسهلا، البيت والمكان نوروا بوجودكم بجد!
, اتنفض آسر إثر سماع صوت نزار، فترك ليلى تنساب من بين ذراعيه لتقف تتلقف انفاسها بقلق، بينما نزار قد دلف.
,
, ب ابتسامة ترحاب مصتنعه، ليقِ على كلا منهم التحية ويترجل مسرعا الى اعلى.
, -ايه قلة الذوق دى، انا مبطيقهوش لله فلله كده
, تفوهت بها حنين، حيث ادركت بلقيس حجم المشكلة لتهم بالقيام معتذرين ولابد من الانصراف. حملت حقيبتها وودع الجميع ليلى، بينما كان آسر يترقب ب اعين قلقة اعين ليلىليل وهو يودعها.
, صعدت ليلى لتجد نزار يجلس بعتمه الغرفة وحيدا، ينفث دخان سيجارته. المنظر يثير قلقا غريب داخل قلبها، ماذا به؟
,
, تنحنحت واقتربت منه، رفرفت ب اهدابها وحدثته بخفوت
, -نزار قاعد كده ليه؟
, نظر لها بهدوء واردف اليها بنبرات صوت هادئه
, -انا قولتلك قبل كده، لو حد قرب من اى حاجه من حجاتى انا بكون عامل ازاى
, ابتلعت ريقها واردفت له
, -بتضايق!
, ضيق لها عيناه وهو يحدثها
, -بتضايق وبس؟ بتضايق لو مثلا حد قرب من حاجه عادية من حجاتى. فما بالك لو الحاجه دى انتى!
, -نزارآسر عامة زى اخويا وهو مكانش قاصده هو بس كان فرحان ب.
,
, ولم تكمل جملتها، حتى امسك بخصلات شعرها بقوة وهو يتحدث بصوت رخيم اجش لاول مرة تستمعه منه اذناها
, -انتى بتستهبلى! آسر مين اللى زى اخوكى ادخل الاقيكى فى احضانه ياست هانم
, كادت تصرخ من قبضته على شعرها، وزاد صراخها حينما فوجئت به يطيحها ارضاً. فاصطدمت بقوة لتتأوه
, بحدة اكثر حينما امسك وجهها وواقترب منها ليتحدث كصوت فحيح الافعى
, -انتى ممنوع اللمسوشكلك لسه مفهمتيش قواعدى يا ليلى هانم، وانا بقى حفهمك.
,
, سدد ب وجهها عدة صفعات حتى كاد يغشى عليها، فدفعها الى الفراش بقوة وتركها وانصرف.
, بكاءبلى، انه حرقة لقلب مازال بوضع النمو قلب طفلة فى ذات يوم و ليلة اصبح قلبا لانثى عاقلة راشدة عليها التحمل من صفعات الدنيا كثيرا ولا تبالى.
, سالت دموعها تحرق وجنتيهاوتتحسس مكان الصفعات، كل جزء فيها يؤلمها.
, هى لم تخطئ بل فوجئت بفعلة آسر حتى وان كان هو الخاطى، هناك عدة طرق ليُعلمها حجم الخطأ بها غير هذه ابدا.
,
, على وضعيتها عبراتها لا تجف طوال الليل، حتى راحت فسبات عميق دون ان تدرى ومازالت تبكى حتى بعد نومها، كان الآخر قد ترجل من المنزل منصرفا للخارج بسيارته هام على وجهه هنا وهناك
, حتى احس بالتعب ولا ربما الندم!
, قلبه اوخزه ونهره، لما فعل هكذا بها؟ هل كانت تستحق هذا ام غيرته وحب تملكه الاعمى هو الذى حركه. عاد للمنزل وصعد الدرج ليدلف الى الغرفه.
,
, يجدها نائمه كوضع الحنين منكمشه على نفسها وبقعه ماء جانب وجهها من الدموعترقق قلبه لحالها.
, عجباً! هل يملك هذا الرجل قلباً مثل البشر؟
, تحسي وجهها المتورم بهدوء، وقبلها حتى استفاقت هى من نومها فزعه لتهرول للخلف على الفراش.
, -متخافيشانا آسف، انا اسف ياليلى انا مش عارف عملت كده معاكى ازاى
, كانت ليلى تنظر له ب خوف وهى تنكمش بجسدها على نفسها، ليقترب هو ويلامس وجهها وشعرها برفق ويقبل يداها وهو يتحدث بهدوء.
,
, -متعمليش كده تانى، انتى بتاعتى اناملكى لوحدى محدش يقرب لهوا بتتنفسيه، انا بجد بحبك
, غمرها ب احضانه وهى مازالت على تعجبها له ولتصرفه معها، ظلت يين ذراعيه صامته هادئة لاتتحدث ولا تتفوه بشئ.
, هذا الهوى نار بداخلنا ولهيبنا ولهيب نجوانا
, *** نداريه ونعشقه مهما بكى معنا وابكانا
, احزاننا منه ونساله لو زادنا دمعا واحزانا.
,
, بعض الوريقات ممسكه بها حنين، وتتحسس مكان القلم ب بنطالها وعلى المكتب، حتى تذكرت فتحسست كعكعتها لتجده مغروس، اقتلعت غطاءه بفمها وبدأت تكتب وتعد سيناريو لحلقة من البرنامج التى هى من فريق اعداده، وانهمكت فى الاعداد حتى سمعت صوت ابراهيم يلقِ لها التحيه فانتبهت.
, -ابراهيم! فيه حاجه ولا ايه
, دلف على استحياء ووجهه محتنقاً واردف لها.
,
, -كنت جاى اقولك ان المبلغ اللى انتى ساعدتينى بيه، انا عملت جمعية واتفقت مع الزملا انى هقبضها الاول
, واول لما اقبضها هديهولك ومتشكر
, رفعت حنين احد حاجبيها وقالت
, -تعالا يا ابراهيم اقعد، شكل يومك طويلمبلغ ايه وتفاح اخضر ايه انا طلبت منك حاجه؟
, -بس ده حقك
, -ياعم ملكش فيه انا ساعدتك عشان انا اصلا مش محتاجه المبلغ وكمان احنا زمايل عيب الكلام ده ياابراهيم.
,
, هنا امسك ابراهيم مقعد واقترب من جلستها ليتحدث بلهفه عاشق تكاد عيناه تنطق بها
, -حنينانا مش فاهمك يا حنين، انتى ليه بتعملى كده، جدعة وفنفس الوقت رفضانى
, طيبة ومش بتسيبي حد فشدة، وفنفس الوقت تجرحى وتكسرى عادى
, انا مش عارف انتى مين
, تنهدت حنين وخلعت نظارتها، لتنفث بها وتمسح عدساتها وارتدتها مرة ثانية
, لتردف له
, -بص يا ابراهيم، انا اكون معاك فشدة، فزنقه، فموقف محتاجنى فيه ولا احسن راجل وعمرى م اتخلى عنك.
,
, لكن جواز وخطوبة وحب وطبلة ورق مياكلش معايا
, -ليه يا حنين انتى فالنهاية بنت
, -ومين قال ان البنت اكبر واعظم انجاز توصلله تكون زوجه لراجل ميهموش الا نفسه وملذاته وتفتكره قال سند وهو اصلا عاوز اللى يسنده
, لا ع فكرة، الجواز ده نظام فاشل. البنت بنفسها، تعتمد على روحها وتثبت ذاتها وتكون احسن من الف راجل
, -وسنة الكون ف انك تكونى ام وزوجه وتخرجى وتربي ولاد صالحين.
,
, هتف بها ابراهيم كى يبرر لها، ولكنها على موقفها تشرح له
, -وايه رئيك فكمية الخلفه اللى تشرح القلب اللى حوالينا، العربجى والشمام والسرسجى والمنحلة والصايعه
, يا ابراهيم مش هشارك فكل ده، الجواز اوحش شئ فالدنيا والاصعب وازفت منه الحب
, بعينين يملئهما الدمع. تحدث لها وكاد قلبه هو الذى سينطق بدلا من شفتيه
, -الحب بتقولى عنه اوحش حاجة فالدنيا؟ حرام عليكى يمكن ده الحاجه الوحيده اللى بتحلى مرار الدنيا علينا.
,
, -شايف نفسك ي ي ابراهيم؟ ضعيف ازاى عشان بتحب الحب ضعف الحب انهزام
, وانا هفضل طول عمرى قوية، ومتخلقش اللى ييجى ويضعفنى
, -متخلقش ي حنين؟
, بثقه ردفت له وتحدِ
, -متخلقش ولا جه ي ابراهيم!
, ‏
, طبعا انا!
, اتسعت حدقة عينين رئيس التحرير مبهوراً لما قدمه آسر من لقطات مصورة رائعه، فبعد وقت قصير من التدريب استطاع آسر ان يتعلم سريعا ويعمل بالصورة المطلوبة منه على اكمل وجه.
,
, -برافو ي آسر، برافو. انت موهوب جدا، انا مش مصدق بجد انك انت اللى مصور الصور دى وعلى فكرة شكلك بعد وقت قصير هخليك تمسك بوزيشن اعلى من اللى انت فيه فالجريدة هنا
, ابتسم آسر ب امتنان. فاردف رئيس التحرير
, -فى لقاء قريب هيتعمل مع الفنانه. هيكون فمكان تصوير فيلمها الجديد لان وقتها ضيق وطبعا انت اللى هتصورها
, -تحت امر حضرتك. اهم حاجه اكون عند حسن الظن
, -انت ادها ي آسر فعلا.
,
, بعد كلمات الثناء التى استمعها آسر، انصرف ليبحث عن بلقيس فى مكتبها
, منذ قدومه وهو قلبه يحدثه ان يعثر على بلقيس حتى يسألها.
, -فونها مقفول نفسي اتطمن عليها، وكمان اعرف هتنزل شغل ولالا
, عقدت حاجبيها بلقيس له، وكتفت ساعديها الى صدرها واردفت له
, -مش عارفه انا كمان قلقانه عليها جايز الفون بتاعها باظ او اى حاجه
, تنهد بضيق آسر وهو ينظر جانبا
, -يارب يجيبها سليمه
, -مالك ي آسر.
,
, اعترض سؤال بلقيس طريق دقات قلب اسر التى تنطق ب اسم ليلى قلقا، ف هم بالرد عليها
, -نظرات جوزها لما دخل وسلم علينا، من يومها مش لطيفه
, -آسر انا اسفه بس مكانش ينفع تاخدها فحضنك عشان هدية
, بصراحهدى مش معاملة اتنين اخوات
, ارتبك آسر لاتهامها له، بل هم اكثر من اخوة اكتر من صديقان، كيف له ان يفسر حقيقه شعوره تجاه ليلى
, الحقيقه المبهمه حتى عنه هو.
,
, -لا ي بلقيس متفهميش غلط، كل الحكاية انى فوجئت انها فاكرة حاجه انا كان نفسي فيها فاندفعت وحضنتها غضب عنى مكنتش اقصد. من باب الامتنان مش اكتر
, امعنت بلقيس النظر بوجهه وصمتت.
, -المهم لو كلمتك تطمنينى عليها
, -حاضر ي آسرحاضر
, *وبعد مدة *
, كان يضحك من شدة الفرح عندما وجد اسمه بالخط العريض يتوسط قائمة الناجحين الخريجين. نادر زكى!
, اما عنهاميريهان فقد نجحت بمعجزة من ****، وعلى كل حال هى كانت لاتريد اكثر من ذلك.
,
, -مبروك يا بيبي. اخيرا بقا وهتيجى البيت ونتكلبش لبعض ونتخطب
, اختلجت عضلة فكه قلقا ولكنه مازال على ابتسامته
, -ان شاء **** يا ميرا، انا مش هخل بوعدى معاكى
, -ياااه يا نادورتى، كنت مستنية اليوم ده من امتى. اربع سنين بحبك وهموت عليك
, واخر سنة لما كمان خدت بالك منى واعترفتلى بحبك كنت طايرة من الفرح
, وانك جد وهتخطبنى ومش بتلعب بيا ولا بمشاعرى
, ابتسم لها وقال.
,
, -وهلعب بيكى ازاى وانا مقدرش استغنى عنك اصلا، ولاعن جنانك وهبلك وعبطك
, -بموت فيك، م انت اللى مجننى يا اسمك ايه
, -ادعيلى بقا، نلاقى شغل ونشتغل حبه حلوين (غمز لها باحدى عينيه) شبكة، خطوبة. فرح
, -ايوة بقا والسوسته معلقااااه
, كانت مبتسما حتى قالت كلماتها الاخيرة، فامقتع وجهه ورفع انفه امتعاضا واردف
, -السوسته معلقااااه، انا مرتبط بصبى مشروع ايه الكلام ده يا ميريهان
, مطت شفتيها كالاطفال ونظرت للاسفل، فاكمل هو.
,
, -ميريهان انتى محتاجه تظبيط كتير وشغل و**** يعينى فعلا
, -يا قلب ميريهان انت اخطبنى واعمل اللى عاوزه ان ش**** تحطنى تحت سابع ارض
, -مِسلمه عادى انتى صح
, -طبعا مش حبيبي خطتشيبي كراشى سابقا
, ضحك وتأبطت ذراعه وترجلا خارج الجامعة سويا يحتفلا بنجاحهم وباول نقطة فى خطة مستقبلهما اجتازاها والعاقبه فالبقية.
, ‏
, يعنى ايه مفيش شغل تانى؟
,
, خلعت ليلى نظارتها الشمسية لتضعها على منضدة المقهى التى تجمعت مع بلقيس وحنين فيه واردفت. ردا الى حنين
, -عادى ي حنين، نزار فعلا عنده حق. هعمل ايه بالشغل هو موفرلى كل حاجه
, -لا لو سمحتى ده استهبال، الحوار مش اكل وشرب ولبس، الشغل اثبات ذات وانتى صحفيه شاطره
, وهو عارف هما ليه بييجوا ويختارونا زى م احنا شكلنا كده وينبهروا بينا وبعدها يحاولوا يغيرونا
, على حسب الشكل اللى هما عاوزينه، ليه يعنى الجنان ده.
,
, تدخلت بلقيس معترضة هى الاخرى على قرار نزار واستسلام ليلى
, -ليلى. انتى ازاى توافقى وتسكتى كده
, -ياجماعة عادى انا نفسى الشغل كان بيلهينى لانى كنت وحدى دلوقت عندى بيت
, اقتربت بلقيس من ليلى ونظرت لها ب امعان وقالت بحنو ام
, -انتى شكلك مرهق كده ليه انتى مبتناميش ولاحامل؟
, حنين اتسعت حدقة عينها فاردفت ليلى ردا
, -لا مفيش حمل ولا حاجه، هو بس مش بنام كويس.
,
, -بت انتى فيكى حاجه غريبة، حتى مكالماتك لينا ع ادها ومبقتيش تضحكى ولاتهزرى
, ده هما 3شهور عمى اللى انتى متجوزاهم مالك اتشقلب حالك كده ليه
, -هو تحقيق ي حنين، انا كويسة مفيش حاجه
, بينما تتحدث ثلاثتهم، حتى ترجل الى المقهى آسر وكاد يقترب لمنضدتهم حتى هبت ليلى واقفه
, وعلى عجلة قالت
, -انا همشى بقا عشان. فيه ورايا حجات كتير.
,
, خطت بجانب آسر والقى لها التحيه فالقت على عجاله وانصرفت حينما كانت السيارة بالسائق تنتظرها خارجا، تعجب آسر وكلا من حنين وبلقيس وجلس اليهم وهو ينظر ناحية خروج ليلى
, - ليلى بتهرب تشوفنى ليه، حتى مبتردش على مكالماتى فيه ايه
, زمتت حنين شفتيها، وهمت بلقيس بالرد وهى شاردة ناحية ماذهبت ليلى
, -قلقانه ومش متطمنه حاسه ان فيه حاجه حاصله معاها وهى خايفه تحكيها.
,
, -بصوا من الاخر هو ديل السنجاب نزار، عامل حاجه فالبت دى اتبدلت هى دى ليلى
, زبيدة ثروت بتاعتنا! دى بقت شبه الفجله من الحزن
, عندما تحدثت حنين اكمل آسر بنبرة حزن
, -شكل المشكلة فيا انا، ولو عليا يحصللى اى حاجه ومحدش يضايق ليلى
, التفتت اليه حنين وقالت ب استهزاء
, -الحمد**** انك عرفت انك سبب كل المشاكل
, هب واقفا اسر يستعد للانصراف وقال
, -حنين هى مس ناقصاكى بجد، انا ماشى
, انصرف آسر فقامت بلقيس بلكز حنين باحد كتفيها لتقول.
,
, -فيه فرق بين الصراحهوالوقاحه، هاه!
, لوحت حنين لها بعدم اكتراث وامسكت بهاتفها تتصفحه وهى تضع القلم بثغر فمها.
, بخطوات فرحة كانت تدلف والدة جلال ونادر الى غرفة نادر ممسكة بهاتفه الذى اصدر عدة مرات اعلان مكالمة قادمه له عندما تركه متصلا بالشاحن الكهربائي لياخذ قسطا من الراحه بغرفته.
, -قوم يانادرقوم تليفونك مبطلش رن يمكن شركه من الشركات ردت عليك.
,
, هب نادر مستيقظا من نومته، عارى الجذع مرتديا بنطالا منزلى الى الركبة يفرك عيناه ليهم بالرد
, وقفت والدته تراقب المكالمه، عندما تهللت اساريره فرحا وكانت كلماته كلها ثناء وشكر للمتحدث اذا علامات الرضا والقبول واضحه.
, أغلق المكالمه وقبل والدته فرحا بشدة
, -امى اتقبلت، دى شركه كبيرة جدا انا هموت من الفرحه
, غمرته والدته فرحا بقوة واردفت له
, -الف مبروك يا حبيبي، انت تعبت يانادر وربنا هيديلك كل خير على تعبك ده.
,
, -انا لازم اقول لميريهانهى كانت مستنيه الخبر ده
, -قوللها وفرحها ياحبيبي، عقبال فرحتنا الكبيرة بيك لما تخطبها وتتجوزوا وتيجو تعيشو معايا هنا
, تمهل لثوانِ نادر وهو ممسك بالهاتف ثم تحدث وهو شارد
, -مش عاوز اتاخر عليها فوعدى ليها يا ماما، كل يوم والتانى فيه حد طالب ايدها
, وانا قلقان.
,
, ضحكت الام ضحكة متفهمه ان ابنها يقع بالغرام لانفه، وميزة نادر جينات حفظ الوعد وان يظل على عهده كما والده رحمه ****، فموقفه ذكرها بمواقف عدة لوالدة لتقول له.
, -بقولك ايه يا نادر، انت وجلال يا حبيبي اللى طلعت بيكم من الدنيا
, انا زمان ساعدت اخوك بنص دهبي، ودلوقت جه دورك تاخد نصيبك من باقى الدهب وتروح تتقدم لحبيبتك بقلب جامد تكون اشتغلت ووضبت حالك وتجيبها هنا بقا تبقى تحت ايدى وعينك.
,
, قهقهت عاليه فانفرجت اساريره لينهال على والدته قبلات بفرحه عارمه، تركته هى ليختلى بقلبه ويخبر حبيبته عن كل هذه الاخباريات ليجدها تبكى عندما اتاه صوتها عبر الهاتف
, -بتعيطى ليه؟
, حاولت منع شهقاتها ولكنها فشلت فاخبرته بصوت متهدج
, -هتخطب يا نادر، فيه عريس وهما موافقين المرة دى
, انا بعتلك كتير عالواتس وانت مشوفتش
, تملك نفسه نادر وأردف لها
, -ارفضيه زى اللى قبله واللى قبله
, اندفعت ميريهان به بحدة.
,
, -ولحد امتى، بقولك المرة دى مصممين
, -ارفضى عشان انا جايلك يا هبله، امسحى دموعك دى وبطلى شحتفه
, وهاتى رقم باباكى هناخد معاد جاى اخطبك يا جزمة
, ابتسم ثغرها رغم الدموع وقالت ببراءة طفله
, -انت بتقول ايه، ورحمة باباك قولت ايه
, -قولت انى استلمت شغل واتقبلت فشركه كبيرة، وانى اتصرفت للشبكة وهتقدملك خلاص
, -بجد يانادر
, ابتسم واراح ظهره للخلف
, -بحبك يا ميرا، وقولتهالك مش هسيبك.
,
, هنا اطلقت ميريهان (زغروده) رغما عنها وهى تقفز على الارض كما ******* وتردد بصوت عالِ
, -استجاب يارباستجااااااب، بحبك يانادر بحبااااك
, اغلق الهاتف معها سعيد لفرحتها، يفكر فى خطوته التاليه بمستقبله
, كلها خطوات محسوبة لنرسم طريقا صحيحا نمشى عليه للنهاية., خارج القائمة
 
الفصل الثامن


ارى دائمامرور العمر مثله كمثل سارق يحدق بعيناى ليوهمنى بانهم فاتنتان وكلتا يداه تسرقانى دون ان اشعر، حقا اشبه بالتنويم المغناطيسى. يمنحنى احساس اننى اشعر بكل شئ نائمة متيقظة.
, ولكن حقيقة الامر. ان حقا الايام تمر بسرعة شديدة دون ادنى شعور منا بها!
, مضى وقتا، وهناك تغييرات عدة.
,
, فمثلاً نزار وليلى، سيظل نزار يحكم قبضته على ليلى ك احكام رابطه عنقه على رقبته. اصبح ملتصق بها حد الجنون قد يقارب من الوقت العام على زيجتهم هذه. وكلما مر الوقت ضيق نزار على ليلى دائرتها
, عملها. يومها. معارفها. اقاربها، اصبح هو هو كل شئ لها وكفى.
,
, اتتذمر! بلى، يكفيها التذمر بينها وبين نفسها دون ان تريه إياه. فهو قمة الحنان والامان حينما تطيعه ووحشا كاسر حينما تعصاه. او ربما لا تعصاه ولكن يهيأ له انها كذلك لا تمشى على نقاطه التى حددها لها بحرص وعناية.
, حتى اقاربها الذين مثلهم مثل الاخوةبلقيس وحنين اصبحت تراهم كل حين حينما يأتيا لزيارتها بالمنزل او حينما يصدر موافقته لها بعد عناء ان تلتقيهم خارجا ولكن لبضع الوقت المحدد.
,
, وعلى ذكر بلقيس وحنين. فبلقيس مازالت مياه حياتها الزوجية راكده، اذكر ذات مرة امسكت بهاتف جلال لتستمع الى محادثاته فلا تجد شيئا سوى مكالمات تخص العمل وهى ووالدته ونادر. فقد تسلل الشك لقلبها ولكن دون جدوى لاراحه فى ترقبها له ولا راحه منه فى اخبارها بما تريد.
,
, على حالها تعمل، وتعتنى ب اطفالها وعلاجهم واطعامهم. وتعتنى به بكل شئ حتى اصبح لها ثلاث اطفاال يجران ذيل ثوبها، اثنان حملهم رحمها والثالث حمله قدرها هذا التكالى اللامبالى اطلاقا ولا يشغل باله فكر البته.
,
, اما عن حنين، مازال ضوءها يسطع فى سماء عملها الاعلامى، اصبحت تعد اكثر من برنامج حوارى وهذا ماكانت تنتويه بالفعل ذات يوم من الايام، تقوم بمساعده من يطلب مساعده او لا يطلب وتقف بجانب من يقع بشدة. لا تلتفت سوى لعملها فقط لا سواه تظل كما هى لا مجال للحب لا مجال للحياه الزوجية الممله الفاشله من وجهتها، هناك مجال للعقل ونظريتها ان دائما العقل على صواب.
,
, والعقل عند آسر غلب دقات قلبه، استطاع جمح احساسه ومشاعره بعد ابتعاد ليلى عنه شيئا فشئيا حتى تلاشى وجودها فى حيااته ولكن مازالت نائمه بين نبضات قلبه. ستبقى هناك هذا موطنها حتى وان لم يصرح به ولا يدرى ماحقيقه هذا الشعور ينفى عشقها حتى بينه وبين حاله، ويبرر لهفته وحب اطمئنانه عليها امتنان لصداقه دامت لفترة حدث بها الكثير، يلتهى بعمله الذى اثبت جدارته به حتى اصبح حديث كل من فى الجريدة. وبمرور الوقت كون صداقات ومعارف وطيدة وكان محط انظار ومحبه الجميع.
,
, ولاننسى ابداً، ان مرور الوقت كان فى صالح نادر حينما تثبت بعمله وقام بطلب يد ميريهان كشريكة حياته وزوجه مستقبليه له وبعد مرور بضعة ايام صمم عليها اهل مريهان تمت الموافقه وتحديد ميعاد الخطبة.
,
, ميريهانآهٍ منها تلك الفتاه الشقيه، التى تعشق نادر ل أنفها فلاترى بالكون غيره او مثله. اليوم خطبتها على من امتلك قلبها 4اعوام وفى طريقها للخامسه. حفظت نظراته همساته وقت غضبه ووقت جنونه، علمت كيف تمتلكه وتنصاع خلفه اعترافا له بقوة شخصيته هاهى على اعتاب اولى خطوات حياتهما المشتركه و**** الموفق بكل خير.
,
, تعالت اصوات الزغاريد لنساء العائلتين، وصخب صوت الاغانى والمدعووين فى انتظار العروسين ب قاعة مناسبات قد اختارتها ميريهان خصيصا لهذا اليوم، والدة نادر تستقبل مع ابنها الاكبر جلال
, وبلقيس تطمئن لحال كل شئ على مايرام، حضرت حنين بناء عالدعوة مصطحبه والدها وشقيقها اصغر من بالعائلة، وها قد اتت ليلى بعد عناء من الحاح بلقيس ولكن بصحبه زوجها نزار بك ادريس.
,
, اما عن آسر دلف الى القاعة يعدل هندامه صافح بلقيس وبارك زوجها ووالدته، واخيرا وقعت عيناه عليها محبوبة قلبه ام معذبته؟
, مر الكثييير ولم يرتوى رؤياها، جلس بعيدا عنهم ابتعاد عن اى مشكله قد تحدث بسببه هو لايعلم ماذا حدث من قبل ولكن من الظاهر ان هناك التباس ما بسبب وجوده حول ليلى.
, عيناه ترتقبها بين كل حين وآخر. يرمقها نظرة مطوله يروى بها ظمأه وهو صامت على حاله لايتحرك.
,
, اما عن ليلى، بريقها قد اختفى لمعة عيناها وطفولتها وبراءة افعالها، لمَ اصبحت راشدة الى كل هذا الحد؟
, هل مسؤلية الزواج ام وراء هذة الزيجة خفايا لا يعملها الا ****.
, يحتضنها نزار وكأنها ستضيع من بين يديه حتما، ركز آسر من بعيد على كل فعله لزوجها معها وكأنه قد شخص نظره لهم وليس للحفل.
, قلبه يحدثه، انا لست بمطمئنليلى لست بخير، او عالاقل لست كما اعتادها وكما كانت، لعله هاجس ولعلك بخير يا ليلتى.
,
, اقبل العروسين بفرحه، الجميع يصفق ويحتفل ويتراقص. الضحكات تتعالى والابتسامات مرسومه
, الكل شارك حتى زملاء الجامعة ف نادر وميرا علامتين بارزتين. ضحكات ورقصات وتشابك ايدى حتى انتهاء الحفل، لم يكن احدا على حاله جالساً سوى نزار وليلى وأسر!
, كانت حفله حلوة، **** يتم لهم بخير
, ابتسم لها نزار ودلف الى الحمام، فبدلت هى ملابسها وخلعت حلّيها وغسلت وجهها اثر المساحيق التجميليه.
,
, بالخارج وعادت مرتديه ملابس نومها المريحه تناسبها مع زوجها كما اعتادت وليست منامه.
, خرج نزار وجلس بجانبها وتنهد وضم رأسها الى قلبه ثم نظر الى وجهها بهدوء وقال
, -ليلى انتى بجد مبسوطه معايا
, اردفت ليلى متعجبه
, -انت ليه دايما تسألني السؤال ده يا نزار، معقول خلاص قربنا نتم سنه ومش حاسس انى كويسه
, زفر وضمها بقوة وهو ينظر لاعلى، واراح جسده للخلف وقال
, -لا ياليلى، انا خايف
, -من ايه.
,
, هنا توترت حدقه عينيه، حتى نبرة صوته اختلجت وقال
, -خايف تكونى ندمانه انك اخترتينى، ومتجوزتيش شاب فسنك او مثلا عشان بحبك اوى وبخاف عليكى
, حاسه انى حابسك او مضيق عليكى، وان سعات غيرتى عليكى الجامدة بتخلينى
, صمت ل ثوان واكمل وهو يتخلل باصابعه خصلات شعرها برفق يحركهم وهى على هدوءها
, -انا فعلا بندم على كل مرة بمد ايدى عليكى، بس غصب عنى مش عاوز حد يقربلك او يشوفك.
,
, انا بجد بحبك اوى ياليلى. متعرفيش بحبك دى طالعه ومعاها كل حته فقلبي مش عاوز حد يشوفك حد يكلمك حد ييجى جمبك، انتى بتاعتى ولازم تفضلى طول عمرك معايا انا وبس لحد م حد فينا يموت قبل التانى متحسيش بطعم حاجه الا معايا ولو انا محرم من حاجه انتى كمان تنحرمى منها عشان انا وانتِ نفضل واحد
, هنا تنهدت ليلى بعمق واحاطت باحد ذراعيها جذعه وهى تردف.
,
, -انا عارفه انك بتحبنى، بس اوقات بتخوفنى منك مع ان انا بعمل كل اللى انت عايزه ويرضيك
, حتى
, عندما صمتت فجأة تسلل الشك لعقله فاعتدل وجلس مقابلها عاقد حاجبيه
, -حتى ايه ياليلى متتكلمى، قصدك طبعا الموضوع إياه مش كده
, قامت بتهدئته وهى تربت على كفه بحركه بسيطه وقالت.
,
, -لا طبعا مش قصدى ومجاش فبالى، انا بقصد حتى تأخرينا فالخلفه انا اه بيشغلنى عشان نفسي فبيبي يونسنى اوى وكمان انا اصلا بحب البيبهات جدا، بس مش زعلانه انا راضيه بكل حاجه يا نزار
, ضيق نزار عيناه وكور قبضه يده جانبا وقال
, -طب وتقصدى ايه راضيه بكل حاجه دى
, -يا نزار انت ليه كل كلمة منى عاوز اقدم مبرر قصادها، انا بتكلم بطبيعتى ومش بقصد اى حاجه.
,
, نظر لكلتا عينيها بعمق، هو يعرفها حقا لاتكذب او تتجمل هو فقط يخشى شيئا معلق برأسه هو ولا مجال من صحته عندها هى، والى متى ستظل وساوسه وهوسه بها وبتملكها تؤثر عليهم كل هذا الحد؟
, ‏
, انا عاوزة فلوس، للعلاج والاكل الشهرى والمتابعه بتاعت الولاد.
,
, استمع لها جلال ولم يعلق، فزفرت وكررت جملتها ولم تلقَ رد ايضا، معركة بلقيس القوية ستبدأ الان بل بدات بالفعل عندما صفعت الباب بقوة فهى لم تطق صبرا على هذا التجاهل خاصة لامر هام ك امر طفليهم المرضى.
, -تقريبا بكلمك
, رفع جلال لها وجهه وحدثها بمنتهى هدوء الاعصاب
, - سمعتك، والمطلوب
, -متهيألى قولت ايه المطلوب عاوزة فلوس
, مط شفتيه بلا مبالاه ورفع كتفيه وقال
, -مفيش فلوس
, ضيقت عيناها وجلست جانبه.
,
, -يعنى ايه، انت واخد بالك انا بطلب ل ايه؟ علاج الولاد ومتابعتهم والاكل اللى لازم يتجاب عشان مينفعش ياكلوا غيره. هنتصرف ازاى يا استاذ جلال
, قام من مجلسه ليتناول جاكيت معلق، ويبحث ب جيبه ليخرج بطاقته المصرفيه ويعطيها إياها
, -خدى كل اللى فيها عشان اثبتلك ان مفيش، المكتب بقاله فتره نايم هعمل ايه
, هتفت بحدة، انما للصبر حداً
, -والولاد!
,
, -بلقيس، انا شايف انهم مبيتحسنوش. ماما بتقول دى فلوس بتتصرف عالفاضى والدكاتره واخدين ولادنا واللى زيهم سبوبه عشان ياكلوا عيش ايشى متابعات وعلاج بالشئ الفلانى كل شهر وعجله ودايره
, هو الاكل ممكن لان هما هيعيشوا ازاى واكتر من كده مش ف وسعى. انا طلعت عينى من ساعة م جم واتداينت وفالاخر كان هيتحجز علينا وهتحبس.
,
, استشاظت غضبا، هل ماسمعته كان حقا! سيترك مسؤلية طفليه المرضى بكل سهولة استسلاما لتحسنهم البطئ بعيد المدى!ماهذا الرجل، ماهذا الاب بحق الرحمن؟
, -انت اب انت؟ يعنى ايه شايف اننا نبطل متابعتهم وعلاجهم عشان مبيتحسنوش
, اولا انا عمرى م هبطل وهفضل ورا ولادى حتى لو اضطريت ابيع كل حاجه، ثانيا علاجهم وشفاهم ده بايد ****
, انت ازاى تفكر كدهاحنا علينا الاخذ بالاسباب وهو عليه الاستجابة سبحانه.
,
, تأفف من حديثها وظهر هذا واضحا على وجهه، عندما خرج من الغرفه فتبعته
, -كالعادة انا نار قايدة وانت هدووووء وبرووود، جلال اقف بكلمك
, -بلقيس، عاوزة ايه انا فعلا ممعيش فلوس والدنيا واقفه معايا
, الفيزا معاكى خديها واعملى اللى عاوزاه ولو مكفتش كلمى انتى، انتى امهم برضو
, بصوت عليت نبراته كانت تتحدث كأنها فى فضاء لا ترى امامها احد.
,
, -وليه مكتوب عليا اخرج واشتغل واعالج وااكل وانيم واتابع واشوف البيت وطلباته وانت ووالدتك
, ليه؟
, اجابها بمنتهى الهدوء والثبات الانفعالى
, -عشان ده دورك
, -وانت دورك ايه
, -انا اللى عليا بعمله،
, -اللى عليك بتعمله مش كده، انا هتصرف منين ليهم انا اديتلك كل حاجه معايا واستلفت
, بهدوء رتيب اردف
, -والبيت اتكتبلك خلاص
, لوحت بيدها امام عينيه
, -مش بتكلم عن البيت، ملعون ابو اى حاجه المهم مصلحة ولادى.
,
, ترجل امامها وهو يتحدث بنبراته الهادئه كعهده
, - بطلى عصبيتك دى لان مش هتجيب اى حل صدقينى فرتبي امورك وانا كلامى انتهى، وبعد اذنك هنام شوية عشان نازل بليل المكتب عندى قضايا مهمة.
, زفرت بحده وهو لم يأبه، دلف لغرفته واغلق الباب. نار متأججه بجانبها قطعة جليد متحجره لاتنصهر.
,
, ولابفعل قرص الشمس حتى، مشكلة اختيار فى البداية جعلتها تحمل فوق عاتقها اعباء حتى النهاية. نهاية النهاية يا بلقيس، اصبرى وثابرى ولكِ اجرك.
, بخطوات واثقه، هبط آسر من سيارة اجرة مصطحباً زميلته بالجريدة المحاورة ولدية الكاميرا الخاصه ب عمله.
, فاليوم لديهم ميعاد بعمل حوار مع فنان معروف بالوسط الفنى جدا، لديه لقاء بمحطه فضائية اولا ولضيق الوقت سيقيم الحوار عقب لقاءه التليفزيونى بنفس المحطة.
,
, بمنتهى الهمة والنشاط دلف آسر مرتديا ثيابه البسيطه الانيقه وتمشيطه شعره التى تميزه وحتى هذة الشعيرات الصغيرة فى مراحل نموها التى تتناثر على ذقنه وشنبه وقد قام هو بتهذيبها ف اعطته شكلا خاص به.
, اردفت زميلته له
, -احنا نقعد هنا ي آسر نشرب حاجه لحد الضيف لما يخلص الحلقة
, ابتسم آسر كعهده وهو يلتفت حوله وقال
, -مفيش مشكلة، هروح اشوف فين الكافيتريا
, تابعت زميلته القول وهى تترجل للخارج
, -لا انا هطلب اتنين عصير، رجعالك.
,
, -طيب خليكى وانا هشوف فين يابنتى
, -لا متقلقش اصل انا اعرفهم هنا. استنانى
, انصرفت زميلته، وبقى هو بصمته وهدوءه يتصفح هاتفه ثم فحص الكاميرا قبل البدء باللقاء
, فسمع صوتا يستطيع تمييزه بسهوله ياتى من الخارج ويقترب
, -ياعم فكك انا لبسته فكام سؤال حاجه كده عنب وبارك **** فيما رزق هيطلع من الحلقه عينه جايبه الوان
, دلفت حنين لتقع عيناها على آسر الجالس بغرفة الاعداد، ففرغ فاهها باستهزاء وقالت.
,
, -ايه ده ياعم الحج ايه اللى جايبك هنا
, اراح آسر ظهره للخلف ورفع احد ارجله على الاخرى وقال بهدوءه المعتاد
, -جاى لشغل، عند سيادتك مانع
, ترجلت نحوه وطرقت قدمه المرفوعه فضحك هو فاثار استفزازها اكثر، فاردفت هى
, -اتكلم واقعد عدل وانت ف وشى سامع
, -ليه يعنى مرات خالى وانا معرفش
, -ياساتر ياساااتر، يعنى من غير وقت ولا معاد نبتلى بيك وبوجودك وبشبطانك فينا.
,
, ياعم انت ليلى اللى بلتنا ببلوتك السودة هى نفسها قطعت علاقتها بيك انت لسه لازق فوشنا زى الخفاش لييه!
, كعهده تحدث ولم يأبه لم تفوهت من تفاهات رغم انها وخزت قلبه دون ان تدرى
, -انا هنا فشغل، عندى لقاء مع الفنان. وانا هصور اللقاء، يعنى لاجاى عشانك ولا اتملى فطلعتك البهية
, ولو اعرف انك هنا
, قطعته وهى تطرق بحذائها ارضا عدة مرات بطريقة متوترة
, -كنت هتعمل ايه بقا.
,
, -كنت هاجى برضو عادى ده شغلى ان ش**** يكون مع عفاريت نص الليل
, -بقولك اييه اتقِ شرى وعصبيتى انت لسه معرفتنيش
, -و**** ياحنين انا م بشوفك ولا بتخطرى ليا ع بال عشان اتقِ شرك، وانتى عامله زى عبده صبى المكوجى اللى فشارعنا
, كزت على اسنانها بشدة وكورت قبضتها ووجهتها لوجه
, -عارف مقابلتش فبرودك ووقاحتك يا اخى كان يوم اسود لما ليلى خبطك ياريتك كنت متت وارتاحنا.
,
, صنع فعله بيده ربت على جبهته وصدره كأنها صنعت معروفا وقال وهو على ابتسامته
, -من بعض ماعندكم
, ادارت له ظهرها بعدما صدر منها زمجره غضب جعلته يضحك عاليا وهم بسؤالها
, -انا عاوز بس اعرف بتشوفينى تتعفرتى ليه، اعملى نفسك مش شيفانى ياستى
, نظرت تجاهه بعدما رفعت انفها ب كبرياء وقالت
, -ماهو انا مش شيفاك فعلا
, قال وقد اختلطت ضحكاته بكلماته
, -مش باين الصراحه.
,
, زفرت بحرارة ورتبت اوراقها وامسكت قلمها وقالت له وقد اعتلت الدماء جبهتها
, -انا همشى خالص لان مش مستعدة لكمية البرود دى وعندى شغل يابتاع انت
, انصرفت ف هم برفع صوته وهو يقول
, -خسرتى الجولة ليه خلي نفسك طويل شوية زى لسانك
, طرق كفاً بكف وهو يضحك ويردد لنفسه
, -مجنونة و****، و**** العظيم عندها ربع ضارب **** يساعد ويشفى
, ‏
, ب عيادة طبيبة مشهورة كان موعدها، حينما تم الاتصال بها لتأكيد الموعد.
,
, تتلفت حولها المكان مكتظ بالنساء، منهم من كانت تثرثر مع الاخرى، ومنهم من انشغلت بالحديث مع زوجها ممسك بيدها ليمنحها بعض الدعم، ومنهم هادئات ساكنات مثلها منتظرات يحين دورهم.
, تراقب البطون المنتفخه بالأجنة، منظر تحن له كل فتاة وسيدة حلم الامومة، منذ نعومة اظافرها وهى تلعب الدمى القطنيه والبلاستيكيه وكأنها أما لهم تمشط شعرهم وتطعمهم وتحملهم كى ينامون. حتى يوم الزفاف وبداية تحقيق الحلم.
,
, يراودها كل يوم انها تحمل طفلا صغيرا داخل احشائها، يكبر ب رحمها يوما بعد يوم
, تبتاع له كل ثمين وغالِ من ملابس واشياء خاصته ولعب، كل شئ يخطر ببال احد قد فكرت فيه. فكرت فعدة اسماء صبيه وفتيات فكرت حتى باسم له تدلله به.
, فكرت ماذا سيأخذ من ملامحها ومن ملامح ابيه، من طباعهم من حركاتهم
, سيملأ عالمها الصغير الذى انغلق عليها مؤخرا ويبدو انه سيكون المنفس الوحيد
, مدام ليلى مراد.
,
, سمعت اسمها ورقمها فقامت لتدلف الى غرفة الفحص على استحياء، ابتسمت ب وجهها الطبيبة التى تحمل وجهاً بشوش ودعتها للجلوس، بللت ليلى شفتيها وبدأت برواية شكواها.
, -انا متجوزة من فترة يعنى ممكن نقول سنه، وومحصلش اى حمل ومعرفش ايه السبب
, -كشفتى قبل كده
, -لأ دى اول مرة
, -زوجك موجود معاكى
, -اه، بس هو حاليا فشغله
, وقفت الطبيبة تشير لسرير الكشف لتستلقِ عليه ليلى
, -اتفضلى اكشف عليكى.
,
, قامت ليلى وقامت الطبيبة بدورها فى الفحص وهى تلقِ عليها بعض الاسئلة وتهم ليلى بالرد
, حتى انتهى الفحص وذهبت الطبيبة الى مكتبها.
, -مبدئيا انتى كويسه جدا، هتعملى تحليل وكمان زوجك وتيجى انتى وهو المرة الجاية
, انفرجت اسارير ليلى وهى تتناول منها ورقة التعليمات
, -بجد يا دكتورة انا كويسه
, -جدا، بس نتأكد من خلال التحليل انتى وزوجك، لازم يكون معاكى المرة الجاية.
,
, صافحتها ليلى وخرجت منشرحه الصدر، تتلفت حولها تريد ان تحتضن كل مايقع عليها عيناها.
, هبطت لتستقل سيارة زوجها الخاصة ف اشارت الى السائق
, -متودنيش عالبيت على طول
, -نزار بيه امرنى بعد الكشف اروحك على طول يافندم
, زفرت ليلى واردفت للسائق
, -طيب لف بيا فالشوارع شوية انا زهقت
, ترقق قلب السائق فقام بطاعة امرها ليحقق ماتريد وبعدها يرجعها سالمة الى منزلها
, كما أُمر.
,
, ‏مُخيفة قُدرة البَشر الهائِلة على الإيذاء، مُخيفة أكثَر أنَّها قد تأتي بأبسط الطُرق ومِن ألطَف النَّاس. ”
, تسللت تلك العبارة الى ذهنه، عندما وقعت عيناه عليها ذات يوم. آسر يقر بقراره نفسه ان ليلى تتلقى ايذاءا من نوع خاص على يد نزار، انطفاء ضوءها المتوهج الذى كلما مر على شئ اضاءه.
, عروس امنياته هى التى اختطفها ذلك الفارس الملثم على حصانه لايُعرف له شكل او صفه، وطار بعيدا عن الأنظار والاعين.
,
, آهٍ ل قلبك يا آسر يترنح ك بندول ساعة لايستقر ولا يهدأ، منذ ان علم بتحديد ميعاد لمحاورة موديل الاعلانات الشهيرة ريناد الهادى هذا الاسم الذى ذكر مرة واحده امامه بصوت البغيضه حنين هو يعلم انهاطليقة نزار ادريس السابقه، التى تزوجها شهر واحد!
, يفكر الآن ان هو وزميلته على موعد عمل معها، ولكنه يريد منها الاكثر من صور لحوار صحفى.
,
, هو يريد ان يطمئن على هريريتهم الصغيرة ب أى سجن حبيسة أنفاس سجانها عالى المنصب والهمه والوقار.
, تردد بعقله جملة قالتها ليلى له ذات مرة اثناء محادثاتهم قديمة العهد عميقة الاثر
, اوعى تتخلى عنى ي آسر، اهم حاجه انك تكون جمبي انا ماصدقت لاقيتك
, اخ جدع وطيب وشهم، **** عوضنى بيه بعد وحدتى من غير اخوات ولاد كل السنين دى.
,
, تنهد ب أسى، كيف له ان ينقض عهده لمجرد انها اصبحت زوجة لرجل آخر، منذ متى الاخوه تترك مسؤلية حماية بعضهم البعض لمجرد زواجهم وبناء حياة اخرى مع شركاء اخرين.
, اعتزم الامر وليكن مايكون، ذهب الى تلك ريناد الهادى فى ميعاد مسبق خارج الحوار المتفقون عليه
, يقصد هدف واحد يريد معرفته ويخاف عاقبته او معرفه مايقلقه او لا يرضيه!
, -مش فاهمة، كلمتين ليك برة الحوار الصحفى يعنى
, تفوهت بها ريناد ليتحدث آسر ب ثقه.
,
, -بصى، اللى هتصرحى ليا بيه محدش هيعرفه اقسملك
, انا بس عاوز اتطمن على انسانه اكتر من اخت وصديقه وبجد قلقان عليها
, تناولت كوب العصير الذى امامها، ارتشفت منه وتركته بعدما نظرت جانبا الى النافذة وبعدها نظرت ل آسر
, -وانت ليه حاسس ان فيه ورطه هى فيها بجوازها من نزار
, بعينان تنطق خوفا ولهيب قلق قال
, -انا متأكد، متأكد لانها مش ليلى اللى اعرفها. بعدت وانطفت واتغيرت وكمان انفصالك السريع مع احترامى.
,
, الراجل ده مريب ومش مريح، عاوز اعرف ماله ايه السبب اتطمن عالاقل هى عايشه ازاى، انا مش قادر اعرف عنها حاجه
, ابتسمت ريناد له واشارت له بسبابتها
, -انت بتحبها؟!
, اللعنه!
, الكل يتهمه عشقها الخفى. ماذا عساه بقائل؟تصببت جبهته عرقاً، يكاد يحلف امامها انه ليس مجرد حباً او عشقاً هو احساس مجهول المسمى بالنسبة له يحتله ويتملك منه من ظفره حتى اخمص راسه، تنحنح وهم بالرد عليها.
,
, -مش هقدر اشرحلك هى ايه عندى، بس كل اللى هقدر اقولهولك انى مش مرتاح وهى كده ونفسي اتطمن عليها وبس واعرف احنا سلمناها بايدينا لمين
, حكت باصابعها داخل خصلات شعرها تفكر لبرهه ثم قالت
, -اوك بس وعد ملاقيش الكلام ده لا فحوار صحفى او على لسانى ف اى حته، ولاحتى نزار ادريس يعرف بيه
, مفهوم لان بجد وقتها هتبقى المشاكل بينى وبينك انت وهتبقى قضايا كمان
, اومأ برأسه ايجابا منتظر ان تنفرج شفتيها بما يريح قلبه.
,
, -تمامتحب ابتدى منين؟, خارج القائمة
 
الفصل التاسع



فى الوقت الحالى
, للتخلص من وحدتك التى تكاد تقودك للجنون، ولنسيان ماضيك وتنخرط وسط الناس لابد من تجاهل مثلثك ذو الثلاث اضلاع -الحنين والانكسار والضعف-ولاتنحصر ابدا ابدا فى احد زواياه.
, ابعتى صورة ليكى حالا حالا عاوزة اشوفك.
,
, كانت رسالة من بلقيس على برنامج(الواتساب) لدى هاتف ليلى، ابتسمت ليلى ورفعت الهاتف مقابل وجهها وعدلت من انسياب شعرها وجعلت اشعة الشمس الخفيفه تنعكس بمقلتيها ليبهج لونهماوالتقطت صورة لها(سيلفى) وارسلتها فالتو، استقبلتها بلقيس وقالت وحشتييينى يارب تعدى الايام وتيجى ويشفيكى وميحرمنيش منك ياقطتى الصغننه.
,
, ابتسمت ليلى لاحتضان بلقيس لها عبر الكلمات حتى وان كان عن بعد، فهى تشعر بدفء احتواءها لها فى كل وقت. حنو أم عوضها الكثير. عن أم حقيقية لاتعرف ولاتدرى عنها اى شئ منذ تركها لها حتى الآن.
, وما ان وضعت الهاتف جانبا حتى استقبلت رسالة اخرى عبر برنامج(الايمو) من حنين تخبرها بأن صورتها الشخصية الجديدة التى وضعتها على البرنامج تشبه كثيرا فيها ل-هيزيل-بطلة فيلم the fault in our stars.
,
, بلون عيناها وكثافه شعرها وبذلك الانبوب الذى يمر تحت انفها!
, وكى تضيف حنين لمستها الخاصه اتبعت برسالة اخرى لتقول بها ياريت ترجعيلنا ب اوجاس من لندن يا هيزيل احسن من العرر اللى كانوا هنا هاه فاهمانى طبعا
, قهقهت ليلى عاليا، ليلى تتفهم حنين جيدا ولم يأتِ يوما عليها وغضبت من لعناتها وسبابها وسخطاتها، هى تدرك حقيقتها الطيبة الشهمه وان هذه شخصيتها التى تربت معها اكثر من ثلاثون عاما وحفظتها عن ظهر قلب.
,
, تركت الهاتف من يدها، وما ان رفعت عينيها لتجده قادم نحوها. ابتسمت حتى دنى منها صافحها وجلس بجانبها بحديقة المشفى، تلفت حوله ثم أردف لها
, -بتعملى ايه
, تبسم ثغرها له، ففى كل وقت كلما اختفت عن عيناه بحث عنها برغم عمله الدائم هنا وكأنها طفلته
, -مكنتش بعمل حاجه، قاعدة تحت الشجرة اللى بحبها وبكلم بلقيس وحنين عالفون
, تبسم هو بدوره واقترب منها وهو يتحدث لها.
,
, -دلوقتى معنديش حاجه قولت اخد البريك ده معاكى قبل م يندهوا لاى سبب، هاه عاوز احكى معاكى
, باناملها ارجعت احدى خصلاتها لخلف اذنها ونظرت لمقلتيه
, -مبتزهقش من حكاياتى
, -فيه حد يمل اكل الفراولة المسكرة!
, تفوه بها دون تفكير، جعل وجنتيها تتورد كصبيه بعمر ال17مراهقه تخجل لاطراء احدهم لها بكلمة مجاملة لطيفه. زفرت بعمق وقالت
, -طيب عاوزنى احكى ايه
, مط شفتيه يفكر وهو ينظر هنا وهناك ثم طرأ بباله سؤالا لها.
,
, -ليلىعمرك اتجننتى؟
, ضحكت هى فاكمل هو حديثه
, -يعنى انا طول الوقت شايفك هادية. بتسكتى كتير، فيه ابتسامة رقيقه مش بتسيبك تجنن، بسكوته فنفسك كده، عاوز اعرف عمرك عملتى حاجه برة مألوفك برة العادى بتاع ليلى. هل حصل ده؟
, تنهدت ليلى وكأنها تذكرت شيئا على قدر سعادته على قدر ألمه بالنسبة لها، ابتسمت رغم ان عيناها رسمت بها خطوط الدموع دون سقوطها وقالت له
, -ياااه، رجعتنى لوقت معرفش نسيته ولالأ. بس هو عمره م يتنسى.
,
, -يعنى حصل واتجننتى!
, هتف بها بتعجب فقالت ليلى
, -اه حصل، ومكنتش ليلى ابدا وقتها. عملت كل حاجه عمرى م فكرت انى اعملها منكرش انها كانت فترة حلوة وممتعه بس.
, هنا امسك اطراف اصابعها كعهده وقال
, -من غير بس افتكرى الحلو وخلاص
, -هو الحلو انى بجد عيشت حجات معشتهاش وكنت بفرح من قلبي اوى واضحك من قلبي اوى اوى اوى
, -كان السبب واحد مش كده. اقصد يعنى شخص
, تبسمت بخجل وأومأت ب رأسها ايجابا، فاردف هو
, -وراح فين؟
,
, هنا سقطت احدى دمعاتها رغما عنها على وجنتها فمسحها هو بدوره برفق وقالت هى
, -انا وصلت هنا فى آخر محطاتى، ومفيش حاجه من اللى عدت موجودة دلوقت. ولا ناس ولا مواقف ولا حتى الايام.
, )الوقت السابق)
, اوووووه زملكاااااوى
, كان هتاف الجماهير عاليا تشجعيا لناديهم المفضل إثر دخول نادر وميريهان بوابة الاستاد الرياضى لحضور المباراة سويا.
,
, ف يعد نادر مشجع لنادى-الزمالك-من صميم قلبه وكان قد عزم امره على حضور هذه المباراة ورتب امر عمله، وما ان علمت خطيبته ميريهان حتى التحمت به وطال الحاحها عليه ب اصطحابه حتى انصاع لطلبها بعد مناهدات عدة وعدم ملل منها من ناحيتها.
, -بيبي، صورة سيلفى لينا بقى بتى شيرتات الزمالك دى عشان احطها ستورى
, -ميرا عاوزك تتظبطى كده المكان معظمه شباب مش عاوز تنطيط
, -دى صورة واحده عشان خاطرى عشان خاطرى عشان خاطرى.
,
, وضع كفه على فمها وأردف نادر
, -ششش يازنانه خلاص واحده بس
, التقطت ميريهان الصورة لهما ووضعتها فالتو على حالتها ب-الواتساب-وكتبت تحتها انا وقلبي فالاستاد بقا
, واووووه زملكاوى.
,
, بدأت المباراة وبدء الحماس والهتاف والصياح، وهى تتابع بشغف الجمهور واللاعبين ونادر متحمس ويراقب، واثناء المباراة عندما اشتد الحماس وقفت ميريهان تهتف وتشجع بصياح عالى جعلت معظم الانظار تلتفت لها، فجذبها نادر بقوة لتجلس ثانية ونهرها قائلاً
, -اقعدى هنا، انا مش قولت بلاش تنطيط.
,
, مطت شفتيها، هدأت لدقائق ثم التقطت صورة لهما وهو غير مدرك كان متابع للشوط الاول باهتمام. وبعدها اخذت تلتقط عدة صور بما يسمى (السناب شات) تضع لهما اذن ارانب تارة، عينان قط تارة أخرى تلتقط وتضحك ضحكتها المعهودة الرنانه، انتبه نادر لها فلكزها بخصرها بقوة حتى تألمت من فعلته
, -آه يانادر وجعتنى
, -مش هنخلص هبل طيب
, -وهو انا كلمتك انا بتصور وياك لحد لما الماتش يخلص انت منتبه وياه وانا مبعملش حاجه.
,
, -وهو مين شبط فيا من الاول! لو زهقانه مكنتيش زنتى عليا لحد م صدعتينى
, تأبطت ذراعه واسندت رأسها على كتفه وهو تقول بدلالها المعهود
, -نادورتى انا مش بشوفك بسبب الشغل بتجيلى مرة فالاسبوع ولما بنخرج اخويا بييجى معانا وبتبقى خروجه دمها تقيل م صدقت اخرج معاك وحدنا
, اقترب من رأسها وتحدث بخفوت
, -والنبي ايه، بطلى سهوكه يابت
, -لا مث هبطل
, ابتسم وهو يطرق جبهتها بانامله كانه يلكزها باطرافهم.
,
, -لابطلى محن اهلك ده وبعدين احنا قدام الناس عشان انتى عارفانى
, ضحكت وقبلته مكان نومتها على كتفه فطبع لون حمرة شفتيها على -التى شيرت-لديه، انتبهت فوضعت سبابتها على فمها ادركت هول مافعلت. اماعنه هو فغضب واخرج منديلا من جيبه ليمسح اثار احمر الشفاه وهو يهتف
, -انتى هتكبرى امتى هاه، شايفه!
, -كنت ببوسك مخدتش بالى و**** الشيرت ابيض والروج بتاعى بيثبت انا اسفه.
,
, قد اعتلى نادر الغضب فهب واقفا وهو منزعج ودعاها للانصراف دون ان يكملوا مشاهدة المباراة.
, -بيبي، اسفه و**** طيب
, -يالا من سُكات مش عاوز كلمه لحد مااروحك البيت.
,
, خرج نادر وتبعته ميريهان تريد ان تعتذر لهذا الموقف السخيف ولكن حمرة اطراف اذنين نادر اعلنت انزعاجه الشديد ومنع الحديث معه فى هذا الوقت، فقد حفظت هى حتى علامات غضبه على وجهه تحمر اطراف أذنيه اذا اعتلاه الغضب او السعادة او الخجل. وعليها الصمت والانصياع لأمره حتى لاتنال منه مالم يحمد عقباه.
,
, دعى نظراتك الحمراء تقتلنى. ولاتكونى معى يأسا ولا امل
, وقاومينى بما أتيتِ من حيلا، إذا اتيتك كالبركان المشتعل
, منذ يومه هذا، منذ هذا الموعد لدى ريناد الهادى وآسر على حيرته على قلقه نهارا وليلاً. بعدما استمع لكل ما اخبرته به طليقة نزار بك ادريس وتفوهت وصرحت بمالم يعلمه احد.
, ماذا عساه بفاعل، ماذا بحق **** تنتوى يا آسر، يدور بغرفته يفكر. يتنهد تاره
, يطرق بكفه الحائط تاره، يحدث نفسه كثيراً.
,
, هتعمل ايه يا آسر؟ لو حكيت لبلقيس هتقول لحنين حتى لو انا قولتلها متجبش سيرة
, مستحيل يتعرف ده عنه ويسكتوا، وخصوصا حنين هتفضحه وهتشوه سمعته دى مجنونة ومابتصدق
, يارب اعمل ايه، اقولها هى! حتى لو طلبت اشوفها خايف ده يعملها مشاكل واكيد بيأذيها بعد اللى سمعته ده.
,
, اختبار يارب ولا ابتلاء؟ تعبان ومش عارف اعمل ايه عاوز انقذها، ليلى متستاهلش تعيش مع بنى ادم عامل كده خصوصا انى تأكدت دلوقت انها بتتأذى منه ومش هينفع اسيبها كده واستسلم انى وعدت ريناد واقف اشوفها متعذبه وهى مش بتقول لحد وساكت!
, طب اروح لنزار نفسه واقوله انا عرفت حقيقتك ولازم تطلق ليلى؟كده هدخل ريناد برضو فمشاكل، وممكن ياذينى وياذى ليلى اكترمش مهم انا محدش بياخد عمر حد بس انااعمل ايه يارب وتتحل ازاى؟
,
, انت لوحدك عالم يارب اكيد تعبانه ليلى فحياتها ومبتنطقش وفاكرانا مش عارفين عشان طيبة، بس انا عرفت ياليلى وواقف مكانى زى الصنم مبتحركش. ده مش رد العيش والملح وكل حاجه بيينا محدش يفهمها غيرنا
, لا اتنين اخوات ولا اصحاب ولا عاشقين. اروح لمين؟اشكى لمين ياليلى حالك وحالى. لنا **** وانا متاكد ان فيه معجزة هتحصل تنقذك من كل ده من غير تدخل ومن غير ترتيب.
, ‏.
,
, كان صياح صوتها يتسلل عبر نافذة غرفتها باستطاعته ان يُسمع كل من بحارتهم الصغيرة وهى تهتف حانقه مع والدها وشقيقها الكبير.
, -هو ابراهيم ده مش بيمل، مش بيزهق يعنى، مقرر عليا قربت افتح دولابي الاقيه نايم جوه!
, أردف والد حنين لها بحدة يحاول كظم غيظه منها
, -اسمعى، الولد فعلا شاريكى وكلمنى اكتر من مرة وانا شايفه مناسب وكفاياكى بقا رفض فالعرسان
, هنا تدخل شقيقها بدوره فالحديث.
,
, -انتى عارفه هو واحد مهذب وخلّوق اد ايه، المفروض عاللى عملتيه فيه زمان ميوريناش وشه ويعاملك باقدم شوز عنده لكن هو كان بيكلم بابا ع طول ويتطمن ع صحته، مش عارف شايفه روحك على ايه اوماال لو حلوة شويه
, -ملكش فيه وانا مش عاوزة اكون حلوة عشان اعجب حد، انا كده عاجبه نفسي جدا
, بعينان تتحدث الضيق وتشكو سأمهم من الحديث معها دون جدوى كان يردف والدها.
,
, -بقولك ايه، راسك الناشفه اللى ورثتيها منى دى هكسرها عشان تسمعى الكلام
, زفرت حنين بحرارة وجلست الى اقرب مقعد وقالت
, -بصوا بقا احنا ضرورى نتفاهم، انا وابراهيم دونت ميكس يا اخواننا و**** ماهننفع سوا
, -بقولك الولد محترم جدا وشاريكى لابعد الحدود وبيحبك وانا مش عارف متهدول فحبك على ايه
, -ماهو يابابايا العزيز عشان سيادته آية فالادب والأخلاق انا منفعش وياه، انا بشخط فيه ياناس!
,
, ده لما بعلّى صوتى بيخاف منى، اتجوزوا ازاى انا بقا
, امسك شقيقها ذراعها بقوة فافلتتها منه وهو يردف
, -انتى لا نافعك الطيب ولا المؤدب ولا ابن الكلب حتى، انتى كلهم مش عايزاهم
, -و**** انا حره، ولا زهقتوا من وجودى اشوفللى مكان اقعد فيه وتستريحوا
, بحدة لكمها بقبضه يده والدها خلف كتفها وهو يردف بضيق
, -اتاأدبي بالعبط اللى بتقوليه ده، تعيشى وحدك وزفت ايه عليه العوض فتربيتك.
,
, امسكت حنين قلمها وغرسته بشعرها بحركه متوترة ورفعت ساقيها وجلست وضع القرفصاء وهى تردف بضيق
, -بابا انا تربيتى زى الفل لابخلى حد يكلمنى ولا يهئ معايا، مش عشان مش عاوزة اتجوز يبقى مش متربية
, زفر والدها وقال
, -بقولك ايه فكرى فموضوع ابراهيم لانك هتتجوزى يعنى هتتجوزى هو او غيره ومدام هو كويس يبقى على بركة **** انا صبرى نفذ معاكى وده آخر كلام عندى.
,
, انصرف والدها من الغرفة فوقف شقيقها مقابلا لوجهها عقب خلعها للقلم من شعرها ووضعها له بفمها تقرقده بطريقة مضحكه، فاردف لها وعلى وجهه الابتسامه ساخرا
, -على فكرة الارتباط حلو، جربي يمكن تكون زرايرك شغاله وانتى مش عارفه
, قالها وطار بعيدا بعدما اغلق الباب خلفه وهى تهم لتصب سبابها عليه، تنهدت بعمق وتمتمت محدثه لنفسها
, -ماشى ياباباماشى يا ابراهيم، ماشى يا كلكم انا وانتم وارض **** واسعه!
,
, برفق كانت تفتح باب-غسالة الملابس-السيدة ام جلال وهى تترقب (تى شيرت) نادر اثر بقعه احمر الشفاه
, لدى ميريهان وهمت بالنداء له
, -نادر، تعالا شوف يا حبيبي انا حاولت بححات كتير اهو ولسه له اثر
, اقبل نادر وتناوله منها وهو يزم شفتيه ضيقاً، ف اخذه من والدته بعدما شكرها وترجل الى غرفته يتمتم بسخط فسمعته بلقيس اثناء جلستها مع جلال عندهم بالشقه يشاهدون التلفاز
, -فيه ايه يابنى مالك زعلان ليه.
,
, -مرقعه امها الفاضية، التى شيرت باظ وهدية اصلا من واحد صاحبى
, -طب هات وريهولى
, ناوله نادر الى بلقيس وهى تتفحص البقعه، اتت أم جلال من الداخل تهتف بصوت عالى يُسمعها
, -متتعبيش نفسك، من وقت م جابه وانا حاولت فيه بكل حاجه ومش نافع
, تفحصت بلقيس البقعه بعنايه وقالت
, -هجرب عليه فانيش منفعش خلاص هات غيره ومتضايقش نفسك
, زفر نادر بحرارة وقال
, -بتتمايص وكذا مرة اقولها بلاش واتلمى البت مفيش مخ جوة خالص.
,
, ضحكت بلقيس وضحك جلال ايضا اثناء متابعته للتلفاز وتدخل بالحديث يناغش شقيقه
, -وايه اللى جاب الروج عالتى شيرت ياللى مبتحبش المياصه، حبكت فالاستاد يعنى؟
, تبسم نادر رافعا احد حاجبيه، ف اردفت والدته قائله
, -فرفوشه وعسوله وبتموت فيه، يعنى هو لازم تبقى عامله زى تمثال الشمع وابله نظيرة اوى عشان تعجب
, قالت الاخيرة وهى ترمق بلقيس نظره جانبيه، ففهمت بلقيس ان الكلام لها فهمت بالقول.
,
, -هى فعلا فرفوشه يا نادر وبعدين لسه صغننه، لسه مشافتش بلاوى الدنيا عشان تنضج وتبقى ابلة نظيرة هتقابل لسه **** معاها
, فهم كلا من نادر وجلال تبادل الاسهم بين بلقيس ووالدتهما فضحكا بعدما تبادلا النظرات سويا، فقال جلال
, -بقولك يانادر، اخبار العفش ايه ظبطت مبلغ عشانه وعشان توضيب شقه ماما هنا
, عم الصمت المكان فتابع جلال
, -انت عارف خلاص كده مفيش فلوس نرفع شقتك فخليك مع ماما هنا احسن
, أردف نادر بجديه.
,
, -انا بشيل من كل شهر مبلغ من مرتبي وهبدء ارمى فيها اهو
, هنا ربت جلال على كتف شقيقه وهو يقول بابتسامه
, -لابص متحملش هم خللى اول طلعه دى عليا، انا معايا مبلغ كده خدته كان بقية حقى فقضية قديمه خده وابدء بيه
, فرغ فاه بلقيس واتسعت حدقة عينها إثر م سمعت من زوجها، كاد الغضب يمزقهافتحدثت بلهجة حادة النبرات
, -يعنى فيه فلوس دلوقت، اومال علاج الولاد واكلهم ومتابعتهم مكانش فيه يعنى
, توجهت بالحديث لنادر وهى تتابع حديثها.
,
, -انا اسفه يانادر مقصدكش، هو فاهم قصدى
, غضب جلال وتواجه معها امامهم وقال
, -فيه ايه انتى متعمدة تحرجينى قصادهم يعنى
, -فيه ايه يا جماعة، ايه ياجلال
, تدخل نادر بقوله الاخير، فهمت بلقيس بالرد
, -احنا متأخرين ع متابعه الولاد وانا اتصرفت لهم بفلوس الاكل وعلاجهم ناقص وهو دلوقت
, قال ان معاه مبلغ كان فين وقت احتياج ولادك له؟
, همت والدة جلال بالدفاع عن ابنها غير متفهمه الوضع.
,
, -جرى ايه يابلقيس، هو حرام يساعد اخوه دول مالهمش الا بعض متبقيش مرات اخ وحشه ده احنا حتى بنشكر فيكى
, عقدت بلقيس حاجبيها وهتفت ل ام جلال
, -انا مش وحشه ياطنط بس ولاده ومصلحتهم مهمه برضو
, -نعمة، ممكن تهدى من فضلك انتى وجلال
, قالها نادر فكان الجميع مصتنتين له، فاتبع حديثه.
,
, -اولا انا بشكرك ياجلال، انت اصلا مش بتسيبنى ف اى وقت احتاجلك فيه ويكفى انك ربتنى بعد وفاة بابا رغم فرق سن بيينا مش كبير لكن اتحملت مع ماما عشانى، لكن ولادك اولى انا اقدر اتصرف نعمة عندها حق وانا مش زعلان منها ده حقها وحق ولادكم
, تنهد جلال بلامبالاه وقال
, -انا مقصرتش مع ولادى، بس وقت م هى طلبت مكانش فيه فعلا
, -ودلوقت بقا فيه!
,
, هتفت بحده بلقيس فى وجه زوجها، استأذن نادر منهم ودعاها جانبا كى يهدأ من حدة الموقف
, تحدث اليها بخفوت ناظرا لوجهها
, -نعمة ممكن تهدى
, -اخوك بارد يا نادر، تلاجهمبيفكرش فالولاد ولا مصلحتهم وانا عذرته وقولت اكيد مفيش فلوس
, لكن يطلع معاه وبيبخل
, اشار نادر لها ان تهدأ بيديه بحركه معروفه، وقال
, -انتى عندك حق، بس مش بالشكل ده انتى احرجتيه قصادنا وهو اتكسف، كان ممكن تقوليله فشقتكم
, تنهدت بلقيس وهى تنظر بعيدا فقال نادر.
,
, -ثم تعالِ هنا، لما دواهم واكل الولاد ناقص مقولتيش ليه انا مش اخوكم انتو الاتنين وبشتغل والحمدلله مستوره
, ابتسمت بلقيس لشعور نادر النبيل واردفت
, -يابنى ده مبلغ كل شهر وانت اصلا بتجهز، هو انت ناقصنا
, -بس طيب عشان ده كلام اهبل، انا عمهم والعيال دى عيالى يعلم **** ويهمونى زيكم ازاى
, ربتت بلقيس على كتفه بحنو اخت وقالت
, -عارفه يانادر و****، **** يخليك ليهم ويهدى باباهم.
,
, -جلال طيب و**** بس سعات مبيعرفش يحسبها صح، خليكى انتى العاقله
, صمتت بلقيس ونظرت لاسفل وعلى وجهها مازال متواجد الضيق، ف اردف نادر مازحاً كى تنفرج قسماتها قليلا
, -يابيلا خلاصطب يانعمة، نخترع اسم تالت عشان تضحكى
, ابتسمت بالفعل هى، فنظر نادر ناحية جلال ووالدته ثم أردف
, -تعالِ نروحلهم وحاولى تهدى الدنيا عشان خاطرى، وانا هكلمه بس متكشريش كده.
,
, بسطت قسمات وجهها نسبيا لأجل طلب نادر وترجلت معه حيث مجلسهم وكعهدها تقوم بمجاراة الامر حتى لو على حسابها.
, )فِ الوقت الحالى)
, اللذة،
, شعور اللذه حينما يقتحمك، كجيش انت لاتصنع له حساب واحتلك. او كتسلل لنور شمس فِ ظل عتمة لا انتهاء لها. او تجرع رشفة ماء بارده فى وقت الظهيرة بالصيف وفوقك اشعة حارقه تكاد تهلكك.
,
, هو هذا الشعور الذى احسته ليلى بعد مضى وقتٍ طوييل عليها من الظلام والحزن الدامس، تذكرت توقيت حقيقي خرجت بفعله من ظلام حزنها كان هذا بفعل الذكريات وإثر سؤالها من طبيبها عن توقيت محدد قد خرجت فيه عن مألوفها الهادئ الساكن وفقدت عقلها ب إرادتها. تذكرته!
, حقاً تذكرت بعناية وكأنه امس،
, (عودة لحقبة مضت).
,
, كانت ليلى مترجله خارج قاعة تتلقى بها دروس لتعليم اللغة الايطالية، كان شيئا غريبا قد طرأ ببالها فعله وفعلته، بدون إلقاء اللوم كانت تخرج اثر اعظم واكبر صدمة بحياتها وأرادت التغيير نهائيا عن كل اعتادت سابقا. او بالاحرى فى فترتها الاخيرة. هل سيجدى نفعا لها تعلم اللغة الايطالية وسينعكس على شئ بمستقبلها؟
, سفر او عمل؟بالطبع الاجابه كانت لا، هى تتعلم من باب الفضول ليس إلا،.
,
, وبالفعل التحقت بصف الدروس وقيدت اسمهاضمن الطلاب، بدأت تتفاعل وتحب نهج حياتها الجديد. تلقت صف اليوم وفى طريقها للخارج تستقل سيارتها حديثة الطراز خاصتها نحو منزلها الجديد، مترجله بفستانها البسيط الانيق الذى يشبهها، تتناثر عليه رسومات الورود المتفتحه للون الوردى الهادئ وارضية الفستان اللون الابيض. قصير نسبياً ويغطى ذراعيها الى ماقبل الرسخين.
,
, كانت محتضنه حقيبتها امامها، حركه اعتادت عليها طالبات المدارس الثانوية. كانت تمشى ببطء لتمسك بحقيبتهاوتبحث داخلها عن مفتاح السيارة، كانت تمشى وهى تبحث ناظرة للحقيبه من الداخل
, خطوتين ثلاثة اربعه خمسةحتى اصطدمت!
, احدهم كان فالجهة المقابله لها، ممسكا بكوب ورقى يحتوى على قهوة ساخنه ويتحدث بالهاتف، وهنا حدثت الفاجعة
, -يانهار اسود، يانهاراسودالفستان باظ القهوة اتدلقت كلها، ايييه ده؟
,
, انتبه هو للكارثة وحاول تهدئتها.
, -اهدى طيب. ممكن، و**** م اقصد ولا واخد بالى
, بهتاف عالى من ليلى كانت تصيح وهى تحاول مسح البقعه دون النظر لوجهه
, -انت اعمى مش بتشوف حرام عليك اتبهدلت كللى
, -ويعنى فيه حد بيمشى متوه كده، مش تبصى قصادك
, -افرض انا مش شايفه مش تمشى انت بعيد، ايه الغباء ده غلطان وبتكابر
, -خلاص طيب من غير غلط انا هحاول اداوى الموضوع.
,
, كانت ليلى تتحدث وهى تمسح فستانها قدر الامكان ولكن دون جدوى، غير ناظرة له
, وعند كلمتها الاخيرة رفعت عينيها له
, -هتداويه ازاى بقا، هروح كده انا ازاى
, هتفت واذ بها فوجئت بشخص قوى البنيه. مفتوله عضلاته من الواضح انه حريص على لعب الرياضة بصفه دورية، شعر رأسه قصير نسبيا ولديه شارب ثقيل يشبه هيئةضباط الشرطه، بشرته بيضاء ويمتلك عدستين عسليتين بعيناه تزينهم دائريا اهدابه الكثيفه.
,
, -بصى متتحركيش انا ربع ساعه وهكون هنا بعد اذنك متمشيش
, تأففت ليلى تنظر لما جرى بها بضيق وقالت
, -انا خلاص هركب عربيتى ومروحه منك لله عالشكل والمنظر ده
, لوح امام وجهها بنفاذ صبر وقال
, -ياستى اهدى قولتلك انها غلطتى وهصلحها، عربيتك فين؟
, اشارت ليلى نحوها فاردف لها ان تسدى له معروفا وتنتظره بداخلها لدقائقفقط دقائق!
,
, استقلت ليلى سيارتها، وهى تطلع الى البقعه بشعه المنظر فى مرآة حقيبتها. وما ان مرت عشردقائق حتى فوجئت به يطرق زجاج نافذة السيارة ففتحها له
, -بصى هو مش حكاية ذوق، بس انا اشتريتلك ده يارب ييجى على مقاسك
, انا بالشكل كده جبته انتى اصلا صغننه كده يدوب عشان تعرفى تروحى بيه
, قالت ليلى بحدة، فما حدث اخرجها عن شعورها وكينونتها الهادئة وتناست امر شُكره على تخطى كارثتها وشراء فستان آخر
, -اغير فين بقا ان شاء ****.
,
, -ممكن تيجى المحل اللى جبته منه تلبسيه هناك فالبروفا
, هبطت ليلى تدارى بقعتها بحقيبة الفستان الآخر، تتلفت من يراها من العيون حولها ممسكه بيدها الاخرى علبه من المناديل المعطره المبلله
, دلفت الى هناك استأذنت، بعد دقائق خرجت ترتديه بالفعل كان مقاسها وكأنه يعلمها عن ظهر قلب اى مقاسات وانواع ترتدى. حتى شكله والوانه كانت رائعه جدا.
, ترجلت للخارج وهو تبعها.
, -يارب اكون صلحت غلطتى.
,
, ابتسمت ليلى، فالامر منذ البداية كان خطؤها هى فقالت
, -ميرسي، ومكانش له لزوم انا بس
, قطع حديثها واردف
, -خلاص اللى حصل حصل بتخنق من الهرى
, نظرت له عاقده حاجبيها فتابع هو
, -، انا اصلا بشبه عليكى انتى بتاخدى كورس الايطالى معايا صح كده
, ضيقت عيناها تستوعب، ثم تذكرته فاومات برأسها ايحابا فتابع هو وهو يمد يده لها مصافحاآ
, -مؤيد نور وانتى؟
, صافحته برقتها المعهودة واردفت بنبرة هادئه عن ماقبل رغم انها لاتريد التعرف إليه.
,
, -ليلى مراد
, ضحك عندما سمع اسمها وقال
, -اوووه انا خبطت الفنانه المطربه الكبيرة بحالها وانا مش عارف، اخص عليا ده انا غبي
, ضحكت ليلى لما قال من دعابه فتابع مؤيد
, -اوعى تندهيلى انور وجدى او نجيب الريحانى هتصل ب يوسف بك وهبي ونخربها هنا
, ضحكت ليلى وهى تغطى شفتيها باطراف اصابعها، فابتسم مؤيد على ضحكاتها حتى برزت -غمازات-وجنتيه بوضوح واردف لها ناظر ل فيروزتاها.
,
, -رب صدفة خير، وبيقولوا برضو دلق القهوة خير ان شاء ****، مش كده
, تبسمت مجاملة كى تنصرف ورددت خلفه بتلقائية
, -ان شاء ****
, -تحبي اوصلك انا عربيتى اهيه
, تلعثمت ليلى كعهدها ولكن بعد صفعتها التى تناولتها مؤخرا بدأت تتعاد على الرد الخشن وطريقة الصد نوعا ما
, -لا ميرسي معايا عربيتى قولتلك، وبالنسبة للدريس اقدر اعرف تمنه؟
, -طب ليه كده، انا قولتلك بصلح غلط.
,
, -لا معلش، ولو مقولتش هسأل وهعرف من المحل وساعتها فالكلاس هديهملك
, ترجلت لخطوات بعيدا عنه نحو سيارتها، فهم بنداءها ف وقفت ليقبل ناحيتها
, -ينفع رقم الفون ولا ممنوع لغير الفنانين
, عقدت حاجباها واردفت
, -وعاوز الفون ليه بقا
, -معقوله سلختك بقهوتى وبوظت الفستان ده انا ليلتى سودة ومش عاوزانى اتصل اتطمن، ياخبر بنى
, جمعت قوتها فالرد لصده ثانية دون حتى ان تنفرج شفتيها على الابتسام وقالت.
,
, -لامعلش حصل خير ومش هينفع رقمى، ممكن امشى
, انصرفت بخطوات سريعه فاردف مؤيد وهو يرفع صوته كى يُسمعها ويصل اليها
, -ماهو لو مخدتش الرقم هوقع قهوة تانى ع هدومك المرة الجايه فالكلاس
, التفتت ليلى ناحيته بغضب والقت عليه نظره متعجبه ف اردف بطريقة هزلية مضحكه
, -هبقى قاصد صدقينى اوقعها الكدب خيبه
, زفرت ليلى بحده وصنعت بيدها اشارة انه مختل عقليا، واستقلت سيارتها تاركه إياه مبتسم ثغره ناظرا ناحيتها.
,
, بعدما احتلت عقله تلك الجنديتان الفيرويتان اللتان تسكن وجههها وسلبتهم دون اى دفاع او صد منه!, خارج القائمة
 
الفصل العاشر


)فى منتصف الاحداث بين السابق والحالى)
, سعيد الحظ انت حقا-اذا اردت-فقط حينما تسمح لأحدهم ب أن يعبر جميع محطاتك واحدة تلو الاخرى حتى يصل الى عمقك. عمقك الخفى ومركزك الدفين، يقرأك من الداخل ويحفظ طلاسيمك.
, وقد تكون سئ الحظ ايضا، ان قطعت مسافة طويلة من العمر برفقه احدهم وانت لاتعلم عنه ولاتدرى سوى القشور وانت اقرب الاقربين له.
, ريفا. يالا حبيبتى شدى حيلك الصغنن جعان خالص.
,
, تبسمت ريفا عندما استمعت لصوت والدتها تناديها من الخارج بينما هى تقوم بتحضر وجبة (الكورن فليكس) المحببه لطفلها زين ذو العامين ونصف!
, ترجلت خارج المطبخ حامله بيدها صحن طفلها الشهى، وما ان رآها حتى تهللت اساريره ويهم بالقفز من احضان جدته.
, -متعرفيش بستنى اليومين اللى بتيجى تاخديهم معايا كل اسبوع ازاى، ببقى هموت واشوفك واشوف زين
, تبسمت ريفا لوالدتها ب امتنان واردفت.
,
, -و**** ياماما وانا اكتر، انا اتحايلت عليكى كتير قبل كده انك تيجى وتعيشى معانا وانتى مش راضيه
, غمرت الجدة حفيدها بقوة اثناء اطعام امه له واردفت
, -البيت ده انا فيه زى السمكه، وهو البحر بتاعى لو طلعت منه اموت
, ربتت ريفا على كتف والدتها وقالت
, -بعد الشر عنك يا ماما، خلاص اجى انا ومحمد وزين ونعيش وياكى
, -ياريييت
, -ياسلام يعنى انتى مش عاوزة تطلعى من البيت وانا اللى هقدر اسيب بيتى بكل سهوله.
,
, تنهدت الام بحنين وهى تنظر ل ارجاء منزلها واردفت
, -وامشى ازاى وكل حته هنا بتحكيلى عن طلعت، بسمع فيها صوته وبشم فيها ريحته
, ده عمر بحاله يابنتى، انا لسه مصدقه ان باباكى سابنى امبارح
, مش من 3سنين!
, ترقرقت دمعه على احد وجنتيها ف همت ريفا بمناولتها منديلا واردفت لتخفف عنها
, -ياه يا ماما للدرجه دى، للدرجه العشق اللى بينك وبين بابا **** يرحمه وتعلقك بيه
, نظرت الام الى مقلتى ابنتها بعمق وسألتها.
,
, -وهو العشق بيتنسى ياريفا؟!
, هنا تلعثمت ريفا، فهمت بالهروب من تساؤل والدتها وذهبت نحو المطبخ واحضرت كوبين من العصير البارد
, واتت بهم على امل ان تكون نسيت والدتها السؤال، بينما تبسمت والدتها متفهمه هروبها هذا فصممت على تكراره لها
, -مردتيش وهربتى كالعاده ياريفا
, ارتشفت ريفا رشفه من الكوب، وقالت لوالدتها محاوله لتغيير مجرى الحديث.
,
, -انا عارفه ان العشق مش بيتنسى ياماما، مهما كان ومهما عملوا فينا الناس اللى عشقناهم
, بس بنقدر وبنعرف نتجاوز، وانتى ادرى الناس!
, -ادرى الناس ب ايه
, -ب اننا بنقدر نتجاوز العشق والناس والمواقف، بنقدر ونعيش وننسى
, وكأن ريفا قد دعست على جرح عميق الاثر لدى والدتها ويبدو انه مازال مفتوحا نزيفه يسيل منه ويؤلمها ولكنها تتصنع بكل وقت النسيان.
,
, بينما اللتان شردا بذكرى الماضى، أطلق زين ضحكة رنانه ممسكا صحنه والمعلقه خاصته يطرق بها عليه، جعلت الاثنتين ينتبهان ويلتهيان باللعب معه كعادتهم حينما يلتقيان ثلاثتهم ويمضى الوقت عليهم دون الاحساس بمروره مطلقاً.
, ‏
, اكدوا عليا الميعاد على فكرة كلمونى واتصلوا بيا
, نظر نادر نحوميريهان وهى تحدثه، فترك حاسوبه من يده جانبا ودعاها لتجلس بالقرب منه، جلست فامسك بكفها برفق واردف
, -ليه كل ده يا ميريهان؟
,
, اغرورقت عيناها بالدموع وتبسمت رغم عنها، هبطت العبرات فمسحهم هو وقرص وجنتها بحنان بينما هى همت بالقول له
, -عشان مش قادرة اسعدك
, تنهد نادر وامسك بيده طرف ذقنها ورفع وجهها له
, -انتى عارفه انى مش عاوز حاجه، وان انتى عندى بكل حاجه ومستغنى و**** انتى ليه مش عايزة تفهمى
, -ده مجرد كلام بس عشان متجرحنيش
, -ميرا، مش عاوز ومش حابب اشوفك كده، فين المجنونة اللى وقعتنى فحبها بعد3سنين ملمحتهاش ولادارى
, -بجد بتحبنى؟
,
, هتفت بها على حين غره ونظرت بعمق لعيناه، احقا تكذب لغه العيون؟ ام ما ينطقه القلب تترجمه العين فورا.
, لا و****، ما كذب يوما من تفوه بكلمة غرام لأحد نطقت بها عيناه قبلا!
, ابتسم نادر لسؤالها المتكرر خاصة فى فترتها الاخيرة هذه، وفى كل مرة طمأن قلبها بقوله
, -طبعا بحبك، اكتر بكتيير من زمان
, احاطت بذراعيها خصره بكل ما اوتيت من قوة واستقرت ب رأسها موضع قلبه، تعشقهتعشقه لانفها!
,
, ثرى قدميه احب اليها من كنوز الدنيا، اطراف خصلات شعره عندما يقوم بتهذيبها عندها اجمل من اوراق ورد الربيع، قلامه اظافرهلو لم يُقال عنها انها مُختله لاحتفظت بها كل مرة وفعلتها.
, نادر يدركنادر يعلم تمام العلم انها تذوب فى انفاسه، وماكان امامه سوى ان يرد لها سهام حبها المطلقه نحوه بان يطلقها عليها هى الاخرى.
,
, احب هذا ام رداً لمعروفا، واى معروف تتحدث عنه يانادر؟ ماذا فعلت ميريهان سوى تقديم فؤادها تحت قدميك لتقول هيت لك!
, لو كان هذا صنيع معروفها وقبلته، فعليك ان تظل كما انت معها ولديها للأبد، هكذا يعشقون الرجال
, حتى وان كان. للرجال فيما يعشقون مذاهب!
, هى البطلة التى تستحق ان يُكتب لها حكاية تخصها وحدها بقصائد العاشقين
, ب اناشيدهم، بمحفوظاتهم، تستحق ان تكون عبلة عاشقها وجوليت خاصته، بل شهرزاده. وليلاه!
,
, ملعونة هى ام محظوظه؟ اى حال هى منهم ب عاشقيها الذين يتناثرون على قارعة طريق قلبها لا تدرى اى منهم بموقعه الذى يستحقه ام لايستحق من الاساس وجود ذكره ب حياتها. ، تدق لكِ القلوب ياليلى، وليت كل دقه كانت غراماً. ليت كل دقه كانت عشقا حقيقي.
, انتى ليه لحد دلوقت مش قادره تفهمى ياليلى، تعبتى وتعبتينا معاكى.
,
, كان هتاف صوت حنين يصل لخارج أرجاء منزل ليلى، صياحها كاد ان يُمزق ليلى اكثر من حالها السئ وماعليه الآن، اقتربت ليلى بضعف وتعب من حنين وهى تردف بانفاس متقطعه
, -انا متعبتش حد يا حنين، بسيطه جدا ان ميبقاش لحد منكم دعوة بيا، وارتاحوا
, زفرت بحدة حنين وقالت وهى تشتعل
, -مش عشان انتى محتاجه للامان وبتدورى عليه تعملى كل ده، ومينفعش حد مننا يسيبك ويقول ماليش دعوة
, حتى لو هتقوليها مش هنسيبك ياليلى.
,
, وضعت ليلى كف يدها على صدرها بينما تتنفس بصعوبه وقالت
, -انا مأذتش حد منكم ب افعالى، مش انتى قولتيها زمان. كل واحد حر
, -لا بتأذى نفسك وفالحته دى بالذات انتى مش حره
, بالكاد استطاعت ليلى ان تجلس الى اقرب مقعد وانفاسها متهدجه لتردف الى حنين
, -وانتى مين بيتحكم فيكى يا حنين؟عشان عاوزة تفرضى سيطرتك عليا
, -انا مبتصرفش غلط ومسؤله عن تصرفاتى وواعيه للى بعمله.
,
, لمعت فيروزتى ليلى بالدموع وتبسمت بسخرية لما سمعت من حنين فقالت
, -عارفه انتى ليه مش بتتخبطى زيي يا حنين؟ عشان عمتو فضلت جنبك ومسابتكيش ابدا لحد ماربنا اختارها
, وعشان عمو محتضنك وواخدك صاحبته، حتى اخواتك رغم انهم شباب بس لكن اسمك بينهم ووسطهم ومعاهم، عمرك م حسيتى انك تايهه عمرك م حسيتى انك لوحدك بتدورى على سند على امان على اى حد تترمى فحضنه تشتكيله تفرحى معاه يقولك ايه صح وايه غلط.
,
, حسيتى بانك وحدك وانتى عيانه حتى كوبايه ميه مش عارفه تجيبيها؟ حسيتى بانك حتى مش قادرة تشتكى للحيطان حتى!هتموتى على ايد تطبطب وحضن يواسى
, اب ميت وام فضلت نفسها عليكى، حسيتى بكل ده يا حنين؟ تعرفى يعنى ايه تبقى مهزوزه ومكسورة ووحيدة!
, باندفاع أردفت حنين بها، لم يرق قلبها لمَ تفوهت ليلىبل عقلها المحدث لها وطبيعتها الغليظة الطبع جعلتها
, تردف بدون سابق تفكير.
,
, -ده ميدكيش حق تهببى كل ده فنفسك!ميدكيش حق تكونى لعبة فايد ده وده كل شوية
, -انا لعبة يا حنين
, -ايوا، ولعبة رخيصة اى حد ياخدها واى حد يلعب بيها حتى غلاف يغلفها ولا علبه تحميها مفيش
, مفيش مخ تفكرى مفيش عقل تميزى، بيبقى الواحد منهم عيوبه قصاد عينك تدب زى الرصاص
, وبتفضلى وبتكملى، كانك مبسوطه بدور الماريونيت عروسة بخيوط مالكها يحرك فيها يمين وشمال وهى
, مستسلمه ان ش**** حتى يرميها فالنار.
,
, حزنت ليلى لما قالت حنين، هبطت دمعاتها بغزارة وكأنها سيول من المطر ورددت بخفوت وانكسار
, -رخيصة وماريونيت!
, إذ بغفله فوجئت ليلى بسعله قوية اخذت تسعل بشدة، فهرولت ناحيتها حنين واحتضنتها وهى تصرخ
, -ليلىليلااااه
, سعلة تلو الاخرى وتتلوى ليلى من شدة الالم، سرعان تناولت حنين هاتفها ل تتصل ب بلقيس وم ان ردت لم تتفوه الا بكلمه واحده بصياح عالِ
, -الحقينى يابلقيييس!
, ؟
,
, فُتحت البوابه بعنف، يدلف منها آسر مهرولا وعلى النقال ليلى يجرها مع مساعدات الطبيب
, وبلقيس وحنين التى لاتكف بكاءا منذ سقوط ليلى امامها.
, معلومة على اى غرفه سيدخلون، هى ليست المرة الاولى ل ليلى او لهم، تم وضع ليلى على بعض الاجهزة
, اذيب عقار ما وتم حقنها به بسرعه ب وريدها حتى يعطى النتيجه اسرع، واذ بصوت الطبيب مرتفع ينهر الجميع
, -انتو ازاى لحد دلوقت واقفين مكانكم بيها، لازم تسافر وف اسرع وقت.
,
, اردفت بلقيس وجميع اجزاء جسدها ترتجف
, -حاضر و**** مجرد مسأله وقت
, -الوقت ده هيضيع قريبتك، مرضها صعب العلاج منه فمصر وانتو محلك سر كأنكم حابينها تتعذب
, صاح الطبيب ب وجه بلقيس، وبعدها اعطى اوامر طبيه لمساعديه وانصرف
, كان آسر يقف بعيدا تسيل دموعه على وجنتيه، بينما حنين ترتقبها ب آسى وندم حتى التفتت لها بلقيس
, تردف بحدة
, -هى تعبت كده ليه يا حنين؟ ايه اللى حصل حالتها مش كانت استقرت
, حنين ردى عليا.
,
, -بلقيس انا مش ناقصاكى ابعدى عنى دلوقت
, قالتها باندفاعها المعهود ومن الواضح بين طيات حديثها انها السبب فيما حدث ل ليلى، وعندما صاحت
, اندفع آسر بها خارج عن عهده الهادئ
, -انتو بتصرخوا كده ازاى جمبها ممكن تسكتوا! ليلى هتروح مننا
, هنا هتفت بلقيس فى وجهه بينما حنين ترتقب
, -انت واحد من الاسباب اللى وصلت له ليلى، انت سبب من الاسباب يا آسر متطلعش نفسك ملكش دعوة
, -انا!
,
, قالها بخفوت متفاجئا ب اتهام بلقيس له، وقبل رده فوجئوا بدلوف مؤيد الى غرفة ليلى
, متلهفا خائف
, -ليلى! ليلى مالها انا روحت لها البواب قالى راحت المستشفى فيها ايه طيب
, بقمة الغضب دفعته حنين بصدره بعده لكمات وهو يتراجع للخلف دون صد
, -اطلع برة ياحته حيوان، انت بالذات لما هى تفوق مش عاوزاها تشوفك ولا حد مننا عاوز يشوفك
, امشى فستين داهيه
, امسك مؤيد يد حنين وانزلها بعنف وهو يردد ووجهه يعتليه الغضب.
,
, -مالكيش فيه، انتى مين اساسا عشان تتكلمى معايا محدش هنا له اى حاجه تخصه باللى بينا انا وليلى
, اقبلت احدى الممرضات تدعوهم لخارج غرفه ليلى
, -لو سمحتم ممكن كلكم تتفضلوا برة، كده غلط عالمريضه واحنا هنتاذى بسببكم
, -انا مش همشى من جنبها
, اردف بها مؤيد للمساعده ف هم آسر بالقول له وهو يكظم غيظه
, -انا لحد دلوقت ماسك نفسي انا معرفش انت جيت ليه، ممكن مش بس تطلع برة تمشى خالص من المستشفى
, اردف مؤيد الى آسر ب استهزاء.
,
, -بص ياحامى حمى الديار محدش هنا يمنعنى اكون جمبها ولاحتى انت
, -على اساس انك عرفت تاخد بالك منها او فعلا بتحبها
, -ملكش فيه قولتلك وابعد عنى عشان مش شايف قصادى كلكم ع بعض متهمونيش، المهم عندى ليلى
, وسط شجار آسر ومؤيد تدخلت بلقيس
, -ممكن محدش يتكلم نهائى، انا مش قادرة اسامح حد منكم كلكم السبب فاللى هى فيه محدش فيكم يعمللى انه بيحبها وبيخاف عليها، محدش منكم يحسسنى انه همّه مصلحة ليلى اكتر من نفسه.
,
, -بتظلمينى ليه يابلقيس انتى عارفه كل حاجه وشرحتلك كل حاجه
, قال آسر الاخيرة موجها حديثه ل بلقيس، وما ان طرق على بال احدهم سماع هذه الخطوات لهذا الرجل
, الآن فى هذه اللحظه بالذات، دلف مصطحبا طبيب المتابع لحالة ليلى
, اتسعت حدقاتهم جميعا عندما وقعت اعينهم عليه، حتى تسارعت خطوات حنين اليه منزعجه تكاد لاترى امامها
, -انت وصلت بيك الجرأة انك تيجى لحد هنا برجليك والساعة دى وليلى بتموت!
,
, -نزار! جاى هنا ازاى وعرفت منين وجاى ليه
, هتفت بلقيس يحدة ف وجه نزار، بينما هو لم يلق اى اهتمام لحديثهم ويوجه حديثه للطبيب
, -انا اقدر اسفرها ودلوقتى بس قوللى ايه الخطوات وتروح فين
, -انت مين اصلا وبتقول كده على اساس ايه
, -يااااه امتى حنية القلب دى كانت فين لما عملت فيها اللى عملته
, -ملكش دعوة بيها تسافر تقعد ملكش دعوة بيها من الاساس متخصكش مبقتش بتاعتك مفهومه ولا جهاز الإستقبال جوة مش شغال.
,
, -استاذ نزار تقريبا لو ليلى شافتك دلوقت هتتنكس اكتر ممكن تمشى
, -هو جاى ليه اساسا وايه اعرفه انها هنا دلوقت
, كان كل منهم بكلمته على حدى، آسر بلقيس، حنين ومؤيد! منزعجين من تدخل نزار المفاجئ والغير مبرر
, ووجوده الغير مرغوب فيه. لكن لم يلقِ نزار بالاً لأى كلمه تفوه بها اى شخص منهم بل من الاساس لايوجد مايحوز على اهتمامه سوى ليلى وحالتها هذه، شرح الطبيب سوء حالة ليلى الصحيه وتدهورها.
,
, والاسراع فى نقلها لتلقِ العلاج خارج البلاد ف هناك ستكون فرصتها للعلاج اكبر ونسبة الشفاء اكثر نظراً لتوسعهم فِ التعلم والمعرفه لهذة النوعية من الامراض ونحاجهم فيها.
, بعد انصراف الطبيب، احتد الجميع على بعضهم البعض رغم ان الموقف الآن لايحتمل كل هذا ابدا، ولكن.
,
, -انا مش فاهمه ايه كميه البرود دى، انت لو ممشتش من هنا هطلبلك البوليس وهعملك جُرسه الناس كلها تشهد عليها ده غير اللى انت عملته ف ليلى ده لوحده كوم تانى خالص
, انا ساعتها مرضتش ااذيك عشان خاطرها لكن بعد كل اللى هى وصلت له ده مبقاش يهمنى
, كقذائف مدويه كانت كلمات حنين تنصب ب اذن نزار، بينما هو زفر بغضب ناظرا لمقلتيها ف حان دور آسر شقيق ليلى الذى لم تلده والدتها ولا يحمل اسم ابيها. ولكن ولدته لها الايام!
,
, ام عاشقها من الدرجه الاولى عشقا لاينتهى ولايترجم او يصنف تحت قائمه العاشقين ومعنى عشقهم المعروف المتداول فهناك ب -قلبه-لها عشقا من نوع خاص لايفهمه سواه
, -تعرف انا لو هدخل فيك السجن دلوقت، فدى ليلى لو ممشتش من هنا حالا.
, تنقل بنظره نزار الى آسر يستمعه برصانته المعهوده واضعا كف يده بجيب بنطاله ف اكمل آسر
, -يعلم **** انا من وقتها وغصب عنى منعت نفسي عنك برضو عشان خاطرها زى م قالت حنين.
,
, -استاذ نزار من فضلك تمشى الموضوع مش ناقص توتر اكتر من كده
, حينما هتفت بلقيس له، انفرجت شفتيه ل يتحدث بينما يراقب مؤيد الحوار من بعيد عاقداً ساعديه امام صدره يمشط بعينيه هذا الرجل ذو الهيبه والذين تبادلوا جميعا رمى الجمرات فى وجهه ومن اسمه علم من هو بالتحديد.
, -خلصتوا، قولتوا كل الى عندكم محدش منكم له الحق يقوللى افضل جمب ليلى ولا لا او اعمل ايه عشان اساعد ليلى.
,
, هبت لتصيح حنين فى وجهه، فامسكت ذراعها بلقيس ليتقدم آسر امامها ويكون مواجها له مباشرة ل يقول بعينان تحذره
, -بص ياصاحب الهيبة والنفوذ.
, قُطع حديث آسر فجأة حينما دلفت مساعدة الطبيب اليهم ل تقول بحده
, -انا اسفه، لازم الكل يتفضل يمشى المريضة حالتها حرجه جدا ومش مسموح ابدا بتجمعكم ده
, ف لو سمحتم لازم تمشوا وحد بس مرافق ليها
, كانت ستنفرج شفتى حنين، فاسرعت بلقيس.
,
, -انا هبقى مرافقه ليها، هروح بس اجيب حاجتى وجايلها ع طول
, قالتها بلقيس ونظرت الى حنين بقلق ومقلتيها تتحدث اسى لها، فاردفت بنبره ضيق وخوف
, -ضاع عهدنا يا حنين، ضاعت مننا ليلى خلاص؟
, هنا لاول مرة قامت حنين ب احتضان بلقيس بقوة وسقوط دمعاتها على كتف بلقيس.
, ترك الجميع اماكنهم بالمشفى امام غرفه ليلى، تركوا اماكنهم على رقعة الشطرنج من بدروه سيحطم الاخر ويظل كما هو، لكن لحظة.
,
, ليلى ليست لعبة فى نهايتها ستسمع جملة-كش ملك-ليلى انسانه ذات ددمم وقلب وشعور
, كلا منهم تلاعب بها بطريقته الخاصه ومن ثم تركوها تصارع مصيرها وحدها على قارعة الطريق الخالى المظلم. ،
, ؟
, منامه ومنشفه وبعض الاغراض الخاصة، كانت تضعهم بلقيس فى حقيبة صغيرة الحجم
, حتى سمعت خطوات ام جلال تدلف الى الغرفة
, -اومال بتوضبى شنطتك ليه، مسافرة
, على وضعها تحدثت بلقيس وهى تعطى لها ظهرها وتقوم بتجهيز حقيبتها.
,
, -هسافر فين، انا هبات مع ليلى فالمستشفى هكون لها مرافق
, -هى اتحجزت خلاص
, -احنا ماشيين فى اجراءات نسفرها بره اصلا لان حالتها خطر
, تنهدت ام جلال وقالت وصوتها يحمل رنة القلق
, -بس السفر برة ده محتاج شئ وشويات
, ادارت بلقيس لها وجهها وقالت بهدوءها الحزين
, -ليلى معاها الحمد****، وحتى لو احتاجت محدش مننا هيتأخر عليها
, دق قلب ام جلال دقات الفزع ولكنها تتماسك، فقالت بطريقه يشوبها الخوف.
,
, -انتى ناوية تبيعى البيت عشان تساعدى ليلى؟!
, لم يسعها بلقيس الرد، حتى فوجئوا ب دق جرس الباب، همت السيدة ام جلال لفتح الباب
, فوجدت سيدة ذات قوام معتدل، تضع الكثير من مساحيق التجميل ولكنها ترتدى وشاحها على رأسها، عيناها لهما نظره تتحدث عن شئ غريب، فغر فاه ام جلال واردفت بخوف وهى تنظر للداخل وتنظر الى هذه السيدة
, -انتى جايه ليه؟ عاوزة ايه عشان خاطرى امشى.
,
, دفعت السيدة بيدها ام جلال ودلفت للداخل وهى تقول بنبرة حادة
, -انا عاوزة اقابل بلقيس
, -ليه يابنتى، ابوس ايدك امشى
, ظللت ام جلال ترتجى هذه السيدة بإلحاح شديد، حتى خرجت لها بلقيس وهى تشخص النظر اليها
, -مين حضرتك
, -مش فاكرة انك شوفتينى قبل كده يا مدام بلقيس
, امعنت بلقيس النظر بها، واومأت برأسها ايجابا ودعتها للجلوس وبدأت الجلسة!؟
 
الفصل الحادي عشر


)فى الوقت السابق)
, انت ايه اللى جايبك هنا تانى؟هو بقا مقرر عليا اشوفك!
, كعهده آسر تبسم ل يثير استفزاز حنين اكثر وأردف بهدوء
, -تكونش المحطه اللى ورثتيها عن والدك ثم انتِ مالك آجى ولا مجيش
, كزت على اسنانها بشده وطرقته ب احد كتفيه لتقول بفظاظتها المعروفه
, -اسمع متتعمدش تستفزنى هتلاقى منى جعفر طالع يمسح بيك المحطه كلها
, عقد آسر ساعديه واردف ومازالت ابتسامته على وجهه
, -خير الرد عالسفييه.
, -يابنى ادم انت بطل بقولك.
,
, -انا عاوز افهم حاجه واحده، احنا مش اخر مرة متفقين انك لو لمحتينى كأنك مش شيفانى
, هموت واعرف بتتعفرتى ليه لما تشوفينى
, هنا نبشت برأسها حنين عن رفيقها الدائم-قلمها-وفتحت غطاؤه واخذت تتحدث وهى تلوح به امام اعين آسر
, -يابنى و**** انت كلك مابتفرق معايا، الفكرة كلها ان من اليوم الاسود اللى ليلى دخلتك فيه حياتنا وانت عامل زى كاللو الصباع بالنسبة لى لاراضى يخف ولاعارفه البس شوز منه.
,
, هز رأسه عجبا لها وهو يضحك ويتلفت يمينا ويسارا ثم قال
, -يابنتى انتى لسه قايلاها، ليلى اللى دخلتنى حياتكمليلاااه انتى مالك بيا
, -هيكون مالى بيك، مالك محسسنى انك رضا البحراوى ياض وانا مش عارفه
, -ايه رضا البحراوي ده، ده انتى انثى عجب ده لو اعتبرتك انثى يعنى
, -آسر لمهم عشان انت متعرفنيش فِ اتقِ شرى
, -لا مش عاوز اعرف لان انتى كمان مشوفتنيش لما بقلب عالوش التانى، وحاسبي بقا عشان ورايا شغل ومش فاضى لهرتلتك دى.
,
, افسحها جانبا بطرف كفه، استشاظت غضبا اكثر منه فامسكته من طرف قميصه لتديره لها
, -برضو معرفتش انت جاى هنا ليه
, -ياستى هو انتى من الامن، انتى مااالك
, -مالت عليك الحيطان، انا خايفه تكون اشتغلت هنا واصطبح بخلقتك دى كل يوم تبقى كارثه
, م انت عامل زى دوده القز تفضل تدحلب من شرنقه لشرنقه لحد م نلاقيك مسكت رئاسه الدولة
, -عارفه يابتاعه انتى وبيقولوا عليكى بنت، انا لو هيشغلونى هنا وهقبض بالدولار مش هقبل عارفه ليه.
,
, -ليه يا خفيف الظل
, -عشان انتى فحد ذاتك مصيبه وانا مبحبش اشوف المصايب قصادى
, امتعضت بقسمات وجهها ورفعت انفها كعهدها وقالت بكبرياء
, -مصيبة ان شاء **** تشيلك وتشيل شغلك اللى انت جاى عشانه
, -اهو انا جاى اعمل لقاء مصور مع رئيس محطتك اللى مشغلك، تحبي اقوله
, تلعثمت حنين وكورت قبضتى يديها فى وجهه فضحك آسر بصوت عالِ، كان فى هذا الوقت يتابع الحوار منذ بدءه ابراهيم يقف من بعيد حتى ترجل نحوهم وتدخل بالحديث.
,
, -حنين، والدك قال انك هتردى عليا فالموضوع
, تأففت حنين وهى تنظر ناحية آسر بضيق واردفت ل ابراهيم
, -موضوع ايه يا ابراهيم انت كمان
, -موضوع الخطوبة، موافقه ولا ايه باباكى قالى فيه اخبار حلوة هسمعها منك
, آسر كان مازال على وقفته يتفقد الكاميرا قبل بدء الحوار الصحفى، وما ان سمع ابراهيم وماقاله اخيرا
, حتى ضحك بقهقه كادت تسمع جميع من حولهم، فالتفتا إليه حنين وابراهيم وأردفت حنين بعدما عقدت ساعديها امام صدرها.
,
, -بتضحك على ايه ياظريف
, -اصل سمعت خطوبة حجات من دى، انتى هتتخطبي ياجعفر
, احس ابراهيم بالغيرة الشديده، ف هم بالقول الى آسر
, -حضرتك مين وبتتريق ليه اصلا
, نظر آسر ناحيه ابراهيم، فهم من نظراته انه يغار على تلك الجماد ذا اللسان الطويل والذى يعد على قدر البشرية انثى!
, ادرك آسر انه من الواضح احراجه ل ابراهيم دون ان يدرى، فسرعان م عدل الموقف
, -انا مقصدكش و****، انا عالبت دى.
,
, -بته اما تبتك مترين، بقا بتتريق انى ممكن اتخطب
, نظر آسر اليها باستهزاء وقال
, -من مستحيلات الدنيا بجد بكلمك بالامانه اوعى تعمليها
, احتنقت حنين وقد اعتلاها الغضب، فتوجهت الى ابراهيم قائله ب اندفاع
, -ابراهيم انا موافقه
, اتسعت حدقه عين ابراهيم فرحا غير مصدق، وقال وقد فرغ فاهه ناظرا ل حنين بحبه المعهود
, -بجد يا حنين
, -اه كلم بابا وحدد معاه ميعاد.
,
, أطلق اسر-زغروده-مستهزءا ب حنين التى رمقته نظره احتقار من اسفل لاعلى واردف هو والضحكة لاتفارقه
, -و**** فرحتلك وزعلت عشانه، انا معرفكش بس انت لبست لابسه طين الحقيقه، معلش مش عارف امسك نفسي من الضحك
, ظل يضحك حتى لكمته حنين لكمه قوية بقبضه يدها بظهره وانصرفت فترجل خلفها ابراهيم بوسعه ان يحتضن العالم كله فرحا، حبيبته تدللت وتعززت كثيرا وكثيرا واخيرا وافقت.
,
, وسيصبح هو اخيرا مالك قلبها الاوحد. الاول والاخير، مثلما كان يحلم. دوماً منذ ان رآها. ،
, موافقه حنين على خطبة ابراهيم، كانت بمثابة وقع الصدمة والمفاجأة للجميع!
, حنين حقا عروس!ياللهولهل اعترفت اخيرا بوجود شئ يسمى رباط بين اثنين، معاشرة وود؟
, اى ان كان السبب الذى دفعها للموافقه، هى الآن عروس تختار ثياب تليق بحفل عُرسها التى بالكاد وافقت عليه.
,
, كانت لاتريده ولاتحبذ تلك الشكليات او مثلما تقول هى-هراء-ولكنها رغبة والدة ابراهيم ان تسعد بيوم خطبة ابنها. اليوم الذى كان يحلم به هو طويلا وما مر عليه يوما قد اصابه فيه الملل او اليأس او الاحباط.
, اما عن والد حنين واشقاؤها لن يصدقوا حتى يروا خاتم الخطبة ترتديه حنين ليتأكدوا انها حقيقه وليس حلماً.
, -ايه ده يا مُتخلفه، رافعه الفستان كده ليه هتعدى الترعة؟
,
, تنظر حنين حولها على نفسها تارة وعليهم تاره، تلوى شفتاها وتستعد للرد على بلقيس
, -ده فستان طويل اوى ورخم ودمه تقيل
, اردفت بلقيس بالرد وعيناها اتسعت استنكار لما قالته حنين للتو
, -ايه! ده دمه تقيل ده روعه، انتى مبتفهميش فالذوق
, تبسمت حنين امتعاضا وهى ناظرة لها وقالت
, -ده فستان بنات!
, تدخلت ليلى لتقول مداعبة إياها
, -اهي دى حاجه نسيناها خالص ي نينو، ده فستان بنات مالك انتى ومال الحجات دى
, اقلعى ياشيخه بلا قلبه دماغ.
,
, هبطت حنين وهى تحمل ذيل فستانها وجلست اليهم وقالت
, -انا مش هلبس فساتين، هو طقم كده شايلاه للمناسبات السخيفه دى وخلاص عاجبه عاجبه مش عاجبه نبقيها بقا
, امسكت بلقيس بيدها وليلى تشهق من ضحكاتها علي حنين، ف اردفت بلقيس قائله
, -لالا يا نينو ماصدقنا تدخلى القفص برجليكى، ده انا هدبح عجل
, عدلت حنين من وضع نظارتها الطبية وقالت
, -طب وايه ذنب العجل!
, تعالت ضحكات الثلاثة وهم يطرقون كفوفهم ببعضهم البعض.
,
, أتى اليوم الموعود ارتدى ابراهيم بذلة رائعه خافت والدته ان تتلقفه الاعين ويكون مصدر للحسد فاخذت تتمتم واضعه كفها على رأسه وهى تردد بعض الايات القرآنية. اصطحبوا شقيقة ابراهيم واولادها وزوجها وبعض الاقارب والمعارف والى منزل العروس مقصدهم.
,
, ارتدت حنين بنطال وجاكيت اسود يمتد على أطرافه بدائرية عنقود مرصع بحلى خرزيه ذهبية فقط. اما عن شعرها فهو على وضعه -الكعكه-ملفوف دائريا اعلى رأسها ووجهها خالِ من المساحيق التجميليه ونظارتها الطبيه موجوده كماهى!
, -ايه ده! ازاى متحدديش مع اى ميكاب ارتست تجيلك ايه المنظر ده
, بدأت ليلى تقوم بتزيين وجهها ببعض المستحضرات التى اصطحبتها بحقيبتها وهى تردف.
,
, -و**** م صدقت لما بيلا قالتلى هاتى معاكى ميكاب لانها متأكده انك مش هتعملى اى حاجه
, انزلت حنين يد ليلى من على وجهها وقالت ب عصبيه
, -اسمعوا انا مش هحط احمر واخضر وازرق عشان اعجب ولا ابان عروسه، هو عارف شكلى وانتو عارفين شكلى مش هو عارف كل يوم انى حنين وانهاردة يفوجئ بأنى شريهان فالفوازير
, اقتربت بلقيس منها بعدما مطت شفتيها وخلعت لها نظارتها ووضعتها جانبا، فقالت حنين بضيق.
,
, -ايييه يا زفته يابيلا مبشوفش من غيرها
, -مانا عارفه، بس مفيش عروسه بنضاره يا موكوسه وكسه السنين. انا عملتلك لينز طبية اهيه اتنيلى البسي
, -يووووه قولت مش هغير حاجه
, تدخلت ليلى بالحديث متعجبه
, -يابنتى انتى عروسه، يخرب عقلك لا ميكاب ولاشعر وعاوزة النضارة كمان
, بدأت بلقيس بفك عقده شعرها
, -فكى شعرك وانا جبتلك كل حاجه معايا
, هبت واقفه حنين وهى منزعجه وقالت بحده.
,
, -انا لاهعمل شعر ولا ميكاب ولاحواجب ومش هقلع النضاره، وانجزوا فام اليوم عشان انا عاوزة اخلص والحق انام بدرى عندى شغل الصبح
, تبادلا كلا من ليلى وبلقيس النظرات بغرابه وقالا فى صوت واحد
, -ده ايامه سوده ابراهيم!
,
, خرجت حنين، تعجبوا كل من حضر مع ابراهيم هل هذه هى العروس؟ اقاربها الفتيات متزينات لهذا اليوم اكثر منها. ولكن من الواضح ان ابراهيم معتاد على هذا منها ولم يأبه، فمنذ ان دلفت اليهم هب واقفا مبتسما وامسك بيدها التى افلتتها بعنف منه وجلست بجانبه تلوى شفتيها، كانت قد دعت بلقيس آسر لحضور المناسبه ولكنه تعذرولكن حينما علم بقدوم ليلى وحدها دون زوجها اسرع فالمجئ حتى يقابلها حتى يراها او يمّن عليه المولى بمصافحتها فقط.
,
, تعالت صوت المطربة-شادية-وهى تتغنى ل(دبلة الخطوبه)عبر السماعات الضخمه وصوت التصفيق والزغاريد عاليا وكان ابراهيم يقوم ب الباس حنين (الشبكة) التى كادت لاتبتسم البته، بل عندما حان دور الباسه هو دبلته اعطتها له ليقوم بدورها ويدخلها فى اصبعه بمفرده.
, كل هذا وأسر مصوب النظر الى ليلى يتردد بداخله كل م حكته ريناد وقتها، والذى لاينفك يوما عن صداه ب آذانه.
,
, نزار ادريس، راجل هيئه ونفوذ ومنصب من برة لكن من جوة يالطيف عامل بالظبط زى الهدية الشيك الملفوفه بورق غالى، لا انت عارف ايه جوه ولاعندك ادنى فكره بس بتنخدع فالشكل البراق الخارجى مش اكتر، وقت لما خطبنى انا كمان اتخدعت فالصورة دى وافقت وفرحت واى بنت مكانى كانت اكيد هتفرح اوى، هو تمم كل حاجه بسرعه. مقولكش بقا اهتمام وحب واللى اطلبه واجب النفاذلكن قصاد ده عاوز عبدة له ولاوامره. مجرد آله تقول نعم وحاضر. بيحب يفرض سيطرته جدا ويحب ميكونش فالكون ل شريكه حياته غيره وده طبعا ضد طباعى ف ده كان اهم سبب لِ انفصلنا لانى كنت عنيده ومحبتش ابدا شخصيته دى.
,
, -وهو ليه بيفرض سيطرته كده! ده مرض نفسي ولاراجع لشخصيه قويه
, -لا مرض نفسي ي آسر
, -واللى زى نزار ده يكون مريض ب ايه؟حب التملك قصدك؟
, -حب التملك ده سببه حاجه واحده ويمكن السبب الاقوى لانفصالى ده غير انه كان عاوز يمحى شخصيتى وكاريرى واقعد فالبيت
, -ايه السبب؟
, -نزار بيعانى من من الضعف الجنسي وواضح انها مشكله مزمنه معاه مش عشان سنه بس.
,
, وده عاملله هزه فثقته بنفسه اوى، عشان كده بيحب يقفل دايرة شريكته عليها هى وهو وبس وكل ماتطيعه وتبقى تحت امره بيفضل يضيق الدايره لحد م يخنقها عشان لو عرفت او شافت غيره هتتمرد عليه
, وواضح ان قريبتك شخصيتها ضعيفه وسابته يتحكم فيها براحته، وده هياذيها فالمستقبل جدا
, تنهد آسر فاتبعت ريناد.
,
, -اه وع فكره، ايده طويله ومبيرحمش ولابيتفاهم الضرب لغته لما بيزعل او حاجه بتضايقه، احنا مكملناش شهر سوا وضربنى وقتها اكتر من مرة، واضح مدام بتقول انها تعبانه كده انه يكون بيضربها او بياذيها. وممكن جدا لو حس انها مبتحبوش او عاوزة تكمل حياتها من غيره يدمرها ب أى شكل اصله حاول قبل كده معايا، لو تعرفوا تخلصوها من الجوازه دى انجدوها خصوصا ان سنها صغير ومتستحملش كل ده.
,
, تنهد آسر ب اسى حينما تذكر مااخبرته به ريناد عن نزار، ونسى امر حفل خطبه حنين واصبح مصوب ناحية ليلى عيناه حتى التفتت هى ناحيته، كانت قد افتقدته كثيرا الفترة السابقه واشتاقت اليه
, فترجلت نحوه وقالت بصوتها الرقيق
, -ازيك يا آسر
, تبسم ثغره حينما اقبلت نحوه ودعته بإسمه مجددا، صافحها فجلست بقربه واردفت
, -عامل ايه، بلقيس بتقوللى انك مبسوط فشغلك وكل يوم بتثبت جداره.
,
, -وهو مين السبب فيه مش انتى، طمنينى عنك ياليلى هموت من القلق عليكى
, يا ****!
, كلما تفوه آسر بكلمه حنان استطاع ان يدلف الى جدار قلبها المثقوب بسهوله، شقيق تمنت وجوده يوما ما وصديق عطوف يشعر بها حتى وان لم تنطق شفتيها
, -انا كويسه يا آسر
, -مش حاسس كده
, -ليه؟ انا بجد كويسه
, -بقولك مش حاسس، استحاله اكدب احساسي بيكى
, نظرت ليلى لاسفل قدميها وهى ترفرف ب اهدابها، ف اتبع اسر حديثه
, -احكيلى اى حاجه ردى ب اى حاجه وحشنى كلامك.
,
, باطراف اناملها ابعددت احد خصلات شعرها للوراء وتبسمت واردفت
, -مفيش حاجه انا الحمد**** كويسه ونزار كويس معايا
, -وليه سيبتى شغلك ياليلى؟ ليه قافله حياتك. ليه خلاكى تبعدى عنى؟
, للحظة تحرك فؤادها من مستقره! بكلمته الاخيره لاول مرة تشعر ليلى بوخزه فى قلبها إثر كلمه نطق بها آسر
, حتى بدا هذا واضحا عندما احمرت وجنتيها وبللت شفتيها اكثر من مرة ثم قالت.
,
, -معلش ي آسر، نزار بيغير عليا جدا وحدد علاقاتى متزعلش منه او منى، بكره تتجوز ومتبقاش عاوز حد يشوف طرف فستان مراتك حتى
, قالتها مع ضحكتها البريئة التى تلعب على اوتار قلبه ب احترافيه مذهله، حتى فوجئوا بإقبال بلقيس نحوهم تدعوهم لالتقاط صور تذكاريه بجانب حنين وابراهيم العروسين. وتبقى الصور للذكرى ويبقى مافى القلب بالقلب!
, ؟
,
, طاولة طويله عريضه مُبالغ فى اعدادها، مُعدة خصيصا لاستقبال نادر اليوم بمنزل والد ميريهان
, فهو يوم احتفال ذكرى مولدها وارادت ان يكون معها فى هذا اليوم وقد كان.
, اتى مصطحبا هديتها التى تهللت وقفزت كلاطفال عندما رأتها، وقطعا كيك الحفل سويا والتقطت لهما عدة صور. فهى لاول مرة لاتقوم بدعوة صديقاتها، تكتفى بوجوده فقط. هو فقط يغنيها عن العالم.
,
, وعندما حان وقت العشاء، قامت والدة ميريهان بالثناء على ميريهان فى اعداد وطبخ تلك الاطباق الشهية والمتنوعه كل هذا ولم يأت دور الحلوى بعد!
, -ميرا بقا يا نادر، تجيب وصفات النت وتطبقها مظبوط ايشى اكل مغربي وسورى وفلسطينى ده غير طبعا المصرى بريموهتدوق وتعرف ده غير الحلو
, تبسم نادر الى والدة ميريهان مجاملة بينما تقوم ميريهان ب اطعامه فِ فمه
, -و**** ياطنط الاكل رائع، وميرا اصلا قمر وكل اللى منها بيبقى حلو.
,
, تبسمت والدة ميريهان بحنان وقالت له
, -ياحبيبى **** يخليك ليها ويتملكم ع خير يارب
, هنا رفعت كفا يدها للسماء ميريهان وهى تهتف بشده
, -يااااارب
, ضحكت والدتها وانصرفت بينما تحدث نادر اليها بصوت خفيض
, -ايه يابت مسروعه عالجواز اوى
, -مسروعه على قربي منك ياندروتى
, -يابت قربت فيوزك تضرب اهدى شويه
, مطت ميريهان شفتيها وقالت بدلالها المعهود
, -يعنى انت مش عاوزنا نتجوز بسرعه زى مانا عاوزة!
,
, داعبها نادر وهو يلمس طرف انفها برفق كطفلة واردف
, -طبعا مستعجل و اوى كمان
, اقتربت منه بدلال ورقة وهى تنظر مباشرة لمقلتيه وقالت بصوت هادئ يكاد يكون مسموع
, -مستعجل اوى يعنى
, بنفس نبرة صوتها اردف نادر وهو ناظرا لكلتا عيناها بلمعة حب رقيقه
, -جدا خالص بقا زى م انتى بتقولى
, -طب بحبك ياندورتى جدا خالص بقا
, -وانا كمان يا مجنونة
, -ايه ده انتو بتاكلوا ولا بتتكلموا ولابتعملوا ايه؟
,
, كان صوت شقيقها الصغير هتف عاليا حينما قال الاخيرة، فاعتدل نادر فى جلسته وقرصت ميريهان شقيقها ب أذنه ليصرخ وينصرف متوعدا إياها انه سيشكوها لأبيها
, -ميرا عاوز اغسل ايدى
, -حاضر هشوفلك التويلت
, قاما تبعا بعضهما، غسل يديه وناولته ميرا المنشفه. كلما مد يده تسحب هى المنشفه.
,
, صنعت دعابتها به عدة مرات وتضاحكا بصوت عالى نسبيا حتى امسك المنشفه وبدون قصد جذبها بعنف فسقطت ميرا باحضانه دون ترتيب مسبق ليرتبك هو وهى معا لتتعدل ميربهان وهى تتحبط نسبيا
, -يالاهوى، انا دوخت مسافه التاتشايه الصغننه دى فحضنك. اوماال فبيتنا هنكون ازاى
, تبسم نادر وهمس ب اذنها جعلها تذوب فى انفاسه الحارة اكثر
, -هتشوفى اللى عمرك م حلمتى بيه ي روحى.
,
, بالفعل دون اصطناع دارت الدنيا حول ميرا وامسكت رأسها كادت تقع مغشى عليها فامسكها نادر وهو يضحك ل يهم بالقول
, -لا متجبيش لينا مصيبة، يالا عشان ميقولوش بيعملوا ايه ده كله فالحمام
, -بيبى بموت فيك يابيبىانا هكتب اللى انت قولته دلوقت والموقف ده انهارده استورى فكل حته
, لازم كله يعرف بتحبنى وبحبك اد ايه
, -يادى الاستورى والفيس والبيس اللى واكلين عقلك، يالا ياهبلة نطلع لحسن باباكى يفتكرنى بغتصبك جوه.
,
, امسكت بتلابيب قميصه وقالت بصوت طفولى
, -طيب ماتغتصبنى بجد
, حدق نادر بعينيها ثم دفعها لتترجل امامه وهو يتمتم
, -يالا ياهبله يا عبط مٌركز يخربيتك. ده انتى قسمه ونصيب منيل **** يهديكِ.
,
, صوت اقتراب عجلات سيارة تستقر بالقرب من المنزل، سمعها نادر فترك -الريموت كنترول-لدى التلفاز وخرج ل
, يجد بلقيس تترجل منهاحامله احد اطفالها وتهم بحمل الآخر، فسرعان م هرول
, ناحيتها وحمل الآخر واغلق باب السيارة وانصرف السائق.
, -راجعة منين متأخر كده
, تلهث بلقيس ب انفاسها واجابته
, -من المتابعه بتاعت الولاد، انا من 12الضهر فالمركز
, تحدث إليها نادر بنبرة يشوبها الضيق.
,
, -ياااه، انا فاكركم فوق لما جيت ولاقيت عربية جلال مركونة
, قالت بلقيس ب استهزاء بعدما التوت شفتيها سخرية
, -اخوك جه من المكتب اكل ونام ومرضيش ينزل معايا، حتى اتصلت بيه كتير لما اتأخرت عشان ييجى ياخدنا ولاعبرنى
, -ومقولتليش اناليه طالما جلال جاى تعبان من شغله، رايحه وجايه بالاتنين لوحدك ي نعمة!
, دلفت معه الى شقة والدته ووضعت طفلها النائم على الاريكة، بينما اسند نادر الآخر بجانب شقيقه.
,
, -يانادر م انت كمان بتيجى من شغلك مهدود اقولك ايه بس
, -وتقريبا انتى كمان بتشتغلى ومهدوده، ودول اتنين ومتابعات وادويه وقرف ولازم حد يكون معاكى ولو جلال مقدرش يبقى انا سداد مكانه متضايقنيش بقا وتحسسينى انى ماليش لازمه
, تنهدت بلقيس وهى تدفعه ب حب فى احد كتفيه
, -يابنى متكبرش الحوار بقا
, -لا هو كبير ومتكرريهاش تانى، انا كمان عاوز اتطمن هما وصلوا لايه فعلاجهم.
,
, تبسمت بلقيس له ب امتنان، سبحان الخالق الاثنين خلقا من نفس الرحم ولكن يظلا ك مثل متداول
, اصابع اليد ليست كمثل بعضها. ارادت بلقيس تغيير مجرى الحديث
, -عامل ايه مع ميريهان
, تنهد نادر ونظر اليها وقال بنبره تشوبها الحنان
, -ميريهان دى الحاجه الوحيدة اللى مهونه عليا كل قرف الشغل واللى ورايا فالتجهيزات
, -**** يخليهالك يانادر، عاوزاك دايما تحبوا بعض كده مهما حصل فحياتكم ومهما جد جديد.
,
, نظر نادر لها بتمعن، واردف بنبره قلقه
, -فيه حاجه بينك وبين جلال
, ارادت الاخفاء كعادتها، فراوغت بنظراتها لتهب ف وقفتها وتهم بحمل اطفالها
, -مردتيش عليا ليه
, -عشان مفيش حاجه يانادر
, حملت طفلا وهو حمل الآخر وصعدت لشقتها وضعوهم سويا بغرفتهم، مترجل نادر ناحية الباب
, خرج جلال من غرفته يتثائب متوجه ناحية المطبخ ليتجرع بعض الماء حتى رآهم فقال بصوت ناعس
, -فيه حاجه يانادر ولا ايه
, -مفيش يا جلال تصبح ع خير.
,
, اغلقت بلقيس الباب، والتفتت ناحية جلال الذى فى طريقه للعودة الغرفة ثانية
, ف اوقفته بكلماتها
, -طب حتى اسألني عملوا ايه الولاد فِ المتابعه
, اشار جلال بيده فيما معناه باكرا دون ان يتفوه بكلمه ودلف الى غرفته، وطُرح على فراشه بلا حراك. تنهدت فى ضيق ودلفت خلفه واغلقت الباب لتنال اى قسط من الراحه بعد يوم متعب ك هذا.
, على سفرتهم شديدة الفخامه.
,
, كان صوت سكاك ملاعقهم وسكاكينهم هى المتحدثة، بينما كانا يتناولان طعامهما بهدوء قاتل.
, يرفع نزار نظره ناحية ليلى ليحدث نفسه اى خير فعله ليجازيه **** ملاكاً مثلها، هو يعرف انها هدية قدره الذى لم يتوقع حسبانه يوما، تطيع أوامره دون ادنى مناقشه، سلبيه يستطيع الامساك بخيوطها وتحريكها فِ اى اتجاه. ولكن خوف قلبه يكاد يقتله. يصعقه. يهزمه. يسحقه!
,
, خائف فقدانها بين طرفه عين وانتباهتها فِ اية وقت، هل لهذه اللعبه التمرد يوما ما؟ هاجسه يحدثه لابد من أحكام القبضه اكثر، اجعل من الجدران التى تحيطها قريبه منها حد الانفاس، اغلق النوافذ والابواب
, اجعل عصفورتك حبيسه قيودك، ستظل لكَ الى الأبد.
, -مبتاكليش ليه
, رفعت عيناها عن صحنها وقالت
, -لا بأكلهو انت عملت التحاليل يانزار صحيح
, اختلجت عضلة فكه وتبسم باصطناع واردف
, -اه طبعا
, انفرجت اساريرها وقالت ب اندفاع.
,
, -طيب يلا نروح للدكتورة مستنين ايه
, -هنروح بس الاول، عندى سفرية مهمه فى ولاية كاليفورنيا ف امريكا وهاخدك معايا ولما نرجع نروح ع طول
, عادت ملامحها للضيق مرة اخرى، فحاول نزار ان يجعلها تبتسم مرة ثانيه
, -كشرتى ليه يا حبيبتى
, -ابدا
, -متقلقيش يومين بس اخلص شغل ونرجع سوا نروح الكشف ونبدء نشوف البامبينو الحلو اللى عاوزة تجيبيه
, ابتسمت مرة ثانيه، ثم امسكت قصبتها العنقية وواضح عليها الالمقام نزار من مجلسه.
,
, وهرول ناحيتها واحتضنها
, -مالك ياليلى
, -متقلقشواضح بس ان احتقان زورى رجع تانى
, تحسس حرارتها ليجدها مرتفعه قليلا، هم بها فقامت معه بطاعته لها المعهوده. احتضنها إليه صاعدا الدرج
, -انا هجبلك دكتور، مينفعش كل مرة تقوليلى تعب عادى وتافه
, -اللى تشوفه يانزار
, طبع قبلة هادئه على جبهتها. وقال لها بهمسه الحانى
, -الف سلامة عليكى ياليلى.
,
, وبالفعل بعد استدعاء طبيبا لها، اقر ب انها تعانى من التهاب-اللوزتين-ومن الواضح انها تعانى منذ فترة طويله ولكنها تهملهاانصرف الطبيب بعد اعطاء نزار قائمه الادوية المطلوبه لعلاجها
, وشدد ب حتميه عمليه لها لازالة اللوزتين.
, دنى منها نزار وهو يلمس خصلات شعرها برفق وينظر لمقلتيها
, -سلامتك يا حبيبتى، الدكتور قال لازم عمليه
, اتسعت حدقتيها خوفا كطفله يخبروها بمواعيد تناولها امبولات محقونه ب ابر طبية ففزعت نظراتها.
,
, -عمليه!طب هى صعبه
, ضحك نزار وقبل كف يدها بهدوء وتحدث برصانه
, -متقلقيش دى عمليه خفيفه مبتحسيش اصلا بحاجه، وعشان انا خايف عليكى
, هنعملها برة فكاليفورنيا. احسن من هنا
, -طب وليه طالما بسيطه مش لازم بره يعنى
, -لا انا شايف كده احسن يا حبيبتى
, اومات برأسها ايجابا، كيف لها ان تنطق سوى طاعة لما يقول هى لعبته الغالية وقد سلمت نفسها
, لقيوده بمنتهى الرضا., خارج القائمة
 
الفصل الثاني عشر


أتأذنِ ليْ بنسمآتٍ رقيقة من شذى أنفآسِكْ.
, و جُرعةٌ كبيره من إهتمآمِكْ. و قسطٌ وآفر من كلمآتِكْ.
, ليهدأ معهآ ركضُ آلحنينِ دآخل شرآيينيْ لكِ؟
, اشتاظت حنين غضباً حينما قرأت كلمات ابراهيم هذه اثناء تصفحها لهاتفها وهى تتفقد رسائل (الواتساب)، فقررت ان تهاتفه في حينها كى تهدأ نيران صدرها التى اشتعلت بفعل رسالته.
,
, ضغطت زر الاتصال وانتظرت وهى تلوى شفتاها، بحركة متوترة لا ارادية منها ولكنها معتاده بالنسبة لها. غرست القلم الذى كان بيدها بشعرها الملفوف دوما بشكل (الكعكه) اعلى رأسها طيلة الوقت حتى اعتاد الناظر لها مظهرها هكذا الدائم.
, بعد انتظار دام لثوان، اجاب الاتصال اخيرا
, وبانفاس مشتعله ردفت حنين بعد ان زفرت مطولا
, -الوايه يا استاذ الى انت باعتهولى ده؟
, اجاب ابراهيم بلهفه عاشق
, -ايه ياروحى عجبتك.
,
, -روحك ايه ياخى طلعت روحك، بقولك ايه بطل تبعت لى رسايل ملزقه ومتفتفه من بتاعتك دى انت سامع ولا لا
, ايه فيييه ايه لكل ده، من حقى ابعتلك كده
, زفرت بقوة وخلعت نظارتها الطبيه والقتها بغير اهتمام بعيداوقد احتلها الغضب كلياً وماعادت تستطيع السيطرة عليه
, ايه هو الى من حقك، حقك ده ايه متنرفزنيش
, انا خطيبك ياحنين وهنتجوز، من حقى اغازلك وابعتلك رسايل حب وبعدين انا شوفتها عجبتنى اكمن اسمك فيهايكون ده ردك.
,
, اسم النبي حارسك ياخويا
, على فكره انتى لسانك طويل
, بجد!طب ابقى فكرنى اقص لك مترين تعملهم اسدال لأمك
, تأفف ابراهيم بنفاذ صبر منها وقال
, عمرك م هتتغيرى تعبتينى
, يلا ياعم عندى شغل، حرقت جاز كتير ارحمنىوالمرة الجاية بلوك على طول
, فرغ فاهه وأردف
, بلوك لخطيبك!
, بلوك لابويا لو خنقنى ياعم
, اغلقت حنين الهاتف حتى دون ان تسمع اى رد منه، نبشت تبحث عن نظارتها وارتدتها ثانية.
,
, واخذت تنظر حولها تبحث عن القلم كعهدها فى كل مرة تغرسه هكذا وتنسى امره!
, واخذت تتمتم بسخرية محدثه نفسها
, بعتهالك اكمن اسم فيها انا خطيبك ومن حقى، ايه الجو الملزق ده، ناقص يجيبلى دبدوب فالبتاع بتاعهم ده
, ساعتها تكون الناهيه بقا ومحدش يقولى انتى عدوة الارتباط انا ارتبطت اهو والى قدامى زرايره مش شغاله اعمل ايييه!
, )فى الوقت الحالى)
, آهٍ على قلبُ هواه محكمُ. فاض الجوى منه فظلماًً يكتم.
,
, ويحي أنا بحت لها بسره. أشكو لها قلبا بنارها مغرم
, ولمحت من عينيها ناري وحرقتي. قالت على قلبي هواها محّرم
, كانت حياتي فلما بانت بنأيها. صار الردى آهٍ عليّ أرحم
, وحشتينااااا اوووى، هسمعك آخر مقطوعاتى اللحنيه ولاعمر خيرت فزمانه.
,
, كانت كلمات آسر عبر هاتف ليلى تترنن اثر محادثاتها له عن طريق برنامج-الايمو- وجها لوجه محادثه صوت وصورة بمايسمى(الفيديو كول) ممسكا بآلة الجيتار خاصته ويعزف لحناً جميلا ف أردفت له ليلى مبتسمه
, -يلا سمعنى ياعمر خيرت فزمانك
, -بصى هتنبهرى، قاعد ليل نهار اتعلم من اليوتيوب وكأنى خريج الكونسفتوار امبارح.
,
, بدء يعزف على اوتاره بدقه محترف، حقيقى ان ماكان يصدر من الحان كان دقيق ورائع وكأنه متدرب على يد مايسترو خبير. شردت ليلى مع الحانه وتذكرت ذكريات متعلقه بوجودها بمصر-وطنها-بعيدا عن بروده هذه البلده بروده المشاعر بروده الحياه، بروده الحركهبروده كل شئ.
, -اسمعى بقا الاغنية اللى الفتها مخصوص عشان اسمعهالك
, ابتسم ثغر ليلى واردفت له ب اهتمام
, -يلا انا سمعاك اهو ومستعده.
,
, -ياناسى وعداااك، وعدك لياااا. بعدك و**** صعب علياا
, تضاحكت ليلى عاليا نسبيا وهى تضع اناملها على فمها تخبئ لولياتها، ضحك آسر عقب ضحكاتها ف أطمئن قلبه
, عليها قليلا يدق له محدثه انها بخير وستشفى وتصبح بخير للأبد.
, -تصدق كنت عارفه انك هتغنى ياناسى وعدك وكنت مستعده لها
, ابتسم آسر، وأردف بعينان يمتلئان حناناً ليقول لها
, -تعالى بقا عشان فيه حجات كتير عاوز اقولهالك اخبار حلوة زيك كده، وقبل كل حاجه تعالى احسن من.
,
, ليلى اللى مشيتى بيها من هنا. مفهوم
, اومات ب رأسها ايجابا، حتى تطلعت امامها لتجد مساعدة الطبيب مقبله نحوها ل تهم بالقول(متحدثه باللغه الانجليزية)
, -سيدة ليلى، الطبيب يريدك ب غرفته الآن
, -اننى آتيه حالا، س اتبعكِ
, ترجلت ليلى مقصدها نحوغرفة الطبيب بالمشفى المقيمه بها لتلق العلاج، طرقت الباب حتى سمعت صوته بالداخل يدعوها للدخول
, -قالولى انك عايزنى.
,
, تبسم هو إثر سماع صوتها بعدما اغلق الشاشه المعروضه امامه، ورفع عيناه لها بفرحه وكأنه فى كل مرة يراها
, لأول مرة
, -فراولاية! تعالى
, جلست ليلى مقابل مكتبه مبتسمه، ف اردف هو ب اهتمامه وحنوه المعتاد
, -قوليلى اخبارك ايه انهارده؟
, تبسمت عيناها ب اشراق، واردفت بهدوئها المعروف
, -الحمد**** احسن بكتير
, امسك اطراف أناملها ب كفيه، واردف بدوره معها المعهود الحنون وهو ينظر الى حدقتيها الفيروزيتان بعمق ويقول.
,
, -مستعدة امتى تنزلى مصر
, اتسعت حدقتيها فرحا، احقا مايقول؟ ولا انه يقوم بدعابتها كعادته ف همت بسؤاله
, -اروح مصر! يعنى انا
, بصوته الحنون وبرقته معها كما اعتادت اردف وهو يقولها على مقاطع كى تصدقه
, -انتى خلاص على طريق الشفا التام حطيتى رجلك، وقريب اوى هتودعى كل ده وتنزلى مصر وانتى قويه واتحديتى المرض وهزمتيه
, فرغ فاهها متعجبه فرحه بما صرح لها للتو، ومن دون اى مقدمات هبت لتجذبه وتقوم ب احتضانه.
,
, وقد اشتدت فى غمرته، بينما هو تعجب من رد فعلها هذا فى البداية ولكن بعد مضى ثوانٍ بادلها العناق الشديد وكأنه يباركها سرورا بما اخبرها.
, ابتعدت عنه ونظرت اليه لتقول ببرائتها بعدما بللت شفتيها عدة مرات
, -يعنى انا خفيت واقدر امشى قريب
, -انتى عندك استجابه للشفاء بصورة قوية وده اللى وضحته آخر فحوصات ليكى، مبروك ياليلى
, تنهد بحزن بعدما قال الاخيرة حتى لفت انتباهها فسألته
, -مالك!
,
, -انا فرحان انك اخيرا هزمتى المرض، هزمتى ليلى اللى كانت جاية ضعيفه ومكسورة
, هتنزلى لحبايبك اللى وحشوكِ ولدنيتك اللى سبتيها من وقت كبير
, بس
, ارتبكت واحتيه الرماديتين امام نظراتها المصوبه نحوهم، فاكملت هى نيابه عنه
, -هو انت مش هتنزل معايا؟
, سؤالها اربكه اكثر، كأنه كان يخطى طريقا دون النظر اسفله ليدرى ان هناك-حجراً-قد يتعثر خطاه به
, فقال لها بصوت متهدج
, -بقالى سنين منزلتش مصر! ومعتقدش
, قطعت حديثه بقولها.
,
, -بص اسمعنى، سيبها دلوقت لربنا، ولما ييجى وقتها نفكر تانى. اتفقنا!
, قالتها بمرح طفولى وب بسمتها العذبة، فقبض بكفيه على كلتا يديه كأنه يدعوها كدعوته لها فى كل مرة
, لاتتركينى. ارجوكِ
, )فى الوقت السابق)
, اأيسمى بدفاتر العاشقين عشقا حينما ترجح احد كفتى الميزان به، بلى. فى قاموسه هو لابد وان يكون هو الميزان، ف عبثها، عطرها، انوثتها وجنونها لايعجز امامهم ابدا ان لم يشير مؤشرها وفق نجمات فلكه هو تحديدا لاغيره.
,
, بعد يوم مرهق، كان ب استعداد نادر ان ينصرف من عمله بعدما صافح زملاءه وحمل حقيبه حاسوبه المحمول، ترجل لينتظر-الحافله-فى محطتها وعندما اتت صعد بها مضى الوقت حتى وصل لاقرب مكان لمسكنه
, حيث يمضى بطريق خال طويل إلى اخره، عادة نادر لا يلتفت لأى شئ حوله بالطرقات يسير بهدوءه ورصانته. ولكن قد اخترقت اذنيه صوت ضحكات عاليه.
,
, يعلمها جيدا، يحفظها عن ظهر قلب حيث نظر بجانبه كانت سيارة اجرة مسرعه بداخلها فتاتين وشاب، ومن بين هاتين الفتاتين كانت ميريهان خطيبته!
, نظر بمفاجأة ناحيتها، بينما هى كانت لاتراه من الاساس. امسك بهاتفه واتصل بها حتى ردت فقال بصوت عنيف
, -انتى فين يا ميربهان
, ارتجف صوتها حتى بدت نبراتها تهتز وهى تردف إليه
, -ايه يانارد فيه ايه
, -انتى فييين
, قالها بصوت جهور، فاختلجت عضلة فكها وهمت بالقول
, -مالك يا نادر انا.
,
, -انتى فين؟فالبيت
, -اه فالبيت
, احتنق وجهه وقد غلت الدماء بعروقه، ميريهان تكذب. وهل هى مرتها الاولى
, ولمَ الكذب؟ ماذا تخفيه ميريهان؟هنا اغلق الهاتف بوجهها وهو فى قمة غضبه ووساوسه
, وشكوكه.
, وصل المنزل، القى بحقيبة حاسوبه بعيدا وجلس يفرك رأسه غيظا ودقات قلبه تكاد تكون مسموعه.
, يفكر. يكاد ان يعتصره التفكير، يكاد ان يفتك به.
, بنفس التوقيت، كانت مترجله بلقيس تدلف الى شقتها وقد فوجئت بمشهد عقدت له حاجبيها
, من غرابته!
,
, شموع مضيئه بجميع الارجاء، باقه زهور بالوان مبهجه فى استقبالها.
, كادت تنظر باعين متسعتين، ماهذا؟ اهو منزلها ام اخطئت العنوان!
, دلفت وهى على غرابتها، كان مقصدها غرفة اولادها اولا اذ وجدتهم نائمان بحفظ ربهم، اغلقت الباب وهى تنظر حولها لتلك الرائحه التى تتسلل الى أنفها رائحه الشموع برائحه الورود زائد باقه الزهور الكبيرة، وماهذا اذا
, كعكه احتفال مزركش عليها بالشيكولاته والكريمه-عيد زواج سعيد-تذكرت بلقيس!
,
, اليوم ذكرى عيد زواجها، هى اغفلت عنه فى ظل ماتعانيه يوميا من اعتناء بالمنزل والأطفال وعلاجاتهم وعملها الخاص وزوجها ومتطلباته وايضاء إرضاء والدة زوجها والعمل على ذلك دوما.
, بدأت تبحث عنه، فوجدته بغرفتهما جالس الى الفراش وواضعا حقيبة هدايا صغيرة بجانبه
, تبسمت فقام بعناقها، لاول مرة منذ زمن طويل امده يصنع جلال مفاجأة كهذه لها!
,
, قد غرزت قدميها فى بحر المسؤوليات والضغط، وغرزت قدميه هو ببحر اللامبالاه والقاء الحمل عليها طوال الوقت.
, ونسيا امر حبهما ومالذى علق قلبيهما ببعضهما البعض منذ البداية، نظرت إليه وقالت ب امتنان
, -انت عملت كل ده عشانى انهارده ياجلال
, -اكيد، اوماال عملت كل ده ليه
, امسك بالحقيبه الورقيه الصغيرة وناولها إياها
, -مش هتشوفى هديتك
, تلعثمت بلقيس وقالت بخزى
, -هشوف طبعا بس أسفه ياجلال كنت ناسيه ومجبتش هدية ليك.
,
, اومأ برأسه متفهما، فتحت الحقيبه وعلمت مابها اكثر الاشياء الانثويه مولعا بها جلال
, وبالتفصيل هى كل هداياه لها هذه النوعيه لاغيرها.
, ابتسمت مجامله له، فضمها إليه ضمه متفهمه هى الغرض منها ف اردفت هى
, -طيب ننادى ع نادر وطنط ونطفى الشمع ونحتفل فالجو الحلو اللى انت عامله بره ده
, ترجلت خطوتين ف ارجعها إليه مرة ثانيه وقال
, -ابقى ابعتيلهم نصيبهم بعدين، انهارده انا وانتِ وبس مفيش عيال مفيش ماما مفيش حد.
,
, ضمها له وقد دنى منها وقبلها بوجنتيها ومن ثم شفتيها وكلتا يداه يقوما بدورهما فِ تبديل ملابسها، استسلمت
, بلقيس، هى تعلم تمام العلم ان زوجها طعامه وشرابه غرائزه وتلبيه حاجته الجنسية طيلة الوقت دون ان يقلل منه مجهود او تعب.
, بدأت ليلتهما معا، ووسط انشغالهما رن هاتف بلقيس مرة فجعلها جلال لا تأبه له
, مرة ثانيه وثالثة، حتى انزعج هو فقامت بلقيس بعدما جذبت الغطاء عليها لتجدها ميريهان. ياترى ما الامر؟
, -دى ميريهان.
,
, -سيبك منها
, -استنى ياجلال دى رنت اكتر من مرة، هو نادر رجع من بره ولا لسه
, اجابت بلقيس اتصال ميريهان لتجدها منهارة فِ بكاء متواصل وصوتها يحل به الفزع والضيق
, -بيلانادر قفل التليفون ومش بيرد عليا الحقينى!
, انا اسف ليكم على ازعاجها وهبلها ده اطلعوا انتو وبعدين هبقى اكلمها
, حدقت بلقيس ب وجه نادر بتمعن تريد ان تتفهم ما الذى جرى؟
, -فيه ايه يانادر
, -مفيش يابيلا، اطلعى مع جلال دلوقت.
,
, -يابنى دى بتموت افتح فونك ورد عليها عشان خاطرى وبعدين ابقا احكيلى فيه ايه
, زفر نادر بضيق واومأ ب رأسه ايجابا، ف ربتت بلقيس على كتفه وصعدت الدرج الى شقتها
, بينما دلف نادر الى غرفته، فتح هاتفههاتفه وارسل اليها رساله نصيه يقول بها
, -متتصليش بحد ولا تكلمى حد ومتتصليش بيا لحد م انا لوحدى انوى اكلمك ومن دلوقت لوقتها
, مش عاوز اسمع ليكى اى صوت ولا رساله ولا اتصال. مفهوم
, سيكون لى شرف كسر قلبي بواسطتك.
,
, ابتسمت ليلى حينما قرأت هذه الجملة مترجمه، بفيلمها المفضل التى اصبحت تحفظ تفاصيله-the fault in our stars-تشاهد إثر نومتها بغرفتها بالفندق المقيمه فيه هى وزوجها نزار برحلتهم، بعدما اجرت عملية-ازالة اللوزتين-تمت رعايتها بالمشفى ليومين كاملين ومن ثم بعدها خرجت لتتلقَ باقى علاجها بالخارج تحت رعاية زوجها والذى لا يتسنى لحظة عن الانتباه لها.
, -مبتزهقيش خالص من الفيلم ده.
,
, تبسمت بوهن وحاولت النهوض من مجلسها فاعتدلت نسبيا، واردفت ليلى الى نزار الذى ساعدها فالجلوس وضمها إليه
, -انا بحبه اوى وبحب قصة الحب اللى فيه ونفسي اعيشها
, اختفت الابتسامه من على وجهه ببطئ وانقشع، انتبهت ليلى لما قالت ب اندفاع فاخذت تصلح مايمكن
, -قصدى كنت نفسي اعيشها، وقت لما كنت بشوفه قبل جوازنا
, اوما نزار برأسه، وقام من مجلسه نحو اوراقه المسنوده على المنضدة. فتنهدت ليلى لتتابع قائله.
,
, -معرفش ليه حاسه انى تعبانه اوى
, انتبه نزار ونظر ناحيتها وقال
, -اثر العمليه، معروفه انها لما بتتعمل وانتِ فسن كبير بتتعب ان شاء **** يومين وتبقى زى الفل
, نهضت ليلى من مجلسها، ف احست بدوار قليلا فجلست الى طرف الفراش، فهرول ناحيته نزار
, -عايزة ايه بس وانا اعملهولك
, -انا عاوزة اتحرك، بتخنق من النوم الكتير وبعدين انا فعلا مبعملش حاجه طول اليوم
, ربت نزار الى ظهرها وداعب خصلات شعرها بيديه وقال.
,
, -انتِ بس شدى حيلك، وانا هفسحك فسحه قبل م نرجع مصر سبيشيال!
, ابتسمت ليلى واسندت رأسها لقلبه واجفلت عيناها بهدوء.
, الى ارض الوطن.
, مقصدهم مرة اخرى معا نزار وليلى، بعدما امضوا رحله سويا ب ولاية كاليفورنيا بضعه ايام
, انتهى نزار هناك من بعض الاعمال، واجرت ليلى عمليتها وعادت متعافيه. وما ان عادت وعلموا حنين وبلقيس
, اسرعا لزيارتها بصحبه آسر الذى صمم ب اعطاء اذن له ان يطمئن لحالها من قبل نزار بك شخصيا.
,
, جلسوا جميعا، وجلس آسر على استحياء خاصة فِ وجود نزار بالمجلس، رحب بهم وبوجودهم وزيارتهم
, اطمئنوا جميعا لحالها وسرعان م هموا بالرحيل، خاصة ان الجلسه لم تكن مريحه بوجود نزار بينهم.
, لا احد تحدث معها كما يحب ولا حتى هى كانت معهم ليلى كما يعرفونها، ف كل كلمة تراجعها بذهنها قبل التفوه بها امام نزار. كل ابتسامه وكل ضحكه.
,
, تعمل على ان تكون مثلما هو يريد وليس هى، اما عنهم فهم لا يعتدونها ابدا هكذا فكانت جلسه ذات احساس ثقيل على القلوب وسرعان م انتهت.
, -انا طلبت اوبر، يلا اهو جه تصبحوا ع خير
, قبلت بلقيس وجنتى حنين وصافحت آسر ومضت، فترجلت حنين بمفردها ف اوقفها آسر
, -هتمشى ازاى
, -وانت مالك
, -لا مش وقت لسانك الطويل، المكان هنا مفيهوش اى اتوبيس او تاكس ي اوبر ياتتمشى كل ده لاقرب محطه مترو فهتعملى ايه بقا.
,
, رفعت حنين النظاره الى انفها بدقه ونظرت له من اسفل لاعلى، واردفت باستهزاء
, -عاوز ايه من الآخر يارئيس حركه مرور الجيزة!
, لوح آسر لها بيده وقال بعدما امتعض وجهه منها سخرية
, -وانا مالى ياستى النخوة جوايا ك راجل قالت ميصحش اسيبك تروحى وحدك او اوصلك لاقرب محطه مترو لا اكتر ولا اقل.
,
, تركها وانصرف امامها مترجل، وضع يديه بجيب بنطاله واطلق صفيرا بينما كانت حنين تسير خلفه ممسكه يهاتفها تتصفحه تبحث عن اقرب محطة للمترو من مسكن ليلى حتى فوجئت بصوت عجلات دراجه بخارية يقترب منها وتوقفت بقربها حتى سمعت نبرة غريبة تتسلل الى اذانها ف انتبهت
, -ايه ي موزززة مصلحه ولا مروحه
, عقدت ساعديها امام صدرها وقالت ب استهزاء
, -نعم ي خويا اؤمر
, -ده انتى حلوة اوى بس لو تشيلى الفاترينه اللى على وشك دى.
,
, اقترب احدهم ليخلع النظاره من امام عينياها، فابعدت حنين يده بعنف
, فهرول الاخر ليمسكها من طرف قميصها الذى ترتديه فقالت بصوت مرتفع ونبرة حادة
, -جرا ايه يا ولا ال٣ العلامة النجمية لو فاكرين انكو تقدروا تعملوا حاجه تبقوا غلطانين
, لكمت احدهم فِ صدره بعنف بينما جذبها الآخر اليه بقوة لتركله بقدمها بحدة حتى نال منها الثالث وجذبها الى الدراجه ليجعلها تصعد عنوة وهى تدافع عن نفسها وتحاول افلات قبضته ب استماته.
,
, صوت محاولاتها فِ ابعادهم كان الى حد ما مسموع الى آسر الذى ابتعد مسافة عنها يطلق صفيره ليس ب استطاعته سماع شيئا حتى انتبه ووقف ونظر الى الخلف ليتحقق مما يرى وتتسع حدقتيه من هول ما رأى.
,
, ليهرول بسرعه ناحيتهم ويتناول-عصا-ملقاة بجانب الطريق أهداه **** لها ان يراها لتساعده يطرق بحده جسد احدهم ويهم بطرق الاخر وفى الوقت ذاته بيده ابعد حنين لتقف خلفه، و ب لمح البصر سحب العصا منه الثالث فجأة ليقوم بضربه من الخلف على رأسه من الوراء عدة ضربات ليقع اسر مغشى عليه ويسرعوا هم بالركوب الى دراجتهم ويختفوا عن الانظار ويتركوا آسر وحنين بمصيبتهم هذه فِ طيات صفحات الليل الدامس ومكان خالِ لايسمعون به صياح *** حديث الولاده!, خارج القائمة
 
الفصل الثالث عشر


لابد من تواجده 24ساعه تحت الملاحظة الطبية، تلك هى الكلمات التى نطق بها الاطباء بعد الكشف والاسعافات الضروريه لحالة آسر.
, فبعد الذى حدث معهم، هاتفت حنين الإسعاف بسرعه وسيارة-اوبر-ايهما تصل اسرع كى تنقل آسر الى المشفى الذى من الواضح ان احد الضربات قد صنعت جرح ب راسه وجعلته ينزف ويفقد الوعى تماما.
,
, والآنتقف حنين بجانبه ورأسه ملفوف ب-الشاش والقطن-وتنفذ من اوردته ابر مغذيه لفقدانه كميه من دماءه، الامر لم يستدعى نقل ددمم ولكن على اى حال لوجود الجرح تم فحصه ب اشعه على جمجمته تجنبا حدوث كسر بها ولكن حمدا لله على سراءه وضراءه لايوجد اى كسور او شروخ.
,
, هاتفت حنين والدها وشرحت له الوضع واخبرته ب اسم المشفى وعلى الفور كان والدها وشقيقها الاكبر بجانبها هناك ليتحققوا من الامر ويطمئنوا الى سلامتها وسلامة ذلك الشهم الذى انقذها من ايدى المختطفين وفداها ب نفسه.
, -انتى مركبتيش مع بلقيس ليه
, تاففت حنين واردفت الى والدها
, -يابابا بلقيس طريقها غير طريقى اصلا
, -عالاقل كنتو طلعتوا من منطقه ليلى المعزوله دى وبعدين يحلها ****.
,
, تدخل شقيقها ب دوره فالحديث وهو ينظر من خلال النافذه الزجاجية ب حائط المشفى على آسر
, -انتى خليكى ماشيه مبتسمعيش كلام حد الا نفسك، كنتى هتتخطفى وزميلك اتضرب كله بسبب نشفان الدماغ
, التوت شفتى حنين وخلعت نظارتها نفثت بها ب حنق وارتدتها وقالت
, -المرة الجايه هشيل موس ف جيبي او صاعق كهربا، انا متصلتش بيكم عشان تفتحوا معايامعاي محاضره
, لكزها والدها بقبضه يده فى احد كتفيها بعنف وقال.
,
, -مفيش فيكى فايده، عباره عن لماضه ولسان وبسليلى وجوزها عرفوا باللى حصل؟
, -لا طبعا. نزار القبانى بيه محاصرها مش اى حد ترد عليه الفون ولا اى وقت
, تنهدت وقامت من مجلسها ل تنظر ناحيه آسر عاقدة ذراعيها، تتأمل نومته التى كانت احد اسبابها وتتذكر مقوله قالتها ليلى ذات مرة امامها عن آسر ويبدو ان عقلها الباطن قد استرجعها الان.
,
, آسر ده كتله جدعنه وشهامه وطيبه ورجوله، استحاله تلاقى حد عامل كده دلوقت. عارفه اللى هو يفديكى بقلبه بس تكونِ بخير ومش مهم هو، راجل بجد ف زمن مفيهوش الا عيال!
, افاقت من شرودها إثر نغز اصبع شقيقها بظهرها ف انتبهت
, -اييييه!
, -هو آسر ده مالوش اهل، م تكلموهم لحسن يقلقوا
, زمتت شفتيها وجلست القرفصاء بجانب والدها وقالت.
,
, -تقريبا ليلى قالت انه من المنصورة بس عايش هنا لوحده عشان بيكون نفسه يعنى اهله اصلا مش عارفين عنه حاجه غير لو نزل عندهم زياره
, -طب احنا هنمشى ولا نفضل معاه ولا ايه
, هتف بها شقيقها فنظرت حنين تجاه والدها الذى أردف
, -هو موقفه مع اختك يخلينا نفضل جنبه طبعا وخصوصا بعد اللى هى قالته ده ان اهله مش هنا، بس وجودنا هنا مش عامل له اى حاجه احنا نمشى ونتابعه لحد م يطلع من هنا بالسلامه.
, ؟
,
, فيه ناس كده زى القهوة، لازم تاخد غلوة جامدة عشان تديك وش مظبوط
, كانت احد النكات التى تفوه بها زميل من زملاء نادر اثناء فترة عملهم حتى يستطيعون تمضيه الوقت والضغط وساعات العمل المرهقة، لكن نادر كان منهمك ب عمله منصب عليه لا يشغله شاغل.
,
, اولا لانه يحب عمله ويريد التميز به واتقانه على اكمل وجه، وثانيا مشكلته العاطفية مع ميريهان التى طال وقتها ولم يفصح عنها او يسامحها او يقوم ب إرجاع المياه لمجراها الصحيحاو حتى يسمع منها ف من الجائز وجود سوء تفاهم ادى الى هذه الفجوة واحداث هذا البُعد ب علاقتهم.
,
, ها وقد حان وقت الاستراحه، نادر شخص اجتماعى ب عادته التفاف حوله الاصدقاء والمعارف والزملاء، يلقِ النكات والمواقف الهزليه. محبوب ذو تصرفات متزنه عاقله راشده.
, -امتى الفرح يا ندوور
, قالها احدهم ل تهم احدى الزميلات بالرد عليه
, -مستعجلين عالواد ليه، ده لسه صغنن
, -ياكيوتى ياصغنن يوغتى بطه حلوة
, ضحك الجميع بينما اردف نادر
, -هو الجواز ف حد ذاته حاجه حلوة جدا، انما بقا الجهاز والشقه والعفش وكع يانادر وهات يانادر.
,
, ده ف حد ذاته بسم **** ماشاء **** حاجه نيله خالص
, زمت احد زملاءه شفتيه ل يقول بسخريه مضحكه
, -**** يطمنك ده انا كنت ناوى اخطب الشهر الجاى
, طرق كفه ب كف نادر، فقطع حديثهم هروله فرد الامن للشركه وهو يقبل ناحيه نادر
, ل يردف
, -مستر نادر، فيه واحدة برة عاوزاك
, تعجب نادر ورفع احد حاحبيه
, -واحده مين؟ فيه حاجه فالبيت وبلقيس جت ولا ايه
, -طيب قوم شوف بدل التخمينات دى.
,
, قالها زميله، فقام نادر من جلسته ناحيه البوابة ليجد ميريهان امامه بمنظر مضحك حقا، تقف رافعه يدها ب لائحة مكتوب عليها حقك عليا يابيبي وخلفها فتاتين يرفعون لائحات ايضا مسطور عليها اسمعها يا نادر ميرا بتموت فيك
, ذُهل نادر فِ اول وهلة للموقف، ومن ثم اقترب نحوها وقال بحزم
, -انتى مش هتبطلى عبط بقا، ايه اللى عملاه ده؟وكمان لحد الشغل
, مطت شفتيها بطفوله وقالت بدلالها عليه المعروف.
,
, -اعمل ايه ياروح ميريهان، هموت و**** بسبب بعدك وهجرك ده
, -تقومى تيجى الشغل وعامله حركاتك دى، ومين اللى وراكى دول اسدين قصر النيل؟
, تبسمت ميريهان بعفويتها الزائده وطرقت صدره بكفها ل تردف
, -م انت مش عاوز تكلمنى وصدرت فرمان لا اتصل بيك ولا ب اى حد من طرفك وطبعا علينا السمع والطاعه يا مولاى، هعمل ايه وطولت فالغيبه يا بيبي.
,
, ظل يتلفت نادر حوله، خوفا من اثاره البلبله بما فعلته ميريهان امام عمله، ف جذبها بعيدا قائلا
, -طيب روحى دلوقت ولما هروح اتصل بيكِ
, تبسم ثغرها واخذت تقفز فِ مكانها فلكمها لتتوقف فضحكت ضحكتها الرنانه ليضع يده على فمها ويسلمها صديقاتها اللتان غرقا فِ نوبة ضحك متواصله.
, -يلا روحى يا مهبوشه، عالبيت فورا فاهمه عالبيييت ولما اروح هكلمك اما اشوف اخرتها مع جنانك ده ياللى مولوده من غير عقل خالص.
,
, دنت منه ميريهان وهمست ب اشتياق قائله له
, -حبك اللى جننا ي اسمك ايه!
, ضحك نادر رغما عنه، لديها القدرة الغرببه ان تحول مزاجيته من الاسوء للاحسن والعكس صحيح. ودائم فِ بعض الاوقات، ولكن فِ كل حال كلمة القلب الاخيرة هى من ترفع الجلسه!
,
, )فِ الوقت الحالى)
, وكم كنت اهرب كى لا اراكِ. فالقاكِ نبضا سري فً دماٌيا.
, قد كنتِ دوما بعمري ****. فكّيف الصلاة غدت كالخطاٌيا!
, كانت تنسدل خصلاتها على كفها المستندة عليه إثر انهماكها فِ تدوين مذكراتها ب دفترها الخاص ناعم الوريقات، وردى الكلمات والذكرى!
, منهمكه هى ففوجئت بسرقه القلم من بين أناملها! لتطلع بالنظر تجده هو مبتسم امامها، تضحك ف يجلس جانبها ويقول.
,
, -مممم فيوم من الايام هسرق النوت دى واقرا كل اللى فيها وامسكهم عليكى دليل
, ضحكت ليلى ضحكه رنانه وقالت وهى تضم خصلات شعرها الى بعضهم البعض لتقذف بهم على احد كتفيها
, -اصلا كل حاجه مكتوبه هنا انت عارفها، مفيش الاشويه رتوش زوئننه
, -رتوش ايه!
, ضحكت اكثر على سوء فهمه لمصطلحاتها الخاصه، ف اردف هو
, -بصى شوية الرتوش المش عارف ايه دى اللى هتخلينى اسرقه عشانها.
,
, نظرت له ليلى نظره غريبة، غريب اهتمامه بها وبتفاصيلها كل هذا الحد.
, اكل هذا من اجل وحدتها وغربتها ومرضها وانهما من نفس البلده؟ ام هناك شعور اخر.
, بلى ياليلى، لاتفعليها مرة اخرى، لايوجد بالعمر متسع للتجارب. للضعف. للخذلان، لجرح عميق لايشفى ابدا ولابقرع الطبول حتى!
, -سرحتى ف ايه؟
, استفاقت من شرودها ل تهم بالرد عليه
, -مفيش، بس افتكرت انت خدعتنى ازاى
, اتسعت واحتيه الرماديتين تعجبا وقال
, -انا! خدعتك يافراولايه.
,
, -ايوة طبعا، جرجرتنى كده خلتنى اندلق واحكيلك وافضفضلك اول ب اول وانا معرفش ازاى عملت معايا كده
, وانا معرفش حاجه عنك غير انك مصرى ودكتور هنا ومتابع حالتى
, تبسم ثغره وقال
, -وبس
, -اهواسمك يزن مكاوى
, تبسم هو بدوره ممسكا اطراف اناملها ل يقول
, -فاكرة اول مرة جيتى هنا وشوفتك وعرفتك عليا. قابلتينى ازاى وكنتِ عامله ايه
, ادارات ليلى نظرها ناحية غرفتها بالاعلى ل تتذكر هذه الذكرى المنحوته
, (عوده الى السابق قليلا).
,
, كانت هناك اصوات متتاليه متلاحقه خلف بعضها، لصوت هاتفها تعلن عن وصول العديد من الرسائل (واتساب، ماسنجر، انستجرام) وهى صامته جالسه على فراشها تشخص نظرها بنقطه امامها، وضعيتها رافعه كلتا أرجلها ملتصقين ببعضهما البعض وتحاوطهم بذراعيها متكتفتان حولهم، شعرها منسدل ولا تعطى نظرة بسيطه حتى لتلك الهاتف المسكين الذى كاد ينفجر من اعلان الرسائل والمكالمات.
, لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة حبي.
,
, لكن عسر فقر الحال مأساتي
, عانيت عانيت لا حزني أبوح به
, ولست تدرين شيئاً عن معاناتي
, طرق الباب طرقتين من باب الادب والاستئذان ثم دلف، شاب يافع يعد فى اول الثلاثينات، يمتلك خصلات شعر طويله نوعا ما تحيط بوجهه وتنسدل قليلا الى خلف رأسه، بشرته تدل على بيئته او دولته فلربما عربي المنشأ لون بشرته ممزوجه بين السمره العربيه واللون الفاتح المعتاد للاغلب.
, عيناه. آهٍ يا أُماه.
,
, واحتين من الجنة، الجنة عندما تدخلها نيران برداً وسلاماً، نارا رمادية اللون كلما نظرت اليهم اشتعلت احتراقا او غراماً!
, شفتين حادتين. وبذقنه جزء محفور للداخل يُقال و**** وحده يعلم انها علامه من علامات وسامة الرجال.
, على كل حال هذا هو كان حاله دكتور يزن مكاوى.
, -يزن مكاوى، اول دكتور مصرى هنا والوحيد. عرفت بانك حالة جاية من مصر واطلعت على ملفك بالكامل
, عرفت حالتك كامله وسنك طبعاواسمك.
,
, هى على وضعها صامته، حتى انها لا يسعها النظر اليه، هو متفهم الامر لابعد حد فاتبع حديثه
, -تليفونك بيصرخ، ياتردى ياتقفلى صوته لان محتاج اتكلم معاكى شوية
, امسكت ليلى بهاتفها واغلقته تماما ووضعته ثانية، جذب كف يدها فنظرت له فبدء بتباع كلماته
, - ليلى. ليلى مراد!صورتك متديش انك مصرية
, فى ف اصولك حد مش مصرى مش كده؟
, -لأ
, واخيرا انفرجت شفتيها منذ قدومها لم تتفوه بكلمة واحده، اراد يزن متابعه الحديث معها.
,
, -على فكرة انا اللى هبقى مسؤل عن حالتك، لما عرفت انك مصرية قولتلهم هتدوهالى ولا اقطعلكم شرايينى
, ابتسمت ليلى فلمعت عيناها، ماذا بكِ ايتها النجمة الساقطة للتو فى كوكبي؟
, ما سر كل هذا الحزن، اهو المرض ام شيئا اكبر او ربما اشياء والمرض آخر محطاته؟
, رباه!
, هل لتلك العينات نصيب من حزن عميق كهذا رغم صغر سنها؟ هل ستظل حالتك تستفز مابداخلى هكذا كثيرا.
,
, ام اننى اناشد روحى فى صورتك. سنعلم عاجلا او اجلا لا محاله. فكل شئ مكتوب عند **** بقدر وماعلينا الا تقبل اقدارنا اى ان كانت.
, -حاسس انى من ضمن اوحش حجات قابلتيها هنا
, افاقت ليلى من شرودها على صوت يزن الرصين كعهده، فتبسمت وقالت
, -فعلا انت من اوحش اوحش اوحش الحجات اللى قابلتها هنا
, -كل دا!
, تبسمت هى فتبسم بدوره واخذا يترجلا بالحديقه كعادتهم يملئان وقتهما ثرثرة واسترجاع للذكريات.
, ؟
, )فِ الوقت السابق).
,
, كانت ليلى فِ زيارة ل بلقيس فى منزلها، بالكاد استطاعت اخذ اذن من نزار بهذه الزيارة وحينما اتيحت الموافقه اخبر سائقه ب ميعاد نزولها وميعاد رجوعها للمنزل.
, واثناء جلستهما سويا، كانت تقص بلقيس الى ليلى ماحدث ل آسر وحنين عقب زيارتهم لها والتى جعلت آسر يخضع للملاحظة ثلاثة ايام ومن ثم خروجه من المشفى ومضى اسبوع بالمنزل لاسترداد عافيته.
, -يا نهار ابيض! وانا معرفش حاجه يا بيلا؟
,
, -نعمل ايه للحجر اللى عامله عليكى نزار، لا بنعرف نتصل ولانقولك حاجه ولانبقى على تواصل دايما معاكى
, كانت تتلفت حولها ليلى ومن ثم اردفت
, -هو جلال فين
, -ف اسكندرية عنده قضيه هناك، يومين وجاى. المهم هتكلمى آسر تطمنى عليه
, شردت ليلى، وامسكت حقيبتها واتت ب اسم آسر وضغطت زر الاتصال
, عالناحية الاخرى، كان يترجل آسر ناحية هاتفه بثقل ممسكا ب رأسه الملفوف بالشاش ليجد اسم ليلى ف يدق قلبه فرحا ويقبل الاتصال قائلا.
,
, -ليلى! انا مصدقتش اما شوفت اسمك
, اجابته بلهفه صادقه وهى تردف
, -طمنى عليك يا آسر، مالك لسه بلقيس بتحكيلى
, جلس آسر الى اقرب مقعد ببطء وهو يحاول اثبات انه متعافى لها حتى لاتقلق
, -و**** كويس، مانا بكلمك زى الفل اهو. أدى اللى بيجيلنا ورا حنين وفيتامين
, ضحكت ليلى لالقاء سخريته على حنين، تبادلا الحديث لدقائق ومن ثم اغلقت المكالمه ومسحتها على الفور من قائمه المكالمات كل هذا وبلقيس تترقبها، فقالت لها.
,
, -وكمان بيفتش فونك وبيشوف كلمتى مين
, تلعثمت ليلى ورفرفت ب اهدابها وتناولت كوب-الشيكولاته ممزوج باللبن-التى حضرته لها بلقيس واخفت الاجابه، وك تغيير للحديث قالت
, -المهم، فيه حاجه وراكى دلوقت
, اومات بلقيس بالنفى، فتابعت ليلى حديثها
, -بصى، السواق جاى هنا فميعاد انا عارفاهوبصراحه انا اتلككت انى جايالك عشان عاوزة اروح معاكى لمشوار تانى
, انتبهت بلقيس واعتدلت فِ جلستها
, -فيه ايه ياليلى
, تنهدت ليلى بحزن وقالت لها.
,
, -من ساعة م جينا من السفر ونزار بيتوه عن موضوع اننا نروح للدكتورة. مع انه عمل التحاليل انا شوفتها بنفسي بتاريخ قبل م نسافر
, وبصراحه هموت واروح واودى تحاليله واعرف هنعمل ايه وحدتى قاتلانى وهموت ع بيبي
, جذبتها بلقيس الى احضانها وهى تربت على ظهرها بحنان، بلقيس لديها الاحساس المتقن ب ان ليلى تتعرض لشئ يعذبها بجيزتها الى نزار ولكنها تخفى، رفعت بلقيس وجه ليلى اليها بواسطه اصابعها لتقول لها.
,
, -هو بيعمل فيكى كده ليه ياليلى
, كعهدها تهربت من الاجابه ب اجابه اخرى
, -مفيش حاجه يابيلا، نزار كويس وحنين هو بس الغيرة العاميه بتاعته
, -هى غيره وبس، حنين بتلفت نظرى وانا عارفه وساكته مش عاوزة اخرب عليكى
, ده قرب يمنع عنك المياه والهوا
, صمتت بلقيس لتترقق دمعه على احد وجنتى ليلى، فمسحتها برفق لتتابع بلقيس
, -ثم تعالى هنا. لما هوّ عامل التحاليل وقالك هنروح للدكتورة بيراوغ ليه اذا كان فيه حاجه مش مظبوطه.
,
, هنا تحدثت ليلى ب اخر صبر لديها الى بلقيس
, -مفيش وقت يابيلا، يلا بينا نروح لها ومعانا التحاليل وكمان جبت معايا ورق كان مع ورقه لما لاحظت اسمى عليه جبته تفيدنا فيه ايه
, امسكت بلقيس بالملف الذى تحمله ليلى وقالت
, -انتى شاكه فحاجه؟
, -لا، بس انا لاقيتهم سوا جايز ده ورق عمليه اللوز بتاعتى
, اومات بلقيس برأسها نفيا وهى تتصفح وقالت
, -لا شكله خاص بحاجه تانيه، شكله عملك تحليل هناك وانتى متعرفيش.
,
, عالعموم مش عايزين نضيع وقت انا هلبس ونروح قبل م ييجى السواق بتاعك.
,
, وعلى الفور، كانا هناك بعيادة الطبيبة بلقيس وليلى منتظرين بصالة الانتظار حتى يحين دور ليلى، الثوان تمضى سنوات وتترقب ليلى الساعات خائفه من مضيهم ووصول السائق قبل ان تنقضى المهمه
, حتى سمعت اسمها، دلفت وورائها بلقيس. تبسمت الطبيبة لهما، جلسوا وبدأت ليلى برواية تفاصيل تأخرها عن موعد تقديم فحص زوجها وان ياتى معها وقدمت الملف اثناء حديثها.
,
, تصفحت الطبيبة واتسعت حدقتى عينيها هولا، حتى لاحظا بلقيس وليلى رد فعلها المفاجئ والغريب
, -مدام ليلى عاوزة اشوفك حالا على سرير الكشف
, صعدت ليلى بمساعدة مساعدة الطبيبة وبلقيس تفرك بكلتا يديها تنتظر، كشفت الطبيبة بواسطه اشعه ثلاثيه الأبعاد للكشف المتمكن والدقيق حتى صرخت وقالت جمله مهما طالت الايام او قصرت
, لن تنساها ليلى
, -جوزك فين، انا هخرب بيته!, خارج القائمة
 
الفصل الرابع عشر


ب اندفاع، كانت تهرول ليلى وبالكاد بلقيس تلحقها. اشارت الى احد سيارات الأجرة
, وما ان وقفت حتى دلفت اليها بغضب وخلفها بلقيس تحاول اللحاق بها.
, عيناها يتطاير منها الشرر، هريرتهم ذات الفراء الناعمالخائفة المستسلمه، الضعيفه المنكسرة
, من كان سيصدق كل هذا الغضب الذى ينبعث منها آلان!
, توقفت السيارة امام المكان المقصود، ترجلت منها تجرى فكانت الانظار كلها مصوبه ناحيتها.
,
, اوقفتها -موظفه الاستقبال- لدى نزار ادريس ولكن لم يسعها الوقوف، فتحت ليلى الباب بحده
, لتهرول ناحيته. وما ان رآها حتى اتسعت حدقتاه هولا وهب واقفا
, -عملت فيا كده ليييييه، لييييه
, قفزت عليه، كقطه نالت اخيرا من فأرها. مخالبها كادت تمزق وجهه تمزيقا وهى تصرخ
, اشار نزار بغلق الباب حينما توقف معظم الموظفين امامه يشاهدون الحدث.
, حاول نزار كبح جماح ليلى وتقف بلقيس غير مستوعبه ماسمعته ومايحدث امامها الآن.
,
, -ليلى. بتعملى ايه؟
, تحدثت بنبرات عاليه ودمعاتها تشق طريقها على وجنتيها، تنسال حارة تماما كالالم الذى تستشعره داخلها
, -انت اللى عملت ليه كده؟ عملتلك ايه عشان تاذينى كده عملتلك ايييه
, هدأت قفزاتها و-نبش اظافرها-وسقطت مغشى عليها!
, تستفيق من نومتها، اذ هى بفراشها الوثير بمنزلها الفخم وبجانبها نزار ينظر لها بقلق، هبت من مجلسها
, ف ادرك هو بهجوم قنبله غضب اخرى عليه فى انتظاره، فبادر هو.
,
, -ليلى! انا عملت كده عشانى وعشانكانا عارف انى غلطت بس انتى ملكى واللى بيتصرف فحاجه
, ملكه مبيتحاسبش عليها
, -يا اخى انت اييه، انت ايه كافر! لا مش ملكك ولا من حقك
, انا ليلى من حق نفسي وبس جسمى ده بتاعى انا وبس
, -جسمك من حقى وبتاعى ياليلى
, -انا هسجنك!هسجنك بالورق ده و**** لاخد حقى منك، انا فضلت مستسلمه كل ده
, لحد م عملت فيا كل اللى بتعمله كأنك بتتصرف فحته ارض ولا قطه ولاحتى كلب عندك!
, اتسعت عيناه وقال بغضب.
,
, -تسجنينى ياليلى،
, -ايوة اسجنك! والناس اللى عملت كده فين الضمير، فين تحكيم العقل
, انت قولتلهم اييه
, استرجع نزار القصة منذ بدايتها، وصولا لما هم فيه الآنكان بالفعل قد اهتم بعمل فحص وتحليل
, كما اشارت طبيبة ليلى وهو ايضا يريد ان يرى طفلا منه ليحمل اسمه وثروته بعد كل هذا.
, ولكن مافاجئه طبيبه بعد الكشف والفحص لم يكن ابدا بالحسبان.
,
, -استاذ نزار، مشكلتك الجنسيه بالنسبة للضعف اللى عندك كان لها سبب قوى فى انسداد بعض انابيب الناقل
, فالجهاز التناسلى وبالتالى حضرتك مصاب بالعقم ومفيش امل ابدا ولاحتى بالعلاج طويل المدى!
, خرج نزار، هائم على وجهه هو يعلم بمشكلته حقا ولكن مااصعب ان تواجه بعجزك على شئ وعدم قدرتك فالامر لايقتصر على ضعف فقط. بل وعقم!
, ابدا لن يرى بعينه ***** تحمل اسمه وشخصيته وشكله. وليلى!
, ياللمصيبه ماذا سيقول لها؟
,
, ايصارحها بحقيقة الامر، ام يخفيه؟ وحتى ان اخفاه ماذا عساه ان يفعل حيال اصرارها على الفحص والذهاب الى الطبيبة.
, بفكر شيطانى تسلل لعقله، وقد زعم ان هناك عمل لديه ب ولاية-كاليفورنيا- ولابدمن اصطحابها معه واجراء العمليه لها، هذا الفعل الاجرامى والذى لايرضى ****.
, ولكن حيال أطباء الغرب من يراعون ضميرهم فى كل شئ، ولابد من اخذ موافقه المريض قبل اى شئ؟
, -ليلى لازم تمضى هنا.
,
, تنظر ليلى الى الورقه المكتوبة باللغه الانجليزيه وترفع نظرها الى نزار
, -دى عشان ايه
, -موافقتك لاجراء العمليه
, -بس دى عمليه بسيطه مش مستاهله
, -انتى عارفه هنا لازم يراعو ضميرهم فكل حاجه ولازم كل شئ يمشى رسمى
, حصل على توقيعها، ومن ثم خرج الى الطبيب ليحدثه باللغة الانجليزية.
,
, -قد استجابت لنزع رحمها، وتم التوقيع فهى ترى انها بوسعها الاستغناء عن ******* مثلى تماما سواء معى او بدونى فالرابط بيننا قوى الى حد هذه التضحيه
, صمت نزار واستطرد للطبيب
, -اسيكون كل شئ بخير؟هل سيصيبها مكروه؟
, اردف الطبيب الامريكى الجنسيه
, -لاتخف، كل شئ سيكون على مايرام اطمئن
, تبسم نزار له ب امتنان له ف اشار الطبيب لهم بتحضير غرفة العمليات للبدء على الفور.
,
, بعدما قص القصه لها، كانت أصابع قدمها قد تبللت بفعل دموعه وهو منكب عليهم يبكى بحرقه عاشق مريض نفسي، تحكم به المرض حتى اذى ونال من معشوقته.
, -ليلى انا بحبك، و**** م كان قصدى أذيكى انا كنت خايف تعرفى وتسيبينى عشان تخلفى
, مش هعرف اعيش من غيرك ياليلى عشان خاطرى سامحينى
, نفضت قدمها من امام وجهه، لتتحدث بجبروت غير معروف عن عهدها تماما معه او مع غيره وترجلت بالغرفة
, تتحدث بنبره غريبة.
,
, -اتجوزتك، اتحملت الضرب والقرف والشك والغيرة وقفلتك عليا، قعدتنى من الشغل ومبقتش اشوف الناس ولا اهلى ولا اصحابي. معرفش الشارع شكله ايه الا بموافقتك
, حتى حقى ك زوجه!
, هنا التفت اليها من ركوعه تحت قدميها لتستطرد هى وكأنها لاتراه
, -كنت راضيه وساكته حتى وانا مش عايشه انوثتى زى الستات!
, امسكت بتلابيب قميصه وقالت بصوت جهور
, -طلقنى، طلقنننننى هفضحك هاخد حقى منك بكرهك مش عايزاك و**** بكرهك ومش متصوراك ابدا.
,
, اخذ صدر نزار يعلو ويهبط إثر انفعاله على كلماتها، ونظر اليها
, -حتى لو سجنتينى، حتى لو خدتى حقك زى م بتقولى مش هقولك حاجه يا ليلى
, اهون عليا السجن ولا انى اسيبك
, تركها فى الغرفه ورحل وتركها هى بمعاناتها ومصيبتها وحدها
, ؟
, يعنى ايه شاللها الرحم؟ يعنى اييه
, اشارت بلقيس ل حنين ان تغلق فمها وهى تنظر ناحية غرفة طفليها
, -وطى صوتك م صدقت العيال تنام.
,
, -وانتى ازاى تسيبيها انا رايحالها اكيد هيعمل فيها حاجه، اقسم ب**** لاخرب بيته وافضحه واجرس اهله
, -اهدى يا حنين، ليلى تعبت وهو طردنى فعلا من هناك لما وصلتها
, ليلى خلاص مش عاوزاه وهتخليه يطلقها
, -انتو جوة عندكم مخ؟يعنى فيه مخ زيينا ولا عنب بناتى
, يطلق ايه وزفت ايه واللى خده منها ومش راجع وبسببه عمرها م هتكون ام ده لازم يتشنق فى ميدان عام.
,
, و**** م هسيبه نزار الكلب، قولتلكم من الاول انا خايفه من الجوازه دى وانتو عملتوا البحر طحينه وكنتو موافقين ومبسوطين واخر حلاوة جالكم كلامى
, شوفتى نزار بك ادريس ياست بلقيس عمل ايه فبنتنا؟
, صمتت حنين لبرهه وحكت باناملها فى رأسها وقالت
, -وازاى يعنى تتعمل لها عمليه ويتشال الرحم وهى مش حاسه وحتى متعرفش مكان للغرز
, ليلى دى عبط ماشى على رجلين.
,
, -الدكتورة سألتها، وبالعافيه شوفنا الغرزة متتعداش ال2سم وانتى عارفه يعنى ايه شغل دكاتره برة مش زى هنا
, هى نفسها محستش بالم بعد العمليه او تعب ومخدتش بالها ولا مرة من الفتحه الصغننه دى
, طرقت حنين بكفها فى الحائط بقوة فاستطردت بلقيس حديثها
, -هو كان عارف يعمل ايه بالظبط عشان مينكشفش ملعوبه، مخطط لكل حاجه تفكير يهود
, هبت واقفه حنين لتصيح عاليا.
,
, -ساذجههتفضل طول عمرها عبيطه، سلمت نفسها لايده يعمل اللى يعمله ان ش**** يدفنها بالحياه ويفهمها انه لمصلحتها، انا مش هلوم عليه اد م هلوم ع ضعفها وغباءها
, ترقرقت دمعه من عين بلقيس بخزى ل تقول
, -خايفه يا حنين ومرعوبه
, -خايفه منه! ميقدرش بعون **** هسجن اللى خلفوه وهجيب حق ليلى
, -انا مش خايفه منه انا خايفه ع ليلى، العهد بيضيع مننا ولا ايه ياحنين
, احنا مكناش اده شكلنا كده.
,
, اردفت حنين بثقه وهى تنظر لكلتا مقلتى بلقيس ممسكه بكفيها
, -لا مش هيضيع يا بيلا وحياتها هى عندى ماهيضيع، هنبقى اد العهد اللى خدناه يابيلا
, اتطمنى،.
,
, مكالمة هاتفيه مشتعله كادت ان تفتك شبكة الاتصال حرارة مشاعر كلا الطرفين المتحدثين، مكالمة غراميه ومن النوع الثقيل.
, -انت مش متصور بستنى الوقت ده بالذات كل يوم يابيبي ازاى عشان هسمع صوتك فيه
, تصنعت البكاء بدلال ميريهان المعهود واكملت
, -اهئ اهئ انا مش عارفه الشغل ده رخم اوى يارب يموت
, ضحك نادر يخفوت واردف لها
, -يارب الشغل يموت! خلاص يموت ومنخلصش الشقه ولا العفش ولا نتجوز ولا.
,
, قاطعت حديثه بلهفتها المعتاده وأردفت
, -لالالا خلاص هستحمل
, صمتا لثوان، كانت يتقلب نادر بنومته فاصدر انينا واضحا نوعا ما ف همت ميريهان بسؤاله
, -بيبي. انت بتكلمنى وانت نايم صح
, -صح
, -شكلك تعبان اوى ياروحى عشان بتأن كده سلامتك
, اجاب بصمته نادر كالعادة عندما لايجد مايسعه للرد فاكملت هى
, -بيبي، ممكن توصفلى انت نايم ازاى دلوقت
, قالتها بصوت انثوى شديد الرقة، جعلته يبتسم على سخافتها لذيذه المذاق واردف.
,
, نايم عالحيط ياقلبي زى البرص عارفه البرص
, غرقت بموجه ضحك برنتها العاليه وهى تصفق، ابتسم هو بدوره فقالت ميريهان
, -بيبي ده انت قمرى اوعى تقول على نفسك كده، لابجد نايم دلوقت ازاى
, -يا ميرا اسئلتك ف منتهى الهبل، نايم مطروح ع جنبي اهو
, -واكيد براحتك صح
, -لا لابس طرحتى عشان اتحجبت جديد
, -يالاهوى عليك يانادر بتقتلنى بجد، انا اقصد نايم براحتك الدنيا حر وكده
, -ايه يابت اسئلة المتحرشين دى؟
,
, -عارف يا ندورتى هموت واشوفك كده يانهااار، امتى نتجوز
, بقولك ايه طقت فبالى فكرة، اقترح ع بابا نكتب الكتاب هموت وابوسك بوسه مشبك يابيبي
, اعتدل بجلسته بعد مفاجئته لما قالت ميريهان واردف
, -اتجننتى يابت! ميريهان اقفلى دورك ده كلام تقوله بنت لراجل هيبقى جوزها
, مطت شفتيها دون ان يدرى واردفت
, -م هو عشان هتبقى جوزى يابيبي.
,
, -ميريهان صواميل مخك دى هتتعدل ولا ايه عشان مبقتش قادر بصراحه، انا عديتلك الموقف بتاع خروجك من غير اذنى وكدبك عليا وضحكك وصوتك فالشارع وقولتى ابن خالى وخارجين وخوفت منك وهييئ ومهييئ وعديتها
, هتقلبينى عليكى ليه
, هدأت من نبره صوتها قليلا تخفف حدة عصبيته
, -كل دا وعدتها دا انت علمتنى الادب ياعمنا
, -طب قفلى ليلتك عشان عصبتينى
, -م عاش اللى يعصبك ياسيد قلبي
, صمتا فاستطردت هى قولا
, -هاه هتكلم بابا.
,
, بنبرة صوت له نائمه اردف لها
, -على ايه
, -على كتب الكتاب
, -ليه نسبق الاحداث خلينا ماشيين براحتنا يا ميرى مبحبش الاستعجال
, -طب وامتى هتبوسنى ياندورتى!
, -يلا يابت يلعن شكلك
, اغلق الهاتف دون اى مقدمات ووضعه جانبا وامسك وسادته وضعها على رأسه
, وفرد جذعه وراح فِ سباته.
, ؟
, مقولة يجب ان تؤرخ، لاتأمن ابدا سحر الأيام، احذر مكرها وغدرها. احذرها وانتبه!
,
, انتى لما تجاهلتينى وعزلتى نفسك من غير اكل او شرب ف اوضة لوحدك، تجاهلتينى وتجاهلتى المعامله معايا قصاد انى اطلقكوافقت انى اطلقك.
, عشان بحبك ياليلى، مستغربه مش كده! اه بحبك وعشان بحبك اذيتك. عشان بحبك ضربتك
, عشان بحبك حرمتك من امومتك باقى العمر عشان متتهنيش بحاجه معشتهاش معايا
, اول م شوفتك جننى تملكك، بعد م امتلكتك اتجننت ي حبك.
,
, حبيتك ياليلى ومستحيل احب اى ست فالدنيا زيك، انا هلبي طلبك وهنفذه حتى لو على حساب قلبي وروحى وحياتى اللى بيتقطعوا عليكِ
, و**** م حلفت كدب انى بجد بحبك لدرجه الجنون، للدرجه اللى خلتنى اذيكى
, انا ودعت مبلغ ليكى فالبنك باسمك، مش تعويض لا ده حق رغم انك مطلبتيش منى حاجه
, بس عمرى م انسى اى حاجه عيشتها بسببك ومعاك، حقك عليا وسامحينى
, وان افتكرتينى فيوم افتكرينى بالخيرنزار ادريس.
,
, جلس بدفاتره بثيابه المعروفه الازهريه، توسط الجلسه وفتح دفتره -المأذون- وكان كل من بلقيس وزوجها وحنين وأسر موجودين وحاضرين.
, على يمين المأذون تجلس هى -ليلى-عيناها الذابلتين المرهقتان، يداها ترتجف وجسدها كله يهتز
, انفاسها متهدجه تكاد تحرق رئتيها، وجهها ساخن تشعر بلهيبه. يا **** ماهذا الموقف وماهذه المحطه التى وقفت عندها حياتها الان!
,
, تنظر ناحيته وتشرد بعيدا بنظرها تارة اخرى، على يسار المأذون يجلس هو منكس الرأس لاينظر لأحد ولايدرك بكل الموجودين سواها.
, -مفيش حل يا جماعة نستهدى ب**** يمكن كانت وخزة شيطان
, تفوه بالكلمات هذه المأذون حتى اندفعت حنين به
, -ياسيدنا الشيخ خلص قعدتنا دى لو سمحت كل حاجه خلصانه اصلا
, -لا حول ولا قوة الا ب****، لا حول ولاقوة الا ب**** طيب ياسيد نزار بص لوجه زوجتك اذا سمحت.
,
, رفع نزار لها بصره، عيناه حمراوتان هو على وشك البكاء كطفل صغير بعد دقائق سيفقد امه!
, اما عنها هى تنظر ناحيته، تنظر بعين مكسورة تحاول التمرد ولكنها لاتستطيع ليس من طباعها التمرد والهجوم
, ارجلها تهتز تعزف على الحان التوتر بصوت عالِ، وكلمة تدوى بالآذان كقنبلة صوت دويها يفقد حاستها السمع لديها، انفرجت شفتى المأذون ل يقول
, - ارفعى وشك ياست ليلى وبصى له فعنيه، ارمى عليها يمين الطلاق ياسيد نزار.
,
, تلعثم نزار فى انفراج شفتيه ونطقه للكلمات، الكل متأهب مصوب نظره ناحيتهم
, زفر نزار بصعوبه حتى قالها
, -انتى طالق. ياليلى!
, انسالت دمعه من احدى مقلتيها لتستمع من المأذون التالى
, -قولى ياست ليلى وقد قبلت طلاقك على ذلك
, ارتعشت شفتيها، قامت بلقيس من مجلسها واحتضنتها ل تدعم موقفها
, ازدرت ريقها بصعوبه وعضت شفتيها المرتجفه وقالت
, -وقدقد قبلت الطلاق. علىعلى ذلك!
,
, اجهشت فالبكاء فى احضان بلقيس، بينما قام الجميع من مجلسهم حينما قام نزار ووصل المأذون للباب
, اندفعت ناحيته حنين بحنق
, -هسجنك على كل اللى عملته معاها وفيها اصبر عليا
, امسكت نزار من ياقته فانزلها هو ليقول
, -ليلى مضت موافقه عالعمليه ومفيش عندى اى مسائله قانونيه، بالنسبة لها هى انا لحد دلوقت مش عاوز اعمل مشكله معاكم ولاهعمل، عشان ليلى وبس.
, تركهم ورحل وحنين بمكانها بلا حراك، ترجل جلال ناحية ليلى وقال لها.
,
, -ليلى انا هوثق الورق اللى بيثبت حقك ده ومعايا كل الاوراق متقلقيش
, دنى من اذن بلقيس ل يقول
, -الموضوع حساس وانا همشى ماشى، خليكى معاها
, اومات بلقيس ايجابا وف احضانها ليلى، فقالت حنين
, -مبسوطه كده، محدش منكم سمع كلامى قولتلكم بلاش منها الجوازه دى
, الراجل ده مريب وانا مش مرتاحاله قولتولى ده نزار ادريس حد يرفض نزار ادريس حسستونى انه اخر راجل عالكوكب، كويس اللى اخده منها وعمله فيها وحتى مسائله قانونيه عليه مفيش.
,
, عشان اعبط خلق **** مضت على بياض من الثقه حتى مقرتش ايه اللى هتمضى عليه ده وثقت فغسيل مخها بسببه وسلمت له عالاخر
, -انا كنت عارف بكل الشر اللى هو فيه، كنت حاسس انه هياذى ليلى. لا انا كنت متأكد
, تفوه بها آسر بعد طول صمت، نظروا ثلاثتهم إليه بمفاجئه فتابع هو
, -روحت لريناد الهادى طليقته وقالتلى على كل حاجه، قالتلى انه مريض وانه عنده ضعف هز ثقته بنفسه
, وانه بياذى اللى بيمتلكه وكنت حاسس.
,
, اندفعت ليلى نحوه لتقول بصوت اجش
, -وسكتت لييه ي اسر، سكتت لحد م ضعت
, جثت على ركبتيها تبكى امامه، فامسكها يسند قواها ويساعدها عالقيام
, وهو يردف
, -خوفت عليكى لو عرفناه يقفل عليكى اكتر او يوديكى حته منعرفهاش حتى ولا بعد100سنه
, -ليييه طايح فالدنيا، فيه قانون نبهدله بيه
, قالتها حنين بغضب موجهه حديثها الى آسر ف اردف لها هو
, -خدتى منه اى حق او باطل بالقانون، عرفتى دلوقت تثبتى حتى انه اذاها وغدر بيها.
,
, خطت خطوات نحوه بلقيس ببطء وهى تقول بنبرة عتاب
, -وازاى تعرف ومتقولش ي آسر حتى لو كنت خايف عليها تعالا عالاقل احكيلى
, -مقدرتش. خوفت عليها و**** م قدرت
, -قول انك خوفت على نفسك
, قالتها حنين بحده، فادار لها وجهه وقال بغضب
, -انا مبخافش من حد ومخوفتش على نفسي ولا فكرت فيها، كل اللى كان همى هى ليلى
, -واديه قطعها بالحته زى الدبيحه بسببك سكوتك، انت دمرتها اكتر منه لو كنت فاكر انك بكده كنت بتحميها يعنى.
,
, -اطلعوا برة، اطلعوا كلكم برررررة
, كان هتاف ليلى عاليا وهى تزج بثلاثتهم للخارج ب انفعال غير معروف منها ولكن متوقع فى ذلك الموقف تحديدا
, -مش عاوزة حد هنا، سيبونى لوحدى بررررة سيبونى وحدى
, وانت بالذات يا آسر مش عاوزة اشوفك تانىاناعمرى ماهسامحك عمرى ماهساااااامحك
, زجتهم، واغلقت الباب خلفهم وهرولت دفنت وجهها بوسادتها واصبحت لاتريد سوى مواساة جرحها وحدها لاتريد من العالم احدا., خارج القائمة
 
الفصل الخامس عشر


)فى الوقت الحالى)
, اذا كنت تظن انك تعرف نفسك جيدا وتعلم عنها كل شئ، انت مخطئ!
, ف انتظر حتى تقع فى شرك حب احدهم وقل مرحبا لذآك الآخر،
, شارع بيكاديللى، اهم وابرز وأشهر شوارع لندن. كان فى استقبال تجوال ليلى ويزن بيوم عطله عن المشفى
, بعيدا عن العقاقير عن اجهزة التنفس، عن رائحه المورفين
, عن التعليمات والاطعمه المطبوخه بطريقه صحيه لاتحتوى ابدا على طعم شهى او لذيذ.
,
, دلفوا الى السينما ومن ثم بعدها جلسوا الى احد المطاعم يتناولون وجبتهم تحت اشراف طبيبها يزن بالطبع حتى وان كانت عطله ونزهه لابد من اتباع التعليمات الطبيه.
, -شايفه التمثال ده يا فرواله، اسمه ايروس
, نظرت ليلى ب اتجاهه وهى تتناول طعامها وابتسمت فاستطرد يزن
, -بعد م تخلصى اكل نتصور جمبه انا وانتى، وجمب الاعلانات الضخمه دى كمان
, أردفت ليلى ب اهتمام وهى تنظر نحوهم.
,
, -اه فعلا ضخمه اوى وتشد الانتباه، بس روووعه كل حاجه فالبلد دى روعه
, ماعدا البرد
, ابتسم يزن وامسك كفها كعهده يدفئهم، فابتسمت هى
, -انا مقصدش برد الجو
, -اوماال آيه
, تنهدت ليلى وقالت بعينان ارتسم فيهم الشجن والحنين
, -برد المشاعر، برد المعامله، برد الناساشتقت للى كنت فيه قبل م اجى
, ربت على كفها يزن بحنو واردف
, -وحشوكِ كل اللى هناك مش كده؟طب مين اكتر حد وحشك فيهم كلهم.
,
, ابتسمت ليلى فور تذكرهم واحد تلو الآخر، وبدات تروى مابها وقد لمعت عيناها اشتياقا
, -بلقيسمامتى اللى مخلفتنيش ومش اكبر منى اوى بس بتعرف تلملمنى بتعرف تضمنى بتعرف تاخدنى جواها تخبينى. نيمو بقا، العقل المدبر المخ والعضلات فنفس الوقت
, حنين قائدنا مش عشان هى اكبرنا وبس، هى فعلا حد مسؤل وبيعرف ينتقِ افعاله وتصرفاته
, رغم اعتراضها الدائم على كل تصرفاتى. ودايما انا وهى نشد سوا بسبب اسلوبها.
,
, بس مقدرش استغنى عنها، اخ ولد ليا فصورة بنت
, ابتسم يزن لتشبيهها ل حنين، فاكملت ليلى
, -آسر. قدره حطه فطريقى، مرة انا ادشدشه بعربيتى ومرة يتضرب من تحت راس حنين لما يتفشفش
, ومرة يدخل القسم بسبب بيلا وحاجه منتهى الغلب الازلى، معرفته لينا جاياله بمشاكل
, بس سند وراجل. جدع وصاحب صاحبه، حاجه حلوة فدنيا كلها مُر
, اختلجت عضلة فك يزن إثر وصف ليلى ل آسر ولقد عاد الى ابتسامته كأن الامر لم يكن وهم بسؤالها.
,
, -هما دول بس؟ ولا فيه حد تانى مشتقاله
, شردت وارجعت ظهرها للخلف وقالت بنبره تشوبها الحزن
, -مقدرش انكر ان كان فيه ناس غيرهم، معرفش يستحقوا اتكلم عنهم ولالا بس هما سببولى وجع كبير اوى
, بس على اد وجعهم انا شوفت معاهم ايام حلوة منسهاش
, -طب وليه الدمعه اللى واقفه على باب عيونك الحلوة دى
, سقطت دمعتها رغم عنها فبادر هو بمسحها بأطراف أنامله، قاما الاثنين وترجلا خارجا
, اراد تغيير الموضوع يزن كعهده فى تصريف الامور بحكمه.
,
, -تعرفى اننا يعتبر وسط لندن وحوالينا اجمل واشهر شوارع، يعنى لو مشينا من هنا اخر الشارع هنلاقى شارع بوست ستريت لندنومن هنا نقدر نطلع على شارع ريجنت او بوند اللى هما اصلا احسن وافضل شوارع للشوبينج ومنطقة سوهو دى اللى فيها مدينه الالعاب الترفيهيه واللى هى عمرك م شوفتى احلى ولا امتع منها بحياتك، لكن طبعا احنا فيين
, اردفت ليلى بعفوية طفله
, -بيكاديللى.
,
, -يعنى احلى هدايا تذكارية نلاقيها هنا، تعالى نختار منها ونتفرج ونطلع عالشوارع دى نتسوق وبالمرة
, تحكيلى عن اغرب خناقه اتخانقتيها مع الثلاثى بتاعك عاوز اعرف دام خصامكم لمدة اد ايه
, ضحكت عاليا ليلى وهى تخبئ شفتاها بيدها كعهدها وبدأت تروى له احدى نوادر وسابقات مشاداتها مع الثلاثى آسر وحنين وبيلا.
, )الوقت السابق)
, 40مكالمة فائته، كان الهاتف يضئ ويطفئ عدة مرات. ب إسم بلقيس كثيرا.
,
, وحنين وأسر ووالد حنين وزملاء عمل ليلى بالجريدة واجابتها هى الصمت تنظر ناحيته بعدم اكتراث على وضعيته الصامته. نائمه متيقظه بدون اكل بدون نومدون حراك.
, لاتستجيب لطرق باب منزلها لأى احد منهم، عادت الى منزل الجدة مجددا وحدها، تعيسة، حزينه، مهزومه.
,
, بعد مضى الساعات طرق الباب عدة تقريعات، لم يسأم الطارق ابدا ظل يطرق الباب مجددا ومجددا من الواضح انه لديه اصرار لتفتح وتجيبه حتى لو صبت على رأسه السخطات واللعنات.
, شعرت ليلى بالضجيج من كل هذا الطرق، ومن الطارق اذا!
, -عاوز ايه يا آسر؟!
, نظر لكلتا مقلتيها ب رجاء، وتحدث وكأنه يحدثها لاول مرة
, -عاوز تسمعينى واتطمن عليكِ 10دقايق بس، بس 10دقايق من فضلك ياليلى
, زفرت ليلى بنفاذ صبر، فاستطرد هو حديثه.
,
, -عشان خاطرى ياليلى، هقعد هنا عالسلم حتى بس اسمعينى
, ابتعدت عن طريق الدخول، فانفرجت اساريره ودلف الى الداخل. جلس وجلست امامه غير ناظره له
, فبادر هو
, -عامله ايه
, -جاى ليه يا آسر، انا قولتلك انى مش عاوزة حتى المحك ف اى حته، عاوز ايه
, تنهد وبدأ يتحدث بصوت متهدج يشوبه اللوم والضيق والخزى
, -عارف انى خذلتك، عارف انك زعلانه منى. بس اللى بيتحكم عليه بالاعدام بيتسئل الاول عاوز ايه.
,
, وانا اعدامى انى ابعد عنك ومطمنش عليكى. وطلبي الوحيد تسمعينى
, تبسمت ليلى بسخريه واردفت له
, -الصحافه علمتك ازاى تجود ي آسر، اهلا بيك كويس ان كان ليا ايد فحاجه تبارزنى بيها بكلامك دلوقت
, -انا مش ببارزك بالكلام ياليلى دى الحقيقه، ايوة عرفت حقيقه نزار وسكتت مش خوف منه بس خوف عليكى
, ع فكره هو لو غنى بفلوسه ونفوذه وانا ع ادى فربنا معايا واتعلمت ان اللى معاه **** ميهابش مخلوق.
,
, لكن انا فكرت فيها، لو قولت حنين كانت هتدمر سمعته وكان هياذيكى
, ولو ع بلقيس هى مش هتسكت وتقولك وبرضو هنوصل لنفس النتيجه ممكن يخفيكى فاى حته ومنعرفش عنك حاجه وبكده انا كان ممكن اموت نفسى عشان كنت السبب
, -انت عرفت من ريناد الهادى ازاى، كان فيه حوار معاها فالشغل
, طرق برأسه اسر اسفل قدميه ومن ثم تحدث.
,
, -لا ياليلى، انا روحتلها مخصوصمن يوم م شوفت نظرته وقت م جينا وباركنالك لوفاكرة وانا من وقتها خايف عليكِ. حاسس انك مش بخير
, قاطعت ليلى حديثه لتقول بسخرية
, -وروحت وعرفت وسيبتنى اغرق حتى ممدش ايدك كان زمان اللى فقدته موجود، كان زمانى طلعت من الجوازه دى بنفسى عالاقل مش خسرانه روحىخسرانه باكبر واحلى حلم عيشته طول عمرى
, انى اكون ام
, هنا اندفع آسر بالقول وب علو صوته اردف.
,
, -حتى لو كنت قولتلك كنتِ هتفضلى، انا سالتك فخطوبة حنين قولتيلى انا كويسه
, انتى مستسلمه وضعيفه ياليلى، انتى كنتِ مبسوطه بتعذيبه فيكِ
, انتى استحملتى ضرب وذل ومهانه وحبس ومعرفناش غير فالاخر، يعنى لو كنت قولتلك كنت هتفضلى خاضعه
, متحملنيش كل الذنب، انتِ عندك ذنب برضو
, هبت ليلى من مجلسها لتقول ب انفعال يشهد انها لاول مرة تفتعلها
, -ولو مكانش اذانى الاذى الاخير كنت هفضل وهكمل عارف ليه؟
,
, نظر لها آسر متعجب منها ومن عيناها الذابلتين الدامعتين فقالت هى
, -كنت هكمل، عشان انا طول الوقت بدور عالامان عالسند عالعيله، نزار كان امان وسند
, نزار لولا اللى حصل كنت بسعى بسببه للعيله اللى اتحرمت منها
, انا كبرت ضعيفه، عارف ليه ي اسر كان عندى 7سنين لما بابا مات
, ملحقتش حتى اشبع من حضنه، وبعدها ماما سابتنى سابتنى مفكرتش مرة تسأل عنى من وقتها لدلوقت.
,
, ربتنى تيتهست كبيرة فالسن طيبه، هتعرف ازاى تعلمنى اكون قويه تعلمنى اخد حقى
, تعلمنى مخافش، محتاجش لحد، طب ازاى كل ده وانا اصلا محتاجه وعطشانه وجعانه طول الوقت
, محتاجه دفا عطشانه ناس جعانه امان، ازاااى وحتى هى سابتنى برضو الدنيا تشيل فيا وتحطنى وانا لوحدى
, عارف ليه معملتش حاجه فنزار ولا حتى شكوى فقسم بوليس او خليت جلال يرفع عليه قضيه!
, ينظر آسر لها كما هو لم ينطق ببنت شفه كلمه واحده وهى تتابع.
,
, -عشان نزار كان بيخاف عليا من الهوا، الالم مش عاوزه يقرب منى حتى كان كل حياته ليلى
, عارفه انه مريض نفسيومريض من الدرجه الصعبه، طب وفيها ايه انا كمان مريضه
, مريضه عدم امان وحياه. مريضه خوف الفقد مريضه استرجاع الماضى
, عارف لو ماذنيش كنت هكمل معاه
, -تكملى وهو بيضربك وحابسك حتى انفاسك بيعدها
, -فيه كام حد فحياتى شغله الشاغل ليلى بكل حاجه فيها؟
, -انا!
,
, نطق بها رغما عنه ب اندفاع مشاعر، استطاع كتمانها طويلا ولكن لم تعد ب استطاعته اكثر من ذلك
, تعجبت ليلى ونظرت نحوه، فعدل آسر ماوقع به للتو
, -انا مهمه عندى ليلى، انتى وكل اللى بيشغلك مهمه عندى وعند بلقيس وحنين ليه مهمشه نفسك كده
, -عشان انا جزء من حياتكم، جزء من حياة اى حد لكن مش كل حياة حد ابدا ولاحتى امى اللى خلفتنى كان كل حياتها هى وبس!
, رق قلب آسر لحالها، وهم بقول كلمات تثلج لهيب روحها المشتعله قليلا.
,
, -ليلى اطلعى من وحدتك دى، اطلعى من عزلتك، ارمى اللى فات ورا ضهرك وبصِّ لقدام
, متخليش حد يحاول يطفى ليلى ومتستلميش لاى حاجه تضعفك قومى تانى وحاولى وعافرى فالدنيا لحد م تاخدى اللى انتِ عايزاه.
, جلست ونظرت لاسفل قدميها، فتحرك من جلسته ليكون بجانبها ورفع وجهها له
, -اوعدينى ياليلى، اوعدينى
, -مش قادرة خالص مش عارفه.
,
, اجهشت ببكاء مرير، وكأنها طفله ضلت طريق عودتها لمنزلها تتشابه كل الوجوه امامها وكل الطرق وكل الاصوات ضائعه كعادتها، ضائعه وتريد هداية لطريقها.
, دون تخطيط سابق اسندت راسها بصدر آسر ودفنت وجهها بملابسه واخذت تبكى وكأنها تتخلص من اخر دموع بمقلتيها، ضمها آسر بحنو أخ لها هذا الامر بالذات يستدعيه جانبها، طبع قبله على شعرها إثر بكاءها وهى يتحدث لها.
,
, -، ارمى اللى فات ومتعيطيش عليه، متخليهوش ياخد من وقتك اكتر من كده متخليهوش يهزمك
, تجربه وعدت واتعلمى منها
, رفع وجهها له ب انامله وتحدث مصوب عيناه على فيروزتاها وكأن حديثه طلق نارى وعيناها الهدف
, -خدى وقت وجعك ومتطوليش، وارجعى لنا احسن ليلى فالدنيا
, فتورذبول. ركود، تلك هى الاشياء التى يعانيها ابراهيم فى علاقته بخطيبته حنين، ماذا عساه يفعل
, حتى يذيب هذا الحجر. ايكسره بالقوة ام يحاول تهذيبه بالحنان؟
,
, يعملان بنفس مكان العمل وتتعامل معه وكأنه زميلا ليس اكثر، حتى فى محاولاته معها لكسر الحاجز باءت بالفشل. ياللحيرة ويالقسوة مضغتك الموضوعه فى صدرك يا حنين.
, وكيف اسمك حنين وانتِ كل معانى القسوة فى صورة فتاه!
, -معلش هطلب منك طلب واعمليه لاخوكِ ابراهيم
, كان رجاء ابراهيم هذا موجه الى احدى زميلاته بالمحطه الفضائيه فهمت هى بالاجابه
, -اؤمر يا ابراهيم خير.
,
, ينظر ناحية غرفه الأعداد مكان حنين الدائم ويرجع بنظرته ناحية زميلته واردف
, -بصى، عاوز انكش حنين اخليها تغير عليا هنمثل تمثيليه كده ان انا وانت بنهزر وانى عازمك عالغدا وكده وخليها تشوفنا
, -لا ياهيما حنين مبتتفاهمش لحسن تخبطنى بدماغها فدماغى تجيب اجلى
, -متقلقيش و**** دى تلج اراهنك حتى لو عملت اى رد فعل، دى لابتغير ولابتعرف تحب ولا تناغش ومصيبتى سوده
, ضحكت زميلته طويلا واردفت
, -طب يابنى عملت كده فنفسك ليه.
,
, -عشان بحبها من بختى، هاه هتنفذى معايا معلش ب**** عليك اول وآخر حاجه اطلبها منك
, وافقت زميلته على مضد، وبدأت الخطه. توجها بجانب غرفة الإعداد وتحدثا بصوت مسموع لها نسبيا، حول انهما قد يتناولا وجبه الغداء معا بالخارج فى احد المطاعم ومن ثم بعدها القى ابراهيم نكته قديمه وسخيفه نوعا ولكن زميلته اصطنعت الضحك عاليا، انتبهت حنين وقامت من مجلسها وخرجت اليهم.
,
, غرست القلم بكعكة شعرها ووضعت يديها فى جيب بنطالها واردفت اليهم باستهزاء
, -ايه الجمال ده يا سى ابراهيم سردينه
, تصنعت زميلتهم الارتباك بينماعلى اتسعت ابتسامه ابراهيم على بداية نجاح خطته
, -ده ايه ياعصافير الكناريا ده، سامعه مش متأكده غدا وهزار وكركره ومرمره ولا كاننا فكباريه الفورتيكانا
, خير ينفع اقف اشوف فيه ولا غير مسموح
, -طب عن اذنكم انا
, سحبت زميلتهم نفسها من بينهم وتركت ابراهيم فى مواجهه حنين وحده.
,
, -ايه ياحبيبتى انتِ بتغيرى؟
, -بص يا ابراهيم ياخويا عشان بس المرارة مش مستحمله، عاوز تخرج تتغدا تهزر تنكت اتحرق بسولار
, لكن بعيد عن مكان انا فيه ليه بقا
, -عشان بتضايقى
, ضحكت بسخريه ووضعت احد كفيها على كتفه
, -اتضايق ايه ياحسب **** صلِ عالنبي، عشان منظرى هنا فالشغل. انت بقا عاوز تتمرقع وتهزر يبقى نفسخ وكل واحد يعمل اللى عاوزه قولت ايييه
, جزت على اسنانها اثناء نطقها لكلماتها الاخيرة فخاف هو ورجع خطوتين للوراء.
,
, -لأ فسخ لأ، خلاص انا اسف ياحنين انتِ بس متضايقيش واعتبرى انها مش هتتكرر
, -اه ياخويا متتكرش، متعمليش فيها البطل احمد عبدالعزيز وانت بالكتير احمد رزق
, تركته ودلفت للداخل، زمت هو شفتيه حنقا وشعور الخذلان يحطمه. ولكن هذا هو اختيار قلبك منذ البداية
, اما السير بطريقه صامد حتى ترفع راية نصرك، او الانسحاب تلملم ذيول خيبتك.
,
, دق جرس المنزل، فتحت ليلى لتجد باقة زهور يحملها عامل من محل الورد، تحملها وتوقع بالاستلام وتغلق البابفى وسطها بطاقه مكتوب فيها كل سنه وانا هفضل احبك حتى لو اخترت البُعد. كل سنه وانتى طيبه
, نزار ادريس.
,
, مطت شفتيها والقت بباقه الزهور فى سلة المهملات، وفى منتصف النهار دق جرس الباب ثانية فتحت لتجد كلا من بلقيس وحنين وأسر وبعض زملاء الجريده مبتسمين يحملون هدايا، الجدير بالذكر قام احدهم بإطلاق-صاروخ-للزينه عندما فتحت الباب وقالوا جميعا ف صوت واحد جهور
, سربرااااايز كل سنه وانتى طيبه ياليلووو
, على نظرتها لهم الغير مباليه تفوهت بكلمه واحده اليهم
, -انا معنديش اعياد احتفل بيها، معلش مش قادره اشوف او استقبل حد.
,
, عن اذنكم
, تنحنحت واغلقت الباب!
, وهى هتفضل كده لامتى؟
, كانت تقوم بلقيس بوضع صحنين من حلوى -البفاريا-امام نادر ووالدته، فاردفت الى نادر بالرد على سؤاله
, -محدش يعرف، بقالها كتييير اوى فى عزلتها دى ليلى ولابتطلع ولا بتدخل ولابتشوف حد ولا بتستقبل حد
, تناول نادر احدى الصحنين ليتناول بلذه بدت واضحه على قسمات وجهه.
,
, -تسلم ايدك يا بيلا، بصى ليلى دى بالعافيه لازم تطلع من اللى هى فيه بالذوق بالعافيه لو سيبتوها هتفضل على حالها اللى هى فيه ده اكتئاب على فكره
, -انا عارفه ومضيقانى وهى كده، بتصل بيها بترد بطلوع الروح حتى زيارات البيت مش بتستقبل حد نفسي ترجع زى م كانت، منه لله نزار
, تستمع اليهم والده جلال وهى تتناول الحلوى، فقامت بالتدخل فى الحوار المقام حول ليلى.
,
, -و**** هى لا اول ولا اخر من تطلق عشان كل اللى عاملاه ده، ولاعشان العز اللى كان معيشها فيه
, وخلاص رجعت لبيت جدتها اللى على اده
, غضبت بلقيس وظهر واضحا فى انعقاد حاجبيها، لاحظ نادر فقال لوالدته
, -يا ماما مسمعتيش حديث الرسول-صل **** عليه وسلم-المرأه كسرها فى طلاقها، دى كسرة **** مايكتبها على حد، وبعدين معتقدش عشان المستوى اللى كانت فيه ليلى وبلقيس مبحسش ان بيهمهم المادة اد الشخص.
,
, سمعته والدته للاخر والتوت شفتيها، فقامت بلقيس من مجلسها قبل ان تصاب باختناق اكثر من ذلك
, -هطلع اشوف جلال عشان صاحى، تصبحوا ع خير
, صعدت لمنزلها، دلفت الى مطبخها احضرت صحن حلوى البافاريا ودلفت للشرفه حيث يتواجد جلال، وما ان اقتربت حتى سمعت منه هذه الكلمات اثناء مكالمته الهاتفيه
, -طب اعمل ايه تانى طيبحاضر حاضر، هحاول و**** مع ان معرفش اكتر من كده اعمل ايه
, دلفت بلقيس فتلعثم جلال وتابع مكالمته.
,
, -طيب هنتكلم تانى، سلام دلوقت
, -ايه قفلت ليه
, -مكالمه شغل وخلصت
, نظر الى الصحن ف ابتسم واخذه منها
, -بفاريا! طول عمرك شيف ممتازه
, ابتسمت بلقيس واستندت الى سور الشرفه اثر هو يتناول صحنه بشهيه، نظرت تجاهه وقالت
, -جلال مش شايف اننا اتغيرنا سوا ومبقيناش زى زمان، قبل م اخلف يعنى
, رفع بصره لها ومن ثم نظر ثانية للصحن، فقالت هى
, -معرفش حاسس ب ده ولا انا بس، حتى لما بتحاول تحسسنى بحاجه منك بحسها تاديه واجب.
,
, تحدث وفمه به حلوى بنبره عاديه
, -ليه بتقولى كده، انتى شكلك مكبره المواضيع او هرموناتك متلخبطه هى مواعيدها ولا ايه
, قال كلماته وربت الى ظهرها ودلف للداخل وتركها كما هى ناظرة نحوه، قابل كلماتها بعهده اللامبالى
, الغير آبه لشئ.
,
, فتاة الفيولين، ابدا لا تسمحى للون الاسود ب استعمارك بعدما كنتِ مركز الالوان المبهجه، المضيئه، المضوية!
, مضى الكثير والكثير من الوقت، مضى وهى كما هى حتى انها ماعادت تميز الوقت ولا الايام ولكن يبدو انه قد مضى عهد طويل وليلى على حالها.
, كانت تنقل بعض الصحون ممتلئه بالطعام كما هى للمطبخ، م حركت منهم ملعقه واحده!
,
, اصبحت هزيله جسديا وضعيفه النفس، وهى بطريقها للردهه وقع نظرها لصورة فوتوغرافيه لجدتها-رحمة **** عليها- نظرت لها وكأنها تود منها عناق حالا كى يلملم بقاياها المبعثرة!
, تذكرت اقوى واعمق قالتها لها ذات مرة ليلىاوعى مهما حصللك فالدنيا دى تنكسرى ولاتحزنى، ارمى ورا ضهرك وبصى قدامكالدنيا حلوة، حلوة بيكى يابنتى مش بحد حلوة بنفسك لا ب ابوكى ولا امك.
,
, لو فارقتك ياليلى خليكى بنفسك قويه، سيبك من اللى فات متبصيش لتحت رجلك ولا لحته حجر وراكى شنكلك، بصى لقدام اووى لبقعه نور مفتوحالك ياست البنات
, وكأن قدرها وخزها اخيرا لتستفيق من غفلتها بعد معاناة بلقيس واسر وحنين معها كى تنهض من عزلتها هذه، فالتو.
,
, باليوم التالى، اسرعت وسحبت مبلغ كبير من المال المستودع لها بحسابها البنكى بواسطه نزار، فتحت النت واخذت تتصفح بحثا عن شقق تمليك فى موقع متميز وسعر مناسب، حتى وجدت
, ذهبت وشاهدتها وقد نالت اعجابها اتفقت عليها واشترتهاومن ثم تم بيع سيارتها القديمه قديمه الطراز والشكل واشترت سيارة طراز السنه.
, بدلت طريقة ثيابها القديمه، قذفت بكل ماهو قديم. اشترت كله حديث.
,
, غيرت شكل شعرها ولونه تماما، اصبحت ليلى جديده ومقبله على الحياة،
, -كورس إيطالي! ليه هتهاجرى
, كانت كلمه لحنين جعلت ضحكات الباقيين تتعالى بسبب سخريتها فاردفت ليلى بثقه
, -ايوة نفسي اتعلمها وعاوزة اغير المود واعمل حاجه غريبه
, -طب خدى كورس فلغه هتستفادى بيها فسفر او شغل مثلا
, تفوه آسر بالاخيرة فاوضحت له بلقيس
, -انا فاهمه ليلى هى عاوزة تعمل اى جنان من غير تفكير، اعملى ياليلى طالما هتبقى راضيه كده.
,
, اعملى ومتحرميش نفسك من حاجه
, كانت تتلفت حنين حولها فى ارجاء منزل ليلى الجديد وقالت
, -الشقه جااحده! يمكن اتجوزلى فشقه زى دى عشان اتقبل الغراب ابراهيم
, -ياست ع**** هو يتقبلك
, -قصدك يا اسطا آسر شربات
, -ايه آسر شربات دى
, -ده بالنسبه للذاذه التى يحملها دمك
, -طب م انا دمى شربات فعلا
, -انت دمك شرابات مش شربات
, -مش هرد عليكى
, امسك جيتاره وتركها مشتعله يفتك بها الغيظ منه، وأردف آسر لهم.
,
, -اسكتوا مش انا حفظت عزف مقطع تحفه من اليوتيوب هعزفه ل ليلى بمناسبه كل التجديدات وانها قامت لنا بالسلامه
, -اعزف ياهانى ياعادل اعزف
, لم يأبه اسر لها وكأنها شئ غير مرئي، بدا بالعزف وغنى
, -ياناسى وعداااك، وعدك لياااا، بعدك و**** صعب عليااا.
,
, اكمل آسر وكان عزفه جميل نوعا ما، فجذبت بلقيس يد ليلى ليرقصا معا وقامت حنين معهم بعد إطلاق زغروده استهزاء بعبثهم هذا وهى تصفق لهما وبلقيس وليلى متالقتان برقصتهما وأسر يعزف وقد اتسعت ابتسامته وهو يردد كلمات الاغنيه، لوحه فنيه جميله تحفظ فى ذهن كل من حضر بها الى الابد., خارج القائمة
 
الفصل السادس عشر


قلوبنا فالهوا نصيبها. حكايه واحده متشابهه. لكن نهايتها مختلفه
, واصل الحب ده رحله. وبيه الدنيا دى بتحلى. قدرنا اصله مش صدفه!
, اطفئت ليلى مشغل قائمه الاغانى بسيارتهاوهبطت حيث مركز صف اللغة الايطالية، صفت سيارتها وترجلت للداخل بعدما هدلت هندامها وانسدال شعرها.
, كانت هذه المرة بعد حادثة سكب-كوب القهوة-على ثيابها من قبل هذا المستهتر الذى يدعى مؤيد.
,
, حقا هى تتذكر اسمه وتتذكره ايضا حينما دلفت وكان على مقعده يجلس مصوب نظره عليها ما ان تلاقت عيناهما صنع باصبعيه حركه-سلاح نارى-واطلق منه رصاص فامتعض وجه ليلى لتلك الدعابه السخيفه منه وبدأ الصف.
, مضى وقته وكان كل تركيز ليلى منصب لتعلم هذه اللغة الجديده حقا، انتهى الصف وترجل من ترجل ووقف من وقف مع صحبته وليلى كانت تمسك هاتفها تشغله حتى لا يقلق عليها احد. واذ فجأة جلس بجانبها هذا المقتحم وقال.
,
, -على فكرة انا متضايق على فونك
, نظرت له ليلى بتعجب عاقده حاجبيها واردفت
, -ايه متضايق على فونى دى، يعنى ايه
, -يعنى زعلان عشانه، اصل مش عليه رقمى يا دموزيل ليلى مراد
, تصنعت ليلى ابتسامه سخيفه له وسرعان ما تلاشت وهى ترمقه نظره تنبعث منها كلمات السخط، ترجلت للخارج فالحق بها مؤيد وهو يتحدث
, -بصى انتى ممكن فاكرانى بعاكسك
, التفتت له ليلى ونظرت له فاردف
, -بس انا فعلا بعاكسك وانا هكدب ليه.
,
, اومات برأسها ليلى علامه على ماهذا الشخص غريب الاطوار، ف اوقفها ثانية لكن هذه المرة وقف امامها مباشرة يمد يده لها بالمصافحه
, -مؤيد نور
, -و**** عرفت من المرة اللى فاتت، عاوز ايه بقا
, -عاوز نتعرف باليز باليز باليييز
, انكمشت قسمات وجهها سخريه وقالت
, -باليز! انت بقى من بتوع نتعرف
, -لا حاشا وماشا، انا من اللى بيطبع كروت نتعرف واوزعها عالحبايب
, اسرعت بالخطوات وهى تتحدث بنفاذ صبر.
,
, -اوووه ابعد عنى انا اصلا مش ناقصه وشكلك فاضى
, امسكها من ذراعها يوقفها وهو يردف
, -و**** مافاضى انا مليان جدا، معايا فونى ومفاتيح عربيتى ومناديل واستنى كده(كاد يفرغ جيب بنطاله) ولبان كلورتس وكروت ومحفظه مليان اهو انا مبكدبش
, -انت فاكر نفسك دمك خفيف
, -بالعكس انا دمى تقيل جدا مين الغبي اللى قالك انى دمى خفيف
, نفثت بوجهه واسرعت مترجله نحو محل وجبات سريعه بجانب المركز، وهى يتبعها.
,
, وقفت وطلبت شطيرة-تشيزبرجر-والقليل من البطاطا المقليه، كل هذا وهو خلفها
, فتحت حقيبتها واعطت المحاسب بطاقتها المصرفيه بعدما اسندت الهاتف، دفعت ثمن وجبتها واخذت البطاقه ورحلت عندما رأت مؤيد يتابعها استشاظت غضبا وواغلقت حقيبتها مترجله نحو سيارتها وصعدتها ورحلت.
, هم محاسب المحل بنداءها فور وقوع نظره على هاتفها الذى غفلت عنه بسبب ضيقها من مؤيد، فقام مؤيد ب اخذه منه معللا انه يعرفها وسيعطيه لها.
,
, وما ان ابتعدت حتى تذكرت الهاتف، اتسعت حدقه عينها واصطفت لاقرب مكان بالسيارة تبحث داخل الحقيبه عنه وليس له أثر، نبشت هنا وهناك
, كورت قبضة يدها وصفعت عجلة القيادة وهمت بالرجوع للمحل قبل ان يُسرق او شخص آخر يعثر عليه.
, ؟
, )فى الوقت الحالى)
, كانت ليلى تقص هذه القصه الى يزن، بعدما اخذت جلستها المعتاده بالمشفى
, اراد يزن كعهده ان يريحها بان تروى اجمل ذكرياتها فتذكرت واتبعت.
, -وبعدين لاقيتى الفون ولا ايه؟
,
, ابتسمت ليلى وقالت بصوت يشوبه التعب ولكن تحاول تجاوزه
, -لاقيته معاه مخبيه وقاعد مستنينى، انا شوفته عملت نفسي مش شيفاه روحت سألت الكاشير قاللى الاستاذ اخده روحت له وانا متعصبه انت ازاى تاخده ومش عارف ايه متنرفزه بقا
, يزن يضحك على طريقتها وهى تستعيد الموقف
, -وبعدين
, -فضل باصص لى متنح هو كان عليه رخامه يالاهوى يفرسنى وساااكت وانا شغاله اشتم وفالاخر طلعه كده بتناوله راح خطفه تانى
, (عودة لسابق الاحداث).
,
, -انا بس عاوز اقولك حاجه قبل م تاخديه، انا سيفت رقمى عليه وكتبت My man
, اغتاظت ليلى وزفرت بحراره وقالت
, -ماى مان ايه انت اكيد متخلف، انت بتستعبط انا هعملك بلاك ليست حالا
, ضحك مؤيد ب استفزاز ليردف
, -شكلك وانتى متعصبه زى الكتكوت الملون الامور اللى بيحاول يبان شرس
, -هات الفون!
, -هديهولك اصبرى، بس بشرط متعمليش بلوك لرقمى
, -لاهعمل وهاته قبل م ابلغ انك سارقه منى
, ترجل بعيدا عنها مؤيدا يدير لها ظهره بلامبالاه وهو يتحدث.
,
, -روحى بلغى، وانا هحكيلهم عالصور اللى شوفتها عليه بس تعرفى شكلك دلوقت احلى
, يعنى فيه صور فمصيف تقريبا وصور ففندق فخم شكلها بره مصر ومعاكى راجل شبه محمود قابيل كده شعره ابيض فاسود مش متأكد، وصور معاكى حتتين طراى كده منهم واحده تعبانه شويه
, وصور معاكى واد كده فاتح بوقه فكل الصور عاوز يقول انه بيغسل سنانه بسنسوداين
, وصور ليكى سيلفى ففيلا شيك بس الشهاده لله قمر بلبس البيت.
,
, غمز لها بإحدى عيناه، فتلعثمت ليلى انه رأى كل هذا من خصوصياتها
, -انا بعتهم لنفسي عشان انا بحب اشوف الحلويات، ماعدا الواد اللى بيضحك ابوسنان مرضتش اخدها
, اتسعت حدقة عينها بقلق وقالت باندفاع
, -انت خدتهم بجد
, -اه و**** ان ش**** اموت محروق
, -انت ازاى تعمل كده انت ايه، انت انسان مستفز
, -ياكلاثى عالكتكوت الملون الشرس
, -متستفزنيش بقولك وهات الفون وامسح صورى من عندك، انا فحياتى مشوفتش ارخم من كده.
,
, رفع هاتفها امامها ولوح به وهو يتحدث بثقه
, -هاتخديه بس بصراحه، همسح كل صورة فكل مرة تردى فيها ع فونك لما اكلمك كل مكالمه بصورة
, هعمللك سكرين وامسحها فوقتها، موافقه امين مش موافقه خلاص
, انا عندى قناة عاليوتيوب ووو
, وضعت يدها على شفتيه تسكته وقالت على الفور
, -خلاااص موافقه، هاته بقا
, اعطاه له وهو مبتسم واخذته منه تتصفحه بينما هو اردف لها
, -اوعى تغيرى الاسم فاهمه
, -وانت My manمنين هو بالعافيه.
,
, -لا مش بالعافيه بس هييجى وقت وهتلاقى ان ده انسب اسم ليا فحياتك
, مسح ع شاربه بشكل مثير وغمز بإحدى عينيه ولوح لها انه راحل واختفى عن نظرها تماما.
, (عودة لوقتنا الحالى)
, كان يضحك يزن بهيستريا وامامه ليلى تضحك ايضا ف اردف هو
, -ده مجنون رسمى
, -مجنون وبس ده مستشفى مجانين كامله
, -بحس انك بتنبسطى لما بتتكلمى عن مؤيد بالذات، يعنى غير لما كنتِ بتحكيلى عن نزار.
,
, انقشعت ابتسامه ليلى تدريجيا، همت بالنزول من فراشها فساعدها هو بدوره وهى تجر الانبوب الخاص بها واضعه يدها الاخرى على صدرها ووقفت الى نافذتها تنظر للسماء وهى تحاول الاستنشاق بصعوبه واردفت
, -كل واحد منهم فرحنى بطريقتهوكل واحد منهم قتلنى، بطريقته برضو!
, )فى الوقت السابق)
, عيسي ونوح جلال. طفلى بلقيس كانت تحمل واحدا وأسر يحمل الاخر فى مركز الاستشفاء الذى يتلقى الطفلين فيه علاجهم.
,
, الجدير بالذكر ان الطفلان مصابان بمرض جينى منذ الولاده لايعرف اسبابه حتى الآن، بعد فحوصات عدة لهما عثر على علاج قد يكون نافعا لحالتهما وطرق طعام معينه بل وطعام معين ايضا، وان لم يتم الالتزام تزداد كهرباء المخ لديهم وتحدث لهم تشنجات وقد تؤدى الى غيبوبه حتما.
, رحمهم **** ممايعانون وشفاهم وعفاهم واعان **** والديهم على ماوجدوه بهم من ابتلاء.
,
, -انا متشكرة ليك يا آسر، بجد الايام اثبتت انك اخ واكتر من اخ و****
, أردف اسر لها مبتسما وهو يقول بنفس راضيه
, -على ايه يابيلا متكبريش الحوار، انا مخلص شغل وبعدين حرام تروحى لوحدك
, طالما جوزك مشغول قوليلى بعد كده وانا هكون معاكى فمتابعاتهم
, تبسمت بلقيس وربتت الى كتفه بحنو وقالت.
,
, -حتى نادر اخو جلال برضو قالى اوعى تروحى بيهم لوحدك، بس انا لو قولتله بياخد يوم بحاله اجازة وكده خسارة لشغله مش عايزه احمل حد منكم الهم
, -ياستى شيلينا وملكيش دعوة، **** يطمنك عليهم يارب
, تنهدت بلقيس ونظرت للسماء، وتمضى الساعات واحده تلو الاخرىالانتظار قاتل وطفلى بلقيس اشقياء.
,
, ولديهم فرط حركه. جعلا الاثنين آسر وبلقيس يدوران فى المكان طيلة اليوم حتى حان دورهما ودلفها تلقوا الفحص كامل كالمعتاد وكتب لهما التعلميات الجديدة والعقاقير ومن ثم انصرفا الاثنين كل واحد منهم يحمل طفلا.
, -هوصلك بتاكس لحد البيت وبعدين همشى
, -يا آسر كفايه تعبك لحد كده، انا هركب وهناك هخللى اى حد يساعدنى فيهم
, -متبقيش عنديه بقا يابيلا.
,
, إثر تحدث الاثنين كانت هناك سيارة مسرعة، اصطدمت بجانب بلقيس وكادت ان تطيحها ارضا وهى تحمل طفلها فصرخت من صدمتها واسرعت السيارة بالهرب، اراد آسر ان يوقفه التقط-حجرا-من الارض وقذفه نحوها فاصابت -فانوس الاضاءة الخلفى-وكسرته و يهتف اسر بحده ويقذفه سبابا وقح.
, توقفت السيارة وهبط منها الرجل لينظر الى ماتحطم لديه بالسيارة وهم نحو آسر، وبدأت بينهما مشادة تصاعدت حتى اصبحت سبابا وضرب وتمزيق ثياب!
,
, -انا هعمل محضر حضرتك
, طرق الظابط النوباتشى بيده منضده مكتبه بحده واردف
, -محدش هنا يتكلم، اتفضلى ياست قولى اقوالك
, قامت بلقيس بوضع شكوى ضد هذا الرجل الذى قام باصطدامها ومن ثم عراك آسر، وبعدها اوضح كلا من الرجل وأسر ماحدث ف امر بوضع الاثنين بالحجز حتى يأت من يضمنهم ضمان شخصى، اما بالنسبة للرجل فالمحضر اوقع عليه عقوبه اكبر بالاحتجاز سيُعرف مداه بعد فحص كدمه بلقيس ان كانت تستحق الاحتجاز الطبي ام لا.
,
, هاتفت بلقيس جلال زوجها عدة مرات لم يجب الى هاتفهف قامت بالاتصال ب نادر الذى اجاب على الفور
, وسرعان ماكان هناك حتى يضمن آسر ويخرجه من محبسه.
, ذهبوا ثلاثتهم ب اصطحاب الطفلين الى مشفى يطمئنوا الى بلقيس، وحال آسر ايضا لايرثى له به بعض الكدمات والجروح بسبب العراك الذى حدث. قاموا من بالمشفى بتضميد جروحه وعمل اشعه لبلقيس وتبين انها بخير مجرد كدمه ليس الا.
,
, اوصلوها الى منزلها كلا من نادر وأسر بالاطفال، وعادوا الى قسم الشرطه حاملين اوراق تثبت عدم وجود احتجاز طبي لبلقيس حتى تخلى مسؤليتهم نحو هذا الرجل فى محبسه وياتى. فقط من يضمنه مثل آسر ويخلي سبيله.
, -متشكر يانادر ازعحناك وتعبناك
, ابتسم نادر وربتت الى ذراع اسر بهدوء
, -ياعم احنا اللى تعبناك نعمه 600مرة اقولها اروح انا معاكِ مفيش فايدة.
,
, عقد آسر حاجبيه تعجبا حينما سمع اسم نعمة فضحك نادر واوصله الى اقرب محطة مترو وانصرف هو فى طريقه للمنزل.
, ؟
, جارى حذف رسالة، حذفت الرساله ووضع جلال الهاتف جانبا وهو يقول بهدوءه المعهود
, -على فكره انتو اللى عملتوا كل الهوليله دى، يعنى مش كفايه يوم متعب مع الاولاد كان بتتخانقوا وتكسروا عربيات الناس
, كانت تطمئن بلقيس الى حال كدمتها امام المرأة، ثم التفتت اليه غاضبه عقب كلماته الاخيرة وقالت.
,
, -ياسلام! يعنى عربية تخبطنى وكمان نسكت، مش كفايه تعب اليوم كمان اتخبط ف اخره ومتكلمش
, اعتدل جلال بجلسته وأردف
, -ومرواح قسم ومحضر وتتصلى عليا وانا نايم وعلى نادر ليه ده كله
, -انت ايه يااخى، مبتحسش واحد ودافع عنى اسيبه مرمى وارجع مش كفايه تعبه معايا ومع الولاد احسن من اللى مطلوب منه كده وبيطنش.
,
, -و**** انا مش مطلوب منى حاجه معملتهاش، معروف كل الستات بتشيل ولادها من الالف للياء انتى بس اللى بتمنّ علينا كل شويه
, هنا نفذ صبر بلقيس فقالت له بحده وعيناها تتحدث مرارة
, -بقولك ايه ياجلال انا تعبت، احنا كل واحد مننا يروح لحاله يابن الحلال طالما كده كده انا لوحدى
, ابتسم جلال لها بسخريته اللامباليه وقال
, -هى عدوى ولا ايه، مش لازم نقلد ليلى فكل حاجه عاوزانا نتطلق ياست هانم!
,
, -انا تعبت انا مطحونه برة وجوه ومفيش تقدير ولاحتى كلمة تجبر بخاطرى، حرام كل ده حرام
, صفق لها باستهزاء وقال
, -مشكورة مجهوداتك ايتها الصحفيه المخضرمه، واحنا كمان بنتعب و**** وعاملين اللى علينا وانا مبقصرش معاكى فبعد اذنك بلاش كلامك ده بلا كل واحد يروح لحاله بلا كلام فارغ
, عاوزة ايه تمشى وتسيبي الولاد مش كده
, لوحت بلقيس له ساخره وهى تردف.
,
, -طبعا وانا ايه اهميتى غير البيت والولاد والعيشه ورضا سعادتك ورضا حماتى وملعون اى حاجه تانيه مش كده
, نفث جلال بحدة وارتدى خفيه المنزلى وترجل نحو الخارج وهو يتحدث عاليا
, -انا زهقت من النكد، انا نازل عند ماما جايز تهدى شويه ياصحافه مصر.
, تركها مشتعله كالعادة، تركها دون اطفاء نيرانها حتى بكلمه يسكب بها ماء بارد على ضغطها العصبي
, تركها تشتغل وتهدا وحدها كما اعتاد وكما اعتادت هى ولاحياة لمن تنادى.
,
, تعالى يا حنين اقعدى هنا عاوزك
, ترجلت حنين ببنطالها المنزلى الرجالى وال-تى شيرت-الاحمر الشهير لنادى الاهلى وجلست بجانب والدها حتى لمح هو القلم المغروس بجذبه بحده واردف
, -ايه ده، بيعمل ايه ده هنا؟
, تناولته حنين من والدها واعادته الى مكانه برأسها مجددا وهى تقول
, -يابابا ليه قلة المزاج دى، اعتبره الاريال بتاعى وبيوجهنىخير بقا كنت عاوزنى ليه يابوب.
,
, سحب والدها من جانبه-كيس بلاستيكى-به مبلغ من المال واعطاها اياه ف امسكته حنين وقالت
, -ايه ده يا بوب، فار ميت
, لكزها والدها باحد كتفيها وقال
, -فار ايه، فار لما يعشش فنافوخك دى فلوس يا ام لسان
, فتحت حنين لترى المبلغ فتقول بشغف
, -متقولش وافقت انى اجيب موتوسيكل واترحم من المواصلات
, -اعقلى بقا، اعقلى هتشلينى ده اخواتك الرجاله مش راكبين موتوسيكلات
, ده مبلغ تنزلى تجيبي جهازك ده غير اللى باسمك فالبنك.
,
, اللى باسمك نصيبك من ورث المرحومه والدتك لكن دول من عندى
, اغدقته حنين قبلات على وجنتيه ورأسه الذى غطاه المشيب وهو يبعدها عنه إثر ضحكاته على فعلاتها.
, -تسلم تسلم تسلم ياعم عبد**** ياجامد يا احلى اب وأعظم اب وسفن اب
, لكمها بحده فى رأسها فضحكت هى واتبعت
, -بس بص بقا عشان نبقى على نور ومتجيش تنفخنى انا لاهجيب بيهم جهاز ولا بوتوجاز.
,
, هو كام تى شيرت زى دول وبنطلونين من عند اخواتى على بيجامتين هضرب عليهم منك وكده اتعشت
, انما دول بقا هجيب بيهم موتوسيكل
, قامت من مجلسها تهرول ناحية غرفتها، فاسرع والدها بنداءها بغضب
, -خدى يابت تعالى هنا
, -لاياعم م انت هتضرب
, قالتها وهى تحتمى بباب غرفتها، ففتحه عليها وامسكها من تلابيبها ليقول بحدة
, -عارفه لو جبتى البتاع ده هخللى حد من اخواتك يركبه ويدوس عليكى بيه، دول هتجيبي بيهم جهازك.
,
, شوفى بيلا وليلى وانزلى هاتى معاهم وكلمه كمان مش هسمع، فاهمه!
, صنعت بيدها إشارة-تعظيم سلام شرطى-وانزل يده عنها ورحل وهى تتحدث الى نفسها حانقه
, -جهاز ايه هو ابراهيم ده شخص عشان يتعامل معامله عرسان واجيبله جهاز، منك لله ياللى فبالى
, انت السبب فالتدبيسه دى.
, ؟
, )الوقت الحالى)
, عروس احزانى انتِ. والوجه الآخر ل العُملة خاصتى.
, تميمة حظى انتِ ببطن الحوت، ياشمس حبي التى ابهرت الاعمى.
,
, ماذا عساى الفعل حيالكِ وشيفرة قلبى التى فقدت رُدت اليكِ دون تخطيط مُسبق!
, كانت هذه كلماته التى يسطرها يزن ب ورقة ما امامه وهو شارد لايدرى عن الوقت او المكان شيئا، شيئا غريبا
, كان يحدثه عنها، عيناها وكأنها رُسمت امامه ليرى فيروزتاها بوضوح ويهبط عليه إلهامه الروحى.
, تنهد وترجل من مكانه. خطى خطوات نحو الخارج هائما وحيدا بشوارع لندن، صامت وبداخله صخب العالم كله.
,
, يحدث نفسه وهو يسير كمتسول يضع يديه بجيب بنطاله، ينظر فى فراغ امامه لاينتبه لأحد اوينظر ل شئ.
, يحدث نفسه وكأنها اوسع مكان لسره الخفى. سره الغريب
, -انا وهى نفس المعاناة، معاناة الحب، معاناة الفقد، معاناة الوجع!
, هو ممكن حد يقابل نصه التايه كده بكل سهوله؟ ممكن حد يقابل ترياق سحرى لجرحه كده من غير مخططات سابقه؟ طب هشفيها ازاى وانا الموجوع.
,
, هطمنها ازاى وانا الغريب، هنسيها اللى فات ازاى ووجع الماضى لسه فيا، هقدر اقنعها بجمال الحياة وانا على نفسي منتهى!
, هتقدر يايزن، بعد سد كل الابواب قصادك تنزل عليك رسالة من **** فى صورتها هى، يبقى هتقدر.
,
, بعد تعب من سيره المتواصل بلاهدف، جلس الى احدى الارائك الخشبية تحت احد الشجرات، اراح ظهره عاقد ساعديه ناظر للفراغ امامه زفر زفرة موجعة ونظر امامه يستفيق من شروده اذ صوت فرملة سيارة مسرعة كادت تصدم احد الماره، فانتبه الجميع لها وعلى الفور اتى ضابط الحركه المرورية ليستدعيه معه الى قسم الشرطه ليسترجع يزن ذكرى مرة اوجعته جعلته يتمتم بخفوت داخله.
,
, -ليه حبيتى الفيلم للدرجه دى ياليلى، اختلفنا فحجات واتشابهنا فكتير والنتيجه واحدة
, امنيتك اتحققت وكأن بابا نويل كان بيوزع تحقيق الامانى يومها وجت النبوءه من نصيبك!, خارج القائمة
 
الفصل السابع عشر


)فى الوقت السابق)
, مضى الكثير من الوقت والاحداث
, فى غرفة استقبال الضيف، كان يجلس نادر بجانب خطيبته ميريهان يتحدث مع والدها بشأن امر مصيرى.
, -ايه رأيك يانادر، نخلى كتب الكتاب يوم الفرح فالقاعة؟
, اسرعت ميريهان بالرد بدلا من نادر وقالت مندفعه
, -لايابابا خليها دلوقت، لسه ميعاد الفرح بعد3شهوور كتير
, رمق والدها نظره لها ان تصمت وتابع حديثه الى نادر
, -ها يانادر ايه رأيك؟
,
, قامت ميريهان ب-غمز-نادر ب احد ذراعيه دون ان ينتبه والدها، فانتفض نادر إثر فعلتها ونظر لها شرذا ثم التفت ناحيه والدها ل يقول
, -و**** اللى تشوفه حضرتك، انا عن نفسي كل الامور مناسبه بالنسبة لى
, هنا تدخلت والدة ميريهان بدورها حامله بيدها صحن من الفاكهة الطازجه ودلفت ومن ثم قدمته الى نادر واردفت
, -ينفع اقول انا يانادر؟
, -اه طبعا اتفضلى يا طنط.
,
, -انا رأيي انكم تكتبوا دلوقت، عشان لما تروح معاك ميرا البيت عندكم تفرش او تختار حاجه ع ذوقها تكون مراتك ومحدش يقول حاجه
, نظرت ميريهان الى نادر نظرة حب ورجاء، بينما هم والدها بالقيام من المجلس بعدما سمع هاتفه بالخارج يصدر صوت مكالمه قادمه فاستاذن وانصرف وبدورها تركت الام ايضا الغرفه للخطيبين حتى يقررا امرهما سويا
, -والنبي يابيبي توافق نعمله اليومين دول والنبي والنبي.
,
, -انا عاوز افهم، انتِ ليه مستعجله على حوار كتب الكتاب ده
, مطت شفتيها وتأبطت ذراعه وقالت بصوتها الرقيق بدلالها عليه
, -يابيبي نفسي اوى احضنك نفسي احس بدفا قلبك، نفسي يحصل بينا الحجات الاكشن
, اللى قبل الجواز دى، مش لازم عشان متجوزين يحصل كده
, انا عاوزة التعطيف والتلطيف الحلو اللى فالاول ده
, تنهد نادر وهو ناظر لها ثم اردف بنبره اكثر هدوءا عما قبل.
,
, -حبيبتى كلها 3شهور ونبقى مع بعض للابد ونعطف ونلطف ونمحر ونبيض ونعمل كل اللى نفسك فيه
, -يوووه يانادر انا هموت واعيش الاكشن معاك
, -اكشن ايه هو انا داخل فيلم مع السقا
, -لامحمد رمضان هق هقهق
, ضحكت بسخريه له فضحك لدعابتها وطرق كفا بكف، فاستطردت الحاحها عليه من جديد
, -والنبي ياقلبي، هما3شهور بس فالاكشن وهعيشك احلى اكشن فالدنيا.
,
, -يا ميرا يا قلبي ياعمرى، حتى لو كتبنا انا مش فاضى للمياعه بتاعتك الفاضيه دى هيفضل الوضع زى ماهو
, لكمته بخفه ب أحد ذراعيه وقالت تصتنع الغضب
, -انا عاوزة اعرف انت ليه مش زى الشباب اللى فسنك، مطرقع ومقضيها (نظرت الى السماء) ليه ياربي
, من وسط كل الناس اقع فحب دكتور عقل دا
, قهقه نادر عاليا عقب كلماتها الاخيرة وقال لها بصوته الرصين
, -عشان لو كنت مطرقع وانتِ مجنونة كده، هنخربها ومش بعيد نتجوز فالسرايا الصفرا.
,
, يرضيكى!
, تأبطت ذراعه ثانية واسندت رأسها اليه وقالت فى حِنو
, -يرضينىاعيش معاك ان ش**** فسجن ياسيد قلبي
, تبسم نادر وامسك احد كفوف يديها وقبلها بحنو من الداخل، ونظر لمقلتيها بعد ان ربت على كفها بطريقته المعهوده معها، فعلة منه ابلغ من الف كلمة!
,
, وعلى ذكر تحديد ميعاد العُرس والزفاف، كان ابراهيم يهرول ب فرحه الى حنين بعد انتهاء حلقة من حلقات البرنامج التى تقوم ب اعداده، مُقبل عليها واساريره ينبعث منها الحان الفرح ف ادركته هى بصدها المعهود بعدما عدلت وضع نظارتها الطبيه على انفها
, -فيه ايه يا ابراهيم خير؟
, -مش هتصدقى يا حنين كنت بكلم مين دلوقت
, -مين
, -هقولك ع خبر بمليون جنيه
, -ماتخلص يا ابراهيم، اخلص هى فزورة
, تلاشت ابتسامه ابراهيم نسبيا وأردف لها.
,
, -طيب بالراحه ياحنين دايما عصبيه كده، اسمعى بقا ياستى انا لسه قافل مع والدك
, وقاللى كلم حنين تحددوا سوا ميعاد الفرح وياريت يكون فاقرب وقت لان تقريبا كل حاجه خلصت عندك وعندى يبقى نستنى ليه
, صنعت حنين حركه باصبعها وكأنها تفرغ اذنها لتسمع جيدا وسحبت القلم من لفة شعرها لتردف الى ابراهيم
, -قولت ايه يا ابراهيم؟
, -انتِ كل ده مسمعتنيش؟
, التوت شفتيها حنقا واهتزت فى مكانها وقالت
, -زفاف مين يتحدد انا وانت.
,
, -دا الطبيعى فترة خطوبتنا طولت وانا وانتِ خلصنا كل حاجه يبقى نستنى ايه
, -دا الطبيعى للناس العاديه يا ابراهيم ياخويا
, -اومال احنا ايه اتنين من الفضاء
, اصطنعت ابتسامه صفراء له وسرعان ما تلاشت واتبعت
, -لا الدم الخفيف ده هيبقى ف وشى ليل ونهار، نتجوز ليه يا ابراهيم ليييه ياحبيبى
, -وهى الناس بتتجوز ليه ياحنين
, -يعنى انا. كل دا ومعاملتى ليك واقول دلوقت يزهق دلوقت يفسخ دلوقت يحل عنى
, لا مفيش وكمان بتحدد الفرح مع بابا!
,
, -انا عمرى ماهسيبك ياحنين حتى لو عملتى ايه وعارف ان كل افعالك دى من ورا قلبك
, -لا من صميم قلبى من صمصوم الصمصوم ومن غير حلفان
, قطع جدالهم صوت هاتفها اذ بمكالمه قادمه من والدها، طرقت بقدمها الارض غضبا واجابت الاتصال
, -ايوا يابوب.
,
, اصدر والدها يشخصيته العنيده القوية التى ورثتها هى عنه فرمان كالآتي، ضرورة تجهيز كل مايتعلق بيوم زفافها لان قريبا سيتم تحديده مع ابراهيم وسَتُزف اليه حاولت التملص وان تقدم اعذار بينما لن يتم اعطاء لها اى فرصه من قبل والدها ومن ثم صُدر الحكم واغلق المكالمه.
, نظرت الى ابراهيم نظرة تطاير الشرر منها عقب المكالمه التى سمعها ابراهيم بالكامل، واردفت اليه وهى تكز على اسنانها يكاد صريرهم يكون مسموع.
,
, -بقا عملتها وخليت بابا فصفك وهتحددوا الفرح وانت مصمم صح
, اومأ ابراهيم ايجابا فاستطردت هى
, -تمام جدا وحلو خالص نتقابل فساحه القتال بقا ياابراهيم سردينه
, تركته وانصرفت على عجل وشياطين الارض تتقافز امامها، فعقد ابراهيم حاجبيه بعد سماعه اخر كلماتها فتمتم الى نفسه بخفوت
, -ساحة القتال، يا ابراهيم سردينه! هى هتموتنى ولا ايه؟ياربي دى جوازه ولاجنازه
, يخربيت يا حب ويخربيت معرفتك،!
,
, انا عاوزة اعرف بعد دا كله، انت عاوز منى ايه
, اجابها مؤيد عبر الهاتف وهو يلعب رياضة-الضغط-بمنزله واضعا اسلاك السماعات الخارجيه للهاتف ب اذنيه
, -انا مش هكدب عليكِ، الاول استفزني انك مش عاوزة تتعرفى عليا واستفزنى اكتر انك منفضالى
, فحبيت اكسر عنادك بحاجه تخليكى غصب عنك تكلمينى، لكن دلوقت انا مش عاوز غير انك تكونِ معايا.
,
, وانا خليتك تشوف فونى بنفسك ان مفيش اى صور ليكِ عليه كل الحكايه انى لعبت عليكِ لعبه عشان توافقى وتتعطفى نتكلم
, ضحكت ليلى بخفوت، ومدت يدها تضئ مصباح-الاباجورة-بجانب فراشها بعد ان تمدت عليه واردفت
, -طب نتكلم بعد ماتخلص تمارينك عشان بتقطع فالكلام وانا بصراحه قلبي بيوجعنى من الطريقه دى
, توقف لبرهه وقال وهو مبتسم لتظهر بوضوح غمازتيه
, -قلبك بيوجعك عشانى! بتحبينى ياهدى
, ضحكت ليلى واردفت بصوتها الرقيق الانثوى.
,
, -يابنى قلبي بيوجعنى بحس ان انا كمان بتكلم وانا ببذل مجهود، هو اى هجص وخلاص قال بحبك قال
, صعد مؤيد الى جهاز السير الكهربائى بمنزله بعدما انتهى من رياضه الضغط واردف لها بعدما ارتشف رشفه من عصير الطاقه الخاص به
, -طيب بصراحه، دلوقت مفيش اى حاجه تغصبك على انك تتكلمى معايا، مكمله ليه
, داعب ليلى خصلة من خصلات شعرها وهى تتحدث له
, -معرفش، عامللى حاله حلوة صحيح فالاول كنت مستسخفاك جدا ودمك تقييل، بس جنانك وهزارك.
,
, وطريقتك لما كنا بنروح الكورس سوا لحد م خلص، لما تطق فدماغك حاجه وتخلينى اعملها معاك
, كلها مخلياك عامل حاله حلوة عندى، وبصراحه اكتر
, انا كنت خارجه من اسوء تجاربي وكنت محتاجه لحد زيك فحياتى
, مسح على شاربه علامه على ثقته بنفسه وانه على وشك الانتصار بأن يحظى بمسمى لعلاقته بها قريبا
, واردف
, -تعرفى، انا عرفت بنات بالهبل صاحبت وخرجت وكل اللى يحبه قلبك واظن شوفتى دا ومخبتش عليكِ.
,
, بس انتِ الوحيده اللى ليكى حته خاصه عندى مش شبه حد ومش زى حد فكل حاجه
, -مش فاهمه
, -فريدة من نوعك ياليلى، كانوا سموكِ فريدة يليق اكتر بسموك عن ليلى
, ابتسمت وهى تفرد جذعها لتتحرك براحه على فراشها فيستطرد هو
, -بسكوته، وعفويه. طفله وفنفس الوقت ست عاقله وناضجه طيبه ونرفوزه
, ليكِ قواعد خاصه ومفيش حد يشبهك
, ضحكتك لوحدها كتاب من 100صفحه ولون عيونك غلب جمال بحر مطروح اللى غنت له ليلى مراد.
,
, ليلى مراد اللى تتسمى على اسمك مش العكس، ليلى وانتى ليلى اللى اكيد من كل الدنيا هيجيلك المجنون
, مجنون ليلى اللى حكت عنه الروايات والحكايات
, بنوتة مميزة بنوتة مالهاش شبه ولا هيكون unique!
, -ايه؟
, -لاصحصحى معاياكده انتِ بتنامى ولا ايه
, -لابس بجد مسمعتش الكلمه الانجلش
, -اومال كورسات وحركات
, -هو انت عشان مترجم هتشوف نفسك عليا ولا ايه
, ضحك مؤيد عاليا واردف
, -لاياليلو مش هشوف نفسي، uniqueيعنى مميزة وفريده ومالكيش شبه.
,
, ابتسمت ليلى لجميع كلماته التى تفوه بها اخيرا، شعرت بشئ ما يداعب قلبها وقلبه ايضا
, نفس الوقت بنفس النبضهقطع هذا الهيام صوته بعدما نظر امامه الى ساعة الحائط
, -ليلو، قومى خدى دش وهعدى عليكِ
, تعجبت ليلى ونظرت الى ساعه الهاتف واردفت
, -ليه، انا كنت رايحه انام
, -لا نوم ايه، يلا مفيش وقت
, -على ايه طيب مش تفهمنى.
, هبط من جهاز السير الكهربائى متوجها نحو حمامه الخاص الزجاجى وهو يخلع مايرتدى بعفويه ويتحدث اليها.
,
, -بصى معرفش هنعمل ايه بس هننزل ونخرج سوا ودلوقت وهنعمل اى جنان يطق فدماغنا
, ياسمو البرنسس
, ضحكت ليلى وهى تغطى شفتيها وقالت
, -انت مجنون وانا مش هعرف اجارى جنانك دا
, -لا هتعرفى، يلا بالامر الملكى قومى مسافه السكة وهتلاقينى تحت
, اغلق الهاتف دون ان يسمع اى رد منها، ابتسمت ونظرت الى خزانتها فقد ارتضت امرا واقعا.
,
, وماعليها الا الطاعه ولكن هذه المرة تختلف، هذه المرة الطاعه عن رضا عن قناعة، عن نبضه مجنونة نبشت قلبها وماعليها الا التسليم.
, ؟
, إني مذبوح فيكِ. من الشريان إلى الشريان
, علمني حبك كيف الحب يغير خارطة الأزمان
, علمني أني حين أحب. تكف الأرض عن الدوران
, علمني حبكِ أشياء ما كانت أبداً في الحسبان
, فنجان من الشاى الاخضر يوضع على طاوله، وبظهرها ترجع للخلف لتستطرد حديثها الى آسر الذى ينظر لها.
,
, الآن نظرة لايفهمها سوى عاشق ذبيح سكين نبض قلبه الخاطئ.
, -لسه فاكره تحكيلى كل دا دلوقت ياليلى؟
, توترت مقلتيها واردفت له برجاء عدم غضبه منها
, -و**** يا آسر الحوار مكانش فدماغى اصلا عشان احكيه، حتى بيلا وحنين محكتش ليهم اى حاجه
, هز رأسه متفهما، امسك فنجان قهوته ارتشف وارجعه مكانه وقال
, - حاسه انك بتحبيه؟
, اطلق رصاصه كتساؤل وفى الوقت ذاته مصوب نظره الى مقلتيها ينتظر انفراج اجابه من شفتيها.
,
, -تعرف يا آسر، رجعتنى لسنين ورا لما اول مرة سالتنى عن نزار بس حاسه المرة دى نبرتك مختلفه
, -عشان وقتها كنت حاسس، لا كنت متأكد انك مش بتحبيه بس متردده لفرصه جواز مناسبه
, لكن دلوقت وانتى بتتكلمى عن مؤيد حاسس انك طايره من الفرح لانه فحياتك
, بللت ليلى شفتيها ورفرفت ب اهدابها عدة ثم قالت
, -هو بصراحه خلانى احس احاسيس عمرى م حسيتها، واعيش جو حلو ومش بيتعدى حدوده معايا
, -بتحبيه؟
, كز وهو ينطق الاخيرة قالت هى.
,
, -احنا اصحاب يا آسر
, -زى انا وانتِ كده
, قالها بنبره يشوبها الحزن، وخزت قلبها ل لحظه وتعجبت منها، فتابعت هى
, -مفيش حد فالدنيا هيبقى عندى زيي انا وانت يا آسر
, تبسم بينما اختلجت عضلة فكه رغما عنه، ارتشف رشفه اخرى من قهوته
, وهم بسؤال آخر
, -وضعه الاجتماعى والمادى كويس؟ لو معاكِ صورة له وريهالى
, تبسمت ليلى وفتحت هاتفها وبحثت عن صورة له التقطتها هى لهما سويا أثناء احدى تنزهاتهم المجنونة.
,
, نظر له برصانته وهدوءه إثر اخبارها هى له عن بعض معلومات تعلمها هى عن مؤيد
, -هو حالته الماديه كويسه وعايش لوحده بيشتغل مترجم فى اكاديمية كبيرة وأوقات كتير بيسافر برة رياضى زى م انت شايف مسبقش له اى ارتباط بس عنده اصحاب وصحبات كتييير
, هز رأسه آسر وهو يتابع رؤية كل الصور التى تخصه على هاتف ليلى صور بمفرده وصور له هو وليلى سويا
, واردف وهو ينظر للهاتف
, -زير نساء يعنى، نطلع من واحد مريض نفسيا لزير النساء.
,
, ضاقت ليلى بما تفوه آسر اخيرا فظهر على قسمات وجهها، حتى انتبه هو ف اسرع بتصحيح الموقف
, -انا خايف عليكِ ياليلى، محدش فالدنيا و**** يخاف عليكِ ادى!
, عضت على شفتيها السفلى بحزن وهى ترتشف من كوب الشاى، فامسك بكف يدها
, -انا مقصدش حاجه غير انى نفس اتطمن عليكِ، فاكرة اما قولتيلى انت اخويا اللى كان نفسي فيه وسندى وحمايتى، و**** ياليلى بقيت احس ان دى كل مهتمى عشان بجد انتى اهم مافحياتى.
,
, سكت ل ثوان وهى على قبضه يده لطرف يدها وتابع حديثه
, -قولتيله على ظروفك كلها؟
, اومأت برأسها نفيا فتفهم هو الامر ولم يستطع الاثقال عليها بالاسئلة اكثر من ذلك، اعطاها هاتفها
, واراد تغيير مجرى الحديث
, -طبعا اكيد سمعتى بتحديد ميعاد فرح المهبوشه حنين
, تبسمت هى كطفله سرعان ماتناست الامر وقالت
, -آه وفرحنالها اوى، **** يتم لها بخير ويهديها على ابراهيم غلبان وبيحبها.
,
, -حنين دى مينفعش معاها ابراهيم، دى عاوزة واحد ياكلها ببوكس جمب عينها وهو بيفطر
, يقلبها بشلوت قبل النوم، حنين عاوزة مركز تأهيل عشان يفهمها انها بنت وتتعامل ك انثى بدل ماهى جعفر كدا.
,
, ضحكت ليلى عاليا فضحك هو انه انساها الامر سريعا، يدرك آسر بل عنده يقين ان مفاتيح ليلى لم ولن يعثر عليها غيره ولكن ما الجدوى اذا كانت لاتراه سوى اخ وهو يرى ان هذه الرتبه التى منحته اياها افضل بكثير من رتبه حبيب يمكن رحيله فى اى يوم، لكن الأخ علاقه لاتمحيها الايام مهما حدث.
, )فى الوقت الحاضر).
,
, دفترها وردى اللون الذى يظهر على غلافه بوضوح صورة الشخصية الكارتونية سندريلا وقع فى يد يزن من دون قصد، او ان كان يقصد على كل حال هو لايريد التجسس على مذكراتها الخاصه!
, هو فقط لديه من حب الاستطلاع مايريد معرفته مالذى يحمله هذا الدفتر بين طياته ليرسم شخصية لا احد يعلمها عنها، عن ليلى. شخصية تعيش وتتعايش بها داخل صفحاته.
,
, لذا، فدفترها هذا صديقها معظم الوقت، لاسيما طيلة الوقت ان تركته قليلا بحقيية يدها لتفعل شيئا اكثر اهميه من الامساك به والكتابه بداخله واغلاق صفحاته على مايحوى من اسرار.
, تناوله برفق، بداخله شعور يلومه ان لا يقوم بفتحه وقراءه مايحويه.
, فعل يُعاب عليه حقاً، ولكن كيف وهى من الاساس تخبره بكل شئ عنها دون كذب او حتى محاولة منها فى تغيير مجريات الاحداث التى ترويها له.
,
, ما الذى يدفعه لفتحه ويريد معرفته، هو يكاد يكون علم عنها اكثر مما تعلمه هى عن نفسها.
, بين صراع القاء لوم من نفسه عليه وبين الحاح فضوله
, قرر ان يفتح اخر ماتوقفت عنده فى توثيقهوقعت عيناه على حروفها هذه وقد انبعثت من شفتاه ابتسامه جانبيه
, وكأنه بداخله كان يعلم المكتوب بإحتراف، تعتقد انت انه قد احضر جنى يقرأ له الافكار!
,
, كانت هذه هى كلماتها التى حركت نشوه ما بقلبه تخصها وحدها تخص وجودها وكيانها وروحها ووقع صداها بحياته وبعالمه: .
, ستبقى داخلها تلك الطفلة ذات الأعوام الخمس. مهما زاد في رصيد عمرها عددُ السنوات! وصارتُ إمرأة كبيرة، ناضجةُ العقل! ستظل هى التي تركض بفرحة حين يأتي إليها شخصا ع هيئه عوضا كاملا لها عما فات!
, متعلقة بأطراف أصابعه متلمسة الأمان. منتظرة الدلال وكأنه أبيها.!
,
, متوقعة جرعات وجرعات من الحنان يرويها.! فان حالفك حظك ان تكون انت! فلا تبخل يومًا أن تُطعمها شتي النكهات من بئر مشاعرك! لو فعلت، ستختزل كل البشر فيك أنت!
, ومازال على بسمته هذه، فامسك بالقلم المعلق اعلى الدفتر وكتب بخط يده تحت اخر سطر كتبته هى
, قد حالفنى الحظ سيدتى، وانتى بالفعل قد اختزلتى كل البشر على هيئتى وحدى
, ولكنى اخاف عليكِ قلبككما اخاف عليكِ قلبي.
,
, فالجريح ليس باستطاعه ان يضمد جريح آخرولكنى سأحاول يا. فراولاية.
, وضع الدفتر كما كان جانبا، فدلفت ليلى متعبه تجر انبوبها فساعدها تصعد الى فراشها بيسر وتنفست بصعوبه ومن ثم اردفت
, -انت كنت ماسك النوت بتاعتى؟
, تلعثم هو فقال برصانته المعهوده وصوته المميز لها
, -انا بس لاقيته هيقع ف
, -متحاولش تكدب يايزن، انت فتحته وقريت منه صح
, تبسم لها، ليس ذكاء منها ان تعرف هى تستشعره حتى ولو كان يجاورها فى بلد اخرى.
,
, -مش عارف كان عندى حب استطلاع، بس مقرتش الا اخر حاجه و****
, سعلت هى بشدة بعدما ضحكت بخفوت، فاسندها هو بيديه وقال ب اهتمام
, -معرفش بعد ما اتحسنتِ ليه بقيتى كده ورجعنا كام خطوة ورا
, قبضت على كفه بشده ومن ثم مددت جسدها على الفراش وقام هو بتغطيتها من البرد وهو يمسح جبهتها بحنان حتى استسلمت للنوم اقترب من اذنها وهمس بهدوء
, -روحى متعلقه بروحك، خليكِ فاكره دا. ماشى؟
,
, طبع قبلة على جبينها وانصرف بعد ان اغلق باب غرفتها عليها.
, ؟
, استفاقت بلقيس من شرودها اثر رؤية كوبا ساخن من الينسون يمده اليها نادر ويقف جانبها ينظرون للفضاء امامهم.
, -تسلم ايدك يانادر، معلش بقا عالازعاج
, -بس يا نعمه بطلى هبل، اصلا انا كنت مخنوق وعاوز احكى مع حد وماصدقت انك نزلتى
, تنهدت بلقيس فتابع نادر
, -جلال جاى امتى؟
, -بعد بكره، يخلص القضيه وجاى حاسه بجبل على صدرى يانادر
, -ومين سمعك!
,
, توقف عن احتساء مشروبها ونظرت له بعدما فرغ فاهها تعجبا فقال هو
, -مالك؟
, -ايه ياعريس، فيه حد يبقى فرحه قرب ويبقى عامل كده برضو
, ولا اسمى ده توتر التجهيزات والحجات اللى قبل الجواز دى
, زفر نادر زفره عميقه شعرت بلقيس انها اتيه من اخر انفاسه، زفر وهو ينظر الى السماء متابعا تلألأ النجوم امامه واردف
, -مش عارف، فيه حاجه غلط والحاجه دى فيا انا، ميرا بتحبنى. بتحبنى ايه دى بتعشقنى.
,
, وانا عارف وحاسس دا، امور الجواز والتجهيزات ماشيه تمام الحمد****
, بس انا مش مبسوط مش حاسس انى مبسوط وانا داخل دنيا جديده حتى بعد كتب الكتاب محستش بتغيير رغم انها هى طايرة من الفرح
, -نادر ليه مبتقولش ابدا انك بتحبها، دايما بتقول انك حابب وجودها حابب حبها ليك. بس انك تقول وتصرح بحبك ليها مباشر كدا. محصلش!
, ترك سور الشرفه وجلس الى مقعد خلفه ومن ثم جلست هى بدورها امامه، واستطرد نادر كلماته.
,
, -ساعات بحس انى مثلا قافل زى ماهى بتقول او مشاعرى جامده مبحسش
, قاطعته بلقيس لتقول مبتسم ثغرها
, -انت مشاعرك جامده! انت احن شخص انا شوفته فحياتى
, لمعت عيناه ونظر لها مبتسما، اخيرا عدل صورته أمام نفسه انه سوى فقال لها
, -**** يخليكِ يا نعمة بس بجد.
, -بس ايه، كفايه لو اتصلت بيا وكنت مثلا مخنوقه من حاجه بتحس حتى لو مش شايفنى
, كفايه سؤالك واطمئنانك عالولاد ب استمرار كفايه احساسك بينا كلنا.
,
, يالاهوى يا نادر حنيتك دى تملى كون بحاله
, -بتبالغى يابيلا
, -طالما قولت بيلا يبقى مش مصدقنى
, -لا و**** مش كده، بس معرفش مع ميرا اللى هى فعلا مراتى وحبيبتى انا مش كده ليه؟
, -يمكن انت بيتهيألك عشان هى مشاعرها جياشه عنك وبتحبك اكتر، لكن صدقنى انت احن راجل عالارض
, استنى وشوف نفسك معاها بعد الجواز كل دا حيتهد وهتبقوا اسعد زوجين ان شاء ****
, انا واثقه ف كده جداً
, تبسم هو واسند رأسه الى كف يده، فتعجبت هى من نظرته وقالت.
,
, -بتبصلى كده ليه؟
, -عشان انتِ احلى حاجه عملها جلال فحياته
, كلمات ثناءه عليها معتاده لها دوما، فهو لها بمثابة مسحه بلسم ناعم على جرح غائر عميق يريحه ويطيبه لا اكثر، جبرا لخاطر مكسور منذ امد. نحن لا نختار رتبه المقربون لدينا ابدا، هم من يختاروا وجودهم بقلوبنا باتقان يختارون المكان والرتبههم من يفعلون ذلك ولا سلطه لنا على قلوبنا وساكنيها ابداً., خارج القائمة
 
الفصل الثامن عشر


انت تريد وانا اريد و**** يفعل مايريد، ترتيبات القدر دائما تحرج عن سيطرة البشر
, فياللصدفه! تم تحديد موعد زفاف نادر وميريهان وموعد زفاف حنين وابراهيم
, وقدريا يكونا فى نفس اليوم!
, متعارف بالافراح المصرية ان يتم تحديد موعد الزفاف على اساس خلو القاعه للحجز، فاصبح زفافين فى يوم واحد لنفس العائله.
,
, اى ان بلقيس ليس باستطاعتها ان ترى حنين عروس او تكون بجانبها فى هذا اليوم، وماعلى ليلى سوى مجامله هذه وتلك متأرجحه بين الزفافين.
, اشترت ليلى فستان انيق يحمل لون قرمزى استطاع ان يبرز جمالها اكثر متلئلئ عليه منقوشات فضيه، وارتدت حُلّى تليق بها وصففت شعرها عند مركز خبيرة تجميل وتصفيف فاصبحت برنسس حقا كما يدعوها مؤيد.
,
, والاميرة لا تريد سوى امير ينتظرها ليأخذها الى الحفل مصطحبا إياها عند الدخول، ولكن حظ ليلى كان واسع حينما كان ينتظرها اميران ليس اميرا واحداً.
, -آسر! ايه الشياكه دى
, دلف اسر الى شقتها مبتسما بعد سماع مجاملتها له، يعدل هندام بذلته والى اقرب مقعد جلس.
, -ثوانى بس ومؤيد جاى عشان ننزل كلنا سوا.
,
, تلاشت بسمة آسر من على وجهه واومأ متفهما، بينما دلفت هى تأتى بهاتفها فتجيب عن مكالمة مؤيد فتخبره انها قادمه اليه طالما ينتظرها اسفل البناية.
, -مؤيداعرفك آسر احسن وافضل واجدع اخ وراجل فالدنيا
, قالتها بكل شعور الحب الذى يملئها نحو آسر، فتبسم آسر بينما عقد مؤيد حاجبيه غرابه ومد يده مصافحا الاخير
, -اهلا يامعلم
, -مؤيد يا آسر اللى حكتلك عنه
, -اهلا بيك يامؤيد
, تلتفتت حولها ليلى ثم قالت بعفويه.
,
, -هنروح بعربيتى ولاعربيتك يا مؤيد؟
, هنا اندفع آسر مجيبا عن تساؤلها دون انتظار رد من الاخر
, -خلينا انا وانتى فعربيتك وهو ورانا بعربيته عشان فالرجوع يعنى.
, نظر مؤيد اليه، من هذا المتحكم الآمر الناهى وله السلطه والمساحه كهذه، فاردفتانا ليلى
, -ممممم خلاص ماشى
, -لا مش ماشى، احنا هنروح فعربيتى كلنا انا وانتى بعد الفرح خارجين، ده لو آسر بيه معندوش مانع.
,
, ضاق آسر من لهجه مؤيد الساخرة هذه، ومن ثم حاول ان يخفى ضيقه بسؤاله الى ليلى
, -خارجه فين، احنا هنروح فرحين واكيد هنتاخر اوى
, تلعثمت ليلى واجابته وهى تنظر اليه تارة والى مؤيد تارة
, -معرفش هو مؤيد بيطلع بحاجات كده فجأة
, -لا طبعا مينفعش يخلص الفرحين وروحى عالبيت
, هنا عقد مؤيد ساعديه وتحدث بلهجه استهزاء
, -هى طفله! هى اللى تقرر، ماتتكلمى ياليلى
, هنا اردف آسر بهدوءه المعهود الى مؤيد وتكاد تمزقه الغيرة.
,
, -هى مش قالتلك اخوها، خلاص اخوها وبقولها بعد الفرح هوصللها بنفسي لحد هنا
, تدخلت ليلى لتفض النزاع القائم حولها
, -يخلص بس الفرحين وبعدها نقرر ياجماعة، معقول اول مرة اعرفكم ع بعض تتناقروا كدا
, عم الصمت على ثلاثتهم لثوان، فهم مؤيد بقوله
, -طب هنروح الفرح فليلتنا دى ولا هنبات هنا تحت البيت
, ضحكت ليلى لمجاراة الامر بينما كان كلا من مؤيد واسر يشخصان بصرهما الى بعضهما البعض وكأن بينهم حربا اعلنت اشارة بدءهاالليلة!
,
, كان مقصدهم بالبداية زفاف حنين بما انها اقرب الى ليلى وبعدها سيحضرون زفاف نادر، وصلوا الى القاعه
, ودقائق وحضرا العروسين، كانت حنين فى ابهى حلّتها عروس حقا غير اى مرة تلقاها بها وكأنك لا تعرفها.
, بالطبع عمرها يفوق الثلاثون، ثلاثون عاماً بهيئتها هذه كما هى مظهر رجالى وشعر ملفوف يتمركز بنقطه واحده ووجه كما خلقه ربه لا يعرف معنى مساحيق التجميل او اى لمسات انثوية.
,
, اليوم شعرها مصفف كعروس ومساحيق تجميل اظهرت وابرزت جمال وجهها، لاتوجد نظارة طبية او رفيقها القلم المغروس دائما.
, حنين فى ثوب جديد، كل ماهذا كان بسبب والدها الذى صمم حضور تجهيزها كعروس حتى لاتظهر بمظهر محرج كما قبل فى خطبتها.
, دلفت متابطة ذراع ابراهيم زوجها ويزفها من الناحيتين المدعوين بكاميراتهم وعدساتهم كان وقد احضر آسر كاميرا عمله وخصص لحنين بطاقة ذاكرة لصور زفاف حنين.
,
, كان يلتقط اللقطات لها ويضحك على التواء شفتيها وزمتها وحنق وجهها على عكس ابراهيم الذى تبدو الفرحه ظاهرة على وجهه من بعد مترات!
, رأت حنين اسر وهو يتقدم امامها ويلتقط ويضحك، صنعت له اشارة بانها تتوعد له، رآها واكمل هو تصويره وهو يخرج لها-لسانه-كطفل يقوم بكيد *** اخر.
,
, جلسا الى مكان العروسين المخصص لهم، واتى المدعوون والمهنئون من كل حدب وصوب يباركون ويهنئون. بدأت الاغانى المصرية الشعبية المتعارف عنها بحفلات زفاف المصرية.
, لمح اشقاء العروس عدم انفراج وجهها على للابتسام قط، فجذب الاكبر يد الاخر وتبعه اصغرهم سنا وهم شقيق حنين الكبير بامساك يدها وجذبهالتقاسمهم هذه الرقصة -الشبابية-الشهيرة ومتدوالة بين شباب مصر.
,
, والجدير بالذكر ان حنين بعد اندماجها معهم، اظهرت لديها مواهب ما ان احد رآها لها من قبل فى الرقصولكن رقص ذكورى على اى حال.
,
, كان تهتف مع الاغانى وتتقافز معهم اخيرا ضحكت، كانت تشاهدها ليلى وتصفق لها فرحا بها ويقف مؤيد بجانبها يضحك من فعلات العروس المختله، بينما هم آسر ب اعطاء الكاميرا الى ليلى ودلف الى دائرة الرقص لاشقاء حنين وحنين ومن دون شعور كانا يشكلا ثنائى راقص اكثر من رائع يستحق اكثر من لقطه للذكرى!
,
, فالبداية آسر شاركها كيد لها كعهده معها غير مصدق كل هذه الحيويه وانطلاق الضحكات منها وبعد ذلك اندمج فاصبحا الاثنين مصوب عليهما جميع الانظار حتى نظرات العريس وذويه.
, حاولت تلتقط ليلى لهم لقطات بهاتفها ومن ثم شاركوهم الرقص هى ومؤيد، كان تلك المرة الاولى التى ترى حنين مؤيد ولكن هذا لامجال للتساؤل عن شخص هذا المجهول الذى يصطحب ليلى ويرقص معها.
,
, مضى الوقت حتى نظرت ليلى الى الساعة لتخبر حنين ان عليها الرحيل، فالمأزق الذى وضعها فيه سوء التوقيت لحضور الحفلين قد أخبرها ان هذا هو الفعل المناسب.
, قبلتها وودعتها وودعت اقربائها هى ومؤيد واسر والى حفل الزفاف الثانى مقصدهم.
, ؟
, ياكل حياتى وآمالى ويا اجمل سنين فاتت، وحبي وكل اشواقى وكل لحظة معاك كانت
, انا منك وكلى ليك حياتى ليك ورهن ايديك، اشوف العمر فيك انت واشوف الدنيا دى فعنيك.
,
, فتيات فى عمر ال ثمانى سنوات يرتدين فساتين بيضاء كملائكه ومصصفن شعرهن نفس التصفيفه، يدوران حول ميريهان ونادر العروسين اثناء رقصتهم الهادئه على الاضواء الخافته.
, حضروا ثلاثتهم وقامت بلقيس ومن ثم والدة نادر باستقبالهم ومصافحتهم، تعجبت بلقيس من مؤيد بعدما قدمته ليلى لها وادركت ان فيما بعد يمكنها استجواب ليلى ليس الآن،.
,
, جلسوا يشاهدون رقصة نادر وميرا ومن ثم انتهت فانهالوا عليهما أصدقائهم ليتراقص الجمع فى دوائر عدة فى اروع مشاهد للشغب والصخب يمكن ان تراها.
, -زى القمر يابيلا، الفستان هينطق عليكى
, تبسمت بلقيس وهمست ب اذن ليلى ناظره صوب مؤيد
, -انتى اللى قمر، ليلو بعد الفرح لينا كلام كتيييير فاهمانى
, ادركت ليلى فتبسمت، دارت اغنية تسمى ب -نشيد العاشقين-فهتف مؤيد ب اذن ليلى.
,
, -بحب الاغنية دى جدا، صاحبة الصون والعفاف احلى واحده فالبنات ليلو الاغنية دى عليكى
, -مؤيد بتفاجئنى دايما وتكسفنى كده
, هتف فى اذنها كى تسمعه، حتى انتبه آسر مع حديثهم
, -بصى بيقول ايه، تسمحيلى برقصة هادية تسمحيلى بقربي منك
, -عاوزنا نرقص، هتكسف بجد اوعى تتجنن مش هينفع
, تبسمت ليلى وضربات قلبها تخفق دون تركيز، بدون اى مقدمات كعادة مؤيد جذب يدها والى ساحة الرقص حيث تجمعت الثنائيات حول العروسين.
,
, وعلى انغام نشيد العاشقين كانت تتراقص ليلى فى يد مؤيد بخفه، وهو يردد الكلمات وهى تشعر بانها اميرة الحفل وحدها يتمايلا كزوج من العصافير يرا او يسمعا غيرهما، ترتسم بسمة ليلى على ثغرها لاتنفك عنها ومؤيد مندمج فى تسميعها كلمات الاغنية انها تخصها وحدها يصوب عسليتيه بفيروزيتاها، تتحدث بسمته عن سعادته فى قربها. وتترجم شدة قبضه يده على يدها بان تظل على التصاقها به لاتتركه.
,
, ومن بعيد ينظر لها آسر نظرة تعلمها بلقيس جيدا فربتت الى كتفه.
, -ضيعتها من ايدك لتانى مرة يا آسر!
, اتسعت حدقه عيناه، لم يصدق ماسمع. اتعلم بيلا بحقيقه شعوره ناحية ليلى
, شعورهبل عشقه وغرامه بها الذى ينكره حتى الآن انه عشق من نوع خاص حتى بينه وبين نفسه.
, اتستشعر ام تتأكد، اردفت بلقيس لم تدع لتساؤله الداخلى مجال
, -انا عارفه وحاسه بكل حاجه ومن زمان.
,
, نظر آسر ناحية مؤيد وليلى ورجع بنظره ناحية بيلا ثانية ليردف بهدوءه الحزين
, -بعدين هقولك على كل حاجه يابلقيس، بس وعد ليلى متعرفش اى حاجه.
,
, ب ثوبها الانيق المخصص للاحتفال ل هذا اليوم كانت تخطوا خطواتها الاولى فِ منزلها الجديد مع شريك حياتها ابراهيم.
, الجدير بالذكر ان حنين لم يسعها القبول ان ترتدى مثل هذه -الفساتين-ولكن تحتلم ضغط شديد ممن حولها استجابت ع مضدد، تمضى هذه الليله ويقضى الامر.
,
, دلفت وتوجهت لغرفة-النوم-خاصتها، جلست الى اقرب مقعد وبدأت بتبديل ملابسها وخلع حذاؤها وهى تزمت شفتيها، تدور بعيناها فِ ارجاء الغرفة تتسائل ما هذا الشرك الذى اوقعت نفسها به بغباء فكر وموافقه لحظيه جراء موقف تريد به كيد احدهم كان اطراف الطريق سلكته للنهايه وهى لاتريد هذت ابدا.
, طرق ابراهيم باب الغرفه ب فرحه غير مصدق ان-حب عمره الوحيد-اصبحت زوجته وحلاله وبصحبته تحت سقف منزل واحد!
,
, -حنين. نينو! هاه خلصتى ولا لسه
, زمتت شفتيها وهبت لتفتح الباب ويرتسم على وجهها الانزعاج
, -عاوز ايه ياابراهيم؟ بغير وقولتلك ع فكره بتخبط ليه
, مبتسم ويمعن النظر بها مسرورا ل يقول
, -انا عارف وسيبتك ع راحتك، بس وحشانى وكان نفسى طول عمررى اغيرلك بنفسى فستان الفرح
, عقدت كلتا يديها امام صدرها ومالت بجذعها الى الحائط ل تقول.
,
, -نعم ي حيلتها! تغير لمين وفستان ايه، اسمع منى ي ابراهيم احلامك الوردية دى انا حهدمهالك بعون **** ف اتمسى وقول ي مسا
, احتقن وجهه واختفت ابتسامته واردف لها
, -ليه بتعملى كده ي حنين، احنا ف اول ليله فحياتنا وفرحانين
, قطعت حديثه وقالت
, -انت فرحان. لكن انا عادى ياعم مش حوار
, -كل ده عشان بحبك وصممت عليكى وانتى محبتنيش.
,
, بطرف كفها افسحته للوراء وأغلقت الباب فى وجهه، بعد قليل خرجت مرتديه منامه يبدو انها من النوع الرجالى وفِ طريقها للحمام وهو ينتظرها بلهفه وعندما رآها تعجب ماهذا الذى ترتديه؟
, اغلقت باب الحمام وفِ طريقها ثانية للغرفه، تمهل قليلا ابراهيم ثم دلف خلفها
, ليجدها تتأهب مستعده للنوم، عقدت حاجباه وترجل ناحيتها وجلس ثم بخفه طرق ظهرها ي هزها لتهب جالسه بانفعال حانقه تنظر له بغضب.
,
, -بتنغز بصوابعك الرفيعه دى ليه يا ابراهيم عاوز ايه
, -حنين انتى هتنامى؟
, -لا هلعب كورة
, -حنين مش وقت هزار
, -ومش وقت غباء برضو، انت شايفنى بعمل ايه
, -حنين احنا عرايس ودى ليلة دخلتنا ازاى رايحه تنامى
, استشاظت غضبا وجلست وهى تزفر بحدة وتقول
, -اصل انا عارفه ان ليلة اهلك دى مش معدية
, نبشت بجانبها فِ احد ادراج الكومود ممسكه-صاعق كهربائى-وتوجهه ب وجهه
, -ايه ده صاعق!
,
, فزع وهب من جانبها وحنين تشعل الصاعق موجهه له وتتحدث ب عصبيه
, -اه صاعق وكلمه كمان هسلمك لرب كريم متكهرب واقولهم انصعق فالبانيو وهو بياخد دش بعد تقضيه ليلة فرحنا ومات فرحان وارسم عليهم دور الارمله الطروب وأخلص منك ومن زنك نهائى، اهو بكده تبقى الجريمه كامله، ولا بالادب تنام ومسمعش ليك نفس للصبح لحد م نشوف اخرة الجوازة السودة دى.
,
, هنا شعر بالخوف ابراهيم وهذا م جعله نام طريحا بجانبها يتصنع النوم ويصدر-شخيرا-انه قد غط فِ سبات عميق.
, ياااه اخيرا الواد نادر اتجوز
, نطق بها جلال وهو يريح ظهره على الاريكه بينما همت والدته بالرد عليه
, -**** يسعده ويهنيه يارب، بس ايه طريقه ال**** اللى عاملاها مرات اخوك دى؟
, نص شعرها بره ودراعاتها عريانه من تحت الفستان.
,
, بفعل مناديل ازالة المساحيق التجميليه كانت بلقيس ممسكه بها وهى تجيب والدة جلال من داخل غرفة نومها
, -دى الموضه ياطنط
, -موضه ايه، ياتبقى بال**** على اصوله يا تبقى زيك وخلاص شفتشى
, قالتها بسخرية لتشعر بلقيس بالغضب بدأ يعتليها فتؤثر الصمت، يدلف جلال ليرمق بلقيس نظرة جانبيه فاليوم كان جمالها متوهجا فيقول بصوت عالٍ
, -عاوزة حاجه ياماما قبل ماتنامى
, تعجبت الام ثم تفهمت الامر فالتوت شفتيها لتقول بصوت يشوبه الاستهزاء.
,
, -انا داخله عند الولاد انام، معلش استحملنى لحد م اخوك يفرح بعروسته وانزل عندهم
, ضحك جلال بعدما قام بغمز بلقيس بعيناه فاخفت بلقيس ضحكتها، اردف جلال لها سريعا حتى لاتشعر بالتجاهل
, -لا ياماما انتى منورانا
, صمتت الام فعلموا انها دلفت لتغط فى النوم بعد يوم عاصف كهذا، اقبل جلال ناحية بلقيس معروف غرضه ومقصده قام بخلع ملابسه بسرعه وهو ينظر اليها وجذبها فى احضانه واطفئ الاضاءة.
,
, مرت حوالى ساعة حتى سمعوا صوت تكسير بالاسفل استفاقهم مشدوهين لتهرول اليهم والدة جلال ونادر
, تطرق باب غرفتهم مذعورة
, -ياجلال افتح، شوف ايه اللى عند اخوك تحت
, انتفض جلال من نومه بينما كانت بلقيس تستعد للنوم فهى لاتستطيع النوم سريعا وهذا هو طبعها. قاما الاثنين بعدما ارتديا ملابسهما وفتح جلال الباب
, -ايه يا امى
, -انزل شوف عند نادر فيه ايه
, -يمكن حاجه انكسرت منهم من غير قصد.
,
, هتفت بها بلقيس لتهدئتهم بينما مازالت والدة جلال على الحاحها ورعبها
, -لا اخوك صوته عالى وبيزعق انا سمعاه و****
, ترجلوا ثلاثتهم يهبطون الدرج حتى طرقوا باب المنزل مرة اثنين حتى فتح نادر عارى الجذع يرتدى بنطال منزلى قصير ووجهه عابس
, -فيه ايه!
,
, قالها ثلاثتهم مذعورين، ليتركهم نادر ويدلف للداخل فيزداد تعجبهم، دلفوا على استحياء فامسك جلال شقيقه على حدا هو ووالدته وطرقت بلقيس الباب الى ميرا لتجدها غارقه فى نوبة بكاء مريرة تجلس فى وسط فراشها، على الفور جذبتها بلقيس فى احضانها
, -حصل ايه حصل ايه بينكم
, لا تجد بلقيس ردا سوى الدموع وشهقات ميريهان العالية.
, ؟
, الحماقة وماكانت يوما من صفاتى، ومايضيرنى ان اكون هكذا فى قربك.
,
, يانجمة فيروزيه الضوء، كيفانا لى ان اغض طرفى عن بريق سحرك.
, ليلى ومؤيد متشبثان يداهما ببعضهما البعض، يسيران محاذيان طريق سير السيارات قد صف هو سيارته
, واخذاها سيرا دون توقف والحديث ونيسهم وانيس طريقهم.
, -ليلى ياليلى، يا اسمك الغالىاسمك الغالى منتهى اللذة
, ابتسمت ليلى وقد لمعت عيناها فرحا فاردفت اليه
, -على فكرة انا لو قبل الوقت ده بشويه مكنتش قدرت اروح فرحين وبعدهم اخرج كمان.
,
, ابتسم مؤيد كعادته فظهرت غمازتيه وأردف
, -ليه يابنتى انتى لسه صغننه على انك تفرهدى وتفيصى بسرعه
, ضحكت ليلى بشدة وقالت بعفوية كلمات طفله
, -مش فرهده، طاقتى خلصانه ومفيش حاجه تشجعنى اقوم واروح واجى واطلع فاهمنى
, مال بجذعه اليها نظرا لفرق الطول الواضح بينهما وقال لها
, -ودلوقتِ بقا فيه
, التفتت ليلى الناحية الاخرى واثرت الصمت بينما استطرد هو
, -بسكوته بتتكسف، مانجايه، تفاحاية، ملبسايه
, -خلاص ايه كل دا.
,
, -ياتى ياليلو كأنى ماشى مع بنت اختى والمصحف
, -مش فرق طول اوى يعنى
, -لا فيه ع فكره طول وعرض وارتفاع، عمارة12دور جمب روضة ***** فالدور الارضى
, مطت ليلى شفتيها تتصنع الضيق وقالت بطفولتها الدائمه
, -بقا انا كده، طب مخصماك
, ترجلت لتسبقه بخطوات فقام هو باللحاق بها ثم افتعل شئ جنونى فى وسط الطرقات حملها كطفله صغيرة جعلها تصرخ وتدعوه ل انزالها ولكنه على بسمته وكلما صرخت انتشى من لذه استعطافها له المضحك.
,
, انزلها حينما رأى بائع البالونات فاشترى منه جميع مايحمل، وربطهم جميعا بكلتا ايدى ليلى جعلها تضحك بهيستريا كالاطفال شكلها يبدو مختل فتاة بالغه ترتدى ثوبا انيق غالِ الثمن تربط بسواعدها بالونات!
, الى اقرب مكان جلسا لايعرفا اين وكيف ولكن على حسب ما امرت اهوائهم كانت الطاعه، احضر مؤيد اثنين من المثلجات من اقرب محل لهم واعطاها واحدا واخذ الاخر
, -بصى بقا تعالى نلعب لعبه.
,
, -وانا هفضل كده ببالوناتى وناكل ايس كريم ونلعب كلام
, صنع بيده اشارة انها سلاح نارى يوجهه الى رأسها وتحدث بلهجه جدية مصطنعه
, -انا لما اصدر فرمان انتى تقولى اوك على طول، ماهذا الاستعباط بحق الايس كريم
, اومات برأسها مستفهمه جنونه فائق الحد وهى تستطعم المثلجات الشهيه فاكمل هو
, -انا ابدء اغنية واقف عند حته وانتى تكملى ولو حد فينا عطل يبقى يسأله التانى سؤال بشرط يجاوب بصراحه
, اومات ليلى بالموافقه فبدء هو.
,
, -وبحبك ايوا بحبك و**** و**** بحبك، اد العيون السود بحبك وانت عارف
, صمت فادركت ليلى انه قد حان دورها لتنبش فى ذاكرتها عن اى مقطع اوله كلمه عارف
, -عارف ليه انا قلبي اختارك تاتا را
, قهقه مؤيد من دندنتها بصوتها الرقيق، فتابع بعدها ومن ثم هى فهو حتى توقفت هى وهنا وحان وقت ان يسألها وتجيب كما اتفقا قبل بداية اللعبه.
,
, سألها وهى يمدد بجذعه على الارض جانبها فتدلت من رقبته سلسلة من الفضه معلق فيها صورة منحوته للسيدة-مريم العذراء-اثارت اهتمام ليلى وهى تنظر ناحيتها
, -كده عليا الدور أسألك وتجاوبي بصراحه
, اندهشت ليلى واردفت مشيرة ب اصبعها له
, -استنى هتنام عالارض بالبدله؟
, -م انتى قاعده عالارض بفستانك كنت سألتك، ياستى اللى دماغك تقولك عليه اعمليه
, يلا السؤال ليكِ
, -اصبر بس، انت **** مش كده!ايه حكاية السلسلة دى.
,
, هنا تلعثم مؤيد عندما رأى سلسله عنقه، فاعتدل وتغيرت ملامحه واردف
, -بقولك ايه، بكره نكمل اللعبه معرفش ليه عاوز اروح انااام
, -انت شخص مزاجى بشكل، مش كنا هنكمل لعب
, اعتدل وعدل ياقته بتفاخر ليقول
, -انا شخص ماليش شبه، يلا بيننا عشان اروحك
, هب واقفا وجذب يدها واردف لها
, -ابقى فكرينى نمضى المخطوطه بكرة، اشطا
, تعجبت فى نظرتها وقالت
, -مخطوطه ايه
, -مخطوطة مؤيد، بكرة هقولك واشرحهالك يلا بينا سمو البرنسس.
,
, وصلت الى البناية التى تقطن بها، وتوقفت سيارة مؤيد، نظرت ليلى نحوه ب ابتسامه رقيقة
, -تصبح على خير، كان يوم حلو
, -استنىاطلعى ورنيلى انك فوق ووصلتى بالسلامه
, ضحكت ليلى بخفه واردفت له
, -ايه دا هو انا هتخطف عالسلم
, -اداء مزيف مش كده
, -اه جدا
, تصنع الاعتراف وهو يومأ برأسه بطريقه هزليه كعادته
, -كنت عارف ع فكره
, هبطت من السيارة ترن ضحكاتها بعدما لوحت له وانصرفت وصعدت نحو البناية مترجله الى شقتها، دلفت واغلقت الباب.
,
, تشعر ليلى الآن فى هذه اللحظة شعور جديد لها، شعور سعادة يجتاحها. من انت ايها الغريب؟
, اقتحمتها دون استئذان كانت ستجذبك الى عالمها جذبتها انت الى عالمك!
, مستسلمه كعادتها ولكن هذه المرة الانصياع تفعله برضا مرت الدقائق وسمعت دق جرس الباب، تعجبت من سيأتي اليها فى ساعه كهذه
, -ميين؟
, فتحت لتراه امامها عيناه مملوءة بالدموع، وجهه اشعث قبيح بعمرها ما راته هكذا قط
, اتسعت حدقه عيناها لتقول بذهول
, -انت!, خارج القائمة
 
الفصل التاسع عشر


مرت الدقائق وسمعت دق جرس الباب، تعجبت من سيأتي اليها فى ساعه كهذه
, -ميين؟
, فتحت لتراه امامها عيناه مملوءة بالدموع، وجهه اشعث قبيح بعمرها ما راته هكذا قط
, اتسعت حدقه عيناها لتقول بذهول
, -انت!
, دلف نزار ذا هيئه لاول مرة تلقاه عليها ليلى، ذقنه طويله بعدما اعتاد على حلقها. شعره غير مهذب بتمشيطته المعهوده. ثيابه مهندمه ولكن لايبدو نزار ادريس كما اعتادت عليه الاعين ابدا.
, -انت عرفت عنوانى الجديد منين؟
,
, -ادخل ولا مش عايزة تستقبلينى ياليلى.
, افسحت له الطريق مشيرة له الدخول، ولكن غير محبذ اليها وجوده فى ساعه متأخرة كهذه وبعدما قطعت كل الصلات بينهم، جلس وتحدث بنبرة متهدجه حزينه
, -عرفت عنوانك من اول يوم جيتى فيه هنا، وعارف بتعملى ايه يوميا وبتخرجى مع مين شايف وحاسس
, عارف مين دخل حياتك، عارف بكل حاجه ياليلى. شايف ازاى تخطينى وقدرتى
, شعرت ليلى بالغضب والحنق يعتليها منه، فقالت بنبره ضيق
, -انا متراقبه بقا.
,
, -انا لسه بحبك!
, قطع اتهامها له برده المفاجئ، مااعتادت ليلى يوما من نزار الكذب، طالما تحدث بشئ فهو فاعله ومن داخله حقا.
, صمتت لثوان لتستجمع بمَ سوف تنهال عليه ردا، هيئته هذه حركت بداخلها رغبه فى احتضانه رغم كل مافعل وكل الاذى الذى نالته هى منه على يديه، ولكنها تذكرت ماكانت عليه قديما فى عهده فتجمعت قواها قليلا وقالت بحزم
, -نزار احنا انفصلنا، انفصلنا انفصال مفيش فيه رجعه بتراقبنى ليه وعاوز منى ايه.
,
, -بتحبيه؟
, -بحب مين، انت سامعنى يانزار
, -بتحبي مؤيد؟
, -هو انت تعرفه، ولا انت اللى باعتهولى
, ضيقت له عيناها فابتسم ابتسامه حزينه ليقول
, -عمرى م ابعتلك او اسلط عليكى حد ياخدك منى بالشكل دا حتى لو كنتِ اصلا بعيدة عنى
, -انت عاوز ايه يانزار، حكايتنا انتهت. انتهت يوم م امنتك ع حياتى واذتنى
, تنهد بصعوبه، صوب نظرته نحوها برجاء وقال
, -طب عرفتى تتخطى ازاى؟تعرفى ان اتجوزت قبلك وطلقتها ماثرتش فيا ربع تأثيرك انتِ فحياتى.
,
, -ماليش دخل يا نزار، ماليش دخل بكل دا دى كلها حجات وانتهت سيبنى فحالى بقا لو سمحت
, نظر ب ارجاء منزلها، كيف هو يشبهها كثيرامريح، عفوى، طفولى!
, كله عبارة عن زهرة كبيرة عبيرها يريح رئتيك عندما تستنشقه، عبيره يشبه ليلى!
, ضاق ب ليلى الحال اكثر وهى تنظر الى ساعه الحائط ثم أردفت له
, -ممكن بعد اذنك تمشى، وعندى رجاء تانى. تنسانى يا نزار انا كل دا بحاول اطلع من تجربتك اللى دمرتنى.
,
, مش معنى انى مخدتش اى موقف ضدك اكون لسه بحنلك بالعكس
, انا عاوزة انسى وقتك وتجربتك بكل مافيها، بحاول الملم بقايا ليلى، نفسي اعيش اللى باقى من عمرى اللى دمرته ب حبك المريض.
, قطعت حروفها اوتار قلبه النابض ب اسمها، ذبحته ولم تسمع منه نداءات رحمه حتى!
,
, نظر إليها نزار، لم يصدق ماسمعه منها من كلمات. تمردت ليلى، تمردت عليه بعدما اذاها. لن تبقى طيلة عمرها الباقى هريره ناعمه الفراء. ستظهر لها ذات يوم مخالب لتؤذى وتنبش كل من يحاول الاقتراب منها.
, هب واقفا يستعد للرحيل، واقترب منها ليقول بصوته الحانى الذى طالما اعتادت هى عليه قديما
, -انا همشى، بس مش هعرف ابعد عنك اعذرينى، قلبي المريض بيكِ ماليش سلطه عليه يبعد عنك.
,
, خدى بالك من نفسك، واعرفى ان اى حد بيقرب منك قصاد قربه تقطيع فقلبي انا
, ووقت م تحتاجينى هكون جنبك وعمرى م اسيبك ياليلى
, -مش هحتاجك يا نزار
, وقفت بجانب الباب كى يخرج وتدلف هى ترتاح من هول تلك الليلة الحافله، ف اردف هو
, -ارجوكِ متقطعيش كل حبال الوصال، خللى حاجه بسيطه
, -انت اللى قطعت كل اللى بيننا مش انا
, -خلينى جنبك بعيد قريب مستنى منك اشارة
, -ب اى صفه يا نزار
, -بالصفه اللى تحبيها انتِ هكون تحت امرك.
,
, لاول مرة تراه هكذا، نزار ادريس الذى حينما يسمع اسمه ترتجف له الابدان. رجلا ذا مركز وسلطه ونفوذ. كلمه سمعا وطاعة يسمعها اكثر مما يستنشق هواءه!
, رجل يستطيع ان يدير امبراطوريه بأكملها، اليوم يرتجيها. يرتجى ليلى، تلك الفتاه الضعيفه الوحيدة المستسلمه، يرتجيها تبقيه فى حياتها ب اى صفه او اسم. يطلب عفوها عنه وان لا تطرده من جنتها وتغلق باب رضوان فى وجهه.
,
, -ارجوك يا نزار متحملنيش فوق طاقتى اكتر من كدا، ولو سمحت متجيش تانى ولا تراقبنى تانى سيبنى فحالى بقا انا وانت خلاص مش مع بعض عشان تفضل تحكم سيطرتك على حياتى. ابعد عنى حكايتنا انتهت
, ترجل منصرفا، ثم وقف ل ثوان ليقول بنبره حاسمه
, -مش هبعد عنك ياليلى ودا صدقينى غصب عنى
, تركها ورحل، وقفت مشدوهه ماهذا يا **** متى ستفيق من دوامة نزار ادريس للابد، سؤال ليس له اجابه وحيرتها ليست لها نهاية.
,
, علبة حلوى شرقية كانت تفرغ بعض منهاميريهان بصحن، وسكبت كوب مياة غازية وبردائها كعروس
, ترجلت نحو زوجها نادر الذى يجلس يشاهد التلفاز ولكن عابس الوجه، اقتربت منه وطبعت قبله الى وجنته فنظر لها شرذا ورجع بنظره الى التلفاز فاردفت هى.
, -حبيبي مش هياكل؟
, لم يجيب نادر، ف امسكت هى كفه وقبلته من الداخل فالتفت اليها وأردف بنبره حازمه
, -متقعديش تعمللى حركاتك دى مش هكلمك فالتزمى كدا كل حد فحاله احسن.
,
, -يابيبي غلطه، غلطه ومش هتتكررمش كفايه بسببها انت نايم فاوضه وانا فاوضه ومبتعبرنيش
, حتى نلعب عرايس ملعبناش!
, -نلعب عرايس
, -ايوة يا بيبي احنا لحد دلوقت اخوات اووف بقا
, رفع حاجبيه وقال بصوت مرتفع نسبيا
, -وهو مين السبب مش انتى؟ فيه بنت ناس متربيه تعمل اللى عملتيه دا
, -ماهو انا كنت عاوزة ابروز ذكرى لينا خالدة معرفش انك هتضايق كدا يا نادورتى
, مالت بجذعها عليها فابعدها غاضبا وادرف.
,
, -ذكرى خالده يامعتوهه، تصورى دخلتنا فيديو ومخبيه الكاميرا؟ انتى مخبوله ده حرام ودى حرمة بيتك انتى وجوزك زى القبر وأفعاله يا غباء. شكلك كنتى ناويه تنزليها مقاطع ستورى واتس وفيس بالمرة ماناعارفك هبله
, امسكت ذراعه ولوحت امامه باناملهت تنفى ماقال معلله
, -لا و**** ياسيد قلبي، هو انا عبيطه مش هعمل كده، الفيديو ده كنت هتفرج عليه لوحدى مع نفسي.
,
, انا نزلت ستورى انا بعد دقايق هبقى مدام نادر ويافرحه ماتمت شكلهم نقرونى عين صحباتى اللى عنيهم مدورة دول وحاسدينى عليك
, -ستورى ايه! قومى يابت من جنبي. قومى هتجيبيلى السكر
, -استنى والنبي ماتزعل، انا عاوزة الدنيا كلها تعرف انا بحبك ازاى
, تنهد نادر بنفاذ صبر وامسك بكلتا كفيها
, -ميريهان، احنا خلاص اتجوزتك واتدبسنا فبعض ياحبيبتى. بلاش شغل العيال بتاعك دا.
,
, انا عاوز زوجه عاوز ست بيت عاوز ام عاوز واحده مسؤله مش رايحه تصوريللى ليلة الدخله قطعتى خلفى لما شوفت الكاميرا
, ضحكت ميريهان ضحكتها الرنانه وصفقت وقبلته بوجنته بطفوله جعلته هو يبتسم
, -بتضحكى يا مخلوله
, -اصل انت عسل وانت متعصب، وبعدين م انت كسرتها خلاص
, -اه طبعا والحمدلله انى مكسرتكيش معاها
, صمتا ثوان ثم استطردت ميريهان حديثها
, -انت قولتلهم لما نزلوا عن سبب المشكله؟ اصل بلقيس سألتني وانا كنت بعيط وبس.
,
, زفر ونظر امامه ثانية وقال غير ملتفت لها
, -لا طبعا قولت عملت حركه نرفزتنى. ودا اللى عاوزك تتعلميه اى حاجه بينك وبينى متطلعش بره
, حياتنا مش مشاع للناس حياتنا مش سوشيال ميديا ياميرا
, مطت شفتيها بطفوله، وتابطت ذراعه بحنان لتهمس
, -و**** اتعلمت، اول مرة واخر مرة
, -بعد ايه اتعلمتِ بعد م عكننتِ عليا احلى ليلة فحياتنا
, جذبت هى طرف معطفها الحريرى المثير ففتحته بحركه خفيفه، وغمزت له باحدى عيناها لتقول.
,
, -احنا فيها واعوضك ياعمرى انا
, نظر لها نظره كليه وتبسم وطرق كفا بكف واردف
, -انتى مجنونة
, -وبحبك و**** العظيم
, دنت منه جعلته يشعر برغبه فيها بعدما خلعت معطفها لتصبح بماترتديه تحته فقط، انوثتها طاغيه ورائحة عطرها تناديه قربهااقتربت وقبلته بوجنتيه وانفه وشعره وشفتيه.
, احتضنها وبادلها بحرارة ثم رفعها الى ذراعيه ودلف بها الى غرفتهم، وتوقف ف ابعد شفتيه عنها ليقول بفزع
, -فيه كاميرات تانى؟
,
, -لا وحياتك عندى خلاص توبه ياسيد الناس
, ضحكا سويا واكمل هو مابدءه بعدما دلف بها واغلق الباب بطرف قدمه!
,
, مخطوطه مؤيد
, اتسعت عيناها شغفا وأردفت له
, -ايه بقا مخطوطه مؤيد دى؟
, اقترب مؤيد من ليلى ليشرح ب اهتمام
, -بصى يا ستى، المخطوطه دى عبارة عن ايه. علاقتنا تبقى مفتوحه مفيش قيود مفيش التزامات
, نعمل كل حاجه احنا عاوزينها سوا، اى حاجه تخطر على بالنا نعملها. نسافر نخرج ان ش**** نرقص فالشارع.
,
, لو هموت وابوسك هبوسك هضمك لحضنى من غير م اخد اذن منك، ولو نفسك ف اى حاجه منى اطلبيها ع طول وانا هكون تحت امرك فالحال. نعيش حاله مش لازم لها مسمى وقيود
, نتجنن، نعيش حياتنا صح منضيعش ثانيه
, رفعت ليلى حاجبها، ورفعت قدم على قدم لتقول ساخره
, -تبوسنى! نعيش حياتناصح! نعيش زى الاجانب يعنى متصاحبين
, مش كده. والعلاقه دى بتتسمى ايه؟
, رفع كتفيه عجبا وقال.
,
, -مبتتسماش ياليلى، قولنا مفيش ليها قيود او مسميات، وعلى فكره دى مش شهوة ده حب بس من نوع غريب ويمكن احلى انواع الحب كمان
, -انت بتتكلم جد!
, -اه
, هبت واقفه تقول بضيق وقد اعتلت نبرة صوتها نسبيا
, -انت سفرك بره لحس مخك، انا مبتعاملش كده اكيد اتجننت تطلب منى كدا، مقولتش ليه نعيش اتنين متجوزين احسن بس بشياكه
, -ليلى اهدى واقعدى الناس بتبص علينا.
,
, -اقعد ايه!انا اكيد مجنونة لو فضلت اتناقش معاك فمناقشه لعلاقه زى اللى انت قاصدها دى
, جذبت حقيبتها بعنف ف امسك هو يدها يرتجيها سماعه
, -ممكن بس تهدى وتسمعينى للاخر
, تأففت وجلست على مضد
, -سمى علاقتنا زى ماتحبي، زى ما انتِ عاوزة بس نبقى سوا ياليلى
, -مش مهم انا اسميها المهم انت تسميها ويعنى ايه مفيش قيود
, انت عاوز ايه منى بالظبط؟
, زفر مؤيد زفره طويله واراد ان يهدء روعها قليلا، فامسك كفها الذى ابعدته هى فالحال وقال.
,
, -يا ليلى، انا مقدر انك مستغربه اللى بقوله عشان طول عمرك قافله ع نفسك وخايفه من الناس متخافيش منى عمرى م هاذيكى ياليلى. الفكرة انى بجد حاسس ان فاتك كتير فحياتك واتظلمتى اعتبرينى فارس احلامك اللى هيحققلك اللى فاتك كله
, -طب وايشمعنا انا اللى عاوز منها كده
, اعتدل فجلسته وتحضر ليردف لها بطريقه مبسطه قبل ان تصب غضبها عليه.
,
, -عشان اكون صريح معاكى، انا صاحبت كتير. بس مفيش غير كام حد كده اللى لاقيت معاهم الكيميا بتاعتى
, وانتى منهم، عاوز اعيش معاكِ حاله تخيلتها كتير. وتخيلتك انتى فيها
, نظرت له بتمعن غاضبه منه، رفعت احد حاجبيها وقالت بتحفز
, -انا واحده من كتير يعنى؟ واحده عاوز تصاحبها وتطور علاقتك بيها لعلاقة سرير
, -متحسبهاش كده وانا مقولتش دا
, -مش هحسبها اصلا يا مؤيد، مش عاوزة اعرفك تانى مش عاوزة اشوفك نهائى انت سامع.
,
, تركته ورحلت مترجله تمسح احد عبراتها المنهمرة، هُزم قلبها فى اول معركه له
, تسمع نداءاته ولكن هيهات. هيهات يامؤيد ستدفع ثمن كسرقلبها غالياً.
, أيا معشر العشاق ب**** خبروا، إذا حل عشق بالفتى كيف يُصنع
, يدارى هواه ثم يكتم سره، ويصبر فى كل الامور ويخشع
, وكيف يدارى والهوى قاتل الفتى، وفى كل يوم قلبه يتقطع
, فإن لم يجد الفتى صبرا لكتمان سره، فليسانا له عندى سوى الموت انفع.
,
, داخل الجريدة وبالادق بمكتب بلقيس كان حديثهم سويا يجمعهم موضوع واحد. ليلى!
, -من يومها وانا مستنياك تتكلم يا آسر، لا من يومها ايه انا مستنياك من زمان تتكلم
, نظر لها آسر نظره يراوغ بها مقلتيها المصوبتين نحوها، ابتلع رشفه ماء ونظر الى بلقيس يردف لها بنبره يشوبها الخسارة.
,
, -اه يابلقيس، بحبهابحب ليلى من اول يوم من اول لحظة شوفتها فيها. بس مش حب انتو تعرفوه، انا بحبها خوف بحبها كان فيه شئ جابرنى احبها جابرنى اكون جمبها اكون معاها مسيبهاش، يمكن بحمل همها اكتر من نفسي. كأنها بنتى!
, ابتسم بخفه ساخرا على ما وضعه به قدره واستطرد حديثه
, -بنتى فعلا، خلفت قبل م احب واتجوز. خلفت ليلى يابلقيس.
,
, لمعت عينا بلقيس دمعا، يا ****! كل هذا الحب ولم تنطق ببنت شفه، كيف تحمله بداخله كل هذا الوقت دون ان يبوح دون ان يظهر عليه دون ان يخطئ ذات مرة بكلمه واحده، امسكت منديلا وتحدثت إليه تشعر بما يشعر هو.
,
, -ليه مقولتلهاش؟ تعرف ليلى بقالها كتير مستنيه حد فحياتها زيك ازاى؟يحميها ويخاف عليها وينصحها ويحبها من قلبه! ليه سكتت كل دا، سكتت وخطفها منك نزار واذاها وعرفت وبرضو فضلت ساكت عن حقها ودلوقت طلع لها واحد من تحت الارض منعرفش عاوز منها ايه وبرضو انت لسه ساكت يا آسر
, -عشان مينفعش اتكلم يابيلا!
, نطقها دفاعا عن نفسه، دفاعا امام سيل التهم التى القته عليه بيلا تباعا، اردف لها بنبره حزينه يائسه.
,
, -اقولها ازاى وهى شيفانى اخ وبس، انطق ازاى وانا حتى معرفش اعيشها فمستوى احسن من اللى هى فيه او حتى عالاقل زى اللى هى فيه.
, اقولها بحبك ياليلى، وليلى محبتش اسر ولاشايفاه زوج او حبيب ف اخسرها للابد
, -او ممكن تشوفك، تنقذها عالاقل من الوحلات اللى بتوقع نفسها فيها بسذاجتها
, -بالعكس. هوحلها اكتر، اه هتلاقى حب يملى الدنيا وخوف يكفيها بقية عمرها.
,
, لكن ماديا مش هقدر. ومتقوليليش بعد نزار ماديا هى اتحسنت انا مش هعيش عاله ع حبيبتى
, يبقى مدام فكل النواحى خسرانيبقى افضل ساكت احسن!
, شبكت اصابعها امامها، ونظرت له بلقيس بعدما زفرت زفره طويله
, -مش عارفه اقولك ايه يا آسر، بس اللى اعرفه رغم كل اللى انت قولته انت احسن من نزار ومن مؤيد دا ف انك تفوز بيها وبقلبها
, -اناعمرى م هفوز بقلبها يابيلا، قلبها مشافنيش ولاهيشوفنى
, تنهدت بلقيس ووضعت رأسها على كفها وقالت.
,
, -هتعمل ايه، هتفضل مكانك
, -ايوة، عشان افضل آسر عند ليلى. وارجوكِ اوعدينى متتكلميش معاها ف اى حاجه
, او تعرفيها حاجه من اللى قولتها
, -حتى لو دا كان الاحسن ليها
, -ارجوكِ يابلقيس
, الصمت كان ستار الجدل، جدل ليس له نهاية حبا لن يرى النور وقلبا يخفق ب اسم معشوقته يناديه من خلف نبضاته ولم تلبي نداءآته، فهى لن تسمعه ولن تراه ابدا، حب كُتب عليه ميلاد لن يرى الشمس وعليه اجهاضه حتما.
,
, يلتف الجميع حول حنين بالمحطه الفضائيه، غير مصدقين انها بالفعل تممت زفافها
, وانها من كانت بالعرس، لكن ماصدقوه حقا انها امامهم الآن من اول يوم بحياتهم الزوجية
, لاتعترف ب انها عروس، هيا اذا للعمل،
, -ياجبروتك يا حنين، من يوم الصباحيه نازله وسايبه عريسك
, هتفت بها زميلتها بينما هى كانت مندمجه فى كتابه إعداد حلقه جديدة
, -ماله عريسي واخداه رهن، اقعد جمبه اعمل ايه.
,
, -بس يابت يانيمو انتى كنتى حكاااية، انهى ميكب ارتست اللى جتلك؟
, -معرفش بابا ظبط كل حاجه ووقف على راسى، كان خايف لاهرب
, -بصراحه عنده حق، كلنا اصلا حاضرين فالقاعه وحاسين انك هتطفشى وهتضربي ابراهيم زومبا ومش هتيجى
, زمتت حنين شفتيها وهى تحك برأسها بقلمها، فتدخلت الاخرى
, -طب وابراهيم فالبيت؟
, -ابراهيم عند امه، روحيله لو مفتقداه
, ضحكت زميلاتها فهمت واحده منهن بالقول.
,
, -انتى يابت راميه طوبته كده ليه ده غلبان وبيحبك مووت كأنه مسحور بيكى يابنتى
, نظرت حنين لزميلتها شرذا واومات برأسها يمينا ويسارا تعجبا عما قالت، فقالت احداهن
, -فككم من ابراهيم، الواد اسر فتحى مصور جريدة. رقص مع البت حنين رقصه اوووه كانوا كابل حكايه
, -و**** اللى مايعرف ان ابراهيم العريس يقول هو العريس واد جنتل وشياكه يعنى ماتعرفينى عليه ياحنين لو مش مرتبط
, اردفت حنين بلهجه غضب إليها.
,
, -قالولك حنين خاطبه، ماتروحوا تتعرفوا على بعض بعيد عنى ايه وجع الدماغ دا
, -بصوا بصوا انا مصورة المقطع دا فيديو وشوفته عشروميت مرة، وسميته مواهب حنين عبد**** المدفونه.
,
, تجمعن حول هاتف احداهن يشاهدن مقطع رقصه آسر وحنين بزفافها، نظرت حنين نظرة جانبيه تشاهد مافعلته دون اراده منها وجدت نفسها اندمجت معه مع علمها انه رقص كيد بها ولكن ابتسامته وتشكيله ثنائى معها فسر سر هذه الابتسامه التى رسمت على ثغرها الآن وهى تسمع وترى المقطع معترفه لنفسها ان هذا افضل شئ حدث فى تلك الليلة.
,
, مضى وقتا يحاول مؤيد اصلاح ليلى وان يفهمها الخطأ الغير مقصود الذى حدث منه، فبعدما تم قبولها مرة اخرى للعمل بالجريدة إياها التى كانت تعمل بها قبل زواجها من نزار.
, اصبح يتردد عليها تارة وتقوم بطرده، يهاتفها مرات ومرات ولم تجيب، يرسل لها باقات الورود مكتوب على بطاقتها كل عبارات الاسف. واخيراً
, -مش فاضل غير انى افتح الباب والاقيك قاعد عالارض مستني يا مؤيد.
,
, على جلسته امام باب شقتها رافعا لها نظره فاعل بيده حركه رجاء وتوسل
, -ينفع تسمعينى وبعدها تحكمى، باليز باليز
, -انا مبهزرش يا مؤيد، فعلا مش عاوزة اعرفك تانى
, -طب اخر مرة وبعدها احكمى
, -ممكن تقوم من عالارض لان شكلك مش لطيف
, وقف وعدل هندامه وقال لها بطريقته الهزليه كالعاده
, -ونتكلم يابرنسس؟
, -بسرعه عشان نازله شغلى
, -اوعى البزنس وومن البسكويت، حاضر ياستى
, دلف الى الداخل وجلس الى اقرب مقعد، جلست امامه امسك كفها وفتحه.
,
, -صلى عالنبي ياليلو
, تنهدت ليلى وقالت بطفوله
, -عليه الصلاة والسلام
, -زيدى النبي **** ياليلو
, -مممم عليه افضل الصلاه والسلام اتكلم
, طبع قبلة خفيفه داخل كفها اجتاحتها قليلا، ورفع ناظريه لها وقال بثبات
, -انا بحبك ياليلى
, دغدغتها، حركتها، شعللت كل ذره بكيانها، فرغ فاهها فرأت السلسله تلمع برقبته
, -هتفهمنى انت عاوز ايه منى، وايه حكاية السلسلهانت مسيحى يامؤيد؟
, -حفهمك كل حاجه وحفهم منك كمان، حفهم ليلى اللى طلعت مش عارفها.
,
, وهنمضى المخطوطه
, -تانى!
, -ايوووه، بس مش زى مانا عاوز، زى م انتى عاوزة، زى م انتى تشرطى المهم متبعديش عنى
, صافى يالبن؟!
, حملقت بعسليتاه، لم يسعها الرد وهو يداعب أناملها باصابعه
, -ها ياليلى. صافى يالبن؟
, هبت من جلستها واعطته ظهرها قائله بثبات
, -اما افهم الاول كل حكايتك، وافهم بجد عاوز منى ايه. وبعدها هقولك صافى ولالا يا مؤيد!, خارج القائمة
 
الفصل العشرون


)الوقت الحالى)
, صغيرتىلاعدل فى ميزان العشق، ابدا لن تستوى الكفتين حينما تهرولى نحوى بكل مافيكِ واقبل انا حينها بما تبقى منى!
, كان يزن مترجل من غرفه احد مرضاه والتى تندرج فى صف الحالات التى يقوم بالاشراف عليها ومتابعتها طبياً، يتحدث الى طاقم التمريض كاملا عن مايلزم ان يقوموا به مع هذه الحالة ويسطر بعضا منها مدونه بقائمه التعليمات.
,
, طرقتين على باب غرفة ليلى، التى كانت تستعد لأخذ جلستها بعد قليل. دعته للدخول فدلف اليها مبتسما كعادته
, -فراولاية. مستعده
, تتصنع اللهجة الحماسيه بينما يبدو على قسمات وجهها التعب
, -اه ان شاء **** يا دوك
, اقترب منها بهدوء وهمس فى اذنها بصوته العطوف
, -انتِ اجمل واقوى بنوتة شافتها عينى
, تبسمت ليلى إثر مجاملته وكلماته التحفيزيه لها، قامت من جلستها تتحضر للجلسة خاصتها فاستطرد يزن.
,
, -مش عايزة تقوليلى حاجه قبل الجلسه ونكمل بعد الجلسه كلام؟
, نظرت نحوه بطفوله حتى تناثرت خصلات شعرها ذات لون القهوة الداكن حولها وقالت
, -وليه كل مرة انا اللى اقول ماتقوللى انت اى حاجه
, -عشان انا معنديش اى حاجه تتحكى
, قالها بعفويه ولكن نبرته الحزينه فضحته، جلست جواره وتبسم ثغرها نسبيا وحملقت برماديتيه المشتعلتين
, واردفت
, -عاوزة اعرف قبل م تكون هنا دكتور معالج فالمستشفى ومقيم فيها، كنت ايه وسيبت مصر ليه.
,
, اختلجت عضله فكه نسبيا حاول السيطرة عليها واردف لها
, -جيت هنا عشان شغلى، دى فرصه متتعوضش انى ابقى طبيب فمستشفى زى دى فلندن
, اومات برأسها ايجابا وتريده يتابع حديثه فاستطرد يزن
, -وبس قبلها كنت حد عادى فمصر بشتغل وقبلها بدرس وخلاص
, -طيب اهلك مش بيوحشوك؟ مفيش غير بس مامتك اللى بتكلمها
, فين اخواتك؟ باباك. اكيد كان لك حب قديم او عالاقل علاقه. الناس دى فين يايزن.
,
, -انتِ شكلك عايشه فعالم الافلام كتير وفاكره حياتى انا كمان فيلم من اللى بتشوفيهم
, اراد تغيير مجرى الحديث بطريقته الهزليه ولكنها ادركت وصممت على الكلام فى نفس الحديث المفتوح
, -كلنا حياتنا زى الافلام، انا عن نفسي حياتى اكبر فيلم تشوفه وتنبهر بيه
, -طيب احكيلى شويه من فيلمك
, -مش قبل ما اعرف بداية فيلمك، وايه الحكاية من أولها.
,
, طرقت مساعدة الطبيب الباب ودعتها للحضور جلستها العلاجيه قد حان موعدها، لوحت الى يزن وذهبت مع المساعدة وتركته بغرفتها وم ان خرجت حتى رن هاتفها ب اسم بلقيس وصورتها.
, امسك به يزن وظل محملقاً به مطولاً ومن ثم وضعه جانبا وانصرف.
,
, )الوقت السابق)
, واحد من ال 100جنيه يا اسطا
, انتبهت حنين من شرودها اثر وضع رأسها الى نافذه الحافله التى تستقلها الى منزلها الجديد مع ابراهيم على هذا الصوت الذى تعلمه جيدا، نظرت نظره خاطفه الى الخلف لتجده هو آسر قد علمت صوته حقا. اخذت هى النقود التى ارسلها آسر الى السائق وتصنعت اللامبالاه. بعدها بقليل ظل السائق ينادى ان هناك من لم يدفع اجرته وهى على حالها لا تأبه حتى صاح السائق بصوته الرخيم.
,
, -فيه حد مدفعش ورا ياحضرات، انت يا استاذ
, مشيرا الى آسر، ف انتبه آسر وتحدث بحزم
, -انا باعتلك 100جنيه يا اسطا ده انا عاوز الباقى
, -باقى ايه ياباشا مفيش حاجه وصلت
, -ازاى يعنى انا بعتهالك مع اللى قدامى حد فينا شارب ولا ايه
, بدأت المشادة بينهما وحنين تحاول الاختباء وهى تكتم ضحكتهاحتى وصلت محطتها التى ستهبط بها، فقالت بعلوصوتها حتى انتبه آسر لوجودها بالحافله معه
, -على جنب يا اسطااااه.
,
, ترجلت ونظرت نحو أسر نظره ساخره وهبطت وترجلت نحو نافذه السائق ودفعت اجرة آسر بينما هو يحملق بها غضبا ويهم بالنزول كى يلحقها
, -اجرة الاستاذ اصله معرفه، طريق السلامه ياباشا
, هبط آسر وامسك بذراعها بغضب صائحاً
, -انتِ اللى خدتى الفلوس اللى بعتها اجرة للسواق بتستخفى حضرتك وبتلبسينى، نهارك طين!
, -فلوس ايه يابو فلوس اوعى كده، ده انت بتتعشى لب سوبر فرغيف فاضى.
,
, مش كفايه اتجدعنت معاك ودفعتلك اما ناس بجحه و**** مالهمش فالطيب
, تلفت آسر حوله يملئه الغيظ من تلك البغيضه، ف اراد ب ان يفتعل بها فصل سخيف مثلما فعلت هى والبادى اظلم، قام بصفعها على وجهها بقوة حتى صرخت حنين من هول المفاجأة وشدة الصفعه وهتف آسر عاليا حينما تجمعت الناس حولهم
, -عالبيت يا حيوانه، كان يوم اسود يوم ما اتجوزتك. يالا قدامى و**** لاطلقك واخد العيال مش هتقعدى على ذمتى دقيقه كمان.
,
, تتسع حدقه عين حنين هولا مماتسمع وهى تلامس وجنتها وتقوم بعض النساء بتهدئتها وبعض الرجال بتهدئته هو حتى جذبها آسر لتسير امامه يفتعل الغضب ولاول مرة تصبح صامته حنين هكذا.
, سار بها مسافه حتى توقفت هى وسددت عدة لكمات بذراعه وهى تهتف عاليا وتصرخ فى وجهه
, -انا تضربنى ياحيوان وتفرج عليا الناس وتقول انى مراتك، ده جوزى اللى بحق وحقيق معملهاش وميقدرش وبابا عمره م امد ايده عليا و**** لاصورك قتيل انهارده.
,
, ظلت تسدد لكمات اليه وتركله بقدمها وهو يحاول صدها بابتسامه ساخره وهدوءه المعهود كان يردف لها
, -مش بتعملى فصل بايخ ودمه تقيل زيك فيا فالمواصلات، استحملى بقا
, -كدا! طيييب
, مزقت جزء من ثيابها من اعلى وأسر يقف مشدوها ماذا تفعل تلك المختله؟
, وما ان مزقت ثوبها وسحبت بعض خصلات شعرها من لفة كعكتها بشكل عشوائى مبعثر حتى صرخت بصوت عالِ جهورى
, -ياحيوااان يا واااطى انا هلم عليك الناااااس، بيتحرش بيااااااا الحقووونى.
,
, قفزت عليه وانهالت فوق رأسه ضربا حتى تجمع حشد آخر من الناس على صوتها وكل منهم سدد له لكمه ويقذفه سبابا قذر وأسر يحاول الدفاع بينما هى خرجت من دائرتهم تضحك وتلوح له منتصره تغمز ب احد عيناها وتخرج له لسانها كيدا على انها فازت بالجولة هذه بينهم.
, ابتعدت قليلا ومازالوا حوله الناس يريدون اخذه الى اقرب مركز شرطه، شعرت حنين بوخزة ضمير قليلاو بالذنب اليه حتى رجعت ثانية وقالت.
,
, -خلاص يا جماعه انا هسامح فحقى بس ميتعرضليش تانى، عاااش يارجاله
, -يابنتى لازم الاشكال دى تتربي تعالى نعمله محضر
, هتف بها احدهم وأسر يقف يضغط على شفاه السفليه الغضب يكاد يمزقها، حاولت حنين اخفاء ضحكتها واقنعتهم ب انها تنازلت هذه المرة من اجلهم والمرة القادمه الشرطه هى الفيصل.
,
, انفض الجمع وترجلت حنين تكاد تكون تهرول اشبه بالجرى، مسرعه خائفه من إلحاق آسر بها حتى لحق بها فعلا عندما امسك بتلابيب ثيابها وتحدث بنبره عاليه
, -اقسم ب**** انتِ لو مش بنت لا كنت دفنتك هنا، بس ليكِ راجل يترد عليه
, -راجل مين يابو راجل انا اطقشك انت وهو زى البيض ولا يهمنى
, امسكها من ذراعها بقوة واخذ يهزها متعصبا ليردف
, -يعنى مش هامك ياحته بتاعه انتِ.
,
, -ورينى اخرك ياااض وانا هعمل فيلم تانى اخليهم يروقوك ويعملوا معاك الصح
, صفعها اكثر من صفعه خلف رأسها ممسكا ذراعها بقوة وهو يهتف
, -اتلمى بقا، انتِ مالكيش كبير **** يخربيتك
, -بتضرب بالقفا يا آسر طب والمصحف اديك نص اخليك تقع تسلم عالاسفلت بوشك
, -اخرسي نصك لسان ياحربايه
, كتم فمها بكلتا يديه فتصنعت هى الاختناق حتى سقطت ف اسندها مذعورا
, -انتى يابت! يا زفته! محصلش حاجه ممنعتش عنك الاكسجين **** يهدك. حنين يا نيله ردى.
,
, لاحراك لها، ففتح حقيبته وبحث بعشوائيه عن زجاجه عطر صغيره يحملها معه، اسندها على ذراعه ووضع قطرات تحت انفها
, -معقول اغمى عليكِ، يابت قومى اقسم ب**** بتستهبلى ياحنين
, فتحت عيناها وأخرجت له لسانها للمرة الثانيه وهبت من نومتها لتهرب بعيدا كالاطفال وهى تهتف
, -انها سليييمه، شوفت اوديك واجيبك فثانيه ومنتهى ال تعالا ياااض لا خلاص روح ياااض
, فرت من امامه تجرى فطرق هو كفا بكف يضحك وهو يردد لها بصوت عالِ يسمعها.
,
, -هاتى ب2جنيه حاجه اسمها بيبي العفريت وابلعي منها كل يوم الصبح هتبقى زى الفل يا جعفر، جاتك 60نيله لوحدك
, ترجلت حنين نحوه و اعطته نقوده وسددت له لكمه بصدره استطاع هو بصفعها على رأسها من الخلف ومن ثم انصرفت إلى منزلها مبتسمه لهذا الفصل الهزلى الذى نشب فى مسرحيتها هى وأسر، وما ان فتحت الباب حتى هرول اليها ابراهيم
, -اتأخرت ليه كدا، بتصل بيكِ مبترديش
, -فيه ايه يا ابراهيم هتخطف؟ عملت الاكل.
,
, دلفت بلامبالاه الى غرفتها فرمقها ابراهيم نظره من اسفل لاعلى متعجبا واردف
, -حنين، مالك متبهدله كدا ليه
, -مفيش عملت حادثه
, اتسعت عيناه هولا وقال بقلق
, -حادثه! حادثه ايه
, -مفيش خبطنى واحد اسمه ابراهيم فساعه غفله مقندله
, فرغ فاه ابرااهيم وأردف اليها
, -انا مش فاهم حاجه
, زمتت شفتيها وهمت لتبديل ملابسها وهى تغلق باب الغرفه فى وجهه قائله
, -مع نفسك يا ابراهيم، يلا يابابا قولتلك كذا مرة الضغط عندى عالى.
,
, من خارج الغرفه اتاها صوت ابراهيم
, -بعد كدا مش هروح قبلك لو خلصت شغل فالمحطه، رجلى ع رجلك
, فتحت الباب حنين وقالت له فى نبرة مستهزئه
, -لاشديد يا ابرراهيم شديد والقوة حديد والرزق يزيد. حضرت اكل ولاهنام عالباب
, -حضرت. المهم يعجبك
, افسحته للوراء وترجلت نحو المطبخ
, -مش مهم يا ابراهيم اهو حشو معدة والسلام
, بدأت تتناول من فوق الموقد، فهرول ابراهيم لها
, -لا اصبرى، هنزله ف اطباق واجيبه السفرا حالا.
,
, امسكت حنين وجنتيه وقرصته بسخريه وهى تقول
, -عسل عسل جوزى دا يا اخواتشى
, تركته لتجلس الى السفرة بينما هو شعر بالسعادة بهذه الكلمه التى فالاصل اردفت بها استهزاءا وسخرية منه.
,
, على ارجوحه تتأرجح بين هنا وهناك، كانت تجلس ليلى شاردة بما دار بينها وبين مؤيد اخيرا وتركها لتفكر وتعطيه قرارها وقتما تشاء دون ضغط او الحاح منه، تستند ب رأسها على احدى سلاسل الارجوحه شاردة وتدور بذهنها المحادثه وكأنها حادثة الآن بينهما.
,
, ليلو، انا مش بضحك عليكى ولا بقولك كلام وخلاص. انا بجد بحبك ومش عاوز ابعد عنك ولا اخسرك، انتِ خايفه وقلقتى من كلمه مخطوطة. دى كلمه انا برمز بيها لوعد مثلا بينى وبين صاحبتى او البيست بتاعتى لكن متقلقيش منها، بنودها عبارة عن انك تسيبي نفسك ومتقلقيش من اى حاجه هحافظ عليكِ ياليلى، اشطبي منها اللى تحبيه وضيفى اللى عاوزاه انا معملتش كدا مع حد بس انتِ غير ياليلى.
,
, -مفيش تجاوز حدود، هنفضل صحاب هنخرج هنسافر هنسهر لكن اكتر من كده مفيش
, -موافق مع ان البند اللى شيلتيه عشان بس اعيشك حاله انتِ متعرفيهاش
, -الحالة دى بعيشها لو فعلاقه ليها مسمى زى الجواز يا مؤيد
, -مش هتوصل لعلاقه سرير ياليلى
, -اى حاجه تتجاوز حدود الصداقه مش هسمح بيها يا مؤيد حتى لو انت جزأت المبدأ عشان انت اوبن مايند مثلا، وعاوزة اعرف ايه حكاية السلسة الاول متحاولش تتعرب.
,
, تنهد مؤيد وامسك بطرف السلسة وقال بصوت متهدج متلعثم
, -دى حكايتى الوحيدة اللى محدش يعرفها، بصى ياستى. انا عيشت فتره فى الاردن وكنت بشتغل هناك وهناك اتعرفت على بنوتة، احلى من القمر نفسه وشخصيتها مفيش اجمل منها، كنا اصحاب اوى عرفتنى على حجات كتير هناك وعلى ناس وشغل ودنيا. انا حبتها لا انا عشقت وهى للأسف محبتنيش
, نطق باخر كلماته حزينا فقالت ليلى مندفعه
, -كانت مسيحية؟
, اومأ برأسه ايجابا واستطرد مؤيد حديثه.
,
, -كانت مسيحيه، وكنت بحس انها بدات تحس بشعورى ناحيتها فكانت بتبعد بالتدريج لحد ما صارحتها وصارحتنى انه مينفعش ابدا احس كدا ليها وان بطريقتى دى انا نهيت كل اللى بيننا حتى الصداقه مش هتنفع بعد كدا قالتلى حرفيا احترم دينى ودينك ولازم نبعد للأبد النهاية طلبت منها تذكار وكانت السلسلة!
, -ليها علاقه السلسلة بمخطوطاتك؟
, -مالهاش علاقه، انا بس بقيت مؤمن ان مفيش علاقه ليها مسمى بتدوم وبقيت خايف طول الوقت.
,
, طب وعلى ايه اخاف وفالاخر هنسيب بعض هنسيب بعض احنا كلنا يدوب مراحل حلوة فحياة بعض
, يبقى طالما كدا نبقى مرحله حلوة ونعرف نستفاد من حلاوتها صح. هو دا هدفى
, -ممم يعنى من جوة خربان بفشل قصتك الوحيدة، ومن برة اوبن مايند وهجس ودلع
, تنهد وامسك كف يدها ونظر لها بعمق
, -افهمى ياليلى، قصتى الوحيدة كانت غلط وعارف كمان انى احب تانى واحبك انتِ دا غلط و انا مقدرش افرض اخطائى على الناس
, = الناس كلها اخطاء يا مؤيد.
,
, هتف بحده بها واردف
, - اناعارف ان الناس كلها اخطاء، لكن بيداروها
, = مبيداريهاش غير الضعيف
, - يعنى انا ضعيف!
, = ويعنى انا خطيئتك!
, - حبنا هو اللى خطيئتنا، اعترف ب انى وقعت فحبك ومكنتش حاسبلها بعد م اتعلمت من اللى فات لكن غصب عنى وقعت لتانى مرة وانا اللى طول الوقت محصن نفسي
, امعنت النظر بكلتا مقلتيه وقالت بنبره غريبة عليها لاول مرة تتحدث بها الى احد
, = يبقى نصلح الخطأ ده. نتجوز.
,
, -افهمىحبنا وعلاقتنا مش هتتحل بالجواز، الجواز حيهدهاوهيكسر الدعوة الى عايزين ننشرها لكل الناس يعنى ايه بجد حب ييعنى ايه سعادة من غير مسمى
, قالت ليلى برجاء
, -اعمل قانون جديد لمؤيد بدل المخطوطة، قانون اسمه سعادة وحب. آمن بدعوتك
, اردف لها بحزن بالغ الاثر وعسليتاه تمطران عليها توسلا
, -بس انا للاسف مش نبي. ومقدرش انشر دعوتى!
, -يعنى عاوزنى اعيش معاك كل حاجه حلوة وانا عارفه ان مفيش نهاية لعلاقتنا؟
,
, -وليه نخللى ليها نهاية ياليلى انا مش هسيبك، فكرى برة صندوقك برة عالمك هعرفك واعيشك اللى عمرك م حستيه وانا متأكد من دا.
, هب من جلسته مترجلا نحو الباب يهم بالانصراف
, -عرفينى ليلى بكل اللى حصل معاها، افتحيلى قلبك واعتبرينى جنى هيحققلك رغبتك تكونِ انسانه سعيدة لمرة واحده فعمرك ومهما طولتِ فقرارك، انا مستنيكِ وصدقينى عمرى م اتمنيت ولا استنيت غيرك يابرنسس!
,
, استفاقت من شرودها إثر تنميل كفها المستنده اليه على الارجوحه، هبطت منها تفكر هل يسعها القبول ام الرفض، شئ عجيب يجذبها الى عالمه الخفى تريد ان تغرق وسط امواجه ولكن حذارى ياليلى ب ان تلق بنفسك فى بحر ظلامه دامس وانتِ حقا لا تجيدى السباحه!
, اقبلت بلقيس نحو جلال ممسكة بعدة وريقات آخر فحص لاطفالها متهلله اساريرها وجلست الى زوجها تخبره فرحاً.
,
, -جلال، الحمد**** آخر متابعه للولاد اهيه وبيقولوا فى تحسن كبير الحمد****
, ابتسم جلال لها ولم يردف بكلمه فاستطردت هى
, -ايه يا جلال، انت مش فرحان زيي ولا ايه
, -اكيد فرحان يا بلقيس اوام هتخلينى مش فرحان بتحسن ولادى
, -بس مش حاسه فرحتك باينه عليك زيي
, دلف الى غرفة مكتبه واخذ ينبش بملفات ورقيه بعدما وضع هاتفه على منضده مكتبه وهو يحدثها وهى تتبعه.
,
, -بالعكس مبسوط، انا بس عارف ان مهما وصل تقدمهم هيفضلوا متخلفين عن غيرهم من ******* اللى فعمرهم
, ضيقت له عيناها فاستطرد لها بعدما التفت اليها
, -ومتفسريش كلامى غلط مش معترض على حكمه **** فيهم، بس انا سلمت امرى فيهم لله خلاص
, -كلنا بنسيب امرنا لله بس بنسعى ورا الاسباب يا جلال
, ترجل نحوها وربت الى كفها وقال
, -ونعم ب****، انا مبسوط عشان انتِ مبسوطه كفايه تعبك معاهم علاج ومتابعات ده حقك انك تكونِ مبسوطه.
,
, ابتسمت بلقيس له منذ عهد لم يعترف لها بصنيع معروف ابدا واردفت له
, -وحقك انت كمان عشان انت باباهم وهما حته منك
, أرادت تغيير مجرى الحديث ف اردفت له
, -تفتكر ميريهان هترتاح مع طنط تحت ولا نخليها هنا معانا هما لسه برضو معداش عليهم كتير عرسان جداد
, مط شفتيه وهز كتفيه بلامبالاه، عاد الى لامبالاته ثانية حلال فاردفت له بلقيس.
,
, -هنخرج شويه انا والاولاد للنادى افسحهم، تعالا ودينا وبالمرة كلنا نغير جو بقالنا كتير مقعدناش كلنا سوا
, قالتها برجاء يشوبه فرحة تريد قربه منها بينما هو كان يراقب اضاءه ضوء هاتفه اعلان قدوم مكالمه له وهو على وضع الصمت، ف وضعه على وجهه يخفيه على المكتب وأردف
, -معلش يابيلا ورايا قضيه هقعد ادرسها خليها وقت تانى.
,
, زفرت بلقيس، وذهبت كى تقوم بتجهيز اولادها لهذه النزهه، بينما فالوقت ذاته كان هناك نقاش ناشب بين ميرا ونادر بالاسفل تحديدا داخل غرفتهم.
, -لا انا حاسه ان فيه حاجه غلط يا بيبي، متضايقه ومتعصبه خالص بقا
, مطت شفتيه فجلس قربها وتحدث بصوت خفيض حتى لاتسمع والدته بالخارج
, -ميرا بطلى جنانك وتسرعك دا، حبيبتى انا شايف انك كويسه وتمام فين المشكله بقا عشان العياط واصرارك على اننا نكشف عليكِ.
,
, -لا مش كويسه، نادر انا فعلا بموت فيك وبموت فكل حاجه منك. بس ليه جوة الموضوع مببقاش حاسه حاجه كأنى بتفرج عليك او براقبك و**** فيه حاجه غلط وعندى انا
, تنهد نادر وترجل نحو المرأة يعدل هندامه واردف لها
, -بقولك ايه بطلى عكننه كل الحكاية ان الحوار دا جديد عليكى لسه مخدتيش عليه فمتاخده شويه
, -وانت مش متاخد ليه؟
,
, -عشان انا راجل طبيعى اكون عارف اسيطر عليكِ ازاى وانتِ معايا وادخل فالمود، ومعروف ان الراجل بيعرف اكتر من البنت فالحجات دى
, -طب انت مش حاسس انى. باردة!
, سكت برهه وقد اوقفته كلماتها لحظة عما كان يفعل ولكن استطرد كأنه شيئا لم يكن
, -لا مش حاسس ويلا بطلى رغى مش بترحمى نفسك ابدا، يلا يابطتى بقا
, تنهدت ميرا وهى تتخبط بالوسادات جانبها ف اردف نادر
, - قومى غيرى عشان نلحق عزومه مامتك، انجزى وفكِ البوز يا روحى.
,
, نحو الخزانه اخرجت ميريهان ثوبا يليق بدعوة اهلها للغداء وقطعت حبال الحديث الذى يشغلها طويلا، مؤقتا فقط لان مازال للحديث بقية. ،.
,
, )فى الوقت الحالى)
, كعك عيد ميلاد مسطور فوقه بحلوى الشيكولاته—Happy birthday Yazn
, ليلى لا تعلم بالتحديد اكم عمره وصل حتى تضع الشمعات بعدد عمره، ولكنها فقط تتذكر يوم ميلاده اثناء محادثه لهما سويا حفظته عن ظهر قلب حتى أتى ميعاده.
,
, خرجت من دون علمه حتى تكتمل المفاجأة على اتم صورة، احضرت هديه خصيصا له وكانت قلادة يتدلى منها -فص ازرق-فهو يعشق هذا اللون. اتت بها وبالكعكه بعدما اتفقت ان تضع الكعكه بغرفته فى المشفى وتنطفئ الاضاءه ومن ثم يدلف فتقوم هى وطاقم التمريض بهتاف عالى له وتهنئته.
,
, تمت الخطه ودلفت تضع هديتها بمكان ما، حتى ينبش فيجدها. فقد صممت هى ان لاتعلمه ب امر الهدية وان يحتفلوا دون ان يعلم انها احضرتها له وذات يوم يجدها بين طيات اشياءه، اخذت تنبش هنا وهناك حتى قفزت الى ذهنها فكرة تضعها فى خزانته وسط ملابسه.
, فتحت الخزانه ووضعتها ملفوفه وعليها بطاقه سطرت فيها الآتى
, دليلى انت هنا، كل عام وانت قلبا لى لاتهدأ نبضاته ابداً (فراولاية).
,
, دستها بين ملابسه وبعدها لفت نظرها مظروف تحت رف الملابس، حب استطلاعها جعلها تسحبه وتفتحه اخرجت وريقات خاصه بيزن وبعمله وبهويته حتى وقعت عينيها على صورة له فشهقت متفاجئه تخبئ شفتيها باناملها كالعادة!, خارج القائمة
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%