رحلوا ولم يتركوا لنا سوى بقايا ماضي، عطر لا ينسى، صوت نتمناه، حضن نفتقده، حب يكبر و يقتل، صور صامتة، شوق لايبرد، دموع لا تجف، ألم لا ينتهي، منزل خال مليء بالذكريات، وثياب معلقة تقتلنا بين الحين والآخر.
لن تعلم قيمة الشيء الذي تملكه حتى تخسره، ولكن الحقيقة هي أنك دائماً تعلم قيمة ما تملك، وَلكن لا تعتقد أبداً أنك سوَف تخسره يوَماً.
تمر السنين والأعوام ويمضي بنا الزمان، لتدق أجراس الوداع فنمضي تاركين خلفنا لحظات جميلة، لتبقى ذكرى تُكتب على سطور النسيان.
لتبقى أنت جالس في المكان نفسه، المكان الذي تتطاير منه الذكريات المؤرقة والجميلة، تقلب صفحات الماضي وتتذكر أناس لم يبقى منهم سِوى الذكرى.
يقتلني الشوق والحنين يمزّقني البعد والفراق، أحنّ إلى الأمس البعيد أحن إلى الماضي الذي لن يعود أشتاق لكلمة منه لنظرة أو ابتسامة، ولكن الزمن يحرمني حلاوة اللقيا ونداوة رؤياه.
أمّا عن صباحي فقد ضج بالشوق إليك.
وعندما نشتاق لأحد بشدة يصبح العالم وكأنه خالي من البشر.
تَبكِي سِرّاً، وتضْحك عَلناً، تِلك هي الأرْواحُ التي أرهَقها الحنينْ.
الحبّ هو الشوق لشخص عندما تبتعد عنه، لكن بنفس الوقت تشعر بالدفء لأنّه قريب في قلبك.
حينما نشتاق تتمنى أن تنقلب وجوه الناس كلهم وجهاً واحداً.
نحتاجهم، نشعر بضيق يخنق أرواحنا، نهمس في داخلنا بعمق اشتياقنا لهم، خشية أن تعلو صوت لهفتنا، فيجرحنا صدودهم.
إن ذاكرتنا تتمسك بإصرار شديد بالذكريات الكريهة المنفرة، أما الأشياء الجميلة فلابد أن نكتبها في مفكرتنا حتى لا ننساها.
لا تندم على حبٍّ عشته، حتى لو صارت ذكرى تؤلمك، فإن كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها، ولم تبق منها غير الأشواك، فلا تنسى أنها منحتك عطراً جميلاً أسعدك.