NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

دكتور نسوانجي

مدير
طاقم الإدارة
مدير
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
نسوانجي قديم
حاصل علي أكثر من 100000 نقطة
ناشر مجلة
إنضم
8 سبتمبر 2021
المشاركات
45,841
مستوى التفاعل
11,972
نقاط
19,190
كلمات مفتاحية:

سرد إطاري، تمثيل قصصي، جنس محارم متخيل، أب/ابن متخيل، صفع المؤخرة، استراق النظر.


على سبيل التقديم والاعتذار:
1- يقر الكاتب ويعترف أن هذا الأسلوب غير مألوفٍ ولعله كذلك غير مستساغ—ومداره على تصور الكاتب وقد اختفى من الوجود وحل محلَّه راوٍ متخيَّلٌ له فكره وآراؤه وحياته الخيالية الخاصة..ثم إن هذا الراوي المتخيل يستخدم جنس القصة القصيرة ليؤكد على آرائه ويمثل لها بأن يتخيل هو الآخر أشخاصًا وحوادث يحوكها لتحكي بالكناية عما لا يريد التصريح به؛ ومن ثَمَّ فإن القصة إطارية (قصة داخل قصة) بمعنًى من المعاني.. ولمزيدٍ من الوضوح فإنني أنا العضو المسمى [الفارياق] لا أوافق على ما ستراه مسوقًا بضمير المتكلم بعد قليلٍ بما يحويه من معاداة للمثلية ونزعة تقليدية في تفسير غائية الجنس من منظور يوجيني بائدٍ!
2- نعم، إن أحد السادة المشرفَين كان قد نقل قصةً سابقةً لي أودعْتُها هذا القسم إلى قسم الخواطر والقصص غير الجنسية لخلوه مما يصلح أن يُعْتَبَر "جنسًا" بالمعنى العام للمصطلح—وله كل الحق في ذلك بالطبع..
ولكني أعتقد أن هذه القصة (مع خفوت نغمة الجنسانية فيها كذلك، وكونها تطْرُقُها عَرَضًا كأنها غير مقصودة لذاتها) تحوي قدرًا ولو يسيرًا من بواعث الشهوانية يبرر لها أن تُعْرَضَ هنا – فإن لم يكن هذا هكذا فخالص الاعتذار للسادة المشرفين.. ثم أما بعدُ:

فإني أسلم ناصية القلم للراوي المتخيل الخرافي غير الواقعي الذي لا هو أنا ولا أنا إياه، ليستبد ببقية الموضوع، فليتفضَّلْ مشكورًا [أو غيرَ مشكورٍ، أيهما أنسبُ!]:



### تمهيد

يقول الشاعر:
إذا بلغ الستينَ عمرُك لم يكُنْ ||| لدائك إلا أنْ تموتَ طبيبُ
ولم يقُلِ الشاعرُ:
إذا بلغ العشرين عمرُك لم يكُنْ ||| لدائك إلا أنْ تنيكَ طبيبُ
ولكن الشاعر (شاعرُ آخرُ) قال:
حدَّثني عن بعض أشياخِه ||| أبو بلالٍ شيخُنا عن شريك
لا يشتفي العاشق مما به ||| بالضم والتقبيل حتى ينيك
ثم إنه ليس أيّ نيك يشفي العاشق مما به، كما قال الآخر:
فما لك منها غير أنك نائكٌ ||| بعينَيكَ عينَيها، فهل ذاك نافع؟!
بل ما يروي ويُذْهِبُ الغلة هو ما نص عليه تعريف العلامة الحَبر أبي هانز سيجموند ابن فرويد، إذ يقول: «..الهدف الجنسي..هو اتحاد الأعضاء التناسلية في فعل يعرف بالجماع، ويؤدي إلى إطلاق التوتر الجنسي وانطفاء الغرزية الجنسية انطفاءً مؤقتًا (وهو إشباع مماثل للشبع في الجوع)». انتهى محل الاستشهاد من كلامه.
وتشبيهه الجنسَ بالأكل وأثره بالشبع ودافعه بالجوع هي تشبيهات دقيقة كما لا يخفى.. وكما أن الجائع لا يتخير ولا يتأفف من طعامٍ.. فإن الغالم (من هاجَتْ شهوتُه) لا يتخير ولا يتأفف من مواقعة.. وكما أن الشبعان لا رغبة له في طعامٍ ولو حلا، فكذلك حال الغالم بعد إنزاله منيه.
وفي المثل: «صام وأفطر على بصلٍ! » أي لم يؤدِّ طول انتظاره (الذي هو مظنة إدامة التفكير والتخير وبذل الجهد في طلب النفيس) إلى طائلٍ، فقد انتهى إلى أوفر موجود وأيسره مئونة: البصل!
ولعل المثل يشير (ولو من طرفٍ خفي) إلى الحث على الإقدام قبل انحسار الإرادة والاندفاع التلقائي إلى الموجود ولو زَهُدَ.. فلا شك أن قدرة الصائم على الامتناع عن الأكل "العادي" طلبًا لما هو أحسنُ منه، مرهونٌ ببقاء طاقته وقدرته في حد الاحتمال الاعتيادي، أما إذا بلغَ به الجوعُ حدًّا منكرًا فإنه لا يقدر على نهي نفسه عن "الهجوم" على أي طعامٍ متوفر ولو كان بصلًا..
فكذلك الأمر في مسائل الجنس...
وأنا أضرب لك مثالًا محسوسًا بالقصة المتخيَّلةِ الآتية:


### القصة

فلانٌ ولنسمِّه [غالي] من أواسط الناس، تم له في دنياهم تسعةَ عشرَ عامًا؛ عشرين إلا واحدًا، وهو في أوج الفتوة واكتمال النمو الجسدي، تريده الطبيعةُ على أن يحافظ على نوعه كما تريده على أن يحافظ على جسده.. فحاجته في إيداع منيه مستقرًّا ومستودعًا (ينمى فيه من ماءٍ مهينٍ إلى بشرٍ آخرَ) حاجةٌ متوقدةٌ متصوبة من أعلى لا يملك لها صرفًا ولا تحويلًا..
وليكن [غالي] لاعتبارات دينية أخلاقية غاليًا مغاليًا في سد كل طريقٍ يومئ ولو من طرفٍ بعيدٍ إلى إجابة الطبيعة إلى طلبها بالاتحاد الجنسي المفضي إلى تكوين الأجنة.. وكذلك حال أكثر أهل بلده ولو من غير أهل الدين والأخلاق حتى يأذن لهم الدين والأخلاق.. ولكن [غالي] يزيد عليهم في واحدةٍ!
يعلم جمهور الفتيان كيف يخادعون دوافعهم الفطرية فيميلون بها إلى غير ما زرِعَتْ فيهم لأجله تعجلًا وخورًا... فيستعنون عن الأعضاء الجنسية في آخرين (وعن اتحاد هذه الأعضاء مما ينتج عنه من الاحتكاك والانضغاط والقلقلة)..أقول: يستغنون عن هذا كله براحة أيديهم والتحليق بأصابعهم والخضخضة بما بين ذلك حتى "يُطلق التوتر الجنسي، وتنطفئ الغريزة الجنسية انطفاءً مؤقتًا" كما قال فرويد... كلهم يفعلُ ذلك لا يتخلف منهم واحدٌ... إلا [غالي]!!
لم يكن [غالي] من النوع الذي يُحْسِنُ مخالفةَ العظات الأخلاقية والآداب الفاضلة.. ولقد رئي يمشي نحوًا من مئتَي مترٍ إلى مكب قمامة ليلقي فيه منديلاً مستعملًا لِـ"يحافظ على نظافة مدينته"!
قد ظل صاحبُنا يعاني بطش الطبيعة به ودفعها له لفعلِ "ما لا يليق"، صابرًا محتسبًا، حتى شارف العشرين وليس في سجله الأخلاقي الذي تدونه عليه الرقابة السماوية مخالفةٌ واحدةٌ .. فيما يملك على الأقل.. أما ما لا سلطان له عليه من الخواطر الفاحشة وسوانح الفكر الفاجرة.. فلا تزال تلح عليه في حالَي يقظتِه ونومِه، ولا يزال هو يدفعها ويدافعها المرةَ بعد المرةِ بجهد جهيد وعناءٍ ما بعده عناء..
ثم كان ما لا بد له أن يكون..
عرضَتْ له غانيةٌ تُطلَبُ ولا تطلُبُ، فتنحى عنها قاصيًا مستعيذًا بالسماء من الأرض، فساءها أن يتخلف عن جملة المعجبين ولو واحدٌ! فمالَتْ إليه، فمال عنها، فألَّحَتْ في طلبه، فألح في الفرار!
فما كان جوابَها إلا أنْ أرعدت سماؤها وأبرقَتْ، وأقسمَتْ لتنالَنَّه ولو بذلَتْ في وصل حبله مثلَ ما يُبْذَلُ في طلب ودِّها. وليس ما يُبْذَلُ في طلب ودِّها بالقليل!
وكأنما كانوا على ميعادِ! التي يقصدها كل الناس، والذي لا يقصد منهم أحدًا... يريد لِيجمع بينهما كبرياء أنثى أو ما يوهمها الشيطان أنه لازمة كبريائها!
ولْنسمِّ غانيتَنا المقسمة على الانتقام [حسناء]..
ولتكن [حسناء] كما اسمُها حسناء، ولْتَحْبُها الطبيعةُ من لوازم الفتنة بالقدر الأسمى.. لتستعين بها الطبيعة على تذليل ما شيدتْهُ أخلاق الرجال أمامها من عوائق.. وليكن صاحبُنا ابنُ التسعةَ عشرةَ هدفَ هذه المؤامرة الكونية.. وفي انكسارِه أمامَها تمامُها..
وتضيق ملابس حسنائنا وتقصر.. وتتمايل في مشيتها بحضرته وتتبختر... وتقول بصوتٍ تدركه العيون دون الآذان: هئتُ لك! وبصوتٍ تدركه الآذان ولو جهلَتِ العقولُ لغة المتكلم: هلمَّ تنَلْ غايتَك!
وبقدر ما تزيد في عنفوان أنوثتِها، بقدرِ ما ينشرخ في حصن صاحبِنا شيءٌ يسيرٌ لا تنْفُذ منه ولكن يغريها بنصرٍ قريبٍ..
***

إن شرْخَ الشبابِ والشَّعَرَ الأســـــــ|||ـــــــودَ ما لم يُعاصَ كان جنونا!

ومَنْ يقدر على المعاصاة في الآخِرِين؟!!!
وليس [غالي] منها.. ولقد يودُّ لو أنه منها.. وما هو منها..فلما أحس من نفسه الهزيمة خلص هاربًا لا يلوي على شيءٍ.. وصاحبتُه ترى أثر الجراحة في عزمه المثخن باسمةً واثقةً بظفرها به.. تعلم أنه يؤوب إليها ولو بعد حينٍ فلا تتعجل السعيَ وراءه..
فما الذي كان بعد ذلك؟
كان أنه رجع إلى بيته غضبان أسفًا يلوم نفسه على ما كادَتْ تدفعه إليه؛ يقول لولا ولولا لقد كدْتُ وكِدْتُ.. ويعلم من أمر نفسِه ما لا يخفى من اشتداد شهوتِها إلى ما لا يخفى.. وتقول له نفسُه:«هل لك في دفع الخطر المحدق بما هو أهون ذنبًا وأقل عقوبةً؟ وها هو ذا باب غرفتك يعزلك عن الناس، وعقلك يمدك بالصور والأخيلة، والحاجة متوقدة والحل ميسور؟»
فيهُمُّ الشابُّ بإجابة نفسِه إلى طلبِها، وما كان قبل ذلك يهُمَّ!
وتمتد يده إلى بنطاله لِتنْزِلَه فيدرَكها بالكاد وقد تقوس إبهامُها بين جلده والمطاط، فيردَّها مذعورًا إلى جانبَه... وإذ تتوالى على عقله المجهد صورتُها وصوتُها وتمايلُها وغنجُها.. ويتزايد عليه إلحاح نفسه ووساوسها.. لا يجد ملجأً من هذا كله إلا الاندفاع إلى الحمام لينضو عنه ثيابَه ويقف عاريًا أمام ثقوب "الدش" منتظرًا أن يذهب الماء البارد ببعض هذا الالتهاب!
وقد كان..
بعد دقائق من قشعريرته تحت تيار الماء المثلج، رجع إليه بعضُ سلطانِه على نفسه وجسدِه.. ثم انتبه إلى أن منشفته في مكانها في غرفته.. ولا سبيل إلى ارتداء ملابسه الملقاة كيفما اتفق على أرضية الحمام كذلك وقد لحقها نصيبُها من انتثار الماء البارد وهو يأنف من إعادة ارتدائها ولو جافةً على أية حالٍ...
فما العمل؟
***

يفتح الأبُ باب الشقة فيرى ابنه عريان بضًّا يتسارع باتجاه غرفته والماء يقطر من جسده الشاب في خيط نقاط يمتد حتى باب الحمام المفتوح!
وبردِّ فعلٍ تلقائيٍّ يستوقف البالغُ المراهقَ مستنكرًا المشهدَ، وبردِّ فعلٍ على ردِّ الفعلِ يتوقف المراهق أمام البالغ ليعتذرَ ويفسرَ سبب ما جرى ويجري..
يقول [غالي] ما لا بد له أن يقوله؛ من نسيانه منشفتَه في غرفته، واتساخ ملابسه الحائل بينه وبين إعادة ارتدائِها..ويمنع نفسَه بالكاد من الهرولة لإتمام رِحْلتِه إلى حيث يستره عن عيني أبيه بابُ غرفتهِ... ويعترض أبوه بما يجب عليه أن يعترض به؛ من لوم المراهق على غفلته فـ"انكشافه" في صالة البيت لمن شاء الفرجة.. ويتجاهل الذكران بصعوبةٍ عريانيةَ أحدِهما!!
يقول [نجيب] لابنه وهو يعظه: «كيف لو رأتْك أختُك أو أمُّك على هذه الحالة؟»
ويقول [غالي] بفطنته: «لو أعلم أن أيَّ شخصٍ كان موجودًا في الشقة، لطرقت باب الحمام من الداخل ثم طلبْتُ من الواقف أو الواقفة أمامه أن يحضر لي ما أجفف به نفسي وما أرتديه... »
وتلمع في ذهن المراهق (رغم أنفه) صورةَ الأم والأخت على الهيئة التي يستنكر عليه أبوه احتمالية حدوثها!
ولو كان [غالي] قد أجاب نفسه إلى ما طلبَتْه منه قبل أن يهرع إلى الحمام كما يفعل رفاقُه طيلة الوقت، فلعله كان أقدر على نهيِها عن هذه الصور والأخيلة... أما في حاله هذه (وعلى الرغم من اغتساله بالماء البارد) فإن فكرة وقوفه عريانَ أمام أمه أو أخته يشرح لها سبب عريه وبلله أثارَتْ فيه من معاني الشهوة ما لا سابقةَ له به!
ولو كان [غالي] قد أجاب نفسه إلى ما طلبَتْه من قبل أن يهرع إلى الحمام، لقدر على التحكم في جسده... أما في حاله هذه فإن الصورة المستبشعة لانكشافه أمام محارمه قد تسبَّبَتْ في نهوض زبه شيئًا فشيئًا بينما المراهق المذعورُ يحس بما يجري بين رجليه، ولا يجرؤ على النظر "تحتَه" ليستوثق من الكارثة!
بل ظلَّتْ عينا [غالي] تحدقان بعينَي [نجيب] تسألانه من غير لسانٍ أن يفرغ من التقريع واللوم ليهرع المراهق إلى غرفته قبل انكشاف سره القائم المنكشف! أما الأب فلسببٍ ما هوى ببصره إلى حيث حيث لا يصح النظر، ليرى ما لا يصح أن يراه من ابنِه (ولا غير ابنه!)؛ نحوًا من ستة عشر سنتيمترًا من الجلد، نفخَ فيها الروحَ الدمُ، ثم غالَى.. فهي تنبض وتتوثب إلى الأمام تريد أن تقتحم وتخترق وتكتشف كبحار في القرون الوسطى! وليس أمامَها ما تقتحمه ولا تخترقه ولكن متى كان للأيور عقلٌ!
قال الأب لابنِه من غير تفكير: «ما هذا؟!» واستمر محدقًا لثوانٍ في الثعبان الأعور المتوثب أمامَه..
وقال الابن لأبيه من غير تفكير: «ما أردْتُ الاستعانة بالماء البارد في القضاء عليه ابتداءً! »
واحمرَّتْ وجنتا العريان خجلًا أنْ تضمن ردُّه المختصر اعترافًا بذنبٍ آخرَ لا يصرحون به الشبابُ وإن كان من المعلوم بالضرورة!
وطال الموقف المخزي فوق طاقة المراهق على التحمل، فنسي قواعد الأدب في مخاطبة رب البيت، وهرب من سؤال وجوابٍ ليستدير مسرعًا باتجاه باب غرفته كاشفًا مؤخرته أمام أبيه بعدما كشف مقدمته..ثم يحول الباب بينهما.. ويخر المراهق جاثيًا عاريًا مكللًا بالعار من وراء باب غرفتِه... بينما يستمر الكهل في تحديقه بالباب في ذهولٍ مشوب بالحسرة!
فقل لمن يتساءل كيف انتهى الحال بالمراهق الأمثل في هذه الحال الأخزى.. أنه ما غالب الطبيعةَ أحدٌ إلا غلبَتْه..
وليت الأمر انتهى إلى هذا الحد..
***

يعلم [غالي] أن عفة اليقظة تحمي الإنسان من وساوس المنام.. ويدرك [غالي] أنّه لا عذرَ في ارتكاب الخطيّة في عالم الأحلام..ويوقن [غالي] أنه لا فارقَ بين ذنب الاستمناء وذنب الاحتلام!
وليت عقله الباطن إذ ذهب به في طريق الفاحشة.. انشغل بـ[حسناء] وأخواتِها؛ فيكونَ ذنبًا دون ذنبٍ.. ولكن عقلَه الباطن انصرف بالموضوع الجنسي من الآخرين إلى ذاته مؤذِنًا بمصيبة!
يدرك أهلُ الاختصاص أن الموضوع الجنسيَّ السويَّ للذكر هو الأنثى.. وللأنثى هو نفسُها.. خلافًا لظنِّ العوام أن هدفَ كلٍّ منهما هو الآخرُ!
ويدرك أهل الاختصاص أن أولى علامات الارتكاس في السلوك الجنسي للذكور هو الانصرافُ من الآخرين إلى أنفسهم..وفي الإناث الانصرافُ من أنفسهن إلى الآخرين.. ومن هنا تنشأ المثلية الجنسية شذوذًا عن القاعدة وتحريفًا للفطرة السوية..
ولِهذا فإذا ذُكِر الجِنسُ ولوازمُه... أصلحَتِ المرأةُ ثيابَها وأخذَتْ زينتَها فلا تكاد ترى إلا نفسَها.. وأحدَّ الرجلُ بصرَه ومدَّ يدَيه ولسانَه وفرْجَه فكأن كل ما فيه قد انسلخ منه وتطلع إلى الآخرين (أو الأخريات للدقة)!
ولم يزلْ [غالي] ينهى نفسَه عن مفاتن الآخرين ومحاسنهم تمسُّكًا منه بكريم الأخلاق حتى انصرفَ عقلُه الباطن في تلك الليلة الليلاء إلى نفسه بدلًا منهم!.. فصوَّرَتْ له نفسُه [وهو غارقٌ في النومِ لا يملك زجرَها ومدافعتَها] موقفَه بين يدي أبيه عاريًا منتصبَ الزبِّ.. ثم زادَتْ في الصورة من عندِها ما لا يرضاه ذَكَرٌ لنفسِه ولو كان من أدنى أنواع الحيوانِ.. فجعلَتْه فريسةً لصيادٍ، لا صيادًا لفريسة! .. ولما لم يكنْ عندَها في الصورة مَن يصلح كمفترسٍ إلا أباه، فقد افترسه أبوه في عالم الأحلام، وكفى به إثمًا مبينًا!


قال عقله الباطنُ على لسان أبيه موجِّهًا له الكلامَ: «كيف تجرؤ أيها البض المليح على هزهزة ردفَيك الريانين العريانين في صالة شقتي بلا حياء ولا خجل.. أتراك نسيت أن في البيت رجلًا تحرك فيه هذه المناظر الفاضحة معاني الرجولة والفحولة.. »
ثم يستمر عقله الباطن في المشهد فيصور له نفسَه وقد حاول سترَ مقدمته الناهضة بيديه في خجلٍ مصطنعٍ بينما عينا أبيه تلتهمانه في جوعٍ لا يشبع.. وكلما زاد انصراف أبيه إليه وانشغاله به كلما زادَتْ شهوةُ الابن وشبقُه.. [وتلك صفة الجنسانية في الإناث لا الذكور كما أسلفْنا، فانتبه!]
ثم يَصِلُ عقْلُ [غالي] الباطن إلى ذروة الأحداث، فيحيلُ غضبَ الأبِ وشهوتَه إلى مزيجٍ لا سبيل إلى فصل مكوناته.. ثم يَسْكُبُ هذا المزيجَ الملتهبَ على جسد المراهق المرتجف تحت نظرِ ربِّ بيتِه!
وكذلك يتحول [غالي] في هذا الحلم الفاضح إلى الصورة النمطية التي ترى الإناثُ فيها أنفسَهنَّ في العلاقات الجنسية-- ضعيفًا مطلوبًا مشتَهَيًا لا سبيل له إلى مقاومة طالبه القوي المشتهِي أن يفعل به ما يليق وما لا يليق!
ويتقدم الأب فيتقهقر الابن.. ويتوعد الكهلُ فيموء المراهق... ويثب المفترس فتنكمش الفريسة!
وينتهي الحالُ بابن التاسعة عشرة مستلقيًا على رجلي أبيه منبطحًا منكفئ الرأس؛ أعلاه أسفله وأسفله أعلاه.. وبين فخذي أبيه يستقر زبُّه الخفاق مُسْتقبِلَ الأرضِ يوعِدُ بأن يرويَها بمائه في أي لحظة...
وتتوالى الصفعاتُ على مؤخرته المبرَّزةِ لأعلى بفعل استقرارِها فوق فخذ أبيه، بينما يوبخه أبوه على رحلته العارية القصيرة بين الحمام وغرفته... ويزيد بللُ الماء صوتَ ارتطام راحة الأب باست الابن ليتردد صدى الصفع والعقاب في أرجاء الشقة...
ويستمر عقلُه الباطن في المنكرات.. فيصوِّرُ له أختَه وقد خرجَتْ من غرفتِها لتستطلع ماهية الأصوات.. وتتوقف متسمرةً في مكانها لمنظر أخيها الكبير على هذه الهيئة الطفولية الهازلة... فلا تملك نفسَها من الضحك بصوتٍ خفيتٍ ينتبه له الأب.. فيتوقف لوهلة عن الصفعات بينما يده لا تزال مستقرة على المؤخرة العارية بلا مراعاة لحرمة المكان!
وتسأل ابنة السابعة عشرة _في تلطف تحسنه الفتيات_ عن الذنب الذي ارتكبه أخوها "الكبير" حتى يعاقبه أبوها بهذه الطريقة..ويرد الأبُ بهدوءٍ عقلاني معدِّدًا ذنوب المراهق (ما كان منها وما سيكون!): « نسي منشفتَه.. ولم يبالِ باتساخ السجاد بالماء المتقطر من جسده العاري.. وبعد أن استوقفْتُه وجدْتُ عضوَه على هيئة فاحشة.. ثم بعد قليلٍ سيهرب ويتركني أحدق في باب غرفته المغلق قبل أن أنهي كلامي معه! ».. ثم ينهي التعدادَ بصفعةٍ على المؤخرة العاصية الخاطئة المستقرة في حجره يتأوه لها المراهق الغارق في بحر الخزي والخجل.. وتبتسم أختُه لتأوهه واضطراب مؤخرته تحت يد أبيها قبل أن تستأذن وتعود لغرفتها.. ويلاحظ [غالي] من موقعه ممددًا في حِجْر أبيه أن باب غرفة أخته لم يغلق بالكلية وأن وراءَ انفراجته عينٌ ثاقبة وابتسامة ذئبية!
وتعود العقوبةُ والصفعُ والتوبيخُ .. فيعود انتباه الابنِ إلى مؤخرته بعيدًا عن تجسس أخته على عقوبته.. ومع شدة الألم يزداد تمرغه في حجر أبيه.. ومع التمرغ يتنامى التقلقل واحتكاك أيره بعضلات فخذ معاقبِه من تحته.. ويختلط ألم المؤخرة بلذة المقدمة.. ولكن فوق ذلك كله يلح عليه إحساسه بالرعاية والاهتمام الأبوي الذكوري فينكمش أكثر وأكثر.. ويرق صوته أكثر وأكثر.. وتتخنث عباراته أكثر وأكثر... وتفاجئ نفسُه نفسَه بتوسلاتٍ لا تليق بجنس الرجال.. من عينة «أبتي..أبتي.. آخر مرة.. لا أعود لعصيانك.. سأكون ولدًا مطيعًا» .. ويخيل له أنه يسمع ضحكات مكتومات من وراء باب أخته كلما تلفظ بعبارات الأطفال تلك، ولكنه لا يبالي.. إذ هو في دائرة اهتمامه لا يرى أحدًا سوى نفسه.. مؤخرته...زبه...عقوبته...ألمه..شهوته ..حتى أبوه قد تلاشى في الخلفية إلا ما كان منه مشتركًا في عملية العقوبة المنصبة عليه هو كبطل القصة والشخصية الوحيدة فيها!
وينبض أيرُ المراهق عاريًا مستقبلاً الأرضَ في دنيا الأحلام بينما ينبض الأيرُ نفسُه كاسيًا مستقبل السقف في دنيا اليقظة مؤذِنًا بالخواتيم بأن يندفق ماء الحياة في عالَمَيْ الأحلام واليقظة في الوقتِ نفسِه..ولسببٍ ما (لعله بقيةٌ باقيةٌ من انضباطٍ وتهذيبٍ) يستيقظ المراهق قبل بلوغ الغاية..ثم يدافع حاجةً ملتهبة متوقدةً للفراغ مما شرع فيه عقلُه الباطنُ بأن يمد يده فيفرك فركةً أو فركتين..أو لا: فلينبطح ويتمرغ تمرغةً أو اثنتين.. ولكنه يجاهد جهادًا مريرًا يكاد يدفع به إلى البكاء.. ويكظم شبقَه وقد قارب نقطة اللا عودة.. وينتظر في ألمٍ مضنٍ انكماش المنتصب بين رجليه حتى يستطيع معاودة النوم... وهكذا يستمر كفاحه المقدس ضد الطبيعة مؤملًا أن تنفرج الغمة عن قريبٍ..
ولا يعلم صاحبُنا أنه عزمَه يوشك على الانهيار في أي لحظة مؤذنًا بطوفان من الشهوانية يغرق الأخضر واليابس ويدع عفتَه وانضباطَه أثرًا بعد عينٍ..
وإن غدًا لناظره قريبٌ...
***

### إيبيلوج

ولندَعْ تلك القصةَ المتخيَّلَةَ بهذه النهايةِ المفتوحةِ-- يُملأ غدُها بما يتخيَّره القارئُ.. وهي إنما جاءَتْ للتمثيل على محدودية القدرة البشرية على الامتثال للمثل الفضلى، والحاجة إلى شيء من التجاوز بعد التجاوز حتى يُستعانَ به على مقاومة العاصفة بالانحناء لها مؤقتًا هنا وهناك حتى لا ينقعر الجِذْرُ ويذهبَ العودُ أدراجَ الرياحِ... فتنبَّهْ! فإن القصد من سردِها كان التوكيدَ على ضرورة السلاسة والمرونة في أمور الدنيا بعامة، ومسائل الجنس بخاصة.. وأن قول القائل:
والنفسُ كالطفلِ إنْ تهملْه شَبَّ على ||| حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تفطمْهُ ينفطِمِ...
وقول الثاني عنها:
تطغى إذا مُكِّنَتْ من لذةٍ وهوًى ||| طغيَ الجياد إذا عَضَّتْ على الشُّكُمِ..
وقول صاحب البيتِ الأولِ:
فلا تَرُمْ بالمعاصي كَسْرَ شهوتِها ||| إنَّ الطعامَ يقوِّي شهوةَ النَّهِمِ
يتضاءلُ عند قولِ الأعزِّ الأقدَمِ:
ومَنْ لم يصانِعْ في أمورٍ كثيرةٍ ||| يُضَرَّسْ بأنيابٍ ويُوطَأْ بمَنْسِمِ
.....
.....
ومَنْ يَعْصِ أطرافَ الزِّجَاجِ فإنه ||| يطيعُ العوالي رُكِّبَتْ كلَّ لَهْذَمِ
فانظر إلى دقة التشبيه!
مَنْ رأى عزةَ نفسِه في ***** داعي السلم وهو في دعة ورخاء فإن جبروتَ الحربِ يحمله على الطاعة المنكرة وهو في ذلة وشقاق ولات هنَّا طاعةٍ!
وهو ما شغلْنا أنفسَنا والقارئَ في بيانِه..أدَّاه صاحبُ الحَوْلِيَّاتِ في بيتٍ واحدٍ، فاعجَبْ!


--- تمَّتْ ---
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%