الإخوة والأخوات المشرفين والمشرفات على أقسام القصص. بعد التحية والسلام:
يسرني أن أتوجه لحضراتكم ( كن) بهذا النداء المتواضع، الذي أتوسم منه أن يثير الانتباه إلى بعض الاقتراحات والشكاوى المتكاثرة، والتي تمس كلها موضوع تراجع مستوى المساهمات القصصية. كما ألفت انتباه أخوتكم جميعا، إلى انقطاعات وانسحابات متعددة من أفضل كتاب المنتدى، مثل بياع الكلام مثلا، وقد كانت كلها بسبب عم اهتمام إدارة المنتدى بما ينشرون، ببينما تحظى مساهمات منحطة لا علاقة لها بالفن ولا بشروط الكتابة الأدبية المبدعة باهتمام كبير. لهذا أرجو أن تتسع صدوركم لقراءة النداء إلى نهايته.
لا يعقل أن نساوي في مجال القصة بين تلك القصة التي تعمل على احترام كل المقومات الفنية، من سرد ووصف وبناء هندسي للحبكة والشخصيات، مع احترام علامات التنقيط من استفهام وتعجب ونقط وفواصل، التي خلقها السابقون لتقوم بدور في الكتابة، وبين أي كلام سفيه يبنيه صاحبه على هدف واحد ووحيد هو الممارسة الجنسية. ما إن تتحقق الممارسة حتى نحس أنه لم يعد هناك أي شئ في القصة بوسعه أن يثيرنا ويبقينا تحت تأثير القصة لمتابعتها، هذا إن كانت مستمرة لأن غالب هذه المساهمات يوقف كلامه مع نهاية الهدف الذي يكتب من أجله. ليس الإنسان "روبو" أو حيوانا هدفه الأسمى والوحيد في الحياة هو ممارسة الجنس والسعي الدائم والحثيت للحصول على المتعة. هذا النوع من الكلام يخفض ويقلل من مستوى المنتدى في المجال، إلا إذا كان الهدف الرسمي له هو الحصول على متعة جنسية مريضة ومختلة، ففي هذه الحالة ينبغي تحديد هذا الاتجاه كهدف للمنتدى حتى يفهم من يشتكي أنه غير مرحب به ولا محل له هنا.
لقد اقترحت سابقا، وغيري أيضا فعل، أن تقوم الإدارة بإنشاء قسم خاص بالقصة التي تتوفر على قيم وتعالج مواضيع مختلفة من بينها الميولات الجنسية، وتتوفر فيها معايير الكتابة الفنية الحقيقية وتحترم علامات الوقف والتنقيط لتسهيل الفهم والقراءة، سواء كتبت بعربية فصيحة أو بلغات عامية. والغرض من الاقتراح هو فرز الجيد عن غيره من الكتابة الفوضوية التي يتجرأ كتابها على تصنيفها ضمن القصص. وإن رأيتم أن تنفيذ مثل هذا الاقتراح مكلف ولا يمكن تحقيقه عمليا، فعلى الأقل أدعو حضراتكم للعمل على تطبيق المثل القائل " ما لا يدرك كله لا يترك جله " وذلك كما يلي:
يتم فرز القصص المكتوبة بلغة عربية فصيحة عن بقية القصص. لأنه كما قلت لا يعقل أن نضع السمك والفواكه في قفة واحدة. بهذه الطريقة لن يبقى التنافس مفتوحا بين كل المساهمات. بل فقط بين جنس واحد هو القصة ذات الأفق الفني المحترم. بعبارة أخرى، خلق مستويين يتنافس كل منهما في نطاق اختصاصه مع ما يشبهه في اللغة والمستوى. القصص العامية بالمطلق تنافس ما يماثلها وفي الطرف الثاني تنافس القصة العربية مثيلاتها.
أرجو توقيف النزيف لفائدة ومصلحة المنتدى الذي أحببناه، وتوسمنا في انفتاحه خيرا لإبراز كتاب من مستويات عالمية في مجال الأدب "الإيروتيكي" الذي تعاني المكتبة العربية فيه من نقص فظيع بسبب عدم جرأة الناشرين وخوفهم من الرقابة المجتمعية على الثقافة والإبداع. وهو نوع من الأدب يتعرض لمشاعر وأحاسيس وميولات جنسية بطريقة لا يمثل فيها الجنس سوى ركن وجانب لا يخفي غيره من مشاكل الإنسان الأخرى.
تحياتي لكم جميعا
