NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة واقعية عربية فصحى الباشا (البدايات) ـ السلسلة الاولى - ثلاثة عشر جزء 2/3/2024

أكيد علاقة منى بأمجد وعلاقة أمجد بكل اللى حواليه هتتطور بمرور الوقت
أمال إتحول من أمجد للباشا إزاى
سعيد جدا بردودك وتفاعلك مع القصة وباتمنى إن باقى القصة تنول إعجابك
تستأهل دعم اكثر يا مبدع👍🏻
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
متي الجديد يا قلب
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt

أنا عن نفسى مكنتش عايز الشروق يظهر..
أحسنت يا برووووووو..جزء رائع بجد وتسلم ايدك يا غالى ومنتظرين الجزء الخامس..

مع خالص تحياتى...
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
تم الدمج بالتوفيق 🌹
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt و BASM17 اسطورة القصص
  • عجبني
التفاعلات: 𝔱𝓗ⓔ β𝐋𝓪℃Ҝ Ã𝓓𝔞Mˢ
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
  • عجبني
التفاعلات: SAYKO3 و 𝔱𝓗ⓔ β𝐋𝓪℃Ҝ Ã𝓓𝔞Mˢ
كل جزء جديد يجعلنى اشعر بالمتعه
شكرا جدا(y)(y)(y)
شكرا جدا لذوق حضرتم و لنعليق الجميل
أتمنى إنك تشرفنى بالتعليق على الجزء الخامس
 
تستأهل دعم اكثر يا مبدع👍🏻
حضرتك من القراء اللى باحرص عبى معرفة رأيهم فى كل جزء
أتمنى أشوف رأيك فى الجزء الخامس
 
  • عجبني
التفاعلات: Tara
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt



8-22.png

المقدمة

ترددت كثيرا قبل كتابة هذه القصة عن الباشا فهى قصة عن بدايات الباشا و لا يعرف تفاصيلها كاملة غيره ولا ينبغى لغيره أن يعرفها

أحداث هذه القصة تدور على مدى زمنى طويل حيث بدأت أحداثها فى ثمانينيات القرن العشرين عندما كان أمجد وزوجته الحالية فى بداية حياتهما الجامعية ولا تزال تلك القصة مستمرة لوقتنا الحالى الذى نعيش فيه

......................................................

الجزء الأول

إنه اليوم الجامعى الأول فى حياة الطالب أمجد ..... طالب من الطبقة المتوسطة وهو من سيصبح فيما بعد المهندس أمجد أو الباشا كما يعرف فى وقتنا الحالى . أبوه مدير لأحد المصانع الحكومية الكبرى و أمه مديرة مدرسة إبتدائية حكومية

دخل أمجد من باب كليته كطالب مستجد بكلية الهندسة التى لا تقع بحرم الجامعة ولكنها على مسيرة نصف ساعة منها ليستقبل مرحلة جديدة من حياته

دخلها وحيدا فمعظم زملاءه من الثانوى قد إنتظموا فى كليات عسكرية والبقية قد قذف بهم التنسيق بكليات أخرى بنفس الجامعة أو بجامعات أخرى ليجد نفسه يقف وحيدا مع نفسه بينما جميع المستجدين من أمثاله يقفون فى حلقات فهم زملاء من الثانوى أما هو فقد أتى من مدرسة عسكرية وقد رفض أبوه إلتحاقه بكلية عسكرية كزملائه محتجا عليه بمجموعه الضخم الذى يدخله تلك الكلية المرموقة ليعمل مهندس كأبيه ذى المنصب المرموق والراتب المحدود فأبيه كما يحدث أمجد نفسه مديرناجح مرموق لكنه مجرد موظف وللأسف الشديد موظف شريف

كان يشعر بأن الجو المحيط به غريب عليه فهو لأول مرة منذ ثلاث سنوات يذهب للدراسة بملابس مدنية وزد عليها أنه ولأول مرة منذ ست سنوات كاملة ومنذ أن بلغ طور البلوغ يجد له زميلات فتيات سيزاملنه لمدة خمس سنوات ومن المفترض أن يبنى معهن علاقات زمالة وصداقة كالتى كانت مع زملاء الثانوى لكنها ستكون علاقات أكثر نعومة وحِرص فى اختيار الكلمات وملاءمة الحركات بعيدا عن الدعابات الخشنة التى أعتادها فى مدرسته العسكرية

إتجه أمجد نحو المدرج الذى ستلقى به أولى محاضرات عالمه الجديد ولم يسأل أو حتى يتوجه لمكتب شئون الطلاب كباقى زملاءه فحياة الإنضباط التى تعلمها دفعته لإن ينهى قبل إسبوع كامل ما يبدؤنه هم الآن .

وجد أمجد المدرج خاليا من الطلاب فهو أول الواصلين وتأكد من أن هذا المدرج هو المدرج الخاص بمحاضرته الأولى وتخير أن يجلس فى طرف الصف الأول فى مكان رآه مميزاً يرى منه منصة الشرح بوضوح ويجعل من على يمينه فراغ يمكنه أن يجد فيه متنفس لراحته إذا ازدحم المدرج كما كان يتوقع

بدء وصول الطلبة فى مجموعات وارتفع الصخب رويدا فى قاعة المحاضرات الكبيرة وشغل هو نفسه بتأمل القاعة ووجد يده تمتد للكشكول الذى يحمله ويفتح آخر صفحاته ويبدأ فى رسم المنصة التى أمامه بكل تفاصيلها فهو بارع فى رسم الأشياء وموهوب كما كان مدرسينه و زملاؤه يصفونه فى أيام دراسته الثانوية واستغرق فى الرسم حتى لم يعد يسمع أصوات الصخب التى تحيط به من كل جانب حتى أخرجه من إستغراقه يد تربت على كتفه برقة ليرفع عينيه ليجد أمامه فتاة رائعة التكوين تقف مع بعض زميلاتها

  • تسمح يا باشمهندس توسع لنا نقعد جنبك
  • آه ..... إتفضلى يا آنسة ..... آسف إنى مخدتش بالى من أنى قافل المكان
ووقف ليفسح للفتيات مكان للدخول حتى اكتمل جلوس الفتيات وكانت تلك الجميلة هى آخر من جلس فجاءت جلستها إالى جواره فجلس وعاد لما كان يفعله ولم يكلف نفسه حتى رفع نظره إليها أو يحاول التعرف بها كما يفعل عادة جميع الشبان إذا وضعوا فى نفس موقفه حتى بادرته هى بالحديث

  • شكلك مستعجل أوى عالدراسة ..... إنت بترسم قبل حتى ما حد يطلب مننا رسم
  • هههههه ...... أنا بارسم لأنى بحب الرسم ومعتقدش إن اللى برسمه ده هيكون ليه علاقة بدراستنا ..... دى مجرد شخبطة باسلى بيها وقتى لغاية المحاضرة ما تبدأ
  • بس إنت بترسم حلو أوى ...... إنت موهوب
  • لا موهوب ولا حاجة دى شوية خطوط أى حد ممكن يرسمها بشوية تركيز
وقطع حديثهم دخول أول أساتذتهم ووقوفه على منصة الشرح لينقطع الصخب ويبدأ الجميع فى الإنصات للمحاضرة التى بدأت بتعريفهم أسم المادة التى سيدرسها لهم المحاضر والنظام المتبع بالكلية ومثل تلك الأشياء

انتهت المحاضرة بعد ساعتين كاملتين لم ينظر فيهم أمجد لزميلته التى تجاوره وبينما أنهمك جميع الطلبة فى كتابة كل ما يقوله المحاضر لم يدون أمجد فى كشكوله إلا بعض نقاط من كلام المحاضر بينما يستوعب عقله ويصفى خلاصة الكلام وانصب كل تركيزه على الأستيعاب دون كتابة

بمجرد خروج الدكتور من قاعة المحاضرات عاد الصخب للمدرج مع حركة جميع من هم فيه فالبعض يقف ليحرك ساقيه والبعض اتجه لنهاية المدرج للتدخين بينما وقفت معظم الفتيات وبينهم زميلته الحسناء وأصدقائها فعلم أمجد أنهم يريدون الخروج فوقف وأفسح لهم الطريق فخرجن متجهين للحمام كما فعلت معظم الفتيات مصطحبات حقائبهن وتركن ما يحملنه من كشاكيل لحجز أماكن جلوسهن فأمامهم نصف ساعة كاملة قبل موعد المحاضرة الثانية

جلس أمجد فى مكانه ثانية وانهمك فى تدوين بعض الأشياء فى الصفحة الوحيدة المكتوبة عن المحاضرة ووضع بعض الخطوط والدوائر حول بعض ماكتبه حتى شعر بنفس اليد الرقيقة تربت على كتفه ثانية ليجد زميلته الحسناء واقفة بجواره ليفسح لها الطريق لتعود لمكانها ويعود هو لما يفعله لتبادره مرة ثانية بالحديث

  • إنت بتعمل إيه ..... انت طول المحاضرة مكتبتش حاجة وبتكتب بعد المحاضرة ما خلصت ؟
  • أنا كتبت النقط اللى الدكتور مهتم بيها وأكيد الكلام اللى فى المحاضرة هيكون فى الكتاب بتاع المادة ..... لكن شرح الدكتور مش هيكون فى الكتاب
  • هو إنت جديد فى الكلية زينا ولا إنت بتعيد السنة وعارف الكلام ده
  • هههههههه ....... لا يا آنسة أنا جديد زيكم
  • طب عرفت منين الحاجات اللى الدكتور مهتم بيها
  • من طريقة كلامه وال body languageبتاعته
  • يا سلام ..... وانت عرفت الحاجات دى منين ؟؟
وقطع حوارهم عودة زميلاتها فقام أمجد مفسحا لهم الطريق للجلوس ولم يكمل حديثه معها حيث اندمجن فى حديث هامس تتخلله بعض الضحكات الخافتة حتى بدأت المحاضرة التالية والتى كانت آخر مافى يومهم الجامعى الأول وبمجرد إنتهائها حمل أمجد كشكوله وانصرف لكنه لم ينس أن يحيي زميلته الجديدة بإيماءة من رأسه قبل أن يستدير ليخرج من قاعة المحاضرات فى خطوات واسعة منتظمةلا يلتفت نظره فى أى إتجاه بينما تنظر إليه الفتيات متعجبات من ذلك الزميل الذى لم يحاول حتى التعرف لأسمائهن ولجلسته الغريبة المعتدلة وثبات نظرته وحتى عندما انصرف تعجبن من تلك الخطوات الواسعة المنتظمة التى تبدو كخطوات الجنود

إنطلق معظم الطلاب بعد المحاضرة إلى كافيتريا الكلية بينما أتجه أمجد مباشرة إلى خارج باب الكلية وبينما كان كل شاب يحاول التعرف إلى زميلاته لم يكلف هو نفسه بالنظر إليهن وتابعته زميلته فى دهشة وتعجبت رفيقاتها بشكله الذى بدا مستغربا وسط زملائه وتصرفاته التى توقعن جميعا عكسها خاصة بعد أن وجدن زميلتهن تحدثه فى وقت الراحة بين المحاضرتين وتوقعن أنه سيحاول التعرف إليهن بعد نهاية المحاضرة لكنه خيب ظنهن جميعا و سرعان ما تناسوه واندمجن فى التعارف مع باقى الزملاء من دفعتهن وكذلك من الدفعات القديمة الموجودين بالكافيتريا

خرج أمجد من الكلية لا ليتجه لبيته كما ظن زملاؤه لكنه اتجه للمقهى الموجود أمام الكلية ليجلس وبمجرد جلوسه حضر إليه صبى المقهى بشيشة أتبعه بكوب شاى بالنعناع فقد إعتاد وجود أمجد فى الفترة السابقة لدخول الكلية كلما تردد عليها لإنهاء إجراءات دخوله ولا يفوت جلسته المحببة على المقاهى ويعتبره أحد المتع التى يحظى بها ولا يعلمها إلا المقربين من أصدقائه الذين يشاركونه نفس جلسات التدخين والإستمتاع بجلسة المقهى المحببة

إتجه أمجد بعد أن انهى جلسته لمنزله الذى يبعد عن الكلية بساعة مشيا على الأقدام أو بثلث ساعة بالمواصلات لكنه على كل الأحوال يفضل المشى طالما أنه غير مرتبط بموعد و يكتفى بركوب المواصلات فى ذهابه للكلية فقط

وصل أمجد لمنزله حيث يسكن فى الطابق الأخير ورفع عينيه لإحدى بلكونات الدور الرابع حيث تجلس أم منى أو كما تناديها جاراتها المقربات ريرى إحدى الساكنات به وبدأ فى صعود السلم بخطواته المنتظمة حتى وصل للدور الرابع وحدث ما توقعه حيث وجد أم منى تفتح بابها مبتسمة وهى ترتدى عباءتها السوداء الفضفاضة

  • مساء الخير يا باشمهندس
  • مساء النور يا طنط ..... لسة بدرى على باشمهندس دى ده أنا لسة فى إعدادى هندسة
  • لا بدرى ولا حاجة السنين بتعدى هوا ..... تعالى عايزاك تغير لى الأنبوبة وتشوفلى الكهربا بتفصل ليه كل شوية
  • طيب أطلع حاجاتى واغير هدومى وانزلك يا طنط
  • طب أوعى تتأخر يا ولا ..... أوعى تفتكر نفسك بقيت مهندس و كبرت عليا
  • وانا اقدر اتأخر عنك ...... هى منى رجعت من كليتها ولا لسة
  • لأ لسة ...... هترجع متأخرة .....إتصلت من ساعة وقالت هترجع بليل
  • خلاص نص ساعة واكون عندك
  • ماشى مستنياك ...... سلملى على ماما وقلها إنى هاطلع لها بكرة بعد ما ترجع من المدرسة
  • حاضر يا طنط . ..أى أوامر تانية ؟
  • لا ياحبيبى يخليك ليا أنت وأمك
وأكمل أمجد صعوده حتى الدور السادس حيث شقته التى يعيش فيها مع عائلته وفتح الباب ليجد أمه فى انتظاره فقد أنهت عملها مبكرا فرحة بابنها البكرى الذى دخل الجامعة وشرفها بين صديقاتها لتعد له كل الطعام الذى يحبه

  • نورت البيت يا حبيبى ...... قولى عملت إيه النهاردة
  • أخدنا محاضرتين خلصتهم وجيت علطول يا ماما بس مش مستريح ...... مافيش حد معايا من زمايلى ومش واخد على جو الضحك و المياصة اللى هناك ده
  • قصدك يعنى مياصة البنات فى الجامعة
  • لا يا ماما .... مياصة الولاد .... حتى الهدوم اللى لابسينها مش مريحانى ومحسسانى بأنى فى مكان غلط.... حاسس نفسى غريب و بعيد عنهم جدا
  • ولا يهمك يا حبيبى إنت بس إتعودت على نظام المدرسة العسكرية ونسيت جو الحياة بعيد عنها .... بكرة تتعود وهتلاقى ناس شبهك تصاحبهم
  • هنشوف ..... كده أو كده بابا خلاص دبسنى ومرضيش يخلينى أقدم فى الكلية العسكرية اللى كنت عايزها ولازم أكمل
  • ماشى يا حبيبى .... طول عمرك عاقل وقوى وبتعرف تواكب ظروفك .... غير هدومك لغاية ما أعملك الغدا
  • لا مافيش داعى للغدا ..... هاغير وآخد دش يفوقنى وهنزل لطنط أم منى .... عايزانى أغير لها الأنبوبة وأصلح لها الكهربا زى كل مرة ولما بابا واخواتى يرجعوا هتغدى معاهم
  • أها ..... هى منى رجعت من الكلية ؟
  • متخليش مخك يروح لبعيد يا ماما ..... منى صاحبتى وزى أختى وبس والموضوع اللى بتفكرى فيه عمرى ما هافكر فيه
  • براحتك .... بس البت متتفوتش .... حلوة و زى القمر وجسمها حكاية ومتربية
  • بس مبفكرش فيها غير زى ما بفكر فى أصحابى .... يرضيكى اتجوز واحد صاحبى يا حضرة الناظرة
فغرقت امه فى الضحك حتى دمعت عيناها من تعبيره

  • وهو فيه واحد صاحبك جسمه فيه التضاريس اللى فى جسم منى يا خايب .... على كل حال براحتك بكرة تندم لما تروح منك
  • لأ مش هندم وشفت تضاريس كتير النهاردة أكتر من تضاريس منى بتاعتك دى بكتير.... متعطلينيش بقى علشان انزل لطنط واطلع انام شوية
وتركها وذهب لغرفته الصغيرة التى إقتطعها أبوه من إحدى الغرف الكبيرة بمنزلهم وخصصها له بمجرد ظهور نتيجة الثانوية العامة لتصبح غرفة منفصلة خاصة بمهندس المستقبل حيث تناول بعض الملابس من دولابه واتجه للحمام وأدخل نفسه تحت الماء الساخن واستسلم لذكريات صداقته بمنى وأحداثها التى لم تؤثر يوما على صداقتهم أو تحولها لشئ آخر رغم إكتشافهم لأجسادهم وتحولاتها سويا منذ بداية مراهقتهم

أنهى أمجد حمامه واستبدل ملابسه بملابس أخرى أكثر ملاءمة لمهمته مع جارته فارتدى بدلة تدريب وحذاء خفيف وأستأذن أمه واتجه لشقة جارتهم ودق الباب لتفتح له أم منى بنفس العباءة الفضفاضة التى ترتديها تخفى بها تفاصيل جسدها كعادة كل سيدات هذا الوقت عند إستقبال ضيف غريب

  • أهلا يا أمجد ..... إتأخرت ليه يا واد .... أنا افتكرتك نسيت وكنت هأتصل بأمك تطين عيشتك
  • لاأتأخرت ولا حاجة يا طنط هى نص ساعة بالدقيقة زى ما وعدتك
  • عندك حق .... طول عمرك مواعيدك مظبوطة من ساعة ما كنت عيل صغير ..... الظاهر إن انا اللى كنت مستعجلة عالأنبوبة ..... تعالى خش
ودخلت ودخل ورائها وأغلق الباب خلفه وبمجرد إغلاقه إلتفتت إليه أم منى وتغيرت تماما واندفعت نحوه تطوق عنقه بذراعيها وتلقى برأسها على صدره

  • وحشتنى أوى يا أمجد ..... يخربيتك عدى عليا إسبوع بحاله من آخر مرة كنت عندى كنت مولعة فيه نار
  • وانت كمان وحشتينى يا ريرى .... بس منى كانت طول الأسبوع موجودة ومقدرتش أكون معاكى لوحدنا
ورفعت شفتيها ناحيته فالتقم شفتيها يمتصها بجنون بينما تمتد يديه إلى ثدييها تعتصرهما فى عنف ورفعت يدها لتفك أزرار عباءتها فأمسك بيديها

  • كبرت يا أمجد وبقى ليك مزاج فى النيك وبتحب تقلعنى بنفسك
  • بحب أشوف جسمك وانا بعريه حتة حتة بأيدى
  • كل جسمى تحت أمرك وكل اللى عايزه يتعمل
فالتقم شفتيها ثانية يلتهمهما بشفتيه وأخرجت لسانها كى يمتصه أمجد بينما تمتد أصابعه لأزرار عباءتها حتى فتح جميع الأزرار وهبط بشفتيه يقبل رقبتها بهدوء وهو يزيل العباءة عن كتفيها ويهبط بشفتيه أكثر فيمررها على كتفيها بينما ينزل العباءة عن ذراعيها ويهبط بشفتيه أكثر مقبلا نحرها ثم صدرها ويترك العباءة لتسقط أرضا ويبعد جسدها قليلا وينظر إلى هذا الجسد الذى جاوز الأربعين لكنه لا يزال يحتفظ بكامل نضارته وكأنها لا زالت فتاة فى العشرين

كانت أم منى ترتدى تحت عباءتها بيبى دول قصير أسود بدون سوتيان وتظهرحلماتها الفاتحة تحته بوضوح وتحته كيلوت صغير من نفس اللون ويشف البيبى دول والكيلوت عن جسدها الأبيض وتكاد شفرتى كسها أن تظهرا من الكيلوت من الأمام بينما يختفى جزءه الخلفى بين فلقتيها المكورتين المرتفعتين إرتفاع بسيط فى شكل مثالى ولا يوجد بجسدها أى ترهلات بإستثناء كرش صغير لا يشوه منظر جسدها بل يزيده إثارة وسوة منتفخة تحتها كس يلمع من فرط العناية به يحيط به فخذان مثاليان فى إستدارة رائعة تزيدان من إثارة هذا الكس الجميل

كانت أم منى تملك جسد متناسق مثير رغم ميلها للقصر وكما كان يسمع دائما أمه وهى تتحدث عنها تملك ساقين لا ينافس جمالهما إلا ساقى منى إبنتها الوحيدة وكانت أم منى تعلم مدى جمال سيقانها وتهتم بهما كثيرا وتحرص على إظهار جمالهما ولا تخرج من باب شقتها دون أن ترتدى خلخال يبرز مدى روعتهما أمام باقى الجارات حتى أن ام أمجد وهى صديقتها المقربة كانت دائما ما تنصحها بأن تخفى جمال سيقانها خوفا من حسد الحاسدات وخاصة جارتها بالدور الرابع التى تقف كثيرا خلف بابها تتجسس على كل ما يدور بين أم منى وبين أى شخص يأتيها حتى الباعة الجائلين

طالت نظرة أمجد لجسد أم منى حتى شعرت هى أنه تاه فى تأمل جسدها فقاطعت تأمله

  • مالك يا واد .... أول مرة تشوف جسمى
  • مش أول مرة ..... لكن باحب اللون الأسود عليكى أوى .... يجنن الأسود على لونك الأبيض ده
فاحمر جسد أم منى من إطراء أمجد على ما ترتديه وزادتها الحمرة جمال وإثارة فخفضت بصرها لأسفل وهى تكلمه

  • عارفة إنك بتحب الأسود عليا وعشان كده نزلت امبارح أشتريتلك الطقم ده
فانقض أمجد عليها وأحاط جسدها بذراعيه ورفعها حتى ابتعدت ساقاها عن الأرض فاحاطت رقبته بذراعيها فلف ذراعه الأيمن حول خصرها بينما يده اليسرى ترفعها من طيزها متمسكة بفلقتيها بشدة وسار بها متجها لغرفة نومها التى يحفظها جيدا ودخل بها من الباب وأغلق الباب خلفهما بقدمه وأنزلها حتى لامست قدميها الأرض وقد أحنى جسده قليلا ليلتقم شفتيها التى لا يشبع منهما أبداً بينما أمتدت كفيه لفلقتيها تعتصرهما بعنف وضغطت هى صدرها على صدره ومدت يديها تفك له سوستة الجاكيت الذى يرتديه حت أنكشف صدره فأخذت تقبله بجنون بينما هو يزيح كلوتها من الخلف جانبا ويدخل يده تحته ليغرس اصابعه بين فلقتيها ويضغط إصبعه الأوسط فيغوص بسهولة فى شرجها فتتأوه مستمتمعة

  • مليت خرم طيزى بزيت الورد اللى بتحبه علشان عارفة انك بتحب تنكيها
  • أنا باحب انيك كل حتة فيكى يا لبوة
فزادتها كلماته إثارة ورفعت من شبقها فانقضت تقبل بطنه وهو واقف حتى وصلت لبنطاله فجلست على طرف الفراش وأنزلته بسرعة فهى تعلم أنه لم يرتدى ملابس تحتية كما تحب دائما أن تراه وانقضت على زبره المنتصب تتشممه وتملأصدرها برائحته ثم تلعق خصيتيه وتحرك لسانه على زبه صعودا حتى الرأس فتدخلها فى فمها وهى تنظر لعينيه تراقب تلك اللمعة التى تملأها دائما عندما يشتعل شبقه فيمد يديه ينزل حمالة البيبى دول عن كتفيها ليكشف صدرها الذى لا يزال محتفظا بشكله لم تشوهه السنين فيعتصرهما بشدة متحسسا الحلمات بيده ثم يقبض على حلمتيها باصابعه ويقرصهما بعنف فتصرخ صرخة الم فيدفع زبره بقوة داخل فمها حتى تكاد راس زبره تصل لحلقها فتغلق فمها عليه وتعض عليه بشدة فيترك ثديها الأيمن ويمسك بشعرها يجذبه بشدة للخلف فتتأوه آهة مكتومة وتخفف من عضتها فيبدأ بإدخال زبره وإخراجه فى فمها ويثنى ركبته ويضعها على حافة السرير أمام كسها فترفع نفسها قليلا وتضع كسها على طرف ركبته وتفركه عليها بشدة وهى لا تتوقف عن مص زبره ورضاعته فتنفرج شفتا كسها وتصبح ركبته ملامسة زنبورها المبتل بشدة من سوائلها لا يفصلهما إلا نسيج الكيلوت الرقيق وتتحول حركتها لفرك جنونى لكسها بركبته حتى ينتفض جسدها وتضم فخذيها على ركبته فينتزع زبره من فمها ويمسك بساقيها من أسفل ركبتيها ويرفعها للأعلى فتنام على ظهرها مرفوعة الفخذين فينزع عنها الكيلوت ويسقطه أرضا ثم يفتح ساقيها بشدة ويدفن وجهه بين فخذيها المفتوحين ويبدأ فى لعق كل ما يخرج منها من عسل لزج فيرتفع صوت تأوهاتها وجسدها ينتفض على الفراش بعنف شديد

  • دخله يا أمجد ....حرام عليك مش قادرة
فلا يستمع إليها بل يرفع ساقيها لأعلى أكثر حتى يصبح خرم طيزها مواجها لفمه فينقض عليه بلسانه يلعقه ويدخل فيه طرفه فتمد يديها تفتح بها فلقتيها مفسحة الطريق للسانه ليلعق كل ما بين هاتين الفلقتين من خرم طيزها حتى يصل لزنبورها فيأخذه بين شفتيه ويعضعضه برقة وهى لا تتوقف عن الأنين والتأوه

  • دخل زبك بقى .... هاموت فى إيدك يخربيتك
ولكنه لا يتوقف ويظل يفرك وجهه وشاربه على كسها فيرتفع صوت أنينها مرة ثانية وتنتفض للمر الثانية قاذفة فى وجهه بمائها غزيرا وتضم فخذيها على رأسه وتترك فلقتيها لتمسك برأسه بكلتا يديها تدفعها بقوة لكسها وهو لا يتوقف عن دعك كسها بشاربه حتى فى ذروة لحظات شبقها فتترك رأسه وتضع يديها على فمها لتكتم صوت صراخها الذى كاد ان ينطلق عاليا وقبل أن تنهى قذفتها يحرر أمجد راسه من بين فخذيها ويضغطهما حتى يلامسا صدرها ويدفع زبره كاملا داخل كسها فتخرج منها شخرة عالية لم تستطع كتمانها فيترك زبره داخل كسها للحظات قليلة ثم يخرجه برفق حتى يسحبه كاملا فتشعر بأن روحها تنسحب منها فتشهق شهقة لا تقل فى صوتها عن شخرتها فيدفع زبره داخلا ضاغطا عليه بكل قوته ويبدأ فى إخراج زبره وإدخاله مرات ومرات وكأنه يطعنها به فى كسها الذى سالت منه شلالات مائها وكأن قذفاتها تتداخل ولا تنتهى وفقدت تماما القدرة على التحكم فى جسدها وتركته لهذا الفتى ليفعل به ما يشاء فأدارها لجانبها الأيمن وضم ساقها اليسرى لصدرها ولم يخرج زبره من كسها وأخذ يدخل زبره ويخرجه بكل ما فى شبابه من قوة وارتفع صوت ارتطام عانته بفلقتيها وهى لا تتوقف عن الـتأوه وبين الحين والآخر تصدر منها صرخة تحاول كتمها بيدها فتنجح أحيانا وتفشل أحيانا وكسها لا يتوقف عن النبض والإنقباض على زبر أمجد ولم تعد تعرف كم مرة قد قذفت مائها على زبره وفاضت الملائة تحتها بما يخرج منها من سوائل لزجة فأدارها ثانية حتى نامت على وجهها وورفعها من وسطها فاستجابت له بكل سهولة ووضع تحتها وسادة فارتفعت مؤخرتها للاعلى فأمسك بيديها ووضعها على فلقتيها فأمسكت بهما وفتحتهما لأقصى ما تستطيع وقد عرفت أن وقت دخول زبره لشرجها قد حان فجلس على ركبتيه بين فخذيها وأخذ يقبل خرم طيزها قبلات طويلة ويخرج لسانه يلعقه مستمتعا برائحة زيت الورد الذى ملأت به فتحة شرجها قبل حضوره حتى أكتفى من لعق ذلك الخرم الذى أنفتح داعيا زبره للدخول فقام واقفا وزبره ينتصب أمامه كسارية العلم فأمسك بزبره وجلد به خرم طيزها مرات ومرات حتى وضعه على الخرم الجميل الذى يدعوه للدخول وضغطه بهدوء فانزلق داخلا بنعومة بعد أن أرخت هى له كل عضلات نصفها السفلى حتى أصبح زبره كاملا داخلها فتركه قليلا وبدأ فى إخراجه بهدوء شديد حتى خرج كاملا فشهقت شهقتها المعتادة

  • دخله تانى يا أمجد دخله أبوس إيدك
فاستجاب لها وأدخله ثانية بهدوء حتى لم يبق خارج خرمها إلا خصيتيه وتركه للحظة وأعاد إخراجه حتى لم يبق داخلها إلا رأسه ثم دفعه ثانية فأطلقت أنين لذة فعرف وقتها من خبرته معها أن شرجها قد أصبح مستعدا لأخذ دوره فأخذ يزيد من حركته دخولا وخروجا وقد أدخل إبهام يده اليمنى بكسها يدعكه من الداخل بقوة فى نفس الوقت وانطلقت هى فى التأوه وقد دفنت وجهها بالفراش تكتم تلك التأوهات حتى ازدادت سرعة نيك أمجد لتلك الطيز المفتوحة التى تدعوه لإفراغ منيه داخلها وارتفع صوت تنفسه مع تأوهات خشنة تخرج من جوفه تتجاوب معها تأوهاتها المتصلة حتى أتت لحظة قذفه متوافقة مع لحظة بداية قذفها فدفع بزبره كاملا لداخلها وضغطه بكل قوة جسده ونام عليها قاذفا بلبنه ساخنا غزيرا يملأ ذلك الشرج فأطبقت على زبره بكل قوتها بعضلات طيزها بينما ينتفض جسدها أسفل منه معلنا إتيانها بشهوتها مرة أخيرة حتى أنتهيا من قذفهما سويا فنام عليها بصدره ولف ذراعيه حول صدرها يداعب ثدييها برقة ومر وقت وهما على نفس الوضع حتى ارتخى زبره وخرج من خرم طيزها فتأوهت آهة متعة طويلة فنام بجانبها وجذبها لتهبط من فوق الوسادة الموجودة تحتها وترتخى بين ذراعيه لاصقة ظهرها ببطنه وقد إحتضنت فلقتاها زبره المرتخى وهدأ صوت تنفسها قليلا واعتدلت لتواجهه وتغيب معه فى قبلة هادئة طويلة وتريح رأسها على ذراعه ناظرة فى عينيه

  • يخربيت كده يا أمجد ..... كل مرة تبهدلنى كده
  • مبسوطة يا ريرى ؟
  • كل مرة بانبسط عن اللى قبلها ..... فاكر أول مرة يا واد ؟
  • وهى دى تتنسى ؟
  • كانت أول مرة حد يشوف كسى غير أبو منى .... بس أنتا شوفت كس تانى قبل كسى يا جبان
  • ماهو مش كس غريب برضه يا ريرى وبعدين ده كان لعب عيال
  • لعب عيال برضه يا كداب ؟؟ البت ماسكة زبك وانت بتلعب فى كسها وتقلى لعب عيال
  • ماهو بعدها أنتى منعتيها تلعب معايا فى سطح البيت زى ما كنا بنلعب
  • خفت لتفتح البت وهى لسة يا دوب مجتهاش غير دورة شهرية واحدة
  • أفتح أيه بس وأقفل إيه يا ريرى دانتى من يومها وانتى محتكرة زبى لحسابك
  • إستعبط يا واد إستعبط .... مانا عارفة إن إنت وهى معرفين بعض كل حاجة عن بعض حتى شكل بزازها وشكل زبرك
  • ماهى منى مش غريبة برضه يا ريرى وإنتى عارفة ان احنا أقرب أصحاب لبعض من ساعة ما دخلنا المدرسة
  • بس الغريبة إن إنتوا لا حبيتوا بعض ولا حاولتوا حتى
  • علشان إحنا الأتنين إصحاب جدا وسرنا مع بعض فمينفعش نحب بعض ... ممكن نريح بعض لما نكون محتاجين بس لكن هى مش ممكن تحبنى ولا أنا ممكن أحبها
  • ماشى يا عم الفيلسوف ..... قوم بقى البس هدومك علشان امك متشكش فى حاجة ... أنا لسة هاغير ملايات السرير واكياس المخدات اللى إنت غرقتها دى
  • أنا اللى غرقتها برضه ؟ أنا كل اللى نزل منى لسة جوا طيزك مخرجش
  • طب قوم يا وسخ البس هدومك
  • طب تعالى وصلينى للباب وقوليلى الكلمتين إياهم علشان برج المراقبة اللى ساكن قصادك
  • ماشى
وقاما متجهين لباب الشقة والتقطت فى طريقها عبائتها وارتدتها بإحكام وقبل أن تفتح الباب أمسك بها من طيزها فاستدارت له وغابا فى قبلة عنيفة

  • إنت إيه متعبتش ؟ لم نفسك بقى واطلع بيتكم .... نشوف يوم تانى تكون البت منى مش موجودة
  • حاضر يا قمر
وفتحت باب الشقة بعد أن إطمأنت بأن مظهرها ومظهره لا ينبئان بما جرى بينهما ووقفت تودعه بصوت عال أمام الباب

  • متشكرة أوى يا أمجد ..... متنساش تقول لماما إن انا هاعدى عليها بكرة .... هابعتلك حاجة حلوة النهاردة
  • حاضر يا طنط هاقولها .... لما منى تيجيى سلمى عليها ولو خلصت الكتاب اللى خدته منى تبقى تطلعه فى أى وقت .... أنا مش رايح حتة النهاردة
  • حاضر يا حبيبى مع السلامة
وصعد الشاب أمجد السلم فى خطوته المنتظمة وقامته المعتدلة كعادته لكنه كان يشعر بداخله بأنه فى قمة إنتعاشه وحيويته وفتح باب شقته ليجد أمه فى المطبخ منهمكة فى إعداد الغداء ليدخل عليها ليعلمها برجوعه

  • أنا جيت يا ماما
  • ماشى يا حبيبى عملت لأم منى اللى هيا عايزاه
  • أيوه يا ماما .... غيرت لها الأنبوبة وصلحت لها الكهربا .... خدت شوية وقت لكن صلحتها
  • برافو عليك يا باشمهندس
  • يا ماما قلنا لسة بدرى على باشمهندس دى ..... وبعدين تصليح الكهربا مش محتاج مهندس ... محتاج كهربائى
  • أعملك حاجة تاكلها لغاية ما بابا واخواتك يرجعوا
  • لو تسمحى بس أنا محتاج كوباية شاى وهاريح شوية لغاية ما يرجعوا
  • حاضر يا حبيبى .... خش أوضتك وهاجيبلك كوباية الشاى بالنعناع اللى انت بتحبها لغاية عندك
  • شكرا يا ماما
وعاد لغرفته الصغيرة واستلقى على فراشه واستغرق فى ذكريات سنوات مضت حددت علاقته بمنى وأمها وابتسم فى سعادة وفتح الراديو على محطة البرنامج الموسيقى ليكمل إستمتاعه بيوم بدا له سيئا فى بدايته لكنه تغير ليوم جميل

الجزء التانى

مقدمة

عندما بدأت فى كتابة الجزء الثانى من القصة وجدت أنه من الضرورى تنبيه السادة ا لقراء بأن أحداث الأجزاء الأولى من القصة تدور فى ثمانينيات القرن العشرين حتى لا يستغرب البعض بعض الأحداث التى تمر بأبطالها حيث وقتها لم بكن هناك موبايلات ولا مواقع تواصل إجتماعى وبالطبع لا إنترنت ولا أجهزة كومبيوتر فنظام الويندوز لم يُبتكر أساسا إلا سنة85

لا وجبات سريعة ولا شركات أوبر وكريم ولا محلات مشروبات أجنبية

لم يكن هناك سوبر ماركت لكن كان هناك البقال والخضرى والفكهانى

وقتها كان راتب الموظف الكبير لا يتجاوز 300 جنيه شهريا وكانت الفراخ تباع ببطاقة التموين فى الجمعية الإستهلاكية وبالطابور

كان الرجال رجال والنساء نساء وكان أصحاب الميول الأخرى يتخفون فقد كانوا يعتبروا فى أيامها وصمة عار تطارد أسرهم وكل من له علاقة ولو سطحية بهم

لم يكن هناك مدارس تجريبية ولا مدارس إنترناشيونا ل ولا مدارس مشتركة بعد المرحلة الإبتدائية ولا يتعلم فى المدارس الخاصة إلا الفاشل الذى رفضته المدارس الحكومية

كان هناك نظام المدارس الثانوية العسكرية التى تستقبل الطالب فى بداية مراهقته لتخرجه بعد سنوات ثلاث رجل قادر على حمل السلاح و تحمل المسؤلية

قد يظن بعض الشباب الآن انهم يمرون بأوقات صعبة لكن الحقيقة أن شباب الثمانينيات كانت أوقاتهم أكثر صعوبة

كانت أيام أكثر صعوبة بكثيرلكنها كانت بالتأكيد أقل تعقيدا




والآن فلنعد إلى قصتنا​

...........................................................................

قطع تأمل أمجد دقات أمه على باب غرفته قبل أن تدخل حاملة كوب الشاى بالنعناع لتضعه على مكتبه الصغير الذى يحتل كثير من فراغ الغرفة مع ترابيزة الرسم التى أشتراها أبوه وأصرعلى أن تكون موجودة بمجرد ظهور نتيجة التنسيق لتجد أمجد مستلقيا على ظهره يستمتع بالموسيقى الكلاسيكية التى لا تفهم سر حبه لها ولا تعرف كيف يحب أبنها تلك الموسيقى التى لا يتناسب ذوقها مع سنه ولا مع مايستمع إليه الشبان فى نفس سنه لكنها لم تعلق أبدا على إختياراته فهو مختلف منذ صغره عن باقى أقرانه وتشعر دائما بأن تفكيره أكبر من سنه

  • عايز حاجة تانى يا حبيبى ..... أعملك سندوتش تاكله مع الشاى
فابتسم أمجد ونظر لأمه فى حنان

  • يا أمى قلت لك مش جعان وهاستنى بابا واخواتى نتغدى سوا .... وبعدين الشاى بالنعناع بيتشرب لوحده
  • زى ما تحب .... هتنام
  • هاشرب الشاى وانام وصحونى عالغدا
  • هى منى هتطلع النهاردة ؟
  • يخربيت منى اللى واكلة دماغك .... يا ماما يا حبيبتى لو عايزة تطلع هتطلع ... هى هترجع من كليتها بليل
  • ماشى يا حبيبى .... أصلها وحشتنى
  • وحشتك إيه بس يا ماما ماهى كانت مرزوعة امبارح عندنا لغاية السعة 9 ومنزلتش غير لما طردتها
  • صحيح .... حد يطرد بت زى القمر كده
  • يوووووه يا ماما .... برضه اللى فى دماغك فى دماغك مافيش فايدة
  • خلاص متتعصبش أنا خارجة وسايباك .... بس بقولك بكرة تندم لما تلاقيها اتجوزت ..... بت زى دى مش هتستنى
  • يا ماما أبوس إيدك ارحمينى من منى ومن سيرتها علشان دى بتيجى عالسيرة وهلاقيها ناطة هنا زى القرد وانا عايز استريح
  • خلاص اتخمد .... مانت عيل فقرى طول عمرك
وخرجت أمه وتركته يبتسم من إصرارها على تنفيذ خطتها فهو يعلم أن أمه تحب منى وتعتبرها الأبنة التى تمنت أن تنجبها لكن نصيبها أن تنجب ثلاثة من الذكور او كما تقول دائما ثلاث عيال ناشفين بينعروا فى البيت زى الجاموس

أنطلقت من الراديو الصغير بجوارأمجد موسيقى شهرزاد التى يعشقها وانطلقت معها ذكرياته عن هذا اليوم الذى ظبطته فيه أم منى معها فى البرجولة التى صنعها ابوه فوق سطح العمارة

إنه يتذكر كل تفصيلة فى هذا اليوم رغم مرورأكثر من ثلاث سنوات

منى كانت صديقته الحميمة التى لا يستغنى عنها ولا تستغنى عنه فهم رفقاء منذ ولادتهم فى نفس العام يفصلهم شهر واحد فقط ولم ينفصلا يوما واحدا منذ مرحلة الحضانة ودخولهم نفس المدرسة الإبتدائية وكم بكى وبكت فى بداية المرحلة الإعدادية عندما دخل كل منهم مدرسة منفصلة . فوقتها كان للبنبن مدارس منفصلة عن مدارس البنات من بداية المرحلة الإعدادية

وقتها كان لقائهم اليومى بعد العودة من المدرسة يمتد لساعات فى البرجولة فوق سطح عمارتهم يذكر كل منهم للآخر تفاصيل يومه ويستذكرا دروسهما معا ولا ينفصلا إلا وقت النوم

يتذكر كيف حُجبت عنه منى إسبوعا كاملا لا يراها وكلما سأل عنها أخبرته أمه وأمها أنها مريضة ولا يمكن له رؤيتها حتى تشفى

وقتها كانت تنتابه حالة جديدة عليه فقد لاحظ إنتصاب عضوه كل يوم عند إستيقاظه ووقتها خجل من أن يسأل أمه أو أبوه عما يحدث له فكتم الأمر عن الجميع لكنه كان يتوق ليخبر صديقته الوحيدة وكاتمة أسراره بعدما سمع من زملاء المدرسة ومعظمهم كانت تنتابه نفس الحالة أنها علامات الرجولة بدأت تظهرعليهم فأراد إخبار منى التى كانت تفخر عليه بأن علامات أنوثتها بدأت فى الظهور ببداية إنتفاخ صدرها وأخبرتها أمها أنها بدأت تكبر وسيصبح لها أثداء مثل النساء

يتذكرما حدث بعد مرور الأسبوع وكيف التقاها على السلم عند عودته من المدرسة . يتذكر كل كلمة دارت بينهما

  • خفيتى ؟؟ كنت خايف عليكى قوى
فضحكت ضحكة بسيطة

  • أه خفيت يا أمجد ..... فيه حاجة مهمة عايزة أقولك عليها
  • وانا كمان فى حاجة مهمة أوى عايز أقولك عليها
  • خلاص هاغير واحط شنطتى واطلعلك
  • ماشى .... هاغير هدومى واستناكى عالسطح
لم ينتظرها أمجد طويلا يومها حيث كانت متشوقة لإخباره بما لديها من أخبار ومعرفة ما لديه من جديد فسرعان ما كانت معه فى البرجولة التى تحجب النظر عن الأسطح المجاورة بسقفها المصمت لكنها لا تحجب النظر عن من يقف قريبا منها بجوانبها الخشبية ذات الأخشاب المتقاطعة

  • ها قوليلى كنتى عيانة عندك إيه
  • مكنتش عيانة يا عبيط .... كان عندى الدورة
  • دورة إيه يا بت اللى عندك ؟ كنتى بتلعبى كورة
  • مش باقولك عبيط .... الدورة دى بتيجيى للستات كل شهر .... يعنى أنا بقيت كبيرة خلاص زى ماما ومامتك وممكن اتجوز
  • وإيه الدورة دى بقى ؟ يعنى عبارة عن إيه ؟
  • بينزل منى نقط ددمم كده من تحت
  • من تحت إزاى يعنى
  • من تحت يا اهبل
واشارت إلى مكان كسها

  • يع .... يعنى بتشخى ددمم
  • لأ يا واد بنزل نقط ددمم كده وماما بتحط لى فوطة فى الكيلوت علشان محدش يعرف
  • برضه مش فاهم
  • ومش هتفهم .... قولى بقى كنت عايز تقولى إيه
  • أنا كمان بقيت راجل زى بابا وباباكى
  • هو انتوا كمان بيجيكوا دورة ؟
  • لأ يا هبلة .... لما الواحد فينا بيبقى راجل حمامته الصبح لما يصحى بتكون كبيرة وبتبقى ناشفة زى الخشبة كده
  • إنت بتكدب عليا
  • وهاكدب عليكى ليه
وبسبب فضول المراهقين وجدت منى نفسها تمد يدها لتلمس مكان زبر أمجد أو كما كانوا يسمونه فى صغرهم حمامته وكمراهق وجد أن عضوه الصغير ينتصب من أثر لمستها تدريجيا

  • شوفتى أهو بدأ يكبر أهو
  • يكبر أزاى يعنى ؟ ورينى
  • أوريكى وتورينى الدم كان بينزل منين ؟
  • ماشى أوريك وتورينى .... بس ماما قالت لى إن ده عيب
  • محدش هيعرف
وأنزل بنطاله وكيلوته قليلا وأخرج عضوه بينما رفعت هى طرف فستانها من الأمام وأنزلت كيلوتها ولم يكن يعرف كلاهما أن ذلك سيتسبب فى إستثارة مراهقتهما فانتصب زبر أمجد بشدة فمدت منى يدها لتمسكه وظهرت بعض قطرات البلل على كسها ولا أراديا مد أمجد يده ليتحسسه واستغرقا لحظات فى متعة لا يدرى أيهما ما سببها فهم بسبب تربيتهم المتشددة لم يكونا يعرفا شيئا عن الجنس رغم سنهم الكبير نسبيا حيث كان الحديث عن الجنس وقتها من المحرمات التى لا يجوز التحدث عنها مع الصغار أو حتى فى وجودهم

قطع متعتهم السريعة تلك صوت أم منى أتاهم من حيث تقف بجوار البرجولة وتراهم من بين أخشابها

  • يا نهار أبوكو إسود إنتوا الأتنين ..... إنتوا بتعملوا إيه ؟
وهرولت داخلة للبرجولة حيث جذبت إبنتها من شعرها بيد بينما باليد الأخرى خلعت شبشبها تنهال به على أمجد وبينما أنزلت منى فستانها لم يستطع الصبى رفع بنطاله وظل زبره خارجا حتى أنتهت فورة غضبها موجهة الكلام لإبنتها

  • إنزلى استنينى تحت .... وقعتك سودة النهاردة
  • وانت متتحركش من مكانك لغاية ما اخلص حسابى معاك
حاول الصبى وقتها رفع بنطاله بينما جرت منى ناحية باب السطح ونزلت السلم لكن أم منى نظرت له نظرة جمدته مكانه

  • خليك زى مانت أنا هانده أمك تشوفك ولما أحكيلها هتخلى أبوك يقطع لك حمامتك اللى فرحان بيها دى
فبدأ الصبى بالبكاء وقد تجمد الدم فى عروقه ولم يستطع التحرك من مكانه وبدأ فى التوسل لأم منى ألا تخبر أباه وأمه فأبوه لن يرحمه بشدته وعنفه فى العقاب

وأخيرا بدا له أن أم منى قد رق قلبها قليلا حيث خفت حدة نبراتها واتجهت لباب السطح وأغلقته بإحكام وعادت للبرجولة حيث جلست أمامه بينما هو واقف وقد إنحسر بنطاله حتى قرب ركبتيه

  • تعالى هنا يا زفت انت أقف قدامى
فتقدم أمجد بتردد حتى بات قريبا منها فنظرت إلى زبره الذى إنكمش حتى كاد أن يختفى من شدة الرعب الذى إنتابه

  • إنت مش عايزنى أقول لأمك عالمصيبة اللى عملتها
  • أيوه يا طنط وأوعدك إنى مش هاعمل كده تانى
  • طب قرب متخفش ومتترعش كده
فاقترب منها أمجد يتعثر فى بنطاله الساقط حتى كاد أن يلتصق بها فى جلستها فمدت يديها تحتضنه برقة لم يكن يتوقعها حتى التصق صدره بصدرها وهمست فى أذنه

  • خلاص مش هاقول لحد على اللى عملته ... بس إنت كمان أوعى تفتح بوقك وتجيب سيرة اللى حصل النهاردة
فهدأ الصبى قليلا واستسلم لحضنها الذى كان مختلفا تلك المرة عن كل المرات التى إحتضنته بها وشعر بدفء ينتقل إليه من ذراعيها وصدرها الذى ضغط على صدره ولأول مرة يشعر بملمس ثدى أنثى غير أمه على صدره وزودته حرارة الأنفاس التى تخرج قرب أذنه بشعور غريب عليه وفوجئ بأم منى تمرر يديها على ظهره العارى بعد أن رفعت له ما كان يرتديه بينما تسللت يدها لخصيتيه تتحسسهما برفق ولم يكن وقتها قادرا على فهم ما انتابه من إحساس جعل زبره ينتصب بشدة وأم منى تتحسسه بيد خبيرة وتضغط على راسه ضغطات رقيقة حتى شعر بأن عضوه يكاد ينفجر من شدة إنتصابه

إستسلم أمجد تماما وقتها لأم منى تفعل به ما تشاء وتحرك جسده بين يديها كيفما ارادت حتى أنامته على ظهره وأحاطت خصره بساقيها وفوجئ بها ترفع عباءتها التى ترتديها لأعلى وتخلع كيلوتها وتجلس على ركبتيها ثم تمد يدها لزبره تمسكه وتمرره على كسها الذى شعر بحرارة تخرج منه ولزوجة سائل ما لم يكن وقتها يدرى ماهيته تبلل زبره وبعد أن مررت زبره على كسها مرات ومرات أدخلته بداخلها ليشعر بدفء شديد يحيط بعضوه ولزوجة تسهل تحرك أم منى عليه صعودا وهبوطا لوقت بدا له طويلا إنتهى بإنتفاض جسدها وضغطها عليه بقوة وسوائل كثيفة كثيرة تخرج منها لتبلل بطنه وزبره وخصيتيه

وقتها كان أمجد فى مرحلة بلوغه الأولى ولم يتكون بجسده المنى والسوائل اللازمة للقذف فاستمتعت أم منى بزبره حتى أتت شهوتها ولم يزعجها بقذف يتبعه إرتخاء فحصلت متعتها كاملة كافضل ما يكون

بعدما إنتهت منه أم منى قامت واقفة وأوقفته أمامها ورفعت له ملابسه وقبلته على شفتيه قبلة سريعة لكنها لم تنس تحذيره

  • لو عرفت إنك حكيت لأى حد حاجة من اللى حصلت النهاردة هاقول لأبوك وانت عارف أبوك هيعمل فيك إيه
لم يكن الصبى بحاجة لتحذير فهو لن يحكى سره لأى شخص .... فهو لا أصدقاء له غير منى وبالتأكيد لن يخبرها بما حدث فهو وإن يكن لا يلم بطبيعة ما حدث إلا أن غريزته تخبره بأن ما حدث مع أم منى سر ينبغى أن يدفن فى صدره للأبد

تسلل لذهن أمجد ذكرياته عن سؤاله فيما بعد لأم منى عما حدث يومها وإجابتها التى فسرت له ما فعلته يومها والحوار الذى دار بينهما

  • يومها البت قالتلى أنا طالعة أقعد مع أمجد فى البرجولة وقلتلها ماشى ونسيت إن البت بلغت ولسة دورتها خلصانة وإنها أكيد هايجة وانت فى نفس سنها وأكيد بلغت وهايج زيها فلبست العباية وطلعت السلم جرى قبل ماتعملوا مصيبة لقيتك مطلع زبك وهى مسكاه وانت بتلعب فى كسها ..... بينى وبينك هجت على المنظر ووقفت أتفرج شوية بس فوقت لنفسى وقلت الحقكوا قبل ما تدخل صوباعك فى كسها ولا حاجة ودخلت عليكو وكنت ناوية فعلا أخلى يومك إسود بس بعد ما البت نزلت إفتكرت شكل زبك الواقف وانا محرومة . من ساعة ما ابو منى رجع بلدهم وبقى يجيلى الأول كل تلت أيام وبعدين كل إسبوع لغاية ما بقى يغيب عنى بالشهر والشهرين والتلاتة وانا ست سخنة ومبستحملش أقعد كتير من غير نيك فكنت باصبر نفسى بأى حاجة ألاقيها قدامى قلم تخين ساعات ... خيارة مفيش مانع .... لغاية ما شوفت زبك واقف قدامى فمقدرتش أمسك نفسى وحصل اللى حصل .... صحيح انا ندمت بعدها وقلت لنفسى أهى مرة وعدت ومش هتتكرر بس بعد كام يوم لقيتنى هايجة تانى فسربت البت عند خالتها وندهتلك وبقيت أفيونتى اللى باصبر بيها نفسى
  • بس زبى ساعتها كان صغير يا ريرى كيفك إزاى ؟
  • يا عبيط الست ميكيفهاش غير الزب الواقف جامد مش مهم كبير ولا صغير .... ماهو أبو منى زبه كبير أوى ومن كبره كان بيوجعنى ومبحسش معاه باللذة اللى باحسها معاك وخصوصا أن انت يا واد بتتأخر على ما تجيب وبتمتعنى قبل ما تدخل زبك مش زى ابو منى بيرزعه عالناشف وممكن يجيب قبل منى
  • فاكرة يا ريرى أول مرة جبت فيها
  • ودى تتنسى .... كانت بعد يوم السطوح بكام شهر.... يومها واخدة راحتى وباتنطط على زبك وبعد ما نزلت شهوتى وقاعدة على زبك اتمتع بيه جوايا لقيت نافورة لبن طلعت من زبرك ملت كسى .... يومها إترعبت .... مكنتش عاملة حسابى وخفت احبل منك .... كنت هاقول للناس إيه؟ حبلت من عيل ... يومها جريت عالحمام وقعدت أنضف كسى وحطيت الخرطوم جوايا علشان أنزل لبنك منى يا مضروب
كانت أم منى بالنسبة لأمجد موسوعة جنس تعلم منها ولم تبخل عليه أو تخفى عنه أى شئ يتعلق بالجنس وبممارسته

علمته مفاتيح جسد الأنثى وكيفية إثارة شبقها ... علمته كل الأوضاع الجنسية التى تعرفها .... علمته كيف يتحكم فى فترة إتيانه بشهوته وكيف يشعر بقرب إتيان الأنثى لشهوتها وكيف يرفع شهوتها لأقصى درجاتها

إنها أعطته ما بخلت به على زوجها

جعلت زبره أول زبر يفتح شرجها وعلمته كيف يجعل الأنثى تتمتع بالجنس الشرجى

ولا ينسى أمجد جملتها التى قالتها له بعد أول ممارسة خلفية له معها

  • تعرف يا أمجد .... أبو منى حاول مرة ينيكنى من ورا .... رفضت وبهدلته وهددته بأنى هاطلب منه الطلاق .... بس إنت حاجة تانية ..... الست مش هتسمح لراجل ينيكها من طيزها إلا إذا كانت عايزة تديله كل اللى عندها
كان أمجد يشعر بأن أم منى اعطته أكثر كثيرا مما أخذته .... لم يشعر يوما بأنه تستغل شبابه وفحولته لإمتاع نفسها بل كان يشعر أنها تعطيه كل ما يمكنها إعطاؤه لترد له ما إعتبرته جميلا له فى عنقها

..............................................................

أفاق أمجد من إستغراقه فى ذكرياته على صوت أبوه الجهورى يناديه من صالة الشقة فهرع ليلبى نداء أبوه الذى وجده يقف فى منتصف الصالة حاملا معه مسطرة الهندسة الشهيرة حرف T وأنبوب حفظ الرسومات الطويل ومجموعة المساطر وأقلام التحبير التى يستعملها طلبة كليات الهندسة

حيا أمجد اباه باحترام وأخذ عنه ما يحمله وقبل يده كما اعتاد كلما رآه

  • مش بدرى شوية يا بابا على الحاجات اللى أشتريتها دى
  • لا بدرى ولا حاجة هما كام يوم وهيطلبوا منك تشتريهم ..... أنا قلت أشتريهملك بدرى
  • متشكر أوى يا بابا ..... دايما مش مخلينا مش محتاجين حاجة
كان أمجد يعلم مدى فرحة الأب بدخول ابنه الكلية التى إختارها أبوه رغم رغبته فى دخول الكلية العسكرية التى حلم بها أمجد منذ نعومة أظفاره وكان الأب يقدر لأمجد تضحيته بما يرغب فى سبيل تحقيق أمنية أبيه وكانت تلك الفرحة التى يراها أمجد فى عينى أبوه وأمه تساوى عنده الدنيا وما فيها وأقسم بينه وبين نفسه أن يحقق لأبوه ما يتمناه من رؤيته كمهندس عظيم يحقق ما فشل هو فى تحقيقه فى حياته العملية كمهندس

وكعادته نادى الأب بصوته الجهورى لأبنيه الآخرين ليقبلا عليه يقبلا يديه ويتجه الجميع للسفرة التى أعدتها الأم مسبقا ليتناولوا غداءهم ويتجه كل فرد من افراد الأسرة لغرفته ويسود الشقة هدوء شديد ..... ففى وجود الأب لايسمع صوت بالمنزل غير صوته وإذا أراد أحد أن يتحدث فليتحدث فى همس

........................................................

عاد أمجد لغرفته واستغرق فى نوم عميق إستيقظ منه على يد تهز كتفه بعنف ليفتح نصف عين ويجد منى جالسة بجواره على طرف سريره تهزه من كتفه وأمه واقفة بجوارها فيتناول إحدى الوسادتين الصغيرتين الموضوعتين بجواره ويقذف بها منى فتضحك الأم بشدة ولا تنصرف فهى تحب مناوشاتهما سويا وتتمنى فى قرارة نفسها أن يكون ما تراه أمامها بينهما دائما من مناوشات حب مخفى بداخل قلوبهما الصغيرة يخفيانه عن الجميع

  • أنا مش قلت لك يا بت إنتى متصحنيش بالطريقة دى
وانتبه لنبرته المرتفعة وتخوف من أن يسمعها أباه فأردف بصوت هامس

  • هو بابا هنا ولا نزل
فأجابته الأم بحنان

  • لا يا حبيبى بابا لسة نازل من شوية
  • ماهو عشان كده القردة دى عملالنا مولد ..... خير يا قردة الجبلاية بتصحينى بغلاسة أهلك ليه
  • تصدق أنا اللى غلطانة إنى بصحيك تاكل الحاجات الحلوة إللى أمى بعتهالك .... خسارة فيك يا كلب البحر
  • تصدقى امك أجدع منك ميت مرة .... عمرك ما جبتى حاجة انتى اللى عملاها
  • ماهو برضه لما أمى تعملك حلويات بنفسها يبقى خيرنا عليك
  • لا ياختى أمك عاملة لى حاجات حلوة علشان غيرتلها الأنبوبة وصلحت الكهربا اللى مبتبطلش لعب فيها لغاية ما مرة هتتكهرب وتجيب لنا مصيبة فى العمارة
  • إعمل فيها مهندس بقى .... على فكرة انا كنت ممكن اصلحها بس مرضتش .... قوم بقى كل الحاجات الحلوة وقولى رأيك فىها علشان أمى عايزة تعرفه
  • والطبق اللى عالمكتب ده هيكفينا كلنا يا بُخلا
  • لا يا ناصح .... الطبق ده بتاعك لوحدك يا مفجوع ..... أمى باعتة طبق تانى لطنط وعمو واخواتك
  • طب وسعى شوية عايز أخد غيار من الدولاب وأقوم اخد دش
  • قوم انت بس وانا هاناولك غيار مش عايزة أقوم
  • يا بت عيب كده انا هاخد غيار داخلى
  • ياعنى يا أخى خايف اشوف حاجة مشوفتهاش ؟ مانا اللى موضبالك دولابك مع طنط وشوفت كل حاجة
  • يا بت بلاش سفالة
ولم تلتفت منى لكلامه والتفتت للدولاب الموجود خلفها وأخرجت لأمجد غيار داخلى ناولته له فتناوله وهو ينظر لها نظرة غيظ فهو يكره أن تهدر كلامه وهى تعرف ذلك لكنها تتعمد إغاظته

وكانت الغرفة بالفعل ضيقة ورُص فيها بالكاد السرير والدولاب والمكتب وترابيزة الرسم بينما تحتل مكتبة كتبه حائط كامل بها ولا تسمح بحرية الحركة إلا لشخص واحد وتصبح الحركة بها صعبة فى وجود ثلاث أشخاص

نظر أمجد لمنى وهو على باب غرفته

  • إترزعى هنا متتحركيش ومتلعبيش فى حاجة لغاية ما ارجعلك اعرف هببتى إيه فى الجامعة النهاردة ..... ولا أقولك قومى إعمليلى كوباية شاى اشربها مع الحاجة الحلوة على ما اخلص الدش
  • أعملك شاى بنعناع ؟
  • لا يا ناصحة شاى من غير نعناع ..... قلنا ميت مرة الشاى بالنعناع بيتشرب لوحده
عاد أمجد من حمامه الذى أزال فيه عن جسده آثار موقعته مع أم منى وقت الظهيرة ليجد منى جالسة على طرف فراشه وأمه جالسة خلفها تمشط لها شعرها وتجدله وتضع فيه بعض الشرائط والتوكات الصغيرة كما تعودت أن تفعل معها طوال سنوات عمرها وتوقف للحظات يراقبهما فى بهجتهما وهز رأسه عجبا من هذا الحب الذى تكنه أمه لمنى لكنه قطع عليهما متعتهما الصغيرة

  • نجيب شجرة واتنين لمون يا حضرة الناظرة ؟؟
  • بس يا واد ملكش دعوة
  • مليش دعوة ازاى وانتى بتسرحيها على سريرى وزمان السرير اتملى شعر
  • إتملى شعر ؟ منى شعرها مبيسقطش شعراية يا حمار انت ... هو فيه زى شعر منى وجماله
  • لأ فيه ... وفيه أجمل كمان بس القرد فى عين امه غزال
  • قرد فى عينك ..... بقى فيه قرد بالحلاوة دى يا اعمى
  • طب سيبينا لوحدنا بقى شوية أشوف القردة دى عملت إيه النهاردة
وخرجت الأم وأغلقت عليهما الباب كما تفعل كل مرة تكون منى فيها مع أمجد لكنها تعودت أن تفتح الباب عليهما كل فترة . و فى كل مرة تفتح الباب وهما منفردين تتمنى أن تراهما مشتبكين فى قبلة أو حضن كما هو مفترض بين شابين فى مثل سنهما لتطمئن قلبها بأن ما تتمناه يسير فى طريقه لكنهما يخيبان أملها فى كل مرة

فهى تجدهما دائما يتحاوران أو يتناقشان فى كتاب أو قطعة موسيقى وكأنهما كما تقول لهما دائما

  • لما بدخل عليكوا وانتو لوحدكم بيتهيأ لى إنى داخلة ندوة ثقافية .... جتكوا خيبة فى خيبتكوا
بمجرد أن اغلقت الأم الباب إلتفتت منى لأمجد لتسأله بإهتمام

  • ها قولى عملت إيه النهاردة
  • ولا حاجة حضرت محاضرتين وقعدت شوية عالقهوة ورجعت صلحت لامك الكهربا وغيرتلها أنبوبة البوتجاز وطلعت نمت
  • أحا يا أمجد .... أنا بأسألك إتعرفت على بنات فى الكلية النهاردة ولا لأ
  • يا بنت المجنونة هو انا رايح أدرس ولا رايح اتعرف على بنات
  • ماهو انت لازم تتعرف على بنات يا أمجد مش معقول اللى المدرسة العسكرية عملته فيك ده ... دانت بقيت شبه عساكر الجيش
  • يا بت هى الجامعة دى معمولة علشان الولاد يتعرفوا فيها على بنات ولا عشان يتعلموا
  • الأتنين يا أهبل إتعلم واتعرف ..... مش معقولة افضل انا البنت الوحيدة فى حياتك .... لازم تقابل بنت تحبك وتحبها ... أمال هتتجوز ازاى
  • هتجوز عادى زى ما كل الناس بتتجوز .... أمى هتشوفلى عروسة تجوزهالى مع إنها حاطة عينها عليكى ومصممة تدبسنى فيكى
  • أنا تدبيسة برضه يا ندل .... دا انا كل الشباب بيتمنونى
  • أه ياختى كل الشباب بيتمنوكى بس انتى اختارتى عيل خول تمشى معاه
  • متقولش على ممدوح كده يا أمجد .... ممدوح كل البنات بتتمناه
  • كل البنات الهايفة يا منى مش إنتى
  • نفسى أعرف فيه إيه مش عاجبك .... شاب وسيم وابيض وشعره ناعم وعنيه ملونة وعنده عربية آخر موديل وطويل وعريض
  • قصدك طويل وملظلظ ..... يا بت ده لما بيمشى كل جسمه بيتهز زى النسوان
  • أمال عايزنى أحب واحد زيك ناشف ورذل وإيده عاملة زى الكماشة ... دانت يوم ما قابلتك بممدوح كنت هتكسر إيده عشان حاول يهزر معاك
  • أكسر إيده إيه بس دا أنا يدوب مسكت إيده لما حب يستظرف ويمسك نضارة الشمس بتاعتى
  • تقوم ماسكها بالعنف ده .... دى صوابعك فضلت معلمة على دراعه إسبوع
  • سيبك منه دلوقت واحكيلى هببتى إيه فى الكلية اللى مرضتيش تدخلى هندسة معايا ودخلتيها عشان سى ممدوح اللى بقاله فيها ست سنين ولسة فى سنة تالتة
  • هندسة إيه اللى افضل فيها خمس سنين دى .... وبعد ما اتخرج هاشتغل إيه ؟ طب انت هاتطلع مهندس زى ابوك ..... انا بقى ابويا تاجر عالأقل لما اخلص هاشتغل معاه فى تجارته
  • مقولتيش برضه عملتى إيه فى كليتك النهاردة
  • ولا حاجة يابنى ..... إحنا قدامنا إسبوع كده نروح ونيجيى قبل ما جدول المحاضرات ينزل أساساً
  • أمال إتأخرتى فى الكلية ليه ؟
  • كنت مع ممدوح طول النهار فى الكلية وبعد ما خرجنا عزمنى على مطعم إنما إيه يا أمجد حاجة كده تحفة زى اللى بنشوفها فى الأفلام وبكرة هنخرج سوا بليل عازمنى على حفلة عاملها واحد صاحبه فى فيلته فى المنصورية
  • يا نهار أبوكى إسود .... حفلة فى فيلا مع شوية الصيع إصحاب ممدوح .... إنتى مجنونة يا بت ؟
  • وفيها إيه ؟ ماهو ممدوح هيبقى معايا
  • ماهو المصيبة إن الزفت هيبقى معاكى ... يا بنتى دا عيل صايع ملوش أمان
  • إنت بس اللى مش واثق فيه وبتغير منه
  • أغيرإيه واهبب إيه أنا هانزل لأمك دلوقتى أخليها متخرجكيش بكرة من البيت أصلا
  • أوعى تعمل كده يا أمجد ... هاخسرك بقيت حياتى ... أنا باقولك أهو
  • طب مش هاعمل كده بس توعدينى إنك تحافظى على نفسك
  • حاضر أوعدك
  • ومتروحيش بفستان ولا جيبة .... تلبسى بنطلون ... ويكون واسع
  • يووه يا أمجد هاروح حفلة ببنطلون
  • أه يا روح امك هتروحى ببنطلون وهاشوفك قبل ما تنزلى وهتأكد إنك مش هتغيرى بعد ما أسيبك وإلا هانزل دلوقتى لأمك .... إيه رأيك ؟
  • خلاص .... أنا غلطانة إنى قلت لك على موضوع الحفلة ده
  • وانتى كنتى تقدرى متقوليليش .... يا بت ده كل زمايلى اللى كانوا معايا فى المدرسة ومدخلوش حربية دخلوا معاكى الكلية ومخليهم حاطين عينهم عليكى
  • كمان بتراقبنى .... ماشى ماهى غلطتى من الأول إنى خليتك تتحكم فيا كده
  • لا يا حلوة ...مش إنتى اللى خلتينى أتحكم فيكى ... أمك و ابوكى هما اللى موصينى عليكى ومخلينى آخد بالى منك عشان خايفين عليكى علشان معندهمش غيرك
  • طيب خلاص مضطرة اسمع كلامك مؤقتا.... بكرة ممدوح لما يخلص الكلية ويخطبنى هاستريح من تحكماتك دى
  • أفلح إن صدق
ومد أمجد يده تحت وسادته وأخرج محفظته ليخرج منها عشرة جنيهات ليناولها لمنى

  • إيه ده يا أمجد ؟
  • عشرة جنيه ... هتخليها معاكى فى جيب البنطلون مش فى شنطتك
  • وهاعمل بيها إيه ؟
  • علشان ممكن تحتاجيها فى أى وقت
  • هاحتاجها فى إيه ؟ ماهو ممدوح معايا وأنا معايا فلوس فى شنطتى
  • ماهو أنا مش قلقان غير من إن ممدوح معاكى .... إسمعى الكلام وخليها فى جيب البنطلون اللى هتلبسيه
  • بس ده مصروفك الشهر كله يا أمجد هتفضل طول الشهر من غير فلوس
  • مش هاحتاجهم .... معايا إشتراك الأتوبيس اللى بروح بيه الكلية ومش هاقعد عالقهوة الشهر ده .... ولو إحتجت فلوس هابقى آخد منك
  • يعنى هتفضل طول النهار فى الكلية وتروح التمرين يومين كل إسبوع ومش هتاكل حتى سندوتش فى نص النهار
  • يا ستى ملكيش دعوة أنتى أنا كده كده باخسس عشان عندى بطولة كمان شهرين ووزنى زايد
  • وتعذب نفسك ليه بس يا بنى ما قولتلك ممدوح معايا
  • تالت مرة هاقولك أنا مش قالقنى غير إن زفت ممدوح معاكى
  • مش فاهمة إنت كارهه ليه مع إنه بيعاملنى بكل رقة ..... أنا مش وريتك الشعر اللى بيكتبهولى
  • إنتى حمارة يا بت ..... أنا مش موريكى الكتاب بتاع نزاراللى سى زفت بيكتب منه الشعر اللى بيبعتهولك
  • ده أسمه توارد خواطر يا جاهل
  • أه صح ..... توارد خواطر بين ممدوح البغل ونزار قبانى بالكلمة والحرف .... ما تكتبيله شعر إنتى كمان
  • ياريتنى باعرف كنت كتبت ..... ما تكتبلى إنتا حاجة واقوله إن انا اللى كتباها
  • تصدقى فكرة حلوة ...... أنا فيه فى دماغى فكرة قصيدة تنفع
  • بجد يا أمجد ؟طب سمعنى كده
  • أيوه يا ستى .... عنوانها هيكون اسمه ...... أسمه .... أسمه ..... آه لقيت عنوان حلو .... إيه رايك يكون العنوان "قصيدة إلى عيل خول "
  • تصدق إن انا اللى بنت خول إنى صدقتك .... أنا قايمة
  • مع السلامة ..... ومتنزليش من شقتكم غير معايا .... باقولك صحيح
  • قول
  • فاكرة الحركة اللى علمتك تعمليها لو حد حاول يكتفك
  • أه فكراها
  • طب ورينى كده
  • قول بقى أنك نفسك تحضنى وبتتلكك
  • ولو عايز أحضنك هاتلكك ليه ؟ خايف من امى أو امك مثلا ؟ ده يبقى يوم المنى بالنسبة لهم لما يشوفونى باحضنك
وقفز أمجد من فراشه ليحتضنها بقوة فلكزته بقوة فى خاصرته ودفعته ليسقط على الفراش فابتسم لها

  • جدعة يا بت .... أى حد يحاول يكتفك تعملى معاه كده .... ما عدا أنا طبعا
  • ماشى يا عم الناصح .... على فكرة عايزة أقولك حاجة مهمة
  • إتنيلى قولى خلينا نخلص فى الليلة السودة دى
  • إنت بشنبك ده عمر ما فى بنت هتبص فى خلقتك .... ما تحلقه خليها تتفك فى وشك شوية وتلاقى بنت تعبرك
  • طب غورى بقى من قدامى الساعة دى علشان أن جبت أخرى من حموريتك وخلينى اتخمد انام ..... يومى بكرة طويل
  • طيب هاغور ..... تصبح على خير يا ابو شنب
  • تصبحى على خير يا اللى بتحبى عيل خول
وضحك الأثنان وهو يقوم ليوصلها للخارج وكم كانت أم أمجد تطرب لسماع صوتهما يضحكان سويا ودائما ما تتمنى أن يكون ما تراه أمامها قصة حب بين ابنها وتلك الفتاة الجميلة التى طالما اعتبرتها ابنتها

الجزء الثالث

مقدمة

قد يكون من غير المناسب تذكيرى للقارئ الكريم مع كل جزء أن تلك الأحداث بالقصة تجرى فى الثمانينيات لكنى أجدها فرصة لتعريف السادة القراء ببعض ملامح الحياة فى تلك الفترة خاصة لعلمى بأن معظم القراء لم يعاصروها وقد يستغربون بعض ما ذكر بالقصة من أحداث

وقتها كانت وسيلة الأتصال الوحيدة المتاحة هى التليفون الأرضى ويقينا فمعظم حضراتكم لم يعاصره بقرصه الدوار وحتى تلك الوسيلة لم تكن متاحة للجميع . فكان على من يريد الحصول على خط تليفون أن ينتظر لمدة قد تصل أحيانا ل15 سنة قبل تركيبه وكان من يملك تليفون لا يبخل على جيرانه باستخدامه للطوارئ وكانت تليفونات أكشاك السجائر هى وسيلة إتصال من تضطره ظروفه لإجراء إتصال طارئ

كانت الكنبة ذات الشلت موجودة بكل منزل للجلوس ولإستخدام تلك الشلت أحيانا كفراش فى حالة الطوارئ

والشلت جمع شلتة وهى وسادة مربعة من القطن تصنع خصيصا بالمقاس

وقتها لم يكن هناك ما يسمى كوفى شوب . كان إسمها القهوة وكانت لها وضع خاص فى المجتمع فكان لكل قهوة زبائنها اللذين يالفونها وتألفهم

لم يكن فى المقهى ويتر ... كان إسمه القهوجى ومساعده إسمه الصبى وعادة كانوا هم وكالة انباء الشارع فعندهم كل الأخبار

كان زمن صعب عاشه من صادف شبابهم هذا الوقت لكنهم ينظرون إليه الآن بحسرة فهو كان زمن شديد الصعوبة لكنه أيضا كان شديد الجمال

والآن لنعود لقصتنا​

..............................................................................................





مرت الليلة على أمجد كأسوأ ما يكون ... فبينه وبين نفسه متأكد مما ينوى ممدوح فعله فى تلك الحفلة المزعومة التى دعى منى لحضورها لكنه لم يستطع كبح جماح جنونها وتمردها ولا يريد كسر فرحتها بحبها لهذا الشخص الذى أختارته لتحبه

إنه يعرف ممدوح جيدا ويعلم عنه الكثير فممدوح جارهم بنفس الشارع يكبرهم بأعوام ستة .... أمجد ومن هم على شاكلته من الشباب يعتبرونه نموذج للفشل بينما يعتبر الأكثرية أن ممدوح شاب لقطة .... فأبوه أحد الأثرياء بشارعهم ومصدر ثروته غير معروف ..... أبوه يملك العمارة التى يقطن بها مع أمه الحسناء التى لا يعرف لها سكان الشارع أهل ولا أصل عكس باقى سيدات الشارع ... تتعالى عليهن دوما بمجوهراتها وسيارات زوجها والخدم القائمين على خدمتها وخدمة زوجها وابنها الوحيد

يقيمون بدور كامل بتلك العمارة الكبيرة وقد خصص دور آخر لممدوح جهزه كأفضل ما يكون ليكون بيته فى المستقبل ويستغله ممدوح فى إقامة حفلات له ولأصدقائه من الشباب والفتيات يدعو إليها غرباء عن حيهم بملابس يستهجنها البعض ويعتبرها البعض موضة لا تعنيهم

كان معظم سكان الحى وقتها من الطبقة المتوسطة موظفون كبار ذوى دخل محدود أو تجار متوسطى الثروة لكن الكل كان معروف للكل فكل قاطنى الحى سكنوه فى شبابهم وهاهم أبناءهم الذين ولدوا فيه قد أصبحوا شباباً

كان ممدوح يغار من أمجد رغم الفارق بينهم فى العمر و الإمكانيات المادية وحتى فى الشكل والمظهر ... فممدوح ورث من أمه بشرتها البيضاء وشعرها الأشقر الناعم وعيونها الخضراء وورث من أبيه طوله وضخامة جسده أى أنه ورث منهما كل مواصفات الوسامة علاوة على تلك الموارد المالية اللا محدودة التى يملكها

أما أمجد فهو شاب عادى متوسط الطول أسمر البشرة خشن الشعر ذو شارب ثقيل فأمجد ورث من أبيه شكله الصعيدى الذى لا يختلف عن أى رجل من صعيد مصر

لكن أمجد رغم إمكاناته التى تبدو محدودة يعتبره سكان شارعهم محبوبهم ورجلهم الصغير فشخصيته الهادئة ونظراته الواثقة وقدرته على التدخل لحل المشاكل التى تنشأ بينهم حتى بين الكبار تثير إعجابهم فأمجد كما يقول عنه عم هيكل العجوز صاحب دكان البقالة

" شاب ليه هيبة مش هايف زى عيال اليومين دول "

كان ممدوح يغار من أمجد بل يحقد عليه منذ اليوم الذى برز فيه نجم أمجد بين سكان شارعهم يوم أن نشرت إحدى الصحف صورته كأول ناشئ مصارعة يفوز ببطولة الجمهورية للكبار رغم أنه يمثل مركز شباب ولا يلعب لنادٍ كبير

يومها ذهب ممدوح لمركز الشباب الذى لم يدخله من قبل ليطلب الإنضمام لفريق المصارعة ولا ينسى نظرة المدرب له ورفضه حتى التفكير فى الموافقة على إنضمامه

لم ينسى ممدوح إنضمام أمجد بعدها للنادى الذى يدفع أبوه له سنويا آلاف الجنيهات كإشتراك عضوية بينما تبرع نفس النادى بمبلغ ضخم لمركز الشباب حتى يوافق أمجد على الإنضمام له كلاعب

ربما أختار ممدوح أن ينصب شباكه حول منى التى يظن كل سكان الشارع أن بينها وبين أمجد قصة حب كى يشعر بأنه فاز عليه أخيرا

لم يتمالك ممدوح نفسه من السعادة يوم أن اختارت منى رفض كلية الهندسة التى دخلها أمجد واختارت كليته لتكون قريبة منه فشعر أن فوزه قد اكتمل وأن أمجد الآن يحترق قلبه على حبه

ربما لكل هذا كان القلق يأكل أمجد من داخله حتى أنه فكر فى منع منى من الذهاب لكنه كان يكره أن يكسر خاطرها وكان متأكد من قدرتها على حماية نفسها بعد ما علمه لها للدفاع عن نفسها

ليلتها لم يغمض لأمجد جفن وقام من فراشه قبل طلوع الشمس وهبط لشارعهم الهادئ ويتمشى قليلا حتى وصل للمقهى الذى فتح للتو أبوابه ليستقبله ثابت صبى المقهى الذى يطلقون عليه إسم رويتر الشارع من كثرة ثرثرته عن كل كبيرة وصغيرة يعرفها وبمجرد جلوسه أقبل عليه ثابت بإبتسامة حقيقية غير مصطنعة فثابت ككل من يقطن بشارعهم أو يعمل به يكنون حبا وتقديرا حقيقيا لهذا الشاب الذى يتواضع مع صغيرهم و يوقر كبيرهم رغم الهيبة التى تحيطه ولا ينسى ثابت يوم أنقذه أمجد من بين يدى معلمه صاحب القهوة وجمع له ثمن الأكواب التى سقطت منه ودفعه لكل ما كان يملكه وتجميعه لباقى ثمن الأكواب من زملائه ليجنبه علقة ساخنة كان بالحتم سينالها من معلمه الضخم

  • صباح الخير يا أمجد باشا .... أجيب الشيشة ولا كفاية الشاى بالحليب
  • هات شيشة يا ثابت ... دماغى هينفجر وعايز حاجة أنفخ فيها
  • أوامر يا باشا
وانطلق ثابت للداخل ليحضر لأمجد شيشته يضعها أمامه يتبعها بكوب الشاى بالحليب يضعه على الطاولة المجاورة لأمجد

  • باقول لحضرتك إيه يا باشا .... تسمحلى بكلمتين محشورين فى زورى
  • قول يا رويتر ... ماهى دماغى ناقصة عالصبح
  • خد بالك من الست منى ... دى بت بنت حلال وتستاهل كل خير
فسقط قلب أمجد فى قدميه فكلام ثابت يعنى أن ممدوح بدأ يثرثر عن منى فى جلساته لكنه تمالك نفسه سريعا

  • متخفش عليها يا ثابت ... دى بت بميت راجل
  • يا باشا الدنيا وحشة وولاد الحرام كتير والواد ممدوح سكته وحشة .... دا الراجل اللى بيجيبله الحشيش كان لسه معاه امبارح وجايبله كمية كبيرة دفع له فيها مية وخمسين جنيه حتة واحدة وبيقول كلام ميصحش عن الست منى
  • متقلقش عليها .... سكة ممدوح متمشيش مع منى
  • طب وحياة أبوك يا شيخ تخليك فى ضهرها
  • متقلقش يا ثابت .... منى زى اختى ومش هاسيبها
  • لو احتجت حاجة منى قول ومش هتأخر انا مع إنى صغير عنكم فى المقام لكن أقدر اعمل حاجات كتير تساعد
  • هو ده العشم يا ثابت .... شايلك للعوزة
ولم يستطع أمجد بعدها أن يكمل جلسته فابتلع كوب الشاى سريعا ولم يكمل تدخينه وقام سريعا ورفض ثابت ان يأخذ حساب الطلبات منه فانطلق عائدا للمنزل وقد قرر منع منى من الذهاب مهما كلفه الأمر ولتغضب كما شاءت فقد تيقن أن ممدوح لا ينوى خيرا فى هذا اليوم مع منى

دخل أمجد شقته ليجد أمه وابيه يتجهزان للنزول فحياهما وقبل يد أبيه

  • كنت فين يا أمجد بدرى كده
  • صحيت بدرى ونزلت اتمشيت شوية يا بابا قلت انشط نفسى قبل الكلية
  • فيه حاجة قلقاك يا بنى شكلك منمتش
  • لا يابابا مفيش حاجة متقلقش .... إبنك شديد زيك يا حاج
  • بالتوفيق يابنى
دخل أمجد غرفته بعد أن ودع أباه وأمه ليغير ملابسه ويضع ملابس تدريبه فى حقيبة رياضية خفيفة ويخرج لصالة الشقة حيث يوجد التليفون ليطلب رقم منى التى رفعت سماعة تليفونها سريعا وكأنها كانت تنتظر تلك المكالمة

  • صباح الخير يا منى
  • صباح الخير يا أمجد ..... فيه إيه ؟
  • هيكون فيه إيه يعنى ؟ مش إحنا متفقين أشوفك قبل ما تنزلى
  • أه متفقين بس أول مرة تقول إسمى كده من غير ألقاب ... لا قلت زفتة ولا هبابة ولا أى لفظ جميل من ألفاظك اللى بتقولهالى .... شكلك منمتمش كويس
  • لأ إتنيلت نمت كويس
  • أهو كده انا اتطمنت عليك .... طالما لسانك رجع زفر تانى تبقى كويس
  • لبستى
  • أه لبست ... وزى مانت قلت لبست بنطلون واسع مع إن شكلى هيبقى فلاحى قوى لما اروح حفلة ببنطلون
  • ولبستى إيه تانى
  • يا سافل مش هاقولك طبعا
  • أنا اللى سافل برضه ولا انتى اللى دماغك وسخة ..... لابسة البنطلون من تحت لابسة إيه من فوق
  • آآآآآآآآآآه تصدق فهمتك غلط .... لابسة بلوزة حرير
  • طب البسى بلوفر تحت البلوزة
  • إنت عبيط يا أمجد ؟ ألبس بلوفر تحت البلوزة ؟ مش شايف إن ده يبقى فلح كتير شوية والدنيا لسة مبردتش
  • علشان الدنيا بتبقى برد بليل
  • مانا هلبس جاكت
  • إلبسى الجيليه اللى اشتريتيه الاسبوع اللى فات تحت البلوزة مش هيبان
  • يووووه بقى يا أمجد .... إيه التحكمات دى
  • إسمعى الكلام وإلا مفيش نزول من البيت النهاردة
  • خلاص هاتنيل البس الجيليه تحت البلوزة .... مش عارفة هاخلص امتى منك ومن تحكماتك الغبية دى
  • لما تتنيلى تتجوزى هتخلصى منى ومن تحكماتى وهاخلص منك ومن قرفك
  • ماشى .... هانت .... استحملك سنتين كمان لغاية ممدوح ما يتخرج وهاخلص منك
  • سنتين ؟؟ تصدقى بقى إن انا هاتخرج قبل سى زفت بتاعك
  • هيهيهيهي ....... ظريف قوى يا رذل
  • طب اخلصى بقى عايز انزل
  • خمس دقايق واكون جاهزة ... سلام
كان أمجد ينوى منعها من النزول لكن الفرحة التى بدت فى صوتها جعلته يشفق عليها ويكره أن يكسر فرحتها ولعل ظنونه ليست فى محلها ويكون ممدوح رغم نذالته زوجها المستقبلى

بعد عشر دقائق كان أمجد يدق باب شقة منى لتفتح له سريعا والفرحة تكاد تقفز من عينيها فهى مقبلة على حضور حفلة لم تراها إلا فى الافلام وكانت تتوقع أن ترى ملابس أنيقة وتسمع موسيقى ناعمة ترقص على أنغامها مع ممدوح الذى عشقه قلبها واختارها هو من ضمن عشرات الفتيات اللاتى يتهافتن عليه

نظر أمجد إلى ملابسها ونظرت إليه فى غيظ وأظهرت له الجيليه المختفى تحت بلوزتها وجذبت البنطلون من جانبيه لتبرز له اتساعه وابتسمت له فى غيظ إبتسامة صفراء

  • تمام كده ولا عايزنى اروح البس العباية السودا بتاعت امى كمان ؟
  • لأ كده كويس ... ياللا بينا
وأفسح لها أمجد الطريق كى تمشى أمامه فهو رغم مناوشاته المستمرة معها يعاملها دائما كأميرة وتعودت منه هذا السلوك كجنتلمان

إفترقا عند مدخل العمارة فمواصلاتها لكليتها قريبة عند أول شارعهم بينما عليه هو أن يسير فى الإتجاه الآخر ويقطع شارعين آخرين قبل أن يصل لمحطة الأوتوبيس الذى سيستقله لكليته

قبل نهاية الشارع الثانى ببضعة أمتار كانت تخرج زميلة أمجد الحسناء من العمارة التى تقطن بها لتلمحه قادما بخطواته الواسعة المنتظمة ورأسه الحليق وشاربه الثقيل الذى لا تخطئه عين يعلق على كتفه حقيبة رياضية خفيفة . إذا فهذا الزميل الذى يبدو غريب الأطوار يسكن بنفس حيها وسيستقل بالتأكيد نفس الأتوبيس الذى تستقله للذهاب لكليتها فتمهلت قليلا متوقعة أن يتوقف ليصطحبها معه ولعله يكون أقل تحفظا بعيداً عن الكلية لكن ظنها خاب عندما وجدته بنظره المتجه للأمام لا يلتفت إليها فأيقنت أنه لم يراها . وكيف يراها وهو لا ينظر إلا نظرته الثابتة فى اتجاه واحد لا يحرك عنقه ولا عيناه وكأنه إنسان آلى يتحرك لكنها فوجئت به بعد أن أصبح بمحازاتها يلتفت فجأة باتجاهها ويحييها بنفس الأيماءة برأسه فارتبكت بشدة عندما وجدت عينيه بتلك النظرة الحادة تلتقى بعينيها المصوبة إليه ولم تلحق حتى أن ترد تحيته بمثلها قبل أن يتجاوزها مكملا طريقه بدون أن يحاول التوقف فهمت بأن تناديه لكنها تذكرت بأنها حتى لا تعرف له إسماً تناديه به

شقت الزميلة الحسناء طريقها فى اتجاه محطة الأتوبيس وهى تلاحظ أمجد يبتعد عنها بخطواته الواسعة السريعة حتى اختفى عن ناظريها وتوقعت أن تقابله على المحطة لكنها وجدت المحطة مكتظة بالمنتظرين ولم تلمح وجهه بينهم لكنها لاحظته أخيرا يقف على بعد أمتار عديدة قبل المحطة فتعجبت من غرابة أطوار هذا الفتى وشكت فى وجود خلل ما فى عقله يدفعه لأن ينتظر أوتوبيس نقل عام فى غير مكان توقفه لكن زال شكها بمجرد أن ظهر الأتوبيس وقبل أن يهدئ من سرعته يقفز هذا الغريب بداخله برشاقة وكأنه لاعب سيرك لتقف مذهولة قليلا قبل أن يدفعها زحام الصاعدين للركوب وكأنهم طوفان جرفها للداخل

كانت محطة حيهم هى المحطة التى يمتلئ فيها الأتوبيس بركابه من طلبة وموظفين وعمال فى طريقهم لأعمالهم فكان الأتوبيس يصل فارغا تقريبا لمحطتهم ثم يغادرها مكتظا بركابه يئن موتوره من فرط ما يبذله من مجهود للتحرك بهذا العدد الكبير الذى يملأه حتى يبرز من أبوابه

كادت تلك الحسناء أن تختنق من فرط الزحام حتى فوجئت بيد الفتاة التى تقف جوارها فى الزحام تلفت نظرها لمن يشير لها فإذا به زميلها الغريب يشير لها وهو جالس لتشق طريقها فى الزحام ناحية جلوسه فيقوم مفسحا لها المكان لتجلس ويقف بجوارها وحتى لم يحاول يحتك بها وهو ما لن تستهجنه أو تستغربه فى ظل التزاحم الشديد وتمايل الأتوبيس الذى هم فيه فجلست تلتقط أنفاسها ومدت يدها ناحية حقيبته التى يحملها على كتفه وكشكول محاضراته طالبة منه فى صوت هامس أن تحملها عنه وبالطبع لم يسمع صوتها فى الزحام لكنه فهم ما تريد قوله وناولها ما يحمله مصحوبا بإبتسامة شكر تعجبت منها فهى التى يجب أن تشكره لا هو

إستمر الأتوبيس فى رحلته وأمجد يقف بجوار زميلته الجالسة لا يحركه تدافع الركاب ولا تمايل الأتوبيس ولا ينظر تجاهها بل إن عينيه ظلت فى إتجاهها للأمام كأنه صنم قد وضع واقفا بجوارها أو كأنه عمود خرسانى تم صبه بأرضية الأتوبيس كما حكت لصديقاتها فيما بعد ولم يلتفت لها بعد المرة التى شكرها فيها إلا عند إقتراب الأتوبيس من محطة كليتهم ليطلب منها إسترداد حقيبته وكشكوله فناولتهم له وقامت لتلتصق بظهره فى رحلته نحو باب الأتوبيس فقد أصبح بالنسبة لها طوق النجاة وسط هذا البحر من البشر الذى يتلاصق ويتلاطم ولا تعرف كيف شق طريقه وهى خلفه بتلك السهولة حتى أنه بعد ما نزلوا لم تجد على ملابسه أو ملابسها أى تجعد أو عدم انتظام يشير إلى أنهم نزلوا من تلك المعجنة التى يطلق عليها أتوبيس نقل عام

توقفت الحسناء لتشكر أمجد لكنها وجدته يسير فورا لباب الكلية فسارت بجواره تحاول مجاراة خطواته وأسعدها أنه هدأ من خطواته قليلا لتستطيع مجاراته

  • أنا متشكرة أوى .... مش عارفة هاجى الكلية بعد كدة ازاى فى الزحمة دى
  • زى ما جيتى النهاردة حضرتك بالظبط طالما مواعيد محاضراتنا واحد هتلاقينى فى الأتوبيس .... ولو محاضراتك متأخرة هيكون الأتوبيس فاضى
  • إنت بتروح بالأتوبيس برضه
  • لأ .... غالبا بامشى وانا مروح
  • بتمشى كل المسافة دى ؟
  • المسافة مش طويلة للدرجة دى وانا باحب المشى
  • هههههههه ... طبعا مانت مش بتلبس كعب عالى زينا .... أنا لو مشيت رجليا هتتكسر
  • بسيطة ..... متلبسيش كعب عالى .... حتى علشان لما دروس العملى تبدأ متتعبيش لإن معظمها بيكون وقوف
  • وانت عرفت منين
  • والدى مهندس
  • أها .... يعنى الهندسة وراثة فى العيلة
وكانو وقتها قد اجتازوا البوابة الكبيرة وأصبحو فى داخل الفناء الفسيح خلفها ووجدت صديقاتها يقفن فى انتظارها فتوجهت نحوهم وأمجد يسير معها حتى اقتربت منهم ففوجئت به ينفصل عنها

  • طيب عن إذنك هاروح انا المدرج واسيبك براحتك
فنظرت نحوه باستغراب شديد وابتعد هو فى خطواته الواسعة بسرعة وصديقاتها ينظرن إليها وإليه فى دهشة من تصرفه والتففن حولها

  • هو فيه إيه؟ هو الجدع ده بيخاف من الناس ولا إيه
  • مش عارفة .... لسة عامل معايا حركة جنتلمان وفجأة إتقلب جلف
  • سيبك منه .... شكله مجنون
  • مش عارفة ..... غالبا هو شخص بيخاف من الاختلاط
  • ايه يا قمر ؟ شكلك مهتم يا جميل
  • بس يا بت انتى وهيا
  • طب ياللا نلحق نفطر قبل المحاضرة ... كنا مستنينك
  • روحوا انتوا أنا مش جعانة دلوقت هافطر بعد المحاضرة
وانطلقت الفتيات نحو الكافيتريا بينما توجهت هى ناحية المدرج وهى تشعر بغيظ شديد من هذا الشاب غريب الأطوار الذى يبدو أنه يهرب من التعرف بها رغم انها بالأمس كانت تتهرب من التعرف بشباب كثر حاولوا التعرف بها ومنهم من هم فى السنة النهائية لكنها لم تجد فى نفسها ما يدفعها حتى للتجاوب مع حواراتهم بعكس هذا الصامت الذى تجد شئ فى داخلها الآن يدفعها دفعا للتعرف إليه

...............................................

دخل أمجد المدرج كأول الداخلين مثلما دخله بالأمس وتخير نفس المكان للجلوس لكنه لم يخرج كشكوله ليقطع الوقت بالرسم كما كان يفعل بل وضع كفيه حول رأسه واستغرق فى التفكير حول منى وما قد يصيبها إذا تمكن هذا النذل ممدوح من التمكن منها وشعر برأسه يكاد ينفجر وبعقله يعجز عن التفكير السليم حتى أنه فكر فى الذهاب لكلية منى وممدوح وإفتعال مشاجرة معه وليكن ما يكون . لكنه عاد وتذكر أن منى وقتها ستجرح وستصبح سيرتها أحدوثة على ألسنة طلبة الكلية وربما الجامعة بأكملها وهو أكثر من يعرف انها أرق من أن تتحمل مثل هذا الضغط

أفاقه من تفكيره أصابع زميلته تربت كتفه برقة وصوتها الهامس يصل بالكاد أذنيه

  • تسمحلى يا باشمهندس أقعد جنبك ولا هتسيبنى وتمشى برضه ؟
فشعر بإحراج شديد بينه وبين نفسه وشعر بمدى قلة ذوقه فقام واقفا ليفسح لها الطريق

  • معلش سامحينى فيه موضوع شاغل بالى ومخدتش بالى من قلة ذوقى ... إتفضلى يا آنسة
  • سميرة ..... إسمى سميرة
  • تشرفنا يا آنسة سميرة
وصمت قليلا يتأملها وهى تجلس فى أناقة حقيقية غير مفتعلة وترسم على فمها إبتسامة ساحرة

  • ها ..... إتفضل
  • أتفضل إيه ؟
  • إتفضل كمل
  • أكمل إيه ؟
  • المفروض إنى عرفتك بنفسى وقولتلى تشرفنا يا آنسة سميرة فين تكملة الجملة ؟
  • جملة إيه ؟
  • إسمك يا باشمهندس .... تكملة الجملة إنك تقول إسمك .... إنت كنت عايش فى الصحرا ولا حاجة ؟
  • إيه ده .... تصدقى صح .... دا أنا أكتشفت إنى عديم الذوق مش قليل الذوق بس .... إسمى أمجد .... أمجد حسن
  • يااااه أخيرا ..... تشرفنا يا أمجد
ومدت سميرة يدها لتصافحه فصافحها أمجد بعد تردد للحظات فهو لم يصافح يد أنثى غريبة عنه منذ سنوات ويجهل الضغط اللائق فى مصافحة فتاة بمثل تلك الرقة لكنه على أى حال صافحها بأرق ما يمكنه وظهر إرتباكه فى مصافحتها

  • إيه يا عم إنت ... إنت خايف تسلم عليا
  • بصراحة ... آه
وانطلقت فى ضحك متواصل حتى دمعت عيناها

  • خايف تسلم عليا ..... ليه هاعضك
  • أصل آخر بنت سلمت عليها بالأيد كنت فى سنة 6 إبتدائى وخفت سلامى عليكى يكون مش مناسب
فزاد ضحكها وأضطرت لخلع نظارتها لتمسح دموعها وتعجب أمجد من نفسه فهو لم يلاحظ نظارتها من قبل

  • إيه ده ؟ إنتى لابسة نضارة يا آنسة سميرة
  • هو انت مخدتش بالك إنى لابسة نضارة غير لما قلعتها ؟.... دا إنت مشكلة يا أمجد
  • معلش ... مخدتش بالى
  • لا مافيش حاجة ... ماهى دى حاجة طبيعية ... هتاخد بالك ازاى وانت مبصتليش أصلا
  • بجد مأخدتش بالى ... أصل حضرتك النضارة بتاعتك رقيقة قوى ولايقة جدا على وشك
  • يا بنى إيه حكاية حضرتك ويا آنسة سميرة والكلام ده ... إحنا زملا يعنى انا أقولك يا أمجد وانت تقولى يا سميرة
  • أوكى يا باشمهندسة سميرة
فعاودتها نوبة الضحك وانتقلت عدوى الضحك لأمجد

  • يابنى إسمى سميرة إنت كلامك عامل زى ما تكون طالع من فيلم عربى قديم
فزاد ضحك أمجد حتى تحول لقهقهة حاول أن يكتمها فبادرته سميرة بالكلام بعد أن شعرت بمدى نقاء سريرة هذا الشاب عكس كل من قابلتهم ممن هم فى نفس سنه من قبل

  • إيه ده .... دا إنت بتعرف تضحك زينا كمان أهو
  • أه باعرف أضحك زى البنى آدمين
واندمج أمجد وسميرة فى موجة ضحك حتى وصلت صديقاتها ووقفن خلف أمجد الذى أعطى ظهره للممر الذى بين المدرجات ولم يشعر بوقوفهن خلفه حتى ربتت إحداهن على كتفه فاستدار لها وآثار الضحك لم تفارق وجهه فوقف وأفسح لهن الطريق وخرجت سميرة أيضا لتدخلهم حتى تحتفظ بجلستها بجوار أمجد ولكنهن لم يدخلن لأماكنهن وتحدثت إحداهن موجهة كلامها لسميرة

  • إيه ده هو الباشمهندس طلع بيتكلم
  • آه تصدقى .... وطلع بيعرف يضحك كمان
  • طيب مش تعرفينا بقى ولا إيه
  • طبعا .... ده أمجد .... ودول سهام , أمل , إيمان , هدى .... زمايلى من ثانوى وأعز أصحابى
  • أهلا وسهلا يا مدموزيلات
  • نعم ؟؟ إيه يا بنى مالك .... مدموزيلات دى بطلت من أيام يوسف وهبى ... نادينا بأسامينا عادى كده ... هو انت كنت فى مدرسة فرنساوى
  • لأ .... كنت فى مدرسة عسكرية
  • آآآآآآآآه ... علشان كده بقى عامل زى ما تكون بالع نشا .. وإيه اللى جابك هنا ؟ مش إنتوا بتخشوا حربية بعد الثانوية
  • مجموعى كان كبير وأبويا خريج الكلية دى ومرضتش ازعله لما طلب منى أخش هندسة ... وانا كمان باحب الهندسة
  • أمجد بيرسم حلو أوى وموهوب ...... إمبارح شوفته راسم المسرح بتاع المدرج ده كأنه مصوره
  • طيب ليه مدخلتش فنية عسكرية ... مانت هتبقى مهندس برضه
  • طالما هأكون مهندس يبقى أفضل أكون حر ... الجيش هيقيد حريتى فى الحركة لو حبيت أسافر أو أكمل دراسات برا مصر
وقطع حديثهم دخول بعض الشباب الذين يبدوا من مظهرهم أنهم طلبة قدامى وعرفوا أنفسهم بأنهم أعضاء بإتحاد الطلاب وطلبوا من كل ممن لديه موهبة فنية أو ثقافية أو رياضية أن يتقدم إليهم ويسجل إسمه ليكون عضو بإحدى الفرق الفنية أو الرياضية أو الثقافية فتزاحم حولهم الطلبة كل يسجل إسمه فى المجال الموهوب فيه وبعد أن انتهوا وقبل خروجهم كانت المحاضرة الأولى على وشك البدء ودخل من الباب المخصص للأساتذة رجل وقور شديد الأناقة ألتف حوله أعضاء إتحاد الطلاب تحادثوا معه قليلا وعرض عليه أحدهم كشف بأسماء الطلبة الجدد الذين انضموا للمجال الذى يمثله فى الأتحاد ففتح الأستاذ الملف الذى يحمله وأخرج منه ورقة صغيرة نظر بها ونظر للكشف ثم أعاد الكشف للطالب وخرج جميع أعضاء الإتحاد ووقف الأستاذ مكانه وساد الصمت فى المدرج تماما حتى بدأ الأستاذ فى الحديث

  • صباح الخير .... أنا الدكتور إبراهيم ******** أستاذ العمارة ورئيس قسم العمارة فى الكلية ومشرف اللجنة الرياضية والمشرف على الفرق الرياضية بالكلية .... سعيد جدا بوجودكم معانا وأتمنى لكم سنة سعيدة ....لكن قبل ما نبدأ محاضرتنا لو تسمحوا لى أسأل هل الطالب أمجد حسن موجود هنا النهاردة ولا لأ
فوقف أمجد وهو يشعر بالإحراج الشديد فمئات العيون الآن مصوبة نحوه وهو بطبيعته يكره أن يكون محط الأنظار

  • أنا أمجد حسن يا دكتور
  • طب تسمح تجيلى مكتبى بعد المحاضرة
  • تمام يا دكتور
  • شكرا ... ودلوقتى نبدأ محاضرتنا
وأكمل الدكتور المحاضرة وكالعادة اكتفى أمجد بتدوين بعض الملاحظات فقط وبينما تعجبت صديقاته الجدد من إستدعاء أمجد لمكتب أحد أكبر أساتذة الكلية فى ثانى أيام الدراسة وشعرت سميرة ولدهشتها لهذا الشعور بقلق غريب على أمجد مع انه لم يبد على ملامحه أى علامات قلق أو دهشة فقد إستنتج بالبديهة ما سُيطلب منه

إنتهت المحاضرة وقام أمجد للذهاب لمكتب الدكتور إبراهيم بعد أن ترك حقيبته الرياضية وكشكول محاضراته لزميلاته أو صديقاته الجدد

دخل أمجد لمكتب الدكتور إبراهيم الأنيق أناقة تليق بمكتب أحد افضل المصممين بمصر حيث إستقبله الدكتور بإبتسامته التى لا تفارق وجهه

  • إزيك يا أمجد ... عامل إيه معانا فى الكلية ... أتمنى تكون مبسوط
  • تمام يا فندم ... مبسوط
  • يا بنى تمام إيه وافندم إيه .... الكلية هنا مدنية ... إنت سبت المدرسة العسكرية خلاص وبلاش وقفة إنتباه اللى واقفها قدامى دى أنا دكتور أو مهندس مش ظابط ... إتفضل أقعد
  • شكرا يا فندم
  • يابنى قلتلك بلاش افندم دى .... قللى يا دكتور أو يا باشمهندس
  • تمام يا دكتور
  • ييييييييه .... دا إنت باينك مريض بالعسكرية .... هنا مافيش تمام قول حاضر أو أوكى أو اى حاجة تانية غير تمام .... إنت عارف طبعا أنا طلبتك ليه
  • عارف يافندم لكن اعتقد إن طبيعة الدراسة فى الكلية هنا وتدريبى فى النادى وفى المنتخب مش هيخلوا ليا وقت أتدرب معاكوا
  • عارف ... أنا مش هاطلب منك غير إنك تكون معانا يوم واحد بس فى الأسبوع هيا ساعة واحدة بس.... مش هيكون تدريب أد ما هيكون تشجيع لزمايلك لما يلاقوا لاعب منتخب بيتدرب معاهم وهتلعب مع الفريق لما يكون فى مسابقة أو بطولة .... وأنا هاساعدك على أد ما اقدرفى دراستك وهامنع المعيدين من إنهم يضايقوك .... إنت عارف طبعا غلاسة المعيدين
  • لا يا فندم ماعرفهاش
  • يخربيت كده ....واضح إنى هتعب معاك على ما تنسى العسكرية .... شكرا يا أمجد إتفضل إلحق محاضرتك
.......................................................................................

لم يكن الدكتور إبراهيم مجرد أستاذ لأمجد لكنه كان ملهماً ومعلماً وأباً روحياً حول وجهته من تخصص الميكانيكا الذى كان ينوى دخوله ليصبح كأبيه مهندس ميكانيكا إلى تخصص العمارة الذى برز فيه نجمه فيما بعد .

إكتشف الدكتور إبراهيم بعدما اقترب من أمجد فيما بعد موهبته فى التصميم فصقلها ونماها وأعطاه من وقته وخبرته الكثيروظل بجواره معلما فى كل نواحى الحياة بداية من مبادئ المهنة وأسرارها وحتى إسلوب إختيار الملابس ونوع البرفان

ربما لهذا كان الدكتور إبراهيم هو الوحيد من بين أساتذة أمجد الذى حرص على ذكره فهو إلى الآن يدين له بالفضل فيما وصل إليه

....................................................................

عاد أمجد للمدرج حيث كانت سميرة وباقى صديقاتها منتظرات يتحرقن شوقا لمعرفة سبب إستدعاء أمجد فقص أمجد عليهم سريعا ملخصا لما دار بينه وبين أستاذه

  • إنت كمان بتلعب مصارعة ..... أمال مش باين على جسمك يعنى
  • وحضرتك هيبان على جسمى إيه يا أنسة سهام
  • يابنى قلنالك بلاش ألقاب .... إسمى سهام بس ...... قصدى يعنى بتوع المصارعة دول بيبقوا طوال وعراض ووزنهم تقيل مش زيك كده
  • ههههههههههههههه ... قصدك يعنى المصارعين اللى بتشوفيهم فى التلفزيون
  • آه ... أنا مبفوتش حلقة منهم
  • دى يا ستى مش مصارعة .... ده مجرد شو تمثيلى معظمه متفقين عليه .... المصارعة حاجة تانية خالص وكل مصارع بيلاعب مصارع فى نفس وزنه وليها قواعد لعب بتمنع أى لاعب يأذى زميله .... على كل حال لو عايزة تشوفى المصارعة الحقيقية فأعتقد إن بطولة الجامعة السنة دى هتكون عندنا هنا فى هندسة وتقدرى تشوفيها
وأكمل أمجد وصديقاته الجدد يومهم الجامعى الثانى سويا لكن كانت دائما سميرة هى أقربهم إليه وأكثرهم حديثا معه حتى أنها ضبطت نفسها مرة تتأمل ملامحه فى إعجاب رغم عدم وجود ما يدعو في ملامحه للإعجاب

وأخيرا إنتهى اليوم الجامعى الثانى فى حياة أمجد وودع أمجد صديقاته وانطلق لإستقلال الأتوبيس الذى يملك إشتراك لركوبه فهو لا يحمل معه أى أموال بعدما أصر أن تكون الجنيهات العشرة المتاحة له كمصروف شهرى مع منى لأى طارئ قد يقابلها لكن هذه المرة إستقل الأتوبيس للذهاب الى النادى البعيد عن حيه وأنهى تدريبه لكن ذهنه طوال اليوم كان مشغولا بمنى وقلقه عليها فهو لا يتحمل فكرة أن تصاب تلك الرقيقة بأذى ولا يدرى ماهية هذا الشعور الذى يشعره نحوها

بالتأكيد هو ليس حب شاب لفتاة أو حب ذكر لأنثى لكنه نشأ ونشأت على فكرة أنه مسؤل عنها وعن سعادتها فهى بالفعل تواءم روحه التى تشعر به ويشعر بها وكل منهما يفهم ما يريده الأخر دون أن ينطق أحدهما بكلمة أواحدة و كما قالت له أمه يوما " باحس إنكوا بتتكلموا مع بعض واحنا قاعدين معاكم بعنيكم من غير ما حد يفهم إنتوا بتقولوا إيه أو كأنكم بتقروا أفكار بعض"

عاد أمجد لمنزله مرهقا ساهما ودخل فورا غرفته وأغلق عليه بابها وطلب من أمه ألا يزعجه أحد وحتى لم يتناول غداءه وشعر بقلبه ينتفض بشكل لم يعهده من قبل بمجرد غروب الشمس حتى أنه لم يطق الرقاد على سريره ولا الجلوس وظل يتحرك فى الفراغ الضيق بحجرته حركات مترددة ولا يدرى ما سبب ما ينتابه حتى فوجئ بأمه بعد نصف ساعة فقط من وقت أن أن انتابته تلك الحالة تقتحم عليه الغرفة بانزعاج شديد حاملة التليفون بيد ترتعش

  • أمجد .... منى عالتليفون عايزاك .... شكلها فيها حاجة .... شوف فيه إيه وطمنى أرجوك
إختطف أمجد التليفون من يد أمه مسرعا ليصله صوت منى باكياًعلى الطرف الآخر

  • أمجد الحقنى ..... ممدوح حاول يغتصبنى هو وصاحبه .... هربت منهم ومش عارفة أنا فين
  • إنتى بتتكلمى منين ..... إنطقى بسرعة
  • مش عارفة ..... مش عارفة ...... بتكلم من كشك على طريق كله غيطان
  • طب أدينى صاحب الكشك اللى بتتكلمى منه .... بسرعة يا منى
وبسرعة رد عليه صوت نسائى

  • أيوه يابنى .... أنا صاحبة الكشك
  • حضرتك ممكن تدينى عنوانك أو مكانك
وأعطته السيدة التى كانت تحدثه تفاصيل مكان على طريق زراعى بمحافظة الجيزة وزودته باسم القرية التابع لها ليقفز إلى مكتبته ويستخرج منها إحدى الخرائط الكثيرة التى يحتفظ بها ويرتدى ملابسه على عجل بينما أمه تكاد تجن

  • فيه إيه يا أمجد .... البنت جرالها إيه ... إتكلم يابنى طمنى
  • مفيش حاجة يا ماما ..... منى كانت عند واحدة صاحبتها وتعبت شوية ..... مفاتيح العربية فين ؟
  • عندك مكانها متعلقة جنب الباب
  • بابا هنا ولا نزل
  • بابا راح القهوة من شوية
  • طيب أنا هانزل أجيب منى وآجى .... أوعى تقولى لأمها حاجة غير لما أرجع ..... لو سمحتى إدينى جيبة وبلوزة من عندك لأن تقريبا هدومها إتوسخت لما رجعت عليها
فهرعت الأم لدولابها واعطت له ما طلبه بعد أن وضعتهم فى حقيبة ورقية

اختطف أمجد مفاتيح سيارتهم النصر 128 القديمة التى أشتراها أبوه بالتقسيط وكان يعتبرها أغلى ما يملك بعد أبناءه وزوجته

هرع أمجد إلى الشارع ليتجه جريا ناحية القهوة يبحث بنظره عن أبوه الذى هب واقفا بمجرد رؤيته بهذا الشكل

  • فيه إيه يا أمجد ؟ أمك واخواتك كويسين
  • أه يا بابا إطمن .... منى بس كانت عند واحدة صاحبتها وتعبت وباستأذنك آخد العربية أجيبها
  • ماشى يا حبيبى خدها
  • شكرا يابابا
واستدار ليعود لأخذ السيارة إلا أن أبوه إستوقفه وأخرج محفظته

  • أمجد ..... خد الخمسة جنيه دى خليها معاك .... إحتمال تحبوا تشربوا حاجة فى الطريق
كان أبو أمجد رغم مظهره الجامد وصرامته البادية على وجهه يملك قلبا رقيقا يخفيه عن الجميع وكان أمجد وأمه فقط من يعرفون حقيقة تلك الطيبة والرقة المختفية خلف الوجه القاسى الذى يظهره للجميع وكان أبو أمجد مثل أمه و مثل جميع الطيبين من سكان شارعهم يتمنون أن تكون منى من نصيب أمجد فهم يرونهم الثنائى المثالى الذى يمثل أحلامهم جميعا التى لم تتحقق

لكن ليس كل سكان الشارع طيبين ولا كل الأحلام تتحقق

أخذ أمجد من يد أبيه الجنيهات الخمسة وقبل يده وانطلق ليأخذ السيارة وينطلق بأقصى سرعة تستطيع تلك السيارة العجوز الوصول لها ويستعين بالخريطة التى إصطحبها وبالمعلومات التى أعطتها له صاحبة الكشك ليصل بعد أقل من ساعة للمكان ليصدمه منظر منى جالسة على دكة خشبية بجوار سيدة خمسينية ضخمة الجسم وقد أخذت منى فى حضنها تهدئ من روعها

بمجرد رؤية منى لأمجد يترجل من سيارته قامت واقفة وجرت نحوه وألقت بنفسها بين ذراعيه وألقت برأسها على صدره وقد تحول بكاؤها إلى نشيج مرتفع وأخذ جسدها ينتفض بشدة بين يديه فوضع ذراعيه حولها وتركها تبكى قليلا وأصطحبها للسيارة حيث أجلسها بالكرسى الأمامى المجاور لكرسى السائق ووقف جوارها ولم يغلق الباب وانتظر حتى هدأ بكاؤها قليلا قبل أن يتحدث

  • إديتى الست دى فلوس المكالمة
  • لأ مرضتش تاخد منى حاجة
  • طب العشرة جنيه معاكى
فمدت له يدها بالجنيهات العشرة بعد أن أخرجتها من جيبها فأخذها منها وتوجه لتلك الطيبة صاحبة الكشك وأصر عليها أن تأخذها وشكرها وقبل أن ينصرف قالت له بصوت خفيض

  • خد بالك من اختك يابنى ..... شكلها بنت حلال ومتستاهلش اللى كان هايحصل فيها ده
فشكرها أمجد ثانية وتوجه للسيارة وتحرك بها بهدوء هذه المرة وهو يلتقط أنفاسه بعد أن نظر لبلوزة منى التى انتزعت أزرارها من مكانها لكن الجيليه الذى إرتدته أسفلها منع صدرها من أن ينكشف

توقعت منى أن يسألها أمجد عن تفاصيل ما حدث أو أن ينفعل عليها أو يوبخها ولن تغضب منه حتى لو ضربها لكنه لم يفعل أى من ذلك بل أخرج شريط كاسيت من الدرج الأمامى ووضعه فى جهاز كاسيت السيارة لتنطلق موسيقى هادئة هدأت معها منى قليلا وظلت منتظرة ما سينالها من أمجد من تقريع لكنه بعد فترة صمت ليست بالقليلة تكلم

  • منى .... فيه شنطة عالكنبة ورا فيها هدوم ..... طلعى بلوزة إلبسيها وحطى دى مكانها
لم تكن منى على إستعداد لأن تعصى كلامه مرة ثانية أو تناقشه فيه ففعلت ما طلبه منها فى صمت واستمر صمته وهى تنظر إليه تحاول إكتشاف ردة فعله لكنها لم تستطع هذه المرة قراءة ما يدور فى ذهنه حتى توقف بالسيارة فى مكان ما على النيل تقف به بعض عربات الباعة الجائلين وأخيرا تحدث لها أمجد

  • ضربتيه جامد ؟
فتسللت لفمها أخيرا إبتسامة شاحبة وهزت رأسها لأعلى وأسفل علامة الإيجاب

  • ولما جريتى محاولش يجرى وراكى هو وصاحبه؟
فاتسعت إبتسامتها

  • صاحبه ملظلظ زيه ومقدروش يجروا ورايا
  • ومجريش وراكى بعربيته ؟
  • أنا نزلت أجرى فى غيط كرنب فمحاولش
  • نزلتى تجرى فى غيط كرنب ؟...... ااااه...... يعنى رجليكى مطينة وطينتى عربية عمك حسن اللى بيخاف عليها أكتر من عياله ؟ كده هانزل أغسل العربية قبل ما يشوفها ...... أقول عليكى إيه يا شيخة
فلم تتمالك نفسها من الضحك وقد شعرت أن خوفه عليها قد غلب غضبه منها وأنه يحاول التخفيف عنها واستمر أمجد فى محاولة تخفيف ما هى فيه

  • إنزلى نقعد شوية عالنيل واشربك حاجة
فضحكت من قلبها تلك المرة وهى تشعر أنها أخيرا فى أمان

  • وانت هتدفع تمن الحاجة اللى هتشربهالى منين والعشرة جنيه اللى حيلتنا أحنا الإتنين إديتها للست صاحبة الكشك
  • ماهو عمك حسن ميعرفش المصيبة اللى احنا فيها وادانى خمسة جنيه فاكرنى رايح معاكى رانديفو .... إنزلى إنزلى
فنظرت منى لعينيه فى إمتنان وهى تشعر بداخلها بشعور لم تشعره معه من قبل طوال سنين حياتهما وانتظرت حتى فتح بابها فمدت يدها تضعها فى يده وهى تشعر بهذا الشعور يضطرب بداخلها ويربكها حتى وصلوا لسور الكورنيش المنخفض حيث أجلسها وغاب للحظات وعاد حاملا زجاجتين من الكوكاكولا وجلسا متجاورين صامتين وهى لأول مرة معه لا تجد ما تقول وقفزت على لسانها جملة لا تدرى كيف قالتها

  • أمجد ..... ممكن تحضنى؟
  • عايزة تضربينى أنا كمان ولا إيه يا بت .... أوعى ..... دا أنا إللى معلمهالك
فضربته فى صدره برفق وقد عادت إبتسامتها الرائقة لوجهها

  • لأ مش هاضربك بس إحضنى
  • شايفة البوكس اللى واقف هناك ده يا منى ؟
  • أه .... ماله
  • فيه إتنين أمناء شرطة قاعدين فيه مستنينى أحضنك علشان ياخدونا عالقسم .... وساعتها هيعملولنا محضر آداب ويبعتوا يجيبوا أبوكى من بورسعيد يضمنك وساعتها ابقى إتدبست فيكى رسمى يا حبيبتى
فضحكت ضحك حقيقى أخيرا وهى تضربه فى صدره مرة أخرى

  • أنا تدبيسة يا ندل
  • بااااااسسسسس ..... إنتى كده بقيتى تمام طالما لسانك رجع لزفارته .... هاتى بقى الإزازة الفاضية اللى معاكى دى أرجعها علشان أخد الرهن ونروح
إنطلق أمجد بعدها بالسيارة عائدا للمنزل ولم يتحدث كثيرا وكانت عينى منى معلقة بوجهه تحاول قراءة ما يدور فى ذهنه خلف هذا الوجه الهادئ متوقعة ثورته فى أى لحظة

كانت تشعر ببركان يثور بصدره وتشعر بما يعانيه للتحكم فى غضبه كى لا يشعرها بالذنب . ايكون أمجد يحبها بطريقة أخرى غير الطريقة التى كبرت وهى تظنها ؟ إذا لماذا لم يصرح لها ؟ لماذا يخفى هذا الحب الذى جعله يتحمل كل هذا الضغط الذى تشعر به يرزح تحته ؟ أتكون غبية للدرجة التى لم تلاحظ معها حبه ؟ إنها تتمنى الآن أن تكون علاقتهما قد أخذت طريق آخر . ليتها أحست بما تحسه الآن منذ زمن

وبدأت عيناها تدمعان مرة أخرى لكن ليس على ما حدث لها لكن على للعذاب الذى تظن أن أمجد تعذبه بسببها وهى تقص له حبها لذلك الخنزير الذى ظنت أنها تحبه ووجدت نفسها تحتضن ذراعه وتنام على كتفه وهو يقود ودموعها تنهمر غزيرة من عينيها ولم تعد الآن تدرى سبب بكائها حتى أفاقها صوت أمجد

  • منى .... إحنا داخلين عالشارع وميصحش حد يشوفنا كده ... إمسكى نفسك وبطلى عياط لغاية ما نطلع
فجففت دموعها بظهر كفها واعتدلت فى جلستها وتمالكت نفسها حتى وصلوا لباب عمارتهم فاصطحبها أمجد لشقتهم مباشرة ولم يدعها تدخل شقة امها وفتح الباب ليجد أمه جالسة تتحرق من القلق وبمجرد رؤية منى لأم أمجد جرت إليها وألقت نفسها فى حضنها وانفجرت فى البكاء مرة أخرى وأم أمجد لا تدرى ما حدث وتنظر لأمجد فى إستفهام لكن أمجد لم يعط لها الفرصة لسؤاله

  • ماما من فضلك خدى منى دخليها الحمام وحميها وشوفيلها بيجامة تلبسها ودخليها أوضتى .... أنا هاروح أطمن بابا إنى رجعت .... نص ساعة وهارجع .... من فضلك متساليهاش عن حاجة علشان تبطل عياط .... وياريت تاخدى هدومها اللى إتطينت دى تغسليها
وانطلق أمجد ليطمئن أباه ويعود بعد نصف ساعة ليجد أمه جالسة فى غرفته خلف منى التى كانت ترتدى إحدى بيجاماته تمشط لها شعرها كما أعتادت فنادى أمه ليحدثها هامساً بعيداً عن سمع منى

  • إيه ده يا ماما ..... إنتى لبستيها بيجامتى أنا ؟
  • أعمل إيه يا بنى لسة منزلتش هدومى الشتوى وكل الصيفى اللى عندى قمصان نوم
  • طب ملبستهاش قميص نوم من بتوعك ليه يا ماما؟
  • قميص نوم .... لأ يا بنى عيب ..... لما أمها تطلع وتلاقيها فى أوضتك لابسة قميص نوم تقول إيه
  • تقول إيه ؟ يعنى لما تلاقيها لابسة قميص نومك هتظن ظن وحش ولما تلاقيها لابسة بيجامتى هتظن كل خير .... ماشى يا ماما .... برضه اللى فى دماغك فى دماغك .... مافيش فايدة ...أنا هادخل أهديها شوية قبل ما أمها تشوفها ... مش لازم تشوفها بالحالة دى
وطرق أمجد الباب قبل أن يدخل فأجابه صوت منى يكاد يختنق من البكاء

  • إدخل يا أمجد
ودخل أمجد من الباب ليجد منى جالسة على طرف سريره تنظر فى إتجاهه وفى عينيها نظرة لم يستطع وقتها تفسيرها وقد صففت أمه شعرها الفاحم ليحيط بوجهها الجميل فزاده جمالا وقد تحول لون أنفها ووجنتيها الأبيض إلى اللون الأحمر من كثرة بكائها

جلس أمجد على يمينها وهو لا يدرى ما يقول وقد إنتهى الوقت الذى يمكنه فيه تخفيف ألمها وصدمتها فيمن أحبت وأتى الوقت الذى لابد فيه من الحديث عما جرى لكنه قرر بينه وبين نفسه ألا يفتح جرحها الآن وليترك لها بعض الوقت لتتمالك نفسها وبالتأكيد ستقص له تفاصيل ما حدث

ساد بينهما صمت ثقيل قبل أن تبدأ منى الحديث

  • عايز تعرف اللى حصل ؟
  • طبعا عايز أعرف .... بس مش دلوقتى
  • يعنى مش عايزنى أقولك ؟
  • هتقولى بالتفصيل بس لما تبقى قادرة
  • أمجد ..... إنت إنسان جميل قوى
  • يا منى إنتى بالنسبة لى حاجة مش لاقيلها وصف .... تعرفى إنى من أمبارح هاتجنن عليكى ومرضتش أمنعك لما لاقيتك هتطيرى من الفرح رغم إنى كنت متوقع كل اللى حصل
  • وليه ممنعتنيش يا أمجد
  • لأنى واثق إنك هتقدرى تحمى نفسك ومحدش هيقدر يلمسك
  • أمجد ..... ممكن تحضنى دلوقتى
فلف أمجد ذراعه الأيسر حولها فوضعت رأسها على صدره ولا تدرى هى لما أطمأنت لما سمعت دقات قلبه فى أذنيها وأغمضت عينيها مستمتعة بشعور الأمان الذى تشعر به وسرعان ما ذهبت فى نوم عميق

فتحت أم أمجد الباب لتجد منظرا تمنت من قبل أن تراه ..... أخيرا رأت إبنها يحتضن منى ورغم فرحتها فإنها رسمت على وجهها تكشيرة غضب ليشير لها أمجد بإصبعه على فمه علامة الصمت ثم يشير لها بذراعه الأيمن أن تأتى لتساعده على وضع منى بالفراش فأقبلت الأم تمشى على أطراف أصابعها لتمسك ساقى منى بحنان وتدير جسدها بمساعدة أمجد وتصلح من وضع الوسادة لتضعها تحت رأسها ليصطحبها أمجد للخارج ويغلق الباب بهدوء شديد ويقفان بعيدا عن الباب

  • إيه اللى حصل يا أمجد ..... طمننى على البنت
  • محصلش حاجة يا ماما ..... كانت فى عيد ميلاد واحدة صاحبتها وإتخانقت مع واحدة من الموجودين وتقريبا ضربوا بعض فنزلت جرى وسابتهم
  • وإيه اللى طين هدومها وجزمتها كده
  • أصل صاحبتها ساكنة فى حتة أرياف وهى مكانتش عارفة ترجع فأتصلت بيا علشان أجيبها
  • مع إنى مش مصدقة القصة دى لكن هاعمل نفسى مصدقاها ..... هنعمل إيه دلوقتى
  • إنزلى لطنط ريرى واحكيلها الحكاية وإندهيلها تقعد جنبها ..... متسيبوهاش لوحدها كتير وسيبوها لما تصحى لوحدها
  • ماشى يا أمجد ... هاجيبلك بيجامة من بيجامات ابوك وخش نام مع اخواتك النهاردة
  • لأ ... أنا هبات فى البرجولة النهاردة .... الجو حلو وانا عايز أهدى نفسى شوية
  • زى ما تحب ..... خش خد بيجاما من دولاب ابوك وخد شلت الكنبة واطلع السطوح وانا هانزل لريرى أجيبها
  • متتأخريش يا ماما من فضلك ..... منى مش لازم تفضل لوحدها كتير
  • متخافش يا حبيبى ..... متعرفش أنا أد إيه فخورة بيك ..... حاسة إنى قلبى هيفرح بيكوا قريب
  • يووووووووه ..... يا ماما إحنا فى إيه ولا فى إيه
وحمل أمجد شلت الكنبة بعد أن إستبدل ملابسه ببيجامة أخذها من دولاب أبيه وطلع إلى سطح المنزل حيث أفسح مكان لفراشه المؤقت داخل البرجولة واضجع واضعا يديه خلف رأسه ناظرا لسقف البرجولة يفكر كيف سيرد الصفعة لممدوح ويعيد لمنى كرامتها التى أهدرها هذا الخرتيت

......................................................................................

فتحت منى عينيها لترى على الضوء الخفيف المنبعث أم أمجد جالسة على كرسى بجوار رأسها بينما أمها تجلس على الفراش بجوار قدميها وتذكرت أنها تنام الآن على فراش أمجد وفى غرفته الخاصة وتهب السيدتين فور فتحها عينيها واقفتين تحيطان رأسها بيديهم لتنطق بصوت واهن

  • أمجد فين ؟
  • فى السطوح فوق يا حبيبتى بيذاكر...... تحبى أندهولك
  • لا يا طنط متتعبيش نفسك سيبيه لمذاكرته ..... أنا هاقوم علشان ننزل
  • تقومى فين ؟ إنتى هتباتى هنا النهاردة ومش هتتحركى من مكانك وماماتك هتنام جنبك
  • لأ يا أم أمجد نبات هنا إزاى ؟ والجدع ابنك ينام فين
  • هو قايل إنه مش هيخلص مذاكرة غير الصبح وهيروح على كليته باتوا إنتوا هنا النهارده وانزلوا الصبح
  • لأ مايصحش يا أم أمجد ...... نبات هنا إزاى ؟
  • أمجد محرج عليا إن منى تتحرك من هنا الليلة وانا هاخد بكرة أجازة عارضة وهاكون موجودة طول اليوم فى البيت متقلقيش عليها
  • طب خلاص خلى منى عندك الليلة وانا هانزل أهى بنتكم برضه
  • زى ما تحبى يا ريرى بس منى مش هتتحرك من هنا
  • طيب انا هانزل دلوقتى تصبحوا على خير
واحتضنت ريرى إبنتها طويلا وطبعت على جبينها قبلة بعد أن اطمأنت أنها بخير ثم خرجت لتوصلها أم أمجد حتى الباب وتودعها بعد أن إحتضنتها طويلا شاكرة لها ماتفعله وما فعله إبنها لتهبط لشقتها بينما أم أمجد تغلق الباب وتتوجه لغرفتها سعيدة بكذبتها الصغيرة التى أبقت منى بجوارها تنام على سريرإبنها مرتدية بيجامته وتتمنى فى داخلها أن يأتى اليوم الذى تجد فيه هذه الجميلة زوجة لإبنها . إنهم بالتأكيد فى حالة حب بل عشق فهى لم تسأل عن أى شئ بمجرد ما أفاقت إلا عن أمجد الذى ترك فراشه وغرفته لها دون أن يتردد او يفكر للحظة واحدة

"إنهم فى حالة حب حتى لو كانوا لايدرون" هكذا فكرت أم أمجد

...................................................................................

بمجرد خروج أمها وأم أمجد وإغلاقهم باب الغرفة نظرت منى حولها فى الغرفة وكأنها تراها لأول مرة وأخذت نفسا عميقا تملأ صدرها بهواء الغرفة الذى تشعر برائحة أمجد فى كل جزء فيها شعرت بأمان شديد فى هذه الغرفة الضيقة ورفعت الوسادة تتشممها باحثة عن رائحة أمجد فيها وأخيرا ضمت تلك الوسادة لصدرها وأغمضت عينيها لتنام لكنها ولأول مرة فى حياتها كانت تتخيل أنها تنام الآن فى حضن أمجد

..........................................................................................

دخلت أم منى شقتها بعد أن إطمانت لأن إبنتها فى أمان وجلست قليلا تلتقط أنفاسها ثم قامت لتدخل غرفتها محاولة النوم لكنها لم تستطع وفجأة قفز لذهنها خاطر مجنون فقامت لتخلع كل ما ترتديه وترتدى عباءتها على اللحم وتتجه للمطبخ حيث أعدت كوبين من الشاى واخذتهما على صينية وصعدت بهما السلم فى إتجاه السطح حيث يرقد أمجد

وجدت باب السطوح مفتوحا فدخلت منه وأحكمت إغلاقه واتجهت للبرجولة حيث يرقد أمجد فى خطوات متسللة

لمحها أمجد على ضوء القمر وعرفها من مشيتها فاعتدل جالسا حتى وصلت إليه ووضعت الصينية على الأرض أمامه وجلست بجواره ملقية برأسها على كتفه فأحاطها بذراعه

  • مش عارفة أشكرك إزاى يا أمجد على اللى عملته النهاردة مع منى
  • تشكرينى على إيه يا ريرى ؟ إنتى عارفة منى بالنسبة لى إيه
  • بتحبها يا أمجد ؟
  • طبعا باحبها ....... تعرفى ساعات باحس إن المجنونة دى بنتى
  • بنتك إيه ..... دى اصغر منك بشهر يا واد
  • لأ بجد زى ما بقولك ..... باحس إنها بنتى
  • يعنى مبتفكرش فيها كبنت ممكن تنام معاها ؟
  • لأ طبعا ..... عمرى مافكرت فيها بالشكل ده
  • ليه يا أمجد ؟ بسبب علاقتى بيك؟
  • اقولك حاجة وتصدقيها ؟
  • قول
  • أنا عمرى ما فكرت إنى ممكن انام مع واحدة غيرك
وعندها ضغط ذراعه بقوة حولها فرفعت له شفتيها وغابا فى قبلة حارة واستمرت جولة الجنس بينهما تلك المرة طويلا حتى انتهت قبل الشروق

الجزء الرابع

مقدمة

لا زالت فصول قصتنا تدور فى ثمانينيات القرن العشرين

لم تكن الفوارق بين الطبقات الإجتماعية وقتها كما هى الآن ..... كانت الأغلبية من الطبقة المتوسطة وكان الأبناء وقتها هم الهم الأول للاباء ولم تكن الحياة رغم صعوبتها الشديدة بهذا التوحش الموجود فى وقتنا الحالى

كان الآباء لديهم الوقت الكافى لتربية أبنائهم وتعليمهم دروس الحياة التى تعلموها من أبائهم وزادوها بخبراتهم المكتسبة فنقلوا لأبنائهم خلاصة تجربتهم الحياتية

كانت كل أم تلقن إبنتها دروس خاصة تجعل منها إمرأة قادرة على مواجهة ما سوف تلتقيه فى حياتها

وقد يستغرب بعض القراء من الشباب معرفة أن كل أم كانت تلقن إبنتها كل صغيرة وكبيرة عن كل شئ بداية من كيفية رعاية منزلها وحتى كيفية إسعاد زوجها ورعاية وليدها

لم يكن الآباء يتركون أبنائهم للتعلم من الأصدقاء أو من مصادر المعلومات الغريبة فلم يكن هناك إنترنت ليتعلم منه الصغار ما قد يدفعهم لتجارب مؤذية لهم ولغيرهم

كان كل رب أسرة يحرص ولو لمرة فى الأسبوع على الدخول بوجبة خاصة تتجمع حولها العائلة ويدعو إليها أحيانا من يجده مناسبا لدخول بيته وكانت وجبة الكباب من الحاتى هى قمة رخاء الإسبوع

كانت الأبواب مفتوحة بين الجيران طول النهار رغم المشاكل المادية التى تغلق عليها فى الليل

كانت أيام جميلة رغم صعوبتها الشديدة​

والآن فلنعد إلى قصتنا

...............................................................................................



بينما تحتضن منى الوسادة التى تحمل رائحة أمجد قفز لذهنها ذكرى دفنتها عميقا فى أعماق أعماق ذاكرتها . إنها ذكرى اليوم الذى ظبطتها فيه أمها مع أمجد فى البرجولة وهى تمرر يدها الصغيرة وقتها على زبره بينما هو يمرر أصابعه على كسها . قفزت لذهنها تلك المتعة الجنسية الحقيقية الوحيدة التى مرت بها خلال كل عمرها ولم تدم إلا ثوان . كان زبر أمجد هو الزبر الوحيد الذى رأته فى حياتها وكانت أصابعه هى الأصابع الوحيدة غير أصابعها التى لامست كسها من وقت أن بلغت وإلى الآن .

تتذكر الآن تلك الأحلام الجنسية التى تراودها بين وقت وآخر تفرغ شهوتها المتفجرة خلال نومها لتكتشف الآن أن فى كل تلك الأحلام كان الزبر الذى ترى نفسها تداعبه كان زبر أمجد وأن تلك الأصابع التى طالما حلمت أنها تداعب صدرها وكسها كانت أصابعه

أيقنت وقتها بأن عقلها الباطن إختزن تلك اللحظة وأنها حُفظت عميقا بداخلها ولم تسقط يوما من ذاكرتها

وسط كل تلك الأفكار وجدت منى نفسها تضع الوسادة بين ساقيها وتذكرت أنها ترتدى بيجامة أمجد وأن قماشها الذى يلامس كسها الآن لطالما لامس زبر أمجد وقد يكون هذا القماش تشرب يوما بمنيه وتلك الوسادة بالتأكيد باتت كثيرا بين فخذيه

ضغطت منى الوسادة بين فخذيها ولم تستطع منع نفسها من فركها بكسها لتقذف ماءها غزيرا وتبلل لأمجد بيجامته ووسادته فأم أمجد عندما خلعت عنها كل ملابسها لتحممها ألبستها بيجامته فقط ولم تلبسها أى شئ تحتها

إنزعجت منى وقتها فتلك هى المرة الاولى فى حياتها التى تأتيها رعشتها وهى واعية لكن ذلك الإنزعاج لم يدم طويلا فلن يشعر أحد بما حدث وحتى لو شعر أمجد بما حدث فستكون سعيدة فعلى الأقل قد يعرف أنها تشتهيه فبالتأكيد هو ايضا يشتهيها بل يعشقها فما تشعر به الآن نحوه لايمكن أن يكون لا يملك مثله نحوها وربما أكثرمنه فالبركان الذى شعرت به يثور داخل صدر أمجد من أجلها لا يثور إلا فى صدر عاشق يهيم حبا بالتأكيد

دارت كل تلك الأفكار فى رأس منى واستقر يقين بداخلها أن أمجد يحبها حب ذكر لأنثى لا حب أخ لأخت أو صديق لصديقة ولكنها هى التى لم تكن ترى هذا الحب ولم تكن تعرف أنها تبادله دون أن تدرى نفس الحب

إستقر ذلك اليقين بعقل منى وأغمضت عينيها سعيدة لتنام بعمق ولم تكن تدرى بأنه فى الوقت الذى تخيلت فيه أن أمجد يمارس الجنس معها كان أمجد فوقها تماما فى البرجولة لا يفصله عنها إلا السقف يمارس جنس حقيقى عنيف مع أمها وأن أمها أتت شهوتها مرات ومرات بين ذراعى أمجد مقابل تلك المرة الوحيدة المتخيّلة التى قذفت هى فيها مائها

كم انت مسكينة يا صغيرة فقلبك النقى لايزال بكراً لا يستوعب تعقيدات النفس البشرية

....................................................................................................

غادرت أم منى البرجولة قبيل شروق الشمس بقليل بعد أن قضت ليلة مع هذا الشاب الذى علمته فنون الجنس فتفوق فيها وكأن غريزته توجهه لكيفية إسعاد امراة وجعلها كاللعبة بين ذراعيه رغم مظهره الهادئ وطبيعته الخجولة حقا فهو لا يتصنع الخجل لكنه خجول يتحول فى لحظات الشبق لرجل يعرف حقا كيف يسعد الأنثى بين يديه بطبيعته الغريبة التى تجعل نشاطه يزداد بعد كل ممارسة جنسية بعكس كل ما تعرفه عن الرجال .

بعدما تركته عشيقته الشبقة بقليل هبط أمجد مباشرة ليفتح باب شقتهم بهدوء شديد ويأخذ مفتاح سيارة أبيه ويهبط لينظفها وقبل أن ينتهى من مهمته بلحظات يفاجأ بابيه يقف بجواره مندهشا

  • إنت بتعمل إيه يا أمجد ؟ إنت رايح الجامعة بالعربية النهاردة ؟
  • لأ طبعا يا يا بابا .... إنت تعرف عنى إنى ممكن اعمل كده ؟
  • أمال نازل تغسل العربية عالصبح كده ليه
  • أصلها اتوسخت فى مشوار امبارح وقلت انضفهالك قبل ما تنزل
  • يابنى وليه تتعب نفسك ..... مانت عارف إن عربية المصنع بتيجى تاخدنى
  • ميضرش برضه يا بابا إنها تفضل نضيفة
فنظر إليه ابوه بنظرة شك فقد ظن أن شيئا ما قد حدث بينه وبين منى فى السيارة وأن أمجد يزيل أثاره

  • أمجد ..... خد بالك ..... منى أبوها سايبها أمانة فى رقبتى ورقبتك ولازم نحافظ عليها
  • إنت مخك راح بعيد قوى يابابا.... منى زى أختى ومفيش بينى وبينها حاجة غير كده وعمرى ما هافكر فيها غير كده ومتخافش .... إنت عارف إن تربيتك ليا متسمحليش بحاجة زى كده
  • نعم ياخويا ....أختك وتربيتك متسمحش؟ إنت حماريالا ... بت زى القمر زى دى وتقولى اختك ؟ دانا باحوشلك فلوس شبكتها يا حمار
  • حتى انت يا بابا ؟ مش كفاية عليا حضرة الناظرة
  • طب غور بقى من وشى واطلع إستحمى قبل ما عربية المصنع تيجى والسواق يشوفك بالمنظر ده ..... قال أختى قال ... عيل حمار.... وبعدين تعالى هنا .... إنت نازل تغسل العربية وانت لابس بيجامتى .... إطلع إقلع البيجاما دى وغور على كليتك ..... أوعى منى تشوفك بالمنظرالقذر ده .... متصبحش عليها حتى غير لما تستحمى وتلبس حاجة نضيفة ... فاهم؟
لم يكن أمجد يتوقع غضبة أباه بتلك الطريقة فإنه يعلم رقة قلبه رغم مظهره القاسى ولكنه لم يستغرب تلك الغضبة فهو يوقن بأن أبوه مثله مثل أمه ومثل جميع الطيبين يرى الثنائى منى وأمجد أمل جميل فى وقت عزت فيه الآمال

صعد أمجد لشقته ليقابل أمه أمام الباب تودع شقيقيه قبل ذهابهم لتنظر له أمه نظرة غاضبة

  • إيه اللى عامله فى نفسك ده ؟ ده منظر ؟ كنت فين بالمنظر القذر ده عالصبح
  • كنت باغسل العربية يا ماما ..... وعارف كل اللى هتقوليه .... وعارف إن منظرى قذر ....الباشمهندس لسة مديهوملى فى الشارع حالا ... وعارف إن ميصحش الليدى منى تشوفنى كده ..... إنتى مش رايحة المدرسة النهاردة ولا إيه ؟
  • لا مش رايحة هأقعد مع منى ..... واعمل حسابك تيجيى بدرى من الكلية علشان منى ومامتها هيتغدوا معانا النهاردة
  • حاضر .... ممكن بقى تخشى تجيبى لى غيار وقميص وبنطلون من أوضتى علشان أخش آخد دش واغير والحق كليتى
  • حاضر ..... أوعى تتحرك من الصالة قبل ما ارجع
اتجهت أم امجد ناحية غرفته حيث قضت منى ليلتها وفتحت بابها بهدوء حتى لا تزعج منى فهى تظنها لا زالت نائمة لكنها وجدتها جالسة فى الفراش مبتسمة تحتضن وسادتها أو بالأحرى وسادة أمجد ولمحت فى عينيها تلك النظرة الهانئة السعيدة التى تعرفها وتراها على وجهها هى نفسها فى المرآة صباح كل يوم جمعة عندما تقضى ليلتها الأسبوعية الخاصة مع أبو أمجد فأيقنت أن أميرتها الصغيرة قد راودها أحد تلك الأحلام التى تراود المراهقات وتجعلهن يستيقظن فى عينيهم تلك النظرة وعلى شفاههن تلك الإبتسامة

  • صباح الخير ياحبيبتى .... نمتى كويس ؟
  • نمت نوم منمتهوش طول عمرى يا ماما
  • إيه ده ؟ ماما ...... أوعى تقوليلى يا طنط تانى ... أجمل ماما سمعتها فى حياتى
  • هو صوت أمجد ده اللى برة
  • آه يا حبيبتى .... كنت داخلة أجيبله هدوم علشان يستحمى قبل ما يروح الكلية
فقفزت منى من فراشها لتطبع على وجه أم أمجد قبلة رائعة وتلمح أم أمجد موضع بللها على بنطلون بيجامة أمجد الذى ترتديه فتبتسم . فقد تأكد ظنها

  • طب انا هاخرج اصبح عليه
وقبل أن تحاول الأم منعها كانت قد وصلت للصالة بقفزة واحدة وبمجرد أن وصلت أنفجرت فى ضحك متواصل لم تستطع كتمه لتتكلم وسط ضحكها

  • إيه اللى إنت عامله فى نفسك ده يا باشمهندس .... ومشمر بنطلون البيجاما كده ليه ... كنت بتمسح السطوح
  • لأ يا روح أمك كنت بأغسل العربية اللى طينتيها إمبارح قبل أبويا ما يشوفها
  • إنت كنت بالمنظر ده فى الشارع ؟ هى البيجاما دى واسعة عليك كده ليه ؟
  • يخربيت ظرفك عالصبح ... بيجامة أبويا لبستها علشان كنتى محتلة أوضتى يا ظريفة
كانت أمه واقفة خلف منى تراقب حوارهما وقلبها يرقص طربا وابتسامتها تملأ وجهها

  • إيه الإسلوب اللى بتتكلم بيه ده يا أمجد .... فيه جنتلمان يكلم بنت قمر كده بالأسلوب ده
  • شايفة يا ماما ... قليل الذوق
  • ماما ؟ يعنى مش مكفيكى خدتى أوضتى وبيجامتى هاتخدى أمى كمان
  • لو كان عاجبك .... وبصراحة بافكر أجى اقعد فى الأوضة دى .... نمت فيها كويس
  • خلاص بلاش غلبة أنا داخل استحمى علشان اروح كليتى
  • أمجد
  • نعم يا زفتة
  • هاخش اعمل لك الشاى باللبن اللى بتحبه
فابتسم أمجد لطريقة نطق منى لجملتها الأخيرة .. فقد نطقتها برقة دائما ما تداريها بكلامها وهزارها مع كل من تعرفهم ... لكنه يعرفها عندما تفلت منها رقتها

كانت أم أمجد تكاد تطير سعادة بتلك النظرة الخاطفة التى لمحتها فى عينى إبنها وتلك اللمعة التى داراها سريعا ولحظة الصمت التى سادت بين منى وأمجد ونظرة منى المعلقة بوجه أمجد تنطق بحب تعرف هى علاماته جيدا

قطعت السيدة الحكيمة تلك اللحظة كى لا تطول فتفقد بريقها

  • خش خد حمامك ومنى هتعملك الشاى على ما أرتب أوضتك ..... قصدى أوضة منى
  • هى بقت أوضتها رسمى خلاص .... ماشى يا حضرة الناظرة
أنهى أمجد حمامه سريعا ليلمح منى تدخل غرفته حاملة صينية فيلحق بها ليجد أمه تخرج من الغرفة وعلى وجهها إبتسامة سعادة لتقابله قبل دخوله

  • إتكلم معاها كلمتين حلوين قبل ما تنزل وبلاش الدبش اللى بتحدفوه على بعض ده ... البنت محتاجة تفضفض عن اللى حصلها إمبارح ومش هتتكلم مع حد غيرك
فدخل أمجد الغرفة ليفاجأ بأمه تغلق بابها عليهما ليجد منى قد اعدت له إفطارا لم يدر أنها قادرة على إعداده

  • إيه ده يا منى ؟ مانتى عارفة إنى مبفطرش
  • متستعبطش يا أمجد .... أنا عارفة إن مفيش معاك فلوس تاكل فى الكلية وبقية الخمسة جنيه يا دوب تمشيك باقى الشهر لو إتحطيت فى أى موقف ... مينفعش تمشى من غير فلوس خالص كده ولازم تاكل كويس ... إنت بتتمرن مرتين فى الإسبوع وكليتك مرهقة ... علشان خاطرى متحرمنيش من إنى عالأقل أحضرلك فطارك .... كفاية اللى بتعمله علشانى
  • طيب النهاردة حضرتيلى الفطار ... هتطلعى كل يوم تفطرينى
  • لو اقدر أعملها هاعملها لكن كل يوم هاحضرلك فطار تاخده معاك ... أو ....
  • أو إيه يا مجنونة
  • أحضر فطار وناكل إحنا الإتنين سوا قبل ما نروح كلياتنا فى أى حتة
  • طيب إفطرى معايا النهاردة
  • ماشى هافطرمعاك علشان افتح نفسك
  • يعنى إنتى عملتى لى فطار وهتاكليه منى
  • تصدق إنك رذل يا أمجد ..... إتفضل كل ومش هاكل معاك
  • يا عبيطة باهزر معاكى ... مش هاحط فى بقى لقمة من غيرك
كانت الأم تقف خلف الباب تتسمع كى تتدخل لو تجاوز الشابين الحد وكان قلبها يرقص طربا لما تسمع . إنهما يعشقان بعضهما وهما فى طريقهما الآن للتعرف على حقيقة مشاعرهما

إنهى أمجد ومنى إفطارهما سريعا ومنى لا تكاد ترفع عينيها عن أمجد بينما هو يزدرد طعامه مسرعا ليلحق بموعد الأوتوبيس الذى يقله للكلية وبمجرد إنهاءه طعامه نظرت منى إليه

  • أمجد .... ممكن اطلب طلب ؟
  • إطلبى يا منى إنتى عارفة إنى عمرى ما هرفضلك طلب
  • ممكن تحضنى ؟
  • جرى إيه يا بت .... مالك ؟
  • يا أمجد متبقاش بايخ بقى ... باحس إنى مطمنة لما تحضنى
فمد أمجد ذراعه حول كتفيها كما فعل فى الليلة السابقة لكنها إلتفتت نحوه لتواجهه وتلف ذراعيه حول عنقه فشعر أمجد أنها بحاجة لهذا الحضن كى تشعر بالأمان بعدما حدث معها من ممدوح بالأمس ولف ذراعيه حولها فضغطت كامل جسدها على جسده وشعر أمجد بانفاسها تخرج حارة على عنقه فضمها قليلا ومرر كفه على ظهرها ليكتشف أنها لا ترتدى ملابس داخلية أسفل البيجامة ويجد عضوه يبدأ فى الإنتصاب وليجد نفسه فى لحظة يرغب فى أن تطول ملامسة جسده لجسدها وقبل أن تقرر الأم فى الخارج أنهم قد وصلوا لآخر المدى المسموح به يفيق أمجد من هفوته ويبعد منى عن جسده وهو ينتفض وكأن ثعبان قد لدغه

  • منى .... إنتى مش لابسة حاجة تحت البيجامة ؟
  • توء توء
  • يخربيتك .... هتودينا فداهية بجنان اهلك
  • ماما هى اللى لبستنى إمبارح وملقتش عندها حاجة على مقاسى
  • أمى ؟ مافيش فايدة ... اللى فى دماغها فى دماغها طب أنا هاخرج دلوقتى ... أشوفك لما ارجع .... ياريت تتكرمى عليا إنتى وأمى وتلبسى حاجة تحت البيجاما لو ناوية تفضلى لابساها لإنك كده خطر... سلام
  • أمجد
  • نعم
  • خد بالك من نفسك
  • مالك يا بت ؟ مش واخد منك عالرقة دى إنتى وانتى بتجرى إمبارح وقعتى على دماغك ولا حاجة
  • طب غور من وشى بقى ... جتك مصيبة
  • ماهى المصيبة واقفة قدامى أهى
وخرج أمجد مسرعا ليلاحظ امه تبتعد عن الباب ويوقن بأنها قد سمعت كل ما حدث فينظر لها نظرة غيظ

  • ماشى يا حضرة الناظرة .... مش ناوية ترجعى عن اللى فى دماغك لغاية ما هتجيبلى مصيبة
  • غور على كليتك ... عيل حمار
  • شكرا يا حضرة الناظرة
وينطلق أمجد مسرعا حاملا كشكول محاضراته ليقابل سميرة منتظرة عند مدخل عمارتها ليتجه ببصره ناحيتها هذه المرة ويبطئ من سيره حتى تتماشى خطواته مع خطواتها وعندما يصلا للمحطة يستأذنها لينتظر الأتوبيس قبل المحطة لكنها توقفه ممسكة بذراعه

  • خليك واقف معايا
لم يكن أمجد مستعدا لمثل تلك اللمسة من زميلته فتجمد مكانه وشعر فى تلك اللحظة بشئ ما يدفعه لإطاعتها لم يدر ما هو لكنه نظر لعينيها ولم يستطع للحظات أن يمنع عينيه من التعلق بعينيها ولم يدر ما يفعل إلا أنه وقف بجوارها وعندما وصل الأتوبيس وجد نفسه يقف خلفها بسنتيمترات قليلة يمنع عنها زحام الصاعدين رغم الطوفان البشرى الذى يحمل الجميع للداخل وكأن سميرة تتوقع منه مافعل وعندما صعدوا ووقفوا وسط الزحام توقعت أن يتلامس جسديهما فهى منذ أمس تشعر بشعور غريب ناحية هذا الشاب الذى تراه مختلفا فى كل شئ لكن الجسدان لم يتلامسا ولو لمرة رغم أنه كان يقف خلفها يحيطها بذراعيه دون أن يلمس ذراعيه جسدها بعد أن أوقفها بين مقعدين تمسك بمقبضيهما الخلفيين بقوة يمنع أى تلامس يحدث بينهما أوبينها وبين أى من الركاب المزدحمين وكأنه جدار يحيط بها يحميها وسط هذا الزحام ولم تدر سميرة ماهية الشعور بالأمان الذى شعرته فى تلك اللحظة

دخل أمجد وسميرة من بوابة الكلية ليجدا صديقاتها مجتمعات كاليوم السابق فى إنتظارها لكن فى تلك المرة توقف معهن لدقائق حياهم فيها قبل أن ينصرف لمكانه المفضل فى المدرج ويتركهن ليذهبن إلى الكافيتريا للإفطار لتتبعه سميرة بعدها بدقائق قليلة ويدور بينهما حوار مختلف تلك المرة

  • إنت ليه يا أمجد متجيش تفطر معانا ؟ بتتكسف ؟
  • لأ هتكسف من إيه بس أنا فطرت فى البيت
  • طيب أنا مفطرتش لسة ممكن تفطر معايا ؟
  • صدقينى فطرت فى البيت وكمان الكافيتريا الصبح بتكون زحمة ومش هنلاقى مكان فى المدرج لما نرجع
  • أنا جايبة معايا سندوتشات من البيت ناكلها هنا سوا
  • نفطر فى المدرج ؟ لو حد شافنا ناخد جِزا
فانفجرت سميرة ضاحكة وهو ينظر لها فى تعجب

  • يابنى إنت مش فى المدرسة العسكرية لسة .... جِزا إيه اللى ناخده .... هنا عادى ممكن نفطر ونشرب شاى كمان طالما مافيش محاضرة شغالة
  • ههههههههههههههه ..... سامحينى يا آنسة سميرة ... لسة متعودتش
  • يابنى إسمى سميرة من غير آنسة ... إتعود بقى
  • باحاول لكن واضح إنى هاحتاج شوية وقت
ومدت سميرة يدها إليه بسندوتش تردد كثيرا قبل أن يتناوله منها لكنه فى النهاية أخذه وبالصدفة لامست أطراف أصابعه يدها فشعر بشئ ما ينتابه يجعله ينظر لوجهها فتلتقى عيناهما للحظات أخفضت سميرة بعدها نظرها للأسفل فلسبب تجهله لم تستطع النظر فى عينيه أكثر من تلك اللحظات وساد الصمت بينهما طويلا حتى أنهي السندوتش الذى أعطته له بينما هى لا زالت تقضم السندويتش الخاص بها قضمات رقيقة دون أن ترفع عينيها ناحيته مرة ثانية

  • تسلم إيديكى ... سندوتش رائع
  • طيب خد واحد تانى
  • لأ مش هينفع .... وزنى لازم ينزل شوية علشان عندى ماتش قريب
  • ينزل عن كده ؟ دا أنا متهيألى إن مافيش فى جسمك دهون تنزلها
  • لأ فيه عندى 3 كيلو زيادة
قطع حديثهما وصول باقى الزميلات بصخبهن المعتاد واندمجن جميعا فى حديث ضاحك مع أمجد الذى أصبح ولد وحيد وسط ثُلة من البنات ولسن أى بنات . فتلك الثُلة اُطلق عليها فيما بعد جميلات الدفعة

......................................................................................................

بينما أمجد فى كليته كانت منى جالسة أمام تسريحة غرفة نوم أمه وأمه خلفها تمارس هوايتها فى تمشيط شعرها وهى تنظر لوجهها فى المرآة بحب حقيقى لتفاجئ الأم منى

  • بتحبيه يا منى ؟
  • أمجد ؟
وتصمت منى بعد أن افلت إسم امجد من بين شفتيها فقد أيقنت أنها صرحت لأمه بحبها له دون وعى منها فتبتسم الأم إبتسامة سعادة

  • أه أمجد يا منى ..... بتحبيه؟
فيحمر وجه منى خجلا وتطرق بوجهها لا تستطيع نطقا ً فتتركها أم أمجد لخجلها لحظات

  • تبقى بتحبيه !!
  • مش عارفة يا ماما ... بجد مش عارفة ... يمكن لو كنتى سألتينى إمبارح بس كنت هاعرف ارد عليكى .... كنت هاقولك باحبه زى أخويا أو أكتر من أخويا والكلام ده .... بس بعد ما شوفت خوفه عليا والطريقة اللى عاملنى بيها وومحاولته يخرجنى من اللى انا كنت فيه خلتنى أحس ناحيته إحساس مختلف مش عارفة إيه هو ... لكن حاسة إنى عايزة أفضل معاه ومبعدش عنه
  • لما حضنك حسيتى بأيه يا منى
فشعرت منى بالإرتباك يجتاحها حتى أن أطرافها ارتعشت

  • يا بت متخافيش ... أنا كنت واقفة ورا الباب وسمعت كل حاجة ... ولا إنتى كنتى فكرانى هاسيبكم كده لغاية ما تقعوا فى الغلط ... قولى يا منى متخافيش
  • حسيت ... حسيت ... إحساس مش عارفة إيه هو ... مش إحساس شهوة ولا جنس ... لأ ... إحساس إنى عايزة أفضل فى حضنه
  • حسيتى بأنك فى أمان .... صح يا منى ؟
  • صح .... إنتى عرفتى إزاى ؟
  • علشان هو ده الحب يا بنتى ...لما البنت بتحب بتحس بالأمان فى حضن اللى هيا بتحبه
  • وإنتى عرفتى منين يا طنط ؟ هو على ايامكم كان فيه حب وكده ؟
  • طنط إيه يا بت ؟ مش قلنا ماما ... وإيه أيامكم دى ... محسسانى إنى جيالك من القرى الرابع عشر
  • آسفة يا ماما ... بس قوليلى إنتى عرفتى إزاى اللى كنت حاسة بيه
  • بس يا بت .... المفروض انا اللى باوقعك فى الكلام مش إنتى اللى هتوقعينى
  • لأ بجد يا ماما ... أنا دايما كنت باحس إنك عايزانى أنا وأمجد نحب بعض ... وامبارح كنت حاسة إنك بتساعدينى كمان ... ليه ؟
  • علشان أنا عارفة جمال إحساسك ده يا منى
  • أيوه بقى .... عرفتيه منين ؟ إنتى كنتى بتحبى عم حسن قبل ما تتجوزوا ؟
  • أه كنت باحبه وعارفة إنه بيحبنى بس الأمور أيامنا كانت أصعب
  • طب إحكيلى علشان خاطرى ..... علشان خاطرى .... إحكى ... إحكى ...
  • يا بت اهمدى ... هاحكيلك
  • طيب هاسكت أهو .. إحكى بقى
  • كانت أول سنة لية فى التدريس ... كنت بادرس لسه لسنة أولى إبتدائى وكانت بنت أخت عمك حسن تلميذة عندى فى الفصل وجه يوم ياخدها قبل الحصة الأخيرة ما تخلص
  • ها وبعدين
  • أول ما شوفته يا بت حسيت إن قلبى وقع فى رجليا وإنى فقدت النطق ... لقيت نفسى يا بت يا منى واقفة قدام رشدى أباظة
فانفجرت منى ضاحكة وكادت أن تقع على ظهرها

  • مين ؟ رشدى أباظة ؟ عم حسن ؟ مش الشبه بعيد شوية يا ماما
  • بس يابت .... أنا شفت عمك حسن شبه رشدى أباظة وخلاص وانا كنت باموت فى رشدى أباظة
  • وبعدين عملتى إيه مع رشدى اباظة
  • طردته
  • نعم ؟ طردتيه ؟
  • آه طردته منا ملقتش حاجة أقولها قمت طردته وقلت له يجيى بعد الحصة ما تخلص .... كنت عايزة اشوفه تانى
  • دا انتوا مكنتوش سهلين بقا يا ماما ... طردتيه علشان يرجع تانى وتشوفيه... فكرة برضه
  • تانى يوم رحت المدرسة لقيته واقف مستني قدام المدرسة ... عملت نفسى مش شايفاه ودخلت عالمدرسة على طول
  • وبعدين
  • وانا خارجة لقيته واقف عالباب .... برضه عملت نفسى مش شايفاه ومشيت
  • وهو عمل إيه ؟
  • فضل ماشى ورايا لغاية ما دخلت البيت ... وفضل يا عينى واقف قدام البيت يجيى نص ساعة عمال يبص عالشبابيك عايز يعرف أنا ساكنة فى أنهى شقة
  • وانتى عرفتى منين ؟
  • مانا كنت واقفة ببص عليه من ورا الشيش
  • وبعدين عمل إيه عم رشدى أباظة ؟
  • فضل كل يوم يستنى قدام المدرسة الصبح وآخر النهار ويمشى ورايا وانا مغلباه .... ساعات كنت اتعمد أعذبه علشان اعرف هيعمل إيه
  • تعذبيه إزاى يعنى
  • مرة فضل ماشى ورايا يجيى ساعة قمت دخلت محل قماش وفضلت اتفرج على كل القماش اللى عندهم . يجيى ساعتين كده وانا شايفاه من ورا إزاز الفترينة واقف يا عين امه فى الشارع مرفعش عينه عن باب المحل
  • ومحاولش يكلمك بعد كده ؟
  • ماهو لما حاول يكلمنى خد علقة محترمة
  • ضربتيه ؟
  • لأ ... كنت باشترى الخضار لأمى وحاول يكلمنى ... زعقتله .... قام الخضرى وصبيانه إتلموا عليه ضربوه علقة موت
  • دا إنتى كنتى مفترية يا ماما ... وهو مكانش بيروح شغله وماشى وراكى ؟
  • كان لسة متعين فى مصنع شبرا الخيمة وكان بيشتغل فى وردية بليل ... كان بيخلص ورديته ويجيى جرى عالمدرسة علشان يشوفنى من بعيد ويستنانى لما اخلص ويمشى ورايا
  • ده عم حسن كان رومانسى بقى
  • ولسة يا بت رومانسى ... عمك حسن ده أرق راجل فى الدنيا
  • واتجوزتوا أزاى ؟
  • لما تعب من المشى ورايا والعُلق اللى كان بياخدها بسببى جاب ابوه وامه وجم خطبونى واتجوزنا بعدها بيجيى سنة كدة
  • يا ااه يا ماما دانتوا حكايتكوا حكاية ..... إمتى بقى أول مرة قالك بحبك
  • بعد ما ضربتوا بالقلم
  • ضربتيه بالقلم ؟
  • أه ... كنا لسة مخطوبين ورحنا القناطر سوا مع أهلى وقمت أتمشى معاه شوية جه فى حتة فاضية وقام بايسنى قمت ضرباه بالقلم .... تانى يوم جه عندنا جايب لى ورد وهو بيديهولى قالى بحبك
أدركت منى وقتها سر تماسك هذا البيت ونجاحه ..... فهو بيت عاشقين لم تنل الأيام من عشقهم وتمنت أن يجمعها بأمجد بيت مثله وأن يطل عشقه من عينيها مثلما يطل عشق ابيه من عينى أمه الآن

  • طب اعمل إيه علشان اخلى امجد يحبنى ؟
  • متعمليش حاجة .... هوبيحبك بس مش عارف لسه
  • طب اضربه بالقلم علشان يقولى بحبك .... نفسى اسمعها منه
  • هتسمعيها بس إتقلى عليه شوية .... لما بتغيبى عنه شوية بيقى زى المجنون وبيبقى مش طايق نفسه .... فاكرة يا بت أول مرة جاتلك الدورة لما خليناكى فى شقتكم إسبوع مشافكيش
  • أه فاكرة
  • كان هيتجنن ... وكان صعبان عليا بس كنتوا عيال وقتها وخفنا عليكوا ... ولسة لغاية دلوقت لما يعدى يوم ميشوفكيش بيبقى زى المجنون ... عارفة يا منى لما كان بيرجع من المدرسة كل خميس ... مكانش ياكل ولا يشرب غير لما يشوفك
  • طب اعمل إيه ؟.... أخليه يغير عليا ؟
  • أوعى ..... أمجد طالع صعيدى زى أبوه ودول غيرتهم وحشة ... جننيه ....خليه يشوفك قدامه من غير ما يقرب منك ... وبلاش كل شوية أحضنى أحضنى دى
  • بس أنا باحس بالأمان لما بيحضنى
  • خليه هو اللى يبقى عايز يحضنك يا بت
  • واخليه يبقى عايز يحضنى أزاى
كانت جلسة منى مع أم أمجد قد إنتقلت إلى الصالة حيث إستكانت منى فى حضن ام أمجد التى لفت ذراعها حولها فى حنان ونظرت فى وجه الصغيرة تتأمل جمال هذا الوجه

  • تعالى يا بت ... حواجبك مش مظبوطة ....... قدامى على الأوضة جوا
أجلستها الأم أمامها وجلست أمامها تعمل بملقطها الصغير فى وجهها

  • مقولتليش أخليه يحضنى إزاى
  • عيطى !
  • نعم ؟ أعيط ؟
  • آه عيطى .... بس من غير صوت ... خليه يشوف دمعتين بس نازلين من عينيكى الحلوة دى وهو هيحضنك من غير ما تطلبى .... و مش كل مرة كمان تسيبيه يحضنك .... أمجد نسخة من أبوه فى حنيته ومش هيستحمل يحس إنك زعلانة
  • ياااه يا ماما دانتى طلعتى حكاية
  • ماهو أنا كان نفسى فى بنت علشان اتكلم معاها زى ما بكلمك كده .... بس إتعوضت بيكى يا حبيبتى
  • وانا باحبك قوى يا ماما
ومدت الأم يدها لدرج تسريحتها لتخرج صندوق أدوات مكياجها وتلتقط منه قلم كحل وتنهمك باهتمام فى رسم خط دقيق حول عينى منى زادتهما جمالا على جمالهما وأتساعا على إتساعهما

  • بصى كده على عنيكى فى المراية
  • إيه ده ؟ أول مرة أشوف عنيا حلوة كدة
  • إحفظى بقى الرسمة دى ومتخليش أمجد يشوفك من غيركحل
وبحثت الأم قليلا فى صندوقها وأخرجت قلم روج وردى

  • خدى حطى من الروج ده .... متكتريش ... إنتى شفايفك حلوة من غير حاجة بس أمجد بيحب اللون ده
  • وعرفتى منين ؟
  • أبوه بيحبه
وبالفعل وضعت منى الروج وببعض توجيهات من الأم نجحت فى رسم شفتاها بصورة رائعة

  • كده كل حاجة تمام .... خلى قلم الروج ده معاكى وحطى منه كل ماتيجى طالعة هنا ... بس أوعى أمجد يشوفك خارجة وانتى حاطة مكياج ... هيطين عيشتك أنا عارفة غيرة الصعايدة شكلها إيه ... يلا بقى نتصل بأمك تطلع تقعد معانا شوية زمانها هتتجنن عليكى بس أوعى تقوليلى يا ماما قدامها قبل ما تستأذنى منها ولو حسيتى بس إنها زعلانة متقوليلش يا ماما قدامها
وبالفعل تصعد أم منى لتكتمل جلسة الثرثرة بعد أن بدا على وجه أم منى السعادة عندما إستأذنت منها منى قبل أن تنادى أم أمجد بلقب ماما

  • يوه يا منى إنتى بتستأذنى منى .... دى ليها فيكى أكتر منى
  • أنا باحبكم إنتوا الأتنين وكل الناس ليها أم واحدة أنا ليا اتنين
  • بس إيه الحلاوة اللى إنتى فيها دى يا بت صاحية فايقة وحاطة كحل وروج .... اللى يشوفك دلوقتى ميشوفكيش وإنتى مستقتلة امبارح
  • ماما حطتلى مكياج وعلمتنى أرسم عنيا بالكحل .... ده أنا نمت نوم يا ماما .... متهيألى البيجامات الرجالى مريحة فى النوم أكتر من بيجاماتى
لترد أم منى سريعا وكأنها كانت تنتظر تلك الكلمة

  • خلاص يا منى خدى البيجاما دى ليكى .... وكمان خدى المخدة اللى كنتى نايمة عليها طالما إستريحتى عليها
وعلمت منى وقتها أن أم أمجد قد لاحظت البلل على بيجامة أمجد التى ترتديها وعلى وسادته فشعرت بخجل شديد من نفسها ونظرت فى الأرض لترد أمها عنها

  • لأ ميصحش يا أم أمجد ناخد بيجامة الجدع ومخدته كمان
  • يعنى هو كان دافع فيهم حاجة ؟ أنا اللى مشترياهم واعمل إللى انا عايزاه ... هو أنا عندى أغلى من منى ومن راحتها .... تعالى يا منى عايزة أديكى حاجة قبل ما أنسى
وأصطحبت ام أمجد إبنتها الجديدة لغرفة النوم لتهمس لها

  • مالك يا بت إتكسفتى كده ليه ؟ ما انا كنت بنت زيك وقبل ما اتجوز ياما بليت كلوتات ومخدات وانا بافكر فى عمك حسن
  • مكنتش فاكرة إنك خدتى بالك
  • يا بت دا إنتى بنتى وبحس بيكى من غير ما أشوف حتى ... خدى البيجاما والمخدة علشان كل ما تشتاقى لأمجد يبقوا معاكى ... وخدى قلم الكحل ده كمان
وخرجوا من غرفة الأم ومنى تحمل فى يدها قلم الكحل وأخرجت قلم الروج معه من جيبها لتعرضهم على أمها بينما دخلت أم أمجد لغرفته وحملت الوسادة لتعطيها لمنى أمام أمها

  • بس كده كتير يا أم أمجد .... مكياجك كمان ؟
  • مفيش حاجة كتير على بنتى حبيبتى واللى هيا عايزاه تاخده من غير حتى ما تستأذن
وينفتح الباب ليدخل أمجد ويفاجأ بمنى جالسة بين أمه وأمها محتضنة وسادته ولا تزال ترتدى بيجامته وتتعلق عينيه بعينيها وشفتيها ويسرح قليلا فى الجمال الذى يراه متجسدا أمامه وتلاحظه امه والسعادة تقفز من عينيها لكنها تقطع تأمله

  • مالك يا واد ... بتبص للبت كده ليه ؟ أول مرة تشوفها ؟
  • لأ شوفتها كتير ... بس مالها محلوة كدة ؟ مش دى اللى كانت بتموت إمبارح وخضتنا عليها
  • بعد الشر عليها ... منى طول عمرها قمر
  • والقمر ماسكة مخدتى ليه بقى؟
  • أنا أديتهالها ... وكمان البيجاما اللى هيا لابساها بقت بتاعتها خلاص
  • طب ما تديها أوضتى كلها وانام انا فى الشارع
  • لو طلبت مش هتأخر وتنام إنتا مطرح ما تنام
  • طب وعملتوا الغدا ولا قضيتوها رغى
  • غدا إيه اللى نعمله ؟ أنا قلت لك هاعمل غدا ؟
  • مش قلتيلى تعالى بدرى علشان عازمين طنط ريرى وقردة الجبلاية دى عالغدا
  • أبوك هو اللى عازمهم .... هيجيب معاه كباب وهو جاى ... إنت فاكر منى هتبقى هنا واسيبها واقف فى المطبخ
  • طيب .... ممكن تسمحيلى أدخل أوضتى دلوقتى يا جناب الليدى منى ولا ممنوع
  • أدخل ....أنا شوية وهانزل أغير هدومى
  • طب تعالى عايزك
وتبعت منى أمجد لغرفته وأغلقا عليهما الباب

  • عاملة إيه دلوقتى يا منى ؟
  • كويسة يا أمجد ... عايزة أحكيلك اللى حصل إمبارح
  • إحكى لو مش هتتعبى
  • إمبارح ممدوح فضل كل شوية يبص فى ساعته طول ما إحنا فى الكلية وبعدين قاللى يا بينا الحفلة زمانها هتبدأ .... مكانش عاجبه اللى انا لبساه وقالى تعالى إشتريلك فستان بدال البنطلون بس أنا مرضتش وهددته إنه لو أصر مش هاروح معاه ... أخدنى فى عربيته وروحنا فيلا بجنينة كبيرة قدامها غيطان كتير بس أنا من أول ما دخلنا من البوابة وأنا مش شايفة جو حفلة ولا غيره ولما سالته قالى الحفلة جوا الفيلا ... ساعتها قلقت أوى وقلتله روحنى .... قالى طيب نسلم عالناس واروحك .... مشيت معاه لغاية الباب ولما خبط لقيت واحد صاحبه زيه كده بالظبط فتح الباب وكان شكله مش مظبوط ... قلت لممدوح مش داخلة وهستناك فى العربية لقيت صاحبه هجم عليا عايز يدخلنى بالعافية وهو جه ورايا كتفنى عايز يشيلنى وصاحبه شد البلوزة فتحهالى ..... قمت ضاربة ممدوح زى ما علمتنى ورميته على صاحبه وطلعت أجرى لغاية ما وصلت الغيط اللى قدام الفيلا نزلت أجرى فيه علشان ميحصلونيش وطلعت الناحية التانية لقيت نفسى فى طريق تراب مشيت فيه لغاية ما وصلت الطريق اللى عليه الكشك رحت لقيت الست دى وطلبت منها أعمل مكالمة وكلمتك ... وانت عارف اللى حصل بعد كده
  • طبعا متعرفيش توصلى للفيلا دى تانى ؟
  • لأ معرفش
كانت انفاس منى تتهدج وهى تقص لأمجد ما مرت به وطفرت من عينيها دمعتان وهى تنظر لعينى أمجد فاقترب منها واحاطها بذراعه لتلقى براسها على صدره تبحث عن إحساس الأمان الذى باتت لا تشعر بمثله إلا فى حضنه

مرت عليهما لحظات حتى توقفت منى عن البكاء ورفعت راسها لأمجد الذى شعر لأول مرة فى حياته مع منى برغبة حقيقية فى تقبيلها وكادت تلك القبلة أن تتم لولا أن أمجد تذكر أمه الجالسة بالخارج وأنها بالتأكيد تتابعه الآن وربما تكون أم منى معها يقفان خلف الباب فابتعد سريعا عن منى

  • فيه إيه يا أمجد
  • مفيش حاجة .... بس إفتكرت حاجة كده عايز أسألك عليها ..... شنطتك اللى كانت معاكى إمبارح فين ؟
  • يا نهار إسود ..... دى فى عربية ممدوح .... دى فيها بطاقتى وكارنيه الكلية كمان .... هاعمل إيه دلوقت
  • ولا يهمك ... ممكن نعمل بدل فاقد للبطاقة والكارنيه متقلقيش
  • والشنطة يا أمجد ؟ دى أكتر شنطة باحبها .... إللى إنت جبتهالى فى عيد ميلادى اللى فات
  • يا بت ولا يهمك .... أجيبلك غيرها
فابتسمت منى شاعرة بأن أمجد كما قالت أمه يحبها لكنه لم يدر بعد وتأكدت من نجاح ما نصحتها به أمه من إستخدام دموعها حين تحتاج لحضن أمجد الذى مد يده إلى دولابه مخرجا أحد مناديله ليناوله لها

  • أمسحى وشك بقى وبطلى عياط .... أمى وامك مش لازم يعرفوا حاجة عن الموضوع ده
  • حاضر ....
  • وكمان علشان الكحل ميبوظش
  • كحل ؟ إنت خايف عالكحل يا أمجد وسط الوضع الطين اللى أنا فيه ؟
  • أه خايف عالكحل علشان العينين الحلوة دى مش لازم تعيط ..... وإسمه الوضع الطين اللى احنا فيه .... مش احنا واحد يا هبلة
فاتسعت إبتسامة منى وكادت أن ترتمى فى حضن أمجد مرة ثانية إلا أنها تذكرت نصيحة أمه

  • لأ متخافش عالكحل يا خويا .... ده نوع غالى ومبيبوظش من الدموع .... ياللا بينا بقى نخرج علشان إتأخرنا عليهم
ويخرج الشابان ليجدا السيدتان منهمكتان فى حديث هامس يبدو أنه مهم ليقطعاه فور وصولهما

لتنتحى أم أمجد بمنى جانبا

  • إنزلى غيرى هدومك يا منى ... إلبسى فستانك الأسود اللى فيه ورد صغير روز ده .... مكسم عليكى وبيبين جمال جسمك .... أمك هتستنى معايا هنا ..... لو مكياجك إتلخبط وانتى بتلبسى صلحيه قبل ما تطلعى .... عايزة الواد الحمار ده يتهبل عليكى النهاردة
  • حاضر يا ماما
  • وشوفى خلخال من الرفيعين اللى امك بتلبسهم إلبسيه
  • بس الخلخال ده موضة قديمة قوى
  • بطلى هبل يا بت ..... النسوان اللى رجليهم وحشة هما بس اللى بيقولوا كده مش إنتى
  • حاضر
وتنصرف منى لشقتها ويتجه أمجد لغرفته لينال قسطا من الراحة وتتبعه أمه

  • شوفت يا أمجد البت قمر إزاى حتى وهيا لابسة بيجامة رجالى
  • أه يا ماما شوفت .... طيب دلوقتى هما كانوا 3 بيجامات اللى حيلتى .... واحدة بلبسها وواحدة فى الغسيل وواحدة إحتياطى لو إحتجت أغير لأى سبب ..... أعمل إيه أنا دلوقتى لو البيجاما اللى انا لابسها إتدلق عليها أى حاجة مثلا
  • مش مهم .... هبقى أديقلك بيجاما من بيجامات ابوك القديمة
  • بيجامات ابويا القديمة .... ماشى يا حضرة الناظرة
وتتركه أمه لينال قسطا من الراحة يقطعه صوت أبيه بالخارج يرحب بأم منى ويمتدح منى وجمالها فيخرج مسرعا ليقبل يد أبيه كما أعتاد فهو لم ينس أنه ذهب لعمله غاضبا منه ليفاجأ بأبيه يحتضنه فى حب ليهمس فى أذنه

  • شايف يا حمار البت .... ده كفاية جمال رجليها ما بالك بقى بأن كلها زى القمر وانت تقولى زى اختى وأخلاقى متسمحليش يا حمار
فيبتسم أمجد وهو يقول فى نفسه " إيه حكاية العيلة دى مع الرجلين "

ويجتمع الجميع حول وجبة الكباب التى وزعتها الأم فى أطباق وينتهى الجميع من تناول طعامهم ليفاجأ بأخيه الذى يصغره بعامين فقط يهمس فى أذنه " يا بختك يا أمجد بت حكاية ورجليها تهبل"

ليزغده فى جنبه قائلا فى نفسه "حتى العيل الصغير عنده نفس عقدة الرجلين"

ويجتمع الجميع مرة ثانية حول أكواب الشاى والحلويات بعد الغداء ويختلس أمجد النظر لساقى منى ليجد نفسه يسرح فى مدى جمالهما و تناسقهما ليجد عضوه ينتصب للمرة الثانية على منى فيصرف تفكيره بعيدا حتى لا يحرج فى وجود هذا التجمع لكن نظرته جهة أبيه تخبره بأن أباه قد لاحظ ما يحاول إخفاؤه فيشعر بحرج شديد يفيق منه على صوت أم منى

  • صحيح يا منى نسيت أقولك .... فيه واحد زميلك أسمه ممدوح أتصل بيكى الصبح وعايزك تتصلى بيه ضرورى .... بيقول فيه ورق مهم ليكى فى الكلية معاه وعايزك تاخديه منه
يدق جرس إنذار قوى فى ذهن أمجد ومنى يمتقع على أثره لونها ليقوم أمجد ويستأذن والده فى أن ينفرد بمنى قليلا لمناقشة موضوع خاص بدراستها وبالطبع لا يمانع الأب ليصطحب أمجد منى لغرفته ويغلق الباب وهو متأكد أن أمه لن تجرؤ على التنصت فى وجود أبيه

  • إيه حكاية الورق المهم اللى مع ممدوح ده ؟
  • معرفش .... ورق إيه اللى هيكون واخده من الكلية
  • طيب متقلقيش .... يمكن عايز يرجعلك شنطتك
  • مش عارفة .... لما انزل هاتصل بيه واشوف إيه الحكاية
  • تنزلى مين .... أنتى هتتصلى بيه دلوقتى وانا معاكى ... مش هاقدراصبر
ويحضر أمجد التليفون سريعا من الخارج لتطلب منى رقم ممدوح بيد مرتعشة وأمجد يلصق أذنه على السماعة معها ليجيب ممدوح بعد قليل

  • ألو ... أنا منى .... ورق إيه اللى يخصنى معاك
  • إتأخرتى كده ليه يا شرموطة دا انا كنت هاجيلك البيت
  • إحترم نفسك ومتخلنيش أشتمك ... إنت لسة ليك عين تكلمنى
  • ده أنا لسه هاكلمك واكلمك واكلمك لسة الماتش مخلصش يا لبوة
  • هاتنطق ولا أقفل السكة يا حيوان
  • حيوان ؟؟ طيب شوفى بقى يا بنت الناس ... جواباتك اللى كنتى بتبعتيهالى وصورك اللى متصوراها معايا عندى لسة .... بكرة التلات....قبل يوم التلات اللى بعده زى الشاطرة كده تجيبيلى ألفين جنيه وتاخديهم ....أو يوم الجمعة اللى بعدها هاكون عند ابوكى فى بورسعيد أديهمله وبرضه هاخد منه ألفين جنيه
  • إنت بتقول إيه يا واطى ... ده ذنبى إنى كنت واثقة فيك ؟
  • بطلى قلة أدب يا شرموطة واسمعى الكلام للآخر .... لو عايزة تاخدى الصور والجوابات ممكن تاخديهم من غير فلوس ..... لكن ............. تيجى تاخديهم من عندى هنا .... من الشقة
  • وانا هاجبلك الفين جنيه منين يا ممدوح ؟ خلى عندك شوية رجولة ورجعلى حاجاتى
  • رجولة مين يا قطة ؟ لو معكيش الألفين جنيه عندك الحل التانى .... قدامك أهو إسبوع تتصرفى فيه ده آخر كلام عندى سلام
ويغلق ممدوح سماعته لتنهار منى جالسة على طرف فراش أمجد الذى أُسقط فى يده ولم يستطع الصمت رغم حالة منى

  • جوابات وصور إيه يا منى اللى مع ممدوح ؟
  • جوابات كنت بابعتهاله وصور إتصورتها معاه لما عزمنى فى المطعم أول يوم فى الكلية
  • وكنتى كاتباله إيه فى الجوابات دى؟
  • كلام حب وكده يا أمجد
  • والصور ؟ كانت صور عادية ولا فيها حاجة ؟
  • لأ كنت لازقة فيه وحاطط إيده على كتفى وكده
  • يخربيت غبائك يا منى .... مقولتليش ليه عالجوابات دى قبل كده ؟
  • خفت أقلك علشان كنت هتزعقلى وتمنعنى
  • يعنى أعمل فيكى إيه دلوقتى ؟ أخنقك واخلص منك ؟
  • إعمل اللى إنت عايزه ومش هزعل .... إضربنى ...إخنقنى.... أنا استاهل ..... أنا غبية إنى مسمعتش كلامك من الأول .... بس ابويا مينفعش يشوف الصور والجوابات دى يا أمجد
كان الغضب داخل أمجد قد وصل مداه لدرجة أعجزته عن التفكير فجلس بجوار منى على طرف الفراش واضعا رأسه بين يديه بينما إنخرطت منى فى بكاء مكتوم إنفطر معه قلب أمجد فقام واقفا ليحتضن راسها

  • خلاص متعيطيش ... أنا هاتصرف
  • هتتصرف إزاى يا أمجد ؟
  • معرفش لسة .... لكن لسة قدامنا إسبوع وأكيد هلاقى حل
  • بجد يا أمجد هتتصرف ؟... يعنى إنت مش زعلان ؟
  • مش زعلان ؟ انا نفسى دلوقتى أضربك بالجزمة ... نخلص بس من المصيبة دى واحاسبك
فلفت ذراعيها حول وسطه ووضعت راسها على صدره حتى هدأت ... لقد أكتشفت أن صوت دقات قلبه تشعرها بالسكينة والإطمئنان وليس فقط الأمان وأغمضت عينيها محدثة نفسها "ياريتنى كنت عرفت من زمان إنى باحبك "

  • طب أمسحى الدموع اللى فى عنيكى دى علشان نخرج نقعد معاهم فين المنديل اللى إديتهولك؟
  • تحت فى جيب البيجاما
فمد يده لدولابه يخرج لها منديلا آخر

  • خدتى بيجامتى ومخدتى وهتخلصى مناديلى .... مش فاضل غير اللباس اللى لابسه تاخديه كمان
فعادت البسمة لوجهها فقد أيقنت أنها فى أمان طالما أمجد يقف بجوارها رغم ما تشعر به من ذنب. فإنها تشعر أنها تعذبه وتفطر قلبه منذ رفضت دخول كليته . إنها باتت تكره كليتها التى أختارتها فهاهى ثلاثة أيام تمر عليها فيها وكل يوم بمشكلة تتورط فيها ويتورط فيها معها رفيق عمرها وتوأم روحها أو الذى أصبح منذ ليلة أمس حبيبها وأقسمت بينها وبين نفسها أن تسعده وتعوضه عن الألم الذى سببته له حتى لو كان الثمن حياتها

هبطت منى وأمها بعد إنتهاء جلستهم مع أسرة أمجد وأم منى مرتبكة بسبب ما أسرته لها أم أمجد ومنى سعيدة بموقف أمجد منها لتدخل كل منهم غرفتها وتغلقها عليها حتى أرخى الليل سدوله على الشارع بأكمله وهدأت الحركة بالعمارة التى يقطنونها وذهبت منى فى نوم عميق عكس توقعها لكنها قبل أن تذهب لنومها خلعت عن نفسها كل ما ترتديه وأرتدت بيجامة أمجد على اللحم واحتضنت وسادته لتذهب فى نوم هادئ مستريحة وحتى لم تحمل هم التفكير في تهديد ممدوح فمن داخلها يقين بأن فارسها سينقذها كوعده لها فهو منذ بداية نشأتهم لم يخلف يوما وعدا وعدها إياه

بمجرد تعانق عقربى الساعة عند الثانية عشر تسللت أم منى على أطراف أصابعها وأغلقت خلفها باب شقتها بهدوء شديد وتسلقت السلم حتى دلفت من باب السطح الذى وجدته مفتوحا فأغلقته خلفها بإحكام وتوجهت فى ضوء القمر للبرجولة حيث كان أمجد يقف داخلها منتظرا وصولها بعد أن أعد البرجولة وفرش على أرضها بساط صوفى ثقيل ورص الوسائد الموجودة على الكراسى فوقه ليصنع فراش ليلتهم الجنسية الثانية بالبرجولة ليتلقفها بين يديه مستقبلا إياها بقبلة شهوانية إمتص فيها شفتاها ولسانها حتى شعرت أن لسانها يكاد ينخلع من مكانه فأرخت جسدها مستسلمة للمسات أمجد الخبيرة بكل موضع فى جسدها وهو يفتح أزرار عباءتها ويزيحها عن صدرها مستمتعا على ضوء القمر الواصل للبرجولة يضيئها بنور حالم بمنظر جسدها وثدييها اللذان لم ينل من جمالهما سنها فظلا متماسكين غير متهدلين فيقبل رقبتها ويهبط بشفتيه بينهما بينما تعتصرهما أصابعه ليلتقم حلمتها اليسرى بين شفتيه بينما تداعب أصابع يده اليسرى حلمتها اليمنى ويمرر أطراف أصابع يده اليممنى على بطنها حتى يصل لعانتها وقمة كسها المنتفخ فيمررها مرات ومرات قبل أن تتسلل للأسفل لتمس زنبورها الذى اندفعت إليه دمائها لينتفخ فيفركه بين أصابعه قبل انا تصل لكسها الذى بدأ فى الإبتلال ليأخذ من مائها ويرفع أصابعه أمام عينيها يمتصها فى تلذذ ويعيدها إلى كسها فيزداد إرتخاء جسدها ولا تقدر ساقيها على حملها فتجلس أرضا ويسندها بيده حتى يريح ظهرها على جانب البرجولة فتثنى ركبتيها وتفتح له فخذيها ليمارس عادته المحببة إليها فى لعق كسها وفرك شاربه الثقيل عليه فتنتفض بعد دقائق معدودات وهى تكتم صوتها بيديها معلنة وصولها للذروة الأولى فى ليلتها وهى تعلم أنها لن تكون الأخيرة فهى تعرف أنها ستقذف وتقذف حتى تنهك قواها

جذبها أمجد لتنام أرضا وجعل عبائتها تحتها كالملائة ورفع ساقيها التى زينهما خلخالان رفيعان فهى تعرف قيمة جمال سيقانها وتعرف حب أمجد لهما ليبدأ فى تقبيل كاحليها متجها بشفتيه ناحية هاتيك السمانتان المخروطيتان الطريتان وعندها يجد أمجد صورة ساقى منى التى تزيد جمالا عن ساقى أمها تقفز لخياله وتزيد من شبقه فيقبلهما بجنون حتى يصل لباطن فخذيها لتنتابه حالة من الجنون الشديد فينهال عليهما لعقا وتقبيلا ويعضهما عضات خفيفة ويشفط لحمهما اللدن بفمه تاركا علامات قبلات شبقه عليها ثم يرفع ساقيها بشدة حتى أن ردفيها أرتفعا عن الأرض ويغرس زبره فجأة فى كسها فتخرج منها آهة عالية فشلت فى كتمها فيضغط ساقيها بكل ثقله حتى تلامسا بطنها ويضع فمه على فمها يكتم آهاتها المتتالية ويبدأ فى إدخال زبره وإخراجه بسرعة حتى خيل إليها أن صوت إرتطام لحمه بلحمها أصبح مسموعا فى كل أنحاء الشارع وتقذف قذفتها الثانية والثالثة وهو مستمر فى هذا الجنون الذى إنتابه حتى يخرج من حنجرته صوت خوار عميق ويضغط زبره بشدة داخلها حتى أنها باتت تتنفس بصعوبة وينفجر من زبره شلال منى غزير يملأ جوف كسها وتهمد حركته فوقها وهو ينهج بشدة وقد تغطى جسده بعرق غزير ويبقى كما هو لدقائق حتى تهدا فورة قذفه ليلقى بنفسه جوارها وتنزل هى ساقيها وقد شعرت بإنهاك شديد فلأول مرة منذ بدأت علاقتها به ينيكها بكل تلك القوة والعنف فتضع رأسها على صدره وتمسد له بطنه حتى عانته حتى يهدأ تماما

  • مالك النهاردة يا أمجد .... هيجانك مش عادى النهاردة
  • مش عارف يا ريرى .... هايج هيجان مش طبيعى ومش لاقيله سبب
  • بس أنا عارفة يا روح ريرى السبب
  • عارفة ؟ عارفة إيه ؟
  • عارفة سبب هيجانك ده
  • وإيه السبب
  • منى يا أمجد .... منى سبب هيجانك ده
  • لأ يا ريرى مش منى .... أنا عمرى ما هجت على منى
  • النهاردة هجت عليها يا أمجد .... أنا خدت بالى من بصتك على جسمها النهاردة .... إنت عارف أمك كانت بتكلمنى فى إيه ؟
  • فى إيه؟
  • كانت بتكلمنى تخطبلك منى
فاعتدل أمجد جالسا وابعدت أم منى راسها عن صدره وجلست الى جواره بعد أن جمعت العباءة حول جسدها

  • وإنتى قولتليها إيه .... أوعى تكونى وافقتى
  • لأ وافقت يا أمجد .... قلت لها إنى موافقة بس علقت موافقتى على موافقتها وموافقة أبوها
  • إنتى إتجننتى يا ريرى ؟ إزاى توافقى على حاجة زى دى
  • بص يا أمجد .... إنت ومنى أغلى اتنين عندى فى الدنيا .... وسعادة منى عندى أهم ألف مرة من سعادتى .... وإذا كانت سعادة منى معناها أقطع علاقتى بيك مش هاتردد ثانية واحدة
  • بس أنا ومنى عمرنا ما فكرنا فى بعض كزوجين يا ريرى .... طول عمرنا واحنا اصحاب وأكتر إتنين بيفهموا بعض وبس
  • بس إنتوا بتحبوا بعض يا أمجد
  • بنحب بعض لكن مش بالطريقة دى .... حبى لمنى وحبها ليا مختلف عن حب إتنين ممكن يتجوزوا
  • لأ بتحبوا بعض يا أمجد بس يمكن لسة معرفتوش .... مافيش حد هيسعد منى غيرك ومافيش واحدة هتسعدك غير منى
  • إنتى بتقولى إيه ؟ يعنى الدنيا كلها شايفة حاجة عكس أصحاب الموضوع نفسهم ما شايفينها
  • لإنكوا لسة صغيرين ومش قادرين تحددوا مشاعركم لغاية دلوقتى
  • معنى كده إنك هتقطعى علاقتك بيا ؟
  • لأ يا أمجد مش هاقطع علاقتى بيك غير لو اتجوزتوا ...... ده لو قدرت .... ساعتها هتبقى قدامى ليل ونهار ويمكن مقدرش امنع نفسى
  • أنا مش عارف إنتى بتفكرى إزاى يا ريرى .... انا مقدرش استغنى عنك
  • يا واد متبقاش عبيط .... منى هتسعدك أكتر منى .... بنتى وانا عارفاها
  • طيب إنسى الموضوع ده دلوقتى وخلى الأيام هى اللى تحدد اللى هيحصل
والتقم شفتيها بفمه مرة أخرى ودخلوا فى موجة جنون جديدة إنتهت قبل الشروق


مراحيض المتعة 😅😅😅

الجزء الخامس

مقدمة


تساءل بعض السادة القراء عن سبب تأخرى أحيانا فى نشر بعض الأجزاء فأحببت أن أوضح لحضراتهم ( ولهم طبعا كل الإعتذار ) بأن نشر الأجزاء بالنسبة لقصص الباشا يتوقف على حالته ورغبته ووقته و تأثيرالحكى على حالته المزاجية

فى هذا الجزء بالذات وضح التأثر على وجه الباشا اثناء حكيه وصل لدرجة البكاء الحقيقى

فهذا الجزء يحكى عن لحظات مفصلية فى حياته وتحول جوهرى بشخصيته تحول فيه من " طالب مقاتل أمجد حسن" إلى "الطالب امجد حسن طالب الهندسة بجامعة ************ "

فى هذا الجزء ستقرأون كيف وضعته حبيبة عمره فى مواجهة نفسه فى لحظة مفصلية كاشفة يكتشف فيها ضعفه وزيف شعوره بالقوة

واعتذر للسادة القراء عن قلة المادة الجنسية بهذا الجزء فذكريات الباشا عن تلك الأيام الستة فى حياته لم يكن بها أى ممارسات جنسية لكنها كانت أيام ستة مشحونة بالمشاعر لا يصح أن نذهب بذهن القارئ بعيدا عنها عل بعض القراء تصل إليهم صورة من مشاعره أو عل شعوره ينتقل إليهم

كما أعتذر لبعض السادة القراء من أصحاب الميول الجنسية المختلفة عما قد يكون إساءة لهم ذكرت فى هذا الجزء فأنا فقط ناقل لحكى الباشا بألفاظه وكلماته وتعبيراته

وأخيرا اعتذر للسادة القراء عن طول هذا الجزء خاصة وأن كل كلمة كتبت فيه تحمل أهمية لفهم شخصية الباشا ولم أستطع إختصار أى كلمة منه لإن كل كلمة كتبت هى أساس لفهم أحاث قادمة

والآن لنعد لإستكمال قصتنا​

......................................................................................................



ترك أمجد البرجولة بعد إنصراف أم منى بساعة كاملة إستلقى فيها مفكرا فى كل ما حدث اليوم وكيف تحولت تلك الصغيرة فى عينيه لأمراة كبيره مثيرة شهية لكنه لا يزال يراها مجرد صديقة عمر ورفيقة روح قادرة على قراءة أفكاره ولم يفكر بها أبدا كأنثى يشتهيها رغم إستثارته أمس تلك المرات الثلاث وإنتصاب عضوه عليها لكنها لا تزال فى نظره أعز الأصدقاء وعلل لنفسه ما حدث من إثارته بالأمس أنه يرى فيها أمها التى تمثل له الأنثى الكاملة التى لا يرغب فى إستبدالها بأخرى طوال حياته

تسلل أمجد لشقته قبل أن يدب فيها النشاط وغسل عن جسده آثار موقعته الليلية مع عشيقته الشبقة وتمدد على فراشه لا يشغل باله إلا التفكير فى تلك المصيبة التى أوقعت منى فيها نفسها واستبعد كل الحلول التقليدية التى إعتاد الناس اللجوء إليها فى مثل تلك الأحوال فهى لن تصلح مع من هو مثل ممدوح حتى أخرجه من تفكيره صوت دقات أمه على باب غرفته قبل أن تفتحه حاملة بيدها التليفون لتخبره بأن منى على الطرف الآخر

  • صباح الخير يا قردة .... صاحية بدرى كدة ليه
  • مش إحنا متفقين نفطر سوا قبل ما نروح الجامعة
  • نِروح مين يا حمارة إنتى .... إنتى مش هتروحى كليتك غير لما نلاقى حل للمصيبة اللى إحنا فيها
  • يعنى مش هتفطر معايا ؟ أنا حضرتلك الفطار .... طيب أطلع عندك نفطر سوا
  • مينفعش .... أبويا وامى واخواتى نازلين ومينفعش نستنى فى الشقة لوحدنا
  • طيب إنزل نفطر فى شقتنا
  • أمك صحيت ؟
  • لأ لسة .... حتى دخلت عليها لقيتها نايمة مقتولة وشكلها مش هتصحى قبل الضهر
  • يبقى مينفعش أنزل عندكم .... وكمان نسيتى برج المراقبة اللى ساكن قصادكم
  • يعنى ارمى السندوتشات اللى عملتها دلوقتى ولا اعمل إيه .... أقولك نطلع نفطر عالسطح فى البرجولة
  • ماشى .... وهأقول لأمى علشان تبقى عارفة ومتعمليش حكاية لو عرفت
  • ماشى ... نص ساعة واكون فوق
  • نص ساعة ليه ؟ إنتى مش بتقولى إنك مجهزة الفطار
  • على ما أغير هدومى يا ذكى ... ولا عايزنى أطلعلك بقميص النوم ؟
  • لا أبوس إيدك ... غيرى براحتك ... وانتى كنتى هتفطرينى بقميص النوم ؟
  • يا قليل الأدب ده قميص نوم مقفول باكمام طويلة
  • وكنتى هتروحى الجامعة بقميص النوم
  • إيه خفة الدم دى ... كنت هاغيره لغاية ماتنزل ... إقفل بقى متعطلنيش
واستبدل أمجد ملابسه سريعا وأخبر أمه التى طفحت السعادة من وجهها وهى تبدى موافقتها لينطلق سريعا للسطح يتأكد من عدم وجود آثار لليلته مع أم منى وبعد تفكير سريع يخرج ترابيزة وكرسيين من البرجولة يضعهم بجوارها وينتهى من مهمته ويجلس وهو يحاول أن يطرد من ذهنه صورة منى وهى تلمس عضوهٍ فى تجربتهم الجنسية الأولى والأخيرة سوياً

كانت منى تحمل صينية الإفطار وتصعد السلم عندما وجدت باب شقة أمجد مفتوحا وأمه تقف أمامه مستعدة للذهاب لعملها

  • تعالى يا بت يا منى ادخلى عايزاكى
  • أمجد مستنينى نفطر سوا يا ماما ... مش عايزة أتأخر عليه
  • أنا عايزاكى تتأخرى عليه... خشى يا بت
فدخلت منى فورا بدون نقاش فأم أمجد أصبحت بالنسبة لها معلمتها ومرشدتها التى لا تخالف تعليماتها

  • حلو كده يا منى ..... متخليهوش يشوفك غير كده
  • الكحل مظبوط يا ماما ؟
  • مظبوط ومع الوقت إيدك هتتظبط أكتر ..... لفى كده ورينى هدومك
فدارت منى حول نفسها تستعرض فستانها الذى ترتديه

  • حلو الفستان ... تبقى تطلعيلى لما ارجع أضيق لك وسطه شوية كمان ... بس إيه الجزمة اللى لابساها دى ؟ معندكيش جزمة بكعب رفيع ؟
  • لأ مبعرفش أمشى فيهم
  • هاشتريلك واحدة وانا راجعة من المدرسة ... الكعب الرفيع هيبين جمال رجليكى أكتر ... ومش هتنزلى من عندى غير لما تتعودى تمشى بيها
فاحتضنت منى أمها الروحية وطبعت على وجنتيها قبلتين

  • مش عارفة أقولك أيه يا ماما .... أمى نفسها مبتعملش اللى بتعمليه معايا ده
  • علشان امك خايبة ....إسمعى .... أنا طلبتك من أمك امبارح علشان نخطبك لأمجد
فاحتضنت منى أم أمجد وأخذت تدور بها وهى تمطرها بالقبلات حتى كادتا أن تسقطا أرضا

  • يا بت هتوقعينى .... بطلى بوس فيا الروج اللى إنتى حطاه هيبوظ
  • مش مصدقة يا ماما إنى هبقى مرات أمجد
  • إسمعى بقى اللى هأقولهولك وركزى فيه كويس .... أمك هتسألك النهاردة تاخد رأيك .... أوعى تتنيلى وتقوليلها موافقة
  • نعم ؟ مقولهاش موافقة ؟ إزاى يعنى ؟
  • أه متقوليلهاش موافقة .... قوليلها إدينى فرصة أفكر وباعتبر أمجد زى اخويا ومبفكرش دلوقتى ولسة بدرى والحاجات دى
  • ليه ؟
  • علشان ميحسش إنك مدلوقة عليه يا خايبة .... لازم يحفى وراكى لغاية ما توافقى علشان يعرف قيمتك
  • طب إفرضى إنه افتكر إنى رفضاه
  • مش هيفتكر ... حتى لو افتكر كده يبقى احسن علشان يقطع نفسه عليكى لغاية ما توافقى
  • بس كده هيضيع علينا وقت كتير
  • أهو أنا مش خايفة غير من لهفتك ودلقتك عليه دى اللى هتبوظ الدنيا ...هو انتوا دخلتكم كانت الإسبوع الجاى خلاص وإتأجلت يا بت .... لسة أمجد قدامه خمس سنين كلية وسنة ونص جيش لو مكانوش تلاتة قبل ما يلاقى شغل ويشتغل .... الوقت ده لازم أمجد يتعذب فيه شوية علشان يشيلك بعد كده فى عنيه
  • مش سهلة إنتى برضوا يا ماما
  • دلوقتى خدى الفطار وأطلعيله .... ومتخليهوش يلمس حتى طراطيف صوابعك ... هو من امبارح وهو بيبصلك هايكلك بعنيه ... فهمانى ولا مش فاهمة عايزة أقول إيه ؟
  • لأ مش فاهمة بالتحديد عايزة تقولى إيه
  • يخربيت سذاجتك عالصبح يا منى ... إطلعى فطريه ومتخليهوش يلمسك وخلاص ... وإتقلى كده متبقيش خفيفة
  • حاضر
شعر أمجد أن الوقت قد طال قبل وصول منى وعندما هم بالنزول للإتصال بها رآها أمامه وهى تجتاز باب السطوح ووقف مبهوتا أمام نموذج الجمال الحى الذى يراه يتحرك فى إتجاهه

كانت المرة الأولى التى يرى فيها منى بهذا الجمال بعينيها المرسومتين وشفتيها المصبوغتان بروج خفيف عشق لونه عليها وهذا الفستان الزهرى الفاتح الذى يضيق على صدرها حتى خصرها ثم يتسع ليحتوى حوضها وينسدل ليغطى حتى منتصف ركبتيها وصدره المفتوح قليلا يكشف نحرها والجزء العلوى من الشق بين ثدييها وتلك الساقان التى تفوق جمال ساقى أمها يزينها خلخال ذهبى رقيق يحيط بكاحلها الأيمن يبرز جمال هذا الكاحل وتلك الساقان

لم يستطع أمجد التحرك من مكانه وظل واقفا بجفن لايرمش حتى وصلت إليه وظلت واقفة أمامه تحمل صينية الأفطار

تركته منى يتأملها قليلا وهى تستعيد نصائح أمه إليها قبل أن تفيقه من سكرته

  • هوووه ... إيه يا هندسة هتسيبنى واقفة شايلة الصنية كده
فأغمض أمجد عينيه وفتحها محاولا تمالك زمام نفسه قبل أن يمد ذراعيه يتناول منها الصينية وحرصت منى على ألا تلامس يده أصابعها حسب نصيحة أمه و بعد أن وضع الصينية على الترابيزة جلس على أحد الكرسيين بينما وقفت منى بجوار الكرسى الآخردون أن تجلس

  • ما تقعدى .... هاتفطرى وانتى واقفة كده
  • أقعد ؟ صحيح ما إنتا جاى من معسكر جيش ... يا باشمهندس المفروض إن الجنتلمان لما يكون هيقعد مع واحدة ست بيسحب لها الكرسى اللى هتقعد عليه ... طبعا معلموكوش دى فى المدرسة العسكرية
  • ومن إمتى ده بقى ؟ بعدين إنتى بالنسبة لى مش واحدة ست ... إنتى بالنسبة لى واحد صاحبى
  • لا يا شيخ ؟.... ووبالنسبة لعنيك اللى هتنط من وشك وتلزق فى صدر الفستان دى تبقى أيه ؟ و دى بصة بتبصها برضه لرجلين اصحابك ؟
فشعر أمجد بالإحراج حينما أيقن بأن منى قد إنتبهت لنظراته المختلفة تلك المرة عن نظرته المعتادة إليها فقام ليسحب الكرسى لها لينبهر مرة ثانية بشكل ظهرها المعتدل الذى ينحدر خطيه من كتفيها حتى يلتقيا عند بداية مؤخرتها فى خصر نحيل قبل أن يتسعا مرة ثانية لرسم مؤخرة تبدو رائعة حتى مع إختفائها اسفل الفستان

سحب امجد الكرسى لمنى لتجلس ويرتفع فستانها قليلا ليكشف جزء صغير من فخذيها أعلى ركبتيها ليسحب أمجد نفسا عميقا يكتمه فى صدره محاولا التحكم فى مشاعره حتى لاتفضحه وإن كان يعلم يقينا أن منى شعرت بالحريق الذى إشتعل فى صدره من تأثير الجمال الذى يراه .

فتلك الصغيرة حرفيا تقرأ أفكاره مثلما يقرأ هو أفكارها

تلافى أمجد النظر تجاه منى حتى لا يزيد حريقه إشتعالا ومد يده يلتقط أحد السندويتشات ويبدأ فى قضمه بينما يلتقط كوب الشاى بالحليب وهو يشعر بنظرات منى مصوبة إليه تخترق عقله لتقرأ ما يدور فيه وبعد لحظات صمت نطق أمجد

  • هو الشاى ده بارد ليه ؟ طبعا عملتى الشاى وعلى ما لبستى كان برد
  • الشاى مش بارد يا أمجد ... إنت بس اللى سخن زيادة شوية النهاردة
فتوقفت اللقمة فى حلقه ولم يستطع بلعها إلا بعد أن إستعان برشفة شاى تساعده على البلع فتلك الشيطانة إذن قرأت تفاصيل ما يدور فى ذهنه

  • سخن؟ ....سخن إزاى يعنى ؟ .....أنا .....لا سخن ولا حاجة أنا عادى
  • خلاص يا سيدى ولا تزعل نفسك ... إنت مش سخن ... إنت بارد
  • يا بت بطلى طولة لسانك دى ... إنتى عملالى فطار ومش قادرة تكملى جميلك وتتكلمى من غير طولة لسان لغاية ما أخلصه
  • يعنى مش فاهمة اقولك إيه يا أمجد بجد ... فهمنى دلوقت إنتا سخن ..... ولا .... إنتا بارد؟
وعلم أمجد أنه لن يستطيع مجاراتها فى إستكمال الحديث وقرر تغييرالموضوع

  • وإنتى بقى كنتى ناوية تروحى الكلية بالمنظر ده ؟
وكادت أن تجيبه بنعم لتشعل غيرته لكنها تذكرت نصيحة أمه لها بتجنب إثارة تلك الغيرة

  • لأطبعا مكنتش هاروح الجامعة كدة .... أنا قلت طالما أنا قاعدة فى البيت يبقى أدلع نفسى شوية وأحط مكياج والبس الفستان الجديد وأهو بالمرة آخد رأيك فيه .... إيه رأيك فى الفستاااان و المكيااااج
قالت منى جملتها الأخيرة وهى تركز نظرتها لعينى أمجد ونطقتها بكل ما إستطاعت وضعه فى نطقها من دلع فأجاب أمجد وهو ينظر لوجهها وقد بدأ العرق يغزو جبينه

  • مكياجك حلو أوى ... إنتى اصلا مش محتاجة مكياج
  • طب والفستاااان
  • الفستان ؟ الفستان ده مخليكى .... مخليكى
  • هاااا .... مخلينى إيه ؟
وانتبه أمجد أنه ينزلق فى حوار قد ينتهى بما لا يريده فانتفض واقفا

  • مش مخليكى حاجة .... يالا بينا ننزل
  • مش هتكمل فطارك ؟
  • شبعت خلاص ... إنتى قابلتى أمى النهاردة ؟
  • لأ هاقابلها فين ؟
  • أصل إنتى متعرفيش تتصرفى كده من من نفسك .... دى حركات أمى ... أنا عارف مش هيهدالها بال غير لما تنفذ اللى فى دماغها .... يالا ننزل علشان الحق أروح الكلية
  • إنزل إنت ... أنا هاستنى شوية هنا ... الجو حلو النهاردة
وانطلق مسرعا نحو باب السطح لتناديه منى قبل أن يخرج منه

  • أمجد
  • نعم ... عايزة إيه من زفت أمجد
  • مش انا كنت قلت لك تحلق شنبك علشان وحش
  • آه إتهببتى قلتى ... ومش هاحلقه
  • أوعى تحلقه .... أصله مخليك شبه رشدى أباظة
  • رشدى أباظة ؟ ....هى امى ...... طالما فيها رشدى أباظة تبقى امى
وانطلق يقفز السلالم بينما انتظرت منى حتى اختفى عن ناظريها فانفجرت ضاحكة بصوت مرتفع لا تستطيع كتمانه

  • يخليكى ليا يا ماما .... الواد إتهبل وبيكلم نفسه
وانقضت منى على السندوتشات بشهية مفتوحة فقد كان الجوع يتمكن منها لكنها أرادت أن يبقى الروج على شفتيها فى وجود أمجد.... وأبقت السندوتش الذى التهم أمجد منه قضمتين فقط للنهاية ... فقد كانت تريد أن يكون أثر فم أمجد هو آخر ما يلامس شفتيها

...................................................................................................

إنطلق أمجد فى طريقه بعد أن التقط كشكول محاضراته من شقته وقابل سميرة منتظرة عند مدخل عمارتها لينطلقا سويا ويستقلا الأتوبيس كما فعلا بالأمس لكن تلك المرة جد جديد أثناء رحلة الأتوبيس حينما أضطر سائقه للإنحراف بشدة لتفادى إحدى السيارات التى توقفت فى طريقه فجأة ليميل الأتوبيس بشدة ويفقد الواقفون توازنهم ويميلون معه ويسقط بعضهم على بعض إلا أمجد الذى لم يتحرك من مكانه ولم يختل توازنه ليندفع جسد سميرة بالكامل فى حضن أمجد الواقف خلفها ويتلامس كامل جسدها من الخلف مع كامل جسده من الأمام ويشعر بجسدها ينضغط بشدة على جسده ويشعر بحرارة جسدها تكاد تخترق ملابسه وتمر لحظات حتى تستعيد سميرة توازنها وتعدل من وقفتها لتهمس له بصوت متقطع

  • آسفة معرفتش أمسك نفسى
  • أنا اللى آسف مكنش ينفع أسيبك تقعى فسندتك بالطريقة دى
لم تعرف سميرة سر تلك الحرارة التى أجتاحت جسدها فى تلك اللحظة واستمرت معها فلم يتلامس جسدها من قبل مع جسد آخر بتلك القوة ولا شعرت من قبل أن هناك من يمكنه تحمل ذلك الضغط الجسدى العنيف الذى تحمله أمجد دون حتى أن يهتز أو يبدو عليه أنه يبذل مجهودا لتحمله ... لم تكن تدرى فقد كانت تلك تجربتها الأولى فى ملامسة جسدها لجسد رجل من الجنس الآخر

وصل أمجد وسميرة للنقطة التى يلتقون فيها مع باقى شلتهم لكن لم ينطق أحدهم بكلمة منذ حادثة الأتوبيس وحتى التقوا مع شلتهم وتركهم أمجد كعادته ليسبقهم للمدرج ولم تتبعه سميرة ذلك اليوم فقد كان بداخلها شيئا ما ينذرها بالإبتعاد عن أمجد حتى تهدأ تلك الحرارة التى تجتاحها أو تجد لها تفسيرا

عندما تجمع شمل شلة الجميلات مع أدهم واتخذ كل منهم مكانه قبل المحاضرة لم ترد سميرة تغيير جلستها بجوار أمجد حتى لا يلفت ذلك نظر باقى صديقاتها وببداية المحاضرة وجدت فخذها وكأنها فقدت التحكم به يتسلل ليلتصق بفخذه وحاولت مرارا أن تبعده لكنه كان فى كل مرة يخذلها ليعود لتستمر حرارة جسدها مشتعلة كان تشعر بشعور ممتع لا تستطيع مقاومته رغم خوفها منه ولم تعى شيئا مما قيل فى المحاضرة وعندما دخلت الحمام كعادتها بعد كل محاضرة فوجئت بهذا السائل اللزج يغرق كسها صانعا خيوطا ممتدة ما بين كسها وكلوتها الذى ترتديه ولم تكن تعرف هذا السائل من قبل فهى متأكدة بأنها بالتأكيد لم تأت بشهوتها التى لم تعاينها إلا أثناء نومها ولم تكن تدرى بأن هناك سوائل أخرى تخرج من المرأة غير سائل القذف

كانت سميرة ساذجة جنسيا ولم تحدثها أمها أو أى من نساء عائلتها عن أى شئ بخصوص الجنس فهم كانوا يرونها صغيرة لا يصح حتى الحديث أمامها عن مثل تلك الأشياء حتى لا تنفتح أعينها على أشياء يرون أنه من العيب أن تعرفها البنت قبل الزواج

لم يتأثر أمجد بتلك الملامسات ولم يشعرمن الأساس بأى أمر غير طبيعى فعلاقته الجنسية مع أم منى لم تكن لتترك الفرصة لتلامس بسيط مثل هذا أن يثيره أو يلفت حتى نظره فتركيزه الشديد فى المحاضرة علاوة على إنشغال ذهنه بمنى ومشكلتها مع ممدوح جعلاه بعيدا عن أن يلاحظ إلتصاق فخذ سميرة بفخذه أو أن يراه أمر غير طبيعى

عادت سميرة وباقى صديقاتها للمدرج وفوجئ أمجد بسميرة تلملم أغراضها وتعتذر منهم عن إكمال اليوم وأنها لابد ان تعود للمنزل لشعورها بتعب مفاجئ فعرض عليها أن يترك المحاضرات ليوصلها لكنها رفضت بشدة وبمجرد إنصرافها تجمعت روؤس الفتيات الأربع يتهامسن ويضحكن بصوت مكتوم وبعدما انتهوا من نميمتهم القصيرة سالهم أمجد عن سر التعب المفاجئ الذى اصاب سميرة

  • هى سميرة مالها ؟
  • تعبت فجأة وكان لازم تروح
  • تعبت إزاى يعنى ؟ ماهى كانت كويسة
لتجيبه سهام وهى أجرؤهن فى الحديث بصوت خافت

  • جرى أيه يا أمجد ؟ تعبِت ... التعب اللى بيجى للبنات كل شهر ... متعرفهوش
ليحمر وجه أمجد خجلا بينما تنطلق باقى الفتيات فى ضحك حاولن كتمانه حتى بدأت المحاضرة التالية

لم تكن الفتيات يعلمن حقيقة ما حدث لسميرة لكنهن خمن السبب الأقرب لذهنهن ولم يكن ليخطر ببال إحداهن السبب الحقيقى لعودة سميرة لبيتها فى هذا الوقت ولم يكنّ يتوقعن أن سميرة كانت مستثارة وخائفة من تلك الإثارة التى اجتاحت جسدها

ساذجة كانت سميرة وكانوا سذج صديقاتها

....................................................................................................

عاد أمجد لشقته وهو يتوقع أن يجد منى مع أمه لكنه وجد أمه منهمكة فى المطبخ فحياها ودخل لغرفته ليغيرملابسه ويرقد ولا يزال حل مشكلة منى مع ممدوح يشغل باله ولكن كان يشغل باله أيضا صورة منى الجميلة المثيرة التى كانت معه صباح اليوم

إنه يفتقدها الآن كما لم يفتقدها من قبل .... تلح عليه صورتها دائما تقطع حبل أفكاره .... تلك الأفكار التى تتمحور حول حل مشكلتها تعيقها صورتها فيحدث نفسه وهو يهز رأسه

  • يخربيت أهلك يا منى مش عارف افكر فى حل لمشكلتك بسببك .... يا ترى إيه غيرك كده يا بنت اللذينة انتِ
يقطع تفكيره صوت ابيه الجهورى يناديه وأخوته لتناول الغداء ليخرج مقبلا يده ويتبعه أخويه ويتجهوا جميعا للسفرة التى إنتهت الأم من إعدادها وبمجرد جلوسهم يبادره أبوه

  • أمجد عايزك بعد الغدا فى موضوع مهم
  • حاضر يا بابا
وتنظر الأم فى وجهه تراقب قلقه البادى لتسأله

  • فيه حاجة يا أمجد؟ شكلك قلقان
  • لا يا ماما مفيش حاجة .... هى منى مطلعتش النهاردة ؟... كنت متوقع إنى هاجى ألاقيها معاكى
  • لا يا حبيبى مطلعتش ... ومعتقدش إنها ممكن تطلع النهاردة
  • ليه هى عيانة ولا حاجة ؟ كانت كويسة الصبح
  • لأ مش عيانة
  • طب فيه إيه ؟
  • ماتبقى تتصل بيها تسألها يا أمجد ... بتسألنى أنا ليه
  • آسف يا ماما ... كنت فاكرك عارفة حاجة
  • حتى لو اعرف حاجة مش هاقولك ... عندك صاحبة الشأن إسألها
وتتبادل امه النظرات مع ابيه لينظر له أبيه نظرة تسكته حتى إنتهوا من غدائهم ليدعوه أبوه لغرفة الصالون وتتبعه أمه

  • أوضة الصالون ..... يبقى فيه أمر خطير أبويا وأمى عايزين يكلمونى فيه .... يا ترى فيه إيه
هكذا حدث أمجد نفسه لتغلق أمه الباب عليه وعليها وعلى أبيه ليتحدث الأب أولا

  • بص يا أمجد ... أمك طلبت إيد منى ليك إمبارح من أمها .... أمها وافقت بس علقت موافقتها على موافقة البنت ....لو البنت وافقت هاخدك ونسافر بورسعيد نطلب إيدها رسمى من أبوها
لم يكن الأمر بالطبع مفاجأة لأمجد كما يتوقع الأب والأم وكان قد أعد نفسه لتلك اللحظة وتجهز لها

  • مش كان واجب برضه يا بابا تاخدوا رأيى قبل ما تاخدوا خطوة زى دى
لتتدخل الأم فى الحديث

  • وانت هتلاقى زى منى فين يا أمجد .... بت زى القمر ومتربية وعارفين أصلها وفصلها ... أى شاب فى الدنيا يتمناها ... ده أنا وانا باحميها أول إمبارح البت مافيش فى جسمها غلطة وجسمها بيضوى كده ..... زى الفل
  • يا ماما كل اللى بتقوليه ده على عينى وراسى بس لسة بدرى على إنى آخد خطوة زى دى فى حياتى .... أنا لسة قدامى خمس سنين دراسة وسنة ونص جيش ولو إتجندت ظابط هافضل فى الجيش 3 سنين يعنى قدامى عالأقل 7 سنين على ما أفكر اتجوز وبعدين أنا باحب منى آه بس زى أختى وعمرى ما فكرت فيها كزوجة
  • يابنى هو انا باقولك إتجوز .... إحنا بس هنخطبها وبعد ما تخلص دراسة وجيش تبقوا تتجوزوا
  • طب نستعجل ليه يا بابا .... ما تسيبونى أخلص دراسة وجيش الأول
  • وهى بنت زى منى دى هتستنى السنين دى كلها ؟ ده شهر ولا شهرين وهتلاقى الخطاب واقفين طابور قدام باب شقتهم
  • إشمعنى يا ماما شهر ولا شهرين ؟ ماهى طول عمرها حلوة مشوفناش طوابير ولا غيره
  • إفهم يا حمار ... منى كانت فى مدرسة بنات بس دلوقتى فى الجامعة حواليها شباب زمايلها ومعيدين سنهم قريب منها ده غير الشباب اللى فى الشارع وأهلهم خايفين يتقدمولها علشان أنا و إنت منزعلش ... يبقى نسبق إحنا ونحجزها قبل ما تروح مننا وأديك شوفت غابت يوم واحد عن الجامعة زميلها أتصل يسأل عليها
  • يا بابا هى تلاجة بالقسط هنحجزها ... ده جواز ومسؤلية أنا مش قدها دلوقت
  • وهتبقى قدها إمتى ؟ لما تلاقى البنت راحت منك
  • لو ليا نصيب معاها مش هتروح ... ده لو مشاعرى ناحيتها إتغيرت طبعا
  • إنتوا بتتكلموا فى إيه دلوقتى .... مش لما البنت توافق الأول ؟ أمها لسة مردتش عليا لغاية دلوقت
  • طيب قومى يا أم أمجد إتصلى بيها شوفلينا إيه الأخبار خلينا نخلص من الموضوع ده
وخرجت الأم لتعود بعد دقائق قليلة للتكلم بكلمات مقتضبة

  • منى موافقتش
واسقط فى يد أمجد ونظر لأمه فى دهشة .... فقد كان يتوقع موافقة فورية من منى بعد ما رآه منها صباحا وقرأه فى وجهها إذا لقد فشل للمرة الأولى فى حياته فى قراءة أفكار منى وتبدل وجهه حتى أن أمه أشفقت عليه وانتظر الثلاتة فى وجوم وأخيرا تحدث أمجد

  • يعنى إيه موافقتش ؟
  • هى دى كلمة ليها معنيين يا أمجد ؟ موافقتش يعنى موافقتش
وعندها قام الأب غاضبا ولم ينظر حتى لإبنه بينما زاد وجوم أمجد وشعر بحزن لم يتوقعه

  • يعنى قالت لأمها إيه ؟
  • قالت لها إنها مبتفكرش فى خطوة زى دى دلوقتى وإنها بتحبك آه بس زى أخوها مش أكتر
  • بس ..... لكن ... مش ممكن
  • بس إيه ولكن إيه يابنى .... مش إنت كنت بتقول إنك مش مستعد دلوقتى وإنك بتعتبرها أختك ..... خلاص هى كمان بتعتبرك اخوها وهى كمان مش مستعدة دلوقتى
إستدارت الأم لتخرج وبمجرد أن أعطت ظهرها لأمجد غطت وجهها إبتسامة فرح عريضة فخطتها تسير كما أرادت وهاهو أمجد يكاد يفقد صوابه لمجرد أن منى قالت ماكان هو دائما يردده

دخلت الأم لغرفتها وأغلقت الباب وراءها لتجد أبو أمجد جالسا فى وجوم

  • مالك يا حسن ؟ قاعد كدة ليه ؟
  • يعنى مش عارفة يا أم أمجد .... إبنك هيلاقى بنت زى دى فين بعد كده
  • ويلاقى بنت زيها ليه وهى موجودة
  • ماهى مش هتفضل موجودة يا ام امجد
  • لأ موجودة ومحدش هياخدها غيره
  • إنتى بتهزرى
  • يا أبو أمجد البنت أصلا موافقة وطايرة من الفرح بس أنا قلتلها تقول لأمها اللى قالته ده
  • وليه كده بس ..... مصعبش عليكى إبنك والحالة اللى هو فيها دلوقتى
  • إبنك يا حسن مكانش عارف يحدد مشاعره ناحية البنت لإنها كانت مضمونة بالنسبة له وكان محتاج قلم زى ده يفوقه علشان بعد كده يحافظ عليها وعلى بيته لما يتجوزوا.... قوم إلبس وانزل روح القهوة زى كل يوم و متتكلمش معاه فى الموضوع ده تانى غير لما هو يجيى يطلب مساعدتك
  • طول عمرك دماغك كبيرة يا أم أمجد .... مش هتأخر أوعى تنامى قبل ما آجى عايزك فى موضوع
  • يا راجل عندنا شغل بكرة
  • يا ستى مفيهاش حاجة لما نخطف يوم فى وسط الإسبوع كمان
وابتسمت الأم وهى تراقب زوجها وهو يخلع ملابسه فجسده لا زال فتيا ولا زالت رغم مرور السنين تعشقه

........................................................................................................

عاد أمجد لغرفته ليستلقى وهو لا يستطيع تحديد مشاعره ... فهو مصدوم من رفض منى لخطبته مع إنه لم يكن ينوى خطبتها .... يعلم أنها جميلة لكنه لم يرها بمثل جمالها اليوم ... أيكون يحبها دون أن يدرى كما قالت أمها له ؟ .... إنه يذكر ثورته التى أخفاها فى صدره يوم أن أخبرته منى بعلاقتها بممدوح ... أكانت غيرة عليها أم خوف .... بالتأكيد لم تكن غيرة فلم يحدث بينها وبين ممدوح رغم علاقتهم التى امتدت لعدة شهور ما قد يثير غيرته وهو يرى ممدوح دائما نكرة لا قيمة له... بالتأكيد كانت مشاعر خوف ... لكن مم كان يخاف ؟ هل كان يخاف من أن يؤذيها ممدوح أم كان يخاف ألا تعود إليه ... إنه لا يتخيل حياته بدونها لكنه لا يراها زوجة ... إذا ما ذاك الشعور بالشبق الذى إنتابه عندما أظهرت له مدى جمالها ؟ أيحبها أم إنه أحب فيها صورة أمها ؟ أفكار وأفكار دارت فى ذهنه كادت رأسه أن تنفجر بها وأخيرا إستسلم للنوم لكنه نوم قلق داعبته فيه أحلام كثيرة تدور كلها حول منى .... صديقة عمره وتوأم روحه

..........................................................................................................

نظر أمجد فى ساعته ليجدها السادسة صباحا قفز ليلتقط التليفون ويصطحبه لغرفته ويطلب رقم منى لتجيبه بعد رنة واحدة

  • صباح الخير يا قردة
  • صباح الخير يا كلب البحر بتتصل بيا بدرى كده ليه
  • وإنتى إيه اللى مصحيكى بدرى
  • ملكش دعوة أهو صحيت وخلاص
  • هتفطرينى النهاردة ولا أشوف حد يفطرنى
  • وإنت ليك غيرى يا لاجئ
  • طب هستناكى الساعة 7 فى البرجولة..... متتأخريش .... وحشتينى يا حيوانة
  • وانت كمان يا حمار وحشتنى ووحشتنى غتاتة أهلك
وينطلق أمجد ليرتدى ملابسه ولأول مرة فى حياته يدقق فى إختيارها ويفتح زجاجة العطر التى أهدتها له منى فى عيد ميلاده السابق ليغرق نفسه بها ويخرج ليجد أمه وأبيه وإخوته فى إستعدادهم الأخيرللنزول ليحيى أباه ويقبل يده وتنظر له أمه بتعجب وإعجاب

  • إنت رايح معاد مهم ولا إيه يا أمجد ؟
  • لأ يا ماما هافطر مع منى فى السطوح ورايح الكلية على طول
  • أمال متشيك ومتبرفن .... مش عادتك يعنى
  • عادى يا ماما .... مفيهاش حاجة لما الواحد يحافظ على مظهره بين زمايله
  • ماشى يا حبيبى .... صبحلى على منى
  • يوصل يا ماما
فنظرت الأم للأب وابتسمت إبتسامة فهم الأب معناها فها هو أمجد يحاول إستعادة منى التى يظن أنه فقدها

انطلق أمجد صاعدا قبل نصف ساعة كاملة من موعده مع منى وأعاد الكرسيين والترابيزة للبرجولة وجلس يراقب الباب فى إنتظار وصولها بينما هبطت الأم والأب السلم سويا بعد أن إقتربت الساعة من السابعة ليقابلا منى صاعدة تحمل صينية الإفطار وبعد أن يتبادلا معها التحية تشير الأم بعينها للأب

  • إسبقنى إنت يا أبو أمجد علشان العربية زمانها مستنياك .... هاقول كلمتين لمنى واروح عالمدرسة
وبمجرد إختفاء الأب تطبع أم أمجد قبلتين على خد منى

  • الواد خلاص هيموت عليكى ... خفى النهاردة بقى جرعة التقل شوية ولو كلمك فى موضوع الخطوبة قوليله إنك مش حاسة إنه بيحبك كفاية
  • حاضر يا ماما ... مش عارفة من غيرك كنت هاعمل إيه
  • وانا ليا غيرك يا بت ؟ ياللا إطلعى متتأخريش عليه
وتكمل منى صعودها لتجد أمجد منتظرها عند الباب ليحمل عنها ما تحمله ويسير خلفها بخطوة واحدة حتى يصلوا البرجولة ليضع الصينية ويسحب لها كرسيها ويقف خلفها قليلا يستجمع أنفاسه وهو لا يرفع عيناه عنها

  • أمجد
  • نعم
  • عينك هتخرم ضهرى ... بتبص على إيه يا سافل
ويرتبك أمجد فتلك الفتاة لا تتوقف عن قراءة أفكاره حتى دون أن تنظر لعينيه

  • إنتى عارفة بابص على إيه متستعبطيش
  • طب تعالى أقعد وبلاش قلة أدب ... إنت من ساعة ما دخلت الكلية وعينك بقت بتروح على حاجات غريبة مكانتش بتلفت نظرك قبل كده
  • كنت اعمى ... ومكنتيش حلوة كدة
  • مالك يالا فيه إيه ؟ إيه المحن اللى جد عليك فجأة كده .... تعالى إترزع قدامى هنا وإفطر
  • ماهو برضه فيه حاجات هابص عليها لما أقعد قدامك
  • إنت بتتعلم فيا المعاكسة ولا إيه ؟ ده كلام يتقال برضه لبنت يا باشمهندس ؟
  • ماهو إنتى مش بنت
  • ولما أنا مش بنت عينيك هتخرج على إيه ؟
ويتحرك أمجد ليجلس فى مقابلها وعينيه لا تبتعد عن وجهها

  • عايز أسألك سؤال يا منى وجاوبينى عليه
  • عارفاه .... وهاجاوبك عليه .... عايز تعرف أنا مرضتش نتخطب ليه ؟.... علشان مش حاسة إنك بتحبنى كفاية علشان نتجوز يا أمجد .... أنا لسة لغاية من يومين كنت فاكرة إنى باحب واحد غيرك وطلع ندل ... مش هوافق أدخل علاقة تانية غير لما أكون متأكدة إن مشاعر اللى هارتبط بيه زى مشاعرى وأكتر.... مش عايزة بعد ما ارتبط بيك تعايرنى بعلاقتى بممدوح إللى إنت نفسك عارف إن أكترحاجة حصلت بينى وبينه إنه حط إيده مرة على كتفى ... لازم أتاكد إن حبك ليا أقوى من إنك تجرحنى بكلمة فى يوم من الأيام ... مش هانكر يا أمجد إنى باحبك من ساعة ما كنا عيال صغيرين لكن ماكتشفتش إنى باحبك بالشكل ده غير لما اتحطيت فى موقف عرفت فيه قيمتك ... كنت باتمنى إنك تمنعنى من دخول علاقة زى اللى دخلتها حتى لو ضربتنى ... ساعتها كنت هاعرف إنك بتحبنى وكنت هافضل مستنياك ولو حتى 100 سنة ...قولى إنت عملت إيه كده علشان تحمينى من ممدوح ؟ أقولك أنا ... فضلت تقولى إنه ندل وميستاهلنيش...مهانش عليك حتى تقولى إنك بتحبنى ... إنت كل اللى عملته إنك كنت واقف تتفرج عليا وبتحذرنى من بعيد وكأنك ميهمكش اضيع منك .... تقدر تقولى لو مكانش ممدوح طلع ندل كنت هابقى فين كمان شهور؟ أقولك أنا ... كنت هابقى متجوزة واحد فاكرة إنى باحبه وبانام كل يوم معاه وأنا بافكر فيك إنت لأنى باحبك وانت بتحبنى ... عارف كنت هابقى إيه يا أمجد ؟ كنت هابقى زوجة خاينة ...أيوه يا أمجد كنت هاكون ست بتخون جوزها على الأقل بمشاعرها ودى خيانة أكبر من الخيانة الجنسية ... فهمت أنا رفضت خطوبتك ليه ؟ رفضت خطوبتك وانا بحبك وانت بتحبنى وانا عارفة إنك بتحبنى ....وامى وامك عارفين أنك بتحبنى ... وابوك وابويا عارفين إنك بتحبنى ....ولو سألت أى واحد ماشى فى الشارع هيقولك إنك بتحبنى لكن إنت خفت تواجه نفسك يا أمجد وتعترف إنك بتحبنى .... عارف ليه ؟ لإنك خايف إن شخصية المصارع المقاتل اللى كونتها لنفسك وحبست نفسك جواها تتهز لو إعترفت لنفسك إنك بتحبنى ... علشان كل ده يا أمجد أنا رفضت خطوبتك .... رفضت خطوبتك لإنك كنت أضعف من إنك تعترف لنفسك بإنك بتحبنى !!!!
كانت الكلمات تنطلق من فمها وكأنها رصاصات تستقر فى قلب أمجد أنهتها ثم انهارت باكية

لم تكن تلك الكلمات التى نطق بها لسانها قد أعدتها مسبقا أو حتى تعلم بأن معانيها تقطن صدرها

كان كل تفكيرها عندما بدأت فى الحديث أن الأمر مجرد خطة تستكملها لإستدراج أمجد ليصرح بحبه لها لكنها وجدت نفسها فى لحظات تكشف له مدى ضعفه فى حماية حبه وكأن مافى صدرها بركان غضب إنفجر بمجرد أن خُدِشت قشرته

كانت قشرة رقيقة بمثل رقة صاحبتها

أما أمجد فقد أكتشف الآن مدى ضعفه ... إكتشف أنه كان يمثل دور اللا مبالى ليدارى ضعفه وقلة حيلته ... أكتشف الآن والآن فقط أنه شخص مغرور يمتلئ جوفه هواء بينما تلك الرقيقة أقوى منه

إكتشف أن تلك الجميلة أقوى منه بحبها وقدرتها على مواجهة نفسها

لقد أدرك الآن فقط أنه يحبها وأنه أيضا قد خذلها لم يدر ماذا يفعل غير أن يمسك بكفيها الرقيقان المرتعشان من فرط الإنفعال ليطبع على كل كف قبلة وضع فيها كل إحساسه بالأسف ورغبته فى الإعتذار

رفعت منى عينيها الباكيتان لوجه أمجد تراقب تأثير كلماتها وتسأله جواب عن ما طرحته عليه فى لحظات إنفعالها

لم يجد أمجد فى قاموسه كلمات تناسب الموقف و لم يدر كيف يتصرف غير أنه أقترب من منى وضم رأسها لصدره ورفع رأسه للأعلى يخفى عنها دموعه التى سالت من عينيه تأثرا مما سمعه منها وأسفا على خذلانها كان يظن أن ممدوح هو الشخص الذى جرحها لكنه أكتشف أنه هو سبب جرحها

لم يدر أى منهما كم من الوقت مضى وهم على تلك الحال لكن بعد أن هدأت منى قليلا رفعت راسها عن صدره

  • أنا آسفة يا أمجد مكانش قصدى أقول كل الكلام ده
  • أنا اللى آسف يا منى ... مكنتش أعرف إنى خذلتك بالشكل ده .... سامحينى
  • طب إفطر علشان تلحق كليتك
  • كلية إيه بقى ؟ النهاردة مش هاروح كلية ولا هاسيبك لوحدك .... أنا هاغيب عنك ربع ساعة بس وارجعلك.... إنزلى إعملى كوبايتين شاى تانيين بدل إللى تلجوا دول على ما أرجع ... وصحى أمك قوليلها إنك رايحة الكلية ..... النهاردة هاعمل حاجة معملتهاش قبل كده وكان لازم اعملها من زمان
  • هتعمل إيه يا عبيط أنتا
  • هنزوغ من المدرسة ونتفسح سوا
  • مدرسة ؟
  • آه مدرسة ... كان لازم نعملها من زمان بس أنا كنت غبى وهاعملها بعد ما دخلنا الكلية يا قردة
فأشرقت إبتسامتها رائعة بين دموعها وكأنها شمس تشرق بين الغيوم

  • إنت إتجننت يا أمجد ..... حقيقى إنتا إتجننت
  • وفيه واحد تكون فى حياته قردة زيك ويفضل عاقل
  • بجد يا أمجد .... بتتكلم جد
  • آه وأمسحى الدموع اللى فى عنيكى دى .... طبعا مفيش معاكى منديل وهتاخدى المنديل اللى معايا ... إنزلى دلوقتى يا بت قولى لأمك إنك رايحة الكلية واعملى لنا كوبايتين الشاى علشان نفطر قبل ما ننزل .... مفيش معايا فلوس أفطرك
ومد لها يده بمنديله وأنطلق يقفز درجات السلم بينما هى تنظر له بتعجب وحب حقيقى وقد عادت إبتسامتها تملأ وجهها من جديد

عاد أمجد بعد ربع ساعة بالضبط ليجد منى فى إنتظاره وتقدم منها واضعا يديه خلف ظهره

  • عملتى الشاى
  • آه عملته وقلت لماما إنى رايحة الكلية
  • هتروحى الكلية وإنتى حاطة مكياج يا قليلة الأدب
  • أمسحه ؟
  • أوعى .... طول مانتى معايا تعملى اللى إنتى عايزاه .... بس غير كده لأ
  • حاضر يا أمجودى
  • إيه؟ أمجودى ؟ بقولك إيه ... أنا لسة خارج من المدرسة العسكرية أول إمبارح والدلع ده هيبوظ أخلاقى
  • يعنى بلاش أدلعك ؟
  • يا بت قولتلك وإنتى معايا تعملى اللى عايزاه وتقولى اللى عايزاه
وأخرج يده من خلف ظهره ليقدم لها وردة حمراء قانية فيحمر وجهها خجلا وتمد يدها لتتناولها بحب وتضمها لصدرها

  • جبت ورد منين عالصبح كده
  • سرقتها
  • سرقتها ؟ يعنى أول مرة تجبلى وردة تبقى سارقها
  • أعمل إيه ؟ مافيش حد بتاع ورد فاتح الساعة دى ولازم أجيبلك وردة .... سرقتها من جنينة المتحف اللى فى الميدان
  • تصدق طول عمرى فاكراك عاقل ... طلعت مجنون رسمى
  • كرهت العقل اللى كان هيضيعك مِنى يا مٌنى وانا مش ممكن أخليكى تضيعى منى
وجلسا يتناولا إفطارهما سويا دون أن يرفع أحدهما عينيه عن ألآخر وبين الحين والآخر ينطلقا سويا فى ضحك طويل .... أى عاقل يراهم وقتها قد يظن أنهما لم ينطقا بكلمة لكن الحقيقة أنهما لم يتوقفا ولو للحظة عن الكلام

لكن بلغتهم الخاصة التى لا يفهمها غيرهم​

..............................................................................................

كانت ام أمجد عائدة من عملها عندما لمحت أمجد ومنى يدلفان من باب العمارة فأبطأت من خطواتها حتى لا يرونها لتراقبهم وهم يصعدون السلم ويد أمجد تتسلل لتمسك بكف الرقيقة منى وتتركهم ليستمتعوا بلحظتهم قليلا قبل أن تفتعل جلبة تنبههم ليترك أمجد كف منى سريعا وسط رقص قلب أم أمجد فرحا بنجاح خطتها

  • إيه ؟ قابلتوا بعض فين ؟
  • كنت باخلص شوية ورق فى الجامعة ولقيت منى خلصت قلت تروَح معايا ومتركبش المواصلات لوحدها
  • طيب يلا بينا نطلع .... شيل عنى الخضار يا أمجد ... عايزاكى يا منى تعالى معايا
ويفسح أمجد الطريق لتسبقه أمه تصطحب منى فى يدها حتى يدخلوا من باب الشقة

  • دخل الحاجة فى المطبخ يا أمجد وخش أوضتك .... هتكلم مع منى فى موضوع


وتنفرد أم أمجد بمنى فى غرفة النوم وتغلق عليهما الباب

  • إحكيلى .... قابلتيه فين ؟
  • مش قالك فى الجامعة يا ماما
  • يا بت ؟ هتضحكى عليا ؟ وهو برضه لو كان قابلك فى الجامعة بالفستان ده والكحل اللى فى عنيكى كنتوا هترجعوا منسجمين والفرحة بتنط من عنيكى كده ؟ ده كان زمانه طين عيشتك وسود يومك
  • بصراحة يا ماما .... إحنا مروحناش الجامعة النهاردة إحنا الإتنين .... زوغنا من المدرسة وخرجنا إتفسحنا سوا
  • مدرسة إيه يا بت اللى زوغتوا منها ؟ إنتى إتهبلتى ؟
  • هو قالى إن إحنا كان لازم نزوغ من المدرسة من زمان ونخرج سوا وانا طاوعته
  • طاوعتيه ؟ طب قوليلى ....... قالك إنه بيحبك ولا لأ
  • يووووووه ده قال وقال وقال هو مقالهاش بلسانه ... بس قالها بعنيه وبتصرفاته وكل حاجة عملها النهاردة
  • وعمل إيه النهاردة ؟
  • جابلى وردة وركبنى الأتوبيس النهرى ومشانى على النيل ومسابش إيدى من إيده غير على أول الشارع ..... امجد ده طلع رومانسى و حنين أوى يا ماما ... أكتر من محمود ياسين
إحتضنت أم أمجد يومها منى كثيرا سعيدة لسعادتها وللسعادة التى رأتها على وجهها والحب الذى تتحدث به عن أمجد ونظرت لهذا الوجه الجميل بحب وتمنت أن تكتمل فرحتها وفرحة إبنها وإبنتها ....أو التى أصبحت إبنتها

  • إيه ده يا بت ؟ مش حاطة روج ليه ؟
  • مانا كنت حاطة يا ماما بس إتمسح
  • ومين اللى مسحه يا روح ماما ؟
  • لأ يا ماما متخليش مخك يروح لبعيد .... امجد مؤدب ومش ممكن يبوسنى فى الشارع
  • أمال ممكن يبوسك فين يا عين ماما ؟ إيه اللى مسح الروج يا بت .... إنطقىٍ
  • إتمسح واحنا بناكل أكيد
  • إنتوا إتغدتيوا برا ؟
  • لو كان معاه فلوس كان عزمنى عالغدا .... بس هو أكلنى ترمس و درة وحمص الشام وشربنى عصير قصب .... أجمل يوم فى حياتى النهاردة يا ماما ... من غيرك مكانش ممكن يعمل اللى عمله النهاردة
وخرجت منى وأم امجد من غرفة النوم وتركتها مع أمجد فى غرفته لكنها ولأول مرة لم تغلق عليهما الباب .... فما رأته بينهما من مشاعر ملتهبة اليوم لا ينبغى معه تركهما منفردين وراء باب مغلق

....................................................................................................

قبل السادسة صباحا كان أمجد مستيقظا بعد ليلة قضى فيها نوما هادئا طويلا بعد ليال أربعة لم ينم فيها كثيرا إما لإنشغال باله أو لمغامراته الليلية مع أم منى ..... تلك الليلة التى سبقها نهاراً رائعاً قضى معظمه مع حبيبة عمره الرقيقة منى ومعظم ليله حالماً بها خطيبة وزوجة وكان نهارا مفصليا فى حياته حينما كشفت له حبيبته عن أكبر نقاط ضعفه

فى الأصل يوم الخميس بكليته مخصص للدروس العملية ولا يوجد بجدوله محاضرات عامة ولما لم تكن الدروس العملية قد بدأت بعد فى الأسبوع الأول من الدراسة فلن يذهب لكليته ويمنى نفسه بقضاء أطول وقت بصحبة تلك الرقيقة التى تخفى تحت غطاء رقتها قوة لم يكن يمتلكها وقتها

بمجرد إفاقته تماما تسلل للتليفون وأصطحبه لغرفته وطلب منى التى أجابت بعد رنة واحدة وكأنها كانت تنتظره وهى بالفعل كانت تنتظره

  • صباح الخير يا قردة .... كنت خايف تكونى لسة نايمة
  • صباح الخير يا أمجودى .... وحشتنى
  • يادى النيلة عالرقة اللى عالصبح .... خايف يا بت آخد على الدلع ده
  • يا حبيبى خد على الدلع زى مانت عايز ..... هافضل ادلعك بقية عمرى
  • كمان حبيبى .... لا كده كتير عليا .... هتفطرينى النهاردة ولا أنزل أدور على عربية فول أفطر عليها
  • عربية فول ؟ أنا باجهز للفطار النهاردة من قبل ما أنام ... النهاردة أول يوم هافطر فيه بعد ما إتأكدت أنى حبيبتك
  • يا بت بلاش الرقة دى مش واخد انا على كده
  • طيب .... سبنى بقى علشان ألحق اعمل الفطار وأغير هدومى
  • برضه قميص النوم المقفول أبو كمام
  • توء توء ..... لابسة بيجامتك وكنت نايمة على مخدتك
  • طب إقفلى بقى قبل ما يغمى عليا من الرقة دى ... هستناكى الساعة 7 متتأخريش
  • حاضر .... سلام يا ..... أمجو..دى
لليوم الثانى يدقق أمجد فى إختيار ملابسه ويخرج زجاجة عطره ويتأكد من نعومة ذقنه ويتسلل خارجا ليعود بعد ربع ساعة لتدخل عليه أمه بعد دقائق

  • صباح الخير يا أمجد
  • صباح الخير يا ماما
  • لابس ومتشيك النهاردة كمان .... رايح الجامعة ولا وراك مشوار
  • معنديش محاضرات النهاردة يا ماما ..... هافطر مع منى
  • أها ... والوردة الحلوة اللى عالمكتب دى لمنى ؟
فيحنى رأسه فى خجل لتستكمل الأم حديثها

  • بص يا أمجد ... أنا أسعد واحدة فى الدنيا بشكل علاقتكم الجديدة دى ... بس عايزاك تاخد بالك إن منى بنت رقيقة وجميلة وعيون الناس كلها ستات قبل رجالة عليها ... علشان كده لازم تاخد بالك منها ومتعملش أى حاجة ممكن تأثر فى يوم على سمعتها
  • مش فاهم قصدك إيه يا ماما
  • يعنى مثلا مينفعش الناس يشوفوكوا رايحين جايين مع بعض أو مثلا حد من الجيران يشوفكوا عالسلم وانت ماسك إيدها زى ما شوفتكوا إمبارح ... متنساش إن لسة مافيش حاجة رسمى بينكم وبين بعض
  • مش إنتوا طلبتوها من أمها ؟
  • وإنت رفضت وهى رفضت وأبوها معندوش خبر ... لو بتحبها صحيح لازم تاخد خطوة رسمى
  • طيب أعمل إيه ؟
  • الرجولة بتقول إنك تاخد ابوك وتروحوا تطلبوها من ابوها وتحددوا معاد خطوبة
  • خلاص هاروح اكلم بابا دلوقتى ونروح بكرة نقابل أبوها
  • يابنى إنت مجنون ؟ حاجة زى دى لازم تقعد مع ابوك وتعتذرله عن الكلام اللى قولته امبارح وتقنعه إنك غيرت رأيك ... النهاردة أقعد مع ابوك وشوفوا هتعملوا إيه وانا هانزل لأمها النهاردة أكلمها تانى
  • مش عارف من غيرك كنت هاعمل إيه يا ماما ... يخليكى ليا وماتحرمش منك ابداً
  • النهاردة إفطروا مع بعض براحتكوا ... بس دى آخر مرة لإن الناس ممكن يشوفوكوا عالسطح مع بعض ... إصبروا شوية لغاية ما نعلن خطوبتكم وبعدين لو عايزين تفطروا مع بعض كل يوم براحتكم ... وحسك عينك تنزلوا الشقة هنا وأنا مش موجودة ... مش عايزين الناس تتكلم علينا
  • زى ما حضرتك شايفة يا ماما
شعر أمجد يومها وهو يتناول إفطاره بأنه أجمل طعام تناوله فى حياته ... فقد أعدته الرقيقة منى وخلطته بحبها ومشاعرها ورقتها اللا محدودة التى تحيطها دائما وتزيد جمالها جمالا وأخبرها بما دار بينه وبين أمه ورغم حزنها لأنها ستحرم من إفطارها اليومى بصحبة أمجد إلا أنها سعدت بخبر قرب إعلان خطوبتها لأمجد التى أصبحت بالنسبة لها حلمها القريب

مر اليوم وعادت أم أمجد من العمل وانفردت كالعادة بمنى وحينما عاد الأب حاول أمجد أن يفاتحه لكنه إستمهله لبعد الغداء وانفرد به فى الصالون

  • بابا .... أنا عايزك تخطبلى منى
  • نعم ؟ أخطبلك منى ؟ يا بنى مش إمبارح بس عرضت عليك نفس الموضوع وانت رفضت ؟ إيه الجديد اللى حصل فى أقل من 24 ساعة غير رأيك
  • فوقت لنفسى يا بابا ... مش ممكن أسيب منى تضيع منى
  • عرفت قيمتها يا أمجد ؟
  • لأ ... عرفت إنى كنت حمار زى ما حضرتك قلت يا بابا
  • طيب وإيه المطلوب دلوقتى
  • بعد إذن حضرتك نروح نطلبها من أبوها
  • يابنى مش لما هى توافق الأول
  • هتوافق ... ماما هتنزلهم النهاردة وهتسألها تانى وهى هتوافق
  • يعنى إتكلمتوا مع بعض وهى وافقت؟
  • أيوه يا بابا هى وافقت ... ياريت حضرتك نروح بكرة بورسعيد نطلبها من أبوها
  • يا بنى هو سلق بيض ؟ نطب عالراجل فجأة كده ؟ لازم نتصل بيه ونحدد معاه معاد علشان نلاقيه ... إفرض روحنا ولقيناه مش موجود أو مشغول ؟
  • طيب ننزل نروح السنترال دلوقتى نتصل بيه ونروح له بكرة
  • يابنى مينفعش ... أنا هاتصل بيه يوم السبت من المصنع ونروحله الجمعة الجاية
  • لسة هستنى للجمعة الجاية يا بابا؟
  • يابنى إنت هتجننى ... إمبارح عايز تستنى 7 سنين والنهاردة مش قادر تصبر 7 أيام ده إيه الجنان ده .... قلت لك الجمعة الجاية يبقى الجمعة الجاية ... إتفضل سيبنى بقى عايز أقعد مع نفسى شوية أرتب هنعمل إيه
وترك أمجد اباه بعد أن إستأذنه فى ذهابه للمقهى ليقابل بعض الأصدقاء وأعطاه الأب الإذن فشكره وقبل يده وانصرف

......................................................................................................

أتى المساء وكمعظم ايام الخميس عندما يحل الظلام توافدت سيارات فارهة تملأ فراغات الشارع بأصدقاء ممدوح مدعوين لحفلة يقيمها بشقته إنتهت بعد منتصف الليل إلا أنها لم تنته بهدوء حيث تسبب إصطدام ثابت صبى المقهى وهو ينطلق بدراجته الهوائية لشراء بعض الأغراض للمقهى بإحدى سيارات المدعوين لتنشب مشاجرة عنيفة بين ثابت وصاحب السيارة إنضم إليها رواد المقهى وبعض شباب الشارع فى جانب وباقى مدعوى الحفلة فى جانب أخر

إستمرت المشاجرة لدقائق أنهاها صوت سارينة سيارة البوليس فاختفى جميع أطراف المشاجرة فى دقائق ليعود للشارع هدوءه

مر يوم الجمعة والسبت وأمجد ومنى يهيمان فى حالة حبهما و سمحت لهم أم أمجد بالبقاء منفردين بحجرته وإغلاق الباب عليهما بعد أن نبهتهم أنها ستكون دائما خلف الباب حتى لا يتجاوزا وهم بالفعل لم يدر بذهنهم أن يتجاوزا .... فأقصى أمانيهم يومها هو أن يبقوا متشابكى الأصابع لأطول وقت

إتصل أمجد بمنى يوم الأحد بمجرد عودته وكانت هى متجهزة لتلك المقابلة اليومية تحت إشراف الأم فصعدت إليه فورا لتتشابك أصابعهما فور إغلاق الباب ويتحادثا همساً حتى لا تسمع أمه الواقفة بالتأكيد خلف الباب

  • وحشتينى يا قردة .... عندى خبر بعشرتلاف جنيه ... مشكلتنا إتحلت ... إتصلى بالحيوان ممدوح وخليه يقابلك فى الكلية بكرة الساعة 10
  • إتحلت إزاى يا أمجد ؟
ليخرج لها أمجد مظروف كبيركالذى تحفظ فيه النقود

  • إيه ده يا أمجد ؟ وجبت الفلوس دى كلها منين ؟
  • فلوس إيه يا بت اللى جبتها ؟ أنا لاقى آكل
  • أمال إيه اللى فى الظرف ده ؟ أوعى تكون فلوس مزورة ؟
  • يا بت فلوس مزورة إيه وبتنجان إيه .... هو احنا فى فيلم عربى ... دى حاجة أغلى من الفلوس .... دى صور للمحروس
  • بجد ؟ طب فرجنى
  • يا بت عيب .... دى صور فيها قلة أدب ميصحش تشوفيها .... وبعدين إفرضى أمى دخلت علينا واحنا بنشوف قلة أدب هتقول علينا إيه
وبالفعل فتحت الأم الباب عندما طال همسهما ولم تسمعهما يتكلمان

  • عايزين حاجة يا ولاد ؟ أعملكوا شاى؟
  • أهو .... شفتى .... مش قلتلك .... جهاز مخابرات قاعد معايا فى البيت .... شكرا يا ماما .... كنا بنتفق هاقول لأبوها إيه لما أقابله .... إطمنى مش هنعمل أى حاجة قليلة الأدب
  • بلاش سفالة يا أمجد قدام البنت
  • حاضر يا ماما .... خمس دقايق نخلص كلام وهاسيبهالك تستجوبيها براحتك
وتخرج الأم وتغلق الباب خلفها ليلتقط أمجد سماعة التليفون ويطلب رقم ممدوح ويناولها السماعة وهو يضع يده على ميكروفونها

  • متطوليش معاه ... قابلنى بكرة الساعة 10 فى كافيتريا الكلية جبت لك اللى طلبته وبس متقوليش حرف زيادة
  • ماشى
وبالفعل تنفذ منى ما طلبه منه حبيبها وفارسها لتخرج منى بعدها لتجالس الأم التى حاولت معرفة ما كان يدور من حوار بينها وبين أمجد لتجاوبها برد افحمها

  • ميصحش الواحدة تقول اللى بينها وبين راجلها يا ماما .... مش إنتى قولتيلى كده
  • ماشى يا بنت ريرى ... بس برافو عليكى يا بت ... مش هاقدر اقولك حاجة غلبتينى
بمجرد دخول منى من باب كافيتيريا الكلية فوجئت بأربعة شبان لم يسبق لها رؤيتهم يهرعون ناحية أمجد لتلتقى أذرعهم و أكفهم معه فى سلام حار وغريب ويتحلقون حول أمجد ومنى وينطلق الشباب بصوت عالى

  • نورت الكلية يا قومندان ... كان المفروض نعلق البيارق بس هنا ميعرفوش الأصول
  • عاملين إيه يا وحوش ... أعرفكم بخطيبتى منى .... زميلتكم ... فى سنة أولى زيكم ... ودول بقى رفعت ، أحمد ، طايل ، أيمن أصدقائى وزمايلى فى المدرسة ونعتبر أنا وهما من ضمن الفاشلين اللى مدخلوش حربية
  • يا قومندان إنت غير... إنت مدخلتش بمزاجك .... إحنا سقطنا طبى
  • فيه مكان تنكلم فيه ولا هنا تمام
  • نتكلم بره أحسن يا قومندان
  • واتجه الخمسة يحيطون بمنى للخارج حيث توقف الركب عند أحد أحواض العشب حيث تحلقوا واندست منى بينهم تحاول فهم ما يقولون لكنها فشلت ..... إنهم يتحدثون العربية بكل تأكيد ومخارج أفاظهم محددة وسليمة لكنها لم تفهم معظم كلماتهم وعندما جلسوا جلست معهم لكنها لم تستطع أن تجلس نفس جلستهم رغم أنها ترتدى بنطلون متسع فأمجد امرها أن تذهب دائما لكليتها ببنطلون متسع لتخفى ساقيها
جلست تتأمل الخمسة ... من يراهم يجزم بأنهم أخوة رغم إختلاف أحجامهم وملامحهم فلهم نفس البشرة السمراء ويرتدون جميعا قمصان متسعة يدخلونها فى البنطلون وبنطلوناتهم مكوية واسعة عكس الموضة السائدة وخط كى البنطلون المستقيم من أول الحزام وحتى نهاية الساق بدون أى خلل ونفس الأحذية السوداء الملمعة بعناية إنهم جنود ضلوا طريقهم فوجدوا أنفسهم وسط الحياة المدنية ولم يستطيعوا بعد التأقلم معها

لم تفهم منى معظم ما يقولون لكن عندما فتح أحدهم كشكوله وأخذ يرسم بعض الخطوط والدوائر فهمت أنهم ينصبون كمينا ما لشخص خمنت أنه ممدوح و بعد ما إنتهوا من نقاشهم الذى لم تفهم منه شيئا تحدث أحدهم

  • بينا بقى نعمل الواجب يا قومندان
واتجهوا للكافيتريا حيث جلس أمجد واثنين من زملائه معها بينما ذهب الباقيان وعادوا يحملون 6 أكواب من الشاى ولم تستوعب منى كيف أستطاع شخصان حمل 6 أكواب ساخنة بايديهم العارية دون أن تنسكب منهم نقطة شاى

إستمتعت منى بتلك الجلسة التى فهمت فيها سر مناداتهم لأمجد بكلمة قومندان وبأنه كان قائدهم طوال مدة دراستهم وضحكت طويلا عندما شرع أحدهم فى إفاهمها سبب منادتهم له بقومندان فشرحها بلفظة حكمدار فهى لم تفهم الأولى ولا الثانية

فهمت منى وقتها سبب عدم وجود أصدقاء من حيهم لأمجد .... فأين سيجد مثل هؤلاء الذين تراهم الآن ليصادقهم

شعرت منى بالأمان التام بوجود أمجد بجوارها ومعه مثل هؤلاء الأربعة فمعهم لن يجروء شخص أن يحاول جرحها ولو بكلمة

وفجأة نظر الخمسة لساعاتهم وانسحب الأصدقاء الأربعة ليختفوا فى ثانية وتبقى مع أمجد ويطل ممدوح من باب الكافيتريا بوجهه الذى بدا لها فى تلك اللحظة كريها رغم وسامته يحمل فى يده حقيبة مستندات صغيرة ليتجه ناحيتها ويقف بينها وبين أمجد

  • جبتى الفلوس يا .....
يبدو أنه كان سينطق بلفظة ما لكن نظرة من أمجد الذى تبدل وجهه فجأة من الطيبة الشديدة التى تبدو عليه إلى قسوة شديدة بدت على ملامحه أوقفت الكلمة فى حلقه ليغير من لهجته

  • جبتى الفلوس يا منى ؟
فيظهر له أمجد طرف الظرف الذى يحمله وعندما مد يده ناحية المظروف مد أمجد يده ليمنعه فسحب يده على الفور فهو لم ينس بعد أثر قبضة أمجد على ذراعه عندما قابلته به لتعرفه عليه

  • إنت اتجننت يا ممدوح ؟ هتعد مبلغ زى ده هنا ؟ تعالى نشوف حتة مدارية أديك فلوسك و تدينى الحاجة اللى معاك
  • ماشى .... كل الكلية تحت أمرك
  • طب ياللا بينا ندور على مكان أمان .... إستنى إنتى هنا يا منى لغاية ما ارجع لك
لم تستطع منى صبرا فتبعتهم تراقبهم من بعيد وممدوح يسير وراء أمجد كأنه منوم مغناطيسيا ودخلوا لمبنى الكلية وساروا فى ممراتها وهى تتبعهم إلى أن وصلوا أمام إحدى القاعات فلاحظت وقوف أصدقاء أمجد الأربعة أمام بابها وكأنهم طلبة يتناقشون وعندما مر أمجد وخلفه ممدوح بينهم فوجئت باثنين منهم يرفعون ممدوح بسهولة عن الأرض رغم ضخامته ليدخلونه إلى القاعة و بالأثنين الآخرين يغلقون الباب ويقفون أمامه وفوجئت بأمجد يلتفت خلفه لينظر مباشرة فى عينيها نظرة أرعبتها وجعلتها تعود بسرعة للكافيتريا قبل أن يدخل القاعة خلف من كانوا يحملون ممدوح

فوجئ ممدوح بنفسه داخل القاعة جالسا على كرسى يبدو أنه وضع خصيصا له بينما يقف صديقى أمجد يحيطاه من الجانبين ضاغطين على أكتافه حتى أنه عندما حاول الوقوف لم يستطع وكأنه مقيد بهذا الكرسى

وقف أمجد بعيدا عن ممدوح بأمتار ينظر له نظرة شديدة القسوة حتى أنه خاف منها وتكلم وهو يضع نظره بعيدا

  • إنت فاكر إن الحاجة فى الشنطة ...... طول عمرك غلبان
  • لا ياروح أمك أنا عارف إن الحاجة فى البيت .... بس هادفعلك تمنها وتجيبهالى
  • كده إنت بتفهم .... هات الفلوس واجيبلك الحاجة
  • أنا قلت فلوس ؟ أنا مقلتش فلوس
  • مش بتقول إنك هتدينى تمنها ؟ رجعت فى كلامك بسرعة ؟ على كل حال اللبوة متلزمنيش أنا خدت منها كل اللى عايزه وهاخد من ابوها الفلوس
توقع ممدوح أنه بهذه الجملة سيثير غضب أمجد ويتشفى منه لكنه وجد أمجد ينظر إليه بهدوء شديد ويتوجه نحوه بخطوات بطيئة وهو يمرر سبابته على شاربه وكأن الوحشان اللذان يثبتانه يعرفون ما سيحدث فرفعا عنه أيديهما وأبتعدا قليلا وقبل أن يحاول الوقوف فوجئ بصفعة دوى صوتها فى أذنه لأيام وتركت علاماتها على وجهه لأسابيع

  • إنت فاكر كده هاديك الحاجة .... إضرب للصبح فى الآخر هتسيبنى والحاجة كده أو كده مش معايا وبدال الألفين هيبقوا اربعة
  • مقولت لك مش هتاخد فلوس .... أنا هديك تمنها ومقولتش فلوس
  • أمال تمنها إيه يا شحات
ففتح أمجد المظروف وأخرج منه مجموعة من الصور ناولها لممدوح الذى همد تماما وبات كأنه لا يستطيع التنفس وهو ينظرللصور صورة بعد أخرى بينما أمجد يتحدث إليه دون أن ينظر ناحيته

  • لما انت كده .... بتجرى ورا البنات ليه ؟ إنت بتتناك إنت حر فى طيزك .... لكن كمان بتجيب البنات لأصحابك ينيكوهم معاك .... يعنى خول ومعرص فى وقت واحد .... اللى انا فهمته من الصور دى إن حفلاتك مافيهاش بنات وإن كلهم يا إما خولات زيك بيتناكوا يا إما خولات تانية بينيكوهم ... وكمان بتتصوروا وانتوا كده .... إيه يا خول بتوثقوا اللحظة الوسخة يعنى ؟ لأ وجايبين مصوراتى محترف وبتتصوروا صور بالألوان ....... مش فاهم إيه الممتع فى كده ؟
  • إنت جبت الصور دى منين ؟ هى شنطة المصوراتى اللى اتسرقت فى الخناقة إنت اللى سرقتها ؟
  • وانا حرامى زى أبوك يا عرص .... سرقها واحد ابن حلال خد الكاميرا لنفسه وحمض الافلام وطبعها وجابلى الصور والنيجاتيف
وحاول ممدوح أن يبدو متماسكا ويفسح لنفسه مجالا للتفاوض بعد أنه وضعه أمجد فى وضع لا يحسد عليه

  • وهتعمل إيه بالصور يعنى ؟ هتوديها لأبويا ؟
  • لا يا عين ابوك .... اكيد ابوك خول ومعرص زيك ومش هيزعل ..... أنا هدىّ نسخة للواد ثابت رويتر فى القهوة .... وهوزع نسخة فى النادى .... والشباب معاك فى الكلية هيوزعولهم نسختين تلاتة .... دول اصحابى ومش هبخل عليهم طبعا ....وكفاية عليك الواد ثابت .... ده حتى الراجل اللى بيجبلك الحشيش هيعرف انك بتتناك وهياخد نيكة فوق تمن الحشيش كل مرة .... ده لو رضى يبيعلك تانى أصلا بعد ما يعرف إنك خول ... ماهو تجار الحشيش مبيرضوش يبيعوا للخولات اللى زيك ... بيخافوا يتشبهوا بعيد عنك
وهنا انهارت قدرة ممدوح على التفاوض تماما وأصبح مستعدا لسماع ما يطلبه أمجد

  • خلاص يا أمجد إنت كسبت ..... هاجيبلك الصور والجوابات وتدينى الأفلام والنسخ اللى طبعتها
  • أنا قلت إنى هديك حاجة قصاد الصور والجوابات ؟ أنا قلت كده يا رفعت ؟ أنا قلت كده يا طايل ؟
  • محصلش يا قومندان إنت مقولتش هتديه حاجة
  • شوفت ؟ مقولتش هاديك حاجة
  • مش قلت هتدينى تمن الحاجة اللى عندى
  • تمن الحاجة اللى عندك إن الصور والنيجاتيف يفضلوا معايا محدش يشوفهم غيرى .... وغير الشباب الحلوين دول ... علشان تفضل عينك مكسورة فى الكلية قدامهم ... بس للأسف مش هاقدر اوريهم لمنى علشان محبش أنها تشوف أشكال وسخة زى دى... متهيألى فهمت ... وعلى فكرة خطوبتى على ستك منى الإسبوع الجاى ...طبعا مش هاقدر اعزمك علشان مش هاعزم خولات على فرحى ... بس إياك تفكر تضايقها بأى شكل ولو شوفتها ماشية فى الشارع تتنيل تستخبى فى أى مصيبة علشان عينها متقعش عليك ... مفهوم ؟
  • مفهوم ... وإيه المطلوب منى ؟
  • الساعة دلوقتى حداشر ونص المسافة من هنا لبيتكم عشر دقايق بالعربية الساعة 12 تكون فى الكافيتريا ومعاك الصور والنيجاتيف و الجوابات ..... آه كنت هنسى .... وشنطتها مش ناقصة قشاية ... هتلاقى ستك منى هناك تديها الحاجة وانت موطى راسك زى الكلب وتعتذر لها لغاية ما تقبل إعتذارك وتخرج من الكافيتريا ... ولو لقيتها يوم فى الكافيتريا وانت قاعد تاخد بعضك وتخرج .... بسرعة إلحق وقتك وإدعى إن ميكونش كاوتش عربيتك نايم زى ما لقيته النهاردة الصبح بسرعة إلحق وقتك
.......................................................................................................

طال الوقت على منى وهى جالسة وحدها فى إنتظار عودة فارسها وأصدقائه الأربعة وكادت تذهب للقاعة التى رأت أمجد يدخلها لكنها كلما تذكرت نظرته إليها تصرف هذا الخاطر عن رأسها حتى رأت أخيرا أمجد وأصدقائه أمام باب الكافيتريا يتجهون إليها وسط ضحكاتهم العالية ومزاحاتهم الخشنة وورأت المظروف الذى كان يحمله معه صباحا فى يده كما كان فلم تعد تدرى هل نجح أمجد فى إستخلاص أشيائها من ممدوح أم فشل ولم تعد تطق صبرا

  • طمنى يا أمجد إيه اللى حصل
  • حصل خير يا منى .... نص ساعة وهتكون الحاجة معاكى ... متقلقيش
  • هى الحاجة مكانتش معاه ؟
  • لأ طبعا ... كان عامل حسابه ياخد الفلوس ويفضل كل شوية يبتزك
  • إبن الكاااالب
  • عيب يا منى .... إحنا مبنقولش الشتايم دى ..... بصى بقى .... ممدوح هيجيى يديكى الحاجة ويعتذرلك ومش هتشوفى وشه تانى ... عايزك تاخدى حقك منه وانتى حاطة رجل على رجل ... وتتأكدى إن حاجتك مش ناقصة حاجة .... إنتى عارفة عددهم
  • 3 جوابات و 5 صور
  • تمام ..... إتأكدى منهم وتممى على شنطتك وتقوليله يغور فى داهية من وشك
وانطلقت موجة من المزاح والضحك بصوت مرتفع قطعه أيمن بإشارة برأسه لمدخل الكافيتريا ليقفز الشباب الخمسة واقفين ويشير أمجد لمنى بالوقوف ليدير كرسيها ليصبح ظهرها للترابيزة ويشير إليها بالجلوس لتجلس جلستها الأنيقة فى لحظة وصول ممدوح ليطأطئ رأسه ويتفدم من منى يمد يده إليها بشنطتها وفوقها بعض الأظرف المفتوحة والصور والنيجاتيف ويتحلق أمجد واصدقائه فى حلقة واسعة وياخذ أمجد مكانه مواجها لمنى وينطق ممدوح أخيرا بصوت خافت

  • أنا آسف يا منى ... انا طلعت ندل معاكى
وتنظر منى لأمجد لتعرف كيف تتصرف فيشير لها أمجد على خده فتميل راسها لليسار متعجبة فيهز لها رأسه علامة الإيجاب فتهوى بكفها الرقيق بكل ما إستطاعته من قوة على وجه ممدوح فى صفعة سمعها كل الموجودين ليدير لها ممدوح ظهره ويخرج فورا من الكافيتريا بينما يرفع أيمن صوته الجهورى

  • حصل خير يا جماعة ... كان سوء تفاهم وراح لحاله
.........................................................................................................

عادت الأم من عملها لتجد باب غرفة أمجد مفتوحاً وأمجد ممدد على فراشه بملابسه التى رأته بها صباحا عاقدا ذراعيه خلف رأسه

  • مساء الخير يا أمجد .... إنت رجعت بدرى ليه ؟
  • أنا مروحتش الكلية النهاردة يا ماما ... كان عندى مشوار مهم باخلصه
  • طيب يا حبيبى ... تحب أعملك حاجة تاكلها ؟
  • شكرا يا ماما
وقام أمجد واقفا على ساقيه ليتجه لأمه ويمسك بيدها ليقبلها

  • أنا مش عارف أشكرك إزاى يا أمى
  • تشكرنى على إيه يا بنى
  • لإنى متأكد إن إنتى اللى رجعتيلى منى وفوقتينى مع إنى معرفش إنتى عملتى إيه بالظبط
  • إنت ومنى ولادى يا أمجد ... خد بالك منها لإن البنت دى جوهرة مفيش منها إتنين
  • عارف .... ممكن أطلع مع منى فوق شوية وبعدين ننزل نقعد هنا
  • ماشى يا أمجد .... هاستناكم
ويتصل فورا بمنى ويطلب منها مفابلته بالسطح مصطحبة ما أخذته من ممدوح لتجده حين تصعد جالسا بالجانب البعيد من السطح وأمامه دلو معدنى وزجاجة عرفت منه أنها بنزين

مدت يدها لأمجد بما تحمله فأشار لها برأسه لتسقطها فى الدلو

  • مش عايز تشوفهم تعرف انا كاتبة فيهم إيه
  • لأ مش عايز
ويسكب البنزين فوق الخطابات والصور ويشعل فيها النار ويصطحب منى لتجلس مع أمه تلقنها دروس الحياة كما اعتادت كل يوم
الجزء الخامس ده عالمى يا كبير
المونولوج اللى قالته منى لأمجد لو إتحط

Screenshot-20231230-234841-Samsung-Internet
فى فيلم هياخد سوكسيه محصلش
👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt



8-22.png

المقدمة

ترددت كثيرا قبل كتابة هذه القصة عن الباشا فهى قصة عن بدايات الباشا و لا يعرف تفاصيلها كاملة غيره ولا ينبغى لغيره أن يعرفها

أحداث هذه القصة تدور على مدى زمنى طويل حيث بدأت أحداثها فى ثمانينيات القرن العشرين عندما كان أمجد وزوجته الحالية فى بداية حياتهما الجامعية ولا تزال تلك القصة مستمرة لوقتنا الحالى الذى نعيش فيه

......................................................

الجزء الأول

إنه اليوم الجامعى الأول فى حياة الطالب أمجد ..... طالب من الطبقة المتوسطة وهو من سيصبح فيما بعد المهندس أمجد أو الباشا كما يعرف فى وقتنا الحالى . أبوه مدير لأحد المصانع الحكومية الكبرى و أمه مديرة مدرسة إبتدائية حكومية

دخل أمجد من باب كليته كطالب مستجد بكلية الهندسة التى لا تقع بحرم الجامعة ولكنها على مسيرة نصف ساعة منها ليستقبل مرحلة جديدة من حياته

دخلها وحيدا فمعظم زملاءه من الثانوى قد إنتظموا فى كليات عسكرية والبقية قد قذف بهم التنسيق بكليات أخرى بنفس الجامعة أو بجامعات أخرى ليجد نفسه يقف وحيدا مع نفسه بينما جميع المستجدين من أمثاله يقفون فى حلقات فهم زملاء من الثانوى أما هو فقد أتى من مدرسة عسكرية وقد رفض أبوه إلتحاقه بكلية عسكرية كزملائه محتجا عليه بمجموعه الضخم الذى يدخله تلك الكلية المرموقة ليعمل مهندس كأبيه ذى المنصب المرموق والراتب المحدود فأبيه كما يحدث أمجد نفسه مديرناجح مرموق لكنه مجرد موظف وللأسف الشديد موظف شريف

كان يشعر بأن الجو المحيط به غريب عليه فهو لأول مرة منذ ثلاث سنوات يذهب للدراسة بملابس مدنية وزد عليها أنه ولأول مرة منذ ست سنوات كاملة ومنذ أن بلغ طور البلوغ يجد له زميلات فتيات سيزاملنه لمدة خمس سنوات ومن المفترض أن يبنى معهن علاقات زمالة وصداقة كالتى كانت مع زملاء الثانوى لكنها ستكون علاقات أكثر نعومة وحِرص فى اختيار الكلمات وملاءمة الحركات بعيدا عن الدعابات الخشنة التى أعتادها فى مدرسته العسكرية

إتجه أمجد نحو المدرج الذى ستلقى به أولى محاضرات عالمه الجديد ولم يسأل أو حتى يتوجه لمكتب شئون الطلاب كباقى زملاءه فحياة الإنضباط التى تعلمها دفعته لإن ينهى قبل إسبوع كامل ما يبدؤنه هم الآن .

وجد أمجد المدرج خاليا من الطلاب فهو أول الواصلين وتأكد من أن هذا المدرج هو المدرج الخاص بمحاضرته الأولى وتخير أن يجلس فى طرف الصف الأول فى مكان رآه مميزاً يرى منه منصة الشرح بوضوح ويجعل من على يمينه فراغ يمكنه أن يجد فيه متنفس لراحته إذا ازدحم المدرج كما كان يتوقع

بدء وصول الطلبة فى مجموعات وارتفع الصخب رويدا فى قاعة المحاضرات الكبيرة وشغل هو نفسه بتأمل القاعة ووجد يده تمتد للكشكول الذى يحمله ويفتح آخر صفحاته ويبدأ فى رسم المنصة التى أمامه بكل تفاصيلها فهو بارع فى رسم الأشياء وموهوب كما كان مدرسينه و زملاؤه يصفونه فى أيام دراسته الثانوية واستغرق فى الرسم حتى لم يعد يسمع أصوات الصخب التى تحيط به من كل جانب حتى أخرجه من إستغراقه يد تربت على كتفه برقة ليرفع عينيه ليجد أمامه فتاة رائعة التكوين تقف مع بعض زميلاتها

  • تسمح يا باشمهندس توسع لنا نقعد جنبك
  • آه ..... إتفضلى يا آنسة ..... آسف إنى مخدتش بالى من أنى قافل المكان
ووقف ليفسح للفتيات مكان للدخول حتى اكتمل جلوس الفتيات وكانت تلك الجميلة هى آخر من جلس فجاءت جلستها إالى جواره فجلس وعاد لما كان يفعله ولم يكلف نفسه حتى رفع نظره إليها أو يحاول التعرف بها كما يفعل عادة جميع الشبان إذا وضعوا فى نفس موقفه حتى بادرته هى بالحديث

  • شكلك مستعجل أوى عالدراسة ..... إنت بترسم قبل حتى ما حد يطلب مننا رسم
  • هههههه ...... أنا بارسم لأنى بحب الرسم ومعتقدش إن اللى برسمه ده هيكون ليه علاقة بدراستنا ..... دى مجرد شخبطة باسلى بيها وقتى لغاية المحاضرة ما تبدأ
  • بس إنت بترسم حلو أوى ...... إنت موهوب
  • لا موهوب ولا حاجة دى شوية خطوط أى حد ممكن يرسمها بشوية تركيز
وقطع حديثهم دخول أول أساتذتهم ووقوفه على منصة الشرح لينقطع الصخب ويبدأ الجميع فى الإنصات للمحاضرة التى بدأت بتعريفهم أسم المادة التى سيدرسها لهم المحاضر والنظام المتبع بالكلية ومثل تلك الأشياء

انتهت المحاضرة بعد ساعتين كاملتين لم ينظر فيهم أمجد لزميلته التى تجاوره وبينما أنهمك جميع الطلبة فى كتابة كل ما يقوله المحاضر لم يدون أمجد فى كشكوله إلا بعض نقاط من كلام المحاضر بينما يستوعب عقله ويصفى خلاصة الكلام وانصب كل تركيزه على الأستيعاب دون كتابة

بمجرد خروج الدكتور من قاعة المحاضرات عاد الصخب للمدرج مع حركة جميع من هم فيه فالبعض يقف ليحرك ساقيه والبعض اتجه لنهاية المدرج للتدخين بينما وقفت معظم الفتيات وبينهم زميلته الحسناء وأصدقائها فعلم أمجد أنهم يريدون الخروج فوقف وأفسح لهم الطريق فخرجن متجهين للحمام كما فعلت معظم الفتيات مصطحبات حقائبهن وتركن ما يحملنه من كشاكيل لحجز أماكن جلوسهن فأمامهم نصف ساعة كاملة قبل موعد المحاضرة الثانية

جلس أمجد فى مكانه ثانية وانهمك فى تدوين بعض الأشياء فى الصفحة الوحيدة المكتوبة عن المحاضرة ووضع بعض الخطوط والدوائر حول بعض ماكتبه حتى شعر بنفس اليد الرقيقة تربت على كتفه ثانية ليجد زميلته الحسناء واقفة بجواره ليفسح لها الطريق لتعود لمكانها ويعود هو لما يفعله لتبادره مرة ثانية بالحديث

  • إنت بتعمل إيه ..... انت طول المحاضرة مكتبتش حاجة وبتكتب بعد المحاضرة ما خلصت ؟
  • أنا كتبت النقط اللى الدكتور مهتم بيها وأكيد الكلام اللى فى المحاضرة هيكون فى الكتاب بتاع المادة ..... لكن شرح الدكتور مش هيكون فى الكتاب
  • هو إنت جديد فى الكلية زينا ولا إنت بتعيد السنة وعارف الكلام ده
  • هههههههه ....... لا يا آنسة أنا جديد زيكم
  • طب عرفت منين الحاجات اللى الدكتور مهتم بيها
  • من طريقة كلامه وال body languageبتاعته
  • يا سلام ..... وانت عرفت الحاجات دى منين ؟؟
وقطع حوارهم عودة زميلاتها فقام أمجد مفسحا لهم الطريق للجلوس ولم يكمل حديثه معها حيث اندمجن فى حديث هامس تتخلله بعض الضحكات الخافتة حتى بدأت المحاضرة التالية والتى كانت آخر مافى يومهم الجامعى الأول وبمجرد إنتهائها حمل أمجد كشكوله وانصرف لكنه لم ينس أن يحيي زميلته الجديدة بإيماءة من رأسه قبل أن يستدير ليخرج من قاعة المحاضرات فى خطوات واسعة منتظمةلا يلتفت نظره فى أى إتجاه بينما تنظر إليه الفتيات متعجبات من ذلك الزميل الذى لم يحاول حتى التعرف لأسمائهن ولجلسته الغريبة المعتدلة وثبات نظرته وحتى عندما انصرف تعجبن من تلك الخطوات الواسعة المنتظمة التى تبدو كخطوات الجنود

إنطلق معظم الطلاب بعد المحاضرة إلى كافيتريا الكلية بينما أتجه أمجد مباشرة إلى خارج باب الكلية وبينما كان كل شاب يحاول التعرف إلى زميلاته لم يكلف هو نفسه بالنظر إليهن وتابعته زميلته فى دهشة وتعجبت رفيقاتها بشكله الذى بدا مستغربا وسط زملائه وتصرفاته التى توقعن جميعا عكسها خاصة بعد أن وجدن زميلتهن تحدثه فى وقت الراحة بين المحاضرتين وتوقعن أنه سيحاول التعرف إليهن بعد نهاية المحاضرة لكنه خيب ظنهن جميعا و سرعان ما تناسوه واندمجن فى التعارف مع باقى الزملاء من دفعتهن وكذلك من الدفعات القديمة الموجودين بالكافيتريا

خرج أمجد من الكلية لا ليتجه لبيته كما ظن زملاؤه لكنه اتجه للمقهى الموجود أمام الكلية ليجلس وبمجرد جلوسه حضر إليه صبى المقهى بشيشة أتبعه بكوب شاى بالنعناع فقد إعتاد وجود أمجد فى الفترة السابقة لدخول الكلية كلما تردد عليها لإنهاء إجراءات دخوله ولا يفوت جلسته المحببة على المقاهى ويعتبره أحد المتع التى يحظى بها ولا يعلمها إلا المقربين من أصدقائه الذين يشاركونه نفس جلسات التدخين والإستمتاع بجلسة المقهى المحببة

إتجه أمجد بعد أن انهى جلسته لمنزله الذى يبعد عن الكلية بساعة مشيا على الأقدام أو بثلث ساعة بالمواصلات لكنه على كل الأحوال يفضل المشى طالما أنه غير مرتبط بموعد و يكتفى بركوب المواصلات فى ذهابه للكلية فقط

وصل أمجد لمنزله حيث يسكن فى الطابق الأخير ورفع عينيه لإحدى بلكونات الدور الرابع حيث تجلس أم منى أو كما تناديها جاراتها المقربات ريرى إحدى الساكنات به وبدأ فى صعود السلم بخطواته المنتظمة حتى وصل للدور الرابع وحدث ما توقعه حيث وجد أم منى تفتح بابها مبتسمة وهى ترتدى عباءتها السوداء الفضفاضة

  • مساء الخير يا باشمهندس
  • مساء النور يا طنط ..... لسة بدرى على باشمهندس دى ده أنا لسة فى إعدادى هندسة
  • لا بدرى ولا حاجة السنين بتعدى هوا ..... تعالى عايزاك تغير لى الأنبوبة وتشوفلى الكهربا بتفصل ليه كل شوية
  • طيب أطلع حاجاتى واغير هدومى وانزلك يا طنط
  • طب أوعى تتأخر يا ولا ..... أوعى تفتكر نفسك بقيت مهندس و كبرت عليا
  • وانا اقدر اتأخر عنك ...... هى منى رجعت من كليتها ولا لسة
  • لأ لسة ...... هترجع متأخرة .....إتصلت من ساعة وقالت هترجع بليل
  • خلاص نص ساعة واكون عندك
  • ماشى مستنياك ...... سلملى على ماما وقلها إنى هاطلع لها بكرة بعد ما ترجع من المدرسة
  • حاضر يا طنط . ..أى أوامر تانية ؟
  • لا ياحبيبى يخليك ليا أنت وأمك
وأكمل أمجد صعوده حتى الدور السادس حيث شقته التى يعيش فيها مع عائلته وفتح الباب ليجد أمه فى انتظاره فقد أنهت عملها مبكرا فرحة بابنها البكرى الذى دخل الجامعة وشرفها بين صديقاتها لتعد له كل الطعام الذى يحبه

  • نورت البيت يا حبيبى ...... قولى عملت إيه النهاردة
  • أخدنا محاضرتين خلصتهم وجيت علطول يا ماما بس مش مستريح ...... مافيش حد معايا من زمايلى ومش واخد على جو الضحك و المياصة اللى هناك ده
  • قصدك يعنى مياصة البنات فى الجامعة
  • لا يا ماما .... مياصة الولاد .... حتى الهدوم اللى لابسينها مش مريحانى ومحسسانى بأنى فى مكان غلط.... حاسس نفسى غريب و بعيد عنهم جدا
  • ولا يهمك يا حبيبى إنت بس إتعودت على نظام المدرسة العسكرية ونسيت جو الحياة بعيد عنها .... بكرة تتعود وهتلاقى ناس شبهك تصاحبهم
  • هنشوف ..... كده أو كده بابا خلاص دبسنى ومرضيش يخلينى أقدم فى الكلية العسكرية اللى كنت عايزها ولازم أكمل
  • ماشى يا حبيبى .... طول عمرك عاقل وقوى وبتعرف تواكب ظروفك .... غير هدومك لغاية ما أعملك الغدا
  • لا مافيش داعى للغدا ..... هاغير وآخد دش يفوقنى وهنزل لطنط أم منى .... عايزانى أغير لها الأنبوبة وأصلح لها الكهربا زى كل مرة ولما بابا واخواتى يرجعوا هتغدى معاهم
  • أها ..... هى منى رجعت من الكلية ؟
  • متخليش مخك يروح لبعيد يا ماما ..... منى صاحبتى وزى أختى وبس والموضوع اللى بتفكرى فيه عمرى ما هافكر فيه
  • براحتك .... بس البت متتفوتش .... حلوة و زى القمر وجسمها حكاية ومتربية
  • بس مبفكرش فيها غير زى ما بفكر فى أصحابى .... يرضيكى اتجوز واحد صاحبى يا حضرة الناظرة
فغرقت امه فى الضحك حتى دمعت عيناها من تعبيره

  • وهو فيه واحد صاحبك جسمه فيه التضاريس اللى فى جسم منى يا خايب .... على كل حال براحتك بكرة تندم لما تروح منك
  • لأ مش هندم وشفت تضاريس كتير النهاردة أكتر من تضاريس منى بتاعتك دى بكتير.... متعطلينيش بقى علشان انزل لطنط واطلع انام شوية
وتركها وذهب لغرفته الصغيرة التى إقتطعها أبوه من إحدى الغرف الكبيرة بمنزلهم وخصصها له بمجرد ظهور نتيجة الثانوية العامة لتصبح غرفة منفصلة خاصة بمهندس المستقبل حيث تناول بعض الملابس من دولابه واتجه للحمام وأدخل نفسه تحت الماء الساخن واستسلم لذكريات صداقته بمنى وأحداثها التى لم تؤثر يوما على صداقتهم أو تحولها لشئ آخر رغم إكتشافهم لأجسادهم وتحولاتها سويا منذ بداية مراهقتهم

أنهى أمجد حمامه واستبدل ملابسه بملابس أخرى أكثر ملاءمة لمهمته مع جارته فارتدى بدلة تدريب وحذاء خفيف وأستأذن أمه واتجه لشقة جارتهم ودق الباب لتفتح له أم منى بنفس العباءة الفضفاضة التى ترتديها تخفى بها تفاصيل جسدها كعادة كل سيدات هذا الوقت عند إستقبال ضيف غريب

  • أهلا يا أمجد ..... إتأخرت ليه يا واد .... أنا افتكرتك نسيت وكنت هأتصل بأمك تطين عيشتك
  • لاأتأخرت ولا حاجة يا طنط هى نص ساعة بالدقيقة زى ما وعدتك
  • عندك حق .... طول عمرك مواعيدك مظبوطة من ساعة ما كنت عيل صغير ..... الظاهر إن انا اللى كنت مستعجلة عالأنبوبة ..... تعالى خش
ودخلت ودخل ورائها وأغلق الباب خلفه وبمجرد إغلاقه إلتفتت إليه أم منى وتغيرت تماما واندفعت نحوه تطوق عنقه بذراعيها وتلقى برأسها على صدره

  • وحشتنى أوى يا أمجد ..... يخربيتك عدى عليا إسبوع بحاله من آخر مرة كنت عندى كنت مولعة فيه نار
  • وانت كمان وحشتينى يا ريرى .... بس منى كانت طول الأسبوع موجودة ومقدرتش أكون معاكى لوحدنا
ورفعت شفتيها ناحيته فالتقم شفتيها يمتصها بجنون بينما تمتد يديه إلى ثدييها تعتصرهما فى عنف ورفعت يدها لتفك أزرار عباءتها فأمسك بيديها

  • كبرت يا أمجد وبقى ليك مزاج فى النيك وبتحب تقلعنى بنفسك
  • بحب أشوف جسمك وانا بعريه حتة حتة بأيدى
  • كل جسمى تحت أمرك وكل اللى عايزه يتعمل
فالتقم شفتيها ثانية يلتهمهما بشفتيه وأخرجت لسانها كى يمتصه أمجد بينما تمتد أصابعه لأزرار عباءتها حتى فتح جميع الأزرار وهبط بشفتيه يقبل رقبتها بهدوء وهو يزيل العباءة عن كتفيها ويهبط بشفتيه أكثر فيمررها على كتفيها بينما ينزل العباءة عن ذراعيها ويهبط بشفتيه أكثر مقبلا نحرها ثم صدرها ويترك العباءة لتسقط أرضا ويبعد جسدها قليلا وينظر إلى هذا الجسد الذى جاوز الأربعين لكنه لا يزال يحتفظ بكامل نضارته وكأنها لا زالت فتاة فى العشرين

كانت أم منى ترتدى تحت عباءتها بيبى دول قصير أسود بدون سوتيان وتظهرحلماتها الفاتحة تحته بوضوح وتحته كيلوت صغير من نفس اللون ويشف البيبى دول والكيلوت عن جسدها الأبيض وتكاد شفرتى كسها أن تظهرا من الكيلوت من الأمام بينما يختفى جزءه الخلفى بين فلقتيها المكورتين المرتفعتين إرتفاع بسيط فى شكل مثالى ولا يوجد بجسدها أى ترهلات بإستثناء كرش صغير لا يشوه منظر جسدها بل يزيده إثارة وسوة منتفخة تحتها كس يلمع من فرط العناية به يحيط به فخذان مثاليان فى إستدارة رائعة تزيدان من إثارة هذا الكس الجميل

كانت أم منى تملك جسد متناسق مثير رغم ميلها للقصر وكما كان يسمع دائما أمه وهى تتحدث عنها تملك ساقين لا ينافس جمالهما إلا ساقى منى إبنتها الوحيدة وكانت أم منى تعلم مدى جمال سيقانها وتهتم بهما كثيرا وتحرص على إظهار جمالهما ولا تخرج من باب شقتها دون أن ترتدى خلخال يبرز مدى روعتهما أمام باقى الجارات حتى أن ام أمجد وهى صديقتها المقربة كانت دائما ما تنصحها بأن تخفى جمال سيقانها خوفا من حسد الحاسدات وخاصة جارتها بالدور الرابع التى تقف كثيرا خلف بابها تتجسس على كل ما يدور بين أم منى وبين أى شخص يأتيها حتى الباعة الجائلين

طالت نظرة أمجد لجسد أم منى حتى شعرت هى أنه تاه فى تأمل جسدها فقاطعت تأمله

  • مالك يا واد .... أول مرة تشوف جسمى
  • مش أول مرة ..... لكن باحب اللون الأسود عليكى أوى .... يجنن الأسود على لونك الأبيض ده
فاحمر جسد أم منى من إطراء أمجد على ما ترتديه وزادتها الحمرة جمال وإثارة فخفضت بصرها لأسفل وهى تكلمه

  • عارفة إنك بتحب الأسود عليا وعشان كده نزلت امبارح أشتريتلك الطقم ده
فانقض أمجد عليها وأحاط جسدها بذراعيه ورفعها حتى ابتعدت ساقاها عن الأرض فاحاطت رقبته بذراعيها فلف ذراعه الأيمن حول خصرها بينما يده اليسرى ترفعها من طيزها متمسكة بفلقتيها بشدة وسار بها متجها لغرفة نومها التى يحفظها جيدا ودخل بها من الباب وأغلق الباب خلفهما بقدمه وأنزلها حتى لامست قدميها الأرض وقد أحنى جسده قليلا ليلتقم شفتيها التى لا يشبع منهما أبداً بينما أمتدت كفيه لفلقتيها تعتصرهما بعنف وضغطت هى صدرها على صدره ومدت يديها تفك له سوستة الجاكيت الذى يرتديه حت أنكشف صدره فأخذت تقبله بجنون بينما هو يزيح كلوتها من الخلف جانبا ويدخل يده تحته ليغرس اصابعه بين فلقتيها ويضغط إصبعه الأوسط فيغوص بسهولة فى شرجها فتتأوه مستمتمعة

  • مليت خرم طيزى بزيت الورد اللى بتحبه علشان عارفة انك بتحب تنكيها
  • أنا باحب انيك كل حتة فيكى يا لبوة
فزادتها كلماته إثارة ورفعت من شبقها فانقضت تقبل بطنه وهو واقف حتى وصلت لبنطاله فجلست على طرف الفراش وأنزلته بسرعة فهى تعلم أنه لم يرتدى ملابس تحتية كما تحب دائما أن تراه وانقضت على زبره المنتصب تتشممه وتملأصدرها برائحته ثم تلعق خصيتيه وتحرك لسانه على زبه صعودا حتى الرأس فتدخلها فى فمها وهى تنظر لعينيه تراقب تلك اللمعة التى تملأها دائما عندما يشتعل شبقه فيمد يديه ينزل حمالة البيبى دول عن كتفيها ليكشف صدرها الذى لا يزال محتفظا بشكله لم تشوهه السنين فيعتصرهما بشدة متحسسا الحلمات بيده ثم يقبض على حلمتيها باصابعه ويقرصهما بعنف فتصرخ صرخة الم فيدفع زبره بقوة داخل فمها حتى تكاد راس زبره تصل لحلقها فتغلق فمها عليه وتعض عليه بشدة فيترك ثديها الأيمن ويمسك بشعرها يجذبه بشدة للخلف فتتأوه آهة مكتومة وتخفف من عضتها فيبدأ بإدخال زبره وإخراجه فى فمها ويثنى ركبته ويضعها على حافة السرير أمام كسها فترفع نفسها قليلا وتضع كسها على طرف ركبته وتفركه عليها بشدة وهى لا تتوقف عن مص زبره ورضاعته فتنفرج شفتا كسها وتصبح ركبته ملامسة زنبورها المبتل بشدة من سوائلها لا يفصلهما إلا نسيج الكيلوت الرقيق وتتحول حركتها لفرك جنونى لكسها بركبته حتى ينتفض جسدها وتضم فخذيها على ركبته فينتزع زبره من فمها ويمسك بساقيها من أسفل ركبتيها ويرفعها للأعلى فتنام على ظهرها مرفوعة الفخذين فينزع عنها الكيلوت ويسقطه أرضا ثم يفتح ساقيها بشدة ويدفن وجهه بين فخذيها المفتوحين ويبدأ فى لعق كل ما يخرج منها من عسل لزج فيرتفع صوت تأوهاتها وجسدها ينتفض على الفراش بعنف شديد

  • دخله يا أمجد ....حرام عليك مش قادرة
فلا يستمع إليها بل يرفع ساقيها لأعلى أكثر حتى يصبح خرم طيزها مواجها لفمه فينقض عليه بلسانه يلعقه ويدخل فيه طرفه فتمد يديها تفتح بها فلقتيها مفسحة الطريق للسانه ليلعق كل ما بين هاتين الفلقتين من خرم طيزها حتى يصل لزنبورها فيأخذه بين شفتيه ويعضعضه برقة وهى لا تتوقف عن الأنين والتأوه

  • دخل زبك بقى .... هاموت فى إيدك يخربيتك
ولكنه لا يتوقف ويظل يفرك وجهه وشاربه على كسها فيرتفع صوت أنينها مرة ثانية وتنتفض للمر الثانية قاذفة فى وجهه بمائها غزيرا وتضم فخذيها على رأسه وتترك فلقتيها لتمسك برأسه بكلتا يديها تدفعها بقوة لكسها وهو لا يتوقف عن دعك كسها بشاربه حتى فى ذروة لحظات شبقها فتترك رأسه وتضع يديها على فمها لتكتم صوت صراخها الذى كاد ان ينطلق عاليا وقبل أن تنهى قذفتها يحرر أمجد راسه من بين فخذيها ويضغطهما حتى يلامسا صدرها ويدفع زبره كاملا داخل كسها فتخرج منها شخرة عالية لم تستطع كتمانها فيترك زبره داخل كسها للحظات قليلة ثم يخرجه برفق حتى يسحبه كاملا فتشعر بأن روحها تنسحب منها فتشهق شهقة لا تقل فى صوتها عن شخرتها فيدفع زبره داخلا ضاغطا عليه بكل قوته ويبدأ فى إخراج زبره وإدخاله مرات ومرات وكأنه يطعنها به فى كسها الذى سالت منه شلالات مائها وكأن قذفاتها تتداخل ولا تنتهى وفقدت تماما القدرة على التحكم فى جسدها وتركته لهذا الفتى ليفعل به ما يشاء فأدارها لجانبها الأيمن وضم ساقها اليسرى لصدرها ولم يخرج زبره من كسها وأخذ يدخل زبره ويخرجه بكل ما فى شبابه من قوة وارتفع صوت ارتطام عانته بفلقتيها وهى لا تتوقف عن الـتأوه وبين الحين والآخر تصدر منها صرخة تحاول كتمها بيدها فتنجح أحيانا وتفشل أحيانا وكسها لا يتوقف عن النبض والإنقباض على زبر أمجد ولم تعد تعرف كم مرة قد قذفت مائها على زبره وفاضت الملائة تحتها بما يخرج منها من سوائل لزجة فأدارها ثانية حتى نامت على وجهها وورفعها من وسطها فاستجابت له بكل سهولة ووضع تحتها وسادة فارتفعت مؤخرتها للاعلى فأمسك بيديها ووضعها على فلقتيها فأمسكت بهما وفتحتهما لأقصى ما تستطيع وقد عرفت أن وقت دخول زبره لشرجها قد حان فجلس على ركبتيه بين فخذيها وأخذ يقبل خرم طيزها قبلات طويلة ويخرج لسانه يلعقه مستمتعا برائحة زيت الورد الذى ملأت به فتحة شرجها قبل حضوره حتى أكتفى من لعق ذلك الخرم الذى أنفتح داعيا زبره للدخول فقام واقفا وزبره ينتصب أمامه كسارية العلم فأمسك بزبره وجلد به خرم طيزها مرات ومرات حتى وضعه على الخرم الجميل الذى يدعوه للدخول وضغطه بهدوء فانزلق داخلا بنعومة بعد أن أرخت هى له كل عضلات نصفها السفلى حتى أصبح زبره كاملا داخلها فتركه قليلا وبدأ فى إخراجه بهدوء شديد حتى خرج كاملا فشهقت شهقتها المعتادة

  • دخله تانى يا أمجد دخله أبوس إيدك
فاستجاب لها وأدخله ثانية بهدوء حتى لم يبق خارج خرمها إلا خصيتيه وتركه للحظة وأعاد إخراجه حتى لم يبق داخلها إلا رأسه ثم دفعه ثانية فأطلقت أنين لذة فعرف وقتها من خبرته معها أن شرجها قد أصبح مستعدا لأخذ دوره فأخذ يزيد من حركته دخولا وخروجا وقد أدخل إبهام يده اليمنى بكسها يدعكه من الداخل بقوة فى نفس الوقت وانطلقت هى فى التأوه وقد دفنت وجهها بالفراش تكتم تلك التأوهات حتى ازدادت سرعة نيك أمجد لتلك الطيز المفتوحة التى تدعوه لإفراغ منيه داخلها وارتفع صوت تنفسه مع تأوهات خشنة تخرج من جوفه تتجاوب معها تأوهاتها المتصلة حتى أتت لحظة قذفه متوافقة مع لحظة بداية قذفها فدفع بزبره كاملا لداخلها وضغطه بكل قوة جسده ونام عليها قاذفا بلبنه ساخنا غزيرا يملأ ذلك الشرج فأطبقت على زبره بكل قوتها بعضلات طيزها بينما ينتفض جسدها أسفل منه معلنا إتيانها بشهوتها مرة أخيرة حتى أنتهيا من قذفهما سويا فنام عليها بصدره ولف ذراعيه حول صدرها يداعب ثدييها برقة ومر وقت وهما على نفس الوضع حتى ارتخى زبره وخرج من خرم طيزها فتأوهت آهة متعة طويلة فنام بجانبها وجذبها لتهبط من فوق الوسادة الموجودة تحتها وترتخى بين ذراعيه لاصقة ظهرها ببطنه وقد إحتضنت فلقتاها زبره المرتخى وهدأ صوت تنفسها قليلا واعتدلت لتواجهه وتغيب معه فى قبلة هادئة طويلة وتريح رأسها على ذراعه ناظرة فى عينيه

  • يخربيت كده يا أمجد ..... كل مرة تبهدلنى كده
  • مبسوطة يا ريرى ؟
  • كل مرة بانبسط عن اللى قبلها ..... فاكر أول مرة يا واد ؟
  • وهى دى تتنسى ؟
  • كانت أول مرة حد يشوف كسى غير أبو منى .... بس أنتا شوفت كس تانى قبل كسى يا جبان
  • ماهو مش كس غريب برضه يا ريرى وبعدين ده كان لعب عيال
  • لعب عيال برضه يا كداب ؟؟ البت ماسكة زبك وانت بتلعب فى كسها وتقلى لعب عيال
  • ماهو بعدها أنتى منعتيها تلعب معايا فى سطح البيت زى ما كنا بنلعب
  • خفت لتفتح البت وهى لسة يا دوب مجتهاش غير دورة شهرية واحدة
  • أفتح أيه بس وأقفل إيه يا ريرى دانتى من يومها وانتى محتكرة زبى لحسابك
  • إستعبط يا واد إستعبط .... مانا عارفة إن إنت وهى معرفين بعض كل حاجة عن بعض حتى شكل بزازها وشكل زبرك
  • ماهى منى مش غريبة برضه يا ريرى وإنتى عارفة ان احنا أقرب أصحاب لبعض من ساعة ما دخلنا المدرسة
  • بس الغريبة إن إنتوا لا حبيتوا بعض ولا حاولتوا حتى
  • علشان إحنا الأتنين إصحاب جدا وسرنا مع بعض فمينفعش نحب بعض ... ممكن نريح بعض لما نكون محتاجين بس لكن هى مش ممكن تحبنى ولا أنا ممكن أحبها
  • ماشى يا عم الفيلسوف ..... قوم بقى البس هدومك علشان امك متشكش فى حاجة ... أنا لسة هاغير ملايات السرير واكياس المخدات اللى إنت غرقتها دى
  • أنا اللى غرقتها برضه ؟ أنا كل اللى نزل منى لسة جوا طيزك مخرجش
  • طب قوم يا وسخ البس هدومك
  • طب تعالى وصلينى للباب وقوليلى الكلمتين إياهم علشان برج المراقبة اللى ساكن قصادك
  • ماشى
وقاما متجهين لباب الشقة والتقطت فى طريقها عبائتها وارتدتها بإحكام وقبل أن تفتح الباب أمسك بها من طيزها فاستدارت له وغابا فى قبلة عنيفة

  • إنت إيه متعبتش ؟ لم نفسك بقى واطلع بيتكم .... نشوف يوم تانى تكون البت منى مش موجودة
  • حاضر يا قمر
وفتحت باب الشقة بعد أن إطمأنت بأن مظهرها ومظهره لا ينبئان بما جرى بينهما ووقفت تودعه بصوت عال أمام الباب

  • متشكرة أوى يا أمجد ..... متنساش تقول لماما إن انا هاعدى عليها بكرة .... هابعتلك حاجة حلوة النهاردة
  • حاضر يا طنط هاقولها .... لما منى تيجيى سلمى عليها ولو خلصت الكتاب اللى خدته منى تبقى تطلعه فى أى وقت .... أنا مش رايح حتة النهاردة
  • حاضر يا حبيبى مع السلامة
وصعد الشاب أمجد السلم فى خطوته المنتظمة وقامته المعتدلة كعادته لكنه كان يشعر بداخله بأنه فى قمة إنتعاشه وحيويته وفتح باب شقته ليجد أمه فى المطبخ منهمكة فى إعداد الغداء ليدخل عليها ليعلمها برجوعه

  • أنا جيت يا ماما
  • ماشى يا حبيبى عملت لأم منى اللى هيا عايزاه
  • أيوه يا ماما .... غيرت لها الأنبوبة وصلحت لها الكهربا .... خدت شوية وقت لكن صلحتها
  • برافو عليك يا باشمهندس
  • يا ماما قلنا لسة بدرى على باشمهندس دى ..... وبعدين تصليح الكهربا مش محتاج مهندس ... محتاج كهربائى
  • أعملك حاجة تاكلها لغاية ما بابا واخواتك يرجعوا
  • لو تسمحى بس أنا محتاج كوباية شاى وهاريح شوية لغاية ما يرجعوا
  • حاضر يا حبيبى .... خش أوضتك وهاجيبلك كوباية الشاى بالنعناع اللى انت بتحبها لغاية عندك
  • شكرا يا ماما
وعاد لغرفته الصغيرة واستلقى على فراشه واستغرق فى ذكريات سنوات مضت حددت علاقته بمنى وأمها وابتسم فى سعادة وفتح الراديو على محطة البرنامج الموسيقى ليكمل إستمتاعه بيوم بدا له سيئا فى بدايته لكنه تغير ليوم جميل

الجزء التانى

مقدمة

عندما بدأت فى كتابة الجزء الثانى من القصة وجدت أنه من الضرورى تنبيه السادة ا لقراء بأن أحداث الأجزاء الأولى من القصة تدور فى ثمانينيات القرن العشرين حتى لا يستغرب البعض بعض الأحداث التى تمر بأبطالها حيث وقتها لم بكن هناك موبايلات ولا مواقع تواصل إجتماعى وبالطبع لا إنترنت ولا أجهزة كومبيوتر فنظام الويندوز لم يُبتكر أساسا إلا سنة85

لا وجبات سريعة ولا شركات أوبر وكريم ولا محلات مشروبات أجنبية

لم يكن هناك سوبر ماركت لكن كان هناك البقال والخضرى والفكهانى

وقتها كان راتب الموظف الكبير لا يتجاوز 300 جنيه شهريا وكانت الفراخ تباع ببطاقة التموين فى الجمعية الإستهلاكية وبالطابور

كان الرجال رجال والنساء نساء وكان أصحاب الميول الأخرى يتخفون فقد كانوا يعتبروا فى أيامها وصمة عار تطارد أسرهم وكل من له علاقة ولو سطحية بهم

لم يكن هناك مدارس تجريبية ولا مدارس إنترناشيونا ل ولا مدارس مشتركة بعد المرحلة الإبتدائية ولا يتعلم فى المدارس الخاصة إلا الفاشل الذى رفضته المدارس الحكومية

كان هناك نظام المدارس الثانوية العسكرية التى تستقبل الطالب فى بداية مراهقته لتخرجه بعد سنوات ثلاث رجل قادر على حمل السلاح و تحمل المسؤلية

قد يظن بعض الشباب الآن انهم يمرون بأوقات صعبة لكن الحقيقة أن شباب الثمانينيات كانت أوقاتهم أكثر صعوبة

كانت أيام أكثر صعوبة بكثيرلكنها كانت بالتأكيد أقل تعقيدا




والآن فلنعد إلى قصتنا​

...........................................................................

قطع تأمل أمجد دقات أمه على باب غرفته قبل أن تدخل حاملة كوب الشاى بالنعناع لتضعه على مكتبه الصغير الذى يحتل كثير من فراغ الغرفة مع ترابيزة الرسم التى أشتراها أبوه وأصرعلى أن تكون موجودة بمجرد ظهور نتيجة التنسيق لتجد أمجد مستلقيا على ظهره يستمتع بالموسيقى الكلاسيكية التى لا تفهم سر حبه لها ولا تعرف كيف يحب أبنها تلك الموسيقى التى لا يتناسب ذوقها مع سنه ولا مع مايستمع إليه الشبان فى نفس سنه لكنها لم تعلق أبدا على إختياراته فهو مختلف منذ صغره عن باقى أقرانه وتشعر دائما بأن تفكيره أكبر من سنه

  • عايز حاجة تانى يا حبيبى ..... أعملك سندوتش تاكله مع الشاى
فابتسم أمجد ونظر لأمه فى حنان

  • يا أمى قلت لك مش جعان وهاستنى بابا واخواتى نتغدى سوا .... وبعدين الشاى بالنعناع بيتشرب لوحده
  • زى ما تحب .... هتنام
  • هاشرب الشاى وانام وصحونى عالغدا
  • هى منى هتطلع النهاردة ؟
  • يخربيت منى اللى واكلة دماغك .... يا ماما يا حبيبتى لو عايزة تطلع هتطلع ... هى هترجع من كليتها بليل
  • ماشى يا حبيبى .... أصلها وحشتنى
  • وحشتك إيه بس يا ماما ماهى كانت مرزوعة امبارح عندنا لغاية السعة 9 ومنزلتش غير لما طردتها
  • صحيح .... حد يطرد بت زى القمر كده
  • يوووووه يا ماما .... برضه اللى فى دماغك فى دماغك مافيش فايدة
  • خلاص متتعصبش أنا خارجة وسايباك .... بس بقولك بكرة تندم لما تلاقيها اتجوزت ..... بت زى دى مش هتستنى
  • يا ماما أبوس إيدك ارحمينى من منى ومن سيرتها علشان دى بتيجى عالسيرة وهلاقيها ناطة هنا زى القرد وانا عايز استريح
  • خلاص اتخمد .... مانت عيل فقرى طول عمرك
وخرجت أمه وتركته يبتسم من إصرارها على تنفيذ خطتها فهو يعلم أن أمه تحب منى وتعتبرها الأبنة التى تمنت أن تنجبها لكن نصيبها أن تنجب ثلاثة من الذكور او كما تقول دائما ثلاث عيال ناشفين بينعروا فى البيت زى الجاموس

أنطلقت من الراديو الصغير بجوارأمجد موسيقى شهرزاد التى يعشقها وانطلقت معها ذكرياته عن هذا اليوم الذى ظبطته فيه أم منى معها فى البرجولة التى صنعها ابوه فوق سطح العمارة

إنه يتذكر كل تفصيلة فى هذا اليوم رغم مرورأكثر من ثلاث سنوات

منى كانت صديقته الحميمة التى لا يستغنى عنها ولا تستغنى عنه فهم رفقاء منذ ولادتهم فى نفس العام يفصلهم شهر واحد فقط ولم ينفصلا يوما واحدا منذ مرحلة الحضانة ودخولهم نفس المدرسة الإبتدائية وكم بكى وبكت فى بداية المرحلة الإعدادية عندما دخل كل منهم مدرسة منفصلة . فوقتها كان للبنبن مدارس منفصلة عن مدارس البنات من بداية المرحلة الإعدادية

وقتها كان لقائهم اليومى بعد العودة من المدرسة يمتد لساعات فى البرجولة فوق سطح عمارتهم يذكر كل منهم للآخر تفاصيل يومه ويستذكرا دروسهما معا ولا ينفصلا إلا وقت النوم

يتذكر كيف حُجبت عنه منى إسبوعا كاملا لا يراها وكلما سأل عنها أخبرته أمه وأمها أنها مريضة ولا يمكن له رؤيتها حتى تشفى

وقتها كانت تنتابه حالة جديدة عليه فقد لاحظ إنتصاب عضوه كل يوم عند إستيقاظه ووقتها خجل من أن يسأل أمه أو أبوه عما يحدث له فكتم الأمر عن الجميع لكنه كان يتوق ليخبر صديقته الوحيدة وكاتمة أسراره بعدما سمع من زملاء المدرسة ومعظمهم كانت تنتابه نفس الحالة أنها علامات الرجولة بدأت تظهرعليهم فأراد إخبار منى التى كانت تفخر عليه بأن علامات أنوثتها بدأت فى الظهور ببداية إنتفاخ صدرها وأخبرتها أمها أنها بدأت تكبر وسيصبح لها أثداء مثل النساء

يتذكرما حدث بعد مرور الأسبوع وكيف التقاها على السلم عند عودته من المدرسة . يتذكر كل كلمة دارت بينهما

  • خفيتى ؟؟ كنت خايف عليكى قوى
فضحكت ضحكة بسيطة

  • أه خفيت يا أمجد ..... فيه حاجة مهمة عايزة أقولك عليها
  • وانا كمان فى حاجة مهمة أوى عايز أقولك عليها
  • خلاص هاغير واحط شنطتى واطلعلك
  • ماشى .... هاغير هدومى واستناكى عالسطح
لم ينتظرها أمجد طويلا يومها حيث كانت متشوقة لإخباره بما لديها من أخبار ومعرفة ما لديه من جديد فسرعان ما كانت معه فى البرجولة التى تحجب النظر عن الأسطح المجاورة بسقفها المصمت لكنها لا تحجب النظر عن من يقف قريبا منها بجوانبها الخشبية ذات الأخشاب المتقاطعة

  • ها قوليلى كنتى عيانة عندك إيه
  • مكنتش عيانة يا عبيط .... كان عندى الدورة
  • دورة إيه يا بت اللى عندك ؟ كنتى بتلعبى كورة
  • مش باقولك عبيط .... الدورة دى بتيجيى للستات كل شهر .... يعنى أنا بقيت كبيرة خلاص زى ماما ومامتك وممكن اتجوز
  • وإيه الدورة دى بقى ؟ يعنى عبارة عن إيه ؟
  • بينزل منى نقط ددمم كده من تحت
  • من تحت إزاى يعنى
  • من تحت يا اهبل
واشارت إلى مكان كسها

  • يع .... يعنى بتشخى ددمم
  • لأ يا واد بنزل نقط ددمم كده وماما بتحط لى فوطة فى الكيلوت علشان محدش يعرف
  • برضه مش فاهم
  • ومش هتفهم .... قولى بقى كنت عايز تقولى إيه
  • أنا كمان بقيت راجل زى بابا وباباكى
  • هو انتوا كمان بيجيكوا دورة ؟
  • لأ يا هبلة .... لما الواحد فينا بيبقى راجل حمامته الصبح لما يصحى بتكون كبيرة وبتبقى ناشفة زى الخشبة كده
  • إنت بتكدب عليا
  • وهاكدب عليكى ليه
وبسبب فضول المراهقين وجدت منى نفسها تمد يدها لتلمس مكان زبر أمجد أو كما كانوا يسمونه فى صغرهم حمامته وكمراهق وجد أن عضوه الصغير ينتصب من أثر لمستها تدريجيا

  • شوفتى أهو بدأ يكبر أهو
  • يكبر أزاى يعنى ؟ ورينى
  • أوريكى وتورينى الدم كان بينزل منين ؟
  • ماشى أوريك وتورينى .... بس ماما قالت لى إن ده عيب
  • محدش هيعرف
وأنزل بنطاله وكيلوته قليلا وأخرج عضوه بينما رفعت هى طرف فستانها من الأمام وأنزلت كيلوتها ولم يكن يعرف كلاهما أن ذلك سيتسبب فى إستثارة مراهقتهما فانتصب زبر أمجد بشدة فمدت منى يدها لتمسكه وظهرت بعض قطرات البلل على كسها ولا أراديا مد أمجد يده ليتحسسه واستغرقا لحظات فى متعة لا يدرى أيهما ما سببها فهم بسبب تربيتهم المتشددة لم يكونا يعرفا شيئا عن الجنس رغم سنهم الكبير نسبيا حيث كان الحديث عن الجنس وقتها من المحرمات التى لا يجوز التحدث عنها مع الصغار أو حتى فى وجودهم

قطع متعتهم السريعة تلك صوت أم منى أتاهم من حيث تقف بجوار البرجولة وتراهم من بين أخشابها

  • يا نهار أبوكو إسود إنتوا الأتنين ..... إنتوا بتعملوا إيه ؟
وهرولت داخلة للبرجولة حيث جذبت إبنتها من شعرها بيد بينما باليد الأخرى خلعت شبشبها تنهال به على أمجد وبينما أنزلت منى فستانها لم يستطع الصبى رفع بنطاله وظل زبره خارجا حتى أنتهت فورة غضبها موجهة الكلام لإبنتها

  • إنزلى استنينى تحت .... وقعتك سودة النهاردة
  • وانت متتحركش من مكانك لغاية ما اخلص حسابى معاك
حاول الصبى وقتها رفع بنطاله بينما جرت منى ناحية باب السطح ونزلت السلم لكن أم منى نظرت له نظرة جمدته مكانه

  • خليك زى مانت أنا هانده أمك تشوفك ولما أحكيلها هتخلى أبوك يقطع لك حمامتك اللى فرحان بيها دى
فبدأ الصبى بالبكاء وقد تجمد الدم فى عروقه ولم يستطع التحرك من مكانه وبدأ فى التوسل لأم منى ألا تخبر أباه وأمه فأبوه لن يرحمه بشدته وعنفه فى العقاب

وأخيرا بدا له أن أم منى قد رق قلبها قليلا حيث خفت حدة نبراتها واتجهت لباب السطح وأغلقته بإحكام وعادت للبرجولة حيث جلست أمامه بينما هو واقف وقد إنحسر بنطاله حتى قرب ركبتيه

  • تعالى هنا يا زفت انت أقف قدامى
فتقدم أمجد بتردد حتى بات قريبا منها فنظرت إلى زبره الذى إنكمش حتى كاد أن يختفى من شدة الرعب الذى إنتابه

  • إنت مش عايزنى أقول لأمك عالمصيبة اللى عملتها
  • أيوه يا طنط وأوعدك إنى مش هاعمل كده تانى
  • طب قرب متخفش ومتترعش كده
فاقترب منها أمجد يتعثر فى بنطاله الساقط حتى كاد أن يلتصق بها فى جلستها فمدت يديها تحتضنه برقة لم يكن يتوقعها حتى التصق صدره بصدرها وهمست فى أذنه

  • خلاص مش هاقول لحد على اللى عملته ... بس إنت كمان أوعى تفتح بوقك وتجيب سيرة اللى حصل النهاردة
فهدأ الصبى قليلا واستسلم لحضنها الذى كان مختلفا تلك المرة عن كل المرات التى إحتضنته بها وشعر بدفء ينتقل إليه من ذراعيها وصدرها الذى ضغط على صدره ولأول مرة يشعر بملمس ثدى أنثى غير أمه على صدره وزودته حرارة الأنفاس التى تخرج قرب أذنه بشعور غريب عليه وفوجئ بأم منى تمرر يديها على ظهره العارى بعد أن رفعت له ما كان يرتديه بينما تسللت يدها لخصيتيه تتحسسهما برفق ولم يكن وقتها قادرا على فهم ما انتابه من إحساس جعل زبره ينتصب بشدة وأم منى تتحسسه بيد خبيرة وتضغط على راسه ضغطات رقيقة حتى شعر بأن عضوه يكاد ينفجر من شدة إنتصابه

إستسلم أمجد تماما وقتها لأم منى تفعل به ما تشاء وتحرك جسده بين يديها كيفما ارادت حتى أنامته على ظهره وأحاطت خصره بساقيها وفوجئ بها ترفع عباءتها التى ترتديها لأعلى وتخلع كيلوتها وتجلس على ركبتيها ثم تمد يدها لزبره تمسكه وتمرره على كسها الذى شعر بحرارة تخرج منه ولزوجة سائل ما لم يكن وقتها يدرى ماهيته تبلل زبره وبعد أن مررت زبره على كسها مرات ومرات أدخلته بداخلها ليشعر بدفء شديد يحيط بعضوه ولزوجة تسهل تحرك أم منى عليه صعودا وهبوطا لوقت بدا له طويلا إنتهى بإنتفاض جسدها وضغطها عليه بقوة وسوائل كثيفة كثيرة تخرج منها لتبلل بطنه وزبره وخصيتيه

وقتها كان أمجد فى مرحلة بلوغه الأولى ولم يتكون بجسده المنى والسوائل اللازمة للقذف فاستمتعت أم منى بزبره حتى أتت شهوتها ولم يزعجها بقذف يتبعه إرتخاء فحصلت متعتها كاملة كافضل ما يكون

بعدما إنتهت منه أم منى قامت واقفة وأوقفته أمامها ورفعت له ملابسه وقبلته على شفتيه قبلة سريعة لكنها لم تنس تحذيره

  • لو عرفت إنك حكيت لأى حد حاجة من اللى حصلت النهاردة هاقول لأبوك وانت عارف أبوك هيعمل فيك إيه
لم يكن الصبى بحاجة لتحذير فهو لن يحكى سره لأى شخص .... فهو لا أصدقاء له غير منى وبالتأكيد لن يخبرها بما حدث فهو وإن يكن لا يلم بطبيعة ما حدث إلا أن غريزته تخبره بأن ما حدث مع أم منى سر ينبغى أن يدفن فى صدره للأبد

تسلل لذهن أمجد ذكرياته عن سؤاله فيما بعد لأم منى عما حدث يومها وإجابتها التى فسرت له ما فعلته يومها والحوار الذى دار بينهما

  • يومها البت قالتلى أنا طالعة أقعد مع أمجد فى البرجولة وقلتلها ماشى ونسيت إن البت بلغت ولسة دورتها خلصانة وإنها أكيد هايجة وانت فى نفس سنها وأكيد بلغت وهايج زيها فلبست العباية وطلعت السلم جرى قبل ماتعملوا مصيبة لقيتك مطلع زبك وهى مسكاه وانت بتلعب فى كسها ..... بينى وبينك هجت على المنظر ووقفت أتفرج شوية بس فوقت لنفسى وقلت الحقكوا قبل ما تدخل صوباعك فى كسها ولا حاجة ودخلت عليكو وكنت ناوية فعلا أخلى يومك إسود بس بعد ما البت نزلت إفتكرت شكل زبك الواقف وانا محرومة . من ساعة ما ابو منى رجع بلدهم وبقى يجيلى الأول كل تلت أيام وبعدين كل إسبوع لغاية ما بقى يغيب عنى بالشهر والشهرين والتلاتة وانا ست سخنة ومبستحملش أقعد كتير من غير نيك فكنت باصبر نفسى بأى حاجة ألاقيها قدامى قلم تخين ساعات ... خيارة مفيش مانع .... لغاية ما شوفت زبك واقف قدامى فمقدرتش أمسك نفسى وحصل اللى حصل .... صحيح انا ندمت بعدها وقلت لنفسى أهى مرة وعدت ومش هتتكرر بس بعد كام يوم لقيتنى هايجة تانى فسربت البت عند خالتها وندهتلك وبقيت أفيونتى اللى باصبر بيها نفسى
  • بس زبى ساعتها كان صغير يا ريرى كيفك إزاى ؟
  • يا عبيط الست ميكيفهاش غير الزب الواقف جامد مش مهم كبير ولا صغير .... ماهو أبو منى زبه كبير أوى ومن كبره كان بيوجعنى ومبحسش معاه باللذة اللى باحسها معاك وخصوصا أن انت يا واد بتتأخر على ما تجيب وبتمتعنى قبل ما تدخل زبك مش زى ابو منى بيرزعه عالناشف وممكن يجيب قبل منى
  • فاكرة يا ريرى أول مرة جبت فيها
  • ودى تتنسى .... كانت بعد يوم السطوح بكام شهر.... يومها واخدة راحتى وباتنطط على زبك وبعد ما نزلت شهوتى وقاعدة على زبك اتمتع بيه جوايا لقيت نافورة لبن طلعت من زبرك ملت كسى .... يومها إترعبت .... مكنتش عاملة حسابى وخفت احبل منك .... كنت هاقول للناس إيه؟ حبلت من عيل ... يومها جريت عالحمام وقعدت أنضف كسى وحطيت الخرطوم جوايا علشان أنزل لبنك منى يا مضروب
كانت أم منى بالنسبة لأمجد موسوعة جنس تعلم منها ولم تبخل عليه أو تخفى عنه أى شئ يتعلق بالجنس وبممارسته

علمته مفاتيح جسد الأنثى وكيفية إثارة شبقها ... علمته كل الأوضاع الجنسية التى تعرفها .... علمته كيف يتحكم فى فترة إتيانه بشهوته وكيف يشعر بقرب إتيان الأنثى لشهوتها وكيف يرفع شهوتها لأقصى درجاتها

إنها أعطته ما بخلت به على زوجها

جعلت زبره أول زبر يفتح شرجها وعلمته كيف يجعل الأنثى تتمتع بالجنس الشرجى

ولا ينسى أمجد جملتها التى قالتها له بعد أول ممارسة خلفية له معها

  • تعرف يا أمجد .... أبو منى حاول مرة ينيكنى من ورا .... رفضت وبهدلته وهددته بأنى هاطلب منه الطلاق .... بس إنت حاجة تانية ..... الست مش هتسمح لراجل ينيكها من طيزها إلا إذا كانت عايزة تديله كل اللى عندها
كان أمجد يشعر بأن أم منى اعطته أكثر كثيرا مما أخذته .... لم يشعر يوما بأنه تستغل شبابه وفحولته لإمتاع نفسها بل كان يشعر أنها تعطيه كل ما يمكنها إعطاؤه لترد له ما إعتبرته جميلا له فى عنقها

..............................................................

أفاق أمجد من إستغراقه فى ذكرياته على صوت أبوه الجهورى يناديه من صالة الشقة فهرع ليلبى نداء أبوه الذى وجده يقف فى منتصف الصالة حاملا معه مسطرة الهندسة الشهيرة حرف T وأنبوب حفظ الرسومات الطويل ومجموعة المساطر وأقلام التحبير التى يستعملها طلبة كليات الهندسة

حيا أمجد اباه باحترام وأخذ عنه ما يحمله وقبل يده كما اعتاد كلما رآه

  • مش بدرى شوية يا بابا على الحاجات اللى أشتريتها دى
  • لا بدرى ولا حاجة هما كام يوم وهيطلبوا منك تشتريهم ..... أنا قلت أشتريهملك بدرى
  • متشكر أوى يا بابا ..... دايما مش مخلينا مش محتاجين حاجة
كان أمجد يعلم مدى فرحة الأب بدخول ابنه الكلية التى إختارها أبوه رغم رغبته فى دخول الكلية العسكرية التى حلم بها أمجد منذ نعومة أظفاره وكان الأب يقدر لأمجد تضحيته بما يرغب فى سبيل تحقيق أمنية أبيه وكانت تلك الفرحة التى يراها أمجد فى عينى أبوه وأمه تساوى عنده الدنيا وما فيها وأقسم بينه وبين نفسه أن يحقق لأبوه ما يتمناه من رؤيته كمهندس عظيم يحقق ما فشل هو فى تحقيقه فى حياته العملية كمهندس

وكعادته نادى الأب بصوته الجهورى لأبنيه الآخرين ليقبلا عليه يقبلا يديه ويتجه الجميع للسفرة التى أعدتها الأم مسبقا ليتناولوا غداءهم ويتجه كل فرد من افراد الأسرة لغرفته ويسود الشقة هدوء شديد ..... ففى وجود الأب لايسمع صوت بالمنزل غير صوته وإذا أراد أحد أن يتحدث فليتحدث فى همس

........................................................

عاد أمجد لغرفته واستغرق فى نوم عميق إستيقظ منه على يد تهز كتفه بعنف ليفتح نصف عين ويجد منى جالسة بجواره على طرف سريره تهزه من كتفه وأمه واقفة بجوارها فيتناول إحدى الوسادتين الصغيرتين الموضوعتين بجواره ويقذف بها منى فتضحك الأم بشدة ولا تنصرف فهى تحب مناوشاتهما سويا وتتمنى فى قرارة نفسها أن يكون ما تراه أمامها بينهما دائما من مناوشات حب مخفى بداخل قلوبهما الصغيرة يخفيانه عن الجميع

  • أنا مش قلت لك يا بت إنتى متصحنيش بالطريقة دى
وانتبه لنبرته المرتفعة وتخوف من أن يسمعها أباه فأردف بصوت هامس

  • هو بابا هنا ولا نزل
فأجابته الأم بحنان

  • لا يا حبيبى بابا لسة نازل من شوية
  • ماهو عشان كده القردة دى عملالنا مولد ..... خير يا قردة الجبلاية بتصحينى بغلاسة أهلك ليه
  • تصدق أنا اللى غلطانة إنى بصحيك تاكل الحاجات الحلوة إللى أمى بعتهالك .... خسارة فيك يا كلب البحر
  • تصدقى امك أجدع منك ميت مرة .... عمرك ما جبتى حاجة انتى اللى عملاها
  • ماهو برضه لما أمى تعملك حلويات بنفسها يبقى خيرنا عليك
  • لا ياختى أمك عاملة لى حاجات حلوة علشان غيرتلها الأنبوبة وصلحت الكهربا اللى مبتبطلش لعب فيها لغاية ما مرة هتتكهرب وتجيب لنا مصيبة فى العمارة
  • إعمل فيها مهندس بقى .... على فكرة انا كنت ممكن اصلحها بس مرضتش .... قوم بقى كل الحاجات الحلوة وقولى رأيك فىها علشان أمى عايزة تعرفه
  • والطبق اللى عالمكتب ده هيكفينا كلنا يا بُخلا
  • لا يا ناصح .... الطبق ده بتاعك لوحدك يا مفجوع ..... أمى باعتة طبق تانى لطنط وعمو واخواتك
  • طب وسعى شوية عايز أخد غيار من الدولاب وأقوم اخد دش
  • قوم انت بس وانا هاناولك غيار مش عايزة أقوم
  • يا بت عيب كده انا هاخد غيار داخلى
  • ياعنى يا أخى خايف اشوف حاجة مشوفتهاش ؟ مانا اللى موضبالك دولابك مع طنط وشوفت كل حاجة
  • يا بت بلاش سفالة
ولم تلتفت منى لكلامه والتفتت للدولاب الموجود خلفها وأخرجت لأمجد غيار داخلى ناولته له فتناوله وهو ينظر لها نظرة غيظ فهو يكره أن تهدر كلامه وهى تعرف ذلك لكنها تتعمد إغاظته

وكانت الغرفة بالفعل ضيقة ورُص فيها بالكاد السرير والدولاب والمكتب وترابيزة الرسم بينما تحتل مكتبة كتبه حائط كامل بها ولا تسمح بحرية الحركة إلا لشخص واحد وتصبح الحركة بها صعبة فى وجود ثلاث أشخاص

نظر أمجد لمنى وهو على باب غرفته

  • إترزعى هنا متتحركيش ومتلعبيش فى حاجة لغاية ما ارجعلك اعرف هببتى إيه فى الجامعة النهاردة ..... ولا أقولك قومى إعمليلى كوباية شاى اشربها مع الحاجة الحلوة على ما اخلص الدش
  • أعملك شاى بنعناع ؟
  • لا يا ناصحة شاى من غير نعناع ..... قلنا ميت مرة الشاى بالنعناع بيتشرب لوحده
عاد أمجد من حمامه الذى أزال فيه عن جسده آثار موقعته مع أم منى وقت الظهيرة ليجد منى جالسة على طرف فراشه وأمه جالسة خلفها تمشط لها شعرها وتجدله وتضع فيه بعض الشرائط والتوكات الصغيرة كما تعودت أن تفعل معها طوال سنوات عمرها وتوقف للحظات يراقبهما فى بهجتهما وهز رأسه عجبا من هذا الحب الذى تكنه أمه لمنى لكنه قطع عليهما متعتهما الصغيرة

  • نجيب شجرة واتنين لمون يا حضرة الناظرة ؟؟
  • بس يا واد ملكش دعوة
  • مليش دعوة ازاى وانتى بتسرحيها على سريرى وزمان السرير اتملى شعر
  • إتملى شعر ؟ منى شعرها مبيسقطش شعراية يا حمار انت ... هو فيه زى شعر منى وجماله
  • لأ فيه ... وفيه أجمل كمان بس القرد فى عين امه غزال
  • قرد فى عينك ..... بقى فيه قرد بالحلاوة دى يا اعمى
  • طب سيبينا لوحدنا بقى شوية أشوف القردة دى عملت إيه النهاردة
وخرجت الأم وأغلقت عليهما الباب كما تفعل كل مرة تكون منى فيها مع أمجد لكنها تعودت أن تفتح الباب عليهما كل فترة . و فى كل مرة تفتح الباب وهما منفردين تتمنى أن تراهما مشتبكين فى قبلة أو حضن كما هو مفترض بين شابين فى مثل سنهما لتطمئن قلبها بأن ما تتمناه يسير فى طريقه لكنهما يخيبان أملها فى كل مرة

فهى تجدهما دائما يتحاوران أو يتناقشان فى كتاب أو قطعة موسيقى وكأنهما كما تقول لهما دائما

  • لما بدخل عليكوا وانتو لوحدكم بيتهيأ لى إنى داخلة ندوة ثقافية .... جتكوا خيبة فى خيبتكوا
بمجرد أن اغلقت الأم الباب إلتفتت منى لأمجد لتسأله بإهتمام

  • ها قولى عملت إيه النهاردة
  • ولا حاجة حضرت محاضرتين وقعدت شوية عالقهوة ورجعت صلحت لامك الكهربا وغيرتلها أنبوبة البوتجاز وطلعت نمت
  • أحا يا أمجد .... أنا بأسألك إتعرفت على بنات فى الكلية النهاردة ولا لأ
  • يا بنت المجنونة هو انا رايح أدرس ولا رايح اتعرف على بنات
  • ماهو انت لازم تتعرف على بنات يا أمجد مش معقول اللى المدرسة العسكرية عملته فيك ده ... دانت بقيت شبه عساكر الجيش
  • يا بت هى الجامعة دى معمولة علشان الولاد يتعرفوا فيها على بنات ولا عشان يتعلموا
  • الأتنين يا أهبل إتعلم واتعرف ..... مش معقولة افضل انا البنت الوحيدة فى حياتك .... لازم تقابل بنت تحبك وتحبها ... أمال هتتجوز ازاى
  • هتجوز عادى زى ما كل الناس بتتجوز .... أمى هتشوفلى عروسة تجوزهالى مع إنها حاطة عينها عليكى ومصممة تدبسنى فيكى
  • أنا تدبيسة برضه يا ندل .... دا انا كل الشباب بيتمنونى
  • أه ياختى كل الشباب بيتمنوكى بس انتى اختارتى عيل خول تمشى معاه
  • متقولش على ممدوح كده يا أمجد .... ممدوح كل البنات بتتمناه
  • كل البنات الهايفة يا منى مش إنتى
  • نفسى أعرف فيه إيه مش عاجبك .... شاب وسيم وابيض وشعره ناعم وعنيه ملونة وعنده عربية آخر موديل وطويل وعريض
  • قصدك طويل وملظلظ ..... يا بت ده لما بيمشى كل جسمه بيتهز زى النسوان
  • أمال عايزنى أحب واحد زيك ناشف ورذل وإيده عاملة زى الكماشة ... دانت يوم ما قابلتك بممدوح كنت هتكسر إيده عشان حاول يهزر معاك
  • أكسر إيده إيه بس دا أنا يدوب مسكت إيده لما حب يستظرف ويمسك نضارة الشمس بتاعتى
  • تقوم ماسكها بالعنف ده .... دى صوابعك فضلت معلمة على دراعه إسبوع
  • سيبك منه دلوقت واحكيلى هببتى إيه فى الكلية اللى مرضتيش تدخلى هندسة معايا ودخلتيها عشان سى ممدوح اللى بقاله فيها ست سنين ولسة فى سنة تالتة
  • هندسة إيه اللى افضل فيها خمس سنين دى .... وبعد ما اتخرج هاشتغل إيه ؟ طب انت هاتطلع مهندس زى ابوك ..... انا بقى ابويا تاجر عالأقل لما اخلص هاشتغل معاه فى تجارته
  • مقولتيش برضه عملتى إيه فى كليتك النهاردة
  • ولا حاجة يابنى ..... إحنا قدامنا إسبوع كده نروح ونيجيى قبل ما جدول المحاضرات ينزل أساساً
  • أمال إتأخرتى فى الكلية ليه ؟
  • كنت مع ممدوح طول النهار فى الكلية وبعد ما خرجنا عزمنى على مطعم إنما إيه يا أمجد حاجة كده تحفة زى اللى بنشوفها فى الأفلام وبكرة هنخرج سوا بليل عازمنى على حفلة عاملها واحد صاحبه فى فيلته فى المنصورية
  • يا نهار أبوكى إسود .... حفلة فى فيلا مع شوية الصيع إصحاب ممدوح .... إنتى مجنونة يا بت ؟
  • وفيها إيه ؟ ماهو ممدوح هيبقى معايا
  • ماهو المصيبة إن الزفت هيبقى معاكى ... يا بنتى دا عيل صايع ملوش أمان
  • إنت بس اللى مش واثق فيه وبتغير منه
  • أغيرإيه واهبب إيه أنا هانزل لأمك دلوقتى أخليها متخرجكيش بكرة من البيت أصلا
  • أوعى تعمل كده يا أمجد ... هاخسرك بقيت حياتى ... أنا باقولك أهو
  • طب مش هاعمل كده بس توعدينى إنك تحافظى على نفسك
  • حاضر أوعدك
  • ومتروحيش بفستان ولا جيبة .... تلبسى بنطلون ... ويكون واسع
  • يووه يا أمجد هاروح حفلة ببنطلون
  • أه يا روح امك هتروحى ببنطلون وهاشوفك قبل ما تنزلى وهتأكد إنك مش هتغيرى بعد ما أسيبك وإلا هانزل دلوقتى لأمك .... إيه رأيك ؟
  • خلاص .... أنا غلطانة إنى قلت لك على موضوع الحفلة ده
  • وانتى كنتى تقدرى متقوليليش .... يا بت ده كل زمايلى اللى كانوا معايا فى المدرسة ومدخلوش حربية دخلوا معاكى الكلية ومخليهم حاطين عينهم عليكى
  • كمان بتراقبنى .... ماشى ماهى غلطتى من الأول إنى خليتك تتحكم فيا كده
  • لا يا حلوة ...مش إنتى اللى خلتينى أتحكم فيكى ... أمك و ابوكى هما اللى موصينى عليكى ومخلينى آخد بالى منك عشان خايفين عليكى علشان معندهمش غيرك
  • طيب خلاص مضطرة اسمع كلامك مؤقتا.... بكرة ممدوح لما يخلص الكلية ويخطبنى هاستريح من تحكماتك دى
  • أفلح إن صدق
ومد أمجد يده تحت وسادته وأخرج محفظته ليخرج منها عشرة جنيهات ليناولها لمنى

  • إيه ده يا أمجد ؟
  • عشرة جنيه ... هتخليها معاكى فى جيب البنطلون مش فى شنطتك
  • وهاعمل بيها إيه ؟
  • علشان ممكن تحتاجيها فى أى وقت
  • هاحتاجها فى إيه ؟ ماهو ممدوح معايا وأنا معايا فلوس فى شنطتى
  • ماهو أنا مش قلقان غير من إن ممدوح معاكى .... إسمعى الكلام وخليها فى جيب البنطلون اللى هتلبسيه
  • بس ده مصروفك الشهر كله يا أمجد هتفضل طول الشهر من غير فلوس
  • مش هاحتاجهم .... معايا إشتراك الأتوبيس اللى بروح بيه الكلية ومش هاقعد عالقهوة الشهر ده .... ولو إحتجت فلوس هابقى آخد منك
  • يعنى هتفضل طول النهار فى الكلية وتروح التمرين يومين كل إسبوع ومش هتاكل حتى سندوتش فى نص النهار
  • يا ستى ملكيش دعوة أنتى أنا كده كده باخسس عشان عندى بطولة كمان شهرين ووزنى زايد
  • وتعذب نفسك ليه بس يا بنى ما قولتلك ممدوح معايا
  • تالت مرة هاقولك أنا مش قالقنى غير إن زفت ممدوح معاكى
  • مش فاهمة إنت كارهه ليه مع إنه بيعاملنى بكل رقة ..... أنا مش وريتك الشعر اللى بيكتبهولى
  • إنتى حمارة يا بت ..... أنا مش موريكى الكتاب بتاع نزاراللى سى زفت بيكتب منه الشعر اللى بيبعتهولك
  • ده أسمه توارد خواطر يا جاهل
  • أه صح ..... توارد خواطر بين ممدوح البغل ونزار قبانى بالكلمة والحرف .... ما تكتبيله شعر إنتى كمان
  • ياريتنى باعرف كنت كتبت ..... ما تكتبلى إنتا حاجة واقوله إن انا اللى كتباها
  • تصدقى فكرة حلوة ...... أنا فيه فى دماغى فكرة قصيدة تنفع
  • بجد يا أمجد ؟طب سمعنى كده
  • أيوه يا ستى .... عنوانها هيكون اسمه ...... أسمه .... أسمه ..... آه لقيت عنوان حلو .... إيه رايك يكون العنوان "قصيدة إلى عيل خول "
  • تصدق إن انا اللى بنت خول إنى صدقتك .... أنا قايمة
  • مع السلامة ..... ومتنزليش من شقتكم غير معايا .... باقولك صحيح
  • قول
  • فاكرة الحركة اللى علمتك تعمليها لو حد حاول يكتفك
  • أه فكراها
  • طب ورينى كده
  • قول بقى أنك نفسك تحضنى وبتتلكك
  • ولو عايز أحضنك هاتلكك ليه ؟ خايف من امى أو امك مثلا ؟ ده يبقى يوم المنى بالنسبة لهم لما يشوفونى باحضنك
وقفز أمجد من فراشه ليحتضنها بقوة فلكزته بقوة فى خاصرته ودفعته ليسقط على الفراش فابتسم لها

  • جدعة يا بت .... أى حد يحاول يكتفك تعملى معاه كده .... ما عدا أنا طبعا
  • ماشى يا عم الناصح .... على فكرة عايزة أقولك حاجة مهمة
  • إتنيلى قولى خلينا نخلص فى الليلة السودة دى
  • إنت بشنبك ده عمر ما فى بنت هتبص فى خلقتك .... ما تحلقه خليها تتفك فى وشك شوية وتلاقى بنت تعبرك
  • طب غورى بقى من قدامى الساعة دى علشان أن جبت أخرى من حموريتك وخلينى اتخمد انام ..... يومى بكرة طويل
  • طيب هاغور ..... تصبح على خير يا ابو شنب
  • تصبحى على خير يا اللى بتحبى عيل خول
وضحك الأثنان وهو يقوم ليوصلها للخارج وكم كانت أم أمجد تطرب لسماع صوتهما يضحكان سويا ودائما ما تتمنى أن يكون ما تراه أمامها قصة حب بين ابنها وتلك الفتاة الجميلة التى طالما اعتبرتها ابنتها

الجزء الثالث

مقدمة

قد يكون من غير المناسب تذكيرى للقارئ الكريم مع كل جزء أن تلك الأحداث بالقصة تجرى فى الثمانينيات لكنى أجدها فرصة لتعريف السادة القراء ببعض ملامح الحياة فى تلك الفترة خاصة لعلمى بأن معظم القراء لم يعاصروها وقد يستغربون بعض ما ذكر بالقصة من أحداث

وقتها كانت وسيلة الأتصال الوحيدة المتاحة هى التليفون الأرضى ويقينا فمعظم حضراتكم لم يعاصره بقرصه الدوار وحتى تلك الوسيلة لم تكن متاحة للجميع . فكان على من يريد الحصول على خط تليفون أن ينتظر لمدة قد تصل أحيانا ل15 سنة قبل تركيبه وكان من يملك تليفون لا يبخل على جيرانه باستخدامه للطوارئ وكانت تليفونات أكشاك السجائر هى وسيلة إتصال من تضطره ظروفه لإجراء إتصال طارئ

كانت الكنبة ذات الشلت موجودة بكل منزل للجلوس ولإستخدام تلك الشلت أحيانا كفراش فى حالة الطوارئ

والشلت جمع شلتة وهى وسادة مربعة من القطن تصنع خصيصا بالمقاس

وقتها لم يكن هناك ما يسمى كوفى شوب . كان إسمها القهوة وكانت لها وضع خاص فى المجتمع فكان لكل قهوة زبائنها اللذين يالفونها وتألفهم

لم يكن فى المقهى ويتر ... كان إسمه القهوجى ومساعده إسمه الصبى وعادة كانوا هم وكالة انباء الشارع فعندهم كل الأخبار

كان زمن صعب عاشه من صادف شبابهم هذا الوقت لكنهم ينظرون إليه الآن بحسرة فهو كان زمن شديد الصعوبة لكنه أيضا كان شديد الجمال

والآن لنعود لقصتنا​

..............................................................................................





مرت الليلة على أمجد كأسوأ ما يكون ... فبينه وبين نفسه متأكد مما ينوى ممدوح فعله فى تلك الحفلة المزعومة التى دعى منى لحضورها لكنه لم يستطع كبح جماح جنونها وتمردها ولا يريد كسر فرحتها بحبها لهذا الشخص الذى أختارته لتحبه

إنه يعرف ممدوح جيدا ويعلم عنه الكثير فممدوح جارهم بنفس الشارع يكبرهم بأعوام ستة .... أمجد ومن هم على شاكلته من الشباب يعتبرونه نموذج للفشل بينما يعتبر الأكثرية أن ممدوح شاب لقطة .... فأبوه أحد الأثرياء بشارعهم ومصدر ثروته غير معروف ..... أبوه يملك العمارة التى يقطن بها مع أمه الحسناء التى لا يعرف لها سكان الشارع أهل ولا أصل عكس باقى سيدات الشارع ... تتعالى عليهن دوما بمجوهراتها وسيارات زوجها والخدم القائمين على خدمتها وخدمة زوجها وابنها الوحيد

يقيمون بدور كامل بتلك العمارة الكبيرة وقد خصص دور آخر لممدوح جهزه كأفضل ما يكون ليكون بيته فى المستقبل ويستغله ممدوح فى إقامة حفلات له ولأصدقائه من الشباب والفتيات يدعو إليها غرباء عن حيهم بملابس يستهجنها البعض ويعتبرها البعض موضة لا تعنيهم

كان معظم سكان الحى وقتها من الطبقة المتوسطة موظفون كبار ذوى دخل محدود أو تجار متوسطى الثروة لكن الكل كان معروف للكل فكل قاطنى الحى سكنوه فى شبابهم وهاهم أبناءهم الذين ولدوا فيه قد أصبحوا شباباً

كان ممدوح يغار من أمجد رغم الفارق بينهم فى العمر و الإمكانيات المادية وحتى فى الشكل والمظهر ... فممدوح ورث من أمه بشرتها البيضاء وشعرها الأشقر الناعم وعيونها الخضراء وورث من أبيه طوله وضخامة جسده أى أنه ورث منهما كل مواصفات الوسامة علاوة على تلك الموارد المالية اللا محدودة التى يملكها

أما أمجد فهو شاب عادى متوسط الطول أسمر البشرة خشن الشعر ذو شارب ثقيل فأمجد ورث من أبيه شكله الصعيدى الذى لا يختلف عن أى رجل من صعيد مصر

لكن أمجد رغم إمكاناته التى تبدو محدودة يعتبره سكان شارعهم محبوبهم ورجلهم الصغير فشخصيته الهادئة ونظراته الواثقة وقدرته على التدخل لحل المشاكل التى تنشأ بينهم حتى بين الكبار تثير إعجابهم فأمجد كما يقول عنه عم هيكل العجوز صاحب دكان البقالة

" شاب ليه هيبة مش هايف زى عيال اليومين دول "

كان ممدوح يغار من أمجد بل يحقد عليه منذ اليوم الذى برز فيه نجم أمجد بين سكان شارعهم يوم أن نشرت إحدى الصحف صورته كأول ناشئ مصارعة يفوز ببطولة الجمهورية للكبار رغم أنه يمثل مركز شباب ولا يلعب لنادٍ كبير

يومها ذهب ممدوح لمركز الشباب الذى لم يدخله من قبل ليطلب الإنضمام لفريق المصارعة ولا ينسى نظرة المدرب له ورفضه حتى التفكير فى الموافقة على إنضمامه

لم ينسى ممدوح إنضمام أمجد بعدها للنادى الذى يدفع أبوه له سنويا آلاف الجنيهات كإشتراك عضوية بينما تبرع نفس النادى بمبلغ ضخم لمركز الشباب حتى يوافق أمجد على الإنضمام له كلاعب

ربما أختار ممدوح أن ينصب شباكه حول منى التى يظن كل سكان الشارع أن بينها وبين أمجد قصة حب كى يشعر بأنه فاز عليه أخيرا

لم يتمالك ممدوح نفسه من السعادة يوم أن اختارت منى رفض كلية الهندسة التى دخلها أمجد واختارت كليته لتكون قريبة منه فشعر أن فوزه قد اكتمل وأن أمجد الآن يحترق قلبه على حبه

ربما لكل هذا كان القلق يأكل أمجد من داخله حتى أنه فكر فى منع منى من الذهاب لكنه كان يكره أن يكسر خاطرها وكان متأكد من قدرتها على حماية نفسها بعد ما علمه لها للدفاع عن نفسها

ليلتها لم يغمض لأمجد جفن وقام من فراشه قبل طلوع الشمس وهبط لشارعهم الهادئ ويتمشى قليلا حتى وصل للمقهى الذى فتح للتو أبوابه ليستقبله ثابت صبى المقهى الذى يطلقون عليه إسم رويتر الشارع من كثرة ثرثرته عن كل كبيرة وصغيرة يعرفها وبمجرد جلوسه أقبل عليه ثابت بإبتسامة حقيقية غير مصطنعة فثابت ككل من يقطن بشارعهم أو يعمل به يكنون حبا وتقديرا حقيقيا لهذا الشاب الذى يتواضع مع صغيرهم و يوقر كبيرهم رغم الهيبة التى تحيطه ولا ينسى ثابت يوم أنقذه أمجد من بين يدى معلمه صاحب القهوة وجمع له ثمن الأكواب التى سقطت منه ودفعه لكل ما كان يملكه وتجميعه لباقى ثمن الأكواب من زملائه ليجنبه علقة ساخنة كان بالحتم سينالها من معلمه الضخم

  • صباح الخير يا أمجد باشا .... أجيب الشيشة ولا كفاية الشاى بالحليب
  • هات شيشة يا ثابت ... دماغى هينفجر وعايز حاجة أنفخ فيها
  • أوامر يا باشا
وانطلق ثابت للداخل ليحضر لأمجد شيشته يضعها أمامه يتبعها بكوب الشاى بالحليب يضعه على الطاولة المجاورة لأمجد

  • باقول لحضرتك إيه يا باشا .... تسمحلى بكلمتين محشورين فى زورى
  • قول يا رويتر ... ماهى دماغى ناقصة عالصبح
  • خد بالك من الست منى ... دى بت بنت حلال وتستاهل كل خير
فسقط قلب أمجد فى قدميه فكلام ثابت يعنى أن ممدوح بدأ يثرثر عن منى فى جلساته لكنه تمالك نفسه سريعا

  • متخفش عليها يا ثابت ... دى بت بميت راجل
  • يا باشا الدنيا وحشة وولاد الحرام كتير والواد ممدوح سكته وحشة .... دا الراجل اللى بيجيبله الحشيش كان لسه معاه امبارح وجايبله كمية كبيرة دفع له فيها مية وخمسين جنيه حتة واحدة وبيقول كلام ميصحش عن الست منى
  • متقلقش عليها .... سكة ممدوح متمشيش مع منى
  • طب وحياة أبوك يا شيخ تخليك فى ضهرها
  • متقلقش يا ثابت .... منى زى اختى ومش هاسيبها
  • لو احتجت حاجة منى قول ومش هتأخر انا مع إنى صغير عنكم فى المقام لكن أقدر اعمل حاجات كتير تساعد
  • هو ده العشم يا ثابت .... شايلك للعوزة
ولم يستطع أمجد بعدها أن يكمل جلسته فابتلع كوب الشاى سريعا ولم يكمل تدخينه وقام سريعا ورفض ثابت ان يأخذ حساب الطلبات منه فانطلق عائدا للمنزل وقد قرر منع منى من الذهاب مهما كلفه الأمر ولتغضب كما شاءت فقد تيقن أن ممدوح لا ينوى خيرا فى هذا اليوم مع منى

دخل أمجد شقته ليجد أمه وابيه يتجهزان للنزول فحياهما وقبل يد أبيه

  • كنت فين يا أمجد بدرى كده
  • صحيت بدرى ونزلت اتمشيت شوية يا بابا قلت انشط نفسى قبل الكلية
  • فيه حاجة قلقاك يا بنى شكلك منمتش
  • لا يابابا مفيش حاجة متقلقش .... إبنك شديد زيك يا حاج
  • بالتوفيق يابنى
دخل أمجد غرفته بعد أن ودع أباه وأمه ليغير ملابسه ويضع ملابس تدريبه فى حقيبة رياضية خفيفة ويخرج لصالة الشقة حيث يوجد التليفون ليطلب رقم منى التى رفعت سماعة تليفونها سريعا وكأنها كانت تنتظر تلك المكالمة

  • صباح الخير يا منى
  • صباح الخير يا أمجد ..... فيه إيه ؟
  • هيكون فيه إيه يعنى ؟ مش إحنا متفقين أشوفك قبل ما تنزلى
  • أه متفقين بس أول مرة تقول إسمى كده من غير ألقاب ... لا قلت زفتة ولا هبابة ولا أى لفظ جميل من ألفاظك اللى بتقولهالى .... شكلك منمتمش كويس
  • لأ إتنيلت نمت كويس
  • أهو كده انا اتطمنت عليك .... طالما لسانك رجع زفر تانى تبقى كويس
  • لبستى
  • أه لبست ... وزى مانت قلت لبست بنطلون واسع مع إن شكلى هيبقى فلاحى قوى لما اروح حفلة ببنطلون
  • ولبستى إيه تانى
  • يا سافل مش هاقولك طبعا
  • أنا اللى سافل برضه ولا انتى اللى دماغك وسخة ..... لابسة البنطلون من تحت لابسة إيه من فوق
  • آآآآآآآآآآه تصدق فهمتك غلط .... لابسة بلوزة حرير
  • طب البسى بلوفر تحت البلوزة
  • إنت عبيط يا أمجد ؟ ألبس بلوفر تحت البلوزة ؟ مش شايف إن ده يبقى فلح كتير شوية والدنيا لسة مبردتش
  • علشان الدنيا بتبقى برد بليل
  • مانا هلبس جاكت
  • إلبسى الجيليه اللى اشتريتيه الاسبوع اللى فات تحت البلوزة مش هيبان
  • يووووه بقى يا أمجد .... إيه التحكمات دى
  • إسمعى الكلام وإلا مفيش نزول من البيت النهاردة
  • خلاص هاتنيل البس الجيليه تحت البلوزة .... مش عارفة هاخلص امتى منك ومن تحكماتك الغبية دى
  • لما تتنيلى تتجوزى هتخلصى منى ومن تحكماتى وهاخلص منك ومن قرفك
  • ماشى .... هانت .... استحملك سنتين كمان لغاية ممدوح ما يتخرج وهاخلص منك
  • سنتين ؟؟ تصدقى بقى إن انا هاتخرج قبل سى زفت بتاعك
  • هيهيهيهي ....... ظريف قوى يا رذل
  • طب اخلصى بقى عايز انزل
  • خمس دقايق واكون جاهزة ... سلام
كان أمجد ينوى منعها من النزول لكن الفرحة التى بدت فى صوتها جعلته يشفق عليها ويكره أن يكسر فرحتها ولعل ظنونه ليست فى محلها ويكون ممدوح رغم نذالته زوجها المستقبلى

بعد عشر دقائق كان أمجد يدق باب شقة منى لتفتح له سريعا والفرحة تكاد تقفز من عينيها فهى مقبلة على حضور حفلة لم تراها إلا فى الافلام وكانت تتوقع أن ترى ملابس أنيقة وتسمع موسيقى ناعمة ترقص على أنغامها مع ممدوح الذى عشقه قلبها واختارها هو من ضمن عشرات الفتيات اللاتى يتهافتن عليه

نظر أمجد إلى ملابسها ونظرت إليه فى غيظ وأظهرت له الجيليه المختفى تحت بلوزتها وجذبت البنطلون من جانبيه لتبرز له اتساعه وابتسمت له فى غيظ إبتسامة صفراء

  • تمام كده ولا عايزنى اروح البس العباية السودا بتاعت امى كمان ؟
  • لأ كده كويس ... ياللا بينا
وأفسح لها أمجد الطريق كى تمشى أمامه فهو رغم مناوشاته المستمرة معها يعاملها دائما كأميرة وتعودت منه هذا السلوك كجنتلمان

إفترقا عند مدخل العمارة فمواصلاتها لكليتها قريبة عند أول شارعهم بينما عليه هو أن يسير فى الإتجاه الآخر ويقطع شارعين آخرين قبل أن يصل لمحطة الأوتوبيس الذى سيستقله لكليته

قبل نهاية الشارع الثانى ببضعة أمتار كانت تخرج زميلة أمجد الحسناء من العمارة التى تقطن بها لتلمحه قادما بخطواته الواسعة المنتظمة ورأسه الحليق وشاربه الثقيل الذى لا تخطئه عين يعلق على كتفه حقيبة رياضية خفيفة . إذا فهذا الزميل الذى يبدو غريب الأطوار يسكن بنفس حيها وسيستقل بالتأكيد نفس الأتوبيس الذى تستقله للذهاب لكليتها فتمهلت قليلا متوقعة أن يتوقف ليصطحبها معه ولعله يكون أقل تحفظا بعيداً عن الكلية لكن ظنها خاب عندما وجدته بنظره المتجه للأمام لا يلتفت إليها فأيقنت أنه لم يراها . وكيف يراها وهو لا ينظر إلا نظرته الثابتة فى اتجاه واحد لا يحرك عنقه ولا عيناه وكأنه إنسان آلى يتحرك لكنها فوجئت به بعد أن أصبح بمحازاتها يلتفت فجأة باتجاهها ويحييها بنفس الأيماءة برأسه فارتبكت بشدة عندما وجدت عينيه بتلك النظرة الحادة تلتقى بعينيها المصوبة إليه ولم تلحق حتى أن ترد تحيته بمثلها قبل أن يتجاوزها مكملا طريقه بدون أن يحاول التوقف فهمت بأن تناديه لكنها تذكرت بأنها حتى لا تعرف له إسماً تناديه به

شقت الزميلة الحسناء طريقها فى اتجاه محطة الأتوبيس وهى تلاحظ أمجد يبتعد عنها بخطواته الواسعة السريعة حتى اختفى عن ناظريها وتوقعت أن تقابله على المحطة لكنها وجدت المحطة مكتظة بالمنتظرين ولم تلمح وجهه بينهم لكنها لاحظته أخيرا يقف على بعد أمتار عديدة قبل المحطة فتعجبت من غرابة أطوار هذا الفتى وشكت فى وجود خلل ما فى عقله يدفعه لأن ينتظر أوتوبيس نقل عام فى غير مكان توقفه لكن زال شكها بمجرد أن ظهر الأتوبيس وقبل أن يهدئ من سرعته يقفز هذا الغريب بداخله برشاقة وكأنه لاعب سيرك لتقف مذهولة قليلا قبل أن يدفعها زحام الصاعدين للركوب وكأنهم طوفان جرفها للداخل

كانت محطة حيهم هى المحطة التى يمتلئ فيها الأتوبيس بركابه من طلبة وموظفين وعمال فى طريقهم لأعمالهم فكان الأتوبيس يصل فارغا تقريبا لمحطتهم ثم يغادرها مكتظا بركابه يئن موتوره من فرط ما يبذله من مجهود للتحرك بهذا العدد الكبير الذى يملأه حتى يبرز من أبوابه

كادت تلك الحسناء أن تختنق من فرط الزحام حتى فوجئت بيد الفتاة التى تقف جوارها فى الزحام تلفت نظرها لمن يشير لها فإذا به زميلها الغريب يشير لها وهو جالس لتشق طريقها فى الزحام ناحية جلوسه فيقوم مفسحا لها المكان لتجلس ويقف بجوارها وحتى لم يحاول يحتك بها وهو ما لن تستهجنه أو تستغربه فى ظل التزاحم الشديد وتمايل الأتوبيس الذى هم فيه فجلست تلتقط أنفاسها ومدت يدها ناحية حقيبته التى يحملها على كتفه وكشكول محاضراته طالبة منه فى صوت هامس أن تحملها عنه وبالطبع لم يسمع صوتها فى الزحام لكنه فهم ما تريد قوله وناولها ما يحمله مصحوبا بإبتسامة شكر تعجبت منها فهى التى يجب أن تشكره لا هو

إستمر الأتوبيس فى رحلته وأمجد يقف بجوار زميلته الجالسة لا يحركه تدافع الركاب ولا تمايل الأتوبيس ولا ينظر تجاهها بل إن عينيه ظلت فى إتجاهها للأمام كأنه صنم قد وضع واقفا بجوارها أو كأنه عمود خرسانى تم صبه بأرضية الأتوبيس كما حكت لصديقاتها فيما بعد ولم يلتفت لها بعد المرة التى شكرها فيها إلا عند إقتراب الأتوبيس من محطة كليتهم ليطلب منها إسترداد حقيبته وكشكوله فناولتهم له وقامت لتلتصق بظهره فى رحلته نحو باب الأتوبيس فقد أصبح بالنسبة لها طوق النجاة وسط هذا البحر من البشر الذى يتلاصق ويتلاطم ولا تعرف كيف شق طريقه وهى خلفه بتلك السهولة حتى أنه بعد ما نزلوا لم تجد على ملابسه أو ملابسها أى تجعد أو عدم انتظام يشير إلى أنهم نزلوا من تلك المعجنة التى يطلق عليها أتوبيس نقل عام

توقفت الحسناء لتشكر أمجد لكنها وجدته يسير فورا لباب الكلية فسارت بجواره تحاول مجاراة خطواته وأسعدها أنه هدأ من خطواته قليلا لتستطيع مجاراته

  • أنا متشكرة أوى .... مش عارفة هاجى الكلية بعد كدة ازاى فى الزحمة دى
  • زى ما جيتى النهاردة حضرتك بالظبط طالما مواعيد محاضراتنا واحد هتلاقينى فى الأتوبيس .... ولو محاضراتك متأخرة هيكون الأتوبيس فاضى
  • إنت بتروح بالأتوبيس برضه
  • لأ .... غالبا بامشى وانا مروح
  • بتمشى كل المسافة دى ؟
  • المسافة مش طويلة للدرجة دى وانا باحب المشى
  • هههههههه ... طبعا مانت مش بتلبس كعب عالى زينا .... أنا لو مشيت رجليا هتتكسر
  • بسيطة ..... متلبسيش كعب عالى .... حتى علشان لما دروس العملى تبدأ متتعبيش لإن معظمها بيكون وقوف
  • وانت عرفت منين
  • والدى مهندس
  • أها .... يعنى الهندسة وراثة فى العيلة
وكانو وقتها قد اجتازوا البوابة الكبيرة وأصبحو فى داخل الفناء الفسيح خلفها ووجدت صديقاتها يقفن فى انتظارها فتوجهت نحوهم وأمجد يسير معها حتى اقتربت منهم ففوجئت به ينفصل عنها

  • طيب عن إذنك هاروح انا المدرج واسيبك براحتك
فنظرت نحوه باستغراب شديد وابتعد هو فى خطواته الواسعة بسرعة وصديقاتها ينظرن إليها وإليه فى دهشة من تصرفه والتففن حولها

  • هو فيه إيه؟ هو الجدع ده بيخاف من الناس ولا إيه
  • مش عارفة .... لسة عامل معايا حركة جنتلمان وفجأة إتقلب جلف
  • سيبك منه .... شكله مجنون
  • مش عارفة ..... غالبا هو شخص بيخاف من الاختلاط
  • ايه يا قمر ؟ شكلك مهتم يا جميل
  • بس يا بت انتى وهيا
  • طب ياللا نلحق نفطر قبل المحاضرة ... كنا مستنينك
  • روحوا انتوا أنا مش جعانة دلوقت هافطر بعد المحاضرة
وانطلقت الفتيات نحو الكافيتريا بينما توجهت هى ناحية المدرج وهى تشعر بغيظ شديد من هذا الشاب غريب الأطوار الذى يبدو أنه يهرب من التعرف بها رغم انها بالأمس كانت تتهرب من التعرف بشباب كثر حاولوا التعرف بها ومنهم من هم فى السنة النهائية لكنها لم تجد فى نفسها ما يدفعها حتى للتجاوب مع حواراتهم بعكس هذا الصامت الذى تجد شئ فى داخلها الآن يدفعها دفعا للتعرف إليه

...............................................

دخل أمجد المدرج كأول الداخلين مثلما دخله بالأمس وتخير نفس المكان للجلوس لكنه لم يخرج كشكوله ليقطع الوقت بالرسم كما كان يفعل بل وضع كفيه حول رأسه واستغرق فى التفكير حول منى وما قد يصيبها إذا تمكن هذا النذل ممدوح من التمكن منها وشعر برأسه يكاد ينفجر وبعقله يعجز عن التفكير السليم حتى أنه فكر فى الذهاب لكلية منى وممدوح وإفتعال مشاجرة معه وليكن ما يكون . لكنه عاد وتذكر أن منى وقتها ستجرح وستصبح سيرتها أحدوثة على ألسنة طلبة الكلية وربما الجامعة بأكملها وهو أكثر من يعرف انها أرق من أن تتحمل مثل هذا الضغط

أفاقه من تفكيره أصابع زميلته تربت كتفه برقة وصوتها الهامس يصل بالكاد أذنيه

  • تسمحلى يا باشمهندس أقعد جنبك ولا هتسيبنى وتمشى برضه ؟
فشعر بإحراج شديد بينه وبين نفسه وشعر بمدى قلة ذوقه فقام واقفا ليفسح لها الطريق

  • معلش سامحينى فيه موضوع شاغل بالى ومخدتش بالى من قلة ذوقى ... إتفضلى يا آنسة
  • سميرة ..... إسمى سميرة
  • تشرفنا يا آنسة سميرة
وصمت قليلا يتأملها وهى تجلس فى أناقة حقيقية غير مفتعلة وترسم على فمها إبتسامة ساحرة

  • ها ..... إتفضل
  • أتفضل إيه ؟
  • إتفضل كمل
  • أكمل إيه ؟
  • المفروض إنى عرفتك بنفسى وقولتلى تشرفنا يا آنسة سميرة فين تكملة الجملة ؟
  • جملة إيه ؟
  • إسمك يا باشمهندس .... تكملة الجملة إنك تقول إسمك .... إنت كنت عايش فى الصحرا ولا حاجة ؟
  • إيه ده .... تصدقى صح .... دا أنا أكتشفت إنى عديم الذوق مش قليل الذوق بس .... إسمى أمجد .... أمجد حسن
  • يااااه أخيرا ..... تشرفنا يا أمجد
ومدت سميرة يدها لتصافحه فصافحها أمجد بعد تردد للحظات فهو لم يصافح يد أنثى غريبة عنه منذ سنوات ويجهل الضغط اللائق فى مصافحة فتاة بمثل تلك الرقة لكنه على أى حال صافحها بأرق ما يمكنه وظهر إرتباكه فى مصافحتها

  • إيه يا عم إنت ... إنت خايف تسلم عليا
  • بصراحة ... آه
وانطلقت فى ضحك متواصل حتى دمعت عيناها

  • خايف تسلم عليا ..... ليه هاعضك
  • أصل آخر بنت سلمت عليها بالأيد كنت فى سنة 6 إبتدائى وخفت سلامى عليكى يكون مش مناسب
فزاد ضحكها وأضطرت لخلع نظارتها لتمسح دموعها وتعجب أمجد من نفسه فهو لم يلاحظ نظارتها من قبل

  • إيه ده ؟ إنتى لابسة نضارة يا آنسة سميرة
  • هو انت مخدتش بالك إنى لابسة نضارة غير لما قلعتها ؟.... دا إنت مشكلة يا أمجد
  • معلش ... مخدتش بالى
  • لا مافيش حاجة ... ماهى دى حاجة طبيعية ... هتاخد بالك ازاى وانت مبصتليش أصلا
  • بجد مأخدتش بالى ... أصل حضرتك النضارة بتاعتك رقيقة قوى ولايقة جدا على وشك
  • يا بنى إيه حكاية حضرتك ويا آنسة سميرة والكلام ده ... إحنا زملا يعنى انا أقولك يا أمجد وانت تقولى يا سميرة
  • أوكى يا باشمهندسة سميرة
فعاودتها نوبة الضحك وانتقلت عدوى الضحك لأمجد

  • يابنى إسمى سميرة إنت كلامك عامل زى ما تكون طالع من فيلم عربى قديم
فزاد ضحك أمجد حتى تحول لقهقهة حاول أن يكتمها فبادرته سميرة بالكلام بعد أن شعرت بمدى نقاء سريرة هذا الشاب عكس كل من قابلتهم ممن هم فى نفس سنه من قبل

  • إيه ده .... دا إنت بتعرف تضحك زينا كمان أهو
  • أه باعرف أضحك زى البنى آدمين
واندمج أمجد وسميرة فى موجة ضحك حتى وصلت صديقاتها ووقفن خلف أمجد الذى أعطى ظهره للممر الذى بين المدرجات ولم يشعر بوقوفهن خلفه حتى ربتت إحداهن على كتفه فاستدار لها وآثار الضحك لم تفارق وجهه فوقف وأفسح لهن الطريق وخرجت سميرة أيضا لتدخلهم حتى تحتفظ بجلستها بجوار أمجد ولكنهن لم يدخلن لأماكنهن وتحدثت إحداهن موجهة كلامها لسميرة

  • إيه ده هو الباشمهندس طلع بيتكلم
  • آه تصدقى .... وطلع بيعرف يضحك كمان
  • طيب مش تعرفينا بقى ولا إيه
  • طبعا .... ده أمجد .... ودول سهام , أمل , إيمان , هدى .... زمايلى من ثانوى وأعز أصحابى
  • أهلا وسهلا يا مدموزيلات
  • نعم ؟؟ إيه يا بنى مالك .... مدموزيلات دى بطلت من أيام يوسف وهبى ... نادينا بأسامينا عادى كده ... هو انت كنت فى مدرسة فرنساوى
  • لأ .... كنت فى مدرسة عسكرية
  • آآآآآآآآه ... علشان كده بقى عامل زى ما تكون بالع نشا .. وإيه اللى جابك هنا ؟ مش إنتوا بتخشوا حربية بعد الثانوية
  • مجموعى كان كبير وأبويا خريج الكلية دى ومرضتش ازعله لما طلب منى أخش هندسة ... وانا كمان باحب الهندسة
  • أمجد بيرسم حلو أوى وموهوب ...... إمبارح شوفته راسم المسرح بتاع المدرج ده كأنه مصوره
  • طيب ليه مدخلتش فنية عسكرية ... مانت هتبقى مهندس برضه
  • طالما هأكون مهندس يبقى أفضل أكون حر ... الجيش هيقيد حريتى فى الحركة لو حبيت أسافر أو أكمل دراسات برا مصر
وقطع حديثهم دخول بعض الشباب الذين يبدوا من مظهرهم أنهم طلبة قدامى وعرفوا أنفسهم بأنهم أعضاء بإتحاد الطلاب وطلبوا من كل ممن لديه موهبة فنية أو ثقافية أو رياضية أن يتقدم إليهم ويسجل إسمه ليكون عضو بإحدى الفرق الفنية أو الرياضية أو الثقافية فتزاحم حولهم الطلبة كل يسجل إسمه فى المجال الموهوب فيه وبعد أن انتهوا وقبل خروجهم كانت المحاضرة الأولى على وشك البدء ودخل من الباب المخصص للأساتذة رجل وقور شديد الأناقة ألتف حوله أعضاء إتحاد الطلاب تحادثوا معه قليلا وعرض عليه أحدهم كشف بأسماء الطلبة الجدد الذين انضموا للمجال الذى يمثله فى الأتحاد ففتح الأستاذ الملف الذى يحمله وأخرج منه ورقة صغيرة نظر بها ونظر للكشف ثم أعاد الكشف للطالب وخرج جميع أعضاء الإتحاد ووقف الأستاذ مكانه وساد الصمت فى المدرج تماما حتى بدأ الأستاذ فى الحديث

  • صباح الخير .... أنا الدكتور إبراهيم ******** أستاذ العمارة ورئيس قسم العمارة فى الكلية ومشرف اللجنة الرياضية والمشرف على الفرق الرياضية بالكلية .... سعيد جدا بوجودكم معانا وأتمنى لكم سنة سعيدة ....لكن قبل ما نبدأ محاضرتنا لو تسمحوا لى أسأل هل الطالب أمجد حسن موجود هنا النهاردة ولا لأ
فوقف أمجد وهو يشعر بالإحراج الشديد فمئات العيون الآن مصوبة نحوه وهو بطبيعته يكره أن يكون محط الأنظار

  • أنا أمجد حسن يا دكتور
  • طب تسمح تجيلى مكتبى بعد المحاضرة
  • تمام يا دكتور
  • شكرا ... ودلوقتى نبدأ محاضرتنا
وأكمل الدكتور المحاضرة وكالعادة اكتفى أمجد بتدوين بعض الملاحظات فقط وبينما تعجبت صديقاته الجدد من إستدعاء أمجد لمكتب أحد أكبر أساتذة الكلية فى ثانى أيام الدراسة وشعرت سميرة ولدهشتها لهذا الشعور بقلق غريب على أمجد مع انه لم يبد على ملامحه أى علامات قلق أو دهشة فقد إستنتج بالبديهة ما سُيطلب منه

إنتهت المحاضرة وقام أمجد للذهاب لمكتب الدكتور إبراهيم بعد أن ترك حقيبته الرياضية وكشكول محاضراته لزميلاته أو صديقاته الجدد

دخل أمجد لمكتب الدكتور إبراهيم الأنيق أناقة تليق بمكتب أحد افضل المصممين بمصر حيث إستقبله الدكتور بإبتسامته التى لا تفارق وجهه

  • إزيك يا أمجد ... عامل إيه معانا فى الكلية ... أتمنى تكون مبسوط
  • تمام يا فندم ... مبسوط
  • يا بنى تمام إيه وافندم إيه .... الكلية هنا مدنية ... إنت سبت المدرسة العسكرية خلاص وبلاش وقفة إنتباه اللى واقفها قدامى دى أنا دكتور أو مهندس مش ظابط ... إتفضل أقعد
  • شكرا يا فندم
  • يابنى قلتلك بلاش افندم دى .... قللى يا دكتور أو يا باشمهندس
  • تمام يا دكتور
  • ييييييييه .... دا إنت باينك مريض بالعسكرية .... هنا مافيش تمام قول حاضر أو أوكى أو اى حاجة تانية غير تمام .... إنت عارف طبعا أنا طلبتك ليه
  • عارف يافندم لكن اعتقد إن طبيعة الدراسة فى الكلية هنا وتدريبى فى النادى وفى المنتخب مش هيخلوا ليا وقت أتدرب معاكوا
  • عارف ... أنا مش هاطلب منك غير إنك تكون معانا يوم واحد بس فى الأسبوع هيا ساعة واحدة بس.... مش هيكون تدريب أد ما هيكون تشجيع لزمايلك لما يلاقوا لاعب منتخب بيتدرب معاهم وهتلعب مع الفريق لما يكون فى مسابقة أو بطولة .... وأنا هاساعدك على أد ما اقدرفى دراستك وهامنع المعيدين من إنهم يضايقوك .... إنت عارف طبعا غلاسة المعيدين
  • لا يا فندم ماعرفهاش
  • يخربيت كده ....واضح إنى هتعب معاك على ما تنسى العسكرية .... شكرا يا أمجد إتفضل إلحق محاضرتك
.......................................................................................

لم يكن الدكتور إبراهيم مجرد أستاذ لأمجد لكنه كان ملهماً ومعلماً وأباً روحياً حول وجهته من تخصص الميكانيكا الذى كان ينوى دخوله ليصبح كأبيه مهندس ميكانيكا إلى تخصص العمارة الذى برز فيه نجمه فيما بعد .

إكتشف الدكتور إبراهيم بعدما اقترب من أمجد فيما بعد موهبته فى التصميم فصقلها ونماها وأعطاه من وقته وخبرته الكثيروظل بجواره معلما فى كل نواحى الحياة بداية من مبادئ المهنة وأسرارها وحتى إسلوب إختيار الملابس ونوع البرفان

ربما لهذا كان الدكتور إبراهيم هو الوحيد من بين أساتذة أمجد الذى حرص على ذكره فهو إلى الآن يدين له بالفضل فيما وصل إليه

....................................................................

عاد أمجد للمدرج حيث كانت سميرة وباقى صديقاتها منتظرات يتحرقن شوقا لمعرفة سبب إستدعاء أمجد فقص أمجد عليهم سريعا ملخصا لما دار بينه وبين أستاذه

  • إنت كمان بتلعب مصارعة ..... أمال مش باين على جسمك يعنى
  • وحضرتك هيبان على جسمى إيه يا أنسة سهام
  • يابنى قلنالك بلاش ألقاب .... إسمى سهام بس ...... قصدى يعنى بتوع المصارعة دول بيبقوا طوال وعراض ووزنهم تقيل مش زيك كده
  • ههههههههههههههه ... قصدك يعنى المصارعين اللى بتشوفيهم فى التلفزيون
  • آه ... أنا مبفوتش حلقة منهم
  • دى يا ستى مش مصارعة .... ده مجرد شو تمثيلى معظمه متفقين عليه .... المصارعة حاجة تانية خالص وكل مصارع بيلاعب مصارع فى نفس وزنه وليها قواعد لعب بتمنع أى لاعب يأذى زميله .... على كل حال لو عايزة تشوفى المصارعة الحقيقية فأعتقد إن بطولة الجامعة السنة دى هتكون عندنا هنا فى هندسة وتقدرى تشوفيها
وأكمل أمجد وصديقاته الجدد يومهم الجامعى الثانى سويا لكن كانت دائما سميرة هى أقربهم إليه وأكثرهم حديثا معه حتى أنها ضبطت نفسها مرة تتأمل ملامحه فى إعجاب رغم عدم وجود ما يدعو في ملامحه للإعجاب

وأخيرا إنتهى اليوم الجامعى الثانى فى حياة أمجد وودع أمجد صديقاته وانطلق لإستقلال الأتوبيس الذى يملك إشتراك لركوبه فهو لا يحمل معه أى أموال بعدما أصر أن تكون الجنيهات العشرة المتاحة له كمصروف شهرى مع منى لأى طارئ قد يقابلها لكن هذه المرة إستقل الأتوبيس للذهاب الى النادى البعيد عن حيه وأنهى تدريبه لكن ذهنه طوال اليوم كان مشغولا بمنى وقلقه عليها فهو لا يتحمل فكرة أن تصاب تلك الرقيقة بأذى ولا يدرى ماهية هذا الشعور الذى يشعره نحوها

بالتأكيد هو ليس حب شاب لفتاة أو حب ذكر لأنثى لكنه نشأ ونشأت على فكرة أنه مسؤل عنها وعن سعادتها فهى بالفعل تواءم روحه التى تشعر به ويشعر بها وكل منهما يفهم ما يريده الأخر دون أن ينطق أحدهما بكلمة أواحدة و كما قالت له أمه يوما " باحس إنكوا بتتكلموا مع بعض واحنا قاعدين معاكم بعنيكم من غير ما حد يفهم إنتوا بتقولوا إيه أو كأنكم بتقروا أفكار بعض"

عاد أمجد لمنزله مرهقا ساهما ودخل فورا غرفته وأغلق عليه بابها وطلب من أمه ألا يزعجه أحد وحتى لم يتناول غداءه وشعر بقلبه ينتفض بشكل لم يعهده من قبل بمجرد غروب الشمس حتى أنه لم يطق الرقاد على سريره ولا الجلوس وظل يتحرك فى الفراغ الضيق بحجرته حركات مترددة ولا يدرى ما سبب ما ينتابه حتى فوجئ بأمه بعد نصف ساعة فقط من وقت أن أن انتابته تلك الحالة تقتحم عليه الغرفة بانزعاج شديد حاملة التليفون بيد ترتعش

  • أمجد .... منى عالتليفون عايزاك .... شكلها فيها حاجة .... شوف فيه إيه وطمنى أرجوك
إختطف أمجد التليفون من يد أمه مسرعا ليصله صوت منى باكياًعلى الطرف الآخر

  • أمجد الحقنى ..... ممدوح حاول يغتصبنى هو وصاحبه .... هربت منهم ومش عارفة أنا فين
  • إنتى بتتكلمى منين ..... إنطقى بسرعة
  • مش عارفة ..... مش عارفة ...... بتكلم من كشك على طريق كله غيطان
  • طب أدينى صاحب الكشك اللى بتتكلمى منه .... بسرعة يا منى
وبسرعة رد عليه صوت نسائى

  • أيوه يابنى .... أنا صاحبة الكشك
  • حضرتك ممكن تدينى عنوانك أو مكانك
وأعطته السيدة التى كانت تحدثه تفاصيل مكان على طريق زراعى بمحافظة الجيزة وزودته باسم القرية التابع لها ليقفز إلى مكتبته ويستخرج منها إحدى الخرائط الكثيرة التى يحتفظ بها ويرتدى ملابسه على عجل بينما أمه تكاد تجن

  • فيه إيه يا أمجد .... البنت جرالها إيه ... إتكلم يابنى طمنى
  • مفيش حاجة يا ماما ..... منى كانت عند واحدة صاحبتها وتعبت شوية ..... مفاتيح العربية فين ؟
  • عندك مكانها متعلقة جنب الباب
  • بابا هنا ولا نزل
  • بابا راح القهوة من شوية
  • طيب أنا هانزل أجيب منى وآجى .... أوعى تقولى لأمها حاجة غير لما أرجع ..... لو سمحتى إدينى جيبة وبلوزة من عندك لأن تقريبا هدومها إتوسخت لما رجعت عليها
فهرعت الأم لدولابها واعطت له ما طلبه بعد أن وضعتهم فى حقيبة ورقية

اختطف أمجد مفاتيح سيارتهم النصر 128 القديمة التى أشتراها أبوه بالتقسيط وكان يعتبرها أغلى ما يملك بعد أبناءه وزوجته

هرع أمجد إلى الشارع ليتجه جريا ناحية القهوة يبحث بنظره عن أبوه الذى هب واقفا بمجرد رؤيته بهذا الشكل

  • فيه إيه يا أمجد ؟ أمك واخواتك كويسين
  • أه يا بابا إطمن .... منى بس كانت عند واحدة صاحبتها وتعبت وباستأذنك آخد العربية أجيبها
  • ماشى يا حبيبى خدها
  • شكرا يابابا
واستدار ليعود لأخذ السيارة إلا أن أبوه إستوقفه وأخرج محفظته

  • أمجد ..... خد الخمسة جنيه دى خليها معاك .... إحتمال تحبوا تشربوا حاجة فى الطريق
كان أبو أمجد رغم مظهره الجامد وصرامته البادية على وجهه يملك قلبا رقيقا يخفيه عن الجميع وكان أمجد وأمه فقط من يعرفون حقيقة تلك الطيبة والرقة المختفية خلف الوجه القاسى الذى يظهره للجميع وكان أبو أمجد مثل أمه و مثل جميع الطيبين من سكان شارعهم يتمنون أن تكون منى من نصيب أمجد فهم يرونهم الثنائى المثالى الذى يمثل أحلامهم جميعا التى لم تتحقق

لكن ليس كل سكان الشارع طيبين ولا كل الأحلام تتحقق

أخذ أمجد من يد أبيه الجنيهات الخمسة وقبل يده وانطلق ليأخذ السيارة وينطلق بأقصى سرعة تستطيع تلك السيارة العجوز الوصول لها ويستعين بالخريطة التى إصطحبها وبالمعلومات التى أعطتها له صاحبة الكشك ليصل بعد أقل من ساعة للمكان ليصدمه منظر منى جالسة على دكة خشبية بجوار سيدة خمسينية ضخمة الجسم وقد أخذت منى فى حضنها تهدئ من روعها

بمجرد رؤية منى لأمجد يترجل من سيارته قامت واقفة وجرت نحوه وألقت بنفسها بين ذراعيه وألقت برأسها على صدره وقد تحول بكاؤها إلى نشيج مرتفع وأخذ جسدها ينتفض بشدة بين يديه فوضع ذراعيه حولها وتركها تبكى قليلا وأصطحبها للسيارة حيث أجلسها بالكرسى الأمامى المجاور لكرسى السائق ووقف جوارها ولم يغلق الباب وانتظر حتى هدأ بكاؤها قليلا قبل أن يتحدث

  • إديتى الست دى فلوس المكالمة
  • لأ مرضتش تاخد منى حاجة
  • طب العشرة جنيه معاكى
فمدت له يدها بالجنيهات العشرة بعد أن أخرجتها من جيبها فأخذها منها وتوجه لتلك الطيبة صاحبة الكشك وأصر عليها أن تأخذها وشكرها وقبل أن ينصرف قالت له بصوت خفيض

  • خد بالك من اختك يابنى ..... شكلها بنت حلال ومتستاهلش اللى كان هايحصل فيها ده
فشكرها أمجد ثانية وتوجه للسيارة وتحرك بها بهدوء هذه المرة وهو يلتقط أنفاسه بعد أن نظر لبلوزة منى التى انتزعت أزرارها من مكانها لكن الجيليه الذى إرتدته أسفلها منع صدرها من أن ينكشف

توقعت منى أن يسألها أمجد عن تفاصيل ما حدث أو أن ينفعل عليها أو يوبخها ولن تغضب منه حتى لو ضربها لكنه لم يفعل أى من ذلك بل أخرج شريط كاسيت من الدرج الأمامى ووضعه فى جهاز كاسيت السيارة لتنطلق موسيقى هادئة هدأت معها منى قليلا وظلت منتظرة ما سينالها من أمجد من تقريع لكنه بعد فترة صمت ليست بالقليلة تكلم

  • منى .... فيه شنطة عالكنبة ورا فيها هدوم ..... طلعى بلوزة إلبسيها وحطى دى مكانها
لم تكن منى على إستعداد لأن تعصى كلامه مرة ثانية أو تناقشه فيه ففعلت ما طلبه منها فى صمت واستمر صمته وهى تنظر إليه تحاول إكتشاف ردة فعله لكنها لم تستطع هذه المرة قراءة ما يدور فى ذهنه حتى توقف بالسيارة فى مكان ما على النيل تقف به بعض عربات الباعة الجائلين وأخيرا تحدث لها أمجد

  • ضربتيه جامد ؟
فتسللت لفمها أخيرا إبتسامة شاحبة وهزت رأسها لأعلى وأسفل علامة الإيجاب

  • ولما جريتى محاولش يجرى وراكى هو وصاحبه؟
فاتسعت إبتسامتها

  • صاحبه ملظلظ زيه ومقدروش يجروا ورايا
  • ومجريش وراكى بعربيته ؟
  • أنا نزلت أجرى فى غيط كرنب فمحاولش
  • نزلتى تجرى فى غيط كرنب ؟...... ااااه...... يعنى رجليكى مطينة وطينتى عربية عمك حسن اللى بيخاف عليها أكتر من عياله ؟ كده هانزل أغسل العربية قبل ما يشوفها ...... أقول عليكى إيه يا شيخة
فلم تتمالك نفسها من الضحك وقد شعرت أن خوفه عليها قد غلب غضبه منها وأنه يحاول التخفيف عنها واستمر أمجد فى محاولة تخفيف ما هى فيه

  • إنزلى نقعد شوية عالنيل واشربك حاجة
فضحكت من قلبها تلك المرة وهى تشعر أنها أخيرا فى أمان

  • وانت هتدفع تمن الحاجة اللى هتشربهالى منين والعشرة جنيه اللى حيلتنا أحنا الإتنين إديتها للست صاحبة الكشك
  • ماهو عمك حسن ميعرفش المصيبة اللى احنا فيها وادانى خمسة جنيه فاكرنى رايح معاكى رانديفو .... إنزلى إنزلى
فنظرت منى لعينيه فى إمتنان وهى تشعر بداخلها بشعور لم تشعره معه من قبل طوال سنين حياتهما وانتظرت حتى فتح بابها فمدت يدها تضعها فى يده وهى تشعر بهذا الشعور يضطرب بداخلها ويربكها حتى وصلوا لسور الكورنيش المنخفض حيث أجلسها وغاب للحظات وعاد حاملا زجاجتين من الكوكاكولا وجلسا متجاورين صامتين وهى لأول مرة معه لا تجد ما تقول وقفزت على لسانها جملة لا تدرى كيف قالتها

  • أمجد ..... ممكن تحضنى؟
  • عايزة تضربينى أنا كمان ولا إيه يا بت .... أوعى ..... دا أنا إللى معلمهالك
فضربته فى صدره برفق وقد عادت إبتسامتها الرائقة لوجهها

  • لأ مش هاضربك بس إحضنى
  • شايفة البوكس اللى واقف هناك ده يا منى ؟
  • أه .... ماله
  • فيه إتنين أمناء شرطة قاعدين فيه مستنينى أحضنك علشان ياخدونا عالقسم .... وساعتها هيعملولنا محضر آداب ويبعتوا يجيبوا أبوكى من بورسعيد يضمنك وساعتها ابقى إتدبست فيكى رسمى يا حبيبتى
فضحكت ضحك حقيقى أخيرا وهى تضربه فى صدره مرة أخرى

  • أنا تدبيسة يا ندل
  • بااااااسسسسس ..... إنتى كده بقيتى تمام طالما لسانك رجع لزفارته .... هاتى بقى الإزازة الفاضية اللى معاكى دى أرجعها علشان أخد الرهن ونروح
إنطلق أمجد بعدها بالسيارة عائدا للمنزل ولم يتحدث كثيرا وكانت عينى منى معلقة بوجهه تحاول قراءة ما يدور فى ذهنه خلف هذا الوجه الهادئ متوقعة ثورته فى أى لحظة

كانت تشعر ببركان يثور بصدره وتشعر بما يعانيه للتحكم فى غضبه كى لا يشعرها بالذنب . ايكون أمجد يحبها بطريقة أخرى غير الطريقة التى كبرت وهى تظنها ؟ إذا لماذا لم يصرح لها ؟ لماذا يخفى هذا الحب الذى جعله يتحمل كل هذا الضغط الذى تشعر به يرزح تحته ؟ أتكون غبية للدرجة التى لم تلاحظ معها حبه ؟ إنها تتمنى الآن أن تكون علاقتهما قد أخذت طريق آخر . ليتها أحست بما تحسه الآن منذ زمن

وبدأت عيناها تدمعان مرة أخرى لكن ليس على ما حدث لها لكن على للعذاب الذى تظن أن أمجد تعذبه بسببها وهى تقص له حبها لذلك الخنزير الذى ظنت أنها تحبه ووجدت نفسها تحتضن ذراعه وتنام على كتفه وهو يقود ودموعها تنهمر غزيرة من عينيها ولم تعد الآن تدرى سبب بكائها حتى أفاقها صوت أمجد

  • منى .... إحنا داخلين عالشارع وميصحش حد يشوفنا كده ... إمسكى نفسك وبطلى عياط لغاية ما نطلع
فجففت دموعها بظهر كفها واعتدلت فى جلستها وتمالكت نفسها حتى وصلوا لباب عمارتهم فاصطحبها أمجد لشقتهم مباشرة ولم يدعها تدخل شقة امها وفتح الباب ليجد أمه جالسة تتحرق من القلق وبمجرد رؤية منى لأم أمجد جرت إليها وألقت نفسها فى حضنها وانفجرت فى البكاء مرة أخرى وأم أمجد لا تدرى ما حدث وتنظر لأمجد فى إستفهام لكن أمجد لم يعط لها الفرصة لسؤاله

  • ماما من فضلك خدى منى دخليها الحمام وحميها وشوفيلها بيجامة تلبسها ودخليها أوضتى .... أنا هاروح أطمن بابا إنى رجعت .... نص ساعة وهارجع .... من فضلك متساليهاش عن حاجة علشان تبطل عياط .... وياريت تاخدى هدومها اللى إتطينت دى تغسليها
وانطلق أمجد ليطمئن أباه ويعود بعد نصف ساعة ليجد أمه جالسة فى غرفته خلف منى التى كانت ترتدى إحدى بيجاماته تمشط لها شعرها كما أعتادت فنادى أمه ليحدثها هامساً بعيداً عن سمع منى

  • إيه ده يا ماما ..... إنتى لبستيها بيجامتى أنا ؟
  • أعمل إيه يا بنى لسة منزلتش هدومى الشتوى وكل الصيفى اللى عندى قمصان نوم
  • طب ملبستهاش قميص نوم من بتوعك ليه يا ماما؟
  • قميص نوم .... لأ يا بنى عيب ..... لما أمها تطلع وتلاقيها فى أوضتك لابسة قميص نوم تقول إيه
  • تقول إيه ؟ يعنى لما تلاقيها لابسة قميص نومك هتظن ظن وحش ولما تلاقيها لابسة بيجامتى هتظن كل خير .... ماشى يا ماما .... برضه اللى فى دماغك فى دماغك .... مافيش فايدة ...أنا هادخل أهديها شوية قبل ما أمها تشوفها ... مش لازم تشوفها بالحالة دى
وطرق أمجد الباب قبل أن يدخل فأجابه صوت منى يكاد يختنق من البكاء

  • إدخل يا أمجد
ودخل أمجد من الباب ليجد منى جالسة على طرف سريره تنظر فى إتجاهه وفى عينيها نظرة لم يستطع وقتها تفسيرها وقد صففت أمه شعرها الفاحم ليحيط بوجهها الجميل فزاده جمالا وقد تحول لون أنفها ووجنتيها الأبيض إلى اللون الأحمر من كثرة بكائها

جلس أمجد على يمينها وهو لا يدرى ما يقول وقد إنتهى الوقت الذى يمكنه فيه تخفيف ألمها وصدمتها فيمن أحبت وأتى الوقت الذى لابد فيه من الحديث عما جرى لكنه قرر بينه وبين نفسه ألا يفتح جرحها الآن وليترك لها بعض الوقت لتتمالك نفسها وبالتأكيد ستقص له تفاصيل ما حدث

ساد بينهما صمت ثقيل قبل أن تبدأ منى الحديث

  • عايز تعرف اللى حصل ؟
  • طبعا عايز أعرف .... بس مش دلوقتى
  • يعنى مش عايزنى أقولك ؟
  • هتقولى بالتفصيل بس لما تبقى قادرة
  • أمجد ..... إنت إنسان جميل قوى
  • يا منى إنتى بالنسبة لى حاجة مش لاقيلها وصف .... تعرفى إنى من أمبارح هاتجنن عليكى ومرضتش أمنعك لما لاقيتك هتطيرى من الفرح رغم إنى كنت متوقع كل اللى حصل
  • وليه ممنعتنيش يا أمجد
  • لأنى واثق إنك هتقدرى تحمى نفسك ومحدش هيقدر يلمسك
  • أمجد ..... ممكن تحضنى دلوقتى
فلف أمجد ذراعه الأيسر حولها فوضعت رأسها على صدره ولا تدرى هى لما أطمأنت لما سمعت دقات قلبه فى أذنيها وأغمضت عينيها مستمتعة بشعور الأمان الذى تشعر به وسرعان ما ذهبت فى نوم عميق

فتحت أم أمجد الباب لتجد منظرا تمنت من قبل أن تراه ..... أخيرا رأت إبنها يحتضن منى ورغم فرحتها فإنها رسمت على وجهها تكشيرة غضب ليشير لها أمجد بإصبعه على فمه علامة الصمت ثم يشير لها بذراعه الأيمن أن تأتى لتساعده على وضع منى بالفراش فأقبلت الأم تمشى على أطراف أصابعها لتمسك ساقى منى بحنان وتدير جسدها بمساعدة أمجد وتصلح من وضع الوسادة لتضعها تحت رأسها ليصطحبها أمجد للخارج ويغلق الباب بهدوء شديد ويقفان بعيدا عن الباب

  • إيه اللى حصل يا أمجد ..... طمننى على البنت
  • محصلش حاجة يا ماما ..... كانت فى عيد ميلاد واحدة صاحبتها وإتخانقت مع واحدة من الموجودين وتقريبا ضربوا بعض فنزلت جرى وسابتهم
  • وإيه اللى طين هدومها وجزمتها كده
  • أصل صاحبتها ساكنة فى حتة أرياف وهى مكانتش عارفة ترجع فأتصلت بيا علشان أجيبها
  • مع إنى مش مصدقة القصة دى لكن هاعمل نفسى مصدقاها ..... هنعمل إيه دلوقتى
  • إنزلى لطنط ريرى واحكيلها الحكاية وإندهيلها تقعد جنبها ..... متسيبوهاش لوحدها كتير وسيبوها لما تصحى لوحدها
  • ماشى يا أمجد ... هاجيبلك بيجامة من بيجامات ابوك وخش نام مع اخواتك النهاردة
  • لأ ... أنا هبات فى البرجولة النهاردة .... الجو حلو وانا عايز أهدى نفسى شوية
  • زى ما تحب ..... خش خد بيجاما من دولاب ابوك وخد شلت الكنبة واطلع السطوح وانا هانزل لريرى أجيبها
  • متتأخريش يا ماما من فضلك ..... منى مش لازم تفضل لوحدها كتير
  • متخافش يا حبيبى ..... متعرفش أنا أد إيه فخورة بيك ..... حاسة إنى قلبى هيفرح بيكوا قريب
  • يووووووووه ..... يا ماما إحنا فى إيه ولا فى إيه
وحمل أمجد شلت الكنبة بعد أن إستبدل ملابسه ببيجامة أخذها من دولاب أبيه وطلع إلى سطح المنزل حيث أفسح مكان لفراشه المؤقت داخل البرجولة واضجع واضعا يديه خلف رأسه ناظرا لسقف البرجولة يفكر كيف سيرد الصفعة لممدوح ويعيد لمنى كرامتها التى أهدرها هذا الخرتيت

......................................................................................

فتحت منى عينيها لترى على الضوء الخفيف المنبعث أم أمجد جالسة على كرسى بجوار رأسها بينما أمها تجلس على الفراش بجوار قدميها وتذكرت أنها تنام الآن على فراش أمجد وفى غرفته الخاصة وتهب السيدتين فور فتحها عينيها واقفتين تحيطان رأسها بيديهم لتنطق بصوت واهن

  • أمجد فين ؟
  • فى السطوح فوق يا حبيبتى بيذاكر...... تحبى أندهولك
  • لا يا طنط متتعبيش نفسك سيبيه لمذاكرته ..... أنا هاقوم علشان ننزل
  • تقومى فين ؟ إنتى هتباتى هنا النهاردة ومش هتتحركى من مكانك وماماتك هتنام جنبك
  • لأ يا أم أمجد نبات هنا إزاى ؟ والجدع ابنك ينام فين
  • هو قايل إنه مش هيخلص مذاكرة غير الصبح وهيروح على كليته باتوا إنتوا هنا النهارده وانزلوا الصبح
  • لأ مايصحش يا أم أمجد ...... نبات هنا إزاى ؟
  • أمجد محرج عليا إن منى تتحرك من هنا الليلة وانا هاخد بكرة أجازة عارضة وهاكون موجودة طول اليوم فى البيت متقلقيش عليها
  • طب خلاص خلى منى عندك الليلة وانا هانزل أهى بنتكم برضه
  • زى ما تحبى يا ريرى بس منى مش هتتحرك من هنا
  • طيب انا هانزل دلوقتى تصبحوا على خير
واحتضنت ريرى إبنتها طويلا وطبعت على جبينها قبلة بعد أن اطمأنت أنها بخير ثم خرجت لتوصلها أم أمجد حتى الباب وتودعها بعد أن إحتضنتها طويلا شاكرة لها ماتفعله وما فعله إبنها لتهبط لشقتها بينما أم أمجد تغلق الباب وتتوجه لغرفتها سعيدة بكذبتها الصغيرة التى أبقت منى بجوارها تنام على سريرإبنها مرتدية بيجامته وتتمنى فى داخلها أن يأتى اليوم الذى تجد فيه هذه الجميلة زوجة لإبنها . إنهم بالتأكيد فى حالة حب بل عشق فهى لم تسأل عن أى شئ بمجرد ما أفاقت إلا عن أمجد الذى ترك فراشه وغرفته لها دون أن يتردد او يفكر للحظة واحدة

"إنهم فى حالة حب حتى لو كانوا لايدرون" هكذا فكرت أم أمجد

...................................................................................

بمجرد خروج أمها وأم أمجد وإغلاقهم باب الغرفة نظرت منى حولها فى الغرفة وكأنها تراها لأول مرة وأخذت نفسا عميقا تملأ صدرها بهواء الغرفة الذى تشعر برائحة أمجد فى كل جزء فيها شعرت بأمان شديد فى هذه الغرفة الضيقة ورفعت الوسادة تتشممها باحثة عن رائحة أمجد فيها وأخيرا ضمت تلك الوسادة لصدرها وأغمضت عينيها لتنام لكنها ولأول مرة فى حياتها كانت تتخيل أنها تنام الآن فى حضن أمجد

..........................................................................................

دخلت أم منى شقتها بعد أن إطمانت لأن إبنتها فى أمان وجلست قليلا تلتقط أنفاسها ثم قامت لتدخل غرفتها محاولة النوم لكنها لم تستطع وفجأة قفز لذهنها خاطر مجنون فقامت لتخلع كل ما ترتديه وترتدى عباءتها على اللحم وتتجه للمطبخ حيث أعدت كوبين من الشاى واخذتهما على صينية وصعدت بهما السلم فى إتجاه السطح حيث يرقد أمجد

وجدت باب السطوح مفتوحا فدخلت منه وأحكمت إغلاقه واتجهت للبرجولة حيث يرقد أمجد فى خطوات متسللة

لمحها أمجد على ضوء القمر وعرفها من مشيتها فاعتدل جالسا حتى وصلت إليه ووضعت الصينية على الأرض أمامه وجلست بجواره ملقية برأسها على كتفه فأحاطها بذراعه

  • مش عارفة أشكرك إزاى يا أمجد على اللى عملته النهاردة مع منى
  • تشكرينى على إيه يا ريرى ؟ إنتى عارفة منى بالنسبة لى إيه
  • بتحبها يا أمجد ؟
  • طبعا باحبها ....... تعرفى ساعات باحس إن المجنونة دى بنتى
  • بنتك إيه ..... دى اصغر منك بشهر يا واد
  • لأ بجد زى ما بقولك ..... باحس إنها بنتى
  • يعنى مبتفكرش فيها كبنت ممكن تنام معاها ؟
  • لأ طبعا ..... عمرى مافكرت فيها بالشكل ده
  • ليه يا أمجد ؟ بسبب علاقتى بيك؟
  • اقولك حاجة وتصدقيها ؟
  • قول
  • أنا عمرى ما فكرت إنى ممكن انام مع واحدة غيرك
وعندها ضغط ذراعه بقوة حولها فرفعت له شفتيها وغابا فى قبلة حارة واستمرت جولة الجنس بينهما تلك المرة طويلا حتى انتهت قبل الشروق

الجزء الرابع

مقدمة

لا زالت فصول قصتنا تدور فى ثمانينيات القرن العشرين

لم تكن الفوارق بين الطبقات الإجتماعية وقتها كما هى الآن ..... كانت الأغلبية من الطبقة المتوسطة وكان الأبناء وقتها هم الهم الأول للاباء ولم تكن الحياة رغم صعوبتها الشديدة بهذا التوحش الموجود فى وقتنا الحالى

كان الآباء لديهم الوقت الكافى لتربية أبنائهم وتعليمهم دروس الحياة التى تعلموها من أبائهم وزادوها بخبراتهم المكتسبة فنقلوا لأبنائهم خلاصة تجربتهم الحياتية

كانت كل أم تلقن إبنتها دروس خاصة تجعل منها إمرأة قادرة على مواجهة ما سوف تلتقيه فى حياتها

وقد يستغرب بعض القراء من الشباب معرفة أن كل أم كانت تلقن إبنتها كل صغيرة وكبيرة عن كل شئ بداية من كيفية رعاية منزلها وحتى كيفية إسعاد زوجها ورعاية وليدها

لم يكن الآباء يتركون أبنائهم للتعلم من الأصدقاء أو من مصادر المعلومات الغريبة فلم يكن هناك إنترنت ليتعلم منه الصغار ما قد يدفعهم لتجارب مؤذية لهم ولغيرهم

كان كل رب أسرة يحرص ولو لمرة فى الأسبوع على الدخول بوجبة خاصة تتجمع حولها العائلة ويدعو إليها أحيانا من يجده مناسبا لدخول بيته وكانت وجبة الكباب من الحاتى هى قمة رخاء الإسبوع

كانت الأبواب مفتوحة بين الجيران طول النهار رغم المشاكل المادية التى تغلق عليها فى الليل

كانت أيام جميلة رغم صعوبتها الشديدة​

والآن فلنعد إلى قصتنا

...............................................................................................



بينما تحتضن منى الوسادة التى تحمل رائحة أمجد قفز لذهنها ذكرى دفنتها عميقا فى أعماق أعماق ذاكرتها . إنها ذكرى اليوم الذى ظبطتها فيه أمها مع أمجد فى البرجولة وهى تمرر يدها الصغيرة وقتها على زبره بينما هو يمرر أصابعه على كسها . قفزت لذهنها تلك المتعة الجنسية الحقيقية الوحيدة التى مرت بها خلال كل عمرها ولم تدم إلا ثوان . كان زبر أمجد هو الزبر الوحيد الذى رأته فى حياتها وكانت أصابعه هى الأصابع الوحيدة غير أصابعها التى لامست كسها من وقت أن بلغت وإلى الآن .

تتذكر الآن تلك الأحلام الجنسية التى تراودها بين وقت وآخر تفرغ شهوتها المتفجرة خلال نومها لتكتشف الآن أن فى كل تلك الأحلام كان الزبر الذى ترى نفسها تداعبه كان زبر أمجد وأن تلك الأصابع التى طالما حلمت أنها تداعب صدرها وكسها كانت أصابعه

أيقنت وقتها بأن عقلها الباطن إختزن تلك اللحظة وأنها حُفظت عميقا بداخلها ولم تسقط يوما من ذاكرتها

وسط كل تلك الأفكار وجدت منى نفسها تضع الوسادة بين ساقيها وتذكرت أنها ترتدى بيجامة أمجد وأن قماشها الذى يلامس كسها الآن لطالما لامس زبر أمجد وقد يكون هذا القماش تشرب يوما بمنيه وتلك الوسادة بالتأكيد باتت كثيرا بين فخذيه

ضغطت منى الوسادة بين فخذيها ولم تستطع منع نفسها من فركها بكسها لتقذف ماءها غزيرا وتبلل لأمجد بيجامته ووسادته فأم أمجد عندما خلعت عنها كل ملابسها لتحممها ألبستها بيجامته فقط ولم تلبسها أى شئ تحتها

إنزعجت منى وقتها فتلك هى المرة الاولى فى حياتها التى تأتيها رعشتها وهى واعية لكن ذلك الإنزعاج لم يدم طويلا فلن يشعر أحد بما حدث وحتى لو شعر أمجد بما حدث فستكون سعيدة فعلى الأقل قد يعرف أنها تشتهيه فبالتأكيد هو ايضا يشتهيها بل يعشقها فما تشعر به الآن نحوه لايمكن أن يكون لا يملك مثله نحوها وربما أكثرمنه فالبركان الذى شعرت به يثور داخل صدر أمجد من أجلها لا يثور إلا فى صدر عاشق يهيم حبا بالتأكيد

دارت كل تلك الأفكار فى رأس منى واستقر يقين بداخلها أن أمجد يحبها حب ذكر لأنثى لا حب أخ لأخت أو صديق لصديقة ولكنها هى التى لم تكن ترى هذا الحب ولم تكن تعرف أنها تبادله دون أن تدرى نفس الحب

إستقر ذلك اليقين بعقل منى وأغمضت عينيها سعيدة لتنام بعمق ولم تكن تدرى بأنه فى الوقت الذى تخيلت فيه أن أمجد يمارس الجنس معها كان أمجد فوقها تماما فى البرجولة لا يفصله عنها إلا السقف يمارس جنس حقيقى عنيف مع أمها وأن أمها أتت شهوتها مرات ومرات بين ذراعى أمجد مقابل تلك المرة الوحيدة المتخيّلة التى قذفت هى فيها مائها

كم انت مسكينة يا صغيرة فقلبك النقى لايزال بكراً لا يستوعب تعقيدات النفس البشرية

....................................................................................................

غادرت أم منى البرجولة قبيل شروق الشمس بقليل بعد أن قضت ليلة مع هذا الشاب الذى علمته فنون الجنس فتفوق فيها وكأن غريزته توجهه لكيفية إسعاد امراة وجعلها كاللعبة بين ذراعيه رغم مظهره الهادئ وطبيعته الخجولة حقا فهو لا يتصنع الخجل لكنه خجول يتحول فى لحظات الشبق لرجل يعرف حقا كيف يسعد الأنثى بين يديه بطبيعته الغريبة التى تجعل نشاطه يزداد بعد كل ممارسة جنسية بعكس كل ما تعرفه عن الرجال .

بعدما تركته عشيقته الشبقة بقليل هبط أمجد مباشرة ليفتح باب شقتهم بهدوء شديد ويأخذ مفتاح سيارة أبيه ويهبط لينظفها وقبل أن ينتهى من مهمته بلحظات يفاجأ بابيه يقف بجواره مندهشا

  • إنت بتعمل إيه يا أمجد ؟ إنت رايح الجامعة بالعربية النهاردة ؟
  • لأ طبعا يا يا بابا .... إنت تعرف عنى إنى ممكن اعمل كده ؟
  • أمال نازل تغسل العربية عالصبح كده ليه
  • أصلها اتوسخت فى مشوار امبارح وقلت انضفهالك قبل ما تنزل
  • يابنى وليه تتعب نفسك ..... مانت عارف إن عربية المصنع بتيجى تاخدنى
  • ميضرش برضه يا بابا إنها تفضل نضيفة
فنظر إليه ابوه بنظرة شك فقد ظن أن شيئا ما قد حدث بينه وبين منى فى السيارة وأن أمجد يزيل أثاره

  • أمجد ..... خد بالك ..... منى أبوها سايبها أمانة فى رقبتى ورقبتك ولازم نحافظ عليها
  • إنت مخك راح بعيد قوى يابابا.... منى زى أختى ومفيش بينى وبينها حاجة غير كده وعمرى ما هافكر فيها غير كده ومتخافش .... إنت عارف إن تربيتك ليا متسمحليش بحاجة زى كده
  • نعم ياخويا ....أختك وتربيتك متسمحش؟ إنت حماريالا ... بت زى القمر زى دى وتقولى اختك ؟ دانا باحوشلك فلوس شبكتها يا حمار
  • حتى انت يا بابا ؟ مش كفاية عليا حضرة الناظرة
  • طب غور بقى من وشى واطلع إستحمى قبل ما عربية المصنع تيجى والسواق يشوفك بالمنظر ده ..... قال أختى قال ... عيل حمار.... وبعدين تعالى هنا .... إنت نازل تغسل العربية وانت لابس بيجامتى .... إطلع إقلع البيجاما دى وغور على كليتك ..... أوعى منى تشوفك بالمنظرالقذر ده .... متصبحش عليها حتى غير لما تستحمى وتلبس حاجة نضيفة ... فاهم؟
لم يكن أمجد يتوقع غضبة أباه بتلك الطريقة فإنه يعلم رقة قلبه رغم مظهره القاسى ولكنه لم يستغرب تلك الغضبة فهو يوقن بأن أبوه مثله مثل أمه ومثل جميع الطيبين يرى الثنائى منى وأمجد أمل جميل فى وقت عزت فيه الآمال

صعد أمجد لشقته ليقابل أمه أمام الباب تودع شقيقيه قبل ذهابهم لتنظر له أمه نظرة غاضبة

  • إيه اللى عامله فى نفسك ده ؟ ده منظر ؟ كنت فين بالمنظر القذر ده عالصبح
  • كنت باغسل العربية يا ماما ..... وعارف كل اللى هتقوليه .... وعارف إن منظرى قذر ....الباشمهندس لسة مديهوملى فى الشارع حالا ... وعارف إن ميصحش الليدى منى تشوفنى كده ..... إنتى مش رايحة المدرسة النهاردة ولا إيه ؟
  • لا مش رايحة هأقعد مع منى ..... واعمل حسابك تيجيى بدرى من الكلية علشان منى ومامتها هيتغدوا معانا النهاردة
  • حاضر .... ممكن بقى تخشى تجيبى لى غيار وقميص وبنطلون من أوضتى علشان أخش آخد دش واغير والحق كليتى
  • حاضر ..... أوعى تتحرك من الصالة قبل ما ارجع
اتجهت أم امجد ناحية غرفته حيث قضت منى ليلتها وفتحت بابها بهدوء حتى لا تزعج منى فهى تظنها لا زالت نائمة لكنها وجدتها جالسة فى الفراش مبتسمة تحتضن وسادتها أو بالأحرى وسادة أمجد ولمحت فى عينيها تلك النظرة الهانئة السعيدة التى تعرفها وتراها على وجهها هى نفسها فى المرآة صباح كل يوم جمعة عندما تقضى ليلتها الأسبوعية الخاصة مع أبو أمجد فأيقنت أن أميرتها الصغيرة قد راودها أحد تلك الأحلام التى تراود المراهقات وتجعلهن يستيقظن فى عينيهم تلك النظرة وعلى شفاههن تلك الإبتسامة

  • صباح الخير ياحبيبتى .... نمتى كويس ؟
  • نمت نوم منمتهوش طول عمرى يا ماما
  • إيه ده ؟ ماما ...... أوعى تقوليلى يا طنط تانى ... أجمل ماما سمعتها فى حياتى
  • هو صوت أمجد ده اللى برة
  • آه يا حبيبتى .... كنت داخلة أجيبله هدوم علشان يستحمى قبل ما يروح الكلية
فقفزت منى من فراشها لتطبع على وجه أم أمجد قبلة رائعة وتلمح أم أمجد موضع بللها على بنطلون بيجامة أمجد الذى ترتديه فتبتسم . فقد تأكد ظنها

  • طب انا هاخرج اصبح عليه
وقبل أن تحاول الأم منعها كانت قد وصلت للصالة بقفزة واحدة وبمجرد أن وصلت أنفجرت فى ضحك متواصل لم تستطع كتمه لتتكلم وسط ضحكها

  • إيه اللى إنت عامله فى نفسك ده يا باشمهندس .... ومشمر بنطلون البيجاما كده ليه ... كنت بتمسح السطوح
  • لأ يا روح أمك كنت بأغسل العربية اللى طينتيها إمبارح قبل أبويا ما يشوفها
  • إنت كنت بالمنظر ده فى الشارع ؟ هى البيجاما دى واسعة عليك كده ليه ؟
  • يخربيت ظرفك عالصبح ... بيجامة أبويا لبستها علشان كنتى محتلة أوضتى يا ظريفة
كانت أمه واقفة خلف منى تراقب حوارهما وقلبها يرقص طربا وابتسامتها تملأ وجهها

  • إيه الإسلوب اللى بتتكلم بيه ده يا أمجد .... فيه جنتلمان يكلم بنت قمر كده بالأسلوب ده
  • شايفة يا ماما ... قليل الذوق
  • ماما ؟ يعنى مش مكفيكى خدتى أوضتى وبيجامتى هاتخدى أمى كمان
  • لو كان عاجبك .... وبصراحة بافكر أجى اقعد فى الأوضة دى .... نمت فيها كويس
  • خلاص بلاش غلبة أنا داخل استحمى علشان اروح كليتى
  • أمجد
  • نعم يا زفتة
  • هاخش اعمل لك الشاى باللبن اللى بتحبه
فابتسم أمجد لطريقة نطق منى لجملتها الأخيرة .. فقد نطقتها برقة دائما ما تداريها بكلامها وهزارها مع كل من تعرفهم ... لكنه يعرفها عندما تفلت منها رقتها

كانت أم أمجد تكاد تطير سعادة بتلك النظرة الخاطفة التى لمحتها فى عينى إبنها وتلك اللمعة التى داراها سريعا ولحظة الصمت التى سادت بين منى وأمجد ونظرة منى المعلقة بوجه أمجد تنطق بحب تعرف هى علاماته جيدا

قطعت السيدة الحكيمة تلك اللحظة كى لا تطول فتفقد بريقها

  • خش خد حمامك ومنى هتعملك الشاى على ما أرتب أوضتك ..... قصدى أوضة منى
  • هى بقت أوضتها رسمى خلاص .... ماشى يا حضرة الناظرة
أنهى أمجد حمامه سريعا ليلمح منى تدخل غرفته حاملة صينية فيلحق بها ليجد أمه تخرج من الغرفة وعلى وجهها إبتسامة سعادة لتقابله قبل دخوله

  • إتكلم معاها كلمتين حلوين قبل ما تنزل وبلاش الدبش اللى بتحدفوه على بعض ده ... البنت محتاجة تفضفض عن اللى حصلها إمبارح ومش هتتكلم مع حد غيرك
فدخل أمجد الغرفة ليفاجأ بأمه تغلق بابها عليهما ليجد منى قد اعدت له إفطارا لم يدر أنها قادرة على إعداده

  • إيه ده يا منى ؟ مانتى عارفة إنى مبفطرش
  • متستعبطش يا أمجد .... أنا عارفة إن مفيش معاك فلوس تاكل فى الكلية وبقية الخمسة جنيه يا دوب تمشيك باقى الشهر لو إتحطيت فى أى موقف ... مينفعش تمشى من غير فلوس خالص كده ولازم تاكل كويس ... إنت بتتمرن مرتين فى الإسبوع وكليتك مرهقة ... علشان خاطرى متحرمنيش من إنى عالأقل أحضرلك فطارك .... كفاية اللى بتعمله علشانى
  • طيب النهاردة حضرتيلى الفطار ... هتطلعى كل يوم تفطرينى
  • لو اقدر أعملها هاعملها لكن كل يوم هاحضرلك فطار تاخده معاك ... أو ....
  • أو إيه يا مجنونة
  • أحضر فطار وناكل إحنا الإتنين سوا قبل ما نروح كلياتنا فى أى حتة
  • طيب إفطرى معايا النهاردة
  • ماشى هافطرمعاك علشان افتح نفسك
  • يعنى إنتى عملتى لى فطار وهتاكليه منى
  • تصدق إنك رذل يا أمجد ..... إتفضل كل ومش هاكل معاك
  • يا عبيطة باهزر معاكى ... مش هاحط فى بقى لقمة من غيرك
كانت الأم تقف خلف الباب تتسمع كى تتدخل لو تجاوز الشابين الحد وكان قلبها يرقص طربا لما تسمع . إنهما يعشقان بعضهما وهما فى طريقهما الآن للتعرف على حقيقة مشاعرهما

إنهى أمجد ومنى إفطارهما سريعا ومنى لا تكاد ترفع عينيها عن أمجد بينما هو يزدرد طعامه مسرعا ليلحق بموعد الأوتوبيس الذى يقله للكلية وبمجرد إنهاءه طعامه نظرت منى إليه

  • أمجد .... ممكن اطلب طلب ؟
  • إطلبى يا منى إنتى عارفة إنى عمرى ما هرفضلك طلب
  • ممكن تحضنى ؟
  • جرى إيه يا بت .... مالك ؟
  • يا أمجد متبقاش بايخ بقى ... باحس إنى مطمنة لما تحضنى
فمد أمجد ذراعه حول كتفيها كما فعل فى الليلة السابقة لكنها إلتفتت نحوه لتواجهه وتلف ذراعيه حول عنقه فشعر أمجد أنها بحاجة لهذا الحضن كى تشعر بالأمان بعدما حدث معها من ممدوح بالأمس ولف ذراعيه حولها فضغطت كامل جسدها على جسده وشعر أمجد بانفاسها تخرج حارة على عنقه فضمها قليلا ومرر كفه على ظهرها ليكتشف أنها لا ترتدى ملابس داخلية أسفل البيجامة ويجد عضوه يبدأ فى الإنتصاب وليجد نفسه فى لحظة يرغب فى أن تطول ملامسة جسده لجسدها وقبل أن تقرر الأم فى الخارج أنهم قد وصلوا لآخر المدى المسموح به يفيق أمجد من هفوته ويبعد منى عن جسده وهو ينتفض وكأن ثعبان قد لدغه

  • منى .... إنتى مش لابسة حاجة تحت البيجامة ؟
  • توء توء
  • يخربيتك .... هتودينا فداهية بجنان اهلك
  • ماما هى اللى لبستنى إمبارح وملقتش عندها حاجة على مقاسى
  • أمى ؟ مافيش فايدة ... اللى فى دماغها فى دماغها طب أنا هاخرج دلوقتى ... أشوفك لما ارجع .... ياريت تتكرمى عليا إنتى وأمى وتلبسى حاجة تحت البيجاما لو ناوية تفضلى لابساها لإنك كده خطر... سلام
  • أمجد
  • نعم
  • خد بالك من نفسك
  • مالك يا بت ؟ مش واخد منك عالرقة دى إنتى وانتى بتجرى إمبارح وقعتى على دماغك ولا حاجة
  • طب غور من وشى بقى ... جتك مصيبة
  • ماهى المصيبة واقفة قدامى أهى
وخرج أمجد مسرعا ليلاحظ امه تبتعد عن الباب ويوقن بأنها قد سمعت كل ما حدث فينظر لها نظرة غيظ

  • ماشى يا حضرة الناظرة .... مش ناوية ترجعى عن اللى فى دماغك لغاية ما هتجيبلى مصيبة
  • غور على كليتك ... عيل حمار
  • شكرا يا حضرة الناظرة
وينطلق أمجد مسرعا حاملا كشكول محاضراته ليقابل سميرة منتظرة عند مدخل عمارتها ليتجه ببصره ناحيتها هذه المرة ويبطئ من سيره حتى تتماشى خطواته مع خطواتها وعندما يصلا للمحطة يستأذنها لينتظر الأتوبيس قبل المحطة لكنها توقفه ممسكة بذراعه

  • خليك واقف معايا
لم يكن أمجد مستعدا لمثل تلك اللمسة من زميلته فتجمد مكانه وشعر فى تلك اللحظة بشئ ما يدفعه لإطاعتها لم يدر ما هو لكنه نظر لعينيها ولم يستطع للحظات أن يمنع عينيه من التعلق بعينيها ولم يدر ما يفعل إلا أنه وقف بجوارها وعندما وصل الأتوبيس وجد نفسه يقف خلفها بسنتيمترات قليلة يمنع عنها زحام الصاعدين رغم الطوفان البشرى الذى يحمل الجميع للداخل وكأن سميرة تتوقع منه مافعل وعندما صعدوا ووقفوا وسط الزحام توقعت أن يتلامس جسديهما فهى منذ أمس تشعر بشعور غريب ناحية هذا الشاب الذى تراه مختلفا فى كل شئ لكن الجسدان لم يتلامسا ولو لمرة رغم أنه كان يقف خلفها يحيطها بذراعيه دون أن يلمس ذراعيه جسدها بعد أن أوقفها بين مقعدين تمسك بمقبضيهما الخلفيين بقوة يمنع أى تلامس يحدث بينهما أوبينها وبين أى من الركاب المزدحمين وكأنه جدار يحيط بها يحميها وسط هذا الزحام ولم تدر سميرة ماهية الشعور بالأمان الذى شعرته فى تلك اللحظة

دخل أمجد وسميرة من بوابة الكلية ليجدا صديقاتها مجتمعات كاليوم السابق فى إنتظارها لكن فى تلك المرة توقف معهن لدقائق حياهم فيها قبل أن ينصرف لمكانه المفضل فى المدرج ويتركهن ليذهبن إلى الكافيتريا للإفطار لتتبعه سميرة بعدها بدقائق قليلة ويدور بينهما حوار مختلف تلك المرة

  • إنت ليه يا أمجد متجيش تفطر معانا ؟ بتتكسف ؟
  • لأ هتكسف من إيه بس أنا فطرت فى البيت
  • طيب أنا مفطرتش لسة ممكن تفطر معايا ؟
  • صدقينى فطرت فى البيت وكمان الكافيتريا الصبح بتكون زحمة ومش هنلاقى مكان فى المدرج لما نرجع
  • أنا جايبة معايا سندوتشات من البيت ناكلها هنا سوا
  • نفطر فى المدرج ؟ لو حد شافنا ناخد جِزا
فانفجرت سميرة ضاحكة وهو ينظر لها فى تعجب

  • يابنى إنت مش فى المدرسة العسكرية لسة .... جِزا إيه اللى ناخده .... هنا عادى ممكن نفطر ونشرب شاى كمان طالما مافيش محاضرة شغالة
  • ههههههههههههههه ..... سامحينى يا آنسة سميرة ... لسة متعودتش
  • يابنى إسمى سميرة من غير آنسة ... إتعود بقى
  • باحاول لكن واضح إنى هاحتاج شوية وقت
ومدت سميرة يدها إليه بسندوتش تردد كثيرا قبل أن يتناوله منها لكنه فى النهاية أخذه وبالصدفة لامست أطراف أصابعه يدها فشعر بشئ ما ينتابه يجعله ينظر لوجهها فتلتقى عيناهما للحظات أخفضت سميرة بعدها نظرها للأسفل فلسبب تجهله لم تستطع النظر فى عينيه أكثر من تلك اللحظات وساد الصمت بينهما طويلا حتى أنهي السندوتش الذى أعطته له بينما هى لا زالت تقضم السندويتش الخاص بها قضمات رقيقة دون أن ترفع عينيها ناحيته مرة ثانية

  • تسلم إيديكى ... سندوتش رائع
  • طيب خد واحد تانى
  • لأ مش هينفع .... وزنى لازم ينزل شوية علشان عندى ماتش قريب
  • ينزل عن كده ؟ دا أنا متهيألى إن مافيش فى جسمك دهون تنزلها
  • لأ فيه عندى 3 كيلو زيادة
قطع حديثهما وصول باقى الزميلات بصخبهن المعتاد واندمجن جميعا فى حديث ضاحك مع أمجد الذى أصبح ولد وحيد وسط ثُلة من البنات ولسن أى بنات . فتلك الثُلة اُطلق عليها فيما بعد جميلات الدفعة

......................................................................................................

بينما أمجد فى كليته كانت منى جالسة أمام تسريحة غرفة نوم أمه وأمه خلفها تمارس هوايتها فى تمشيط شعرها وهى تنظر لوجهها فى المرآة بحب حقيقى لتفاجئ الأم منى

  • بتحبيه يا منى ؟
  • أمجد ؟
وتصمت منى بعد أن افلت إسم امجد من بين شفتيها فقد أيقنت أنها صرحت لأمه بحبها له دون وعى منها فتبتسم الأم إبتسامة سعادة

  • أه أمجد يا منى ..... بتحبيه؟
فيحمر وجه منى خجلا وتطرق بوجهها لا تستطيع نطقا ً فتتركها أم أمجد لخجلها لحظات

  • تبقى بتحبيه !!
  • مش عارفة يا ماما ... بجد مش عارفة ... يمكن لو كنتى سألتينى إمبارح بس كنت هاعرف ارد عليكى .... كنت هاقولك باحبه زى أخويا أو أكتر من أخويا والكلام ده .... بس بعد ما شوفت خوفه عليا والطريقة اللى عاملنى بيها وومحاولته يخرجنى من اللى انا كنت فيه خلتنى أحس ناحيته إحساس مختلف مش عارفة إيه هو ... لكن حاسة إنى عايزة أفضل معاه ومبعدش عنه
  • لما حضنك حسيتى بأيه يا منى
فشعرت منى بالإرتباك يجتاحها حتى أن أطرافها ارتعشت

  • يا بت متخافيش ... أنا كنت واقفة ورا الباب وسمعت كل حاجة ... ولا إنتى كنتى فكرانى هاسيبكم كده لغاية ما تقعوا فى الغلط ... قولى يا منى متخافيش
  • حسيت ... حسيت ... إحساس مش عارفة إيه هو ... مش إحساس شهوة ولا جنس ... لأ ... إحساس إنى عايزة أفضل فى حضنه
  • حسيتى بأنك فى أمان .... صح يا منى ؟
  • صح .... إنتى عرفتى إزاى ؟
  • علشان هو ده الحب يا بنتى ...لما البنت بتحب بتحس بالأمان فى حضن اللى هيا بتحبه
  • وإنتى عرفتى منين يا طنط ؟ هو على ايامكم كان فيه حب وكده ؟
  • طنط إيه يا بت ؟ مش قلنا ماما ... وإيه أيامكم دى ... محسسانى إنى جيالك من القرى الرابع عشر
  • آسفة يا ماما ... بس قوليلى إنتى عرفتى إزاى اللى كنت حاسة بيه
  • بس يا بت .... المفروض انا اللى باوقعك فى الكلام مش إنتى اللى هتوقعينى
  • لأ بجد يا ماما ... أنا دايما كنت باحس إنك عايزانى أنا وأمجد نحب بعض ... وامبارح كنت حاسة إنك بتساعدينى كمان ... ليه ؟
  • علشان أنا عارفة جمال إحساسك ده يا منى
  • أيوه بقى .... عرفتيه منين ؟ إنتى كنتى بتحبى عم حسن قبل ما تتجوزوا ؟
  • أه كنت باحبه وعارفة إنه بيحبنى بس الأمور أيامنا كانت أصعب
  • طب إحكيلى علشان خاطرى ..... علشان خاطرى .... إحكى ... إحكى ...
  • يا بت اهمدى ... هاحكيلك
  • طيب هاسكت أهو .. إحكى بقى
  • كانت أول سنة لية فى التدريس ... كنت بادرس لسه لسنة أولى إبتدائى وكانت بنت أخت عمك حسن تلميذة عندى فى الفصل وجه يوم ياخدها قبل الحصة الأخيرة ما تخلص
  • ها وبعدين
  • أول ما شوفته يا بت حسيت إن قلبى وقع فى رجليا وإنى فقدت النطق ... لقيت نفسى يا بت يا منى واقفة قدام رشدى أباظة
فانفجرت منى ضاحكة وكادت أن تقع على ظهرها

  • مين ؟ رشدى أباظة ؟ عم حسن ؟ مش الشبه بعيد شوية يا ماما
  • بس يابت .... أنا شفت عمك حسن شبه رشدى أباظة وخلاص وانا كنت باموت فى رشدى أباظة
  • وبعدين عملتى إيه مع رشدى اباظة
  • طردته
  • نعم ؟ طردتيه ؟
  • آه طردته منا ملقتش حاجة أقولها قمت طردته وقلت له يجيى بعد الحصة ما تخلص .... كنت عايزة اشوفه تانى
  • دا انتوا مكنتوش سهلين بقا يا ماما ... طردتيه علشان يرجع تانى وتشوفيه... فكرة برضه
  • تانى يوم رحت المدرسة لقيته واقف مستني قدام المدرسة ... عملت نفسى مش شايفاه ودخلت عالمدرسة على طول
  • وبعدين
  • وانا خارجة لقيته واقف عالباب .... برضه عملت نفسى مش شايفاه ومشيت
  • وهو عمل إيه ؟
  • فضل ماشى ورايا لغاية ما دخلت البيت ... وفضل يا عينى واقف قدام البيت يجيى نص ساعة عمال يبص عالشبابيك عايز يعرف أنا ساكنة فى أنهى شقة
  • وانتى عرفتى منين ؟
  • مانا كنت واقفة ببص عليه من ورا الشيش
  • وبعدين عمل إيه عم رشدى أباظة ؟
  • فضل كل يوم يستنى قدام المدرسة الصبح وآخر النهار ويمشى ورايا وانا مغلباه .... ساعات كنت اتعمد أعذبه علشان اعرف هيعمل إيه
  • تعذبيه إزاى يعنى
  • مرة فضل ماشى ورايا يجيى ساعة قمت دخلت محل قماش وفضلت اتفرج على كل القماش اللى عندهم . يجيى ساعتين كده وانا شايفاه من ورا إزاز الفترينة واقف يا عين امه فى الشارع مرفعش عينه عن باب المحل
  • ومحاولش يكلمك بعد كده ؟
  • ماهو لما حاول يكلمنى خد علقة محترمة
  • ضربتيه ؟
  • لأ ... كنت باشترى الخضار لأمى وحاول يكلمنى ... زعقتله .... قام الخضرى وصبيانه إتلموا عليه ضربوه علقة موت
  • دا إنتى كنتى مفترية يا ماما ... وهو مكانش بيروح شغله وماشى وراكى ؟
  • كان لسة متعين فى مصنع شبرا الخيمة وكان بيشتغل فى وردية بليل ... كان بيخلص ورديته ويجيى جرى عالمدرسة علشان يشوفنى من بعيد ويستنانى لما اخلص ويمشى ورايا
  • ده عم حسن كان رومانسى بقى
  • ولسة يا بت رومانسى ... عمك حسن ده أرق راجل فى الدنيا
  • واتجوزتوا أزاى ؟
  • لما تعب من المشى ورايا والعُلق اللى كان بياخدها بسببى جاب ابوه وامه وجم خطبونى واتجوزنا بعدها بيجيى سنة كدة
  • يا ااه يا ماما دانتوا حكايتكوا حكاية ..... إمتى بقى أول مرة قالك بحبك
  • بعد ما ضربتوا بالقلم
  • ضربتيه بالقلم ؟
  • أه ... كنا لسة مخطوبين ورحنا القناطر سوا مع أهلى وقمت أتمشى معاه شوية جه فى حتة فاضية وقام بايسنى قمت ضرباه بالقلم .... تانى يوم جه عندنا جايب لى ورد وهو بيديهولى قالى بحبك
أدركت منى وقتها سر تماسك هذا البيت ونجاحه ..... فهو بيت عاشقين لم تنل الأيام من عشقهم وتمنت أن يجمعها بأمجد بيت مثله وأن يطل عشقه من عينيها مثلما يطل عشق ابيه من عينى أمه الآن

  • طب اعمل إيه علشان اخلى امجد يحبنى ؟
  • متعمليش حاجة .... هوبيحبك بس مش عارف لسه
  • طب اضربه بالقلم علشان يقولى بحبك .... نفسى اسمعها منه
  • هتسمعيها بس إتقلى عليه شوية .... لما بتغيبى عنه شوية بيقى زى المجنون وبيبقى مش طايق نفسه .... فاكرة يا بت أول مرة جاتلك الدورة لما خليناكى فى شقتكم إسبوع مشافكيش
  • أه فاكرة
  • كان هيتجنن ... وكان صعبان عليا بس كنتوا عيال وقتها وخفنا عليكوا ... ولسة لغاية دلوقت لما يعدى يوم ميشوفكيش بيبقى زى المجنون ... عارفة يا منى لما كان بيرجع من المدرسة كل خميس ... مكانش ياكل ولا يشرب غير لما يشوفك
  • طب اعمل إيه ؟.... أخليه يغير عليا ؟
  • أوعى ..... أمجد طالع صعيدى زى أبوه ودول غيرتهم وحشة ... جننيه ....خليه يشوفك قدامه من غير ما يقرب منك ... وبلاش كل شوية أحضنى أحضنى دى
  • بس أنا باحس بالأمان لما بيحضنى
  • خليه هو اللى يبقى عايز يحضنك يا بت
  • واخليه يبقى عايز يحضنى أزاى
كانت جلسة منى مع أم أمجد قد إنتقلت إلى الصالة حيث إستكانت منى فى حضن ام أمجد التى لفت ذراعها حولها فى حنان ونظرت فى وجه الصغيرة تتأمل جمال هذا الوجه

  • تعالى يا بت ... حواجبك مش مظبوطة ....... قدامى على الأوضة جوا
أجلستها الأم أمامها وجلست أمامها تعمل بملقطها الصغير فى وجهها

  • مقولتليش أخليه يحضنى إزاى
  • عيطى !
  • نعم ؟ أعيط ؟
  • آه عيطى .... بس من غير صوت ... خليه يشوف دمعتين بس نازلين من عينيكى الحلوة دى وهو هيحضنك من غير ما تطلبى .... و مش كل مرة كمان تسيبيه يحضنك .... أمجد نسخة من أبوه فى حنيته ومش هيستحمل يحس إنك زعلانة
  • ياااه يا ماما دانتى طلعتى حكاية
  • ماهو أنا كان نفسى فى بنت علشان اتكلم معاها زى ما بكلمك كده .... بس إتعوضت بيكى يا حبيبتى
  • وانا باحبك قوى يا ماما
ومدت الأم يدها لدرج تسريحتها لتخرج صندوق أدوات مكياجها وتلتقط منه قلم كحل وتنهمك باهتمام فى رسم خط دقيق حول عينى منى زادتهما جمالا على جمالهما وأتساعا على إتساعهما

  • بصى كده على عنيكى فى المراية
  • إيه ده ؟ أول مرة أشوف عنيا حلوة كدة
  • إحفظى بقى الرسمة دى ومتخليش أمجد يشوفك من غيركحل
وبحثت الأم قليلا فى صندوقها وأخرجت قلم روج وردى

  • خدى حطى من الروج ده .... متكتريش ... إنتى شفايفك حلوة من غير حاجة بس أمجد بيحب اللون ده
  • وعرفتى منين ؟
  • أبوه بيحبه
وبالفعل وضعت منى الروج وببعض توجيهات من الأم نجحت فى رسم شفتاها بصورة رائعة

  • كده كل حاجة تمام .... خلى قلم الروج ده معاكى وحطى منه كل ماتيجى طالعة هنا ... بس أوعى أمجد يشوفك خارجة وانتى حاطة مكياج ... هيطين عيشتك أنا عارفة غيرة الصعايدة شكلها إيه ... يلا بقى نتصل بأمك تطلع تقعد معانا شوية زمانها هتتجنن عليكى بس أوعى تقوليلى يا ماما قدامها قبل ما تستأذنى منها ولو حسيتى بس إنها زعلانة متقوليلش يا ماما قدامها
وبالفعل تصعد أم منى لتكتمل جلسة الثرثرة بعد أن بدا على وجه أم منى السعادة عندما إستأذنت منها منى قبل أن تنادى أم أمجد بلقب ماما

  • يوه يا منى إنتى بتستأذنى منى .... دى ليها فيكى أكتر منى
  • أنا باحبكم إنتوا الأتنين وكل الناس ليها أم واحدة أنا ليا اتنين
  • بس إيه الحلاوة اللى إنتى فيها دى يا بت صاحية فايقة وحاطة كحل وروج .... اللى يشوفك دلوقتى ميشوفكيش وإنتى مستقتلة امبارح
  • ماما حطتلى مكياج وعلمتنى أرسم عنيا بالكحل .... ده أنا نمت نوم يا ماما .... متهيألى البيجامات الرجالى مريحة فى النوم أكتر من بيجاماتى
لترد أم منى سريعا وكأنها كانت تنتظر تلك الكلمة

  • خلاص يا منى خدى البيجاما دى ليكى .... وكمان خدى المخدة اللى كنتى نايمة عليها طالما إستريحتى عليها
وعلمت منى وقتها أن أم أمجد قد لاحظت البلل على بيجامة أمجد التى ترتديها وعلى وسادته فشعرت بخجل شديد من نفسها ونظرت فى الأرض لترد أمها عنها

  • لأ ميصحش يا أم أمجد ناخد بيجامة الجدع ومخدته كمان
  • يعنى هو كان دافع فيهم حاجة ؟ أنا اللى مشترياهم واعمل إللى انا عايزاه ... هو أنا عندى أغلى من منى ومن راحتها .... تعالى يا منى عايزة أديكى حاجة قبل ما أنسى
وأصطحبت ام أمجد إبنتها الجديدة لغرفة النوم لتهمس لها

  • مالك يا بت إتكسفتى كده ليه ؟ ما انا كنت بنت زيك وقبل ما اتجوز ياما بليت كلوتات ومخدات وانا بافكر فى عمك حسن
  • مكنتش فاكرة إنك خدتى بالك
  • يا بت دا إنتى بنتى وبحس بيكى من غير ما أشوف حتى ... خدى البيجاما والمخدة علشان كل ما تشتاقى لأمجد يبقوا معاكى ... وخدى قلم الكحل ده كمان
وخرجوا من غرفة الأم ومنى تحمل فى يدها قلم الكحل وأخرجت قلم الروج معه من جيبها لتعرضهم على أمها بينما دخلت أم أمجد لغرفته وحملت الوسادة لتعطيها لمنى أمام أمها

  • بس كده كتير يا أم أمجد .... مكياجك كمان ؟
  • مفيش حاجة كتير على بنتى حبيبتى واللى هيا عايزاه تاخده من غير حتى ما تستأذن
وينفتح الباب ليدخل أمجد ويفاجأ بمنى جالسة بين أمه وأمها محتضنة وسادته ولا تزال ترتدى بيجامته وتتعلق عينيه بعينيها وشفتيها ويسرح قليلا فى الجمال الذى يراه متجسدا أمامه وتلاحظه امه والسعادة تقفز من عينيها لكنها تقطع تأمله

  • مالك يا واد ... بتبص للبت كده ليه ؟ أول مرة تشوفها ؟
  • لأ شوفتها كتير ... بس مالها محلوة كدة ؟ مش دى اللى كانت بتموت إمبارح وخضتنا عليها
  • بعد الشر عليها ... منى طول عمرها قمر
  • والقمر ماسكة مخدتى ليه بقى؟
  • أنا أديتهالها ... وكمان البيجاما اللى هيا لابساها بقت بتاعتها خلاص
  • طب ما تديها أوضتى كلها وانام انا فى الشارع
  • لو طلبت مش هتأخر وتنام إنتا مطرح ما تنام
  • طب وعملتوا الغدا ولا قضيتوها رغى
  • غدا إيه اللى نعمله ؟ أنا قلت لك هاعمل غدا ؟
  • مش قلتيلى تعالى بدرى علشان عازمين طنط ريرى وقردة الجبلاية دى عالغدا
  • أبوك هو اللى عازمهم .... هيجيب معاه كباب وهو جاى ... إنت فاكر منى هتبقى هنا واسيبها واقف فى المطبخ
  • طيب .... ممكن تسمحيلى أدخل أوضتى دلوقتى يا جناب الليدى منى ولا ممنوع
  • أدخل ....أنا شوية وهانزل أغير هدومى
  • طب تعالى عايزك
وتبعت منى أمجد لغرفته وأغلقا عليهما الباب

  • عاملة إيه دلوقتى يا منى ؟
  • كويسة يا أمجد ... عايزة أحكيلك اللى حصل إمبارح
  • إحكى لو مش هتتعبى
  • إمبارح ممدوح فضل كل شوية يبص فى ساعته طول ما إحنا فى الكلية وبعدين قاللى يا بينا الحفلة زمانها هتبدأ .... مكانش عاجبه اللى انا لبساه وقالى تعالى إشتريلك فستان بدال البنطلون بس أنا مرضتش وهددته إنه لو أصر مش هاروح معاه ... أخدنى فى عربيته وروحنا فيلا بجنينة كبيرة قدامها غيطان كتير بس أنا من أول ما دخلنا من البوابة وأنا مش شايفة جو حفلة ولا غيره ولما سالته قالى الحفلة جوا الفيلا ... ساعتها قلقت أوى وقلتله روحنى .... قالى طيب نسلم عالناس واروحك .... مشيت معاه لغاية الباب ولما خبط لقيت واحد صاحبه زيه كده بالظبط فتح الباب وكان شكله مش مظبوط ... قلت لممدوح مش داخلة وهستناك فى العربية لقيت صاحبه هجم عليا عايز يدخلنى بالعافية وهو جه ورايا كتفنى عايز يشيلنى وصاحبه شد البلوزة فتحهالى ..... قمت ضاربة ممدوح زى ما علمتنى ورميته على صاحبه وطلعت أجرى لغاية ما وصلت الغيط اللى قدام الفيلا نزلت أجرى فيه علشان ميحصلونيش وطلعت الناحية التانية لقيت نفسى فى طريق تراب مشيت فيه لغاية ما وصلت الطريق اللى عليه الكشك رحت لقيت الست دى وطلبت منها أعمل مكالمة وكلمتك ... وانت عارف اللى حصل بعد كده
  • طبعا متعرفيش توصلى للفيلا دى تانى ؟
  • لأ معرفش
كانت انفاس منى تتهدج وهى تقص لأمجد ما مرت به وطفرت من عينيها دمعتان وهى تنظر لعينى أمجد فاقترب منها واحاطها بذراعه لتلقى براسها على صدره تبحث عن إحساس الأمان الذى باتت لا تشعر بمثله إلا فى حضنه

مرت عليهما لحظات حتى توقفت منى عن البكاء ورفعت راسها لأمجد الذى شعر لأول مرة فى حياته مع منى برغبة حقيقية فى تقبيلها وكادت تلك القبلة أن تتم لولا أن أمجد تذكر أمه الجالسة بالخارج وأنها بالتأكيد تتابعه الآن وربما تكون أم منى معها يقفان خلف الباب فابتعد سريعا عن منى

  • فيه إيه يا أمجد
  • مفيش حاجة .... بس إفتكرت حاجة كده عايز أسألك عليها ..... شنطتك اللى كانت معاكى إمبارح فين ؟
  • يا نهار إسود ..... دى فى عربية ممدوح .... دى فيها بطاقتى وكارنيه الكلية كمان .... هاعمل إيه دلوقت
  • ولا يهمك ... ممكن نعمل بدل فاقد للبطاقة والكارنيه متقلقيش
  • والشنطة يا أمجد ؟ دى أكتر شنطة باحبها .... إللى إنت جبتهالى فى عيد ميلادى اللى فات
  • يا بت ولا يهمك .... أجيبلك غيرها
فابتسمت منى شاعرة بأن أمجد كما قالت أمه يحبها لكنه لم يدر بعد وتأكدت من نجاح ما نصحتها به أمه من إستخدام دموعها حين تحتاج لحضن أمجد الذى مد يده إلى دولابه مخرجا أحد مناديله ليناوله لها

  • أمسحى وشك بقى وبطلى عياط .... أمى وامك مش لازم يعرفوا حاجة عن الموضوع ده
  • حاضر ....
  • وكمان علشان الكحل ميبوظش
  • كحل ؟ إنت خايف عالكحل يا أمجد وسط الوضع الطين اللى أنا فيه ؟
  • أه خايف عالكحل علشان العينين الحلوة دى مش لازم تعيط ..... وإسمه الوضع الطين اللى احنا فيه .... مش احنا واحد يا هبلة
فاتسعت إبتسامة منى وكادت أن ترتمى فى حضن أمجد مرة ثانية إلا أنها تذكرت نصيحة أمه

  • لأ متخافش عالكحل يا خويا .... ده نوع غالى ومبيبوظش من الدموع .... ياللا بينا بقى نخرج علشان إتأخرنا عليهم
ويخرج الشابان ليجدا السيدتان منهمكتان فى حديث هامس يبدو أنه مهم ليقطعاه فور وصولهما

لتنتحى أم أمجد بمنى جانبا

  • إنزلى غيرى هدومك يا منى ... إلبسى فستانك الأسود اللى فيه ورد صغير روز ده .... مكسم عليكى وبيبين جمال جسمك .... أمك هتستنى معايا هنا ..... لو مكياجك إتلخبط وانتى بتلبسى صلحيه قبل ما تطلعى .... عايزة الواد الحمار ده يتهبل عليكى النهاردة
  • حاضر يا ماما
  • وشوفى خلخال من الرفيعين اللى امك بتلبسهم إلبسيه
  • بس الخلخال ده موضة قديمة قوى
  • بطلى هبل يا بت ..... النسوان اللى رجليهم وحشة هما بس اللى بيقولوا كده مش إنتى
  • حاضر
وتنصرف منى لشقتها ويتجه أمجد لغرفته لينال قسطا من الراحة وتتبعه أمه

  • شوفت يا أمجد البت قمر إزاى حتى وهيا لابسة بيجامة رجالى
  • أه يا ماما شوفت .... طيب دلوقتى هما كانوا 3 بيجامات اللى حيلتى .... واحدة بلبسها وواحدة فى الغسيل وواحدة إحتياطى لو إحتجت أغير لأى سبب ..... أعمل إيه أنا دلوقتى لو البيجاما اللى انا لابسها إتدلق عليها أى حاجة مثلا
  • مش مهم .... هبقى أديقلك بيجاما من بيجامات ابوك القديمة
  • بيجامات ابويا القديمة .... ماشى يا حضرة الناظرة
وتتركه أمه لينال قسطا من الراحة يقطعه صوت أبيه بالخارج يرحب بأم منى ويمتدح منى وجمالها فيخرج مسرعا ليقبل يد أبيه كما أعتاد فهو لم ينس أنه ذهب لعمله غاضبا منه ليفاجأ بأبيه يحتضنه فى حب ليهمس فى أذنه

  • شايف يا حمار البت .... ده كفاية جمال رجليها ما بالك بقى بأن كلها زى القمر وانت تقولى زى اختى وأخلاقى متسمحليش يا حمار
فيبتسم أمجد وهو يقول فى نفسه " إيه حكاية العيلة دى مع الرجلين "

ويجتمع الجميع حول وجبة الكباب التى وزعتها الأم فى أطباق وينتهى الجميع من تناول طعامهم ليفاجأ بأخيه الذى يصغره بعامين فقط يهمس فى أذنه " يا بختك يا أمجد بت حكاية ورجليها تهبل"

ليزغده فى جنبه قائلا فى نفسه "حتى العيل الصغير عنده نفس عقدة الرجلين"

ويجتمع الجميع مرة ثانية حول أكواب الشاى والحلويات بعد الغداء ويختلس أمجد النظر لساقى منى ليجد نفسه يسرح فى مدى جمالهما و تناسقهما ليجد عضوه ينتصب للمرة الثانية على منى فيصرف تفكيره بعيدا حتى لا يحرج فى وجود هذا التجمع لكن نظرته جهة أبيه تخبره بأن أباه قد لاحظ ما يحاول إخفاؤه فيشعر بحرج شديد يفيق منه على صوت أم منى

  • صحيح يا منى نسيت أقولك .... فيه واحد زميلك أسمه ممدوح أتصل بيكى الصبح وعايزك تتصلى بيه ضرورى .... بيقول فيه ورق مهم ليكى فى الكلية معاه وعايزك تاخديه منه
يدق جرس إنذار قوى فى ذهن أمجد ومنى يمتقع على أثره لونها ليقوم أمجد ويستأذن والده فى أن ينفرد بمنى قليلا لمناقشة موضوع خاص بدراستها وبالطبع لا يمانع الأب ليصطحب أمجد منى لغرفته ويغلق الباب وهو متأكد أن أمه لن تجرؤ على التنصت فى وجود أبيه

  • إيه حكاية الورق المهم اللى مع ممدوح ده ؟
  • معرفش .... ورق إيه اللى هيكون واخده من الكلية
  • طيب متقلقيش .... يمكن عايز يرجعلك شنطتك
  • مش عارفة .... لما انزل هاتصل بيه واشوف إيه الحكاية
  • تنزلى مين .... أنتى هتتصلى بيه دلوقتى وانا معاكى ... مش هاقدراصبر
ويحضر أمجد التليفون سريعا من الخارج لتطلب منى رقم ممدوح بيد مرتعشة وأمجد يلصق أذنه على السماعة معها ليجيب ممدوح بعد قليل

  • ألو ... أنا منى .... ورق إيه اللى يخصنى معاك
  • إتأخرتى كده ليه يا شرموطة دا انا كنت هاجيلك البيت
  • إحترم نفسك ومتخلنيش أشتمك ... إنت لسة ليك عين تكلمنى
  • ده أنا لسه هاكلمك واكلمك واكلمك لسة الماتش مخلصش يا لبوة
  • هاتنطق ولا أقفل السكة يا حيوان
  • حيوان ؟؟ طيب شوفى بقى يا بنت الناس ... جواباتك اللى كنتى بتبعتيهالى وصورك اللى متصوراها معايا عندى لسة .... بكرة التلات....قبل يوم التلات اللى بعده زى الشاطرة كده تجيبيلى ألفين جنيه وتاخديهم ....أو يوم الجمعة اللى بعدها هاكون عند ابوكى فى بورسعيد أديهمله وبرضه هاخد منه ألفين جنيه
  • إنت بتقول إيه يا واطى ... ده ذنبى إنى كنت واثقة فيك ؟
  • بطلى قلة أدب يا شرموطة واسمعى الكلام للآخر .... لو عايزة تاخدى الصور والجوابات ممكن تاخديهم من غير فلوس ..... لكن ............. تيجى تاخديهم من عندى هنا .... من الشقة
  • وانا هاجبلك الفين جنيه منين يا ممدوح ؟ خلى عندك شوية رجولة ورجعلى حاجاتى
  • رجولة مين يا قطة ؟ لو معكيش الألفين جنيه عندك الحل التانى .... قدامك أهو إسبوع تتصرفى فيه ده آخر كلام عندى سلام
ويغلق ممدوح سماعته لتنهار منى جالسة على طرف فراش أمجد الذى أُسقط فى يده ولم يستطع الصمت رغم حالة منى

  • جوابات وصور إيه يا منى اللى مع ممدوح ؟
  • جوابات كنت بابعتهاله وصور إتصورتها معاه لما عزمنى فى المطعم أول يوم فى الكلية
  • وكنتى كاتباله إيه فى الجوابات دى؟
  • كلام حب وكده يا أمجد
  • والصور ؟ كانت صور عادية ولا فيها حاجة ؟
  • لأ كنت لازقة فيه وحاطط إيده على كتفى وكده
  • يخربيت غبائك يا منى .... مقولتليش ليه عالجوابات دى قبل كده ؟
  • خفت أقلك علشان كنت هتزعقلى وتمنعنى
  • يعنى أعمل فيكى إيه دلوقتى ؟ أخنقك واخلص منك ؟
  • إعمل اللى إنت عايزه ومش هزعل .... إضربنى ...إخنقنى.... أنا استاهل ..... أنا غبية إنى مسمعتش كلامك من الأول .... بس ابويا مينفعش يشوف الصور والجوابات دى يا أمجد
كان الغضب داخل أمجد قد وصل مداه لدرجة أعجزته عن التفكير فجلس بجوار منى على طرف الفراش واضعا رأسه بين يديه بينما إنخرطت منى فى بكاء مكتوم إنفطر معه قلب أمجد فقام واقفا ليحتضن راسها

  • خلاص متعيطيش ... أنا هاتصرف
  • هتتصرف إزاى يا أمجد ؟
  • معرفش لسة .... لكن لسة قدامنا إسبوع وأكيد هلاقى حل
  • بجد يا أمجد هتتصرف ؟... يعنى إنت مش زعلان ؟
  • مش زعلان ؟ انا نفسى دلوقتى أضربك بالجزمة ... نخلص بس من المصيبة دى واحاسبك
فلفت ذراعيها حول وسطه ووضعت راسها على صدره حتى هدأت ... لقد أكتشفت أن صوت دقات قلبه تشعرها بالسكينة والإطمئنان وليس فقط الأمان وأغمضت عينيها محدثة نفسها "ياريتنى كنت عرفت من زمان إنى باحبك "

  • طب أمسحى الدموع اللى فى عنيكى دى علشان نخرج نقعد معاهم فين المنديل اللى إديتهولك؟
  • تحت فى جيب البيجاما
فمد يده لدولابه يخرج لها منديلا آخر

  • خدتى بيجامتى ومخدتى وهتخلصى مناديلى .... مش فاضل غير اللباس اللى لابسه تاخديه كمان
فعادت البسمة لوجهها فقد أيقنت أنها فى أمان طالما أمجد يقف بجوارها رغم ما تشعر به من ذنب. فإنها تشعر أنها تعذبه وتفطر قلبه منذ رفضت دخول كليته . إنها باتت تكره كليتها التى أختارتها فهاهى ثلاثة أيام تمر عليها فيها وكل يوم بمشكلة تتورط فيها ويتورط فيها معها رفيق عمرها وتوأم روحها أو الذى أصبح منذ ليلة أمس حبيبها وأقسمت بينها وبين نفسها أن تسعده وتعوضه عن الألم الذى سببته له حتى لو كان الثمن حياتها

هبطت منى وأمها بعد إنتهاء جلستهم مع أسرة أمجد وأم منى مرتبكة بسبب ما أسرته لها أم أمجد ومنى سعيدة بموقف أمجد منها لتدخل كل منهم غرفتها وتغلقها عليها حتى أرخى الليل سدوله على الشارع بأكمله وهدأت الحركة بالعمارة التى يقطنونها وذهبت منى فى نوم عميق عكس توقعها لكنها قبل أن تذهب لنومها خلعت عن نفسها كل ما ترتديه وأرتدت بيجامة أمجد على اللحم واحتضنت وسادته لتذهب فى نوم هادئ مستريحة وحتى لم تحمل هم التفكير في تهديد ممدوح فمن داخلها يقين بأن فارسها سينقذها كوعده لها فهو منذ بداية نشأتهم لم يخلف يوما وعدا وعدها إياه

بمجرد تعانق عقربى الساعة عند الثانية عشر تسللت أم منى على أطراف أصابعها وأغلقت خلفها باب شقتها بهدوء شديد وتسلقت السلم حتى دلفت من باب السطح الذى وجدته مفتوحا فأغلقته خلفها بإحكام وتوجهت فى ضوء القمر للبرجولة حيث كان أمجد يقف داخلها منتظرا وصولها بعد أن أعد البرجولة وفرش على أرضها بساط صوفى ثقيل ورص الوسائد الموجودة على الكراسى فوقه ليصنع فراش ليلتهم الجنسية الثانية بالبرجولة ليتلقفها بين يديه مستقبلا إياها بقبلة شهوانية إمتص فيها شفتاها ولسانها حتى شعرت أن لسانها يكاد ينخلع من مكانه فأرخت جسدها مستسلمة للمسات أمجد الخبيرة بكل موضع فى جسدها وهو يفتح أزرار عباءتها ويزيحها عن صدرها مستمتعا على ضوء القمر الواصل للبرجولة يضيئها بنور حالم بمنظر جسدها وثدييها اللذان لم ينل من جمالهما سنها فظلا متماسكين غير متهدلين فيقبل رقبتها ويهبط بشفتيه بينهما بينما تعتصرهما أصابعه ليلتقم حلمتها اليسرى بين شفتيه بينما تداعب أصابع يده اليسرى حلمتها اليمنى ويمرر أطراف أصابع يده اليممنى على بطنها حتى يصل لعانتها وقمة كسها المنتفخ فيمررها مرات ومرات قبل أن تتسلل للأسفل لتمس زنبورها الذى اندفعت إليه دمائها لينتفخ فيفركه بين أصابعه قبل انا تصل لكسها الذى بدأ فى الإبتلال ليأخذ من مائها ويرفع أصابعه أمام عينيها يمتصها فى تلذذ ويعيدها إلى كسها فيزداد إرتخاء جسدها ولا تقدر ساقيها على حملها فتجلس أرضا ويسندها بيده حتى يريح ظهرها على جانب البرجولة فتثنى ركبتيها وتفتح له فخذيها ليمارس عادته المحببة إليها فى لعق كسها وفرك شاربه الثقيل عليه فتنتفض بعد دقائق معدودات وهى تكتم صوتها بيديها معلنة وصولها للذروة الأولى فى ليلتها وهى تعلم أنها لن تكون الأخيرة فهى تعرف أنها ستقذف وتقذف حتى تنهك قواها

جذبها أمجد لتنام أرضا وجعل عبائتها تحتها كالملائة ورفع ساقيها التى زينهما خلخالان رفيعان فهى تعرف قيمة جمال سيقانها وتعرف حب أمجد لهما ليبدأ فى تقبيل كاحليها متجها بشفتيه ناحية هاتيك السمانتان المخروطيتان الطريتان وعندها يجد أمجد صورة ساقى منى التى تزيد جمالا عن ساقى أمها تقفز لخياله وتزيد من شبقه فيقبلهما بجنون حتى يصل لباطن فخذيها لتنتابه حالة من الجنون الشديد فينهال عليهما لعقا وتقبيلا ويعضهما عضات خفيفة ويشفط لحمهما اللدن بفمه تاركا علامات قبلات شبقه عليها ثم يرفع ساقيها بشدة حتى أن ردفيها أرتفعا عن الأرض ويغرس زبره فجأة فى كسها فتخرج منها آهة عالية فشلت فى كتمها فيضغط ساقيها بكل ثقله حتى تلامسا بطنها ويضع فمه على فمها يكتم آهاتها المتتالية ويبدأ فى إدخال زبره وإخراجه بسرعة حتى خيل إليها أن صوت إرتطام لحمه بلحمها أصبح مسموعا فى كل أنحاء الشارع وتقذف قذفتها الثانية والثالثة وهو مستمر فى هذا الجنون الذى إنتابه حتى يخرج من حنجرته صوت خوار عميق ويضغط زبره بشدة داخلها حتى أنها باتت تتنفس بصعوبة وينفجر من زبره شلال منى غزير يملأ جوف كسها وتهمد حركته فوقها وهو ينهج بشدة وقد تغطى جسده بعرق غزير ويبقى كما هو لدقائق حتى تهدا فورة قذفه ليلقى بنفسه جوارها وتنزل هى ساقيها وقد شعرت بإنهاك شديد فلأول مرة منذ بدأت علاقتها به ينيكها بكل تلك القوة والعنف فتضع رأسها على صدره وتمسد له بطنه حتى عانته حتى يهدأ تماما

  • مالك النهاردة يا أمجد .... هيجانك مش عادى النهاردة
  • مش عارف يا ريرى .... هايج هيجان مش طبيعى ومش لاقيله سبب
  • بس أنا عارفة يا روح ريرى السبب
  • عارفة ؟ عارفة إيه ؟
  • عارفة سبب هيجانك ده
  • وإيه السبب
  • منى يا أمجد .... منى سبب هيجانك ده
  • لأ يا ريرى مش منى .... أنا عمرى ما هجت على منى
  • النهاردة هجت عليها يا أمجد .... أنا خدت بالى من بصتك على جسمها النهاردة .... إنت عارف أمك كانت بتكلمنى فى إيه ؟
  • فى إيه؟
  • كانت بتكلمنى تخطبلك منى
فاعتدل أمجد جالسا وابعدت أم منى راسها عن صدره وجلست الى جواره بعد أن جمعت العباءة حول جسدها

  • وإنتى قولتليها إيه .... أوعى تكونى وافقتى
  • لأ وافقت يا أمجد .... قلت لها إنى موافقة بس علقت موافقتى على موافقتها وموافقة أبوها
  • إنتى إتجننتى يا ريرى ؟ إزاى توافقى على حاجة زى دى
  • بص يا أمجد .... إنت ومنى أغلى اتنين عندى فى الدنيا .... وسعادة منى عندى أهم ألف مرة من سعادتى .... وإذا كانت سعادة منى معناها أقطع علاقتى بيك مش هاتردد ثانية واحدة
  • بس أنا ومنى عمرنا ما فكرنا فى بعض كزوجين يا ريرى .... طول عمرنا واحنا اصحاب وأكتر إتنين بيفهموا بعض وبس
  • بس إنتوا بتحبوا بعض يا أمجد
  • بنحب بعض لكن مش بالطريقة دى .... حبى لمنى وحبها ليا مختلف عن حب إتنين ممكن يتجوزوا
  • لأ بتحبوا بعض يا أمجد بس يمكن لسة معرفتوش .... مافيش حد هيسعد منى غيرك ومافيش واحدة هتسعدك غير منى
  • إنتى بتقولى إيه ؟ يعنى الدنيا كلها شايفة حاجة عكس أصحاب الموضوع نفسهم ما شايفينها
  • لإنكوا لسة صغيرين ومش قادرين تحددوا مشاعركم لغاية دلوقتى
  • معنى كده إنك هتقطعى علاقتك بيا ؟
  • لأ يا أمجد مش هاقطع علاقتى بيك غير لو اتجوزتوا ...... ده لو قدرت .... ساعتها هتبقى قدامى ليل ونهار ويمكن مقدرش امنع نفسى
  • أنا مش عارف إنتى بتفكرى إزاى يا ريرى .... انا مقدرش استغنى عنك
  • يا واد متبقاش عبيط .... منى هتسعدك أكتر منى .... بنتى وانا عارفاها
  • طيب إنسى الموضوع ده دلوقتى وخلى الأيام هى اللى تحدد اللى هيحصل
والتقم شفتيها بفمه مرة أخرى ودخلوا فى موجة جنون جديدة إنتهت قبل الشروق


مراحيض المتعة 😅😅😅

الجزء الخامس

مقدمة


تساءل بعض السادة القراء عن سبب تأخرى أحيانا فى نشر بعض الأجزاء فأحببت أن أوضح لحضراتهم ( ولهم طبعا كل الإعتذار ) بأن نشر الأجزاء بالنسبة لقصص الباشا يتوقف على حالته ورغبته ووقته و تأثيرالحكى على حالته المزاجية

فى هذا الجزء بالذات وضح التأثر على وجه الباشا اثناء حكيه وصل لدرجة البكاء الحقيقى

فهذا الجزء يحكى عن لحظات مفصلية فى حياته وتحول جوهرى بشخصيته تحول فيه من " طالب مقاتل أمجد حسن" إلى "الطالب امجد حسن طالب الهندسة بجامعة ************ "

فى هذا الجزء ستقرأون كيف وضعته حبيبة عمره فى مواجهة نفسه فى لحظة مفصلية كاشفة يكتشف فيها ضعفه وزيف شعوره بالقوة

واعتذر للسادة القراء عن قلة المادة الجنسية بهذا الجزء فذكريات الباشا عن تلك الأيام الستة فى حياته لم يكن بها أى ممارسات جنسية لكنها كانت أيام ستة مشحونة بالمشاعر لا يصح أن نذهب بذهن القارئ بعيدا عنها عل بعض القراء تصل إليهم صورة من مشاعره أو عل شعوره ينتقل إليهم

كما أعتذر لبعض السادة القراء من أصحاب الميول الجنسية المختلفة عما قد يكون إساءة لهم ذكرت فى هذا الجزء فأنا فقط ناقل لحكى الباشا بألفاظه وكلماته وتعبيراته

وأخيرا اعتذر للسادة القراء عن طول هذا الجزء خاصة وأن كل كلمة كتبت فيه تحمل أهمية لفهم شخصية الباشا ولم أستطع إختصار أى كلمة منه لإن كل كلمة كتبت هى أساس لفهم أحاث قادمة

والآن لنعد لإستكمال قصتنا​

......................................................................................................



ترك أمجد البرجولة بعد إنصراف أم منى بساعة كاملة إستلقى فيها مفكرا فى كل ما حدث اليوم وكيف تحولت تلك الصغيرة فى عينيه لأمراة كبيره مثيرة شهية لكنه لا يزال يراها مجرد صديقة عمر ورفيقة روح قادرة على قراءة أفكاره ولم يفكر بها أبدا كأنثى يشتهيها رغم إستثارته أمس تلك المرات الثلاث وإنتصاب عضوه عليها لكنها لا تزال فى نظره أعز الأصدقاء وعلل لنفسه ما حدث من إثارته بالأمس أنه يرى فيها أمها التى تمثل له الأنثى الكاملة التى لا يرغب فى إستبدالها بأخرى طوال حياته

تسلل أمجد لشقته قبل أن يدب فيها النشاط وغسل عن جسده آثار موقعته الليلية مع عشيقته الشبقة وتمدد على فراشه لا يشغل باله إلا التفكير فى تلك المصيبة التى أوقعت منى فيها نفسها واستبعد كل الحلول التقليدية التى إعتاد الناس اللجوء إليها فى مثل تلك الأحوال فهى لن تصلح مع من هو مثل ممدوح حتى أخرجه من تفكيره صوت دقات أمه على باب غرفته قبل أن تفتحه حاملة بيدها التليفون لتخبره بأن منى على الطرف الآخر

  • صباح الخير يا قردة .... صاحية بدرى كدة ليه
  • مش إحنا متفقين نفطر سوا قبل ما نروح الجامعة
  • نِروح مين يا حمارة إنتى .... إنتى مش هتروحى كليتك غير لما نلاقى حل للمصيبة اللى إحنا فيها
  • يعنى مش هتفطر معايا ؟ أنا حضرتلك الفطار .... طيب أطلع عندك نفطر سوا
  • مينفعش .... أبويا وامى واخواتى نازلين ومينفعش نستنى فى الشقة لوحدنا
  • طيب إنزل نفطر فى شقتنا
  • أمك صحيت ؟
  • لأ لسة .... حتى دخلت عليها لقيتها نايمة مقتولة وشكلها مش هتصحى قبل الضهر
  • يبقى مينفعش أنزل عندكم .... وكمان نسيتى برج المراقبة اللى ساكن قصادكم
  • يعنى ارمى السندوتشات اللى عملتها دلوقتى ولا اعمل إيه .... أقولك نطلع نفطر عالسطح فى البرجولة
  • ماشى .... وهأقول لأمى علشان تبقى عارفة ومتعمليش حكاية لو عرفت
  • ماشى ... نص ساعة واكون فوق
  • نص ساعة ليه ؟ إنتى مش بتقولى إنك مجهزة الفطار
  • على ما أغير هدومى يا ذكى ... ولا عايزنى أطلعلك بقميص النوم ؟
  • لا أبوس إيدك ... غيرى براحتك ... وانتى كنتى هتفطرينى بقميص النوم ؟
  • يا قليل الأدب ده قميص نوم مقفول باكمام طويلة
  • وكنتى هتروحى الجامعة بقميص النوم
  • إيه خفة الدم دى ... كنت هاغيره لغاية ماتنزل ... إقفل بقى متعطلنيش
واستبدل أمجد ملابسه سريعا وأخبر أمه التى طفحت السعادة من وجهها وهى تبدى موافقتها لينطلق سريعا للسطح يتأكد من عدم وجود آثار لليلته مع أم منى وبعد تفكير سريع يخرج ترابيزة وكرسيين من البرجولة يضعهم بجوارها وينتهى من مهمته ويجلس وهو يحاول أن يطرد من ذهنه صورة منى وهى تلمس عضوهٍ فى تجربتهم الجنسية الأولى والأخيرة سوياً

كانت منى تحمل صينية الإفطار وتصعد السلم عندما وجدت باب شقة أمجد مفتوحا وأمه تقف أمامه مستعدة للذهاب لعملها

  • تعالى يا بت يا منى ادخلى عايزاكى
  • أمجد مستنينى نفطر سوا يا ماما ... مش عايزة أتأخر عليه
  • أنا عايزاكى تتأخرى عليه... خشى يا بت
فدخلت منى فورا بدون نقاش فأم أمجد أصبحت بالنسبة لها معلمتها ومرشدتها التى لا تخالف تعليماتها

  • حلو كده يا منى ..... متخليهوش يشوفك غير كده
  • الكحل مظبوط يا ماما ؟
  • مظبوط ومع الوقت إيدك هتتظبط أكتر ..... لفى كده ورينى هدومك
فدارت منى حول نفسها تستعرض فستانها الذى ترتديه

  • حلو الفستان ... تبقى تطلعيلى لما ارجع أضيق لك وسطه شوية كمان ... بس إيه الجزمة اللى لابساها دى ؟ معندكيش جزمة بكعب رفيع ؟
  • لأ مبعرفش أمشى فيهم
  • هاشتريلك واحدة وانا راجعة من المدرسة ... الكعب الرفيع هيبين جمال رجليكى أكتر ... ومش هتنزلى من عندى غير لما تتعودى تمشى بيها
فاحتضنت منى أمها الروحية وطبعت على وجنتيها قبلتين

  • مش عارفة أقولك أيه يا ماما .... أمى نفسها مبتعملش اللى بتعمليه معايا ده
  • علشان امك خايبة ....إسمعى .... أنا طلبتك من أمك امبارح علشان نخطبك لأمجد
فاحتضنت منى أم أمجد وأخذت تدور بها وهى تمطرها بالقبلات حتى كادتا أن تسقطا أرضا

  • يا بت هتوقعينى .... بطلى بوس فيا الروج اللى إنتى حطاه هيبوظ
  • مش مصدقة يا ماما إنى هبقى مرات أمجد
  • إسمعى بقى اللى هأقولهولك وركزى فيه كويس .... أمك هتسألك النهاردة تاخد رأيك .... أوعى تتنيلى وتقوليلها موافقة
  • نعم ؟ مقولهاش موافقة ؟ إزاى يعنى ؟
  • أه متقوليلهاش موافقة .... قوليلها إدينى فرصة أفكر وباعتبر أمجد زى اخويا ومبفكرش دلوقتى ولسة بدرى والحاجات دى
  • ليه ؟
  • علشان ميحسش إنك مدلوقة عليه يا خايبة .... لازم يحفى وراكى لغاية ما توافقى علشان يعرف قيمتك
  • طب إفرضى إنه افتكر إنى رفضاه
  • مش هيفتكر ... حتى لو افتكر كده يبقى احسن علشان يقطع نفسه عليكى لغاية ما توافقى
  • بس كده هيضيع علينا وقت كتير
  • أهو أنا مش خايفة غير من لهفتك ودلقتك عليه دى اللى هتبوظ الدنيا ...هو انتوا دخلتكم كانت الإسبوع الجاى خلاص وإتأجلت يا بت .... لسة أمجد قدامه خمس سنين كلية وسنة ونص جيش لو مكانوش تلاتة قبل ما يلاقى شغل ويشتغل .... الوقت ده لازم أمجد يتعذب فيه شوية علشان يشيلك بعد كده فى عنيه
  • مش سهلة إنتى برضوا يا ماما
  • دلوقتى خدى الفطار وأطلعيله .... ومتخليهوش يلمس حتى طراطيف صوابعك ... هو من امبارح وهو بيبصلك هايكلك بعنيه ... فهمانى ولا مش فاهمة عايزة أقول إيه ؟
  • لأ مش فاهمة بالتحديد عايزة تقولى إيه
  • يخربيت سذاجتك عالصبح يا منى ... إطلعى فطريه ومتخليهوش يلمسك وخلاص ... وإتقلى كده متبقيش خفيفة
  • حاضر
شعر أمجد أن الوقت قد طال قبل وصول منى وعندما هم بالنزول للإتصال بها رآها أمامه وهى تجتاز باب السطوح ووقف مبهوتا أمام نموذج الجمال الحى الذى يراه يتحرك فى إتجاهه

كانت المرة الأولى التى يرى فيها منى بهذا الجمال بعينيها المرسومتين وشفتيها المصبوغتان بروج خفيف عشق لونه عليها وهذا الفستان الزهرى الفاتح الذى يضيق على صدرها حتى خصرها ثم يتسع ليحتوى حوضها وينسدل ليغطى حتى منتصف ركبتيها وصدره المفتوح قليلا يكشف نحرها والجزء العلوى من الشق بين ثدييها وتلك الساقان التى تفوق جمال ساقى أمها يزينها خلخال ذهبى رقيق يحيط بكاحلها الأيمن يبرز جمال هذا الكاحل وتلك الساقان

لم يستطع أمجد التحرك من مكانه وظل واقفا بجفن لايرمش حتى وصلت إليه وظلت واقفة أمامه تحمل صينية الأفطار

تركته منى يتأملها قليلا وهى تستعيد نصائح أمه إليها قبل أن تفيقه من سكرته

  • هوووه ... إيه يا هندسة هتسيبنى واقفة شايلة الصنية كده
فأغمض أمجد عينيه وفتحها محاولا تمالك زمام نفسه قبل أن يمد ذراعيه يتناول منها الصينية وحرصت منى على ألا تلامس يده أصابعها حسب نصيحة أمه و بعد أن وضع الصينية على الترابيزة جلس على أحد الكرسيين بينما وقفت منى بجوار الكرسى الآخردون أن تجلس

  • ما تقعدى .... هاتفطرى وانتى واقفة كده
  • أقعد ؟ صحيح ما إنتا جاى من معسكر جيش ... يا باشمهندس المفروض إن الجنتلمان لما يكون هيقعد مع واحدة ست بيسحب لها الكرسى اللى هتقعد عليه ... طبعا معلموكوش دى فى المدرسة العسكرية
  • ومن إمتى ده بقى ؟ بعدين إنتى بالنسبة لى مش واحدة ست ... إنتى بالنسبة لى واحد صاحبى
  • لا يا شيخ ؟.... ووبالنسبة لعنيك اللى هتنط من وشك وتلزق فى صدر الفستان دى تبقى أيه ؟ و دى بصة بتبصها برضه لرجلين اصحابك ؟
فشعر أمجد بالإحراج حينما أيقن بأن منى قد إنتبهت لنظراته المختلفة تلك المرة عن نظرته المعتادة إليها فقام ليسحب الكرسى لها لينبهر مرة ثانية بشكل ظهرها المعتدل الذى ينحدر خطيه من كتفيها حتى يلتقيا عند بداية مؤخرتها فى خصر نحيل قبل أن يتسعا مرة ثانية لرسم مؤخرة تبدو رائعة حتى مع إختفائها اسفل الفستان

سحب امجد الكرسى لمنى لتجلس ويرتفع فستانها قليلا ليكشف جزء صغير من فخذيها أعلى ركبتيها ليسحب أمجد نفسا عميقا يكتمه فى صدره محاولا التحكم فى مشاعره حتى لاتفضحه وإن كان يعلم يقينا أن منى شعرت بالحريق الذى إشتعل فى صدره من تأثير الجمال الذى يراه .

فتلك الصغيرة حرفيا تقرأ أفكاره مثلما يقرأ هو أفكارها

تلافى أمجد النظر تجاه منى حتى لا يزيد حريقه إشتعالا ومد يده يلتقط أحد السندويتشات ويبدأ فى قضمه بينما يلتقط كوب الشاى بالحليب وهو يشعر بنظرات منى مصوبة إليه تخترق عقله لتقرأ ما يدور فيه وبعد لحظات صمت نطق أمجد

  • هو الشاى ده بارد ليه ؟ طبعا عملتى الشاى وعلى ما لبستى كان برد
  • الشاى مش بارد يا أمجد ... إنت بس اللى سخن زيادة شوية النهاردة
فتوقفت اللقمة فى حلقه ولم يستطع بلعها إلا بعد أن إستعان برشفة شاى تساعده على البلع فتلك الشيطانة إذن قرأت تفاصيل ما يدور فى ذهنه

  • سخن؟ ....سخن إزاى يعنى ؟ .....أنا .....لا سخن ولا حاجة أنا عادى
  • خلاص يا سيدى ولا تزعل نفسك ... إنت مش سخن ... إنت بارد
  • يا بت بطلى طولة لسانك دى ... إنتى عملالى فطار ومش قادرة تكملى جميلك وتتكلمى من غير طولة لسان لغاية ما أخلصه
  • يعنى مش فاهمة اقولك إيه يا أمجد بجد ... فهمنى دلوقت إنتا سخن ..... ولا .... إنتا بارد؟
وعلم أمجد أنه لن يستطيع مجاراتها فى إستكمال الحديث وقرر تغييرالموضوع

  • وإنتى بقى كنتى ناوية تروحى الكلية بالمنظر ده ؟
وكادت أن تجيبه بنعم لتشعل غيرته لكنها تذكرت نصيحة أمه لها بتجنب إثارة تلك الغيرة

  • لأطبعا مكنتش هاروح الجامعة كدة .... أنا قلت طالما أنا قاعدة فى البيت يبقى أدلع نفسى شوية وأحط مكياج والبس الفستان الجديد وأهو بالمرة آخد رأيك فيه .... إيه رأيك فى الفستاااان و المكيااااج
قالت منى جملتها الأخيرة وهى تركز نظرتها لعينى أمجد ونطقتها بكل ما إستطاعت وضعه فى نطقها من دلع فأجاب أمجد وهو ينظر لوجهها وقد بدأ العرق يغزو جبينه

  • مكياجك حلو أوى ... إنتى اصلا مش محتاجة مكياج
  • طب والفستاااان
  • الفستان ؟ الفستان ده مخليكى .... مخليكى
  • هاااا .... مخلينى إيه ؟
وانتبه أمجد أنه ينزلق فى حوار قد ينتهى بما لا يريده فانتفض واقفا

  • مش مخليكى حاجة .... يالا بينا ننزل
  • مش هتكمل فطارك ؟
  • شبعت خلاص ... إنتى قابلتى أمى النهاردة ؟
  • لأ هاقابلها فين ؟
  • أصل إنتى متعرفيش تتصرفى كده من من نفسك .... دى حركات أمى ... أنا عارف مش هيهدالها بال غير لما تنفذ اللى فى دماغها .... يالا ننزل علشان الحق أروح الكلية
  • إنزل إنت ... أنا هاستنى شوية هنا ... الجو حلو النهاردة
وانطلق مسرعا نحو باب السطح لتناديه منى قبل أن يخرج منه

  • أمجد
  • نعم ... عايزة إيه من زفت أمجد
  • مش انا كنت قلت لك تحلق شنبك علشان وحش
  • آه إتهببتى قلتى ... ومش هاحلقه
  • أوعى تحلقه .... أصله مخليك شبه رشدى أباظة
  • رشدى أباظة ؟ ....هى امى ...... طالما فيها رشدى أباظة تبقى امى
وانطلق يقفز السلالم بينما انتظرت منى حتى اختفى عن ناظريها فانفجرت ضاحكة بصوت مرتفع لا تستطيع كتمانه

  • يخليكى ليا يا ماما .... الواد إتهبل وبيكلم نفسه
وانقضت منى على السندوتشات بشهية مفتوحة فقد كان الجوع يتمكن منها لكنها أرادت أن يبقى الروج على شفتيها فى وجود أمجد.... وأبقت السندوتش الذى التهم أمجد منه قضمتين فقط للنهاية ... فقد كانت تريد أن يكون أثر فم أمجد هو آخر ما يلامس شفتيها

...................................................................................................

إنطلق أمجد فى طريقه بعد أن التقط كشكول محاضراته من شقته وقابل سميرة منتظرة عند مدخل عمارتها لينطلقا سويا ويستقلا الأتوبيس كما فعلا بالأمس لكن تلك المرة جد جديد أثناء رحلة الأتوبيس حينما أضطر سائقه للإنحراف بشدة لتفادى إحدى السيارات التى توقفت فى طريقه فجأة ليميل الأتوبيس بشدة ويفقد الواقفون توازنهم ويميلون معه ويسقط بعضهم على بعض إلا أمجد الذى لم يتحرك من مكانه ولم يختل توازنه ليندفع جسد سميرة بالكامل فى حضن أمجد الواقف خلفها ويتلامس كامل جسدها من الخلف مع كامل جسده من الأمام ويشعر بجسدها ينضغط بشدة على جسده ويشعر بحرارة جسدها تكاد تخترق ملابسه وتمر لحظات حتى تستعيد سميرة توازنها وتعدل من وقفتها لتهمس له بصوت متقطع

  • آسفة معرفتش أمسك نفسى
  • أنا اللى آسف مكنش ينفع أسيبك تقعى فسندتك بالطريقة دى
لم تعرف سميرة سر تلك الحرارة التى أجتاحت جسدها فى تلك اللحظة واستمرت معها فلم يتلامس جسدها من قبل مع جسد آخر بتلك القوة ولا شعرت من قبل أن هناك من يمكنه تحمل ذلك الضغط الجسدى العنيف الذى تحمله أمجد دون حتى أن يهتز أو يبدو عليه أنه يبذل مجهودا لتحمله ... لم تكن تدرى فقد كانت تلك تجربتها الأولى فى ملامسة جسدها لجسد رجل من الجنس الآخر

وصل أمجد وسميرة للنقطة التى يلتقون فيها مع باقى شلتهم لكن لم ينطق أحدهم بكلمة منذ حادثة الأتوبيس وحتى التقوا مع شلتهم وتركهم أمجد كعادته ليسبقهم للمدرج ولم تتبعه سميرة ذلك اليوم فقد كان بداخلها شيئا ما ينذرها بالإبتعاد عن أمجد حتى تهدأ تلك الحرارة التى تجتاحها أو تجد لها تفسيرا

عندما تجمع شمل شلة الجميلات مع أدهم واتخذ كل منهم مكانه قبل المحاضرة لم ترد سميرة تغيير جلستها بجوار أمجد حتى لا يلفت ذلك نظر باقى صديقاتها وببداية المحاضرة وجدت فخذها وكأنها فقدت التحكم به يتسلل ليلتصق بفخذه وحاولت مرارا أن تبعده لكنه كان فى كل مرة يخذلها ليعود لتستمر حرارة جسدها مشتعلة كان تشعر بشعور ممتع لا تستطيع مقاومته رغم خوفها منه ولم تعى شيئا مما قيل فى المحاضرة وعندما دخلت الحمام كعادتها بعد كل محاضرة فوجئت بهذا السائل اللزج يغرق كسها صانعا خيوطا ممتدة ما بين كسها وكلوتها الذى ترتديه ولم تكن تعرف هذا السائل من قبل فهى متأكدة بأنها بالتأكيد لم تأت بشهوتها التى لم تعاينها إلا أثناء نومها ولم تكن تدرى بأن هناك سوائل أخرى تخرج من المرأة غير سائل القذف

كانت سميرة ساذجة جنسيا ولم تحدثها أمها أو أى من نساء عائلتها عن أى شئ بخصوص الجنس فهم كانوا يرونها صغيرة لا يصح حتى الحديث أمامها عن مثل تلك الأشياء حتى لا تنفتح أعينها على أشياء يرون أنه من العيب أن تعرفها البنت قبل الزواج

لم يتأثر أمجد بتلك الملامسات ولم يشعرمن الأساس بأى أمر غير طبيعى فعلاقته الجنسية مع أم منى لم تكن لتترك الفرصة لتلامس بسيط مثل هذا أن يثيره أو يلفت حتى نظره فتركيزه الشديد فى المحاضرة علاوة على إنشغال ذهنه بمنى ومشكلتها مع ممدوح جعلاه بعيدا عن أن يلاحظ إلتصاق فخذ سميرة بفخذه أو أن يراه أمر غير طبيعى

عادت سميرة وباقى صديقاتها للمدرج وفوجئ أمجد بسميرة تلملم أغراضها وتعتذر منهم عن إكمال اليوم وأنها لابد ان تعود للمنزل لشعورها بتعب مفاجئ فعرض عليها أن يترك المحاضرات ليوصلها لكنها رفضت بشدة وبمجرد إنصرافها تجمعت روؤس الفتيات الأربع يتهامسن ويضحكن بصوت مكتوم وبعدما انتهوا من نميمتهم القصيرة سالهم أمجد عن سر التعب المفاجئ الذى اصاب سميرة

  • هى سميرة مالها ؟
  • تعبت فجأة وكان لازم تروح
  • تعبت إزاى يعنى ؟ ماهى كانت كويسة
لتجيبه سهام وهى أجرؤهن فى الحديث بصوت خافت

  • جرى أيه يا أمجد ؟ تعبِت ... التعب اللى بيجى للبنات كل شهر ... متعرفهوش
ليحمر وجه أمجد خجلا بينما تنطلق باقى الفتيات فى ضحك حاولن كتمانه حتى بدأت المحاضرة التالية

لم تكن الفتيات يعلمن حقيقة ما حدث لسميرة لكنهن خمن السبب الأقرب لذهنهن ولم يكن ليخطر ببال إحداهن السبب الحقيقى لعودة سميرة لبيتها فى هذا الوقت ولم يكنّ يتوقعن أن سميرة كانت مستثارة وخائفة من تلك الإثارة التى اجتاحت جسدها

ساذجة كانت سميرة وكانوا سذج صديقاتها

....................................................................................................

عاد أمجد لشقته وهو يتوقع أن يجد منى مع أمه لكنه وجد أمه منهمكة فى المطبخ فحياها ودخل لغرفته ليغيرملابسه ويرقد ولا يزال حل مشكلة منى مع ممدوح يشغل باله ولكن كان يشغل باله أيضا صورة منى الجميلة المثيرة التى كانت معه صباح اليوم

إنه يفتقدها الآن كما لم يفتقدها من قبل .... تلح عليه صورتها دائما تقطع حبل أفكاره .... تلك الأفكار التى تتمحور حول حل مشكلتها تعيقها صورتها فيحدث نفسه وهو يهز رأسه

  • يخربيت أهلك يا منى مش عارف افكر فى حل لمشكلتك بسببك .... يا ترى إيه غيرك كده يا بنت اللذينة انتِ
يقطع تفكيره صوت ابيه الجهورى يناديه وأخوته لتناول الغداء ليخرج مقبلا يده ويتبعه أخويه ويتجهوا جميعا للسفرة التى إنتهت الأم من إعدادها وبمجرد جلوسهم يبادره أبوه

  • أمجد عايزك بعد الغدا فى موضوع مهم
  • حاضر يا بابا
وتنظر الأم فى وجهه تراقب قلقه البادى لتسأله

  • فيه حاجة يا أمجد؟ شكلك قلقان
  • لا يا ماما مفيش حاجة .... هى منى مطلعتش النهاردة ؟... كنت متوقع إنى هاجى ألاقيها معاكى
  • لا يا حبيبى مطلعتش ... ومعتقدش إنها ممكن تطلع النهاردة
  • ليه هى عيانة ولا حاجة ؟ كانت كويسة الصبح
  • لأ مش عيانة
  • طب فيه إيه ؟
  • ماتبقى تتصل بيها تسألها يا أمجد ... بتسألنى أنا ليه
  • آسف يا ماما ... كنت فاكرك عارفة حاجة
  • حتى لو اعرف حاجة مش هاقولك ... عندك صاحبة الشأن إسألها
وتتبادل امه النظرات مع ابيه لينظر له أبيه نظرة تسكته حتى إنتهوا من غدائهم ليدعوه أبوه لغرفة الصالون وتتبعه أمه

  • أوضة الصالون ..... يبقى فيه أمر خطير أبويا وأمى عايزين يكلمونى فيه .... يا ترى فيه إيه
هكذا حدث أمجد نفسه لتغلق أمه الباب عليه وعليها وعلى أبيه ليتحدث الأب أولا

  • بص يا أمجد ... أمك طلبت إيد منى ليك إمبارح من أمها .... أمها وافقت بس علقت موافقتها على موافقة البنت ....لو البنت وافقت هاخدك ونسافر بورسعيد نطلب إيدها رسمى من أبوها
لم يكن الأمر بالطبع مفاجأة لأمجد كما يتوقع الأب والأم وكان قد أعد نفسه لتلك اللحظة وتجهز لها

  • مش كان واجب برضه يا بابا تاخدوا رأيى قبل ما تاخدوا خطوة زى دى
لتتدخل الأم فى الحديث

  • وانت هتلاقى زى منى فين يا أمجد .... بت زى القمر ومتربية وعارفين أصلها وفصلها ... أى شاب فى الدنيا يتمناها ... ده أنا وانا باحميها أول إمبارح البت مافيش فى جسمها غلطة وجسمها بيضوى كده ..... زى الفل
  • يا ماما كل اللى بتقوليه ده على عينى وراسى بس لسة بدرى على إنى آخد خطوة زى دى فى حياتى .... أنا لسة قدامى خمس سنين دراسة وسنة ونص جيش ولو إتجندت ظابط هافضل فى الجيش 3 سنين يعنى قدامى عالأقل 7 سنين على ما أفكر اتجوز وبعدين أنا باحب منى آه بس زى أختى وعمرى ما فكرت فيها كزوجة
  • يابنى هو انا باقولك إتجوز .... إحنا بس هنخطبها وبعد ما تخلص دراسة وجيش تبقوا تتجوزوا
  • طب نستعجل ليه يا بابا .... ما تسيبونى أخلص دراسة وجيش الأول
  • وهى بنت زى منى دى هتستنى السنين دى كلها ؟ ده شهر ولا شهرين وهتلاقى الخطاب واقفين طابور قدام باب شقتهم
  • إشمعنى يا ماما شهر ولا شهرين ؟ ماهى طول عمرها حلوة مشوفناش طوابير ولا غيره
  • إفهم يا حمار ... منى كانت فى مدرسة بنات بس دلوقتى فى الجامعة حواليها شباب زمايلها ومعيدين سنهم قريب منها ده غير الشباب اللى فى الشارع وأهلهم خايفين يتقدمولها علشان أنا و إنت منزعلش ... يبقى نسبق إحنا ونحجزها قبل ما تروح مننا وأديك شوفت غابت يوم واحد عن الجامعة زميلها أتصل يسأل عليها
  • يا بابا هى تلاجة بالقسط هنحجزها ... ده جواز ومسؤلية أنا مش قدها دلوقت
  • وهتبقى قدها إمتى ؟ لما تلاقى البنت راحت منك
  • لو ليا نصيب معاها مش هتروح ... ده لو مشاعرى ناحيتها إتغيرت طبعا
  • إنتوا بتتكلموا فى إيه دلوقتى .... مش لما البنت توافق الأول ؟ أمها لسة مردتش عليا لغاية دلوقت
  • طيب قومى يا أم أمجد إتصلى بيها شوفلينا إيه الأخبار خلينا نخلص من الموضوع ده
وخرجت الأم لتعود بعد دقائق قليلة للتكلم بكلمات مقتضبة

  • منى موافقتش
واسقط فى يد أمجد ونظر لأمه فى دهشة .... فقد كان يتوقع موافقة فورية من منى بعد ما رآه منها صباحا وقرأه فى وجهها إذا لقد فشل للمرة الأولى فى حياته فى قراءة أفكار منى وتبدل وجهه حتى أن أمه أشفقت عليه وانتظر الثلاتة فى وجوم وأخيرا تحدث أمجد

  • يعنى إيه موافقتش ؟
  • هى دى كلمة ليها معنيين يا أمجد ؟ موافقتش يعنى موافقتش
وعندها قام الأب غاضبا ولم ينظر حتى لإبنه بينما زاد وجوم أمجد وشعر بحزن لم يتوقعه

  • يعنى قالت لأمها إيه ؟
  • قالت لها إنها مبتفكرش فى خطوة زى دى دلوقتى وإنها بتحبك آه بس زى أخوها مش أكتر
  • بس ..... لكن ... مش ممكن
  • بس إيه ولكن إيه يابنى .... مش إنت كنت بتقول إنك مش مستعد دلوقتى وإنك بتعتبرها أختك ..... خلاص هى كمان بتعتبرك اخوها وهى كمان مش مستعدة دلوقتى
إستدارت الأم لتخرج وبمجرد أن أعطت ظهرها لأمجد غطت وجهها إبتسامة فرح عريضة فخطتها تسير كما أرادت وهاهو أمجد يكاد يفقد صوابه لمجرد أن منى قالت ماكان هو دائما يردده

دخلت الأم لغرفتها وأغلقت الباب وراءها لتجد أبو أمجد جالسا فى وجوم

  • مالك يا حسن ؟ قاعد كدة ليه ؟
  • يعنى مش عارفة يا أم أمجد .... إبنك هيلاقى بنت زى دى فين بعد كده
  • ويلاقى بنت زيها ليه وهى موجودة
  • ماهى مش هتفضل موجودة يا ام امجد
  • لأ موجودة ومحدش هياخدها غيره
  • إنتى بتهزرى
  • يا أبو أمجد البنت أصلا موافقة وطايرة من الفرح بس أنا قلتلها تقول لأمها اللى قالته ده
  • وليه كده بس ..... مصعبش عليكى إبنك والحالة اللى هو فيها دلوقتى
  • إبنك يا حسن مكانش عارف يحدد مشاعره ناحية البنت لإنها كانت مضمونة بالنسبة له وكان محتاج قلم زى ده يفوقه علشان بعد كده يحافظ عليها وعلى بيته لما يتجوزوا.... قوم إلبس وانزل روح القهوة زى كل يوم و متتكلمش معاه فى الموضوع ده تانى غير لما هو يجيى يطلب مساعدتك
  • طول عمرك دماغك كبيرة يا أم أمجد .... مش هتأخر أوعى تنامى قبل ما آجى عايزك فى موضوع
  • يا راجل عندنا شغل بكرة
  • يا ستى مفيهاش حاجة لما نخطف يوم فى وسط الإسبوع كمان
وابتسمت الأم وهى تراقب زوجها وهو يخلع ملابسه فجسده لا زال فتيا ولا زالت رغم مرور السنين تعشقه

........................................................................................................

عاد أمجد لغرفته ليستلقى وهو لا يستطيع تحديد مشاعره ... فهو مصدوم من رفض منى لخطبته مع إنه لم يكن ينوى خطبتها .... يعلم أنها جميلة لكنه لم يرها بمثل جمالها اليوم ... أيكون يحبها دون أن يدرى كما قالت أمها له ؟ .... إنه يذكر ثورته التى أخفاها فى صدره يوم أن أخبرته منى بعلاقتها بممدوح ... أكانت غيرة عليها أم خوف .... بالتأكيد لم تكن غيرة فلم يحدث بينها وبين ممدوح رغم علاقتهم التى امتدت لعدة شهور ما قد يثير غيرته وهو يرى ممدوح دائما نكرة لا قيمة له... بالتأكيد كانت مشاعر خوف ... لكن مم كان يخاف ؟ هل كان يخاف من أن يؤذيها ممدوح أم كان يخاف ألا تعود إليه ... إنه لا يتخيل حياته بدونها لكنه لا يراها زوجة ... إذا ما ذاك الشعور بالشبق الذى إنتابه عندما أظهرت له مدى جمالها ؟ أيحبها أم إنه أحب فيها صورة أمها ؟ أفكار وأفكار دارت فى ذهنه كادت رأسه أن تنفجر بها وأخيرا إستسلم للنوم لكنه نوم قلق داعبته فيه أحلام كثيرة تدور كلها حول منى .... صديقة عمره وتوأم روحه

..........................................................................................................

نظر أمجد فى ساعته ليجدها السادسة صباحا قفز ليلتقط التليفون ويصطحبه لغرفته ويطلب رقم منى لتجيبه بعد رنة واحدة

  • صباح الخير يا قردة
  • صباح الخير يا كلب البحر بتتصل بيا بدرى كده ليه
  • وإنتى إيه اللى مصحيكى بدرى
  • ملكش دعوة أهو صحيت وخلاص
  • هتفطرينى النهاردة ولا أشوف حد يفطرنى
  • وإنت ليك غيرى يا لاجئ
  • طب هستناكى الساعة 7 فى البرجولة..... متتأخريش .... وحشتينى يا حيوانة
  • وانت كمان يا حمار وحشتنى ووحشتنى غتاتة أهلك
وينطلق أمجد ليرتدى ملابسه ولأول مرة فى حياته يدقق فى إختيارها ويفتح زجاجة العطر التى أهدتها له منى فى عيد ميلاده السابق ليغرق نفسه بها ويخرج ليجد أمه وأبيه وإخوته فى إستعدادهم الأخيرللنزول ليحيى أباه ويقبل يده وتنظر له أمه بتعجب وإعجاب

  • إنت رايح معاد مهم ولا إيه يا أمجد ؟
  • لأ يا ماما هافطر مع منى فى السطوح ورايح الكلية على طول
  • أمال متشيك ومتبرفن .... مش عادتك يعنى
  • عادى يا ماما .... مفيهاش حاجة لما الواحد يحافظ على مظهره بين زمايله
  • ماشى يا حبيبى .... صبحلى على منى
  • يوصل يا ماما
فنظرت الأم للأب وابتسمت إبتسامة فهم الأب معناها فها هو أمجد يحاول إستعادة منى التى يظن أنه فقدها

انطلق أمجد صاعدا قبل نصف ساعة كاملة من موعده مع منى وأعاد الكرسيين والترابيزة للبرجولة وجلس يراقب الباب فى إنتظار وصولها بينما هبطت الأم والأب السلم سويا بعد أن إقتربت الساعة من السابعة ليقابلا منى صاعدة تحمل صينية الإفطار وبعد أن يتبادلا معها التحية تشير الأم بعينها للأب

  • إسبقنى إنت يا أبو أمجد علشان العربية زمانها مستنياك .... هاقول كلمتين لمنى واروح عالمدرسة
وبمجرد إختفاء الأب تطبع أم أمجد قبلتين على خد منى

  • الواد خلاص هيموت عليكى ... خفى النهاردة بقى جرعة التقل شوية ولو كلمك فى موضوع الخطوبة قوليله إنك مش حاسة إنه بيحبك كفاية
  • حاضر يا ماما ... مش عارفة من غيرك كنت هاعمل إيه
  • وانا ليا غيرك يا بت ؟ ياللا إطلعى متتأخريش عليه
وتكمل منى صعودها لتجد أمجد منتظرها عند الباب ليحمل عنها ما تحمله ويسير خلفها بخطوة واحدة حتى يصلوا البرجولة ليضع الصينية ويسحب لها كرسيها ويقف خلفها قليلا يستجمع أنفاسه وهو لا يرفع عيناه عنها

  • أمجد
  • نعم
  • عينك هتخرم ضهرى ... بتبص على إيه يا سافل
ويرتبك أمجد فتلك الفتاة لا تتوقف عن قراءة أفكاره حتى دون أن تنظر لعينيه

  • إنتى عارفة بابص على إيه متستعبطيش
  • طب تعالى أقعد وبلاش قلة أدب ... إنت من ساعة ما دخلت الكلية وعينك بقت بتروح على حاجات غريبة مكانتش بتلفت نظرك قبل كده
  • كنت اعمى ... ومكنتيش حلوة كدة
  • مالك يالا فيه إيه ؟ إيه المحن اللى جد عليك فجأة كده .... تعالى إترزع قدامى هنا وإفطر
  • ماهو برضه فيه حاجات هابص عليها لما أقعد قدامك
  • إنت بتتعلم فيا المعاكسة ولا إيه ؟ ده كلام يتقال برضه لبنت يا باشمهندس ؟
  • ماهو إنتى مش بنت
  • ولما أنا مش بنت عينيك هتخرج على إيه ؟
ويتحرك أمجد ليجلس فى مقابلها وعينيه لا تبتعد عن وجهها

  • عايز أسألك سؤال يا منى وجاوبينى عليه
  • عارفاه .... وهاجاوبك عليه .... عايز تعرف أنا مرضتش نتخطب ليه ؟.... علشان مش حاسة إنك بتحبنى كفاية علشان نتجوز يا أمجد .... أنا لسة لغاية من يومين كنت فاكرة إنى باحب واحد غيرك وطلع ندل ... مش هوافق أدخل علاقة تانية غير لما أكون متأكدة إن مشاعر اللى هارتبط بيه زى مشاعرى وأكتر.... مش عايزة بعد ما ارتبط بيك تعايرنى بعلاقتى بممدوح إللى إنت نفسك عارف إن أكترحاجة حصلت بينى وبينه إنه حط إيده مرة على كتفى ... لازم أتاكد إن حبك ليا أقوى من إنك تجرحنى بكلمة فى يوم من الأيام ... مش هانكر يا أمجد إنى باحبك من ساعة ما كنا عيال صغيرين لكن ماكتشفتش إنى باحبك بالشكل ده غير لما اتحطيت فى موقف عرفت فيه قيمتك ... كنت باتمنى إنك تمنعنى من دخول علاقة زى اللى دخلتها حتى لو ضربتنى ... ساعتها كنت هاعرف إنك بتحبنى وكنت هافضل مستنياك ولو حتى 100 سنة ...قولى إنت عملت إيه كده علشان تحمينى من ممدوح ؟ أقولك أنا ... فضلت تقولى إنه ندل وميستاهلنيش...مهانش عليك حتى تقولى إنك بتحبنى ... إنت كل اللى عملته إنك كنت واقف تتفرج عليا وبتحذرنى من بعيد وكأنك ميهمكش اضيع منك .... تقدر تقولى لو مكانش ممدوح طلع ندل كنت هابقى فين كمان شهور؟ أقولك أنا ... كنت هابقى متجوزة واحد فاكرة إنى باحبه وبانام كل يوم معاه وأنا بافكر فيك إنت لأنى باحبك وانت بتحبنى ... عارف كنت هابقى إيه يا أمجد ؟ كنت هابقى زوجة خاينة ...أيوه يا أمجد كنت هاكون ست بتخون جوزها على الأقل بمشاعرها ودى خيانة أكبر من الخيانة الجنسية ... فهمت أنا رفضت خطوبتك ليه ؟ رفضت خطوبتك وانا بحبك وانت بتحبنى وانا عارفة إنك بتحبنى ....وامى وامك عارفين أنك بتحبنى ... وابوك وابويا عارفين إنك بتحبنى ....ولو سألت أى واحد ماشى فى الشارع هيقولك إنك بتحبنى لكن إنت خفت تواجه نفسك يا أمجد وتعترف إنك بتحبنى .... عارف ليه ؟ لإنك خايف إن شخصية المصارع المقاتل اللى كونتها لنفسك وحبست نفسك جواها تتهز لو إعترفت لنفسك إنك بتحبنى ... علشان كل ده يا أمجد أنا رفضت خطوبتك .... رفضت خطوبتك لإنك كنت أضعف من إنك تعترف لنفسك بإنك بتحبنى !!!!
كانت الكلمات تنطلق من فمها وكأنها رصاصات تستقر فى قلب أمجد أنهتها ثم انهارت باكية

لم تكن تلك الكلمات التى نطق بها لسانها قد أعدتها مسبقا أو حتى تعلم بأن معانيها تقطن صدرها

كان كل تفكيرها عندما بدأت فى الحديث أن الأمر مجرد خطة تستكملها لإستدراج أمجد ليصرح بحبه لها لكنها وجدت نفسها فى لحظات تكشف له مدى ضعفه فى حماية حبه وكأن مافى صدرها بركان غضب إنفجر بمجرد أن خُدِشت قشرته

كانت قشرة رقيقة بمثل رقة صاحبتها

أما أمجد فقد أكتشف الآن مدى ضعفه ... إكتشف أنه كان يمثل دور اللا مبالى ليدارى ضعفه وقلة حيلته ... أكتشف الآن والآن فقط أنه شخص مغرور يمتلئ جوفه هواء بينما تلك الرقيقة أقوى منه

إكتشف أن تلك الجميلة أقوى منه بحبها وقدرتها على مواجهة نفسها

لقد أدرك الآن فقط أنه يحبها وأنه أيضا قد خذلها لم يدر ماذا يفعل غير أن يمسك بكفيها الرقيقان المرتعشان من فرط الإنفعال ليطبع على كل كف قبلة وضع فيها كل إحساسه بالأسف ورغبته فى الإعتذار

رفعت منى عينيها الباكيتان لوجه أمجد تراقب تأثير كلماتها وتسأله جواب عن ما طرحته عليه فى لحظات إنفعالها

لم يجد أمجد فى قاموسه كلمات تناسب الموقف و لم يدر كيف يتصرف غير أنه أقترب من منى وضم رأسها لصدره ورفع رأسه للأعلى يخفى عنها دموعه التى سالت من عينيه تأثرا مما سمعه منها وأسفا على خذلانها كان يظن أن ممدوح هو الشخص الذى جرحها لكنه أكتشف أنه هو سبب جرحها

لم يدر أى منهما كم من الوقت مضى وهم على تلك الحال لكن بعد أن هدأت منى قليلا رفعت راسها عن صدره

  • أنا آسفة يا أمجد مكانش قصدى أقول كل الكلام ده
  • أنا اللى آسف يا منى ... مكنتش أعرف إنى خذلتك بالشكل ده .... سامحينى
  • طب إفطر علشان تلحق كليتك
  • كلية إيه بقى ؟ النهاردة مش هاروح كلية ولا هاسيبك لوحدك .... أنا هاغيب عنك ربع ساعة بس وارجعلك.... إنزلى إعملى كوبايتين شاى تانيين بدل إللى تلجوا دول على ما أرجع ... وصحى أمك قوليلها إنك رايحة الكلية ..... النهاردة هاعمل حاجة معملتهاش قبل كده وكان لازم اعملها من زمان
  • هتعمل إيه يا عبيط أنتا
  • هنزوغ من المدرسة ونتفسح سوا
  • مدرسة ؟
  • آه مدرسة ... كان لازم نعملها من زمان بس أنا كنت غبى وهاعملها بعد ما دخلنا الكلية يا قردة
فأشرقت إبتسامتها رائعة بين دموعها وكأنها شمس تشرق بين الغيوم

  • إنت إتجننت يا أمجد ..... حقيقى إنتا إتجننت
  • وفيه واحد تكون فى حياته قردة زيك ويفضل عاقل
  • بجد يا أمجد .... بتتكلم جد
  • آه وأمسحى الدموع اللى فى عنيكى دى .... طبعا مفيش معاكى منديل وهتاخدى المنديل اللى معايا ... إنزلى دلوقتى يا بت قولى لأمك إنك رايحة الكلية واعملى لنا كوبايتين الشاى علشان نفطر قبل ما ننزل .... مفيش معايا فلوس أفطرك
ومد لها يده بمنديله وأنطلق يقفز درجات السلم بينما هى تنظر له بتعجب وحب حقيقى وقد عادت إبتسامتها تملأ وجهها من جديد

عاد أمجد بعد ربع ساعة بالضبط ليجد منى فى إنتظاره وتقدم منها واضعا يديه خلف ظهره

  • عملتى الشاى
  • آه عملته وقلت لماما إنى رايحة الكلية
  • هتروحى الكلية وإنتى حاطة مكياج يا قليلة الأدب
  • أمسحه ؟
  • أوعى .... طول مانتى معايا تعملى اللى إنتى عايزاه .... بس غير كده لأ
  • حاضر يا أمجودى
  • إيه؟ أمجودى ؟ بقولك إيه ... أنا لسة خارج من المدرسة العسكرية أول إمبارح والدلع ده هيبوظ أخلاقى
  • يعنى بلاش أدلعك ؟
  • يا بت قولتلك وإنتى معايا تعملى اللى عايزاه وتقولى اللى عايزاه
وأخرج يده من خلف ظهره ليقدم لها وردة حمراء قانية فيحمر وجهها خجلا وتمد يدها لتتناولها بحب وتضمها لصدرها

  • جبت ورد منين عالصبح كده
  • سرقتها
  • سرقتها ؟ يعنى أول مرة تجبلى وردة تبقى سارقها
  • أعمل إيه ؟ مافيش حد بتاع ورد فاتح الساعة دى ولازم أجيبلك وردة .... سرقتها من جنينة المتحف اللى فى الميدان
  • تصدق طول عمرى فاكراك عاقل ... طلعت مجنون رسمى
  • كرهت العقل اللى كان هيضيعك مِنى يا مٌنى وانا مش ممكن أخليكى تضيعى منى
وجلسا يتناولا إفطارهما سويا دون أن يرفع أحدهما عينيه عن ألآخر وبين الحين والآخر ينطلقا سويا فى ضحك طويل .... أى عاقل يراهم وقتها قد يظن أنهما لم ينطقا بكلمة لكن الحقيقة أنهما لم يتوقفا ولو للحظة عن الكلام

لكن بلغتهم الخاصة التى لا يفهمها غيرهم​

..............................................................................................

كانت ام أمجد عائدة من عملها عندما لمحت أمجد ومنى يدلفان من باب العمارة فأبطأت من خطواتها حتى لا يرونها لتراقبهم وهم يصعدون السلم ويد أمجد تتسلل لتمسك بكف الرقيقة منى وتتركهم ليستمتعوا بلحظتهم قليلا قبل أن تفتعل جلبة تنبههم ليترك أمجد كف منى سريعا وسط رقص قلب أم أمجد فرحا بنجاح خطتها

  • إيه ؟ قابلتوا بعض فين ؟
  • كنت باخلص شوية ورق فى الجامعة ولقيت منى خلصت قلت تروَح معايا ومتركبش المواصلات لوحدها
  • طيب يلا بينا نطلع .... شيل عنى الخضار يا أمجد ... عايزاكى يا منى تعالى معايا
ويفسح أمجد الطريق لتسبقه أمه تصطحب منى فى يدها حتى يدخلوا من باب الشقة

  • دخل الحاجة فى المطبخ يا أمجد وخش أوضتك .... هتكلم مع منى فى موضوع


وتنفرد أم أمجد بمنى فى غرفة النوم وتغلق عليهما الباب

  • إحكيلى .... قابلتيه فين ؟
  • مش قالك فى الجامعة يا ماما
  • يا بت ؟ هتضحكى عليا ؟ وهو برضه لو كان قابلك فى الجامعة بالفستان ده والكحل اللى فى عنيكى كنتوا هترجعوا منسجمين والفرحة بتنط من عنيكى كده ؟ ده كان زمانه طين عيشتك وسود يومك
  • بصراحة يا ماما .... إحنا مروحناش الجامعة النهاردة إحنا الإتنين .... زوغنا من المدرسة وخرجنا إتفسحنا سوا
  • مدرسة إيه يا بت اللى زوغتوا منها ؟ إنتى إتهبلتى ؟
  • هو قالى إن إحنا كان لازم نزوغ من المدرسة من زمان ونخرج سوا وانا طاوعته
  • طاوعتيه ؟ طب قوليلى ....... قالك إنه بيحبك ولا لأ
  • يووووووه ده قال وقال وقال هو مقالهاش بلسانه ... بس قالها بعنيه وبتصرفاته وكل حاجة عملها النهاردة
  • وعمل إيه النهاردة ؟
  • جابلى وردة وركبنى الأتوبيس النهرى ومشانى على النيل ومسابش إيدى من إيده غير على أول الشارع ..... امجد ده طلع رومانسى و حنين أوى يا ماما ... أكتر من محمود ياسين
إحتضنت أم أمجد يومها منى كثيرا سعيدة لسعادتها وللسعادة التى رأتها على وجهها والحب الذى تتحدث به عن أمجد ونظرت لهذا الوجه الجميل بحب وتمنت أن تكتمل فرحتها وفرحة إبنها وإبنتها ....أو التى أصبحت إبنتها

  • إيه ده يا بت ؟ مش حاطة روج ليه ؟
  • مانا كنت حاطة يا ماما بس إتمسح
  • ومين اللى مسحه يا روح ماما ؟
  • لأ يا ماما متخليش مخك يروح لبعيد .... امجد مؤدب ومش ممكن يبوسنى فى الشارع
  • أمال ممكن يبوسك فين يا عين ماما ؟ إيه اللى مسح الروج يا بت .... إنطقىٍ
  • إتمسح واحنا بناكل أكيد
  • إنتوا إتغدتيوا برا ؟
  • لو كان معاه فلوس كان عزمنى عالغدا .... بس هو أكلنى ترمس و درة وحمص الشام وشربنى عصير قصب .... أجمل يوم فى حياتى النهاردة يا ماما ... من غيرك مكانش ممكن يعمل اللى عمله النهاردة
وخرجت منى وأم امجد من غرفة النوم وتركتها مع أمجد فى غرفته لكنها ولأول مرة لم تغلق عليهما الباب .... فما رأته بينهما من مشاعر ملتهبة اليوم لا ينبغى معه تركهما منفردين وراء باب مغلق

....................................................................................................

قبل السادسة صباحا كان أمجد مستيقظا بعد ليلة قضى فيها نوما هادئا طويلا بعد ليال أربعة لم ينم فيها كثيرا إما لإنشغال باله أو لمغامراته الليلية مع أم منى ..... تلك الليلة التى سبقها نهاراً رائعاً قضى معظمه مع حبيبة عمره الرقيقة منى ومعظم ليله حالماً بها خطيبة وزوجة وكان نهارا مفصليا فى حياته حينما كشفت له حبيبته عن أكبر نقاط ضعفه

فى الأصل يوم الخميس بكليته مخصص للدروس العملية ولا يوجد بجدوله محاضرات عامة ولما لم تكن الدروس العملية قد بدأت بعد فى الأسبوع الأول من الدراسة فلن يذهب لكليته ويمنى نفسه بقضاء أطول وقت بصحبة تلك الرقيقة التى تخفى تحت غطاء رقتها قوة لم يكن يمتلكها وقتها

بمجرد إفاقته تماما تسلل للتليفون وأصطحبه لغرفته وطلب منى التى أجابت بعد رنة واحدة وكأنها كانت تنتظره وهى بالفعل كانت تنتظره

  • صباح الخير يا قردة .... كنت خايف تكونى لسة نايمة
  • صباح الخير يا أمجودى .... وحشتنى
  • يادى النيلة عالرقة اللى عالصبح .... خايف يا بت آخد على الدلع ده
  • يا حبيبى خد على الدلع زى مانت عايز ..... هافضل ادلعك بقية عمرى
  • كمان حبيبى .... لا كده كتير عليا .... هتفطرينى النهاردة ولا أنزل أدور على عربية فول أفطر عليها
  • عربية فول ؟ أنا باجهز للفطار النهاردة من قبل ما أنام ... النهاردة أول يوم هافطر فيه بعد ما إتأكدت أنى حبيبتك
  • يا بت بلاش الرقة دى مش واخد انا على كده
  • طيب .... سبنى بقى علشان ألحق اعمل الفطار وأغير هدومى
  • برضه قميص النوم المقفول أبو كمام
  • توء توء ..... لابسة بيجامتك وكنت نايمة على مخدتك
  • طب إقفلى بقى قبل ما يغمى عليا من الرقة دى ... هستناكى الساعة 7 متتأخريش
  • حاضر .... سلام يا ..... أمجو..دى
لليوم الثانى يدقق أمجد فى إختيار ملابسه ويخرج زجاجة عطره ويتأكد من نعومة ذقنه ويتسلل خارجا ليعود بعد ربع ساعة لتدخل عليه أمه بعد دقائق

  • صباح الخير يا أمجد
  • صباح الخير يا ماما
  • لابس ومتشيك النهاردة كمان .... رايح الجامعة ولا وراك مشوار
  • معنديش محاضرات النهاردة يا ماما ..... هافطر مع منى
  • أها ... والوردة الحلوة اللى عالمكتب دى لمنى ؟
فيحنى رأسه فى خجل لتستكمل الأم حديثها

  • بص يا أمجد ... أنا أسعد واحدة فى الدنيا بشكل علاقتكم الجديدة دى ... بس عايزاك تاخد بالك إن منى بنت رقيقة وجميلة وعيون الناس كلها ستات قبل رجالة عليها ... علشان كده لازم تاخد بالك منها ومتعملش أى حاجة ممكن تأثر فى يوم على سمعتها
  • مش فاهم قصدك إيه يا ماما
  • يعنى مثلا مينفعش الناس يشوفوكوا رايحين جايين مع بعض أو مثلا حد من الجيران يشوفكوا عالسلم وانت ماسك إيدها زى ما شوفتكوا إمبارح ... متنساش إن لسة مافيش حاجة رسمى بينكم وبين بعض
  • مش إنتوا طلبتوها من أمها ؟
  • وإنت رفضت وهى رفضت وأبوها معندوش خبر ... لو بتحبها صحيح لازم تاخد خطوة رسمى
  • طيب أعمل إيه ؟
  • الرجولة بتقول إنك تاخد ابوك وتروحوا تطلبوها من ابوها وتحددوا معاد خطوبة
  • خلاص هاروح اكلم بابا دلوقتى ونروح بكرة نقابل أبوها
  • يابنى إنت مجنون ؟ حاجة زى دى لازم تقعد مع ابوك وتعتذرله عن الكلام اللى قولته امبارح وتقنعه إنك غيرت رأيك ... النهاردة أقعد مع ابوك وشوفوا هتعملوا إيه وانا هانزل لأمها النهاردة أكلمها تانى
  • مش عارف من غيرك كنت هاعمل إيه يا ماما ... يخليكى ليا وماتحرمش منك ابداً
  • النهاردة إفطروا مع بعض براحتكوا ... بس دى آخر مرة لإن الناس ممكن يشوفوكوا عالسطح مع بعض ... إصبروا شوية لغاية ما نعلن خطوبتكم وبعدين لو عايزين تفطروا مع بعض كل يوم براحتكم ... وحسك عينك تنزلوا الشقة هنا وأنا مش موجودة ... مش عايزين الناس تتكلم علينا
  • زى ما حضرتك شايفة يا ماما
شعر أمجد يومها وهو يتناول إفطاره بأنه أجمل طعام تناوله فى حياته ... فقد أعدته الرقيقة منى وخلطته بحبها ومشاعرها ورقتها اللا محدودة التى تحيطها دائما وتزيد جمالها جمالا وأخبرها بما دار بينه وبين أمه ورغم حزنها لأنها ستحرم من إفطارها اليومى بصحبة أمجد إلا أنها سعدت بخبر قرب إعلان خطوبتها لأمجد التى أصبحت بالنسبة لها حلمها القريب

مر اليوم وعادت أم أمجد من العمل وانفردت كالعادة بمنى وحينما عاد الأب حاول أمجد أن يفاتحه لكنه إستمهله لبعد الغداء وانفرد به فى الصالون

  • بابا .... أنا عايزك تخطبلى منى
  • نعم ؟ أخطبلك منى ؟ يا بنى مش إمبارح بس عرضت عليك نفس الموضوع وانت رفضت ؟ إيه الجديد اللى حصل فى أقل من 24 ساعة غير رأيك
  • فوقت لنفسى يا بابا ... مش ممكن أسيب منى تضيع منى
  • عرفت قيمتها يا أمجد ؟
  • لأ ... عرفت إنى كنت حمار زى ما حضرتك قلت يا بابا
  • طيب وإيه المطلوب دلوقتى
  • بعد إذن حضرتك نروح نطلبها من أبوها
  • يابنى مش لما هى توافق الأول
  • هتوافق ... ماما هتنزلهم النهاردة وهتسألها تانى وهى هتوافق
  • يعنى إتكلمتوا مع بعض وهى وافقت؟
  • أيوه يا بابا هى وافقت ... ياريت حضرتك نروح بكرة بورسعيد نطلبها من أبوها
  • يا بنى هو سلق بيض ؟ نطب عالراجل فجأة كده ؟ لازم نتصل بيه ونحدد معاه معاد علشان نلاقيه ... إفرض روحنا ولقيناه مش موجود أو مشغول ؟
  • طيب ننزل نروح السنترال دلوقتى نتصل بيه ونروح له بكرة
  • يابنى مينفعش ... أنا هاتصل بيه يوم السبت من المصنع ونروحله الجمعة الجاية
  • لسة هستنى للجمعة الجاية يا بابا؟
  • يابنى إنت هتجننى ... إمبارح عايز تستنى 7 سنين والنهاردة مش قادر تصبر 7 أيام ده إيه الجنان ده .... قلت لك الجمعة الجاية يبقى الجمعة الجاية ... إتفضل سيبنى بقى عايز أقعد مع نفسى شوية أرتب هنعمل إيه
وترك أمجد اباه بعد أن إستأذنه فى ذهابه للمقهى ليقابل بعض الأصدقاء وأعطاه الأب الإذن فشكره وقبل يده وانصرف

......................................................................................................

أتى المساء وكمعظم ايام الخميس عندما يحل الظلام توافدت سيارات فارهة تملأ فراغات الشارع بأصدقاء ممدوح مدعوين لحفلة يقيمها بشقته إنتهت بعد منتصف الليل إلا أنها لم تنته بهدوء حيث تسبب إصطدام ثابت صبى المقهى وهو ينطلق بدراجته الهوائية لشراء بعض الأغراض للمقهى بإحدى سيارات المدعوين لتنشب مشاجرة عنيفة بين ثابت وصاحب السيارة إنضم إليها رواد المقهى وبعض شباب الشارع فى جانب وباقى مدعوى الحفلة فى جانب أخر

إستمرت المشاجرة لدقائق أنهاها صوت سارينة سيارة البوليس فاختفى جميع أطراف المشاجرة فى دقائق ليعود للشارع هدوءه

مر يوم الجمعة والسبت وأمجد ومنى يهيمان فى حالة حبهما و سمحت لهم أم أمجد بالبقاء منفردين بحجرته وإغلاق الباب عليهما بعد أن نبهتهم أنها ستكون دائما خلف الباب حتى لا يتجاوزا وهم بالفعل لم يدر بذهنهم أن يتجاوزا .... فأقصى أمانيهم يومها هو أن يبقوا متشابكى الأصابع لأطول وقت

إتصل أمجد بمنى يوم الأحد بمجرد عودته وكانت هى متجهزة لتلك المقابلة اليومية تحت إشراف الأم فصعدت إليه فورا لتتشابك أصابعهما فور إغلاق الباب ويتحادثا همساً حتى لا تسمع أمه الواقفة بالتأكيد خلف الباب

  • وحشتينى يا قردة .... عندى خبر بعشرتلاف جنيه ... مشكلتنا إتحلت ... إتصلى بالحيوان ممدوح وخليه يقابلك فى الكلية بكرة الساعة 10
  • إتحلت إزاى يا أمجد ؟
ليخرج لها أمجد مظروف كبيركالذى تحفظ فيه النقود

  • إيه ده يا أمجد ؟ وجبت الفلوس دى كلها منين ؟
  • فلوس إيه يا بت اللى جبتها ؟ أنا لاقى آكل
  • أمال إيه اللى فى الظرف ده ؟ أوعى تكون فلوس مزورة ؟
  • يا بت فلوس مزورة إيه وبتنجان إيه .... هو احنا فى فيلم عربى ... دى حاجة أغلى من الفلوس .... دى صور للمحروس
  • بجد ؟ طب فرجنى
  • يا بت عيب .... دى صور فيها قلة أدب ميصحش تشوفيها .... وبعدين إفرضى أمى دخلت علينا واحنا بنشوف قلة أدب هتقول علينا إيه
وبالفعل فتحت الأم الباب عندما طال همسهما ولم تسمعهما يتكلمان

  • عايزين حاجة يا ولاد ؟ أعملكوا شاى؟
  • أهو .... شفتى .... مش قلتلك .... جهاز مخابرات قاعد معايا فى البيت .... شكرا يا ماما .... كنا بنتفق هاقول لأبوها إيه لما أقابله .... إطمنى مش هنعمل أى حاجة قليلة الأدب
  • بلاش سفالة يا أمجد قدام البنت
  • حاضر يا ماما .... خمس دقايق نخلص كلام وهاسيبهالك تستجوبيها براحتك
وتخرج الأم وتغلق الباب خلفها ليلتقط أمجد سماعة التليفون ويطلب رقم ممدوح ويناولها السماعة وهو يضع يده على ميكروفونها

  • متطوليش معاه ... قابلنى بكرة الساعة 10 فى كافيتريا الكلية جبت لك اللى طلبته وبس متقوليش حرف زيادة
  • ماشى
وبالفعل تنفذ منى ما طلبه منه حبيبها وفارسها لتخرج منى بعدها لتجالس الأم التى حاولت معرفة ما كان يدور من حوار بينها وبين أمجد لتجاوبها برد افحمها

  • ميصحش الواحدة تقول اللى بينها وبين راجلها يا ماما .... مش إنتى قولتيلى كده
  • ماشى يا بنت ريرى ... بس برافو عليكى يا بت ... مش هاقدر اقولك حاجة غلبتينى
بمجرد دخول منى من باب كافيتيريا الكلية فوجئت بأربعة شبان لم يسبق لها رؤيتهم يهرعون ناحية أمجد لتلتقى أذرعهم و أكفهم معه فى سلام حار وغريب ويتحلقون حول أمجد ومنى وينطلق الشباب بصوت عالى

  • نورت الكلية يا قومندان ... كان المفروض نعلق البيارق بس هنا ميعرفوش الأصول
  • عاملين إيه يا وحوش ... أعرفكم بخطيبتى منى .... زميلتكم ... فى سنة أولى زيكم ... ودول بقى رفعت ، أحمد ، طايل ، أيمن أصدقائى وزمايلى فى المدرسة ونعتبر أنا وهما من ضمن الفاشلين اللى مدخلوش حربية
  • يا قومندان إنت غير... إنت مدخلتش بمزاجك .... إحنا سقطنا طبى
  • فيه مكان تنكلم فيه ولا هنا تمام
  • نتكلم بره أحسن يا قومندان
  • واتجه الخمسة يحيطون بمنى للخارج حيث توقف الركب عند أحد أحواض العشب حيث تحلقوا واندست منى بينهم تحاول فهم ما يقولون لكنها فشلت ..... إنهم يتحدثون العربية بكل تأكيد ومخارج أفاظهم محددة وسليمة لكنها لم تفهم معظم كلماتهم وعندما جلسوا جلست معهم لكنها لم تستطع أن تجلس نفس جلستهم رغم أنها ترتدى بنطلون متسع فأمجد امرها أن تذهب دائما لكليتها ببنطلون متسع لتخفى ساقيها
جلست تتأمل الخمسة ... من يراهم يجزم بأنهم أخوة رغم إختلاف أحجامهم وملامحهم فلهم نفس البشرة السمراء ويرتدون جميعا قمصان متسعة يدخلونها فى البنطلون وبنطلوناتهم مكوية واسعة عكس الموضة السائدة وخط كى البنطلون المستقيم من أول الحزام وحتى نهاية الساق بدون أى خلل ونفس الأحذية السوداء الملمعة بعناية إنهم جنود ضلوا طريقهم فوجدوا أنفسهم وسط الحياة المدنية ولم يستطيعوا بعد التأقلم معها

لم تفهم منى معظم ما يقولون لكن عندما فتح أحدهم كشكوله وأخذ يرسم بعض الخطوط والدوائر فهمت أنهم ينصبون كمينا ما لشخص خمنت أنه ممدوح و بعد ما إنتهوا من نقاشهم الذى لم تفهم منه شيئا تحدث أحدهم

  • بينا بقى نعمل الواجب يا قومندان
واتجهوا للكافيتريا حيث جلس أمجد واثنين من زملائه معها بينما ذهب الباقيان وعادوا يحملون 6 أكواب من الشاى ولم تستوعب منى كيف أستطاع شخصان حمل 6 أكواب ساخنة بايديهم العارية دون أن تنسكب منهم نقطة شاى

إستمتعت منى بتلك الجلسة التى فهمت فيها سر مناداتهم لأمجد بكلمة قومندان وبأنه كان قائدهم طوال مدة دراستهم وضحكت طويلا عندما شرع أحدهم فى إفاهمها سبب منادتهم له بقومندان فشرحها بلفظة حكمدار فهى لم تفهم الأولى ولا الثانية

فهمت منى وقتها سبب عدم وجود أصدقاء من حيهم لأمجد .... فأين سيجد مثل هؤلاء الذين تراهم الآن ليصادقهم

شعرت منى بالأمان التام بوجود أمجد بجوارها ومعه مثل هؤلاء الأربعة فمعهم لن يجروء شخص أن يحاول جرحها ولو بكلمة

وفجأة نظر الخمسة لساعاتهم وانسحب الأصدقاء الأربعة ليختفوا فى ثانية وتبقى مع أمجد ويطل ممدوح من باب الكافيتريا بوجهه الذى بدا لها فى تلك اللحظة كريها رغم وسامته يحمل فى يده حقيبة مستندات صغيرة ليتجه ناحيتها ويقف بينها وبين أمجد

  • جبتى الفلوس يا .....
يبدو أنه كان سينطق بلفظة ما لكن نظرة من أمجد الذى تبدل وجهه فجأة من الطيبة الشديدة التى تبدو عليه إلى قسوة شديدة بدت على ملامحه أوقفت الكلمة فى حلقه ليغير من لهجته

  • جبتى الفلوس يا منى ؟
فيظهر له أمجد طرف الظرف الذى يحمله وعندما مد يده ناحية المظروف مد أمجد يده ليمنعه فسحب يده على الفور فهو لم ينس بعد أثر قبضة أمجد على ذراعه عندما قابلته به لتعرفه عليه

  • إنت اتجننت يا ممدوح ؟ هتعد مبلغ زى ده هنا ؟ تعالى نشوف حتة مدارية أديك فلوسك و تدينى الحاجة اللى معاك
  • ماشى .... كل الكلية تحت أمرك
  • طب ياللا بينا ندور على مكان أمان .... إستنى إنتى هنا يا منى لغاية ما ارجع لك
لم تستطع منى صبرا فتبعتهم تراقبهم من بعيد وممدوح يسير وراء أمجد كأنه منوم مغناطيسيا ودخلوا لمبنى الكلية وساروا فى ممراتها وهى تتبعهم إلى أن وصلوا أمام إحدى القاعات فلاحظت وقوف أصدقاء أمجد الأربعة أمام بابها وكأنهم طلبة يتناقشون وعندما مر أمجد وخلفه ممدوح بينهم فوجئت باثنين منهم يرفعون ممدوح بسهولة عن الأرض رغم ضخامته ليدخلونه إلى القاعة و بالأثنين الآخرين يغلقون الباب ويقفون أمامه وفوجئت بأمجد يلتفت خلفه لينظر مباشرة فى عينيها نظرة أرعبتها وجعلتها تعود بسرعة للكافيتريا قبل أن يدخل القاعة خلف من كانوا يحملون ممدوح

فوجئ ممدوح بنفسه داخل القاعة جالسا على كرسى يبدو أنه وضع خصيصا له بينما يقف صديقى أمجد يحيطاه من الجانبين ضاغطين على أكتافه حتى أنه عندما حاول الوقوف لم يستطع وكأنه مقيد بهذا الكرسى

وقف أمجد بعيدا عن ممدوح بأمتار ينظر له نظرة شديدة القسوة حتى أنه خاف منها وتكلم وهو يضع نظره بعيدا

  • إنت فاكر إن الحاجة فى الشنطة ...... طول عمرك غلبان
  • لا ياروح أمك أنا عارف إن الحاجة فى البيت .... بس هادفعلك تمنها وتجيبهالى
  • كده إنت بتفهم .... هات الفلوس واجيبلك الحاجة
  • أنا قلت فلوس ؟ أنا مقلتش فلوس
  • مش بتقول إنك هتدينى تمنها ؟ رجعت فى كلامك بسرعة ؟ على كل حال اللبوة متلزمنيش أنا خدت منها كل اللى عايزه وهاخد من ابوها الفلوس
توقع ممدوح أنه بهذه الجملة سيثير غضب أمجد ويتشفى منه لكنه وجد أمجد ينظر إليه بهدوء شديد ويتوجه نحوه بخطوات بطيئة وهو يمرر سبابته على شاربه وكأن الوحشان اللذان يثبتانه يعرفون ما سيحدث فرفعا عنه أيديهما وأبتعدا قليلا وقبل أن يحاول الوقوف فوجئ بصفعة دوى صوتها فى أذنه لأيام وتركت علاماتها على وجهه لأسابيع

  • إنت فاكر كده هاديك الحاجة .... إضرب للصبح فى الآخر هتسيبنى والحاجة كده أو كده مش معايا وبدال الألفين هيبقوا اربعة
  • مقولت لك مش هتاخد فلوس .... أنا هديك تمنها ومقولتش فلوس
  • أمال تمنها إيه يا شحات
ففتح أمجد المظروف وأخرج منه مجموعة من الصور ناولها لممدوح الذى همد تماما وبات كأنه لا يستطيع التنفس وهو ينظرللصور صورة بعد أخرى بينما أمجد يتحدث إليه دون أن ينظر ناحيته

  • لما انت كده .... بتجرى ورا البنات ليه ؟ إنت بتتناك إنت حر فى طيزك .... لكن كمان بتجيب البنات لأصحابك ينيكوهم معاك .... يعنى خول ومعرص فى وقت واحد .... اللى انا فهمته من الصور دى إن حفلاتك مافيهاش بنات وإن كلهم يا إما خولات زيك بيتناكوا يا إما خولات تانية بينيكوهم ... وكمان بتتصوروا وانتوا كده .... إيه يا خول بتوثقوا اللحظة الوسخة يعنى ؟ لأ وجايبين مصوراتى محترف وبتتصوروا صور بالألوان ....... مش فاهم إيه الممتع فى كده ؟
  • إنت جبت الصور دى منين ؟ هى شنطة المصوراتى اللى اتسرقت فى الخناقة إنت اللى سرقتها ؟
  • وانا حرامى زى أبوك يا عرص .... سرقها واحد ابن حلال خد الكاميرا لنفسه وحمض الافلام وطبعها وجابلى الصور والنيجاتيف
وحاول ممدوح أن يبدو متماسكا ويفسح لنفسه مجالا للتفاوض بعد أنه وضعه أمجد فى وضع لا يحسد عليه

  • وهتعمل إيه بالصور يعنى ؟ هتوديها لأبويا ؟
  • لا يا عين ابوك .... اكيد ابوك خول ومعرص زيك ومش هيزعل ..... أنا هدىّ نسخة للواد ثابت رويتر فى القهوة .... وهوزع نسخة فى النادى .... والشباب معاك فى الكلية هيوزعولهم نسختين تلاتة .... دول اصحابى ومش هبخل عليهم طبعا ....وكفاية عليك الواد ثابت .... ده حتى الراجل اللى بيجبلك الحشيش هيعرف انك بتتناك وهياخد نيكة فوق تمن الحشيش كل مرة .... ده لو رضى يبيعلك تانى أصلا بعد ما يعرف إنك خول ... ماهو تجار الحشيش مبيرضوش يبيعوا للخولات اللى زيك ... بيخافوا يتشبهوا بعيد عنك
وهنا انهارت قدرة ممدوح على التفاوض تماما وأصبح مستعدا لسماع ما يطلبه أمجد

  • خلاص يا أمجد إنت كسبت ..... هاجيبلك الصور والجوابات وتدينى الأفلام والنسخ اللى طبعتها
  • أنا قلت إنى هديك حاجة قصاد الصور والجوابات ؟ أنا قلت كده يا رفعت ؟ أنا قلت كده يا طايل ؟
  • محصلش يا قومندان إنت مقولتش هتديه حاجة
  • شوفت ؟ مقولتش هاديك حاجة
  • مش قلت هتدينى تمن الحاجة اللى عندى
  • تمن الحاجة اللى عندك إن الصور والنيجاتيف يفضلوا معايا محدش يشوفهم غيرى .... وغير الشباب الحلوين دول ... علشان تفضل عينك مكسورة فى الكلية قدامهم ... بس للأسف مش هاقدر اوريهم لمنى علشان محبش أنها تشوف أشكال وسخة زى دى... متهيألى فهمت ... وعلى فكرة خطوبتى على ستك منى الإسبوع الجاى ...طبعا مش هاقدر اعزمك علشان مش هاعزم خولات على فرحى ... بس إياك تفكر تضايقها بأى شكل ولو شوفتها ماشية فى الشارع تتنيل تستخبى فى أى مصيبة علشان عينها متقعش عليك ... مفهوم ؟
  • مفهوم ... وإيه المطلوب منى ؟
  • الساعة دلوقتى حداشر ونص المسافة من هنا لبيتكم عشر دقايق بالعربية الساعة 12 تكون فى الكافيتريا ومعاك الصور والنيجاتيف و الجوابات ..... آه كنت هنسى .... وشنطتها مش ناقصة قشاية ... هتلاقى ستك منى هناك تديها الحاجة وانت موطى راسك زى الكلب وتعتذر لها لغاية ما تقبل إعتذارك وتخرج من الكافيتريا ... ولو لقيتها يوم فى الكافيتريا وانت قاعد تاخد بعضك وتخرج .... بسرعة إلحق وقتك وإدعى إن ميكونش كاوتش عربيتك نايم زى ما لقيته النهاردة الصبح بسرعة إلحق وقتك
.......................................................................................................

طال الوقت على منى وهى جالسة وحدها فى إنتظار عودة فارسها وأصدقائه الأربعة وكادت تذهب للقاعة التى رأت أمجد يدخلها لكنها كلما تذكرت نظرته إليها تصرف هذا الخاطر عن رأسها حتى رأت أخيرا أمجد وأصدقائه أمام باب الكافيتريا يتجهون إليها وسط ضحكاتهم العالية ومزاحاتهم الخشنة وورأت المظروف الذى كان يحمله معه صباحا فى يده كما كان فلم تعد تدرى هل نجح أمجد فى إستخلاص أشيائها من ممدوح أم فشل ولم تعد تطق صبرا

  • طمنى يا أمجد إيه اللى حصل
  • حصل خير يا منى .... نص ساعة وهتكون الحاجة معاكى ... متقلقيش
  • هى الحاجة مكانتش معاه ؟
  • لأ طبعا ... كان عامل حسابه ياخد الفلوس ويفضل كل شوية يبتزك
  • إبن الكاااالب
  • عيب يا منى .... إحنا مبنقولش الشتايم دى ..... بصى بقى .... ممدوح هيجيى يديكى الحاجة ويعتذرلك ومش هتشوفى وشه تانى ... عايزك تاخدى حقك منه وانتى حاطة رجل على رجل ... وتتأكدى إن حاجتك مش ناقصة حاجة .... إنتى عارفة عددهم
  • 3 جوابات و 5 صور
  • تمام ..... إتأكدى منهم وتممى على شنطتك وتقوليله يغور فى داهية من وشك
وانطلقت موجة من المزاح والضحك بصوت مرتفع قطعه أيمن بإشارة برأسه لمدخل الكافيتريا ليقفز الشباب الخمسة واقفين ويشير أمجد لمنى بالوقوف ليدير كرسيها ليصبح ظهرها للترابيزة ويشير إليها بالجلوس لتجلس جلستها الأنيقة فى لحظة وصول ممدوح ليطأطئ رأسه ويتفدم من منى يمد يده إليها بشنطتها وفوقها بعض الأظرف المفتوحة والصور والنيجاتيف ويتحلق أمجد واصدقائه فى حلقة واسعة وياخذ أمجد مكانه مواجها لمنى وينطق ممدوح أخيرا بصوت خافت

  • أنا آسف يا منى ... انا طلعت ندل معاكى
وتنظر منى لأمجد لتعرف كيف تتصرف فيشير لها أمجد على خده فتميل راسها لليسار متعجبة فيهز لها رأسه علامة الإيجاب فتهوى بكفها الرقيق بكل ما إستطاعته من قوة على وجه ممدوح فى صفعة سمعها كل الموجودين ليدير لها ممدوح ظهره ويخرج فورا من الكافيتريا بينما يرفع أيمن صوته الجهورى

  • حصل خير يا جماعة ... كان سوء تفاهم وراح لحاله
.........................................................................................................

عادت الأم من عملها لتجد باب غرفة أمجد مفتوحاً وأمجد ممدد على فراشه بملابسه التى رأته بها صباحا عاقدا ذراعيه خلف رأسه

  • مساء الخير يا أمجد .... إنت رجعت بدرى ليه ؟
  • أنا مروحتش الكلية النهاردة يا ماما ... كان عندى مشوار مهم باخلصه
  • طيب يا حبيبى ... تحب أعملك حاجة تاكلها ؟
  • شكرا يا ماما
وقام أمجد واقفا على ساقيه ليتجه لأمه ويمسك بيدها ليقبلها

  • أنا مش عارف أشكرك إزاى يا أمى
  • تشكرنى على إيه يا بنى
  • لإنى متأكد إن إنتى اللى رجعتيلى منى وفوقتينى مع إنى معرفش إنتى عملتى إيه بالظبط
  • إنت ومنى ولادى يا أمجد ... خد بالك منها لإن البنت دى جوهرة مفيش منها إتنين
  • عارف .... ممكن أطلع مع منى فوق شوية وبعدين ننزل نقعد هنا
  • ماشى يا أمجد .... هاستناكم
ويتصل فورا بمنى ويطلب منها مفابلته بالسطح مصطحبة ما أخذته من ممدوح لتجده حين تصعد جالسا بالجانب البعيد من السطح وأمامه دلو معدنى وزجاجة عرفت منه أنها بنزين

مدت يدها لأمجد بما تحمله فأشار لها برأسه لتسقطها فى الدلو

  • مش عايز تشوفهم تعرف انا كاتبة فيهم إيه
  • لأ مش عايز
ويسكب البنزين فوق الخطابات والصور ويشعل فيها النار ويصطحب منى لتجلس مع أمه تلقنها دروس الحياة كما اعتادت كل يوم
كمل يا برنس ويا ريت ما تتاخر



8-22.png

المقدمة

ترددت كثيرا قبل كتابة هذه القصة عن الباشا فهى قصة عن بدايات الباشا و لا يعرف تفاصيلها كاملة غيره ولا ينبغى لغيره أن يعرفها

أحداث هذه القصة تدور على مدى زمنى طويل حيث بدأت أحداثها فى ثمانينيات القرن العشرين عندما كان أمجد وزوجته الحالية فى بداية حياتهما الجامعية ولا تزال تلك القصة مستمرة لوقتنا الحالى الذى نعيش فيه

......................................................

الجزء الأول

إنه اليوم الجامعى الأول فى حياة الطالب أمجد ..... طالب من الطبقة المتوسطة وهو من سيصبح فيما بعد المهندس أمجد أو الباشا كما يعرف فى وقتنا الحالى . أبوه مدير لأحد المصانع الحكومية الكبرى و أمه مديرة مدرسة إبتدائية حكومية

دخل أمجد من باب كليته كطالب مستجد بكلية الهندسة التى لا تقع بحرم الجامعة ولكنها على مسيرة نصف ساعة منها ليستقبل مرحلة جديدة من حياته

دخلها وحيدا فمعظم زملاءه من الثانوى قد إنتظموا فى كليات عسكرية والبقية قد قذف بهم التنسيق بكليات أخرى بنفس الجامعة أو بجامعات أخرى ليجد نفسه يقف وحيدا مع نفسه بينما جميع المستجدين من أمثاله يقفون فى حلقات فهم زملاء من الثانوى أما هو فقد أتى من مدرسة عسكرية وقد رفض أبوه إلتحاقه بكلية عسكرية كزملائه محتجا عليه بمجموعه الضخم الذى يدخله تلك الكلية المرموقة ليعمل مهندس كأبيه ذى المنصب المرموق والراتب المحدود فأبيه كما يحدث أمجد نفسه مديرناجح مرموق لكنه مجرد موظف وللأسف الشديد موظف شريف

كان يشعر بأن الجو المحيط به غريب عليه فهو لأول مرة منذ ثلاث سنوات يذهب للدراسة بملابس مدنية وزد عليها أنه ولأول مرة منذ ست سنوات كاملة ومنذ أن بلغ طور البلوغ يجد له زميلات فتيات سيزاملنه لمدة خمس سنوات ومن المفترض أن يبنى معهن علاقات زمالة وصداقة كالتى كانت مع زملاء الثانوى لكنها ستكون علاقات أكثر نعومة وحِرص فى اختيار الكلمات وملاءمة الحركات بعيدا عن الدعابات الخشنة التى أعتادها فى مدرسته العسكرية

إتجه أمجد نحو المدرج الذى ستلقى به أولى محاضرات عالمه الجديد ولم يسأل أو حتى يتوجه لمكتب شئون الطلاب كباقى زملاءه فحياة الإنضباط التى تعلمها دفعته لإن ينهى قبل إسبوع كامل ما يبدؤنه هم الآن .

وجد أمجد المدرج خاليا من الطلاب فهو أول الواصلين وتأكد من أن هذا المدرج هو المدرج الخاص بمحاضرته الأولى وتخير أن يجلس فى طرف الصف الأول فى مكان رآه مميزاً يرى منه منصة الشرح بوضوح ويجعل من على يمينه فراغ يمكنه أن يجد فيه متنفس لراحته إذا ازدحم المدرج كما كان يتوقع

بدء وصول الطلبة فى مجموعات وارتفع الصخب رويدا فى قاعة المحاضرات الكبيرة وشغل هو نفسه بتأمل القاعة ووجد يده تمتد للكشكول الذى يحمله ويفتح آخر صفحاته ويبدأ فى رسم المنصة التى أمامه بكل تفاصيلها فهو بارع فى رسم الأشياء وموهوب كما كان مدرسينه و زملاؤه يصفونه فى أيام دراسته الثانوية واستغرق فى الرسم حتى لم يعد يسمع أصوات الصخب التى تحيط به من كل جانب حتى أخرجه من إستغراقه يد تربت على كتفه برقة ليرفع عينيه ليجد أمامه فتاة رائعة التكوين تقف مع بعض زميلاتها

  • تسمح يا باشمهندس توسع لنا نقعد جنبك
  • آه ..... إتفضلى يا آنسة ..... آسف إنى مخدتش بالى من أنى قافل المكان
ووقف ليفسح للفتيات مكان للدخول حتى اكتمل جلوس الفتيات وكانت تلك الجميلة هى آخر من جلس فجاءت جلستها إالى جواره فجلس وعاد لما كان يفعله ولم يكلف نفسه حتى رفع نظره إليها أو يحاول التعرف بها كما يفعل عادة جميع الشبان إذا وضعوا فى نفس موقفه حتى بادرته هى بالحديث

  • شكلك مستعجل أوى عالدراسة ..... إنت بترسم قبل حتى ما حد يطلب مننا رسم
  • هههههه ...... أنا بارسم لأنى بحب الرسم ومعتقدش إن اللى برسمه ده هيكون ليه علاقة بدراستنا ..... دى مجرد شخبطة باسلى بيها وقتى لغاية المحاضرة ما تبدأ
  • بس إنت بترسم حلو أوى ...... إنت موهوب
  • لا موهوب ولا حاجة دى شوية خطوط أى حد ممكن يرسمها بشوية تركيز
وقطع حديثهم دخول أول أساتذتهم ووقوفه على منصة الشرح لينقطع الصخب ويبدأ الجميع فى الإنصات للمحاضرة التى بدأت بتعريفهم أسم المادة التى سيدرسها لهم المحاضر والنظام المتبع بالكلية ومثل تلك الأشياء

انتهت المحاضرة بعد ساعتين كاملتين لم ينظر فيهم أمجد لزميلته التى تجاوره وبينما أنهمك جميع الطلبة فى كتابة كل ما يقوله المحاضر لم يدون أمجد فى كشكوله إلا بعض نقاط من كلام المحاضر بينما يستوعب عقله ويصفى خلاصة الكلام وانصب كل تركيزه على الأستيعاب دون كتابة

بمجرد خروج الدكتور من قاعة المحاضرات عاد الصخب للمدرج مع حركة جميع من هم فيه فالبعض يقف ليحرك ساقيه والبعض اتجه لنهاية المدرج للتدخين بينما وقفت معظم الفتيات وبينهم زميلته الحسناء وأصدقائها فعلم أمجد أنهم يريدون الخروج فوقف وأفسح لهم الطريق فخرجن متجهين للحمام كما فعلت معظم الفتيات مصطحبات حقائبهن وتركن ما يحملنه من كشاكيل لحجز أماكن جلوسهن فأمامهم نصف ساعة كاملة قبل موعد المحاضرة الثانية

جلس أمجد فى مكانه ثانية وانهمك فى تدوين بعض الأشياء فى الصفحة الوحيدة المكتوبة عن المحاضرة ووضع بعض الخطوط والدوائر حول بعض ماكتبه حتى شعر بنفس اليد الرقيقة تربت على كتفه ثانية ليجد زميلته الحسناء واقفة بجواره ليفسح لها الطريق لتعود لمكانها ويعود هو لما يفعله لتبادره مرة ثانية بالحديث

  • إنت بتعمل إيه ..... انت طول المحاضرة مكتبتش حاجة وبتكتب بعد المحاضرة ما خلصت ؟
  • أنا كتبت النقط اللى الدكتور مهتم بيها وأكيد الكلام اللى فى المحاضرة هيكون فى الكتاب بتاع المادة ..... لكن شرح الدكتور مش هيكون فى الكتاب
  • هو إنت جديد فى الكلية زينا ولا إنت بتعيد السنة وعارف الكلام ده
  • هههههههه ....... لا يا آنسة أنا جديد زيكم
  • طب عرفت منين الحاجات اللى الدكتور مهتم بيها
  • من طريقة كلامه وال body languageبتاعته
  • يا سلام ..... وانت عرفت الحاجات دى منين ؟؟
وقطع حوارهم عودة زميلاتها فقام أمجد مفسحا لهم الطريق للجلوس ولم يكمل حديثه معها حيث اندمجن فى حديث هامس تتخلله بعض الضحكات الخافتة حتى بدأت المحاضرة التالية والتى كانت آخر مافى يومهم الجامعى الأول وبمجرد إنتهائها حمل أمجد كشكوله وانصرف لكنه لم ينس أن يحيي زميلته الجديدة بإيماءة من رأسه قبل أن يستدير ليخرج من قاعة المحاضرات فى خطوات واسعة منتظمةلا يلتفت نظره فى أى إتجاه بينما تنظر إليه الفتيات متعجبات من ذلك الزميل الذى لم يحاول حتى التعرف لأسمائهن ولجلسته الغريبة المعتدلة وثبات نظرته وحتى عندما انصرف تعجبن من تلك الخطوات الواسعة المنتظمة التى تبدو كخطوات الجنود

إنطلق معظم الطلاب بعد المحاضرة إلى كافيتريا الكلية بينما أتجه أمجد مباشرة إلى خارج باب الكلية وبينما كان كل شاب يحاول التعرف إلى زميلاته لم يكلف هو نفسه بالنظر إليهن وتابعته زميلته فى دهشة وتعجبت رفيقاتها بشكله الذى بدا مستغربا وسط زملائه وتصرفاته التى توقعن جميعا عكسها خاصة بعد أن وجدن زميلتهن تحدثه فى وقت الراحة بين المحاضرتين وتوقعن أنه سيحاول التعرف إليهن بعد نهاية المحاضرة لكنه خيب ظنهن جميعا و سرعان ما تناسوه واندمجن فى التعارف مع باقى الزملاء من دفعتهن وكذلك من الدفعات القديمة الموجودين بالكافيتريا

خرج أمجد من الكلية لا ليتجه لبيته كما ظن زملاؤه لكنه اتجه للمقهى الموجود أمام الكلية ليجلس وبمجرد جلوسه حضر إليه صبى المقهى بشيشة أتبعه بكوب شاى بالنعناع فقد إعتاد وجود أمجد فى الفترة السابقة لدخول الكلية كلما تردد عليها لإنهاء إجراءات دخوله ولا يفوت جلسته المحببة على المقاهى ويعتبره أحد المتع التى يحظى بها ولا يعلمها إلا المقربين من أصدقائه الذين يشاركونه نفس جلسات التدخين والإستمتاع بجلسة المقهى المحببة

إتجه أمجد بعد أن انهى جلسته لمنزله الذى يبعد عن الكلية بساعة مشيا على الأقدام أو بثلث ساعة بالمواصلات لكنه على كل الأحوال يفضل المشى طالما أنه غير مرتبط بموعد و يكتفى بركوب المواصلات فى ذهابه للكلية فقط

وصل أمجد لمنزله حيث يسكن فى الطابق الأخير ورفع عينيه لإحدى بلكونات الدور الرابع حيث تجلس أم منى أو كما تناديها جاراتها المقربات ريرى إحدى الساكنات به وبدأ فى صعود السلم بخطواته المنتظمة حتى وصل للدور الرابع وحدث ما توقعه حيث وجد أم منى تفتح بابها مبتسمة وهى ترتدى عباءتها السوداء الفضفاضة

  • مساء الخير يا باشمهندس
  • مساء النور يا طنط ..... لسة بدرى على باشمهندس دى ده أنا لسة فى إعدادى هندسة
  • لا بدرى ولا حاجة السنين بتعدى هوا ..... تعالى عايزاك تغير لى الأنبوبة وتشوفلى الكهربا بتفصل ليه كل شوية
  • طيب أطلع حاجاتى واغير هدومى وانزلك يا طنط
  • طب أوعى تتأخر يا ولا ..... أوعى تفتكر نفسك بقيت مهندس و كبرت عليا
  • وانا اقدر اتأخر عنك ...... هى منى رجعت من كليتها ولا لسة
  • لأ لسة ...... هترجع متأخرة .....إتصلت من ساعة وقالت هترجع بليل
  • خلاص نص ساعة واكون عندك
  • ماشى مستنياك ...... سلملى على ماما وقلها إنى هاطلع لها بكرة بعد ما ترجع من المدرسة
  • حاضر يا طنط . ..أى أوامر تانية ؟
  • لا ياحبيبى يخليك ليا أنت وأمك
وأكمل أمجد صعوده حتى الدور السادس حيث شقته التى يعيش فيها مع عائلته وفتح الباب ليجد أمه فى انتظاره فقد أنهت عملها مبكرا فرحة بابنها البكرى الذى دخل الجامعة وشرفها بين صديقاتها لتعد له كل الطعام الذى يحبه

  • نورت البيت يا حبيبى ...... قولى عملت إيه النهاردة
  • أخدنا محاضرتين خلصتهم وجيت علطول يا ماما بس مش مستريح ...... مافيش حد معايا من زمايلى ومش واخد على جو الضحك و المياصة اللى هناك ده
  • قصدك يعنى مياصة البنات فى الجامعة
  • لا يا ماما .... مياصة الولاد .... حتى الهدوم اللى لابسينها مش مريحانى ومحسسانى بأنى فى مكان غلط.... حاسس نفسى غريب و بعيد عنهم جدا
  • ولا يهمك يا حبيبى إنت بس إتعودت على نظام المدرسة العسكرية ونسيت جو الحياة بعيد عنها .... بكرة تتعود وهتلاقى ناس شبهك تصاحبهم
  • هنشوف ..... كده أو كده بابا خلاص دبسنى ومرضيش يخلينى أقدم فى الكلية العسكرية اللى كنت عايزها ولازم أكمل
  • ماشى يا حبيبى .... طول عمرك عاقل وقوى وبتعرف تواكب ظروفك .... غير هدومك لغاية ما أعملك الغدا
  • لا مافيش داعى للغدا ..... هاغير وآخد دش يفوقنى وهنزل لطنط أم منى .... عايزانى أغير لها الأنبوبة وأصلح لها الكهربا زى كل مرة ولما بابا واخواتى يرجعوا هتغدى معاهم
  • أها ..... هى منى رجعت من الكلية ؟
  • متخليش مخك يروح لبعيد يا ماما ..... منى صاحبتى وزى أختى وبس والموضوع اللى بتفكرى فيه عمرى ما هافكر فيه
  • براحتك .... بس البت متتفوتش .... حلوة و زى القمر وجسمها حكاية ومتربية
  • بس مبفكرش فيها غير زى ما بفكر فى أصحابى .... يرضيكى اتجوز واحد صاحبى يا حضرة الناظرة
فغرقت امه فى الضحك حتى دمعت عيناها من تعبيره

  • وهو فيه واحد صاحبك جسمه فيه التضاريس اللى فى جسم منى يا خايب .... على كل حال براحتك بكرة تندم لما تروح منك
  • لأ مش هندم وشفت تضاريس كتير النهاردة أكتر من تضاريس منى بتاعتك دى بكتير.... متعطلينيش بقى علشان انزل لطنط واطلع انام شوية
وتركها وذهب لغرفته الصغيرة التى إقتطعها أبوه من إحدى الغرف الكبيرة بمنزلهم وخصصها له بمجرد ظهور نتيجة الثانوية العامة لتصبح غرفة منفصلة خاصة بمهندس المستقبل حيث تناول بعض الملابس من دولابه واتجه للحمام وأدخل نفسه تحت الماء الساخن واستسلم لذكريات صداقته بمنى وأحداثها التى لم تؤثر يوما على صداقتهم أو تحولها لشئ آخر رغم إكتشافهم لأجسادهم وتحولاتها سويا منذ بداية مراهقتهم

أنهى أمجد حمامه واستبدل ملابسه بملابس أخرى أكثر ملاءمة لمهمته مع جارته فارتدى بدلة تدريب وحذاء خفيف وأستأذن أمه واتجه لشقة جارتهم ودق الباب لتفتح له أم منى بنفس العباءة الفضفاضة التى ترتديها تخفى بها تفاصيل جسدها كعادة كل سيدات هذا الوقت عند إستقبال ضيف غريب

  • أهلا يا أمجد ..... إتأخرت ليه يا واد .... أنا افتكرتك نسيت وكنت هأتصل بأمك تطين عيشتك
  • لاأتأخرت ولا حاجة يا طنط هى نص ساعة بالدقيقة زى ما وعدتك
  • عندك حق .... طول عمرك مواعيدك مظبوطة من ساعة ما كنت عيل صغير ..... الظاهر إن انا اللى كنت مستعجلة عالأنبوبة ..... تعالى خش
ودخلت ودخل ورائها وأغلق الباب خلفه وبمجرد إغلاقه إلتفتت إليه أم منى وتغيرت تماما واندفعت نحوه تطوق عنقه بذراعيها وتلقى برأسها على صدره

  • وحشتنى أوى يا أمجد ..... يخربيتك عدى عليا إسبوع بحاله من آخر مرة كنت عندى كنت مولعة فيه نار
  • وانت كمان وحشتينى يا ريرى .... بس منى كانت طول الأسبوع موجودة ومقدرتش أكون معاكى لوحدنا
ورفعت شفتيها ناحيته فالتقم شفتيها يمتصها بجنون بينما تمتد يديه إلى ثدييها تعتصرهما فى عنف ورفعت يدها لتفك أزرار عباءتها فأمسك بيديها

  • كبرت يا أمجد وبقى ليك مزاج فى النيك وبتحب تقلعنى بنفسك
  • بحب أشوف جسمك وانا بعريه حتة حتة بأيدى
  • كل جسمى تحت أمرك وكل اللى عايزه يتعمل
فالتقم شفتيها ثانية يلتهمهما بشفتيه وأخرجت لسانها كى يمتصه أمجد بينما تمتد أصابعه لأزرار عباءتها حتى فتح جميع الأزرار وهبط بشفتيه يقبل رقبتها بهدوء وهو يزيل العباءة عن كتفيها ويهبط بشفتيه أكثر فيمررها على كتفيها بينما ينزل العباءة عن ذراعيها ويهبط بشفتيه أكثر مقبلا نحرها ثم صدرها ويترك العباءة لتسقط أرضا ويبعد جسدها قليلا وينظر إلى هذا الجسد الذى جاوز الأربعين لكنه لا يزال يحتفظ بكامل نضارته وكأنها لا زالت فتاة فى العشرين

كانت أم منى ترتدى تحت عباءتها بيبى دول قصير أسود بدون سوتيان وتظهرحلماتها الفاتحة تحته بوضوح وتحته كيلوت صغير من نفس اللون ويشف البيبى دول والكيلوت عن جسدها الأبيض وتكاد شفرتى كسها أن تظهرا من الكيلوت من الأمام بينما يختفى جزءه الخلفى بين فلقتيها المكورتين المرتفعتين إرتفاع بسيط فى شكل مثالى ولا يوجد بجسدها أى ترهلات بإستثناء كرش صغير لا يشوه منظر جسدها بل يزيده إثارة وسوة منتفخة تحتها كس يلمع من فرط العناية به يحيط به فخذان مثاليان فى إستدارة رائعة تزيدان من إثارة هذا الكس الجميل

كانت أم منى تملك جسد متناسق مثير رغم ميلها للقصر وكما كان يسمع دائما أمه وهى تتحدث عنها تملك ساقين لا ينافس جمالهما إلا ساقى منى إبنتها الوحيدة وكانت أم منى تعلم مدى جمال سيقانها وتهتم بهما كثيرا وتحرص على إظهار جمالهما ولا تخرج من باب شقتها دون أن ترتدى خلخال يبرز مدى روعتهما أمام باقى الجارات حتى أن ام أمجد وهى صديقتها المقربة كانت دائما ما تنصحها بأن تخفى جمال سيقانها خوفا من حسد الحاسدات وخاصة جارتها بالدور الرابع التى تقف كثيرا خلف بابها تتجسس على كل ما يدور بين أم منى وبين أى شخص يأتيها حتى الباعة الجائلين

طالت نظرة أمجد لجسد أم منى حتى شعرت هى أنه تاه فى تأمل جسدها فقاطعت تأمله

  • مالك يا واد .... أول مرة تشوف جسمى
  • مش أول مرة ..... لكن باحب اللون الأسود عليكى أوى .... يجنن الأسود على لونك الأبيض ده
فاحمر جسد أم منى من إطراء أمجد على ما ترتديه وزادتها الحمرة جمال وإثارة فخفضت بصرها لأسفل وهى تكلمه

  • عارفة إنك بتحب الأسود عليا وعشان كده نزلت امبارح أشتريتلك الطقم ده
فانقض أمجد عليها وأحاط جسدها بذراعيه ورفعها حتى ابتعدت ساقاها عن الأرض فاحاطت رقبته بذراعيها فلف ذراعه الأيمن حول خصرها بينما يده اليسرى ترفعها من طيزها متمسكة بفلقتيها بشدة وسار بها متجها لغرفة نومها التى يحفظها جيدا ودخل بها من الباب وأغلق الباب خلفهما بقدمه وأنزلها حتى لامست قدميها الأرض وقد أحنى جسده قليلا ليلتقم شفتيها التى لا يشبع منهما أبداً بينما أمتدت كفيه لفلقتيها تعتصرهما بعنف وضغطت هى صدرها على صدره ومدت يديها تفك له سوستة الجاكيت الذى يرتديه حت أنكشف صدره فأخذت تقبله بجنون بينما هو يزيح كلوتها من الخلف جانبا ويدخل يده تحته ليغرس اصابعه بين فلقتيها ويضغط إصبعه الأوسط فيغوص بسهولة فى شرجها فتتأوه مستمتمعة

  • مليت خرم طيزى بزيت الورد اللى بتحبه علشان عارفة انك بتحب تنكيها
  • أنا باحب انيك كل حتة فيكى يا لبوة
فزادتها كلماته إثارة ورفعت من شبقها فانقضت تقبل بطنه وهو واقف حتى وصلت لبنطاله فجلست على طرف الفراش وأنزلته بسرعة فهى تعلم أنه لم يرتدى ملابس تحتية كما تحب دائما أن تراه وانقضت على زبره المنتصب تتشممه وتملأصدرها برائحته ثم تلعق خصيتيه وتحرك لسانه على زبه صعودا حتى الرأس فتدخلها فى فمها وهى تنظر لعينيه تراقب تلك اللمعة التى تملأها دائما عندما يشتعل شبقه فيمد يديه ينزل حمالة البيبى دول عن كتفيها ليكشف صدرها الذى لا يزال محتفظا بشكله لم تشوهه السنين فيعتصرهما بشدة متحسسا الحلمات بيده ثم يقبض على حلمتيها باصابعه ويقرصهما بعنف فتصرخ صرخة الم فيدفع زبره بقوة داخل فمها حتى تكاد راس زبره تصل لحلقها فتغلق فمها عليه وتعض عليه بشدة فيترك ثديها الأيمن ويمسك بشعرها يجذبه بشدة للخلف فتتأوه آهة مكتومة وتخفف من عضتها فيبدأ بإدخال زبره وإخراجه فى فمها ويثنى ركبته ويضعها على حافة السرير أمام كسها فترفع نفسها قليلا وتضع كسها على طرف ركبته وتفركه عليها بشدة وهى لا تتوقف عن مص زبره ورضاعته فتنفرج شفتا كسها وتصبح ركبته ملامسة زنبورها المبتل بشدة من سوائلها لا يفصلهما إلا نسيج الكيلوت الرقيق وتتحول حركتها لفرك جنونى لكسها بركبته حتى ينتفض جسدها وتضم فخذيها على ركبته فينتزع زبره من فمها ويمسك بساقيها من أسفل ركبتيها ويرفعها للأعلى فتنام على ظهرها مرفوعة الفخذين فينزع عنها الكيلوت ويسقطه أرضا ثم يفتح ساقيها بشدة ويدفن وجهه بين فخذيها المفتوحين ويبدأ فى لعق كل ما يخرج منها من عسل لزج فيرتفع صوت تأوهاتها وجسدها ينتفض على الفراش بعنف شديد

  • دخله يا أمجد ....حرام عليك مش قادرة
فلا يستمع إليها بل يرفع ساقيها لأعلى أكثر حتى يصبح خرم طيزها مواجها لفمه فينقض عليه بلسانه يلعقه ويدخل فيه طرفه فتمد يديها تفتح بها فلقتيها مفسحة الطريق للسانه ليلعق كل ما بين هاتين الفلقتين من خرم طيزها حتى يصل لزنبورها فيأخذه بين شفتيه ويعضعضه برقة وهى لا تتوقف عن الأنين والتأوه

  • دخل زبك بقى .... هاموت فى إيدك يخربيتك
ولكنه لا يتوقف ويظل يفرك وجهه وشاربه على كسها فيرتفع صوت أنينها مرة ثانية وتنتفض للمر الثانية قاذفة فى وجهه بمائها غزيرا وتضم فخذيها على رأسه وتترك فلقتيها لتمسك برأسه بكلتا يديها تدفعها بقوة لكسها وهو لا يتوقف عن دعك كسها بشاربه حتى فى ذروة لحظات شبقها فتترك رأسه وتضع يديها على فمها لتكتم صوت صراخها الذى كاد ان ينطلق عاليا وقبل أن تنهى قذفتها يحرر أمجد راسه من بين فخذيها ويضغطهما حتى يلامسا صدرها ويدفع زبره كاملا داخل كسها فتخرج منها شخرة عالية لم تستطع كتمانها فيترك زبره داخل كسها للحظات قليلة ثم يخرجه برفق حتى يسحبه كاملا فتشعر بأن روحها تنسحب منها فتشهق شهقة لا تقل فى صوتها عن شخرتها فيدفع زبره داخلا ضاغطا عليه بكل قوته ويبدأ فى إخراج زبره وإدخاله مرات ومرات وكأنه يطعنها به فى كسها الذى سالت منه شلالات مائها وكأن قذفاتها تتداخل ولا تنتهى وفقدت تماما القدرة على التحكم فى جسدها وتركته لهذا الفتى ليفعل به ما يشاء فأدارها لجانبها الأيمن وضم ساقها اليسرى لصدرها ولم يخرج زبره من كسها وأخذ يدخل زبره ويخرجه بكل ما فى شبابه من قوة وارتفع صوت ارتطام عانته بفلقتيها وهى لا تتوقف عن الـتأوه وبين الحين والآخر تصدر منها صرخة تحاول كتمها بيدها فتنجح أحيانا وتفشل أحيانا وكسها لا يتوقف عن النبض والإنقباض على زبر أمجد ولم تعد تعرف كم مرة قد قذفت مائها على زبره وفاضت الملائة تحتها بما يخرج منها من سوائل لزجة فأدارها ثانية حتى نامت على وجهها وورفعها من وسطها فاستجابت له بكل سهولة ووضع تحتها وسادة فارتفعت مؤخرتها للاعلى فأمسك بيديها ووضعها على فلقتيها فأمسكت بهما وفتحتهما لأقصى ما تستطيع وقد عرفت أن وقت دخول زبره لشرجها قد حان فجلس على ركبتيه بين فخذيها وأخذ يقبل خرم طيزها قبلات طويلة ويخرج لسانه يلعقه مستمتعا برائحة زيت الورد الذى ملأت به فتحة شرجها قبل حضوره حتى أكتفى من لعق ذلك الخرم الذى أنفتح داعيا زبره للدخول فقام واقفا وزبره ينتصب أمامه كسارية العلم فأمسك بزبره وجلد به خرم طيزها مرات ومرات حتى وضعه على الخرم الجميل الذى يدعوه للدخول وضغطه بهدوء فانزلق داخلا بنعومة بعد أن أرخت هى له كل عضلات نصفها السفلى حتى أصبح زبره كاملا داخلها فتركه قليلا وبدأ فى إخراجه بهدوء شديد حتى خرج كاملا فشهقت شهقتها المعتادة

  • دخله تانى يا أمجد دخله أبوس إيدك
فاستجاب لها وأدخله ثانية بهدوء حتى لم يبق خارج خرمها إلا خصيتيه وتركه للحظة وأعاد إخراجه حتى لم يبق داخلها إلا رأسه ثم دفعه ثانية فأطلقت أنين لذة فعرف وقتها من خبرته معها أن شرجها قد أصبح مستعدا لأخذ دوره فأخذ يزيد من حركته دخولا وخروجا وقد أدخل إبهام يده اليمنى بكسها يدعكه من الداخل بقوة فى نفس الوقت وانطلقت هى فى التأوه وقد دفنت وجهها بالفراش تكتم تلك التأوهات حتى ازدادت سرعة نيك أمجد لتلك الطيز المفتوحة التى تدعوه لإفراغ منيه داخلها وارتفع صوت تنفسه مع تأوهات خشنة تخرج من جوفه تتجاوب معها تأوهاتها المتصلة حتى أتت لحظة قذفه متوافقة مع لحظة بداية قذفها فدفع بزبره كاملا لداخلها وضغطه بكل قوة جسده ونام عليها قاذفا بلبنه ساخنا غزيرا يملأ ذلك الشرج فأطبقت على زبره بكل قوتها بعضلات طيزها بينما ينتفض جسدها أسفل منه معلنا إتيانها بشهوتها مرة أخيرة حتى أنتهيا من قذفهما سويا فنام عليها بصدره ولف ذراعيه حول صدرها يداعب ثدييها برقة ومر وقت وهما على نفس الوضع حتى ارتخى زبره وخرج من خرم طيزها فتأوهت آهة متعة طويلة فنام بجانبها وجذبها لتهبط من فوق الوسادة الموجودة تحتها وترتخى بين ذراعيه لاصقة ظهرها ببطنه وقد إحتضنت فلقتاها زبره المرتخى وهدأ صوت تنفسها قليلا واعتدلت لتواجهه وتغيب معه فى قبلة هادئة طويلة وتريح رأسها على ذراعه ناظرة فى عينيه

  • يخربيت كده يا أمجد ..... كل مرة تبهدلنى كده
  • مبسوطة يا ريرى ؟
  • كل مرة بانبسط عن اللى قبلها ..... فاكر أول مرة يا واد ؟
  • وهى دى تتنسى ؟
  • كانت أول مرة حد يشوف كسى غير أبو منى .... بس أنتا شوفت كس تانى قبل كسى يا جبان
  • ماهو مش كس غريب برضه يا ريرى وبعدين ده كان لعب عيال
  • لعب عيال برضه يا كداب ؟؟ البت ماسكة زبك وانت بتلعب فى كسها وتقلى لعب عيال
  • ماهو بعدها أنتى منعتيها تلعب معايا فى سطح البيت زى ما كنا بنلعب
  • خفت لتفتح البت وهى لسة يا دوب مجتهاش غير دورة شهرية واحدة
  • أفتح أيه بس وأقفل إيه يا ريرى دانتى من يومها وانتى محتكرة زبى لحسابك
  • إستعبط يا واد إستعبط .... مانا عارفة إن إنت وهى معرفين بعض كل حاجة عن بعض حتى شكل بزازها وشكل زبرك
  • ماهى منى مش غريبة برضه يا ريرى وإنتى عارفة ان احنا أقرب أصحاب لبعض من ساعة ما دخلنا المدرسة
  • بس الغريبة إن إنتوا لا حبيتوا بعض ولا حاولتوا حتى
  • علشان إحنا الأتنين إصحاب جدا وسرنا مع بعض فمينفعش نحب بعض ... ممكن نريح بعض لما نكون محتاجين بس لكن هى مش ممكن تحبنى ولا أنا ممكن أحبها
  • ماشى يا عم الفيلسوف ..... قوم بقى البس هدومك علشان امك متشكش فى حاجة ... أنا لسة هاغير ملايات السرير واكياس المخدات اللى إنت غرقتها دى
  • أنا اللى غرقتها برضه ؟ أنا كل اللى نزل منى لسة جوا طيزك مخرجش
  • طب قوم يا وسخ البس هدومك
  • طب تعالى وصلينى للباب وقوليلى الكلمتين إياهم علشان برج المراقبة اللى ساكن قصادك
  • ماشى
وقاما متجهين لباب الشقة والتقطت فى طريقها عبائتها وارتدتها بإحكام وقبل أن تفتح الباب أمسك بها من طيزها فاستدارت له وغابا فى قبلة عنيفة

  • إنت إيه متعبتش ؟ لم نفسك بقى واطلع بيتكم .... نشوف يوم تانى تكون البت منى مش موجودة
  • حاضر يا قمر
وفتحت باب الشقة بعد أن إطمأنت بأن مظهرها ومظهره لا ينبئان بما جرى بينهما ووقفت تودعه بصوت عال أمام الباب

  • متشكرة أوى يا أمجد ..... متنساش تقول لماما إن انا هاعدى عليها بكرة .... هابعتلك حاجة حلوة النهاردة
  • حاضر يا طنط هاقولها .... لما منى تيجيى سلمى عليها ولو خلصت الكتاب اللى خدته منى تبقى تطلعه فى أى وقت .... أنا مش رايح حتة النهاردة
  • حاضر يا حبيبى مع السلامة
وصعد الشاب أمجد السلم فى خطوته المنتظمة وقامته المعتدلة كعادته لكنه كان يشعر بداخله بأنه فى قمة إنتعاشه وحيويته وفتح باب شقته ليجد أمه فى المطبخ منهمكة فى إعداد الغداء ليدخل عليها ليعلمها برجوعه

  • أنا جيت يا ماما
  • ماشى يا حبيبى عملت لأم منى اللى هيا عايزاه
  • أيوه يا ماما .... غيرت لها الأنبوبة وصلحت لها الكهربا .... خدت شوية وقت لكن صلحتها
  • برافو عليك يا باشمهندس
  • يا ماما قلنا لسة بدرى على باشمهندس دى ..... وبعدين تصليح الكهربا مش محتاج مهندس ... محتاج كهربائى
  • أعملك حاجة تاكلها لغاية ما بابا واخواتك يرجعوا
  • لو تسمحى بس أنا محتاج كوباية شاى وهاريح شوية لغاية ما يرجعوا
  • حاضر يا حبيبى .... خش أوضتك وهاجيبلك كوباية الشاى بالنعناع اللى انت بتحبها لغاية عندك
  • شكرا يا ماما
وعاد لغرفته الصغيرة واستلقى على فراشه واستغرق فى ذكريات سنوات مضت حددت علاقته بمنى وأمها وابتسم فى سعادة وفتح الراديو على محطة البرنامج الموسيقى ليكمل إستمتاعه بيوم بدا له سيئا فى بدايته لكنه تغير ليوم جميل

الجزء التانى

مقدمة

عندما بدأت فى كتابة الجزء الثانى من القصة وجدت أنه من الضرورى تنبيه السادة ا لقراء بأن أحداث الأجزاء الأولى من القصة تدور فى ثمانينيات القرن العشرين حتى لا يستغرب البعض بعض الأحداث التى تمر بأبطالها حيث وقتها لم بكن هناك موبايلات ولا مواقع تواصل إجتماعى وبالطبع لا إنترنت ولا أجهزة كومبيوتر فنظام الويندوز لم يُبتكر أساسا إلا سنة85

لا وجبات سريعة ولا شركات أوبر وكريم ولا محلات مشروبات أجنبية

لم يكن هناك سوبر ماركت لكن كان هناك البقال والخضرى والفكهانى

وقتها كان راتب الموظف الكبير لا يتجاوز 300 جنيه شهريا وكانت الفراخ تباع ببطاقة التموين فى الجمعية الإستهلاكية وبالطابور

كان الرجال رجال والنساء نساء وكان أصحاب الميول الأخرى يتخفون فقد كانوا يعتبروا فى أيامها وصمة عار تطارد أسرهم وكل من له علاقة ولو سطحية بهم

لم يكن هناك مدارس تجريبية ولا مدارس إنترناشيونا ل ولا مدارس مشتركة بعد المرحلة الإبتدائية ولا يتعلم فى المدارس الخاصة إلا الفاشل الذى رفضته المدارس الحكومية

كان هناك نظام المدارس الثانوية العسكرية التى تستقبل الطالب فى بداية مراهقته لتخرجه بعد سنوات ثلاث رجل قادر على حمل السلاح و تحمل المسؤلية

قد يظن بعض الشباب الآن انهم يمرون بأوقات صعبة لكن الحقيقة أن شباب الثمانينيات كانت أوقاتهم أكثر صعوبة

كانت أيام أكثر صعوبة بكثيرلكنها كانت بالتأكيد أقل تعقيدا




والآن فلنعد إلى قصتنا​

...........................................................................

قطع تأمل أمجد دقات أمه على باب غرفته قبل أن تدخل حاملة كوب الشاى بالنعناع لتضعه على مكتبه الصغير الذى يحتل كثير من فراغ الغرفة مع ترابيزة الرسم التى أشتراها أبوه وأصرعلى أن تكون موجودة بمجرد ظهور نتيجة التنسيق لتجد أمجد مستلقيا على ظهره يستمتع بالموسيقى الكلاسيكية التى لا تفهم سر حبه لها ولا تعرف كيف يحب أبنها تلك الموسيقى التى لا يتناسب ذوقها مع سنه ولا مع مايستمع إليه الشبان فى نفس سنه لكنها لم تعلق أبدا على إختياراته فهو مختلف منذ صغره عن باقى أقرانه وتشعر دائما بأن تفكيره أكبر من سنه

  • عايز حاجة تانى يا حبيبى ..... أعملك سندوتش تاكله مع الشاى
فابتسم أمجد ونظر لأمه فى حنان

  • يا أمى قلت لك مش جعان وهاستنى بابا واخواتى نتغدى سوا .... وبعدين الشاى بالنعناع بيتشرب لوحده
  • زى ما تحب .... هتنام
  • هاشرب الشاى وانام وصحونى عالغدا
  • هى منى هتطلع النهاردة ؟
  • يخربيت منى اللى واكلة دماغك .... يا ماما يا حبيبتى لو عايزة تطلع هتطلع ... هى هترجع من كليتها بليل
  • ماشى يا حبيبى .... أصلها وحشتنى
  • وحشتك إيه بس يا ماما ماهى كانت مرزوعة امبارح عندنا لغاية السعة 9 ومنزلتش غير لما طردتها
  • صحيح .... حد يطرد بت زى القمر كده
  • يوووووه يا ماما .... برضه اللى فى دماغك فى دماغك مافيش فايدة
  • خلاص متتعصبش أنا خارجة وسايباك .... بس بقولك بكرة تندم لما تلاقيها اتجوزت ..... بت زى دى مش هتستنى
  • يا ماما أبوس إيدك ارحمينى من منى ومن سيرتها علشان دى بتيجى عالسيرة وهلاقيها ناطة هنا زى القرد وانا عايز استريح
  • خلاص اتخمد .... مانت عيل فقرى طول عمرك
وخرجت أمه وتركته يبتسم من إصرارها على تنفيذ خطتها فهو يعلم أن أمه تحب منى وتعتبرها الأبنة التى تمنت أن تنجبها لكن نصيبها أن تنجب ثلاثة من الذكور او كما تقول دائما ثلاث عيال ناشفين بينعروا فى البيت زى الجاموس

أنطلقت من الراديو الصغير بجوارأمجد موسيقى شهرزاد التى يعشقها وانطلقت معها ذكرياته عن هذا اليوم الذى ظبطته فيه أم منى معها فى البرجولة التى صنعها ابوه فوق سطح العمارة

إنه يتذكر كل تفصيلة فى هذا اليوم رغم مرورأكثر من ثلاث سنوات

منى كانت صديقته الحميمة التى لا يستغنى عنها ولا تستغنى عنه فهم رفقاء منذ ولادتهم فى نفس العام يفصلهم شهر واحد فقط ولم ينفصلا يوما واحدا منذ مرحلة الحضانة ودخولهم نفس المدرسة الإبتدائية وكم بكى وبكت فى بداية المرحلة الإعدادية عندما دخل كل منهم مدرسة منفصلة . فوقتها كان للبنبن مدارس منفصلة عن مدارس البنات من بداية المرحلة الإعدادية

وقتها كان لقائهم اليومى بعد العودة من المدرسة يمتد لساعات فى البرجولة فوق سطح عمارتهم يذكر كل منهم للآخر تفاصيل يومه ويستذكرا دروسهما معا ولا ينفصلا إلا وقت النوم

يتذكر كيف حُجبت عنه منى إسبوعا كاملا لا يراها وكلما سأل عنها أخبرته أمه وأمها أنها مريضة ولا يمكن له رؤيتها حتى تشفى

وقتها كانت تنتابه حالة جديدة عليه فقد لاحظ إنتصاب عضوه كل يوم عند إستيقاظه ووقتها خجل من أن يسأل أمه أو أبوه عما يحدث له فكتم الأمر عن الجميع لكنه كان يتوق ليخبر صديقته الوحيدة وكاتمة أسراره بعدما سمع من زملاء المدرسة ومعظمهم كانت تنتابه نفس الحالة أنها علامات الرجولة بدأت تظهرعليهم فأراد إخبار منى التى كانت تفخر عليه بأن علامات أنوثتها بدأت فى الظهور ببداية إنتفاخ صدرها وأخبرتها أمها أنها بدأت تكبر وسيصبح لها أثداء مثل النساء

يتذكرما حدث بعد مرور الأسبوع وكيف التقاها على السلم عند عودته من المدرسة . يتذكر كل كلمة دارت بينهما

  • خفيتى ؟؟ كنت خايف عليكى قوى
فضحكت ضحكة بسيطة

  • أه خفيت يا أمجد ..... فيه حاجة مهمة عايزة أقولك عليها
  • وانا كمان فى حاجة مهمة أوى عايز أقولك عليها
  • خلاص هاغير واحط شنطتى واطلعلك
  • ماشى .... هاغير هدومى واستناكى عالسطح
لم ينتظرها أمجد طويلا يومها حيث كانت متشوقة لإخباره بما لديها من أخبار ومعرفة ما لديه من جديد فسرعان ما كانت معه فى البرجولة التى تحجب النظر عن الأسطح المجاورة بسقفها المصمت لكنها لا تحجب النظر عن من يقف قريبا منها بجوانبها الخشبية ذات الأخشاب المتقاطعة

  • ها قوليلى كنتى عيانة عندك إيه
  • مكنتش عيانة يا عبيط .... كان عندى الدورة
  • دورة إيه يا بت اللى عندك ؟ كنتى بتلعبى كورة
  • مش باقولك عبيط .... الدورة دى بتيجيى للستات كل شهر .... يعنى أنا بقيت كبيرة خلاص زى ماما ومامتك وممكن اتجوز
  • وإيه الدورة دى بقى ؟ يعنى عبارة عن إيه ؟
  • بينزل منى نقط ددمم كده من تحت
  • من تحت إزاى يعنى
  • من تحت يا اهبل
واشارت إلى مكان كسها

  • يع .... يعنى بتشخى ددمم
  • لأ يا واد بنزل نقط ددمم كده وماما بتحط لى فوطة فى الكيلوت علشان محدش يعرف
  • برضه مش فاهم
  • ومش هتفهم .... قولى بقى كنت عايز تقولى إيه
  • أنا كمان بقيت راجل زى بابا وباباكى
  • هو انتوا كمان بيجيكوا دورة ؟
  • لأ يا هبلة .... لما الواحد فينا بيبقى راجل حمامته الصبح لما يصحى بتكون كبيرة وبتبقى ناشفة زى الخشبة كده
  • إنت بتكدب عليا
  • وهاكدب عليكى ليه
وبسبب فضول المراهقين وجدت منى نفسها تمد يدها لتلمس مكان زبر أمجد أو كما كانوا يسمونه فى صغرهم حمامته وكمراهق وجد أن عضوه الصغير ينتصب من أثر لمستها تدريجيا

  • شوفتى أهو بدأ يكبر أهو
  • يكبر أزاى يعنى ؟ ورينى
  • أوريكى وتورينى الدم كان بينزل منين ؟
  • ماشى أوريك وتورينى .... بس ماما قالت لى إن ده عيب
  • محدش هيعرف
وأنزل بنطاله وكيلوته قليلا وأخرج عضوه بينما رفعت هى طرف فستانها من الأمام وأنزلت كيلوتها ولم يكن يعرف كلاهما أن ذلك سيتسبب فى إستثارة مراهقتهما فانتصب زبر أمجد بشدة فمدت منى يدها لتمسكه وظهرت بعض قطرات البلل على كسها ولا أراديا مد أمجد يده ليتحسسه واستغرقا لحظات فى متعة لا يدرى أيهما ما سببها فهم بسبب تربيتهم المتشددة لم يكونا يعرفا شيئا عن الجنس رغم سنهم الكبير نسبيا حيث كان الحديث عن الجنس وقتها من المحرمات التى لا يجوز التحدث عنها مع الصغار أو حتى فى وجودهم

قطع متعتهم السريعة تلك صوت أم منى أتاهم من حيث تقف بجوار البرجولة وتراهم من بين أخشابها

  • يا نهار أبوكو إسود إنتوا الأتنين ..... إنتوا بتعملوا إيه ؟
وهرولت داخلة للبرجولة حيث جذبت إبنتها من شعرها بيد بينما باليد الأخرى خلعت شبشبها تنهال به على أمجد وبينما أنزلت منى فستانها لم يستطع الصبى رفع بنطاله وظل زبره خارجا حتى أنتهت فورة غضبها موجهة الكلام لإبنتها

  • إنزلى استنينى تحت .... وقعتك سودة النهاردة
  • وانت متتحركش من مكانك لغاية ما اخلص حسابى معاك
حاول الصبى وقتها رفع بنطاله بينما جرت منى ناحية باب السطح ونزلت السلم لكن أم منى نظرت له نظرة جمدته مكانه

  • خليك زى مانت أنا هانده أمك تشوفك ولما أحكيلها هتخلى أبوك يقطع لك حمامتك اللى فرحان بيها دى
فبدأ الصبى بالبكاء وقد تجمد الدم فى عروقه ولم يستطع التحرك من مكانه وبدأ فى التوسل لأم منى ألا تخبر أباه وأمه فأبوه لن يرحمه بشدته وعنفه فى العقاب

وأخيرا بدا له أن أم منى قد رق قلبها قليلا حيث خفت حدة نبراتها واتجهت لباب السطح وأغلقته بإحكام وعادت للبرجولة حيث جلست أمامه بينما هو واقف وقد إنحسر بنطاله حتى قرب ركبتيه

  • تعالى هنا يا زفت انت أقف قدامى
فتقدم أمجد بتردد حتى بات قريبا منها فنظرت إلى زبره الذى إنكمش حتى كاد أن يختفى من شدة الرعب الذى إنتابه

  • إنت مش عايزنى أقول لأمك عالمصيبة اللى عملتها
  • أيوه يا طنط وأوعدك إنى مش هاعمل كده تانى
  • طب قرب متخفش ومتترعش كده
فاقترب منها أمجد يتعثر فى بنطاله الساقط حتى كاد أن يلتصق بها فى جلستها فمدت يديها تحتضنه برقة لم يكن يتوقعها حتى التصق صدره بصدرها وهمست فى أذنه

  • خلاص مش هاقول لحد على اللى عملته ... بس إنت كمان أوعى تفتح بوقك وتجيب سيرة اللى حصل النهاردة
فهدأ الصبى قليلا واستسلم لحضنها الذى كان مختلفا تلك المرة عن كل المرات التى إحتضنته بها وشعر بدفء ينتقل إليه من ذراعيها وصدرها الذى ضغط على صدره ولأول مرة يشعر بملمس ثدى أنثى غير أمه على صدره وزودته حرارة الأنفاس التى تخرج قرب أذنه بشعور غريب عليه وفوجئ بأم منى تمرر يديها على ظهره العارى بعد أن رفعت له ما كان يرتديه بينما تسللت يدها لخصيتيه تتحسسهما برفق ولم يكن وقتها قادرا على فهم ما انتابه من إحساس جعل زبره ينتصب بشدة وأم منى تتحسسه بيد خبيرة وتضغط على راسه ضغطات رقيقة حتى شعر بأن عضوه يكاد ينفجر من شدة إنتصابه

إستسلم أمجد تماما وقتها لأم منى تفعل به ما تشاء وتحرك جسده بين يديها كيفما ارادت حتى أنامته على ظهره وأحاطت خصره بساقيها وفوجئ بها ترفع عباءتها التى ترتديها لأعلى وتخلع كيلوتها وتجلس على ركبتيها ثم تمد يدها لزبره تمسكه وتمرره على كسها الذى شعر بحرارة تخرج منه ولزوجة سائل ما لم يكن وقتها يدرى ماهيته تبلل زبره وبعد أن مررت زبره على كسها مرات ومرات أدخلته بداخلها ليشعر بدفء شديد يحيط بعضوه ولزوجة تسهل تحرك أم منى عليه صعودا وهبوطا لوقت بدا له طويلا إنتهى بإنتفاض جسدها وضغطها عليه بقوة وسوائل كثيفة كثيرة تخرج منها لتبلل بطنه وزبره وخصيتيه

وقتها كان أمجد فى مرحلة بلوغه الأولى ولم يتكون بجسده المنى والسوائل اللازمة للقذف فاستمتعت أم منى بزبره حتى أتت شهوتها ولم يزعجها بقذف يتبعه إرتخاء فحصلت متعتها كاملة كافضل ما يكون

بعدما إنتهت منه أم منى قامت واقفة وأوقفته أمامها ورفعت له ملابسه وقبلته على شفتيه قبلة سريعة لكنها لم تنس تحذيره

  • لو عرفت إنك حكيت لأى حد حاجة من اللى حصلت النهاردة هاقول لأبوك وانت عارف أبوك هيعمل فيك إيه
لم يكن الصبى بحاجة لتحذير فهو لن يحكى سره لأى شخص .... فهو لا أصدقاء له غير منى وبالتأكيد لن يخبرها بما حدث فهو وإن يكن لا يلم بطبيعة ما حدث إلا أن غريزته تخبره بأن ما حدث مع أم منى سر ينبغى أن يدفن فى صدره للأبد

تسلل لذهن أمجد ذكرياته عن سؤاله فيما بعد لأم منى عما حدث يومها وإجابتها التى فسرت له ما فعلته يومها والحوار الذى دار بينهما

  • يومها البت قالتلى أنا طالعة أقعد مع أمجد فى البرجولة وقلتلها ماشى ونسيت إن البت بلغت ولسة دورتها خلصانة وإنها أكيد هايجة وانت فى نفس سنها وأكيد بلغت وهايج زيها فلبست العباية وطلعت السلم جرى قبل ماتعملوا مصيبة لقيتك مطلع زبك وهى مسكاه وانت بتلعب فى كسها ..... بينى وبينك هجت على المنظر ووقفت أتفرج شوية بس فوقت لنفسى وقلت الحقكوا قبل ما تدخل صوباعك فى كسها ولا حاجة ودخلت عليكو وكنت ناوية فعلا أخلى يومك إسود بس بعد ما البت نزلت إفتكرت شكل زبك الواقف وانا محرومة . من ساعة ما ابو منى رجع بلدهم وبقى يجيلى الأول كل تلت أيام وبعدين كل إسبوع لغاية ما بقى يغيب عنى بالشهر والشهرين والتلاتة وانا ست سخنة ومبستحملش أقعد كتير من غير نيك فكنت باصبر نفسى بأى حاجة ألاقيها قدامى قلم تخين ساعات ... خيارة مفيش مانع .... لغاية ما شوفت زبك واقف قدامى فمقدرتش أمسك نفسى وحصل اللى حصل .... صحيح انا ندمت بعدها وقلت لنفسى أهى مرة وعدت ومش هتتكرر بس بعد كام يوم لقيتنى هايجة تانى فسربت البت عند خالتها وندهتلك وبقيت أفيونتى اللى باصبر بيها نفسى
  • بس زبى ساعتها كان صغير يا ريرى كيفك إزاى ؟
  • يا عبيط الست ميكيفهاش غير الزب الواقف جامد مش مهم كبير ولا صغير .... ماهو أبو منى زبه كبير أوى ومن كبره كان بيوجعنى ومبحسش معاه باللذة اللى باحسها معاك وخصوصا أن انت يا واد بتتأخر على ما تجيب وبتمتعنى قبل ما تدخل زبك مش زى ابو منى بيرزعه عالناشف وممكن يجيب قبل منى
  • فاكرة يا ريرى أول مرة جبت فيها
  • ودى تتنسى .... كانت بعد يوم السطوح بكام شهر.... يومها واخدة راحتى وباتنطط على زبك وبعد ما نزلت شهوتى وقاعدة على زبك اتمتع بيه جوايا لقيت نافورة لبن طلعت من زبرك ملت كسى .... يومها إترعبت .... مكنتش عاملة حسابى وخفت احبل منك .... كنت هاقول للناس إيه؟ حبلت من عيل ... يومها جريت عالحمام وقعدت أنضف كسى وحطيت الخرطوم جوايا علشان أنزل لبنك منى يا مضروب
كانت أم منى بالنسبة لأمجد موسوعة جنس تعلم منها ولم تبخل عليه أو تخفى عنه أى شئ يتعلق بالجنس وبممارسته

علمته مفاتيح جسد الأنثى وكيفية إثارة شبقها ... علمته كل الأوضاع الجنسية التى تعرفها .... علمته كيف يتحكم فى فترة إتيانه بشهوته وكيف يشعر بقرب إتيان الأنثى لشهوتها وكيف يرفع شهوتها لأقصى درجاتها

إنها أعطته ما بخلت به على زوجها

جعلت زبره أول زبر يفتح شرجها وعلمته كيف يجعل الأنثى تتمتع بالجنس الشرجى

ولا ينسى أمجد جملتها التى قالتها له بعد أول ممارسة خلفية له معها

  • تعرف يا أمجد .... أبو منى حاول مرة ينيكنى من ورا .... رفضت وبهدلته وهددته بأنى هاطلب منه الطلاق .... بس إنت حاجة تانية ..... الست مش هتسمح لراجل ينيكها من طيزها إلا إذا كانت عايزة تديله كل اللى عندها
كان أمجد يشعر بأن أم منى اعطته أكثر كثيرا مما أخذته .... لم يشعر يوما بأنه تستغل شبابه وفحولته لإمتاع نفسها بل كان يشعر أنها تعطيه كل ما يمكنها إعطاؤه لترد له ما إعتبرته جميلا له فى عنقها

..............................................................

أفاق أمجد من إستغراقه فى ذكرياته على صوت أبوه الجهورى يناديه من صالة الشقة فهرع ليلبى نداء أبوه الذى وجده يقف فى منتصف الصالة حاملا معه مسطرة الهندسة الشهيرة حرف T وأنبوب حفظ الرسومات الطويل ومجموعة المساطر وأقلام التحبير التى يستعملها طلبة كليات الهندسة

حيا أمجد اباه باحترام وأخذ عنه ما يحمله وقبل يده كما اعتاد كلما رآه

  • مش بدرى شوية يا بابا على الحاجات اللى أشتريتها دى
  • لا بدرى ولا حاجة هما كام يوم وهيطلبوا منك تشتريهم ..... أنا قلت أشتريهملك بدرى
  • متشكر أوى يا بابا ..... دايما مش مخلينا مش محتاجين حاجة
كان أمجد يعلم مدى فرحة الأب بدخول ابنه الكلية التى إختارها أبوه رغم رغبته فى دخول الكلية العسكرية التى حلم بها أمجد منذ نعومة أظفاره وكان الأب يقدر لأمجد تضحيته بما يرغب فى سبيل تحقيق أمنية أبيه وكانت تلك الفرحة التى يراها أمجد فى عينى أبوه وأمه تساوى عنده الدنيا وما فيها وأقسم بينه وبين نفسه أن يحقق لأبوه ما يتمناه من رؤيته كمهندس عظيم يحقق ما فشل هو فى تحقيقه فى حياته العملية كمهندس

وكعادته نادى الأب بصوته الجهورى لأبنيه الآخرين ليقبلا عليه يقبلا يديه ويتجه الجميع للسفرة التى أعدتها الأم مسبقا ليتناولوا غداءهم ويتجه كل فرد من افراد الأسرة لغرفته ويسود الشقة هدوء شديد ..... ففى وجود الأب لايسمع صوت بالمنزل غير صوته وإذا أراد أحد أن يتحدث فليتحدث فى همس

........................................................

عاد أمجد لغرفته واستغرق فى نوم عميق إستيقظ منه على يد تهز كتفه بعنف ليفتح نصف عين ويجد منى جالسة بجواره على طرف سريره تهزه من كتفه وأمه واقفة بجوارها فيتناول إحدى الوسادتين الصغيرتين الموضوعتين بجواره ويقذف بها منى فتضحك الأم بشدة ولا تنصرف فهى تحب مناوشاتهما سويا وتتمنى فى قرارة نفسها أن يكون ما تراه أمامها بينهما دائما من مناوشات حب مخفى بداخل قلوبهما الصغيرة يخفيانه عن الجميع

  • أنا مش قلت لك يا بت إنتى متصحنيش بالطريقة دى
وانتبه لنبرته المرتفعة وتخوف من أن يسمعها أباه فأردف بصوت هامس

  • هو بابا هنا ولا نزل
فأجابته الأم بحنان

  • لا يا حبيبى بابا لسة نازل من شوية
  • ماهو عشان كده القردة دى عملالنا مولد ..... خير يا قردة الجبلاية بتصحينى بغلاسة أهلك ليه
  • تصدق أنا اللى غلطانة إنى بصحيك تاكل الحاجات الحلوة إللى أمى بعتهالك .... خسارة فيك يا كلب البحر
  • تصدقى امك أجدع منك ميت مرة .... عمرك ما جبتى حاجة انتى اللى عملاها
  • ماهو برضه لما أمى تعملك حلويات بنفسها يبقى خيرنا عليك
  • لا ياختى أمك عاملة لى حاجات حلوة علشان غيرتلها الأنبوبة وصلحت الكهربا اللى مبتبطلش لعب فيها لغاية ما مرة هتتكهرب وتجيب لنا مصيبة فى العمارة
  • إعمل فيها مهندس بقى .... على فكرة انا كنت ممكن اصلحها بس مرضتش .... قوم بقى كل الحاجات الحلوة وقولى رأيك فىها علشان أمى عايزة تعرفه
  • والطبق اللى عالمكتب ده هيكفينا كلنا يا بُخلا
  • لا يا ناصح .... الطبق ده بتاعك لوحدك يا مفجوع ..... أمى باعتة طبق تانى لطنط وعمو واخواتك
  • طب وسعى شوية عايز أخد غيار من الدولاب وأقوم اخد دش
  • قوم انت بس وانا هاناولك غيار مش عايزة أقوم
  • يا بت عيب كده انا هاخد غيار داخلى
  • ياعنى يا أخى خايف اشوف حاجة مشوفتهاش ؟ مانا اللى موضبالك دولابك مع طنط وشوفت كل حاجة
  • يا بت بلاش سفالة
ولم تلتفت منى لكلامه والتفتت للدولاب الموجود خلفها وأخرجت لأمجد غيار داخلى ناولته له فتناوله وهو ينظر لها نظرة غيظ فهو يكره أن تهدر كلامه وهى تعرف ذلك لكنها تتعمد إغاظته

وكانت الغرفة بالفعل ضيقة ورُص فيها بالكاد السرير والدولاب والمكتب وترابيزة الرسم بينما تحتل مكتبة كتبه حائط كامل بها ولا تسمح بحرية الحركة إلا لشخص واحد وتصبح الحركة بها صعبة فى وجود ثلاث أشخاص

نظر أمجد لمنى وهو على باب غرفته

  • إترزعى هنا متتحركيش ومتلعبيش فى حاجة لغاية ما ارجعلك اعرف هببتى إيه فى الجامعة النهاردة ..... ولا أقولك قومى إعمليلى كوباية شاى اشربها مع الحاجة الحلوة على ما اخلص الدش
  • أعملك شاى بنعناع ؟
  • لا يا ناصحة شاى من غير نعناع ..... قلنا ميت مرة الشاى بالنعناع بيتشرب لوحده
عاد أمجد من حمامه الذى أزال فيه عن جسده آثار موقعته مع أم منى وقت الظهيرة ليجد منى جالسة على طرف فراشه وأمه جالسة خلفها تمشط لها شعرها وتجدله وتضع فيه بعض الشرائط والتوكات الصغيرة كما تعودت أن تفعل معها طوال سنوات عمرها وتوقف للحظات يراقبهما فى بهجتهما وهز رأسه عجبا من هذا الحب الذى تكنه أمه لمنى لكنه قطع عليهما متعتهما الصغيرة

  • نجيب شجرة واتنين لمون يا حضرة الناظرة ؟؟
  • بس يا واد ملكش دعوة
  • مليش دعوة ازاى وانتى بتسرحيها على سريرى وزمان السرير اتملى شعر
  • إتملى شعر ؟ منى شعرها مبيسقطش شعراية يا حمار انت ... هو فيه زى شعر منى وجماله
  • لأ فيه ... وفيه أجمل كمان بس القرد فى عين امه غزال
  • قرد فى عينك ..... بقى فيه قرد بالحلاوة دى يا اعمى
  • طب سيبينا لوحدنا بقى شوية أشوف القردة دى عملت إيه النهاردة
وخرجت الأم وأغلقت عليهما الباب كما تفعل كل مرة تكون منى فيها مع أمجد لكنها تعودت أن تفتح الباب عليهما كل فترة . و فى كل مرة تفتح الباب وهما منفردين تتمنى أن تراهما مشتبكين فى قبلة أو حضن كما هو مفترض بين شابين فى مثل سنهما لتطمئن قلبها بأن ما تتمناه يسير فى طريقه لكنهما يخيبان أملها فى كل مرة

فهى تجدهما دائما يتحاوران أو يتناقشان فى كتاب أو قطعة موسيقى وكأنهما كما تقول لهما دائما

  • لما بدخل عليكوا وانتو لوحدكم بيتهيأ لى إنى داخلة ندوة ثقافية .... جتكوا خيبة فى خيبتكوا
بمجرد أن اغلقت الأم الباب إلتفتت منى لأمجد لتسأله بإهتمام

  • ها قولى عملت إيه النهاردة
  • ولا حاجة حضرت محاضرتين وقعدت شوية عالقهوة ورجعت صلحت لامك الكهربا وغيرتلها أنبوبة البوتجاز وطلعت نمت
  • أحا يا أمجد .... أنا بأسألك إتعرفت على بنات فى الكلية النهاردة ولا لأ
  • يا بنت المجنونة هو انا رايح أدرس ولا رايح اتعرف على بنات
  • ماهو انت لازم تتعرف على بنات يا أمجد مش معقول اللى المدرسة العسكرية عملته فيك ده ... دانت بقيت شبه عساكر الجيش
  • يا بت هى الجامعة دى معمولة علشان الولاد يتعرفوا فيها على بنات ولا عشان يتعلموا
  • الأتنين يا أهبل إتعلم واتعرف ..... مش معقولة افضل انا البنت الوحيدة فى حياتك .... لازم تقابل بنت تحبك وتحبها ... أمال هتتجوز ازاى
  • هتجوز عادى زى ما كل الناس بتتجوز .... أمى هتشوفلى عروسة تجوزهالى مع إنها حاطة عينها عليكى ومصممة تدبسنى فيكى
  • أنا تدبيسة برضه يا ندل .... دا انا كل الشباب بيتمنونى
  • أه ياختى كل الشباب بيتمنوكى بس انتى اختارتى عيل خول تمشى معاه
  • متقولش على ممدوح كده يا أمجد .... ممدوح كل البنات بتتمناه
  • كل البنات الهايفة يا منى مش إنتى
  • نفسى أعرف فيه إيه مش عاجبك .... شاب وسيم وابيض وشعره ناعم وعنيه ملونة وعنده عربية آخر موديل وطويل وعريض
  • قصدك طويل وملظلظ ..... يا بت ده لما بيمشى كل جسمه بيتهز زى النسوان
  • أمال عايزنى أحب واحد زيك ناشف ورذل وإيده عاملة زى الكماشة ... دانت يوم ما قابلتك بممدوح كنت هتكسر إيده عشان حاول يهزر معاك
  • أكسر إيده إيه بس دا أنا يدوب مسكت إيده لما حب يستظرف ويمسك نضارة الشمس بتاعتى
  • تقوم ماسكها بالعنف ده .... دى صوابعك فضلت معلمة على دراعه إسبوع
  • سيبك منه دلوقت واحكيلى هببتى إيه فى الكلية اللى مرضتيش تدخلى هندسة معايا ودخلتيها عشان سى ممدوح اللى بقاله فيها ست سنين ولسة فى سنة تالتة
  • هندسة إيه اللى افضل فيها خمس سنين دى .... وبعد ما اتخرج هاشتغل إيه ؟ طب انت هاتطلع مهندس زى ابوك ..... انا بقى ابويا تاجر عالأقل لما اخلص هاشتغل معاه فى تجارته
  • مقولتيش برضه عملتى إيه فى كليتك النهاردة
  • ولا حاجة يابنى ..... إحنا قدامنا إسبوع كده نروح ونيجيى قبل ما جدول المحاضرات ينزل أساساً
  • أمال إتأخرتى فى الكلية ليه ؟
  • كنت مع ممدوح طول النهار فى الكلية وبعد ما خرجنا عزمنى على مطعم إنما إيه يا أمجد حاجة كده تحفة زى اللى بنشوفها فى الأفلام وبكرة هنخرج سوا بليل عازمنى على حفلة عاملها واحد صاحبه فى فيلته فى المنصورية
  • يا نهار أبوكى إسود .... حفلة فى فيلا مع شوية الصيع إصحاب ممدوح .... إنتى مجنونة يا بت ؟
  • وفيها إيه ؟ ماهو ممدوح هيبقى معايا
  • ماهو المصيبة إن الزفت هيبقى معاكى ... يا بنتى دا عيل صايع ملوش أمان
  • إنت بس اللى مش واثق فيه وبتغير منه
  • أغيرإيه واهبب إيه أنا هانزل لأمك دلوقتى أخليها متخرجكيش بكرة من البيت أصلا
  • أوعى تعمل كده يا أمجد ... هاخسرك بقيت حياتى ... أنا باقولك أهو
  • طب مش هاعمل كده بس توعدينى إنك تحافظى على نفسك
  • حاضر أوعدك
  • ومتروحيش بفستان ولا جيبة .... تلبسى بنطلون ... ويكون واسع
  • يووه يا أمجد هاروح حفلة ببنطلون
  • أه يا روح امك هتروحى ببنطلون وهاشوفك قبل ما تنزلى وهتأكد إنك مش هتغيرى بعد ما أسيبك وإلا هانزل دلوقتى لأمك .... إيه رأيك ؟
  • خلاص .... أنا غلطانة إنى قلت لك على موضوع الحفلة ده
  • وانتى كنتى تقدرى متقوليليش .... يا بت ده كل زمايلى اللى كانوا معايا فى المدرسة ومدخلوش حربية دخلوا معاكى الكلية ومخليهم حاطين عينهم عليكى
  • كمان بتراقبنى .... ماشى ماهى غلطتى من الأول إنى خليتك تتحكم فيا كده
  • لا يا حلوة ...مش إنتى اللى خلتينى أتحكم فيكى ... أمك و ابوكى هما اللى موصينى عليكى ومخلينى آخد بالى منك عشان خايفين عليكى علشان معندهمش غيرك
  • طيب خلاص مضطرة اسمع كلامك مؤقتا.... بكرة ممدوح لما يخلص الكلية ويخطبنى هاستريح من تحكماتك دى
  • أفلح إن صدق
ومد أمجد يده تحت وسادته وأخرج محفظته ليخرج منها عشرة جنيهات ليناولها لمنى

  • إيه ده يا أمجد ؟
  • عشرة جنيه ... هتخليها معاكى فى جيب البنطلون مش فى شنطتك
  • وهاعمل بيها إيه ؟
  • علشان ممكن تحتاجيها فى أى وقت
  • هاحتاجها فى إيه ؟ ماهو ممدوح معايا وأنا معايا فلوس فى شنطتى
  • ماهو أنا مش قلقان غير من إن ممدوح معاكى .... إسمعى الكلام وخليها فى جيب البنطلون اللى هتلبسيه
  • بس ده مصروفك الشهر كله يا أمجد هتفضل طول الشهر من غير فلوس
  • مش هاحتاجهم .... معايا إشتراك الأتوبيس اللى بروح بيه الكلية ومش هاقعد عالقهوة الشهر ده .... ولو إحتجت فلوس هابقى آخد منك
  • يعنى هتفضل طول النهار فى الكلية وتروح التمرين يومين كل إسبوع ومش هتاكل حتى سندوتش فى نص النهار
  • يا ستى ملكيش دعوة أنتى أنا كده كده باخسس عشان عندى بطولة كمان شهرين ووزنى زايد
  • وتعذب نفسك ليه بس يا بنى ما قولتلك ممدوح معايا
  • تالت مرة هاقولك أنا مش قالقنى غير إن زفت ممدوح معاكى
  • مش فاهمة إنت كارهه ليه مع إنه بيعاملنى بكل رقة ..... أنا مش وريتك الشعر اللى بيكتبهولى
  • إنتى حمارة يا بت ..... أنا مش موريكى الكتاب بتاع نزاراللى سى زفت بيكتب منه الشعر اللى بيبعتهولك
  • ده أسمه توارد خواطر يا جاهل
  • أه صح ..... توارد خواطر بين ممدوح البغل ونزار قبانى بالكلمة والحرف .... ما تكتبيله شعر إنتى كمان
  • ياريتنى باعرف كنت كتبت ..... ما تكتبلى إنتا حاجة واقوله إن انا اللى كتباها
  • تصدقى فكرة حلوة ...... أنا فيه فى دماغى فكرة قصيدة تنفع
  • بجد يا أمجد ؟طب سمعنى كده
  • أيوه يا ستى .... عنوانها هيكون اسمه ...... أسمه .... أسمه ..... آه لقيت عنوان حلو .... إيه رايك يكون العنوان "قصيدة إلى عيل خول "
  • تصدق إن انا اللى بنت خول إنى صدقتك .... أنا قايمة
  • مع السلامة ..... ومتنزليش من شقتكم غير معايا .... باقولك صحيح
  • قول
  • فاكرة الحركة اللى علمتك تعمليها لو حد حاول يكتفك
  • أه فكراها
  • طب ورينى كده
  • قول بقى أنك نفسك تحضنى وبتتلكك
  • ولو عايز أحضنك هاتلكك ليه ؟ خايف من امى أو امك مثلا ؟ ده يبقى يوم المنى بالنسبة لهم لما يشوفونى باحضنك
وقفز أمجد من فراشه ليحتضنها بقوة فلكزته بقوة فى خاصرته ودفعته ليسقط على الفراش فابتسم لها

  • جدعة يا بت .... أى حد يحاول يكتفك تعملى معاه كده .... ما عدا أنا طبعا
  • ماشى يا عم الناصح .... على فكرة عايزة أقولك حاجة مهمة
  • إتنيلى قولى خلينا نخلص فى الليلة السودة دى
  • إنت بشنبك ده عمر ما فى بنت هتبص فى خلقتك .... ما تحلقه خليها تتفك فى وشك شوية وتلاقى بنت تعبرك
  • طب غورى بقى من قدامى الساعة دى علشان أن جبت أخرى من حموريتك وخلينى اتخمد انام ..... يومى بكرة طويل
  • طيب هاغور ..... تصبح على خير يا ابو شنب
  • تصبحى على خير يا اللى بتحبى عيل خول
وضحك الأثنان وهو يقوم ليوصلها للخارج وكم كانت أم أمجد تطرب لسماع صوتهما يضحكان سويا ودائما ما تتمنى أن يكون ما تراه أمامها قصة حب بين ابنها وتلك الفتاة الجميلة التى طالما اعتبرتها ابنتها

الجزء الثالث

مقدمة

قد يكون من غير المناسب تذكيرى للقارئ الكريم مع كل جزء أن تلك الأحداث بالقصة تجرى فى الثمانينيات لكنى أجدها فرصة لتعريف السادة القراء ببعض ملامح الحياة فى تلك الفترة خاصة لعلمى بأن معظم القراء لم يعاصروها وقد يستغربون بعض ما ذكر بالقصة من أحداث

وقتها كانت وسيلة الأتصال الوحيدة المتاحة هى التليفون الأرضى ويقينا فمعظم حضراتكم لم يعاصره بقرصه الدوار وحتى تلك الوسيلة لم تكن متاحة للجميع . فكان على من يريد الحصول على خط تليفون أن ينتظر لمدة قد تصل أحيانا ل15 سنة قبل تركيبه وكان من يملك تليفون لا يبخل على جيرانه باستخدامه للطوارئ وكانت تليفونات أكشاك السجائر هى وسيلة إتصال من تضطره ظروفه لإجراء إتصال طارئ

كانت الكنبة ذات الشلت موجودة بكل منزل للجلوس ولإستخدام تلك الشلت أحيانا كفراش فى حالة الطوارئ

والشلت جمع شلتة وهى وسادة مربعة من القطن تصنع خصيصا بالمقاس

وقتها لم يكن هناك ما يسمى كوفى شوب . كان إسمها القهوة وكانت لها وضع خاص فى المجتمع فكان لكل قهوة زبائنها اللذين يالفونها وتألفهم

لم يكن فى المقهى ويتر ... كان إسمه القهوجى ومساعده إسمه الصبى وعادة كانوا هم وكالة انباء الشارع فعندهم كل الأخبار

كان زمن صعب عاشه من صادف شبابهم هذا الوقت لكنهم ينظرون إليه الآن بحسرة فهو كان زمن شديد الصعوبة لكنه أيضا كان شديد الجمال

والآن لنعود لقصتنا​

..............................................................................................





مرت الليلة على أمجد كأسوأ ما يكون ... فبينه وبين نفسه متأكد مما ينوى ممدوح فعله فى تلك الحفلة المزعومة التى دعى منى لحضورها لكنه لم يستطع كبح جماح جنونها وتمردها ولا يريد كسر فرحتها بحبها لهذا الشخص الذى أختارته لتحبه

إنه يعرف ممدوح جيدا ويعلم عنه الكثير فممدوح جارهم بنفس الشارع يكبرهم بأعوام ستة .... أمجد ومن هم على شاكلته من الشباب يعتبرونه نموذج للفشل بينما يعتبر الأكثرية أن ممدوح شاب لقطة .... فأبوه أحد الأثرياء بشارعهم ومصدر ثروته غير معروف ..... أبوه يملك العمارة التى يقطن بها مع أمه الحسناء التى لا يعرف لها سكان الشارع أهل ولا أصل عكس باقى سيدات الشارع ... تتعالى عليهن دوما بمجوهراتها وسيارات زوجها والخدم القائمين على خدمتها وخدمة زوجها وابنها الوحيد

يقيمون بدور كامل بتلك العمارة الكبيرة وقد خصص دور آخر لممدوح جهزه كأفضل ما يكون ليكون بيته فى المستقبل ويستغله ممدوح فى إقامة حفلات له ولأصدقائه من الشباب والفتيات يدعو إليها غرباء عن حيهم بملابس يستهجنها البعض ويعتبرها البعض موضة لا تعنيهم

كان معظم سكان الحى وقتها من الطبقة المتوسطة موظفون كبار ذوى دخل محدود أو تجار متوسطى الثروة لكن الكل كان معروف للكل فكل قاطنى الحى سكنوه فى شبابهم وهاهم أبناءهم الذين ولدوا فيه قد أصبحوا شباباً

كان ممدوح يغار من أمجد رغم الفارق بينهم فى العمر و الإمكانيات المادية وحتى فى الشكل والمظهر ... فممدوح ورث من أمه بشرتها البيضاء وشعرها الأشقر الناعم وعيونها الخضراء وورث من أبيه طوله وضخامة جسده أى أنه ورث منهما كل مواصفات الوسامة علاوة على تلك الموارد المالية اللا محدودة التى يملكها

أما أمجد فهو شاب عادى متوسط الطول أسمر البشرة خشن الشعر ذو شارب ثقيل فأمجد ورث من أبيه شكله الصعيدى الذى لا يختلف عن أى رجل من صعيد مصر

لكن أمجد رغم إمكاناته التى تبدو محدودة يعتبره سكان شارعهم محبوبهم ورجلهم الصغير فشخصيته الهادئة ونظراته الواثقة وقدرته على التدخل لحل المشاكل التى تنشأ بينهم حتى بين الكبار تثير إعجابهم فأمجد كما يقول عنه عم هيكل العجوز صاحب دكان البقالة

" شاب ليه هيبة مش هايف زى عيال اليومين دول "

كان ممدوح يغار من أمجد بل يحقد عليه منذ اليوم الذى برز فيه نجم أمجد بين سكان شارعهم يوم أن نشرت إحدى الصحف صورته كأول ناشئ مصارعة يفوز ببطولة الجمهورية للكبار رغم أنه يمثل مركز شباب ولا يلعب لنادٍ كبير

يومها ذهب ممدوح لمركز الشباب الذى لم يدخله من قبل ليطلب الإنضمام لفريق المصارعة ولا ينسى نظرة المدرب له ورفضه حتى التفكير فى الموافقة على إنضمامه

لم ينسى ممدوح إنضمام أمجد بعدها للنادى الذى يدفع أبوه له سنويا آلاف الجنيهات كإشتراك عضوية بينما تبرع نفس النادى بمبلغ ضخم لمركز الشباب حتى يوافق أمجد على الإنضمام له كلاعب

ربما أختار ممدوح أن ينصب شباكه حول منى التى يظن كل سكان الشارع أن بينها وبين أمجد قصة حب كى يشعر بأنه فاز عليه أخيرا

لم يتمالك ممدوح نفسه من السعادة يوم أن اختارت منى رفض كلية الهندسة التى دخلها أمجد واختارت كليته لتكون قريبة منه فشعر أن فوزه قد اكتمل وأن أمجد الآن يحترق قلبه على حبه

ربما لكل هذا كان القلق يأكل أمجد من داخله حتى أنه فكر فى منع منى من الذهاب لكنه كان يكره أن يكسر خاطرها وكان متأكد من قدرتها على حماية نفسها بعد ما علمه لها للدفاع عن نفسها

ليلتها لم يغمض لأمجد جفن وقام من فراشه قبل طلوع الشمس وهبط لشارعهم الهادئ ويتمشى قليلا حتى وصل للمقهى الذى فتح للتو أبوابه ليستقبله ثابت صبى المقهى الذى يطلقون عليه إسم رويتر الشارع من كثرة ثرثرته عن كل كبيرة وصغيرة يعرفها وبمجرد جلوسه أقبل عليه ثابت بإبتسامة حقيقية غير مصطنعة فثابت ككل من يقطن بشارعهم أو يعمل به يكنون حبا وتقديرا حقيقيا لهذا الشاب الذى يتواضع مع صغيرهم و يوقر كبيرهم رغم الهيبة التى تحيطه ولا ينسى ثابت يوم أنقذه أمجد من بين يدى معلمه صاحب القهوة وجمع له ثمن الأكواب التى سقطت منه ودفعه لكل ما كان يملكه وتجميعه لباقى ثمن الأكواب من زملائه ليجنبه علقة ساخنة كان بالحتم سينالها من معلمه الضخم

  • صباح الخير يا أمجد باشا .... أجيب الشيشة ولا كفاية الشاى بالحليب
  • هات شيشة يا ثابت ... دماغى هينفجر وعايز حاجة أنفخ فيها
  • أوامر يا باشا
وانطلق ثابت للداخل ليحضر لأمجد شيشته يضعها أمامه يتبعها بكوب الشاى بالحليب يضعه على الطاولة المجاورة لأمجد

  • باقول لحضرتك إيه يا باشا .... تسمحلى بكلمتين محشورين فى زورى
  • قول يا رويتر ... ماهى دماغى ناقصة عالصبح
  • خد بالك من الست منى ... دى بت بنت حلال وتستاهل كل خير
فسقط قلب أمجد فى قدميه فكلام ثابت يعنى أن ممدوح بدأ يثرثر عن منى فى جلساته لكنه تمالك نفسه سريعا

  • متخفش عليها يا ثابت ... دى بت بميت راجل
  • يا باشا الدنيا وحشة وولاد الحرام كتير والواد ممدوح سكته وحشة .... دا الراجل اللى بيجيبله الحشيش كان لسه معاه امبارح وجايبله كمية كبيرة دفع له فيها مية وخمسين جنيه حتة واحدة وبيقول كلام ميصحش عن الست منى
  • متقلقش عليها .... سكة ممدوح متمشيش مع منى
  • طب وحياة أبوك يا شيخ تخليك فى ضهرها
  • متقلقش يا ثابت .... منى زى اختى ومش هاسيبها
  • لو احتجت حاجة منى قول ومش هتأخر انا مع إنى صغير عنكم فى المقام لكن أقدر اعمل حاجات كتير تساعد
  • هو ده العشم يا ثابت .... شايلك للعوزة
ولم يستطع أمجد بعدها أن يكمل جلسته فابتلع كوب الشاى سريعا ولم يكمل تدخينه وقام سريعا ورفض ثابت ان يأخذ حساب الطلبات منه فانطلق عائدا للمنزل وقد قرر منع منى من الذهاب مهما كلفه الأمر ولتغضب كما شاءت فقد تيقن أن ممدوح لا ينوى خيرا فى هذا اليوم مع منى

دخل أمجد شقته ليجد أمه وابيه يتجهزان للنزول فحياهما وقبل يد أبيه

  • كنت فين يا أمجد بدرى كده
  • صحيت بدرى ونزلت اتمشيت شوية يا بابا قلت انشط نفسى قبل الكلية
  • فيه حاجة قلقاك يا بنى شكلك منمتش
  • لا يابابا مفيش حاجة متقلقش .... إبنك شديد زيك يا حاج
  • بالتوفيق يابنى
دخل أمجد غرفته بعد أن ودع أباه وأمه ليغير ملابسه ويضع ملابس تدريبه فى حقيبة رياضية خفيفة ويخرج لصالة الشقة حيث يوجد التليفون ليطلب رقم منى التى رفعت سماعة تليفونها سريعا وكأنها كانت تنتظر تلك المكالمة

  • صباح الخير يا منى
  • صباح الخير يا أمجد ..... فيه إيه ؟
  • هيكون فيه إيه يعنى ؟ مش إحنا متفقين أشوفك قبل ما تنزلى
  • أه متفقين بس أول مرة تقول إسمى كده من غير ألقاب ... لا قلت زفتة ولا هبابة ولا أى لفظ جميل من ألفاظك اللى بتقولهالى .... شكلك منمتمش كويس
  • لأ إتنيلت نمت كويس
  • أهو كده انا اتطمنت عليك .... طالما لسانك رجع زفر تانى تبقى كويس
  • لبستى
  • أه لبست ... وزى مانت قلت لبست بنطلون واسع مع إن شكلى هيبقى فلاحى قوى لما اروح حفلة ببنطلون
  • ولبستى إيه تانى
  • يا سافل مش هاقولك طبعا
  • أنا اللى سافل برضه ولا انتى اللى دماغك وسخة ..... لابسة البنطلون من تحت لابسة إيه من فوق
  • آآآآآآآآآآه تصدق فهمتك غلط .... لابسة بلوزة حرير
  • طب البسى بلوفر تحت البلوزة
  • إنت عبيط يا أمجد ؟ ألبس بلوفر تحت البلوزة ؟ مش شايف إن ده يبقى فلح كتير شوية والدنيا لسة مبردتش
  • علشان الدنيا بتبقى برد بليل
  • مانا هلبس جاكت
  • إلبسى الجيليه اللى اشتريتيه الاسبوع اللى فات تحت البلوزة مش هيبان
  • يووووه بقى يا أمجد .... إيه التحكمات دى
  • إسمعى الكلام وإلا مفيش نزول من البيت النهاردة
  • خلاص هاتنيل البس الجيليه تحت البلوزة .... مش عارفة هاخلص امتى منك ومن تحكماتك الغبية دى
  • لما تتنيلى تتجوزى هتخلصى منى ومن تحكماتى وهاخلص منك ومن قرفك
  • ماشى .... هانت .... استحملك سنتين كمان لغاية ممدوح ما يتخرج وهاخلص منك
  • سنتين ؟؟ تصدقى بقى إن انا هاتخرج قبل سى زفت بتاعك
  • هيهيهيهي ....... ظريف قوى يا رذل
  • طب اخلصى بقى عايز انزل
  • خمس دقايق واكون جاهزة ... سلام
كان أمجد ينوى منعها من النزول لكن الفرحة التى بدت فى صوتها جعلته يشفق عليها ويكره أن يكسر فرحتها ولعل ظنونه ليست فى محلها ويكون ممدوح رغم نذالته زوجها المستقبلى

بعد عشر دقائق كان أمجد يدق باب شقة منى لتفتح له سريعا والفرحة تكاد تقفز من عينيها فهى مقبلة على حضور حفلة لم تراها إلا فى الافلام وكانت تتوقع أن ترى ملابس أنيقة وتسمع موسيقى ناعمة ترقص على أنغامها مع ممدوح الذى عشقه قلبها واختارها هو من ضمن عشرات الفتيات اللاتى يتهافتن عليه

نظر أمجد إلى ملابسها ونظرت إليه فى غيظ وأظهرت له الجيليه المختفى تحت بلوزتها وجذبت البنطلون من جانبيه لتبرز له اتساعه وابتسمت له فى غيظ إبتسامة صفراء

  • تمام كده ولا عايزنى اروح البس العباية السودا بتاعت امى كمان ؟
  • لأ كده كويس ... ياللا بينا
وأفسح لها أمجد الطريق كى تمشى أمامه فهو رغم مناوشاته المستمرة معها يعاملها دائما كأميرة وتعودت منه هذا السلوك كجنتلمان

إفترقا عند مدخل العمارة فمواصلاتها لكليتها قريبة عند أول شارعهم بينما عليه هو أن يسير فى الإتجاه الآخر ويقطع شارعين آخرين قبل أن يصل لمحطة الأوتوبيس الذى سيستقله لكليته

قبل نهاية الشارع الثانى ببضعة أمتار كانت تخرج زميلة أمجد الحسناء من العمارة التى تقطن بها لتلمحه قادما بخطواته الواسعة المنتظمة ورأسه الحليق وشاربه الثقيل الذى لا تخطئه عين يعلق على كتفه حقيبة رياضية خفيفة . إذا فهذا الزميل الذى يبدو غريب الأطوار يسكن بنفس حيها وسيستقل بالتأكيد نفس الأتوبيس الذى تستقله للذهاب لكليتها فتمهلت قليلا متوقعة أن يتوقف ليصطحبها معه ولعله يكون أقل تحفظا بعيداً عن الكلية لكن ظنها خاب عندما وجدته بنظره المتجه للأمام لا يلتفت إليها فأيقنت أنه لم يراها . وكيف يراها وهو لا ينظر إلا نظرته الثابتة فى اتجاه واحد لا يحرك عنقه ولا عيناه وكأنه إنسان آلى يتحرك لكنها فوجئت به بعد أن أصبح بمحازاتها يلتفت فجأة باتجاهها ويحييها بنفس الأيماءة برأسه فارتبكت بشدة عندما وجدت عينيه بتلك النظرة الحادة تلتقى بعينيها المصوبة إليه ولم تلحق حتى أن ترد تحيته بمثلها قبل أن يتجاوزها مكملا طريقه بدون أن يحاول التوقف فهمت بأن تناديه لكنها تذكرت بأنها حتى لا تعرف له إسماً تناديه به

شقت الزميلة الحسناء طريقها فى اتجاه محطة الأتوبيس وهى تلاحظ أمجد يبتعد عنها بخطواته الواسعة السريعة حتى اختفى عن ناظريها وتوقعت أن تقابله على المحطة لكنها وجدت المحطة مكتظة بالمنتظرين ولم تلمح وجهه بينهم لكنها لاحظته أخيرا يقف على بعد أمتار عديدة قبل المحطة فتعجبت من غرابة أطوار هذا الفتى وشكت فى وجود خلل ما فى عقله يدفعه لأن ينتظر أوتوبيس نقل عام فى غير مكان توقفه لكن زال شكها بمجرد أن ظهر الأتوبيس وقبل أن يهدئ من سرعته يقفز هذا الغريب بداخله برشاقة وكأنه لاعب سيرك لتقف مذهولة قليلا قبل أن يدفعها زحام الصاعدين للركوب وكأنهم طوفان جرفها للداخل

كانت محطة حيهم هى المحطة التى يمتلئ فيها الأتوبيس بركابه من طلبة وموظفين وعمال فى طريقهم لأعمالهم فكان الأتوبيس يصل فارغا تقريبا لمحطتهم ثم يغادرها مكتظا بركابه يئن موتوره من فرط ما يبذله من مجهود للتحرك بهذا العدد الكبير الذى يملأه حتى يبرز من أبوابه

كادت تلك الحسناء أن تختنق من فرط الزحام حتى فوجئت بيد الفتاة التى تقف جوارها فى الزحام تلفت نظرها لمن يشير لها فإذا به زميلها الغريب يشير لها وهو جالس لتشق طريقها فى الزحام ناحية جلوسه فيقوم مفسحا لها المكان لتجلس ويقف بجوارها وحتى لم يحاول يحتك بها وهو ما لن تستهجنه أو تستغربه فى ظل التزاحم الشديد وتمايل الأتوبيس الذى هم فيه فجلست تلتقط أنفاسها ومدت يدها ناحية حقيبته التى يحملها على كتفه وكشكول محاضراته طالبة منه فى صوت هامس أن تحملها عنه وبالطبع لم يسمع صوتها فى الزحام لكنه فهم ما تريد قوله وناولها ما يحمله مصحوبا بإبتسامة شكر تعجبت منها فهى التى يجب أن تشكره لا هو

إستمر الأتوبيس فى رحلته وأمجد يقف بجوار زميلته الجالسة لا يحركه تدافع الركاب ولا تمايل الأتوبيس ولا ينظر تجاهها بل إن عينيه ظلت فى إتجاهها للأمام كأنه صنم قد وضع واقفا بجوارها أو كأنه عمود خرسانى تم صبه بأرضية الأتوبيس كما حكت لصديقاتها فيما بعد ولم يلتفت لها بعد المرة التى شكرها فيها إلا عند إقتراب الأتوبيس من محطة كليتهم ليطلب منها إسترداد حقيبته وكشكوله فناولتهم له وقامت لتلتصق بظهره فى رحلته نحو باب الأتوبيس فقد أصبح بالنسبة لها طوق النجاة وسط هذا البحر من البشر الذى يتلاصق ويتلاطم ولا تعرف كيف شق طريقه وهى خلفه بتلك السهولة حتى أنه بعد ما نزلوا لم تجد على ملابسه أو ملابسها أى تجعد أو عدم انتظام يشير إلى أنهم نزلوا من تلك المعجنة التى يطلق عليها أتوبيس نقل عام

توقفت الحسناء لتشكر أمجد لكنها وجدته يسير فورا لباب الكلية فسارت بجواره تحاول مجاراة خطواته وأسعدها أنه هدأ من خطواته قليلا لتستطيع مجاراته

  • أنا متشكرة أوى .... مش عارفة هاجى الكلية بعد كدة ازاى فى الزحمة دى
  • زى ما جيتى النهاردة حضرتك بالظبط طالما مواعيد محاضراتنا واحد هتلاقينى فى الأتوبيس .... ولو محاضراتك متأخرة هيكون الأتوبيس فاضى
  • إنت بتروح بالأتوبيس برضه
  • لأ .... غالبا بامشى وانا مروح
  • بتمشى كل المسافة دى ؟
  • المسافة مش طويلة للدرجة دى وانا باحب المشى
  • هههههههه ... طبعا مانت مش بتلبس كعب عالى زينا .... أنا لو مشيت رجليا هتتكسر
  • بسيطة ..... متلبسيش كعب عالى .... حتى علشان لما دروس العملى تبدأ متتعبيش لإن معظمها بيكون وقوف
  • وانت عرفت منين
  • والدى مهندس
  • أها .... يعنى الهندسة وراثة فى العيلة
وكانو وقتها قد اجتازوا البوابة الكبيرة وأصبحو فى داخل الفناء الفسيح خلفها ووجدت صديقاتها يقفن فى انتظارها فتوجهت نحوهم وأمجد يسير معها حتى اقتربت منهم ففوجئت به ينفصل عنها

  • طيب عن إذنك هاروح انا المدرج واسيبك براحتك
فنظرت نحوه باستغراب شديد وابتعد هو فى خطواته الواسعة بسرعة وصديقاتها ينظرن إليها وإليه فى دهشة من تصرفه والتففن حولها

  • هو فيه إيه؟ هو الجدع ده بيخاف من الناس ولا إيه
  • مش عارفة .... لسة عامل معايا حركة جنتلمان وفجأة إتقلب جلف
  • سيبك منه .... شكله مجنون
  • مش عارفة ..... غالبا هو شخص بيخاف من الاختلاط
  • ايه يا قمر ؟ شكلك مهتم يا جميل
  • بس يا بت انتى وهيا
  • طب ياللا نلحق نفطر قبل المحاضرة ... كنا مستنينك
  • روحوا انتوا أنا مش جعانة دلوقت هافطر بعد المحاضرة
وانطلقت الفتيات نحو الكافيتريا بينما توجهت هى ناحية المدرج وهى تشعر بغيظ شديد من هذا الشاب غريب الأطوار الذى يبدو أنه يهرب من التعرف بها رغم انها بالأمس كانت تتهرب من التعرف بشباب كثر حاولوا التعرف بها ومنهم من هم فى السنة النهائية لكنها لم تجد فى نفسها ما يدفعها حتى للتجاوب مع حواراتهم بعكس هذا الصامت الذى تجد شئ فى داخلها الآن يدفعها دفعا للتعرف إليه

...............................................

دخل أمجد المدرج كأول الداخلين مثلما دخله بالأمس وتخير نفس المكان للجلوس لكنه لم يخرج كشكوله ليقطع الوقت بالرسم كما كان يفعل بل وضع كفيه حول رأسه واستغرق فى التفكير حول منى وما قد يصيبها إذا تمكن هذا النذل ممدوح من التمكن منها وشعر برأسه يكاد ينفجر وبعقله يعجز عن التفكير السليم حتى أنه فكر فى الذهاب لكلية منى وممدوح وإفتعال مشاجرة معه وليكن ما يكون . لكنه عاد وتذكر أن منى وقتها ستجرح وستصبح سيرتها أحدوثة على ألسنة طلبة الكلية وربما الجامعة بأكملها وهو أكثر من يعرف انها أرق من أن تتحمل مثل هذا الضغط

أفاقه من تفكيره أصابع زميلته تربت كتفه برقة وصوتها الهامس يصل بالكاد أذنيه

  • تسمحلى يا باشمهندس أقعد جنبك ولا هتسيبنى وتمشى برضه ؟
فشعر بإحراج شديد بينه وبين نفسه وشعر بمدى قلة ذوقه فقام واقفا ليفسح لها الطريق

  • معلش سامحينى فيه موضوع شاغل بالى ومخدتش بالى من قلة ذوقى ... إتفضلى يا آنسة
  • سميرة ..... إسمى سميرة
  • تشرفنا يا آنسة سميرة
وصمت قليلا يتأملها وهى تجلس فى أناقة حقيقية غير مفتعلة وترسم على فمها إبتسامة ساحرة

  • ها ..... إتفضل
  • أتفضل إيه ؟
  • إتفضل كمل
  • أكمل إيه ؟
  • المفروض إنى عرفتك بنفسى وقولتلى تشرفنا يا آنسة سميرة فين تكملة الجملة ؟
  • جملة إيه ؟
  • إسمك يا باشمهندس .... تكملة الجملة إنك تقول إسمك .... إنت كنت عايش فى الصحرا ولا حاجة ؟
  • إيه ده .... تصدقى صح .... دا أنا أكتشفت إنى عديم الذوق مش قليل الذوق بس .... إسمى أمجد .... أمجد حسن
  • يااااه أخيرا ..... تشرفنا يا أمجد
ومدت سميرة يدها لتصافحه فصافحها أمجد بعد تردد للحظات فهو لم يصافح يد أنثى غريبة عنه منذ سنوات ويجهل الضغط اللائق فى مصافحة فتاة بمثل تلك الرقة لكنه على أى حال صافحها بأرق ما يمكنه وظهر إرتباكه فى مصافحتها

  • إيه يا عم إنت ... إنت خايف تسلم عليا
  • بصراحة ... آه
وانطلقت فى ضحك متواصل حتى دمعت عيناها

  • خايف تسلم عليا ..... ليه هاعضك
  • أصل آخر بنت سلمت عليها بالأيد كنت فى سنة 6 إبتدائى وخفت سلامى عليكى يكون مش مناسب
فزاد ضحكها وأضطرت لخلع نظارتها لتمسح دموعها وتعجب أمجد من نفسه فهو لم يلاحظ نظارتها من قبل

  • إيه ده ؟ إنتى لابسة نضارة يا آنسة سميرة
  • هو انت مخدتش بالك إنى لابسة نضارة غير لما قلعتها ؟.... دا إنت مشكلة يا أمجد
  • معلش ... مخدتش بالى
  • لا مافيش حاجة ... ماهى دى حاجة طبيعية ... هتاخد بالك ازاى وانت مبصتليش أصلا
  • بجد مأخدتش بالى ... أصل حضرتك النضارة بتاعتك رقيقة قوى ولايقة جدا على وشك
  • يا بنى إيه حكاية حضرتك ويا آنسة سميرة والكلام ده ... إحنا زملا يعنى انا أقولك يا أمجد وانت تقولى يا سميرة
  • أوكى يا باشمهندسة سميرة
فعاودتها نوبة الضحك وانتقلت عدوى الضحك لأمجد

  • يابنى إسمى سميرة إنت كلامك عامل زى ما تكون طالع من فيلم عربى قديم
فزاد ضحك أمجد حتى تحول لقهقهة حاول أن يكتمها فبادرته سميرة بالكلام بعد أن شعرت بمدى نقاء سريرة هذا الشاب عكس كل من قابلتهم ممن هم فى نفس سنه من قبل

  • إيه ده .... دا إنت بتعرف تضحك زينا كمان أهو
  • أه باعرف أضحك زى البنى آدمين
واندمج أمجد وسميرة فى موجة ضحك حتى وصلت صديقاتها ووقفن خلف أمجد الذى أعطى ظهره للممر الذى بين المدرجات ولم يشعر بوقوفهن خلفه حتى ربتت إحداهن على كتفه فاستدار لها وآثار الضحك لم تفارق وجهه فوقف وأفسح لهن الطريق وخرجت سميرة أيضا لتدخلهم حتى تحتفظ بجلستها بجوار أمجد ولكنهن لم يدخلن لأماكنهن وتحدثت إحداهن موجهة كلامها لسميرة

  • إيه ده هو الباشمهندس طلع بيتكلم
  • آه تصدقى .... وطلع بيعرف يضحك كمان
  • طيب مش تعرفينا بقى ولا إيه
  • طبعا .... ده أمجد .... ودول سهام , أمل , إيمان , هدى .... زمايلى من ثانوى وأعز أصحابى
  • أهلا وسهلا يا مدموزيلات
  • نعم ؟؟ إيه يا بنى مالك .... مدموزيلات دى بطلت من أيام يوسف وهبى ... نادينا بأسامينا عادى كده ... هو انت كنت فى مدرسة فرنساوى
  • لأ .... كنت فى مدرسة عسكرية
  • آآآآآآآآه ... علشان كده بقى عامل زى ما تكون بالع نشا .. وإيه اللى جابك هنا ؟ مش إنتوا بتخشوا حربية بعد الثانوية
  • مجموعى كان كبير وأبويا خريج الكلية دى ومرضتش ازعله لما طلب منى أخش هندسة ... وانا كمان باحب الهندسة
  • أمجد بيرسم حلو أوى وموهوب ...... إمبارح شوفته راسم المسرح بتاع المدرج ده كأنه مصوره
  • طيب ليه مدخلتش فنية عسكرية ... مانت هتبقى مهندس برضه
  • طالما هأكون مهندس يبقى أفضل أكون حر ... الجيش هيقيد حريتى فى الحركة لو حبيت أسافر أو أكمل دراسات برا مصر
وقطع حديثهم دخول بعض الشباب الذين يبدوا من مظهرهم أنهم طلبة قدامى وعرفوا أنفسهم بأنهم أعضاء بإتحاد الطلاب وطلبوا من كل ممن لديه موهبة فنية أو ثقافية أو رياضية أن يتقدم إليهم ويسجل إسمه ليكون عضو بإحدى الفرق الفنية أو الرياضية أو الثقافية فتزاحم حولهم الطلبة كل يسجل إسمه فى المجال الموهوب فيه وبعد أن انتهوا وقبل خروجهم كانت المحاضرة الأولى على وشك البدء ودخل من الباب المخصص للأساتذة رجل وقور شديد الأناقة ألتف حوله أعضاء إتحاد الطلاب تحادثوا معه قليلا وعرض عليه أحدهم كشف بأسماء الطلبة الجدد الذين انضموا للمجال الذى يمثله فى الأتحاد ففتح الأستاذ الملف الذى يحمله وأخرج منه ورقة صغيرة نظر بها ونظر للكشف ثم أعاد الكشف للطالب وخرج جميع أعضاء الإتحاد ووقف الأستاذ مكانه وساد الصمت فى المدرج تماما حتى بدأ الأستاذ فى الحديث

  • صباح الخير .... أنا الدكتور إبراهيم ******** أستاذ العمارة ورئيس قسم العمارة فى الكلية ومشرف اللجنة الرياضية والمشرف على الفرق الرياضية بالكلية .... سعيد جدا بوجودكم معانا وأتمنى لكم سنة سعيدة ....لكن قبل ما نبدأ محاضرتنا لو تسمحوا لى أسأل هل الطالب أمجد حسن موجود هنا النهاردة ولا لأ
فوقف أمجد وهو يشعر بالإحراج الشديد فمئات العيون الآن مصوبة نحوه وهو بطبيعته يكره أن يكون محط الأنظار

  • أنا أمجد حسن يا دكتور
  • طب تسمح تجيلى مكتبى بعد المحاضرة
  • تمام يا دكتور
  • شكرا ... ودلوقتى نبدأ محاضرتنا
وأكمل الدكتور المحاضرة وكالعادة اكتفى أمجد بتدوين بعض الملاحظات فقط وبينما تعجبت صديقاته الجدد من إستدعاء أمجد لمكتب أحد أكبر أساتذة الكلية فى ثانى أيام الدراسة وشعرت سميرة ولدهشتها لهذا الشعور بقلق غريب على أمجد مع انه لم يبد على ملامحه أى علامات قلق أو دهشة فقد إستنتج بالبديهة ما سُيطلب منه

إنتهت المحاضرة وقام أمجد للذهاب لمكتب الدكتور إبراهيم بعد أن ترك حقيبته الرياضية وكشكول محاضراته لزميلاته أو صديقاته الجدد

دخل أمجد لمكتب الدكتور إبراهيم الأنيق أناقة تليق بمكتب أحد افضل المصممين بمصر حيث إستقبله الدكتور بإبتسامته التى لا تفارق وجهه

  • إزيك يا أمجد ... عامل إيه معانا فى الكلية ... أتمنى تكون مبسوط
  • تمام يا فندم ... مبسوط
  • يا بنى تمام إيه وافندم إيه .... الكلية هنا مدنية ... إنت سبت المدرسة العسكرية خلاص وبلاش وقفة إنتباه اللى واقفها قدامى دى أنا دكتور أو مهندس مش ظابط ... إتفضل أقعد
  • شكرا يا فندم
  • يابنى قلتلك بلاش افندم دى .... قللى يا دكتور أو يا باشمهندس
  • تمام يا دكتور
  • ييييييييه .... دا إنت باينك مريض بالعسكرية .... هنا مافيش تمام قول حاضر أو أوكى أو اى حاجة تانية غير تمام .... إنت عارف طبعا أنا طلبتك ليه
  • عارف يافندم لكن اعتقد إن طبيعة الدراسة فى الكلية هنا وتدريبى فى النادى وفى المنتخب مش هيخلوا ليا وقت أتدرب معاكوا
  • عارف ... أنا مش هاطلب منك غير إنك تكون معانا يوم واحد بس فى الأسبوع هيا ساعة واحدة بس.... مش هيكون تدريب أد ما هيكون تشجيع لزمايلك لما يلاقوا لاعب منتخب بيتدرب معاهم وهتلعب مع الفريق لما يكون فى مسابقة أو بطولة .... وأنا هاساعدك على أد ما اقدرفى دراستك وهامنع المعيدين من إنهم يضايقوك .... إنت عارف طبعا غلاسة المعيدين
  • لا يا فندم ماعرفهاش
  • يخربيت كده ....واضح إنى هتعب معاك على ما تنسى العسكرية .... شكرا يا أمجد إتفضل إلحق محاضرتك
.......................................................................................

لم يكن الدكتور إبراهيم مجرد أستاذ لأمجد لكنه كان ملهماً ومعلماً وأباً روحياً حول وجهته من تخصص الميكانيكا الذى كان ينوى دخوله ليصبح كأبيه مهندس ميكانيكا إلى تخصص العمارة الذى برز فيه نجمه فيما بعد .

إكتشف الدكتور إبراهيم بعدما اقترب من أمجد فيما بعد موهبته فى التصميم فصقلها ونماها وأعطاه من وقته وخبرته الكثيروظل بجواره معلما فى كل نواحى الحياة بداية من مبادئ المهنة وأسرارها وحتى إسلوب إختيار الملابس ونوع البرفان

ربما لهذا كان الدكتور إبراهيم هو الوحيد من بين أساتذة أمجد الذى حرص على ذكره فهو إلى الآن يدين له بالفضل فيما وصل إليه

....................................................................

عاد أمجد للمدرج حيث كانت سميرة وباقى صديقاتها منتظرات يتحرقن شوقا لمعرفة سبب إستدعاء أمجد فقص أمجد عليهم سريعا ملخصا لما دار بينه وبين أستاذه

  • إنت كمان بتلعب مصارعة ..... أمال مش باين على جسمك يعنى
  • وحضرتك هيبان على جسمى إيه يا أنسة سهام
  • يابنى قلنالك بلاش ألقاب .... إسمى سهام بس ...... قصدى يعنى بتوع المصارعة دول بيبقوا طوال وعراض ووزنهم تقيل مش زيك كده
  • ههههههههههههههه ... قصدك يعنى المصارعين اللى بتشوفيهم فى التلفزيون
  • آه ... أنا مبفوتش حلقة منهم
  • دى يا ستى مش مصارعة .... ده مجرد شو تمثيلى معظمه متفقين عليه .... المصارعة حاجة تانية خالص وكل مصارع بيلاعب مصارع فى نفس وزنه وليها قواعد لعب بتمنع أى لاعب يأذى زميله .... على كل حال لو عايزة تشوفى المصارعة الحقيقية فأعتقد إن بطولة الجامعة السنة دى هتكون عندنا هنا فى هندسة وتقدرى تشوفيها
وأكمل أمجد وصديقاته الجدد يومهم الجامعى الثانى سويا لكن كانت دائما سميرة هى أقربهم إليه وأكثرهم حديثا معه حتى أنها ضبطت نفسها مرة تتأمل ملامحه فى إعجاب رغم عدم وجود ما يدعو في ملامحه للإعجاب

وأخيرا إنتهى اليوم الجامعى الثانى فى حياة أمجد وودع أمجد صديقاته وانطلق لإستقلال الأتوبيس الذى يملك إشتراك لركوبه فهو لا يحمل معه أى أموال بعدما أصر أن تكون الجنيهات العشرة المتاحة له كمصروف شهرى مع منى لأى طارئ قد يقابلها لكن هذه المرة إستقل الأتوبيس للذهاب الى النادى البعيد عن حيه وأنهى تدريبه لكن ذهنه طوال اليوم كان مشغولا بمنى وقلقه عليها فهو لا يتحمل فكرة أن تصاب تلك الرقيقة بأذى ولا يدرى ماهية هذا الشعور الذى يشعره نحوها

بالتأكيد هو ليس حب شاب لفتاة أو حب ذكر لأنثى لكنه نشأ ونشأت على فكرة أنه مسؤل عنها وعن سعادتها فهى بالفعل تواءم روحه التى تشعر به ويشعر بها وكل منهما يفهم ما يريده الأخر دون أن ينطق أحدهما بكلمة أواحدة و كما قالت له أمه يوما " باحس إنكوا بتتكلموا مع بعض واحنا قاعدين معاكم بعنيكم من غير ما حد يفهم إنتوا بتقولوا إيه أو كأنكم بتقروا أفكار بعض"

عاد أمجد لمنزله مرهقا ساهما ودخل فورا غرفته وأغلق عليه بابها وطلب من أمه ألا يزعجه أحد وحتى لم يتناول غداءه وشعر بقلبه ينتفض بشكل لم يعهده من قبل بمجرد غروب الشمس حتى أنه لم يطق الرقاد على سريره ولا الجلوس وظل يتحرك فى الفراغ الضيق بحجرته حركات مترددة ولا يدرى ما سبب ما ينتابه حتى فوجئ بأمه بعد نصف ساعة فقط من وقت أن أن انتابته تلك الحالة تقتحم عليه الغرفة بانزعاج شديد حاملة التليفون بيد ترتعش

  • أمجد .... منى عالتليفون عايزاك .... شكلها فيها حاجة .... شوف فيه إيه وطمنى أرجوك
إختطف أمجد التليفون من يد أمه مسرعا ليصله صوت منى باكياًعلى الطرف الآخر

  • أمجد الحقنى ..... ممدوح حاول يغتصبنى هو وصاحبه .... هربت منهم ومش عارفة أنا فين
  • إنتى بتتكلمى منين ..... إنطقى بسرعة
  • مش عارفة ..... مش عارفة ...... بتكلم من كشك على طريق كله غيطان
  • طب أدينى صاحب الكشك اللى بتتكلمى منه .... بسرعة يا منى
وبسرعة رد عليه صوت نسائى

  • أيوه يابنى .... أنا صاحبة الكشك
  • حضرتك ممكن تدينى عنوانك أو مكانك
وأعطته السيدة التى كانت تحدثه تفاصيل مكان على طريق زراعى بمحافظة الجيزة وزودته باسم القرية التابع لها ليقفز إلى مكتبته ويستخرج منها إحدى الخرائط الكثيرة التى يحتفظ بها ويرتدى ملابسه على عجل بينما أمه تكاد تجن

  • فيه إيه يا أمجد .... البنت جرالها إيه ... إتكلم يابنى طمنى
  • مفيش حاجة يا ماما ..... منى كانت عند واحدة صاحبتها وتعبت شوية ..... مفاتيح العربية فين ؟
  • عندك مكانها متعلقة جنب الباب
  • بابا هنا ولا نزل
  • بابا راح القهوة من شوية
  • طيب أنا هانزل أجيب منى وآجى .... أوعى تقولى لأمها حاجة غير لما أرجع ..... لو سمحتى إدينى جيبة وبلوزة من عندك لأن تقريبا هدومها إتوسخت لما رجعت عليها
فهرعت الأم لدولابها واعطت له ما طلبه بعد أن وضعتهم فى حقيبة ورقية

اختطف أمجد مفاتيح سيارتهم النصر 128 القديمة التى أشتراها أبوه بالتقسيط وكان يعتبرها أغلى ما يملك بعد أبناءه وزوجته

هرع أمجد إلى الشارع ليتجه جريا ناحية القهوة يبحث بنظره عن أبوه الذى هب واقفا بمجرد رؤيته بهذا الشكل

  • فيه إيه يا أمجد ؟ أمك واخواتك كويسين
  • أه يا بابا إطمن .... منى بس كانت عند واحدة صاحبتها وتعبت وباستأذنك آخد العربية أجيبها
  • ماشى يا حبيبى خدها
  • شكرا يابابا
واستدار ليعود لأخذ السيارة إلا أن أبوه إستوقفه وأخرج محفظته

  • أمجد ..... خد الخمسة جنيه دى خليها معاك .... إحتمال تحبوا تشربوا حاجة فى الطريق
كان أبو أمجد رغم مظهره الجامد وصرامته البادية على وجهه يملك قلبا رقيقا يخفيه عن الجميع وكان أمجد وأمه فقط من يعرفون حقيقة تلك الطيبة والرقة المختفية خلف الوجه القاسى الذى يظهره للجميع وكان أبو أمجد مثل أمه و مثل جميع الطيبين من سكان شارعهم يتمنون أن تكون منى من نصيب أمجد فهم يرونهم الثنائى المثالى الذى يمثل أحلامهم جميعا التى لم تتحقق

لكن ليس كل سكان الشارع طيبين ولا كل الأحلام تتحقق

أخذ أمجد من يد أبيه الجنيهات الخمسة وقبل يده وانطلق ليأخذ السيارة وينطلق بأقصى سرعة تستطيع تلك السيارة العجوز الوصول لها ويستعين بالخريطة التى إصطحبها وبالمعلومات التى أعطتها له صاحبة الكشك ليصل بعد أقل من ساعة للمكان ليصدمه منظر منى جالسة على دكة خشبية بجوار سيدة خمسينية ضخمة الجسم وقد أخذت منى فى حضنها تهدئ من روعها

بمجرد رؤية منى لأمجد يترجل من سيارته قامت واقفة وجرت نحوه وألقت بنفسها بين ذراعيه وألقت برأسها على صدره وقد تحول بكاؤها إلى نشيج مرتفع وأخذ جسدها ينتفض بشدة بين يديه فوضع ذراعيه حولها وتركها تبكى قليلا وأصطحبها للسيارة حيث أجلسها بالكرسى الأمامى المجاور لكرسى السائق ووقف جوارها ولم يغلق الباب وانتظر حتى هدأ بكاؤها قليلا قبل أن يتحدث

  • إديتى الست دى فلوس المكالمة
  • لأ مرضتش تاخد منى حاجة
  • طب العشرة جنيه معاكى
فمدت له يدها بالجنيهات العشرة بعد أن أخرجتها من جيبها فأخذها منها وتوجه لتلك الطيبة صاحبة الكشك وأصر عليها أن تأخذها وشكرها وقبل أن ينصرف قالت له بصوت خفيض

  • خد بالك من اختك يابنى ..... شكلها بنت حلال ومتستاهلش اللى كان هايحصل فيها ده
فشكرها أمجد ثانية وتوجه للسيارة وتحرك بها بهدوء هذه المرة وهو يلتقط أنفاسه بعد أن نظر لبلوزة منى التى انتزعت أزرارها من مكانها لكن الجيليه الذى إرتدته أسفلها منع صدرها من أن ينكشف

توقعت منى أن يسألها أمجد عن تفاصيل ما حدث أو أن ينفعل عليها أو يوبخها ولن تغضب منه حتى لو ضربها لكنه لم يفعل أى من ذلك بل أخرج شريط كاسيت من الدرج الأمامى ووضعه فى جهاز كاسيت السيارة لتنطلق موسيقى هادئة هدأت معها منى قليلا وظلت منتظرة ما سينالها من أمجد من تقريع لكنه بعد فترة صمت ليست بالقليلة تكلم

  • منى .... فيه شنطة عالكنبة ورا فيها هدوم ..... طلعى بلوزة إلبسيها وحطى دى مكانها
لم تكن منى على إستعداد لأن تعصى كلامه مرة ثانية أو تناقشه فيه ففعلت ما طلبه منها فى صمت واستمر صمته وهى تنظر إليه تحاول إكتشاف ردة فعله لكنها لم تستطع هذه المرة قراءة ما يدور فى ذهنه حتى توقف بالسيارة فى مكان ما على النيل تقف به بعض عربات الباعة الجائلين وأخيرا تحدث لها أمجد

  • ضربتيه جامد ؟
فتسللت لفمها أخيرا إبتسامة شاحبة وهزت رأسها لأعلى وأسفل علامة الإيجاب

  • ولما جريتى محاولش يجرى وراكى هو وصاحبه؟
فاتسعت إبتسامتها

  • صاحبه ملظلظ زيه ومقدروش يجروا ورايا
  • ومجريش وراكى بعربيته ؟
  • أنا نزلت أجرى فى غيط كرنب فمحاولش
  • نزلتى تجرى فى غيط كرنب ؟...... ااااه...... يعنى رجليكى مطينة وطينتى عربية عمك حسن اللى بيخاف عليها أكتر من عياله ؟ كده هانزل أغسل العربية قبل ما يشوفها ...... أقول عليكى إيه يا شيخة
فلم تتمالك نفسها من الضحك وقد شعرت أن خوفه عليها قد غلب غضبه منها وأنه يحاول التخفيف عنها واستمر أمجد فى محاولة تخفيف ما هى فيه

  • إنزلى نقعد شوية عالنيل واشربك حاجة
فضحكت من قلبها تلك المرة وهى تشعر أنها أخيرا فى أمان

  • وانت هتدفع تمن الحاجة اللى هتشربهالى منين والعشرة جنيه اللى حيلتنا أحنا الإتنين إديتها للست صاحبة الكشك
  • ماهو عمك حسن ميعرفش المصيبة اللى احنا فيها وادانى خمسة جنيه فاكرنى رايح معاكى رانديفو .... إنزلى إنزلى
فنظرت منى لعينيه فى إمتنان وهى تشعر بداخلها بشعور لم تشعره معه من قبل طوال سنين حياتهما وانتظرت حتى فتح بابها فمدت يدها تضعها فى يده وهى تشعر بهذا الشعور يضطرب بداخلها ويربكها حتى وصلوا لسور الكورنيش المنخفض حيث أجلسها وغاب للحظات وعاد حاملا زجاجتين من الكوكاكولا وجلسا متجاورين صامتين وهى لأول مرة معه لا تجد ما تقول وقفزت على لسانها جملة لا تدرى كيف قالتها

  • أمجد ..... ممكن تحضنى؟
  • عايزة تضربينى أنا كمان ولا إيه يا بت .... أوعى ..... دا أنا إللى معلمهالك
فضربته فى صدره برفق وقد عادت إبتسامتها الرائقة لوجهها

  • لأ مش هاضربك بس إحضنى
  • شايفة البوكس اللى واقف هناك ده يا منى ؟
  • أه .... ماله
  • فيه إتنين أمناء شرطة قاعدين فيه مستنينى أحضنك علشان ياخدونا عالقسم .... وساعتها هيعملولنا محضر آداب ويبعتوا يجيبوا أبوكى من بورسعيد يضمنك وساعتها ابقى إتدبست فيكى رسمى يا حبيبتى
فضحكت ضحك حقيقى أخيرا وهى تضربه فى صدره مرة أخرى

  • أنا تدبيسة يا ندل
  • بااااااسسسسس ..... إنتى كده بقيتى تمام طالما لسانك رجع لزفارته .... هاتى بقى الإزازة الفاضية اللى معاكى دى أرجعها علشان أخد الرهن ونروح
إنطلق أمجد بعدها بالسيارة عائدا للمنزل ولم يتحدث كثيرا وكانت عينى منى معلقة بوجهه تحاول قراءة ما يدور فى ذهنه خلف هذا الوجه الهادئ متوقعة ثورته فى أى لحظة

كانت تشعر ببركان يثور بصدره وتشعر بما يعانيه للتحكم فى غضبه كى لا يشعرها بالذنب . ايكون أمجد يحبها بطريقة أخرى غير الطريقة التى كبرت وهى تظنها ؟ إذا لماذا لم يصرح لها ؟ لماذا يخفى هذا الحب الذى جعله يتحمل كل هذا الضغط الذى تشعر به يرزح تحته ؟ أتكون غبية للدرجة التى لم تلاحظ معها حبه ؟ إنها تتمنى الآن أن تكون علاقتهما قد أخذت طريق آخر . ليتها أحست بما تحسه الآن منذ زمن

وبدأت عيناها تدمعان مرة أخرى لكن ليس على ما حدث لها لكن على للعذاب الذى تظن أن أمجد تعذبه بسببها وهى تقص له حبها لذلك الخنزير الذى ظنت أنها تحبه ووجدت نفسها تحتضن ذراعه وتنام على كتفه وهو يقود ودموعها تنهمر غزيرة من عينيها ولم تعد الآن تدرى سبب بكائها حتى أفاقها صوت أمجد

  • منى .... إحنا داخلين عالشارع وميصحش حد يشوفنا كده ... إمسكى نفسك وبطلى عياط لغاية ما نطلع
فجففت دموعها بظهر كفها واعتدلت فى جلستها وتمالكت نفسها حتى وصلوا لباب عمارتهم فاصطحبها أمجد لشقتهم مباشرة ولم يدعها تدخل شقة امها وفتح الباب ليجد أمه جالسة تتحرق من القلق وبمجرد رؤية منى لأم أمجد جرت إليها وألقت نفسها فى حضنها وانفجرت فى البكاء مرة أخرى وأم أمجد لا تدرى ما حدث وتنظر لأمجد فى إستفهام لكن أمجد لم يعط لها الفرصة لسؤاله

  • ماما من فضلك خدى منى دخليها الحمام وحميها وشوفيلها بيجامة تلبسها ودخليها أوضتى .... أنا هاروح أطمن بابا إنى رجعت .... نص ساعة وهارجع .... من فضلك متساليهاش عن حاجة علشان تبطل عياط .... وياريت تاخدى هدومها اللى إتطينت دى تغسليها
وانطلق أمجد ليطمئن أباه ويعود بعد نصف ساعة ليجد أمه جالسة فى غرفته خلف منى التى كانت ترتدى إحدى بيجاماته تمشط لها شعرها كما أعتادت فنادى أمه ليحدثها هامساً بعيداً عن سمع منى

  • إيه ده يا ماما ..... إنتى لبستيها بيجامتى أنا ؟
  • أعمل إيه يا بنى لسة منزلتش هدومى الشتوى وكل الصيفى اللى عندى قمصان نوم
  • طب ملبستهاش قميص نوم من بتوعك ليه يا ماما؟
  • قميص نوم .... لأ يا بنى عيب ..... لما أمها تطلع وتلاقيها فى أوضتك لابسة قميص نوم تقول إيه
  • تقول إيه ؟ يعنى لما تلاقيها لابسة قميص نومك هتظن ظن وحش ولما تلاقيها لابسة بيجامتى هتظن كل خير .... ماشى يا ماما .... برضه اللى فى دماغك فى دماغك .... مافيش فايدة ...أنا هادخل أهديها شوية قبل ما أمها تشوفها ... مش لازم تشوفها بالحالة دى
وطرق أمجد الباب قبل أن يدخل فأجابه صوت منى يكاد يختنق من البكاء

  • إدخل يا أمجد
ودخل أمجد من الباب ليجد منى جالسة على طرف سريره تنظر فى إتجاهه وفى عينيها نظرة لم يستطع وقتها تفسيرها وقد صففت أمه شعرها الفاحم ليحيط بوجهها الجميل فزاده جمالا وقد تحول لون أنفها ووجنتيها الأبيض إلى اللون الأحمر من كثرة بكائها

جلس أمجد على يمينها وهو لا يدرى ما يقول وقد إنتهى الوقت الذى يمكنه فيه تخفيف ألمها وصدمتها فيمن أحبت وأتى الوقت الذى لابد فيه من الحديث عما جرى لكنه قرر بينه وبين نفسه ألا يفتح جرحها الآن وليترك لها بعض الوقت لتتمالك نفسها وبالتأكيد ستقص له تفاصيل ما حدث

ساد بينهما صمت ثقيل قبل أن تبدأ منى الحديث

  • عايز تعرف اللى حصل ؟
  • طبعا عايز أعرف .... بس مش دلوقتى
  • يعنى مش عايزنى أقولك ؟
  • هتقولى بالتفصيل بس لما تبقى قادرة
  • أمجد ..... إنت إنسان جميل قوى
  • يا منى إنتى بالنسبة لى حاجة مش لاقيلها وصف .... تعرفى إنى من أمبارح هاتجنن عليكى ومرضتش أمنعك لما لاقيتك هتطيرى من الفرح رغم إنى كنت متوقع كل اللى حصل
  • وليه ممنعتنيش يا أمجد
  • لأنى واثق إنك هتقدرى تحمى نفسك ومحدش هيقدر يلمسك
  • أمجد ..... ممكن تحضنى دلوقتى
فلف أمجد ذراعه الأيسر حولها فوضعت رأسها على صدره ولا تدرى هى لما أطمأنت لما سمعت دقات قلبه فى أذنيها وأغمضت عينيها مستمتعة بشعور الأمان الذى تشعر به وسرعان ما ذهبت فى نوم عميق

فتحت أم أمجد الباب لتجد منظرا تمنت من قبل أن تراه ..... أخيرا رأت إبنها يحتضن منى ورغم فرحتها فإنها رسمت على وجهها تكشيرة غضب ليشير لها أمجد بإصبعه على فمه علامة الصمت ثم يشير لها بذراعه الأيمن أن تأتى لتساعده على وضع منى بالفراش فأقبلت الأم تمشى على أطراف أصابعها لتمسك ساقى منى بحنان وتدير جسدها بمساعدة أمجد وتصلح من وضع الوسادة لتضعها تحت رأسها ليصطحبها أمجد للخارج ويغلق الباب بهدوء شديد ويقفان بعيدا عن الباب

  • إيه اللى حصل يا أمجد ..... طمننى على البنت
  • محصلش حاجة يا ماما ..... كانت فى عيد ميلاد واحدة صاحبتها وإتخانقت مع واحدة من الموجودين وتقريبا ضربوا بعض فنزلت جرى وسابتهم
  • وإيه اللى طين هدومها وجزمتها كده
  • أصل صاحبتها ساكنة فى حتة أرياف وهى مكانتش عارفة ترجع فأتصلت بيا علشان أجيبها
  • مع إنى مش مصدقة القصة دى لكن هاعمل نفسى مصدقاها ..... هنعمل إيه دلوقتى
  • إنزلى لطنط ريرى واحكيلها الحكاية وإندهيلها تقعد جنبها ..... متسيبوهاش لوحدها كتير وسيبوها لما تصحى لوحدها
  • ماشى يا أمجد ... هاجيبلك بيجامة من بيجامات ابوك وخش نام مع اخواتك النهاردة
  • لأ ... أنا هبات فى البرجولة النهاردة .... الجو حلو وانا عايز أهدى نفسى شوية
  • زى ما تحب ..... خش خد بيجاما من دولاب ابوك وخد شلت الكنبة واطلع السطوح وانا هانزل لريرى أجيبها
  • متتأخريش يا ماما من فضلك ..... منى مش لازم تفضل لوحدها كتير
  • متخافش يا حبيبى ..... متعرفش أنا أد إيه فخورة بيك ..... حاسة إنى قلبى هيفرح بيكوا قريب
  • يووووووووه ..... يا ماما إحنا فى إيه ولا فى إيه
وحمل أمجد شلت الكنبة بعد أن إستبدل ملابسه ببيجامة أخذها من دولاب أبيه وطلع إلى سطح المنزل حيث أفسح مكان لفراشه المؤقت داخل البرجولة واضجع واضعا يديه خلف رأسه ناظرا لسقف البرجولة يفكر كيف سيرد الصفعة لممدوح ويعيد لمنى كرامتها التى أهدرها هذا الخرتيت

......................................................................................

فتحت منى عينيها لترى على الضوء الخفيف المنبعث أم أمجد جالسة على كرسى بجوار رأسها بينما أمها تجلس على الفراش بجوار قدميها وتذكرت أنها تنام الآن على فراش أمجد وفى غرفته الخاصة وتهب السيدتين فور فتحها عينيها واقفتين تحيطان رأسها بيديهم لتنطق بصوت واهن

  • أمجد فين ؟
  • فى السطوح فوق يا حبيبتى بيذاكر...... تحبى أندهولك
  • لا يا طنط متتعبيش نفسك سيبيه لمذاكرته ..... أنا هاقوم علشان ننزل
  • تقومى فين ؟ إنتى هتباتى هنا النهاردة ومش هتتحركى من مكانك وماماتك هتنام جنبك
  • لأ يا أم أمجد نبات هنا إزاى ؟ والجدع ابنك ينام فين
  • هو قايل إنه مش هيخلص مذاكرة غير الصبح وهيروح على كليته باتوا إنتوا هنا النهارده وانزلوا الصبح
  • لأ مايصحش يا أم أمجد ...... نبات هنا إزاى ؟
  • أمجد محرج عليا إن منى تتحرك من هنا الليلة وانا هاخد بكرة أجازة عارضة وهاكون موجودة طول اليوم فى البيت متقلقيش عليها
  • طب خلاص خلى منى عندك الليلة وانا هانزل أهى بنتكم برضه
  • زى ما تحبى يا ريرى بس منى مش هتتحرك من هنا
  • طيب انا هانزل دلوقتى تصبحوا على خير
واحتضنت ريرى إبنتها طويلا وطبعت على جبينها قبلة بعد أن اطمأنت أنها بخير ثم خرجت لتوصلها أم أمجد حتى الباب وتودعها بعد أن إحتضنتها طويلا شاكرة لها ماتفعله وما فعله إبنها لتهبط لشقتها بينما أم أمجد تغلق الباب وتتوجه لغرفتها سعيدة بكذبتها الصغيرة التى أبقت منى بجوارها تنام على سريرإبنها مرتدية بيجامته وتتمنى فى داخلها أن يأتى اليوم الذى تجد فيه هذه الجميلة زوجة لإبنها . إنهم بالتأكيد فى حالة حب بل عشق فهى لم تسأل عن أى شئ بمجرد ما أفاقت إلا عن أمجد الذى ترك فراشه وغرفته لها دون أن يتردد او يفكر للحظة واحدة

"إنهم فى حالة حب حتى لو كانوا لايدرون" هكذا فكرت أم أمجد

...................................................................................

بمجرد خروج أمها وأم أمجد وإغلاقهم باب الغرفة نظرت منى حولها فى الغرفة وكأنها تراها لأول مرة وأخذت نفسا عميقا تملأ صدرها بهواء الغرفة الذى تشعر برائحة أمجد فى كل جزء فيها شعرت بأمان شديد فى هذه الغرفة الضيقة ورفعت الوسادة تتشممها باحثة عن رائحة أمجد فيها وأخيرا ضمت تلك الوسادة لصدرها وأغمضت عينيها لتنام لكنها ولأول مرة فى حياتها كانت تتخيل أنها تنام الآن فى حضن أمجد

..........................................................................................

دخلت أم منى شقتها بعد أن إطمانت لأن إبنتها فى أمان وجلست قليلا تلتقط أنفاسها ثم قامت لتدخل غرفتها محاولة النوم لكنها لم تستطع وفجأة قفز لذهنها خاطر مجنون فقامت لتخلع كل ما ترتديه وترتدى عباءتها على اللحم وتتجه للمطبخ حيث أعدت كوبين من الشاى واخذتهما على صينية وصعدت بهما السلم فى إتجاه السطح حيث يرقد أمجد

وجدت باب السطوح مفتوحا فدخلت منه وأحكمت إغلاقه واتجهت للبرجولة حيث يرقد أمجد فى خطوات متسللة

لمحها أمجد على ضوء القمر وعرفها من مشيتها فاعتدل جالسا حتى وصلت إليه ووضعت الصينية على الأرض أمامه وجلست بجواره ملقية برأسها على كتفه فأحاطها بذراعه

  • مش عارفة أشكرك إزاى يا أمجد على اللى عملته النهاردة مع منى
  • تشكرينى على إيه يا ريرى ؟ إنتى عارفة منى بالنسبة لى إيه
  • بتحبها يا أمجد ؟
  • طبعا باحبها ....... تعرفى ساعات باحس إن المجنونة دى بنتى
  • بنتك إيه ..... دى اصغر منك بشهر يا واد
  • لأ بجد زى ما بقولك ..... باحس إنها بنتى
  • يعنى مبتفكرش فيها كبنت ممكن تنام معاها ؟
  • لأ طبعا ..... عمرى مافكرت فيها بالشكل ده
  • ليه يا أمجد ؟ بسبب علاقتى بيك؟
  • اقولك حاجة وتصدقيها ؟
  • قول
  • أنا عمرى ما فكرت إنى ممكن انام مع واحدة غيرك
وعندها ضغط ذراعه بقوة حولها فرفعت له شفتيها وغابا فى قبلة حارة واستمرت جولة الجنس بينهما تلك المرة طويلا حتى انتهت قبل الشروق

الجزء الرابع

مقدمة

لا زالت فصول قصتنا تدور فى ثمانينيات القرن العشرين

لم تكن الفوارق بين الطبقات الإجتماعية وقتها كما هى الآن ..... كانت الأغلبية من الطبقة المتوسطة وكان الأبناء وقتها هم الهم الأول للاباء ولم تكن الحياة رغم صعوبتها الشديدة بهذا التوحش الموجود فى وقتنا الحالى

كان الآباء لديهم الوقت الكافى لتربية أبنائهم وتعليمهم دروس الحياة التى تعلموها من أبائهم وزادوها بخبراتهم المكتسبة فنقلوا لأبنائهم خلاصة تجربتهم الحياتية

كانت كل أم تلقن إبنتها دروس خاصة تجعل منها إمرأة قادرة على مواجهة ما سوف تلتقيه فى حياتها

وقد يستغرب بعض القراء من الشباب معرفة أن كل أم كانت تلقن إبنتها كل صغيرة وكبيرة عن كل شئ بداية من كيفية رعاية منزلها وحتى كيفية إسعاد زوجها ورعاية وليدها

لم يكن الآباء يتركون أبنائهم للتعلم من الأصدقاء أو من مصادر المعلومات الغريبة فلم يكن هناك إنترنت ليتعلم منه الصغار ما قد يدفعهم لتجارب مؤذية لهم ولغيرهم

كان كل رب أسرة يحرص ولو لمرة فى الأسبوع على الدخول بوجبة خاصة تتجمع حولها العائلة ويدعو إليها أحيانا من يجده مناسبا لدخول بيته وكانت وجبة الكباب من الحاتى هى قمة رخاء الإسبوع

كانت الأبواب مفتوحة بين الجيران طول النهار رغم المشاكل المادية التى تغلق عليها فى الليل

كانت أيام جميلة رغم صعوبتها الشديدة​

والآن فلنعد إلى قصتنا

...............................................................................................



بينما تحتضن منى الوسادة التى تحمل رائحة أمجد قفز لذهنها ذكرى دفنتها عميقا فى أعماق أعماق ذاكرتها . إنها ذكرى اليوم الذى ظبطتها فيه أمها مع أمجد فى البرجولة وهى تمرر يدها الصغيرة وقتها على زبره بينما هو يمرر أصابعه على كسها . قفزت لذهنها تلك المتعة الجنسية الحقيقية الوحيدة التى مرت بها خلال كل عمرها ولم تدم إلا ثوان . كان زبر أمجد هو الزبر الوحيد الذى رأته فى حياتها وكانت أصابعه هى الأصابع الوحيدة غير أصابعها التى لامست كسها من وقت أن بلغت وإلى الآن .

تتذكر الآن تلك الأحلام الجنسية التى تراودها بين وقت وآخر تفرغ شهوتها المتفجرة خلال نومها لتكتشف الآن أن فى كل تلك الأحلام كان الزبر الذى ترى نفسها تداعبه كان زبر أمجد وأن تلك الأصابع التى طالما حلمت أنها تداعب صدرها وكسها كانت أصابعه

أيقنت وقتها بأن عقلها الباطن إختزن تلك اللحظة وأنها حُفظت عميقا بداخلها ولم تسقط يوما من ذاكرتها

وسط كل تلك الأفكار وجدت منى نفسها تضع الوسادة بين ساقيها وتذكرت أنها ترتدى بيجامة أمجد وأن قماشها الذى يلامس كسها الآن لطالما لامس زبر أمجد وقد يكون هذا القماش تشرب يوما بمنيه وتلك الوسادة بالتأكيد باتت كثيرا بين فخذيه

ضغطت منى الوسادة بين فخذيها ولم تستطع منع نفسها من فركها بكسها لتقذف ماءها غزيرا وتبلل لأمجد بيجامته ووسادته فأم أمجد عندما خلعت عنها كل ملابسها لتحممها ألبستها بيجامته فقط ولم تلبسها أى شئ تحتها

إنزعجت منى وقتها فتلك هى المرة الاولى فى حياتها التى تأتيها رعشتها وهى واعية لكن ذلك الإنزعاج لم يدم طويلا فلن يشعر أحد بما حدث وحتى لو شعر أمجد بما حدث فستكون سعيدة فعلى الأقل قد يعرف أنها تشتهيه فبالتأكيد هو ايضا يشتهيها بل يعشقها فما تشعر به الآن نحوه لايمكن أن يكون لا يملك مثله نحوها وربما أكثرمنه فالبركان الذى شعرت به يثور داخل صدر أمجد من أجلها لا يثور إلا فى صدر عاشق يهيم حبا بالتأكيد

دارت كل تلك الأفكار فى رأس منى واستقر يقين بداخلها أن أمجد يحبها حب ذكر لأنثى لا حب أخ لأخت أو صديق لصديقة ولكنها هى التى لم تكن ترى هذا الحب ولم تكن تعرف أنها تبادله دون أن تدرى نفس الحب

إستقر ذلك اليقين بعقل منى وأغمضت عينيها سعيدة لتنام بعمق ولم تكن تدرى بأنه فى الوقت الذى تخيلت فيه أن أمجد يمارس الجنس معها كان أمجد فوقها تماما فى البرجولة لا يفصله عنها إلا السقف يمارس جنس حقيقى عنيف مع أمها وأن أمها أتت شهوتها مرات ومرات بين ذراعى أمجد مقابل تلك المرة الوحيدة المتخيّلة التى قذفت هى فيها مائها

كم انت مسكينة يا صغيرة فقلبك النقى لايزال بكراً لا يستوعب تعقيدات النفس البشرية

....................................................................................................

غادرت أم منى البرجولة قبيل شروق الشمس بقليل بعد أن قضت ليلة مع هذا الشاب الذى علمته فنون الجنس فتفوق فيها وكأن غريزته توجهه لكيفية إسعاد امراة وجعلها كاللعبة بين ذراعيه رغم مظهره الهادئ وطبيعته الخجولة حقا فهو لا يتصنع الخجل لكنه خجول يتحول فى لحظات الشبق لرجل يعرف حقا كيف يسعد الأنثى بين يديه بطبيعته الغريبة التى تجعل نشاطه يزداد بعد كل ممارسة جنسية بعكس كل ما تعرفه عن الرجال .

بعدما تركته عشيقته الشبقة بقليل هبط أمجد مباشرة ليفتح باب شقتهم بهدوء شديد ويأخذ مفتاح سيارة أبيه ويهبط لينظفها وقبل أن ينتهى من مهمته بلحظات يفاجأ بابيه يقف بجواره مندهشا

  • إنت بتعمل إيه يا أمجد ؟ إنت رايح الجامعة بالعربية النهاردة ؟
  • لأ طبعا يا يا بابا .... إنت تعرف عنى إنى ممكن اعمل كده ؟
  • أمال نازل تغسل العربية عالصبح كده ليه
  • أصلها اتوسخت فى مشوار امبارح وقلت انضفهالك قبل ما تنزل
  • يابنى وليه تتعب نفسك ..... مانت عارف إن عربية المصنع بتيجى تاخدنى
  • ميضرش برضه يا بابا إنها تفضل نضيفة
فنظر إليه ابوه بنظرة شك فقد ظن أن شيئا ما قد حدث بينه وبين منى فى السيارة وأن أمجد يزيل أثاره

  • أمجد ..... خد بالك ..... منى أبوها سايبها أمانة فى رقبتى ورقبتك ولازم نحافظ عليها
  • إنت مخك راح بعيد قوى يابابا.... منى زى أختى ومفيش بينى وبينها حاجة غير كده وعمرى ما هافكر فيها غير كده ومتخافش .... إنت عارف إن تربيتك ليا متسمحليش بحاجة زى كده
  • نعم ياخويا ....أختك وتربيتك متسمحش؟ إنت حماريالا ... بت زى القمر زى دى وتقولى اختك ؟ دانا باحوشلك فلوس شبكتها يا حمار
  • حتى انت يا بابا ؟ مش كفاية عليا حضرة الناظرة
  • طب غور بقى من وشى واطلع إستحمى قبل ما عربية المصنع تيجى والسواق يشوفك بالمنظر ده ..... قال أختى قال ... عيل حمار.... وبعدين تعالى هنا .... إنت نازل تغسل العربية وانت لابس بيجامتى .... إطلع إقلع البيجاما دى وغور على كليتك ..... أوعى منى تشوفك بالمنظرالقذر ده .... متصبحش عليها حتى غير لما تستحمى وتلبس حاجة نضيفة ... فاهم؟
لم يكن أمجد يتوقع غضبة أباه بتلك الطريقة فإنه يعلم رقة قلبه رغم مظهره القاسى ولكنه لم يستغرب تلك الغضبة فهو يوقن بأن أبوه مثله مثل أمه ومثل جميع الطيبين يرى الثنائى منى وأمجد أمل جميل فى وقت عزت فيه الآمال

صعد أمجد لشقته ليقابل أمه أمام الباب تودع شقيقيه قبل ذهابهم لتنظر له أمه نظرة غاضبة

  • إيه اللى عامله فى نفسك ده ؟ ده منظر ؟ كنت فين بالمنظر القذر ده عالصبح
  • كنت باغسل العربية يا ماما ..... وعارف كل اللى هتقوليه .... وعارف إن منظرى قذر ....الباشمهندس لسة مديهوملى فى الشارع حالا ... وعارف إن ميصحش الليدى منى تشوفنى كده ..... إنتى مش رايحة المدرسة النهاردة ولا إيه ؟
  • لا مش رايحة هأقعد مع منى ..... واعمل حسابك تيجيى بدرى من الكلية علشان منى ومامتها هيتغدوا معانا النهاردة
  • حاضر .... ممكن بقى تخشى تجيبى لى غيار وقميص وبنطلون من أوضتى علشان أخش آخد دش واغير والحق كليتى
  • حاضر ..... أوعى تتحرك من الصالة قبل ما ارجع
اتجهت أم امجد ناحية غرفته حيث قضت منى ليلتها وفتحت بابها بهدوء حتى لا تزعج منى فهى تظنها لا زالت نائمة لكنها وجدتها جالسة فى الفراش مبتسمة تحتضن وسادتها أو بالأحرى وسادة أمجد ولمحت فى عينيها تلك النظرة الهانئة السعيدة التى تعرفها وتراها على وجهها هى نفسها فى المرآة صباح كل يوم جمعة عندما تقضى ليلتها الأسبوعية الخاصة مع أبو أمجد فأيقنت أن أميرتها الصغيرة قد راودها أحد تلك الأحلام التى تراود المراهقات وتجعلهن يستيقظن فى عينيهم تلك النظرة وعلى شفاههن تلك الإبتسامة

  • صباح الخير ياحبيبتى .... نمتى كويس ؟
  • نمت نوم منمتهوش طول عمرى يا ماما
  • إيه ده ؟ ماما ...... أوعى تقوليلى يا طنط تانى ... أجمل ماما سمعتها فى حياتى
  • هو صوت أمجد ده اللى برة
  • آه يا حبيبتى .... كنت داخلة أجيبله هدوم علشان يستحمى قبل ما يروح الكلية
فقفزت منى من فراشها لتطبع على وجه أم أمجد قبلة رائعة وتلمح أم أمجد موضع بللها على بنطلون بيجامة أمجد الذى ترتديه فتبتسم . فقد تأكد ظنها

  • طب انا هاخرج اصبح عليه
وقبل أن تحاول الأم منعها كانت قد وصلت للصالة بقفزة واحدة وبمجرد أن وصلت أنفجرت فى ضحك متواصل لم تستطع كتمه لتتكلم وسط ضحكها

  • إيه اللى إنت عامله فى نفسك ده يا باشمهندس .... ومشمر بنطلون البيجاما كده ليه ... كنت بتمسح السطوح
  • لأ يا روح أمك كنت بأغسل العربية اللى طينتيها إمبارح قبل أبويا ما يشوفها
  • إنت كنت بالمنظر ده فى الشارع ؟ هى البيجاما دى واسعة عليك كده ليه ؟
  • يخربيت ظرفك عالصبح ... بيجامة أبويا لبستها علشان كنتى محتلة أوضتى يا ظريفة
كانت أمه واقفة خلف منى تراقب حوارهما وقلبها يرقص طربا وابتسامتها تملأ وجهها

  • إيه الإسلوب اللى بتتكلم بيه ده يا أمجد .... فيه جنتلمان يكلم بنت قمر كده بالأسلوب ده
  • شايفة يا ماما ... قليل الذوق
  • ماما ؟ يعنى مش مكفيكى خدتى أوضتى وبيجامتى هاتخدى أمى كمان
  • لو كان عاجبك .... وبصراحة بافكر أجى اقعد فى الأوضة دى .... نمت فيها كويس
  • خلاص بلاش غلبة أنا داخل استحمى علشان اروح كليتى
  • أمجد
  • نعم يا زفتة
  • هاخش اعمل لك الشاى باللبن اللى بتحبه
فابتسم أمجد لطريقة نطق منى لجملتها الأخيرة .. فقد نطقتها برقة دائما ما تداريها بكلامها وهزارها مع كل من تعرفهم ... لكنه يعرفها عندما تفلت منها رقتها

كانت أم أمجد تكاد تطير سعادة بتلك النظرة الخاطفة التى لمحتها فى عينى إبنها وتلك اللمعة التى داراها سريعا ولحظة الصمت التى سادت بين منى وأمجد ونظرة منى المعلقة بوجه أمجد تنطق بحب تعرف هى علاماته جيدا

قطعت السيدة الحكيمة تلك اللحظة كى لا تطول فتفقد بريقها

  • خش خد حمامك ومنى هتعملك الشاى على ما أرتب أوضتك ..... قصدى أوضة منى
  • هى بقت أوضتها رسمى خلاص .... ماشى يا حضرة الناظرة
أنهى أمجد حمامه سريعا ليلمح منى تدخل غرفته حاملة صينية فيلحق بها ليجد أمه تخرج من الغرفة وعلى وجهها إبتسامة سعادة لتقابله قبل دخوله

  • إتكلم معاها كلمتين حلوين قبل ما تنزل وبلاش الدبش اللى بتحدفوه على بعض ده ... البنت محتاجة تفضفض عن اللى حصلها إمبارح ومش هتتكلم مع حد غيرك
فدخل أمجد الغرفة ليفاجأ بأمه تغلق بابها عليهما ليجد منى قد اعدت له إفطارا لم يدر أنها قادرة على إعداده

  • إيه ده يا منى ؟ مانتى عارفة إنى مبفطرش
  • متستعبطش يا أمجد .... أنا عارفة إن مفيش معاك فلوس تاكل فى الكلية وبقية الخمسة جنيه يا دوب تمشيك باقى الشهر لو إتحطيت فى أى موقف ... مينفعش تمشى من غير فلوس خالص كده ولازم تاكل كويس ... إنت بتتمرن مرتين فى الإسبوع وكليتك مرهقة ... علشان خاطرى متحرمنيش من إنى عالأقل أحضرلك فطارك .... كفاية اللى بتعمله علشانى
  • طيب النهاردة حضرتيلى الفطار ... هتطلعى كل يوم تفطرينى
  • لو اقدر أعملها هاعملها لكن كل يوم هاحضرلك فطار تاخده معاك ... أو ....
  • أو إيه يا مجنونة
  • أحضر فطار وناكل إحنا الإتنين سوا قبل ما نروح كلياتنا فى أى حتة
  • طيب إفطرى معايا النهاردة
  • ماشى هافطرمعاك علشان افتح نفسك
  • يعنى إنتى عملتى لى فطار وهتاكليه منى
  • تصدق إنك رذل يا أمجد ..... إتفضل كل ومش هاكل معاك
  • يا عبيطة باهزر معاكى ... مش هاحط فى بقى لقمة من غيرك
كانت الأم تقف خلف الباب تتسمع كى تتدخل لو تجاوز الشابين الحد وكان قلبها يرقص طربا لما تسمع . إنهما يعشقان بعضهما وهما فى طريقهما الآن للتعرف على حقيقة مشاعرهما

إنهى أمجد ومنى إفطارهما سريعا ومنى لا تكاد ترفع عينيها عن أمجد بينما هو يزدرد طعامه مسرعا ليلحق بموعد الأوتوبيس الذى يقله للكلية وبمجرد إنهاءه طعامه نظرت منى إليه

  • أمجد .... ممكن اطلب طلب ؟
  • إطلبى يا منى إنتى عارفة إنى عمرى ما هرفضلك طلب
  • ممكن تحضنى ؟
  • جرى إيه يا بت .... مالك ؟
  • يا أمجد متبقاش بايخ بقى ... باحس إنى مطمنة لما تحضنى
فمد أمجد ذراعه حول كتفيها كما فعل فى الليلة السابقة لكنها إلتفتت نحوه لتواجهه وتلف ذراعيه حول عنقه فشعر أمجد أنها بحاجة لهذا الحضن كى تشعر بالأمان بعدما حدث معها من ممدوح بالأمس ولف ذراعيه حولها فضغطت كامل جسدها على جسده وشعر أمجد بانفاسها تخرج حارة على عنقه فضمها قليلا ومرر كفه على ظهرها ليكتشف أنها لا ترتدى ملابس داخلية أسفل البيجامة ويجد عضوه يبدأ فى الإنتصاب وليجد نفسه فى لحظة يرغب فى أن تطول ملامسة جسده لجسدها وقبل أن تقرر الأم فى الخارج أنهم قد وصلوا لآخر المدى المسموح به يفيق أمجد من هفوته ويبعد منى عن جسده وهو ينتفض وكأن ثعبان قد لدغه

  • منى .... إنتى مش لابسة حاجة تحت البيجامة ؟
  • توء توء
  • يخربيتك .... هتودينا فداهية بجنان اهلك
  • ماما هى اللى لبستنى إمبارح وملقتش عندها حاجة على مقاسى
  • أمى ؟ مافيش فايدة ... اللى فى دماغها فى دماغها طب أنا هاخرج دلوقتى ... أشوفك لما ارجع .... ياريت تتكرمى عليا إنتى وأمى وتلبسى حاجة تحت البيجاما لو ناوية تفضلى لابساها لإنك كده خطر... سلام
  • أمجد
  • نعم
  • خد بالك من نفسك
  • مالك يا بت ؟ مش واخد منك عالرقة دى إنتى وانتى بتجرى إمبارح وقعتى على دماغك ولا حاجة
  • طب غور من وشى بقى ... جتك مصيبة
  • ماهى المصيبة واقفة قدامى أهى
وخرج أمجد مسرعا ليلاحظ امه تبتعد عن الباب ويوقن بأنها قد سمعت كل ما حدث فينظر لها نظرة غيظ

  • ماشى يا حضرة الناظرة .... مش ناوية ترجعى عن اللى فى دماغك لغاية ما هتجيبلى مصيبة
  • غور على كليتك ... عيل حمار
  • شكرا يا حضرة الناظرة
وينطلق أمجد مسرعا حاملا كشكول محاضراته ليقابل سميرة منتظرة عند مدخل عمارتها ليتجه ببصره ناحيتها هذه المرة ويبطئ من سيره حتى تتماشى خطواته مع خطواتها وعندما يصلا للمحطة يستأذنها لينتظر الأتوبيس قبل المحطة لكنها توقفه ممسكة بذراعه

  • خليك واقف معايا
لم يكن أمجد مستعدا لمثل تلك اللمسة من زميلته فتجمد مكانه وشعر فى تلك اللحظة بشئ ما يدفعه لإطاعتها لم يدر ما هو لكنه نظر لعينيها ولم يستطع للحظات أن يمنع عينيه من التعلق بعينيها ولم يدر ما يفعل إلا أنه وقف بجوارها وعندما وصل الأتوبيس وجد نفسه يقف خلفها بسنتيمترات قليلة يمنع عنها زحام الصاعدين رغم الطوفان البشرى الذى يحمل الجميع للداخل وكأن سميرة تتوقع منه مافعل وعندما صعدوا ووقفوا وسط الزحام توقعت أن يتلامس جسديهما فهى منذ أمس تشعر بشعور غريب ناحية هذا الشاب الذى تراه مختلفا فى كل شئ لكن الجسدان لم يتلامسا ولو لمرة رغم أنه كان يقف خلفها يحيطها بذراعيه دون أن يلمس ذراعيه جسدها بعد أن أوقفها بين مقعدين تمسك بمقبضيهما الخلفيين بقوة يمنع أى تلامس يحدث بينهما أوبينها وبين أى من الركاب المزدحمين وكأنه جدار يحيط بها يحميها وسط هذا الزحام ولم تدر سميرة ماهية الشعور بالأمان الذى شعرته فى تلك اللحظة

دخل أمجد وسميرة من بوابة الكلية ليجدا صديقاتها مجتمعات كاليوم السابق فى إنتظارها لكن فى تلك المرة توقف معهن لدقائق حياهم فيها قبل أن ينصرف لمكانه المفضل فى المدرج ويتركهن ليذهبن إلى الكافيتريا للإفطار لتتبعه سميرة بعدها بدقائق قليلة ويدور بينهما حوار مختلف تلك المرة

  • إنت ليه يا أمجد متجيش تفطر معانا ؟ بتتكسف ؟
  • لأ هتكسف من إيه بس أنا فطرت فى البيت
  • طيب أنا مفطرتش لسة ممكن تفطر معايا ؟
  • صدقينى فطرت فى البيت وكمان الكافيتريا الصبح بتكون زحمة ومش هنلاقى مكان فى المدرج لما نرجع
  • أنا جايبة معايا سندوتشات من البيت ناكلها هنا سوا
  • نفطر فى المدرج ؟ لو حد شافنا ناخد جِزا
فانفجرت سميرة ضاحكة وهو ينظر لها فى تعجب

  • يابنى إنت مش فى المدرسة العسكرية لسة .... جِزا إيه اللى ناخده .... هنا عادى ممكن نفطر ونشرب شاى كمان طالما مافيش محاضرة شغالة
  • ههههههههههههههه ..... سامحينى يا آنسة سميرة ... لسة متعودتش
  • يابنى إسمى سميرة من غير آنسة ... إتعود بقى
  • باحاول لكن واضح إنى هاحتاج شوية وقت
ومدت سميرة يدها إليه بسندوتش تردد كثيرا قبل أن يتناوله منها لكنه فى النهاية أخذه وبالصدفة لامست أطراف أصابعه يدها فشعر بشئ ما ينتابه يجعله ينظر لوجهها فتلتقى عيناهما للحظات أخفضت سميرة بعدها نظرها للأسفل فلسبب تجهله لم تستطع النظر فى عينيه أكثر من تلك اللحظات وساد الصمت بينهما طويلا حتى أنهي السندوتش الذى أعطته له بينما هى لا زالت تقضم السندويتش الخاص بها قضمات رقيقة دون أن ترفع عينيها ناحيته مرة ثانية

  • تسلم إيديكى ... سندوتش رائع
  • طيب خد واحد تانى
  • لأ مش هينفع .... وزنى لازم ينزل شوية علشان عندى ماتش قريب
  • ينزل عن كده ؟ دا أنا متهيألى إن مافيش فى جسمك دهون تنزلها
  • لأ فيه عندى 3 كيلو زيادة
قطع حديثهما وصول باقى الزميلات بصخبهن المعتاد واندمجن جميعا فى حديث ضاحك مع أمجد الذى أصبح ولد وحيد وسط ثُلة من البنات ولسن أى بنات . فتلك الثُلة اُطلق عليها فيما بعد جميلات الدفعة

......................................................................................................

بينما أمجد فى كليته كانت منى جالسة أمام تسريحة غرفة نوم أمه وأمه خلفها تمارس هوايتها فى تمشيط شعرها وهى تنظر لوجهها فى المرآة بحب حقيقى لتفاجئ الأم منى

  • بتحبيه يا منى ؟
  • أمجد ؟
وتصمت منى بعد أن افلت إسم امجد من بين شفتيها فقد أيقنت أنها صرحت لأمه بحبها له دون وعى منها فتبتسم الأم إبتسامة سعادة

  • أه أمجد يا منى ..... بتحبيه؟
فيحمر وجه منى خجلا وتطرق بوجهها لا تستطيع نطقا ً فتتركها أم أمجد لخجلها لحظات

  • تبقى بتحبيه !!
  • مش عارفة يا ماما ... بجد مش عارفة ... يمكن لو كنتى سألتينى إمبارح بس كنت هاعرف ارد عليكى .... كنت هاقولك باحبه زى أخويا أو أكتر من أخويا والكلام ده .... بس بعد ما شوفت خوفه عليا والطريقة اللى عاملنى بيها وومحاولته يخرجنى من اللى انا كنت فيه خلتنى أحس ناحيته إحساس مختلف مش عارفة إيه هو ... لكن حاسة إنى عايزة أفضل معاه ومبعدش عنه
  • لما حضنك حسيتى بأيه يا منى
فشعرت منى بالإرتباك يجتاحها حتى أن أطرافها ارتعشت

  • يا بت متخافيش ... أنا كنت واقفة ورا الباب وسمعت كل حاجة ... ولا إنتى كنتى فكرانى هاسيبكم كده لغاية ما تقعوا فى الغلط ... قولى يا منى متخافيش
  • حسيت ... حسيت ... إحساس مش عارفة إيه هو ... مش إحساس شهوة ولا جنس ... لأ ... إحساس إنى عايزة أفضل فى حضنه
  • حسيتى بأنك فى أمان .... صح يا منى ؟
  • صح .... إنتى عرفتى إزاى ؟
  • علشان هو ده الحب يا بنتى ...لما البنت بتحب بتحس بالأمان فى حضن اللى هيا بتحبه
  • وإنتى عرفتى منين يا طنط ؟ هو على ايامكم كان فيه حب وكده ؟
  • طنط إيه يا بت ؟ مش قلنا ماما ... وإيه أيامكم دى ... محسسانى إنى جيالك من القرى الرابع عشر
  • آسفة يا ماما ... بس قوليلى إنتى عرفتى إزاى اللى كنت حاسة بيه
  • بس يا بت .... المفروض انا اللى باوقعك فى الكلام مش إنتى اللى هتوقعينى
  • لأ بجد يا ماما ... أنا دايما كنت باحس إنك عايزانى أنا وأمجد نحب بعض ... وامبارح كنت حاسة إنك بتساعدينى كمان ... ليه ؟
  • علشان أنا عارفة جمال إحساسك ده يا منى
  • أيوه بقى .... عرفتيه منين ؟ إنتى كنتى بتحبى عم حسن قبل ما تتجوزوا ؟
  • أه كنت باحبه وعارفة إنه بيحبنى بس الأمور أيامنا كانت أصعب
  • طب إحكيلى علشان خاطرى ..... علشان خاطرى .... إحكى ... إحكى ...
  • يا بت اهمدى ... هاحكيلك
  • طيب هاسكت أهو .. إحكى بقى
  • كانت أول سنة لية فى التدريس ... كنت بادرس لسه لسنة أولى إبتدائى وكانت بنت أخت عمك حسن تلميذة عندى فى الفصل وجه يوم ياخدها قبل الحصة الأخيرة ما تخلص
  • ها وبعدين
  • أول ما شوفته يا بت حسيت إن قلبى وقع فى رجليا وإنى فقدت النطق ... لقيت نفسى يا بت يا منى واقفة قدام رشدى أباظة
فانفجرت منى ضاحكة وكادت أن تقع على ظهرها

  • مين ؟ رشدى أباظة ؟ عم حسن ؟ مش الشبه بعيد شوية يا ماما
  • بس يابت .... أنا شفت عمك حسن شبه رشدى أباظة وخلاص وانا كنت باموت فى رشدى أباظة
  • وبعدين عملتى إيه مع رشدى اباظة
  • طردته
  • نعم ؟ طردتيه ؟
  • آه طردته منا ملقتش حاجة أقولها قمت طردته وقلت له يجيى بعد الحصة ما تخلص .... كنت عايزة اشوفه تانى
  • دا انتوا مكنتوش سهلين بقا يا ماما ... طردتيه علشان يرجع تانى وتشوفيه... فكرة برضه
  • تانى يوم رحت المدرسة لقيته واقف مستني قدام المدرسة ... عملت نفسى مش شايفاه ودخلت عالمدرسة على طول
  • وبعدين
  • وانا خارجة لقيته واقف عالباب .... برضه عملت نفسى مش شايفاه ومشيت
  • وهو عمل إيه ؟
  • فضل ماشى ورايا لغاية ما دخلت البيت ... وفضل يا عينى واقف قدام البيت يجيى نص ساعة عمال يبص عالشبابيك عايز يعرف أنا ساكنة فى أنهى شقة
  • وانتى عرفتى منين ؟
  • مانا كنت واقفة ببص عليه من ورا الشيش
  • وبعدين عمل إيه عم رشدى أباظة ؟
  • فضل كل يوم يستنى قدام المدرسة الصبح وآخر النهار ويمشى ورايا وانا مغلباه .... ساعات كنت اتعمد أعذبه علشان اعرف هيعمل إيه
  • تعذبيه إزاى يعنى
  • مرة فضل ماشى ورايا يجيى ساعة قمت دخلت محل قماش وفضلت اتفرج على كل القماش اللى عندهم . يجيى ساعتين كده وانا شايفاه من ورا إزاز الفترينة واقف يا عين امه فى الشارع مرفعش عينه عن باب المحل
  • ومحاولش يكلمك بعد كده ؟
  • ماهو لما حاول يكلمنى خد علقة محترمة
  • ضربتيه ؟
  • لأ ... كنت باشترى الخضار لأمى وحاول يكلمنى ... زعقتله .... قام الخضرى وصبيانه إتلموا عليه ضربوه علقة موت
  • دا إنتى كنتى مفترية يا ماما ... وهو مكانش بيروح شغله وماشى وراكى ؟
  • كان لسة متعين فى مصنع شبرا الخيمة وكان بيشتغل فى وردية بليل ... كان بيخلص ورديته ويجيى جرى عالمدرسة علشان يشوفنى من بعيد ويستنانى لما اخلص ويمشى ورايا
  • ده عم حسن كان رومانسى بقى
  • ولسة يا بت رومانسى ... عمك حسن ده أرق راجل فى الدنيا
  • واتجوزتوا أزاى ؟
  • لما تعب من المشى ورايا والعُلق اللى كان بياخدها بسببى جاب ابوه وامه وجم خطبونى واتجوزنا بعدها بيجيى سنة كدة
  • يا ااه يا ماما دانتوا حكايتكوا حكاية ..... إمتى بقى أول مرة قالك بحبك
  • بعد ما ضربتوا بالقلم
  • ضربتيه بالقلم ؟
  • أه ... كنا لسة مخطوبين ورحنا القناطر سوا مع أهلى وقمت أتمشى معاه شوية جه فى حتة فاضية وقام بايسنى قمت ضرباه بالقلم .... تانى يوم جه عندنا جايب لى ورد وهو بيديهولى قالى بحبك
أدركت منى وقتها سر تماسك هذا البيت ونجاحه ..... فهو بيت عاشقين لم تنل الأيام من عشقهم وتمنت أن يجمعها بأمجد بيت مثله وأن يطل عشقه من عينيها مثلما يطل عشق ابيه من عينى أمه الآن

  • طب اعمل إيه علشان اخلى امجد يحبنى ؟
  • متعمليش حاجة .... هوبيحبك بس مش عارف لسه
  • طب اضربه بالقلم علشان يقولى بحبك .... نفسى اسمعها منه
  • هتسمعيها بس إتقلى عليه شوية .... لما بتغيبى عنه شوية بيقى زى المجنون وبيبقى مش طايق نفسه .... فاكرة يا بت أول مرة جاتلك الدورة لما خليناكى فى شقتكم إسبوع مشافكيش
  • أه فاكرة
  • كان هيتجنن ... وكان صعبان عليا بس كنتوا عيال وقتها وخفنا عليكوا ... ولسة لغاية دلوقت لما يعدى يوم ميشوفكيش بيبقى زى المجنون ... عارفة يا منى لما كان بيرجع من المدرسة كل خميس ... مكانش ياكل ولا يشرب غير لما يشوفك
  • طب اعمل إيه ؟.... أخليه يغير عليا ؟
  • أوعى ..... أمجد طالع صعيدى زى أبوه ودول غيرتهم وحشة ... جننيه ....خليه يشوفك قدامه من غير ما يقرب منك ... وبلاش كل شوية أحضنى أحضنى دى
  • بس أنا باحس بالأمان لما بيحضنى
  • خليه هو اللى يبقى عايز يحضنك يا بت
  • واخليه يبقى عايز يحضنى أزاى
كانت جلسة منى مع أم أمجد قد إنتقلت إلى الصالة حيث إستكانت منى فى حضن ام أمجد التى لفت ذراعها حولها فى حنان ونظرت فى وجه الصغيرة تتأمل جمال هذا الوجه

  • تعالى يا بت ... حواجبك مش مظبوطة ....... قدامى على الأوضة جوا
أجلستها الأم أمامها وجلست أمامها تعمل بملقطها الصغير فى وجهها

  • مقولتليش أخليه يحضنى إزاى
  • عيطى !
  • نعم ؟ أعيط ؟
  • آه عيطى .... بس من غير صوت ... خليه يشوف دمعتين بس نازلين من عينيكى الحلوة دى وهو هيحضنك من غير ما تطلبى .... و مش كل مرة كمان تسيبيه يحضنك .... أمجد نسخة من أبوه فى حنيته ومش هيستحمل يحس إنك زعلانة
  • ياااه يا ماما دانتى طلعتى حكاية
  • ماهو أنا كان نفسى فى بنت علشان اتكلم معاها زى ما بكلمك كده .... بس إتعوضت بيكى يا حبيبتى
  • وانا باحبك قوى يا ماما
ومدت الأم يدها لدرج تسريحتها لتخرج صندوق أدوات مكياجها وتلتقط منه قلم كحل وتنهمك باهتمام فى رسم خط دقيق حول عينى منى زادتهما جمالا على جمالهما وأتساعا على إتساعهما

  • بصى كده على عنيكى فى المراية
  • إيه ده ؟ أول مرة أشوف عنيا حلوة كدة
  • إحفظى بقى الرسمة دى ومتخليش أمجد يشوفك من غيركحل
وبحثت الأم قليلا فى صندوقها وأخرجت قلم روج وردى

  • خدى حطى من الروج ده .... متكتريش ... إنتى شفايفك حلوة من غير حاجة بس أمجد بيحب اللون ده
  • وعرفتى منين ؟
  • أبوه بيحبه
وبالفعل وضعت منى الروج وببعض توجيهات من الأم نجحت فى رسم شفتاها بصورة رائعة

  • كده كل حاجة تمام .... خلى قلم الروج ده معاكى وحطى منه كل ماتيجى طالعة هنا ... بس أوعى أمجد يشوفك خارجة وانتى حاطة مكياج ... هيطين عيشتك أنا عارفة غيرة الصعايدة شكلها إيه ... يلا بقى نتصل بأمك تطلع تقعد معانا شوية زمانها هتتجنن عليكى بس أوعى تقوليلى يا ماما قدامها قبل ما تستأذنى منها ولو حسيتى بس إنها زعلانة متقوليلش يا ماما قدامها
وبالفعل تصعد أم منى لتكتمل جلسة الثرثرة بعد أن بدا على وجه أم منى السعادة عندما إستأذنت منها منى قبل أن تنادى أم أمجد بلقب ماما

  • يوه يا منى إنتى بتستأذنى منى .... دى ليها فيكى أكتر منى
  • أنا باحبكم إنتوا الأتنين وكل الناس ليها أم واحدة أنا ليا اتنين
  • بس إيه الحلاوة اللى إنتى فيها دى يا بت صاحية فايقة وحاطة كحل وروج .... اللى يشوفك دلوقتى ميشوفكيش وإنتى مستقتلة امبارح
  • ماما حطتلى مكياج وعلمتنى أرسم عنيا بالكحل .... ده أنا نمت نوم يا ماما .... متهيألى البيجامات الرجالى مريحة فى النوم أكتر من بيجاماتى
لترد أم منى سريعا وكأنها كانت تنتظر تلك الكلمة

  • خلاص يا منى خدى البيجاما دى ليكى .... وكمان خدى المخدة اللى كنتى نايمة عليها طالما إستريحتى عليها
وعلمت منى وقتها أن أم أمجد قد لاحظت البلل على بيجامة أمجد التى ترتديها وعلى وسادته فشعرت بخجل شديد من نفسها ونظرت فى الأرض لترد أمها عنها

  • لأ ميصحش يا أم أمجد ناخد بيجامة الجدع ومخدته كمان
  • يعنى هو كان دافع فيهم حاجة ؟ أنا اللى مشترياهم واعمل إللى انا عايزاه ... هو أنا عندى أغلى من منى ومن راحتها .... تعالى يا منى عايزة أديكى حاجة قبل ما أنسى
وأصطحبت ام أمجد إبنتها الجديدة لغرفة النوم لتهمس لها

  • مالك يا بت إتكسفتى كده ليه ؟ ما انا كنت بنت زيك وقبل ما اتجوز ياما بليت كلوتات ومخدات وانا بافكر فى عمك حسن
  • مكنتش فاكرة إنك خدتى بالك
  • يا بت دا إنتى بنتى وبحس بيكى من غير ما أشوف حتى ... خدى البيجاما والمخدة علشان كل ما تشتاقى لأمجد يبقوا معاكى ... وخدى قلم الكحل ده كمان
وخرجوا من غرفة الأم ومنى تحمل فى يدها قلم الكحل وأخرجت قلم الروج معه من جيبها لتعرضهم على أمها بينما دخلت أم أمجد لغرفته وحملت الوسادة لتعطيها لمنى أمام أمها

  • بس كده كتير يا أم أمجد .... مكياجك كمان ؟
  • مفيش حاجة كتير على بنتى حبيبتى واللى هيا عايزاه تاخده من غير حتى ما تستأذن
وينفتح الباب ليدخل أمجد ويفاجأ بمنى جالسة بين أمه وأمها محتضنة وسادته ولا تزال ترتدى بيجامته وتتعلق عينيه بعينيها وشفتيها ويسرح قليلا فى الجمال الذى يراه متجسدا أمامه وتلاحظه امه والسعادة تقفز من عينيها لكنها تقطع تأمله

  • مالك يا واد ... بتبص للبت كده ليه ؟ أول مرة تشوفها ؟
  • لأ شوفتها كتير ... بس مالها محلوة كدة ؟ مش دى اللى كانت بتموت إمبارح وخضتنا عليها
  • بعد الشر عليها ... منى طول عمرها قمر
  • والقمر ماسكة مخدتى ليه بقى؟
  • أنا أديتهالها ... وكمان البيجاما اللى هيا لابساها بقت بتاعتها خلاص
  • طب ما تديها أوضتى كلها وانام انا فى الشارع
  • لو طلبت مش هتأخر وتنام إنتا مطرح ما تنام
  • طب وعملتوا الغدا ولا قضيتوها رغى
  • غدا إيه اللى نعمله ؟ أنا قلت لك هاعمل غدا ؟
  • مش قلتيلى تعالى بدرى علشان عازمين طنط ريرى وقردة الجبلاية دى عالغدا
  • أبوك هو اللى عازمهم .... هيجيب معاه كباب وهو جاى ... إنت فاكر منى هتبقى هنا واسيبها واقف فى المطبخ
  • طيب .... ممكن تسمحيلى أدخل أوضتى دلوقتى يا جناب الليدى منى ولا ممنوع
  • أدخل ....أنا شوية وهانزل أغير هدومى
  • طب تعالى عايزك
وتبعت منى أمجد لغرفته وأغلقا عليهما الباب

  • عاملة إيه دلوقتى يا منى ؟
  • كويسة يا أمجد ... عايزة أحكيلك اللى حصل إمبارح
  • إحكى لو مش هتتعبى
  • إمبارح ممدوح فضل كل شوية يبص فى ساعته طول ما إحنا فى الكلية وبعدين قاللى يا بينا الحفلة زمانها هتبدأ .... مكانش عاجبه اللى انا لبساه وقالى تعالى إشتريلك فستان بدال البنطلون بس أنا مرضتش وهددته إنه لو أصر مش هاروح معاه ... أخدنى فى عربيته وروحنا فيلا بجنينة كبيرة قدامها غيطان كتير بس أنا من أول ما دخلنا من البوابة وأنا مش شايفة جو حفلة ولا غيره ولما سالته قالى الحفلة جوا الفيلا ... ساعتها قلقت أوى وقلتله روحنى .... قالى طيب نسلم عالناس واروحك .... مشيت معاه لغاية الباب ولما خبط لقيت واحد صاحبه زيه كده بالظبط فتح الباب وكان شكله مش مظبوط ... قلت لممدوح مش داخلة وهستناك فى العربية لقيت صاحبه هجم عليا عايز يدخلنى بالعافية وهو جه ورايا كتفنى عايز يشيلنى وصاحبه شد البلوزة فتحهالى ..... قمت ضاربة ممدوح زى ما علمتنى ورميته على صاحبه وطلعت أجرى لغاية ما وصلت الغيط اللى قدام الفيلا نزلت أجرى فيه علشان ميحصلونيش وطلعت الناحية التانية لقيت نفسى فى طريق تراب مشيت فيه لغاية ما وصلت الطريق اللى عليه الكشك رحت لقيت الست دى وطلبت منها أعمل مكالمة وكلمتك ... وانت عارف اللى حصل بعد كده
  • طبعا متعرفيش توصلى للفيلا دى تانى ؟
  • لأ معرفش
كانت انفاس منى تتهدج وهى تقص لأمجد ما مرت به وطفرت من عينيها دمعتان وهى تنظر لعينى أمجد فاقترب منها واحاطها بذراعه لتلقى براسها على صدره تبحث عن إحساس الأمان الذى باتت لا تشعر بمثله إلا فى حضنه

مرت عليهما لحظات حتى توقفت منى عن البكاء ورفعت راسها لأمجد الذى شعر لأول مرة فى حياته مع منى برغبة حقيقية فى تقبيلها وكادت تلك القبلة أن تتم لولا أن أمجد تذكر أمه الجالسة بالخارج وأنها بالتأكيد تتابعه الآن وربما تكون أم منى معها يقفان خلف الباب فابتعد سريعا عن منى

  • فيه إيه يا أمجد
  • مفيش حاجة .... بس إفتكرت حاجة كده عايز أسألك عليها ..... شنطتك اللى كانت معاكى إمبارح فين ؟
  • يا نهار إسود ..... دى فى عربية ممدوح .... دى فيها بطاقتى وكارنيه الكلية كمان .... هاعمل إيه دلوقت
  • ولا يهمك ... ممكن نعمل بدل فاقد للبطاقة والكارنيه متقلقيش
  • والشنطة يا أمجد ؟ دى أكتر شنطة باحبها .... إللى إنت جبتهالى فى عيد ميلادى اللى فات
  • يا بت ولا يهمك .... أجيبلك غيرها
فابتسمت منى شاعرة بأن أمجد كما قالت أمه يحبها لكنه لم يدر بعد وتأكدت من نجاح ما نصحتها به أمه من إستخدام دموعها حين تحتاج لحضن أمجد الذى مد يده إلى دولابه مخرجا أحد مناديله ليناوله لها

  • أمسحى وشك بقى وبطلى عياط .... أمى وامك مش لازم يعرفوا حاجة عن الموضوع ده
  • حاضر ....
  • وكمان علشان الكحل ميبوظش
  • كحل ؟ إنت خايف عالكحل يا أمجد وسط الوضع الطين اللى أنا فيه ؟
  • أه خايف عالكحل علشان العينين الحلوة دى مش لازم تعيط ..... وإسمه الوضع الطين اللى احنا فيه .... مش احنا واحد يا هبلة
فاتسعت إبتسامة منى وكادت أن ترتمى فى حضن أمجد مرة ثانية إلا أنها تذكرت نصيحة أمه

  • لأ متخافش عالكحل يا خويا .... ده نوع غالى ومبيبوظش من الدموع .... ياللا بينا بقى نخرج علشان إتأخرنا عليهم
ويخرج الشابان ليجدا السيدتان منهمكتان فى حديث هامس يبدو أنه مهم ليقطعاه فور وصولهما

لتنتحى أم أمجد بمنى جانبا

  • إنزلى غيرى هدومك يا منى ... إلبسى فستانك الأسود اللى فيه ورد صغير روز ده .... مكسم عليكى وبيبين جمال جسمك .... أمك هتستنى معايا هنا ..... لو مكياجك إتلخبط وانتى بتلبسى صلحيه قبل ما تطلعى .... عايزة الواد الحمار ده يتهبل عليكى النهاردة
  • حاضر يا ماما
  • وشوفى خلخال من الرفيعين اللى امك بتلبسهم إلبسيه
  • بس الخلخال ده موضة قديمة قوى
  • بطلى هبل يا بت ..... النسوان اللى رجليهم وحشة هما بس اللى بيقولوا كده مش إنتى
  • حاضر
وتنصرف منى لشقتها ويتجه أمجد لغرفته لينال قسطا من الراحة وتتبعه أمه

  • شوفت يا أمجد البت قمر إزاى حتى وهيا لابسة بيجامة رجالى
  • أه يا ماما شوفت .... طيب دلوقتى هما كانوا 3 بيجامات اللى حيلتى .... واحدة بلبسها وواحدة فى الغسيل وواحدة إحتياطى لو إحتجت أغير لأى سبب ..... أعمل إيه أنا دلوقتى لو البيجاما اللى انا لابسها إتدلق عليها أى حاجة مثلا
  • مش مهم .... هبقى أديقلك بيجاما من بيجامات ابوك القديمة
  • بيجامات ابويا القديمة .... ماشى يا حضرة الناظرة
وتتركه أمه لينال قسطا من الراحة يقطعه صوت أبيه بالخارج يرحب بأم منى ويمتدح منى وجمالها فيخرج مسرعا ليقبل يد أبيه كما أعتاد فهو لم ينس أنه ذهب لعمله غاضبا منه ليفاجأ بأبيه يحتضنه فى حب ليهمس فى أذنه

  • شايف يا حمار البت .... ده كفاية جمال رجليها ما بالك بقى بأن كلها زى القمر وانت تقولى زى اختى وأخلاقى متسمحليش يا حمار
فيبتسم أمجد وهو يقول فى نفسه " إيه حكاية العيلة دى مع الرجلين "

ويجتمع الجميع حول وجبة الكباب التى وزعتها الأم فى أطباق وينتهى الجميع من تناول طعامهم ليفاجأ بأخيه الذى يصغره بعامين فقط يهمس فى أذنه " يا بختك يا أمجد بت حكاية ورجليها تهبل"

ليزغده فى جنبه قائلا فى نفسه "حتى العيل الصغير عنده نفس عقدة الرجلين"

ويجتمع الجميع مرة ثانية حول أكواب الشاى والحلويات بعد الغداء ويختلس أمجد النظر لساقى منى ليجد نفسه يسرح فى مدى جمالهما و تناسقهما ليجد عضوه ينتصب للمرة الثانية على منى فيصرف تفكيره بعيدا حتى لا يحرج فى وجود هذا التجمع لكن نظرته جهة أبيه تخبره بأن أباه قد لاحظ ما يحاول إخفاؤه فيشعر بحرج شديد يفيق منه على صوت أم منى

  • صحيح يا منى نسيت أقولك .... فيه واحد زميلك أسمه ممدوح أتصل بيكى الصبح وعايزك تتصلى بيه ضرورى .... بيقول فيه ورق مهم ليكى فى الكلية معاه وعايزك تاخديه منه
يدق جرس إنذار قوى فى ذهن أمجد ومنى يمتقع على أثره لونها ليقوم أمجد ويستأذن والده فى أن ينفرد بمنى قليلا لمناقشة موضوع خاص بدراستها وبالطبع لا يمانع الأب ليصطحب أمجد منى لغرفته ويغلق الباب وهو متأكد أن أمه لن تجرؤ على التنصت فى وجود أبيه

  • إيه حكاية الورق المهم اللى مع ممدوح ده ؟
  • معرفش .... ورق إيه اللى هيكون واخده من الكلية
  • طيب متقلقيش .... يمكن عايز يرجعلك شنطتك
  • مش عارفة .... لما انزل هاتصل بيه واشوف إيه الحكاية
  • تنزلى مين .... أنتى هتتصلى بيه دلوقتى وانا معاكى ... مش هاقدراصبر
ويحضر أمجد التليفون سريعا من الخارج لتطلب منى رقم ممدوح بيد مرتعشة وأمجد يلصق أذنه على السماعة معها ليجيب ممدوح بعد قليل

  • ألو ... أنا منى .... ورق إيه اللى يخصنى معاك
  • إتأخرتى كده ليه يا شرموطة دا انا كنت هاجيلك البيت
  • إحترم نفسك ومتخلنيش أشتمك ... إنت لسة ليك عين تكلمنى
  • ده أنا لسه هاكلمك واكلمك واكلمك لسة الماتش مخلصش يا لبوة
  • هاتنطق ولا أقفل السكة يا حيوان
  • حيوان ؟؟ طيب شوفى بقى يا بنت الناس ... جواباتك اللى كنتى بتبعتيهالى وصورك اللى متصوراها معايا عندى لسة .... بكرة التلات....قبل يوم التلات اللى بعده زى الشاطرة كده تجيبيلى ألفين جنيه وتاخديهم ....أو يوم الجمعة اللى بعدها هاكون عند ابوكى فى بورسعيد أديهمله وبرضه هاخد منه ألفين جنيه
  • إنت بتقول إيه يا واطى ... ده ذنبى إنى كنت واثقة فيك ؟
  • بطلى قلة أدب يا شرموطة واسمعى الكلام للآخر .... لو عايزة تاخدى الصور والجوابات ممكن تاخديهم من غير فلوس ..... لكن ............. تيجى تاخديهم من عندى هنا .... من الشقة
  • وانا هاجبلك الفين جنيه منين يا ممدوح ؟ خلى عندك شوية رجولة ورجعلى حاجاتى
  • رجولة مين يا قطة ؟ لو معكيش الألفين جنيه عندك الحل التانى .... قدامك أهو إسبوع تتصرفى فيه ده آخر كلام عندى سلام
ويغلق ممدوح سماعته لتنهار منى جالسة على طرف فراش أمجد الذى أُسقط فى يده ولم يستطع الصمت رغم حالة منى

  • جوابات وصور إيه يا منى اللى مع ممدوح ؟
  • جوابات كنت بابعتهاله وصور إتصورتها معاه لما عزمنى فى المطعم أول يوم فى الكلية
  • وكنتى كاتباله إيه فى الجوابات دى؟
  • كلام حب وكده يا أمجد
  • والصور ؟ كانت صور عادية ولا فيها حاجة ؟
  • لأ كنت لازقة فيه وحاطط إيده على كتفى وكده
  • يخربيت غبائك يا منى .... مقولتليش ليه عالجوابات دى قبل كده ؟
  • خفت أقلك علشان كنت هتزعقلى وتمنعنى
  • يعنى أعمل فيكى إيه دلوقتى ؟ أخنقك واخلص منك ؟
  • إعمل اللى إنت عايزه ومش هزعل .... إضربنى ...إخنقنى.... أنا استاهل ..... أنا غبية إنى مسمعتش كلامك من الأول .... بس ابويا مينفعش يشوف الصور والجوابات دى يا أمجد
كان الغضب داخل أمجد قد وصل مداه لدرجة أعجزته عن التفكير فجلس بجوار منى على طرف الفراش واضعا رأسه بين يديه بينما إنخرطت منى فى بكاء مكتوم إنفطر معه قلب أمجد فقام واقفا ليحتضن راسها

  • خلاص متعيطيش ... أنا هاتصرف
  • هتتصرف إزاى يا أمجد ؟
  • معرفش لسة .... لكن لسة قدامنا إسبوع وأكيد هلاقى حل
  • بجد يا أمجد هتتصرف ؟... يعنى إنت مش زعلان ؟
  • مش زعلان ؟ انا نفسى دلوقتى أضربك بالجزمة ... نخلص بس من المصيبة دى واحاسبك
فلفت ذراعيها حول وسطه ووضعت راسها على صدره حتى هدأت ... لقد أكتشفت أن صوت دقات قلبه تشعرها بالسكينة والإطمئنان وليس فقط الأمان وأغمضت عينيها محدثة نفسها "ياريتنى كنت عرفت من زمان إنى باحبك "

  • طب أمسحى الدموع اللى فى عنيكى دى علشان نخرج نقعد معاهم فين المنديل اللى إديتهولك؟
  • تحت فى جيب البيجاما
فمد يده لدولابه يخرج لها منديلا آخر

  • خدتى بيجامتى ومخدتى وهتخلصى مناديلى .... مش فاضل غير اللباس اللى لابسه تاخديه كمان
فعادت البسمة لوجهها فقد أيقنت أنها فى أمان طالما أمجد يقف بجوارها رغم ما تشعر به من ذنب. فإنها تشعر أنها تعذبه وتفطر قلبه منذ رفضت دخول كليته . إنها باتت تكره كليتها التى أختارتها فهاهى ثلاثة أيام تمر عليها فيها وكل يوم بمشكلة تتورط فيها ويتورط فيها معها رفيق عمرها وتوأم روحها أو الذى أصبح منذ ليلة أمس حبيبها وأقسمت بينها وبين نفسها أن تسعده وتعوضه عن الألم الذى سببته له حتى لو كان الثمن حياتها

هبطت منى وأمها بعد إنتهاء جلستهم مع أسرة أمجد وأم منى مرتبكة بسبب ما أسرته لها أم أمجد ومنى سعيدة بموقف أمجد منها لتدخل كل منهم غرفتها وتغلقها عليها حتى أرخى الليل سدوله على الشارع بأكمله وهدأت الحركة بالعمارة التى يقطنونها وذهبت منى فى نوم عميق عكس توقعها لكنها قبل أن تذهب لنومها خلعت عن نفسها كل ما ترتديه وأرتدت بيجامة أمجد على اللحم واحتضنت وسادته لتذهب فى نوم هادئ مستريحة وحتى لم تحمل هم التفكير في تهديد ممدوح فمن داخلها يقين بأن فارسها سينقذها كوعده لها فهو منذ بداية نشأتهم لم يخلف يوما وعدا وعدها إياه

بمجرد تعانق عقربى الساعة عند الثانية عشر تسللت أم منى على أطراف أصابعها وأغلقت خلفها باب شقتها بهدوء شديد وتسلقت السلم حتى دلفت من باب السطح الذى وجدته مفتوحا فأغلقته خلفها بإحكام وتوجهت فى ضوء القمر للبرجولة حيث كان أمجد يقف داخلها منتظرا وصولها بعد أن أعد البرجولة وفرش على أرضها بساط صوفى ثقيل ورص الوسائد الموجودة على الكراسى فوقه ليصنع فراش ليلتهم الجنسية الثانية بالبرجولة ليتلقفها بين يديه مستقبلا إياها بقبلة شهوانية إمتص فيها شفتاها ولسانها حتى شعرت أن لسانها يكاد ينخلع من مكانه فأرخت جسدها مستسلمة للمسات أمجد الخبيرة بكل موضع فى جسدها وهو يفتح أزرار عباءتها ويزيحها عن صدرها مستمتعا على ضوء القمر الواصل للبرجولة يضيئها بنور حالم بمنظر جسدها وثدييها اللذان لم ينل من جمالهما سنها فظلا متماسكين غير متهدلين فيقبل رقبتها ويهبط بشفتيه بينهما بينما تعتصرهما أصابعه ليلتقم حلمتها اليسرى بين شفتيه بينما تداعب أصابع يده اليسرى حلمتها اليمنى ويمرر أطراف أصابع يده اليممنى على بطنها حتى يصل لعانتها وقمة كسها المنتفخ فيمررها مرات ومرات قبل أن تتسلل للأسفل لتمس زنبورها الذى اندفعت إليه دمائها لينتفخ فيفركه بين أصابعه قبل انا تصل لكسها الذى بدأ فى الإبتلال ليأخذ من مائها ويرفع أصابعه أمام عينيها يمتصها فى تلذذ ويعيدها إلى كسها فيزداد إرتخاء جسدها ولا تقدر ساقيها على حملها فتجلس أرضا ويسندها بيده حتى يريح ظهرها على جانب البرجولة فتثنى ركبتيها وتفتح له فخذيها ليمارس عادته المحببة إليها فى لعق كسها وفرك شاربه الثقيل عليه فتنتفض بعد دقائق معدودات وهى تكتم صوتها بيديها معلنة وصولها للذروة الأولى فى ليلتها وهى تعلم أنها لن تكون الأخيرة فهى تعرف أنها ستقذف وتقذف حتى تنهك قواها

جذبها أمجد لتنام أرضا وجعل عبائتها تحتها كالملائة ورفع ساقيها التى زينهما خلخالان رفيعان فهى تعرف قيمة جمال سيقانها وتعرف حب أمجد لهما ليبدأ فى تقبيل كاحليها متجها بشفتيه ناحية هاتيك السمانتان المخروطيتان الطريتان وعندها يجد أمجد صورة ساقى منى التى تزيد جمالا عن ساقى أمها تقفز لخياله وتزيد من شبقه فيقبلهما بجنون حتى يصل لباطن فخذيها لتنتابه حالة من الجنون الشديد فينهال عليهما لعقا وتقبيلا ويعضهما عضات خفيفة ويشفط لحمهما اللدن بفمه تاركا علامات قبلات شبقه عليها ثم يرفع ساقيها بشدة حتى أن ردفيها أرتفعا عن الأرض ويغرس زبره فجأة فى كسها فتخرج منها آهة عالية فشلت فى كتمها فيضغط ساقيها بكل ثقله حتى تلامسا بطنها ويضع فمه على فمها يكتم آهاتها المتتالية ويبدأ فى إدخال زبره وإخراجه بسرعة حتى خيل إليها أن صوت إرتطام لحمه بلحمها أصبح مسموعا فى كل أنحاء الشارع وتقذف قذفتها الثانية والثالثة وهو مستمر فى هذا الجنون الذى إنتابه حتى يخرج من حنجرته صوت خوار عميق ويضغط زبره بشدة داخلها حتى أنها باتت تتنفس بصعوبة وينفجر من زبره شلال منى غزير يملأ جوف كسها وتهمد حركته فوقها وهو ينهج بشدة وقد تغطى جسده بعرق غزير ويبقى كما هو لدقائق حتى تهدا فورة قذفه ليلقى بنفسه جوارها وتنزل هى ساقيها وقد شعرت بإنهاك شديد فلأول مرة منذ بدأت علاقتها به ينيكها بكل تلك القوة والعنف فتضع رأسها على صدره وتمسد له بطنه حتى عانته حتى يهدأ تماما

  • مالك النهاردة يا أمجد .... هيجانك مش عادى النهاردة
  • مش عارف يا ريرى .... هايج هيجان مش طبيعى ومش لاقيله سبب
  • بس أنا عارفة يا روح ريرى السبب
  • عارفة ؟ عارفة إيه ؟
  • عارفة سبب هيجانك ده
  • وإيه السبب
  • منى يا أمجد .... منى سبب هيجانك ده
  • لأ يا ريرى مش منى .... أنا عمرى ما هجت على منى
  • النهاردة هجت عليها يا أمجد .... أنا خدت بالى من بصتك على جسمها النهاردة .... إنت عارف أمك كانت بتكلمنى فى إيه ؟
  • فى إيه؟
  • كانت بتكلمنى تخطبلك منى
فاعتدل أمجد جالسا وابعدت أم منى راسها عن صدره وجلست الى جواره بعد أن جمعت العباءة حول جسدها

  • وإنتى قولتليها إيه .... أوعى تكونى وافقتى
  • لأ وافقت يا أمجد .... قلت لها إنى موافقة بس علقت موافقتى على موافقتها وموافقة أبوها
  • إنتى إتجننتى يا ريرى ؟ إزاى توافقى على حاجة زى دى
  • بص يا أمجد .... إنت ومنى أغلى اتنين عندى فى الدنيا .... وسعادة منى عندى أهم ألف مرة من سعادتى .... وإذا كانت سعادة منى معناها أقطع علاقتى بيك مش هاتردد ثانية واحدة
  • بس أنا ومنى عمرنا ما فكرنا فى بعض كزوجين يا ريرى .... طول عمرنا واحنا اصحاب وأكتر إتنين بيفهموا بعض وبس
  • بس إنتوا بتحبوا بعض يا أمجد
  • بنحب بعض لكن مش بالطريقة دى .... حبى لمنى وحبها ليا مختلف عن حب إتنين ممكن يتجوزوا
  • لأ بتحبوا بعض يا أمجد بس يمكن لسة معرفتوش .... مافيش حد هيسعد منى غيرك ومافيش واحدة هتسعدك غير منى
  • إنتى بتقولى إيه ؟ يعنى الدنيا كلها شايفة حاجة عكس أصحاب الموضوع نفسهم ما شايفينها
  • لإنكوا لسة صغيرين ومش قادرين تحددوا مشاعركم لغاية دلوقتى
  • معنى كده إنك هتقطعى علاقتك بيا ؟
  • لأ يا أمجد مش هاقطع علاقتى بيك غير لو اتجوزتوا ...... ده لو قدرت .... ساعتها هتبقى قدامى ليل ونهار ويمكن مقدرش امنع نفسى
  • أنا مش عارف إنتى بتفكرى إزاى يا ريرى .... انا مقدرش استغنى عنك
  • يا واد متبقاش عبيط .... منى هتسعدك أكتر منى .... بنتى وانا عارفاها
  • طيب إنسى الموضوع ده دلوقتى وخلى الأيام هى اللى تحدد اللى هيحصل
والتقم شفتيها بفمه مرة أخرى ودخلوا فى موجة جنون جديدة إنتهت قبل الشروق


مراحيض المتعة 😅😅😅

الجزء الخامس

مقدمة


تساءل بعض السادة القراء عن سبب تأخرى أحيانا فى نشر بعض الأجزاء فأحببت أن أوضح لحضراتهم ( ولهم طبعا كل الإعتذار ) بأن نشر الأجزاء بالنسبة لقصص الباشا يتوقف على حالته ورغبته ووقته و تأثيرالحكى على حالته المزاجية

فى هذا الجزء بالذات وضح التأثر على وجه الباشا اثناء حكيه وصل لدرجة البكاء الحقيقى

فهذا الجزء يحكى عن لحظات مفصلية فى حياته وتحول جوهرى بشخصيته تحول فيه من " طالب مقاتل أمجد حسن" إلى "الطالب امجد حسن طالب الهندسة بجامعة ************ "

فى هذا الجزء ستقرأون كيف وضعته حبيبة عمره فى مواجهة نفسه فى لحظة مفصلية كاشفة يكتشف فيها ضعفه وزيف شعوره بالقوة

واعتذر للسادة القراء عن قلة المادة الجنسية بهذا الجزء فذكريات الباشا عن تلك الأيام الستة فى حياته لم يكن بها أى ممارسات جنسية لكنها كانت أيام ستة مشحونة بالمشاعر لا يصح أن نذهب بذهن القارئ بعيدا عنها عل بعض القراء تصل إليهم صورة من مشاعره أو عل شعوره ينتقل إليهم

كما أعتذر لبعض السادة القراء من أصحاب الميول الجنسية المختلفة عما قد يكون إساءة لهم ذكرت فى هذا الجزء فأنا فقط ناقل لحكى الباشا بألفاظه وكلماته وتعبيراته

وأخيرا اعتذر للسادة القراء عن طول هذا الجزء خاصة وأن كل كلمة كتبت فيه تحمل أهمية لفهم شخصية الباشا ولم أستطع إختصار أى كلمة منه لإن كل كلمة كتبت هى أساس لفهم أحاث قادمة

والآن لنعد لإستكمال قصتنا​

......................................................................................................



ترك أمجد البرجولة بعد إنصراف أم منى بساعة كاملة إستلقى فيها مفكرا فى كل ما حدث اليوم وكيف تحولت تلك الصغيرة فى عينيه لأمراة كبيره مثيرة شهية لكنه لا يزال يراها مجرد صديقة عمر ورفيقة روح قادرة على قراءة أفكاره ولم يفكر بها أبدا كأنثى يشتهيها رغم إستثارته أمس تلك المرات الثلاث وإنتصاب عضوه عليها لكنها لا تزال فى نظره أعز الأصدقاء وعلل لنفسه ما حدث من إثارته بالأمس أنه يرى فيها أمها التى تمثل له الأنثى الكاملة التى لا يرغب فى إستبدالها بأخرى طوال حياته

تسلل أمجد لشقته قبل أن يدب فيها النشاط وغسل عن جسده آثار موقعته الليلية مع عشيقته الشبقة وتمدد على فراشه لا يشغل باله إلا التفكير فى تلك المصيبة التى أوقعت منى فيها نفسها واستبعد كل الحلول التقليدية التى إعتاد الناس اللجوء إليها فى مثل تلك الأحوال فهى لن تصلح مع من هو مثل ممدوح حتى أخرجه من تفكيره صوت دقات أمه على باب غرفته قبل أن تفتحه حاملة بيدها التليفون لتخبره بأن منى على الطرف الآخر

  • صباح الخير يا قردة .... صاحية بدرى كدة ليه
  • مش إحنا متفقين نفطر سوا قبل ما نروح الجامعة
  • نِروح مين يا حمارة إنتى .... إنتى مش هتروحى كليتك غير لما نلاقى حل للمصيبة اللى إحنا فيها
  • يعنى مش هتفطر معايا ؟ أنا حضرتلك الفطار .... طيب أطلع عندك نفطر سوا
  • مينفعش .... أبويا وامى واخواتى نازلين ومينفعش نستنى فى الشقة لوحدنا
  • طيب إنزل نفطر فى شقتنا
  • أمك صحيت ؟
  • لأ لسة .... حتى دخلت عليها لقيتها نايمة مقتولة وشكلها مش هتصحى قبل الضهر
  • يبقى مينفعش أنزل عندكم .... وكمان نسيتى برج المراقبة اللى ساكن قصادكم
  • يعنى ارمى السندوتشات اللى عملتها دلوقتى ولا اعمل إيه .... أقولك نطلع نفطر عالسطح فى البرجولة
  • ماشى .... وهأقول لأمى علشان تبقى عارفة ومتعمليش حكاية لو عرفت
  • ماشى ... نص ساعة واكون فوق
  • نص ساعة ليه ؟ إنتى مش بتقولى إنك مجهزة الفطار
  • على ما أغير هدومى يا ذكى ... ولا عايزنى أطلعلك بقميص النوم ؟
  • لا أبوس إيدك ... غيرى براحتك ... وانتى كنتى هتفطرينى بقميص النوم ؟
  • يا قليل الأدب ده قميص نوم مقفول باكمام طويلة
  • وكنتى هتروحى الجامعة بقميص النوم
  • إيه خفة الدم دى ... كنت هاغيره لغاية ماتنزل ... إقفل بقى متعطلنيش
واستبدل أمجد ملابسه سريعا وأخبر أمه التى طفحت السعادة من وجهها وهى تبدى موافقتها لينطلق سريعا للسطح يتأكد من عدم وجود آثار لليلته مع أم منى وبعد تفكير سريع يخرج ترابيزة وكرسيين من البرجولة يضعهم بجوارها وينتهى من مهمته ويجلس وهو يحاول أن يطرد من ذهنه صورة منى وهى تلمس عضوهٍ فى تجربتهم الجنسية الأولى والأخيرة سوياً

كانت منى تحمل صينية الإفطار وتصعد السلم عندما وجدت باب شقة أمجد مفتوحا وأمه تقف أمامه مستعدة للذهاب لعملها

  • تعالى يا بت يا منى ادخلى عايزاكى
  • أمجد مستنينى نفطر سوا يا ماما ... مش عايزة أتأخر عليه
  • أنا عايزاكى تتأخرى عليه... خشى يا بت
فدخلت منى فورا بدون نقاش فأم أمجد أصبحت بالنسبة لها معلمتها ومرشدتها التى لا تخالف تعليماتها

  • حلو كده يا منى ..... متخليهوش يشوفك غير كده
  • الكحل مظبوط يا ماما ؟
  • مظبوط ومع الوقت إيدك هتتظبط أكتر ..... لفى كده ورينى هدومك
فدارت منى حول نفسها تستعرض فستانها الذى ترتديه

  • حلو الفستان ... تبقى تطلعيلى لما ارجع أضيق لك وسطه شوية كمان ... بس إيه الجزمة اللى لابساها دى ؟ معندكيش جزمة بكعب رفيع ؟
  • لأ مبعرفش أمشى فيهم
  • هاشتريلك واحدة وانا راجعة من المدرسة ... الكعب الرفيع هيبين جمال رجليكى أكتر ... ومش هتنزلى من عندى غير لما تتعودى تمشى بيها
فاحتضنت منى أمها الروحية وطبعت على وجنتيها قبلتين

  • مش عارفة أقولك أيه يا ماما .... أمى نفسها مبتعملش اللى بتعمليه معايا ده
  • علشان امك خايبة ....إسمعى .... أنا طلبتك من أمك امبارح علشان نخطبك لأمجد
فاحتضنت منى أم أمجد وأخذت تدور بها وهى تمطرها بالقبلات حتى كادتا أن تسقطا أرضا

  • يا بت هتوقعينى .... بطلى بوس فيا الروج اللى إنتى حطاه هيبوظ
  • مش مصدقة يا ماما إنى هبقى مرات أمجد
  • إسمعى بقى اللى هأقولهولك وركزى فيه كويس .... أمك هتسألك النهاردة تاخد رأيك .... أوعى تتنيلى وتقوليلها موافقة
  • نعم ؟ مقولهاش موافقة ؟ إزاى يعنى ؟
  • أه متقوليلهاش موافقة .... قوليلها إدينى فرصة أفكر وباعتبر أمجد زى اخويا ومبفكرش دلوقتى ولسة بدرى والحاجات دى
  • ليه ؟
  • علشان ميحسش إنك مدلوقة عليه يا خايبة .... لازم يحفى وراكى لغاية ما توافقى علشان يعرف قيمتك
  • طب إفرضى إنه افتكر إنى رفضاه
  • مش هيفتكر ... حتى لو افتكر كده يبقى احسن علشان يقطع نفسه عليكى لغاية ما توافقى
  • بس كده هيضيع علينا وقت كتير
  • أهو أنا مش خايفة غير من لهفتك ودلقتك عليه دى اللى هتبوظ الدنيا ...هو انتوا دخلتكم كانت الإسبوع الجاى خلاص وإتأجلت يا بت .... لسة أمجد قدامه خمس سنين كلية وسنة ونص جيش لو مكانوش تلاتة قبل ما يلاقى شغل ويشتغل .... الوقت ده لازم أمجد يتعذب فيه شوية علشان يشيلك بعد كده فى عنيه
  • مش سهلة إنتى برضوا يا ماما
  • دلوقتى خدى الفطار وأطلعيله .... ومتخليهوش يلمس حتى طراطيف صوابعك ... هو من امبارح وهو بيبصلك هايكلك بعنيه ... فهمانى ولا مش فاهمة عايزة أقول إيه ؟
  • لأ مش فاهمة بالتحديد عايزة تقولى إيه
  • يخربيت سذاجتك عالصبح يا منى ... إطلعى فطريه ومتخليهوش يلمسك وخلاص ... وإتقلى كده متبقيش خفيفة
  • حاضر
شعر أمجد أن الوقت قد طال قبل وصول منى وعندما هم بالنزول للإتصال بها رآها أمامه وهى تجتاز باب السطوح ووقف مبهوتا أمام نموذج الجمال الحى الذى يراه يتحرك فى إتجاهه

كانت المرة الأولى التى يرى فيها منى بهذا الجمال بعينيها المرسومتين وشفتيها المصبوغتان بروج خفيف عشق لونه عليها وهذا الفستان الزهرى الفاتح الذى يضيق على صدرها حتى خصرها ثم يتسع ليحتوى حوضها وينسدل ليغطى حتى منتصف ركبتيها وصدره المفتوح قليلا يكشف نحرها والجزء العلوى من الشق بين ثدييها وتلك الساقان التى تفوق جمال ساقى أمها يزينها خلخال ذهبى رقيق يحيط بكاحلها الأيمن يبرز جمال هذا الكاحل وتلك الساقان

لم يستطع أمجد التحرك من مكانه وظل واقفا بجفن لايرمش حتى وصلت إليه وظلت واقفة أمامه تحمل صينية الأفطار

تركته منى يتأملها قليلا وهى تستعيد نصائح أمه إليها قبل أن تفيقه من سكرته

  • هوووه ... إيه يا هندسة هتسيبنى واقفة شايلة الصنية كده
فأغمض أمجد عينيه وفتحها محاولا تمالك زمام نفسه قبل أن يمد ذراعيه يتناول منها الصينية وحرصت منى على ألا تلامس يده أصابعها حسب نصيحة أمه و بعد أن وضع الصينية على الترابيزة جلس على أحد الكرسيين بينما وقفت منى بجوار الكرسى الآخردون أن تجلس

  • ما تقعدى .... هاتفطرى وانتى واقفة كده
  • أقعد ؟ صحيح ما إنتا جاى من معسكر جيش ... يا باشمهندس المفروض إن الجنتلمان لما يكون هيقعد مع واحدة ست بيسحب لها الكرسى اللى هتقعد عليه ... طبعا معلموكوش دى فى المدرسة العسكرية
  • ومن إمتى ده بقى ؟ بعدين إنتى بالنسبة لى مش واحدة ست ... إنتى بالنسبة لى واحد صاحبى
  • لا يا شيخ ؟.... ووبالنسبة لعنيك اللى هتنط من وشك وتلزق فى صدر الفستان دى تبقى أيه ؟ و دى بصة بتبصها برضه لرجلين اصحابك ؟
فشعر أمجد بالإحراج حينما أيقن بأن منى قد إنتبهت لنظراته المختلفة تلك المرة عن نظرته المعتادة إليها فقام ليسحب الكرسى لها لينبهر مرة ثانية بشكل ظهرها المعتدل الذى ينحدر خطيه من كتفيها حتى يلتقيا عند بداية مؤخرتها فى خصر نحيل قبل أن يتسعا مرة ثانية لرسم مؤخرة تبدو رائعة حتى مع إختفائها اسفل الفستان

سحب امجد الكرسى لمنى لتجلس ويرتفع فستانها قليلا ليكشف جزء صغير من فخذيها أعلى ركبتيها ليسحب أمجد نفسا عميقا يكتمه فى صدره محاولا التحكم فى مشاعره حتى لاتفضحه وإن كان يعلم يقينا أن منى شعرت بالحريق الذى إشتعل فى صدره من تأثير الجمال الذى يراه .

فتلك الصغيرة حرفيا تقرأ أفكاره مثلما يقرأ هو أفكارها

تلافى أمجد النظر تجاه منى حتى لا يزيد حريقه إشتعالا ومد يده يلتقط أحد السندويتشات ويبدأ فى قضمه بينما يلتقط كوب الشاى بالحليب وهو يشعر بنظرات منى مصوبة إليه تخترق عقله لتقرأ ما يدور فيه وبعد لحظات صمت نطق أمجد

  • هو الشاى ده بارد ليه ؟ طبعا عملتى الشاى وعلى ما لبستى كان برد
  • الشاى مش بارد يا أمجد ... إنت بس اللى سخن زيادة شوية النهاردة
فتوقفت اللقمة فى حلقه ولم يستطع بلعها إلا بعد أن إستعان برشفة شاى تساعده على البلع فتلك الشيطانة إذن قرأت تفاصيل ما يدور فى ذهنه

  • سخن؟ ....سخن إزاى يعنى ؟ .....أنا .....لا سخن ولا حاجة أنا عادى
  • خلاص يا سيدى ولا تزعل نفسك ... إنت مش سخن ... إنت بارد
  • يا بت بطلى طولة لسانك دى ... إنتى عملالى فطار ومش قادرة تكملى جميلك وتتكلمى من غير طولة لسان لغاية ما أخلصه
  • يعنى مش فاهمة اقولك إيه يا أمجد بجد ... فهمنى دلوقت إنتا سخن ..... ولا .... إنتا بارد؟
وعلم أمجد أنه لن يستطيع مجاراتها فى إستكمال الحديث وقرر تغييرالموضوع

  • وإنتى بقى كنتى ناوية تروحى الكلية بالمنظر ده ؟
وكادت أن تجيبه بنعم لتشعل غيرته لكنها تذكرت نصيحة أمه لها بتجنب إثارة تلك الغيرة

  • لأطبعا مكنتش هاروح الجامعة كدة .... أنا قلت طالما أنا قاعدة فى البيت يبقى أدلع نفسى شوية وأحط مكياج والبس الفستان الجديد وأهو بالمرة آخد رأيك فيه .... إيه رأيك فى الفستاااان و المكيااااج
قالت منى جملتها الأخيرة وهى تركز نظرتها لعينى أمجد ونطقتها بكل ما إستطاعت وضعه فى نطقها من دلع فأجاب أمجد وهو ينظر لوجهها وقد بدأ العرق يغزو جبينه

  • مكياجك حلو أوى ... إنتى اصلا مش محتاجة مكياج
  • طب والفستاااان
  • الفستان ؟ الفستان ده مخليكى .... مخليكى
  • هاااا .... مخلينى إيه ؟
وانتبه أمجد أنه ينزلق فى حوار قد ينتهى بما لا يريده فانتفض واقفا

  • مش مخليكى حاجة .... يالا بينا ننزل
  • مش هتكمل فطارك ؟
  • شبعت خلاص ... إنتى قابلتى أمى النهاردة ؟
  • لأ هاقابلها فين ؟
  • أصل إنتى متعرفيش تتصرفى كده من من نفسك .... دى حركات أمى ... أنا عارف مش هيهدالها بال غير لما تنفذ اللى فى دماغها .... يالا ننزل علشان الحق أروح الكلية
  • إنزل إنت ... أنا هاستنى شوية هنا ... الجو حلو النهاردة
وانطلق مسرعا نحو باب السطح لتناديه منى قبل أن يخرج منه

  • أمجد
  • نعم ... عايزة إيه من زفت أمجد
  • مش انا كنت قلت لك تحلق شنبك علشان وحش
  • آه إتهببتى قلتى ... ومش هاحلقه
  • أوعى تحلقه .... أصله مخليك شبه رشدى أباظة
  • رشدى أباظة ؟ ....هى امى ...... طالما فيها رشدى أباظة تبقى امى
وانطلق يقفز السلالم بينما انتظرت منى حتى اختفى عن ناظريها فانفجرت ضاحكة بصوت مرتفع لا تستطيع كتمانه

  • يخليكى ليا يا ماما .... الواد إتهبل وبيكلم نفسه
وانقضت منى على السندوتشات بشهية مفتوحة فقد كان الجوع يتمكن منها لكنها أرادت أن يبقى الروج على شفتيها فى وجود أمجد.... وأبقت السندوتش الذى التهم أمجد منه قضمتين فقط للنهاية ... فقد كانت تريد أن يكون أثر فم أمجد هو آخر ما يلامس شفتيها

...................................................................................................

إنطلق أمجد فى طريقه بعد أن التقط كشكول محاضراته من شقته وقابل سميرة منتظرة عند مدخل عمارتها لينطلقا سويا ويستقلا الأتوبيس كما فعلا بالأمس لكن تلك المرة جد جديد أثناء رحلة الأتوبيس حينما أضطر سائقه للإنحراف بشدة لتفادى إحدى السيارات التى توقفت فى طريقه فجأة ليميل الأتوبيس بشدة ويفقد الواقفون توازنهم ويميلون معه ويسقط بعضهم على بعض إلا أمجد الذى لم يتحرك من مكانه ولم يختل توازنه ليندفع جسد سميرة بالكامل فى حضن أمجد الواقف خلفها ويتلامس كامل جسدها من الخلف مع كامل جسده من الأمام ويشعر بجسدها ينضغط بشدة على جسده ويشعر بحرارة جسدها تكاد تخترق ملابسه وتمر لحظات حتى تستعيد سميرة توازنها وتعدل من وقفتها لتهمس له بصوت متقطع

  • آسفة معرفتش أمسك نفسى
  • أنا اللى آسف مكنش ينفع أسيبك تقعى فسندتك بالطريقة دى
لم تعرف سميرة سر تلك الحرارة التى أجتاحت جسدها فى تلك اللحظة واستمرت معها فلم يتلامس جسدها من قبل مع جسد آخر بتلك القوة ولا شعرت من قبل أن هناك من يمكنه تحمل ذلك الضغط الجسدى العنيف الذى تحمله أمجد دون حتى أن يهتز أو يبدو عليه أنه يبذل مجهودا لتحمله ... لم تكن تدرى فقد كانت تلك تجربتها الأولى فى ملامسة جسدها لجسد رجل من الجنس الآخر

وصل أمجد وسميرة للنقطة التى يلتقون فيها مع باقى شلتهم لكن لم ينطق أحدهم بكلمة منذ حادثة الأتوبيس وحتى التقوا مع شلتهم وتركهم أمجد كعادته ليسبقهم للمدرج ولم تتبعه سميرة ذلك اليوم فقد كان بداخلها شيئا ما ينذرها بالإبتعاد عن أمجد حتى تهدأ تلك الحرارة التى تجتاحها أو تجد لها تفسيرا

عندما تجمع شمل شلة الجميلات مع أدهم واتخذ كل منهم مكانه قبل المحاضرة لم ترد سميرة تغيير جلستها بجوار أمجد حتى لا يلفت ذلك نظر باقى صديقاتها وببداية المحاضرة وجدت فخذها وكأنها فقدت التحكم به يتسلل ليلتصق بفخذه وحاولت مرارا أن تبعده لكنه كان فى كل مرة يخذلها ليعود لتستمر حرارة جسدها مشتعلة كان تشعر بشعور ممتع لا تستطيع مقاومته رغم خوفها منه ولم تعى شيئا مما قيل فى المحاضرة وعندما دخلت الحمام كعادتها بعد كل محاضرة فوجئت بهذا السائل اللزج يغرق كسها صانعا خيوطا ممتدة ما بين كسها وكلوتها الذى ترتديه ولم تكن تعرف هذا السائل من قبل فهى متأكدة بأنها بالتأكيد لم تأت بشهوتها التى لم تعاينها إلا أثناء نومها ولم تكن تدرى بأن هناك سوائل أخرى تخرج من المرأة غير سائل القذف

كانت سميرة ساذجة جنسيا ولم تحدثها أمها أو أى من نساء عائلتها عن أى شئ بخصوص الجنس فهم كانوا يرونها صغيرة لا يصح حتى الحديث أمامها عن مثل تلك الأشياء حتى لا تنفتح أعينها على أشياء يرون أنه من العيب أن تعرفها البنت قبل الزواج

لم يتأثر أمجد بتلك الملامسات ولم يشعرمن الأساس بأى أمر غير طبيعى فعلاقته الجنسية مع أم منى لم تكن لتترك الفرصة لتلامس بسيط مثل هذا أن يثيره أو يلفت حتى نظره فتركيزه الشديد فى المحاضرة علاوة على إنشغال ذهنه بمنى ومشكلتها مع ممدوح جعلاه بعيدا عن أن يلاحظ إلتصاق فخذ سميرة بفخذه أو أن يراه أمر غير طبيعى

عادت سميرة وباقى صديقاتها للمدرج وفوجئ أمجد بسميرة تلملم أغراضها وتعتذر منهم عن إكمال اليوم وأنها لابد ان تعود للمنزل لشعورها بتعب مفاجئ فعرض عليها أن يترك المحاضرات ليوصلها لكنها رفضت بشدة وبمجرد إنصرافها تجمعت روؤس الفتيات الأربع يتهامسن ويضحكن بصوت مكتوم وبعدما انتهوا من نميمتهم القصيرة سالهم أمجد عن سر التعب المفاجئ الذى اصاب سميرة

  • هى سميرة مالها ؟
  • تعبت فجأة وكان لازم تروح
  • تعبت إزاى يعنى ؟ ماهى كانت كويسة
لتجيبه سهام وهى أجرؤهن فى الحديث بصوت خافت

  • جرى أيه يا أمجد ؟ تعبِت ... التعب اللى بيجى للبنات كل شهر ... متعرفهوش
ليحمر وجه أمجد خجلا بينما تنطلق باقى الفتيات فى ضحك حاولن كتمانه حتى بدأت المحاضرة التالية

لم تكن الفتيات يعلمن حقيقة ما حدث لسميرة لكنهن خمن السبب الأقرب لذهنهن ولم يكن ليخطر ببال إحداهن السبب الحقيقى لعودة سميرة لبيتها فى هذا الوقت ولم يكنّ يتوقعن أن سميرة كانت مستثارة وخائفة من تلك الإثارة التى اجتاحت جسدها

ساذجة كانت سميرة وكانوا سذج صديقاتها

....................................................................................................

عاد أمجد لشقته وهو يتوقع أن يجد منى مع أمه لكنه وجد أمه منهمكة فى المطبخ فحياها ودخل لغرفته ليغيرملابسه ويرقد ولا يزال حل مشكلة منى مع ممدوح يشغل باله ولكن كان يشغل باله أيضا صورة منى الجميلة المثيرة التى كانت معه صباح اليوم

إنه يفتقدها الآن كما لم يفتقدها من قبل .... تلح عليه صورتها دائما تقطع حبل أفكاره .... تلك الأفكار التى تتمحور حول حل مشكلتها تعيقها صورتها فيحدث نفسه وهو يهز رأسه

  • يخربيت أهلك يا منى مش عارف افكر فى حل لمشكلتك بسببك .... يا ترى إيه غيرك كده يا بنت اللذينة انتِ
يقطع تفكيره صوت ابيه الجهورى يناديه وأخوته لتناول الغداء ليخرج مقبلا يده ويتبعه أخويه ويتجهوا جميعا للسفرة التى إنتهت الأم من إعدادها وبمجرد جلوسهم يبادره أبوه

  • أمجد عايزك بعد الغدا فى موضوع مهم
  • حاضر يا بابا
وتنظر الأم فى وجهه تراقب قلقه البادى لتسأله

  • فيه حاجة يا أمجد؟ شكلك قلقان
  • لا يا ماما مفيش حاجة .... هى منى مطلعتش النهاردة ؟... كنت متوقع إنى هاجى ألاقيها معاكى
  • لا يا حبيبى مطلعتش ... ومعتقدش إنها ممكن تطلع النهاردة
  • ليه هى عيانة ولا حاجة ؟ كانت كويسة الصبح
  • لأ مش عيانة
  • طب فيه إيه ؟
  • ماتبقى تتصل بيها تسألها يا أمجد ... بتسألنى أنا ليه
  • آسف يا ماما ... كنت فاكرك عارفة حاجة
  • حتى لو اعرف حاجة مش هاقولك ... عندك صاحبة الشأن إسألها
وتتبادل امه النظرات مع ابيه لينظر له أبيه نظرة تسكته حتى إنتهوا من غدائهم ليدعوه أبوه لغرفة الصالون وتتبعه أمه

  • أوضة الصالون ..... يبقى فيه أمر خطير أبويا وأمى عايزين يكلمونى فيه .... يا ترى فيه إيه
هكذا حدث أمجد نفسه لتغلق أمه الباب عليه وعليها وعلى أبيه ليتحدث الأب أولا

  • بص يا أمجد ... أمك طلبت إيد منى ليك إمبارح من أمها .... أمها وافقت بس علقت موافقتها على موافقة البنت ....لو البنت وافقت هاخدك ونسافر بورسعيد نطلب إيدها رسمى من أبوها
لم يكن الأمر بالطبع مفاجأة لأمجد كما يتوقع الأب والأم وكان قد أعد نفسه لتلك اللحظة وتجهز لها

  • مش كان واجب برضه يا بابا تاخدوا رأيى قبل ما تاخدوا خطوة زى دى
لتتدخل الأم فى الحديث

  • وانت هتلاقى زى منى فين يا أمجد .... بت زى القمر ومتربية وعارفين أصلها وفصلها ... أى شاب فى الدنيا يتمناها ... ده أنا وانا باحميها أول إمبارح البت مافيش فى جسمها غلطة وجسمها بيضوى كده ..... زى الفل
  • يا ماما كل اللى بتقوليه ده على عينى وراسى بس لسة بدرى على إنى آخد خطوة زى دى فى حياتى .... أنا لسة قدامى خمس سنين دراسة وسنة ونص جيش ولو إتجندت ظابط هافضل فى الجيش 3 سنين يعنى قدامى عالأقل 7 سنين على ما أفكر اتجوز وبعدين أنا باحب منى آه بس زى أختى وعمرى ما فكرت فيها كزوجة
  • يابنى هو انا باقولك إتجوز .... إحنا بس هنخطبها وبعد ما تخلص دراسة وجيش تبقوا تتجوزوا
  • طب نستعجل ليه يا بابا .... ما تسيبونى أخلص دراسة وجيش الأول
  • وهى بنت زى منى دى هتستنى السنين دى كلها ؟ ده شهر ولا شهرين وهتلاقى الخطاب واقفين طابور قدام باب شقتهم
  • إشمعنى يا ماما شهر ولا شهرين ؟ ماهى طول عمرها حلوة مشوفناش طوابير ولا غيره
  • إفهم يا حمار ... منى كانت فى مدرسة بنات بس دلوقتى فى الجامعة حواليها شباب زمايلها ومعيدين سنهم قريب منها ده غير الشباب اللى فى الشارع وأهلهم خايفين يتقدمولها علشان أنا و إنت منزعلش ... يبقى نسبق إحنا ونحجزها قبل ما تروح مننا وأديك شوفت غابت يوم واحد عن الجامعة زميلها أتصل يسأل عليها
  • يا بابا هى تلاجة بالقسط هنحجزها ... ده جواز ومسؤلية أنا مش قدها دلوقت
  • وهتبقى قدها إمتى ؟ لما تلاقى البنت راحت منك
  • لو ليا نصيب معاها مش هتروح ... ده لو مشاعرى ناحيتها إتغيرت طبعا
  • إنتوا بتتكلموا فى إيه دلوقتى .... مش لما البنت توافق الأول ؟ أمها لسة مردتش عليا لغاية دلوقت
  • طيب قومى يا أم أمجد إتصلى بيها شوفلينا إيه الأخبار خلينا نخلص من الموضوع ده
وخرجت الأم لتعود بعد دقائق قليلة للتكلم بكلمات مقتضبة

  • منى موافقتش
واسقط فى يد أمجد ونظر لأمه فى دهشة .... فقد كان يتوقع موافقة فورية من منى بعد ما رآه منها صباحا وقرأه فى وجهها إذا لقد فشل للمرة الأولى فى حياته فى قراءة أفكار منى وتبدل وجهه حتى أن أمه أشفقت عليه وانتظر الثلاتة فى وجوم وأخيرا تحدث أمجد

  • يعنى إيه موافقتش ؟
  • هى دى كلمة ليها معنيين يا أمجد ؟ موافقتش يعنى موافقتش
وعندها قام الأب غاضبا ولم ينظر حتى لإبنه بينما زاد وجوم أمجد وشعر بحزن لم يتوقعه

  • يعنى قالت لأمها إيه ؟
  • قالت لها إنها مبتفكرش فى خطوة زى دى دلوقتى وإنها بتحبك آه بس زى أخوها مش أكتر
  • بس ..... لكن ... مش ممكن
  • بس إيه ولكن إيه يابنى .... مش إنت كنت بتقول إنك مش مستعد دلوقتى وإنك بتعتبرها أختك ..... خلاص هى كمان بتعتبرك اخوها وهى كمان مش مستعدة دلوقتى
إستدارت الأم لتخرج وبمجرد أن أعطت ظهرها لأمجد غطت وجهها إبتسامة فرح عريضة فخطتها تسير كما أرادت وهاهو أمجد يكاد يفقد صوابه لمجرد أن منى قالت ماكان هو دائما يردده

دخلت الأم لغرفتها وأغلقت الباب وراءها لتجد أبو أمجد جالسا فى وجوم

  • مالك يا حسن ؟ قاعد كدة ليه ؟
  • يعنى مش عارفة يا أم أمجد .... إبنك هيلاقى بنت زى دى فين بعد كده
  • ويلاقى بنت زيها ليه وهى موجودة
  • ماهى مش هتفضل موجودة يا ام امجد
  • لأ موجودة ومحدش هياخدها غيره
  • إنتى بتهزرى
  • يا أبو أمجد البنت أصلا موافقة وطايرة من الفرح بس أنا قلتلها تقول لأمها اللى قالته ده
  • وليه كده بس ..... مصعبش عليكى إبنك والحالة اللى هو فيها دلوقتى
  • إبنك يا حسن مكانش عارف يحدد مشاعره ناحية البنت لإنها كانت مضمونة بالنسبة له وكان محتاج قلم زى ده يفوقه علشان بعد كده يحافظ عليها وعلى بيته لما يتجوزوا.... قوم إلبس وانزل روح القهوة زى كل يوم و متتكلمش معاه فى الموضوع ده تانى غير لما هو يجيى يطلب مساعدتك
  • طول عمرك دماغك كبيرة يا أم أمجد .... مش هتأخر أوعى تنامى قبل ما آجى عايزك فى موضوع
  • يا راجل عندنا شغل بكرة
  • يا ستى مفيهاش حاجة لما نخطف يوم فى وسط الإسبوع كمان
وابتسمت الأم وهى تراقب زوجها وهو يخلع ملابسه فجسده لا زال فتيا ولا زالت رغم مرور السنين تعشقه

........................................................................................................

عاد أمجد لغرفته ليستلقى وهو لا يستطيع تحديد مشاعره ... فهو مصدوم من رفض منى لخطبته مع إنه لم يكن ينوى خطبتها .... يعلم أنها جميلة لكنه لم يرها بمثل جمالها اليوم ... أيكون يحبها دون أن يدرى كما قالت أمها له ؟ .... إنه يذكر ثورته التى أخفاها فى صدره يوم أن أخبرته منى بعلاقتها بممدوح ... أكانت غيرة عليها أم خوف .... بالتأكيد لم تكن غيرة فلم يحدث بينها وبين ممدوح رغم علاقتهم التى امتدت لعدة شهور ما قد يثير غيرته وهو يرى ممدوح دائما نكرة لا قيمة له... بالتأكيد كانت مشاعر خوف ... لكن مم كان يخاف ؟ هل كان يخاف من أن يؤذيها ممدوح أم كان يخاف ألا تعود إليه ... إنه لا يتخيل حياته بدونها لكنه لا يراها زوجة ... إذا ما ذاك الشعور بالشبق الذى إنتابه عندما أظهرت له مدى جمالها ؟ أيحبها أم إنه أحب فيها صورة أمها ؟ أفكار وأفكار دارت فى ذهنه كادت رأسه أن تنفجر بها وأخيرا إستسلم للنوم لكنه نوم قلق داعبته فيه أحلام كثيرة تدور كلها حول منى .... صديقة عمره وتوأم روحه

..........................................................................................................

نظر أمجد فى ساعته ليجدها السادسة صباحا قفز ليلتقط التليفون ويصطحبه لغرفته ويطلب رقم منى لتجيبه بعد رنة واحدة

  • صباح الخير يا قردة
  • صباح الخير يا كلب البحر بتتصل بيا بدرى كده ليه
  • وإنتى إيه اللى مصحيكى بدرى
  • ملكش دعوة أهو صحيت وخلاص
  • هتفطرينى النهاردة ولا أشوف حد يفطرنى
  • وإنت ليك غيرى يا لاجئ
  • طب هستناكى الساعة 7 فى البرجولة..... متتأخريش .... وحشتينى يا حيوانة
  • وانت كمان يا حمار وحشتنى ووحشتنى غتاتة أهلك
وينطلق أمجد ليرتدى ملابسه ولأول مرة فى حياته يدقق فى إختيارها ويفتح زجاجة العطر التى أهدتها له منى فى عيد ميلاده السابق ليغرق نفسه بها ويخرج ليجد أمه وأبيه وإخوته فى إستعدادهم الأخيرللنزول ليحيى أباه ويقبل يده وتنظر له أمه بتعجب وإعجاب

  • إنت رايح معاد مهم ولا إيه يا أمجد ؟
  • لأ يا ماما هافطر مع منى فى السطوح ورايح الكلية على طول
  • أمال متشيك ومتبرفن .... مش عادتك يعنى
  • عادى يا ماما .... مفيهاش حاجة لما الواحد يحافظ على مظهره بين زمايله
  • ماشى يا حبيبى .... صبحلى على منى
  • يوصل يا ماما
فنظرت الأم للأب وابتسمت إبتسامة فهم الأب معناها فها هو أمجد يحاول إستعادة منى التى يظن أنه فقدها

انطلق أمجد صاعدا قبل نصف ساعة كاملة من موعده مع منى وأعاد الكرسيين والترابيزة للبرجولة وجلس يراقب الباب فى إنتظار وصولها بينما هبطت الأم والأب السلم سويا بعد أن إقتربت الساعة من السابعة ليقابلا منى صاعدة تحمل صينية الإفطار وبعد أن يتبادلا معها التحية تشير الأم بعينها للأب

  • إسبقنى إنت يا أبو أمجد علشان العربية زمانها مستنياك .... هاقول كلمتين لمنى واروح عالمدرسة
وبمجرد إختفاء الأب تطبع أم أمجد قبلتين على خد منى

  • الواد خلاص هيموت عليكى ... خفى النهاردة بقى جرعة التقل شوية ولو كلمك فى موضوع الخطوبة قوليله إنك مش حاسة إنه بيحبك كفاية
  • حاضر يا ماما ... مش عارفة من غيرك كنت هاعمل إيه
  • وانا ليا غيرك يا بت ؟ ياللا إطلعى متتأخريش عليه
وتكمل منى صعودها لتجد أمجد منتظرها عند الباب ليحمل عنها ما تحمله ويسير خلفها بخطوة واحدة حتى يصلوا البرجولة ليضع الصينية ويسحب لها كرسيها ويقف خلفها قليلا يستجمع أنفاسه وهو لا يرفع عيناه عنها

  • أمجد
  • نعم
  • عينك هتخرم ضهرى ... بتبص على إيه يا سافل
ويرتبك أمجد فتلك الفتاة لا تتوقف عن قراءة أفكاره حتى دون أن تنظر لعينيه

  • إنتى عارفة بابص على إيه متستعبطيش
  • طب تعالى أقعد وبلاش قلة أدب ... إنت من ساعة ما دخلت الكلية وعينك بقت بتروح على حاجات غريبة مكانتش بتلفت نظرك قبل كده
  • كنت اعمى ... ومكنتيش حلوة كدة
  • مالك يالا فيه إيه ؟ إيه المحن اللى جد عليك فجأة كده .... تعالى إترزع قدامى هنا وإفطر
  • ماهو برضه فيه حاجات هابص عليها لما أقعد قدامك
  • إنت بتتعلم فيا المعاكسة ولا إيه ؟ ده كلام يتقال برضه لبنت يا باشمهندس ؟
  • ماهو إنتى مش بنت
  • ولما أنا مش بنت عينيك هتخرج على إيه ؟
ويتحرك أمجد ليجلس فى مقابلها وعينيه لا تبتعد عن وجهها

  • عايز أسألك سؤال يا منى وجاوبينى عليه
  • عارفاه .... وهاجاوبك عليه .... عايز تعرف أنا مرضتش نتخطب ليه ؟.... علشان مش حاسة إنك بتحبنى كفاية علشان نتجوز يا أمجد .... أنا لسة لغاية من يومين كنت فاكرة إنى باحب واحد غيرك وطلع ندل ... مش هوافق أدخل علاقة تانية غير لما أكون متأكدة إن مشاعر اللى هارتبط بيه زى مشاعرى وأكتر.... مش عايزة بعد ما ارتبط بيك تعايرنى بعلاقتى بممدوح إللى إنت نفسك عارف إن أكترحاجة حصلت بينى وبينه إنه حط إيده مرة على كتفى ... لازم أتاكد إن حبك ليا أقوى من إنك تجرحنى بكلمة فى يوم من الأيام ... مش هانكر يا أمجد إنى باحبك من ساعة ما كنا عيال صغيرين لكن ماكتشفتش إنى باحبك بالشكل ده غير لما اتحطيت فى موقف عرفت فيه قيمتك ... كنت باتمنى إنك تمنعنى من دخول علاقة زى اللى دخلتها حتى لو ضربتنى ... ساعتها كنت هاعرف إنك بتحبنى وكنت هافضل مستنياك ولو حتى 100 سنة ...قولى إنت عملت إيه كده علشان تحمينى من ممدوح ؟ أقولك أنا ... فضلت تقولى إنه ندل وميستاهلنيش...مهانش عليك حتى تقولى إنك بتحبنى ... إنت كل اللى عملته إنك كنت واقف تتفرج عليا وبتحذرنى من بعيد وكأنك ميهمكش اضيع منك .... تقدر تقولى لو مكانش ممدوح طلع ندل كنت هابقى فين كمان شهور؟ أقولك أنا ... كنت هابقى متجوزة واحد فاكرة إنى باحبه وبانام كل يوم معاه وأنا بافكر فيك إنت لأنى باحبك وانت بتحبنى ... عارف كنت هابقى إيه يا أمجد ؟ كنت هابقى زوجة خاينة ...أيوه يا أمجد كنت هاكون ست بتخون جوزها على الأقل بمشاعرها ودى خيانة أكبر من الخيانة الجنسية ... فهمت أنا رفضت خطوبتك ليه ؟ رفضت خطوبتك وانا بحبك وانت بتحبنى وانا عارفة إنك بتحبنى ....وامى وامك عارفين أنك بتحبنى ... وابوك وابويا عارفين إنك بتحبنى ....ولو سألت أى واحد ماشى فى الشارع هيقولك إنك بتحبنى لكن إنت خفت تواجه نفسك يا أمجد وتعترف إنك بتحبنى .... عارف ليه ؟ لإنك خايف إن شخصية المصارع المقاتل اللى كونتها لنفسك وحبست نفسك جواها تتهز لو إعترفت لنفسك إنك بتحبنى ... علشان كل ده يا أمجد أنا رفضت خطوبتك .... رفضت خطوبتك لإنك كنت أضعف من إنك تعترف لنفسك بإنك بتحبنى !!!!
كانت الكلمات تنطلق من فمها وكأنها رصاصات تستقر فى قلب أمجد أنهتها ثم انهارت باكية

لم تكن تلك الكلمات التى نطق بها لسانها قد أعدتها مسبقا أو حتى تعلم بأن معانيها تقطن صدرها

كان كل تفكيرها عندما بدأت فى الحديث أن الأمر مجرد خطة تستكملها لإستدراج أمجد ليصرح بحبه لها لكنها وجدت نفسها فى لحظات تكشف له مدى ضعفه فى حماية حبه وكأن مافى صدرها بركان غضب إنفجر بمجرد أن خُدِشت قشرته

كانت قشرة رقيقة بمثل رقة صاحبتها

أما أمجد فقد أكتشف الآن مدى ضعفه ... إكتشف أنه كان يمثل دور اللا مبالى ليدارى ضعفه وقلة حيلته ... أكتشف الآن والآن فقط أنه شخص مغرور يمتلئ جوفه هواء بينما تلك الرقيقة أقوى منه

إكتشف أن تلك الجميلة أقوى منه بحبها وقدرتها على مواجهة نفسها

لقد أدرك الآن فقط أنه يحبها وأنه أيضا قد خذلها لم يدر ماذا يفعل غير أن يمسك بكفيها الرقيقان المرتعشان من فرط الإنفعال ليطبع على كل كف قبلة وضع فيها كل إحساسه بالأسف ورغبته فى الإعتذار

رفعت منى عينيها الباكيتان لوجه أمجد تراقب تأثير كلماتها وتسأله جواب عن ما طرحته عليه فى لحظات إنفعالها

لم يجد أمجد فى قاموسه كلمات تناسب الموقف و لم يدر كيف يتصرف غير أنه أقترب من منى وضم رأسها لصدره ورفع رأسه للأعلى يخفى عنها دموعه التى سالت من عينيه تأثرا مما سمعه منها وأسفا على خذلانها كان يظن أن ممدوح هو الشخص الذى جرحها لكنه أكتشف أنه هو سبب جرحها

لم يدر أى منهما كم من الوقت مضى وهم على تلك الحال لكن بعد أن هدأت منى قليلا رفعت راسها عن صدره

  • أنا آسفة يا أمجد مكانش قصدى أقول كل الكلام ده
  • أنا اللى آسف يا منى ... مكنتش أعرف إنى خذلتك بالشكل ده .... سامحينى
  • طب إفطر علشان تلحق كليتك
  • كلية إيه بقى ؟ النهاردة مش هاروح كلية ولا هاسيبك لوحدك .... أنا هاغيب عنك ربع ساعة بس وارجعلك.... إنزلى إعملى كوبايتين شاى تانيين بدل إللى تلجوا دول على ما أرجع ... وصحى أمك قوليلها إنك رايحة الكلية ..... النهاردة هاعمل حاجة معملتهاش قبل كده وكان لازم اعملها من زمان
  • هتعمل إيه يا عبيط أنتا
  • هنزوغ من المدرسة ونتفسح سوا
  • مدرسة ؟
  • آه مدرسة ... كان لازم نعملها من زمان بس أنا كنت غبى وهاعملها بعد ما دخلنا الكلية يا قردة
فأشرقت إبتسامتها رائعة بين دموعها وكأنها شمس تشرق بين الغيوم

  • إنت إتجننت يا أمجد ..... حقيقى إنتا إتجننت
  • وفيه واحد تكون فى حياته قردة زيك ويفضل عاقل
  • بجد يا أمجد .... بتتكلم جد
  • آه وأمسحى الدموع اللى فى عنيكى دى .... طبعا مفيش معاكى منديل وهتاخدى المنديل اللى معايا ... إنزلى دلوقتى يا بت قولى لأمك إنك رايحة الكلية واعملى لنا كوبايتين الشاى علشان نفطر قبل ما ننزل .... مفيش معايا فلوس أفطرك
ومد لها يده بمنديله وأنطلق يقفز درجات السلم بينما هى تنظر له بتعجب وحب حقيقى وقد عادت إبتسامتها تملأ وجهها من جديد

عاد أمجد بعد ربع ساعة بالضبط ليجد منى فى إنتظاره وتقدم منها واضعا يديه خلف ظهره

  • عملتى الشاى
  • آه عملته وقلت لماما إنى رايحة الكلية
  • هتروحى الكلية وإنتى حاطة مكياج يا قليلة الأدب
  • أمسحه ؟
  • أوعى .... طول مانتى معايا تعملى اللى إنتى عايزاه .... بس غير كده لأ
  • حاضر يا أمجودى
  • إيه؟ أمجودى ؟ بقولك إيه ... أنا لسة خارج من المدرسة العسكرية أول إمبارح والدلع ده هيبوظ أخلاقى
  • يعنى بلاش أدلعك ؟
  • يا بت قولتلك وإنتى معايا تعملى اللى عايزاه وتقولى اللى عايزاه
وأخرج يده من خلف ظهره ليقدم لها وردة حمراء قانية فيحمر وجهها خجلا وتمد يدها لتتناولها بحب وتضمها لصدرها

  • جبت ورد منين عالصبح كده
  • سرقتها
  • سرقتها ؟ يعنى أول مرة تجبلى وردة تبقى سارقها
  • أعمل إيه ؟ مافيش حد بتاع ورد فاتح الساعة دى ولازم أجيبلك وردة .... سرقتها من جنينة المتحف اللى فى الميدان
  • تصدق طول عمرى فاكراك عاقل ... طلعت مجنون رسمى
  • كرهت العقل اللى كان هيضيعك مِنى يا مٌنى وانا مش ممكن أخليكى تضيعى منى
وجلسا يتناولا إفطارهما سويا دون أن يرفع أحدهما عينيه عن ألآخر وبين الحين والآخر ينطلقا سويا فى ضحك طويل .... أى عاقل يراهم وقتها قد يظن أنهما لم ينطقا بكلمة لكن الحقيقة أنهما لم يتوقفا ولو للحظة عن الكلام

لكن بلغتهم الخاصة التى لا يفهمها غيرهم​

..............................................................................................

كانت ام أمجد عائدة من عملها عندما لمحت أمجد ومنى يدلفان من باب العمارة فأبطأت من خطواتها حتى لا يرونها لتراقبهم وهم يصعدون السلم ويد أمجد تتسلل لتمسك بكف الرقيقة منى وتتركهم ليستمتعوا بلحظتهم قليلا قبل أن تفتعل جلبة تنبههم ليترك أمجد كف منى سريعا وسط رقص قلب أم أمجد فرحا بنجاح خطتها

  • إيه ؟ قابلتوا بعض فين ؟
  • كنت باخلص شوية ورق فى الجامعة ولقيت منى خلصت قلت تروَح معايا ومتركبش المواصلات لوحدها
  • طيب يلا بينا نطلع .... شيل عنى الخضار يا أمجد ... عايزاكى يا منى تعالى معايا
ويفسح أمجد الطريق لتسبقه أمه تصطحب منى فى يدها حتى يدخلوا من باب الشقة

  • دخل الحاجة فى المطبخ يا أمجد وخش أوضتك .... هتكلم مع منى فى موضوع


وتنفرد أم أمجد بمنى فى غرفة النوم وتغلق عليهما الباب

  • إحكيلى .... قابلتيه فين ؟
  • مش قالك فى الجامعة يا ماما
  • يا بت ؟ هتضحكى عليا ؟ وهو برضه لو كان قابلك فى الجامعة بالفستان ده والكحل اللى فى عنيكى كنتوا هترجعوا منسجمين والفرحة بتنط من عنيكى كده ؟ ده كان زمانه طين عيشتك وسود يومك
  • بصراحة يا ماما .... إحنا مروحناش الجامعة النهاردة إحنا الإتنين .... زوغنا من المدرسة وخرجنا إتفسحنا سوا
  • مدرسة إيه يا بت اللى زوغتوا منها ؟ إنتى إتهبلتى ؟
  • هو قالى إن إحنا كان لازم نزوغ من المدرسة من زمان ونخرج سوا وانا طاوعته
  • طاوعتيه ؟ طب قوليلى ....... قالك إنه بيحبك ولا لأ
  • يووووووه ده قال وقال وقال هو مقالهاش بلسانه ... بس قالها بعنيه وبتصرفاته وكل حاجة عملها النهاردة
  • وعمل إيه النهاردة ؟
  • جابلى وردة وركبنى الأتوبيس النهرى ومشانى على النيل ومسابش إيدى من إيده غير على أول الشارع ..... امجد ده طلع رومانسى و حنين أوى يا ماما ... أكتر من محمود ياسين
إحتضنت أم أمجد يومها منى كثيرا سعيدة لسعادتها وللسعادة التى رأتها على وجهها والحب الذى تتحدث به عن أمجد ونظرت لهذا الوجه الجميل بحب وتمنت أن تكتمل فرحتها وفرحة إبنها وإبنتها ....أو التى أصبحت إبنتها

  • إيه ده يا بت ؟ مش حاطة روج ليه ؟
  • مانا كنت حاطة يا ماما بس إتمسح
  • ومين اللى مسحه يا روح ماما ؟
  • لأ يا ماما متخليش مخك يروح لبعيد .... امجد مؤدب ومش ممكن يبوسنى فى الشارع
  • أمال ممكن يبوسك فين يا عين ماما ؟ إيه اللى مسح الروج يا بت .... إنطقىٍ
  • إتمسح واحنا بناكل أكيد
  • إنتوا إتغدتيوا برا ؟
  • لو كان معاه فلوس كان عزمنى عالغدا .... بس هو أكلنى ترمس و درة وحمص الشام وشربنى عصير قصب .... أجمل يوم فى حياتى النهاردة يا ماما ... من غيرك مكانش ممكن يعمل اللى عمله النهاردة
وخرجت منى وأم امجد من غرفة النوم وتركتها مع أمجد فى غرفته لكنها ولأول مرة لم تغلق عليهما الباب .... فما رأته بينهما من مشاعر ملتهبة اليوم لا ينبغى معه تركهما منفردين وراء باب مغلق

....................................................................................................

قبل السادسة صباحا كان أمجد مستيقظا بعد ليلة قضى فيها نوما هادئا طويلا بعد ليال أربعة لم ينم فيها كثيرا إما لإنشغال باله أو لمغامراته الليلية مع أم منى ..... تلك الليلة التى سبقها نهاراً رائعاً قضى معظمه مع حبيبة عمره الرقيقة منى ومعظم ليله حالماً بها خطيبة وزوجة وكان نهارا مفصليا فى حياته حينما كشفت له حبيبته عن أكبر نقاط ضعفه

فى الأصل يوم الخميس بكليته مخصص للدروس العملية ولا يوجد بجدوله محاضرات عامة ولما لم تكن الدروس العملية قد بدأت بعد فى الأسبوع الأول من الدراسة فلن يذهب لكليته ويمنى نفسه بقضاء أطول وقت بصحبة تلك الرقيقة التى تخفى تحت غطاء رقتها قوة لم يكن يمتلكها وقتها

بمجرد إفاقته تماما تسلل للتليفون وأصطحبه لغرفته وطلب منى التى أجابت بعد رنة واحدة وكأنها كانت تنتظره وهى بالفعل كانت تنتظره

  • صباح الخير يا قردة .... كنت خايف تكونى لسة نايمة
  • صباح الخير يا أمجودى .... وحشتنى
  • يادى النيلة عالرقة اللى عالصبح .... خايف يا بت آخد على الدلع ده
  • يا حبيبى خد على الدلع زى مانت عايز ..... هافضل ادلعك بقية عمرى
  • كمان حبيبى .... لا كده كتير عليا .... هتفطرينى النهاردة ولا أنزل أدور على عربية فول أفطر عليها
  • عربية فول ؟ أنا باجهز للفطار النهاردة من قبل ما أنام ... النهاردة أول يوم هافطر فيه بعد ما إتأكدت أنى حبيبتك
  • يا بت بلاش الرقة دى مش واخد انا على كده
  • طيب .... سبنى بقى علشان ألحق اعمل الفطار وأغير هدومى
  • برضه قميص النوم المقفول أبو كمام
  • توء توء ..... لابسة بيجامتك وكنت نايمة على مخدتك
  • طب إقفلى بقى قبل ما يغمى عليا من الرقة دى ... هستناكى الساعة 7 متتأخريش
  • حاضر .... سلام يا ..... أمجو..دى
لليوم الثانى يدقق أمجد فى إختيار ملابسه ويخرج زجاجة عطره ويتأكد من نعومة ذقنه ويتسلل خارجا ليعود بعد ربع ساعة لتدخل عليه أمه بعد دقائق

  • صباح الخير يا أمجد
  • صباح الخير يا ماما
  • لابس ومتشيك النهاردة كمان .... رايح الجامعة ولا وراك مشوار
  • معنديش محاضرات النهاردة يا ماما ..... هافطر مع منى
  • أها ... والوردة الحلوة اللى عالمكتب دى لمنى ؟
فيحنى رأسه فى خجل لتستكمل الأم حديثها

  • بص يا أمجد ... أنا أسعد واحدة فى الدنيا بشكل علاقتكم الجديدة دى ... بس عايزاك تاخد بالك إن منى بنت رقيقة وجميلة وعيون الناس كلها ستات قبل رجالة عليها ... علشان كده لازم تاخد بالك منها ومتعملش أى حاجة ممكن تأثر فى يوم على سمعتها
  • مش فاهم قصدك إيه يا ماما
  • يعنى مثلا مينفعش الناس يشوفوكوا رايحين جايين مع بعض أو مثلا حد من الجيران يشوفكوا عالسلم وانت ماسك إيدها زى ما شوفتكوا إمبارح ... متنساش إن لسة مافيش حاجة رسمى بينكم وبين بعض
  • مش إنتوا طلبتوها من أمها ؟
  • وإنت رفضت وهى رفضت وأبوها معندوش خبر ... لو بتحبها صحيح لازم تاخد خطوة رسمى
  • طيب أعمل إيه ؟
  • الرجولة بتقول إنك تاخد ابوك وتروحوا تطلبوها من ابوها وتحددوا معاد خطوبة
  • خلاص هاروح اكلم بابا دلوقتى ونروح بكرة نقابل أبوها
  • يابنى إنت مجنون ؟ حاجة زى دى لازم تقعد مع ابوك وتعتذرله عن الكلام اللى قولته امبارح وتقنعه إنك غيرت رأيك ... النهاردة أقعد مع ابوك وشوفوا هتعملوا إيه وانا هانزل لأمها النهاردة أكلمها تانى
  • مش عارف من غيرك كنت هاعمل إيه يا ماما ... يخليكى ليا وماتحرمش منك ابداً
  • النهاردة إفطروا مع بعض براحتكوا ... بس دى آخر مرة لإن الناس ممكن يشوفوكوا عالسطح مع بعض ... إصبروا شوية لغاية ما نعلن خطوبتكم وبعدين لو عايزين تفطروا مع بعض كل يوم براحتكم ... وحسك عينك تنزلوا الشقة هنا وأنا مش موجودة ... مش عايزين الناس تتكلم علينا
  • زى ما حضرتك شايفة يا ماما
شعر أمجد يومها وهو يتناول إفطاره بأنه أجمل طعام تناوله فى حياته ... فقد أعدته الرقيقة منى وخلطته بحبها ومشاعرها ورقتها اللا محدودة التى تحيطها دائما وتزيد جمالها جمالا وأخبرها بما دار بينه وبين أمه ورغم حزنها لأنها ستحرم من إفطارها اليومى بصحبة أمجد إلا أنها سعدت بخبر قرب إعلان خطوبتها لأمجد التى أصبحت بالنسبة لها حلمها القريب

مر اليوم وعادت أم أمجد من العمل وانفردت كالعادة بمنى وحينما عاد الأب حاول أمجد أن يفاتحه لكنه إستمهله لبعد الغداء وانفرد به فى الصالون

  • بابا .... أنا عايزك تخطبلى منى
  • نعم ؟ أخطبلك منى ؟ يا بنى مش إمبارح بس عرضت عليك نفس الموضوع وانت رفضت ؟ إيه الجديد اللى حصل فى أقل من 24 ساعة غير رأيك
  • فوقت لنفسى يا بابا ... مش ممكن أسيب منى تضيع منى
  • عرفت قيمتها يا أمجد ؟
  • لأ ... عرفت إنى كنت حمار زى ما حضرتك قلت يا بابا
  • طيب وإيه المطلوب دلوقتى
  • بعد إذن حضرتك نروح نطلبها من أبوها
  • يابنى مش لما هى توافق الأول
  • هتوافق ... ماما هتنزلهم النهاردة وهتسألها تانى وهى هتوافق
  • يعنى إتكلمتوا مع بعض وهى وافقت؟
  • أيوه يا بابا هى وافقت ... ياريت حضرتك نروح بكرة بورسعيد نطلبها من أبوها
  • يا بنى هو سلق بيض ؟ نطب عالراجل فجأة كده ؟ لازم نتصل بيه ونحدد معاه معاد علشان نلاقيه ... إفرض روحنا ولقيناه مش موجود أو مشغول ؟
  • طيب ننزل نروح السنترال دلوقتى نتصل بيه ونروح له بكرة
  • يابنى مينفعش ... أنا هاتصل بيه يوم السبت من المصنع ونروحله الجمعة الجاية
  • لسة هستنى للجمعة الجاية يا بابا؟
  • يابنى إنت هتجننى ... إمبارح عايز تستنى 7 سنين والنهاردة مش قادر تصبر 7 أيام ده إيه الجنان ده .... قلت لك الجمعة الجاية يبقى الجمعة الجاية ... إتفضل سيبنى بقى عايز أقعد مع نفسى شوية أرتب هنعمل إيه
وترك أمجد اباه بعد أن إستأذنه فى ذهابه للمقهى ليقابل بعض الأصدقاء وأعطاه الأب الإذن فشكره وقبل يده وانصرف

......................................................................................................

أتى المساء وكمعظم ايام الخميس عندما يحل الظلام توافدت سيارات فارهة تملأ فراغات الشارع بأصدقاء ممدوح مدعوين لحفلة يقيمها بشقته إنتهت بعد منتصف الليل إلا أنها لم تنته بهدوء حيث تسبب إصطدام ثابت صبى المقهى وهو ينطلق بدراجته الهوائية لشراء بعض الأغراض للمقهى بإحدى سيارات المدعوين لتنشب مشاجرة عنيفة بين ثابت وصاحب السيارة إنضم إليها رواد المقهى وبعض شباب الشارع فى جانب وباقى مدعوى الحفلة فى جانب أخر

إستمرت المشاجرة لدقائق أنهاها صوت سارينة سيارة البوليس فاختفى جميع أطراف المشاجرة فى دقائق ليعود للشارع هدوءه

مر يوم الجمعة والسبت وأمجد ومنى يهيمان فى حالة حبهما و سمحت لهم أم أمجد بالبقاء منفردين بحجرته وإغلاق الباب عليهما بعد أن نبهتهم أنها ستكون دائما خلف الباب حتى لا يتجاوزا وهم بالفعل لم يدر بذهنهم أن يتجاوزا .... فأقصى أمانيهم يومها هو أن يبقوا متشابكى الأصابع لأطول وقت

إتصل أمجد بمنى يوم الأحد بمجرد عودته وكانت هى متجهزة لتلك المقابلة اليومية تحت إشراف الأم فصعدت إليه فورا لتتشابك أصابعهما فور إغلاق الباب ويتحادثا همساً حتى لا تسمع أمه الواقفة بالتأكيد خلف الباب

  • وحشتينى يا قردة .... عندى خبر بعشرتلاف جنيه ... مشكلتنا إتحلت ... إتصلى بالحيوان ممدوح وخليه يقابلك فى الكلية بكرة الساعة 10
  • إتحلت إزاى يا أمجد ؟
ليخرج لها أمجد مظروف كبيركالذى تحفظ فيه النقود

  • إيه ده يا أمجد ؟ وجبت الفلوس دى كلها منين ؟
  • فلوس إيه يا بت اللى جبتها ؟ أنا لاقى آكل
  • أمال إيه اللى فى الظرف ده ؟ أوعى تكون فلوس مزورة ؟
  • يا بت فلوس مزورة إيه وبتنجان إيه .... هو احنا فى فيلم عربى ... دى حاجة أغلى من الفلوس .... دى صور للمحروس
  • بجد ؟ طب فرجنى
  • يا بت عيب .... دى صور فيها قلة أدب ميصحش تشوفيها .... وبعدين إفرضى أمى دخلت علينا واحنا بنشوف قلة أدب هتقول علينا إيه
وبالفعل فتحت الأم الباب عندما طال همسهما ولم تسمعهما يتكلمان

  • عايزين حاجة يا ولاد ؟ أعملكوا شاى؟
  • أهو .... شفتى .... مش قلتلك .... جهاز مخابرات قاعد معايا فى البيت .... شكرا يا ماما .... كنا بنتفق هاقول لأبوها إيه لما أقابله .... إطمنى مش هنعمل أى حاجة قليلة الأدب
  • بلاش سفالة يا أمجد قدام البنت
  • حاضر يا ماما .... خمس دقايق نخلص كلام وهاسيبهالك تستجوبيها براحتك
وتخرج الأم وتغلق الباب خلفها ليلتقط أمجد سماعة التليفون ويطلب رقم ممدوح ويناولها السماعة وهو يضع يده على ميكروفونها

  • متطوليش معاه ... قابلنى بكرة الساعة 10 فى كافيتريا الكلية جبت لك اللى طلبته وبس متقوليش حرف زيادة
  • ماشى
وبالفعل تنفذ منى ما طلبه منه حبيبها وفارسها لتخرج منى بعدها لتجالس الأم التى حاولت معرفة ما كان يدور من حوار بينها وبين أمجد لتجاوبها برد افحمها

  • ميصحش الواحدة تقول اللى بينها وبين راجلها يا ماما .... مش إنتى قولتيلى كده
  • ماشى يا بنت ريرى ... بس برافو عليكى يا بت ... مش هاقدر اقولك حاجة غلبتينى
بمجرد دخول منى من باب كافيتيريا الكلية فوجئت بأربعة شبان لم يسبق لها رؤيتهم يهرعون ناحية أمجد لتلتقى أذرعهم و أكفهم معه فى سلام حار وغريب ويتحلقون حول أمجد ومنى وينطلق الشباب بصوت عالى

  • نورت الكلية يا قومندان ... كان المفروض نعلق البيارق بس هنا ميعرفوش الأصول
  • عاملين إيه يا وحوش ... أعرفكم بخطيبتى منى .... زميلتكم ... فى سنة أولى زيكم ... ودول بقى رفعت ، أحمد ، طايل ، أيمن أصدقائى وزمايلى فى المدرسة ونعتبر أنا وهما من ضمن الفاشلين اللى مدخلوش حربية
  • يا قومندان إنت غير... إنت مدخلتش بمزاجك .... إحنا سقطنا طبى
  • فيه مكان تنكلم فيه ولا هنا تمام
  • نتكلم بره أحسن يا قومندان
  • واتجه الخمسة يحيطون بمنى للخارج حيث توقف الركب عند أحد أحواض العشب حيث تحلقوا واندست منى بينهم تحاول فهم ما يقولون لكنها فشلت ..... إنهم يتحدثون العربية بكل تأكيد ومخارج أفاظهم محددة وسليمة لكنها لم تفهم معظم كلماتهم وعندما جلسوا جلست معهم لكنها لم تستطع أن تجلس نفس جلستهم رغم أنها ترتدى بنطلون متسع فأمجد امرها أن تذهب دائما لكليتها ببنطلون متسع لتخفى ساقيها
جلست تتأمل الخمسة ... من يراهم يجزم بأنهم أخوة رغم إختلاف أحجامهم وملامحهم فلهم نفس البشرة السمراء ويرتدون جميعا قمصان متسعة يدخلونها فى البنطلون وبنطلوناتهم مكوية واسعة عكس الموضة السائدة وخط كى البنطلون المستقيم من أول الحزام وحتى نهاية الساق بدون أى خلل ونفس الأحذية السوداء الملمعة بعناية إنهم جنود ضلوا طريقهم فوجدوا أنفسهم وسط الحياة المدنية ولم يستطيعوا بعد التأقلم معها

لم تفهم منى معظم ما يقولون لكن عندما فتح أحدهم كشكوله وأخذ يرسم بعض الخطوط والدوائر فهمت أنهم ينصبون كمينا ما لشخص خمنت أنه ممدوح و بعد ما إنتهوا من نقاشهم الذى لم تفهم منه شيئا تحدث أحدهم

  • بينا بقى نعمل الواجب يا قومندان
واتجهوا للكافيتريا حيث جلس أمجد واثنين من زملائه معها بينما ذهب الباقيان وعادوا يحملون 6 أكواب من الشاى ولم تستوعب منى كيف أستطاع شخصان حمل 6 أكواب ساخنة بايديهم العارية دون أن تنسكب منهم نقطة شاى

إستمتعت منى بتلك الجلسة التى فهمت فيها سر مناداتهم لأمجد بكلمة قومندان وبأنه كان قائدهم طوال مدة دراستهم وضحكت طويلا عندما شرع أحدهم فى إفاهمها سبب منادتهم له بقومندان فشرحها بلفظة حكمدار فهى لم تفهم الأولى ولا الثانية

فهمت منى وقتها سبب عدم وجود أصدقاء من حيهم لأمجد .... فأين سيجد مثل هؤلاء الذين تراهم الآن ليصادقهم

شعرت منى بالأمان التام بوجود أمجد بجوارها ومعه مثل هؤلاء الأربعة فمعهم لن يجروء شخص أن يحاول جرحها ولو بكلمة

وفجأة نظر الخمسة لساعاتهم وانسحب الأصدقاء الأربعة ليختفوا فى ثانية وتبقى مع أمجد ويطل ممدوح من باب الكافيتريا بوجهه الذى بدا لها فى تلك اللحظة كريها رغم وسامته يحمل فى يده حقيبة مستندات صغيرة ليتجه ناحيتها ويقف بينها وبين أمجد

  • جبتى الفلوس يا .....
يبدو أنه كان سينطق بلفظة ما لكن نظرة من أمجد الذى تبدل وجهه فجأة من الطيبة الشديدة التى تبدو عليه إلى قسوة شديدة بدت على ملامحه أوقفت الكلمة فى حلقه ليغير من لهجته

  • جبتى الفلوس يا منى ؟
فيظهر له أمجد طرف الظرف الذى يحمله وعندما مد يده ناحية المظروف مد أمجد يده ليمنعه فسحب يده على الفور فهو لم ينس بعد أثر قبضة أمجد على ذراعه عندما قابلته به لتعرفه عليه

  • إنت اتجننت يا ممدوح ؟ هتعد مبلغ زى ده هنا ؟ تعالى نشوف حتة مدارية أديك فلوسك و تدينى الحاجة اللى معاك
  • ماشى .... كل الكلية تحت أمرك
  • طب ياللا بينا ندور على مكان أمان .... إستنى إنتى هنا يا منى لغاية ما ارجع لك
لم تستطع منى صبرا فتبعتهم تراقبهم من بعيد وممدوح يسير وراء أمجد كأنه منوم مغناطيسيا ودخلوا لمبنى الكلية وساروا فى ممراتها وهى تتبعهم إلى أن وصلوا أمام إحدى القاعات فلاحظت وقوف أصدقاء أمجد الأربعة أمام بابها وكأنهم طلبة يتناقشون وعندما مر أمجد وخلفه ممدوح بينهم فوجئت باثنين منهم يرفعون ممدوح بسهولة عن الأرض رغم ضخامته ليدخلونه إلى القاعة و بالأثنين الآخرين يغلقون الباب ويقفون أمامه وفوجئت بأمجد يلتفت خلفه لينظر مباشرة فى عينيها نظرة أرعبتها وجعلتها تعود بسرعة للكافيتريا قبل أن يدخل القاعة خلف من كانوا يحملون ممدوح

فوجئ ممدوح بنفسه داخل القاعة جالسا على كرسى يبدو أنه وضع خصيصا له بينما يقف صديقى أمجد يحيطاه من الجانبين ضاغطين على أكتافه حتى أنه عندما حاول الوقوف لم يستطع وكأنه مقيد بهذا الكرسى

وقف أمجد بعيدا عن ممدوح بأمتار ينظر له نظرة شديدة القسوة حتى أنه خاف منها وتكلم وهو يضع نظره بعيدا

  • إنت فاكر إن الحاجة فى الشنطة ...... طول عمرك غلبان
  • لا ياروح أمك أنا عارف إن الحاجة فى البيت .... بس هادفعلك تمنها وتجيبهالى
  • كده إنت بتفهم .... هات الفلوس واجيبلك الحاجة
  • أنا قلت فلوس ؟ أنا مقلتش فلوس
  • مش بتقول إنك هتدينى تمنها ؟ رجعت فى كلامك بسرعة ؟ على كل حال اللبوة متلزمنيش أنا خدت منها كل اللى عايزه وهاخد من ابوها الفلوس
توقع ممدوح أنه بهذه الجملة سيثير غضب أمجد ويتشفى منه لكنه وجد أمجد ينظر إليه بهدوء شديد ويتوجه نحوه بخطوات بطيئة وهو يمرر سبابته على شاربه وكأن الوحشان اللذان يثبتانه يعرفون ما سيحدث فرفعا عنه أيديهما وأبتعدا قليلا وقبل أن يحاول الوقوف فوجئ بصفعة دوى صوتها فى أذنه لأيام وتركت علاماتها على وجهه لأسابيع

  • إنت فاكر كده هاديك الحاجة .... إضرب للصبح فى الآخر هتسيبنى والحاجة كده أو كده مش معايا وبدال الألفين هيبقوا اربعة
  • مقولت لك مش هتاخد فلوس .... أنا هديك تمنها ومقولتش فلوس
  • أمال تمنها إيه يا شحات
ففتح أمجد المظروف وأخرج منه مجموعة من الصور ناولها لممدوح الذى همد تماما وبات كأنه لا يستطيع التنفس وهو ينظرللصور صورة بعد أخرى بينما أمجد يتحدث إليه دون أن ينظر ناحيته

  • لما انت كده .... بتجرى ورا البنات ليه ؟ إنت بتتناك إنت حر فى طيزك .... لكن كمان بتجيب البنات لأصحابك ينيكوهم معاك .... يعنى خول ومعرص فى وقت واحد .... اللى انا فهمته من الصور دى إن حفلاتك مافيهاش بنات وإن كلهم يا إما خولات زيك بيتناكوا يا إما خولات تانية بينيكوهم ... وكمان بتتصوروا وانتوا كده .... إيه يا خول بتوثقوا اللحظة الوسخة يعنى ؟ لأ وجايبين مصوراتى محترف وبتتصوروا صور بالألوان ....... مش فاهم إيه الممتع فى كده ؟
  • إنت جبت الصور دى منين ؟ هى شنطة المصوراتى اللى اتسرقت فى الخناقة إنت اللى سرقتها ؟
  • وانا حرامى زى أبوك يا عرص .... سرقها واحد ابن حلال خد الكاميرا لنفسه وحمض الافلام وطبعها وجابلى الصور والنيجاتيف
وحاول ممدوح أن يبدو متماسكا ويفسح لنفسه مجالا للتفاوض بعد أنه وضعه أمجد فى وضع لا يحسد عليه

  • وهتعمل إيه بالصور يعنى ؟ هتوديها لأبويا ؟
  • لا يا عين ابوك .... اكيد ابوك خول ومعرص زيك ومش هيزعل ..... أنا هدىّ نسخة للواد ثابت رويتر فى القهوة .... وهوزع نسخة فى النادى .... والشباب معاك فى الكلية هيوزعولهم نسختين تلاتة .... دول اصحابى ومش هبخل عليهم طبعا ....وكفاية عليك الواد ثابت .... ده حتى الراجل اللى بيجبلك الحشيش هيعرف انك بتتناك وهياخد نيكة فوق تمن الحشيش كل مرة .... ده لو رضى يبيعلك تانى أصلا بعد ما يعرف إنك خول ... ماهو تجار الحشيش مبيرضوش يبيعوا للخولات اللى زيك ... بيخافوا يتشبهوا بعيد عنك
وهنا انهارت قدرة ممدوح على التفاوض تماما وأصبح مستعدا لسماع ما يطلبه أمجد

  • خلاص يا أمجد إنت كسبت ..... هاجيبلك الصور والجوابات وتدينى الأفلام والنسخ اللى طبعتها
  • أنا قلت إنى هديك حاجة قصاد الصور والجوابات ؟ أنا قلت كده يا رفعت ؟ أنا قلت كده يا طايل ؟
  • محصلش يا قومندان إنت مقولتش هتديه حاجة
  • شوفت ؟ مقولتش هاديك حاجة
  • مش قلت هتدينى تمن الحاجة اللى عندى
  • تمن الحاجة اللى عندك إن الصور والنيجاتيف يفضلوا معايا محدش يشوفهم غيرى .... وغير الشباب الحلوين دول ... علشان تفضل عينك مكسورة فى الكلية قدامهم ... بس للأسف مش هاقدر اوريهم لمنى علشان محبش أنها تشوف أشكال وسخة زى دى... متهيألى فهمت ... وعلى فكرة خطوبتى على ستك منى الإسبوع الجاى ...طبعا مش هاقدر اعزمك علشان مش هاعزم خولات على فرحى ... بس إياك تفكر تضايقها بأى شكل ولو شوفتها ماشية فى الشارع تتنيل تستخبى فى أى مصيبة علشان عينها متقعش عليك ... مفهوم ؟
  • مفهوم ... وإيه المطلوب منى ؟
  • الساعة دلوقتى حداشر ونص المسافة من هنا لبيتكم عشر دقايق بالعربية الساعة 12 تكون فى الكافيتريا ومعاك الصور والنيجاتيف و الجوابات ..... آه كنت هنسى .... وشنطتها مش ناقصة قشاية ... هتلاقى ستك منى هناك تديها الحاجة وانت موطى راسك زى الكلب وتعتذر لها لغاية ما تقبل إعتذارك وتخرج من الكافيتريا ... ولو لقيتها يوم فى الكافيتريا وانت قاعد تاخد بعضك وتخرج .... بسرعة إلحق وقتك وإدعى إن ميكونش كاوتش عربيتك نايم زى ما لقيته النهاردة الصبح بسرعة إلحق وقتك
.......................................................................................................

طال الوقت على منى وهى جالسة وحدها فى إنتظار عودة فارسها وأصدقائه الأربعة وكادت تذهب للقاعة التى رأت أمجد يدخلها لكنها كلما تذكرت نظرته إليها تصرف هذا الخاطر عن رأسها حتى رأت أخيرا أمجد وأصدقائه أمام باب الكافيتريا يتجهون إليها وسط ضحكاتهم العالية ومزاحاتهم الخشنة وورأت المظروف الذى كان يحمله معه صباحا فى يده كما كان فلم تعد تدرى هل نجح أمجد فى إستخلاص أشيائها من ممدوح أم فشل ولم تعد تطق صبرا

  • طمنى يا أمجد إيه اللى حصل
  • حصل خير يا منى .... نص ساعة وهتكون الحاجة معاكى ... متقلقيش
  • هى الحاجة مكانتش معاه ؟
  • لأ طبعا ... كان عامل حسابه ياخد الفلوس ويفضل كل شوية يبتزك
  • إبن الكاااالب
  • عيب يا منى .... إحنا مبنقولش الشتايم دى ..... بصى بقى .... ممدوح هيجيى يديكى الحاجة ويعتذرلك ومش هتشوفى وشه تانى ... عايزك تاخدى حقك منه وانتى حاطة رجل على رجل ... وتتأكدى إن حاجتك مش ناقصة حاجة .... إنتى عارفة عددهم
  • 3 جوابات و 5 صور
  • تمام ..... إتأكدى منهم وتممى على شنطتك وتقوليله يغور فى داهية من وشك
وانطلقت موجة من المزاح والضحك بصوت مرتفع قطعه أيمن بإشارة برأسه لمدخل الكافيتريا ليقفز الشباب الخمسة واقفين ويشير أمجد لمنى بالوقوف ليدير كرسيها ليصبح ظهرها للترابيزة ويشير إليها بالجلوس لتجلس جلستها الأنيقة فى لحظة وصول ممدوح ليطأطئ رأسه ويتفدم من منى يمد يده إليها بشنطتها وفوقها بعض الأظرف المفتوحة والصور والنيجاتيف ويتحلق أمجد واصدقائه فى حلقة واسعة وياخذ أمجد مكانه مواجها لمنى وينطق ممدوح أخيرا بصوت خافت

  • أنا آسف يا منى ... انا طلعت ندل معاكى
وتنظر منى لأمجد لتعرف كيف تتصرف فيشير لها أمجد على خده فتميل راسها لليسار متعجبة فيهز لها رأسه علامة الإيجاب فتهوى بكفها الرقيق بكل ما إستطاعته من قوة على وجه ممدوح فى صفعة سمعها كل الموجودين ليدير لها ممدوح ظهره ويخرج فورا من الكافيتريا بينما يرفع أيمن صوته الجهورى

  • حصل خير يا جماعة ... كان سوء تفاهم وراح لحاله
.........................................................................................................

عادت الأم من عملها لتجد باب غرفة أمجد مفتوحاً وأمجد ممدد على فراشه بملابسه التى رأته بها صباحا عاقدا ذراعيه خلف رأسه

  • مساء الخير يا أمجد .... إنت رجعت بدرى ليه ؟
  • أنا مروحتش الكلية النهاردة يا ماما ... كان عندى مشوار مهم باخلصه
  • طيب يا حبيبى ... تحب أعملك حاجة تاكلها ؟
  • شكرا يا ماما
وقام أمجد واقفا على ساقيه ليتجه لأمه ويمسك بيدها ليقبلها

  • أنا مش عارف أشكرك إزاى يا أمى
  • تشكرنى على إيه يا بنى
  • لإنى متأكد إن إنتى اللى رجعتيلى منى وفوقتينى مع إنى معرفش إنتى عملتى إيه بالظبط
  • إنت ومنى ولادى يا أمجد ... خد بالك منها لإن البنت دى جوهرة مفيش منها إتنين
  • عارف .... ممكن أطلع مع منى فوق شوية وبعدين ننزل نقعد هنا
  • ماشى يا أمجد .... هاستناكم
ويتصل فورا بمنى ويطلب منها مفابلته بالسطح مصطحبة ما أخذته من ممدوح لتجده حين تصعد جالسا بالجانب البعيد من السطح وأمامه دلو معدنى وزجاجة عرفت منه أنها بنزين

مدت يدها لأمجد بما تحمله فأشار لها برأسه لتسقطها فى الدلو

  • مش عايز تشوفهم تعرف انا كاتبة فيهم إيه
  • لأ مش عايز
ويسكب البنزين فوق الخطابات والصور ويشعل فيها النار ويصطحب منى لتجلس مع أمه تلقنها دروس الحياة كما اعتادت كل يوم
كمل يا برنس ويا ريت ما تتاخر
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
بجد انت كاتب متميز جدا وبحس وانا بقرأ ليك انك كاتب كبير ومشهور ف أرجوا منك تهتم اكتر بالكتابه وتحاول تعملنا روايه تحفه من تحفك دي .. وبالتوفيك ❤️
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
بصرف النظر عن جمال القصة وعن الحوار والسلاسه في التعبير.. يعجبني فعلاً الأسلوب الراقي..... شكرآ...
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
حضرتك من القراء اللى باحرص عبى معرفة رأيهم فى كل جزء
أتمنى أشوف رأيك فى الجزء الخامس
عايز أعرف رأى حضرتك فى الجزء الخامس
حضرتك من القراء اللى باهتم بمعرفة رايهم فى كل جزء باكتبه
 
الجزء الخامس جامممممممممممممممممممممممممد
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
انتظر ك وانتظر ابداعك
الكبير

AAHMEDEGYPT​

 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
ممتاز جدا عاش يا صديقي بس طلب صغير بالنسبه لامجد ومني متخليش العلاقه بينهم جنسيه بحته العلاقه العاطفيه بنهم احسن
راي المتوضع
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
تسلم الايادي التي كتبت و الدماغ الذي هندس و تكتك الاحداث.
قصة و لا اروع .
يسلم ذوقك يا صديقى العزيز ودايما منورنى بتعليقاتك
أتمنى أشوف تعليقك على الجزء الخامس
والف الف شكر لتكرمك بالتعليق الجميل ده
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%