ظهر الرجلان من العدم في الطريق الضيق الذي ينيره القمر علي مقربه من بعضهما البعض ويد كل منهم تشتعل بالضوء الاحمر القاني وكأن بداخلها مصباح ينير بالضوء الاحمر وهم ع وضع الاستعداد للقتال وينظر كل منهم إلي الآخر والرياح تضرب وجههم وبعد لحظة أو اثنين تعرف كل منهم علي الاخر وانطفئت أيديهم ووضع كل منهم يده داخل العباءة السوداء التي يرتديها وبدأ الاثنان في السير في نفس الاتجاه وعباءة كل منهم تتطاير من شدة الهواء وينظران حولهم وسط الظلام بعيون حمراء مثل الدماء وانعكس ضوء القمر علي وجه الرجل الطويل صاحب الجلد الاصفر القاتم والشعر القصير وهو يقول بصوت خافت:
اخبار جيدة ؟
فقال الرجل القصير دون ان يلتفت إليه أو يتوقف عن السير وهو ينظر بعين ذائعة نحو الأشجار علي الأيمن وعلي اليسار التي تزين الطريق علي الجانبين في ذلك الممر الضيق
انا احمل الاخبار الجيدة دائما
وتوقف عن الكلام دون أن يوضح اي شئ وشعر الرجل الطويل بغيظ شديد ورغبة قوية في معرفة أي شئ قبل الوصول فعاد يقول بصوت اكثر هدوء عما قبل
اعرف اني تاخرت كثيرا لكني متاكد انه سوف يسعد عند لقائي وسيحملني الكثير من المهام الخطيرة
مط الرجل القصير شفتيه ولم يتحدث وواصل السير ف الطريق المتعرج المزين بالاشجار وهو صامت من دون ان ينطق بكلمة واحدة وظهر علي وجهه ملامح السعادة فهمو يعلم أن رومان ذلك الرجل الطويل يرغب في معرفة الاخبار قبل الوصول حتي يفوت عليه فرصة الانفراد بكل التفاصيل لكنه لم يهتم به فهو الآن ف الطريق ع مقربة من تحقيق هدفه وانعطف يمينا ف الطريق الواسع الملئ بالسيارات علي جانبيه البيوت ذات الطابق الواحد أو الاثنين المحاطة بحدائق صغيرة أمام كل بيت وبعد المصابيح التي تنير الطريق وظل يسيران قرابة النصف ساعة وعلي ضوء احد المصابيح تبين وجه الرجل الطويل وهو يشتعل غضبا وقد جحظت عيناه بشدة من شدة الغضب مما جعل يشعر بسعادة ثم انعطف يسارا في طريق الغيطاني الزراعية ووسط الغيطاني سلك طريقه وخلفه الرجل الطويل وعندما ابتعلهم الزرع ظهر فجاه من العدم قصر شديد الضخامة له بوابة حديدية ضخمة مزينة وعندما اقتربا من البوابة انفتحت من تلقاء نفسها دون أن يفتحها أحد ودلف الرجلان الي الداخل وانغلقت البوابة الحديدية من خلفهم وصاحب الرجل الطويل قائلا
كيف ظهر القصر
فنظر به هومان ذلك الرجل القصير نظرة تعجب واستنكار ثم قال له انها تعويذة الاخفاء الا تعرفها
فتنهد رومان وقال بشئ من الغباء
نعم نعم تعويذة الاخفاء انها تخفي القصور والأشياء عن عيون العامة
كان صوت الماء يتضفق بشدة فنظر رومان بجانبه فوجد نافورة مياة رخامية بيضاء وسط النافورة طاووس من الرخام يخرج الماء من رأسه وأوراق الشجر يتساقط من حوله والظلام يلف المكان والحديقة المظلمة الكئيبه وبعض الغربان التي تقف علي الأشجار والنافورة في صدر الحديقة ظهر القصر الأسود الذي يزينه رؤؤس عديدة من الأطفال وبعض التماثيل الرخامية علي شكل غيلان وشكل عمالقة لكنه انتبه لتمثال عملاق الذي يتصدر منتصف القصر الأسود فكان التمثال لأحد العمالقة بعين واحدة وله انياب بارزة خرجت من فمه وغرزت في شفتيه مما جعل قلبه ينقبض من شكل هذا التمثال فعاد يقول بصوت كان انا يخرج من فمه
يا له من تمثال قبيح من اين أتوا بهذا التمثال
فنظر هومان له نظرة غضب فهم علي عجله من أمرهم ولا يوجد وقت ليدهم للمشاهدة والتقيم وقال بصوت يملئه الغضب لكنه خافت
الا تسرع قليلا تأخرنا
ثم تقدمو نحو القصر الأسود العملاق وبعد برهة من الزمن توقف الاثنان أمام باب الضخم المصنوع من الفولاذ ومد هومان يده الي ذلك المقبض علي شكل اسد الذي يزين منتصف الباب ووضع كف يده عليه فتحرك وجه الأسد لليمين ولليسار ثم زأر الأسد المعدني زيارة كادت أن تصم الاذان وانفتح الباب من تلقاء نفسه ودلف الرجلان الي الداخل ثم انغلق الباب خلفهم دون انا يغلقه أحد
كان من الصعب علي القادم من الخارج انا يري ما بالداخل مع انخفاض الإضاءة علي الرغم من وجود بعض المشاعل علي الجدران المزينة بجلد البشر بدل من ورق الحائط وبعض رؤؤس الحيوانات المعلقة علي الجدران للزينة وتقدم هومان ووضع قدمه علي السجادة الضخمة الكثيفة بعد لحظة بداء عين كل منهم تري جيدا بعد ان اعتادت علي الإضاءة واتضح لهم أن اثاث المنزل قد انزاح علي جانب المنزل علي يمين واليسار ووضع في منتصف الساحة الكبيرة في القصر منضدة ضخمة من الخشب تجعلك تشعر انك في احد العصور الوسطى من المرة الأولي وحول المنضدة أحد عشر مرسي ضخم بمساند ضخمة خشبية وكان يجلس عدد كبير من الرجال والنساء لهم بشرة فضية وعيون واسعة حمراء وشعر أشعث وكان هناك مؤسسات لم يجلس عليهم أحد وتأكد هومان ورومان أنهم مخصصان لهم وعلي راس المنضدة وضع كرسي ضخم جدا وكان يجلس عليه رجل له بشرة سوداء قاتمة وعينان حمراء بلون الدم والسعر الرمادي اللون طويل يصل الي كتفيه ام أنفه فكانت له فتحتان كبيرتان وسط وجهه وشفتيه غليظة ويخرج وبمجرد أن راهم هذا الرجل صاح عليهم قائلا
مرحي تقدم ي هومان واحلس بجواري وانت ي رومان
سعد رومان بتلك الكلمات وارتسمت ع وجهه ملامح السعادة والسرور وتقدم في خطوات سريعة حتي يفوز بالمقعد المجاور للرجل الاسود وجلس رومان بجوار هونان ونظر كل منهم حوله يتفحصون وجوه الجالسين لعلهم يتعرفون علي أحد من بينهم وبعد لحظات وقع بصر هومان علي بغدادي ذلك الرجل الذي يجلس أمامه علي الجهة المقابلة من المنضدة فكان يعرفه جيدا ببشرتها الصفراء بلون صفار البيض وعيناه الواسعتان باللون الاسود وشعره القصير المدبب مثل الدبابيس وجسده النخيل الرفيع فأبتسم هونان له وهز رأسه في تحية لبغدادي الذي ابتسم هو الآخر لهومان ابتسامة حقيقية وارتسمت علي وجهه السرور لرؤيته فهو لم يلقاه منذ أشهر طويلة حينما كلفه سيد الممالك نوان بتلك المهمة الخطيرة ودار هونان ببصره بين الجالسين لعله يتعرف علي أحد آخر لكنه انتبه لذلك الرجل صاحب جسد مفتول العضلات وبشرتها باللون الفضي وعينان وسعتان سوداوان وأنف دقيق وفي لحيته سبع خصلات طوال كشعر الفرس فهذا الرجل اول مرة يراه هونان لكنه لم يهتم نظرا لأنه لم يكن يعرف جميع الحاضرين وكان أول مرة يراهم ما عدا بغدادي صديقه القديم
تنحنح الرجل الاسود الحالي علي رأس المائدة ثم نظر إلي هومان وقال بصوت غليظ
أتمني أن يكون لديك اخبار جيدة ياهومان
اعتدل هونان في جلسته ونظر الي الرجل الاسود الحالي بالجوار وقال
سيدي وسيد الممالك نوان المعظم لقد كالفتني بمهمة عظيمة وتمت علي اكمل وجهه
انتبه جميع الحاضرين وتعلق بصر الجميع علي هومان وهو يتحدث ثم قال نوان
تحدث ي هومان فجميع الحاضرين اتباعي
الا يجب أن يكون الجميع متخفي في صورة بشرية
فقال بغدادي محدثا هونان
كلنا كنا في صورة بشرية لكننا عدنا الي صورتنا الحقيقية بمجرد دخولنا الي القصر
مرحبا بك في قصر الضيافة يا صديقي العزيز ابتسم هونان وشعر بشئ من الراحة ثم قال
لقد عرفنا مكان اختباء سام
واندهش الجميع ارتفع صوت الهمس بين جميع الحاضرين وأصبح كل اثنين قريبين من بعضهم في الجلوس يتحدثان بصوت خافت فقال هومان ليقطع الهمس والتعليقات
سام سيتم التاسعة عشر من عمره بعد غدا وسيتم عمل حفل له وسيحضر جميع اعضاء أنصار الملك الحفل
ساد الصمت المكان وظل الجميع ينظر إلي بعضهم البعض بعد سماع الكلام الاخير من هومان وكأنه فجر قنبلة
ثم قال نوان بصوته الغليظ ليقطع الصمت بعد لحظات
اخبار عظيمة وجيدة تستحق عليها مكافأة عظيمة لكن ما زال أمامنا عمل كتير يجي علينا القيام به
اعتدل رومان في جلسته وتنحنح وقال
بعد اذن سيد الممالك الاخبار التي جائت الي من مصدر ثقة تؤكد أن سام مات في عامه الثاني بعد الولادة
ونظر له هومان بغضب شديد وهو يجز علي أسنانه قابضا علي يده اليمني وقال بصوت مخنوق
لكني متاكد من صحة معلوماتي جيدا
فنظر له رومان نظرة ذات مغذي وابتسم ابتسامة صفراء وقال
وانا ايضا
خبط الملك نوان بيده علي المنضدة وصاح قائلا وهو ينظر الاثنين
كفانا جداا انا تأكدت بنفسي أن سام علي قيد الحياة
فنظر الجميع له نظرة استفسار ففهم نوان انهم يرغبون في معرفة كيف عرف فقال
رأيته بنفسي منذ أكثر من شهر مضي وهومان كان يتبعه لكن لن تتسني لي الفرصة لقتله وهذا خطائي كان يجب علي أن اقتله فور رؤيتي له
نظر الجميع إلي بعضهم البعض في دهشة وتعجب فهذه هي المرة الأولي التي يعترف فيها سيد الممالك بخطائه وشعر نوان بأن الجميع يترقب المزيد من الحديث لكنه لم يزيد شئ علي ما قاله وشعر هونان بحرج الملك نوان فقال
هل سنقتله الليلة
نظر له نوان في عينيه مليا ثم قال
يجب أن نتأكد الاول أنه لم يحصل علي السلسلة الملكية فقال هومان بسرعة
لقد ذهبت الي الكهف وتاكدت بنفس أن السلسلة هناك ولم يحصل عليها واشكر أنه يعرف من الاساس حقيقته أو يدرك قدراته إذا كان لديه قدرات من الاساس
ابتسم نوان نصف ابتسامة ونظر الي الرجل مفتول العضلات وقال له مان يحدثه وبصره معلق علي الرجل مفتول العضلات
انا متاكد ان لديه قدرات خارقة وخاصة جدا لذلك سوف لتولي عملية قتله بنفسي
اندهش الجميع من قرار الملك لأن هذا يعني أنه سوف يتواجد بنفسه في وسط المعركة فقال نوان
نعم سوف اتواجد عنان وانت ي هومان وبغدادي كل منكم سيكون معه خمسون فارس من فرسان المملكة فقال بغدادي
لكن هناك خطر علي حياتك يامولاي ومن المؤكد أن جماعة أنصار الملك ستكون هناك
قال نوان وهو ما زال ينظر إلي رجل مفتول العضلات محدثا بغدادي
لا تقلق يا بغدادي فبعد قتل الجاسوس جماعة أنصار الملك لن يتواجد أحد منهم هناك
نظر الجميع إلي بعضهم البعض وساد الهرج بين الجميع وتعالت الاصوات ثم قال نوان
سوف نذهب بعد غدا الي منزل سام سيبتل يوم عيد ميلاده لكن يحب علينا الاول قتل شخص آخر
بدا رجل مفتول العضلات ينظر يمينا ويسارا وبدائت تعلو أنفاسه وشعر أن أمره انكشف فنهض بسرعة الريح وضرب المنضدة بيده اليسرا في منتصفها ف انشقت الي نصفين وسقط الجميع علي الارض عدا الملك نوان الذي قفز من فوق مقعده وارتفع ف الهواء ثم هبط علي الارض واقفا علي قدميه ورفع الرجل يده بعد أن اشتعلت باللون الاحمر نحو المشاعل فطارت المشاعل من علي الجدران وظل يبارز جميع من في الغرفه وكأن هناك من يحملها ويبارز بها ثم أشار بيده نحو النجفة التي تتوسط سقف الغرفة وتنير الغرفة بمجموعة من الشموع السوداء وخرج من يده كرة نارية أصابت النجفة وسقطت علي الارض محدثة صوت كبير وفوضة كبيرة وحاول أن يخرج من الغرفة ولكنه بمجرد أن تتجه نحو الباب اشتعلت يد الملك نوان باللون الاحمر وهر منها شعاع باللون الاخضر أصاب الرجل المفتول العضلات في رأسه واسقطه علي الارض في حالة اغماء واظلمت الدنيا في عينيه وسقطت المشاعل علي الارض وبحركة بسيطة من يد هومان نحو المشاعل أعادها الي مكانها علي الجدران مرة أخري وبدأ الجميع في ترتيب الغرفة مرة أخري واتجه الملك نوان نحو الرجل الساقط علي الارض وباشارة من يده ارتفع الرجل في الهواء وظل معلق بين سقف الغرفة والأرض وكأنه مربوط بحبال غير مرئية وبعد نصف ساعة آفاق الرجل من غيبوبته وكانت قدميه الي أعلي ورأسه الي أسفل ونظر نوان إليه ثم قال
اعترف أنها شجاعة كبيرة منك أن تتنكر في شكل فهود وتأتي الي هنا نظر له الرجل بعين ذائغة ثم قال
كيف اكتشفت امري
ببساطة فهود لديه عشر خصلات كشعر الفرس في لحيته والان بعد أن جاوبتك علي سؤالك هل ستجاوبني علي سؤالي
انزلي وفك عني تعويذة التلجيم
نوان جيد بداء يملي عليا شروطه السؤال بسيط من انت
انا شوجراف
ثم قال نوان
التابع المخلص للملك الاصفهاني ولكن بعد هرب الاصفهاني وموته اخلاصك لمن اليوم
جماعة أنصار الملك
ضحك نوان ضحكة عالية اهتز علي أثرها جدران الغرفة بل والمنزل كله ثم اقترب منه ولف حوله ثم اقترب من وجهه ونظر ف عينيه جيدا ثم قال
انك شجاع حقا وعينيك يملئها الشجاعة لكن لن تحقق أي نصر ستموت اليوم وبعد غدا سيمون سام وتنتهي الأسطورة
باقي الجماعة ستكتشف غيابي وسوف تتخذ كافة الإجراءات لحمايته منك
الجماعة مشغولة بالتجهيز لعيد الميلاد ولن يكتشف أحد غيابك ثم اقترب من أذنيه وهمس قائلا
لن تدعك تتالم ستموت سريعا وفي لمح البصر
ثم نظر نوان الي باقي المجموعة التي كانت تقف خلف ظهر الملك نوان علي أهبة الاستعداد لفعل اي امر من ملك نوان المعظم وابتسم ابتسامة صفراء يملئها الدهاء والمكر ففهم باقي المجموعة الأمر وفي لمح البصر اشتعلت يد الجميع باللون الاحمر القاني
ووجها نحو الرجل المعلق وخرج منها شعاع باللون الازرق أصاب الرجل وتحول الي رماد علي أثره
اخذ الملك نوان نفسا عميقا ثم أشار إلي اخد المقاعد الساقطة علي الارض فطار المقعد واقترب منه ثم هبط المقعد علي الارض وجلس الملك في منتصف الغرفة وأتباعه يلتفون حوله في نصف دائرة ينظرون له ثم نظر إلي رومان وقال
اذهب الي فهود واحضره لي في الحال
اختفي رومان بمجرد سماعه لكلام الملك ثم نظر الملك الي هومان وقال
اين يختبئ سام
في إنجلترا في تحدي القري الصغيرة
يجب أن نذهب بعد غد في الفجر قبل أن تكتشف الجماعة اختفاء هذا الرجل
هونان سوف اذهب الان واعد الرجال
اذهب معه يا بغدادي واعد رجالك وبعد الانتهاء أخبروني حتي اذهب معكم فتنهد بغدادي وقال بصوت واهن
هناك خطورة علي حياتك فنظر له الملك وقال بصوت مثل الرعد
حياتي لا قيمة لها ما دام سام خيا ولن يقتله احد غيري
نظر هونان الي بغدادي ثم تحرك نحو الباب وخلفه بغدادي وانصرفت بينما عين الملك نوان ظلت معلقة عليهم حتى خرجوا من الباب ولن ينتبه الا علي صوت رومان الذي عاد ووقف بجوار الملك وقال وهو خافض رأسه وبصوت ضعيف
مولاي سيد الممالك
تحدث اني اسمعك
فهود مقتول في منزله ي مولاي
احمي الملك رأسه الي أسفل حزنا علي موت أشد واخلص اتباعه ثم أخذ نفسا عميقا وقال
انصرفوو جميعا الان ...... سنتحرك بعد غدا عند الفجر
الجزء الثاني
في شارع كاسيل برينت بقرية لاسينت بانجلترا وقف سام ينظر إلي من نافذة غرفته في الشارع الخالي تماما من المارة في تمام الساعة سابعة ونصف صباحا من شهر أغسطس وبالتحديد في اليوم العاشر ابتسم وهو ينظر إلي الأشجار العالية التي تزين الطريق علي الجانبين فغدا هو يوم عيد ميلاده وسيتم 19 عاما من عمره وشعر بسعادة شديدة
واغلق النافذة واتجه نحو المرايا وظل يتأمل جسده الممشوق الرياضي وبشرته البيضاء كالثلج وعيناه الزرقاء مثل زرقة البحر وشعره الاصفر المائل الي خيوط الذهب وشعر أنه أصبح شاب قوي البنيان مفتول العضلات والأهم من ذلك أنه غدا يستطيع أن يستخرج رخصة القيادة له كما وعدته أمه لكنه سريعا ما تذكر انها سمحت له اخيرا وبعد عذاب أن يستخرج رخصة قيادة وهذا في حد ذاته هدية
ارتدا بنطاله الجينز وقميص أبيض ووقف أمام المرايا يعدل من نفسه عندما بدأ يسمع اصوات ***** تصرخ تأتي من كل اتجاه فنظر حوله جيداا ليستكشف مصدر الصوت لكن أذنه لن تساعده في تحديد مصدر الصوت فكانت الاصوات تأتي من كل اتجاه ثم نظر إلي غرفته المهملة بعض الشئ والي سريره الذي يتوسط الغرفة ومكتبه الازرق الصغير الذي يضع عليه جهاز الكمبيوتر وأدوات الدراسة وتلك الستائر الزرقاء المعلقة علي النافذة وظل يتأمل الغرفة بعضا من الوقت كأنه يراها اول مرة في حياته لكنه لم يجد شي غريب بها ولم يكتشف مصدر الصوت الذي بداء يعلو اكثر واكثر فيدا يستمع جيدا لعله يفهم اي شي يقال ولكن الكلام كان يأتي الي أذنيه غير واضح وغير مفهوم وخرجت من غرفته مسرعا واغلق الباب خلفه هبط الدرج ذاهبا الي المطبخ وفتح الثلاجة واخرج زجاجة مياه شرب نصفها وعندما أعاد الزجاجة الي مكانها شعر أن هناك من يقف خلفه وعندما نظر إلي خلف لم يجد أحد لكنه لمح طيف اسود يعبر بجانبي نحو اليسار فنظر الي اليسار سريعا لكن عينيه لما تري اي شئ مما زاد الأمر سوء وجعله يشعر يرهب. شديدة إلي أن الأصوات التي بدأ يسمعها زادي عن خدها وأصبحت عشرات الاصوات المتداخلة وأصبحت عالية جدا لكن الكلام غير مفهوم وبدأ يشعر أن سمعه حاد جدا لدرجه انه كان يسمع صوت دقات الساعة كأنها انفجار هائل يصم له الاذان ولم ينتهي هذا الأمر عند هذا الحد بل زاد عليها اصوات حشرات صغيرة يسمعها بوضوح تأتي من حديقة المنزل الأمامية التي يفصله بينها عدة غرف والصالة فوضع يده علي أذنه وخرج من المطبخ مسرعا الي الصالة ومنها الي الحديقة ليجد أمه جينا تقف في الحديث ترتدي بنطال اسود وقميص ازرق بجسدها النحيل وعيناها الضيقة وشعرها الاسود اللامع ثم تنهد وشعر بارتياح شديد عندما اختفت الاصوات من أذنه وشعر أن الأصوات اختفت بسبب خروجه من المنزل فاتحه نحو جينا ورسم قبله علي جبينتها وقبلة اخر علي يديها فابتسمت له جينا قائلة
الي اين ما زالت الساعة ثامنة صباحا
قال لها سام وهو متجه نحو البوابة الحديقة الصغيرة الي الشارع
سوف اذهب الي المكتبة ومن المحتمل أن أمر علي يوسف فصاحت عليه جينا وهو يبعتد عنها قبل أن يبتلعه الشارع
لا تتأخر علي الغداء سوف انتظرك
لوح له بيده وظل يسير عدة خطوات في شارع كاسيل برينت حتي انتي وانعطف يمينا الي الشارع الواسع حيث الميدان الكبير والسيارات والمحلات الكثيرة وبعد قراية نصف ساعة من المشي علي الاقدام وقف امان مبني المكتبة الضخم المزين بتماثيل اشهر الكتاب العصر الحديث ثم صعد علي الدرج الرخامي ودفع الباب الخشبي بيديه ودلف الي البهو الرخامي قم اقترب من الرجل العجوز الجالس خلق البنك وقال
صباح الخير ي جون كيف حالك اليوم
انتبه له جون ذلك الرجل العجوز ونظر له من اسف نظاراته الهلالية وابتسم في وقار وقال له
مرحي سام كيف حالك
افضل منك بكثير
وابتسم له جون وفهم دعابة سام له ثم اتجه سام نحو قسم التاريخ وظل يسير وسط رفوف الكتب وكأنه يبحث عن شئ حتي وقع بصره علي فتاه كانت ترتدي فستان له لون زهري عليه ورد كثير ولها شعر اصفر مثل خيوط الذهب تجلس علي منضدة خشبية كبيرة وفي يدها كتاب عنوانه تاريخ الأمم والحضارات السابقة فاقترب منها ببطئ شديد ثم قبلها من خديها فانتبهت له ونظرت الفتاه إليه بعد لحظة عندما تحققت منه ابتسمت وقالت
اوه سام افزعتني
ابتسم لها سام وجلس علي المقعد المجاور لها وقال لها بصوت عذب
اشتقت اليكي اكثر من اشتياقي الي مصر
ضحكت ضحكة عالية وقالت
اذا اشتقت الي كثيرا هو رأسه وابتسم ثم قالت له
اتحب مصر إلي هذه الدرجة
رغم اني ام ارها في حياتي ابدا الا أنها بلدي واشتاق إليها كثيرا وما الذي اتي بك الي هنا في هذه الساعة وإياك أن تقول لي للقراءة في الكتب ف انا اعرفك جيدا انت لا تقرا ابدا
اشتقت لكي وسالت نفسي اين ساجديكي في مثل هذه الساعة غير هنا
لكني لما انتهي من قراءة الكتاب بعد تسلل الي إذن سام الاصوات مرة أخري فقضب حاجبيه ونظر حوله وبدائت الاصوات تعلو ونظر خلف الفتاه ليجد هيكل من اللون الفضي يشبه حسم البشر
لكنه غير واضح كانت مجرد كتلة فضية تتحرك وتتجه نحو زاوية المكان فظل سام يتبعها بنظره حتي اختفت تلك الكتلة الفضية في الجدران وانتبه للفتاه وقال
قلتي شي يا ياسمينا
ماذا بك يا سام انا احدثك وانت لا تسمعني ماذا بك
لا شئ انا بخير
وارتفعت الأصوات اكثر واكثر لكنها كانت واضحة هذة المرة فقال سام
ارشوماندر
انتبهت ياسمينا له ونظرت له بدهشة وقالت
سام ماذا قلت انتبه سام لها وقال
هل قلته بصوت مرتفع
نعم لكن ماذا قلت
قلت تعالي الي هنا
لا انت تحدثت بلغة اخري
لغة اخري .....كيف
نظرت له ياسمينا في حيرة علي وجهها وقالت
انك تحدثت بلغة الجن
جحظت عين سام وكادت انت تخرج من مكانهما وقال
كيف عرفتي أنها لغة الجن
قراءات عنها في عدة كتب وكنت اقوم بدراستها وكتبت اكثر من بحث عن هذا الموضوع
ارتفعت انفاس سام وارتفعت معها الأصوات وكانت واضحة هذه المرة لكنه لما يستطع أن يحدد مصدرها من اين تاتي فكانت الاصوات تأتي من كل مكان بالكتابة ثم نظر في عين ياسمينا وقال
يجب أن انصرف الان
وانهض من مكانه واتجه نحو الباب الخروج وظل يلتفت يمينا ويسارا وهو ينظر نحو أطياف باللون الفضي والاسود تطير في كل الاتجاهات وتتحرك بسرعه عاليه في كل مكان وعندما وصل إلي باب المكتبة شعر أن هناك من يقف خلفه وعندما نظر خلفه وجد اجياد أو كتل تشبه أجساد البشر باللون الفضي والاسود تقف خلفه وتنظر نحوه ثم بداءت الصورة توضح تدريجيا وسام يضيق من عينيه حتي تتبين له الرؤية وبعد لحظة ظهرت الأجساد جيدا بوضوح شديد كانت أجساد مختلفة بين الطويل والقصير والرفيع والممتلي والشعر الطويل وصاحب الشعر القصير والعيون الواسعة والانياب البارزة كانت أجساد مخيفة تقشعر لها الأبدان وبدأ سام يتصبب عرقا وجحظت عينيه واصبحت ضربات قلبه اسرع من القطار وانفاسه أعلي من صوت طبول الحرب وبدأ الجن الواقف امام سام يلاحظ أن سام يراهم وبدا الجميع يردد كلمة واحدة أنه يرانا فهم سام وأدرك أنه يفهم لغة الجن ويراهم لكنه لما يشاء يجعلهم يعرفون أنه يراهم أو يفهم لغتهم
فأخذ نفسا عميقا ثم خرج من المكتبة الي الشارع ووقف وسط الشارع ينظر نحو مبني المكتبة الكبير وهوغير مصدق ما حدث معه والآلاف الاسئلة التي تدور برأسه لا يجد لها أي إجابة فكيف ومتي تعلم لغة الجن
ولماذا يراهم
ولماذا راهم اليوم ولم يراهم ابدا في حياته من قبل هيدل هو علي مشارف الموت ولذلك بداء يري الاشباح وألجان ثم سمع صوت صفير السيارة فنظر نحو اليمين علي الطريق وجد سيارة مسرعة نحوه والمسافة بينه وبين السيارة عدة بوصات فاغمض عينه وبداء يشعر أن الهواء يقل وانه يختنق وكأنه يعبر من خلال أنبوب ضيق وان قدمه تبتعد عن الأرض وأصبح داخل الأنبوب بدون هواء ثم ظل منتظر صدمة السيارة لكنها لما تأتي ولم يشعر بأي شي لكنه لم يستطع التنفس ولم يستطيع لمس الارض وبعد لحظر امين قدميه الأرض مرة أخري وبداء يشعر أنه يخرج من الأنبوب الضيق ويستنشق بعض الهواء ال رئتيه مرة أخري فأخذ نفسا عميقا وفتح عينيه ليجد نفسه في حمام ويقف أمام الحوض وينظر الي نفسه في المرايا فنظر حوله ولم يفهم شئ كيف وصل الي هنا وهو منذ لحظة كان يقف ف الشارع أمام مبني المكتبة والسيارة اين ذهبت
وشعر أنه كان يحلم لكنه كان واثق أنه حقيقة فنظر حوله وعرف أن حمام اخد الأماكن العامة فخرج من الحمام مسرعا الي الخارج ليجد نفسه وسط أحد المقاهي الإنجليزية ونظر الي الجميع بنظرة بلهاء ثم خرج من المقهي الي الطرق العام واكتشف أن يبعد عن الكتبة بمسافة اربع شوارع فكيف قطع هذه المسافة في لمح البصر
أمام المنزل رقم 17 بشارع كاسيل برينت توقف سام عن السير وظر الي المنزل المكون من طابقين باللون الابيض والازرق ثم عبر حديقة صغيرة متجه نحو الباب ثم طرق عليه عدة طرقات وبعد لحظة فتح له شاب صاحب بشرة خمرية اللون وعين دقيقة وشعر تكرت مبتسم قائلا
مرحبا يا سام تفضل
نظر له سام في قلق ثم قال بصوت متقطع
لا وقت لدي يا يوسف سوف اشرح لك كل شئ فيهما بعد والا غير ملابسك وسوف انتظرك عند البحيرة
وأدار سام ظهره وانجن نحو الشارع وظل يوسف مكانه ينظر له في بلاهة وهو لا يفهم شئ ثم دخل الي المنزل واغلق الباب خلفه وظل سام يسير في الشارع العام وعلي وجهه علامات الدهشة وكأنه منعزل عن العالم وفي عالمه الخاص لا يسمع صوت السيارات والمارة حتي ذلك الكلب الذي مر بجانبه مع تلك الفتاه الشقراء التي كانت تنزه كلبها لم يهتم به سام رغم خوف الملئ الشديد من سام عندما اقترب منه لدرجة دفعت الكلب الي الفرار من أمام سان وسقطت الفتاة علي الارض من سرعة الملئ في الركض ثم انعطف يمينا متجها نحو الممر الضيق بين المنازل ظتخذ طريق مختصر نحو البحيرة وبعد الدقيقة من السير بداء يسمع صوت الماء وظهر من بعيد سطح البحيرة وانعكاس ضوء الشمس عليها أضاف شئ من السحر والجمال والطيور التي تحلق فوق البحيرة وذلك الجسر الخشبي الممتد من الشاطئ الي نصف البحيرة مثل السور الصغير المرتفع نصف متر عن الأرض المبني من الحجارة والذي يحيط البحيرة في شبه دائرة والأشجار الكثيفة العالية المنتشرة هنا وهناك قرب البحيرة المعزولة كانت تضيف شي من الجمال فكان يفكر في ما حدث له وكيف انتقل بهذه السرعة من مكان الي مكان آخر وكيف لا يشعر بالخوف مما حدث ثم اقترب من السور وجلس عليه في مقابل البحيرة وظل شارد الذهن دقيقة وهو ينظر نحو البحيرة ثم سمع صوت خطوات اقدام تأتي من الخلف فنظر سريعا نحو الصوت فوجده جون بجسده الممتلئ وسعر الكستاني مثل الثور في قوته ثم تقدم جون من سام وخلفه باقي عصابته الشريرة المكونة من اربع أفراد ومتعتهم الوحيدة هي ضرب سام وتعذيبه فلم يكن لهم أي هدف في الحياة سوي التسكع في الحي وضرب زملاء المدرسة والعجائز وخاصة سام الذي حاول الدفاع نفسه كثيرا باستماته لكنه كان دائما ما يفشل أمام قوة جون وكثر عدد عصابته
تنهد سام وهز رأسه في ياس فور وقوع بصره علي جون ثم وقف واقترب من جون الذي توقف امام سام علي مقربة منه ثم قال
جون ليس الان اليوم غير مناسب
ابتسم حزن ونظر الي أفراد العصابة التي تتبعه وجمعيهم في سنة الثامنة عشر والتاسعة عشر ورغم أن جون كان أصغرهم سنا ولما يتجاوز السادسة عشر إلا أنه يتزعمهم جميعا ويفهمون جون من نظرة واحدة
فقال احد أفراد العصابة محدثا سام
هل ترغب في تأجيل العقاب الي عيد ميلادك كهدية وصاح الآخر
سام يرغب في بعض التشوهات علي وجهه قبل عيد ميلاده
فنظر لهم جون نظرة حادة اخرسهم جميعا ثم اقترب من سام وأصبحت المسافة بينهم ثلاثة أمتار فقط وقال في غضب
لن تفلت مني اليوم ياسام سوف افتت عظامك ال أقل لك الف مرة الا تقترب من ياسمينا
ثم ركض جون نحو سام وهو يكور يده في استعداد الي ضرب سام من دفع سام الي رفع معصم يديه ليحمي وجهه واغمض عينيه فخرج من يديه درع له لون ازرق مثل الحائط امال بينه وبين جون الذي استطدم بالدرع وشعر بكهرباء تسري في جسده مما دفعه لبصراخ وانقلب علي ظهره مغشيا عليه وملابسه ممزقة و حه ينزف ددمم ففزع أفراد عصابته وارتسمت علي وجههم الدهشة كما ارتسمت علي وجهه سام هو الآخر واتجه. جميعا نحو جون وحملوه وهو يصرخ من الالم وانصرفوا جميعا في اتجاه الأشجار الكثيفة وبين تلك الأشجار كان يختبئي اثنان من الاقزام يرتدون ملابس ممزقة لهم راس في حجم البطيخ وعينان واسعتان وصلت وأنف كبيرة طويلة واذنان كبيرتان في حجم إذن الحمار وكانت دهشتهم لا تقل عن دهشة سام والعصابة فنظر كل منهم إلي الآخر في تعجب وقال القزم الاول
أنه يمتلك قدرات خاصة
انا لا افهم لماذا نراقب هذا الشاب منذ عدة أعوام
تنهد القزم الاول ثم جلس علي الارض واستند بظهره علي أحد الأشجار وقال
الم تري ماذا فعل
اخرج درع ما الجديد في هذا
إن هذا الشاب له قدرات خاصة وجبارة
وكيف عرفت
لان الدرع الذي خرج منه لا يخرج إلا من ملوك
لكنه بشري
نعم بشري وليس له قرين ولذلك نراقبه
ما زلت لا افهم شئ
إن رصد البشر يتم عن طريق القرين وكن هذا الشاب بدون قرين ومن الصعب رصده وتحديد مكانه ولذلك أمرنا الملك نوان أن نراقبه وهنا صاح القزم الثاني وقال والرعب يظهر علي وجهه وصوته
ؤنعن الملك نوان أمرني أن أخبره باي شي جديد يحدث بهذا الشاب
وماذا تنتظر اذهب الي ملك نوان الان وأخبره بما حدث وانا اشوف اقوم بالمراقبة والا سجنك الملك نوان
وضع القزم الثاني إصبعه في فمه متخسرا ثم اغمض عينيه واختفي تاركا خلفه بعض الغيار الاسود تتطاير في الهواء ونهض القزم الاول من مكانه وظل يراقب سام من بعيد وهو مختبئ خلف الاشجار
جلس سام علي السور امان البحيرة وهو يفكر فيما حدث وكيف هرج الدرع منه وهذا الشعور الغريب الذي بداخله أنه يشعر به لاول مرة في حياته أنه يشعر بالنشاط والقوة تسري في جسده انها قوة غريبة ثم شعر سام بيد أحد توضع علي كتفه فنظر خلفه وجد صديقه يوسف يقف بجانبه مبتسم ثم جلس بجوار وقال
ماذا حدث
نظر له سام في حيرة وفكر قليلا هل يخبر صديقه الوحيد علي ما حدث ام يحتفظ بما حدث لنفسه وشعر أنه في حالة الإفصاح الي صديقه بيكا حدث سيخسر صديقه الوحيد ومن المؤكد أنه لم بصديقه ولذلك قرر سام أن يحتفظ بسره بين صدره والا يخبر اي احد بما حدث ومن المؤكد أن هناك احداث اخري سوف تحدث وشعر أنه أصبح لديه قوة خارقة مثل الابطال الخارقين الي يسطشاهد افلاهمهم ثم ابتسم وقال
لا شئ انها جماعة جون السخيفة كانت تطاردني مرة اخر هز يوسف رأسه نافيا وقال
لعنة **** علي جون وجماعته السخيفة الا يكف عن مطاردتك ابدا
اظن أنه سيكف من اليوم فأنا تغلبت عليهم بطريقة ما
وكيف حدث هذا أخبرني
ابتسم له ثم فكر في اي شي يقوله له غير قصة الدرع الذي ظهر من ذراعه ثم قال
دعك من هذا الحديث
النهاية........
اخبار جيدة ؟
فقال الرجل القصير دون ان يلتفت إليه أو يتوقف عن السير وهو ينظر بعين ذائعة نحو الأشجار علي الأيمن وعلي اليسار التي تزين الطريق علي الجانبين في ذلك الممر الضيق
انا احمل الاخبار الجيدة دائما
وتوقف عن الكلام دون أن يوضح اي شئ وشعر الرجل الطويل بغيظ شديد ورغبة قوية في معرفة أي شئ قبل الوصول فعاد يقول بصوت اكثر هدوء عما قبل
اعرف اني تاخرت كثيرا لكني متاكد انه سوف يسعد عند لقائي وسيحملني الكثير من المهام الخطيرة
مط الرجل القصير شفتيه ولم يتحدث وواصل السير ف الطريق المتعرج المزين بالاشجار وهو صامت من دون ان ينطق بكلمة واحدة وظهر علي وجهه ملامح السعادة فهمو يعلم أن رومان ذلك الرجل الطويل يرغب في معرفة الاخبار قبل الوصول حتي يفوت عليه فرصة الانفراد بكل التفاصيل لكنه لم يهتم به فهو الآن ف الطريق ع مقربة من تحقيق هدفه وانعطف يمينا ف الطريق الواسع الملئ بالسيارات علي جانبيه البيوت ذات الطابق الواحد أو الاثنين المحاطة بحدائق صغيرة أمام كل بيت وبعد المصابيح التي تنير الطريق وظل يسيران قرابة النصف ساعة وعلي ضوء احد المصابيح تبين وجه الرجل الطويل وهو يشتعل غضبا وقد جحظت عيناه بشدة من شدة الغضب مما جعل يشعر بسعادة ثم انعطف يسارا في طريق الغيطاني الزراعية ووسط الغيطاني سلك طريقه وخلفه الرجل الطويل وعندما ابتعلهم الزرع ظهر فجاه من العدم قصر شديد الضخامة له بوابة حديدية ضخمة مزينة وعندما اقتربا من البوابة انفتحت من تلقاء نفسها دون أن يفتحها أحد ودلف الرجلان الي الداخل وانغلقت البوابة الحديدية من خلفهم وصاحب الرجل الطويل قائلا
كيف ظهر القصر
فنظر به هومان ذلك الرجل القصير نظرة تعجب واستنكار ثم قال له انها تعويذة الاخفاء الا تعرفها
فتنهد رومان وقال بشئ من الغباء
نعم نعم تعويذة الاخفاء انها تخفي القصور والأشياء عن عيون العامة
كان صوت الماء يتضفق بشدة فنظر رومان بجانبه فوجد نافورة مياة رخامية بيضاء وسط النافورة طاووس من الرخام يخرج الماء من رأسه وأوراق الشجر يتساقط من حوله والظلام يلف المكان والحديقة المظلمة الكئيبه وبعض الغربان التي تقف علي الأشجار والنافورة في صدر الحديقة ظهر القصر الأسود الذي يزينه رؤؤس عديدة من الأطفال وبعض التماثيل الرخامية علي شكل غيلان وشكل عمالقة لكنه انتبه لتمثال عملاق الذي يتصدر منتصف القصر الأسود فكان التمثال لأحد العمالقة بعين واحدة وله انياب بارزة خرجت من فمه وغرزت في شفتيه مما جعل قلبه ينقبض من شكل هذا التمثال فعاد يقول بصوت كان انا يخرج من فمه
يا له من تمثال قبيح من اين أتوا بهذا التمثال
فنظر هومان له نظرة غضب فهم علي عجله من أمرهم ولا يوجد وقت ليدهم للمشاهدة والتقيم وقال بصوت يملئه الغضب لكنه خافت
الا تسرع قليلا تأخرنا
ثم تقدمو نحو القصر الأسود العملاق وبعد برهة من الزمن توقف الاثنان أمام باب الضخم المصنوع من الفولاذ ومد هومان يده الي ذلك المقبض علي شكل اسد الذي يزين منتصف الباب ووضع كف يده عليه فتحرك وجه الأسد لليمين ولليسار ثم زأر الأسد المعدني زيارة كادت أن تصم الاذان وانفتح الباب من تلقاء نفسه ودلف الرجلان الي الداخل ثم انغلق الباب خلفهم دون انا يغلقه أحد
كان من الصعب علي القادم من الخارج انا يري ما بالداخل مع انخفاض الإضاءة علي الرغم من وجود بعض المشاعل علي الجدران المزينة بجلد البشر بدل من ورق الحائط وبعض رؤؤس الحيوانات المعلقة علي الجدران للزينة وتقدم هومان ووضع قدمه علي السجادة الضخمة الكثيفة بعد لحظة بداء عين كل منهم تري جيدا بعد ان اعتادت علي الإضاءة واتضح لهم أن اثاث المنزل قد انزاح علي جانب المنزل علي يمين واليسار ووضع في منتصف الساحة الكبيرة في القصر منضدة ضخمة من الخشب تجعلك تشعر انك في احد العصور الوسطى من المرة الأولي وحول المنضدة أحد عشر مرسي ضخم بمساند ضخمة خشبية وكان يجلس عدد كبير من الرجال والنساء لهم بشرة فضية وعيون واسعة حمراء وشعر أشعث وكان هناك مؤسسات لم يجلس عليهم أحد وتأكد هومان ورومان أنهم مخصصان لهم وعلي راس المنضدة وضع كرسي ضخم جدا وكان يجلس عليه رجل له بشرة سوداء قاتمة وعينان حمراء بلون الدم والسعر الرمادي اللون طويل يصل الي كتفيه ام أنفه فكانت له فتحتان كبيرتان وسط وجهه وشفتيه غليظة ويخرج وبمجرد أن راهم هذا الرجل صاح عليهم قائلا
مرحي تقدم ي هومان واحلس بجواري وانت ي رومان
سعد رومان بتلك الكلمات وارتسمت ع وجهه ملامح السعادة والسرور وتقدم في خطوات سريعة حتي يفوز بالمقعد المجاور للرجل الاسود وجلس رومان بجوار هونان ونظر كل منهم حوله يتفحصون وجوه الجالسين لعلهم يتعرفون علي أحد من بينهم وبعد لحظات وقع بصر هومان علي بغدادي ذلك الرجل الذي يجلس أمامه علي الجهة المقابلة من المنضدة فكان يعرفه جيدا ببشرتها الصفراء بلون صفار البيض وعيناه الواسعتان باللون الاسود وشعره القصير المدبب مثل الدبابيس وجسده النخيل الرفيع فأبتسم هونان له وهز رأسه في تحية لبغدادي الذي ابتسم هو الآخر لهومان ابتسامة حقيقية وارتسمت علي وجهه السرور لرؤيته فهو لم يلقاه منذ أشهر طويلة حينما كلفه سيد الممالك نوان بتلك المهمة الخطيرة ودار هونان ببصره بين الجالسين لعله يتعرف علي أحد آخر لكنه انتبه لذلك الرجل صاحب جسد مفتول العضلات وبشرتها باللون الفضي وعينان وسعتان سوداوان وأنف دقيق وفي لحيته سبع خصلات طوال كشعر الفرس فهذا الرجل اول مرة يراه هونان لكنه لم يهتم نظرا لأنه لم يكن يعرف جميع الحاضرين وكان أول مرة يراهم ما عدا بغدادي صديقه القديم
تنحنح الرجل الاسود الحالي علي رأس المائدة ثم نظر إلي هومان وقال بصوت غليظ
أتمني أن يكون لديك اخبار جيدة ياهومان
اعتدل هونان في جلسته ونظر الي الرجل الاسود الحالي بالجوار وقال
سيدي وسيد الممالك نوان المعظم لقد كالفتني بمهمة عظيمة وتمت علي اكمل وجهه
انتبه جميع الحاضرين وتعلق بصر الجميع علي هومان وهو يتحدث ثم قال نوان
تحدث ي هومان فجميع الحاضرين اتباعي
الا يجب أن يكون الجميع متخفي في صورة بشرية
فقال بغدادي محدثا هونان
كلنا كنا في صورة بشرية لكننا عدنا الي صورتنا الحقيقية بمجرد دخولنا الي القصر
مرحبا بك في قصر الضيافة يا صديقي العزيز ابتسم هونان وشعر بشئ من الراحة ثم قال
لقد عرفنا مكان اختباء سام
واندهش الجميع ارتفع صوت الهمس بين جميع الحاضرين وأصبح كل اثنين قريبين من بعضهم في الجلوس يتحدثان بصوت خافت فقال هومان ليقطع الهمس والتعليقات
سام سيتم التاسعة عشر من عمره بعد غدا وسيتم عمل حفل له وسيحضر جميع اعضاء أنصار الملك الحفل
ساد الصمت المكان وظل الجميع ينظر إلي بعضهم البعض بعد سماع الكلام الاخير من هومان وكأنه فجر قنبلة
ثم قال نوان بصوته الغليظ ليقطع الصمت بعد لحظات
اخبار عظيمة وجيدة تستحق عليها مكافأة عظيمة لكن ما زال أمامنا عمل كتير يجي علينا القيام به
اعتدل رومان في جلسته وتنحنح وقال
بعد اذن سيد الممالك الاخبار التي جائت الي من مصدر ثقة تؤكد أن سام مات في عامه الثاني بعد الولادة
ونظر له هومان بغضب شديد وهو يجز علي أسنانه قابضا علي يده اليمني وقال بصوت مخنوق
لكني متاكد من صحة معلوماتي جيدا
فنظر له رومان نظرة ذات مغذي وابتسم ابتسامة صفراء وقال
وانا ايضا
خبط الملك نوان بيده علي المنضدة وصاح قائلا وهو ينظر الاثنين
كفانا جداا انا تأكدت بنفسي أن سام علي قيد الحياة
فنظر الجميع له نظرة استفسار ففهم نوان انهم يرغبون في معرفة كيف عرف فقال
رأيته بنفسي منذ أكثر من شهر مضي وهومان كان يتبعه لكن لن تتسني لي الفرصة لقتله وهذا خطائي كان يجب علي أن اقتله فور رؤيتي له
نظر الجميع إلي بعضهم البعض في دهشة وتعجب فهذه هي المرة الأولي التي يعترف فيها سيد الممالك بخطائه وشعر نوان بأن الجميع يترقب المزيد من الحديث لكنه لم يزيد شئ علي ما قاله وشعر هونان بحرج الملك نوان فقال
هل سنقتله الليلة
نظر له نوان في عينيه مليا ثم قال
يجب أن نتأكد الاول أنه لم يحصل علي السلسلة الملكية فقال هومان بسرعة
لقد ذهبت الي الكهف وتاكدت بنفس أن السلسلة هناك ولم يحصل عليها واشكر أنه يعرف من الاساس حقيقته أو يدرك قدراته إذا كان لديه قدرات من الاساس
ابتسم نوان نصف ابتسامة ونظر الي الرجل مفتول العضلات وقال له مان يحدثه وبصره معلق علي الرجل مفتول العضلات
انا متاكد ان لديه قدرات خارقة وخاصة جدا لذلك سوف لتولي عملية قتله بنفسي
اندهش الجميع من قرار الملك لأن هذا يعني أنه سوف يتواجد بنفسه في وسط المعركة فقال نوان
نعم سوف اتواجد عنان وانت ي هومان وبغدادي كل منكم سيكون معه خمسون فارس من فرسان المملكة فقال بغدادي
لكن هناك خطر علي حياتك يامولاي ومن المؤكد أن جماعة أنصار الملك ستكون هناك
قال نوان وهو ما زال ينظر إلي رجل مفتول العضلات محدثا بغدادي
لا تقلق يا بغدادي فبعد قتل الجاسوس جماعة أنصار الملك لن يتواجد أحد منهم هناك
نظر الجميع إلي بعضهم البعض وساد الهرج بين الجميع وتعالت الاصوات ثم قال نوان
سوف نذهب بعد غدا الي منزل سام سيبتل يوم عيد ميلاده لكن يحب علينا الاول قتل شخص آخر
بدا رجل مفتول العضلات ينظر يمينا ويسارا وبدائت تعلو أنفاسه وشعر أن أمره انكشف فنهض بسرعة الريح وضرب المنضدة بيده اليسرا في منتصفها ف انشقت الي نصفين وسقط الجميع علي الارض عدا الملك نوان الذي قفز من فوق مقعده وارتفع ف الهواء ثم هبط علي الارض واقفا علي قدميه ورفع الرجل يده بعد أن اشتعلت باللون الاحمر نحو المشاعل فطارت المشاعل من علي الجدران وظل يبارز جميع من في الغرفه وكأن هناك من يحملها ويبارز بها ثم أشار بيده نحو النجفة التي تتوسط سقف الغرفة وتنير الغرفة بمجموعة من الشموع السوداء وخرج من يده كرة نارية أصابت النجفة وسقطت علي الارض محدثة صوت كبير وفوضة كبيرة وحاول أن يخرج من الغرفة ولكنه بمجرد أن تتجه نحو الباب اشتعلت يد الملك نوان باللون الاحمر وهر منها شعاع باللون الاخضر أصاب الرجل المفتول العضلات في رأسه واسقطه علي الارض في حالة اغماء واظلمت الدنيا في عينيه وسقطت المشاعل علي الارض وبحركة بسيطة من يد هومان نحو المشاعل أعادها الي مكانها علي الجدران مرة أخري وبدأ الجميع في ترتيب الغرفة مرة أخري واتجه الملك نوان نحو الرجل الساقط علي الارض وباشارة من يده ارتفع الرجل في الهواء وظل معلق بين سقف الغرفة والأرض وكأنه مربوط بحبال غير مرئية وبعد نصف ساعة آفاق الرجل من غيبوبته وكانت قدميه الي أعلي ورأسه الي أسفل ونظر نوان إليه ثم قال
اعترف أنها شجاعة كبيرة منك أن تتنكر في شكل فهود وتأتي الي هنا نظر له الرجل بعين ذائغة ثم قال
كيف اكتشفت امري
ببساطة فهود لديه عشر خصلات كشعر الفرس في لحيته والان بعد أن جاوبتك علي سؤالك هل ستجاوبني علي سؤالي
انزلي وفك عني تعويذة التلجيم
نوان جيد بداء يملي عليا شروطه السؤال بسيط من انت
انا شوجراف
ثم قال نوان
التابع المخلص للملك الاصفهاني ولكن بعد هرب الاصفهاني وموته اخلاصك لمن اليوم
جماعة أنصار الملك
ضحك نوان ضحكة عالية اهتز علي أثرها جدران الغرفة بل والمنزل كله ثم اقترب منه ولف حوله ثم اقترب من وجهه ونظر ف عينيه جيدا ثم قال
انك شجاع حقا وعينيك يملئها الشجاعة لكن لن تحقق أي نصر ستموت اليوم وبعد غدا سيمون سام وتنتهي الأسطورة
باقي الجماعة ستكتشف غيابي وسوف تتخذ كافة الإجراءات لحمايته منك
الجماعة مشغولة بالتجهيز لعيد الميلاد ولن يكتشف أحد غيابك ثم اقترب من أذنيه وهمس قائلا
لن تدعك تتالم ستموت سريعا وفي لمح البصر
ثم نظر نوان الي باقي المجموعة التي كانت تقف خلف ظهر الملك نوان علي أهبة الاستعداد لفعل اي امر من ملك نوان المعظم وابتسم ابتسامة صفراء يملئها الدهاء والمكر ففهم باقي المجموعة الأمر وفي لمح البصر اشتعلت يد الجميع باللون الاحمر القاني
ووجها نحو الرجل المعلق وخرج منها شعاع باللون الازرق أصاب الرجل وتحول الي رماد علي أثره
اخذ الملك نوان نفسا عميقا ثم أشار إلي اخد المقاعد الساقطة علي الارض فطار المقعد واقترب منه ثم هبط المقعد علي الارض وجلس الملك في منتصف الغرفة وأتباعه يلتفون حوله في نصف دائرة ينظرون له ثم نظر إلي رومان وقال
اذهب الي فهود واحضره لي في الحال
اختفي رومان بمجرد سماعه لكلام الملك ثم نظر الملك الي هومان وقال
اين يختبئ سام
في إنجلترا في تحدي القري الصغيرة
يجب أن نذهب بعد غد في الفجر قبل أن تكتشف الجماعة اختفاء هذا الرجل
هونان سوف اذهب الان واعد الرجال
اذهب معه يا بغدادي واعد رجالك وبعد الانتهاء أخبروني حتي اذهب معكم فتنهد بغدادي وقال بصوت واهن
هناك خطورة علي حياتك فنظر له الملك وقال بصوت مثل الرعد
حياتي لا قيمة لها ما دام سام خيا ولن يقتله احد غيري
نظر هونان الي بغدادي ثم تحرك نحو الباب وخلفه بغدادي وانصرفت بينما عين الملك نوان ظلت معلقة عليهم حتى خرجوا من الباب ولن ينتبه الا علي صوت رومان الذي عاد ووقف بجوار الملك وقال وهو خافض رأسه وبصوت ضعيف
مولاي سيد الممالك
تحدث اني اسمعك
فهود مقتول في منزله ي مولاي
احمي الملك رأسه الي أسفل حزنا علي موت أشد واخلص اتباعه ثم أخذ نفسا عميقا وقال
انصرفوو جميعا الان ...... سنتحرك بعد غدا عند الفجر
الجزء الثاني
في شارع كاسيل برينت بقرية لاسينت بانجلترا وقف سام ينظر إلي من نافذة غرفته في الشارع الخالي تماما من المارة في تمام الساعة سابعة ونصف صباحا من شهر أغسطس وبالتحديد في اليوم العاشر ابتسم وهو ينظر إلي الأشجار العالية التي تزين الطريق علي الجانبين فغدا هو يوم عيد ميلاده وسيتم 19 عاما من عمره وشعر بسعادة شديدة
واغلق النافذة واتجه نحو المرايا وظل يتأمل جسده الممشوق الرياضي وبشرته البيضاء كالثلج وعيناه الزرقاء مثل زرقة البحر وشعره الاصفر المائل الي خيوط الذهب وشعر أنه أصبح شاب قوي البنيان مفتول العضلات والأهم من ذلك أنه غدا يستطيع أن يستخرج رخصة القيادة له كما وعدته أمه لكنه سريعا ما تذكر انها سمحت له اخيرا وبعد عذاب أن يستخرج رخصة قيادة وهذا في حد ذاته هدية
ارتدا بنطاله الجينز وقميص أبيض ووقف أمام المرايا يعدل من نفسه عندما بدأ يسمع اصوات ***** تصرخ تأتي من كل اتجاه فنظر حوله جيداا ليستكشف مصدر الصوت لكن أذنه لن تساعده في تحديد مصدر الصوت فكانت الاصوات تأتي من كل اتجاه ثم نظر إلي غرفته المهملة بعض الشئ والي سريره الذي يتوسط الغرفة ومكتبه الازرق الصغير الذي يضع عليه جهاز الكمبيوتر وأدوات الدراسة وتلك الستائر الزرقاء المعلقة علي النافذة وظل يتأمل الغرفة بعضا من الوقت كأنه يراها اول مرة في حياته لكنه لم يجد شي غريب بها ولم يكتشف مصدر الصوت الذي بداء يعلو اكثر واكثر فيدا يستمع جيدا لعله يفهم اي شي يقال ولكن الكلام كان يأتي الي أذنيه غير واضح وغير مفهوم وخرجت من غرفته مسرعا واغلق الباب خلفه هبط الدرج ذاهبا الي المطبخ وفتح الثلاجة واخرج زجاجة مياه شرب نصفها وعندما أعاد الزجاجة الي مكانها شعر أن هناك من يقف خلفه وعندما نظر إلي خلف لم يجد أحد لكنه لمح طيف اسود يعبر بجانبي نحو اليسار فنظر الي اليسار سريعا لكن عينيه لما تري اي شئ مما زاد الأمر سوء وجعله يشعر يرهب. شديدة إلي أن الأصوات التي بدأ يسمعها زادي عن خدها وأصبحت عشرات الاصوات المتداخلة وأصبحت عالية جدا لكن الكلام غير مفهوم وبدأ يشعر أن سمعه حاد جدا لدرجه انه كان يسمع صوت دقات الساعة كأنها انفجار هائل يصم له الاذان ولم ينتهي هذا الأمر عند هذا الحد بل زاد عليها اصوات حشرات صغيرة يسمعها بوضوح تأتي من حديقة المنزل الأمامية التي يفصله بينها عدة غرف والصالة فوضع يده علي أذنه وخرج من المطبخ مسرعا الي الصالة ومنها الي الحديقة ليجد أمه جينا تقف في الحديث ترتدي بنطال اسود وقميص ازرق بجسدها النحيل وعيناها الضيقة وشعرها الاسود اللامع ثم تنهد وشعر بارتياح شديد عندما اختفت الاصوات من أذنه وشعر أن الأصوات اختفت بسبب خروجه من المنزل فاتحه نحو جينا ورسم قبله علي جبينتها وقبلة اخر علي يديها فابتسمت له جينا قائلة
الي اين ما زالت الساعة ثامنة صباحا
قال لها سام وهو متجه نحو البوابة الحديقة الصغيرة الي الشارع
سوف اذهب الي المكتبة ومن المحتمل أن أمر علي يوسف فصاحت عليه جينا وهو يبعتد عنها قبل أن يبتلعه الشارع
لا تتأخر علي الغداء سوف انتظرك
لوح له بيده وظل يسير عدة خطوات في شارع كاسيل برينت حتي انتي وانعطف يمينا الي الشارع الواسع حيث الميدان الكبير والسيارات والمحلات الكثيرة وبعد قراية نصف ساعة من المشي علي الاقدام وقف امان مبني المكتبة الضخم المزين بتماثيل اشهر الكتاب العصر الحديث ثم صعد علي الدرج الرخامي ودفع الباب الخشبي بيديه ودلف الي البهو الرخامي قم اقترب من الرجل العجوز الجالس خلق البنك وقال
صباح الخير ي جون كيف حالك اليوم
انتبه له جون ذلك الرجل العجوز ونظر له من اسف نظاراته الهلالية وابتسم في وقار وقال له
مرحي سام كيف حالك
افضل منك بكثير
وابتسم له جون وفهم دعابة سام له ثم اتجه سام نحو قسم التاريخ وظل يسير وسط رفوف الكتب وكأنه يبحث عن شئ حتي وقع بصره علي فتاه كانت ترتدي فستان له لون زهري عليه ورد كثير ولها شعر اصفر مثل خيوط الذهب تجلس علي منضدة خشبية كبيرة وفي يدها كتاب عنوانه تاريخ الأمم والحضارات السابقة فاقترب منها ببطئ شديد ثم قبلها من خديها فانتبهت له ونظرت الفتاه إليه بعد لحظة عندما تحققت منه ابتسمت وقالت
اوه سام افزعتني
ابتسم لها سام وجلس علي المقعد المجاور لها وقال لها بصوت عذب
اشتقت اليكي اكثر من اشتياقي الي مصر
ضحكت ضحكة عالية وقالت
اذا اشتقت الي كثيرا هو رأسه وابتسم ثم قالت له
اتحب مصر إلي هذه الدرجة
رغم اني ام ارها في حياتي ابدا الا أنها بلدي واشتاق إليها كثيرا وما الذي اتي بك الي هنا في هذه الساعة وإياك أن تقول لي للقراءة في الكتب ف انا اعرفك جيدا انت لا تقرا ابدا
اشتقت لكي وسالت نفسي اين ساجديكي في مثل هذه الساعة غير هنا
لكني لما انتهي من قراءة الكتاب بعد تسلل الي إذن سام الاصوات مرة أخري فقضب حاجبيه ونظر حوله وبدائت الاصوات تعلو ونظر خلف الفتاه ليجد هيكل من اللون الفضي يشبه حسم البشر
لكنه غير واضح كانت مجرد كتلة فضية تتحرك وتتجه نحو زاوية المكان فظل سام يتبعها بنظره حتي اختفت تلك الكتلة الفضية في الجدران وانتبه للفتاه وقال
قلتي شي يا ياسمينا
ماذا بك يا سام انا احدثك وانت لا تسمعني ماذا بك
لا شئ انا بخير
وارتفعت الأصوات اكثر واكثر لكنها كانت واضحة هذة المرة فقال سام
ارشوماندر
انتبهت ياسمينا له ونظرت له بدهشة وقالت
سام ماذا قلت انتبه سام لها وقال
هل قلته بصوت مرتفع
نعم لكن ماذا قلت
قلت تعالي الي هنا
لا انت تحدثت بلغة اخري
لغة اخري .....كيف
نظرت له ياسمينا في حيرة علي وجهها وقالت
انك تحدثت بلغة الجن
جحظت عين سام وكادت انت تخرج من مكانهما وقال
كيف عرفتي أنها لغة الجن
قراءات عنها في عدة كتب وكنت اقوم بدراستها وكتبت اكثر من بحث عن هذا الموضوع
ارتفعت انفاس سام وارتفعت معها الأصوات وكانت واضحة هذه المرة لكنه لما يستطع أن يحدد مصدرها من اين تاتي فكانت الاصوات تأتي من كل مكان بالكتابة ثم نظر في عين ياسمينا وقال
يجب أن انصرف الان
وانهض من مكانه واتجه نحو الباب الخروج وظل يلتفت يمينا ويسارا وهو ينظر نحو أطياف باللون الفضي والاسود تطير في كل الاتجاهات وتتحرك بسرعه عاليه في كل مكان وعندما وصل إلي باب المكتبة شعر أن هناك من يقف خلفه وعندما نظر خلفه وجد اجياد أو كتل تشبه أجساد البشر باللون الفضي والاسود تقف خلفه وتنظر نحوه ثم بداءت الصورة توضح تدريجيا وسام يضيق من عينيه حتي تتبين له الرؤية وبعد لحظة ظهرت الأجساد جيدا بوضوح شديد كانت أجساد مختلفة بين الطويل والقصير والرفيع والممتلي والشعر الطويل وصاحب الشعر القصير والعيون الواسعة والانياب البارزة كانت أجساد مخيفة تقشعر لها الأبدان وبدأ سام يتصبب عرقا وجحظت عينيه واصبحت ضربات قلبه اسرع من القطار وانفاسه أعلي من صوت طبول الحرب وبدأ الجن الواقف امام سام يلاحظ أن سام يراهم وبدا الجميع يردد كلمة واحدة أنه يرانا فهم سام وأدرك أنه يفهم لغة الجن ويراهم لكنه لما يشاء يجعلهم يعرفون أنه يراهم أو يفهم لغتهم
فأخذ نفسا عميقا ثم خرج من المكتبة الي الشارع ووقف وسط الشارع ينظر نحو مبني المكتبة الكبير وهوغير مصدق ما حدث معه والآلاف الاسئلة التي تدور برأسه لا يجد لها أي إجابة فكيف ومتي تعلم لغة الجن
ولماذا يراهم
ولماذا راهم اليوم ولم يراهم ابدا في حياته من قبل هيدل هو علي مشارف الموت ولذلك بداء يري الاشباح وألجان ثم سمع صوت صفير السيارة فنظر نحو اليمين علي الطريق وجد سيارة مسرعة نحوه والمسافة بينه وبين السيارة عدة بوصات فاغمض عينه وبداء يشعر أن الهواء يقل وانه يختنق وكأنه يعبر من خلال أنبوب ضيق وان قدمه تبتعد عن الأرض وأصبح داخل الأنبوب بدون هواء ثم ظل منتظر صدمة السيارة لكنها لما تأتي ولم يشعر بأي شي لكنه لم يستطع التنفس ولم يستطيع لمس الارض وبعد لحظر امين قدميه الأرض مرة أخري وبداء يشعر أنه يخرج من الأنبوب الضيق ويستنشق بعض الهواء ال رئتيه مرة أخري فأخذ نفسا عميقا وفتح عينيه ليجد نفسه في حمام ويقف أمام الحوض وينظر الي نفسه في المرايا فنظر حوله ولم يفهم شئ كيف وصل الي هنا وهو منذ لحظة كان يقف ف الشارع أمام مبني المكتبة والسيارة اين ذهبت
وشعر أنه كان يحلم لكنه كان واثق أنه حقيقة فنظر حوله وعرف أن حمام اخد الأماكن العامة فخرج من الحمام مسرعا الي الخارج ليجد نفسه وسط أحد المقاهي الإنجليزية ونظر الي الجميع بنظرة بلهاء ثم خرج من المقهي الي الطرق العام واكتشف أن يبعد عن الكتبة بمسافة اربع شوارع فكيف قطع هذه المسافة في لمح البصر
أمام المنزل رقم 17 بشارع كاسيل برينت توقف سام عن السير وظر الي المنزل المكون من طابقين باللون الابيض والازرق ثم عبر حديقة صغيرة متجه نحو الباب ثم طرق عليه عدة طرقات وبعد لحظة فتح له شاب صاحب بشرة خمرية اللون وعين دقيقة وشعر تكرت مبتسم قائلا
مرحبا يا سام تفضل
نظر له سام في قلق ثم قال بصوت متقطع
لا وقت لدي يا يوسف سوف اشرح لك كل شئ فيهما بعد والا غير ملابسك وسوف انتظرك عند البحيرة
وأدار سام ظهره وانجن نحو الشارع وظل يوسف مكانه ينظر له في بلاهة وهو لا يفهم شئ ثم دخل الي المنزل واغلق الباب خلفه وظل سام يسير في الشارع العام وعلي وجهه علامات الدهشة وكأنه منعزل عن العالم وفي عالمه الخاص لا يسمع صوت السيارات والمارة حتي ذلك الكلب الذي مر بجانبه مع تلك الفتاه الشقراء التي كانت تنزه كلبها لم يهتم به سام رغم خوف الملئ الشديد من سام عندما اقترب منه لدرجة دفعت الكلب الي الفرار من أمام سان وسقطت الفتاة علي الارض من سرعة الملئ في الركض ثم انعطف يمينا متجها نحو الممر الضيق بين المنازل ظتخذ طريق مختصر نحو البحيرة وبعد الدقيقة من السير بداء يسمع صوت الماء وظهر من بعيد سطح البحيرة وانعكاس ضوء الشمس عليها أضاف شئ من السحر والجمال والطيور التي تحلق فوق البحيرة وذلك الجسر الخشبي الممتد من الشاطئ الي نصف البحيرة مثل السور الصغير المرتفع نصف متر عن الأرض المبني من الحجارة والذي يحيط البحيرة في شبه دائرة والأشجار الكثيفة العالية المنتشرة هنا وهناك قرب البحيرة المعزولة كانت تضيف شي من الجمال فكان يفكر في ما حدث له وكيف انتقل بهذه السرعة من مكان الي مكان آخر وكيف لا يشعر بالخوف مما حدث ثم اقترب من السور وجلس عليه في مقابل البحيرة وظل شارد الذهن دقيقة وهو ينظر نحو البحيرة ثم سمع صوت خطوات اقدام تأتي من الخلف فنظر سريعا نحو الصوت فوجده جون بجسده الممتلئ وسعر الكستاني مثل الثور في قوته ثم تقدم جون من سام وخلفه باقي عصابته الشريرة المكونة من اربع أفراد ومتعتهم الوحيدة هي ضرب سام وتعذيبه فلم يكن لهم أي هدف في الحياة سوي التسكع في الحي وضرب زملاء المدرسة والعجائز وخاصة سام الذي حاول الدفاع نفسه كثيرا باستماته لكنه كان دائما ما يفشل أمام قوة جون وكثر عدد عصابته
تنهد سام وهز رأسه في ياس فور وقوع بصره علي جون ثم وقف واقترب من جون الذي توقف امام سام علي مقربة منه ثم قال
جون ليس الان اليوم غير مناسب
ابتسم حزن ونظر الي أفراد العصابة التي تتبعه وجمعيهم في سنة الثامنة عشر والتاسعة عشر ورغم أن جون كان أصغرهم سنا ولما يتجاوز السادسة عشر إلا أنه يتزعمهم جميعا ويفهمون جون من نظرة واحدة
فقال احد أفراد العصابة محدثا سام
هل ترغب في تأجيل العقاب الي عيد ميلادك كهدية وصاح الآخر
سام يرغب في بعض التشوهات علي وجهه قبل عيد ميلاده
فنظر لهم جون نظرة حادة اخرسهم جميعا ثم اقترب من سام وأصبحت المسافة بينهم ثلاثة أمتار فقط وقال في غضب
لن تفلت مني اليوم ياسام سوف افتت عظامك ال أقل لك الف مرة الا تقترب من ياسمينا
ثم ركض جون نحو سام وهو يكور يده في استعداد الي ضرب سام من دفع سام الي رفع معصم يديه ليحمي وجهه واغمض عينيه فخرج من يديه درع له لون ازرق مثل الحائط امال بينه وبين جون الذي استطدم بالدرع وشعر بكهرباء تسري في جسده مما دفعه لبصراخ وانقلب علي ظهره مغشيا عليه وملابسه ممزقة و حه ينزف ددمم ففزع أفراد عصابته وارتسمت علي وجههم الدهشة كما ارتسمت علي وجهه سام هو الآخر واتجه. جميعا نحو جون وحملوه وهو يصرخ من الالم وانصرفوا جميعا في اتجاه الأشجار الكثيفة وبين تلك الأشجار كان يختبئي اثنان من الاقزام يرتدون ملابس ممزقة لهم راس في حجم البطيخ وعينان واسعتان وصلت وأنف كبيرة طويلة واذنان كبيرتان في حجم إذن الحمار وكانت دهشتهم لا تقل عن دهشة سام والعصابة فنظر كل منهم إلي الآخر في تعجب وقال القزم الاول
أنه يمتلك قدرات خاصة
انا لا افهم لماذا نراقب هذا الشاب منذ عدة أعوام
تنهد القزم الاول ثم جلس علي الارض واستند بظهره علي أحد الأشجار وقال
الم تري ماذا فعل
اخرج درع ما الجديد في هذا
إن هذا الشاب له قدرات خاصة وجبارة
وكيف عرفت
لان الدرع الذي خرج منه لا يخرج إلا من ملوك
لكنه بشري
نعم بشري وليس له قرين ولذلك نراقبه
ما زلت لا افهم شئ
إن رصد البشر يتم عن طريق القرين وكن هذا الشاب بدون قرين ومن الصعب رصده وتحديد مكانه ولذلك أمرنا الملك نوان أن نراقبه وهنا صاح القزم الثاني وقال والرعب يظهر علي وجهه وصوته
ؤنعن الملك نوان أمرني أن أخبره باي شي جديد يحدث بهذا الشاب
وماذا تنتظر اذهب الي ملك نوان الان وأخبره بما حدث وانا اشوف اقوم بالمراقبة والا سجنك الملك نوان
وضع القزم الثاني إصبعه في فمه متخسرا ثم اغمض عينيه واختفي تاركا خلفه بعض الغيار الاسود تتطاير في الهواء ونهض القزم الاول من مكانه وظل يراقب سام من بعيد وهو مختبئ خلف الاشجار
جلس سام علي السور امان البحيرة وهو يفكر فيما حدث وكيف هرج الدرع منه وهذا الشعور الغريب الذي بداخله أنه يشعر به لاول مرة في حياته أنه يشعر بالنشاط والقوة تسري في جسده انها قوة غريبة ثم شعر سام بيد أحد توضع علي كتفه فنظر خلفه وجد صديقه يوسف يقف بجانبه مبتسم ثم جلس بجوار وقال
ماذا حدث
نظر له سام في حيرة وفكر قليلا هل يخبر صديقه الوحيد علي ما حدث ام يحتفظ بما حدث لنفسه وشعر أنه في حالة الإفصاح الي صديقه بيكا حدث سيخسر صديقه الوحيد ومن المؤكد أنه لم بصديقه ولذلك قرر سام أن يحتفظ بسره بين صدره والا يخبر اي احد بما حدث ومن المؤكد أن هناك احداث اخري سوف تحدث وشعر أنه أصبح لديه قوة خارقة مثل الابطال الخارقين الي يسطشاهد افلاهمهم ثم ابتسم وقال
لا شئ انها جماعة جون السخيفة كانت تطاردني مرة اخر هز يوسف رأسه نافيا وقال
لعنة **** علي جون وجماعته السخيفة الا يكف عن مطاردتك ابدا
اظن أنه سيكف من اليوم فأنا تغلبت عليهم بطريقة ما
وكيف حدث هذا أخبرني
ابتسم له ثم فكر في اي شي يقوله له غير قصة الدرع الذي ظهر من ذراعه ثم قال
دعك من هذا الحديث
النهاية........
