تبدأ الحكاية لما نزل يوسف اجازة من شغله اللي كان فولاية من الولايات المتحدة ..كان بقاله سنة ونص منزلش مصر ولا شاف ولاده وكان مشتاق جدا يشوفهم ويضمهم لصدره ...
طبعا شعوره ك اب خلاه حزين انه بعيد عنهم لكن اكيد غصب عنه ..ورغم انه بعيد المدة الطويلة دي ..لكن كان بيطمن عليهم وبيكلمهم بالتليفون دايما ويكلم مامتهم اللي ياما ألح عليها تسافر معاه ..ولما وافقت للاسف مكنش فيه ظروف مادية تسمح بسفرهم كلهم مع بعض.....
كان نازل وهو طول الطريق بيفكر فيهم قد ايه وحشوه جدا ....اللي خلاه قرر يرجع ويستقر في مصر ومش هايسافر تاني ......ولما رجع كان معاه هدايا كتير جدا علشانهم ولعب ومفاجأت ..وفكر ياخدهم معاه يزوروا جدتهم اللي هي امه..
وقرر يخليهم يقيسوا اللبس الجديد ويفرجوه لجدتهم و قالهم : يلا ياولاد علشان تقيسوا اللبس الجديد وتغيروا هدومكم ...لكن امه اللي كان وحشها الولاد وبقالها مدة مشافتهمش بسبب انها ساكنة بعيد جدا فبلد تانية ومحافظة تانية ...كان صعب ان والدتهم تسافر بيهم لوحدها وكمان كان صعب تسيب الولاد مع جدتهم لانها ست كبيرة ف السن ومريضة سكر .....
جدتهم قالت : لالا يايوسف لازم يستحموا الاول ويغيروا الهدوم علي نضافة عشان تعب السفر والتراب وانا هحميهم بنفسي حبايب قلب ستهم ......
ولاد يوسف كانوا ولدين وبنت..
والبنت هي الكبيرة حوالي ٩سنين والولدين سنتين و٦سنين..
جدتهم جهزت الحمام وجهزت طقم شيك لكل *** واخدت الاولاد الصبيان تحميهم الاول ....بس لما دخلوا معاها وقلعوا هدومهم شافت حاجات غريبة اوي بس قالت يمكن شقاوة عيال .....لكن لما دخلت البنت علشان تحميها شافت حاجة رعبتها ...جروح شكلها مريب اوي منتشرة في جمسها .....وشافت كمان ......حاجة غريبة خلتها تصرخ وتطلع تجري من الحمام وهي بتنادي علي ابنها..
- الحقني يايوسف الحقني بسرعة ......
-------------
لما دخلت جدة الولاد تحميهم وجدت جروح منتشرة فكل مكان ف جسمهم ولما سألتهم مردوش عليها ....
اما البنت واللي كان اسمها ماري سالتها جدتها ايه الحرق ده ؟ الحرق كان ف اعلي الفخذ لكن البنت بصت لجدتها وعنيها حزينة ومردتش عليها ...طلعت الجدة تجري علي يوسف ابنها الحق يايوسف الحق بسرعة ...ايه اللي ف البت ده؟
يوسف مبلم بيبلع ريقه بالعافية وقلبه بيدق اوي ..
اترعب علي البنت ..قربها منه وقعدها علي رجله وبيطبطب عليها ، وهو يبص للجرح اللي ففخدها وبيسالها : مين اللي عمل فيكي كده يا ماري ؟
البنت بتبص فعنيه بخوف وعمالة تفرك ف صوابعها ومبتردش برضو ....ابوها حاول معاها مرة تانية ولكن بلا اجابة ...
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
تعالو نرجع ف الاحداث للبداية اكتر ....واعرفكم علي يوسف اكتر و ازاي بدأت حكايته ....
يوسف كان شاب مجتهد دراسياً جدا متفوق طول عمره .... حصل علي بكالريوس العلوم ....واشتغل ف وظيفة ممتازة ف ادارة الابحاث للعلوم البيئية ...
كان بيشتغل وبيدرس عشان يكون نفسه وفي نفس الوقت كان متدين جدا مابيفوتش **** ..
كان عايش مع والدته واخته ..لان ابوه اتوفى قبل ماينهي دراسته نتيجة جلطة ف القلب ....
كان شاب متوسط الطول وسيم الي حد ما لكن مكنش له اختلاط بالبنات غير قليل ...كان اهم حاجة فحياته شغله ودراسته ....يوسف كان له خالة وعندها ولدين منهم واحد خاطب اخت يوسف ...
لحد ما جه ابن خالته واللي هو كان خطيب اخته اللي كان اسمه رامي وقال ليوسف : ماتيجي ياابن خالتي نحط ايدينا ف ايد بعض ونجيب بيت
يوسف : ايدي علي كتفك يافالح ...ايه قدامك حاجة ؟
رامي : بيني وبينك ليا واحد معرفة سمسار ...سهلة يعني نجهز بس بالفلوس وسيبها علي ****..
يوسف : ياسيدي لو علي الفلوس اعتبرها موجودة بس بقولك ايه اضمن حقي اه هههههه..
رامي : ياجدع انت عيب عليك دا انت حبيبي هو انا هاكل حقك هههه..
يوسف : طيب يلا خير البر عاجله ...نتوكل علي **** وكلم صاحبك نعدي عليه بكرة ولما نتفق نبقي نجهز بالفلوس..
رامي : وهو كذلك ..
رامي اتصل بصاحبه وحدد ميعاد وياه يعدو عليه الساعة ٧ وقاله انهم عاوزين بيت له رخصة و ورقه جاهز عشان هايكون شرك بين عيلة ..
و عدا الوقت لحد ما جات الساعة ٧ وجهز يوسف وراح مع رامي ...لكن حصل حاجة غريبة كل مايوسف يعجبه بيت ؛ يطلع البيت فيه سكان او صاحب البيت طالب مبلغ ضخم ومش هايقدروا يدفعوه ..
ومرت الايام وكل يوم والتاني يطلع يوسف مع ابن خالته رامي مع السمسار....لحد ما جالهم تليفون من السمسار : ايوة يااستاذ يوسف لاقيتلك طلبك لاء وايه في مكان لوقطه فوسط البلد وعلي شارعين وحاجة تحفة ....يوسف : بس يامعلم اهم حاجة سعره ..
السمسار : متقلقش خالص..
راحو وخلصو فالبيت ....وبعد فترة حوالي ست شهور رامي وضب شقته واتجوز اخت يوسف وعاش فيها والبيت اتقسم بين رامي وبين يوسف ....
ولما سكن رامي ومراته ....اتعرفوا علي الجيران ...واللي كان ساكن قصادهم بنت حلوة اسمها حنان لفتت نظر رامي....
فكر يفاتح يوسف انه لاقاله بنت مناسبة وقاله : بقولك ايه انت شوفها واسال عليها انا عن نفسي شايفها مناسبة ... وسالتلك عليها ناس حبايبي ف الخباثة كده هههه قالولي ياعم انها كل يوم ف الكنيسة وبتخدم هناك وابوها واخوها كمان كل يوم ف الكنيسة..
يوسف : لاء كده انا اشوفها بقا ؛ وفعلا شافها وعجبته جدا .... وحس انها هي دي شريكة حياته وانها من اسرة محترمة .....
واتجوزوا .....ومرت الايام وبعد اول عام جواز
خلفوا البنت وسموها ماري.....
بس ف يوم يوسف وهو راجع البيت لاحظ حاجة غريبة .... ان في طقم اختفي من دولابه ..وبعد يومين اتكرر الموضوع وكان مندهش جدا...والعجيبة ان زوجته كانت عند اهلها ...
دا غير انه كان متعود يشيل فلوس ف درج الكومودينو؛ الفلوس دي خاصة بشغله وعشان كده كان بيقفل عليها بالمفتاح وتملي شايله ف جيبه ومحدش معاه نسخة غيره....وف يوم الصبح شال مبلغ ٥٠ الف جنيه وقفل عليهم ...ونزل راح علي شغله ...وخلص اليوم ورجع يحسب حساباته وبيفتح الدرج... لقي الدرج فاضي ...
شد الدرج ووقعه وفضل يقلب ف المكتب زي المجنون ...
يوسف : فين الفلوس يانهار ازرق هااروح فداهية ...ازاي الفلوس تتاخد بس ومعايا المفتاح ؟ وفاتح الدرج ب ايدي ...
كان وشه باين عليه الفزع ...وقلبه بيدق بضربات عالية جدا وثاير زي الطير المجروح ...وجري علي التليفون يتصل بمراته الاي كانت ف بيت اهلها اللي هو قدام البيت اللي ساكنين فيه ...وقالها : حنان تعالي بسرعة انا ف مصيبة ....
جات حنان جري بعد ماقفل معاها وباين عليها القلق .... وحكالها اللي حصل ...فقالتله وهي وشها ملامحه هادية جدا : انت سلفتهم لبابا امبارح ..لما طلب منك مبلغ عشان يكمل عليه ويشتري بيت تاني عشان بيشوي اخويا هايتجوز فيه ...ازاي نسيت ياحبيبي!
يوسف بصلها وهو مكشر ومنفعل اوي وشدها من شعرها وقالها : ابوكي مين اللي سلفته؟ انتي بتخرفي ولا مجنونة؟ هاسلف ابوكي عهدة الشغل؟ وبعدين تعالي هنا..انا حاطط الفلوس الصبح قبل ما امشي ....لو فرضنا اني سلفته الفلوس هاتطير تروحله؟ ايه هتركب جناحات؟ اتعدلي كده وفهميني..
وشها بان عليه الغضب خصوصا انه لسه ماسكها من شعرها وعمال يضغط عليه وهي بتصرخ : انت مجنون .بتمد ايدك عليا..انا هخلي ابويا وبيشوي يجيبولي حقي منك ، وراحت زقاه من عليها وفلتت منه وطلعت تجري وهي حافية على شقه ابوها ...اللي زي مايكون واقف جاهز وفاتح باب شقته وعارف بالي هايحصل...ولان صوتهم كان واصل لاخر الشارع ...ونزل يوسف جري وراها وهي كانت دخلت عند ابوها ...واستخبت ..وطلع يوسف وراها ...وكان متصدرله حماه واخو مراته وهما باين عليهم ناوين الشر .....
يوسف : ياحرامية ..بتسرقوني انا ؟
لاء وايه وصلت لفلوس الشغل؟
دخل بيزعق اوي وبيشتم فيهم قام هجم عليه بيشوي اخو مراته وكتفه ...وراح يضرب فيه ومعاه كمان حماه ....
وبيبص بعينه يوسف لمح علي الترابيزة ميدالية تشبه بتاعته و فيها نسخة من مفاتيحه ....وعرف ان مراته لما شافته مرة وهو بيشيل فلوس ف الدرج ... خلته نايم وراحت اخدت المفاتيح ونزلت عملت عليها نسخة وسرقته بدون مايعرف...
المهم حماه واخو مراته ضربوه وقالوله : لما يبقي ليك حق ياعين امك تيجي تطلبه ب الادب ...واحنا ممكن نقولك ملكش حاجة عندنا ... واعلى ما فخيلك اركبه .....
يوسف بعد الضرب اللي اخده منهم لما اتجمعوا عليه كان وشه بينزف والغل مالي قلبه .. عاوز يكسر عضمهم بس مكنش قادر لانهم اتجمعوا عليه وهو لوحده وملوش ف الضرب والخناق دا شخص مسالم وفحاله ....
كان بيسمعهم وهو بينهج ..وبيفكر وبيعصر دماغه يرجع حقه ازاي ؟؟؟
يوسف : طيب خلينا نتفاهم ...انا مش هقدم فيكم بلاغ ... وترجعوا الفلوس بدون شوشرة ....
حماه: ههههههههه هو انا ماقولتلكش ؟ ...مش انا بحب الشوشرة ههههههه ...وريني بقا ياحيلتها هتعمل ايه؟
يوسف بيحاول يتعامل ببرود علي قد مايقدر : طيب انا عاوز فلوسي ...ماانت لو كنت طلبتهم مني ياحمايا مكنتش اتاخرت عليك ..بدل لوي الدراع ده والمشاكل واحنا برضو ملناش الا بعض ..وان كان علي اسلوبي معاكم انا عرفت غلطي ...وحقكم عليا ...
حماه : يابيشوي روح نادي حنان من جوه ..
دخل و جاب اخته وحما يوسف قاله: تبوس علي راسها وع**** تمسها بسوء تاني ...اما بقا الفلوس هكتب لك شيك باسم حنان ولما هي تصرفه تبقا تاخد منها الفلوس .....
يوسف قال فنفسه ( مافيش قدامي اي اختيار اني ارفض لحد ما اشوف اخرتها ايه مع الراجل ده )
وفعلا اخد الشيك وصرفته مراته وادتهوله لكن بعد فترة ودا اتسبب ف انه اخد جزاء ...واضطر يوسف انه يحايل رئيسه ف الشغل لحد ما اداه فرصة يسوي العهدة .....
وعدت المشكلة وحاول انه ينسي وينتبه لشغله وقرر مايسيبش فلوس فالبيت ...ومرت الايام وسنة ورا التانية والدنيا هادية الي حد ما .. هو فحاله واهل مراته فحالهم ... ومحدش بيروح عنده البيت ومراته لو راحت اي مكان تتصل تستأذن جوزها .....
ولانه حد مجتهد فشغله ....وانه شخص كُفئ ...اترشح لبعثة تبع الشغل ف ولاية من الولايات المتحدة ..
كانت بنته ماري بقت حوالي ٤سنين ومراته حامل ..
طلب منها تيجي معاه لكن هي رفضت وقالتله ظروف الحمل تمنعها وخايفة السفر يتعبها ....وفعلا سافر هو لوحده ....
وكان بيطمن عليها وعلي بنته كل يوم لحد ماولدت ابنه مارك وساعتها لما عرف بولادتها قرر يستاذنهم ف اجازة ينزل يطمن عليها ويقعد شهر ويرجع تاني ....لكن لما نزل اتفاجئ بحاجات مكنتش علي البال ولا علي الخاطر ..
يتبع...
الحلقة الثانية من قصة (أولاد يوسف)
لما يوسف قرر يرجع علشان يطمن علي مراته والمولود الجديد اتفاجئ ان في حاجات حصلت وهو كان اخر من يعلم ...زي ماقولنا ف البداية يوسف له اتنين ولاد خالته واحد اتجوز اخته وشريكه ف البيت والتاني كان مكلمهم هيدفعلهم تلت البيت ويدخل شريك وكل ده كان متفقين عليه قبل ما يسافر ومكنش فيه اي مشكلة ..
ابن خالته ده بقا اتجوز اخت مراته حنان وبقوا نسايب من نفس العيلة وطبعا يوسف منعا للمشاكل مكنش حكى اي حاجة حصلت معاه من حماه واهل مراته ...بس لما رجع اتفاجئ ان حماه بيقوله احنا لازمنا البيت ،،
يوسف : بيت مين اللي لازمك ياحمايا؟
حماه: بيتك امال هيكون بيت الجيران ؟!
يوسف : طب ماتشتريلك زيه ..انا مالي ؟
حماه :انت لازم تكتب البيت باسم حنان
يوسف : الظاهر انك نسيت ان تعبي وشقايا كله فالبيت ده ....وبعدين دا بيت شركا ماقدرش اتصرف فيه لوحدي
حماه : طب بص بقا ياحيلتها حنان والعيال في بيتي لما تبقي تتربى
يوسف : هي عافية ؟ طب بيتي مش هاافرط فيه ....
وحنان مش هتطلع من البيت وعيالي محدش هياخدهم ...
وقف حماه وعنيه بتطق شرار ...وقالوا وهو بيتصنع البرود ووشه احمر من الغضب : الايام بيننا ههههه ، واما نشوف مين اللي هايضحك في الاخر ...
وفعلا مشي حماه ..ومرت الايام والشهور.، وكبر ابنه مارك بقا عنده سنتين والبنت ماري كانت وصلت ٦سنين ...ف الفترة دي كانت حنان حملت للمرة التالتة ..
وكان في مشاكل كتير جدا بين يوسف واهل مراته بسبب طمعهم ف البيت لدرجة انه مرة وهو ماشي كان في عربية جيب سودة هتخبطه ونفد باعجوبة .. نفس الموضوع اتكرر مع ولاد خالته .....حد بيحاول يخبطهم ويخلص منهم .... وكده الموضوع وضح مفيش غيرهم اهل مراته
وده اللي اضطره قبل سفره امريكا تاني انه يتفق مع رامي ابن خالته وجوز اخته ومع شريكهم التالت اخو رامي انهم يكتبوا البيت بيع وشراء باسم والدة يوسف واختها اللي هي تبقا خالته عشان محدش يقدر ياخد البيت فحالة لو حد فيهم جراله حاجة لاقدر **** ...
وبعد ما ده حصل واتوثق ف الشهر العقاري بصحة التوقيع سافر وانهى كل اوراقه بالخارج بسبب المشاكل اللي حصلت معاه وان كده اهله حياتهم ف خطر وماينفعش يكون خارج البلاد وقرر يستقر ف مصر وميرجعش تاني الا ف حالة واحدة ....لو اضطر يعمل كده بس يكون معاه ولاده ومراته
ولكن بعد رجوع يوسف كانت البنت بقت ٧ سنين والولد الاوسط ٣ والصغير سنة ...
يوسف لما رجع بدأ يركز ف شغله جدا ويهتم ببيته وولاده دايما يملا التلاجة اكل وفاكهة والبان ولحوم ...ومش مخلي البيت ناقصه اي حاجة ...بس الغريب بقا ...انه لما كان بيروح الشغل ويرجع كان بيلاقي حاجة عجيبة العيال مريضة ووشهم اصفر وف حالة سيئة ودا الثلاث ***** بلا استثناء .....لدرجة انه اخدهم للطبيب وقلق جدا عليهم واتفاجئ بكلام الدكتور لما لاقاهم عندهم ضعف وهبوط شديد.نتيجة الخمول والانيميا ...والدكتور قاله : الولاد دي مش بتاكل ؟؟ او محدش بيقعد وياهم ؟
يوسف : ازاي الكلام ده انا البيت كل يوم مليان اكل وفاكهة باستمرار وبرجع مش بلاقي ليا اكل اصلا..
الدكتور كتبلهم على ادوية واندهش من كلام يوسف وقال فنفسه جايز بيداري تقصيره مع اولاده ..
الاغرب من كده ان يوسف كان بيروح كل يوم بيلاقي التلاجة بالكامل فاضية ...ولما كان بيسأل حنان تقوله عيالك خلصوه فكان يضطر ينزل يجيب اكل ..
العجيب بقا لو عزم علي الولاد ياكلوا معاه زي اي اب بيجروا ياكلوا اكنهم ف مجاعة او مش داقوا الاكل ...
وفي يوم يوسف رجع من الشغل حاسس ب الم رهيب ف معدته ...لدرجة انه وقع قدام البيت ....ولما جابوله الاسعاف وراح المستشفي ..ولما وصل عملوله الاسعافات الاولية الطبيب طلب منه عمل فحوصات ددمم ...وبعدها علقولوا محاليل عشان حالته تتحسن ....بس الطبيب لما عمل الفحوصات وظهرت نتيجتها راح ليوسف لما فاق وبدأ يبقس أفضل وقاله : ازاي تعمل ف نفسك كده؟ اية انت كنت ناوي تنتحر؟!
يوسف باين علي وشه علامات الاندهاش ومش فاهم حاجة ورد قاله: انتحر اية؟ انا مش فاهم حاجة ...انا كنت كويس وفجاة حسيت بتعب شديد ف بطني بعدها اغمي عليا..
الطبيب: انت واخد كمية مخدرات كانت هتقضي علي حياتك والظاهر معدتك كان فيها برد شديد ..مما ادي الي ان جدار المعدة لم يمتص المواد دي وعشان كده جالك احساس القئ وبعدها اغمي عليك ..
يوسف حاول يقوم من مكانه بس دراعه كان متثبت فيه الكانيولا والمحاليل : انت بتقول اية يادكتور ؟ مخدرات اية؟ انا مليش ف السكة دي صدقني ..انا حتي مش بشرب سجاير ولا بحب ريحتها ..
الدكتور استغرب وحاول يخفف عنه صدمة اللي سمعه : يمكن حبيت تاخدها كمنشطات جنسية مثلا ههههه ؟
يوسف : يافندم انا بقول لحضرتك مليش في السكة دي ب أي شكل من الاشكال
الدكتور : علي العموم حمد**** علي سلامتك ...
خد بالك المرة دي **** ستر ....لو حصلت تاني محدش عارف ممكن يحصل ايه..
وانصرف الدكتور وساب يوسف غرقان في حيرة شديدة وافكار ملخبطة.. يكون مين اللي عمل كده؟
معقول حد من زمايله بيهزر معاه؟
ولا حد من اهل مراته؟
بس حد مين دا محدش فيهم بيخطي جوا البيت ..
ومر اليوم ده بسلام وبدأ يوسف يتعافى ورجع لبيته وشغله ولكن لما رجع البيت كان ملاحظ نظرات الحزن في عين اولاده وكل مايحاول يسألهم في ايه ؟ مكنش حد بيتكلم ..
كل اجابتهم صمت وبيبصوا لبعض وخلاص ودايما مسهمين ومش مركزين ....وزي اللي تايهين كده ...وشهم دايما خاسس وباين عليهم الارهاق ...رغم ان يوسف بدأ يهتم بيهم ويديهم الدوا بنفسه والمقويات ...لكن مفيش فايدة..
وف يوم وهو راجع البيت او مادخل لاحظ البيت ريحته بشعة ريحة كمكمة كده غريبة قعد يكح وراح مزعق ودخل علي مراته اللي كانت ف المطبخ بتطبخ وشدها من ايدها علي الصالة ..وهو وشه احمر وبيطق من الغيظ والغضب ... يوسف: ايه ياست هانم ده ..انا داخل بيت ولا داخل زريبة؟ ايه الريحة المقرفة دي ؟ انتي بني ادمة معفنة جتك القرف انا قرفت منك ومن عيشتك..
حنان ماسكتتش وقالتله كلام زي السم : مالها عيشتي يابخيل ياجلدة يلي مابيهونش عليك الجنية واكنه من لحمك..الناس كلها بتكبر وتعلا لفوق وانت هاتفضل محلك سر حتة موظف كحيان ....
: الكحيان ده عاملك بني ادمة ولامك ف بيته ..مش كفاية بلاوي اهلك ياطماعين ياتربية الحواري..
: طيب انا بقا مش هاوريك عيالك ...بت ياماري تعالي معايا.. ودخلت تشد البنت من علي السرير والبنت اتكفت علي وشها وكانت بتعيط ..البنت ٩سنين .. ولسه رايحة تاخد اولادها الصغيرين راح ماسكها من شعرها ومجرجرها وراح فتح باب الشقة وزقها من علي السلم وهو بيزعق : انتي ملكيش عيال عندي ...مش كفاية مهملة ف صحتهم وربتيلهم المرض ... غوري ف ستين داهية علي ابوكي شيخ المنصر خليه ينفعك..
واول مانزلت وهي شعرها متقطع وملابسها متقطعة وحافية وشكلها مايسرش ....كان عارف ايه ممكن يحصل من رد فعل اهلها عشان كده اخد ولاده بسرعة اول مانزلت وجري علي الموقف بتاع المنصورة وراح ركب ومعاه العيال وهو ناوي يروح لأمه .....امه قعدت تهدي فيه وتقوله : ياابني مجد ربك واستهدا كده يايوسف ياحبيبي دا شيطان دخل بينكم..
يوسف : بقولك مش هرجعلها تاني ورحمة ابويا مش هتشوف ضوفر عيل الا علي جثتي ..
: طيب ياابني روح ارتاح والصبح نشوف هنتصرف ازاي ..
في الوقت ده الولاد كان شكلهم مبهدل ومهمل تماما ولا اولاد الشوارع..
: بقولك ايه يايوسف انا هاخد الولاد احميهم وانت بس جهزلي طقم كده لكل عيل انت جايب لبس معاك؟
: اه ياامي حالا ....انا بتقل عليكي ياامي سامحيني بس اروح فين مليش غيرك ..
: انت وولادك ف عنيا ياضنايا ....يلا هات اللبس وعلقه هنا علي الباب ..
ودخلت جدتهم تحميهم شافت خدوش شكلها صعب اوي وجروح ف اجسام الولدين ولما سالتهم محدش رد ....
وفكرت انها شقاوة عيال ...لحد ما جه الدور علي البنت شافت حاجة غريبة اوي ...طلعت تصرخ م الحمام : يالهووي يالهووي ...الحقني يايوسف ..الحقنيييييييي..
وكانت بتلطم علي وشها ومن الخضة كانت هتقع علي وشها وهي بتجري وتصرخ ..... يوسف اتفزع علي صريخ امه ... وراح يشوف في ايه
: اية ياامي في ايه بس؟
: الحقني ياابني ...ايه اللي انا شوفته ده
: ايه بس شوفتي ايه فهميني ؟ ايه شوفتي عفريت ؟
: ياريت ...كان يبقا اهون ...البت ماري ...فيها حرق صعب اوي وخطير ...اول ماشوفته قلبي اتنفض ...لاء وايه ف مكان حساس ....وحاولت اسالها مردتش عليا
: ازاي كده ؟ معقول ؟طب تعالي نروح لدكتور بسرعة ...
نزل يوسف ومعاه والدته وراحوا علي دكتورة نساء ....
ولما وصلوا هناك كشفت عليها الدكتورة واكتشفت ان الحرق ده تم بألة حادة وتقريبا سكينة اتسخنت وتم حرق البنت بيها
مش بس كده اللي افظع من كده ان بعد ما الطبيبة فحصت البنت كان تقريرها بيفيد : البنت دي اتهتك عرضها ..وبألة حادة ..
يوسف كان واقف مذهول واتهم الدكتورة انها مجنونة : انتي بتقولي ايه انا مش فاهم حاجة انتي اكيد بتكدبي وبتألفي .. مش ممكن دا يحصل مش ممكن ..
كان بيصرخ وبيزعق وثاير جدا ومش قادر يتلم علي اعصابه اما والدته اغمي عليها وجاتلها نوبة سكر واخدوها ف غرفة يفوقوها ....وف الوقت ده يوسف حاول يعرف من البنت مين عمل كده كانت بتبصله وهي مرعوبة ..
بس الطبيبة قالتله حاجة مهمة : الافضل تروح تعرضها علي الطب الشرعي وتاخد تقرير وتعمل اثبات حاله..
: انا هعمل كده فعلا ...بس مش قبل مااعرف مين اللي عمل كده ..
اندفع ناحية البنت وفضل يرج فيها ويهزها وهي مرعوبة ويقولها: مين اللي عمل فيكي كده انطقي بقولك ....
وكان هايضربها بس الدكتورة قالتله مش هاينفع اسلوبك ده البنت باين عليها الرعب ارجوك اتفضل بالخارج وانا هاتكلم وياها لوحدنا واحاول اوصل لحل ...
وفعلا خرج يوسف واكنه ثور جريح خارج من حلبة مصارعة مميتة ودمه بينزف .....قعد برة حوالي ساعة كاملة ...
ف الوقت ده كانت الدكتورة واخدة البنت علي رجلها ومحتضناها وبتحايلها وجابتلها شيكولاتة وكانت بتبوسها وتطمنها لحد ما اتكلمت وياها وعرفت منها .....
خرجت الدكتورة وسابت البنت ف حجرة الكشف..
اول ماشافها يوسف ...اتنفض قام من مكانه ....وبصلها وهو متلهف يعرف ويسمع منها ..
الدكتورة باين علي وشها التوتر وبتتهجى الكلام ولكن جمعت شجاعتها وقالتله : استاذ يوسف حاول تتمالك أعصابك عشان تعرف ترجع حق بنتك
: مين يادكتورة هاه؟ مين ؟ قوليلي؟
بصتله وهي عنيها كلها قلق : خالها وجدها
يوسف : ايه ؟؟!!!!
يتبع...
طبعا شعوره ك اب خلاه حزين انه بعيد عنهم لكن اكيد غصب عنه ..ورغم انه بعيد المدة الطويلة دي ..لكن كان بيطمن عليهم وبيكلمهم بالتليفون دايما ويكلم مامتهم اللي ياما ألح عليها تسافر معاه ..ولما وافقت للاسف مكنش فيه ظروف مادية تسمح بسفرهم كلهم مع بعض.....
كان نازل وهو طول الطريق بيفكر فيهم قد ايه وحشوه جدا ....اللي خلاه قرر يرجع ويستقر في مصر ومش هايسافر تاني ......ولما رجع كان معاه هدايا كتير جدا علشانهم ولعب ومفاجأت ..وفكر ياخدهم معاه يزوروا جدتهم اللي هي امه..
وقرر يخليهم يقيسوا اللبس الجديد ويفرجوه لجدتهم و قالهم : يلا ياولاد علشان تقيسوا اللبس الجديد وتغيروا هدومكم ...لكن امه اللي كان وحشها الولاد وبقالها مدة مشافتهمش بسبب انها ساكنة بعيد جدا فبلد تانية ومحافظة تانية ...كان صعب ان والدتهم تسافر بيهم لوحدها وكمان كان صعب تسيب الولاد مع جدتهم لانها ست كبيرة ف السن ومريضة سكر .....
جدتهم قالت : لالا يايوسف لازم يستحموا الاول ويغيروا الهدوم علي نضافة عشان تعب السفر والتراب وانا هحميهم بنفسي حبايب قلب ستهم ......
ولاد يوسف كانوا ولدين وبنت..
والبنت هي الكبيرة حوالي ٩سنين والولدين سنتين و٦سنين..
جدتهم جهزت الحمام وجهزت طقم شيك لكل *** واخدت الاولاد الصبيان تحميهم الاول ....بس لما دخلوا معاها وقلعوا هدومهم شافت حاجات غريبة اوي بس قالت يمكن شقاوة عيال .....لكن لما دخلت البنت علشان تحميها شافت حاجة رعبتها ...جروح شكلها مريب اوي منتشرة في جمسها .....وشافت كمان ......حاجة غريبة خلتها تصرخ وتطلع تجري من الحمام وهي بتنادي علي ابنها..
- الحقني يايوسف الحقني بسرعة ......
-------------
لما دخلت جدة الولاد تحميهم وجدت جروح منتشرة فكل مكان ف جسمهم ولما سألتهم مردوش عليها ....
اما البنت واللي كان اسمها ماري سالتها جدتها ايه الحرق ده ؟ الحرق كان ف اعلي الفخذ لكن البنت بصت لجدتها وعنيها حزينة ومردتش عليها ...طلعت الجدة تجري علي يوسف ابنها الحق يايوسف الحق بسرعة ...ايه اللي ف البت ده؟
يوسف مبلم بيبلع ريقه بالعافية وقلبه بيدق اوي ..
اترعب علي البنت ..قربها منه وقعدها علي رجله وبيطبطب عليها ، وهو يبص للجرح اللي ففخدها وبيسالها : مين اللي عمل فيكي كده يا ماري ؟
البنت بتبص فعنيه بخوف وعمالة تفرك ف صوابعها ومبتردش برضو ....ابوها حاول معاها مرة تانية ولكن بلا اجابة ...
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
تعالو نرجع ف الاحداث للبداية اكتر ....واعرفكم علي يوسف اكتر و ازاي بدأت حكايته ....
يوسف كان شاب مجتهد دراسياً جدا متفوق طول عمره .... حصل علي بكالريوس العلوم ....واشتغل ف وظيفة ممتازة ف ادارة الابحاث للعلوم البيئية ...
كان بيشتغل وبيدرس عشان يكون نفسه وفي نفس الوقت كان متدين جدا مابيفوتش **** ..
كان عايش مع والدته واخته ..لان ابوه اتوفى قبل ماينهي دراسته نتيجة جلطة ف القلب ....
كان شاب متوسط الطول وسيم الي حد ما لكن مكنش له اختلاط بالبنات غير قليل ...كان اهم حاجة فحياته شغله ودراسته ....يوسف كان له خالة وعندها ولدين منهم واحد خاطب اخت يوسف ...
لحد ما جه ابن خالته واللي هو كان خطيب اخته اللي كان اسمه رامي وقال ليوسف : ماتيجي ياابن خالتي نحط ايدينا ف ايد بعض ونجيب بيت
يوسف : ايدي علي كتفك يافالح ...ايه قدامك حاجة ؟
رامي : بيني وبينك ليا واحد معرفة سمسار ...سهلة يعني نجهز بس بالفلوس وسيبها علي ****..
يوسف : ياسيدي لو علي الفلوس اعتبرها موجودة بس بقولك ايه اضمن حقي اه هههههه..
رامي : ياجدع انت عيب عليك دا انت حبيبي هو انا هاكل حقك هههه..
يوسف : طيب يلا خير البر عاجله ...نتوكل علي **** وكلم صاحبك نعدي عليه بكرة ولما نتفق نبقي نجهز بالفلوس..
رامي : وهو كذلك ..
رامي اتصل بصاحبه وحدد ميعاد وياه يعدو عليه الساعة ٧ وقاله انهم عاوزين بيت له رخصة و ورقه جاهز عشان هايكون شرك بين عيلة ..
و عدا الوقت لحد ما جات الساعة ٧ وجهز يوسف وراح مع رامي ...لكن حصل حاجة غريبة كل مايوسف يعجبه بيت ؛ يطلع البيت فيه سكان او صاحب البيت طالب مبلغ ضخم ومش هايقدروا يدفعوه ..
ومرت الايام وكل يوم والتاني يطلع يوسف مع ابن خالته رامي مع السمسار....لحد ما جالهم تليفون من السمسار : ايوة يااستاذ يوسف لاقيتلك طلبك لاء وايه في مكان لوقطه فوسط البلد وعلي شارعين وحاجة تحفة ....يوسف : بس يامعلم اهم حاجة سعره ..
السمسار : متقلقش خالص..
راحو وخلصو فالبيت ....وبعد فترة حوالي ست شهور رامي وضب شقته واتجوز اخت يوسف وعاش فيها والبيت اتقسم بين رامي وبين يوسف ....
ولما سكن رامي ومراته ....اتعرفوا علي الجيران ...واللي كان ساكن قصادهم بنت حلوة اسمها حنان لفتت نظر رامي....
فكر يفاتح يوسف انه لاقاله بنت مناسبة وقاله : بقولك ايه انت شوفها واسال عليها انا عن نفسي شايفها مناسبة ... وسالتلك عليها ناس حبايبي ف الخباثة كده هههه قالولي ياعم انها كل يوم ف الكنيسة وبتخدم هناك وابوها واخوها كمان كل يوم ف الكنيسة..
يوسف : لاء كده انا اشوفها بقا ؛ وفعلا شافها وعجبته جدا .... وحس انها هي دي شريكة حياته وانها من اسرة محترمة .....
واتجوزوا .....ومرت الايام وبعد اول عام جواز
خلفوا البنت وسموها ماري.....
بس ف يوم يوسف وهو راجع البيت لاحظ حاجة غريبة .... ان في طقم اختفي من دولابه ..وبعد يومين اتكرر الموضوع وكان مندهش جدا...والعجيبة ان زوجته كانت عند اهلها ...
دا غير انه كان متعود يشيل فلوس ف درج الكومودينو؛ الفلوس دي خاصة بشغله وعشان كده كان بيقفل عليها بالمفتاح وتملي شايله ف جيبه ومحدش معاه نسخة غيره....وف يوم الصبح شال مبلغ ٥٠ الف جنيه وقفل عليهم ...ونزل راح علي شغله ...وخلص اليوم ورجع يحسب حساباته وبيفتح الدرج... لقي الدرج فاضي ...
شد الدرج ووقعه وفضل يقلب ف المكتب زي المجنون ...
يوسف : فين الفلوس يانهار ازرق هااروح فداهية ...ازاي الفلوس تتاخد بس ومعايا المفتاح ؟ وفاتح الدرج ب ايدي ...
كان وشه باين عليه الفزع ...وقلبه بيدق بضربات عالية جدا وثاير زي الطير المجروح ...وجري علي التليفون يتصل بمراته الاي كانت ف بيت اهلها اللي هو قدام البيت اللي ساكنين فيه ...وقالها : حنان تعالي بسرعة انا ف مصيبة ....
جات حنان جري بعد ماقفل معاها وباين عليها القلق .... وحكالها اللي حصل ...فقالتله وهي وشها ملامحه هادية جدا : انت سلفتهم لبابا امبارح ..لما طلب منك مبلغ عشان يكمل عليه ويشتري بيت تاني عشان بيشوي اخويا هايتجوز فيه ...ازاي نسيت ياحبيبي!
يوسف بصلها وهو مكشر ومنفعل اوي وشدها من شعرها وقالها : ابوكي مين اللي سلفته؟ انتي بتخرفي ولا مجنونة؟ هاسلف ابوكي عهدة الشغل؟ وبعدين تعالي هنا..انا حاطط الفلوس الصبح قبل ما امشي ....لو فرضنا اني سلفته الفلوس هاتطير تروحله؟ ايه هتركب جناحات؟ اتعدلي كده وفهميني..
وشها بان عليه الغضب خصوصا انه لسه ماسكها من شعرها وعمال يضغط عليه وهي بتصرخ : انت مجنون .بتمد ايدك عليا..انا هخلي ابويا وبيشوي يجيبولي حقي منك ، وراحت زقاه من عليها وفلتت منه وطلعت تجري وهي حافية على شقه ابوها ...اللي زي مايكون واقف جاهز وفاتح باب شقته وعارف بالي هايحصل...ولان صوتهم كان واصل لاخر الشارع ...ونزل يوسف جري وراها وهي كانت دخلت عند ابوها ...واستخبت ..وطلع يوسف وراها ...وكان متصدرله حماه واخو مراته وهما باين عليهم ناوين الشر .....
يوسف : ياحرامية ..بتسرقوني انا ؟
لاء وايه وصلت لفلوس الشغل؟
دخل بيزعق اوي وبيشتم فيهم قام هجم عليه بيشوي اخو مراته وكتفه ...وراح يضرب فيه ومعاه كمان حماه ....
وبيبص بعينه يوسف لمح علي الترابيزة ميدالية تشبه بتاعته و فيها نسخة من مفاتيحه ....وعرف ان مراته لما شافته مرة وهو بيشيل فلوس ف الدرج ... خلته نايم وراحت اخدت المفاتيح ونزلت عملت عليها نسخة وسرقته بدون مايعرف...
المهم حماه واخو مراته ضربوه وقالوله : لما يبقي ليك حق ياعين امك تيجي تطلبه ب الادب ...واحنا ممكن نقولك ملكش حاجة عندنا ... واعلى ما فخيلك اركبه .....
يوسف بعد الضرب اللي اخده منهم لما اتجمعوا عليه كان وشه بينزف والغل مالي قلبه .. عاوز يكسر عضمهم بس مكنش قادر لانهم اتجمعوا عليه وهو لوحده وملوش ف الضرب والخناق دا شخص مسالم وفحاله ....
كان بيسمعهم وهو بينهج ..وبيفكر وبيعصر دماغه يرجع حقه ازاي ؟؟؟
يوسف : طيب خلينا نتفاهم ...انا مش هقدم فيكم بلاغ ... وترجعوا الفلوس بدون شوشرة ....
حماه: ههههههههه هو انا ماقولتلكش ؟ ...مش انا بحب الشوشرة ههههههه ...وريني بقا ياحيلتها هتعمل ايه؟
يوسف بيحاول يتعامل ببرود علي قد مايقدر : طيب انا عاوز فلوسي ...ماانت لو كنت طلبتهم مني ياحمايا مكنتش اتاخرت عليك ..بدل لوي الدراع ده والمشاكل واحنا برضو ملناش الا بعض ..وان كان علي اسلوبي معاكم انا عرفت غلطي ...وحقكم عليا ...
حماه : يابيشوي روح نادي حنان من جوه ..
دخل و جاب اخته وحما يوسف قاله: تبوس علي راسها وع**** تمسها بسوء تاني ...اما بقا الفلوس هكتب لك شيك باسم حنان ولما هي تصرفه تبقا تاخد منها الفلوس .....
يوسف قال فنفسه ( مافيش قدامي اي اختيار اني ارفض لحد ما اشوف اخرتها ايه مع الراجل ده )
وفعلا اخد الشيك وصرفته مراته وادتهوله لكن بعد فترة ودا اتسبب ف انه اخد جزاء ...واضطر يوسف انه يحايل رئيسه ف الشغل لحد ما اداه فرصة يسوي العهدة .....
وعدت المشكلة وحاول انه ينسي وينتبه لشغله وقرر مايسيبش فلوس فالبيت ...ومرت الايام وسنة ورا التانية والدنيا هادية الي حد ما .. هو فحاله واهل مراته فحالهم ... ومحدش بيروح عنده البيت ومراته لو راحت اي مكان تتصل تستأذن جوزها .....
ولانه حد مجتهد فشغله ....وانه شخص كُفئ ...اترشح لبعثة تبع الشغل ف ولاية من الولايات المتحدة ..
كانت بنته ماري بقت حوالي ٤سنين ومراته حامل ..
طلب منها تيجي معاه لكن هي رفضت وقالتله ظروف الحمل تمنعها وخايفة السفر يتعبها ....وفعلا سافر هو لوحده ....
وكان بيطمن عليها وعلي بنته كل يوم لحد ماولدت ابنه مارك وساعتها لما عرف بولادتها قرر يستاذنهم ف اجازة ينزل يطمن عليها ويقعد شهر ويرجع تاني ....لكن لما نزل اتفاجئ بحاجات مكنتش علي البال ولا علي الخاطر ..
يتبع...
الحلقة الثانية من قصة (أولاد يوسف)
لما يوسف قرر يرجع علشان يطمن علي مراته والمولود الجديد اتفاجئ ان في حاجات حصلت وهو كان اخر من يعلم ...زي ماقولنا ف البداية يوسف له اتنين ولاد خالته واحد اتجوز اخته وشريكه ف البيت والتاني كان مكلمهم هيدفعلهم تلت البيت ويدخل شريك وكل ده كان متفقين عليه قبل ما يسافر ومكنش فيه اي مشكلة ..
ابن خالته ده بقا اتجوز اخت مراته حنان وبقوا نسايب من نفس العيلة وطبعا يوسف منعا للمشاكل مكنش حكى اي حاجة حصلت معاه من حماه واهل مراته ...بس لما رجع اتفاجئ ان حماه بيقوله احنا لازمنا البيت ،،
يوسف : بيت مين اللي لازمك ياحمايا؟
حماه: بيتك امال هيكون بيت الجيران ؟!
يوسف : طب ماتشتريلك زيه ..انا مالي ؟
حماه :انت لازم تكتب البيت باسم حنان
يوسف : الظاهر انك نسيت ان تعبي وشقايا كله فالبيت ده ....وبعدين دا بيت شركا ماقدرش اتصرف فيه لوحدي
حماه : طب بص بقا ياحيلتها حنان والعيال في بيتي لما تبقي تتربى
يوسف : هي عافية ؟ طب بيتي مش هاافرط فيه ....
وحنان مش هتطلع من البيت وعيالي محدش هياخدهم ...
وقف حماه وعنيه بتطق شرار ...وقالوا وهو بيتصنع البرود ووشه احمر من الغضب : الايام بيننا ههههه ، واما نشوف مين اللي هايضحك في الاخر ...
وفعلا مشي حماه ..ومرت الايام والشهور.، وكبر ابنه مارك بقا عنده سنتين والبنت ماري كانت وصلت ٦سنين ...ف الفترة دي كانت حنان حملت للمرة التالتة ..
وكان في مشاكل كتير جدا بين يوسف واهل مراته بسبب طمعهم ف البيت لدرجة انه مرة وهو ماشي كان في عربية جيب سودة هتخبطه ونفد باعجوبة .. نفس الموضوع اتكرر مع ولاد خالته .....حد بيحاول يخبطهم ويخلص منهم .... وكده الموضوع وضح مفيش غيرهم اهل مراته
وده اللي اضطره قبل سفره امريكا تاني انه يتفق مع رامي ابن خالته وجوز اخته ومع شريكهم التالت اخو رامي انهم يكتبوا البيت بيع وشراء باسم والدة يوسف واختها اللي هي تبقا خالته عشان محدش يقدر ياخد البيت فحالة لو حد فيهم جراله حاجة لاقدر **** ...
وبعد ما ده حصل واتوثق ف الشهر العقاري بصحة التوقيع سافر وانهى كل اوراقه بالخارج بسبب المشاكل اللي حصلت معاه وان كده اهله حياتهم ف خطر وماينفعش يكون خارج البلاد وقرر يستقر ف مصر وميرجعش تاني الا ف حالة واحدة ....لو اضطر يعمل كده بس يكون معاه ولاده ومراته
ولكن بعد رجوع يوسف كانت البنت بقت ٧ سنين والولد الاوسط ٣ والصغير سنة ...
يوسف لما رجع بدأ يركز ف شغله جدا ويهتم ببيته وولاده دايما يملا التلاجة اكل وفاكهة والبان ولحوم ...ومش مخلي البيت ناقصه اي حاجة ...بس الغريب بقا ...انه لما كان بيروح الشغل ويرجع كان بيلاقي حاجة عجيبة العيال مريضة ووشهم اصفر وف حالة سيئة ودا الثلاث ***** بلا استثناء .....لدرجة انه اخدهم للطبيب وقلق جدا عليهم واتفاجئ بكلام الدكتور لما لاقاهم عندهم ضعف وهبوط شديد.نتيجة الخمول والانيميا ...والدكتور قاله : الولاد دي مش بتاكل ؟؟ او محدش بيقعد وياهم ؟
يوسف : ازاي الكلام ده انا البيت كل يوم مليان اكل وفاكهة باستمرار وبرجع مش بلاقي ليا اكل اصلا..
الدكتور كتبلهم على ادوية واندهش من كلام يوسف وقال فنفسه جايز بيداري تقصيره مع اولاده ..
الاغرب من كده ان يوسف كان بيروح كل يوم بيلاقي التلاجة بالكامل فاضية ...ولما كان بيسأل حنان تقوله عيالك خلصوه فكان يضطر ينزل يجيب اكل ..
العجيب بقا لو عزم علي الولاد ياكلوا معاه زي اي اب بيجروا ياكلوا اكنهم ف مجاعة او مش داقوا الاكل ...
وفي يوم يوسف رجع من الشغل حاسس ب الم رهيب ف معدته ...لدرجة انه وقع قدام البيت ....ولما جابوله الاسعاف وراح المستشفي ..ولما وصل عملوله الاسعافات الاولية الطبيب طلب منه عمل فحوصات ددمم ...وبعدها علقولوا محاليل عشان حالته تتحسن ....بس الطبيب لما عمل الفحوصات وظهرت نتيجتها راح ليوسف لما فاق وبدأ يبقس أفضل وقاله : ازاي تعمل ف نفسك كده؟ اية انت كنت ناوي تنتحر؟!
يوسف باين علي وشه علامات الاندهاش ومش فاهم حاجة ورد قاله: انتحر اية؟ انا مش فاهم حاجة ...انا كنت كويس وفجاة حسيت بتعب شديد ف بطني بعدها اغمي عليا..
الطبيب: انت واخد كمية مخدرات كانت هتقضي علي حياتك والظاهر معدتك كان فيها برد شديد ..مما ادي الي ان جدار المعدة لم يمتص المواد دي وعشان كده جالك احساس القئ وبعدها اغمي عليك ..
يوسف حاول يقوم من مكانه بس دراعه كان متثبت فيه الكانيولا والمحاليل : انت بتقول اية يادكتور ؟ مخدرات اية؟ انا مليش ف السكة دي صدقني ..انا حتي مش بشرب سجاير ولا بحب ريحتها ..
الدكتور استغرب وحاول يخفف عنه صدمة اللي سمعه : يمكن حبيت تاخدها كمنشطات جنسية مثلا ههههه ؟
يوسف : يافندم انا بقول لحضرتك مليش في السكة دي ب أي شكل من الاشكال
الدكتور : علي العموم حمد**** علي سلامتك ...
خد بالك المرة دي **** ستر ....لو حصلت تاني محدش عارف ممكن يحصل ايه..
وانصرف الدكتور وساب يوسف غرقان في حيرة شديدة وافكار ملخبطة.. يكون مين اللي عمل كده؟
معقول حد من زمايله بيهزر معاه؟
ولا حد من اهل مراته؟
بس حد مين دا محدش فيهم بيخطي جوا البيت ..
ومر اليوم ده بسلام وبدأ يوسف يتعافى ورجع لبيته وشغله ولكن لما رجع البيت كان ملاحظ نظرات الحزن في عين اولاده وكل مايحاول يسألهم في ايه ؟ مكنش حد بيتكلم ..
كل اجابتهم صمت وبيبصوا لبعض وخلاص ودايما مسهمين ومش مركزين ....وزي اللي تايهين كده ...وشهم دايما خاسس وباين عليهم الارهاق ...رغم ان يوسف بدأ يهتم بيهم ويديهم الدوا بنفسه والمقويات ...لكن مفيش فايدة..
وف يوم وهو راجع البيت او مادخل لاحظ البيت ريحته بشعة ريحة كمكمة كده غريبة قعد يكح وراح مزعق ودخل علي مراته اللي كانت ف المطبخ بتطبخ وشدها من ايدها علي الصالة ..وهو وشه احمر وبيطق من الغيظ والغضب ... يوسف: ايه ياست هانم ده ..انا داخل بيت ولا داخل زريبة؟ ايه الريحة المقرفة دي ؟ انتي بني ادمة معفنة جتك القرف انا قرفت منك ومن عيشتك..
حنان ماسكتتش وقالتله كلام زي السم : مالها عيشتي يابخيل ياجلدة يلي مابيهونش عليك الجنية واكنه من لحمك..الناس كلها بتكبر وتعلا لفوق وانت هاتفضل محلك سر حتة موظف كحيان ....
: الكحيان ده عاملك بني ادمة ولامك ف بيته ..مش كفاية بلاوي اهلك ياطماعين ياتربية الحواري..
: طيب انا بقا مش هاوريك عيالك ...بت ياماري تعالي معايا.. ودخلت تشد البنت من علي السرير والبنت اتكفت علي وشها وكانت بتعيط ..البنت ٩سنين .. ولسه رايحة تاخد اولادها الصغيرين راح ماسكها من شعرها ومجرجرها وراح فتح باب الشقة وزقها من علي السلم وهو بيزعق : انتي ملكيش عيال عندي ...مش كفاية مهملة ف صحتهم وربتيلهم المرض ... غوري ف ستين داهية علي ابوكي شيخ المنصر خليه ينفعك..
واول مانزلت وهي شعرها متقطع وملابسها متقطعة وحافية وشكلها مايسرش ....كان عارف ايه ممكن يحصل من رد فعل اهلها عشان كده اخد ولاده بسرعة اول مانزلت وجري علي الموقف بتاع المنصورة وراح ركب ومعاه العيال وهو ناوي يروح لأمه .....امه قعدت تهدي فيه وتقوله : ياابني مجد ربك واستهدا كده يايوسف ياحبيبي دا شيطان دخل بينكم..
يوسف : بقولك مش هرجعلها تاني ورحمة ابويا مش هتشوف ضوفر عيل الا علي جثتي ..
: طيب ياابني روح ارتاح والصبح نشوف هنتصرف ازاي ..
في الوقت ده الولاد كان شكلهم مبهدل ومهمل تماما ولا اولاد الشوارع..
: بقولك ايه يايوسف انا هاخد الولاد احميهم وانت بس جهزلي طقم كده لكل عيل انت جايب لبس معاك؟
: اه ياامي حالا ....انا بتقل عليكي ياامي سامحيني بس اروح فين مليش غيرك ..
: انت وولادك ف عنيا ياضنايا ....يلا هات اللبس وعلقه هنا علي الباب ..
ودخلت جدتهم تحميهم شافت خدوش شكلها صعب اوي وجروح ف اجسام الولدين ولما سالتهم محدش رد ....
وفكرت انها شقاوة عيال ...لحد ما جه الدور علي البنت شافت حاجة غريبة اوي ...طلعت تصرخ م الحمام : يالهووي يالهووي ...الحقني يايوسف ..الحقنيييييييي..
وكانت بتلطم علي وشها ومن الخضة كانت هتقع علي وشها وهي بتجري وتصرخ ..... يوسف اتفزع علي صريخ امه ... وراح يشوف في ايه
: اية ياامي في ايه بس؟
: الحقني ياابني ...ايه اللي انا شوفته ده
: ايه بس شوفتي ايه فهميني ؟ ايه شوفتي عفريت ؟
: ياريت ...كان يبقا اهون ...البت ماري ...فيها حرق صعب اوي وخطير ...اول ماشوفته قلبي اتنفض ...لاء وايه ف مكان حساس ....وحاولت اسالها مردتش عليا
: ازاي كده ؟ معقول ؟طب تعالي نروح لدكتور بسرعة ...
نزل يوسف ومعاه والدته وراحوا علي دكتورة نساء ....
ولما وصلوا هناك كشفت عليها الدكتورة واكتشفت ان الحرق ده تم بألة حادة وتقريبا سكينة اتسخنت وتم حرق البنت بيها
مش بس كده اللي افظع من كده ان بعد ما الطبيبة فحصت البنت كان تقريرها بيفيد : البنت دي اتهتك عرضها ..وبألة حادة ..
يوسف كان واقف مذهول واتهم الدكتورة انها مجنونة : انتي بتقولي ايه انا مش فاهم حاجة انتي اكيد بتكدبي وبتألفي .. مش ممكن دا يحصل مش ممكن ..
كان بيصرخ وبيزعق وثاير جدا ومش قادر يتلم علي اعصابه اما والدته اغمي عليها وجاتلها نوبة سكر واخدوها ف غرفة يفوقوها ....وف الوقت ده يوسف حاول يعرف من البنت مين عمل كده كانت بتبصله وهي مرعوبة ..
بس الطبيبة قالتله حاجة مهمة : الافضل تروح تعرضها علي الطب الشرعي وتاخد تقرير وتعمل اثبات حاله..
: انا هعمل كده فعلا ...بس مش قبل مااعرف مين اللي عمل كده ..
اندفع ناحية البنت وفضل يرج فيها ويهزها وهي مرعوبة ويقولها: مين اللي عمل فيكي كده انطقي بقولك ....
وكان هايضربها بس الدكتورة قالتله مش هاينفع اسلوبك ده البنت باين عليها الرعب ارجوك اتفضل بالخارج وانا هاتكلم وياها لوحدنا واحاول اوصل لحل ...
وفعلا خرج يوسف واكنه ثور جريح خارج من حلبة مصارعة مميتة ودمه بينزف .....قعد برة حوالي ساعة كاملة ...
ف الوقت ده كانت الدكتورة واخدة البنت علي رجلها ومحتضناها وبتحايلها وجابتلها شيكولاتة وكانت بتبوسها وتطمنها لحد ما اتكلمت وياها وعرفت منها .....
خرجت الدكتورة وسابت البنت ف حجرة الكشف..
اول ماشافها يوسف ...اتنفض قام من مكانه ....وبصلها وهو متلهف يعرف ويسمع منها ..
الدكتورة باين علي وشها التوتر وبتتهجى الكلام ولكن جمعت شجاعتها وقالتله : استاذ يوسف حاول تتمالك أعصابك عشان تعرف ترجع حق بنتك
: مين يادكتورة هاه؟ مين ؟ قوليلي؟
بصتله وهي عنيها كلها قلق : خالها وجدها
يوسف : ايه ؟؟!!!!
يتبع...
