NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

faryak

نسوانجى بادئ الطريق
عضو
إنضم
29 نوفمبر 2021
المشاركات
12
مستوى التفاعل
10
نقاط
1

متسلسلة | أختان وأخوان | المقدمة


تنويه:

هذه القصة مكتوبة من منظور الشخص الثاني (بضمائر الخطاب: أنتَ، فعلْتَ، تفعلُ) وهو أقل الأنواع الثلاثة شيوعاً. كما أنها تتيح للقارئ اختيار مسارٍ من ثلاثة مسارات (مسيطر – "فانيلا" – خاضع) وذلك بقراءة الجزء المكتوب باللون المخصص للمسار ثم إكمال بقية أجزاء القصة المشتركة بين المسارات الثلاث.

شخصيات القصة:

عماد: 21 سنة، بطل القصة الذي يتماهى معه القارئ، طالب في الفرقة الثالثة بكلية الألسن قسم اللغة الفرنسية.

رمضان: 47 سنة، والد عماد، مدير فرع بنك حكومي، مطلق، ويعيش مع ابنَيْه الاثنين وابنته في شقة في حي راقي في القاهرة. طيب المظهر والمخبر. وجهه دائري يميل إلى البياض. جسده معتدل مع تراكم للدهون في منطقة البطن. وكل هذا يجعله صورة مثالية لأباء الطبقة فوق الوسطى.

هالة: 45 سنة، أم عماد، انفصلت عن رمضان بعد ميلاد عماد بسنتين، متزوجة من تركي، وتعيش معه في فيلا في دولة خليجية. خمرية اللون، معتدلة القامة، تميل إلى الاكتناز ولكنه اكتناز "موجّه" يذهب أكثره إلى ثدييها وردفَيها، وكأنها خُلِقت أنموذجًا للنحات اليوناني القديم والمراهق المصري المعاصر!

شروق: 21 سنة، أخت عماد التوأم، طالبة في الفرقة الثالثة بكلية التمريض. لولا الثديان الناهدان مع صغرهما النسبي في المقدمة، ولمحة من الشحم الأنثوي الرجراج تغطي ردفَيها دقيقَي التكوين في المؤخرة، لظنها الناظر صبيًا بارع الجمال في آخر أطوار الصبيانية وأول أطوار الشباب. ويزيد من منظرها الصبياني شعرُها القصير وأنفها الدقيق وشقاوة الأولاد التي لا تفارق ملامحها.

علاء: 25 سنة، أخو عماد، متخرج من كلية الحاسبات والمعلومات، ويقضي سنته الثانية كضابط احتياط في الجيش. رياضي الجسم، طويل القامة، ليس بين جلده وعضلاته مقدار أنملة من دهون. وفي ملامحه شيء من الوداعة، خاصة إذا ابتسم، يخفف من حدة الذكورية الطاغية في سائر جسده.

ريان: 18 سنة، ابن تركي وهالة، في الصف الثالث الثانوي، وهو حالياً في زيارة لإخوته لأمه في القاهرة. طويلٌ نسبيًّا، فيه سمرة الصحراء لا قمحية الريف، وفي عينيه الواسعتين بنظرتهما الثاقبة ونحفه المعتدل وملامحه الجادة ما يجبر الناظر على الكلفة معه على صغر سنه حتى يكون هو من يرفعها.

العنود: 19 سنة، ابنة تركي من زوجته الأولى، وترافق ريان في رحلته. دعجاء العينين، عربية الأنف، فمها دقيق وشفتاها حادتان بفعل العبوس أكثر من فعل الوراثة، فاحمة الشعر طويلته. ومع اكتمال نهدَيها ونفورهما، ودقة خصرها، وبروز مؤخرتها وزيادة حجمها عن حد الاعتدال، فإنه يخيل للرائي أن وجهها قد رُكِّب على غير تناسق مع جسمها؛ وجه ملكة مستبدة على جسد فتاة ليل!

عبد الودود: 52 سنة، بواب العمارة التي يسكن فيها رمضان. شديد السمرة، يميل إلى القصر، قد نحتت ملامحه نحتًا في وجه طويل غائر العينين. لا تملك النظرة الأولى إلا أن ترثى له، ولكنه لمن خبره [أو رآه يحمل ثمانين كيلو جراماً على ظهره الناحل!] يدرك صلابته رغم السن والبلهارسيا والسجائر!

تحية: 46 سنة، زوجة عبد الودود، تتقن طبخ الأكلات الشعبية. ممتلئة جداً، ووجها وادع طيب، بدأ شعرُها في الابيضاض على صغرٍ، وإن لم يكن أحدٌ [بما في ذلك زوجها] يراه إلا في القليل النادر بفعل "الإيشارب" الملازم لها صباح مساء.

فاطمة: 19 سنة، أصغر أولاد عبد الودود والأخت الوحيدة لسبعة ذكور. قصيرة القامة، خمرية البشرة، وجهها حاد الملامح إلا إذا غزته ابتسامتها الواسعة بأسنانها ناصعة البياض، وهي أقرب إلى الاعتدال في كل شيءٍ، ولكنه [إذا أخُذَتْ جينات أمها بعين الاعتبار] اعتدال مؤقت سيتحول إلى أنوثة ساحرة بعد الزواج والحمل، وامتلاء إلى حد الترهل والأمان بعد أن يشبّ الأولاد عن الطوق.

مختصر المقدمة:
المشهد الأول في هذه الحكاية ... (ريان) يزور إخوتَه الثلاث لأمه: (عماد - شروق - علاء) مصطحباً أخته لأبيه (العنود) ... وتغطي المقدمة وصولهم من المطار للشقة، وبداية تكون نوع من الانجذاب بين (عماد) و(العنود) ... وكذلك وإن بصورة أقل بين (عماد) وأخته (شروق).




الساعة الثالثة فجرًا من يوم الجمعة ... على الرغم من إلحاحك على والدِك لتصاحبه في رحلة منتصف الليل إلى المطار لاستقبال أخيك غير الشقيق (ريان) وأخته (العنود) فقد رفض رفضًا باتًّا، وأوصاك وأختك بالنوم بدلاً من ذلك. وهذه عادتُه في النظر إلى أبنائه كأنهم لا زالوا أطفالاً، ورغبته في تحمل كل المسئوليات وحده.

ولم يغمض لك جفن بالطبع ... فهذه هي المرة الأولى التي سترى فيها (ريان) على أرض الواقع وإن تبادلْتما الخطابات، ثم الرسائل الإلكترونية، ثم المحادثات المرئية بعد ذلك، طيلة حياتَيكما.

وأختك (شروق) متحمسة كذلك للقاء أخيها وسماع صوته خارج نطاق المكالمات الهاتفية.

لهذا عندما سمعتما صوتَ سيارة أبيك أسفل العمارة، وصوت البواب (عبد الودود) المرحّب به مع تأخر الوقت، أسرع كلاكما لباب الشقة وفتحه استعداداً للقاء المنتظر.

{صوتُ الخطوات يشق صمت الليل والحوار الهامس بين (ريان) و(رمضان) بينما يصعدان السلم مسموعٌ بوضوح}

- «يا عم (رمضان)، الوالد ألحّ على أن ننزل في فندق، وما نريد أن نثقل عليكم!»

- «الموضوع منته يا (ريان) يا حبيبي، الشقة واسعة، وإن لم تحملكم حملَتْكم جفون العين!»

- «تسلَمُ، ولكن موضوع أختي ... أعني ... فيه حساسية كما تعلم»

(شروق) تشير إليك وهي تبتسم ابتسامة مفادُها "ألَمْ أقُلْ لك؟". وصوتُ أبيكما يصلُك:

- «ما لها أختك؟ ستشارك (شروق) في غرفتها، وأنت في غرفة (علاء)، وعندما يعود (علاء) سيشارك (عماد) في غرفته ... لا تخشَ شيئاً؛ كل شيءٍ مرتّب تماماً»

أختك تهمس لك بصوتٍ خفيض ويدُها على جانب فمها، وهي تكتم ضحكتَها: "كَلْتشَرْ كلاشْ! [صدام ثقافات]".

ثم اتسعَتْ عيناها وكأنها قد تذكرَتْ شيئاً مهماً:

- «الحقائب! لابد أنهم يحملون حملاً ثقيلاً ... ما الذي تفعله هنا منتظراً وصولهم كأنك ... امرأة!»


[[الخيار الأول: انظرْ إليها نظرة محذرة خُذِ الأمر على محمل الفكاهةانظر إلى الأرض في خجلٍ]]



نظرْتَ إليها نظرة محذرة، فضحكَتْ، وربتَّتْ على كتفك:

- «حسنًا حسنًا يا صلاح الدين، لا داعي لنظرة مدير المدرسة هذه ... ولكِنْ أسرع لتساعدهم على أية حال!»

لم تسِرْ أكثر من خطوتَينِ حتى بدا الثلاثة يظهرون للعيان من أسفل الدرج. فأسرعْتَ إلى أبيك لتحمل عنه ما لا شك أنه حقيبة (العنود) [لأنها أكبر بكثير من الحقيبة الأخرى، ولونها بنفسجي!]

- «عنكَ يا أبي!»

دفعَكَ والدُكَ في رقة جهة (ريان)، ثم قال:

- «ساعد أخاك يا (عماد)، الضيفُ هو مَنْ تُحمل حقيبته!»

وبالطبع فقد أبى وتأبّى (ريان) أن يسلّم الحقيبة التي يحملها، فتحول لقاؤكما، وعناقكما، الأول إلى مدافعة طفولية للوصول للحقيبة المنشودة!

- «ذكور!»

نظر الجميعُ إلى (العنود) بعد كلمتها الممتلئة كرهاً، فأكملَتْ في عنادٍ:

- «كم وزن هذه الحقيبة؟ خمسة كيلوجرامات على الأكثر. ولم يبق من درجات السلم سوى سبع أو ثمان، ولكن الذكورية العفنة تأبى إلا أن تستعرض العضلات بداع وبدون داعٍ!»

هزّ (ريان) رأسه في خجل وكأنه يقول: "خذ من هذا وأمثاله من التعليقات أطناناً يومياً!"

ولكنك لم تواجه هجومها بخجل لها كما فعل أخوها، بل بهجوم مماثل!

- «وإذا كانت الذكورية تستعرض العضلات بدون داعٍ فلماذا تركْتِ أبي يحمل حقيبتَكِ وأنت شابة وهو [معذرةً يا أبي] كهل؟»

ووصلَتْكَ ضحكة (شروق) من أعلى السلم، بينما (العنود) تنظر إليك شزرًا.

وتنتهز فرصةَ تحديق (ريان) في ملامح أخته في جذلٍ، فتخطف منه الحقيبة وتسرع إلى الشقة، و(شروق) تقهقه بينما يسابقك (ريان) لـ"يستعيد" حقيبته!



- «هه هه، ظريفة!»

- «يعجبني فيك اعترافك بالهزيمة يا أخي الصغير، لا تنكر إن منظرهم حاملين حقائب السفر وأنت هنا في انتظارهم حتى يصلوا فيه شيء من ... "سوسن"!»

- «أولًا، أخوك "الصغير" كان رجلاً مهذبًا "جنتلمان" من يومه، فسمح لك بالخروج إلى الدنيا الواسعة أولاً ... ثانياً، ستذكرين تعليقكِ هذا عندما أصعد بالحقيبتَين معًا وحدي!»

وتركتها لضحكتها قبل أن تسرع لتنفذ وعدك بحمل الحقيبتين معاً.

ولما رآك أبوك حيّاك، فرددْتَ تحيَّتَه على عجلٍ، قبل أن تلتقط منه ما لا شك أنه حقيبة (العنود) [لأنها أكبر بكثير من الحقيبة الأخرى، ولونها بنفسجي!]، وهو يحاول توجيهك لحقيبة أخيها بدلاً من ذلك. بينما (ريان) متمسك بحقيبته وقد تنبه لما تحاول أن تفعله.

- «بالطبع، بالطبع يا أبي. ولكنّ لي يدَينِ لا واحدة كما ترى ... كيف حالُكَ يا (ريان) ... حمدًا على السلامة ... ما هذا الشيء على الحائط؟»

ولما نظر ببراءة إلى حيث تشير، خطفْتَ منه حقيبتَه، وأسرعْتَ إلى الشقة بكلتَي الحقيبتين، و(شروق) تقهقه بينما يسابقك (ريان) لـ"يستعيد" حقيبته!



نظرْتَ إلى الأرض في خجلٍ وأنت تتمتم بكلمات اعتذار.

- «ما الذي تنتظره إذاً يا أخي الصغير ... اذهب وساعدْهم!»

وتحاول أن تستعيد زمام المبادرة فتجيبها:

- «نحن توأم، ليس هناك صغير وكبير في التوائم ... ثم إنهم على وشك الوصول على أية حالٍ، فما الداعي للمساعدة في حمل حقيبة لا تزن أكثر من بضع كيلوجرامات لبضع درجات!»

ضربَتك أختك على مؤخرتك كما هي عادتُها في معابثتك، وأجابَتْ نصفَ ضاحكة:

- «الفكرة في اللفتة المهذبة أيها الشقي ... كنوعٍ من الترحيب والضيافة!»

استمرَّ عنادُك أكثر:

- «إذا كانت الفكرة في الضيافة فلماذا أنزل أنا لأساعدهم ولا تنزلين أنت؟»

وفي هذه اللحظة وصل أبوك بالضيفَين إلى الشقة فانتهى الحوارُ من تلقاء نفسِه.


***
سرعان ما اتضحَ قصرُ نظر أبيك في ترتيبات السكن.

عندما عانقَتْ (شروق) أخاها لأمها، ولثمَتْ وجنته [كما تفعل معكَ ومع (علاء)] كان يفترض أن يمرّ هذا الحدثُ مرورَ الكرام. ولكنّ الأجواء تكهربَتْ بالكلية، وشعر الجميعُ بذلك.

(ريان) الذي أحاط خصرها بذراعيه فرفع بدون عمدٍ طرف "جاكتة بيجامتها" ولامسَتْ أصابعه جلدها العاري فوق "البنطلون" و(شروق) التي تركت شفتَيها تنطبعان على خده لثوانٍ وزفيرها الحار يلامس وجنته، وأبوك الذي فجأه المنظر ففتح فاه ونسيه مفتوحاً ... و(العنود) التي كادَتْ تصرخ "تحرش ذكوري حقير!!"


[[الخيار الثاني: أما أنت فأوشكت على التدخل لتفض "الاشتباك" أما أنت فشاركت أباك في ذهولهأما أنت فتصورْتَ ما هو أكبر]]



أما أنت فكتمْتَ بصعوبة رغبتَك في طرح أخيك أرضًا وربما تركله ركلة أو اثنتين، ثم تقوم بتلقين أختك درسًا في معانقة "الرجال الغرباء" في شقة أبيكما وأمام عينيه وعينيك!


أما أنت فشاركْتَ أباك في التحديق بذهولٍ في المنظر أمامكما – هي أخته ... وهو أخوها ... على رأي لمذاهب الأربعة والطوائف الثلاثة والأديان القديمة والحديثة: لا يوجد أدنى شبهة هنا ... ومع ذلك، فالشبهة تملأ الجو وتزكم الأنوف!


أما أنت فلم تدرِ ما يجري لك ... لوهلةٍ خُيِّلَ إليك أن شفتيها قد لامسَتْ شفتَيه وأن يديه ستطلبان المزيد من لمس الجلد العاري فتنزلان للأسفل وينزل بنزولهما ما في طريقهما من الملابس من أسفل الظهر حتى أعلى الفخذين! وبدلاً من أن تصعقك تلك الفكرة، فإنها ساقت خاطرة أخرى على شكل سؤال: «تُرى ما الذي ترتديه (شروق) تحت بنطلون البيجامة الضيق هذا؟ ولماذا لا تبدو حوافه على جانبي الردفَين؟ أتراها ترتدي "ثونج" [فتلة: نوع من الملابس الداخلية يكشف منطقة الأرداف ويكتفي بتغطية الأعضاء الحساسة من الأمام والأسفل]؟ »ولم تُفِقْ من تلك الوساوس الشيطانية إلا بصعوبة.



والمضحك في الأمر أن (ريان) لو كان سافر وحدَه، لما كان هناك أدنى تردد في أخلاقية إقامته معكم، المشكلة أساسًا كانَتْ في أخته! أو فيكَ وفي أبيكَ مشاركَينِ أخته في الشقة نفسها للدقة!

وهنا حدثَتِ الأزمة الثانية – باسم "النسوية" هذه المرة:

خلعَتِ (العنود) عباءتها السوداء الواسعة بأن فكَّتْ طرف الكتف الأيمن الملتصق بطرف الكتف الأيسر وأخرجَتْ ذراعيها منهما فأزاحت عباءتَها عن جسدِها، ثم زادَتْ على ذلك نزع خمارها، وألقَتْ بهما على الأرض بعنف كأنها بطلة فيلم أمريكي قد هربَتْ من جحيم الشرق الأوسط!

وقبلَ أن يقول أخوها كلمة اعتراض واحدة، بدأتْه هي:

- «أيْش (أي شيء) فيك؟ ألم أرتدِ "ملابس النساء الطبيعيات" هذه في فرنسا عندما ذهبنا هناك الصيف الماضي أمام أبي ولم يمانِع؟ أم تبغيني أن أظل الأجازة كلها مرتدية "ملابس الحداد" تلك حتى في البيت؟»

أما الملابس الطبيعية التي ذكرَتْها فهي عبارة عن أضيق بنطلون جينز ممكن تخيله ... إلى الحد الذي يستحيل معه [نظريًا على الأقل] أن تنحني بدون أن ينفتق فتقًا لا تُصلحه الخياطة من جهة حلقة الدبر ... ويزيد من تلك الخطورة ردفاها الهائلان من ورائها، ثم قميصٌ ضيق يجسم الذراعين والثديَينِ والخصر الدقيق [ولو دقق الناظر إلى بطنها حال الزفير لرأى تجويف سُرَّتها الصغير قد نزل القماش فيه لشدة ضيق القميص!] وعروة القميص على شكل حرف “V” اللاتيني ... وقمة الهرم المقلوب تخوض بجرأة بعيداً بعيداً بين النهدين ... وتكشف حوافهما عن جانب لا يستهان به من الجانب الداخلي لهذا الثدي وذاك الثدي، وكأن هذا لا يكفي فعلى نحرها سلسة ذهبية تشبه مشغولات النجف والثريات؛ ففي وسطها عمود دقيق من الذهب يخوض إلى أبعد نقطة حتى يتوسط صدرها شبه المكشوف ... وعلى يمين ويسار العمود أعمدة أقصر منه، يتناقص طولها تدريجيًا كلما ابتعدْنا عن المنتصف، وكأن هدفَ السلسة أن تسوق الأعين الجائعة من أي نقطة وقعَتْ عليها إلى المنتصف ثم تهوي بها إلى الأسفل متتبعة العمود الأطول حتى تتوسط الأخدود المنكشف تحت القميص، ثم تقول للناظر: «ها قد وصلْنا. عن يمينك تجد الثدي الأيسر ... يغطي القلب ويوجع القلب! وعن يسارك الثدي الأيمن ... وحظك أيمن لو سار بك إليه!»

ووضعت راحة يدها على خصرها وربتَّتْ بأطراف أصابعها محذرةً، فانتقلتْ عيناك وعينا أبيك [وربما صاحبهم في رحلتهم عينا أخيها كذلك!] المنومة مغناطيسيًا بفعل السلسلة وما تحتها من الصدر الناهد إلى الوجه العابس!

وأشارَتْ إلى أختك بصوتٍ رقيقٍ مناقض لصوتها إذا خاطبت "الذكور":

- «(شروق) حبيبتي، وين (أين) غرفتك؟»

كانَتْ (شروق) هي الأخرى مأخوذة بالمنظر. الجمال أخاذٌ بغض النظر عن جنس الناظر والمنظور إليه. ولكن نظرتَها مغفورة لأسباب جندرية!

- «بل هي غرفتُنا يا (العنود) ... طيلة إقامتكِ هنا فالغرفة لي ولكِ جميعًا ... تفضلي، تفضلي»

وانصرفَتْ المرأتان يدًا بيدٍ إلى غرفة أختك، موليةً جَمْعَكم الدُّبرَ ... فتعلق نظرُ أبيك بالمؤخرة المغطاة بالجينز الغليظ ونظر أخيك بمؤخرة أختك تحت القماش الرقيق.

وفي كل خطوة تقترب بهما من وجهتهما تتمثّلُ صورة توضيحية للفارق بين الجمال الصبياني في صورته الأنثوية لأختك، والجمال النسائي في صورته المفرطة لابنة زوج أمك: من حيث الضخامة هنا ودقة التكوين هناك، ومن حيث الارتجاج العنيف هنا والتماسك شبه المطلق هناك، ومن حيث الإغراء بالصفع المعابث هنا وبما ينتج عنه استمرار النسل هناك!

[[الخيار الثالث:
ونظراتك تتبع الفتاتَينوتحاول أن تغض بصرَك ولكنّ المؤخرة الضخمة توقعك في مجال جاذبيتِهاوتشعر أن كل العيون قد فطنَتْ لك وأنت تحدق في الأرداف الأربعة]]


وعلى الرغم من انصراف بصرك إلى "المؤخرة الأجنبية" عنك أولاً، وهي تفعل بالجينز ويفعل بها الجينز صنوفاً من التمرد والاحتواء تصلح في ذاتها فيلم إغراء قصير، وتمني نفسَك لو تنقض كالفهد عليها لتوسعها صفعًا وعضًّا وتدليكًا وحبًّا ... وما فوق ذلك!

على الرغم منك فقد اختلَسْتَ نظرةً أو اثنتين إلى جارتها في قماشها السماويّ. دقيقة وصغيرة وعابثة ولاهية! جمالُها مميّزٌ لا يوفِّيه حقَّه إلا أصحاب ذائقة بعينِها. وكأنك تراها بعينَي (ريان) لا بعينَيك التي ألِفَتِ المنظرَ واعتادَتْ أن تحذف من نتيجته النهائية كل مقوِّمات الشهوة واللذة، وما أكثرَها.

وإذ ينصرف بصرُك تلقاء مقعدةِ أختك التوأمِ تتمنى لو أنك تنافس صاحبة المؤخرة في لعبة فيديو يحكُم الفائر فيها على الخاسر بما شاء؛ وكلما هزمْتَها في جولة حملْتَها على نزع شيءٍ من ملابسها حتى تصير بعد الجولة الرابعة كيوم ولدَتْها أمُّك وأمُّها! ثم تنتقل العقوبة إلى وضعها في حجرك وصفع تلك المؤخرة الصبيانية بعينِها صفعاتٍ أكثرُها مستجلِبٌ آهات الشهوة وأقلُّها يذكِّرُ ذات الشعر القصير بفحولتك وقوتك وبكامن أنوثتِها وهي تتلوى في حجر أخيها الموكول برعايتها منذ كانا معًا في الرحم! ثم تطلب ما هو أكثر فتولِجُ إصبعَيك في فمها لتمصهما مص الرضيع ثديَ أمِّه، وبعد أن يغرق الإصبعان بلعابها تتوجه بهما إلى –



وتحاول عبثًا أن تصرف بصرك بعيدًا عن الخطوات وصاحبتَي الخطوات ومؤخرة صاحبتَي الخطوات احتراماً للمكان والقرابة التي تجمعك بإحداهما والجمهور بجوارك، فتنجح في تجنب الشق الأخطر، وتفشل مع ذلك في "الجزء الأكبر" من المهمة.

أما "الجزء الأكبر" فيحملك على تذكر تلك الأغنية العابثة: "كيف أدخلْتِ كلَّ هذا في بنطلون الجينز ذاك؟"

لا شك أن الأمر يتطلب كثيرًا من المجاهدة والمناكفة في الارتداء ... وكذلك في الخلع.

وتصوِّر لنفسك أنك تعرض على (العنود) المساعدة في خلع بنطلونها ... وتسوق أسبابك: أختك ستعجز عن تلك المهمة الشاقة التي تتطلب جهداً بدنيًا لا يقدر عليه إلا الرجال ... وأخوها لا يصح أن يراها بدون بنطال ... وأبوك قد فعل ما فيه الكفاية في نزع الملابس النسائية عن صاحباتِها بدليل الأولاد الثلاثة الذين أنجبهم بالفعل ... هذه المرة، لا أحدَ لها غيرَك! ... وتستمرّ في أحلامك الوردية بأن تجعلها توافق على مضضٍ؛ لأنها مضطرة للموافقة وإلا فكيف ستتجهز للاستحمام ثم النوم بدون خلع الجينز أولاً؟ وبعدما تسوقها إلى غرفتك لتساعدها في هذه المعضلة "الجينزيّة" ... وأخوها وأبوك قد مُحِيا من الصورة تماماً ... تنجح بصعوبة في إزالة القماش الملتصق بما تحته، لتتفاجأ بأنه لا شيء تحته ... وترفع عينَيك إليها، وقد أوقفْتَها بين رجليك، فتسمع منها الاعتذار الواهن بأن الجينز كان أضيق من أن يسع لمؤخرتها وملابسها الداخلية معاً فاضطرَتْ لارتدائه "على اللحم" ... فتخبرها أنه كان بوسعها أن تختار بنطالاً غيره ولكنها فتاة شقية تتعمد الرجال المساكين بمناظر الإغراء التي لا ينجو منها أحدٌ ثم تلومهم على إخفاقاتهم ... فترى رأسَها يهتزُّ للأعلى والأسفل في اعتراف نادرٍ بالخطيئة يغريك بما هو أبعد، فتميل بفمك إلى مصدر الرائحة الأنثوية الطاغية التي لا تزال تتفاقم وتتفاقم وتخلب لُبَّكَ ... وتلعق ما قابلك من بظر ومهبل وما –



ويخيَّلُ إليك أن عينَيكَ كادتا تقفزان من محجرَيهما وهما تتابعان هذا التقلقل هنا وذاك التقلقل هناك ... ثم في لحظة قاتلة تلتفت (شروق) و(العنود) جميعاً فـ"تقبضان" عليك بالجرم المنشود وعيناك معلقتان بخيط شبه مرئي إلى ردفَي كلٍّ منهما... أما أبو هذه وأخو تلك فقد فطِنا للالتفاتة قبل وقوعها بجزء من الثانية ونظرا في الجهة الأخرى.

وتنظر إليك (العنود) في احتقارٍ وتسأل أختك: «كيف تشاركين أخاك المعيشة في هذه الشقة، وهو يلتهمك بعينَيه هكذا؟ لو كنْتُ مكانكِ لـ"سجنْتُ" السبب في نظراته الشهوانية في سجن معدني لا يغادره إلا مرةً في العام لبضع دقائق ... يبلغ فيها وطره ثم يعود للحبس!»

وتضحك (شروق) وهي تجيب في دلال: «هذا اقتراحٌ رائعٌ يا عزيزتي ... ولكنْ حتى أكون منصفةً فهو في المعتاد أكثر انضباطاً وتهذيبًا منه اليومَ ... في المعتاد تقتصر "ذكوريته المضطهِدة" على تعليق أخرق هنا أو هناك ... وبمجرد ما أن أصفع مؤخرته يعود لرشده ... أليس كذلك يا (عماد)؟» وتغمز لك وهي ترى خجلك واضطرابك.

ولا تبالي صاحبتُها بالصوت العابث لأختك، وتستمر في قسوتِها: «صفع المؤخرات ربما كان عقاباً كافياً قبل عشر سنوات أو أكثر ... أما الآن فالحل الوحيد في رأيي أن يوضع قضيبه في قفص ويُمنع من ارتداء الملابس في المنزل ... حتى يتذكر كيف يحترم أخته ويقدس جسدَها وجسد سائر النساء.»

وتتمادى (شروق) في شقاوتها فتستأذن أباك في تطبيق الاقتراح السابق: «ما رأيك يا "بابا"؟ هل نمنع (عماد) من ارتداء أي ملابس حتى يتعلم كيف يضبط نفسه في حضرة أخته وصاحباتِها؟ وكل مرة يفشل في هذا فإن الفشل سيبدو ظاهراً للعيان ... منتصبًا كحجة ناصعة ... مما يستوجب عقابه على مؤخرته الخاطئة؟ أم أن الأفضل أن نتصور أنه غير قادر على ضبط نفسه على أية حالٍ ... ونجبره على هذا الانضباط من الخارج ... بالقفل والمفتاح؟»

ولا يدري أبوكَ بما يجيبُ بينما (العنود) تبتسم هازئةً بك وهي ترى تقلقلك من رجل لأخرى كأنك تتمنى أن تنشق الأرض وتبلعك ... ثم تشير إلى أخيها المحمرّ خجلاً هو الآخر: «(ريان)! لماذا لا تنزع بنطلونك لتريَ أخاك كيف نتعامل مع الإخوة الذين لا يحترمون حرمة أجساد محارمهم؟ كفّ عن التقلقل وأطعِ الأوامر! وإلا فسأؤخر إطلاق "سراحه" شهراً آخرَ!»

ويستجيب أخوها بعد التهديد ... وينزل بنطلونه والعيون كلها عليه ... وتضحك (شروق) وهي ترى القفص الورديّ المغلق بقفل ورديّ كذلك ... وتسأل أختُك (العنود) عابثة: «وهل أنتِ واثقة من كفاءة هذا القفص؟ إنه يبدو أصغر وأضعف من أن ... يقاوم الضغط! » وتجيبها أخته وهي تغمز لها: «واثقة ومجرّبة ... إن عبقرية هذا العقاب أنه يحول الجريمة لعقاب مضاعف ... دعيني أريكِ ...» وأمام عيونكم جميعًا تسير بخطوات مثقلة بطيزها الهائل، ثم تستدير عندما تقابل أخاها وتلصقُ مؤخرتَها بـ"قفصه" ... وتضع يديها على ركبتَيها ثم تؤدي رقصة "تْوُركِنج" [رقصة موضوعها تحريك المؤخرة بكل ألوانه!] باحترافٍ تُحسد عليه ... و(ريان) في دائرة مفرغة من الشهوة والألم ... وقفصه الوردي يزداد ضيقًا وضيقًا ولكنه مع ذلك يؤدي واجباته تحت الضغط بأكفإ ما يكون.

وتسير (شروق) إليك لتهمس في أذنك: «يبدو عقابًا مناسبًا يا أخي الصغير ... ما رأيك؟ هل سنحتاج إليه أم ستصير ولدًا مؤدبًا وتبقي عينيك لنفسِك؟» وتمدُّ يدها لتقبض على مقدمة بنطلونك فتمتلئ قبضتها بقضيبك ويفيض ... وتنظر إليك في غضب مصطنع لا يخلو من شقاوة: «تؤ تؤ تؤ ... يبدو أننا سنبدأ العقاب فوراً ... عقابي أنا أولاً ثم عقابٌ كعقاب أخيك عندما نشتري لك قفصًا خاصًّا بك ... (بابا)؟ لو سمحْتَ أحضر لي فرشاة شعري من على "تسريحتي". شكرًا يا (بابا). أما أنت أيها الشقي ... فقد حان الوقت لتجرب ما هو أكثر من صفعة عابرة على بنطلونك» ... وتحرك (شروق) كرسيًّا من كراسي السفرة إلى منتصف الصالة وتجلس عليه ثم تتناول فرشاة شعرها من أبيك، وتنظر إليك نظرة لها مغزاها ... وكأنّ يدك تتآمر عليك، تقوم أنت بنفسك بإنزال بنطلونك استعداداً لعقوبتك الطفولية ... ثم تسير إليها وزبُّك يتقلقل يميناً ويساراً مع كل خط –



ويقاطع حبل خيالاتك وأحلام يقظتك صوتُ (ريان) وهو يتحسّرُ:

- «كان الأنسب أن ننزل في فندق!»

ولم يملك أبوك الاعتراض هذه المرة!

أما أنت فالتفتَّتَ بجسدك قليلاً بعيدًا عن مواجهتهما لتخفي ما "قام" منك بفعل الخيالات!


***

في سكون الليل في غرفتك، ستسمع صوتَ "الدُش" ثلاث مرات تلك الليلة، منبئة باغتسال المسافرين الثلاثة استعدادًا للنوم، وستصلك مناجاة نسائية تستمر بضع دقائق عقب ذلك، منبئة بتبادل أطراف الحديث بين (شروق) و(العنود)، ثم يعود الصمت المطبق ليخيم على أرجاء الشقة.

ويتسرب النومُ لعينيك رويداً رويداً حتى يستغرقك تماماً.

وإذ يخلو الجوُّ لعقلك الباطن في عالم الأحلام، تبدأ الخيالات بالتشكل أمام عينيك المغمضتين كأنه شريط سينمائي ... أو فيلم إباحي!

ولا تختلف أحلامك في المنام عن أحلامك في اليقظة ولكنّ أحلام المنام في التراث الشعبيّ موصوفة بقابليّتِها للتحقق في دنيا الواقع؛ بأن تكون نبوءاتٍ صادقة ...

وهو ما سيحدث في حالتك في قادم الأيام ...

ولكن لا سبيل لك إلى معرفة ذلك بعدُ!


[تمَّــــتْ المـقـدمـــــــــة]

الجزء الأول: نهارٌ ونقاشٌ

- تنويه مهم جداً منعًا للالتباس:

هناك ثلاثة مسارات (اختيارات لا يمكن الجمع بينها) في القصة، وبناءً على ميولك أنت عزيزي القارئ فانتقِ واحدًا من الثلاث:

  • المسار المسيطر (بطل القصة يلذّ له السيطرة على شريكه الجنسي) – لا تقرأ المكتوب بالأخضر ولا بالأزرق.
  • المسار الفانيلا (بطل القصة "عادي") – لا تقرأ المكتوب بالأحمر ولا بالأزرق.
  • المسار الخاضع (بطل القصة يلذّ له سيطرة شريكه الجنسي عليه) – لا تقرأ المكتوب بالأحمر ولا بالأخضر.

- تنويه آخر:

لفت انتباهَنا بعضُ السادة الأعضاء إلى صعوبة اللغة المكتوبة بها المقدمة، هذا وأنا أبغي التسهيل! فإذا كان هذا هكذا، فلأكتُبْ كما أكتُبُ إذًا، والمعذرة ممن تُحُوله اللغة عن فهم المقصود، فليس هذا قصدَنا، لكنْ كلٌّ يقبض على ما يواتيه من معانٍ بألفاظها التي تعرض بها له، والسلام.


***

غرفة نومكَ ملاصقةٌ لغرفة نوم أختِك. بينهما حائط.

وفي الحادية عشرة ظهرًا أيقظكَ من نومك صوتُ قُبلة ... من وراء ذاك الحائطِ بعينِه ... فأطارَتِ النعاس من عينيك.

وراح الشيطانُ متقلقلاً كحابس بولٍ من فوق كتفك الأيسر يؤكد لك أنّ ما سمعْتَه تمهيدٌ لما هو أكبر وأخطر، وأنه في غضون ثوانٍ ستتحول القبلة إلى قبلات ثم عضاتٍ ثم مص ولحس واختراق بالأصابع للفتحات السفلَيات، دواليك حتى تصل الأمور إلى الغايات.

ويعارضه الملاك على الكتف الآخر، ويوصيك بالعودة للنوم لأنك على الأغلب تخيلْتَ ما سمعتَه، ولا يصح أن تظن بأختِكَ السوء وترميها بالسحاق لقبلة واحدة ... مسموعة لا مرئية ... لعلها استهدفَتِ الخدودَ لا الشفاه ... ولعلها بعد ذلك وقبلَه متخيَّلةٌ ابتداءً.

وأنتَ بينهما تميل إلى رأي هذا تارة ورأي هذا تارة ... حتى وصلَك صوتُ القبلة الثانية ممطوطة النهاية بتنهيدة جنسية فاحشة يتحرّجُ من سماعها المرءُ ولو أنه هو مَنْ أنتَجَها وأنَّ مَنْ أصدَرَها أمُّ أولادِه! .... فلم يبقَ شكٌّ عندك في صدق شيطانك ظنَّه وهو كذوب.

وحاول صوتُ كتفك الأيمن أن يدحض الحجة الناصعة ويؤولها بما لا يستقيم في المنطق، ويغريك بالنوم وأنت عن النوم في شُغُلٍ.

في ذهنِك ارتسمَتْ صورة واضحة لما تفعله (شروق) مع ضيفتِها، وبقِي أن تقرر ما ستفعله أنت حيالَ ذلك:


الخيار الرابع:
أ- ضع حدًا لما يجري بينهما
ب- اقترِبْ من باب أختك وقرِّرْ ما ستفعله بعد ذلك
جـ- حاولْ أن تسترِقَ النظر لما يجري بينهما



(أ)
وتقرر أن تضع حدًّا لما يجري، إن لم يكن بسبب الغيرة المحمودة على أختك فبسبب الغيرة المذمومة من أن يترشّف فاها أحدٌ غيرُك – وهو شعورٌ لا سابقة عهدٍ لك به! فتسرع إلى باب الغرفة المجاورة والهدف ما وراءه.

ولما اقترَبْتَ من مسرح الجريمة، زادتِ الأصواتُ ارتفاعاً وخلاعةً بفعل القرب من المصدر وبفعل تسارع الأحداث من وراء الباب معاً.

وتطرقُ أنت البابَ طرقًا عنيفًا حتى يصل مسامعَ المشتغلتَين بما هما فيه، ولم تترك طرق الباب حتى انقطع حبلُ القبلات والآهات ... وأصوات أخرى لزجات تحمرُّ لسماعها الوجنات.

ثم فتحَتْ أختُكَ بابها بعد ثوانٍ لا شك أنها ما استغرقه لبس ما تيسَّر، وتظهر هي أمامك على هيئةٍ لا يصح أن يراها أخٌ من أختِه: شعرُها القصير قد تبعثرَتْ خصلاته في كل اتجاه، وحلمتا ثدييها الناهدَين تحاكيان من تحت عباءتها المنزلية مَدَّ فراخِ الطير أعناقَها وقد عادَتْ أمُّها لها بالغذاء، وإذ يسري تيارُ هواءٍ رقيقٍ بفعل الباب المنفتح تلتصق العباءة الرقيقة بتضاريس الجسم البض من تحتها فتَنمُّ عن تفاصيله وغيابِ ما يحول بينه وبين مباشرة الجسد، وينتشر البلل فيما يقابل المهبل من قماشها لئلا يبقى أدنى شكٍّ فيما كانت فيه بأَخَرَة. ولا تقوى هي على النطق بأكثر من اسمك:

- «(عماد)؟»

ويغيب عنك ما كنت تنوي قولَه، ولا ينطلق لسانُك لهول المنظر وروعتِه في آن. ويدفعُك دافع الحيوانية غير المنضبطة إلى تصورِ أختك تحتَك وقد قمْتَ لها مقام ذكور الهرر لإناثها، فلولا بقية من تعقلٍ لقد كدْتَ تطرحها أرضاً وتفعل بها مثل ذلك ولا تبالي.

وكأنّ الدنيا قد رأتْ ما أنت فيه فابتسمَتْ في سادية وزادتْكَ حيرة على حيرتك إذ جعلَتْ ضيفتَكم تفتح الباب من وراء أختك على مصراعيه، عريانة، وهي على حالٍ مشابهة لأختك من شعث الشعر وانتصاب الحلمات وسريان سوائل المهبل، وما في جمالها زيادةٌ لمزيد، ثم تقبض بيدها البضة على خصر (شروق) وتديرها إليها كالجائع الذي قوطع وهو لم يشبعْ بعدُ، وتلتقم فاها كما يلتقم الصبيّ ثديَ أمه، ثم تقابل عينَيكَ المحدقتين بالمنظر بإصبعها الوسطى مستقبلتَكَ به مبسوطًا وقد قبضَتْ ما حولَه ولسانُ مقالِها في فم أختكَ، ولسانُ حالِها يقول: هذه لي! وليس لك عندنا إلا الحسرة، فجُرَّ خصاك عائداً أدراجك، وارضَ من الغنيمة بالإياب.

وتتقلقل (شروق) بين ذراعَي (العنود) في حرجٍ، ولو كان الجسد يتكلم لقال: ليس هنا ... أمام أخي ... ولكن افعلي بي ما شئتِ هناك ... بعيداً عن أعين الناس!

وتستغل أنت هذا التقلقل اليسير وما فيه من معنى الاعتراض والرفض وإن لم يكن رفضاً مطلقاً، فتلِجُ غرفتها، وتغلق وراءك بابها، و(العنود) لا تزال تدافع تقلقل (شروق) وترفع يدها بإشارتها إياها تجاهك.

وتقبض أنت على اليد التي لا تزال ممدودة جهتَك، فتجرَّ صاحبتَها إليك ... ثم تمضي بها إلى عمق الغرفة بعيداً عن أختك، ثم تجلس على السرير وتطرح العريانة المعترضة على فخذيك كأنها بنت سبع أو ثمان سيتناولها أبوها بعقاب.

- «ما الذي تفعله يا مجنون؟»

وتتجاهل سؤالها وتجيبها بصفعة بالغة يرتج لها طيزُها الضخم ارتجاج كثيب رمل زلزلتِ الأرضُ من تحته، ويخيّلُ لك مع حجمة وشدة تقلقله أنه سينفصل عن جسدِها ويتدحرج على ظهرهِا في هذه الجهة أو بين فخذيها في هذه الجهة .. ولكنه يعود مكانَه الأول بمنظر خلابٍ وكأنه رُكِّبَ على نابض (زنبرك)!

- «ما الذي أفعله؟ ما كان حريًّا بأبيك أن يفعله من سنين!»

وتواصل توبيخها وتحمير طيزِها.

وهي في حجرك تتلوى كلما هوَتْ يدُك بصفعة على أحد ردفَيها.

- «دعينا نراجِعْ سجلّ إقامتكِ القصير هنا. {ثلاث صفعات سريعات} أول كلمة سمعْتُها منكِ منذ رأيتُكِ كانت "ذكور!"{صفعةْ} ولماذا تلفظْتِ بتلك الكلمة؟ {صفعةْ} لأن أخاكِ كان متمسكًا بحقيبته خلافًا لكِ عندما تركْتِ أبي يحملها عنكِ{صفعتان} ثم بعدها بدقيقة أو أقلَّ {صفعة} استعرضْتِ مفاتنك أمام أخيكِ ورجلين غريبَينِ ترينهما للمرة الأولى في ملابس فاضحة{صفعة} ولكن كل هذا يهون أمام ما فعلتِه قبل قليل {ثلاث صفعات على كل ردفْ} هل هكذا تكرمون المضيف عندكم؟ {صفعة} بالسحاق مع ابنته {صفعتان} ثم الظهور عارية أمام ابنه؟ {صفعتان} ثم تقبيل هذه أمام هذا وأنت تلوحين له بإصبعك الأوسط في تحدٍّ؟ »

وبلغ بك الغضبُ مبلغَه فأوسعت مؤخرتَها ضربًا حتى مدَّتْ يدها وراءَها لتسترَها، ولكن ضخامة الطيز جعلت من المحال إخفاءَها كلها بيدها ... فظلَّتْ يدُها تتتبَّعُ آخر صفعةٍ لطيزها والصفعة النازلة تتفادى اليد وتصيب المكشوف من جلدها العاري! وظلَّتْ يدُك تهوي على ردفَيها لا تكلُّ حتى تدخلَتْ أختك شافعةً لصاحبتِها متناسية أنها هي الأخرى بحاجة إلى شفيعٍ!

- «(عماد) رجاءً؟ لقد نالَتْ كفايتَها، انظر إلى احمرار مقعدتِها ... رجاءً ... ستوقظ أبي و(ريان) ... ستصير فضيحة»

نظرْتَ إليها في عدم تصديق.

- «أهذا ما تخافين أن يستيقظا ليرياه؟ ولولا عريُ صاحبتِكِ الذي لا يدَ لي فيه لكان منظراً مألوفاً في عقاب المخطئين، ولا تخافين أن يستيقظ أبوكِ على ما استيقظْتُ أنا عليه من أصوات جنسية ماجنة إحدى بطلتَيها ابنتُه؟! تعالَيْ هنا!»

ودفعْتَ العجزاءَ من حجرِكَ ليخلوَ المكانُ لشريكتِها في الجريمة، فهوَتْ على استها على الأرض في توجعٍ، وما أسرع ما تقلبَتْ فاضطجعَتْ على بطنها وهي تفرك طيزَها بيديها لتخفف بيدِها بعض الألم الذي أحدثتْه يدُكَ. شتانَ بين منظرها لما دخلْتَ الغرفةَ متحديةً إياك واثقةً من نفسها ومنظرِها الآن عندَ رجليكَ محمرّةُ المؤخرة مغرورقة العين يداها تروحان وتجيئان على ردفَين هائلَين حتى ما يملك الناظر إلا أن يرثى لها.

ثم قبضْتَ على يد أختك، وهي ترى في طيز (العنود) النتيجة التي توشك أن تحل بمؤخرتِها فبدأتْ في الأسف والاعتذار، وجذبْتَها ناحيتَكَ، فاندفعَتْ بفعل جذبتِك لها حتى ارتطم بطنُها الضامرُ بعضلات فخذيك مستقرةً في حجرك، وغاص قطن عباءتِها في الوادي الضيق بين فلقتَي طيزها كاشفًا كل فلقة كأنها كرة يدٍ مكتملة التكوير تملأ اليد ولا يفضل منها بعدُ شيءٌ خلافاً لصاحبتها العجزاء ... وكأن الدنيا تعتذر منك وتسلمك المؤخرة الثانية الرشيقة بعدما فرغْتَ من المؤخرة الأولى الرجراجة، وقد عرَّتْ لك الأولى قبل قليلٍ، ثم رسمَتْ لك حوافَّ هذه الأخيرةِ بغوص الثياب فيما تحتها كأنها هدفٌ مرسومٌ يستصرخ الصافع أن يوسعه عقاباً. وتشرعُ في توبيخها هي الأخرى بينما يدك تمطر طيزَها بالصفعات:

- «أما أنتِ فجُرْمُكِ عندي أعظم! ما الذي حملكِ يا (شروق) على مجاراتِها وأنت أكبر منها سنًّا وأقدر على وزن عاقبة الأمور؟ وأخوكِ على بُعد أمتارٍ من سريركِ ... وأنتِ تعلمين أن صوتَ ما تفعلينه سيصله ... وأبوكِ وإن كان نومُه ثقيلاً إلا أنه لا يبعد أن يوقظَه ما أيقظ أخاكِ فكيف ترَينه يفعل حينئذٍ؟! أين غاب عنك عقلُكِ؟»

- «لا أدري يا (عماد)!{صفعة} آه، آه! لقد كان الأمرُ تدريجيًا! {صفعة} آه! ابتداءً نمْنا جميعًا على سريري لأنه مريح وواسع بما يكفي {ثلاث صفعات هائلات}... آآآآه! أقسم أنها الحقيقة: لقد رأيتَها بنفسك يا (عماد)، هذا جمالٌ لا يُرفض!!»

وترى انقباض طيز أختِك في حجرك وهي تتوقع أن يؤدي اعترافُها إلى مزيد من الصفع المؤلم، ولكنك في دهشتك مما سمعتَه، وكأنك قد فطنْتَ لأول مرة لحقيقة ما جرى، لا تزيد عقابَها بل تنهيه فجأة. وتُنهِضُها من حجرِك مهلاً حتى تستقيم واقفةً أمامك، وترى أنت في عينَيها أنها قد أدركَتْ مغزى اعترافِها العرَضيِّ فتورَّدَ خدُّها حياءً، وتسألها:

- «هل ميولُكِ ...»

ولا تكمِلُ أنت السؤالَ قبل أن تجيبك هي وكأنها تدفع تهمة:

- «ليس للنساء حصراً، لا. أنا لا أمانع .... أعني... أنا أجد ميلاً لكلا الجنسين!»

وفي هذه اللحظة يُطْرَقُ البابُ وينفتح ... وينخلع قلبُك خوفًا من أن ترى أباك، ولكنك تبصر (ريان) عند الباب بدلاً من ذلك، وترى تصويبَه بصرَه جهة أختِه ليشاهدها مُكوَّمة على الأرض عارية تفرك استها، ثم جهةَ أختك واقفة أمامك يبرز ثدياها من تحت عباءتها وتضع يدَها على طيزِها في توجُّعٍ هي الأخرى، والحيرة في عينيه.

- «ما الذي يجري؟»

ولا تعرف كيف تجيبه، ولكنك تترك المهمة لمَنْ تسبَّبَتْ في هذا كلِّه:

- «اسأل أختَك!»

وتنظر إليها نظرة أخيرةً فتتصادف مع نظرتِها لك هي الأخرى، وفي عينيها شيءٌ غريبٌ لا هو كره ولا اعتذار ولا إعجاب ولا تحدٍّ بل مزيج من ذلك كله منقوع بعد ذلك في شبق أنثوي يعصف باتجاه بوصلته.

ثم تغادر الغرفة وأنت تجر (شروق) وراءك وعينا (ريان) لا تزال متعلقة بها، تتابع رقصات ثدييها وطيزها تحت العباءة الهفهافة حتى تخرج من غرفتِها وتذهبَ بها إلى غرفتِكَ ثم تغلق الباب. ويتصادف إغلاق بابِكَ مع فتحِ بابِ غرفةِ أبيك وإغلاق (ريان) الباب عليه وعلى أخته التي لا تزال على الأرض مستلقية على بطنها، عريانة، حمراء الأرداف!




(ب)
لا تدري بالضبط ما خطر لك أن تفعله عندما خرجْتَ من غرفتك واقتربت من غرفة أختك، والأصوات الماجنة تزداد وضوحًا بفعل قربك من مصدرها من جهة وتفاقم العاطفة المستعرة من وراء الباب من جهة أخرى.

وعندما وصلْتَ إلى بابِها بلغَكَ صوتٌ رطبٌ لزجٌ لا شك أنه صادر عن اصطدام راحة يد إحداهما بفرج الأخرى مراراً متعاقباتٍ مصحوباً بقبلة يرنّ صداها في أنحاء الشقة، والتفتَّ حولَك كأنك تخشى أن يكون سمع تلك الأصواتِ غيرُك، لترى .... (ريان) يفتح باب غرفة (علاء) ويخرج منه مقترباً منك، وفي عينيه سؤالٌ يعلم إجابتَه ولكنه لا يكادُ يصدِّقُها.

وينظر أخوك لأمك لك وتنظر له، وأختاكما تفعلان ببعضهما البعض ما لا تريانه ولكنّ سماعَه كافٍ في بيان هيئته!

وقبل أن تتناقشا وتتناظرا فيما يجب عليكما فعله وهل تقدمان أم تحجمانِ، يعلو تثاؤبُ أبيكَ وتسمع أثرَ تقلقه على سريرِه، منذراً باستيقاظه الوشيك ... فتتخلى أنت عن احترام خصوصية النساء وتفتح باب (شروق) وتدخل غرفتَها، وأخوك يتبعك على عجل.

وترى أمامَك أختَك منبطحة على بطنها مفرّجةٌ رجلَيها وضيفتُها قد جثَتْ من ورائها على ركبتيها، وإحدى ركبتَي (العنود) بين رجلَي (شروق) والأخرى عن يسارها، وقد مالتِ الجاثيةُ بجذعها على صاحبتِها لتوسعَ ما طالَتْه منها تقبيلاً، ويدُها متصوِّبةٌ من أعلى تصيب حِرَ أختِك تارة، وتقبض على طيزِها الصبيانيّ تارة أخرى، ثم تفركه كأنها تطلب عنده ثأرًا، وأختُكَ تجازي القبضَ والفركَ بأن تُلصِقَ بطنَها بالسريرِ وتقوّسُ ظهرَها لتعلو مؤخرتُها أكثر وأكثر كأنها تسألها المزيدَ!

واستغرق الأمر ثانية أو أقل لتدرك الفتاتان دخولكما عليهما: كلتاهما عارية قد فجأها مرأى أخيها فغلبها الذهولُ وأنساها سترَ عورتِها، بل أنساها رفعَ يدِها عن عورة الأخرى!

وتكلم (ريان) أولاً بلغة براجماتية بحتة، بينما عيناك تحاولان الهروب من مجال جاذبية طيز أخته الهائل التي تستقبلك بها!

- «عم (رمضان) على وشك الاستيقاظ، كُفَّا عن ... أيٍّ يكنْ جنسُ ما تفعلانه، وارتديا ملابسكما!!»

وكأنهما كانتا في غيبوبة وأفاقتا على حقيقة المكان والزمان اللذين هما فيه ... فبدأتا في فض الاشتباك الجنسي الذي كانتا فيه، وردَّتْ كلتاهما يدَها لنفسِها.

وقبل أن ترفع (العنود) يدَها عن مقعدةِ أختك تماماً وقد تركَتْ بصمة يدِها احمراراً عليها، جاءكما صوتُ بابِ أبيك وهو ينفتح. فما أسرعَ ما نهضت المرأتانِ من السرير وعمدتا إلى ملابسهما لترتدياها.

وبدا ظاهرًا شيءٌ من التفاوتِ في مسلكهما، فأختك لا تزال تحتفظ برمق من الحياء حملها على توليتكم دُبُرَها وهي تلتقط ملابسها وترتديها، وإن كان في رشاقتِها وكروية طيزها ما يخلب الألباب، والأخرى مستقبلتَكم بقُبُلِها لا تبالي بمن نظر من أخٍ أو خلافِه وإلى ما نظر من ثدي أو حرٍ!

ولولا احتدام الأحداث لانصرف بصرُكَ وبصرُ (ريان) إلى مشهد التعري المعكوس الذي يتكشف أمامكما، من التقاط الملابس الداخلية من الأرض والتأكد من أي وجهتيها أمام وأيها خلف في حق أختك، أما (العنود) فلم يكن في ملابسها الداخلية خلفٌ يُعتدُّ به ليلتبس بالمقدمة بل خيطان يلتقيان في مثلث! ثم إدخال الرجلين في فتحتَيهما والصعود بقطعة الملابس رقيقة الملمس على عجل إلى أن تصطدم بوجهتها النهائية فتكف اليدان عن الرفع وتبدآن في المواءمة التي تستمر ثواني حتى يستقر القماش في أخاديد الفرج ووهاده، وبعض القماش هفهاف لا يتورع عن سلوك الطرق الضيقة غير المهيئة لدخوله فتمدُّ أختك إصبعاً رشيقاً يتسرب تحت الحافة اليمنى لملابسها الداخلية التي غاصَتْ بعيداً في العمق بين فلقتَي الطيز ثم يقابله الإبهام من خارج ليقبضا على القماش متلبساً بجرم التنقيب في وادي الأرداف بدون إذن فيسحبانه إلى مكانه الأصلي شاغلاً قوسًا يقطع دائرة الردف قرب الفخذ ويبقى من فلقة الطيز حافة تظهر من تحته.

وتفارق عيناك هذا المنظر الشائق للضرورة وتهِمُّ بأن تخرج لتقابل أباك وتصده عن القصد إلى هذه الغرفة ... فلعله يشم من وراء بابها رائحةَ ابنتِه وصاحبتِها الشهوانية التي لا تزال تفوح في الأجواء! ويقبض أخوك على يدِك قبل أن تفتح الباب:

- «سأخرج أنا! كلتاهما أختي فلا حرج في زيارتي إياهما، ولكن لو رآك أبوك تخرج من الغرفة فقد يظن أنك رأيت (العنود) بثياب النوم!»

وتؤمِّن أنت على رأيه وأنت تعلم أن ثياب النوم في حكم ثياب الراهبات إذا قيسَتْ إلى ما رأيتَه بالفعل:

- «صدقْتَ، صدقْتَ. اذهب وقابله. وقل له أن الجميع قد استيقظ، ولو سأل عني فأنا نزلْتُ لشراء ... »

وجاءك اقتراحُ (العنود) المتظاهر بالبراءة على ترددك في إتمام الجملة، بينما هي تغلق حمالةَ صدرِها من ورائها في احترافٍ:

- «طعمية؟»

ثم تبعَتْه ضحكةٌ مكتومةٌ من أختك كأنها سمعَتْ نكتة الموسم، فنظرْتَ إليهما شزراً وهما تكملان التقاطَ ثيابهما وارتداءها كأن المصيبة هذه ليسَتْ من صنعهما!

- «أيًّا يكُنْ! المهم أن تبعده عن هنا وتذهب به إلى أي مكانٍ آخر حتى نفض آثار الجريمة، بعدَها سأخرج أنا خلسةً وأنزل لشراء فول ... فلافل ... عدس ... أي إفطار من أي مكان!»

ويخرج أخوك قبل أن يطرق أبوك باب غرفتِكَ بلحظة، وتغلق أنت البابَ وراءه بسرعة قبل أن يأتيك صوتُ أخيك قائلاً:

- «عم (رمضان)!»

ثم يتبعه صوتُ أبيك المتفاجئ من الصالة:

- «(ريان)! هل استيقظتْ أختاك؟ لقد كنْتُ على وشك أن أوقظ (عماد) ليشتري لنا ما نفطر به.»

- «أنت آخر المستيقظين يا عمي، و(عماد) قد نزل بالفعل ليشتري إفطاراً. بإمكانك أنت أن تمضي للحمام ريثما يعود.»

وبعدما خرج أبوك من الصورة ودخل إلى الحمام عاد (ريان) إلى "غرفة العمليات" مرة أخرى، ونظرْتَ أنت إلى حمامتَي الغرام من ورائك فإذا هما قد فرغتا من ارتداء ملابسهما وبدأتا في الاقتراب من بعضهما البعض وتبادل النظرات الماجنة إيذاناً بعودة الأزمة إلى مربع الصفر. وتتلاقى الشفتان أو تكاد وقد انفرجتا شيئًا يسيرًا، والشفاه الأربع في مسار متسارع إلى اصطدامٍ وشيكٍ قبل أن تتداركه بتحذير صارم:

- «أنتما الاثنتان .... لا أريد أن أرى أقل من عشرة أمتار بينكما حتى إشعارٍ آخر!»

ونظرَتْ لك (شروق) في معابثة ليس هذا وقتُها وقالَتْ في دلالٍ:

- «ماذا عن تسعة أمتار ونصف يا "مستر"؟»

فقبضْتَ على يدِها وأخرجْتَها من الغرفة صافعاً مؤخرتَها في طريقها إلى الباب لعل ذلك ينهاها عن المشاغبة ولو لدقائق! ثم أمرْتَها بإخفاء "آثار المعركة":

- «استغلي فترة اغتسال أبيكِ في إصلاح شعركِ وهندامكِ حتى لا ننفضح جميعاً. لو رآكِ ابن خمس سنين على هذه الحالة لخمَّنَ ما كنْتِ فيه!»

وهمَمْتَ أن تفعل بضيفتكم الشيءَ نفسه، ولكنها رفعَتْ لك إصبعاً محذِّرةً ويدُها الأخرى تمتد من ورائها في تلقائية لتستر ما أمكنَها من مؤخرتها المستهدفة:

- «إياكَ!»

فغيَّرْتَ آلية النصيحة واقتصرْتَ على تحذيرها شفهيًا من خروجها من الغرفة بهذا المنظر! ونظرْتَ لأخيك ففهم مرادَكَ، وهزَّ رأسَه كنايةً عن أنه سيشرف شخصيًا على تنفيذ أخته الكبيرة للأوامر هذه المرة، ولن يدعَها تخرج في حيث يراها أبوكَ حتى يعود منظرُها لوضع الاستيقاظ من النوم بدلاً من وضعه الحالي ... الإباحيّ!

ويخيَّلُ إليك أن حمرة خجلٍ قد علَتْها ... لا بد أنها ناتجة عن تصوُّرِ يدِكَ وقد حطأَتْ عجُزَها أمام أخيها كما رأتْكَ تفعلُ بأختِكَ قبل قليلٍ ... ولم يكن هذا وقتَ دراسة الخدود وردود الأفعال، فتركْتَ لهما الغرفة ونزلْتَ لتجلب لهم ما يفطرون به.



(جـ)
خُطاكَ تقتفي أثرَ القُبُلاتِ الرنانة حتى تتوقف بك أمام بابِ أختِك فتزداد الأصواتُ وضوحًا وتسارعًا.

وراء هذا البابِ تتشكل أقصى خيالات المراهقين الجنسية حقيقة ماثلة بفعل الشفاه الممتلئة والأيدي الناعمة التي تلتهم ما تطوله من الجلد البض العاري فتُعديه ويعديها بحمى الشهوة متسارعاً بلا نهاية.

ولا يحتاج عقلُكَ الذي لم يُفِقْ تماماً من أحلامه الجنسية إلى كبيرِ مدافعةٍ حتى يستجيب لتوسلاتِك بطلب رؤية ما تسمعه.

ويأمر عقلُكَ عضلاتِ يدَيكَ فتبدأ بزحزحة البابِ رويداً وريداً ... بأصابع كأصابع الجراحين ... أنملةً فأنملةً ... خوفَ انكشافِ أمرِكَ ... حتى مر شعاعُ النورِ منعكسًا عن سرير (شروق) من فُرْجَةِ الباب إلى عينِك فزدْتَ على السماع الرؤية.

بين الباب الذي يسترك إلا عينًا والسرير الملامس للجدار ترى ملابس النوم مطروحةً كيفما اتفق على الأرض، والجسدان العاريان على الفراش يلتويان في رقصة غرام تحت أشعة الظهيرة الدافئة المتسربة من خصاص النافذة.

ولو أنهما في غير هذه الحالة فلعلهما أو إحداهما أن تكون فطنَتْ لموقفك، إذ السرير موازٍ للباب الذي فتحْتَه لتوِّكَ... فلو أنَّ أختَكَ المستلقية على ظهرها التفتَتْ عن يمينِها، أو ضيفتُها الجاثمة فوقَها كفَّتْ عن مصِّ ثديي مضيفتِها والتفتتْ عن يسارِها، لرأتك إحداهما أو كلتاهما!

أما في حالتِهما هذه فهما منشغلتان بما هما فيه عن البابِ ... والواقفِ وراءَ البابِ ... والدنيا بأسرِها!

ومنظرُهما لولا جمالُه وجلالُه لحمل الرائي على الضحك لما هما فيه من جنون الشبق واستبدادِه؛ إذ لا تصيب أيٌّ منهما شيئاً من مفاتن الأخرى لحظةً إلا وألهاها عنه جاره في الإغواء والإغراء، فكأنها جائعٌ تطيش يدُه في أطباقِ وليمة فاخرةٍ فلا يأكل لقمةً من هذا اللون حتى يغريَه لونٌ آخرُ فيخطف لقمةً منه لا تلبث أن تقع من يده من فرط السرعة فلا يعبأ بها لأن عينَيه ساقَتْه لصنفٍ ثالثٍ، وهلم جراً.

أما أشدُّ أفعالهما استجلاباً للشهوة عندَكَ فالحملقةُ ونسيان التنفس. وأكثر ما يقع نكاحُ العيونِ هذا عَقِبَ كَعْمِ الأفواه بالأفواه إذ يصيرُ كلُّ فمٍ كأنه لجامٌ يكعم الفمَ الآخر ... ثم يفترق اللسانان وتتباعد الشفتان عن الشفتَينِ وخيط اللعاب بينهما، وتتماسّ أرنبتا الأنفين، وتتقابل العيونُ حينئذٍ فتتطارح حكايات الغرام وتستغرق في التعبير عن لواعج الصدر حتى ينسى الصدرُ حاجتَه للهواء!

ووقع المحظورُ لما أرادَتِ (العنود) أن تنزل بين رجلَي أختِك لِتُبْلِغَها أربها بفيها، فوجَّهَتْها لتجلس على سريرِها مستدبرةً الجدار المقابل للباب وقد جعلَتْ بعض الوسائد وراءها، ثم نزلَتْ الضيفة عن السرير وطيزها الهائل تواجه البابَ ... حتى استقرَّتْ ركبتاها على وسادة أخرى كانتْ وضعَتْها على الأرض وأراحتْ يدَيها على فخذي (شروق) وباعدَتْ بينهما، ثمشرعَتْ في التهام ما يفوح عبقُه من بين الرجلَين المنفرَجتين بنهمٍ.

ولو كان فيك بقيةٌ من تعقلٍ ولو أن دمك لم يندفع كلُّه أو أكثره للأسفلِ تاركًا مقر الإدراك في الأعلى بلا غذاء ولا أوكسجين ... لفطِنْتَ أن أختك الآن في مواجهتك ولا شك أنها ترى البابَ المزحزح وأنت وراءه.

وشغلَكَ منظرُ المؤخرة الرجراجة والرأس المهتز جيئة وذهاباً من أسفل السرير وثديا أختك الناهدَينِ بحلمتَيهما المنتصبتَين واضطرابهما مع الشهيق العميق والزفير الملتهب من فوقه.... شغلك هذا كلُّه عن النظر إلى وجهها الذي يقابل الباب، ولو فعلْتَ لرأيتَها تحدق في الباب المنفرج وتتسع ابتسامتُها شيئًا فشيئًا وهي تهزّ رأسها كأنها لا تصدق أن أخاها هذا أو أخاها ذاك لا شك هو المذنبُ بفتح الباب ليتلصص عليهما من ورائه.

ولم تفطَنْ أنت إلى ما يجري حتى وضعَتْ (شروق) يدها على كتف (العنود) لتحملها على التوقف عن لعقِ بظرِها والنظر وراءَها باتجاه الباب.

- «(ريان)! افتحِ البابَ حالاً وتعالَ هنا!!»

وهوى قلبُك بين رجلَيكَ لما بلغك أمرُها وإن كانَتِ (العنود) قد أخطأتْ في تسمية المتهم وأخذَتْ أخاها البريء بجريرتِكَ!

ولمَّا لم تستجبْ لأمرِها وعذرُكَ أنها لم تسمِّكَ باسمِكَ، قامَتِ (العنود) للباب ولم تتكلف أن تغطي عريانيتَها ولو بـ"روب" أو عباءة، ثم فتحَتْه على مصراعه فألفَتْك لدى الباب، منتصب المقدمة، محمر الوجه خجلاً، تبحث عن عذرٍ لموقفِكَ هذا فلا تجد.

- «إن كان عذرُ (ريان) أنه لا يزال مراهقًا وولع المراهقين بالتلصص والاستمناء مشهور، فما عذرك أنت يا (عماد)؟»

وضحكَتْ أختُك من سريرِها وهي ترى توبيخَك.

ولم تمهلْكَ (العنود) لتجيبَ بشيءٍ بل مدَّتْ يدها إلى أذنك وعركَتْها عركاً يسيرًا كأنها تقصد للألم المعنوي لا الجسدي، ثم سارَتْ بك إلى ركن الغرفة الأبعد عن السرير، وفي كل خطوة ترتج طيزُها من ورائها وثدياها من أمامها وكأنها تعيد تعريف جمال الأنوثة في هيئة مبجلة تقود ولا تُقاد وتأمُرُ فلا تُعصَى، حتى إذا بلغتْ بك ملتقى الجدارَين أودعَتْ ثَمَّ جسدَك حتى لامس أنفُكَ الزاوية القائمة، ثم قبضَتْ على يدَيك ووجَّهَتْهما لتتشابك أصابعُهما من وراء رأسك فانتهَيْتَ إلى منظر تحس بسببه أن عمرك قد انكمش عشر سنين دفعةً واحدةً!

وجاء دور (شروق) لتعلق على منظرك وهي تضحك:

- «هههه يا أخي الصغير، لولا مَنَامةُ البالغين هذه لحسبْتُك في أول سِنِيّ المراهقة، ولم يجد معلمُك حلاً لشقاوتك إلا أن تستقبل الفصل بمؤخرتك ووجهك إلى الجدار!»

- «معكِ حق يا (شروق)، إن ملابسَه هذه لا محل لها من الإعراب بينما كلتانا عريانة. (عماد) قد سمعْتَ أختَكَ، اخلع منامتَكَ وما يلي جسدَك من الملابس ثم ارجع مكانك مستقبل الزاوية.»

وانتظرْتَ أن تتدخل أختك شفيعةً لك عند معاقِبتِكَ فلم تأتِكَ النجدةُ المنتَظَرَةُ بل جاءتْكَ مكانَها صفعةٌ لاسعةٌ أصابَتْ منتصف مؤخرتك تماماً متبوعةً بمزيد من التوبيخ:

- «افعل ما أُمِرْتَ به أيها الشقي! السبب الوحيد في أن عقابك مقتصرٌ على الوقوف في زاوية فحسبُ هو أني لم أعاقبْكَ من قبلُ فتعلم ما تُحاذِرُ؛ لو كان المتلصص هو (ريان) لكان على حجري الآن وأنا ألهب مؤخرته بفرشاة شعري!»

وجاءك صوتُ (شروق) وهي تعابثك:

- «أوه، أهذه عقوبة (ريان) في المعتاد؟ لا شك أنها السبب في تهذيبه البالغ واحترامه لأخته. ربما عليّ أن أعتمد نظاماً تأديبياً مماثلاً لأخي الصغير أنا الأخرى ... ما رأيك يا (عماد)؟»

ولما فرغَتْ أختُك من سؤالها اللاهي، صفعَتْ ضيفتُها مؤخرتك مرة أخرى:

- «أجِبْها بينما تخلع ملابسك، وإلا فسترى (شروق) تطبيقاً عمليًا لأثر الخشب في تهذيب أخلاق الذكور عندما يرفع درجة حرارة مؤخراتهم بالاصطدام المتكرر!»

وبدأتَ بالتعري بعد هذا التهديد وأنت مستقبل الجدار لئلا تريا منك ما حقُّه السترُ. وقبل أن تبدأ في نزع بنطال المنامة تذكَّرْتَ الجزء الثاني مما يتوجب عليك فعله، فبدأتَ في الإجابة:

- «رجاءً يا (شروق)، لا داعي لفكرة العقوبات هذه!»

واستمرَّتْ أختُكَ في خلطها الجد بالهزل:

- «أتعني أنه لا داعي لاحتفاظي بفرشاة شعر مخصوصة لك، ربما أحفر عليها اسمك، وكلما نسيْتَ ما يجب عليك القيامُ به، كما هي حال معظم الصبية والشباب، جئتُ بك إلى غرفتي هذه، وجلسْتُ على سريري هذا، ثم أرقدتُك على حجري وعرَّيْتُ طيزَك وصفعْتُ تلك الطيز الخاطئة مراراً حتى تلهج بالوعود الصادقة بتفادي ما قصَّرْتَ فيه وبالتزام الطريق السويِّ؟ فكِّرْ في درجاتك في الجامعة على سبيل المثال، وكيف ستتحسن إذا كنْتَ تعلم علم اليقين أن أي تقصير في المذاكرة ستتداركه أختك بعقابٍ موجعٍ لا يدع لك سبيلاً إلا إلى فعل واجباتك والجد في دروسك وترك التراخي والتكاسل. كم أخٍ يتمنى أختًا كهذه! أختٌ لا تقتصر مساعدتُها على سؤاله في حسرةٍ عن متى سيبدأ المذاكرة في آخر الفصل الدراسي وهو يرجئ فتح كتبه يوماً فيومًا، بل تخبره خبراً يعلم صدقه: "لو لم تذاكر الفصل الأول هذه الليلة، فستنام على بطنك لأني سألهب مؤخرتك حتى لا تطيق أن تستقبل بها الفراش، فأمامك أن تبدأ المذاكرة هذه الليلة بلا عقاب أو أن تبدأها غداً بطيز محمرّة، والخيارُ لك!"، أعتقد أن كثيراً من طلبة الجامعة يتمنون في يوم إعلان النتائج لو كانت لهم أختٌ من هذا النوع ... حتى لو كان دافعهم أفلاطونيًّا بحتًا لا أثر له في انتصاب ولا خيالات جنسية!»

وكأنك ترى غمزة عينِها وهي تفجأك بهذه الجملة الأخيرة بعد خطابها البراجماتي الأولي، ثم تضيف:

- «(عماد) يا صغيري ... لماذا لا تعترف لنفسك بما تحتاج إليه ... بل وتهتاج إليه كذلك! استدرْ لي حتى أرى ... عينيك! ... فإن العيون صادقة لا تكذب في الكشف عن رغبات أصحابها»

وكأن خطبتَها القصيرة قد أصابَتْ هدفَها في مقتلٍ فلم تملك رجلاك، وما بين رجلَيك، إلا أن يستجيب للأمر فتستدير لها:

- «أترى؟ عيناك لاهجتان برغبتك في الانصياع لأوامر أختك التي لن تفعل بك شيئًا إلا وفيه مصلحتك في نهاية المطاف. أما العين العوراء التي في الأسفل هذه، فتكاد تفارق جسدك وتستقر في حجري لأفعل بها ما أشاء، فهي أطوع لي من بناني... جسدُك، وعقله بين رجليك، موافق. وعقلك، وعيناك دليلٌ على خواطره، موافق ... فهي موافقة العقل والجسم بالإجماع إذن! والآن أترك الكلمة لـ(العنود) لتكمل عقابَكَ المخفف!»

وتضحك (العنود) وتشير إليك وقد خفتَتِ الحدةُ المعتادةُ في ملامحها بعض الشيء:

- «حسنًا يا (عماد)، لقد "قُبِضَ عليك متلبسًا" برؤية ما لم تُدْعَ لرؤيته، وهذا يستحق عقوبة بالغةً ولكننا سنكتفي بتعريتك، وإيداعك هذه الزاوية، وشيءٌ ثالثٌ أشبه بالمكافآت منه بالعقوبات ولكن بالنظر إلى ما أنت عليه ... في الأسفل، فإنه عقوبة لا يصبر عليها كثير من ذوي الأزباب: سأكمل أنا وأختك ما كنا فيه قبل أن تقاطعنا وهذه المرة فستكون معنا في الغرفة ولكنك لن ترى شيئًا لأن عينَيكَ تواجهان الزاوية، ولن تلمس ... أيرَك لأن يديك معقودتان وراء رأسك. وستسمع كل شيءٍ بدون أن تتحرك حركة واحدة أو تتلفظ ببنت شفة! هذا درسٌ مناسبٌ ينهاك عن التلصص والتجسس في ظني. والآن عد بأنفك للزاوية، واعتبر نفسَك، حتى تأذن لك أختك أو آذن لك أنا بخلافه، قطعةَ أثاث مودعة في ركن الحجرة ... والجماد لا يتحرك ولا يتكلم كما تعلم!»

وحرَّكَتْكَ بلطفٍ لتعود كما كنْتَ – مقابل الجدار، عريان، ويداك وراء رأسك.

ثم عادَتْ للسريرِ فعادتِ الأصواتُ الماجنة لتملأ الغرفة وتلح عليك لتلتفت وترى ... ولكنك،_ لسببٍ لا تكاد تصدق فاعليته_، باقٍ على وضعك الذي تركَتْكَ عليه (العنود). وزبك يكاد ينفجر من وقع الأصوات في أذنيك وغزو العبق الأنثوي الساحر لخيشومِكَ.

ولما فرغتا مما هما فيه، قامَتْ لك (شروق) هذه المرة، وأدارَتْكَ لتقابلَها، وقد تركَتِ "الموقعةُ" التي كانت فيها أثرها على كل شيءٍ منها، شعراً أشعث، وجسدًا تملؤه آثار العضات والقبلات، ومهبلاً لا يزال رطبًا يفوح برائحتها الجنسية الخاصة ... ثم عانقَتْكَ فانحشر زبك في هيجانه بينك وبين بطنها الضامر وثدياها منضغطان فيما بينكما!

- «{بصوتٍ هامسٍ} إياك أن تنعظ! لقد تحدتْني هذه اللئيمة أن هذه المعانقة كافية لتفقدك ما بقي من رباطة جأش وبلوغ سيلك الزبى! ولكني أعلم أن أخي سيستطيع ضبط نفسه إذا أمرَتْه أخته بذلك ... أنت متماسكٌ حتى الآن، وإن كان في انقباض عضلاتك في حضني ما يدل على أنك تبذل مجهوداً هائلاً لتمنع نفسك من الانفجار. كل هذا مُقَدَّرٌ وسأكافئك عليه فيما بعد.»

ثم ابتعدَتْ عنك فكدْتَ تبكي من صعوبة ضبط نفسك وهي تكاتم ضحكتَها.

- «أترين يا (العنود)؟ إن أخي مضرب المثل في الطاعة وتمكنه من شهوته!»

- «كفي عن نظرة الكبر والخيلاء هذه! لو رأيتِ ما أفعله بـ(ريان) وهو على "حافة الهاوية" لساعة أو أكثر، ولا يمنعه من قذف منيِّه خارج مجال الجاذبية الأرضية إلا كلمة مني، لرأيتِ الطاعةَ على وجهِها!»

واستمرَّتْ تلك المناكفة دقائق بينهما وهما لا تباليان بتغطية جسدَيهما ليزداد عذابُك ولذتُك معاً، قبل أن يفطنا إليك ويُؤْذَنُ لك لترتدي ملابسك وتنصرف، وقبل أن تخرج من الغرفة جاءك الأمرُ القاتلُ من أختِك:

- «لا استمناء يا (عماد)! من الآن فصاعداً يدُكَ وزبُّك قطبا مغناطيس من الشحنة نفسها! لو وجدْتُك مطيعاً ومجتهداً فيما أكلفك به فسأبلغك شهوتك بنفسي. فيما عدا ذلك فأي إثارة جنسية تفضي إلى اندفاق المني ستعاقب عليها عقاباً عسيراً!»

ولم تدْرِ كيف تجيبها ... ولكن لسانك أجاب من تلقاء نفسه:

- «حاضر يا (شروق)!»

ثم خرجْتَ فألفَيْتَ (ريان) واقفاً قريباً من باب أختَيهِ ومنظرُه يشي بأنه قد سمع كثيرًا مما تسرب من الغرفة المغلقة، ولما رآك انسحب من الصالة إلى غرفته وأغلق بابَها في خفةٍ قبل أن تسأله أو يسألك عن شيءٍ!


***

على مدار اليوم، لم تفلح أختُكَ في تخفيف حدة الغربة التي تفشَّتْ في أرجاء الشقة بين جميع الأطراف بلا استثناء، وإن كانَتْ دعاباتها ومعابثتها لهذا أو ذاك تُنتِج ابتسامة هنا وضحكةً هناك، ولكن الأجواء ما تلبث أن تتلبد بعدها مباشرة. وكان الأمرُ من الوضوح حتى انتبه له أبوكَ وإن لم يدرِ سببَه.

وجاء الاقتراحُ من أبيك بأن تذهبوا أربعتَكم للعشاء في أحد المطاعم السريعة المجاورة تلك الليلة. ورفض أن يصاحبكم في رحلتكم تلك؛ لـ"يخلو الجوُّ للشباب" من جهة، ولأن عليه النوم مبكراً حتى يذهب لعمله في البنك في الصباح الباكر من جهة أخرى، فوافقتم.

ولما استقرَّ جمعُكُمْ في أبعد طاولة في المطعم عن مدخله، ولم يكن ثمة زحامٍ لحسن الحظ فصرتم معزولين أو كالمعزولين في ركن يلامس الحائط الزجاجي المطل على الطريق، بدأتْ أختُكَ بالكلام وهي تتخلى عن هزلِها المعتاد وتعتدل في جلستِها، لتبدأ مناقشةٌ مطوَّلةٌ موضوعها ما حدث في الظهيرة وما سيكون عليه الأمرُ في القادم من الأيام.

- «ما جرى اليومَ لم يكنْ على ترتيبٍ من أيٍّ منا، ولكني لا أخفي سروري بأنه قد حدث، لأنه لم يُبْقِ لنا خياراً إلا أن نكشف كلَّ أوراقِنا أمام بعضِنا البعضَ، ونتخلى عن الأسرار وما تنتجه من كبتٍ وتحسرٍ. هل لدى أحدٍ اعتراضٌ حتى الآن؟»

وتهزُّ أنت وأخوك وأختُه رءوسكم نفيًا، فتكمل (شروق) كلمتَها وتقول:


الخيار الخامس:

أ - "وربما علينا أن نبدأ من النهايات ... أو ما فعله (عماد) بـ"نهايتي" أنا و(العنود) للدقة!"
ب - "وربما علينا أن نبدأ من البداية ... وما حدث بيني وبين (العنود) أولاً."
جـ - "وربما علينا أن نبدأ من المنتصف ... من لحظة تلصص الإخوة الصغار على الأخوات الكبريات!"


(أ)
- «وربما علينا أن نبدأ من النهايات ... أو ما فعله (عماد) بـ"نهايتي" أنا و(العنود) للدقة!»

وقاطعَتْها (العنودُ) في حدةٍ:

- «لا تصوري الأمرَ كأنه مشهد من مسرحية ساخرة. لقد كان هذا تجاوزاً من أخيكِ حقه الاعتذار وطلب المغفرة!»

وردَّتْ عليها أختُكَ وهي تخلط الجد بالعبث كعادتِها:

- «لا أدري إن كان وصفه بالتجاوز دقيقًا ... لقد فعل بكِ ما فعله نتيجةً عن تقبيلِكِ لي بينما أنا أحاول التملص منكِ، وهذا في حد ذاته كافٍ لاستدعاء عقوبة جسدية ... يُضافُ إليه أنكِ فعلتِه أمام أخي كنوعٍ من استعراض القوة بمعناها الذكوريّ البغيض إن جاز لي أن أقتبس مصطلحاتكِ ولسانُ حالكِ أنكِ تذلينه بالتمكن من عواطف أخته، وربما لو لم يكن في الصورة لما اهتمَمْتِ بمطارحتي الغرامَ ابتداءً فأنا عندكِ أداةٌ لإظهار فحولتك لا غير!»

ولم تملك (العنود) نفسَها بإزاء التهمة الذكورية الفاقعة:

- «(شروق)! أنت تعلمين أن هذا غيرُ صحيح!! من سابع المستحيلات أن أقلل من قدر عاطفة وميول امرأة أخرى بهذا الشكل ... لقد كان ردُّ فعلي بتقبيلكِ أمام أخيك عفوياً بحتاً!»

- «وكذلك كان ردُّ فعلي يا (العنود)! كلانا لو عاد به الزمن لتريّثَ وأحجم وسأل قبل أن يُقْدِم ... أنتِ بإزاء تقبيل أختي، وأنا بإزاء عقابكِ وإياها.»

وتورَّد خداها لما جاء ذكرُ العقابِ وتقلقلَتْ في مقعدها وكأن الألم قد عاودها بمجرد ذكر مصدره، ولكنها كتمَتْ سريرتَها وزمزمت بغضبٍ!

وبقي أن يخذلها أخوها هو الآخرُ ففعل!

- «هذه المرة الأولى التي أراكِ تعترفين فيها بارتكابك أي خطأ يا أختي الكبيرة ... عفوياً أو غيرَ عفويٍّ – هذا إنجازٌ يُحْسَبُ للفريق المشكل من (شروق) و(عماد) هنا!»

وضحكْتَ أنت و(شروق) بينما (العنود) ترمق أخاها بنظرة نارية. وعادَتْ (شروق) للجد ... مؤقتاً:

- «حسناً، حسنًا لنعُدْ لأجواء المصارحة التي كنا فيها. أنا شخصياً كنتُ أعلم عن نفسي أني أميل للنساء كما أميل للرجال ... »

وقاطعها (ريان) معابثاً:

- «ما الذي تعنيه كلمة "أميل" هنا، حتى نضبط المصطلح؟»

- «تعني الشهوة المتقدة للحس بظر النساء ومص زب الرجال بالقدرِ نفسه أيها المشاغب!»

ورفع (ريانُ) يديه مستسلماً وقد كان ينوي أن يحرجها فأحرجَتْه هي، وأكملَتْ (شروق) اعترافَها:

- « ما لم أكن أعرفه من نفسي حتى حدث ما حدث اليومُ هو أنني لا أمانع ... بل لا أمانع على الإطلاق أنْ ... أنْ يتناولني أخي بتأديبٍ إذا دعَتْ لذلك الضرورة!»

واستغل (ريان) هذه الفرصة لينتقم من إحراجها إياه:

- «و"تأديب" هنا تعني وضعك في حجره وصفع مؤخرتكِ، أليس كذلك؟ أم هل تُراها تعني تقييدكِ على **** القديس أندراوس وجلدكِ بالسياط؟ ثم قبل هذين السؤالَينِ في الأهمية: هل المقصود بأخيكِ هنا كلا أخويكِ أم أحدهما فحسبُ؟»

وللمرة الأولى منذ زمنٍ بعيدٍ احمرَّتْ (شروق) خجلاً على وقع وابل الأسئلة المحرجة، ولم تُجِبْ بشيءٍ، بل أشارَتْ إليكَ في إجابة على السؤال الأخير. واستمرَّ (ريان) في معابثة أخته الكبرى:

- «ولِمَ يعاقبكِ هو ولا أعاقبكِ أنا؟ ... إذا دعَتْ لذلك الضرورةُ بالطبع.»

وتدخلْتَ أنت لنجدة أختِكَ:

- «ربما لأنك أصغرُ منها بثلاث سنوات يا أخي، بينما أنا أصغر منها بدقائق! على أية حالٍ فلنعُدْ لأجواء الاعترافاتِ هذه، هل تريدين أن تضيفي شيئاً يا (شروق)؟ »

وكان الخجلُ قد بلغ بها أن دفنَتْ وجهَها بين يديها، فاكتفَتْ بهز رأسِها نفياً.

- «حسناً فلننتقل لشخص آخر. السيداتُ أولاً. فلتشاركينا أسرارَكِ يا (العنود) ... في أجواء متفهمة تحترمك كامرأة ولا تنكر عليكِ حقَّكِ في طلب المُتَعِ في الوقتِ نفسه.»

ورأيْتَها تقلِّبُ أفكارها وكأنها تزن عواقب الإقدام والإحجام ... ثم انتهَتْ إلى قرارٍ فأجابَتْ:

- «ما قالته (شروق) ينطبق عليَّ كذلك ... ولكن فيما يتعلق بـ ... بما فعلْتَه اليوم، فلا بد من موافقتي المسبقة وبشرط أن تكف عما تفعله إذا قلْتُ لك أن تكف عنه!»

هزَزْتَ أنت رأسك في تفهم، وقلْتَ:

- «ماذا عن كلمة أمانٍ كما تُسَمَّى بالإنجليزية. لو كانَتْ رسالتُكِ كما فهمْتُها فلعلكِ يروق لكِ أن تتظاهري بأن ما يحدث ليس برضاكِ وأن لي أن أعاقبَكِ كما أشاء ... فتكون كلمة الأمان هذه كالكلمة السرية متى تلفظْتِ بها علمْتُ أنك ترغبين في إنهاء عقابكِ جدًا لا تظاهرًا، وما عدا ذلك من ألفاظ الاعتراض وطلب الصفح والمغفرة فجزءٌ مما تشتهيه وأفعله بك. كيف حال مؤخرتِكِ بالمناسبة؟ أرجو ألا أكون قد بالغْتُ في إيلامِها!»

وخفتَتْ حدةُ (العنود) أضعافاً وهي تسمع ردَّكَ عليها ثم سؤالَكَ لها، حتى ظهر لكَ منها منظرٌ لا عهد لكَ به، وأجابَتْكَ في رقةٍ غير مألوفةٍ:

- «كلمة أمانٍ ... هذا مثاليٌّ ... وشكراً على السؤال عن ... عني ... هي بخير ... أعني أنا بخيرٍ .. شكراً.»

وابتسمْتَ لها فابتسمَتْ لك في خجلٍ، و(ريان) يهز رأسه غيرَ مصدقٍ لتلك الأنوثة المتفجرة من أخته والتي لم يرَها من قبلُ.

وبلغه الدورُ في الاعتراف فبُهِتَ:

- «لا شيء لأقوله حقيقةً. أنا لا أميل للذكور كما أميل للنساء. وقطعاً لا أرغب في تلقي عقاب أحدٍ. لا أسرارَ هنا!»

وكان هذا دورُ (شروق) لتفيق من حيائها وتعود لطبيعتها المعابثة:

- «(ريان)؟»

- «ماذا؟»

- «عادةُ الرجال في بلادنا العربية أنهم لا يبصرون أختهم تتطارح السحاق مع أختهم الأخرى ويصفع طيزَهما أخو هذه ورجلٌ غريبٌ عن هذه، ثم يستمرون فيما هم عليه بدون أنْ ... تطرأ لهم أفكارٌ بغيضة من عينة "لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى" إلى آخر البيتِ! ... هل أنت واثقٌ أنه لا أسرارَ تريد أن تتشاركها معنا؟»

ونظرْتَ أنت إليه تطمئنه أنه لن يهزأ أحدٌ بأحدٍ ... إلا إذا كانَتْ هذه رغبةَ الطرفين!

- «حسنًا ... ربما يروق لي رؤية ما رأيْتُ آخرَ مراحلِه هذا الصباح مرة أخرى!»

واستمرَّتْ أختُك في انتقامِها عابثةً:

- «دعْنا نضبط المصطلحات هنا ... "ربما يروق لك مرة أخرى" بمعنى لقد قضيْتَ ليالٍ طوالاً تفرك قضيبك حتى يغطي منيُّك بطنَك متخيلاً منظر أختك هذه وأختك تلك وهما تحت رجالٍ طوالٍ عُرضانٍ يوسعونهما نيكاً؟»

ونظر لها (ريان) نظرة واحدة بوجهه قاسي الملاح فكفَّتْ عن مشاغبتها إياه في الحال ثم ضحك فزال عنها الخوفُ الذي شلَّ حركتَها للحظة.

- «حسناً، حسناً ... لا داعي لنظرة الهرة المذعورة تلك! الحق أن ما وصفتِه يروق لي في ذاته... لولا أن فيه رجالاً يستغلون أختي التي لا يعنيهم أمرُها في شيء إلا على قدر ما يقضون منها أربهم ... وهذا ما لن أسمح به بحالٍ. أما إن استبدلْتِ بهؤلاء الرجال أقاربها أو أقاربي من أولي العقول والتهذيب من الرجال، أو الصاحبات من النساء، فنَعَمْ ... هذا يروق لي ولا أرى فيه ضيرًا فأنا أسمح به.»

وبدا واضحًا أن أخاك يعني ما يقوله من تهديدٍ مبطَّنٍ، وعيناه تخترقان العيون الأنثوية أمامه حتى هزَّتْ أختاه الكبيرتان رأسَيهما في سمع وطاعةٍ ولسان حالهما: لا غرباء ولا رجالٌ منعدمو التهذيب. فابتسم (ريان) وعاد لطبيعته المتبسطة، وأشار لك:

- «لم يبقَ غيرُكَ يا (عماد).»

- «شكراً يا (ريان). وأنا أيضاً لا أميلُ للذكور ... ولا لأكثر النساء لو أردْنا الدقة، ولكن هذا مفهومٌ بداهةً ... ويروق، أو يلذ، أو يثير معاني الشهوة فيَّ ... حتى نضبط المصطلح! ... أن أرى أثر يديّ وغيرهما من أدوات العقاب على جسد من اشتهيها ... وأن أرى في عينيها النزر اليسير من الخوف ممزوجاً بقدر لا بأس به من الألم ويتخلل هذا كله ويغطيه نارُ الشهوة والرغبة ... ثم أفعل بها وقد خضعَتْ لي ما تفعله الذكور بالإناث من قديم الزمان! ولا أمانع أن يطلع الموثوق بهم من الرجال ومعظم النساء على ذلك كله.»

وأمَّن أخوكَ على كلامك بهزة رأسٍ، وأختك وأخته تحملقان في الطاولة بلا حراك وهما تتصوران نفسَيهما المعنيتَينِ بالوصف. ثم مدَّتْ (شروق) يدها أمام وجهها وراحت بها وجاءت كأنها مروحة يد، ونظرَتْ لك (العنود) وهي لا تزال منكسة الرأس من تحت رموش طوالٍ وابتسمَتْ!

ثم نظرَتْ وراءك وقد أزالَتْ عن ملامحها الأنوثة المفرطة والإغراء، فالتفتَّ بالتفاتِها لترى ما حملها على ذاك.



(ب)
- «وربما علينا أن نبدأ من البداية ... وما حدث بيني وبين (العنود) أولاً.»

وأضافَتْ (العنودُ) وقد عدَتْها أختُك بهزلها ومعابثتِها:

- «وقاطَعَنا ونحن في خضمه الأخوان الصغيران هذان.»

وردَّ (ريان) على الاتهام بالنيابة عنك:

- «ولو لم نفعل نحن الاثنان، لكان أبو (شروق) يوسعكما ضرباً بالحزام حتى الآن!»

وأجابتْه (شروق) ضاحكةً:

- «إن أبي لا يؤذي ذبابة! ولكن فكرة رؤيته لنا على تلك الحال مخيفة على الرغم من ذلك. ولنعد للجد: ابتداءً، أنا أميل جنسيًا للنساء ... وللذكور كذلك، ولكن النساء أجمل بالطبع ... ولا يسعني إلا أن أشكر أخوي الاثنين على تفهمهما المقدَّرِ لحقيقة ميولي الجنسية ومشاركتهما في إخفاء الأمر عن أبي. شكراً، شكراً!»

ورفعْتَ أنت يدك معترضاً:

- «دعينا لا نستبقِ الأحداث هنا! لقد فوجئتُ بما رأيتُه، وحتى الآن لم أحكم فيه بشيءٍ فلا تشكريني على شيء لم يقع بعد!»

وأمَّنَ (ريان) على كلامك:

- «جانبٌ مني يرغب في توبيخكما على ما فعلتماه، على الأقل على التوقيت والمكان واحتمالية الفضيحة ... وجانبٌ آخرُ يرى أنه لا ضرر فعليًّا قد حدث ... حتى بالمفاهيم الذكورية التقليدية، لا أعتقد أن السحاق على القدر نفسه من الخطورة قياساً باللواط أو حتى بالجنس المغاير!»

ورجع لك الكلامُ:

- «وما ددممْنا في جولة المصارحة هذه، فأنا أعترف أن وقعَ المنظر عليَّ لم يكن... أخويًا بحتًا! هذا في ظني يحرمني الحق من التظاهر بالتسامي الأخلاقي والانضباط إلى حد بعيد!»

وانتظرْتَ أن يعضدك أخوك فلم يفعل! واستغلَّتْ أختُك الموقف فبلغتِ المدى في المعابثة:

- «وهذا يجعل حظنا جميعاً في التقليدية صفرًا. أنا و(العنود) سحاقيتان، و(عماد) له ولعٌ بزنا المحارم، و(ريان) شاذ!»

وساقَتْ جملتُها الأخيرةُ (ريان) إلى حيث أرادَتْ فاعترف على غير قصدٍ:

- «شاذ؟! لقد تمالكْتُ نفسي بالكاد من منظركما هذا الصـ -»

- «آهاه! فكلاكما إذن مصابٌ بداء الميل الجنسي لأخته الكبرى. يا للدناءة!»

والتقطَتْ (العنود) طرف المؤامرة ووصلَتْ كلام (شروق):

- «هذا يفسر أين تضيع ملابسي الداخلي طيلة الوقت! (ريان) أنت مدين لي بقيمة كل ملابسي الداخلية الضائعة مضافاً إليها ضريبة الشم والتذوق 400 في المئة!»

- «على ذكر الملابس الداخلية، عندما كنت ... أخرج ما دخل منها في تجويف مؤخرتي هذا الصباح بعد أن قاطعَنا هذان الشقيان، والتفتُّ ورائي رأيت عين (عماد) تتابع القماش كأنه يتمنى لو كان مكانه غائصاً بين فلقتي طيزي. يبدو أن اشتهاء الأخوات واشتهاء ملابس الأخوات الداخلية متلازمان!»

وبادرْتَهما بالكلام قبل أن تستمرا إلى ما لا نهاية!

- «حسناً، حسناً. الفكرة قد وصلَتْ. لا أنتما ملومتان، ولا نحن. كلنا في الهمِّ شَرْقٌ. فلنرجع إلى المربع الأول. ما الذي يفترض بنا أن نفعله الآن؟»

وردَّتْ (العنودُ) قبل أن تمنع نفسَها:

- «هل يمكن أن نرى (عماد) يقبل (ريان) من فمه؟»

ونظرتم جميعاً إلى (العنود) وكأنها قادمة من المريخ، فاحمرَّتْ خجلاً:

- «لقد ظنَنْتُ أننا نتبادل أسرارَنا! أنا مترجمة في منتديات الـ"بوي لاف" [الحب الغلماني] بالعربية، وكم تمنَّيْتُ أن أرى قُبلة بين رَجُلَينِ على أرض الواقع!»

وكتمَتْ (شروق) ضحكتَها قبل أن تعاضد صاحبتَها:

- «حتى لو كان كلاكما لا يميل جنسياً للذكور، فعليكما أن تستجيبا لطلب (العنود) من باب رد الدَّين لملايين النساء اللواتي تبادلْنَ القبلاتِ بطلب أزواجهنّ وعشاقهنَّ وهن مغايرات جنسياً!»

ونظرْتَ أنت إليهما في دهشة:

- «لن يُقَبّل أحدٌ أحدًا لأن شخصاً ثالثاً يرغب في رؤية هذا المشهد. أبَدَلاً من القضاء على تشييء النساء، يكون الحلُّ تشييءَ الرجال كذلك؟!»

وقبضَتْ (العنود) على شفتها السفلى وهي تضم رجلَيها في شهوة:

- «هل تشييءُ الرجال يشمل أن تودعهم أمهاتُهم نوادي رياضية تعمل على إكسابهم بنية جسدية قوية، ثم يقوم المدرب بفحص ما اكتسبوه من عضلات بتعريتهم والقبض على صدورهم وبطونهم ومؤخراتهم وأفخاذهم؟»

ورفعَتْ (شروق) صوتَها وهي تجاريها بحماس:

- «ومَنْ لم يحرز التقدم المطلوب ينام على حصان المقابض ويصفع زملاؤه مؤخرته؟ لقد قرأتُ هذه القصة المصورة اليابانية على الإنترنت من قبل!»

وأوقف (ريان) هذا الحوار قبل أن يتشعب:

- «ابتداءً دعونا نرجع لنقطة نظام: لا أحد سيفعل شيئاً لا يرغب فيه ... ولو كان ذلك إرضاءً لرغباتٍ ما تَلَذُّ لشخص آخر. ويُضافُ إلى ذلك أيضاً عدمُ القيام بأي فعل يحتمل أن يراه أو يسمعه أو يدرك حدوثَه شخصٌ ثالثٌ لا يرغب في الاطلاع عليه.»

وأضفْتَ أنت:

- «بالضبط، وما فعلتماه في غرفتَيكما هذا الصباح يندرج تحت بند اطلاع شخص ثالث، ولا أعني أبي فحسب، فقد كان من الممكن أن ينطبق هذا الوصف عليّ أو على أخي كذلك، على فعلٍ جنسيٍّ لا يرغب في الاطلاع عليه أو السماع به أو رؤيته.»

- «لا قبلات بينك وبين (عماد) إذن؟»

ردَّ عليها أخوها بسخطٍ:

- «(العنود)! اطردي هذه الأفكار عن ذهنك!»

وتدخلَتْ (شروق) بعقلها الماكر:

- «ماذا إذا جازيناكما عليها جزاءً عظيماً؟ قبِّلْ أخاك فماً لفمٍ، وسأنتقل أنا ثم (العنود) إلى الحمام على الفور ونخلع ملابسنا الداخلية ونمنحها لكما لتفعلا بها ما شئتما!»

- «(شروق)! لا تحرضيها على هذه الأفكار!»

- «فكِّرا في الأمر ... مكانٌ عامٌ كهذا، مطل على الطريق، ستجلس فيه أختاكما بدون ملابس داخلية تحت البنطلون، وتحكان طيزهما على المقعد، ولا يفصل بين المهبل الحار والكرسي البارد سوى طبقة ... واحدة ... رقيييقة من الملابس، وفي يد كل منكما قطعة ملابس أخرى أكثر رقة كانت حتى وقت قريب مستترة عن الأعين ملاصقة للبظر والمهبل والردفين وما بينهما، ثم يقبض كل منكما عليها بيده حتى لا يراها الجمهور ويقربها إلى أنفه ويستنشق عبقها الأنثوي الساحر ... بينما صاحبة العبق المشموم تفرك حرَها في المقعد أسرع وأسرع وأسرع!»

بدأ كلامُها الماجنُ يؤتي ثمارَه، ورأيتَ أخاك وهو يحرك يده لبنطاله ليصلح من الزحام الناشئ عن انتفاخ أيره، ثم قال في حياءٍ:

- «ماذا إذا ...»

- «(ريان)! لا تفكر مجرد تفكيرٍ في مجاراتهما!»

- «إنه أسود وواجهته على شكل المثلث، وخلفيته على هيئة فراشة تلتقي عندها ثلاثة أربطة دقيقة من النسيج؛ اثنان من الجانبَين وواحد من الأسفل، وهذا الواحد السفلي غائص الآن بين شفرتَي فرجي وسيزداد غوصاً وبللًا بسوائل مهبلي إذا قبلتما بعضكما!»

وبلغ (ريان) مبلغًا منكراً من الهيجان:

- «هذا استخدامٌ مفرطٌ للقوة يستدعي تدخل الأمم المتحدة! (عماد) يا أخي .. إنها قبلة وستمضى لشأنها!»

وتحاول أن تثبتَه وأنت بحاجة إلى من يُثَبِّتُك:

- «(ريان) استمر في المقاومة، لا تدع الإناث تسوق الذكور من أيورها كما تساق الغنم! نحن أقوى من هذا يا أخي!»

وقالَتْ (شروق) في براءة طفولية:

- «أوه ما هذا؟»

ثم نزلَتْ بيدها رويداً والأعين تتبعها حتى غابَتْ تحت الطاولة، وإن بدا من انبساط مرفقها وجهة ذراعها أن هذه اليد ملاصقة لفرجها من خارج الملابس أو من داخلها! ثم ابتدأتْ في تحريك تلك الذراع وهي تعلق عيناها بعينَيك، فيما لا شك أنه "جريمة" استمناء متكاملة الأركان، ثم أخرجَتْ يدها من تحت الطاولة لزجة يفوح منها عبيرٌ لا يصبر عليه رجلٌ. ثم وضعَتْ تلك اليد بعينها تحت أنفك، فلم تملك نفسكَ وفتحتَ فمكَ لتلعقها فسحبَتْها قبل أن يصِلَها فمُك:

- «قبِّلْ (ريان) أولاً، ثم هذه حلواؤك بعد ذلك!»

ونظرْتَ إلى (ريان) ونظر إليك، ثم نظرتما وراءكما فلم تجدا أحدًا يعبأ بكما، ولكن الخطر قائم!

وأدارَتْ (شروق) عينيها ثم نصحتكما:

- «تظاهرا بالانصراف ثم سلما على بعضكما وقبل خده ... كما يفعل الذكور عند اللقاء والوداع، لكن هذه المرة اقترب أكثر وأكثر ... ثم افعل المتفق عليه!»

- «حسناً يا (ريان)، أراك على خيرٍ يا أخي، سأنصرف الآن كما ترى من نهوضي من الكرسي، وهذا سلام، وهذه قبلة على الخد الأيسر ثم في طريقي إلى الخد الأيمـ -»

ولم يدع أخوكَ نقدًا لمنتقد ففتح فمه في طريقه بين الخدين وقبلك كأنك .... امرأة! ثم عاد للجلوس كأن نية الانصراف الكاذبة قد تبخَّرَتْ، فجلسْتَ بجلوسه.

و(شروق) تكتم ضحكتَها ولا تخفي إعجابَها و(العنود) تكاد تطير فرحةً أو شهوةً أو مزيجاً من هذا وذاك، ثم أغراها الطمعُ:

- «واحدةٌ أخرى! أنا لم أرَ بشكل جيدٍ!»

- «لا!!!»

جاءَ ردُّك وردُّ (ريان) متزامناً وصارخًا، حتى نظر إليكما بعض رواد المطعم!

وقرَّبَتْ (شروق) إصبعَيها من فمك فالتقمْتَهما على عجلٍ، ولم تُخَلِّ سبيلَهما حتى ضحكَتْ أختُك وجذبَتْ يدَها من فمِكَ برفقٍ. و(ريان) يرى المنظر ويتمنى لو كان مكانَكَ. ثم نظر إلى أخته وقال:

- «هل سأرى تلك الفراشة السوداء الآن؟»

وعابثَتْه أختُه وهي تدافع الخجل:

- «ربما نرجئ ذلك حتى نعود للبيت؟ ما رأيكِ يا (شروق)؟»

وتظاهرَتْ أختُكَ بالتفكير وهي ترى عبوسَك أنت و(ريان)، ثم ضحكَتْ:

- «لا، لا داعي للإرجاء. لقد فعلا ما طلبناه وحان وقتُ مكافأتِهما. هل ستذهبين أولاً أم أذهب أنا؟»

ولما كانَتِ (العنودُ) أبعد عن النافذة وأقرب للممر بين الموائد فقد قرَّرَتِ الذهابَ إلى الحمام قبل (شروق).

وقامَتْ وكل العيون تتبع بنطالها الجينز الضيق، وتحاول بلا جدوى استكشاف حواف ما تحته فتفشل، ثم يتذكر الجميعُ أنها بصدد أن تخلعه على أية حالٍ فتكف عن المحاولة.

ولما بقي ثلاثتُكم على الطاولة، نظرَتْ إليك أختُك في مزيج من الشقاوة والأسف، وقالَتْ:

- «خلافاً لـ(العنود)، فأنا لا أرتدي ما يُخْلَعُ تحت بنطالي، فلا معنى لذهابي لدورة المياه عندما تعود هي!»

وسبقك (ريان) في اتهامها بإخفاء الحقيقة:

- «أو أنك ببساطة تريدين التهرب من الوفاء بوعدِكِ!»

- «(ريان) محقّ! منذ متى وأنتِ تخرجين من البيت بلا ملابس داخلية؟»

واستمرَّتْ أختُك في المجون والعبث:

- «ومَنْ أدراك بما أرتديه تحت الملابس؟ لعلي لم أخرج من البيت وتحت ثيابي ملابس داخلية منذ سنين! أم تُراك كنت تسترق النظراتِ تحت تنوراتي؟»

وتراجعْتَ أنت بعد الاتهام الأخير مستسلماً:

- «لا شيء من هذا القبيل. ولكنه تخمينٌ عقلانيٌّ، ما الذي يحمل فتاة مهذبة مثلك على هذا الفعل الفاضح!»

فأجابتْكَ بكلامٍ يقطرُ عسلاً:

- «ومَنْ قال أني فتاة مهذبة يا (عماد)؟ ... لعلي من النوع الآخر من الفتيات ... النوع الذي يمارس الاستمناء في أماكن عامة على مرأى الناس وهم غافلون عما يجري، وحتى لو أدرك واحدٌ أو اثنان حقيقة ما تفعله هذه الفتاة التي ظاهرها التهذيبُ من الاحتكاك بالمقعد والارتعاش وضم الرجلين في نشوةٍ، حتى لو فهموا مغزى ذلك فماذا تُراهم يفعلون على أية حالٍ؟ أيبلغون الشرطة لتقبض عليها؟ أم يستمتعون بالمنظر ثم يكملون يومهم منبسطي الأسارير؟»

وعادَتِ (العنود) للطاولة وهي ترتقب أن تتعلق بها كلُّ العيونِ انتظاراً لقدومها، فإذا عيناكَ وعينا أخيك معلقتان بـ(شروق) بدلاً من ذلك! وساءها ذلك شيئاً يسيراً، فمدَّتْ ما كانَتْ تقبض يدُها اليمنى عليه، فتدلى من بين سبابتها وإبهامها أمامكما، أسودَ هفهافًا، وقالَتْ:

- «هل يرغبُ أحدٌ في هذا أم أعود أدراجي لأرتديه مرة أخرى؟»

وسبقَتْكَ يدُ (ريان) بجزءٍ من الثانية فخطفَتْ ما كان يستر عورة أخته وألصقه بأنفه يشمه حتى انتفخَتْ رئتاه بالهواء، وكأنه كان يكتم أنفاسه دقيقة كاملة قبل أن يمسك به. وتوجهَتْ أختُه بالكلام إلى أختكَ:

- «دورُكِ يا حبيبتي، دعينا نرى (عماد) يفعل بملابسك الداخلية مثلما يفعل أخوه! سيكون منظرهما مضحكاً!»

وجاءها ردُّ أخيها أخنف من أثر انحباس الصوت تحت القماش الأسود الذي يغطي فمه وأنفه:

- «هذه هي قطعة الملابس الحميمية الأنثوية الوحيدة على هذه الطاولة، وقد ظفرْتُ بها أنا!»

ثم غاص مرة أخرى في شم رائحة أخته الخاصة منشغلاً بها عما حولَه، وقطَّبَتِ (العنود) وهي تجلس إلى جوار (شروق):

- «ما معنى هذا؟»

- «أنا آسفة يا (العنود)، ربما كان عليّ أن أصارحكِ ابتداءً بأني لا أرتدي شيئًا تحت بنطالي القطني هذا!»

وبدا عدمُ التصديق واضحاً في عينيها وشيءٌ غيرُ قليلٍ من الشعور بالخيانة، فخطرَتْ لأختكَ فكرة شيطانية:

- «هل تريدين إثباتاً يا عزيزتي؟»

وانتقلتِ النظرةُ الماكرةُ من ذات الشعر القصير إلى ذات الشعر الفاحم الضافي:

- «إثباتاً من الأمام أم إثباتاً من الخلف؟»

- «الأمرُ إليكِ يا حلوة!»

- «فكذلك إذن يا مشاغبة! اتكئي بمرفقَيكِ على الطاولة كأنك تدرسين تفاصيلها، وإذا شعرْتِ ببنطالك يتزحزح من ورائك وإحدى الأيدي تتسرب داخلَه، لتستكشف حقيقة ما يستر أو لا يستر طيزك ومهبلك، فلا تخشي شيئاً؛ إذ هذه يدي أنا!»

ومالَتْ (شروق) على الطاولة كما أُمِرَتْ، وعيناها في عينيك ثم غمزَتْ لك وهي تضحك، بينما يدُ (العنود) تستكشف على مهلٍ أسرار ما يخفيه بنطالُها من ورائها.

- «إمم، إمممم، أنا لم أشبعْ من ملمس هذه الطيز منذ الصباح!»

- «آآآه ... كلُّ شيءٍ في وقته يا عزيزتي. والآن أخبري الولَدَين المحملقين أمامَنا أني صادقةٌ في دعواي!»

- «(ريان)، (عماد) ... تداركا لعابَكما ابتداءً ... ثم اعلما أنَّ (شروق) كانتْ تخبركما الحقيقة؛ لا شيء يستر عورةَ هذه الشقية سوى بنطالِها الخارجي فحسب!»

ثمَّ سحبَتْ (العنود) يدَها في عجلة شديدة، وزال عن (شروق) ملامح الهزل والشهوة وعادَتْ للاستواء على كرسيِّها في لحظة، ونظرْتَ أنت وراءَك لترى ما حملَهما على ذلك.



(جـ)
- « وربما علينا أن نبدأ من المنتصف ... من لحظة تلصص الإخوة الصغار على الأخوات الكبريات!»

ثم نظرَتِ (العنودُ) لأخيها في مكرٍ ووبَّخَتْه:

- «وأنت مقصودٌ بهذه الجملة كذلك؛ لا تحسب يا صغيري أننا لم نفطن لصوت إغلاق بابِك بعدما خرج (عماد) من غرفتِنا. جُرْمُك أقلُّ من جرم أخيك الكبير، لأنك اقتصرْتَ على السماع من وراء ****ٍ، وأزال هو ال**** ليشاهد ما تفعله أختُه وأختُكَ ... لكن هذا لا ينفي أنك أخطأتَ وأنك ستعاقَبُ ... في الوقت المناسب!»

وعلى الرغم من ملامح أخيكَ المهيبة، فقد أطرق خجلاً ولم يجِبْ على أخته بشيءٍ، ورجع الكلامُ لأختكَ:

- «أما وقد فرغنا من ذلك، فسأبدأ أنا بالاعتراف بأسراري التي كنْتُ حتى وقتٍ قريبٍ أخفيها عن كل أحدٍ ... باستثناء آلاف الأعضاء على أحد المواقع الإلكترونية، ولكن هؤلاء لا يعرفون اسمي الحقيقي ولا صورتي! ... أولاً: أنا مزدوجة الميول الجنسية ... أقدر جمال النساء والرجال بالقدر نفسه. ثانياً: أنا مزدوجة الميول المسيطرة كذلك، أشتهي أن أكون قليلة الحيلة بين يدي رجل أو امرأة أثق ثقة مطلقة فيهما فيفعلان بي ما يحلو لهما ... بحدودٍ بالطبع، وبالقدر نفسه أشتهي أن أكون أنا من تسيطر وتتحكم في رجال ونساء يثقون بي ويلذ لهم أن أفعل بهم ما يحلو لي. ثالثاً: فيما يتعلق بهذين الشقيين هنا، فأنا لا أمانع، على الرغم من كونهما أخوَين لي، أن أعاقبهما وأكافئهما كما كنْتُ لأعاقب وأكافئ الأغراب من الرجال. دورُكِ يا (العنود).»

- «شكرًا يا (شروق). أسراري لا تختلف كثيراً عن أسرارِكِ. ربما باستثناء جزئية الخضوع لرجال ونساء هذه، في حقي أنا فأنا لا أكاد أطيق تصور خضوعي لرجل ... بل خضوعي مقصور على النساء بصورة شبه مطلقة. أيضاً فيما يتعلق بالأقارب، أو المحارم كما نسميهم في هذه المنطقة، فأنا لا أمانع أن أشملهم بتصوراتي الجنسية فحسب، بل أعترف أني أجد لذة مضاعفة في رؤيتهم، وبخاصة الرجال منهم، يتلوَّوَن ألماً ثم يرتجفون نشوةً تحتي وبأمري، ويسلمون زمامهم لي لا شهوانيةً فحسبُ بل يقيناً منهم أن ائتمارَهم بأمري وخضوعَهم لي أصلح لهم وأنفع.»

- «(عماد)، الدورُ عليك. ثم سنختم بأخيك الصغير بعد ذلك.»

ونظر ثلاثتُهم إليك، فبلعْتَ ريقَك ثم قلْتَ:

- «كل هذا ... قد حدث فجأة بالنسبة لي. ما جرى هذا الصباح ... لا يسعني أن أنكر أنه مثير ومشوق، ولكني لا زلْتُ أرغب في التريث في استكشاف ما أرغب فيه وما أحجم عنه.»

ومدَّتْ أختُكَ يدها فقبضَتْ على يدِك تطمئنك:

- «لن يفعل أحدٌ شيئاً لا ترضاه يا توأمي ... في الواقع، أنت أقوى جسديًا مني ومن (العنود)، نظرياً ليس ثمة ما تخافه!»

وقال (ريان) وكأنه يواسيك بإخبارك بقصته:

- «لقد بدأَتْ علاقتي مع (العنود) إن صح التعبير عندما أمسكَتْ بي متلبساً وأنا أحدق بمؤخرتها بنظرة غير أخوية، وقادَتْني إلى غرفتي بدون أن تنطق بكلمة ثم جلسنا مجلساً شبيهاً بهذا واعترفَتْ هي أولاً بكل رغباتها وميولها الجنسية، ثم سألتْني عما وراء نظرتي تلك وما إذا كنْتُ أرغب في إطلاعها على خيالاتي الجنسية كذلك، وأنها في كلتا الحالَتين ستحترم خصوصيتي ولن تطلع أحداً على ما سأقوله ولا على طبيعة ميلي لها، ولم أستطع أنا أمام هذه العاطفة الصادقة إلا أن أحضر هاتفي المحمول وأدخل كلمة السر ليصبح على الوضع الخاص ثم أسلمه لها لترى بنفسها ... كل شيءٍ. منذ ذلك الحين حتى الآن، ... حدث الكثيرُ بيننا ... ولكني لم أتعرضْ يوماً لشيءٍ أرفضه ... نعم إن بعض تلك العقوبات مؤلم للغاية ... وبعض الأهداف، خصوصاً فيما يتعلق بالدراسة، على درجة من الغلوِّ ... وعلى ذكر الدرجات، وكمثالٍ للعقوبات؛ فكل درجة تفصل بيني وبين الدرجة النهائية في أي امتحان تُتَرجم إلى عشرين صفعة بفرشاة الشعر على مؤخرتي ... لكن كل هذا هو بالضبط ما كنْتُ أرغب فيه ... وما أحتاج إليه كذلك! »

نظرَتْ إليه (العنود) في فخرٍ، وقالَتْ:

- «وتحسن مستواه الدراسي بسرعة الصاروخ من لدن ذاك. لم تفُتْه إلا درجتان في امتحانات الثالث الثانوي!»

وغمزَتْ لك أختُك:

- «بالضبط ما تحتاجه وترغب فيه أنت أيضاً يا عزيزي. دافع للتفوق في الأعلى، وللنهوض في الأسفل!»

وقبل أن تجيب بشيءٍ توجهتْ أبصارُ الفتاتَين لشيء من ورائك فالتفتَّ لترى ما تريانه.


***
جاءك صوتُ النادل من ورائك معتذراً عن التأخر.

ثم وضع أمامكم الطعام وانصرف.

وانشغلَ الجميعُ بالمضغ وارتشاف المشروبات الغازية وكأن ما تناقشتم حوله لم يكُنْ. بل أخوان وأختان في مطعم لا يشغلهم من شواغل الدنيا شيءٌ سوى الأكل والشرب!

وظلَّ ذلك المرحُ مخيماً على الأجواء حتى عدتُم للبيت، فصادفْتُم انصرافَ أبيك لغرفته لينام. ورأى ابتسامكم وتجاذبكم أطراف الحديث فهزَّ رأسه معجباً بحكمته إذ كان هو صاحب اقتراح الأكل في المطعم، وحياكم ودخل غرفته.

ثم قالَتْ لكم أختُك التوأم في هزلها وعبثها المعتاد:

- «سأذهب أنا و(العنود) لغرفتِنا ... ولنرجئ الأفكار الإباحية حتى الغد عندما يغادر أبي لعمله .... أعتقد أن بوسع الشابين الصبر عشر ساعاتٍ أو اثنتا عشرة ساعة! ...»

وقبل أن يردَّ عليها أحدكما بشيءٍ، تأبطَتْ ذراع ضيفتِها وأسرعَتْ بها إلى غرفتها وهما تضحكان. ونظر لك أخوك وهو يهز رأسه ثم حياك وانصرف لغرفته.

ونمْتَ أنت تلك الليلة وأنت لا تكاد تصبر على خلو الشقة لأربعتكم في الغد ... والغدُ لناظره قريب!
 
  • عجبني
التفاعلات: البرنس احمد, Almalim kimoo, meedo32 و شخص آخر
؟؟؟؟؟
 
  • عجبني
التفاعلات: Almalim kimoo
هياا حلوه بس انت مهمش دور البطل ومطلع شخصيته ضعيفه ده حته كمان ممكن اخته تنيكيه يسطاا رجع شخصيه البطل عاديه
 
  • عجبني
التفاعلات: Almalim kimoo
لغة الضمائر اللي انت بتتعامل بيها في القصة مربكة جداااااا ومحتاجة تركز فيثاغورس علشان نفهم
وكمان اللغة الفصحي شديدة الفصحية مصعباها اكتر واكتر
اذا القصة الأصل منها لغوي انقلها لقسم الغير جنسية افضل
او اشتغل بضمير المخاطب اللي يحكي عن نفسه او الحاكي اللي يحكي عن الكل وبلغة عامية او اقرب للعامية
كده مش هتلاقي متابعه للقصه
 
  • عجبني
التفاعلات: Almalim kimoo
هياا حلوه بس انت مهمش دور البطل ومطلع شخصيته ضعيفه ده حته كمان ممكن اخته تنيكيه يسطاا رجع شخصيه البطل عاديه
شخصية البطل بيتحكم فيها القارئ نظرياً. المفترض إن الأجزاء اللي بالألوان ما يظهرش منها/ما تقراش منها غير لون واحد حسب إنت عايز شخصية البطل تبقى إيه. موضوع إن أخته تنيكه ده مش هيحصل غير لو اخترت إن البطل يبقى خاضع (الكتابة اللي بالأزرق).
لو حد جرب القصص/الألعاب بتاعت الـ Interactive Fiction هياخد باله من المقصود.
فالفكرة إن القصة تمشي عادية لحد ما تيجي جزئية الاختيارات، فالقارئ يختار واحد منها ويقرأ الكتابة اللي باللون ده بس. وبعد كده يكمل بقية القصة لحد ما يوصل للاختيار اللي بعده، وهلم جراً.
وشكرًا على المرور والرد.

لغة الضمائر اللي انت بتتعامل بيها في القصة مربكة جداااااا ومحتاجة تركز فيثاغورس علشان نفهم
وكمان اللغة الفصحي شديدة الفصحية مصعباها اكتر واكتر
اذا القصة الأصل منها لغوي انقلها لقسم الغير جنسية افضل
او اشتغل بضمير المخاطب اللي يحكي عن نفسه او الحاكي اللي يحكي عن الكل وبلغة عامية او اقرب للعامية
كده مش هتلاقي متابعه للقصه
هوّ كل منظور من الثلاثة ليه مميزاته.

منظور الشخص الأول/ضمير المتكلم (أنا اسمي كذا، وحصل لي كذا) ده بيسمح للمؤلف مثلاُ إنه "يفاجئ" البطل بحاجات حصلت من غير ما البطل يعرفها لأن الأحداث بتتكشف من منظوره هو بس.

منظور الشخص الثاني/ضمير المخاطب (إنت اسمك كذا، وقدامك تعمل كذا وكذا كنتيجة للآتي)، ده المنظور المفضل لكتابة الروايات التفاعلية والألعاب. لو تفتكر معظم ألعاب الفيديو اللي لعبتها هتلاقيها بتقول لك: اضغط على كذا، اتحرك لليمين، اضرب بالمسدس، دلوقتي بقى معاك ذخيرة إضافية، ... إلخ.

منظور الشخص الثالث/ضمير الغائب (فلان اسمه كذا، وفلانة اسمها كذا، وهو كان بيفكر في س، لكن هي كانت بتفكر في ص) ده المنظور المثالي لكتابة معظم القصص والروايات، بشكل أساسي لأنه بيسمح للمؤلف يتحرك بحرية في أفكار كل الشخصيات، ويسرد اللي حصل بين أي اثنين منهم حتى لو البطل ما يعرفش حاجة عن ده.

بالنسبة للغة الفصحى، تصدق بإيه يا سيدي، أنا متعمد أبسطها لدرجة إنها تبقى عامية ++ ومع ذلك فدي النتيجة، مشكلة العامية إن معظم الكلام بيها كلام مساطب (مع كامل الاحترام) بمجرد ما تحاول تجيب معلومة علمية أو تقتبس مقولة مشهورة أو تشير لحدث عام أو حتى تحاول تكتب كتابة منضبطة مش غارقة في العاطفية واللت والعجن، بتلاقيك مضطر تستعمل الفصحى أو الإنجليزية أو أي لغة ليها جانب رسمي بيستعمل في قاعات الدروس والكتابة الأدبية والبحث العلمي.
هيّ كده كده القصة مش هيبقى ليها متابعة بهذا القدر (إيه البديل العامي لـ"بهذا القدر" مثلاً؟ "قد كده"؟ "قد كده" فيها جانب سلبي يقترب لحد السباب بينما "بهذا القدر" توصيفية بحتة!) فالجود من الموجود زي ما بيتقال.

وشكراً على ردك التفصيلي، وكامل الاحترام!
 
  • عجبني
التفاعلات: Almalim kimoo
غالبا مش هتابع القصة لأنها مش نوعي المفضل، ولكن حبيت أبدي إعجابي وتقديري لك على فصاحتك وأسلوبك السردي. أنا أدعم أي تجديد وإبداع حتى لو لم يك ذوقي.
 
  • عجبني
التفاعلات: Almalim kimoo

متسلسلة | أختان وأخوان | المقدمة


تنويه:

هذه القصة مكتوبة من منظور الشخص الثاني (بضمائر الخطاب: أنتَ، فعلْتَ، تفعلُ) وهو أقل الأنواع الثلاثة شيوعاً. كما أنها تتيح للقارئ اختيار مسارٍ من ثلاثة مسارات (مسيطر – "فانيلا" – خاضع) وذلك بقراءة الجزء المكتوب باللون المخصص للمسار ثم إكمال بقية أجزاء القصة المشتركة بين المسارات الثلاث.

شخصيات القصة:

عماد: 21 سنة، بطل القصة الذي يتماهى معه القارئ، طالب في الفرقة الثالثة بكلية الألسن قسم اللغة الفرنسية.

رمضان: 47 سنة، والد عماد، مدير فرع بنك حكومي، مطلق، ويعيش مع ابنَيْه الاثنين وابنته في شقة في حي راقي في القاهرة. طيب المظهر والمخبر. وجهه دائري يميل إلى البياض. جسده معتدل مع تراكم للدهون في منطقة البطن. وكل هذا يجعله صورة مثالية لأباء الطبقة فوق الوسطى.

هالة: 45 سنة، أم عماد، انفصلت عن رمضان بعد ميلاد عماد بسنتين، متزوجة من تركي، وتعيش معه في فيلا في دولة خليجية. خمرية اللون، معتدلة القامة، تميل إلى الاكتناز ولكنه اكتناز "موجّه" يذهب أكثره إلى ثدييها وردفَيها، وكأنها خُلِقت أنموذجًا للنحات اليوناني القديم والمراهق المصري المعاصر!

شروق: 21 سنة، أخت عماد التوأم، طالبة في الفرقة الثالثة بكلية التمريض. لولا الثديان الناهدان مع صغرهما النسبي في المقدمة، ولمحة من الشحم الأنثوي الرجراج تغطي ردفَيها دقيقَي التكوين في المؤخرة، لظنها الناظر صبيًا بارع الجمال في آخر أطوار الصبيانية وأول أطوار الشباب. ويزيد من منظرها الصبياني شعرُها القصير وأنفها الدقيق وشقاوة الأولاد التي لا تفارق ملامحها.

علاء: 25 سنة، أخو عماد، متخرج من كلية الحاسبات والمعلومات، ويقضي سنته الثانية كضابط احتياط في الجيش. رياضي الجسم، طويل القامة، ليس بين جلده وعضلاته مقدار أنملة من دهون. وفي ملامحه شيء من الوداعة، خاصة إذا ابتسم، يخفف من حدة الذكورية الطاغية في سائر جسده.

ريان: 18 سنة، ابن تركي وهالة، في الصف الثالث الثانوي، وهو حالياً في زيارة لإخوته لأمه في القاهرة. طويلٌ نسبيًّا، فيه سمرة الصحراء لا قمحية الريف، وفي عينيه الواسعتين بنظرتهما الثاقبة ونحفه المعتدل وملامحه الجادة ما يجبر الناظر على الكلفة معه على صغر سنه حتى يكون هو من يرفعها.

العنود: 19 سنة، ابنة تركي من زوجته الأولى، وترافق ريان في رحلته. دعجاء العينين، عربية الأنف، فمها دقيق وشفتاها حادتان بفعل العبوس أكثر من فعل الوراثة، فاحمة الشعر طويلته. ومع اكتمال نهدَيها ونفورهما، ودقة خصرها، وبروز مؤخرتها وزيادة حجمها عن حد الاعتدال، فإنه يخيل للرائي أن وجهها قد رُكِّب على غير تناسق مع جسمها؛ وجه ملكة مستبدة على جسد فتاة ليل!

عبد الودود: 52 سنة، بواب العمارة التي يسكن فيها رمضان. شديد السمرة، يميل إلى القصر، قد نحتت ملامحه نحتًا في وجه طويل غائر العينين. لا تملك النظرة الأولى إلا أن ترثى له، ولكنه لمن خبره [أو رآه يحمل ثمانين كيلو جراماً على ظهره الناحل!] يدرك صلابته رغم السن والبلهارسيا والسجائر!

تحية: 46 سنة، زوجة عبد الودود، تتقن طبخ الأكلات الشعبية. ممتلئة جداً، ووجها وادع طيب، بدأ شعرُها في الابيضاض على صغرٍ، وإن لم يكن أحدٌ [بما في ذلك زوجها] يراه إلا في القليل النادر بفعل "الإيشارب" الملازم لها صباح مساء.

فاطمة: 19 سنة، أصغر أولاد عبد الودود والأخت الوحيدة لسبعة ذكور. قصيرة القامة، خمرية البشرة، وجهها حاد الملامح إلا إذا غزته ابتسامتها الواسعة بأسنانها ناصعة البياض، وهي أقرب إلى الاعتدال في كل شيءٍ، ولكنه [إذا أخُذَتْ جينات أمها بعين الاعتبار] اعتدال مؤقت سيتحول إلى أنوثة ساحرة بعد الزواج والحمل، وامتلاء إلى حد الترهل والأمان بعد أن يشبّ الأولاد عن الطوق.

مختصر المقدمة:
المشهد الأول في هذه الحكاية ... (ريان) يزور إخوتَه الثلاث لأمه: (عماد - شروق - علاء) مصطحباً أخته لأبيه (العنود) ... وتغطي المقدمة وصولهم من المطار للشقة، وبداية تكون نوع من الانجذاب بين (عماد) و(العنود) ... وكذلك وإن بصورة أقل بين (عماد) وأخته (شروق).




الساعة الثالثة فجرًا من يوم الجمعة ... على الرغم من إلحاحك على والدِك لتصاحبه في رحلة منتصف الليل إلى المطار لاستقبال أخيك غير الشقيق (ريان) وأخته (العنود) فقد رفض رفضًا باتًّا، وأوصاك وأختك بالنوم بدلاً من ذلك. وهذه عادتُه في النظر إلى أبنائه كأنهم لا زالوا أطفالاً، ورغبته في تحمل كل المسئوليات وحده.

ولم يغمض لك جفن بالطبع ... فهذه هي المرة الأولى التي سترى فيها (ريان) على أرض الواقع وإن تبادلْتما الخطابات، ثم الرسائل الإلكترونية، ثم المحادثات المرئية بعد ذلك، طيلة حياتَيكما.

وأختك (شروق) متحمسة كذلك للقاء أخيها وسماع صوته خارج نطاق المكالمات الهاتفية.

لهذا عندما سمعتما صوتَ سيارة أبيك أسفل العمارة، وصوت البواب (عبد الودود) المرحّب به مع تأخر الوقت، أسرع كلاكما لباب الشقة وفتحه استعداداً للقاء المنتظر.

{صوتُ الخطوات يشق صمت الليل والحوار الهامس بين (ريان) و(رمضان) بينما يصعدان السلم مسموعٌ بوضوح}

- «يا عم (رمضان)، الوالد ألحّ على أن ننزل في فندق، وما نريد أن نثقل عليكم!»

- «الموضوع منته يا (ريان) يا حبيبي، الشقة واسعة، وإن لم تحملكم حملَتْكم جفون العين!»

- «تسلَمُ، ولكن موضوع أختي ... أعني ... فيه حساسية كما تعلم»

(شروق) تشير إليك وهي تبتسم ابتسامة مفادُها "ألَمْ أقُلْ لك؟". وصوتُ أبيكما يصلُك:

- «ما لها أختك؟ ستشارك (شروق) في غرفتها، وأنت في غرفة (علاء)، وعندما يعود (علاء) سيشارك (عماد) في غرفته ... لا تخشَ شيئاً؛ كل شيءٍ مرتّب تماماً»

أختك تهمس لك بصوتٍ خفيض ويدُها على جانب فمها، وهي تكتم ضحكتَها: "كَلْتشَرْ كلاشْ! [صدام ثقافات]".

ثم اتسعَتْ عيناها وكأنها قد تذكرَتْ شيئاً مهماً:

- «الحقائب! لابد أنهم يحملون حملاً ثقيلاً ... ما الذي تفعله هنا منتظراً وصولهم كأنك ... امرأة!»


[[الخيار الأول: انظرْ إليها نظرة محذرة خُذِ الأمر على محمل الفكاهةانظر إلى الأرض في خجلٍ]]



نظرْتَ إليها نظرة محذرة، فضحكَتْ، وربتَّتْ على كتفك:

- «حسنًا حسنًا يا صلاح الدين، لا داعي لنظرة مدير المدرسة هذه ... ولكِنْ أسرع لتساعدهم على أية حال!»

لم تسِرْ أكثر من خطوتَينِ حتى بدا الثلاثة يظهرون للعيان من أسفل الدرج. فأسرعْتَ إلى أبيك لتحمل عنه ما لا شك أنه حقيبة (العنود) [لأنها أكبر بكثير من الحقيبة الأخرى، ولونها بنفسجي!]

- «عنكَ يا أبي!»

دفعَكَ والدُكَ في رقة جهة (ريان)، ثم قال:

- «ساعد أخاك يا (عماد)، الضيفُ هو مَنْ تُحمل حقيبته!»

وبالطبع فقد أبى وتأبّى (ريان) أن يسلّم الحقيبة التي يحملها، فتحول لقاؤكما، وعناقكما، الأول إلى مدافعة طفولية للوصول للحقيبة المنشودة!

- «ذكور!»

نظر الجميعُ إلى (العنود) بعد كلمتها الممتلئة كرهاً، فأكملَتْ في عنادٍ:

- «كم وزن هذه الحقيبة؟ خمسة كيلوجرامات على الأكثر. ولم يبق من درجات السلم سوى سبع أو ثمان، ولكن الذكورية العفنة تأبى إلا أن تستعرض العضلات بداع وبدون داعٍ!»

هزّ (ريان) رأسه في خجل وكأنه يقول: "خذ من هذا وأمثاله من التعليقات أطناناً يومياً!"

ولكنك لم تواجه هجومها بخجل لها كما فعل أخوها، بل بهجوم مماثل!

- «وإذا كانت الذكورية تستعرض العضلات بدون داعٍ فلماذا تركْتِ أبي يحمل حقيبتَكِ وأنت شابة وهو [معذرةً يا أبي] كهل؟»

ووصلَتْكَ ضحكة (شروق) من أعلى السلم، بينما (العنود) تنظر إليك شزرًا.

وتنتهز فرصةَ تحديق (ريان) في ملامح أخته في جذلٍ، فتخطف منه الحقيبة وتسرع إلى الشقة، و(شروق) تقهقه بينما يسابقك (ريان) لـ"يستعيد" حقيبته!



- «هه هه، ظريفة!»

- «يعجبني فيك اعترافك بالهزيمة يا أخي الصغير، لا تنكر إن منظرهم حاملين حقائب السفر وأنت هنا في انتظارهم حتى يصلوا فيه شيء من ... "سوسن"!»

- «أولًا، أخوك "الصغير" كان رجلاً مهذبًا "جنتلمان" من يومه، فسمح لك بالخروج إلى الدنيا الواسعة أولاً ... ثانياً، ستذكرين تعليقكِ هذا عندما أصعد بالحقيبتَين معًا وحدي!»

وتركتها لضحكتها قبل أن تسرع لتنفذ وعدك بحمل الحقيبتين معاً.

ولما رآك أبوك حيّاك، فرددْتَ تحيَّتَه على عجلٍ، قبل أن تلتقط منه ما لا شك أنه حقيبة (العنود) [لأنها أكبر بكثير من الحقيبة الأخرى، ولونها بنفسجي!]، وهو يحاول توجيهك لحقيبة أخيها بدلاً من ذلك. بينما (ريان) متمسك بحقيبته وقد تنبه لما تحاول أن تفعله.

- «بالطبع، بالطبع يا أبي. ولكنّ لي يدَينِ لا واحدة كما ترى ... كيف حالُكَ يا (ريان) ... حمدًا على السلامة ... ما هذا الشيء على الحائط؟»

ولما نظر ببراءة إلى حيث تشير، خطفْتَ منه حقيبتَه، وأسرعْتَ إلى الشقة بكلتَي الحقيبتين، و(شروق) تقهقه بينما يسابقك (ريان) لـ"يستعيد" حقيبته!



نظرْتَ إلى الأرض في خجلٍ وأنت تتمتم بكلمات اعتذار.

- «ما الذي تنتظره إذاً يا أخي الصغير ... اذهب وساعدْهم!»

وتحاول أن تستعيد زمام المبادرة فتجيبها:

- «نحن توأم، ليس هناك صغير وكبير في التوائم ... ثم إنهم على وشك الوصول على أية حالٍ، فما الداعي للمساعدة في حمل حقيبة لا تزن أكثر من بضع كيلوجرامات لبضع درجات!»

ضربَتك أختك على مؤخرتك كما هي عادتُها في معابثتك، وأجابَتْ نصفَ ضاحكة:

- «الفكرة في اللفتة المهذبة أيها الشقي ... كنوعٍ من الترحيب والضيافة!»

استمرَّ عنادُك أكثر:

- «إذا كانت الفكرة في الضيافة فلماذا أنزل أنا لأساعدهم ولا تنزلين أنت؟»

وفي هذه اللحظة وصل أبوك بالضيفَين إلى الشقة فانتهى الحوارُ من تلقاء نفسِه.


***
سرعان ما اتضحَ قصرُ نظر أبيك في ترتيبات السكن.

عندما عانقَتْ (شروق) أخاها لأمها، ولثمَتْ وجنته [كما تفعل معكَ ومع (علاء)] كان يفترض أن يمرّ هذا الحدثُ مرورَ الكرام. ولكنّ الأجواء تكهربَتْ بالكلية، وشعر الجميعُ بذلك.

(ريان) الذي أحاط خصرها بذراعيه فرفع بدون عمدٍ طرف "جاكتة بيجامتها" ولامسَتْ أصابعه جلدها العاري فوق "البنطلون" و(شروق) التي تركت شفتَيها تنطبعان على خده لثوانٍ وزفيرها الحار يلامس وجنته، وأبوك الذي فجأه المنظر ففتح فاه ونسيه مفتوحاً ... و(العنود) التي كادَتْ تصرخ "تحرش ذكوري حقير!!"


[[الخيار الثاني: أما أنت فأوشكت على التدخل لتفض "الاشتباك" أما أنت فشاركت أباك في ذهولهأما أنت فتصورْتَ ما هو أكبر]]



أما أنت فكتمْتَ بصعوبة رغبتَك في طرح أخيك أرضًا وربما تركله ركلة أو اثنتين، ثم تقوم بتلقين أختك درسًا في معانقة "الرجال الغرباء" في شقة أبيكما وأمام عينيه وعينيك!


أما أنت فشاركْتَ أباك في التحديق بذهولٍ في المنظر أمامكما – هي أخته ... وهو أخوها ... على رأي لمذاهب الأربعة والطوائف الثلاثة والأديان القديمة والحديثة: لا يوجد أدنى شبهة هنا ... ومع ذلك، فالشبهة تملأ الجو وتزكم الأنوف!


أما أنت فلم تدرِ ما يجري لك ... لوهلةٍ خُيِّلَ إليك أن شفتيها قد لامسَتْ شفتَيه وأن يديه ستطلبان المزيد من لمس الجلد العاري فتنزلان للأسفل وينزل بنزولهما ما في طريقهما من الملابس من أسفل الظهر حتى أعلى الفخذين! وبدلاً من أن تصعقك تلك الفكرة، فإنها ساقت خاطرة أخرى على شكل سؤال: «تُرى ما الذي ترتديه (شروق) تحت بنطلون البيجامة الضيق هذا؟ ولماذا لا تبدو حوافه على جانبي الردفَين؟ أتراها ترتدي "ثونج" [فتلة: نوع من الملابس الداخلية يكشف منطقة الأرداف ويكتفي بتغطية الأعضاء الحساسة من الأمام والأسفل]؟ »ولم تُفِقْ من تلك الوساوس الشيطانية إلا بصعوبة.



والمضحك في الأمر أن (ريان) لو كان سافر وحدَه، لما كان هناك أدنى تردد في أخلاقية إقامته معكم، المشكلة أساسًا كانَتْ في أخته! أو فيكَ وفي أبيكَ مشاركَينِ أخته في الشقة نفسها للدقة!

وهنا حدثَتِ الأزمة الثانية – باسم "النسوية" هذه المرة:

خلعَتِ (العنود) عباءتها السوداء الواسعة بأن فكَّتْ طرف الكتف الأيمن الملتصق بطرف الكتف الأيسر وأخرجَتْ ذراعيها منهما فأزاحت عباءتَها عن جسدِها، ثم زادَتْ على ذلك نزع خمارها، وألقَتْ بهما على الأرض بعنف كأنها بطلة فيلم أمريكي قد هربَتْ من جحيم الشرق الأوسط!

وقبلَ أن يقول أخوها كلمة اعتراض واحدة، بدأتْه هي:

- «أيْش (أي شيء) فيك؟ ألم أرتدِ "ملابس النساء الطبيعيات" هذه في فرنسا عندما ذهبنا هناك الصيف الماضي أمام أبي ولم يمانِع؟ أم تبغيني أن أظل الأجازة كلها مرتدية "ملابس الحداد" تلك حتى في البيت؟»

أما الملابس الطبيعية التي ذكرَتْها فهي عبارة عن أضيق بنطلون جينز ممكن تخيله ... إلى الحد الذي يستحيل معه [نظريًا على الأقل] أن تنحني بدون أن ينفتق فتقًا لا تُصلحه الخياطة من جهة حلقة الدبر ... ويزيد من تلك الخطورة ردفاها الهائلان من ورائها، ثم قميصٌ ضيق يجسم الذراعين والثديَينِ والخصر الدقيق [ولو دقق الناظر إلى بطنها حال الزفير لرأى تجويف سُرَّتها الصغير قد نزل القماش فيه لشدة ضيق القميص!] وعروة القميص على شكل حرف “V” اللاتيني ... وقمة الهرم المقلوب تخوض بجرأة بعيداً بعيداً بين النهدين ... وتكشف حوافهما عن جانب لا يستهان به من الجانب الداخلي لهذا الثدي وذاك الثدي، وكأن هذا لا يكفي فعلى نحرها سلسة ذهبية تشبه مشغولات النجف والثريات؛ ففي وسطها عمود دقيق من الذهب يخوض إلى أبعد نقطة حتى يتوسط صدرها شبه المكشوف ... وعلى يمين ويسار العمود أعمدة أقصر منه، يتناقص طولها تدريجيًا كلما ابتعدْنا عن المنتصف، وكأن هدفَ السلسة أن تسوق الأعين الجائعة من أي نقطة وقعَتْ عليها إلى المنتصف ثم تهوي بها إلى الأسفل متتبعة العمود الأطول حتى تتوسط الأخدود المنكشف تحت القميص، ثم تقول للناظر: «ها قد وصلْنا. عن يمينك تجد الثدي الأيسر ... يغطي القلب ويوجع القلب! وعن يسارك الثدي الأيمن ... وحظك أيمن لو سار بك إليه!»

ووضعت راحة يدها على خصرها وربتَّتْ بأطراف أصابعها محذرةً، فانتقلتْ عيناك وعينا أبيك [وربما صاحبهم في رحلتهم عينا أخيها كذلك!] المنومة مغناطيسيًا بفعل السلسلة وما تحتها من الصدر الناهد إلى الوجه العابس!

وأشارَتْ إلى أختك بصوتٍ رقيقٍ مناقض لصوتها إذا خاطبت "الذكور":

- «(شروق) حبيبتي، وين (أين) غرفتك؟»

كانَتْ (شروق) هي الأخرى مأخوذة بالمنظر. الجمال أخاذٌ بغض النظر عن جنس الناظر والمنظور إليه. ولكن نظرتَها مغفورة لأسباب جندرية!

- «بل هي غرفتُنا يا (العنود) ... طيلة إقامتكِ هنا فالغرفة لي ولكِ جميعًا ... تفضلي، تفضلي»

وانصرفَتْ المرأتان يدًا بيدٍ إلى غرفة أختك، موليةً جَمْعَكم الدُّبرَ ... فتعلق نظرُ أبيك بالمؤخرة المغطاة بالجينز الغليظ ونظر أخيك بمؤخرة أختك تحت القماش الرقيق.

وفي كل خطوة تقترب بهما من وجهتهما تتمثّلُ صورة توضيحية للفارق بين الجمال الصبياني في صورته الأنثوية لأختك، والجمال النسائي في صورته المفرطة لابنة زوج أمك: من حيث الضخامة هنا ودقة التكوين هناك، ومن حيث الارتجاج العنيف هنا والتماسك شبه المطلق هناك، ومن حيث الإغراء بالصفع المعابث هنا وبما ينتج عنه استمرار النسل هناك!

[[الخيار الثالث:
ونظراتك تتبع الفتاتَينوتحاول أن تغض بصرَك ولكنّ المؤخرة الضخمة توقعك في مجال جاذبيتِهاوتشعر أن كل العيون قد فطنَتْ لك وأنت تحدق في الأرداف الأربعة]]


وعلى الرغم من انصراف بصرك إلى "المؤخرة الأجنبية" عنك أولاً، وهي تفعل بالجينز ويفعل بها الجينز صنوفاً من التمرد والاحتواء تصلح في ذاتها فيلم إغراء قصير، وتمني نفسَك لو تنقض كالفهد عليها لتوسعها صفعًا وعضًّا وتدليكًا وحبًّا ... وما فوق ذلك!

على الرغم منك فقد اختلَسْتَ نظرةً أو اثنتين إلى جارتها في قماشها السماويّ. دقيقة وصغيرة وعابثة ولاهية! جمالُها مميّزٌ لا يوفِّيه حقَّه إلا أصحاب ذائقة بعينِها. وكأنك تراها بعينَي (ريان) لا بعينَيك التي ألِفَتِ المنظرَ واعتادَتْ أن تحذف من نتيجته النهائية كل مقوِّمات الشهوة واللذة، وما أكثرَها.

وإذ ينصرف بصرُك تلقاء مقعدةِ أختك التوأمِ تتمنى لو أنك تنافس صاحبة المؤخرة في لعبة فيديو يحكُم الفائر فيها على الخاسر بما شاء؛ وكلما هزمْتَها في جولة حملْتَها على نزع شيءٍ من ملابسها حتى تصير بعد الجولة الرابعة كيوم ولدَتْها أمُّك وأمُّها! ثم تنتقل العقوبة إلى وضعها في حجرك وصفع تلك المؤخرة الصبيانية بعينِها صفعاتٍ أكثرُها مستجلِبٌ آهات الشهوة وأقلُّها يذكِّرُ ذات الشعر القصير بفحولتك وقوتك وبكامن أنوثتِها وهي تتلوى في حجر أخيها الموكول برعايتها منذ كانا معًا في الرحم! ثم تطلب ما هو أكثر فتولِجُ إصبعَيك في فمها لتمصهما مص الرضيع ثديَ أمِّه، وبعد أن يغرق الإصبعان بلعابها تتوجه بهما إلى –



وتحاول عبثًا أن تصرف بصرك بعيدًا عن الخطوات وصاحبتَي الخطوات ومؤخرة صاحبتَي الخطوات احتراماً للمكان والقرابة التي تجمعك بإحداهما والجمهور بجوارك، فتنجح في تجنب الشق الأخطر، وتفشل مع ذلك في "الجزء الأكبر" من المهمة.

أما "الجزء الأكبر" فيحملك على تذكر تلك الأغنية العابثة: "كيف أدخلْتِ كلَّ هذا في بنطلون الجينز ذاك؟"

لا شك أن الأمر يتطلب كثيرًا من المجاهدة والمناكفة في الارتداء ... وكذلك في الخلع.

وتصوِّر لنفسك أنك تعرض على (العنود) المساعدة في خلع بنطلونها ... وتسوق أسبابك: أختك ستعجز عن تلك المهمة الشاقة التي تتطلب جهداً بدنيًا لا يقدر عليه إلا الرجال ... وأخوها لا يصح أن يراها بدون بنطال ... وأبوك قد فعل ما فيه الكفاية في نزع الملابس النسائية عن صاحباتِها بدليل الأولاد الثلاثة الذين أنجبهم بالفعل ... هذه المرة، لا أحدَ لها غيرَك! ... وتستمرّ في أحلامك الوردية بأن تجعلها توافق على مضضٍ؛ لأنها مضطرة للموافقة وإلا فكيف ستتجهز للاستحمام ثم النوم بدون خلع الجينز أولاً؟ وبعدما تسوقها إلى غرفتك لتساعدها في هذه المعضلة "الجينزيّة" ... وأخوها وأبوك قد مُحِيا من الصورة تماماً ... تنجح بصعوبة في إزالة القماش الملتصق بما تحته، لتتفاجأ بأنه لا شيء تحته ... وترفع عينَيك إليها، وقد أوقفْتَها بين رجليك، فتسمع منها الاعتذار الواهن بأن الجينز كان أضيق من أن يسع لمؤخرتها وملابسها الداخلية معاً فاضطرَتْ لارتدائه "على اللحم" ... فتخبرها أنه كان بوسعها أن تختار بنطالاً غيره ولكنها فتاة شقية تتعمد الرجال المساكين بمناظر الإغراء التي لا ينجو منها أحدٌ ثم تلومهم على إخفاقاتهم ... فترى رأسَها يهتزُّ للأعلى والأسفل في اعتراف نادرٍ بالخطيئة يغريك بما هو أبعد، فتميل بفمك إلى مصدر الرائحة الأنثوية الطاغية التي لا تزال تتفاقم وتتفاقم وتخلب لُبَّكَ ... وتلعق ما قابلك من بظر ومهبل وما –



ويخيَّلُ إليك أن عينَيكَ كادتا تقفزان من محجرَيهما وهما تتابعان هذا التقلقل هنا وذاك التقلقل هناك ... ثم في لحظة قاتلة تلتفت (شروق) و(العنود) جميعاً فـ"تقبضان" عليك بالجرم المنشود وعيناك معلقتان بخيط شبه مرئي إلى ردفَي كلٍّ منهما... أما أبو هذه وأخو تلك فقد فطِنا للالتفاتة قبل وقوعها بجزء من الثانية ونظرا في الجهة الأخرى.

وتنظر إليك (العنود) في احتقارٍ وتسأل أختك: «كيف تشاركين أخاك المعيشة في هذه الشقة، وهو يلتهمك بعينَيه هكذا؟ لو كنْتُ مكانكِ لـ"سجنْتُ" السبب في نظراته الشهوانية في سجن معدني لا يغادره إلا مرةً في العام لبضع دقائق ... يبلغ فيها وطره ثم يعود للحبس!»

وتضحك (شروق) وهي تجيب في دلال: «هذا اقتراحٌ رائعٌ يا عزيزتي ... ولكنْ حتى أكون منصفةً فهو في المعتاد أكثر انضباطاً وتهذيبًا منه اليومَ ... في المعتاد تقتصر "ذكوريته المضطهِدة" على تعليق أخرق هنا أو هناك ... وبمجرد ما أن أصفع مؤخرته يعود لرشده ... أليس كذلك يا (عماد)؟» وتغمز لك وهي ترى خجلك واضطرابك.

ولا تبالي صاحبتُها بالصوت العابث لأختك، وتستمر في قسوتِها: «صفع المؤخرات ربما كان عقاباً كافياً قبل عشر سنوات أو أكثر ... أما الآن فالحل الوحيد في رأيي أن يوضع قضيبه في قفص ويُمنع من ارتداء الملابس في المنزل ... حتى يتذكر كيف يحترم أخته ويقدس جسدَها وجسد سائر النساء.»

وتتمادى (شروق) في شقاوتها فتستأذن أباك في تطبيق الاقتراح السابق: «ما رأيك يا "بابا"؟ هل نمنع (عماد) من ارتداء أي ملابس حتى يتعلم كيف يضبط نفسه في حضرة أخته وصاحباتِها؟ وكل مرة يفشل في هذا فإن الفشل سيبدو ظاهراً للعيان ... منتصبًا كحجة ناصعة ... مما يستوجب عقابه على مؤخرته الخاطئة؟ أم أن الأفضل أن نتصور أنه غير قادر على ضبط نفسه على أية حالٍ ... ونجبره على هذا الانضباط من الخارج ... بالقفل والمفتاح؟»

ولا يدري أبوكَ بما يجيبُ بينما (العنود) تبتسم هازئةً بك وهي ترى تقلقلك من رجل لأخرى كأنك تتمنى أن تنشق الأرض وتبلعك ... ثم تشير إلى أخيها المحمرّ خجلاً هو الآخر: «(ريان)! لماذا لا تنزع بنطلونك لتريَ أخاك كيف نتعامل مع الإخوة الذين لا يحترمون حرمة أجساد محارمهم؟ كفّ عن التقلقل وأطعِ الأوامر! وإلا فسأؤخر إطلاق "سراحه" شهراً آخرَ!»

ويستجيب أخوها بعد التهديد ... وينزل بنطلونه والعيون كلها عليه ... وتضحك (شروق) وهي ترى القفص الورديّ المغلق بقفل ورديّ كذلك ... وتسأل أختُك (العنود) عابثة: «وهل أنتِ واثقة من كفاءة هذا القفص؟ إنه يبدو أصغر وأضعف من أن ... يقاوم الضغط! » وتجيبها أخته وهي تغمز لها: «واثقة ومجرّبة ... إن عبقرية هذا العقاب أنه يحول الجريمة لعقاب مضاعف ... دعيني أريكِ ...» وأمام عيونكم جميعًا تسير بخطوات مثقلة بطيزها الهائل، ثم تستدير عندما تقابل أخاها وتلصقُ مؤخرتَها بـ"قفصه" ... وتضع يديها على ركبتَيها ثم تؤدي رقصة "تْوُركِنج" [رقصة موضوعها تحريك المؤخرة بكل ألوانه!] باحترافٍ تُحسد عليه ... و(ريان) في دائرة مفرغة من الشهوة والألم ... وقفصه الوردي يزداد ضيقًا وضيقًا ولكنه مع ذلك يؤدي واجباته تحت الضغط بأكفإ ما يكون.

وتسير (شروق) إليك لتهمس في أذنك: «يبدو عقابًا مناسبًا يا أخي الصغير ... ما رأيك؟ هل سنحتاج إليه أم ستصير ولدًا مؤدبًا وتبقي عينيك لنفسِك؟» وتمدُّ يدها لتقبض على مقدمة بنطلونك فتمتلئ قبضتها بقضيبك ويفيض ... وتنظر إليك في غضب مصطنع لا يخلو من شقاوة: «تؤ تؤ تؤ ... يبدو أننا سنبدأ العقاب فوراً ... عقابي أنا أولاً ثم عقابٌ كعقاب أخيك عندما نشتري لك قفصًا خاصًّا بك ... (بابا)؟ لو سمحْتَ أحضر لي فرشاة شعري من على "تسريحتي". شكرًا يا (بابا). أما أنت أيها الشقي ... فقد حان الوقت لتجرب ما هو أكثر من صفعة عابرة على بنطلونك» ... وتحرك (شروق) كرسيًّا من كراسي السفرة إلى منتصف الصالة وتجلس عليه ثم تتناول فرشاة شعرها من أبيك، وتنظر إليك نظرة لها مغزاها ... وكأنّ يدك تتآمر عليك، تقوم أنت بنفسك بإنزال بنطلونك استعداداً لعقوبتك الطفولية ... ثم تسير إليها وزبُّك يتقلقل يميناً ويساراً مع كل خط –



ويقاطع حبل خيالاتك وأحلام يقظتك صوتُ (ريان) وهو يتحسّرُ:

- «كان الأنسب أن ننزل في فندق!»

ولم يملك أبوك الاعتراض هذه المرة!

أما أنت فالتفتَّتَ بجسدك قليلاً بعيدًا عن مواجهتهما لتخفي ما "قام" منك بفعل الخيالات!


***

في سكون الليل في غرفتك، ستسمع صوتَ "الدُش" ثلاث مرات تلك الليلة، منبئة باغتسال المسافرين الثلاثة استعدادًا للنوم، وستصلك مناجاة نسائية تستمر بضع دقائق عقب ذلك، منبئة بتبادل أطراف الحديث بين (شروق) و(العنود)، ثم يعود الصمت المطبق ليخيم على أرجاء الشقة.

ويتسرب النومُ لعينيك رويداً رويداً حتى يستغرقك تماماً.

وإذ يخلو الجوُّ لعقلك الباطن في عالم الأحلام، تبدأ الخيالات بالتشكل أمام عينيك المغمضتين كأنه شريط سينمائي ... أو فيلم إباحي!

ولا تختلف أحلامك في المنام عن أحلامك في اليقظة ولكنّ أحلام المنام في التراث الشعبيّ موصوفة بقابليّتِها للتحقق في دنيا الواقع؛ بأن تكون نبوءاتٍ صادقة ...

وهو ما سيحدث في حالتك في قادم الأيام ...

ولكن لا سبيل لك إلى معرفة ذلك بعدُ!


[تمَّــــتْ المـقـدمـــــــــة]
حلوة وطريقة السرد رائعه وبدخلك ف القصة بس حول تكون سريع في التنزيل
 
  • عجبني
التفاعلات: Almalim kimoo
القصه حلوه بس تحس انك مش بسهوله تفهم طريقه سردها ارجو مراعاه النقطه دى لانى حابب اكمل القصه ارجو التبسيط
 
  • عجبني
التفاعلات: Almalim kimoo
قصه روعه استمر يا معلم واحسن حاجه موضوع المنظور ده بس يفضل تعمل كل منظور كامل لوحدة بدال مانا بنزل كل شويه
 
  • عجبني
التفاعلات: Almalim kimoo
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
متى الجزء الجديد؟
 
  • عجبني
التفاعلات: Almalim kimoo
ننتظر منك الجزء القادم
 
  • عجبني
التفاعلات: Almalim kimoo
غالبا مش هتابع القصة لأنها مش نوعي المفضل، ولكن حبيت أبدي إعجابي وتقديري لك على فصاحتك وأسلوبك السردي. أنا أدعم أي تجديد وإبداع حتى لو لم يك ذوقي.
ولك خالص التقدير على هذا الإطراء. وكامل الود والاحترام.
حلوة وطريقة السرد رائعه وبدخلك ف القصة بس حول تكون سريع في التنزيل
كانتِ النيةُ أن تكون الأجزاء نصف أسبوعية، ثم أسبوعية، وسأحاول الالتزام ما أمكن بمدة الأسبوع هذه. ولك خالص الشكر.
القصه حلوه بس تحس انك مش بسهوله تفهم طريقه سردها ارجو مراعاه النقطه دى لانى حابب اكمل القصه ارجو التبسيط
خالص الاعتذار يا ميدو. قد تركْتُ نفسي على سجيتِها، فإذا كانتِ المقدمة غير سهلة، فالأغلب أن هذا الجزء صعبٌ إلى حد بعيد. وأعتذر منك مرة أخرى.
قصه روعه استمر يا معلم واحسن حاجه موضوع المنظور ده بس يفضل تعمل كل منظور كامل لوحدة بدال مانا بنزل كل شويه
سأحاول تجربة المنظور المستقل في الأجزاء التالية. شكراً على الرد.
متى الجزء الجديد؟
قبل دقيقة تقريباً (إيموجي ضاحك!). والتالي بعد أسبوع وأقل إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها. وشكراً على القراءة والرد.
ننتظر منك الجزء القادم
لك كامل الشكر والتقدير. وسأحاول أن ألتزم بفترة الأسبوع أو أقل بين كل جزء والذي يليه. شكراً.
 
  • عجبني
التفاعلات: Almalim kimoo
ولك خالص التقدير على هذا الإطراء. وكامل الود والاحترام.

كانتِ النيةُ أن تكون الأجزاء نصف أسبوعية، ثم أسبوعية، وسأحاول الالتزام ما أمكن بمدة الأسبوع هذه. ولك خالص الشكر.

خالص الاعتذار يا ميدو. قد تركْتُ نفسي على سجيتِها، فإذا كانتِ المقدمة غير سهلة، فالأغلب أن هذا الجزء صعبٌ إلى حد بعيد. وأعتذر منك مرة أخرى.

سأحاول تجربة المنظور المستقل في الأجزاء التالية. شكراً على الرد.

قبل دقيقة تقريباً (إيموجي ضاحك!). والتالي بعد أسبوع وأقل إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها. وشكراً على القراءة والرد.

لك كامل الشكر والتقدير. وسأحاول أن ألتزم بفترة الأسبوع أو أقل بين كل جزء والذي يليه. شكراً.

شخصية البطل بيتحكم فيها القارئ نظرياً. المفترض إن الأجزاء اللي بالألوان ما يظهرش منها/ما تقراش منها غير لون واحد حسب إنت عايز شخصية البطل تبقى إيه. موضوع إن أخته تنيكه ده مش هيحصل غير لو اخترت إن البطل يبقى خاضع (الكتابة اللي بالأزرق).
لو حد جرب القصص/الألعاب بتاعت الـ Interactive Fiction هياخد باله من المقصود.
فالفكرة إن القصة تمشي عادية لحد ما تيجي جزئية الاختيارات، فالقارئ يختار واحد منها ويقرأ الكتابة اللي باللون ده بس. وبعد كده يكمل بقية القصة لحد ما يوصل للاختيار اللي بعده، وهلم جراً.
وشكرًا على المرور والرد.


هوّ كل منظور من الثلاثة ليه مميزاته.

منظور الشخص الأول/ضمير المتكلم (أنا اسمي كذا، وحصل لي كذا) ده بيسمح للمؤلف مثلاُ إنه "يفاجئ" البطل بحاجات حصلت من غير ما البطل يعرفها لأن الأحداث بتتكشف من منظوره هو بس.

منظور الشخص الثاني/ضمير المخاطب (إنت اسمك كذا، وقدامك تعمل كذا وكذا كنتيجة للآتي)، ده المنظور المفضل لكتابة الروايات التفاعلية والألعاب. لو تفتكر معظم ألعاب الفيديو اللي لعبتها هتلاقيها بتقول لك: اضغط على كذا، اتحرك لليمين، اضرب بالمسدس، دلوقتي بقى معاك ذخيرة إضافية، ... إلخ.

منظور الشخص الثالث/ضمير الغائب (فلان اسمه كذا، وفلانة اسمها كذا، وهو كان بيفكر في س، لكن هي كانت بتفكر في ص) ده المنظور المثالي لكتابة معظم القصص والروايات، بشكل أساسي لأنه بيسمح للمؤلف يتحرك بحرية في أفكار كل الشخصيات، ويسرد اللي حصل بين أي اثنين منهم حتى لو البطل ما يعرفش حاجة عن ده.

بالنسبة للغة الفصحى، تصدق بإيه يا سيدي، أنا متعمد أبسطها لدرجة إنها تبقى عامية ++ ومع ذلك فدي النتيجة، مشكلة العامية إن معظم الكلام بيها كلام مساطب (مع كامل الاحترام) بمجرد ما تحاول تجيب معلومة علمية أو تقتبس مقولة مشهورة أو تشير لحدث عام أو حتى تحاول تكتب كتابة منضبطة مش غارقة في العاطفية واللت والعجن، بتلاقيك مضطر تستعمل الفصحى أو الإنجليزية أو أي لغة ليها جانب رسمي بيستعمل في قاعات الدروس والكتابة الأدبية والبحث العلمي.
هيّ كده كده القصة مش هيبقى ليها متابعة بهذا القدر (إيه البديل العامي لـ"بهذا القدر" مثلاً؟ "قد كده"؟ "قد كده" فيها جانب سلبي يقترب لحد السباب بينما "بهذا القدر" توصيفية بحتة!) فالجود من الموجود زي ما بيتقال.

وشكراً على ردك التفصيلي، وكامل الاحترام!
متي الجزء القادم

متسلسلة | أختان وأخوان | المقدمة


تنويه:

هذه القصة مكتوبة من منظور الشخص الثاني (بضمائر الخطاب: أنتَ، فعلْتَ، تفعلُ) وهو أقل الأنواع الثلاثة شيوعاً. كما أنها تتيح للقارئ اختيار مسارٍ من ثلاثة مسارات (مسيطر – "فانيلا" – خاضع) وذلك بقراءة الجزء المكتوب باللون المخصص للمسار ثم إكمال بقية أجزاء القصة المشتركة بين المسارات الثلاث.

شخصيات القصة:

عماد: 21 سنة، بطل القصة الذي يتماهى معه القارئ، طالب في الفرقة الثالثة بكلية الألسن قسم اللغة الفرنسية.

رمضان: 47 سنة، والد عماد، مدير فرع بنك حكومي، مطلق، ويعيش مع ابنَيْه الاثنين وابنته في شقة في حي راقي في القاهرة. طيب المظهر والمخبر. وجهه دائري يميل إلى البياض. جسده معتدل مع تراكم للدهون في منطقة البطن. وكل هذا يجعله صورة مثالية لأباء الطبقة فوق الوسطى.

هالة: 45 سنة، أم عماد، انفصلت عن رمضان بعد ميلاد عماد بسنتين، متزوجة من تركي، وتعيش معه في فيلا في دولة خليجية. خمرية اللون، معتدلة القامة، تميل إلى الاكتناز ولكنه اكتناز "موجّه" يذهب أكثره إلى ثدييها وردفَيها، وكأنها خُلِقت أنموذجًا للنحات اليوناني القديم والمراهق المصري المعاصر!

شروق: 21 سنة، أخت عماد التوأم، طالبة في الفرقة الثالثة بكلية التمريض. لولا الثديان الناهدان مع صغرهما النسبي في المقدمة، ولمحة من الشحم الأنثوي الرجراج تغطي ردفَيها دقيقَي التكوين في المؤخرة، لظنها الناظر صبيًا بارع الجمال في آخر أطوار الصبيانية وأول أطوار الشباب. ويزيد من منظرها الصبياني شعرُها القصير وأنفها الدقيق وشقاوة الأولاد التي لا تفارق ملامحها.

علاء: 25 سنة، أخو عماد، متخرج من كلية الحاسبات والمعلومات، ويقضي سنته الثانية كضابط احتياط في الجيش. رياضي الجسم، طويل القامة، ليس بين جلده وعضلاته مقدار أنملة من دهون. وفي ملامحه شيء من الوداعة، خاصة إذا ابتسم، يخفف من حدة الذكورية الطاغية في سائر جسده.

ريان: 18 سنة، ابن تركي وهالة، في الصف الثالث الثانوي، وهو حالياً في زيارة لإخوته لأمه في القاهرة. طويلٌ نسبيًّا، فيه سمرة الصحراء لا قمحية الريف، وفي عينيه الواسعتين بنظرتهما الثاقبة ونحفه المعتدل وملامحه الجادة ما يجبر الناظر على الكلفة معه على صغر سنه حتى يكون هو من يرفعها.

العنود: 19 سنة، ابنة تركي من زوجته الأولى، وترافق ريان في رحلته. دعجاء العينين، عربية الأنف، فمها دقيق وشفتاها حادتان بفعل العبوس أكثر من فعل الوراثة، فاحمة الشعر طويلته. ومع اكتمال نهدَيها ونفورهما، ودقة خصرها، وبروز مؤخرتها وزيادة حجمها عن حد الاعتدال، فإنه يخيل للرائي أن وجهها قد رُكِّب على غير تناسق مع جسمها؛ وجه ملكة مستبدة على جسد فتاة ليل!

عبد الودود: 52 سنة، بواب العمارة التي يسكن فيها رمضان. شديد السمرة، يميل إلى القصر، قد نحتت ملامحه نحتًا في وجه طويل غائر العينين. لا تملك النظرة الأولى إلا أن ترثى له، ولكنه لمن خبره [أو رآه يحمل ثمانين كيلو جراماً على ظهره الناحل!] يدرك صلابته رغم السن والبلهارسيا والسجائر!

تحية: 46 سنة، زوجة عبد الودود، تتقن طبخ الأكلات الشعبية. ممتلئة جداً، ووجها وادع طيب، بدأ شعرُها في الابيضاض على صغرٍ، وإن لم يكن أحدٌ [بما في ذلك زوجها] يراه إلا في القليل النادر بفعل "الإيشارب" الملازم لها صباح مساء.

فاطمة: 19 سنة، أصغر أولاد عبد الودود والأخت الوحيدة لسبعة ذكور. قصيرة القامة، خمرية البشرة، وجهها حاد الملامح إلا إذا غزته ابتسامتها الواسعة بأسنانها ناصعة البياض، وهي أقرب إلى الاعتدال في كل شيءٍ، ولكنه [إذا أخُذَتْ جينات أمها بعين الاعتبار] اعتدال مؤقت سيتحول إلى أنوثة ساحرة بعد الزواج والحمل، وامتلاء إلى حد الترهل والأمان بعد أن يشبّ الأولاد عن الطوق.

مختصر المقدمة:
المشهد الأول في هذه الحكاية ... (ريان) يزور إخوتَه الثلاث لأمه: (عماد - شروق - علاء) مصطحباً أخته لأبيه (العنود) ... وتغطي المقدمة وصولهم من المطار للشقة، وبداية تكون نوع من الانجذاب بين (عماد) و(العنود) ... وكذلك وإن بصورة أقل بين (عماد) وأخته (شروق).




الساعة الثالثة فجرًا من يوم الجمعة ... على الرغم من إلحاحك على والدِك لتصاحبه في رحلة منتصف الليل إلى المطار لاستقبال أخيك غير الشقيق (ريان) وأخته (العنود) فقد رفض رفضًا باتًّا، وأوصاك وأختك بالنوم بدلاً من ذلك. وهذه عادتُه في النظر إلى أبنائه كأنهم لا زالوا أطفالاً، ورغبته في تحمل كل المسئوليات وحده.

ولم يغمض لك جفن بالطبع ... فهذه هي المرة الأولى التي سترى فيها (ريان) على أرض الواقع وإن تبادلْتما الخطابات، ثم الرسائل الإلكترونية، ثم المحادثات المرئية بعد ذلك، طيلة حياتَيكما.

وأختك (شروق) متحمسة كذلك للقاء أخيها وسماع صوته خارج نطاق المكالمات الهاتفية.

لهذا عندما سمعتما صوتَ سيارة أبيك أسفل العمارة، وصوت البواب (عبد الودود) المرحّب به مع تأخر الوقت، أسرع كلاكما لباب الشقة وفتحه استعداداً للقاء المنتظر.

{صوتُ الخطوات يشق صمت الليل والحوار الهامس بين (ريان) و(رمضان) بينما يصعدان السلم مسموعٌ بوضوح}

- «يا عم (رمضان)، الوالد ألحّ على أن ننزل في فندق، وما نريد أن نثقل عليكم!»

- «الموضوع منته يا (ريان) يا حبيبي، الشقة واسعة، وإن لم تحملكم حملَتْكم جفون العين!»

- «تسلَمُ، ولكن موضوع أختي ... أعني ... فيه حساسية كما تعلم»

(شروق) تشير إليك وهي تبتسم ابتسامة مفادُها "ألَمْ أقُلْ لك؟". وصوتُ أبيكما يصلُك:

- «ما لها أختك؟ ستشارك (شروق) في غرفتها، وأنت في غرفة (علاء)، وعندما يعود (علاء) سيشارك (عماد) في غرفته ... لا تخشَ شيئاً؛ كل شيءٍ مرتّب تماماً»

أختك تهمس لك بصوتٍ خفيض ويدُها على جانب فمها، وهي تكتم ضحكتَها: "كَلْتشَرْ كلاشْ! [صدام ثقافات]".

ثم اتسعَتْ عيناها وكأنها قد تذكرَتْ شيئاً مهماً:

- «الحقائب! لابد أنهم يحملون حملاً ثقيلاً ... ما الذي تفعله هنا منتظراً وصولهم كأنك ... امرأة!»


[[الخيار الأول: انظرْ إليها نظرة محذرة خُذِ الأمر على محمل الفكاهةانظر إلى الأرض في خجلٍ]]



نظرْتَ إليها نظرة محذرة، فضحكَتْ، وربتَّتْ على كتفك:

- «حسنًا حسنًا يا صلاح الدين، لا داعي لنظرة مدير المدرسة هذه ... ولكِنْ أسرع لتساعدهم على أية حال!»

لم تسِرْ أكثر من خطوتَينِ حتى بدا الثلاثة يظهرون للعيان من أسفل الدرج. فأسرعْتَ إلى أبيك لتحمل عنه ما لا شك أنه حقيبة (العنود) [لأنها أكبر بكثير من الحقيبة الأخرى، ولونها بنفسجي!]

- «عنكَ يا أبي!»

دفعَكَ والدُكَ في رقة جهة (ريان)، ثم قال:

- «ساعد أخاك يا (عماد)، الضيفُ هو مَنْ تُحمل حقيبته!»

وبالطبع فقد أبى وتأبّى (ريان) أن يسلّم الحقيبة التي يحملها، فتحول لقاؤكما، وعناقكما، الأول إلى مدافعة طفولية للوصول للحقيبة المنشودة!

- «ذكور!»

نظر الجميعُ إلى (العنود) بعد كلمتها الممتلئة كرهاً، فأكملَتْ في عنادٍ:

- «كم وزن هذه الحقيبة؟ خمسة كيلوجرامات على الأكثر. ولم يبق من درجات السلم سوى سبع أو ثمان، ولكن الذكورية العفنة تأبى إلا أن تستعرض العضلات بداع وبدون داعٍ!»

هزّ (ريان) رأسه في خجل وكأنه يقول: "خذ من هذا وأمثاله من التعليقات أطناناً يومياً!"

ولكنك لم تواجه هجومها بخجل لها كما فعل أخوها، بل بهجوم مماثل!

- «وإذا كانت الذكورية تستعرض العضلات بدون داعٍ فلماذا تركْتِ أبي يحمل حقيبتَكِ وأنت شابة وهو [معذرةً يا أبي] كهل؟»

ووصلَتْكَ ضحكة (شروق) من أعلى السلم، بينما (العنود) تنظر إليك شزرًا.

وتنتهز فرصةَ تحديق (ريان) في ملامح أخته في جذلٍ، فتخطف منه الحقيبة وتسرع إلى الشقة، و(شروق) تقهقه بينما يسابقك (ريان) لـ"يستعيد" حقيبته!



- «هه هه، ظريفة!»

- «يعجبني فيك اعترافك بالهزيمة يا أخي الصغير، لا تنكر إن منظرهم حاملين حقائب السفر وأنت هنا في انتظارهم حتى يصلوا فيه شيء من ... "سوسن"!»

- «أولًا، أخوك "الصغير" كان رجلاً مهذبًا "جنتلمان" من يومه، فسمح لك بالخروج إلى الدنيا الواسعة أولاً ... ثانياً، ستذكرين تعليقكِ هذا عندما أصعد بالحقيبتَين معًا وحدي!»

وتركتها لضحكتها قبل أن تسرع لتنفذ وعدك بحمل الحقيبتين معاً.

ولما رآك أبوك حيّاك، فرددْتَ تحيَّتَه على عجلٍ، قبل أن تلتقط منه ما لا شك أنه حقيبة (العنود) [لأنها أكبر بكثير من الحقيبة الأخرى، ولونها بنفسجي!]، وهو يحاول توجيهك لحقيبة أخيها بدلاً من ذلك. بينما (ريان) متمسك بحقيبته وقد تنبه لما تحاول أن تفعله.

- «بالطبع، بالطبع يا أبي. ولكنّ لي يدَينِ لا واحدة كما ترى ... كيف حالُكَ يا (ريان) ... حمدًا على السلامة ... ما هذا الشيء على الحائط؟»

ولما نظر ببراءة إلى حيث تشير، خطفْتَ منه حقيبتَه، وأسرعْتَ إلى الشقة بكلتَي الحقيبتين، و(شروق) تقهقه بينما يسابقك (ريان) لـ"يستعيد" حقيبته!



نظرْتَ إلى الأرض في خجلٍ وأنت تتمتم بكلمات اعتذار.

- «ما الذي تنتظره إذاً يا أخي الصغير ... اذهب وساعدْهم!»

وتحاول أن تستعيد زمام المبادرة فتجيبها:

- «نحن توأم، ليس هناك صغير وكبير في التوائم ... ثم إنهم على وشك الوصول على أية حالٍ، فما الداعي للمساعدة في حمل حقيبة لا تزن أكثر من بضع كيلوجرامات لبضع درجات!»

ضربَتك أختك على مؤخرتك كما هي عادتُها في معابثتك، وأجابَتْ نصفَ ضاحكة:

- «الفكرة في اللفتة المهذبة أيها الشقي ... كنوعٍ من الترحيب والضيافة!»

استمرَّ عنادُك أكثر:

- «إذا كانت الفكرة في الضيافة فلماذا أنزل أنا لأساعدهم ولا تنزلين أنت؟»

وفي هذه اللحظة وصل أبوك بالضيفَين إلى الشقة فانتهى الحوارُ من تلقاء نفسِه.


***
سرعان ما اتضحَ قصرُ نظر أبيك في ترتيبات السكن.

عندما عانقَتْ (شروق) أخاها لأمها، ولثمَتْ وجنته [كما تفعل معكَ ومع (علاء)] كان يفترض أن يمرّ هذا الحدثُ مرورَ الكرام. ولكنّ الأجواء تكهربَتْ بالكلية، وشعر الجميعُ بذلك.

(ريان) الذي أحاط خصرها بذراعيه فرفع بدون عمدٍ طرف "جاكتة بيجامتها" ولامسَتْ أصابعه جلدها العاري فوق "البنطلون" و(شروق) التي تركت شفتَيها تنطبعان على خده لثوانٍ وزفيرها الحار يلامس وجنته، وأبوك الذي فجأه المنظر ففتح فاه ونسيه مفتوحاً ... و(العنود) التي كادَتْ تصرخ "تحرش ذكوري حقير!!"


[[الخيار الثاني: أما أنت فأوشكت على التدخل لتفض "الاشتباك" أما أنت فشاركت أباك في ذهولهأما أنت فتصورْتَ ما هو أكبر]]



أما أنت فكتمْتَ بصعوبة رغبتَك في طرح أخيك أرضًا وربما تركله ركلة أو اثنتين، ثم تقوم بتلقين أختك درسًا في معانقة "الرجال الغرباء" في شقة أبيكما وأمام عينيه وعينيك!


أما أنت فشاركْتَ أباك في التحديق بذهولٍ في المنظر أمامكما – هي أخته ... وهو أخوها ... على رأي لمذاهب الأربعة والطوائف الثلاثة والأديان القديمة والحديثة: لا يوجد أدنى شبهة هنا ... ومع ذلك، فالشبهة تملأ الجو وتزكم الأنوف!


أما أنت فلم تدرِ ما يجري لك ... لوهلةٍ خُيِّلَ إليك أن شفتيها قد لامسَتْ شفتَيه وأن يديه ستطلبان المزيد من لمس الجلد العاري فتنزلان للأسفل وينزل بنزولهما ما في طريقهما من الملابس من أسفل الظهر حتى أعلى الفخذين! وبدلاً من أن تصعقك تلك الفكرة، فإنها ساقت خاطرة أخرى على شكل سؤال: «تُرى ما الذي ترتديه (شروق) تحت بنطلون البيجامة الضيق هذا؟ ولماذا لا تبدو حوافه على جانبي الردفَين؟ أتراها ترتدي "ثونج" [فتلة: نوع من الملابس الداخلية يكشف منطقة الأرداف ويكتفي بتغطية الأعضاء الحساسة من الأمام والأسفل]؟ »ولم تُفِقْ من تلك الوساوس الشيطانية إلا بصعوبة.



والمضحك في الأمر أن (ريان) لو كان سافر وحدَه، لما كان هناك أدنى تردد في أخلاقية إقامته معكم، المشكلة أساسًا كانَتْ في أخته! أو فيكَ وفي أبيكَ مشاركَينِ أخته في الشقة نفسها للدقة!

وهنا حدثَتِ الأزمة الثانية – باسم "النسوية" هذه المرة:

خلعَتِ (العنود) عباءتها السوداء الواسعة بأن فكَّتْ طرف الكتف الأيمن الملتصق بطرف الكتف الأيسر وأخرجَتْ ذراعيها منهما فأزاحت عباءتَها عن جسدِها، ثم زادَتْ على ذلك نزع خمارها، وألقَتْ بهما على الأرض بعنف كأنها بطلة فيلم أمريكي قد هربَتْ من جحيم الشرق الأوسط!

وقبلَ أن يقول أخوها كلمة اعتراض واحدة، بدأتْه هي:

- «أيْش (أي شيء) فيك؟ ألم أرتدِ "ملابس النساء الطبيعيات" هذه في فرنسا عندما ذهبنا هناك الصيف الماضي أمام أبي ولم يمانِع؟ أم تبغيني أن أظل الأجازة كلها مرتدية "ملابس الحداد" تلك حتى في البيت؟»

أما الملابس الطبيعية التي ذكرَتْها فهي عبارة عن أضيق بنطلون جينز ممكن تخيله ... إلى الحد الذي يستحيل معه [نظريًا على الأقل] أن تنحني بدون أن ينفتق فتقًا لا تُصلحه الخياطة من جهة حلقة الدبر ... ويزيد من تلك الخطورة ردفاها الهائلان من ورائها، ثم قميصٌ ضيق يجسم الذراعين والثديَينِ والخصر الدقيق [ولو دقق الناظر إلى بطنها حال الزفير لرأى تجويف سُرَّتها الصغير قد نزل القماش فيه لشدة ضيق القميص!] وعروة القميص على شكل حرف “V” اللاتيني ... وقمة الهرم المقلوب تخوض بجرأة بعيداً بعيداً بين النهدين ... وتكشف حوافهما عن جانب لا يستهان به من الجانب الداخلي لهذا الثدي وذاك الثدي، وكأن هذا لا يكفي فعلى نحرها سلسة ذهبية تشبه مشغولات النجف والثريات؛ ففي وسطها عمود دقيق من الذهب يخوض إلى أبعد نقطة حتى يتوسط صدرها شبه المكشوف ... وعلى يمين ويسار العمود أعمدة أقصر منه، يتناقص طولها تدريجيًا كلما ابتعدْنا عن المنتصف، وكأن هدفَ السلسة أن تسوق الأعين الجائعة من أي نقطة وقعَتْ عليها إلى المنتصف ثم تهوي بها إلى الأسفل متتبعة العمود الأطول حتى تتوسط الأخدود المنكشف تحت القميص، ثم تقول للناظر: «ها قد وصلْنا. عن يمينك تجد الثدي الأيسر ... يغطي القلب ويوجع القلب! وعن يسارك الثدي الأيمن ... وحظك أيمن لو سار بك إليه!»

ووضعت راحة يدها على خصرها وربتَّتْ بأطراف أصابعها محذرةً، فانتقلتْ عيناك وعينا أبيك [وربما صاحبهم في رحلتهم عينا أخيها كذلك!] المنومة مغناطيسيًا بفعل السلسلة وما تحتها من الصدر الناهد إلى الوجه العابس!

وأشارَتْ إلى أختك بصوتٍ رقيقٍ مناقض لصوتها إذا خاطبت "الذكور":

- «(شروق) حبيبتي، وين (أين) غرفتك؟»

كانَتْ (شروق) هي الأخرى مأخوذة بالمنظر. الجمال أخاذٌ بغض النظر عن جنس الناظر والمنظور إليه. ولكن نظرتَها مغفورة لأسباب جندرية!

- «بل هي غرفتُنا يا (العنود) ... طيلة إقامتكِ هنا فالغرفة لي ولكِ جميعًا ... تفضلي، تفضلي»

وانصرفَتْ المرأتان يدًا بيدٍ إلى غرفة أختك، موليةً جَمْعَكم الدُّبرَ ... فتعلق نظرُ أبيك بالمؤخرة المغطاة بالجينز الغليظ ونظر أخيك بمؤخرة أختك تحت القماش الرقيق.

وفي كل خطوة تقترب بهما من وجهتهما تتمثّلُ صورة توضيحية للفارق بين الجمال الصبياني في صورته الأنثوية لأختك، والجمال النسائي في صورته المفرطة لابنة زوج أمك: من حيث الضخامة هنا ودقة التكوين هناك، ومن حيث الارتجاج العنيف هنا والتماسك شبه المطلق هناك، ومن حيث الإغراء بالصفع المعابث هنا وبما ينتج عنه استمرار النسل هناك!

[[الخيار الثالث:
ونظراتك تتبع الفتاتَينوتحاول أن تغض بصرَك ولكنّ المؤخرة الضخمة توقعك في مجال جاذبيتِهاوتشعر أن كل العيون قد فطنَتْ لك وأنت تحدق في الأرداف الأربعة]]


وعلى الرغم من انصراف بصرك إلى "المؤخرة الأجنبية" عنك أولاً، وهي تفعل بالجينز ويفعل بها الجينز صنوفاً من التمرد والاحتواء تصلح في ذاتها فيلم إغراء قصير، وتمني نفسَك لو تنقض كالفهد عليها لتوسعها صفعًا وعضًّا وتدليكًا وحبًّا ... وما فوق ذلك!

على الرغم منك فقد اختلَسْتَ نظرةً أو اثنتين إلى جارتها في قماشها السماويّ. دقيقة وصغيرة وعابثة ولاهية! جمالُها مميّزٌ لا يوفِّيه حقَّه إلا أصحاب ذائقة بعينِها. وكأنك تراها بعينَي (ريان) لا بعينَيك التي ألِفَتِ المنظرَ واعتادَتْ أن تحذف من نتيجته النهائية كل مقوِّمات الشهوة واللذة، وما أكثرَها.

وإذ ينصرف بصرُك تلقاء مقعدةِ أختك التوأمِ تتمنى لو أنك تنافس صاحبة المؤخرة في لعبة فيديو يحكُم الفائر فيها على الخاسر بما شاء؛ وكلما هزمْتَها في جولة حملْتَها على نزع شيءٍ من ملابسها حتى تصير بعد الجولة الرابعة كيوم ولدَتْها أمُّك وأمُّها! ثم تنتقل العقوبة إلى وضعها في حجرك وصفع تلك المؤخرة الصبيانية بعينِها صفعاتٍ أكثرُها مستجلِبٌ آهات الشهوة وأقلُّها يذكِّرُ ذات الشعر القصير بفحولتك وقوتك وبكامن أنوثتِها وهي تتلوى في حجر أخيها الموكول برعايتها منذ كانا معًا في الرحم! ثم تطلب ما هو أكثر فتولِجُ إصبعَيك في فمها لتمصهما مص الرضيع ثديَ أمِّه، وبعد أن يغرق الإصبعان بلعابها تتوجه بهما إلى –



وتحاول عبثًا أن تصرف بصرك بعيدًا عن الخطوات وصاحبتَي الخطوات ومؤخرة صاحبتَي الخطوات احتراماً للمكان والقرابة التي تجمعك بإحداهما والجمهور بجوارك، فتنجح في تجنب الشق الأخطر، وتفشل مع ذلك في "الجزء الأكبر" من المهمة.

أما "الجزء الأكبر" فيحملك على تذكر تلك الأغنية العابثة: "كيف أدخلْتِ كلَّ هذا في بنطلون الجينز ذاك؟"

لا شك أن الأمر يتطلب كثيرًا من المجاهدة والمناكفة في الارتداء ... وكذلك في الخلع.

وتصوِّر لنفسك أنك تعرض على (العنود) المساعدة في خلع بنطلونها ... وتسوق أسبابك: أختك ستعجز عن تلك المهمة الشاقة التي تتطلب جهداً بدنيًا لا يقدر عليه إلا الرجال ... وأخوها لا يصح أن يراها بدون بنطال ... وأبوك قد فعل ما فيه الكفاية في نزع الملابس النسائية عن صاحباتِها بدليل الأولاد الثلاثة الذين أنجبهم بالفعل ... هذه المرة، لا أحدَ لها غيرَك! ... وتستمرّ في أحلامك الوردية بأن تجعلها توافق على مضضٍ؛ لأنها مضطرة للموافقة وإلا فكيف ستتجهز للاستحمام ثم النوم بدون خلع الجينز أولاً؟ وبعدما تسوقها إلى غرفتك لتساعدها في هذه المعضلة "الجينزيّة" ... وأخوها وأبوك قد مُحِيا من الصورة تماماً ... تنجح بصعوبة في إزالة القماش الملتصق بما تحته، لتتفاجأ بأنه لا شيء تحته ... وترفع عينَيك إليها، وقد أوقفْتَها بين رجليك، فتسمع منها الاعتذار الواهن بأن الجينز كان أضيق من أن يسع لمؤخرتها وملابسها الداخلية معاً فاضطرَتْ لارتدائه "على اللحم" ... فتخبرها أنه كان بوسعها أن تختار بنطالاً غيره ولكنها فتاة شقية تتعمد الرجال المساكين بمناظر الإغراء التي لا ينجو منها أحدٌ ثم تلومهم على إخفاقاتهم ... فترى رأسَها يهتزُّ للأعلى والأسفل في اعتراف نادرٍ بالخطيئة يغريك بما هو أبعد، فتميل بفمك إلى مصدر الرائحة الأنثوية الطاغية التي لا تزال تتفاقم وتتفاقم وتخلب لُبَّكَ ... وتلعق ما قابلك من بظر ومهبل وما –



ويخيَّلُ إليك أن عينَيكَ كادتا تقفزان من محجرَيهما وهما تتابعان هذا التقلقل هنا وذاك التقلقل هناك ... ثم في لحظة قاتلة تلتفت (شروق) و(العنود) جميعاً فـ"تقبضان" عليك بالجرم المنشود وعيناك معلقتان بخيط شبه مرئي إلى ردفَي كلٍّ منهما... أما أبو هذه وأخو تلك فقد فطِنا للالتفاتة قبل وقوعها بجزء من الثانية ونظرا في الجهة الأخرى.

وتنظر إليك (العنود) في احتقارٍ وتسأل أختك: «كيف تشاركين أخاك المعيشة في هذه الشقة، وهو يلتهمك بعينَيه هكذا؟ لو كنْتُ مكانكِ لـ"سجنْتُ" السبب في نظراته الشهوانية في سجن معدني لا يغادره إلا مرةً في العام لبضع دقائق ... يبلغ فيها وطره ثم يعود للحبس!»

وتضحك (شروق) وهي تجيب في دلال: «هذا اقتراحٌ رائعٌ يا عزيزتي ... ولكنْ حتى أكون منصفةً فهو في المعتاد أكثر انضباطاً وتهذيبًا منه اليومَ ... في المعتاد تقتصر "ذكوريته المضطهِدة" على تعليق أخرق هنا أو هناك ... وبمجرد ما أن أصفع مؤخرته يعود لرشده ... أليس كذلك يا (عماد)؟» وتغمز لك وهي ترى خجلك واضطرابك.

ولا تبالي صاحبتُها بالصوت العابث لأختك، وتستمر في قسوتِها: «صفع المؤخرات ربما كان عقاباً كافياً قبل عشر سنوات أو أكثر ... أما الآن فالحل الوحيد في رأيي أن يوضع قضيبه في قفص ويُمنع من ارتداء الملابس في المنزل ... حتى يتذكر كيف يحترم أخته ويقدس جسدَها وجسد سائر النساء.»

وتتمادى (شروق) في شقاوتها فتستأذن أباك في تطبيق الاقتراح السابق: «ما رأيك يا "بابا"؟ هل نمنع (عماد) من ارتداء أي ملابس حتى يتعلم كيف يضبط نفسه في حضرة أخته وصاحباتِها؟ وكل مرة يفشل في هذا فإن الفشل سيبدو ظاهراً للعيان ... منتصبًا كحجة ناصعة ... مما يستوجب عقابه على مؤخرته الخاطئة؟ أم أن الأفضل أن نتصور أنه غير قادر على ضبط نفسه على أية حالٍ ... ونجبره على هذا الانضباط من الخارج ... بالقفل والمفتاح؟»

ولا يدري أبوكَ بما يجيبُ بينما (العنود) تبتسم هازئةً بك وهي ترى تقلقلك من رجل لأخرى كأنك تتمنى أن تنشق الأرض وتبلعك ... ثم تشير إلى أخيها المحمرّ خجلاً هو الآخر: «(ريان)! لماذا لا تنزع بنطلونك لتريَ أخاك كيف نتعامل مع الإخوة الذين لا يحترمون حرمة أجساد محارمهم؟ كفّ عن التقلقل وأطعِ الأوامر! وإلا فسأؤخر إطلاق "سراحه" شهراً آخرَ!»

ويستجيب أخوها بعد التهديد ... وينزل بنطلونه والعيون كلها عليه ... وتضحك (شروق) وهي ترى القفص الورديّ المغلق بقفل ورديّ كذلك ... وتسأل أختُك (العنود) عابثة: «وهل أنتِ واثقة من كفاءة هذا القفص؟ إنه يبدو أصغر وأضعف من أن ... يقاوم الضغط! » وتجيبها أخته وهي تغمز لها: «واثقة ومجرّبة ... إن عبقرية هذا العقاب أنه يحول الجريمة لعقاب مضاعف ... دعيني أريكِ ...» وأمام عيونكم جميعًا تسير بخطوات مثقلة بطيزها الهائل، ثم تستدير عندما تقابل أخاها وتلصقُ مؤخرتَها بـ"قفصه" ... وتضع يديها على ركبتَيها ثم تؤدي رقصة "تْوُركِنج" [رقصة موضوعها تحريك المؤخرة بكل ألوانه!] باحترافٍ تُحسد عليه ... و(ريان) في دائرة مفرغة من الشهوة والألم ... وقفصه الوردي يزداد ضيقًا وضيقًا ولكنه مع ذلك يؤدي واجباته تحت الضغط بأكفإ ما يكون.

وتسير (شروق) إليك لتهمس في أذنك: «يبدو عقابًا مناسبًا يا أخي الصغير ... ما رأيك؟ هل سنحتاج إليه أم ستصير ولدًا مؤدبًا وتبقي عينيك لنفسِك؟» وتمدُّ يدها لتقبض على مقدمة بنطلونك فتمتلئ قبضتها بقضيبك ويفيض ... وتنظر إليك في غضب مصطنع لا يخلو من شقاوة: «تؤ تؤ تؤ ... يبدو أننا سنبدأ العقاب فوراً ... عقابي أنا أولاً ثم عقابٌ كعقاب أخيك عندما نشتري لك قفصًا خاصًّا بك ... (بابا)؟ لو سمحْتَ أحضر لي فرشاة شعري من على "تسريحتي". شكرًا يا (بابا). أما أنت أيها الشقي ... فقد حان الوقت لتجرب ما هو أكثر من صفعة عابرة على بنطلونك» ... وتحرك (شروق) كرسيًّا من كراسي السفرة إلى منتصف الصالة وتجلس عليه ثم تتناول فرشاة شعرها من أبيك، وتنظر إليك نظرة لها مغزاها ... وكأنّ يدك تتآمر عليك، تقوم أنت بنفسك بإنزال بنطلونك استعداداً لعقوبتك الطفولية ... ثم تسير إليها وزبُّك يتقلقل يميناً ويساراً مع كل خط –



ويقاطع حبل خيالاتك وأحلام يقظتك صوتُ (ريان) وهو يتحسّرُ:

- «كان الأنسب أن ننزل في فندق!»

ولم يملك أبوك الاعتراض هذه المرة!

أما أنت فالتفتَّتَ بجسدك قليلاً بعيدًا عن مواجهتهما لتخفي ما "قام" منك بفعل الخيالات!


***

في سكون الليل في غرفتك، ستسمع صوتَ "الدُش" ثلاث مرات تلك الليلة، منبئة باغتسال المسافرين الثلاثة استعدادًا للنوم، وستصلك مناجاة نسائية تستمر بضع دقائق عقب ذلك، منبئة بتبادل أطراف الحديث بين (شروق) و(العنود)، ثم يعود الصمت المطبق ليخيم على أرجاء الشقة.

ويتسرب النومُ لعينيك رويداً رويداً حتى يستغرقك تماماً.

وإذ يخلو الجوُّ لعقلك الباطن في عالم الأحلام، تبدأ الخيالات بالتشكل أمام عينيك المغمضتين كأنه شريط سينمائي ... أو فيلم إباحي!

ولا تختلف أحلامك في المنام عن أحلامك في اليقظة ولكنّ أحلام المنام في التراث الشعبيّ موصوفة بقابليّتِها للتحقق في دنيا الواقع؛ بأن تكون نبوءاتٍ صادقة ...

وهو ما سيحدث في حالتك في قادم الأيام ...

ولكن لا سبيل لك إلى معرفة ذلك بعدُ!


[تمَّــــتْ المـقـدمـــــــــة]

الجزء الأول: نهارٌ ونقاشٌ

- تنويه مهم جداً منعًا للالتباس:

هناك ثلاثة مسارات (اختيارات لا يمكن الجمع بينها) في القصة، وبناءً على ميولك أنت عزيزي القارئ فانتقِ واحدًا من الثلاث:

  • المسار المسيطر (بطل القصة يلذّ له السيطرة على شريكه الجنسي) – لا تقرأ المكتوب بالأخضر ولا بالأزرق.
  • المسار الفانيلا (بطل القصة "عادي") – لا تقرأ المكتوب بالأحمر ولا بالأزرق.
  • المسار الخاضع (بطل القصة يلذّ له سيطرة شريكه الجنسي عليه) – لا تقرأ المكتوب بالأحمر ولا بالأخضر.

- تنويه آخر:

لفت انتباهَنا بعضُ السادة الأعضاء إلى صعوبة اللغة المكتوبة بها المقدمة، هذا وأنا أبغي التسهيل! فإذا كان هذا هكذا، فلأكتُبْ كما أكتُبُ إذًا، والمعذرة ممن تُحُوله اللغة عن فهم المقصود، فليس هذا قصدَنا، لكنْ كلٌّ يقبض على ما يواتيه من معانٍ بألفاظها التي تعرض بها له، والسلام.


***

غرفة نومكَ ملاصقةٌ لغرفة نوم أختِك. بينهما حائط.

وفي الحادية عشرة ظهرًا أيقظكَ من نومك صوتُ قُبلة ... من وراء ذاك الحائطِ بعينِه ... فأطارَتِ النعاس من عينيك.

وراح الشيطانُ متقلقلاً كحابس بولٍ من فوق كتفك الأيسر يؤكد لك أنّ ما سمعْتَه تمهيدٌ لما هو أكبر وأخطر، وأنه في غضون ثوانٍ ستتحول القبلة إلى قبلات ثم عضاتٍ ثم مص ولحس واختراق بالأصابع للفتحات السفلَيات، دواليك حتى تصل الأمور إلى الغايات.

ويعارضه الملاك على الكتف الآخر، ويوصيك بالعودة للنوم لأنك على الأغلب تخيلْتَ ما سمعتَه، ولا يصح أن تظن بأختِكَ السوء وترميها بالسحاق لقبلة واحدة ... مسموعة لا مرئية ... لعلها استهدفَتِ الخدودَ لا الشفاه ... ولعلها بعد ذلك وقبلَه متخيَّلةٌ ابتداءً.

وأنتَ بينهما تميل إلى رأي هذا تارة ورأي هذا تارة ... حتى وصلَك صوتُ القبلة الثانية ممطوطة النهاية بتنهيدة جنسية فاحشة يتحرّجُ من سماعها المرءُ ولو أنه هو مَنْ أنتَجَها وأنَّ مَنْ أصدَرَها أمُّ أولادِه! .... فلم يبقَ شكٌّ عندك في صدق شيطانك ظنَّه وهو كذوب.

وحاول صوتُ كتفك الأيمن أن يدحض الحجة الناصعة ويؤولها بما لا يستقيم في المنطق، ويغريك بالنوم وأنت عن النوم في شُغُلٍ.

في ذهنِك ارتسمَتْ صورة واضحة لما تفعله (شروق) مع ضيفتِها، وبقِي أن تقرر ما ستفعله أنت حيالَ ذلك:


الخيار الرابع:
أ- ضع حدًا لما يجري بينهما
ب- اقترِبْ من باب أختك وقرِّرْ ما ستفعله بعد ذلك
جـ- حاولْ أن تسترِقَ النظر لما يجري بينهما



(أ)
وتقرر أن تضع حدًّا لما يجري، إن لم يكن بسبب الغيرة المحمودة على أختك فبسبب الغيرة المذمومة من أن يترشّف فاها أحدٌ غيرُك – وهو شعورٌ لا سابقة عهدٍ لك به! فتسرع إلى باب الغرفة المجاورة والهدف ما وراءه.

ولما اقترَبْتَ من مسرح الجريمة، زادتِ الأصواتُ ارتفاعاً وخلاعةً بفعل القرب من المصدر وبفعل تسارع الأحداث من وراء الباب معاً.

وتطرقُ أنت البابَ طرقًا عنيفًا حتى يصل مسامعَ المشتغلتَين بما هما فيه، ولم تترك طرق الباب حتى انقطع حبلُ القبلات والآهات ... وأصوات أخرى لزجات تحمرُّ لسماعها الوجنات.

ثم فتحَتْ أختُكَ بابها بعد ثوانٍ لا شك أنها ما استغرقه لبس ما تيسَّر، وتظهر هي أمامك على هيئةٍ لا يصح أن يراها أخٌ من أختِه: شعرُها القصير قد تبعثرَتْ خصلاته في كل اتجاه، وحلمتا ثدييها الناهدَين تحاكيان من تحت عباءتها المنزلية مَدَّ فراخِ الطير أعناقَها وقد عادَتْ أمُّها لها بالغذاء، وإذ يسري تيارُ هواءٍ رقيقٍ بفعل الباب المنفتح تلتصق العباءة الرقيقة بتضاريس الجسم البض من تحتها فتَنمُّ عن تفاصيله وغيابِ ما يحول بينه وبين مباشرة الجسد، وينتشر البلل فيما يقابل المهبل من قماشها لئلا يبقى أدنى شكٍّ فيما كانت فيه بأَخَرَة. ولا تقوى هي على النطق بأكثر من اسمك:

- «(عماد)؟»

ويغيب عنك ما كنت تنوي قولَه، ولا ينطلق لسانُك لهول المنظر وروعتِه في آن. ويدفعُك دافع الحيوانية غير المنضبطة إلى تصورِ أختك تحتَك وقد قمْتَ لها مقام ذكور الهرر لإناثها، فلولا بقية من تعقلٍ لقد كدْتَ تطرحها أرضاً وتفعل بها مثل ذلك ولا تبالي.

وكأنّ الدنيا قد رأتْ ما أنت فيه فابتسمَتْ في سادية وزادتْكَ حيرة على حيرتك إذ جعلَتْ ضيفتَكم تفتح الباب من وراء أختك على مصراعيه، عريانة، وهي على حالٍ مشابهة لأختك من شعث الشعر وانتصاب الحلمات وسريان سوائل المهبل، وما في جمالها زيادةٌ لمزيد، ثم تقبض بيدها البضة على خصر (شروق) وتديرها إليها كالجائع الذي قوطع وهو لم يشبعْ بعدُ، وتلتقم فاها كما يلتقم الصبيّ ثديَ أمه، ثم تقابل عينَيكَ المحدقتين بالمنظر بإصبعها الوسطى مستقبلتَكَ به مبسوطًا وقد قبضَتْ ما حولَه ولسانُ مقالِها في فم أختكَ، ولسانُ حالِها يقول: هذه لي! وليس لك عندنا إلا الحسرة، فجُرَّ خصاك عائداً أدراجك، وارضَ من الغنيمة بالإياب.

وتتقلقل (شروق) بين ذراعَي (العنود) في حرجٍ، ولو كان الجسد يتكلم لقال: ليس هنا ... أمام أخي ... ولكن افعلي بي ما شئتِ هناك ... بعيداً عن أعين الناس!

وتستغل أنت هذا التقلقل اليسير وما فيه من معنى الاعتراض والرفض وإن لم يكن رفضاً مطلقاً، فتلِجُ غرفتها، وتغلق وراءك بابها، و(العنود) لا تزال تدافع تقلقل (شروق) وترفع يدها بإشارتها إياها تجاهك.

وتقبض أنت على اليد التي لا تزال ممدودة جهتَك، فتجرَّ صاحبتَها إليك ... ثم تمضي بها إلى عمق الغرفة بعيداً عن أختك، ثم تجلس على السرير وتطرح العريانة المعترضة على فخذيك كأنها بنت سبع أو ثمان سيتناولها أبوها بعقاب.

- «ما الذي تفعله يا مجنون؟»

وتتجاهل سؤالها وتجيبها بصفعة بالغة يرتج لها طيزُها الضخم ارتجاج كثيب رمل زلزلتِ الأرضُ من تحته، ويخيّلُ لك مع حجمة وشدة تقلقله أنه سينفصل عن جسدِها ويتدحرج على ظهرهِا في هذه الجهة أو بين فخذيها في هذه الجهة .. ولكنه يعود مكانَه الأول بمنظر خلابٍ وكأنه رُكِّبَ على نابض (زنبرك)!

- «ما الذي أفعله؟ ما كان حريًّا بأبيك أن يفعله من سنين!»

وتواصل توبيخها وتحمير طيزِها.

وهي في حجرك تتلوى كلما هوَتْ يدُك بصفعة على أحد ردفَيها.

- «دعينا نراجِعْ سجلّ إقامتكِ القصير هنا. {ثلاث صفعات سريعات} أول كلمة سمعْتُها منكِ منذ رأيتُكِ كانت "ذكور!"{صفعةْ} ولماذا تلفظْتِ بتلك الكلمة؟ {صفعةْ} لأن أخاكِ كان متمسكًا بحقيبته خلافًا لكِ عندما تركْتِ أبي يحملها عنكِ{صفعتان} ثم بعدها بدقيقة أو أقلَّ {صفعة} استعرضْتِ مفاتنك أمام أخيكِ ورجلين غريبَينِ ترينهما للمرة الأولى في ملابس فاضحة{صفعة} ولكن كل هذا يهون أمام ما فعلتِه قبل قليل {ثلاث صفعات على كل ردفْ} هل هكذا تكرمون المضيف عندكم؟ {صفعة} بالسحاق مع ابنته {صفعتان} ثم الظهور عارية أمام ابنه؟ {صفعتان} ثم تقبيل هذه أمام هذا وأنت تلوحين له بإصبعك الأوسط في تحدٍّ؟ »

وبلغ بك الغضبُ مبلغَه فأوسعت مؤخرتَها ضربًا حتى مدَّتْ يدها وراءَها لتسترَها، ولكن ضخامة الطيز جعلت من المحال إخفاءَها كلها بيدها ... فظلَّتْ يدُها تتتبَّعُ آخر صفعةٍ لطيزها والصفعة النازلة تتفادى اليد وتصيب المكشوف من جلدها العاري! وظلَّتْ يدُك تهوي على ردفَيها لا تكلُّ حتى تدخلَتْ أختك شافعةً لصاحبتِها متناسية أنها هي الأخرى بحاجة إلى شفيعٍ!

- «(عماد) رجاءً؟ لقد نالَتْ كفايتَها، انظر إلى احمرار مقعدتِها ... رجاءً ... ستوقظ أبي و(ريان) ... ستصير فضيحة»

نظرْتَ إليها في عدم تصديق.

- «أهذا ما تخافين أن يستيقظا ليرياه؟ ولولا عريُ صاحبتِكِ الذي لا يدَ لي فيه لكان منظراً مألوفاً في عقاب المخطئين، ولا تخافين أن يستيقظ أبوكِ على ما استيقظْتُ أنا عليه من أصوات جنسية ماجنة إحدى بطلتَيها ابنتُه؟! تعالَيْ هنا!»

ودفعْتَ العجزاءَ من حجرِكَ ليخلوَ المكانُ لشريكتِها في الجريمة، فهوَتْ على استها على الأرض في توجعٍ، وما أسرع ما تقلبَتْ فاضطجعَتْ على بطنها وهي تفرك طيزَها بيديها لتخفف بيدِها بعض الألم الذي أحدثتْه يدُكَ. شتانَ بين منظرها لما دخلْتَ الغرفةَ متحديةً إياك واثقةً من نفسها ومنظرِها الآن عندَ رجليكَ محمرّةُ المؤخرة مغرورقة العين يداها تروحان وتجيئان على ردفَين هائلَين حتى ما يملك الناظر إلا أن يرثى لها.

ثم قبضْتَ على يد أختك، وهي ترى في طيز (العنود) النتيجة التي توشك أن تحل بمؤخرتِها فبدأتْ في الأسف والاعتذار، وجذبْتَها ناحيتَكَ، فاندفعَتْ بفعل جذبتِك لها حتى ارتطم بطنُها الضامرُ بعضلات فخذيك مستقرةً في حجرك، وغاص قطن عباءتِها في الوادي الضيق بين فلقتَي طيزها كاشفًا كل فلقة كأنها كرة يدٍ مكتملة التكوير تملأ اليد ولا يفضل منها بعدُ شيءٌ خلافاً لصاحبتها العجزاء ... وكأن الدنيا تعتذر منك وتسلمك المؤخرة الثانية الرشيقة بعدما فرغْتَ من المؤخرة الأولى الرجراجة، وقد عرَّتْ لك الأولى قبل قليلٍ، ثم رسمَتْ لك حوافَّ هذه الأخيرةِ بغوص الثياب فيما تحتها كأنها هدفٌ مرسومٌ يستصرخ الصافع أن يوسعه عقاباً. وتشرعُ في توبيخها هي الأخرى بينما يدك تمطر طيزَها بالصفعات:

- «أما أنتِ فجُرْمُكِ عندي أعظم! ما الذي حملكِ يا (شروق) على مجاراتِها وأنت أكبر منها سنًّا وأقدر على وزن عاقبة الأمور؟ وأخوكِ على بُعد أمتارٍ من سريركِ ... وأنتِ تعلمين أن صوتَ ما تفعلينه سيصله ... وأبوكِ وإن كان نومُه ثقيلاً إلا أنه لا يبعد أن يوقظَه ما أيقظ أخاكِ فكيف ترَينه يفعل حينئذٍ؟! أين غاب عنك عقلُكِ؟»

- «لا أدري يا (عماد)!{صفعة} آه، آه! لقد كان الأمرُ تدريجيًا! {صفعة} آه! ابتداءً نمْنا جميعًا على سريري لأنه مريح وواسع بما يكفي {ثلاث صفعات هائلات}... آآآآه! أقسم أنها الحقيقة: لقد رأيتَها بنفسك يا (عماد)، هذا جمالٌ لا يُرفض!!»

وترى انقباض طيز أختِك في حجرك وهي تتوقع أن يؤدي اعترافُها إلى مزيد من الصفع المؤلم، ولكنك في دهشتك مما سمعتَه، وكأنك قد فطنْتَ لأول مرة لحقيقة ما جرى، لا تزيد عقابَها بل تنهيه فجأة. وتُنهِضُها من حجرِك مهلاً حتى تستقيم واقفةً أمامك، وترى أنت في عينَيها أنها قد أدركَتْ مغزى اعترافِها العرَضيِّ فتورَّدَ خدُّها حياءً، وتسألها:

- «هل ميولُكِ ...»

ولا تكمِلُ أنت السؤالَ قبل أن تجيبك هي وكأنها تدفع تهمة:

- «ليس للنساء حصراً، لا. أنا لا أمانع .... أعني... أنا أجد ميلاً لكلا الجنسين!»

وفي هذه اللحظة يُطْرَقُ البابُ وينفتح ... وينخلع قلبُك خوفًا من أن ترى أباك، ولكنك تبصر (ريان) عند الباب بدلاً من ذلك، وترى تصويبَه بصرَه جهة أختِه ليشاهدها مُكوَّمة على الأرض عارية تفرك استها، ثم جهةَ أختك واقفة أمامك يبرز ثدياها من تحت عباءتها وتضع يدَها على طيزِها في توجُّعٍ هي الأخرى، والحيرة في عينيه.

- «ما الذي يجري؟»

ولا تعرف كيف تجيبه، ولكنك تترك المهمة لمَنْ تسبَّبَتْ في هذا كلِّه:

- «اسأل أختَك!»

وتنظر إليها نظرة أخيرةً فتتصادف مع نظرتِها لك هي الأخرى، وفي عينيها شيءٌ غريبٌ لا هو كره ولا اعتذار ولا إعجاب ولا تحدٍّ بل مزيج من ذلك كله منقوع بعد ذلك في شبق أنثوي يعصف باتجاه بوصلته.

ثم تغادر الغرفة وأنت تجر (شروق) وراءك وعينا (ريان) لا تزال متعلقة بها، تتابع رقصات ثدييها وطيزها تحت العباءة الهفهافة حتى تخرج من غرفتِها وتذهبَ بها إلى غرفتِكَ ثم تغلق الباب. ويتصادف إغلاق بابِكَ مع فتحِ بابِ غرفةِ أبيك وإغلاق (ريان) الباب عليه وعلى أخته التي لا تزال على الأرض مستلقية على بطنها، عريانة، حمراء الأرداف!




(ب)
لا تدري بالضبط ما خطر لك أن تفعله عندما خرجْتَ من غرفتك واقتربت من غرفة أختك، والأصوات الماجنة تزداد وضوحًا بفعل قربك من مصدرها من جهة وتفاقم العاطفة المستعرة من وراء الباب من جهة أخرى.

وعندما وصلْتَ إلى بابِها بلغَكَ صوتٌ رطبٌ لزجٌ لا شك أنه صادر عن اصطدام راحة يد إحداهما بفرج الأخرى مراراً متعاقباتٍ مصحوباً بقبلة يرنّ صداها في أنحاء الشقة، والتفتَّ حولَك كأنك تخشى أن يكون سمع تلك الأصواتِ غيرُك، لترى .... (ريان) يفتح باب غرفة (علاء) ويخرج منه مقترباً منك، وفي عينيه سؤالٌ يعلم إجابتَه ولكنه لا يكادُ يصدِّقُها.

وينظر أخوك لأمك لك وتنظر له، وأختاكما تفعلان ببعضهما البعض ما لا تريانه ولكنّ سماعَه كافٍ في بيان هيئته!

وقبل أن تتناقشا وتتناظرا فيما يجب عليكما فعله وهل تقدمان أم تحجمانِ، يعلو تثاؤبُ أبيكَ وتسمع أثرَ تقلقه على سريرِه، منذراً باستيقاظه الوشيك ... فتتخلى أنت عن احترام خصوصية النساء وتفتح باب (شروق) وتدخل غرفتَها، وأخوك يتبعك على عجل.

وترى أمامَك أختَك منبطحة على بطنها مفرّجةٌ رجلَيها وضيفتُها قد جثَتْ من ورائها على ركبتيها، وإحدى ركبتَي (العنود) بين رجلَي (شروق) والأخرى عن يسارها، وقد مالتِ الجاثيةُ بجذعها على صاحبتِها لتوسعَ ما طالَتْه منها تقبيلاً، ويدُها متصوِّبةٌ من أعلى تصيب حِرَ أختِك تارة، وتقبض على طيزِها الصبيانيّ تارة أخرى، ثم تفركه كأنها تطلب عنده ثأرًا، وأختُكَ تجازي القبضَ والفركَ بأن تُلصِقَ بطنَها بالسريرِ وتقوّسُ ظهرَها لتعلو مؤخرتُها أكثر وأكثر كأنها تسألها المزيدَ!

واستغرق الأمر ثانية أو أقل لتدرك الفتاتان دخولكما عليهما: كلتاهما عارية قد فجأها مرأى أخيها فغلبها الذهولُ وأنساها سترَ عورتِها، بل أنساها رفعَ يدِها عن عورة الأخرى!

وتكلم (ريان) أولاً بلغة براجماتية بحتة، بينما عيناك تحاولان الهروب من مجال جاذبية طيز أخته الهائل التي تستقبلك بها!

- «عم (رمضان) على وشك الاستيقاظ، كُفَّا عن ... أيٍّ يكنْ جنسُ ما تفعلانه، وارتديا ملابسكما!!»

وكأنهما كانتا في غيبوبة وأفاقتا على حقيقة المكان والزمان اللذين هما فيه ... فبدأتا في فض الاشتباك الجنسي الذي كانتا فيه، وردَّتْ كلتاهما يدَها لنفسِها.

وقبل أن ترفع (العنود) يدَها عن مقعدةِ أختك تماماً وقد تركَتْ بصمة يدِها احمراراً عليها، جاءكما صوتُ بابِ أبيك وهو ينفتح. فما أسرعَ ما نهضت المرأتانِ من السرير وعمدتا إلى ملابسهما لترتدياها.

وبدا ظاهرًا شيءٌ من التفاوتِ في مسلكهما، فأختك لا تزال تحتفظ برمق من الحياء حملها على توليتكم دُبُرَها وهي تلتقط ملابسها وترتديها، وإن كان في رشاقتِها وكروية طيزها ما يخلب الألباب، والأخرى مستقبلتَكم بقُبُلِها لا تبالي بمن نظر من أخٍ أو خلافِه وإلى ما نظر من ثدي أو حرٍ!

ولولا احتدام الأحداث لانصرف بصرُكَ وبصرُ (ريان) إلى مشهد التعري المعكوس الذي يتكشف أمامكما، من التقاط الملابس الداخلية من الأرض والتأكد من أي وجهتيها أمام وأيها خلف في حق أختك، أما (العنود) فلم يكن في ملابسها الداخلية خلفٌ يُعتدُّ به ليلتبس بالمقدمة بل خيطان يلتقيان في مثلث! ثم إدخال الرجلين في فتحتَيهما والصعود بقطعة الملابس رقيقة الملمس على عجل إلى أن تصطدم بوجهتها النهائية فتكف اليدان عن الرفع وتبدآن في المواءمة التي تستمر ثواني حتى يستقر القماش في أخاديد الفرج ووهاده، وبعض القماش هفهاف لا يتورع عن سلوك الطرق الضيقة غير المهيئة لدخوله فتمدُّ أختك إصبعاً رشيقاً يتسرب تحت الحافة اليمنى لملابسها الداخلية التي غاصَتْ بعيداً في العمق بين فلقتَي الطيز ثم يقابله الإبهام من خارج ليقبضا على القماش متلبساً بجرم التنقيب في وادي الأرداف بدون إذن فيسحبانه إلى مكانه الأصلي شاغلاً قوسًا يقطع دائرة الردف قرب الفخذ ويبقى من فلقة الطيز حافة تظهر من تحته.

وتفارق عيناك هذا المنظر الشائق للضرورة وتهِمُّ بأن تخرج لتقابل أباك وتصده عن القصد إلى هذه الغرفة ... فلعله يشم من وراء بابها رائحةَ ابنتِه وصاحبتِها الشهوانية التي لا تزال تفوح في الأجواء! ويقبض أخوك على يدِك قبل أن تفتح الباب:

- «سأخرج أنا! كلتاهما أختي فلا حرج في زيارتي إياهما، ولكن لو رآك أبوك تخرج من الغرفة فقد يظن أنك رأيت (العنود) بثياب النوم!»

وتؤمِّن أنت على رأيه وأنت تعلم أن ثياب النوم في حكم ثياب الراهبات إذا قيسَتْ إلى ما رأيتَه بالفعل:

- «صدقْتَ، صدقْتَ. اذهب وقابله. وقل له أن الجميع قد استيقظ، ولو سأل عني فأنا نزلْتُ لشراء ... »

وجاءك اقتراحُ (العنود) المتظاهر بالبراءة على ترددك في إتمام الجملة، بينما هي تغلق حمالةَ صدرِها من ورائها في احترافٍ:

- «طعمية؟»

ثم تبعَتْه ضحكةٌ مكتومةٌ من أختك كأنها سمعَتْ نكتة الموسم، فنظرْتَ إليهما شزراً وهما تكملان التقاطَ ثيابهما وارتداءها كأن المصيبة هذه ليسَتْ من صنعهما!

- «أيًّا يكُنْ! المهم أن تبعده عن هنا وتذهب به إلى أي مكانٍ آخر حتى نفض آثار الجريمة، بعدَها سأخرج أنا خلسةً وأنزل لشراء فول ... فلافل ... عدس ... أي إفطار من أي مكان!»

ويخرج أخوك قبل أن يطرق أبوك باب غرفتِكَ بلحظة، وتغلق أنت البابَ وراءه بسرعة قبل أن يأتيك صوتُ أخيك قائلاً:

- «عم (رمضان)!»

ثم يتبعه صوتُ أبيك المتفاجئ من الصالة:

- «(ريان)! هل استيقظتْ أختاك؟ لقد كنْتُ على وشك أن أوقظ (عماد) ليشتري لنا ما نفطر به.»

- «أنت آخر المستيقظين يا عمي، و(عماد) قد نزل بالفعل ليشتري إفطاراً. بإمكانك أنت أن تمضي للحمام ريثما يعود.»

وبعدما خرج أبوك من الصورة ودخل إلى الحمام عاد (ريان) إلى "غرفة العمليات" مرة أخرى، ونظرْتَ أنت إلى حمامتَي الغرام من ورائك فإذا هما قد فرغتا من ارتداء ملابسهما وبدأتا في الاقتراب من بعضهما البعض وتبادل النظرات الماجنة إيذاناً بعودة الأزمة إلى مربع الصفر. وتتلاقى الشفتان أو تكاد وقد انفرجتا شيئًا يسيرًا، والشفاه الأربع في مسار متسارع إلى اصطدامٍ وشيكٍ قبل أن تتداركه بتحذير صارم:

- «أنتما الاثنتان .... لا أريد أن أرى أقل من عشرة أمتار بينكما حتى إشعارٍ آخر!»

ونظرَتْ لك (شروق) في معابثة ليس هذا وقتُها وقالَتْ في دلالٍ:

- «ماذا عن تسعة أمتار ونصف يا "مستر"؟»

فقبضْتَ على يدِها وأخرجْتَها من الغرفة صافعاً مؤخرتَها في طريقها إلى الباب لعل ذلك ينهاها عن المشاغبة ولو لدقائق! ثم أمرْتَها بإخفاء "آثار المعركة":

- «استغلي فترة اغتسال أبيكِ في إصلاح شعركِ وهندامكِ حتى لا ننفضح جميعاً. لو رآكِ ابن خمس سنين على هذه الحالة لخمَّنَ ما كنْتِ فيه!»

وهمَمْتَ أن تفعل بضيفتكم الشيءَ نفسه، ولكنها رفعَتْ لك إصبعاً محذِّرةً ويدُها الأخرى تمتد من ورائها في تلقائية لتستر ما أمكنَها من مؤخرتها المستهدفة:

- «إياكَ!»

فغيَّرْتَ آلية النصيحة واقتصرْتَ على تحذيرها شفهيًا من خروجها من الغرفة بهذا المنظر! ونظرْتَ لأخيك ففهم مرادَكَ، وهزَّ رأسَه كنايةً عن أنه سيشرف شخصيًا على تنفيذ أخته الكبيرة للأوامر هذه المرة، ولن يدعَها تخرج في حيث يراها أبوكَ حتى يعود منظرُها لوضع الاستيقاظ من النوم بدلاً من وضعه الحالي ... الإباحيّ!

ويخيَّلُ إليك أن حمرة خجلٍ قد علَتْها ... لا بد أنها ناتجة عن تصوُّرِ يدِكَ وقد حطأَتْ عجُزَها أمام أخيها كما رأتْكَ تفعلُ بأختِكَ قبل قليلٍ ... ولم يكن هذا وقتَ دراسة الخدود وردود الأفعال، فتركْتَ لهما الغرفة ونزلْتَ لتجلب لهم ما يفطرون به.



(جـ)
خُطاكَ تقتفي أثرَ القُبُلاتِ الرنانة حتى تتوقف بك أمام بابِ أختِك فتزداد الأصواتُ وضوحًا وتسارعًا.

وراء هذا البابِ تتشكل أقصى خيالات المراهقين الجنسية حقيقة ماثلة بفعل الشفاه الممتلئة والأيدي الناعمة التي تلتهم ما تطوله من الجلد البض العاري فتُعديه ويعديها بحمى الشهوة متسارعاً بلا نهاية.

ولا يحتاج عقلُكَ الذي لم يُفِقْ تماماً من أحلامه الجنسية إلى كبيرِ مدافعةٍ حتى يستجيب لتوسلاتِك بطلب رؤية ما تسمعه.

ويأمر عقلُكَ عضلاتِ يدَيكَ فتبدأ بزحزحة البابِ رويداً وريداً ... بأصابع كأصابع الجراحين ... أنملةً فأنملةً ... خوفَ انكشافِ أمرِكَ ... حتى مر شعاعُ النورِ منعكسًا عن سرير (شروق) من فُرْجَةِ الباب إلى عينِك فزدْتَ على السماع الرؤية.

بين الباب الذي يسترك إلا عينًا والسرير الملامس للجدار ترى ملابس النوم مطروحةً كيفما اتفق على الأرض، والجسدان العاريان على الفراش يلتويان في رقصة غرام تحت أشعة الظهيرة الدافئة المتسربة من خصاص النافذة.

ولو أنهما في غير هذه الحالة فلعلهما أو إحداهما أن تكون فطنَتْ لموقفك، إذ السرير موازٍ للباب الذي فتحْتَه لتوِّكَ... فلو أنَّ أختَكَ المستلقية على ظهرها التفتَتْ عن يمينِها، أو ضيفتُها الجاثمة فوقَها كفَّتْ عن مصِّ ثديي مضيفتِها والتفتتْ عن يسارِها، لرأتك إحداهما أو كلتاهما!

أما في حالتِهما هذه فهما منشغلتان بما هما فيه عن البابِ ... والواقفِ وراءَ البابِ ... والدنيا بأسرِها!

ومنظرُهما لولا جمالُه وجلالُه لحمل الرائي على الضحك لما هما فيه من جنون الشبق واستبدادِه؛ إذ لا تصيب أيٌّ منهما شيئاً من مفاتن الأخرى لحظةً إلا وألهاها عنه جاره في الإغواء والإغراء، فكأنها جائعٌ تطيش يدُه في أطباقِ وليمة فاخرةٍ فلا يأكل لقمةً من هذا اللون حتى يغريَه لونٌ آخرُ فيخطف لقمةً منه لا تلبث أن تقع من يده من فرط السرعة فلا يعبأ بها لأن عينَيه ساقَتْه لصنفٍ ثالثٍ، وهلم جراً.

أما أشدُّ أفعالهما استجلاباً للشهوة عندَكَ فالحملقةُ ونسيان التنفس. وأكثر ما يقع نكاحُ العيونِ هذا عَقِبَ كَعْمِ الأفواه بالأفواه إذ يصيرُ كلُّ فمٍ كأنه لجامٌ يكعم الفمَ الآخر ... ثم يفترق اللسانان وتتباعد الشفتان عن الشفتَينِ وخيط اللعاب بينهما، وتتماسّ أرنبتا الأنفين، وتتقابل العيونُ حينئذٍ فتتطارح حكايات الغرام وتستغرق في التعبير عن لواعج الصدر حتى ينسى الصدرُ حاجتَه للهواء!

ووقع المحظورُ لما أرادَتِ (العنود) أن تنزل بين رجلَي أختِك لِتُبْلِغَها أربها بفيها، فوجَّهَتْها لتجلس على سريرِها مستدبرةً الجدار المقابل للباب وقد جعلَتْ بعض الوسائد وراءها، ثم نزلَتْ الضيفة عن السرير وطيزها الهائل تواجه البابَ ... حتى استقرَّتْ ركبتاها على وسادة أخرى كانتْ وضعَتْها على الأرض وأراحتْ يدَيها على فخذي (شروق) وباعدَتْ بينهما، ثمشرعَتْ في التهام ما يفوح عبقُه من بين الرجلَين المنفرَجتين بنهمٍ.

ولو كان فيك بقيةٌ من تعقلٍ ولو أن دمك لم يندفع كلُّه أو أكثره للأسفلِ تاركًا مقر الإدراك في الأعلى بلا غذاء ولا أوكسجين ... لفطِنْتَ أن أختك الآن في مواجهتك ولا شك أنها ترى البابَ المزحزح وأنت وراءه.

وشغلَكَ منظرُ المؤخرة الرجراجة والرأس المهتز جيئة وذهاباً من أسفل السرير وثديا أختك الناهدَينِ بحلمتَيهما المنتصبتَين واضطرابهما مع الشهيق العميق والزفير الملتهب من فوقه.... شغلك هذا كلُّه عن النظر إلى وجهها الذي يقابل الباب، ولو فعلْتَ لرأيتَها تحدق في الباب المنفرج وتتسع ابتسامتُها شيئًا فشيئًا وهي تهزّ رأسها كأنها لا تصدق أن أخاها هذا أو أخاها ذاك لا شك هو المذنبُ بفتح الباب ليتلصص عليهما من ورائه.

ولم تفطَنْ أنت إلى ما يجري حتى وضعَتْ (شروق) يدها على كتف (العنود) لتحملها على التوقف عن لعقِ بظرِها والنظر وراءَها باتجاه الباب.

- «(ريان)! افتحِ البابَ حالاً وتعالَ هنا!!»

وهوى قلبُك بين رجلَيكَ لما بلغك أمرُها وإن كانَتِ (العنود) قد أخطأتْ في تسمية المتهم وأخذَتْ أخاها البريء بجريرتِكَ!

ولمَّا لم تستجبْ لأمرِها وعذرُكَ أنها لم تسمِّكَ باسمِكَ، قامَتِ (العنود) للباب ولم تتكلف أن تغطي عريانيتَها ولو بـ"روب" أو عباءة، ثم فتحَتْه على مصراعه فألفَتْك لدى الباب، منتصب المقدمة، محمر الوجه خجلاً، تبحث عن عذرٍ لموقفِكَ هذا فلا تجد.

- «إن كان عذرُ (ريان) أنه لا يزال مراهقًا وولع المراهقين بالتلصص والاستمناء مشهور، فما عذرك أنت يا (عماد)؟»

وضحكَتْ أختُك من سريرِها وهي ترى توبيخَك.

ولم تمهلْكَ (العنود) لتجيبَ بشيءٍ بل مدَّتْ يدها إلى أذنك وعركَتْها عركاً يسيرًا كأنها تقصد للألم المعنوي لا الجسدي، ثم سارَتْ بك إلى ركن الغرفة الأبعد عن السرير، وفي كل خطوة ترتج طيزُها من ورائها وثدياها من أمامها وكأنها تعيد تعريف جمال الأنوثة في هيئة مبجلة تقود ولا تُقاد وتأمُرُ فلا تُعصَى، حتى إذا بلغتْ بك ملتقى الجدارَين أودعَتْ ثَمَّ جسدَك حتى لامس أنفُكَ الزاوية القائمة، ثم قبضَتْ على يدَيك ووجَّهَتْهما لتتشابك أصابعُهما من وراء رأسك فانتهَيْتَ إلى منظر تحس بسببه أن عمرك قد انكمش عشر سنين دفعةً واحدةً!

وجاء دور (شروق) لتعلق على منظرك وهي تضحك:

- «هههه يا أخي الصغير، لولا مَنَامةُ البالغين هذه لحسبْتُك في أول سِنِيّ المراهقة، ولم يجد معلمُك حلاً لشقاوتك إلا أن تستقبل الفصل بمؤخرتك ووجهك إلى الجدار!»

- «معكِ حق يا (شروق)، إن ملابسَه هذه لا محل لها من الإعراب بينما كلتانا عريانة. (عماد) قد سمعْتَ أختَكَ، اخلع منامتَكَ وما يلي جسدَك من الملابس ثم ارجع مكانك مستقبل الزاوية.»

وانتظرْتَ أن تتدخل أختك شفيعةً لك عند معاقِبتِكَ فلم تأتِكَ النجدةُ المنتَظَرَةُ بل جاءتْكَ مكانَها صفعةٌ لاسعةٌ أصابَتْ منتصف مؤخرتك تماماً متبوعةً بمزيد من التوبيخ:

- «افعل ما أُمِرْتَ به أيها الشقي! السبب الوحيد في أن عقابك مقتصرٌ على الوقوف في زاوية فحسبُ هو أني لم أعاقبْكَ من قبلُ فتعلم ما تُحاذِرُ؛ لو كان المتلصص هو (ريان) لكان على حجري الآن وأنا ألهب مؤخرته بفرشاة شعري!»

وجاءك صوتُ (شروق) وهي تعابثك:

- «أوه، أهذه عقوبة (ريان) في المعتاد؟ لا شك أنها السبب في تهذيبه البالغ واحترامه لأخته. ربما عليّ أن أعتمد نظاماً تأديبياً مماثلاً لأخي الصغير أنا الأخرى ... ما رأيك يا (عماد)؟»

ولما فرغَتْ أختُك من سؤالها اللاهي، صفعَتْ ضيفتُها مؤخرتك مرة أخرى:

- «أجِبْها بينما تخلع ملابسك، وإلا فسترى (شروق) تطبيقاً عمليًا لأثر الخشب في تهذيب أخلاق الذكور عندما يرفع درجة حرارة مؤخراتهم بالاصطدام المتكرر!»

وبدأتَ بالتعري بعد هذا التهديد وأنت مستقبل الجدار لئلا تريا منك ما حقُّه السترُ. وقبل أن تبدأ في نزع بنطال المنامة تذكَّرْتَ الجزء الثاني مما يتوجب عليك فعله، فبدأتَ في الإجابة:

- «رجاءً يا (شروق)، لا داعي لفكرة العقوبات هذه!»

واستمرَّتْ أختُكَ في خلطها الجد بالهزل:

- «أتعني أنه لا داعي لاحتفاظي بفرشاة شعر مخصوصة لك، ربما أحفر عليها اسمك، وكلما نسيْتَ ما يجب عليك القيامُ به، كما هي حال معظم الصبية والشباب، جئتُ بك إلى غرفتي هذه، وجلسْتُ على سريري هذا، ثم أرقدتُك على حجري وعرَّيْتُ طيزَك وصفعْتُ تلك الطيز الخاطئة مراراً حتى تلهج بالوعود الصادقة بتفادي ما قصَّرْتَ فيه وبالتزام الطريق السويِّ؟ فكِّرْ في درجاتك في الجامعة على سبيل المثال، وكيف ستتحسن إذا كنْتَ تعلم علم اليقين أن أي تقصير في المذاكرة ستتداركه أختك بعقابٍ موجعٍ لا يدع لك سبيلاً إلا إلى فعل واجباتك والجد في دروسك وترك التراخي والتكاسل. كم أخٍ يتمنى أختًا كهذه! أختٌ لا تقتصر مساعدتُها على سؤاله في حسرةٍ عن متى سيبدأ المذاكرة في آخر الفصل الدراسي وهو يرجئ فتح كتبه يوماً فيومًا، بل تخبره خبراً يعلم صدقه: "لو لم تذاكر الفصل الأول هذه الليلة، فستنام على بطنك لأني سألهب مؤخرتك حتى لا تطيق أن تستقبل بها الفراش، فأمامك أن تبدأ المذاكرة هذه الليلة بلا عقاب أو أن تبدأها غداً بطيز محمرّة، والخيارُ لك!"، أعتقد أن كثيراً من طلبة الجامعة يتمنون في يوم إعلان النتائج لو كانت لهم أختٌ من هذا النوع ... حتى لو كان دافعهم أفلاطونيًّا بحتًا لا أثر له في انتصاب ولا خيالات جنسية!»

وكأنك ترى غمزة عينِها وهي تفجأك بهذه الجملة الأخيرة بعد خطابها البراجماتي الأولي، ثم تضيف:

- «(عماد) يا صغيري ... لماذا لا تعترف لنفسك بما تحتاج إليه ... بل وتهتاج إليه كذلك! استدرْ لي حتى أرى ... عينيك! ... فإن العيون صادقة لا تكذب في الكشف عن رغبات أصحابها»

وكأن خطبتَها القصيرة قد أصابَتْ هدفَها في مقتلٍ فلم تملك رجلاك، وما بين رجلَيك، إلا أن يستجيب للأمر فتستدير لها:

- «أترى؟ عيناك لاهجتان برغبتك في الانصياع لأوامر أختك التي لن تفعل بك شيئًا إلا وفيه مصلحتك في نهاية المطاف. أما العين العوراء التي في الأسفل هذه، فتكاد تفارق جسدك وتستقر في حجري لأفعل بها ما أشاء، فهي أطوع لي من بناني... جسدُك، وعقله بين رجليك، موافق. وعقلك، وعيناك دليلٌ على خواطره، موافق ... فهي موافقة العقل والجسم بالإجماع إذن! والآن أترك الكلمة لـ(العنود) لتكمل عقابَكَ المخفف!»

وتضحك (العنود) وتشير إليك وقد خفتَتِ الحدةُ المعتادةُ في ملامحها بعض الشيء:

- «حسنًا يا (عماد)، لقد "قُبِضَ عليك متلبسًا" برؤية ما لم تُدْعَ لرؤيته، وهذا يستحق عقوبة بالغةً ولكننا سنكتفي بتعريتك، وإيداعك هذه الزاوية، وشيءٌ ثالثٌ أشبه بالمكافآت منه بالعقوبات ولكن بالنظر إلى ما أنت عليه ... في الأسفل، فإنه عقوبة لا يصبر عليها كثير من ذوي الأزباب: سأكمل أنا وأختك ما كنا فيه قبل أن تقاطعنا وهذه المرة فستكون معنا في الغرفة ولكنك لن ترى شيئًا لأن عينَيكَ تواجهان الزاوية، ولن تلمس ... أيرَك لأن يديك معقودتان وراء رأسك. وستسمع كل شيءٍ بدون أن تتحرك حركة واحدة أو تتلفظ ببنت شفة! هذا درسٌ مناسبٌ ينهاك عن التلصص والتجسس في ظني. والآن عد بأنفك للزاوية، واعتبر نفسَك، حتى تأذن لك أختك أو آذن لك أنا بخلافه، قطعةَ أثاث مودعة في ركن الحجرة ... والجماد لا يتحرك ولا يتكلم كما تعلم!»

وحرَّكَتْكَ بلطفٍ لتعود كما كنْتَ – مقابل الجدار، عريان، ويداك وراء رأسك.

ثم عادَتْ للسريرِ فعادتِ الأصواتُ الماجنة لتملأ الغرفة وتلح عليك لتلتفت وترى ... ولكنك،_ لسببٍ لا تكاد تصدق فاعليته_، باقٍ على وضعك الذي تركَتْكَ عليه (العنود). وزبك يكاد ينفجر من وقع الأصوات في أذنيك وغزو العبق الأنثوي الساحر لخيشومِكَ.

ولما فرغتا مما هما فيه، قامَتْ لك (شروق) هذه المرة، وأدارَتْكَ لتقابلَها، وقد تركَتِ "الموقعةُ" التي كانت فيها أثرها على كل شيءٍ منها، شعراً أشعث، وجسدًا تملؤه آثار العضات والقبلات، ومهبلاً لا يزال رطبًا يفوح برائحتها الجنسية الخاصة ... ثم عانقَتْكَ فانحشر زبك في هيجانه بينك وبين بطنها الضامر وثدياها منضغطان فيما بينكما!

- «{بصوتٍ هامسٍ} إياك أن تنعظ! لقد تحدتْني هذه اللئيمة أن هذه المعانقة كافية لتفقدك ما بقي من رباطة جأش وبلوغ سيلك الزبى! ولكني أعلم أن أخي سيستطيع ضبط نفسه إذا أمرَتْه أخته بذلك ... أنت متماسكٌ حتى الآن، وإن كان في انقباض عضلاتك في حضني ما يدل على أنك تبذل مجهوداً هائلاً لتمنع نفسك من الانفجار. كل هذا مُقَدَّرٌ وسأكافئك عليه فيما بعد.»

ثم ابتعدَتْ عنك فكدْتَ تبكي من صعوبة ضبط نفسك وهي تكاتم ضحكتَها.

- «أترين يا (العنود)؟ إن أخي مضرب المثل في الطاعة وتمكنه من شهوته!»

- «كفي عن نظرة الكبر والخيلاء هذه! لو رأيتِ ما أفعله بـ(ريان) وهو على "حافة الهاوية" لساعة أو أكثر، ولا يمنعه من قذف منيِّه خارج مجال الجاذبية الأرضية إلا كلمة مني، لرأيتِ الطاعةَ على وجهِها!»

واستمرَّتْ تلك المناكفة دقائق بينهما وهما لا تباليان بتغطية جسدَيهما ليزداد عذابُك ولذتُك معاً، قبل أن يفطنا إليك ويُؤْذَنُ لك لترتدي ملابسك وتنصرف، وقبل أن تخرج من الغرفة جاءك الأمرُ القاتلُ من أختِك:

- «لا استمناء يا (عماد)! من الآن فصاعداً يدُكَ وزبُّك قطبا مغناطيس من الشحنة نفسها! لو وجدْتُك مطيعاً ومجتهداً فيما أكلفك به فسأبلغك شهوتك بنفسي. فيما عدا ذلك فأي إثارة جنسية تفضي إلى اندفاق المني ستعاقب عليها عقاباً عسيراً!»

ولم تدْرِ كيف تجيبها ... ولكن لسانك أجاب من تلقاء نفسه:

- «حاضر يا (شروق)!»

ثم خرجْتَ فألفَيْتَ (ريان) واقفاً قريباً من باب أختَيهِ ومنظرُه يشي بأنه قد سمع كثيرًا مما تسرب من الغرفة المغلقة، ولما رآك انسحب من الصالة إلى غرفته وأغلق بابَها في خفةٍ قبل أن تسأله أو يسألك عن شيءٍ!


***

على مدار اليوم، لم تفلح أختُكَ في تخفيف حدة الغربة التي تفشَّتْ في أرجاء الشقة بين جميع الأطراف بلا استثناء، وإن كانَتْ دعاباتها ومعابثتها لهذا أو ذاك تُنتِج ابتسامة هنا وضحكةً هناك، ولكن الأجواء ما تلبث أن تتلبد بعدها مباشرة. وكان الأمرُ من الوضوح حتى انتبه له أبوكَ وإن لم يدرِ سببَه.

وجاء الاقتراحُ من أبيك بأن تذهبوا أربعتَكم للعشاء في أحد المطاعم السريعة المجاورة تلك الليلة. ورفض أن يصاحبكم في رحلتكم تلك؛ لـ"يخلو الجوُّ للشباب" من جهة، ولأن عليه النوم مبكراً حتى يذهب لعمله في البنك في الصباح الباكر من جهة أخرى، فوافقتم.

ولما استقرَّ جمعُكُمْ في أبعد طاولة في المطعم عن مدخله، ولم يكن ثمة زحامٍ لحسن الحظ فصرتم معزولين أو كالمعزولين في ركن يلامس الحائط الزجاجي المطل على الطريق، بدأتْ أختُكَ بالكلام وهي تتخلى عن هزلِها المعتاد وتعتدل في جلستِها، لتبدأ مناقشةٌ مطوَّلةٌ موضوعها ما حدث في الظهيرة وما سيكون عليه الأمرُ في القادم من الأيام.

- «ما جرى اليومَ لم يكنْ على ترتيبٍ من أيٍّ منا، ولكني لا أخفي سروري بأنه قد حدث، لأنه لم يُبْقِ لنا خياراً إلا أن نكشف كلَّ أوراقِنا أمام بعضِنا البعضَ، ونتخلى عن الأسرار وما تنتجه من كبتٍ وتحسرٍ. هل لدى أحدٍ اعتراضٌ حتى الآن؟»

وتهزُّ أنت وأخوك وأختُه رءوسكم نفيًا، فتكمل (شروق) كلمتَها وتقول:


الخيار الخامس:

أ - "وربما علينا أن نبدأ من النهايات ... أو ما فعله (عماد) بـ"نهايتي" أنا و(العنود) للدقة!"
ب - "وربما علينا أن نبدأ من البداية ... وما حدث بيني وبين (العنود) أولاً."
جـ - "وربما علينا أن نبدأ من المنتصف ... من لحظة تلصص الإخوة الصغار على الأخوات الكبريات!"


(أ)
- «وربما علينا أن نبدأ من النهايات ... أو ما فعله (عماد) بـ"نهايتي" أنا و(العنود) للدقة!»

وقاطعَتْها (العنودُ) في حدةٍ:

- «لا تصوري الأمرَ كأنه مشهد من مسرحية ساخرة. لقد كان هذا تجاوزاً من أخيكِ حقه الاعتذار وطلب المغفرة!»

وردَّتْ عليها أختُكَ وهي تخلط الجد بالعبث كعادتِها:

- «لا أدري إن كان وصفه بالتجاوز دقيقًا ... لقد فعل بكِ ما فعله نتيجةً عن تقبيلِكِ لي بينما أنا أحاول التملص منكِ، وهذا في حد ذاته كافٍ لاستدعاء عقوبة جسدية ... يُضافُ إليه أنكِ فعلتِه أمام أخي كنوعٍ من استعراض القوة بمعناها الذكوريّ البغيض إن جاز لي أن أقتبس مصطلحاتكِ ولسانُ حالكِ أنكِ تذلينه بالتمكن من عواطف أخته، وربما لو لم يكن في الصورة لما اهتمَمْتِ بمطارحتي الغرامَ ابتداءً فأنا عندكِ أداةٌ لإظهار فحولتك لا غير!»

ولم تملك (العنود) نفسَها بإزاء التهمة الذكورية الفاقعة:

- «(شروق)! أنت تعلمين أن هذا غيرُ صحيح!! من سابع المستحيلات أن أقلل من قدر عاطفة وميول امرأة أخرى بهذا الشكل ... لقد كان ردُّ فعلي بتقبيلكِ أمام أخيك عفوياً بحتاً!»

- «وكذلك كان ردُّ فعلي يا (العنود)! كلانا لو عاد به الزمن لتريّثَ وأحجم وسأل قبل أن يُقْدِم ... أنتِ بإزاء تقبيل أختي، وأنا بإزاء عقابكِ وإياها.»

وتورَّد خداها لما جاء ذكرُ العقابِ وتقلقلَتْ في مقعدها وكأن الألم قد عاودها بمجرد ذكر مصدره، ولكنها كتمَتْ سريرتَها وزمزمت بغضبٍ!

وبقي أن يخذلها أخوها هو الآخرُ ففعل!

- «هذه المرة الأولى التي أراكِ تعترفين فيها بارتكابك أي خطأ يا أختي الكبيرة ... عفوياً أو غيرَ عفويٍّ – هذا إنجازٌ يُحْسَبُ للفريق المشكل من (شروق) و(عماد) هنا!»

وضحكْتَ أنت و(شروق) بينما (العنود) ترمق أخاها بنظرة نارية. وعادَتْ (شروق) للجد ... مؤقتاً:

- «حسناً، حسنًا لنعُدْ لأجواء المصارحة التي كنا فيها. أنا شخصياً كنتُ أعلم عن نفسي أني أميل للنساء كما أميل للرجال ... »

وقاطعها (ريان) معابثاً:

- «ما الذي تعنيه كلمة "أميل" هنا، حتى نضبط المصطلح؟»

- «تعني الشهوة المتقدة للحس بظر النساء ومص زب الرجال بالقدرِ نفسه أيها المشاغب!»

ورفع (ريانُ) يديه مستسلماً وقد كان ينوي أن يحرجها فأحرجَتْه هي، وأكملَتْ (شروق) اعترافَها:

- « ما لم أكن أعرفه من نفسي حتى حدث ما حدث اليومُ هو أنني لا أمانع ... بل لا أمانع على الإطلاق أنْ ... أنْ يتناولني أخي بتأديبٍ إذا دعَتْ لذلك الضرورة!»

واستغل (ريان) هذه الفرصة لينتقم من إحراجها إياه:

- «و"تأديب" هنا تعني وضعك في حجره وصفع مؤخرتكِ، أليس كذلك؟ أم هل تُراها تعني تقييدكِ على **** القديس أندراوس وجلدكِ بالسياط؟ ثم قبل هذين السؤالَينِ في الأهمية: هل المقصود بأخيكِ هنا كلا أخويكِ أم أحدهما فحسبُ؟»

وللمرة الأولى منذ زمنٍ بعيدٍ احمرَّتْ (شروق) خجلاً على وقع وابل الأسئلة المحرجة، ولم تُجِبْ بشيءٍ، بل أشارَتْ إليكَ في إجابة على السؤال الأخير. واستمرَّ (ريان) في معابثة أخته الكبرى:

- «ولِمَ يعاقبكِ هو ولا أعاقبكِ أنا؟ ... إذا دعَتْ لذلك الضرورةُ بالطبع.»

وتدخلْتَ أنت لنجدة أختِكَ:

- «ربما لأنك أصغرُ منها بثلاث سنوات يا أخي، بينما أنا أصغر منها بدقائق! على أية حالٍ فلنعُدْ لأجواء الاعترافاتِ هذه، هل تريدين أن تضيفي شيئاً يا (شروق)؟ »

وكان الخجلُ قد بلغ بها أن دفنَتْ وجهَها بين يديها، فاكتفَتْ بهز رأسِها نفياً.

- «حسناً فلننتقل لشخص آخر. السيداتُ أولاً. فلتشاركينا أسرارَكِ يا (العنود) ... في أجواء متفهمة تحترمك كامرأة ولا تنكر عليكِ حقَّكِ في طلب المُتَعِ في الوقتِ نفسه.»

ورأيْتَها تقلِّبُ أفكارها وكأنها تزن عواقب الإقدام والإحجام ... ثم انتهَتْ إلى قرارٍ فأجابَتْ:

- «ما قالته (شروق) ينطبق عليَّ كذلك ... ولكن فيما يتعلق بـ ... بما فعلْتَه اليوم، فلا بد من موافقتي المسبقة وبشرط أن تكف عما تفعله إذا قلْتُ لك أن تكف عنه!»

هزَزْتَ أنت رأسك في تفهم، وقلْتَ:

- «ماذا عن كلمة أمانٍ كما تُسَمَّى بالإنجليزية. لو كانَتْ رسالتُكِ كما فهمْتُها فلعلكِ يروق لكِ أن تتظاهري بأن ما يحدث ليس برضاكِ وأن لي أن أعاقبَكِ كما أشاء ... فتكون كلمة الأمان هذه كالكلمة السرية متى تلفظْتِ بها علمْتُ أنك ترغبين في إنهاء عقابكِ جدًا لا تظاهرًا، وما عدا ذلك من ألفاظ الاعتراض وطلب الصفح والمغفرة فجزءٌ مما تشتهيه وأفعله بك. كيف حال مؤخرتِكِ بالمناسبة؟ أرجو ألا أكون قد بالغْتُ في إيلامِها!»

وخفتَتْ حدةُ (العنود) أضعافاً وهي تسمع ردَّكَ عليها ثم سؤالَكَ لها، حتى ظهر لكَ منها منظرٌ لا عهد لكَ به، وأجابَتْكَ في رقةٍ غير مألوفةٍ:

- «كلمة أمانٍ ... هذا مثاليٌّ ... وشكراً على السؤال عن ... عني ... هي بخير ... أعني أنا بخيرٍ .. شكراً.»

وابتسمْتَ لها فابتسمَتْ لك في خجلٍ، و(ريان) يهز رأسه غيرَ مصدقٍ لتلك الأنوثة المتفجرة من أخته والتي لم يرَها من قبلُ.

وبلغه الدورُ في الاعتراف فبُهِتَ:

- «لا شيء لأقوله حقيقةً. أنا لا أميل للذكور كما أميل للنساء. وقطعاً لا أرغب في تلقي عقاب أحدٍ. لا أسرارَ هنا!»

وكان هذا دورُ (شروق) لتفيق من حيائها وتعود لطبيعتها المعابثة:

- «(ريان)؟»

- «ماذا؟»

- «عادةُ الرجال في بلادنا العربية أنهم لا يبصرون أختهم تتطارح السحاق مع أختهم الأخرى ويصفع طيزَهما أخو هذه ورجلٌ غريبٌ عن هذه، ثم يستمرون فيما هم عليه بدون أنْ ... تطرأ لهم أفكارٌ بغيضة من عينة "لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى" إلى آخر البيتِ! ... هل أنت واثقٌ أنه لا أسرارَ تريد أن تتشاركها معنا؟»

ونظرْتَ أنت إليه تطمئنه أنه لن يهزأ أحدٌ بأحدٍ ... إلا إذا كانَتْ هذه رغبةَ الطرفين!

- «حسنًا ... ربما يروق لي رؤية ما رأيْتُ آخرَ مراحلِه هذا الصباح مرة أخرى!»

واستمرَّتْ أختُك في انتقامِها عابثةً:

- «دعْنا نضبط المصطلحات هنا ... "ربما يروق لك مرة أخرى" بمعنى لقد قضيْتَ ليالٍ طوالاً تفرك قضيبك حتى يغطي منيُّك بطنَك متخيلاً منظر أختك هذه وأختك تلك وهما تحت رجالٍ طوالٍ عُرضانٍ يوسعونهما نيكاً؟»

ونظر لها (ريان) نظرة واحدة بوجهه قاسي الملاح فكفَّتْ عن مشاغبتها إياه في الحال ثم ضحك فزال عنها الخوفُ الذي شلَّ حركتَها للحظة.

- «حسناً، حسناً ... لا داعي لنظرة الهرة المذعورة تلك! الحق أن ما وصفتِه يروق لي في ذاته... لولا أن فيه رجالاً يستغلون أختي التي لا يعنيهم أمرُها في شيء إلا على قدر ما يقضون منها أربهم ... وهذا ما لن أسمح به بحالٍ. أما إن استبدلْتِ بهؤلاء الرجال أقاربها أو أقاربي من أولي العقول والتهذيب من الرجال، أو الصاحبات من النساء، فنَعَمْ ... هذا يروق لي ولا أرى فيه ضيرًا فأنا أسمح به.»

وبدا واضحًا أن أخاك يعني ما يقوله من تهديدٍ مبطَّنٍ، وعيناه تخترقان العيون الأنثوية أمامه حتى هزَّتْ أختاه الكبيرتان رأسَيهما في سمع وطاعةٍ ولسان حالهما: لا غرباء ولا رجالٌ منعدمو التهذيب. فابتسم (ريان) وعاد لطبيعته المتبسطة، وأشار لك:

- «لم يبقَ غيرُكَ يا (عماد).»

- «شكراً يا (ريان). وأنا أيضاً لا أميلُ للذكور ... ولا لأكثر النساء لو أردْنا الدقة، ولكن هذا مفهومٌ بداهةً ... ويروق، أو يلذ، أو يثير معاني الشهوة فيَّ ... حتى نضبط المصطلح! ... أن أرى أثر يديّ وغيرهما من أدوات العقاب على جسد من اشتهيها ... وأن أرى في عينيها النزر اليسير من الخوف ممزوجاً بقدر لا بأس به من الألم ويتخلل هذا كله ويغطيه نارُ الشهوة والرغبة ... ثم أفعل بها وقد خضعَتْ لي ما تفعله الذكور بالإناث من قديم الزمان! ولا أمانع أن يطلع الموثوق بهم من الرجال ومعظم النساء على ذلك كله.»

وأمَّن أخوكَ على كلامك بهزة رأسٍ، وأختك وأخته تحملقان في الطاولة بلا حراك وهما تتصوران نفسَيهما المعنيتَينِ بالوصف. ثم مدَّتْ (شروق) يدها أمام وجهها وراحت بها وجاءت كأنها مروحة يد، ونظرَتْ لك (العنود) وهي لا تزال منكسة الرأس من تحت رموش طوالٍ وابتسمَتْ!

ثم نظرَتْ وراءك وقد أزالَتْ عن ملامحها الأنوثة المفرطة والإغراء، فالتفتَّ بالتفاتِها لترى ما حملها على ذاك.



(ب)
- «وربما علينا أن نبدأ من البداية ... وما حدث بيني وبين (العنود) أولاً.»

وأضافَتْ (العنودُ) وقد عدَتْها أختُك بهزلها ومعابثتِها:

- «وقاطَعَنا ونحن في خضمه الأخوان الصغيران هذان.»

وردَّ (ريان) على الاتهام بالنيابة عنك:

- «ولو لم نفعل نحن الاثنان، لكان أبو (شروق) يوسعكما ضرباً بالحزام حتى الآن!»

وأجابتْه (شروق) ضاحكةً:

- «إن أبي لا يؤذي ذبابة! ولكن فكرة رؤيته لنا على تلك الحال مخيفة على الرغم من ذلك. ولنعد للجد: ابتداءً، أنا أميل جنسيًا للنساء ... وللذكور كذلك، ولكن النساء أجمل بالطبع ... ولا يسعني إلا أن أشكر أخوي الاثنين على تفهمهما المقدَّرِ لحقيقة ميولي الجنسية ومشاركتهما في إخفاء الأمر عن أبي. شكراً، شكراً!»

ورفعْتَ أنت يدك معترضاً:

- «دعينا لا نستبقِ الأحداث هنا! لقد فوجئتُ بما رأيتُه، وحتى الآن لم أحكم فيه بشيءٍ فلا تشكريني على شيء لم يقع بعد!»

وأمَّنَ (ريان) على كلامك:

- «جانبٌ مني يرغب في توبيخكما على ما فعلتماه، على الأقل على التوقيت والمكان واحتمالية الفضيحة ... وجانبٌ آخرُ يرى أنه لا ضرر فعليًّا قد حدث ... حتى بالمفاهيم الذكورية التقليدية، لا أعتقد أن السحاق على القدر نفسه من الخطورة قياساً باللواط أو حتى بالجنس المغاير!»

ورجع لك الكلامُ:

- «وما ددممْنا في جولة المصارحة هذه، فأنا أعترف أن وقعَ المنظر عليَّ لم يكن... أخويًا بحتًا! هذا في ظني يحرمني الحق من التظاهر بالتسامي الأخلاقي والانضباط إلى حد بعيد!»

وانتظرْتَ أن يعضدك أخوك فلم يفعل! واستغلَّتْ أختُك الموقف فبلغتِ المدى في المعابثة:

- «وهذا يجعل حظنا جميعاً في التقليدية صفرًا. أنا و(العنود) سحاقيتان، و(عماد) له ولعٌ بزنا المحاارم، و(ريان) شاذ!»

وساقَتْ جملتُها الأخيرةُ (ريان) إلى حيث أرادَتْ فاعترف على غير قصدٍ:

- «شاذ؟! لقد تمالكْتُ نفسي بالكاد من منظركما هذا الصـ -»

- «آهاه! فكلاكما إذن مصابٌ بداء الميل الجنسي لأخته الكبرى. يا للدناءة!»

والتقطَتْ (العنود) طرف المؤامرة ووصلَتْ كلام (شروق):

- «هذا يفسر أين تضيع ملابسي الداخلي طيلة الوقت! (ريان) أنت مدين لي بقيمة كل ملابسي الداخلية الضائعة مضافاً إليها ضريبة الشم والتذوق 400 في المئة!»

- «على ذكر الملابس الداخلية، عندما كنت ... أخرج ما دخل منها في تجويف مؤخرتي هذا الصباح بعد أن قاطعَنا هذان الشقيان، والتفتُّ ورائي رأيت عين (عماد) تتابع القماش كأنه يتمنى لو كان مكانه غائصاً بين فلقتي طيزي. يبدو أن اشتهاء الأخوات واشتهاء ملابس الأخوات الداخلية متلازمان!»

وبادرْتَهما بالكلام قبل أن تستمرا إلى ما لا نهاية!

- «حسناً، حسناً. الفكرة قد وصلَتْ. لا أنتما ملومتان، ولا نحن. كلنا في الهمِّ شَرْقٌ. فلنرجع إلى المربع الأول. ما الذي يفترض بنا أن نفعله الآن؟»

وردَّتْ (العنودُ) قبل أن تمنع نفسَها:

- «هل يمكن أن نرى (عماد) يقبل (ريان) من فمه؟»

ونظرتم جميعاً إلى (العنود) وكأنها قادمة من المريخ، فاحمرَّتْ خجلاً:

- «لقد ظنَنْتُ أننا نتبادل أسرارَنا! أنا مترجمة في منتديات نسوانجيالـ"بوي لاف" [الحب الغلماني] بالعربية، وكم تمنَّيْتُ أن أرى قُبلة بين رَجُلَينِ على أرض الواقع!»

وكتمَتْ (شروق) ضحكتَها قبل أن تعاضد صاحبتَها:

- «حتى لو كان كلاكما لا يميل جنسياً للذكور، فعليكما أن تستجيبا لطلب (العنود) من باب رد الدَّين لملايين النساء اللواتي تبادلْنَ القبلاتِ بطلب أزواجهنّ وعشاقهنَّ وهن مغايرات جنسياً!»

ونظرْتَ أنت إليهما في دهشة:

- «لن يُقَبّل أحدٌ أحدًا لأن شخصاً ثالثاً يرغب في رؤية هذا المشهد. أبَدَلاً من القضاء على تشييء النساء، يكون الحلُّ تشييءَ الرجال كذلك؟!»

وقبضَتْ (العنود) على شفتها السفلى وهي تضم رجلَيها في شهوة:

- «هل تشييءُ الرجال يشمل أن تودعهم أمهاتُهم نوادي رياضية تعمل على إكسابهم بنية جسدية قوية، ثم يقوم المدرب بفحص ما اكتسبوه من عضلات بتعريتهم والقبض على صدورهم وبطونهم ومؤخراتهم وأفخاذهم؟»

ورفعَتْ (شروق) صوتَها وهي تجاريها بحماس:

- «ومَنْ لم يحرز التقدم المطلوب ينام على حصان المقابض ويصفع زملاؤه مؤخرته؟ لقد قرأتُ هذه القصة المصورة اليابانية على الإنترنت من قبل!»

وأوقف (ريان) هذا الحوار قبل أن يتشعب:

- «ابتداءً دعونا نرجع لنقطة نظام: لا أحد سيفعل شيئاً لا يرغب فيه ... ولو كان ذلك إرضاءً لرغباتٍ ما تَلَذُّ لشخص آخر. ويُضافُ إلى ذلك أيضاً عدمُ القيام بأي فعل يحتمل أن يراه أو يسمعه أو يدرك حدوثَه شخصٌ ثالثٌ لا يرغب في الاطلاع عليه.»

وأضفْتَ أنت:

- «بالضبط، وما فعلتماه في غرفتَيكما هذا الصباح يندرج تحت بند اطلاع شخص ثالث، ولا أعني أبي فحسب، فقد كان من الممكن أن ينطبق هذا الوصف عليّ أو على أخي كذلك، على فعلٍ جنسيٍّ لا يرغب في الاطلاع عليه أو السماع به أو رؤيته.»

- «لا قبلات بينك وبين (عماد) إذن؟»

ردَّ عليها أخوها بسخطٍ:

- «(العنود)! اطردي هذه الأفكار عن ذهنك!»

وتدخلَتْ (شروق) بعقلها الماكر:

- «ماذا إذا جازيناكما عليها جزاءً عظيماً؟ قبِّلْ أخاك فماً لفمٍ، وسأنتقل أنا ثم (العنود) إلى الحمام على الفور ونخلع ملابسنا الداخلية ونمنحها لكما لتفعلا بها ما شئتما!»

- «(شروق)! لا تحرضيها على هذه الأفكار!»

- «فكِّرا في الأمر ... مكانٌ عامٌ كهذا، مطل على الطريق، ستجلس فيه أختاكما بدون ملابس داخلية تحت البنطلون، وتحكان طيزهما على المقعد، ولا يفصل بين المهبل الحار والكرسي البارد سوى طبقة ... واحدة ... رقيييقة من الملابس، وفي يد كل منكما قطعة ملابس أخرى أكثر رقة كانت حتى وقت قريب مستترة عن الأعين ملاصقة للبظر والمهبل والردفين وما بينهما، ثم يقبض كل منكما عليها بيده حتى لا يراها الجمهور ويقربها إلى أنفه ويستنشق عبقها الأنثوي الساحر ... بينما صاحبة العبق المشموم تفرك حرَها في المقعد أسرع وأسرع وأسرع!»

بدأ كلامُها الماجنُ يؤتي ثمارَه، ورأيتَ أخاك وهو يحرك يده لبنطاله ليصلح من الزحام الناشئ عن انتفاخ أيره، ثم قال في حياءٍ:

- «ماذا إذا ...»

- «(ريان)! لا تفكر مجرد تفكيرٍ في مجاراتهما!»

- «إنه أسود وواجهته على شكل المثلث، وخلفيته على هيئة فراشة تلتقي عندها ثلاثة أربطة دقيقة من النسيج؛ اثنان من الجانبَين وواحد من الأسفل، وهذا الواحد السفلي غائص الآن بين شفرتَي فرجي وسيزداد غوصاً وبللًا بسوائل مهبلي إذا قبلتما بعضكما!»

وبلغ (ريان) مبلغًا منكراً من الهيجان:

- «هذا استخدامٌ مفرطٌ للقوة يستدعي تدخل الأمم المتحدة! (عماد) يا أخي .. إنها قبلة وستمضى لشأنها!»

وتحاول أن تثبتَه وأنت بحاجة إلى من يُثَبِّتُك:

- «(ريان) استمر في المقاومة، لا تدع الإناث تسوق الذكور من أيورها كما تساق الغنم! نحن أقوى من هذا يا أخي!»

وقالَتْ (شروق) في براءة طفولية:

- «أوه ما هذا؟»

ثم نزلَتْ بيدها رويداً والأعين تتبعها حتى غابَتْ تحت الطاولة، وإن بدا من انبساط مرفقها وجهة ذراعها أن هذه اليد ملاصقة لفرجها من خارج الملابس أو من داخلها! ثم ابتدأتْ في تحريك تلك الذراع وهي تعلق عيناها بعينَيك، فيما لا شك أنه "جريمة" استمناء متكاملة الأركان، ثم أخرجَتْ يدها من تحت الطاولة لزجة يفوح منها عبيرٌ لا يصبر عليه رجلٌ. ثم وضعَتْ تلك اليد بعينها تحت أنفك، فلم تملك نفسكَ وفتحتَ فمكَ لتلعقها فسحبَتْها قبل أن يصِلَها فمُك:

- «قبِّلْ (ريان) أولاً، ثم هذه حلواؤك بعد ذلك!»

ونظرْتَ إلى (ريان) ونظر إليك، ثم نظرتما وراءكما فلم تجدا أحدًا يعبأ بكما، ولكن الخطر قائم!

وأدارَتْ (شروق) عينيها ثم نصحتكما:

- «تظاهرا بالانصراف ثم سلما على بعضكما وقبل خده ... كما يفعل الذكور عند اللقاء والوداع، لكن هذه المرة اقترب أكثر وأكثر ... ثم افعل المتفق عليه!»

- «حسناً يا (ريان)، أراك على خيرٍ يا أخي، سأنصرف الآن كما ترى من نهوضي من الكرسي، وهذا سلام، وهذه قبلة على الخد الأيسر ثم في طريقي إلى الخد الأيمـ -»

ولم يدع أخوكَ نقدًا لمنتقد ففتح فمه في طريقه بين الخدين وقبلك كأنك .... امرأة! ثم عاد للجلوس كأن نية الانصراف الكاذبة قد تبخَّرَتْ، فجلسْتَ بجلوسه.

و(شروق) تكتم ضحكتَها ولا تخفي إعجابَها و(العنود) تكاد تطير فرحةً أو شهوةً أو مزيجاً من هذا وذاك، ثم أغراها الطمعُ:

- «واحدةٌ أخرى! أنا لم أرَ بشكل جيدٍ!»

- «لا!!!»

جاءَ ردُّك وردُّ (ريان) متزامناً وصارخًا، حتى نظر إليكما بعض رواد المطعم!

وقرَّبَتْ (شروق) إصبعَيها من فمك فالتقمْتَهما على عجلٍ، ولم تُخَلِّ سبيلَهما حتى ضحكَتْ أختُك وجذبَتْ يدَها من فمِكَ برفقٍ. و(ريان) يرى المنظر ويتمنى لو كان مكانَكَ. ثم نظر إلى أخته وقال:

- «هل سأرى تلك الفراشة السوداء الآن؟»

وعابثَتْه أختُه وهي تدافع الخجل:

- «ربما نرجئ ذلك حتى نعود للبيت؟ ما رأيكِ يا (شروق)؟»

وتظاهرَتْ أختُكَ بالتفكير وهي ترى عبوسَك أنت و(ريان)، ثم ضحكَتْ:

- «لا، لا داعي للإرجاء. لقد فعلا ما طلبناه وحان وقتُ مكافأتِهما. هل ستذهبين أولاً أم أذهب أنا؟»

ولما كانَتِ (العنودُ) أبعد عن النافذة وأقرب للممر بين الموائد فقد قرَّرَتِ الذهابَ إلى الحمام قبل (شروق).

وقامَتْ وكل العيون تتبع بنطالها الجينز الضيق، وتحاول بلا جدوى استكشاف حواف ما تحته فتفشل، ثم يتذكر الجميعُ أنها بصدد أن تخلعه على أية حالٍ فتكف عن المحاولة.

ولما بقي ثلاثتُكم على الطاولة، نظرَتْ إليك أختُك في مزيج من الشقاوة والأسف، وقالَتْ:

- «خلافاً لـ(العنود)، فأنا لا أرتدي ما يُخْلَعُ تحت بنطالي، فلا معنى لذهابي لدورة المياه عندما تعود هي!»

وسبقك (ريان) في اتهامها بإخفاء الحقيقة:

- «أو أنك ببساطة تريدين التهرب من الوفاء بوعدِكِ!»

- «(ريان) محقّ! منذ متى وأنتِ تخرجين من البيت بلا ملابس داخلية؟»

واستمرَّتْ أختُك في المجون والعبث:

- «ومَنْ أدراك بما أرتديه تحت الملابس؟ لعلي لم أخرج من البيت وتحت ثيابي ملابس داخلية منذ سنين! أم تُراك كنت تسترق النظراتِ تحت تنوراتي؟»

وتراجعْتَ أنت بعد الاتهام الأخير مستسلماً:

- «لا شيء من هذا القبيل. ولكنه تخمينٌ عقلانيٌّ، ما الذي يحمل فتاة مهذبة مثلك على هذا الفعل الفاضح!»

فأجابتْكَ بكلامٍ يقطرُ عسلاً:

- «ومَنْ قال أني فتاة مهذبة يا (عماد)؟ ... لعلي من النوع الآخر من الفتيات ... النوع الذي يمارس الاستمناء في أماكن عامة على مرأى الناس وهم غافلون عما يجري، وحتى لو أدرك واحدٌ أو اثنان حقيقة ما تفعله هذه الفتاة التي ظاهرها التهذيبُ من الاحتكاك بالمقعد والارتعاش وضم الرجلين في نشوةٍ، حتى لو فهموا مغزى ذلك فماذا تُراهم يفعلون على أية حالٍ؟ أيبلغون الشرطة لتقبض عليها؟ أم يستمتعون بالمنظر ثم يكملون يومهم منبسطي الأسارير؟»

وعادَتِ (العنود) للطاولة وهي ترتقب أن تتعلق بها كلُّ العيونِ انتظاراً لقدومها، فإذا عيناكَ وعينا أخيك معلقتان بـ(شروق) بدلاً من ذلك! وساءها ذلك شيئاً يسيراً، فمدَّتْ ما كانَتْ تقبض يدُها اليمنى عليه، فتدلى من بين سبابتها وإبهامها أمامكما، أسودَ هفهافًا، وقالَتْ:

- «هل يرغبُ أحدٌ في هذا أم أعود أدراجي لأرتديه مرة أخرى؟»

وسبقَتْكَ يدُ (ريان) بجزءٍ من الثانية فخطفَتْ ما كان يستر عورة أخته وألصقه بأنفه يشمه حتى انتفخَتْ رئتاه بالهواء، وكأنه كان يكتم أنفاسه دقيقة كاملة قبل أن يمسك به. وتوجهَتْ أختُه بالكلام إلى أختكَ:

- «دورُكِ يا حبيبتي، دعينا نرى (عماد) يفعل بملابسك الداخلية مثلما يفعل أخوه! سيكون منظرهما مضحكاً!»

وجاءها ردُّ أخيها أخنف من أثر انحباس الصوت تحت القماش الأسود الذي يغطي فمه وأنفه:

- «هذه هي قطعة الملابس الحميمية الأنثوية الوحيدة على هذه الطاولة، وقد ظفرْتُ بها أنا!»

ثم غاص مرة أخرى في شم رائحة أخته الخاصة منشغلاً بها عما حولَه، وقطَّبَتِ (العنود) وهي تجلس إلى جوار (شروق):

- «ما معنى هذا؟»

- «أنا آسفة يا (العنود)، ربما كان عليّ أن أصارحكِ ابتداءً بأني لا أرتدي شيئًا تحت بنطالي القطني هذا!»

وبدا عدمُ التصديق واضحاً في عينيها وشيءٌ غيرُ قليلٍ من الشعور بالخيانة، فخطرَتْ لأختكَ فكرة شيطانية:

- «هل تريدين إثباتاً يا عزيزتي؟»

وانتقلتِ النظرةُ الماكرةُ من ذات الشعر القصير إلى ذات الشعر الفاحم الضافي:

- «إثباتاً من الأمام أم إثباتاً من الخلف؟»

- «الأمرُ إليكِ يا حلوة!»

- «فكذلك إذن يا مشاغبة! اتكئي بمرفقَيكِ على الطاولة كأنك تدرسين تفاصيلها، وإذا شعرْتِ ببنطالك يتزحزح من ورائك وإحدى الأيدي تتسرب داخلَه، لتستكشف حقيقة ما يستر أو لا يستر طيزك ومهبلك، فلا تخشي شيئاً؛ إذ هذه يدي أنا!»

ومالَتْ (شروق) على الطاولة كما أُمِرَتْ، وعيناها في عينيك ثم غمزَتْ لك وهي تضحك، بينما يدُ (العنود) تستكشف على مهلٍ أسرار ما يخفيه بنطالُها من ورائها.

- «إمم، إمممم، أنا لم أشبعْ من ملمس هذه الطيز منذ الصباح!»

- «آآآه ... كلُّ شيءٍ في وقته يا عزيزتي. والآن أخبري الولَدَين المحملقين أمامَنا أني صادقةٌ في دعواي!»

- «(ريان)، (عماد) ... تداركا لعابَكما ابتداءً ... ثم اعلما أنَّ (شروق) كانتْ تخبركما الحقيقة؛ لا شيء يستر عورةَ هذه الشقية سوى بنطالِها الخارجي فحسب!»

ثمَّ سحبَتْ (العنود) يدَها في عجلة شديدة، وزال عن (شروق) ملامح الهزل والشهوة وعادَتْ للاستواء على كرسيِّها في لحظة، ونظرْتَ أنت وراءَك لترى ما حملَهما على ذلك.



(جـ)
- « وربما علينا أن نبدأ من المنتصف ... من لحظة تلصص الإخوة الصغار على الأخوات الكبريات!»

ثم نظرَتِ (العنودُ) لأخيها في مكرٍ ووبَّخَتْه:

- «وأنت مقصودٌ بهذه الجملة كذلك؛ لا تحسب يا صغيري أننا لم نفطن لصوت إغلاق بابِك بعدما خرج (عماد) من غرفتِنا. جُرْمُك أقلُّ من جرم أخيك الكبير، لأنك اقتصرْتَ على السماع من وراء ٍ، وأزال هو ال ليشاهد ما تفعله أختُه وأختُكَ ... لكن هذا لا ينفي أنك أخطأتَ وأنك ستعاقَبُ ... في الوقت المناسب!»

وعلى الرغم من ملامح أخيكَ المهيبة، فقد أطرق خجلاً ولم يجِبْ على أخته بشيءٍ، ورجع الكلامُ لأختكَ:

- «أما وقد فرغنا من ذلك، فسأبدأ أنا بالاعتراف بأسراري التي كنْتُ حتى وقتٍ قريبٍ أخفيها عن كل أحدٍ ... باستثناء آلاف الأعضاء على أحد المواقع الإلكترونية، ولكن هؤلاء لا يعرفون اسمي الحقيقي ولا صورتي! ... أولاً: أنا مزدوجة الميول الجنسية ... أقدر جمال النساء والرجال بالقدر نفسه. ثانياً: أنا مزدوجة الميول المسيطرة كذلك، أشتهي أن أكون قليلة الحيلة بين يدي رجل أو امرأة أثق ثقة مطلقة فيهما فيفعلان بي ما يحلو لهما ... بحدودٍ بالطبع، وبالقدر نفسه أشتهي أن أكون أنا من تسيطر وتتحكم في رجال ونساء يثقون بي ويلذ لهم أن أفعل بهم ما يحلو لي. ثالثاً: فيما يتعلق بهذين الشقيين هنا، فأنا لا أمانع، على الرغم من كونهما أخوَين لي، أن أعاقبهما وأكافئهما كما كنْتُ لأعاقب وأكافئ الأغراب من الرجال. دورُكِ يا (العنود).»

- «شكرًا يا (شروق). أسراري لا تختلف كثيراً عن أسرارِكِ. ربما باستثناء جزئية الخضوع لرجال ونساء هذه، في حقي أنا فأنا لا أكاد أطيق تصور خضوعي لرجل ... بل خضوعي مقصور على النساء بصورة شبه مطلقة. أيضاً فيما يتعلق بالأقارب، أو المحاارم كما نسميهم في هذه المنطقة، فأنا لا أمانع أن أشملهم بتصوراتي الجنسية فحسب، بل أعترف أني أجد لذة مضاعفة في رؤيتهم، وبخاصة الرجال منهم، يتلوَّوَن ألماً ثم يرتجفون نشوةً تحتي وبأمري، ويسلمون زمامهم لي لا شهوانيةً فحسبُ بل يقيناً منهم أن ائتمارَهم بأمري وخضوعَهم لي أصلح لهم وأنفع.»

- «(عماد)، الدورُ عليك. ثم سنختم بأخيك الصغير بعد ذلك.»

ونظر ثلاثتُهم إليك، فبلعْتَ ريقَك ثم قلْتَ:

- «كل هذا ... قد حدث فجأة بالنسبة لي. ما جرى هذا الصباح ... لا يسعني أن أنكر أنه مثير ومشوق، ولكني لا زلْتُ أرغب في التريث في استكشاف ما أرغب فيه وما أحجم عنه.»

ومدَّتْ أختُكَ يدها فقبضَتْ على يدِك تطمئنك:

- «لن يفعل أحدٌ شيئاً لا ترضاه يا توأمي ... في الواقع، أنت أقوى جسديًا مني ومن (العنود)، نظرياً ليس ثمة ما تخافه!»

وقال (ريان) وكأنه يواسيك بإخبارك بقصته:

- «لقد بدأَتْ علاقتي مع (العنود) إن صح التعبير عندما أمسكَتْ بي متلبساً وأنا أحدق بمؤخرتها بنظرة غير أخوية، وقادَتْني إلى غرفتي بدون أن تنطق بكلمة ثم جلسنا مجلساً شبيهاً بهذا واعترفَتْ هي أولاً بكل رغباتها وميولها الجنسية، ثم سألتْني عما وراء نظرتي تلك وما إذا كنْتُ أرغب في إطلاعها على خيالاتي الجنسية كذلك، وأنها في كلتا الحالَتين ستحترم خصوصيتي ولن تطلع أحداً على ما سأقوله ولا على طبيعة ميلي لها، ولم أستطع أنا أمام هذه العاطفة الصادقة إلا أن أحضر هاتفي المحمول وأدخل كلمة السر ليصبح على الوضع الخاص ثم أسلمه لها لترى بنفسها ... كل شيءٍ. منذ ذلك الحين حتى الآن، ... حدث الكثيرُ بيننا ... ولكني لم أتعرضْ يوماً لشيءٍ أرفضه ... نعم إن بعض تلك العقوبات مؤلم للغاية ... وبعض الأهداف، خصوصاً فيما يتعلق بالدراسة، على درجة من الغلوِّ ... وعلى ذكر الدرجات، وكمثالٍ للعقوبات؛ فكل درجة تفصل بيني وبين الدرجة النهائية في أي امتحان تُتَرجم إلى عشرين صفعة بفرشاة الشعر على مؤخرتي ... لكن كل هذا هو بالضبط ما كنْتُ أرغب فيه ... وما أحتاج إليه كذلك! »

نظرَتْ إليه (العنود) في فخرٍ، وقالَتْ:

- «وتحسن مستواه الدراسي بسرعة الصاروخ من لدن ذاك. لم تفُتْه إلا درجتان في امتحانات الثالث الثانوي!»

وغمزَتْ لك أختُك:

- «بالضبط ما تحتاجه وترغب فيه أنت أيضاً يا عزيزي. دافع للتفوق في الأعلى، وللنهوض في الأسفل!»

وقبل أن تجيب بشيءٍ توجهتْ أبصارُ الفتاتَين لشيء من ورائك فالتفتَّ لترى ما تريانه.


***
جاءك صوتُ النادل من ورائك معتذراً عن التأخر.

ثم وضع أمامكم الطعام وانصرف.

وانشغلَ الجميعُ بالمضغ وارتشاف المشروبات الغازية وكأن ما تناقشتم حوله لم يكُنْ. بل أخوان وأختان في مطعم لا يشغلهم من شواغل الدنيا شيءٌ سوى الأكل والشرب!

وظلَّ ذلك المرحُ مخيماً على الأجواء حتى عدتُم للبيت، فصادفْتُم انصرافَ أبيك لغرفته لينام. ورأى ابتسامكم وتجاذبكم أطراف الحديث فهزَّ رأسه معجباً بحكمته إذ كان هو صاحب اقتراح الأكل في المطعم، وحياكم ودخل غرفته.

ثم قالَتْ لكم أختُك التوأم في هزلها وعبثها المعتاد:

- «سأذهب أنا و(العنود) لغرفتِنا ... ولنرجئ الأفكار الإباحية حتى الغد عندما يغادر أبي لعمله .... أعتقد أن بوسع الشابين الصبر عشر ساعاتٍ أو اثنتا عشرة ساعة! ...»

وقبل أن يردَّ عليها أحدكما بشيءٍ، تأبطَتْ ذراع ضيفتِها وأسرعَتْ بها إلى غرفتها وهما تضحكان. ونظر لك أخوك وهو يهز رأسه ثم حياك وانصرف لغرفته.

ونمْتَ أنت تلك الليلة وأنت لا تكاد تصبر على خلو الشقة لأربعتكم في الغد ... والغدُ لناظره قريب!
متي الجزء القادم
 
  • عجبني
التفاعلات: Almalim kimoo
عجبتني القصه شبه مسلسلات نتفليكس الحديثه اللي انت بتختار مجريات القصه بنفسك بس اعتقد هاتبقى طويله جدا وده ممكن يخليك تكسل تكتبها ويخلي الناس تكسل تقراها لأنهم مش معودين على الاسلوب ده وطريقه الكتابه دى
بس عن نفسي انا حبيتها بصراحه والتزمت بقراءة حدث واحد اللي باللون الاخضر ولما تخلص ممكن ابقى اعيدها باتجاه تاني
 
  • عجبني
التفاعلات: Almalim kimoo
فينك
 
  • عجبني
التفاعلات: Almalim kimoo
فين باقي الاجزاء!؟
 
  • عجبني
التفاعلات: Almalim kimoo
لو الكاتب موجود اقول له متى ستكمل قصتك هذه نحن في انتظارك يا غالي على نار حاول تستعجل ولو مش موجود اقول لكل الكتاب من لديه القدرة على إكمالها فليكملها مشكورا وله هدية من المشرفين نحن في انتظاركم على احر من الجمر
 
  • عجبني
التفاعلات: شةيتان
لو الكاتب موجود اقول له متى ستكمل قصتك هذه نحن في انتظارك يا غالي على نار حاول تستعجل ولو مش موجود اقول لكل الكتاب من لديه القدرة على إكمالها فليكملها مشكورا وله هدية من المشرفين نحن في انتظاركم على احر من الجمر
ياريت لو حد كملها تبقي حاجه واحدة بس بدال ثلاثه وتكون أما فانيلا أو مسيطر
 
  • عجبني
التفاعلات: ناقد بناء
مرحبا بكم عزيزي الكاتب عزيزتي الكاتبة طالما قصتك في هذا القسم فيعني أنها متسلسلة فعليه حينما تريد تضيف جزء جديد عليك باتباع الخطوات التالية وهي اولا تضع الجزء الجديد في مربع الكتابة بالاسفل ثانيا تدخل على هذا الرابط
وتطلب دمج الجزء الجديد من قصتك وتكتب اسم قصتك وتكتب رقم المشاركة التي فيها الجزء أو تنسخ رابط قصتك
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%