NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

ثقافة دفاع فلاسفة ق 18 عن حرية الممارسة الجنسية

round trip to org

نسوانجى الاصلى
الكاتب المفضل
نسوانجي متفاعل
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
5 أكتوبر 2022
المشاركات
2,918
مستوى التفاعل
1,884
نقاط
3,796
الجنس
ذكر
الدولة
Morocco
توجه جنسي
عدم الإفصاح
يقدم "بنثام" ( فيلسوف ومفكر انجليزي) الحجة النفعية للحرية الجنسية على اعتبار أن الشهوة الجنسية هي أنقى أشكال المتعة، مخالفاً في ذلك وجهة النظر المسيحية التقليدية القائلة إن الشكل الوحيد المقبول أخلاقيا للنشاط الجنسي هو بين رجل واحد وامرأة واحدة، في إطار حدود الزواج بغرض الاستمتاع والإنجاب. ويعزز "بنثام" وجهة نظرة بأمثلة من اليونان وروما الكلاسيكية، حيث كانت بعض العلاقات الجنسية الشاذة بين الذكور تعتبر طبيعية، ويعتبرها نماذج بديلة للأخلاق الجنسية.

ومن جانبه يعتقد البروفيسور البريطاني "فيليب سكوفيلد" (Philip Schofield)، مدير مشروع "بنثام" وأستاذ تاريخ الفكر القانوني والسياسي في كلية الحقوق بجامعة كلية لندن؛ أن "بنثام" أنتج أول دفاع منهجي عن "الحرية الجنسية في تاريخ الفكر الأوروبي الحديث". ويرى "بنثام" أن الإشباع الجنسي كان بالنسبة لمعظم الناس أكثر الملذات كثافة وأنقى من جميع الملذات الأخرى، ولذلك عارض بشدة حصر النشاط الجنسي في الجماع بين ذكر وأنثى واحدة، ضمن حدود الزواج، من أجل إنجاب الأطفال، حسب التعاليم الدينية التوراتية والمسيحية.

ويطلق "بنثام" العنان لما يسميه "النشاط الجنسي غير النظامي" الذي يتخذ أنماطاً عديدة وصولاً إلى الإشباع الجنسي، كالجماع بين رجل وامرأة واحدة، عندما لا يكون أي منهما متزوجاً، أو عندما يكون أحدهما متزوجاً، أو عندما يكون كلاهما متزوجاً، ولكن ليس من بعضهما البعض؛ والجماع بين امرأتين، وبين رجلين، وبين رجل واحد وامرأة واحدة باستخدام أجزاء من الجسم لا تؤدي إلى الإنجاب، أو بين إنسان وكائن غير حي، بالإضافة إلى النمط الانفرادي للإشباع الجنسي، وأنماط لا حصر لها شملت أكثر من شخصين. ويرى أن الناس يحجمون عن الانخراط في مثل هذه الأنشطة التي تناسب أذواقهم، فيحرمون من الوصول إلى الإشباع الجنسي خوفاً من عقوبة القانون أو الدين أو الرأي العام.

وقبل أكثر من 200 عام؛ أدان "بنثام" بشدّة التصوير العدائي للشاذين جنسيًا في أدب القرن 18، ودعا إلى إلغاء تجريم الشذوذ الجنسي، حيث كان المرتكبون له يخضعون في إنجلترا لعقوبة الإعدام، لارتكابهم "جريمة ضد الطبيعة"، ويتم التشهير بهم والسخرية منهم في الصحافة والأدب، وطالب المؤمنين المتدينين بإثبات أن الرب قد أصدر إدانة عالمية للشذوذ الجنسي، مدعياً أن ما أدانه الكتاب المقدس في قصة "سدوم وعمورة" (قوم لوط عليه السلام) هو الاغتصاب الجماعي، وأن المسيح (عليه السلام) لم يدن هذا النوع من العلاقات الجنسية.

ويذهب "بنثام" بعيداً في شططه مدعياً أن الأناجيل قدمت دليلاً على أن المسيح انخرط في نشاط جنسي من هذا النوع، وأنه كان لديه من يفضلهم من الذكور. ويستطرد "بنثام" في تقديم قراءته الشخصية الشاذة للأخبار الواردة في الأناجيل المسيحية لدعم وجهة نظره.

وفي محاولة منه لإعطاء بعد اجتماعي اقتصادي؛ ربط "بنثام" ثورته الجنسية القائمة على الإشباع الجنسي الإباحي بضبط النمو السكاني، القضية التي ظهرت بقوة في بريطانيا في أعقاب انتشار كتاب "مقال في مبادئ السكان" (An Essay on the Principle of Population) لمؤلفه الاقتصادي البريطاني "توماس روبرت مالتوس" (1766-1834)، الذي طالب فيه بضرورة السيطرة على عدد السكان لتحقيق التوازن بينه وبين الإمدادات الغذائية المتوفرة، حتى لا تحدث المجاعات، ودعا إلى التوقف عن الجماع لتحديد النسل. وأيّد "بنثام" بشدّة ما ذهب إليه مالتوس، ولكنه لم يقتنع بالحل الذي طرحه، موضحاً أن مزايا الجنس غير الإنجابي الذي يدعو له لا تؤدي إلى زيادة السكان.

كما تعاطف "بنثام" مع النساء اللواتي يلدن سفاحاً، ويتعرض بسبب ذلك إلى النبذ والاضطهاد من المجتمع، فلا يبق أمامهن خيار سوى أن يصبحن عاهرات، مع الانحدار الحتمي إلى الشرب والمرض والموت المبكر. ورأى "بنثام" أنه من الأفضل بكثير موت الطفل عند الولادة بدلا من المرأة، حتى لا يعيش حياة ملؤها الألم والمعاناة. ويذكرنا هذا الرأي بالحركات النسوية المطالبة بحق المرأة في الإجهاض.

وقد انطلقت دعوة "بنثام" للحرية الجنسية الإباحية، وصارت أفكاره تتردد في أروقة النخبة، ليتلقفها من بعده العديد من الفلاسفة والمفكرين والعلماء، وأخذت في الانتشار التدريجي على مستوى التشريع والممارسة، لتصبح بعد ذلك واقعاً متكاملاً وجزءاً أصيلاً من مكونات الدول الغربية الحديثة، وتتحول فيها إلى رافد أساسي من روافد اقتصادها الوطني.

ولا عجب في ذلك بعد الانقلاب الهائل الذي قامت به ضد الدين والأخلاق، فلم تعد تلقي بالاً لتعاليم السماء، ولا للعيب والحياء، ولم تعد هناك أفعال وممارسات جنسية لا يصح القيام بها، مادامت تصدر عن أشخاص يتمتعون بحريتهم الكاملة التي يكفلها لهم الدستور والقانون، حتى وصلت هذه الممارسات اليوم حدّاً لم يكن يخطر ببال "بنثام" أن تصل إليه، بعد أن شرّعت الدول الغربية التحول الجنسي وفرضته على مناهج التعليم في سن من المرحلة الابتدائية.
 
  • عجبني
  • بيضحكني
التفاعلات: bandd, أفہنہديہنہأاا, _Xmo7amedX_ و شخص آخر
اي دا 😂😂😂😂
اسف بس انا دينى لخص دا كلو فآيتين فالقرآن
فا مبحبش اقرا اى حاجه تخص عالم كافر
 
اي دا 😂😂😂😂
اسف بس انا دينى لخص دا كلو فآيتين فالقرآن
فا مبحبش اقرا اى حاجه تخص عالم كافر
وحياه امك قولى الكلام ع ايه عشان مش عارف اقراء كل دا 🙂🤡
 
اي دا 😂😂😂😂
اسف بس انا دينى لخص دا كلو فآيتين فالقرآن
فا مبحبش اقرا اى حاجه تخص عالم كافر
بتقول كده عشان المقال مبتكلمش عن جنس المحارم 🤣🤣🤣
 
بتقول كده عشان المقال مبتكلمش عن جنس المحارم 🤣🤣🤣
ايه القرف دا مين قلك انى بحب جنس المحارم انا اه بحب اقرا عنو وبتاع بس مش معنى كدا انى فعلا بحبو
 
بتقول كده عشان المقال مبتكلمش عن جنس المحارم 🤣🤣🤣
نصيحه اكتب حاجه مفيده شجع الناس يبعدو عن التحرر والدياثه والشذوذ الجنسى نزل مواضيع عن كدا يمكن ياخى حد بسببك تفكيرو يعتدل انا عن نفسى عندى (نيك الطيز للمࢪاه وليس شواذ افضل من جريمه التحرر والدياثه والتبادل والشذوذ الجنسى)
 
ايه القرف دا مين قلك انى بحب جنس المحارم انا اه بحب اقرا عنو وبتاع بس مش معنى كدا انى فعلا بحبو
انا بهزر معاك. انا منزل المقال عشان الناس تعرف القرف اللي احنا فيه. مين كان وراه وامتى طلع علينا. بس. وناقل الكفر ليس بكافر زي مبيقولو
 
انا بهزر معاك. انا منزل المقال عشان الناس تعرف القرف اللي احنا فيه. مين كان وراه وامتى طلع علينا. بس. وناقل الكفر ليس بكافر زي مبيقولو
انت مش كافر انا بتكلم عن العالم نفسو الى انت كاتب عليه
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
انت مش كافر انا بتكلم عن العالم نفسو الى انت كاتب عليه
كثرة الخرف والزبالة اللي لخبطت الدنيا اليوم سببها الفيلسوف المهبب ده. من يومها والناس ابتدت تسيب نفسها وتقبل كل حاجة
 
  • محزن
التفاعلات: _Xmo7amedX_
كثرة الخرف والزبالة اللي لخبطت الدنيا اليوم سببها الفيلسوف المهبب ده. من يومها والناس ابتدت تسيب نفسها وتقبل كل حاجة
للاسف احنا بنتوجه للجاهليه بسرعه رهيبه جدا
 
يقدم "بنثام" ( فيلسوف ومفكر انجليزي) الحجة النفعية للحرية الجنسية على اعتبار أن الشهوة الجنسية هي أنقى أشكال المتعة، مخالفاً في ذلك وجهة النظر المسيحية التقليدية القائلة إن الشكل الوحيد المقبول أخلاقيا للنشاط الجنسي هو بين رجل واحد وامرأة واحدة، في إطار حدود الزواج بغرض الاستمتاع والإنجاب. ويعزز "بنثام" وجهة نظرة بأمثلة من اليونان وروما الكلاسيكية، حيث كانت بعض العلاقات الجنسية الشاذة بين الذكور تعتبر طبيعية، ويعتبرها نماذج بديلة للأخلاق الجنسية.

ومن جانبه يعتقد البروفيسور البريطاني "فيليب سكوفيلد" (Philip Schofield)، مدير مشروع "بنثام" وأستاذ تاريخ الفكر القانوني والسياسي في كلية الحقوق بجامعة كلية لندن؛ أن "بنثام" أنتج أول دفاع منهجي عن "الحرية الجنسية في تاريخ الفكر الأوروبي الحديث". ويرى "بنثام" أن الإشباع الجنسي كان بالنسبة لمعظم الناس أكثر الملذات كثافة وأنقى من جميع الملذات الأخرى، ولذلك عارض بشدة حصر النشاط الجنسي في الجماع بين ذكر وأنثى واحدة، ضمن حدود الزواج، من أجل إنجاب الأطفال، حسب التعاليم الدينية التوراتية والمسيحية.

ويطلق "بنثام" العنان لما يسميه "النشاط الجنسي غير النظامي" الذي يتخذ أنماطاً عديدة وصولاً إلى الإشباع الجنسي، كالجماع بين رجل وامرأة واحدة، عندما لا يكون أي منهما متزوجاً، أو عندما يكون أحدهما متزوجاً، أو عندما يكون كلاهما متزوجاً، ولكن ليس من بعضهما البعض؛ والجماع بين امرأتين، وبين رجلين، وبين رجل واحد وامرأة واحدة باستخدام أجزاء من الجسم لا تؤدي إلى الإنجاب، أو بين إنسان وكائن غير حي، بالإضافة إلى النمط الانفرادي للإشباع الجنسي، وأنماط لا حصر لها شملت أكثر من شخصين. ويرى أن الناس يحجمون عن الانخراط في مثل هذه الأنشطة التي تناسب أذواقهم، فيحرمون من الوصول إلى الإشباع الجنسي خوفاً من عقوبة القانون أو الدين أو الرأي العام.

وقبل أكثر من 200 عام؛ أدان "بنثام" بشدّة التصوير العدائي للشاذين جنسيًا في أدب القرن 18، ودعا إلى إلغاء تجريم الشذوذ الجنسي، حيث كان المرتكبون له يخضعون في إنجلترا لعقوبة الإعدام، لارتكابهم "جريمة ضد الطبيعة"، ويتم التشهير بهم والسخرية منهم في الصحافة والأدب، وطالب المؤمنين المتدينين بإثبات أن الرب قد أصدر إدانة عالمية للشذوذ الجنسي، مدعياً أن ما أدانه الكتاب المقدس في قصة "سدوم وعمورة" (قوم لوط عليه السلام) هو ال****** الجماعي، وأن المسيح (عليه السلام) لم يدن هذا النوع من العلاقات الجنسية.

ويذهب "بنثام" بعيداً في شططه مدعياً أن الأناجيل قدمت دليلاً على أن المسيح انخرط في نشاط جنسي من هذا النوع، وأنه كان لديه من يفضلهم من الذكور. ويستطرد "بنثام" في تقديم قراءته الشخصية الشاذة للأخبار الواردة في الأناجيل المسيحية لدعم وجهة نظره.

وفي محاولة منه لإعطاء بعد اجتماعي اقتصادي؛ ربط "بنثام" ثورته الجنسية القائمة على الإشباع الجنسي الإباحي بضبط النمو السكاني، القضية التي ظهرت بقوة في بريطانيا في أعقاب انتشار كتاب "مقال في مبادئ السكان" (An Essay on the Principle of Population) لمؤلفه الاقتصادي البريطاني "توماس روبرت مالتوس" (1766-1834)، الذي طالب فيه بضرورة السيطرة على عدد السكان لتحقيق التوازن بينه وبين الإمدادات الغذائية المتوفرة، حتى لا تحدث المجاعات، ودعا إلى التوقف عن الجماع لتحديد النسل. وأيّد "بنثام" بشدّة ما ذهب إليه مالتوس، ولكنه لم يقتنع بالحل الذي طرحه، موضحاً أن مزايا الجنس غير الإنجابي الذي يدعو له لا تؤدي إلى زيادة السكان.

كما تعاطف "بنثام" مع النساء اللواتي يلدن سفاحاً، ويتعرض بسبب ذلك إلى النبذ والاضطهاد من المجتمع، فلا يبق أمامهن خيار سوى أن يصبحن عاهرات، مع الانحدار الحتمي إلى الشرب والمرض والموت المبكر. ورأى "بنثام" أنه من الأفضل بكثير موت الطفل عند الولادة بدلا من المرأة، حتى لا يعيش حياة ملؤها الألم والمعاناة. ويذكرنا هذا الرأي بالحركات النسوية المطالبة بحق المرأة في الإجهاض.

وقد انطلقت دعوة "بنثام" للحرية الجنسية الإباحية، وصارت أفكاره تتردد في أروقة النخبة، ليتلقفها من بعده العديد من الفلاسفة والمفكرين والعلماء، وأخذت في الانتشار التدريجي على مستوى التشريع والممارسة، لتصبح بعد ذلك واقعاً متكاملاً وجزءاً أصيلاً من مكونات الدول الغربية الحديثة، وتتحول فيها إلى رافد أساسي من روافد اقتصادها الوطني.

ولا عجب في ذلك بعد الانقلاب الهائل الذي قامت به ضد الدين والأخلاق، فلم تعد تلقي بالاً لتعاليم السماء، ولا للعيب والحياء، ولم تعد هناك أفعال وممارسات جنسية لا يصح القيام بها، مادامت تصدر عن أشخاص يتمتعون بحريتهم الكاملة التي يكفلها لهم الدستور والقانون، حتى وصلت هذه الممارسات اليوم حدّاً لم يكن يخطر ببال "بنثام" أن تصل إليه، بعد أن شرّعت الدول الغربية التحول الجنسي وفرضته على مناهج التعليم في سن من المرحلة الابتدائية.
يسلمو على الموضوع
 
للاسف احنا بنتوجه للجاهليه بسرعه رهيبه جدا
في الجاهلية كانوا بيدفنوا الاناث لكن مكنش اي حد يقدر يتكلم عن الام والاخت بكلام اسود ومنحط زي اليوم.. احنا اليوم احط من ناس زمان
 
وحياه امك قولى الكلام ع ايه عشان مش عارف اقراء كل دا 🙂🤡
ده اول واحد فيلسوف، خرج يدافع عن حرية النيك وحرية الميول. بيقول ان من حق اي حد ينيك او ينتاك من غير ميتجوز. وممش ضروري الست والراجل يتجوزوا عشان ينيكو ويتمتعوا، ويقول ان حرية اي شخص دي حاجة من عند اللي خلقنا، وان المثلية مش محرمة في الدين لان غضب **** على قوم لوط مش بسبب نيك الصبيان والرجالة لبعضهم وانما لانهم كانوا ينيكون الغلام جماعيا. وحاجات تانية. والكلام ده كان قبل 200 عام بانجلترا.
 
يقدم "بنثام" ( فيلسوف ومفكر انجليزي) الحجة النفعية للحرية الجنسية على اعتبار أن الشهوة الجنسية هي أنقى أشكال المتعة، مخالفاً في ذلك وجهة النظر المسيحية التقليدية القائلة إن الشكل الوحيد المقبول أخلاقيا للنشاط الجنسي هو بين رجل واحد وامرأة واحدة، في إطار حدود الزواج بغرض الاستمتاع والإنجاب. ويعزز "بنثام" وجهة نظرة بأمثلة من اليونان وروما الكلاسيكية، حيث كانت بعض العلاقات الجنسية الشاذة بين الذكور تعتبر طبيعية، ويعتبرها نماذج بديلة للأخلاق الجنسية.

ومن جانبه يعتقد البروفيسور البريطاني "فيليب سكوفيلد" (Philip Schofield)، مدير مشروع "بنثام" وأستاذ تاريخ الفكر القانوني والسياسي في كلية الحقوق بجامعة كلية لندن؛ أن "بنثام" أنتج أول دفاع منهجي عن "الحرية الجنسية في تاريخ الفكر الأوروبي الحديث". ويرى "بنثام" أن الإشباع الجنسي كان بالنسبة لمعظم الناس أكثر الملذات كثافة وأنقى من جميع الملذات الأخرى، ولذلك عارض بشدة حصر النشاط الجنسي في الجماع بين ذكر وأنثى واحدة، ضمن حدود الزواج، من أجل إنجاب الأطفال، حسب التعاليم الدينية التوراتية والمسيحية.

ويطلق "بنثام" العنان لما يسميه "النشاط الجنسي غير النظامي" الذي يتخذ أنماطاً عديدة وصولاً إلى الإشباع الجنسي، كالجماع بين رجل وامرأة واحدة، عندما لا يكون أي منهما متزوجاً، أو عندما يكون أحدهما متزوجاً، أو عندما يكون كلاهما متزوجاً، ولكن ليس من بعضهما البعض؛ والجماع بين امرأتين، وبين رجلين، وبين رجل واحد وامرأة واحدة باستخدام أجزاء من الجسم لا تؤدي إلى الإنجاب، أو بين إنسان وكائن غير حي، بالإضافة إلى النمط الانفرادي للإشباع الجنسي، وأنماط لا حصر لها شملت أكثر من شخصين. ويرى أن الناس يحجمون عن الانخراط في مثل هذه الأنشطة التي تناسب أذواقهم، فيحرمون من الوصول إلى الإشباع الجنسي خوفاً من عقوبة القانون أو الدين أو الرأي العام.

وقبل أكثر من 200 عام؛ أدان "بنثام" بشدّة التصوير العدائي للشاذين جنسيًا في أدب القرن 18، ودعا إلى إلغاء تجريم الشذوذ الجنسي، حيث كان المرتكبون له يخضعون في إنجلترا لعقوبة الإعدام، لارتكابهم "جريمة ضد الطبيعة"، ويتم التشهير بهم والسخرية منهم في الصحافة والأدب، وطالب المؤمنين المتدينين بإثبات أن الرب قد أصدر إدانة عالمية للشذوذ الجنسي، مدعياً أن ما أدانه الكتاب المقدس في قصة "سدوم وعمورة" (قوم لوط عليه السلام) هو الاغتصاب الجماعي، وأن المسيح (عليه السلام) لم يدن هذا النوع من العلاقات الجنسية.

ويذهب "بنثام" بعيداً في شططه مدعياً أن الأناجيل قدمت دليلاً على أن المسيح انخرط في نشاط جنسي من هذا النوع، وأنه كان لديه من يفضلهم من الذكور. ويستطرد "بنثام" في تقديم قراءته الشخصية الشاذة للأخبار الواردة في الأناجيل المسيحية لدعم وجهة نظره.

وفي محاولة منه لإعطاء بعد اجتماعي اقتصادي؛ ربط "بنثام" ثورته الجنسية القائمة على الإشباع الجنسي الإباحي بضبط النمو السكاني، القضية التي ظهرت بقوة في بريطانيا في أعقاب انتشار كتاب "مقال في مبادئ السكان" (An Essay on the Principle of Population) لمؤلفه الاقتصادي البريطاني "توماس روبرت مالتوس" (1766-1834)، الذي طالب فيه بضرورة السيطرة على عدد السكان لتحقيق التوازن بينه وبين الإمدادات الغذائية المتوفرة، حتى لا تحدث المجاعات، ودعا إلى التوقف عن الجماع لتحديد النسل. وأيّد "بنثام" بشدّة ما ذهب إليه مالتوس، ولكنه لم يقتنع بالحل الذي طرحه، موضحاً أن مزايا الجنس غير الإنجابي الذي يدعو له لا تؤدي إلى زيادة السكان.

كما تعاطف "بنثام" مع النساء اللواتي يلدن سفاحاً، ويتعرض بسبب ذلك إلى النبذ والاضطهاد من المجتمع، فلا يبق أمامهن خيار سوى أن يصبحن عاهرات، مع الانحدار الحتمي إلى الشرب والمرض والموت المبكر. ورأى "بنثام" أنه من الأفضل بكثير موت الطفل عند الولادة بدلا من المرأة، حتى لا يعيش حياة ملؤها الألم والمعاناة. ويذكرنا هذا الرأي بالحركات النسوية المطالبة بحق المرأة في الإجهاض.

وقد انطلقت دعوة "بنثام" للحرية الجنسية الإباحية، وصارت أفكاره تتردد في أروقة النخبة، ليتلقفها من بعده العديد من الفلاسفة والمفكرين والعلماء، وأخذت في الانتشار التدريجي على مستوى التشريع والممارسة، لتصبح بعد ذلك واقعاً متكاملاً وجزءاً أصيلاً من مكونات الدول الغربية الحديثة، وتتحول فيها إلى رافد أساسي من روافد اقتصادها الوطني.

ولا عجب في ذلك بعد الانقلاب الهائل الذي قامت به ضد الدين والأخلاق، فلم تعد تلقي بالاً لتعاليم السماء، ولا للعيب والحياء، ولم تعد هناك أفعال وممارسات جنسية لا يصح القيام بها، مادامت تصدر عن أشخاص يتمتعون بحريتهم الكاملة التي يكفلها لهم الدستور والقانون، حتى وصلت هذه الممارسات اليوم حدّاً لم يكن يخطر ببال "بنثام" أن تصل إليه، بعد أن شرّعت الدول الغربية التحول الجنسي وفرضته على مناهج التعليم في سن من المرحلة الابتدائية.
تسلم
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%