NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

بين الرغبة و اليأس ....متسلسلة حتى الحلقة(11)

دكتور نسوانجي

مدير
طاقم الإدارة
مدير
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
نسوانجي قديم
حاصل علي أكثر من 100000 نقطة
ناشر مجلة
إنضم
8 سبتمبر 2021
المشاركات
45,844
مستوى التفاعل
11,783
نقاط
18,609
بين الرغبة و اليأس

مقدمة
مرحبا،،،

هذه قصة بدأتها حديثا و قطعت شوطا كبيرا فيها، سأضع ما وصلت مع إضافة التكملة كل فترة.

القصة جنسية بالأساس، نعم، لكنها لا تركز فقط على الممارسة الجنسية، بل تهتم بدواخل الشخصيات و تحاول جعل تطورات الأحداث و العلاقات مقنعة بشكل كبير. لهذا، ستعترضكم فقرات طويلة لا وجود للجنس فيها، فوددت التنويه أن من يبحث عن قصة فيها فقط جنس مباشرة و بسرعة، فهذه القصة ليست ضالته.
---------
الحلقة الأولى

كان جمال شابا ذكيا و مميزا بشكل ملحوظ لكل من يعاشره، يعشق الفنون و الرياضة، دقيق الملاحظة، يفكر و يتأمل كثيرا، يرى أنه يملك طاقة رهيبة و خيالا واسعا. لكنه خجول نوعا ما، أو إن صح التعبير لديه نوع من القلق الإجتماعي، حيث يرى نفسه غير منطلق اجتماعيا مع الأشخاص الذين لا يعرفهم جيدا، لا يشعر أنه يؤدي جيدا في الكلام و في التصرفات، لا يشعر بالراحة التامة في عدة مواقف اجتماعية تجعله يظهر تميزه، و طبعا مثل كل من يندرج ضمن تلك الفئة، فمن البديهي أن يعاني من نفس ذلك القلق مع الفتيات.
طبعا لم يكن خجولا لدرجة الإنكماش و الصمت و الإختباء، هو لا يجد حرجا أن يضحك بصوت عال مثلا أمام الناس، حتى الفتيات، لكنه يشعر في قرارة نفسه أنه لا يتصرف براحة. يرى أن كل العيون مركزة عليه، تحلل تصرفاته و تحركاته و سكناته، و تطلق الأحكام عليه.
كان للوسط الذي نشأ فيه دور كبير في هذا، فهو تربى طيلة عمره على أن يكون الولد المهذب و المحترم. مرة أخرى، لا تتصوروا أنه ملاك طاهر لا يسمع له صوت، هو حين يكون مع المقربين منه يتحدث بطلاقة معهم في كل المواضيع حتى أكثرها جرأة و "قذارة". يعشق الحديث عن النساء و الجمال و الإثارة، يشاهد أفلام البورنو، و يقرأ القصص الجنسية، بل أنه كون ذوقا رفيعا في ذلك، و كما قلنا في أول السطور أنه مبدع، فإن خيالاته الجنسية ثرية و إبداعية أيضا، تغريه الأفكار أحيانا أكثر من المشاهد، لديه قائمة في ذهنه لنساء و فتيات يريد أن يمارس معهن الجنس، منهن نساء يعود اشتهاؤه لهن لأولى سنوات المراهقة لديه. تزداد القائمة و تنقص مع الوقت. لكن الثابت فيها أنه أحيانا تخطر له إحداهن أو أكثر فيتخيل السيناريوهات اللذيذة لينتهي به المطاف مستمنيا على تلك الخيالات. كان دقيقا في خيالاته لدرجة أنه يصور في ذهنه حتى طريقة "تشبيكهن"، ثم يتخيل كل تفاصيل العملية الجنسية.
لم يتح له يوما أن يحقق خيالاته و يحولها لواقع، خجله الذي تحدثنا عنه كان مانعا، و الأكثر من هذا أنه كان متطلبا، فلا يشتهي من هب و دب، بل يشتهي من تكون صعبة المنال، و فوق هذا المكبلات الإجتماعية لا تتيح الممارسات الجنسية بسهولة، رغم أن مجتمعاتنا يحدث فيها الجنس يوميا.
حتى عاطفيا كان فاشلا، لم يدخل في علاقة كاملة يهنأ بها مع أي فتاة، إما يحاول مع هذه فترفض، أو يتحدث معه تلك و لا تعطيه شيئا من قلبها. لكن أكثر قصة استهلكت سنوات من وقته هي قصته مع رنا، فتاة جميلة شاهدها أثناء دراسته الجامعية، أعجب بها، و حيث أنه كان حمارا في التعرف على الفتيات، عجز أن يدخل بطريقة لائقة، فأخذ رقمها – بكل غباء – من صديق مشترك و حدثها قائلا أنه معجب. كان غرا طريا في العشرين من عمره وقتها، تغلبه مشاعره و لا يحسن التصرف، هي وقتها لم تصده حين طلب أن يقابلها، طبعا وقتها لم يدر في خلده أنها أرادت ذلك من باب الفضول لمعرفة من هذا الشخص الذي قال لها أنه معجب. و حين التقاها في ساحة الجامعة مقدما نفسه لها، تهربت بطريقة لبقة.
عرف أنها لم تعجب به، أنّى يحدث ذلك و هي لا تعرفه، و قد دخل عليها دخلة البلهاء المستجدين، شكل الأمر صدمة له، فهو كان يرى نفسه حسن الشكل، رغم أنه لم يكن يرتدي أحدث الثياب. كانت ملابسه حينها ملابس المهذبين المحترمين، و ليست ملابس الـ cool people(اشخاص رائعين)


طبعا من المفترض أن لا يعيد الكرة، لكن، قلة نضجه و انسياقه وراء عاطفته جعلاه يرفض هذا الأمر، و يحاول معها مرات و مرات، و حتى محاولاته قدمها على أنها صداقة، و هو الغباء بعينه، تحدثا قليلا عبر الهاتف و الميسنجر. لكنهما لم يكونا أبدا على على علاقة، كانت هي ذكية و متقدمة عليه في هذا المجال فكانت تتعامل معه بمنطق الحمار و الجزرة، لا تطمعه بشيء و لكنها لا توصد الباب تماما.
كان يعجبها وجود أشخاص يعشقون جمالها، كل أنثى تحب ذلك خصوصا في ذلك السن.
كان جمال في داخله يعي تماما ما تفعله به، لكن عاطفته الغبية تغلب عقله و تجعله ينساق للتبريرات و التمنيات التي كان يضعها حينها.
أحيانا يغلب العقل عاطفته، فتجده يواجهها بهذا الكلام، ثم يعتذر. سذاجة و عود طري.
كل تصرفاته معها كانت خاطئة و منفرة، فشل تماما في جذبها له، لأنه ببساطة عديم الخبرة مع الفتيات، لا يعرف كيف يتواصل معهن، و حتى إن قمن بتلميحات و إشارات، لا يلتقطها، بسبب تفكيره و تحليله الزائد للأمور.
مع مرور الوقت أغلقت كل السبل أمامه. بل أنها لم تظهر أي احترام له فكان يراها تمشي مع أحدهم و تخرج معه، هو يعرف أن هناك من يطلق على ذلك لقب صداقة، لكن من المستحيل على أي ذكر أن يرافق أنثى جميلة دون أن تكون له غاية.
بفضل مهارته و ذكائه، تمكن من اختراق بريدها الإلكتروني ليطفئ ناره، قرأ مراسلاتها، و كانت الصدمة، كانت تقيم علاقات مع أكثر من شخص، معظمهم تتعرف إليهم من مواقع التشات، و صدمه أكثر سهولة تشبيكها من طرف الآخرين، رغم تفاهة ما يكتبون، و قارن ذلك بتمنعها عليه. اكتأب و دخل في مرحلة شك في نفسه، بدأ يلوم نفسه لأنه فاشل لا يحسن التصرف مع البنات، في حين يأتي غيره ينجحون دون مجهود، معظمهم أقل منه شكلا، و كلهم أقل منه عقلا و روحا.
لا شيء في المراسلات تلك يوحي بأمور جنسية، لكن صورتها تلطخت لديه، بل أنه أصبح يراها كالعاهرة.
بدأ يتخيلها تمارس الجنس مع عشاقها، حين فعل ذلك أول مرة، راوده إحساس مؤلم في لحظة إفراغه لمنيه، لحظة القذف هي لحظة الحقيقة، فما قبلها شهوة عارمة تطغى على كل الأفكار، بمجرد القذف يعود العقل إلى رشده، لهذا كثير من الرجال يشتهون نساء معينين و حين يضاجعونهن، بمجرد القذف ينفرن منهن.
ذلك الإحساس المؤلم لم يعد يتكرر معه في المرات التالية، كان يتخيل ذلك الفم الجميل يقبل بكل شغف شفاه شخص مجهول، أو حتى أحد عشاقها و "أصدقائها"، تلك الفتاة المتمنعة الباردة معه، يتخيلها كيف تكون هائجة مع غيره، جسدها الناعم الطري البض بين يدي "أ" تداعبان كل مكان فيه، نهداها النافران يتراقصان حين تقفز على ذكر "ب" جيئة و ذهابا، تلثم بنهم صدر "ج" في طريقها لتلتقم قضيبه و تبدأ في لعقه و مصه كأنه قطعة مثلجات لذيذة، صراخها و آهاتها و هي تحت جسد "د" يرهزها بقوة. تلتحق بـ "ه" للحمام لتغتسل معه و تداعبه بعد نيكة لذيذة.
تخيل جمال كل الوضعيات و كل المواقف و كل الأماكن، سيطرت تلك الخيالات عليه لسنوات، كانت نشوته تصل لأقصاها حين يتخيلها مع غيره. و تتفوق دون شك على خيالاته و هو يضاجعها أو يضاجع بقية النساء في قائمته.

مرت سنوات بدأ فيها ينساها شيئا فشيئا، لم تفارق مخيلته تماما لكنه لم يعد يحبها و لم يعد يحاول معها، كل منهما في مدينة مختلفة عن الآخر الآن، لكنه لم يمنع نفسه من أن يخترق بريدها مرة أخرى، هذه المرة وجد شيئا أكبر، وجدها أرسلت لبريد شخص أجنبي رسالة فيها خمس صور لها، 4 منها صور عادية، في حين كانت الخامسة و هي ترتدي ملابس تشبه البيكيني ذوي القطعة الواحدة، كانت تقف أمام المرآة و تصور نفسها بالهاتف. لأول مرة يرى ساقيها عاريتين بأكملهما، و جزءا من مؤخرتها.
بحث عن ذلك البريد و لم يجد أي أثر لذلك الشخص الأجنبي، مما يعطي احتمالية أنه ربما بريد يتبعها هي فتحته لغرض من الأغراض، لكنه الآن قرر أن يرمي طيبته بعيدا و سذاجته، فاقتنع تماما أنها تفعل ذلك و أكثر، و بالطبع لا أحتاج لأذكركم أن تلك الصورة أعادت بقوة خيالاته حولها و هي تمارس الجنس مع عشاقها، بل أنه هذه المرة زاد من جرأة و قذارة تلك الخيالات، فبدأ يتخيلها تنتاك من اثنين في وقت واحد، و هي تصرخ كالحيوان طالبة المزيد. أصبح يتخيلها تضاجع الأجانب و هم يتأوهون و يعبرون عن استمتاعهم بشتى اللغات. يتخيلها ترضع بنهم زبا كان يخترق كسها و تبتلع منيه الدافق.
ما كان يدمره و يثيره في نفس الوقت، هو جمالها، كان هناك شيء في داخله يقول له طوال الوقت أن الجمال أمر مقدس، و أن الفتاة الجميلة يجب أن تكون أرفع و أطهر من غيرها، لهذا كان يستثار أكثر شيء حين يتخيلها هي تمارس الجنس أكثر مما يتخيل غيرها من نساء قائمته الشهيرة. كان و كأنه يعاقب نفسه على سذاجته و غبائه : "انظر إليها إنها رافعة ساقيها لأحدهم، شاهد بعينك و مت بقلبك، انظر إنها تلثم شفاه عشيقها بنهم، أنها لا تحبه، لكنها تشتهيه، هي تعشق النيك، شاهد يا جمال فتاة أحلامك تلعب الأيدي بنهديها المكورين، و تدفن القضبان بينهما."
استمر الحال حتى بدأ ينقص تدريجيا، لم يعد يستمني على غزوات الرجال لجسمها إلا فيما ندر، لم يعد يفكر فيها.
كانت تجربة علمته الكثير، و لكنها أضاعت 7 سنوات من عمره لم يحقق فيها تقدما مع الفتيات و لا في حربه مع الخجل الإجتماعي. لم يشتغل في تلك السنوات في عمل كبير يتيح له التعامل مع الناس، بل كان كل مرة يعمل عملا صغيرا في مكان صغير محدود العدد، و في مدينته الصغيرة البسيطة، المحافظة. مما يعني أن فرص التعرف على النساء اللاتي يحلم بهن تحديدا، معدومة تماما.
إلى أن انتقل أخيرا في سن الثامنة و العشرين إلى العاصمة في هذا العمل الجديد، شركة بنكية كبيرة، و كان هو ضمن فريق المعلوميات، اختصاصه الذي درسه.
بدأ جمال في التعرف على أجواء العمل، كان رئيس قسمه يرسله كل مرة عند أحدهم للتعرف على الأنظمة و البرامج و سير العمل عليها. قابل كل زملائه في الطابقين الرابع و الخامس، كان هو يشتغل في الخامس.
لم يكن جمال منشغلا طيلة ذلك الوقت في متابعة النساء و الفتيات اللاتي يشتغلن معه، كان كل همه عمله الجديد و التأقلم مع المكان و التجرية الجديدة عليه. كما أنه كان مشغولا حينها بالبحث عن سكن و شراء تجهيزات و أثاث للبيت.
لهذا، لم يلاحظ من يمكنها أن تأسره، أو تعجبه.
ربما النظرة الأولى غير كافية.

بعد مرور أسبوعين على انضمامه للعمل، دخلت عليهم في مكتبهم فتاة يراها لأول مرة، سلمت عليهم و كان زميله في المكتب – و هو نفسه رئيس قسمه – يسألها عن أحوال المولود الجديد، فعرف جمال أن من دخلت عليهم زميلة كانت في عطلة أمومة، لهذا لم يرها حين دخل للشركة.
لم تشده و لم تجذبه، لم يركز كثيرا في شكلها، لم تكن سيئة إطلاقا، كانت بالنسبة له وجها و جسدا عاديا، و كان أصلا من طبعه أن لا ينجذب لامرأة حين تكون حديثة الولادة، لا يعرف سبب ذلك و لكنه وجد أنه فعلا لا يفكر جنسيا و لا ينجذب لإمرأة لم يمر على ولادتها الكثير.

علم فيما بعد أنها سبقته للشركة بأربعة أشهر، عملت 3 أشهر تقريبا و خرجت في أجازة أمومة و عادت يومها.
في نفس ذلك اليوم، أرسله رئيس القسم للطابق الرابع ليعرفه رئيس قسم آخر على عملهم، وجدهم في قاعة مخصصة للتكوين، طاولة مستطيلة بها حواسيب يقابل بعضها البعض، جلس أمام أحد الحواسيب بجانب رئيس ذلك القسم، و كانت الأم الشابة التي دخلت عليهم صباحا، تجلس أمام الحاسوب الذي يقابله تماما مع فتاة أخرى.
كان جمال يستمع لتفسير رئيس القسم حين رفع رأسه صدفة ليجد تلك الفتاة تحاول رفع رأسها قليلا لتتمكن من رؤيته، حيث كان الحاسوب الذي أمامها يحجب رؤيتها. كانت ترفع عينيها بطريقة تجمع بين الحذر و الجرأة.
"واو. إنها تنظر إلي، يبدو أني وسيم فعلا كما اعتقدت، هاهاها. حسنا قد يكون الأمر مجرد فضول منها لمعرفة الزميل الجديد" قال جمال في نفسه.
جمال يرى نفسه حسن الشكل، رغم أنه في تلك الفترة زاد وزنه بضع كيلوغرامات و قلت جاذبيته. لكنه واثق من أن وجهه جذاب إلى حد ما، شكل وجهه ليس بالمميز الذي يسلب الأنظار و يلوي الأعناق، لكن مقاييسه جميلة،عيناه واسعتان، كستنائيتا اللون، أنفه مستقيم، شكل ذقنه جميل، لهذا كان يتحدى قوانين شركته التي تفرض عليهم حلق اللحية، فكان يطيلها لأربعة أيام أو أكثر، و حتي حين يحلقها، لا يحلقها للصفر، كان يحب شكل لحيته حقا.
واصل جمال الإستماع لزميله، و بعد برهة كرر النظر للزميلة الجديدة، فوجدها تسترق النظر إليه مرة أخرى.
"حسنا، يبدو أنها معجبة بي. الأمر واضح. و لكنها متزوجة و أم"
حدث جمال نفسه بذلك، و سرعان ما أرجع الأمر لكون النساء حتى لو كن متزوجات فإنهن يعجبن برجال آخرين، لا يوجد شيء يمكنه منع المشاعر بدرجاتها.

مرت الأيام و لم يكن جمال يعير اهتماما لإعجاب تلك الفتاة به، و لكن شد انتباهه نظرها إليه حين تكون عائدة من بيت الإستراحة لمكتبها، حيث كان مكتبه في منتصف الطريق، مما يعني أن أي شخص عائد من الحمام حين ينظر لباب المكتب سيرى جمال.
المارون من هناك يحيونه، نظرتهم تكون خاطفة.
لكن هذه الأم الشابة، نظرتها موجهة لعينيه طوال مدة مرورها أمام الباب، هي ربما لا تتجاوز الثانية من الزمن، لكن كان من الواضح جدا بشكل قاطع أنها تركز النظر فيه.
بل و أحيانا تنظر و على شفتيها ابتسامة خفيفة.
صحيح أن جمال معدوم التجربة العاطفية و فاشل مع الفتيات، و لا يحاول كثيرا معهن رغم رغبته فيهن، إلا أنه يملك عينا دقيقة في التقاط التفاصيل، نظرتها له ليست نظرة عادية، نظرة حالمة، نظرة إعجاب صريح.
هنا تأكد جمال أنها معجبة به، لا شك في ذلك.
لكنه لم يكن يبادلها الإعجاب، لم تكن تجذبه شكلا. ربما هو حاجز نفوره من الوالدات حديثا، ربما تركيزه على العمل، ربما أمر آخر منعه من الإعجاب بها، و هو بالتأكيد ليس كونها متزوجة، فبالنسبة لجمال لا يمنع نفسه من اشتهاء أي امرأة تحلو له، بل أنه كان يقول لأصدقائه أن العلاقة مع المتزوجات أفضل من العزباوات لأن الأمر يكون بسيطا بلا حسابات و لا تعقيدات و لا ألعاب عقل و لا خبث، كل ما تريده المرأة منك هو الجنس. و هو ما تريده أنت. لا مجال للحسابات و التخطيط و إدعاء عزة النفس.
كانت تلك الأم الشابة معتدلة البياض، شعرها بني اللون، عيناها كستنائيتان مثل عيني جمال، لكن لونهما كان داكنا أكثر من لون عينيه، شفتاها صغيرتان ورديتا اللون، أنفها مستقيم و حاد، بشرتها صافية ناعمة. قد تقولون : و لكن هذه الأوصاف جميلة.
ربما، لكن لم ينجذب جمال لها.
مرت الأسابيع و الأشهر، و بدأ جمال يخالط البعض من زملائه و زميلاته، يذهب لمكاتب البعض لتبادل أطراف الحديث، أثناء ذلك الوقت شدت انتباهه قليلا فتاة بيضاء البشرة كالأوروبيين، طويلة القامة بالنسبة لفتاة، لون عينيها أخضر أو أزرق، لا يدري. حين تركز على ملامحها كل على حدة لا تبدو جميلة، أنفها ليس جميلا، شكل وجهها مستطيل قليلا، لا تملك سمات الجمال المميزة. لكنها بدأت تعجبه.
عرف أن اسمها سناء، بدأ يفكر فيها قليلا، ليس بشكل شهواني، لكنه مجرد إعجاب، طبعا لم يكن يفكر في الإرتباط، لكنها أعجبته بكل بساطة.
طبعا لم يتغلب جمال على خجله الإجتماعي و كان حتى في مزاحه يشعر أنه يجتهد لكي يخرج ذلك الكلام، و لكن رغم ذلك، شعر أن سناء تنظر له نظرة خاصة على الأقل.
هو يؤمن أنه رغم خجله، فهو شخص مميز، مختلف. لهذا إذا حادثته فتاة يمكنها مباشرة أن تدرك أنه شيء مختلف.

مرت أشهر، و بدأت الأم الشابة تحلو في نظره قليلا، فهي تهتم بنفسها كثيرا، و بسرعة البرق تخلصت من شكل جسم ما بعد الولادة، لم يكن جمال يتعامل معها كثيرا في العمل، و بالتالي لم يكن هناك تواصل بينهم باستثناء تلك النظرات و التحايا الصباحية التي يلقيها الكل على الكل. ملابسها جميلة و متناسقة، أحيانا تأتي بتنورة قصيرة للركبة، و غالبا ببنطلون يصف شكل ساقيها و فخذيها و مؤخرتها. لم تكن مؤخرة مثالية مثل موديلات الجمال و الرشاقة و المشاهير، لكنه وجدها مؤخرة جميلة.
تسريحة شعرها زادتها جاذبية، كان شعرها يصل لأسفل ظهرها. كانت ترتدي نظارات عصرية مثيرة، جعلت عينيها تبدوان رائعتين. و كان ماكياجها خفيفا. من الواضح أنها صاحبة ذوق رفيع.
ما زاد جاذبيتها في عيني جمال هو أنها مرحة بشوشة و خفيفة الروح. تسلم على الجميع و تلقي التحية بشكل رقيق و جذاب. حركاتها و ملامح وجهها أثناء الحديث، مزاحها، كل ذلك زاد بشكل كبير جدا في جاذبيتها و سحرها.
رسميا أصبح جمال يشتهيها. لكنه طبعا لم يكن ينوي أبدا أن يحاول إغواءها، و اكتفى بالنظرات المتبادلة و الإبتسامات.
حدث أقرب أصدقائه - من خارج العمل طبعا - عنها و قال له أنه لن يقدم على أي خطوة معها، لكنه إن أتيحت له الفرصة و وجد نفسه معها في خلوة و كانت هي راغبة في ممارسة الجنس، لن يتردد لحظة واحدة.
كان جمال واثقا كل الثقة أنه لو جمعهما معا مكان مغلق فإنها ستنقض على شفتيه بقبلاتها اللاهبة. و لكنه في نفس الوقت يؤمن أنه لو تواصل الأمر هكذا على شكل محدود فستفتر رغبتها، فالنساء عادة ما يعطونك نافذة محدودة من الزمن، إما أن تغتنم فرصتك و تتحرك في الوقت المناسب، أو يمر كل شيء و كأن لم يكن.
عرف طبعا خلال تلك الفترة أن اسمها "منار".
يبدو أن فكرة إعجاب منار به، قد أعجبته، لهذا أصبح يركز معها، حين تمر أمام مكتبه، أصبح يركز ناظريه عليها بكل جرأة، و كأنه يقول لها : "أعرف أنك تهيمين بي، و ها أنا أنظر إليك". لم يكن له هدف محدد حينها، أعجبه الأمر، لكن ما منعه من مزيد من التركيز عليها وقتها هو تركيزه على سناء.

شعر أنه بدأ يكوّن أحاسيسا تجاه سناء، طبعا لا تصل للحب، فجمال الآن دخل في التاسعة و العشرين من عمره و هو ناضج كفاية ليعرف الفرق بين المشاعر.
و هكذا وجد جمال نفسه يكن مشاعرا لسناء، و يشتهي منار.
لكن في تلك الفترة غلبت مشاعره تجاه سناء فاعتبرها أولوية له و بدأ يتحرك للتقرب منها.

هنا رغم نضجه العقلي الكبير إلا أنه ارتكب خطأ فادحا، قبل أن أذكر لكم الخطأ، دعوني أبين لكم مدى نضج جمال، جمال رغم قلة خبرته عمليا مع النساء، إلا أنه نظريا كوّن خبرة كبيرة، و مواقفه و نصائحه لأصدقائه دائما في محلها، يلجأ إليه كل أصحابه في مسائلهم العاطفية، لأنهم يعرفون أن حكمه منطقي و عقلاني بشكل كبير.
كان ذكيا و سريع التعلم، و مفكرا، هذا ما ساعده على تكوين خبرة نظرية، لكن، و آه من كلمة لكن، عمليا، فإنه لازال يرتكب الأخطاء حين يكون هو المعني بالأمر.
الخطأ الفادح الذي ارتكبه مع سناء، هو أنه دون محاولة التقرب منها وجها لوجه في العمل، مر مباشرة و بشكل غبي لوسائل التواصل الإجتماعي.
هي تملك حسابا على فايسبوك و انستاغرام، في السابق جمال كان شبه واثق أنها معجبة به، فوضع تحديا بينه و بين نفسه أنه لن يرسل لها دعوة صداقة، و سينتظرها هي، فقط ليؤكد لنفسه أنها معجبة، و أصلا هم زملاء و هي تحترمه، لهذا من الطبيعي أن ترسل له، الأمر عادي.
و فعلا أمسك نفسه و لم يرسل لها على الفايسبوك، إلى أن حدث ذات مرة أن دخل على صفحتها غلى الإنستاغرام، و كانت صفحة مغلقة على غير الأصدقاء، فوجد صورتها الرئيسية، صورة لها و هي ترتدي لباس سباحة على مسبح أحد النزل.
هنا أصبح يفكر بقضيبه عوضا عن عقله، مباشرة أرسل لها طلب صداقة على الإنستاغرام.
الإنستاغرام عادة فيه صور و منشورات أكثر جرأة و حميمية من الفايسبوك، هكذا لاحظ في حسابات عدة فتيات.
ما أثاره و هيجه هو أنه لم يتخيلها أن تلبس هكذا. تبدو رصينة في العمل، تلبس مثلها مثل كل البنات و النساء بنطلونا ضيقا يكشف شكل مؤخرتها، و لكن ذلك هو العادي و المنتشر.
هنا أصبح جمال معجبا بسناء و يشتهيها، و يشتهي منار.
مرت أيام و سناء لم تقبل طلب الصداقة. فقام بسحبها و إلغائها.
"تبا يبدو أنها فهمت الأمر، تبا لي، تبا لي، يا لي من أحمق، يا لك من أحمق، تدعي أنك نضجت و كبرت و لكنك لا تزال تفكر بقضيبك، عليك اللعنة"

بعد أيام، خسر جمال تحديه مع نفسه و أرسل لها طلب صداقة على الفايسبوك، و هنا قبلت الطلب.
لم يفرح كثيرا، لأنه أدرك أنها لم تعد تنشط كثيرا هناك، و أنه يعتبر أكثر عمومية، بينما تركت الخصوصية للإنستاغرام.
هنا شعر جمال أن سناء لا تعتبره صديقا أصلا، يعني لا يرتقي لتلك المرتبة. فما بالك بعشيق.
لكن، طبعا بما أن القضيب لديه سلطة عجيبة، فما كان منه إلا أن جعل من جمال بعد قبول طلب صداقة الفايسبوك يعيد طلب صداقة مرة أخرة على الإنستاغرام، علها هذه المرة تقبل، فكما تعرفون حين ينضم صديق لك على الفايسبوك، الإنستاغرام يذكرك أن ذلك الصديق يملك حسابا عنده، فأراد جمال استغلال الأمر حتى يظهر إسمه لها.
و لكنها كالعادة تجاهلت الطلب.
و ألغاه هو مرة أخرى و قرر فعلا أن لا يرسل مرة أخرى.
شعر بالغضب و الحنق على نفسه، أكيد أنها لا تحترمه الآن.
و لكن كما تعرفون أن الرجل حين يحس بالرفض فإنه يزيد إصرارا، و يزداد إعجابا بالمرأة، أصبح كل مرة يراها فيها تزداد مشاعره نحوها، عقله كان يقول له أن تلك المشاعر هي مجرد أوهام، غذتها مشاعر الإحباط و التشويش. هو مقتنع برأي عقله، لكنه لم يستطع كبح نفسه، بدأ بمراسلتها على الفايسبوك بذريعة مدها بقائمة أفلام كانا قد تحدثا عنها في العمل و وعدها أن يرسلها لها، ثم بعد فترة و بكل غباء و سذاجة، يرمي تلميحات أنه معجب، طبعا هي تفهم تلك التلميحات، و كانت ردودها لا توحي بشيء، كانت باردة و غير متفاعلة. عقله يقول له اترك الأمر و لا تواصل محاولاتك، لكن قلبه، بل الأصح قضيبه، يجعله يواصل.
كانت حين ترد ردا باردا و لا تتفاعل، يعاملها بجفاء حين يراها، تلاحظ هي ذلك، أصبح في وجودها لا يشعر بالراحة، تصرفاته ليست على سجيتها، القلق الإجتماعي تضاعف مرات و مرات بحضورها.
كان يعرف في قرارة نفسه أن النساء لا يحبذن الرجل الذي لا يثق في نفسه و لا يتصرف بثقة و راحة و ثبات.
مرت الأيام إلى أن طفح به كيل المشاعر المختلطة، فقرر أن يحدثها و يصارحها بإعجابه، شيء في داخله جعله متأكدا أنها سترفض، و هذا تقريبا ما أراده، أراد فقط إخراج ما عنده حتى يرتاح، هو دائما انتحاري في هذه المواقف، مستعد لخسارة كل شيء إذا عرف أنه لن يربح كل شيء. لا يؤمن بأنصاف الحلول، إما صفر أو واحد.
في العلاقات مع النساء مشكلته أيضا أنه لا يعرف متى يرسم ذلك الخيط الرفيع بين الصداقة و الإعجاب، إن صارحهم مبكرا حتى بالتلميح، يخسرهم و يرفضونه، لهذا مع كل فشل يقرر أن لا يصارح، و يطيل فترة التقرب و يدخل من باب الصداقة، لكنه لا يصبر، بل أصبح مقتنعا أن الفتيات غالبا حين تقدم نفسك لهن كصديق، ستبقى مجرد صديق. و هذا الواقع فعلا.
على كل حال، قرر هذه المرة أن ينتظر بعد انتهاء وقت العمل ليذهب لمكتبها حيث يعرف أنها هذه الفترة تخرج متأخرة من العمل و بالتالي ستكون وحدها في مكتبها.
لا تعرفون كم الرهبة التي انتابته و هو ذاهب إليها، و لكنه قرر هزم كل ذلك.
"يكفي من الخوف، يكفي من الخجل، ما أسوأ ما يمكن أن يحدث؟ ستقول لك لا؟ و مالمشكلة؟ أنت متعود على ذلك". كان يردد ذلك بصوت خافت و هو في طريقه لمكتبها.
جمال منذ أن دخل للعمل الجديد قبل سنة، أصبح مهووسا أكثر بمسألة خجله الإجتماعي و قلقه، شكّل العمل فرصة لمواجهة نفسه، حيث وجد نفسه في مواقف كثيرة تتطلب الكلام بثقة و ثبات، و لكنه عوضا عن ذلك تجده يتكلم بأدب و صوت خافت. و هو ما يقهره و يجعله يؤنب نفسه بعد ذلك.
العمل في شركة كبيرة يجعلك فعلا تخرج الملفات الخاصة بعيوبك و هواجسك من رفوف التجاهل و تضعها على طاولتك لدراستها و محاولة إيجاد حل لها.
وصل جمال لمكتب سناء، حين رأته، وقفت من مكتبها و همت بالخروج و كأنها ذاهبة لشأن ما، استوقفها و سلم عليها.
"سناء أريد أن أحادثك في موضوع ما"
"جمال، لدي عمل مهم الآن،هل هو موضوع عاجل؟" قالت ذلك و قد خرجت من المكتب و هو قد خرج وراءها.
شعر بالإهانة، بعيدا عن كل شيء، كيف لشخص يكلمه شخص ما و يخرج تاركه وراءه؟
واضح جدا أنها عرفت سبب قدومه و ارتبكت و تهربت منه.
طبعا بما أنهم في العمل فإن العمل يأتي أولا، فقال لها :
"لا ليس مستعجلا"
و خرج و عاد لمكتبه.
لكن ناره لم تهدأ، هدفه المنشود بإخراج كل ما عنده حتى يرتاح لم يتحقق.
قام على الفور بمراسلتها عبر تطبيقة التشات في العمل سائلا متى يمكن أن يكلمها.
قالت له أنها مستعجلة و ستذهب للمنزل. و خرجت.
"تبا، تبا، تبا"
ليس هناك من حل آخر بالنسبة لجمال، الليلة لن يهدأ له بال حتى يقول ما لديه.
لم يعد يتحمل الأفكار المشوشة في ذهنه التي تشغل عقله منذ أيام.
عاد للبيت و راسلها على الفايسبوك، و كرر طلب اللقاء، فأصرت أن يقول ما لديه الآن.
و كان ذلك، صارحها بكل شيء، طبعا ليس رغبته فيها جنسيا، لكن قال لها أنها لم تكن تعني له شيئا حين دخل للعمل قبل سنة، و مع مرور الوقت أعجب بها لأنه وجدها فتاة دافئة و طيبة. و زاد بكل غباء و أخبرها كيف أنه أصبح يتصرف بغرابة في وجودها، و قال لها أنه متأكد أنها تعرف أنه معجب بها. قال ذلك لأنه كان يائسا و مستسلما، و أصلا هي أظهرت بتصرفاتها ذلك اليوم أنها لا تريد علاقة معه.
قالت له بكل لباقة أنها تفضل أن يبقيا أصدقاء، و أنهما ناضجان و لن تتأثر علاقتهما المهنية بما حصل.
بدأ جمال يشعر بالراحة، فقد قال ما لديه، الآن عاد عقله متحكما، فأجابها إجابات متزنة رصينة في نفس السياق.
نام ليلتها قرير العين.
لكنه أمضى أسبوعين تقريبا بعدها مشوشا و غاضبا و محبطا، فهاهو رفض آخر له.
في عز حربه من أجل تعزيز الثقة بالنفس، يتلقى ضربة موجعة.
شك في نفسه، في كل شيء، لكنه أرجع كل شيء في النهاية لعدم خبرته في التعامل مع النساء. كان يلوم نفسه لأنه عجز عن تقديم نفسه بصورته الحقيقية، الجميلة، المنطلقة، المميزة.
رغم الضربة الموجعة لازال جمال واثقا أنه شخص مميز جدا، و أن مشكلته مشكلة تواصل.
استمر في جلد ذاته، لأيام و أسابيع.
لم يكن الهدف سناء، الهدف كان كسر حاجز لطالما عجز عن تخطيه، و هو جعل فتاة هو معجب بها، تبادله نفس الشعور.
"تبا لك أيها الفاشل، ما تحاول فعله في التاسعة و العشرين، فعله غيرك في الخامسة عشر"
أمضى أياما يحلل شخصيته من ألفها إلى يائها. خلص إلى أنه فعلا رغم كل شيء و رغم كل السنين، عديم خبرة مع النساء. لا تجربة حقيقية و كاملة له معهم.
لم يخرج مع فتاة تبادله الشعور في موعد غرامي أبدا. كل قصصه و مغامراته هي محاولات وراء فتاة. كلها من طرف واحد. حتى من تعجب به، تبتعد لأنه مختلف.
جمال يعترف أن مهاراته الإجتماعية محدودة، لهذا لا يستوعب أحيانا كثيرة، تلميحات و جملا معينة، لو يعرض محادثاته على أناس آخرين، سيقولون له أن هؤلاء الفتيات لمحن لإعجابهن به و لم يفهم. بل و حتى ردوده عليهن معقدة و ليست بسيطة.
غيره من أول جملة يمسك الخيط و يجعل الفتاة في جيبه، بينما هو، مهمة مستحيلة، كل جملة تأتيه من فتاة، يحللها و يفكر فيها أكثر مما تستحق.
بعد فترة قصيرة خرج جمال من إحباطه، و لكن شعورا ظل يرافقه كل ما جمعه المكان بسناء، شعور العار، نعم، العار لأنه كشف لها جانبا مترددا ضعيفا و مهزوزا من شخصيته. ليس هكذا يملك جمال صورة عن نفسه، رغم كل شيء كل رجل فينا يحب أن يظهر في أحسن حالاته، و يؤمن فعلا أنه ذو شأن كبير.

مع مرور الوقت تضاءل شعور الإعجاب بسناء، و لكن بقي فقط شعور الشهوة.
الآن، جمال يشتهي سناء، و يشتهي منار.
الآن، سيتفرغ لاشتهاء منار، فهي معه في نفس الطابق، بينما سناء في الطابق الرابع، يرى منار ثلاث مرات في اليوم على الأقل، في حين يمكن أن يمر أسبوعان دون رؤية سناء.
منار، أصبحت رقم واحد في قائمة جمال الشهيرة.
كل يوم أصبح يراها أجمل و أكثر إثارة، بدأ يقترب منها و يزور مكتبها الذي يقاسمها فيه فتاة أخرى و شابان، الفتاة الأخرى، هديل، متزوجة هي الأخرى و أم لطفل صغير أنجبته بعد أن أنجبت منار ابنها بسنة. هديل هي الأخرى تهتم بجسدها، لكن ملامح وجهها ليست جميلة. بالنسبة لجمال، هديل خارج القائمة تماما. صحيح جسمها متناسق، لكن جمال من النوع الذي يؤمن أن الرغبة الجنسية يجب أن يرافقها نوع من الألفة، حتى للحد الأدنى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ


الحلقة الثانية

هذا الأمر كان متوفرا بقوة مع منار، أما مع هديل فهو منعدم.
هديل تتفوق على منار جسديا في شيء واحد فقط، صدرها، لديها نهدان جميلان، ليسا كبيرين لكنهما بارزان و نافران و شكلهما جميل، بينما منار صدرها متوسط إلى صغير، لكن الأمر ليس مهما، جمال يجد منار مثيرة جدا لأقصى الحدود في كل شيء، في جمالها و شكلها و تصرفاتها و كلامها و سحرها و جاذبيتها.
بدأ جمال يشعر أن رغبته في منار مختلفة عن كل الرغبات التي اعترته تجاه كل النساء اللاتي دخلن قائمته.
هناك فعلا مغناطيس عجيب يجذبه لها، هي فعلا أكثر أنثى وجدها مثيرة في كل شيء، لا يكن لها مشاعر حب، أبدا، لكن شهوته الجنسية تجاهها ذات طابع آخر و مستوى آخر لم يجربه في حياته أبدا، شيء لم يجد له تفسيرا واضحا.
ربما شعوره أنها معجبة به هو ما زاد في إحساس الألفة بينهما، ربما.
توطدت علاقة جمال و منار أكثر كزملاء، طبعا كان يزور جميع من في المكتب، و لم يظهر الأمر أنه زيارة لمنار، كان يأتي و يوجه حديثه للجميع و يمازحهم، لكن منار كانت أكثر من يتفاعل معه، لهذا أحيانا ينحصر الحديث بينهما تاركين البقية منشغلين بأعمالهم.
أصبحا يتبادلان الحلويات و الشوكولاطة. هي من بدأت بذلك حين دعته لأكل قطعة من البسكويت.
طبعا حين يأتي بالمأكولات للمكتب فهي للجميع، لكنه في قرارة نفسه لم يكن ليفعلها لو لم تكن منار موجودة. كان يعطي الحلويات لمنار، و هي من تتكفل بتوزيعها على زملائها.
في مرة من المرات تكلمت هديل و عاتبت جمال بمزاح – في باطنه جد - على جلبه الأكل لمنار فقط.
في داخله، كان يقول "و من أنت أصلا، اذهبي للجحيم"، و لكنه وجدا ردا ديبلوماسيا متذرعا أن طاولة منار هي أول ما يعترضه حين يدخل المكتب.
و أصلا منار هي من تحضر له الحلويات و الشوكولاطة و تستدعيه ليأكل ما لذ و طاب، و ليست هديل.
هديل، مشكلتها الأخرى أنها تبدو متكبرة رغم أنها ليست جميلة. تمر من أمام المكاتب صامتة و لا تلقي التحية، عكس منار التي بمجرد مرورها تنتشر البهجة. تبهج العين بجمالها و تبهج الروح بتحاياها الدافئة.
لم يكن جمال وحده يشتهيها، هناك على الأقل زميل آخر،مروان، حين يدخل لمكتب جمال و زميله رئيس القسم، يعبر لهما صراحة عن شهوته تجاه منار، بعد أن تمر أمام مكتبهم.
هو الوحيد الذي يعبر، لكن جمال متأكد أن معظم، إن لم يكن كل رجال ذلك الطابق، و الطابق الذي تحته، يشتهونها.
و المؤكد أكثر، أنه لو تجمع كل شهوتهم لن تساوي جزءا ضئيلا من شهوة جمال و رغبته تجاهها، كما و كيفا.
حين يتخيل نفسه يمارس معها الجنس، يتخيل الأمر بكل شغف، يقبلها بعمق، تبادله القبلات بكل حب، يداعب بشرتها الناعمة، يد تمسك خدها و الأخرى تلعب في شعرها أثناء قبلاتهما. ينظر في عينيها دون توقف، تخترق نظرات كل منهما عيون الآخر.
تخرج آهاتها مع أنفاسها اللاهبة، تحيطه بذراعيها و هي تجلس في حضنه، يلصقها له بقوة و كأنهما جسد واحد.
يقبل كل سنتيمتر من جسدها الطري الناعم،يحملها و يقلّبها في كل الإتجاهات، هي قصيرة وصغيرة الحجم نسبيا و هو يرى القصيرات أكثر النساء أنوثة، يعود ليلتهم شفتيها و يرتشف من رحيق لعابها. لسانها يعانق لسانه و كأنه حبل نجاته.
يتخيلها امرأة ساخنة في السرير، تعرف ما تريد و تبادر دون خجل، توزع القبلات بسخاء على شفاه جمال و خده و رقبته و صدره و بطنه و ذكره.
حين يدخل قضيبه فيها، فإنه يراوح بين العنف و الرقة، السرعة و الهدوء، يقلبها في شتى الوضعيات، لكن المشترك بين كل الوضعيات أن جسمه ملتصق بها.
حين يضاجعها و هو خلفها، يمد يديه لتمسك صدرها و تلامس رقبتها و بطنها، يقرب شفتيه من وجهها و يلثم خدها و عنقها و شفتيها، ينزل يده الأخرى لتعزف على بظرها. تأتيها نشوة مضاعفة، نشوة القضيب في كسها، و نشوة الأنامل في بظرها.
يمتعها في أكثر من مكان في جسمها في نفس الوقت، يداه و فمه و خده يتنقلون في كل الأماكن في جسدها الناعم. ظهرها ملامس لصدره يحتك به. يؤمن جمال أن المرأة يمكنها أن تنتشي من أي مكان في جسدها. لهذا يجب على الرجل أن ينوع من أماكن استثارتها في نفس الوقت.
ترتعش منار بين يديه من فرط اللذة التي تعتريها، لقد أوصلها جمال إلى السماء بما يفعله بها.
يفرغ جمال منيه في مهبلها، و ينزل العاشقان على السرير في عناق عنيف و وثيق، كلاهما يعتصر الآخر بقوة، وسط قبلات محمومة و ساخنة و وابل من كلمات الغزل المتبادل.
يظلان لدقائق في السرير و هي مستلقية عليه، تلاعب بأناملها شعرات من صدره، و تنظر بعينيها الجميلتين لعينيه، يتحادثان، يتغازلان، تبتسم و تقبل صدره بكل شغف و يدها تلاعب قضيبه الذي كان بداخلها.
يستحمان سويا، يعيدان الكرة مرة و اثنتين.
يودعان بعضهما بقبلات شغوفة كادت أن تورم شفتيهما، على أمل لقاء قريب.

غالبا ما يصل جمال ذروة شهوته و يقذف منيه و هو لم يكمل حتى ربع هذا السيناريو في مخيلته، من شدة التفاصيل التي تثيره فيه.
مرت الأشهر، جمال وصل لسن الثلاثين، و لم يتحرك قيد أنملة تجاه النساء، لم يمارس الجنس بعد، إيقاع حياته اليومية و سكنه في حي عائلي يمنعانه من جلب النساء، هذا لو نجح في ربط علاقة مع إحداهن.
و كل يوم يمر، تزيد رغبته في منار، رسميا أصبح مستعدا لكي يطارحها الغرام لو خير بينها و كل نساء العالم. كل النساء في كفة مع بعضهم.
لم يسبق له أن شعر بهذا القدر من الشهوة تجاه أي أنثى، رغم أنه شهواني جدا.
أصبح يهيج لمجرد سماع صوتها من مكتبها الذي يبعد عن مكتبه خمسة أمتار تقريبا، و حين يسمع وقع خطواتها التي حفظها عن ظهر قلب و هي آتية لتمر من أمام مكتبه في طريقها للحمام.
كلما تمر يشعر بالجنون يعتريه، يعض شفتيه، يتمتم بصوت خافت "ما أحلاكِ، ما أحلاكِ، ما أحلاكِ، ما أشهى جسدك يا حلوتي، تبا، تبا، تبا"
في الأثناء، كانت تأتيه فترات قصيرة جدا يتخيل فيها سناء في سيناريوهاته الجنسية المعهودة، سناء طويلة القامة مقارنة بالفتيات، ربما طولها مثل طول جمال أو أكثر بسنتيمترات قليلة.
طول قامتها جعل مؤخرتها أكثر عرضا و امتلاء، ليس امتلاء سمنة، بل امتلاء ملائما لحجم جسدها.
كانت تعجبه مؤخرتها من حيث الحجم، مع جسمها الطويل تبدو متناسقة جدا.
كان يتخيل نفسه أكثر شيء ينيكها في كسها من الخلف بشتى الوضعيات، وقوفا، ركوعا أو رقودا. طبعا فمؤخرة مثل تلك، كبيرة و طرية، ارتطام وسطه بها يجعلها ترتج و يتراقص لحمها جيئة و ذهابا.
طبعا لن تستغربوا إن علمتم أن جمال يتخيل أيضا أناسا آخرين يضاجعون سناء.
يفعل ذلك حين يجد أن استمناءه عليها قد أصابه بعض الملل و الرتابة حين يتخيل نفسه هو من ينيكها، فيخترع شخصيات وهمية تضاجعها، أو يتخيل زميلا آخر معهم يفعل ذلك.
كان ذلك كفيلا بجعله يقذف في دقائق معدودة.
هناك شيء خاص يثير الرجل أكثر حين يتخيل رجالا آخرين ينيكون المرأة التي يريدها.
تقريبا كل نساء قائمة جمال قد تخيلهن و هن يمارسن الجنس بنهم و شهوة مع غيره.
الآن سناء تأتي في مركز متقدم في قائمة جمال الجنسية، في أيام تكون في الثلاثة الأوائل، و أحيانا تصل للمركز الثاني، طبعا بفارق بعيد و شاسع عن منار، منار في مكانة لوحدها تتربع عليها و تهرب بسنين ضوئية في أعلى القائمة.
رغبة جمال في منار، جعلته يستغل الأمر في تحسين تعامله مع النساء، أصبح يحاول إثارة إعجابها دائما، لاحظ أنها بعد توطد علاقتهما، لم تعد تنظر إليه بنفس التركيز حين تمر أمام مكتبه، طبعا تنظر إليه، لكنها بعد أن تنظر قليلا، تشيح بنظرها إلى مكان آخر.
يبدو أنها بدأت تراه كصديق، أو كشخص مضمون بجانبها، فيما كان سابقا وجها جديدا مجهولا، و المجهول له سحره الخاص، إن اقتربت منه كثيرا، نقصت لذته.
كان هذا بعد مرور سنتين على أول لقاء بينهما. وجد جمال أن الوقت مناسب لكي يرسل لمنار طلب صداقة على الفايسبوك، كان سابقا قد قرر أن لا يفعل و ينتظرها هي، لكن كالعادة، قضيبه غلبه.
أرسل لها طلب الصداقة، كان واثقا أنها ستقبل، مر يوم، يومان، قرر جمال أنه إن لم تقبل في اليوم الثالث فإنه سيسحب الطلب، و ستتغير معاملته معها.
و فعلا حدث ذلك. يومها سحب الطلب، و قرر أن لا ينظر لها حين تمر أمام مكتبه، كانت تمر تقريبا في اليوم 3 مرات على الأقل، تجاهلها فيها جميعا، لم ينظر سوى لشاشة الحاسوب أمامه.
في المرات التي مرت فيها، بدأت تحاول لفت انتباهه، في كل مرة تمر تلقي عليه التحية بصوت خافت هامس، لكن مسموع.
كان ذلك دأب جمال طيلة الأسبوع، تجاهل، فقط يرد على أول تحية "صباح الخير"، حتى لا يظهر أنه غاضب منها بشكل صبياني.
طبعا توقف جمال عن زيارة مكتب منار، و توقفت الهدايا المتبادلة.
كانت كالعادة كلما مرت، تحييه، و تحاول لفت انتباهه بطريقة أو بأخرى، مرة بإصدار صوت بأصابع يدها، مرة بخربشة خفيفة على باب مكتبه، كل ذلك طبعا و هي تمشي، دون أن تتوقف، فالمكتب فيه زميل آخر مع جمال.
كان جمال غاضبا جدا منها، كيف تتجاهل طلب صداقته؟
"هل لأنها متزوجة و لا يجب أن تضيف الذكور؟ لا، فقائمة أصدقائها تحتوي على زملاء ذكور من شركتنا. لماذا إذن؟ هل لا أرتقي لمرتبة صديق؟ هل علاقتها بي أقل من علاقتها بزملائنا الذين في قائمة أصدقائها؟ أبدا، علاقتنا أكثر قربا من معظمهم.
لماذا؟ لماذا؟"

خلص جمال لتفسير وحيد، و هو أنها خائفة.
تخاف أن تكون الصداقة على الفايسبوك بوابة لنقل العلاقة خارج إطار العمل.
لأنها لا تلتقي بجمال إلا في العمل، لا وجود لأي إطار آخر يلتقيان به.
تخشى إن قبلت صداقته، أن تصبح بينهما محادثات، و المحادثات تؤدي لمغازلات، و المغازلات تجلب علاقة. و هو أمر لا تريده أي امرأة متزوجة و أم مستقرة في حياتها.

"لكن، تصرفاتها معي، حتى بعد رفضها لطلب الصداقة، تدل على أنها تحمل لي مكانة خاصة، بماذا يمكن تفسير قلقها من تجاهلي لها طوال هذا الأسبوع؟"
هكذا ربما هم النساء، لا يعرفون ما يريدون، أو يريدون امتلاك كل شيء،ربما نظرات جمال لها تشعرها بأنوثتها و أنها مرغوبة جدا، و هذا يكفيها. ربما فعلا تشتهي جمال و لكنها لا تجرؤ على أن تقدم على خطوة ليست بالهينة.
واصل جمال تجاهله لها، لكن الرغبة في داخله لا تزال قوية جدا جدا، ما العمل؟
بعد أسبوعين توقفت عن محاولات لفت انتباهه. و هذا ما قهر جمال و جعله يشعر أنه فشل فعلا. حيث أن في أول أسبوعين بعد الحادثة، كان يشعر بإرضاء كبريائه كلما مرت و حاولت لفت انتباهه و هو يتجاهلها، الآن توقفت عن ذلك.
ماذا يفعل يا ترى؟
قضيبه كالعادة يفكر مكانه، طبعا، و هل يخفى القمر؟
هذه المرة لم يتحرك بغباء كعادته، بل صادف أن كان هناك اجتماع لعدة موظفين بالإدارة، من بينهم جمال و منار، أثناء الإجتماع كان جمال مركزا على نفسه و كيف أن عليه أن يواصل حربه على الخجل الإجتماعي، فقرر أن يكون أكثر من يصدر التعاليق في الإجتماع، و كان يستغل الفرصة ليطلق تعاليقا طريفة و مضحكة، رغم حضور مديره. و حدث ذلك فعلا، و شعر جمال في تلك اللحظة بمخزون لا بأس به من الثقة، في أكثر من مناسبة تتفاعل منار مع تعاليقه و يوجهان الكلام لبعضهما، طبعا في العمل لا يجب خلط الشخصي بالمهني، لهذا لم يكن جمال يتجاهلها، و أصلا مرت فترة جعلته يبرد و ينقص غضبه منها.
بعد خروجهم من الإجتماع، عادت علاقتهما كما كانت.
بل قرر جمال أن يصبح أكثر جرأة، حيث رأى أنه عليه أن يلامس منار كلما أتيحت له الفرصة، لمسات تبدو في ظاهرها عفوية و طبيعية، من قبيل وضع أطراف اليد على زندها أثناء الكلام، أو مثلا حين تقدم له قطعة من المرطبات ليقضم منها، فيرفض مدعيا أنه يشعر بالشبع، و يمسك يمعصمها ليمنعها بلطف من ذلك، أو حين يرى جرحا طفيفا في يدها فيمسكها و يمرر اصبعه برفق فوق ذلك الجرح و هو يسألها عن سببه و مدى ألمه، و غير ذلك من الفرص التي قد تُفهم و لا تُفهم على أنها رغبة جنسية.
جمال أصبح يريدها أن تعرف أنه راغب فيها، لا يجتهد لإخفاء ذلك، لكن بحذر طبعا، فمن ناحية لا يريد أن يرمي أوراقه بسرعة و بوضوح حتى لا ترفضه، و من ناحية أخرى هم ليسوا وحدهم في العمل، دائما ما يكون هناك أحد الزملاء متواجدا معهم، كما أنه يعرف أن من لوائح العمل التي يتم التشدد فيها هي التحرش الجنسي، فإن أساء جمال مثلا تقدير إحدى لمساته أو كلمات غزله لها، قد تسبب له فضيحة و طردا من الشغل.
بخلاف اللمسات أصبح جمال يرمي عبارات غزل مبطنة.
قد علم منذ مدة أنها أم لطفلين و ليس طفلا واحدا فقط. لهذا و في يوم من الأيام و هو واقف يحادثها في مكتبها، شاهد على هاتفها صورة ولد عمره ست سنوات، قال لها :
"منار، هل هذا أخوك الصغير؟"
ضحكت و لم تخفي اتساع عينيها من الفرحة، قائلة :
"ذلك ابني و ليس أخي"
"مستحيل، كم عمره؟"
"ست سنوات"
"إذن فأنت قد تزوجت في سن الخامسة عشر، هذا ممنوع قانونا، سأشتكي بوالدك للمحكمة، لأنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون سنك أكبر من ثلاثة و عشرين"
واصلت ضحكها مزهوة، طبعا لا توجد امرأة لا تعشق أن تعطى عمرا أقل من عمرها.
هنا قال لها جمال :
"اسمعي، أنا أعرف أنك لست متزوجة، كل هذا مجرد تمثيلية حتى تبعدي الرجال عنك"
"صحيح"
"لن تنطلي علي حيلتك أيتها الماكرة"
واصلت ضحكها ثم قالت :
"على فكرة عندي أخ صغير آخر، أصغر من هذا"

تواصلت علاقتهما على هذا المنوال، حلويات متبادلة، مزاح، حديث عام، عرف جمال أنها تكبره بعامين.
في أحد الأيام و هو جالس في مكتبه، تأتيه رسالة على تطبيقة التشات الخاصة بالعمل من منار تدعوه فيها لمكتبها.
ذهب إليها، قالت له و عيناها تبتسمان و ترمقانه :
"قيل لي أن اليوم هو عيد ميلادك"
"نعم هذا صحيح"
"كل عام و أنت بخير" ثم غنت له :Happy Birthday to You(عيد ميلاد سعيد)
شعر جمال أن له مكانة خاصة عندها، لا تفعل هذا إطلاقا مع أي زميل آخر من الذكور، ربما فعلتها مع زميليها في المكتب، فهم طوال اليوم مع بعضهم و علاقتهم أكثر قربا من زملاء آخرين، و هي أصلا لا تحتاج لمناداتهما لتهنئتهما بعيد ميلاديهما.
"من أين عرفت أنه عيد ميلادي، من أخبرك؟ أهو حليم؟"
حليم زميلها في المكتب و هو صديق لجمال على الفايسبوك يمكنه رؤية تاريخ الميلاد.
"لا، بل هديل من أخبرتني"
هديل أيضا صديقة لجمال على الفايسبوك، تصوروا، هديل التي لا تصل علاقتها بجمال لعشر علاقة منار به، هديل صديقة لجمال بينما منار لا. يا للعجب.
نظر جمال لهديل، و قد كانت تنظر إليه وقت حديثه مع منار، العجيب أن هديل لم تهنئه لا وقتها و لا على الفايسبوك.
عاد جمال لمكتبه يفكر في الأمر.
"مالذي يجعل هديل تخبر منار بأن اليوم هو عيد ميلادي الواحد و الثلاثون إذا لم تكن تعرف أن هناك شيئا ما بيني و بينها؟، هذا يعني أن هديل تعرف أن منار و جمال ليسا صديقين على الفايسبوك و لهذا أخبرتها؟"
خلص جمال إلى أن هديل تعرف أن هناك شيئا، و أن ذلك بتواطؤ من منار، فواضح جدا من تصرف منار أنها على الأقل أخبرت هديل شيئا ما، يبدو أنهما يتحدثان عن جمال حين تختليان، ربما منار أخبرت هديل بكل شيء، هل أخبرتها أن الإعجاب متبادل؟ أم أنها أخبرتها أن زميلهم جمال معجب بها و يشتهيها؟ هل تتلاعب منار بجمال؟ هل يا ترى حاصرت هديل منار بشكها فاضطرت منار لتقديم القصة على أنها من طرف واحد؟ هل هديل لا ترى مشكلة في ذلك و منار أخبرتها بأن الأمر متبادل؟ ألا يمكن أن تكون كلاهما تشتهيان جمال؟.
كلها أسئلة دارت في ذهنه، و لكنه رغم ذلك قال في قرارة نفسه أنه لا يهتم حتى إن عرفت هديل.

ثم فالنساء أصلا مثل الرجال حين يتحدثون عن الجنس و العلاقات، تجد من العادي مثلا أن صديقين من الرجال يتحدثان عن الجنس و عن إثارة نساء آخرين غير زوجاتهما.
بالنسبة لجمال يتحدث مع أصدقائه المتزوجين عن النساء و الجنس و اللذة و تجدهم يتفاعلون معه و يصفون رغباتهم في مؤخرة هذه و ثديي تلك، بالتالي من الوارد جدا أن تتحدث منار و هديل عنه في خلوتهما، و قد يصل الأمر للتعبير صراحة حتى و لو بالمزاح عما تشتهيان فعله معه.
بعد ذلك، فوجئ جمال أن هديل أصبحت تلقي التحية حين تمر أمام مكتبه، بل و أصبحت تبتسم له.
طبعا كما قلنا سابقا أن هديل ليست جميلة، لكن جسمها متناسق.
مؤخرتها عادية، مقبولة، ليست بإغراء و تكوير مؤخرة منار، صدرها رهيب، وجهها متوسط، لكن في المجمل، هي قابلة للنيك.
بدأ جمال يتقبل فكرة أن تدخل هديل قائمته، أصبح يشتهيها أيضا، لكن، يتخيل نفسه ينيكها بطريقة شهوانية خالية من التواصل و المشاعر.
تخيل نفسه يمسكها من شعرها و هو يرهزها في كسها من الخلف بقوة و سرعة، و هي تعوي و تصيح. و نهداها يتراقصان و يهتزان أمامها، فيمد يده ليمسك بهما و يعصرهما.
ثم يعود ليمسكها من وسطها، و بين الحين و الآخر يصفعها على مؤخرتها لتطلق آهة أخرى من أعماق قلبها.
يقلبها و يرميها على السرير على ظهرها، يعيد إدخال ذكره فيها و يبدأ في نيكها بسرعة، ثم يدفن وجهه بين نهديها يمرغه هناك، يمسك أحدهما بيد يعصره، و يمص حلمة الآخر.
يرفع جسده عنها قليلا و يفتح ساقيها أكثر و يدفعهما ليستقرا فوق كتفيها، و يقوي من إيقاع ضربات قضيبه لها. يزمجر كالأسد حين تقترب نشوته من أقصاها، في حين ترفع هي صوتها بالآهات غير آبهة حتى لو أسمعت كل المدينة صراخها، لتأتيها نشوتها و ترتعش تحته.
ما يهيجه في فكرة نيكه لهديل أيضا، أنها تبدو مغرورة، ليس لشكلها أو شيء من ذلك، لكنه غرور مألوف لدى مهندسي المعلوميات. ليس كل المهندسين هكذا، لكن هي قد تكون من تلك النوعية، كذلك هي من عائلة ميسورة الحال جدا، ربما ذلك سبب آخر. عموما، فكرة نيك فتاة مغرورة، فكرة مثيرة و مهيجة جدا لجمال، فهو كسر لـ "شوكتها".
مرات يتخيل نفسه أيضا ينيك هديل و منار معا.
هما معا طوال النهار، يبدو أنهما يتشاركان حتى لحظات المتعة.
تخيلهما و هما تلعبان بقضيبه و تتبادلانه مصه وسط ضحكات و مزاح، و هو ينظر لهما مزهوا باللحظة التي يعيشها. تتبادلان القبلات الساخنة، يهتاج هو أكثر من ذلك المنظر.
يتناوب على مضاجعتهما في شتى الوضعيات و صراخ كل منهما يعلّي على الأخرى.
تتنافسان على من تكون الأكثر سخونة و هيجانا معه.


لا أدري إن كان التالي سيحبطكم أم يثيركم، لكن حتى منار يتخيلها جمال أحيانا مع رجال آخرين. ففكرة فعلها لذلك في الواقع مطروحة جدا، لا يدري إن كانت تصرفاتها المنفتحة و الجذابة دليل عفوية فقط أم أنها لإغراء الرجال أيضا، لهذا احتمال أن يكون أحد ممن تصادفه في حياتها قد نجح في إغوائها احتمال وارد. من يدري فربما تملك عشيقا أو أكثر، تراوح بينهم كما تريد و تشتهي، تستمتع بهم و ترويهم من رحيق رغبتها العارمة، بينما جمال يكتفي بالإستمناء عليها و على غيرها. قد يركبها مدرب رياضة ما في قاعة رياضية ترتادها للحفاظ على رشاقتها، يأخذها معه لمنزله ليستمتع بفيض شهوتها المتفجرة. أو يضاجعها زوج إحدى معارفها أغواه دلالها و إثارتها في إحدى حفلاتهم و سهراتهم.
هو لا يستبعد فعلا أن يكون لها عشيق أو أكثر، فتصرفاتها منفتحة حقا، أو ربما هكذا النساء في العاصمة يتصرفن بعفوية، لكن حقا، تصرفاتها و نظراتها، لا تتوانى أن تنظر أو تبتسم في وجه هذا أو ذاك، ربما يندرج ذلك في إطار شهوتها للرجال بعفوية أيضا، من يدري، النساء بحر غميق لا يسهل فك شفرته.
أكثر من مرة يلاحظ أنها عائدة من الحمام و قد تزينت و وضعت بعض المساحيق قبل مغادرة العمل. يحرك فيه ذلك تساؤلات كثيرة : "يا ترى لمن تتزين، هل هي على موعد مع زوجها و لا تريد أن تضيع الوقت في وضع الماكياج في البيت؟ أم أنها تتزين لعشيق من عشاقها ينتظرها في مكان ما؟ أم أنها هكذا تريد أن تظهر جميلة دائما؟ و لكن لماذا لا يصادف ذلك إلا آخر يوم من الأسبوع؟ يبدو أنها تقول لزوجها أن آخر الأسبوع تكثر عليها الأشغال في العمل و تستغل ذلك لتتأخر عن البيت و تقضي ذلك الوقت بين أحضان عشيقها"
أحيانا يكون جمال في قمة هيجانه، فيتخيل كلا من منار و هديل و سناء في صورة هائجات ممحونات تتقاذفهم الأحضان و الأيور.
و أحيانا يفعل ذلك حين يكون محبطا يشعر باليأس و يعاقب نفسه على فشله.
إنها ثلاث سنوات قد مرت على انضمامه للعمل و لم يضاجع أي واحدة منهن.
يشعر أنه عاجز، لا يبحث جيدا و لا يجتهد لربط علاقات خارج العمل.
هو رغم صداقاته إلا أنه وحيد، وحيد فعلا، ليس لديه شلة مختلطة من النساء و الرجال يخرج معها دائما، كل من يخرج معهم ذكور مثله، يتحدثون نفس المواضيع، و أصلا لا يخرج معهم دائما، حيث يفضل الوحدة على تكرار نفس اللقاءات.
جمال يريد الفرص و الأبواب التي تفتح الطريق من أجل الكس.
و لكنه لا يجتهد حقا. رغم قناعته أنه واقف في مكانه لا يتحرك.
كان بإمكانه دفع المال لعاهرة ينيكها، لكنه يرفض ذلك، يعتبر الأمر تحيلا على نفسه، يريد أن يضاجع أنثى يريدها و تريده، تشتهيه، تتمناه.
من يدفع المال مقابل الجنس هو شخص عاجز.
شعوره بالوحدة و عدم وجود صداقات و علاقات مع الفتيات، يحبطه، و كلما يرى من منار تصرفا لا يوحي بأنها تريده، يزيد إحباطه، فيعاقب نفسه كما قلنا بتخيلها تنتاك من غيره، كالعادة إما شخصيات وهمية أو زملاء في العمل.
مؤخرا بدأ يتخيلها تنتاك من زميلهم مروان الذي يشتهيها، كان جمال سابقا يستبعده من خيالاته لأنه يشعر بالغيرة كلما تحدث أمامه عن رغبته في منار، و يراه أصلا شخصا لا يملك أسلوبا جميلا ليشد أمثال منار، دائما ما يتحدث لجمال و من معه عن جلبه للعاهرات للمنزل.
واضح أنه عاجز عن نيك النساء دون مقابل.
و طيلة الثلاث سنوات، علاقته بمنار محدودة جدا.
و لكن ما جعل جمال يضيفه لقائمة العشاق المتخيلين لمنار هو حادثة صغيرة، ربما.
في يوم ما، كانت منار مارة كالعادة في طريقها للحمام، كان مروان واقفا أمام مكتب جمال، قال لها : "أرجوكِ قولي لنا صباح الخير، لا تتكبري علينا"
وقتها ارتفع الدم لرأس جمال، فهو يغار على منار أكثر من زوجها.
توقفت هي لتقول أنها قالت صباح الخير للجميع.
"تبا، اللعين يريد التقرب منها." قال جمال في نفسه.
بعد أسبوع أو أكثر، كان جمال في مكتب منار يحادثها كعادته، وقف مروان أمام المكتب لحاجته لأمر مع حليم، لم يدخل، فما كان من منار إلا أن التفتت له و قالت له بصوت عال : "صباح الخير، ها قد قلت صباح الخير، هل سمعتها؟"
جمال هنا أكلته نار الغيرة، هاهي تتفاعل مع شيء زرعه مروان قبل أسبوع أو أكثر.
"تبا"
قد يكون الأمر عاديا، فهي تبدو هكذا دائما منفتحة و بشوشة و مرحة مع الجميع، لكن جمال لم يستسغ الأمر.
تكرر الأمر بعد أيام حين كانت منار في مكتب جمال و مر مروان من أمام المكتب فحيته بصوت مرتفع لتذكره كالعادة أنها تقوم بالتحية.
"تبا إنها المرة الثانية، ما بالها هكذا؟ لا أدري أهو أمر عفوي منها أم أنها تعرف أن مروان يشتهيها فأعجبها ذلك"
أمسك جمال نفسه عن لومها، لأنه في النهاية من يكون بالنسبة لها؟ لها زوج في بيتها هو من المفترض أن يغار.
و أصلا هي كما قلنا من النوع المنفتح و الذي يسلم و يحيي الجميع، و تبدو من النوع الذي لا يحسبها كثيرا، أو ربما تحسبها و لا تهتم. ربما تعرف أنها تثير الرجال و تفعل ذلك و تستمتع.
في كل الحالات شعر جمال بالإحباط لأنه أحس سابقا أنه كان مميزا و ربما بدأ يفقد مكانته، هل وقعت منار في صنارة مروان؟ استبعد جمال ذلك، لكن مشاعر الإحباط و الفوضى و التشوش لديه دفعته لتخيل مروان ينيكها. مروان ينحدر من منطقة ريفية، طباعه غليظة، أو هكذا يقول عن نفسه، يعاقر الخمر و يضاجع العاهرات مقابل المال، في المجمل يمكن اعتباره فظا، غير جذاب. و لو أنه شكلا مقبول.
لهذا حين يتخيله ينيك منار، يقذف جمال منيه بسرعة رهيبة، فهو يستثار كثيرا من الأفكار التي قد تؤلمه أو تزعجه، هو يغار عليها من مروان رغم يقينه أنه لن يصل لشيء معها، أو ربما هكذا يظن، هو بالنسبة له يمثل نموذجا سيئا لا يستحق منار، منار فتاة نظيفة و مرموقة و رقيقة و جذابة و ساحرة، و بالتالي الفكرة تزعجه، و لكنها في نفس الوقت تهيجه.

من أكثر ما يثير تفكير جمال بعد كل هذه السنوات، هو أنه محتار هل أن منار ترغب به حقا، و هل تنتظر منار منه أن يقدم على خطوة جريئة لكي تسلم نفسها له؟ جمال ينتظر فرصة قد لا تأتي و هي أن يجمعهما مكان ما خارج العمل.
ما يؤرق جمال أيضا هو أنه شبه متأكد أنه لو كان مكانه شخص آخر ممن لهم باع و ذراع مع النساء، لسهل عليه إغواؤها و لربما ناكها منذ أول شهر عرفها فيه، في حين مرت تقريبا سنتان و نصف على أول لقاء لجمال بها، اللقاء الذي كانت تسترق فيه النظرات له بكل وضوح، و هو للآن لم يفعل شيئا معها.
غيره قد يكون من أول لقاء معها أو لقائين يستمتع بجسدها و شبقها، بينما هو أقصى انجازاته التي يفرح بها حين تبتسم له أو تسترق له النظرات أو تتركه يلمس يدها "عفويا".
الآن كل يوم يمر عليه يزداد ولهُه بها، قد نسميه عشقا جنسيا، فهو يعرف تماما أنه منجذب إليها لجسدها و حركاتها و مرحها و صوتها، أصبحت شغله الشاغل، رغبته فيها لا يمكن حصرها، يعرف بينه و بين نفسه أن هذا المستوى من الشهوة يفوق بمراحل كل المستويات التي وصلها قبلا في حياته منذ أول مرة انتصب فيها قضيبه.

هل مازال الباب مفتوحا له؟ هل مازالت فرصته قائمة؟
هل أعجبت به أصلا و ترغب به و تنظر له نظرة خاصة، أم أنه أخطأ في قراءة عفويتها؟ و إن كانت راغبة فيه حقا، هل مازالت كذلك بعد كل هذا الوقت؟
ثم يبدأ جمال في تحليل كل حركة منها له سواء في يومها أو في الماضي، يحلل أدق التفاصيل، كم من ثانية بقية تنظر إليه، و لماذا أشاحت بوجهها، و كيف تنظر لذلك الزميل الذي دخل لمكتبهم، يفكر و يحلل، هل فترت من ناحيته، هل لم يعد يعجبها، يبدو أنها فقدت الإهتمام به، يبدو أنها ملت من طول المدة و هو لم يحرك ساكنا.
إلى متى سيظل يحاول التقرب منها بكل حذر دون خطوات صريحة و جدية؟
إلى متى سيستمر الأمر كما عليه الآن، يشاهد بعينيه و أقصى ما يناله منها هو نظرات و لمسات خفيفة؟
تزداد تساؤلاته و حيرته خصوصا حين يكون محبطا يائسا، و تجده يحاول تخيل كيف تعيش و كيف علاقتها مع زوجها، هل هي سعيدة في البيت كما تبدو له في العمل، هل تحب زوجها، هل هو زواج عن حب أم زواج تقليدي من أجل مستوى اجتماعي أفضل، هل تألقها و نظارتها و روحها الخفيفة و تعاملها المرح في العمل دليل سعادتها مع زوجها أم أنه غطاء لحياة زوجية رتيبة أو ربما حتى تعيسة.

يعرف جمال تمام المعرفة و الإدراك أن طرح كل هذه الأسئلة الحائرة و التحاليل الدقيقة الملحّة حول نظرتها له و علاقتها به، هي دليل أنه في معركة خاسرة إلى حد الآن.
ففي الحب و العلاقات، كلما كنت هانئا بعلاقتك، قلت الأسئلة، إذا كثرت تساؤلاتك فاعلم أنك في موقف ضعف و لم تنل مرادك.
جرب هذا كثيرا في قصصه الغرامية السابقة و التي كلها كانت من طرف واحد و لهذا كان يحس بالإحباط أكثر كلما يجد نفسه يتساءل و يحتار.
لكنه أحيانا يرفع لنفسه المعنويات بفكرة أن كل شيء ممكن، و أنه قد تأتي فرصة تجعله يحقق مبتغاه مع منار، لهذا قرر أنه في حال اختلى بها في أي مكان فسيقبلها على الفور بلا تردد و ليحصل ما يحصل، يكفي من الخوف و الحذر، الجرأة و الثقة هي المفتاح.

******
الحلقة الثالثة

اليوم، تعود منار للعمل بعد شهرين إجازة أمومة، فقد أنجبت ابنها الثاني بعد دخولها للعمل الجديد بثلاثة أشهر فقط.
بدأت منار جولتها على مكاتب زملائها لتسلم عليهم بعد غياب، وصلت إلى مكتب مجدي، رئيس أحد الأقسام التي تتبع إدارتهم، لتسلم عليه.
دخلت منار ملقية تحية صباحية جميلة، فوجدت شخصا جديدا في المكتب مع مجدي.
زميل جديد ينضم لإدارتهم، وجدته وسيما ذا عينين واسعتين بنيتي اللون أقرب للون العسل، كان صامتا لا يتحدث كثيرا.
سلمت على كليهما و دار حوار قصير سألها فيه مجدي عن أحوالها و أحوال وليدها.
في ذلك اليوم أرسلها رئيس قسمها لرئيس قسم آخر في الطابق الرابع لأنها تنسق مع فريقه في مشروع مشترك بين القسمين، ماهي إلا نصف ساعة حتى دخل الزميل الجديد الذي لا تعرف اسمه بعد و رحب به رئيس القسم هناك و أجلسه بجانبه ليطلعه على البرنامج المستخدم في مشروعهم ذلك، لم يكن الزميل الجديد ضمن ذلك المشروع و لكن لأنه جديد فكان يتم إطلاعه على معظم الأقسام ليأخذ فكرة عامة عن عملهم.
جلس الوافد الجديد مع بلال رئيس القسم أمام الحاسوب الذي يقابل مباشرة الحاسوب الذي جلست أمامه منار مع إيمان إحدى أعضاء ذلك القسم.
لم تمسك منار نفسها و بدأت بين الحين و الآخر تحاول أن تسترق النظر لذلك الشاب، في إحدى المرات رفع رأسه فالتقت عيناهما، كان واضحا عليها أنها تحاول رفع رأسها لتراه من فوق شاشة الحاسوب.
كررت منار الأمر عدة مرات، و قد رآها الشاب مرة أخرى و هي تشرئِب بعنقها لتتمكن من رؤيته.
مرت الأيام و عرفت منار اسم زميلهم، كان اسمه جمال، لم يكن جمال يخالط كثيرا زملاءه، لم يكن يمازح و يحاور كثيرا، لم يدخل في الجو كما فعل البقية.
الفتيات و النساء لديهن قدرات خاصة على استقصاء كل المعلومات التي يرغبن بمعرفتها. سواء في عمل أو دراسة أو أي مجموعة، حين تختلي النساء ببعض يتحدثن بجرأة عن أشياء لا يتجرأن على ذكرها أمام الذكور. من العادي أن تتحدث النسوة عن وسامة أحدهم، و هل هو أعزب أم مرتبط، و من أين أتى. سواء كن متزوجات، مرتبطات أو عزباوات، فإن الأمر لا يتغير.
كان مكتب مجدي و جمال آخر مكتب في الممشى المؤدي للحمام، فكانت منار حين تعود من الحمام لمكتبها، تدقق النظر في جمال، يكتفي هو بمبادلتها بعض النظرات.
تطور الأمر لتزيد منار نظرات حالمة ثابتة لعينيه، و ابتسامة خفيفة.
كان جمال يكتفي فقط بمبادلتها أول تحية في اليوم، فيما عدا ذلك، ينظر لها و هي تمر.
"يا ترى هل فهم نظراتي؟"
كانت منار تلوم نفسها و لكنها لم تستطع مقاومة إعجابها بجمال و فضولها لمعرفته.
"يبدو أنه خجول أو غير مهتم، لم أره يدخل لمكتبنا أو يبادلنا أطراف الحديث حين نكون في مجموعة". هكذا فكرت منار حين لم تر أي تجاوب منه. لكنها طبعا تعرف في داخلها أنه على الأرجع يعرف أنها متزوجة و لهذا لا يجرؤ على مبادلتها الإعجاب.
مرت أشهر و كانت منار أحيانا تدخل لمكتب جمال حين تستحق مساعدة مجدي في عمل ما، أحيانا يتبادلون أطراف الحديث في مواضيع عامة و بشكل طفيف، كان جمال يتفاعل على استحياء، كانت تلتفت أيضا لجمال رغم أن الحديث موجه لمجدي.
في مرة من المرات، دخلت باحثة عن كابل كهربائي كان يستعمل للميكرويف الجماعي، قال لها مجدي أنه ربما أخذه أحدهم، فردت مازحة : "يبدو أنه جمال صاحب الفعلة، أنا متأكدة من ذلك".
كانت تلك أول مرة تنطق اسمه، ربما هو لا يعرف اسمها أصلا.
كانت نية منار بذلك جذب جمال للحديث و المزاح.
اكتفى جمال بالإبتسام لها ثم عاد لينظر لشاشته التي أمامه.
خرجت منار مواصلة بحثها عن الكابل، و بعد ساعة أو أكثر أثناء عودتها من الحمام كالعادة، دخلت للمكتب موجهة الكلام لجمال : "أرجو أن لا أكون قد أغضبتك منذ قليل، فقد كنت أمزح".
رد جمال مبتسما : "أبدا، أبدا، و لم سأغضب؟ أعرف أنك تمزحين."

مرت الأشهر و كانت منار مهتمة بجسدها، حتى تتخلص من شكل ما بعد الولادة، لم تكن ترضع صغيرها طبيعيا، فالرضاعة تتطلب من الأم أن تأكل و تتغذى كثيرا مما يعني أنها ستزيد بشكل لافت من وزنها، و هو ما لا تريده، كان الأمر دارجا بكثرة لدى الأمهات في السنوات الأخيرة، أصبح الإستثناء الآن تقريبا هو أن ترضع الأم صغيرها طبيعيا. خصوصا في عائلات ميسورة حيث الأم تشتغل و تهتم بجمالها و رشاقتها و أناقتها. منار تزوجت رجلا يكبرها بخمس سنوات، ذو منصب هام في إحدى الشركات السياحية، كانت قبل زواجها من عائلة اعتيادية من الطبقة الوسطى، الآن ارتقى مستواها الإجتماعي و أصبحت ممن يصنفون من أعالي الطبقة الوسطى، حيث مرتب زوجها الشهري يفي و زيادة للصرف على البيت و كذلك العيش في رفاهية. فما بالك مع مرتبها هي الذي و إن لا يصل لنصف مرتب زوجها إلا أنه مرتب كاف لوحده لإعالة عائلة متوسطة و توفير مستلزماتهم.
كانت منار تهتم كثيرا بكل ما يمت بصلة للجمال و العناية بالبشرة و الشعر و كذلك بالأناقة و الموضة و الديكور، مثلها مثل كل الفتيات.
كانت مرتاحة ماديا، و هو ما انعكس حتى على راحتها النفسية، فهي دائما مرحة بشوشة تسلم على الجميع، تمزح و تضحك دائما. الأمر في طبيعتها صحيح، لكنها تعرف أن ذلك يزيد من جاذبيتها.
إيقاع الحياة و العمل جعل نشاطها الجنسي ينقص مع الوقت، فهي و زوجها يعملان و لديهما طفلان، ما إن تغادر العمل حتى تسرع للعودة بطفلها من الحضانة، تصل للبيت بعد غروب الشمس متعبة لا تفكر سوى في الراحة. لا تملك هي و زوجها سوى عطلة نهاية الأسبوع للخروج و السهر، و لإيجاد الوقت لممارسة واجباتهما الجنسية تجاه بعضهما.
كان آداء زوجها الجنسي عاديا، مثل معظم الأزواج، قد يفي بالحد الأدنى من المتعة، لكنه ليس بالمميز أبدا، حياة منار الجنسية كانت اعتيادية نمطية، خصوصا أن زوجها قد زاد وزنه مع السنوات و هو أمر مؤثر في الممارسة الجنسية.
بما أن منار تتوهج تألقا و نشاطا في العمل، من حيث التعامل و التصرفات، فمن الطبيعي أن تكون كذلك تتقد شهوة، فالمرح و الروح الجميلة و البشاشة و المزاح دليل على حب الحياة، و محب الحياة لا بد أن يعشق الجنس و يبحث عن أقصى مكامن المتعة فيه.
منار تعترف بينها و بين نفسها أنها لا تمنع عينيها من الإعجاب برجال آخرين، مؤخرا جمال زميلها الجديد، و قبله كثيرون ممن تصادفهم حتى و لو مرة على الأقل.
من الطبيعي أن تعجب المرأة بأكثر من رجل، خصوصا امرأة مثل منار.
بدأت منار تلاحظ أن جمال يبادلها النظرات، بل و يظهر ذلك بإصرار و جرأة.
كانت تشعر في داخلها بنشوة عارمة و هي ترى عينيه الساحرتين تأكلانها أكلا.
"أخيرا بدأت أعجبه"
كانت نظراته جمال لها تلهب مشاعرها و تهيجها.
بدأت تفكر بالجنس أكثر من ذي قبل، أحيانا أثناء نومها تضع الوسادة بين فخذيها و تضمها بقوة و هي تشتعل شهوة بينما زوجها نائم بجانبها، و حين تستحم تتلمس جسدها و تتحسس بظرها و عانتها و تمارس العادة السرية و هي تسترجع نظرات جمال و كل الرجال الذين جلبهم سحرها و جمالها.
هي تعرف أنها ليست بذلك الجمال الصارخ، لكنها تحاول دائما أن تهتم بنفسها و تظهر جاذبيتها بكل ثقة، و هو ما جعلها فعلا جذابة جدا و مغرية.
كانت منار لا تفكر بخيانة زوجها لكنها كانت تستمتع بنظرات الرجال لها تفترسها، تشعر بالسعادة و هي الآن تجاوزت الثلاثين و أنجبت طفلين و لا تزال مرغوبة.
كانت في داخلها ترغب في جمال لكنها تعرف أن الأمر صعب جدا و حساس و لن يجلب إلا المشاكل. و كان هذا ما يجعلها تعذره لعدم محاولته معها، بل و هو راحة لها، فهي حين تفكر في وضعها العائلي المستقر مباشرة تطرد من عقلها أي أفكار قد تهدم كل شيء في رمشة عين. لكنها لا تستطيع أن تمنع نفسها من أن تعجب بجمال، نظراتها له أمر لا تتحكم فيه، صحيح أنها لا تنظر له كالمراهقة البلهاء التي تحدق في فتى أحلامها دون توقف، لكنها تعرف متى تنظر و متى لا.
نقصت نظرات منار لجمال خصوصا حين اقتربا من بعضهما أكثر، أصبحت بينهما شبه صداقة، أو لنقل توطدت علاقة الزمالة بينهما، لهذا لم تعد محتاجة لجلب انتباهه، و كأنها ضمنته في صفها، لم يعد ذلك البعيد الذي تنظر إليه دون أن تقترب منه. كذلك من الطبيعي أيضا أن البعد بين المعجبين يكون من أسباب الوله، فإن انتفى البعد و تحقق و لو قد يسير من الوصال، نقصت مظاهر الوله قليلا. أيضا لكل جديد و غامض هالة تحيط به تزيد من سحره، بمجرد تجاوزها ينقص السحر.
استمر "الإعجاب" الصامت لفترة بين الزميلين، و كان كافيا لإبقاء رغبات منار الجنسية نشطة في داخلها، منار كانت مثل الغرفة المليئة بالوقود، يكفي بعض من النار حتى تشتعل كلها، كان جسمها يطلب الجنس بقدر أكثر مما يحصل عليه مع زوجها.
مرت الآن سنتان على تعارف منار و جمال، العلاقة بينهما الآن أقرب ما يكون للصداقة رغم وجود الرغبة المتبادلة غير المفصح عنها.
في يوم من الأيام وجدت منار طلب صداقة على الفايسبوك من جمال، فكرت في الأمر كثيرا، هل تقبل؟ ودت لو أنها تقبل الطلب مباشرة، فسيكون من الرائع معرفة جمال أكثر و رؤية جانب من ميولاته و حياته. لكنها فكرت كثيرا خصوصا أنها الآن متأكدة أنه معجب بها، فوجدت أنه قد يبدأ في مراسلتها، و من يدري ربما يرى زوجها إحدى الرسائل حتى لو كانت عادية، فيسألها من هذا و لماذا تخاطبه؟ كذلك، حتى و لو لم يرى زوجها أي رسالة، من يدري ربما تتعلق بجمال و حينها تدق مسمارا في نعش حياتها الحالية المستقرة، تذكرت أولادها و كان ذلك حاسما لجعلها تقرر إغلاق الباب أمام ذلك.
مرت ثلاثة أيام على إرساله الطلب، و بعدها لم تجده، ألغاه جمال.
لاحظت منار تغير تصرفاته معها، لم يعد ينظر لها، قلقت و هاهي الآن تخسر متعة ذلك الشعور بالتهام عينيه لها، لقد كانت عيناه في السابق تنيكانها عوضها عن قضيبه.
بدأت تحاول لفت انتباهه و تكثف من تحياتها له و سلامها عليه عند مرورها، وصل به الأمر أن رد عليها بشكل جاف جدا حين تقابلا في الممر و نظرت إليه نظرة مختلطة دلال و عتاب و سخرية تقول له "مرحبا".
مرت أيام قررت فيها أن تتوقف عن ذلك فهي متزوجة و لا يجوز أن ترخص نفسها لرجل غريب.
و هي أيضا وسيلة لجعله لا يعتقد أنها سهلة.
مرت الأيام و عادت المياه إلى مجاريها بين الإثنين، رغم أن النظرات نقصت، مازال هناك شيء بينهما، لكن تلك الحادثة لم تمر مرور الكرام و قد غيرت الكثير، لم تعد تبدي لهفة حين تنظر إليه، لكنها بقيت تكن له مكانة خاصة و يرغب به جسدها و مازالت تسخن حين ينظر إليه أو يتقرب منها بطريقة أو بأخرى، هي تعرف أنه يزور مكتبهما من أجلها هي و هذا الإحساس يشعرها بالنشوة.
تدرك تماما أنه يتجرأ على لمسها كلما تسنى له ذلك.
حتى هديل زميلتها لاحظت أن جمال معجب بمنار، الأمر واضح و هو لا يجتهد في أن يخفيه أصلا.
تحدثت معها في الموضوع، و كانت كلتاهما تتبادلان النظرات دون أن ينتبه جمال لهما حين يزورهما، حين تذهبان معا للغداء أو للحمام، أحيانا تتحدثان عنه، كانتا تتفقان على أنه وسيم و جذاب، لكن لم تتطرقا لفكرة أن تمارس أي منهما معه الجنس، بدأتا تركزان على تصرفاته حين يكون مع منار، و كانت هديل تقول لمنار أنه سيأكلها بعينيه و أنه يتقرب منها، و منار تقول لها أعرف، تتبادلان الضحكات.
إذن منار تتلاعب بجمال؟ وجدت منار نفسها تتماشى مع هديل في أفكارها، بالطبع حتى لا تظهر بمظهر العاهرة التي ترغب في الرجال لخيانة زوجها، لكنها فعلا كانت مستمتعة و هي تتصرف مع هديل بذلك الشكل. هي في حد ذاتها أصبحت لا تعرف مالذي تفكر به حقا، هل جمال فعلا يثيرها و تشتهيه، أم أنها تتلاعب به لأن فكرة أن رجل وسيم هائم بها ترضي أنوثتها و ترفع ثقتها لعنان السماء؟ أم أنها أيضا استفادت من تهييجه لها بنظراته و محاولاته للتقرب منها لكي ترفع درجة استنفارها الجنسية و تزيد من تفكيرها في النيك؟
النساء متقلبات عادة و لا يعرفن في كثير من الأحيان بماذا يشعرن.

لكن المؤكد بين كل الأفكار و الفوضى في عقل منار و مشاعرها، أن رغباتها الجنسية بشكل عام أصبحت فتيلا ينتظر فقط عود الثقاب لإشعاله.

في يوم من الأيام ذهبت تتسوق من أحد محلات الساعات، كان البائع ماهرا في الحديث و صاحب لسان معسول، كان يرمقها بنظراته و هو يحدثها عن الساعات التي لديه.
و بما أن منار جريئة العينين و لا تجد حرجا في إيصال لغة العينين للرجال، نظرت له نظرة تظهر لمعة عينيها حين تغزل البائع بجمال معصمها و كيف أن الموديل الجديد من الساعات سيلائمها، و انتقل لمدح "الستايل" الخاص بها ككل و كيف أنها ذواقة و جذابة.
كان البائع من نوعية الرجال الواثقين الذين تعودوا بشكل احترافي على التعامل مع النساء، كان يجيد العزف على الوتر المطلوب لكي يستميلهن، يعرف كيف يرمي شباكه و يتغزل بطريقة تأسر القلوب.
كان شكله مقبولا، و هو شاب في الخامسة و الثلاثين، إسمه وليد. لكن ثقته في نفسه عند الحديث و نظرته الثاقبة في عيني من يخاطب من النساء، تجعلها جذابا. الثقة يا سادة هي ما يعوض نقص الوسامة. يمكن لأن رجل عادي الملامح أن يغزو عشرات النساء بفضل ثقته و مهارات التواصل لديه.
كان المحل حينها فارغا، حيث قارب موعد الإغلاق. كان وليد يمسك بمعصم منار و هو يجرب إحدى الساعات و يمدح منظرها الجميل.
"كنت أعرف منذ البداية أنه أحسن موديلاتنا، لكني لم أكن أعرف أنه سيبدو خرافيا بهذا الشكل حتى رأيته على معصمك الجميل"
ابتسمت منار و كانت تنظر للساعة و أحيانا ترفع نظرها لتقابل عيني وليد و هو يمدحها.
انتقل وليد للمس أصابع يدها برقة و هو ممسك بها و يواصل تغزله بها.
اختلطت الأحاسيس داخل منار، لكن شيئا داخلها كان قد وقع أسيرا في شراك وليد.
جذب وليد منار و أبعدها عن مرمى نظر المارين من أمام باب المحل و اقترب بها لزاوية لا يمكن لأحد أن يراها لأنها مغلقة بباب يؤدي لغرفة علوية فيها بقية السلع.
مازال ممسكا بيدها، تبعته منار دون أن تعترض رغم خوفها و توجسها.
لكن صوت الشهوة داخلها جعلها تواصل المسير.
توقف بها وليد و هو يرميها بوابل من كلمات الغزل، ثم اقترب منها و همس في أذنها بكل ثقة :
"هل تعرفين أنك مغرية جدا؟"
ثم أعاد رأسه للخلف و نظر في عينيها و ابتسامة تعلو محياه.
لم تجد منار ما تجيب به سوى إبقاء عينيها في عينيه دون حراك، بينما بدأت ابتسامة خفيفة ترتسم على شفتيها.
و ماهي إلا لحظات حتى بدأ وليد يقرب شفتيه من شفتيها، ثم أطبق عليهما في قبلة طويلة، ثوان معدودة مرت قبل أن تتفاعل معه منار، فبدأت تبادله القبل. و هي تحيط عنقه بيديها.
كان كل منهما يلتهم شفاه الآخر، ينزل ليمتص شفتها السفلية ثم يصعد ليرتشف شفتها العلوية. كانت هي كذلك تكرر نفس الأمر.
ترك وليد شفتيها و نزل يقبل رقبتها، هنا صدرت آهات خفيفة من منار.
انطلق مارد الشهوة من قمقمه، لم يعد للعقل سلطان.
تذكر وليد أن المحل مفتوح، فتوقف عن التقبيل وسط استنكار واضح و استغراب من منار.
"سأذهب لأغلق الباب لئلا يفاجئنا حريف آخر"
"حسنا، بسرعة بسرعة"
ذهب وليد ليغلق الباب و عاد سريعا ليستأنف ما بدأه، بمجرد عودته استقبلت منار شفتيه بقبلات هائجة و ساخنة. بدأ لساناهما يلتقيان و يلعقان بعضهما، ثم كان في كل مرة يلتقط أحدها لسان الآخر بشفتيه ثم تلتقي الشفاه مجدد في رقصة ملتوية و كأنهما راقصا تانغو.
بدآ ينزعان ملابسهما بسرعة و بكل عنف، بقي كل منهما بملابسه الداخلية، نزل وليد بمنار إلى الأرض و بدأ في تقبيل رقبتها و صدرها بنهم و هي تمسك رأسه و تتأوه و تصدر فحيحا كالأفعى. سرعان ما تشتاق شفتاها للقبل فتجذب رأسه بقوة ناحيتها لتلتهم شفتيه بكل جوع و نهم. كانت تقبله كأنها عاشقة له منذ الأزل، رغم أنها تقابله لأول مرة.
إنه ليس الحب، إنها الشهوة حين تصل مداها، خصوصا مع امرأة مثيرة و ساخنة مثل منار.
بعد ماراثون من القبل، نزع وليد عن منار ملابسها الداخلية كلها، و هكذا بقيت أمامه بجسدها البض الطري عارية تماما. بدأ يلحس بطنها نزولا إلى عانتها، كلما اقترب من كسها كانت منار تترقب ما سيفعل في ذلك المكان، اقترب لسانه من أسفل عانتها ... و لكنه ... عاد مجددا ليقبل بطنها و صدرها. لقد قام بتشويقها و جعل كسها يقف على أهبة الإستعداد تحضيرا لغزو قادم من اللسان الغريب.
بدأت تتحرك تحته بعنف تحثه على مداعبة كسها، تمنع عنها مرة و اثنتين ثم حقق لها مرادها، بدأ لسانه رحلة بين بظرها و محيط مهبلها الخارجي. خرجت منار عن طورها فقد تسببت لها أول لمسة من لسانه لبظرها بحالة تشبه الجنون، حيث ضمت ساقيها لا إراديا على رأسه بقوة و كأنها أفعى أناكوندا تخنق ضحيتها.
أبعد بين ساقيها بقوة و واصل لحسه لبظرها و كأنه عازف على غيثار. في حين انهمكت هي في آهات متتالية تتلوى و تنتفض تحته تترجاه أن يبدأ في إدخال قضيبه.
"أرجوك، لم أعد أحتمل، أدخله الآن"
لم يعاندها هذه المرة، حيث نزع سرواله الداخلي ليكشف قضيبا متصلبا متأهبا لاقتحام أسوار كسها. بدأت تمد يدها له مباشرة جاذبة له لكسها كي تدخله، فأمسكه وليد معها و بدآ سويا في إدخاله برفق، أوصله وليد لمنتصفه، ثم أخرجه بهدوء و بطء وهي تتأوه.
واصل وليد في إدخاله و إخراجه ببطء ثم بدأ يزيد من وتيرة الإدخال و الإخراج تدريجيا، و زادت معها وتيرة آهات منار، سرعان ما وضع وليد يده على فمها ليذكرها أن لا ترفع صوتها فقد يسمعهما بعض المارة.
دخلت منار في عالم آخر و هي تنتاك من وليد بقوة و سرعة لم تعهدها أبدا من زوجها، كان وليد كلما نزل قليلا بصدره على صدرها، تسارع هي لالتقاط شفتيه بقبلات لاهبة تخفي فيها آهاتها و صراخها.
توقف وليد قليلا و قام برفع منار من على الأرض و وضعها فوق وسطه و ضمها لصدره بكل قوة، فيها أحاطت هي بساقيها على ظهره و أمسكت خديه و بدأت تلثم كل مكان في وجهه بكل شغف، أمسكها من مؤخرتها و واصل نيكها بنفس الإيقاع و هي تحاول كتم صيحات دفينة. ارتفع نسق الرهز المتواصل حتى بدأت منار في رعشتها، هنا خرجت منار كليا من هذا العالم، نسيت كل شيء، نسيت عائلتها و زوجها و أبناءها.
لم يعد لهم وجود، هي الآن تحلق في سماء عالية من النشوة.
لم تمر ثوان حتى بدأ وليد ينتفض و يفرغ منيه داخلها، مع كل دفقة من منيها كانت تحس بكسها يرتعش و ينقبض.
بعد أن أفرغ وليد كل ما في جعبته، اعتصرها بقوة و نزل على ظهره و هو محتضنها و شفاههما في عناق وثيق.
استمرا لدقيقتين في تلك الوضعية، حتى هدأت أنفاسهما و أنزل وليد منار من على صدره و ذهب لحمام صغير في المحل ليغتسل.
بقيت منار في حالة تشبه التخدّر و عيناها منتشيتان و هي تنظر للسقف، إلى أن رأت وليد و هو يرتدي ملابسه مبتسما ابتسامة الزهو و النصر.
قامت من الأرض و دخلت لتغسل نفسها و تسوي شعرها المنكوش و تصلح ما فسد من ماكياجها جراء المطحنة التي دارت منذ قليل.
خرجت مرتدية ملابسها و هي في أبهى حلة كما دخلت المحل.
عادت منار لمنزلها و هي تشعر بنشوة غامرة كانت تطرد أي إحساس بالذنب يخامرها.
لم تشأ أن تفسد على نفسها هذا المزاج الرهيب الذي أعطاه لها وليد بنيكه اللذيذ لها.
طيلة ذلك اليوم لم تسمح لنفسها بالتفكير، فقط إحساس.
من الغد بدأت تفكر، فكرت بينها و بين نفسها كيف أنها تخلت في لحظات عن مقاومتها لرغباتها و خوفها على مستقبل أسرتها، رغم أنها تقريبا أغلقت الباب على جمال لنفس السبب.
خلصت في نهاية الأمر أنها استسلمت لأن ما فعله معها وليد كان وليد اللحظة، في مكان غير محكوم بقواعد مثل شغلها و لا يحتاج لتخطيط. لربما لو كان جمال معها في مكان ما لوحدهما و بدأ يحاول إغوائها لانقادت له دون مقاومة. لكنهما في مكان عمل محترم حيث معهما أربعون شخصا في نفس الطابق و في كل زاوية هناك كاميرا للمراقبة.
ما يفعلها معها جمال يعطيها فرصة و وقتا للتفكير، حيث يهيجها بنظراته و لمساته في الصباح و أمامها ساعات للعودة لبيتها، تكون قد فكرت و تحكمت في نفسها.
لكن وليد كان معها في مكان لا يراهما فيه أحد، لم يعطها فرصة للتفكير، مباشرة خاطب الجانب الشهواني فيها فتبعت شبقها و سلمته نفسها.

لسنا بحاجة لذكر أنها تبادلت أرقام الهواتف مع وليد، و بهذا أصبحت تضاجعه في منزله مرة في الأسبوع. نعم، بدأت رسميا في خيانة زوجها بشكل متكرر.
كانت أحيانا تؤنب نفسها، لكن سرعان ما تعود لها شهوتها و تنسيها كل أفكار.
كانت تنتظر لقاء وليد على أحر من الجمر لتطلق العنان لشهوتها المتفجرة، و هو كان يتفنن في إمتاعها.
مع كل لقاء مع وليد، اكتشفت منار جوانب أكثر في الجنس و فجرت مواهبها الدفينة.
كانت ساخنة جدا، يا لحظ وليد الذي حظي بنيك امرأة ساخنة و هائجة، و فوق ذلك جميلة و مغرية، جسمها ناعم نظيف من رأسه لأخمص قدميه. سخونتها و جمالها و نظارتها زادت من جودة آداء وليد في الفراش، فالمرأة الباردة و البليدة تنفر الرجل و لا يعتبرها سوى ثقب يدخل فيه ذكره، بينما امرأة ساخنة نشطة لا تتوانى عن أخذ المبادرة و طلب ما تريد و فعل ما تشتهي، تشجعك على أن تعطي أفضل ما لديك.
كانت منار في قمة المتعة مع وليد، بالنسبة لها فهي الآن تحظى بأفضل جنس ممكن، فهي لم تضاجع في حياتها سوى رجلين، زوجها و وليد، و بالتالي فالمقارنة سهلة و محسومة.

يحدث كل هذا، و جمال لا يزال يتمنى و يحلم بمضاجعة منار، و يفكر و يحلل تصرفاتها و يتردد.

*****
الحقة الرابعة


بدأت هديل ترمي نظرات لجمال كلما مرت من أمام مكتبه، أيقن أنها تشتهيه، لا مجال لكي يخطئ في تقدير معنى هذه النظرات.
و بما أنه يائس بائس يوبخ نفسه على كونه مازال وحيدا لم يلامس أي امرأة و هو في الواحدة و الثلاثين، فإنه عزم أيضا دون تردد على أن ينيك هديل أيضا، طبعا لا يمكن أن تعوض منار، لكنها قابلة جدا للنيك و نظراتها تلك هيجته عليها.
لكن كيف و متى سيغويها للنيك و هم دائما في العمل الملعون؟
هو يتمنى أي فرصة خارج العمل يختلي فيها بإحداهن لكي يبدأ في تسخين الأمور لنيكها.
يريد فقط خلوة. يا حبذا مع منار، التي سحرت عقله. و لكنه يسعى أيضا لكي يختلي بهديل، فلا مجال للشك بالنسبة له أنها سهلة المنال. بل أنه يرجح أنها تشتهيه أكثر مما تشتهيه منار.

ذات يوم، دعا أحد الموظفين جميع الزملاء لحضور حفل زفافه، لبى البعض منهم الدعوة.
حرص جمال على الحضور ليس فقط من باب تأدية الواجب، بل لأنه كان متأكدا أن منار و هديل ستحضران، فالعريس اشتغل معهما في مشروع معا و علاقته بهما جيدة.
و فعلا، حضرت الفتاتان.
خفق قلب جمال بشدة بمجرد رؤيته لمنار.
"يـــــــــــا لــــلـــــــروعــــــــــة"
قالها في نفسه حين شاهدها، بقي فاغرا فاه و هو يراها تقترب من الطاولة التي يجلس عليها.
كانت ترتدي فستانا دون أكتاف، و أقصر من الركبة بقليل. كانت قنبلة بأتم معنى الكلمة.
استغل جمال صوت الغناء العالي جدا ليبدأ في الشتم و السب بكلمات نابية بصوت عال لا يسمعه أحد سواء.
كان يشتم لأنه يرى أمامه شيئا يعرف أنه عاجز عن الوصول إليه.
كان يأكل نفسه أكلا من الداخل.
جلست منار و بجانبها هديل و معهما زميلهما في المكتب، مهدي، الذي صادف أن وصل للزفاف في وقت وصولهما.
كان جمال يجلس خلفها بمتر أو اثنين على نفس الطاولة، و الجميع موجه أنظاره لمكان جلوس العريس و عروسته.
كان جمال مركزا فقط على الفاتنة الجالسة أمامه، أمعن النظر في شعرها المنسدل على كتفيها العاريين و ظهرها الذي كان أعلاه مكشوفا.
"تبا بشرة ظهرها صافية كبشرة *** رضيع، كم أتمنى أن أقبل ذلك الظهر و الكتف، آآآآآآآآخخخخخ"
بدأ بعض أقارب العريس و العروسة بالرقص معهما، بينما طاولة زملاء العريس في مكانها لم يتحرك أحد منهم.
جمال، منذ فترة و هو قرر أن يستغل أي فرصة ليحارب خجله، فكانت هذه فرصته، قرر الذهاب للرقص مع العريس، و الرائع أن الطاولة كانت تجلس عليها منار، هديل و سناء. ثلاث يشتهيهن. لا أفضل من أن تبادر لفعل شيء، و خصوصا أمام من تريد أن تعجبهن و تبهرهن.
وقف جمال و بدأ يشق الكراسي، و كان قد نوى نية أخرى ليحققها في طريقه، عزم على أن يلمس كتف منار بأي طريقة، فلما وصل لها، مرر يده على كتفها الأملس ملامسا خصلة من شعرها، و قال لها :
"منار، لحظة لو تسمحين، أريد أن أمر"
شعور رائع أن تفعل ما عزمت عليه، لكن الأروع لو تحقق الهدف الأكبر، و ليس مجرد لمس.
وصل جمال و بدأ يرقص مع العريس و من معه، جمال حين يرقص أمام الناس يشعر أن رقصه سيء و عشوائي، لأنه مكبل بخجله و قلقه الإجتماعي.
لم تمر دقيقة حتى لحق به من في الطاولة، شعر بالزهو لأنه هو من كان قائدهم و ملهمهم لكي يتحركوا و يرقصوا.
اقتربت منار و هديل أيضا و بدأتا في التصفيق دون رقص، استرق جمال نظرة على منار و هو يرقص، فوجدها تنظر إليه.
في قلبه كان يريد أن يذهب إليها و يمسك يديها و يراقصها، لكن كل الزملاء سيرون ذلك و لن تسلم هي من كلامهم.
انتهت وصلة الرقص و عاد الجميع للطاولة، بعدها بدؤوا بالإنسحاب تدريجيا.
قامت منار و هديل و مهدي، مهدي سيوصل هديل - التي جاءت في سيارة منار - بسيارته لأنه يقطن في مكان قريب منها، بينما منار ستعود بسيارتها لوحدها.
أراد جمال أن يخرج معهم في نفس الوقت، لكنه تراجع عن ذلك لسبب ما :
السبب هو أنه وجد الأمر ثقيلا و سيكون قد رخص من نفسه حيث سيظهر الأمر لمنار أنه ملتصق فيها و يتبعها في كل خطوة. فما فائدة إيصال فتاتين و رجل لسيارتيهما التين تبعدان بضع أمتار عن قاعة الأفراح؟

لكن من الغد، علم من منار أثناء حديثه معهم في مكتبهم، أن سيارتها كانت في موقف سيارات آخر أبعد من سيارة مهدي، مما اضطر مهدي و هديل لإيصال منار لسيارتها أولا، حيث الوقت ليل و ليس من اللائق تركها تسير وحدها، ثم العودة لسيارة مهدي.
هذه المعلومة جعلت جمال يعض أصابعه من شدة الندم، لأنه لو خرج معهم لكان هو من أوصل منار لسيارتها، و كانت ستكون تلك المرة الأولى في التاريخ التي يجتمع فيها منار و جمال لوحدهما خارج العمل. حتى و لو كان ذلك في مكان مفتوح و شارع.
تحسر جمال شديد الحسرة و تصور نفسه يوصلها للسيارة، و يقضي تلك المسافة إلى سيارتها و هو يتحدث معها، و سيزلق بين كلماته غزلا بها و بجمالها و ما ترتديه.
و حين يصل لسيارتها، كان سينظر في عينيها ثم يقبلها مهما كانت التبعات.
حتى لو لم يمارس معها الجنس ليلتها، فإنه على الأقل بقبلته لها زرع بذرة سيحصد محصولها في القريب العاجل.
لكن كل ذلك تبخر لأنه كالعادة، مجرد أحلام يقظة.
"ذلك ما تتقنه أيها الغبي، الأحلام و الخيالات". قال جمال مخاطبا نفسه بكل حنق: "غيرك لا يفلت هذه الفرص، دائما تفكر و تحلل و تخاف و تخشى من ردود الأفعال و من انطباعات الناس، إلى متى هذا الجبن و الخجل و العُقَد؟"

و عاقب جمال نفسه كالعادة بأن تخيلها تذهب لعشيق من عشاقها ليركبها.
تصعد سيارتها، تأخذ هاتفها و تطلب رقما ما. ثم تتكلم بصوت كله دلال:
"آلو، أهلا و سهلا ..... مازلت صاحيا؟... أنت في بيتك الآن؟ ............ حسنا، لدينا ساعة فقط في يدينا، خرجت مبكرا من حفل زفاف الآن و هي الحادية عشر مساء، من المفترض أن أعود للمنزل مع منتصف الليل. جهز نفسك أنا قادمة."
يدق باب شقة ما، يفتح الباب، شاب وسيم يبدو من شكله أنه ذو باع و ذراع مع النساء، يبدو أنها تعرفت عليه في قاعة رياضية أو حفلة ما، يطلق تصفيرة يعبر بها عن انبهاره بما يراه أمامه.
تدخل بسرعة و يغلقان الباب و ينغمسان في عناق و قبل.
ينزع عنها ذلك الفستان المغري في قطعة واحدة، لا ترتدي تحته حمالة للصدر لأنه ذو كتفين مكشوفين. مباشرة تجد منار نفسها بكيلوت داخلي قصير.
يحملها بين ذراعيه و يلصقها على الحائط و هو يلثم كل مكان في وجهها و صدرها و رقبتها.
تنزع عنه ملابسه قطعة قطعة، يكمل نزع كيلوتها و يرمي به بعيدا، يفرك لها كسها بيده بينما هي تتأوه من اللذة، تبعد يديه و تنزل على ركبتيها لتنزل بوكسره و تبدأ في فرك قضيبه و مسحه على خديها و وجهها و شفتيها ثم تلتقمه بفمها لتبدأ بلحسه و مصه بكل شغف، بينما يمسك هو رأسها و يمرر يديه بين خصلات شعرها المصفف بعناية.
تنهي رضاعتها لذكره، و يحملها بيديه لأقرب أريكة و يبدأ في لحس بظرها و كسها و هي تشهق من فرط اللذة.
سرعان ما يرفع ساقيها و يفتحهما و ينزل بوسطه مدخلا زبه فيها معلنا بدأ رهزاته المتتالية وسط انتفاضات جسدها، تبدأ في التأوه و الصراخ بصوت عال.
يسحب قضيبه فجأة، فتشعر كأن روحها سحبت منها، تنظر إليه بغضب و استعطاف :
"ماذا تفعل؟ أعده أرجوك"
"لا تخافي، سنغير الوضعية، اجثي على ركبتيك"
تقوم بسرعة و دون تردد و تنحني في وضعية الكلب بشكل مغرٍ و هي رافعة مؤخرتها.
يدخل أيره مرة أخرى في كسها و هو ممسك بوسطها، و يستأنف ضرباته و هي تشكره على عدم تركها طويلا دون قضيبه الذي تعشقه، و تحثه على أن يزيد من سرعة و قوة نيكه.
و كان لها ذلك، بدأ يصفق مؤخرتها بعانته و وسطه بعنف و قوة، صوت ارتطامه بها مسموع و كأنه تصفيق حار. علا صوتها مجددا بالآهات و هي تقول :
" آآآآآآآآآآه.... نعم ... هكذا أريد ... واصل هكذا ... مممممم"
واصل ضرباته المدوية و مؤخرتها ترتج جيئة و ذهابا، أعجبه ذلك المنظر فأمسك بملء يديه مؤخرتها دون أن يتوقف عن النيك، كانت تصرخ و لا تهتم إن أسمع صوتها الجيران.
إلى أن ارتفعت وتيرة صورتها حتى توقف تماما، كانت في تلك اللحظة ترتعش، لم تعد قادرة على الصراخ من لذة الرعشة.
تركها تكمل رعشتها ثم استأنف نيكه لها و بعد دقيقة أفرغ منيه فيها و هو يزمجر، و نزل على جسدها البض يقبل قفاها و ظهرها و كتفيها، ثم انتقل لخدها يلثمه و يهمس في أذنها : "كم أنت ساخنة و لذيذة، أيتها القنبلة"
تضحك و هي تدير رأسها لتلتقط شفتيه و تقول له بين القبلات :
"أيها الشقي العنيف، كدت تقسمني لنصفين"

كان ذلك كافيا ليستمني جمال، كمية مني ضخمة أفرغها على ذلك السيناريو.
كان في قرارة نفسه لا يستبعد أن يكون قد وقع حقا.
و هكذا مر يوم آخر عليه و هو لا طال منار عشقه الجنسي الجنوني، و لا هديل، و لا أي كس آخر.
مشكلته أنه متطلب، لا يحب أن ينيك من هب و دب.
يريد فقط أن ينيك امرأة يعرفها، و تعجبه و تجذبه.
هذه الصفات تنطبق على زميلاته الثلاث. يعرفهن و تعود عليهن و حقق بعض الألفة معهم.
خجله الإجتماعي يمنعه من "تشبيك" فتيات أخريات حتى لو تمكن من إيجاد مكان فيه فتيات.
هو لا يحب أن ينيك العاهرات، و لا الفتيات اللاتي يسهل تطبيقهن و لا ذوق لهن و لا جاذبية.

****
الحلقة الخامسة


تنظر هديل للوقت، إنها السابعة و النصف مساء، ساعتان بعد الوقت المحدد لإنتهاء يوم العمل، اعتادت البقاء متأخرا، غير أنه اليوم شغلتها مشكلة في العمل عطلتها ساعة أخرى.
و أخيرا وجدت الحل اللعين، بدأت بجمع أغراضها تستعد للخروج، و فجأة أطل جمال، كان كل يوم يمر على مكتبهم قبل المغادرة قائلا "تصبحون على خير".
هذه المرة يبدو أنه هو أيضا تأخر في العمل، هكذا فكرت هديل.
"جمال ... مازلت هنا ؟؟؟"
"نعم، هناك عمل كثير اليوم تطلب مني البقاء متأخرا، ها قد أنهيته و سأغادر الآن، أردت المرور لألقي التحية كعادتي"
"أنا سأغادر أيضا، هيا لننزل معا"
خرجا من المكتب يتبادلان أطراف الحديث، و المكاتب الأخرى في طريقهما فارغة.
عند الخروج من المبنى، عرضت هديل على جمال أن توصله إلى منزله، حيث لم يكن يملك سيارة.
وافق جمال دون تردد، صعد معها في سيارتها قاصدين الحي الذي يسكنه.
في السيارة دار بينهما حديث عام يتفرع كل مرة إلى موضوع، إلى أن سألت هديل :
"جمال، لماذا ترفض الزواج؟"
"هاهاهاهاها. ألم تملّي من هذا الموضوع أنت و صديقتك منار؟ سبق و قلت لكم أن حياة الحرية التي أعيشها هي نعمة لا تعوّض، كيف أغيرها بحياة رتيبة مملة كلها مسؤوليات و ***** و حفاظات"
قال ذلك قاصدا إغاضتها بمزاح.
"يبدو أنك تهرب من المسؤولية."
"و ما العيب في ذلك؟ ... ثم أنني لا زلت صغيرا."
"صغير؟ أنت في الواحدة و الثلاثين"
"نعم صغير" ثم أضاف مبتسما: "و أنت أيضا صغيرة، ألست أنت أيضا في الواحدة و الثلاثين؟"
ضحكت هديل و قالت :
"أوه نسيت، معك حق، أنت لا تزال صغيرا"
عم صمت لثوان، ثم أردفت :
"إذن لا تملك صديقة؟"
رد جمال مبتسما، لا يريد أن يكذب و في نفس الوقت لا يريد أن يقول لها أنه وحيد، فالنساء لا تحبذن الرجل الوحيد، و تنفرن منه عادة :
"هذه معلومات سرية ..... أوبس، لقد وصلنا، هذا هو الشارع"
كانت الساعة قرابة الثامنة ليلا، كان الطقس شتاء و الشارع فارغا و هادئا، كل الناس تلزم بيوتها من أجل الدفء.
"إذن تسكن هنا؟"
"نعم"
خطر لجمال أن يستدعيها لتصعد لمنزله، لكن الأمر محفوف بالمخاطر فهي متزوجة و أي خطوة خاطئة منه ستسبب له مشكلة معها، لكنه فكر أيضا في الجهة المقابلة أنه عاش طول عمره يفكر و يتردد، فليجازف و ليحصل ما يحصل، و تذكّر كيف تنظر إليه حين تمر أمام مكتبه فجعله ذلك يحسم أمره.
فقال بكل ثقة :
"شكرا لك على إيصالك لي، دعيني أكافئك،هيا اصعدي معي كي أعدّ لك الشوكولاتة الساخنة في هذا البرد"
"أوووه شكرا، عرض رائع، لكن لا أستطيع، علي العودة للبيت، الوقت متأخر"
"هيا، لن تضرك الشوكولاطة في شيء، لا تقولي لي أنك تقومين بحمية و تخافين من بعض الغرامات من السكر و الكاكاو؟"
"جمال ....."
"هيا"
صمتت هديل برهة، ثم قالت :
"حسنا، سآتي معك ..."
أغلقت السيارة و صعدت معه الدرج، كان يسبقها بدرجتين أو ثلاث، سمعها تتكلم في هاتفها :
"آلو، مرحبا، أردت أن أخبرك أني تعطلت في الشغل، سأحاول أن لا أتأخر أكثر، أردتك أن لا تقلق علي."
فهم جمال أنها تخاطب زوجها ... و لكن ... لحظة ... لماذا تكلمه أصلا و هي قد قاربت على الوصول إلى بيتها الذي لا يبعد عن بيته سوى عشرين دقيقة على الأكثر؟
خفق قلب جمال و انتصب قضيبه مباشرة لأنه فهم أن لحظة الحسم قد اقتربت.
بدأ يفتح باب الشقة و هو يفكر كيف ستسير الأمور و تتدرج إلى اللحظة الفاصلة، تشوش ذهنه قليلا، فهو الآن كتلميذ باكالوريا ينتظر نتيجة آخر السنة على أحر من الجمر.
طمأن جمال نفسه بفكرة أنها صعدت معه للبيت، و هذا لوحده إشارة كافية لما تنوي فعله.
أغلق الباب وراءهما و بدأت هديل تتعرف على البيت الصغير و تعلق على هذا و ذاك، دعاها للمطبخ حتى يحضرا الشكولاتة الساخنة.
واصلا تبادل أطراف الحوار، و كان جمال يتعمد النظر لعينيها بإصرار و جرأة أثناء حديثهما و هو يعد الشكولاتة.
بدآ يرتشفان من كوبيهما.
قالت هديل بكل تلذذ :
"امممممممم، لذيذ جدا"
"أرأيت كم أنا طباخ ماهر؟"
ضحكت هديل قبل أن ترتشف مرة أخرى، و هنا التقت عيناهما و هما يشربان في نفس اللحظة.
كمية ثقة رهيبة نزلت على جمال، واصل بكل تحدّ التحديق في عينيها.
هي أيضا لم تشح بناظريها عن عينيه.
"رائع، كنت أعرف أنها جريئة جدا" قال جمال ذلك في نفسه و عقله يجهز نفسه لما يبدو أنه أول غزوة جنسية له.
كانت تلك النظرات المتبادلة كالوقود الذي يغذي الرغبة بينهما، و يمهد لما سيحدث لاحقا.
أنهيا شرب الكاكاو، و بمجرد أن وضعا كوبيهما على رخام المطبخ، أمسك جمال بهديل من وسطها و جذبها بقوة له و دخل معها في قبلة محكمة.
لم تعانده، بل أنها دفعت نفسها إليه و هجمت على شفتيه تلتهمهما.
واصلا القبل المتبادلة بعنف. و يد جمال تنزل من وسطها لتمسك مؤخرتها و تعصرها.
ما إن أمسك ردفها حتى سمع آهة تخرج من وسط تلك القبلة.
رفعها بين يديها و حملها إلى غرفة نومه دون أن تترك شفاهها فمه.
ما إن وصلا للغرفة حتى رماها على السرير.
أعجبتها تلك الرمية فضحكت بغنج و إثارة.
نزل فوقها يقبل شفتيها و رقبتها بنهم، و هي تطلق آهات و فحيحا كالأفعى.
كانت أنفاسه تلهب عنقها فتسخن معها كل جسدها.
رفعها قليلا و بدأ يخلصها من ملابسها، كانت مستعجلة هي أيضا إذ بدأت تنزع ملابسها بعنف و سرعة و ترميها بعيدا .... ثم ... تنزع عنه ملابسه و هي تتلمس صدره بكل شهوة.
ثوان و أصبحت عارية تماما أمامه. بينما بقي هو بالبوكسر الذي يغطي قضيبا منتفخا لا تخطئه العين.
"وااااااو، يا لهما من ثديين"
قال جمال ذلك و هو يمسك بصدرها.
كانا نافرين ينتظران اليدين التين ستلاعبهما.
لم تخفِ هديل نظرات الزهو و الغرور بذلك الإطراء.
ألقت بنفسها على السرير، و جمال يمص حلمتيها و يعتصر نهديها بيديه و هي تمسك رأسه و تمرر يديها على كتفيه و ظهره، و تطلق بين الحين و الآخر آها تعبر بها عن سخونتها و لذتها.
كان جمال يلتهمها التهاما، كان جائعا نهما، كان ينتظر لحظة كهذه منذ أول يوم في مراهقته.
لفت هديل ساقيها على ظهر جمال الذي رفعها إليه يقبل شفتيها من جديد بنهم.
لم يكن يشتهي تلك الشفتين كشهوته لشفتي منار، لكن نار اللذة الذي استعرّت في داخله وقتها جعلته يلثمها كأنها حبيبته و عشيقته.
عصرها بقوة و هو يبادلها القبل، كانت يداه تتنقلان في كل مكان من جسدها، ردفاها، ظهرها، فخذاها، شعرها، خداها، رقبتها، ثدياها، بطنها.....
صحيح أنها أول مرة له، لكن جمال كان مثقفا جنسيا لأقصى درجة، اطلع على كل تفاصيل الممارسة الجنسية و قرأ المواضيع و الدراسات و فهم كل ما يثير المرأة.
كان يؤمن بمبدإ واضح : "لا تركز على إمتاع نفسك، ركز على إمتاع المرأة، و ستستمتعان سويا"
كان يطبق ذلك حرفيا مع هديل.
أطال من مداعبتها حتى جعلها تترجاه أن يعطيها قضيبه.
قالتها بصريح العبارة : "ألهبتني و أشعلتني لأقصى درجة ... هيا أرجوك أعطني إياه"
فابتعد عن جسدها قليلا ليلبي طلبها، و لم تترك له الفرصة أصلا لكي ينزل بوكسره، بل سبقته يداها لفعل ذلك.
أمسكت القضيب المتصلب، و الذي انتفخت أوداجه، و كأنها حصلت على كنزها المنشود.
اتسعت حدقتاها و لمعت عيناها بمجرد رؤيته و لمسه، لقد كان صلبا كالصخر، هي ليست صغيرة أو غبية لكي تجهل أيور الرجال، لكنها لم تتعود على ذكر بهذه الصلابة.
لم يكن كبير الحجم من ناحية الطول، لكنه كان منتصبا شامخا كسيف شُهِرَ أمام عينيها.
لم تمالك نفسها فاحتضنته بشغف و بدأت تقبل كل سنتيمتر فيها نزولا من رأسه حتى أسفل بويضاته.
كانت تمرغ أنفها فيه تشم عبق رجولته.
نظر لها جمال غير مصدق لما يحصل، إذا زاد هيجانه حين وجدها عارفة و خبيرة و شبقة، حيث الفكرة النمطية لديه أن معظم نساء مجتمعاتنا ناقصات في الكفاءة الجنسية، تنقصهن الثقافة و السخونة.
لكن هديل فاجأته بهيجانها و حركاتها و مبادرتها.
أمسك رأسها و هي تتلذذ بقضيبه مصا و لحسا و هو يتأوه من فرط اللذة.
خشي أن يقذف منيه بسرعة فجذب رأسها و طرحها بقوة على السرير و فتح ساقيها و قال لها :
"الآن دوري في اللحس"
نزل برأس لسانه باحثا عن بظرها حتى وجده، و ما إن لامسه حتى انتفضت تحته مطلقة آهة من أعماقها.
واصل لحس بظرها بحركات متنوعة من لسانه، تارة يسرع و تارة يبطئ، مرة يدير لسانه عليه و مرة ينزله و يصعده أفقيا و رأسيا.
سبب لحسه لها ما يشبه الجنون، كانت تمسك شعره بقوة، تحاول إبعاده عنها حتى تلتقط أنفاسها، و لكنها عجزت عن ذلك، فما كان منها إلا أن أمسكت بشعرها هي مغمضة عينيها من شدة ما يمر بها في الأسفل.
بدأت تستعطفه بصوت متهدج أن ينيكها :
"أرجوك ...... كسي يأكلني ... أدخله فيه حالا و إلا سأقتل نفسي"
و كان لها ما أرادت.
رفع ساقيها إلى كتفيها، و ضرب برأس قضيبه بين شفرتيها ضربات خفيفة، أطلقت صيحة خفيفة كمن يدغدغها.
بدأ يدخل ذكره فيها ببطء، لكن كسها المبتل و الرطب، جعل قضيبه ينزلق داخله بسرعة أكبر مما خطط لها، فصدرت آهة عميقة من هديل.
لا يمكن أن يصف جمال إحساسه في تلك اللحظة، لأول مرة يلج قضيبه كس امرأة، إحساس رهيب طال انتظاره، كمية من اللحم الرطب الساخن تحيط بقضيبه و تقبض عليه.
لحظة الإنزلاق تلك لوحدها كادت أن تجعله يقذف مائه داخلها.
بدأ جمال يسرع تدريجيا في حركاته، و كله حذر من أن يقذف باكرا فيحبطها و يحبط نفسه.
يبدو أن هديل تريد إيقاعا أعنف، فبدأت تتحرك تحته و تقرب بطنها و صدرها منه بانتفاض حتى يزيد من سرعته، لم يقاوم رغبتها فبدأ يرهزها بقوة و عنف، بدأ صراخها يعلو بشكل واضح، زاد صراخها من هيجانه فما كان منه إلا أن أسرع في ضرباته استجابة لشهوته المتزايدة، بدأ يسمع صوت ارتطام فخذيه بمؤخرتها كأنه تصفيق.
زادة سرعة التصفيق بدرجة جنونية، و علت معها صرخات هديل، إلى أن بدأ كلاهما ينتفضان، هو قذف بداخلها كميات غزيرة من المني، و هي بدأت ترتعش و ترتجف بجنون، و صوتها يختفي بين الشهقات المتتالية.
نعم، لقد نجح جمال في إيصال امرأة للرعشة من أول مرة ينيك فيها.
شعر بالفخر لدرجة أنه أحس أنه سيبكي من الفرحة، لكنه أمسك نفسه بصعوبة حتى لا تعرف هديل أنها أول مرة له، و أنه كان يائسا وحيدا.
نزل فوق صدرها مباشرة لأنه يعرف أن المرأة لا تحب من الرجل أن يبتعد عنها بعد أن يفرغ منها، بدأ يقبلها و يتقلب معها على الفراش و هو يمسح بيديه على ظهرها و مؤخرتها.
مازالت هديل في شهقاتها التي تسببت فيها رعشتها، و ما إن أنهت أخر رجفة لم تمسك نفسها من أن تقول له بكل حماس أنها أول مرة ترتعش في حياتها. و أنها استمتعت أيما استمتاع. كانت تتحدث بسرعة و حماس كمن انتشى للتو بحقنة من الكوكايين.
زاده ذلك فخرا و زهوا.
قال لها أنه ذاهب ليغتسل قبل العودة للجولة الثانية.
"أهناك جولة ثانية أيضا؟ لا لا لا لا ، هذا ما لا طاقة لي به" قالت و عيناها تلمعان.
"ليس هناك من مهرب، ستلعبين الجولة القادمة"
قال ذلك و هو يدخل الحمام يغسل عنه عرقه و عرقها و مياهها التي أفرزها مهبلها بفعل اللنشوة التي اعترتها، سرعان ما لحقت به لتغسل نفسها معه.
لم يخلو الأمر من مداعبات تحت الماء طبعا.
خرجا من الحمام و نشفا جسديهما، ثم توجها عاريين للمطبخ.
تناول كل منهما تفاحة و هما يتحدثان عما حصل و هديل تصف له مدى استمتاعها.
أنهيا الأكل و حملها بسرعة إلى بيت النوم و كررا ما حصل، هذه المرة استمر جمال وقتا أطول في النيك بحكم إفراغه في المرة الأولى. وقت سمح له بنيكها في أكثر من وضعية، جرب معها وضعية الكلب التي يعشقها، طبق بالضبط ما تخيله دائما معها، حيث يمسكها من شعرها و هو يحفر في أعماق كسها بذكره الجائع و يرى مؤخرتها ترتج أمام عينيه. ناكها أيضا و هي جالسة عليه و تنزل بين الحين و الآخر ليلامس صدرها الممتلئ صدره و يعصرها بين يديه بقوة.
ثم ختم الأمر بأن رفعها و هو واقف و ممسك بمؤخرتها و أسفل فخذيها و هي تمسكه بقوة كي لا تسقط، كان ينيكها بعنف رهيب وقتها، كانت في ذلك الوضع كاللعبة بين يديه.
انتهى من نيكها و اغتسلا مجددا، اتفقا على تكرار الأمر كلما سنحت الفرصة، و نبهها أن الحي الذي يسكن فيه عائلي و أن جيرانه سينتبهون له إن رأوا امرأة معه، لهذا عليهما إيجاد مكان آخر.
ودعها و ذهب لينام، لم يأته النوم لساعات بسبب النشوة و الحماس الذي شعر به.
ظل يراجع في ذهنه تفاصيل ما حصل بالضبط.
تبادرت إلى ذهنه منار، ابتسم و شعر أنه الآن يملك العالم و قريبا سيمتلكها معه.

(يتبع)

"""""""""""
الحلقة السادسة

في اليوم التالي، تعمد جمال زيارة مكتب منار و هديل للدردشة و الحديث، كان يريد أن يرى كيف تتصرف هديل، لعلها أخبرت منار، من يدري؟ ربما كل واحدة منهما تطلع الأخرى على تفاصيل مغامراتها و رغباتها.كان ترحيب هديل بجمال حارا على غير العادة، بقيت تنظر له و هو يسلم على من في المكتب. كان بين الحين و الآخر يسترق النظر لمنار ليرى هل تعرف شيئا ما أو لربما لاحظت تصرفات صديقتها. لم يلحظ شيئا غريبا. بدأ جمال في الحديث، كان يتحدث بثقة رهيبة بفضل الدفعة المعنوية التي تلقاها البارحة، شعر بحرية رهيبة كطير انطلق من قفصه، كان متألقا في الحديث و إلقاء النكات و الطرائف، حركاته و تعابير وجهه كانت منطلقة متحمسة. كانت الفتاتان مركزتين عليه تماما، مشدودتين لكل حركة و سكنة، تضحكان ملء شدقيهما من الطرائف التي يرويها. كان يرى لمعة عينيهما بوضوح.
تذكر كيف كان يدخل في السابق لمكتبهما، مرات قليلة فقط سرق تركيزهما الكامل، و حتى وقتها كانت أحيانا تنظران لشاشة الحاسوب لتفقد العمل أو الإجابة على رسالة بريدية. بل أنه يذكر كيف كان يشعر بالحنق على نفسه حين يدخل و لا يجد ما يحدثهما به و يشد به انتباه منار تحديدا، يذكر لحظات الصمت و التوقف.
الآن كل ذلك غير مهم له، كان وقتها يشعر أنه ملك متربع على عرش الكون، كل شيء ينحني طواعية له.
كان في تلك اللحظة ساحرا جذابا كما يريد و يتخيل نفسه دائما، نعم، هكذا يؤمن جمال في قرارة نفس دائما حتى في أحلك حالات إحباطه. بل أن ما كان يؤرقه دائما في مسألة خجله و قلقه الإجتماعي هو أن ذلك ما كان يحرمه من إظهار معدنه الحقيقي، ذلك ما كان يجعله يبدو كشخص اعتيادي يمر مرور الكرام لا وزن له.
كان جمال في تلك اللحظات و هو يتحدث مع الفتاتين، كنجم سينمائي يتألق في أعظم أدواره.
حين تتكلم هديل كان ينظر لصدرها و تهيجه فكرة أنه كان لعبة بين يديه منذ أقل من ثلاثة عشر ساعة، فيما كانت هديل تلقي نظرة على موضع قضيبه الذي بدأ ينتفخ بوضوح، لولا تعديل جمال لجلسته حتى لا يظهر ذلك الوحش و هو متحفز لتمزيق بنطلونه، حيث هم الآن في مكتب مشترك و معهم زميلان آخران.
أنهى جمال زيارته، أو بالأحرى عرضه المبهر، كانت عيون الفتاتين تودعه و ابتسامة ظاهرة على شفتيهما، لم يركز سوى على منار، هي التي يطمح له و يعشق كل شبر فيها.
بدأ يفكر كيف سيتحقق مبتغاه معها، و أين؟
]مع هديل كان للصدفة دور كبير حيث خرجا متأخرين معا من العمل و حدث ما حدث.
لكل علاقة جنسية بين طرفين حدث قادح يفتح الباب تلقائيا لما بعده، لم يجد جمال إلى حد الآن ذلك الحدث القادح أو الفرصة الذهبية التي تعني بوضوح أن كل الخطوات اللاحقة سهلة لا تتطلب أدنى مجهود.
كان جمال مقتنعا أن الإعجاب واضح من منار، هي مهيئة نفسيا، كل ما ينقص هو ظرف مناسب للمرور للمرحلة الموالية.
قطع تفكير جمال صوت رسالة على الفايسبوك، كانت من هديل :
تبسم جمال و بدأ يسوي قضيبه من فوق بنطلونه، فقد بدأ يشق طريقه متحفزا
كتب لها أنه سينتظرها خارج الشركة بعد أن ينتهي الدوام، و أنه يستحسن أن تخرج باكرا هذا اليوم.
و سرعان ما بدأ يفكر في مكان آخر يأخذها إليه بدلا عن منزله، فالبارحة كان من حسن حظه أن الناس كانت ملازمة لبيوتها و لم ينتبه أحد من الجيران له. و هو ما لن يتوفر دائما.
فكر و فكر و حاول أن يجد حلا.
عليه إيجاد مكان آمن و نظيف يتيح له الدخول و الخروج دون أن يقلقه أحد و لا يقلق أحدا، عليه أن يجد ذلك اليوم قبل وقت خروجه.
بدأ يبحث في قائمة أصدقائه على الهاتف لعله يجد أحد الشياطين الذي يدله على مكان مناسب.
بعد محاولات و اتصالات، تمكن من إيجاد صديق تطوع بأن يترك له شقته لمدة ساعتين، من السادسة إلى الثامنة. اتفق معه أن يمر عليه في أحد المقاهي و يأخذ منه المفتاح.

و فعلا، كرر جمال ما فعله مع هديل لثلاثة أيام متتالية، إنه الجوع و الشبق يجعل صاحبه ينهل بكل شغف مما كان ينقصه. إنها لذة كل جديد.

أشبع كل منهما رغباته و أخرج مواهبه الدفينة.

جربا كل الأوضاع الممكنة، كان لدى جمال رغبة و حماس رهيبان جعلاه يمتلك طاقة و نشاطا غير اعتياديين، لقد كان ينتقم من سنوات الإنتظار و الحرمان التي تسبب فيها الخجل و أفكاره التي تربى عليها بأن الجنس حرام و عيب.

كانت هديل أكبر مستفيد من انفجار جمال، كانت كل يوم تصل لنشوتها و ترتعش بشكل يخرجها من عقلها، بل يخرجها من هذا العالم كله.[

بعد مرور تلك الأيام الثلاثة، نقصت وتيرة النيك، ليس بسبب فتور أو ملل، بل ظروف هديل، فهي متزوجة و لديها مسؤوليات و لا يجب أن تكثر من التأخر عن العودة للبيت كل مساء بذريعة العمل. فزوجها قد يشك.

أصبح اللقاء مرة كل أسبوع، و أحيانا مرتين.

و في الأثناء انتقل جمال إلى منزل آخر، في حي أكثر انفتاحا، ثمن الكراء فيه أغلى قليلا من منزله، لكنه على الأقل مكان لا يهتم فيه أحد لأحد، و هو يجعله يأتي بمن يشاء للمنزل دون رقيب.[

في إحدى لقاءاته مع هديل، و بينما كانا متمددين على السرير، سألها جمال إن كان أول رجل ينيكها بخلاف زوجها.

سكتت هديل برهة و قالت له و هي تبتسم :

"لن أجيبك"

لمعت عينا جمال من الإثارة، يبدو أنها لديها علاقات أخرى، لم يمانع، بل أثاره الأمر.

فأصر عليها كي تجيب، و هو يداعبها و يدغدغ كسها بيديه.

"حسنا، حسنا .... مع ثلاثة آخرين ..... لكن كان ذلك قبلك أنت"

"مالذي حدث، هل انقطعت علاقتك بهم؟"

"لا، أصلا كانت العلاقات على فترات متباعدة، أحدهما فعلتها معه مرة واحدة"

"و البقية؟"

"أكثر من مرة، لا أذكر كم"

هيج ذلك الكلام جمال و واصل أسئلته.

عرف منها أنها العلاقات كانت متزامنة، و أنها بدأت ذلك منذ ستة أشهر، و أن آخر علاقة كانت قبله هو بشهر.

و في آخر الحديث كانت تمدحه و تقول له أن أكبر متعة لها معه هو، و أنه جعلها تشعر بأحاسيس لم تشعر بها من قبل.

خرجت منار من بيت الإستحمام تنشف نفسها، و هي تنظر بشغف لذلك الجسد النائم أمامها على السرير و ساعده المفتول يغطي وجهه، حدقت في ذلك القضيب الذي كان يقتحم أسوار كسها قبل دقائق.

كان جسمه رياضيا ممشوق القوام. يبدو أنها اهتاجت من جديد على رؤيته، و أهاجها أكثر فكرة أنها كانت تنتاك من هذا الجسد المغري الذي يشبه تماثيل آلة الإغريق التي يضرب بها المثل في الكمال و الرجولة.

لم تمالك نفسها و نزلت تطبع قبلات على صدره و بطنه، انتبه هو لها و رفع يده عن وجهه و فتح عينيه.

رأت هي ذلك و ابتسمت له بعينيها ابتسامة مثيرة و هي تواصل لثم جسده العاري بقبلاته الساخنة.

مد صابر يده لتداعب شعرها و خدها ..... صابر ؟؟؟؟؟؟؟

نعم، لم تخطؤوا في قراءة الإسم، إنه عشيق آخر.

كان صابر في السابعة و العشرين من عمره، شاب يهتم بجسمه و بناء عضلاته، تعرفت عليه منار في إحدى صالات الرياضة التي ترتادها للحفاظ على رشاقتها.

تمكن من نيكها منذ ثالث مرة يقابلها فيها، لم تستطع مقاومة رغبتها في جسده الذي لازم مخيلتها منذ أول مرة شاهدتها فيه.

واصلت منار تقبيلها لجسم صابر، بدأ ذلك يثيره، شعرت بقضيبه يتصلب و يتضخم و هو يلامس بطنها.

ابتسمت و صدرت منها آهة خفيفة و هي تنظر بشغف لعيني صابر، ثم نزلت ببطئ و جسمها يحتك به، كان القضيب يمر على بطنها و صدرها و رقبتها إلى أن استقر أمام عينيها، بقيت تحدق فيه بعينين لامعتين لثوان و هو يهتز أمامها مباشرة.

أمسكه صابر و بدأ يمرره على شفتيها و خديها و أنفها و هي مغمضة عينيها تستمتع بلمسه في وجهها.

سرعان ما أخذته بيدها و بدأت تقبله قبلات خفيفة، تحولت سريعا لقبلات لاهبة و لحس و مص بشغف كبير.

اهتاجت منار بشكل كبير و بدأ كسها يسرّب سوائله من جديد، هي مستعدة الآن لركوب هذا الذكر، جلست عليه بهدوء و بدأت في الحركة فوقه برفق، جيئة و ذهابا، ثم تغير الحركة لتصبح دائرية. كل ذلك و صابر يمسك بوسطها.

بدأت حركات منار تتسارع فوقه، و يداها مرتكزتان على صدره العريض، و ارتفعت آهاتها معلنة استمتاعها بما تفعله.

زاد هياج منار فأمسكت بيدي صابر المحيطة بخصرها و بدأت تنقلهما بجنون بين صدرها و مؤخرتها.

مرر صابر يده على ظهرها و أمسك بشعرها و قرب رأسها منه، استقبلت منار فمه بنهم و بدأت تقبله بشغف و تمتص شفتيه و لسانه و هي تواصل التحرك فوقه.

بدأ صابر يتحرك أيضا من تحتها بقوة، أبعد شفتيه عنها و أمسكها من ظهرها بإحكام و عيناها مثبتتان في عينيه و هي تصرخ بقوة و بهجة.

]واصل رهزاته القوية و بدأت منار تهتز و ترتعش فوقه، بدأ ينتفض تحتها و ارتفع صراخه و هو يفرغ داخلها دفقات من منيه الساخن.

ضمها بقوة لصدره يكاد يحطم عظامها و هي تتناول شفتيه تدفن فيهما آهات اللذة و النشوة و يداه تعتصران مؤخرتها بقوة.

الآن أصبحت منار تملك عشيقين يمتعانها و ينهلان من رحيق شهوتها المتفجرة و سخونتها و جمالها.

كانت تستمتع مع كليهما، وليد و صابر، كل منهما مختلف عن الآخر، لكنها كانت تنتظر لقاءاتها مع كل منهما بفارغ الصبر. مع كل نيكة منهما تزداد رغبتها و يزداد تأكدها أنها كانت تدفن نفسها لسنوات حرمت منها من هذه المتعة القصوى.

كان إحساس الشهوة قويا يغطي على إي إحساس بالذنب قد يخالجها.

انطلقت شهوة منار كالمارد من قمقمه، فعلت كل ما يحلو لها مع عشيقيها. أخرجت مواهبها الدفينة في النيك و المص و اللحس و المداعبة و اللمس.

]أدركت منار أنها هكذا خلقت للجنس و المتعة و الشبق، رجل واحد لا يكفيها.

لم تتغير تصرفاتها بالطبع، فهي ليست عاهرة ترمي نفسها على من هب و دب.

كل ما في الأمر أنها على أهبة الإستعداد معظم الوقت، إن سنحت الفرص و الظروف و جاء من يقتطفها، لا تقف في وجه رغبتها العارمة.

(يتبع)

***************

الحلقة السابعة
-----




استمر جمال في لقاءاته المتكررة مع هديل، مع كل لقاء تزداد خبرته و حرفنته في النيك. لقد حفظ جسد هديل و كل خلجاتها و حركاتها عن ظهر قلب، لم يمل منها بعد، فهي أيضا ساخنة هائجة تطلب النيك كل الوقت. و تعبر باقتدار عن شهوتها بما تفعله في الفراش، مندفعة و منطلقة معه.


ساهمت هذه اللقاءات في رفع ثقة جمال بنفسه إلى أقصى المستويات، فنجح في ربط علاقات مع نساء أخريات، فوجئ من الكم الرهيب للفرص التي تواتيه في التعرف على النساء، اكتشف أن تلك الثقة جعلته ينتبه بكل وضوح لتلميحات الفتيات معه، و أصبح بارعا في التقاط تلك الرسائل الكلامية منها أو الجسدية، مما جعله يعرف كيف يرد و يتجاوب.
بدأ بالخروج معهن ثم بأخذهن معه للبيت، اتسعت دائرة علاقاته، بما أنه أصبح يخرج كثيرا مع الفتيات و النساء، هذا يعني معرفة برواد تلك الأماكن و بالتالي علاقات أكثر.
كم تحسر جمال على السنين الضائعة التي قضاها داخل قوقعته يندب حظه، لكنه كان ينسى شعور الحسرة كلما انغمس في ملذات الحسناوات و مفاتنهن.
ذاق قضيبه حلاوة ما يزيد عن ثمانية نساء أخريات، لمرات عديدة.
تخلص جمال أخيرا من عقدته، أصبحت من الماضي.


بقيت له فقط منار، منار. إلى هذه اللحظة لا يعرف كيف يجلبها له، فقد آلى على نفسه أن لا يرسل لها أي رسالة منذ أن رفضت صداقته على الفايسبوك، فهو لا يريد أن يبدو كمن يلاحقها، لقد تعب حقا من دور الملاحق، لعبه طول حياته و كل فتاة يلاحقها و يصارحها بما يشعر به تجاهها ترفضه، فقرر أن لا يصارح أي أنثى بأي مشاعر إلا إذا تأكد بما لا يدع مجالا للشك أنها تريده.
و هذا ما قرر فعله مع منار. لن يقوم بخطوات مكشوفة تجاهها، حتى لا يخسرها. لكن المشكلة الكبرى تبقى مكان و ظروف عملهما.





كان جمال يريد أن يستقصي من هديل بخصوص منار، و لكنه في كل مرة يهم بذلك لا يجد مدخلا للحوار بشكل مناسب، فمن يدري ربما تغضب هديل و تغار من صديقتها مهما كانت علاقتهما حميمة، ربما يجرح ذلك أنوثتها، إذ كيف يجرؤ على التفكير بأخرى و هو معها.
فكر أن يعيد طرح مسألة علاقاتها الجنسية الأخرى كطريقة لجرها في الحديث، و في نفس الوقت حجة يستعملها ضدها في حال ما اعترضت على رغبته في منار.
في مرة من المرات و بعد أن فرغ من مجامعتها طيلة ساعتين تتخللهما راحة و حمام بارد منعش، طرح لها موضوع عشاقها.
"هديل، أود أن أسألك؟"
صعدت فوق جسده العاري و استقر نهداها على صدره قائلة :
"إسأل"
أمسك بردفيها و قال :
"هل مازلت تقابلين الآخرين؟"
"أي آخرين؟"
"هيا، لا تتظاهري بأنك لا تعرفين ما أقصد"
"حسنا ... هل ستغير إجابتي من الأمر شيئا؟"
"لا لن يتغير شيء، فقط أود أن أعرف، أنت حرة تماما فيما تفعلين، و من أكون أنا أصلا لأمنعك. ثم طالما أنا أستمتع معك أيما استمتاع، لن يقلقني شيء آخر"
"اممممم، حسنا .... في الحقيقة ... أحدهم تواصل معي مؤخرا....."
سكتت لبرهة و هي تنظر في عينيه.
"ثم؟ أكملي ..."
"تقابلنا ثلاث مرات من بعد أن بدأت معك ..... هو من كلمني ... كنت أشعر بالرغبة في النيك فذهبت إليه ..."
ابتسم جمال بعد أن سمع ذلك، لم يشعر بالغيرة عليها أبدا، فهو صدقا لا يشعر تجاهها بأي مشاعر خاصة، هي فقط جسد ساخن مشتعل منفجر يستمتع به، بل أن الأمر أثاره، طبعا، فحتى منار التي يهتم لها و يفكر بها طول الوقت و يغار عليها يثيره تخيلها تنتاك من غيره، فما بالك بهديل.
"أيتها الشقية"
"أرجو أن لا تغضب أني لم ألتجئ إليك، ألتقي معك مرة في الأسبوع و لكن حين جاءتني فرصة لنيكة أخرى لم أرفضها."
"أبدا، و لم الغضب؟ أتفهمك تماما، أعرف أنك تحبين أن تأخذي كل ما تقدرين عليه، الإنسان طماع بطبعه و لا يكتفي"
"أفهم من كلامك أنك أنت أيضا لديك علاقات أخرى؟"
"و هل يقلقك الأمر؟"
"لا، على الإطلاق، جسدك و أنت حر فيه"
ساد بعض الهدوء و الصمت، فتذكر جمال أنه عليه أن يصل بالحوار لما يريد، فسرعان ما قال لها :
"أقدر تماما موقفك و موقف أي شخص مكانك، الجنس رغبة مقدسة، يجب أن تُشبَع، لا حدود للرغبة الجنسية. ثم أن امرأة شابة لذيذة و مغرية مثلك، يجب أن تنال المقدار الذي تستحق من المتعة. خصوصا مع أعباء الحياة و مسؤولياتها."
كانت عيناها تلمع مع كل إطراء لها.
واصل جمال :
"من المؤسف أن المجتمع يضعنا داخل حدود تأسر رغباتنا، مهما كان الشريك مرضيا في الفراش، فالمرء من حقه طلب المزيد. الزواج سجن. و أنا متأكد أنك حتى داخل ذلك السجن تحاولين بأقصى جهدك تحقيق السعادة، انظري إليك كيف تهتمين بجسدك و رشاقتك، بعد ولادتك بأشهر أصبح جسدك مثل السوبر موديل، أنت و صديقتك منار أيضا"
بالضبط، هنا مربط الفرس، منار. استطاع جمال أن يصل بالحوار للنقطة التي أرادها.
بمجرد أن سمعت هديل اسم منار، ظهر جليا على وجهها ملامح غريبة، سادت لحظات من الصمت ثم قالت له بخبث و غيرة :
"يبدو أنها تثيرك هي أيضا"
"تريدين الصراحة؟"
"بالتأكيد"
"نعم. تثيرني و أجدها مغرية جدا"
"لا تقل لي أنك أنت و هي .......؟ "
هنا لمعت عينا جمال و ضحك عاليا ثم قال :
"لن تعرفي إن كان صحيحا أم لا ......... ثم، لماذا سهُلَ عليك طرح مثل هذا السؤال، هل هي أيضا تقيم علاقات؟"
"لا أعرف" قالتها بطريقة وجدها مريبة.
أثاره ذلك، فمن طريقة كلامها أحس أن هناك شيئا ما.
"أجدكما مقربتين من بعضكما جيدا، هل تخبرينها بعلاقاتك؟"
"أووووه لا، هذه أمور خاصة جدا، لا نتحدث فيها."
"حسنا"
"علي الذهاب الآن، حان الوقت"
ارتدت هديل ثيابها و وودعت جمال قبل أن تخرج.
كان جمال راضيا عن ذلك الحوار، فهو و إن لم يخرج بإجابات شافية، إلا أن هدفه كان مختلفا، أراد فقط أن يزرع بذرة لشيء ما، و ينتظر لكي تكبر حتى تتحول لثمرة يقطفها.
هديل مهما كانت علاقتها بمنار فالأكيد ستفكر كثيرا في احتمال أن جمال ينيكها هي أيضا، إن كانتا تتحدثان حول علاقاتهما الجنسية بكل طلاقة، فبالتأكيد ستسأل هديل منار عن ذلك، و هذا لوحده كاف لجمال لكي يحيّر لدى منار نقطة ما، مجرد فكرة احتمال وجود علاقة بينهما، في حد ذاته نقطة بداية.

من الغد، و أثناء استراحة الغداء، كانت منار و هديل عائدتين من أحد المطاعم القريبة.
قررت هديل الدخول في الموضوع مباشرة، فقد كان الأمر يؤرقها فعلا، مهما حاولت الإنكار فهي تغار حقا، المرأة دائما متملكة مهما ادعت العكس.
مباشرة و دون مقدمات، قالت هديل :
"منار، أنت تعرفين أنني مستودع أسرارك و نفس الأمر بالنسبة لك، لقد شاركنا بعضنا أسرارا قاتلة إن علم بها أزواجنا لكنا الآن جثثا مرمية على قارعة الطريق."
"نعم، مالأمر؟"
"هل تخبئين عني شيئا؟"
"و لماذا سأخبئ، أيوجد شيء أكثر مما قلته لك؟"
"ربما، ربما علاقة مع شخص ما لا تريدينني أن أعرف بها"
"من تقصدين؟"
"آهاااا، لم تنكري. يبدو أن الأمر صحيح"
"أي أمر؟ تكلمي يا هديل"
"منار، هل ينيكك جمال؟"
خفق قلب منار لسماع اسم جمال، و خاصة حين اقترن بعبارة "ينيكك"، نعم هكذا قالتها هديل حرفيا.
"جمال؟ مـ .. ماذا تقولين يا امرأة؟"
تغير لون وجه منار و احمرت وجنتاها. لاحظت هديل ذلك و قالت :
"انظري إلى وجهك، إنك لا تستطيعين الإنكار حتى."
كانت هديل لا تظهر الغضب في صوتها، كانت تحاول أن تبدو هادئة، لكن ذلك لم يخفي حماسها و هي تتكلم و تحاصر منار.
"هديل .... مالذي يجعلك تقولين هذا؟"
سكتت هديل تفكر فيما ستقول، لكن مشاعر الغيرة عندها جعلتها تنوي التفاخر أمام منار لتغيظها، كيف لا و هي منافستها الآن؟
"أعرف و تعرفين نظراته لك و تغزله المبطن و الصريح بك، سألته فلم يعطني إجابة"
"و كيف سألته حول هذا الموضوع بلا حرج، في أي مناسبة و أي إطار؟"
سكتت هديل و عوض أن تتكلم اكتفت بابتسامة و نظرة خبث و زهو.
نظرت منار لهديل محاولة استيعاب و إدراك الأمر، إلى أن اتسعت عيناها فجأة من المفاجأة و قالت :
"تنامين معه؟"
واصلت هديل الإبتسامة الخبيثة التي تغني عن كل جواب.
شعرت منار بإحساس غريب جدا، شيء ما داخلها جعلها تغتاظ، شعرت أن أنوثتها قد جُرحت، كيف لا و جمال الذي أعجبت به من أول يوم رأته فيه، و أعجب بها و ظل يرميها بسهام نظراته التي تأسرها، يمارس الجنس مع هديل التي لم يبد أي إعجاب بها و هي لا.
قطعت هديل أفكار منار المضطربة و قالت لها :
"لم تجيبيني، هل ينيكك جمال؟"
رسمت منار ابتسامة مصطنعة على شفتيها و بصعوبة تامة، و أرادت أن لا تخرج خاسرة من هذه المعركة، فقالت :
"هل ظننتِ أننا كنا حقا سنبقى كل هذه المدة و لا يحدث شيء بيننا؟ هل ظننتِ أننا سنكتفي بالنظرات و التقرب؟"
"منذ متى و أنتما على علاقة؟"
"ربما أكثر من سنة"
شعرت منار بزهو كبير و هي تلاحظ النظرة المحبطة على وجه هديل.
تذكرت هديل كلام جمال حين قال لها معربا عن عدم ممانعته لعلاقاتها الأخرى :
"طالما أستمتع بك فلا أهتم لأي شيء آخر"
"إذن فكأنه يوجه الحديث لي، يريدني أن أفكر بنفس طريقته و لا أهتم لمن ينيك؟" قالت هديل في نفسها و هي في سريرها تفكر في الأمر و تحاول إقناع نفسها أنه من حقه أن ينيك من يشاء.

إذن فقد نجحت المرحلة الأولى من مخطط جمال بشكل أكبر مما تصوره هو، هو لا يدري طبعا عما دار بينهما من حوار، كان فقط ينتظر دون معرفة بما حصل.
ما حصل هو أن منار الآن مغتاظة و تشعر بالغيرة الشديدة، و هو ما ولد لديها رغبة لا تقاوم في جمال، رغبة بدأت تتبلور و تتحول إلى قرار حاسم لا رجعة فيه.
الآن اتضحت الأمور و انكسرت الحواجز، لا مزيد من التفكير و الحسابات و التمنع، الآن حان وقت التحرك بشكل صريح و مباشر.
"سأضاجعك يا جمال، سأفترسك"
قالتها منار و هي في البانيو في منزلها تغمر جسدها بالماء تبرد هيجانها و غليانها.


(يتبع)



الحلقة الثامنة

*****

انتهت عطلة نهاية الأسبوع، قصدت منار عملها و قد كانت عازمة على أن لا تبقى مكتوفة الأيدي، ستتحرك جديا ناحية جمال، لم يفارق خيالها للحظة واحدة منذ حوارها مع هديل في آخر يوم من الأسبوع الماضي.
وصلت لمكتبها كالعادة، وضعت أغراضها و خرجت مسرعة على غير عادتها للحمام، كانت مشتاقة له، لعينيه كيف تخترقان جسدها و تلهبان مشاعرها. أرادت رؤيته مبكرا و لم تطق صبرا.
وصلت للحمام و لم تبقى هناك أكثر من ثوان، كان ما يهمها هو طريق العودة لمكتبها حيث ستراه، خرجت عائدة و هي تكاد تطير بأجنحة الشهوة.
"سأبتسم له، سأحدق في وجهه، سأرخي له عيني"
مرت أمام الباب و التفتت ناحيته لتراه ......
و لكن ....
"أين هو؟"
لم يكن في المكتب سوى مجدي زميله.
واصلت منار نحو مكتبها عائدة و قد تبدلت إشراقة وجهها لشحوب مفاجئ.
كم خاب أملها في تلك اللحظة.
"أيكون في مكتب ما يقوم بعمل ما؟ أيكون في الحمام؟ أخشى أن يكون في إجازة"
ظلت منار تأكل نفسها بالأسئلة، كان التوتر باديا عليها.
كل خمس دقائق كانت تنظر أمام اسمه في تطبيقة الشات الخاصة بالعمل تنتظر تحول تلك النقطة الصفراء إلى خضراء معلنة وجوده في مكتبه، و لكن تلك النقطة اللعينة عاندت و استمرت في لونها الأصفر، و لم تكتف بذلك بل كُتب تحتها :
"غائب منذ (2) يوم"
مما يعني أنه لم يفتح حاسوبه منذ آخر يوم في الأسبوع الماضي. لم يأت اليوم إذن.
انشغلت منار كثيرا، لم يهدأ لها بال، ظلت متوترة لساعة ثم نهضت من مكتبها و ذهبت لمجدي زميل جمال تسأله عن غيابه :
"مجدي، صباح الخير"
"صباح الخير"
"ألم يأتِ جمال اليوم؟"
"جمال، لا، لم يأت اليوم .... و لن يأتي غدا، و لا بعده، و لا بعده ..."
أحست منار بقلبها يسقط من مكانه.
"خير، ماذا حصل؟"
"لقد استقال و ترك العمل"
لم تستطع منار منع نفسها من أن تفتح عينيها لأقصاهما من هول الصدمة.
أحست بالدم توقف في عروقها، شعرت بتنميل في أطرافها.
مرت آلاف الأفكار في عقلها، تسارعت نبضات قلبها، استرجعت بشكل خاطف كل المواقف معه. نظراته لها، ابتسامته، تغزله المبطّن بها و مزاحه معها.
ظلت صامتة مصدومة لبرهة، قبل أن يتكلم مجدي :
"هاهاهاها، أمزح معك .... جمال ذهب في إجازة تدوم أسبوعين في أوروبا"
انفرجت أسارير منار، و تنفسدت الصعداء.
"أووووه حقا، إنه يستحق ذلك ... حسنا، شكرا لك"
خرجت منار و داخلها شعوران متناقضان، فرحة لأنه لم يستقل من العمل، و إحباط و حزن لأن ما عزمت عليه لن يحصل قريبا، بل و لن ترى جمال لأسبوعين كاملين.
تحسن مزاج منار قليلا ذلك اليوم بعد توترها و قلقها أول النهار، لكنها لم تتمكن من إبعاد جمال عن تفكيرها. هي هائجة عليه و قد زاد من هياجها و توترها فكرة أنه في أوروبا الآن يستمتع بالشقراوات و الحسناوات ينهل من رحيق دلالهن و يسبح في بحر من الأكساس و الأثداء و الأفخاذ و المؤخرات.
ظلت كل تلك الأفكار تلازمها طيلة اليوم، حتى قررت أنها لن تنام الليلة قبل أن تفرغ هيجانها على قضيب ما.
خرجت للحمام و أخذت هاتفها معها و اتصلت بصابر، لا تدري بالضبط لم خيرته على وليد.
و فعلا اتفقا على أن تلاقيه في منزله بعد خروجها من العمل.
كانت تعد الثواني لتصل الساعة إلى الخامسة. و أخيرا دقت الساعة.
خرجت مسرعة و استقلت سيارتها و انطلقت كالصاروخ لملاقاة عشيقها.
وصلت لبيته و دقت الجرس، ما إن فتح صابر الباب حتى هجمت عليه كأنها نمرة متوحشة تنقض على فريستها.
بدأت تلتهم شفتيه بكل عنف و هي تدفعه للحائط، لم تهتم للباب الذي لم يغلق بعد، حتى أفلت صابر نفسه منها ليغلق الباب و هو يقول في دهشة ممزوجة بالحماس :
"واو، لدينا هائجة هنا لا تطيق صبرا"
"أغلق فمك و هيا ضاجعني"، قالت منار ذلك و أمسكت بعنق قميصه تجذبه نحوها بقوة و غرق كلاهما في قبلات محمومة، كانت تمرغ شفتيها بين شفتيه باحثة عن لسانه، كانت مضطربة جدا في حركاتها.
حملها بين يديه دون أن يقطعا قبلاتهما إلى غرفة النوم، و بدأت بعنف تنزع ملابسها و تنزع عنه ملابسه و هي تلثم صدره و رقبته و تلفح بشرته بأنفاسها الساخنة.
دفعها على السرير و نزل يقبل شفتيها و خديها و رقبتها و صدرها و هي تنتفض تحته بهيجان غير معهود، كان فكرها مشوشا مشغولا بجمال، لكن انشغالها ذلك لم يفقدها تركيزها مع صابر، بل أن تشوشها و توترها و هوسها بجمال هو ما غذّى رغبتها و جعلها تبدو كالمجنونة الشبقة التي لن تهدأ حتى يسحقها قضيب و يدمر كسها تدميرا.
أمسكت برأس صابر توجهه بين صدرها و بطنها و كسها يلحس و يمص و يعض هنا و هناك، كانت شفتاها ترتعشان من فرط اللذة و عيناها هائمتين مرخيتين، ترمشان بسرعة كبيرة غير قادرة على التحكم بها.
ترجت منار صابر بكل إلحاح أن يبدأ في نيكها :
"أرجوك، أدخله فيَ الآن .... أحتاجه بشدة ... أشعر بحكة في كسي لن يُذهبها سوى قضيبك ... هيا بسرعة ... أرجوووووك "
و لما تباطئ صابر في ذلك، دفعته بقوة و قامت و طرحته على ظهره و هو يضحك من قوتها العتيدة التي نزلت عليها فجأة.
صعدت منار فوق صابر و هي تدخل قضيبه داخلها بتوتر، و ما إن رشقته في كسها حتى بدأت رحلة من الجنون، كانت تقفز فوقه بهيجان و سرعة، وضعت يديها على ركبتيه تستند عليهما و واصلت صعودها و نزولها فوق ذكره. أطلقت عقيرتها للصراخ و الآهات بشكل جريء لم تفعله من قبل.
أغمضت عينيها و زادت وتيرة نطاتها فوق القضيب الذي كان يخترق مهبلها حين قفزت لذهنها صورة جمال و هو يغرس قضيبه في كس حسناء إيطالية يزلزل كيانها و يجعلها ترتجف تحته كالطائر المذبوح.
علا صراخ منار و بدأت تتفوه بكلام ساخن تحث فيه صابر على نيكها :
"دمرني ... قطعني ... لا ترحمني .... اقسمني لنصفين ... آآآآآآآه"
كان لسانها يوجه تلك الكلمات لصابر و لكن قلبها كان يقصد جمال.
اهتاج صابر من السخونة المرعبة التي اعترت منار فبدأ وسطه يتحرك تحتها بعنف و سرعة رهيبين و هو يمسك خصرها بإحكام يدك حصون كسها، بينما صوت ارتطام عانته بمؤخرتها يعلو كتصفيق حار من معجب عاشق بمطربة ما.
ارتفعت شهوة صابر لمداها حتى بدأ ينتفض تحت منار و هو يفرغ منيه دفقات ساخنة في مهبلها، نزلت على صدره تقبل فمه معلنة انتهاء المعركة الحامية.
على غير المعتاد لم تطل منار رقودها على صدر عشيقها، نهضت مباشرة تغسل نفسها و صابر ينظر لها في دهشة و استغراب.
أكملت منار تبردها و اغتسالها و ارتداء ملابسها و صابر يقول لها :
"وااااو، اليوم لقد وضعتِ السرعة القصوى. شيء خرافي ما حصل بصراحة"
اكتفت بابتسامة خفيفة و هي تصلح ماكياجها أمام المرآة.
واصل صابر :
"مالذي هيجك هكذا؟ ..... أعني ... أنت ساخنة منذ البداية طبعا و أعشق انطلاقك و هيجانك معي ... لكنك هذه المرة حكاية أخرى ....."
أنهت منار زينتها و التفتت له و هي تبتسم :
"توقع مني كل شيء"
ثم ودعته و غادرت.


اعتقدت منار أن تلك النيكة ستنسيها جمال و تفكيرها به، اعتقدت أنها كافية لكي تعدل مزاجها و تشبعها و تكبح سيل الأفكار التي هطلت عليها.
و لكنها كانت مخطئة، كانت طوال مدة غياب جمال تفكر فيه، تمر أمام مكتبه مرات في اليوم تنظر لكرسيه الفارغ. اشتاقت لرؤيته أيما اشتياق.
ظلت تراه و تتخيله و هي تنتاك من الرجال الثلاثة الذين تضاجعهم، وليد، صابر و زوجها.
كانت أكثر تعقل مع زوجها حتى لا يلاحظ انفجارها المفاجئ و يشك في أمر ما.

طبعا كانت تتبادل النظرات مع هديل يوميا و كأن كلا منهما تشتكي للأخرى و تشمت بها في نفس الآن. كانت فكرة أن هديل لا تنتاك حاليا من جمال تهون عليها قليلا من هيجان أفكارها و توترها.

مر الأسبوعان، عاد جمال من السفر و هو يشعر بسعادة غامرة، كيف لا و قد زار أماكن مختلفة و تعرف على أشخاص كثيرين و قضى أروع أوقات حياته.
كانت منار تنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر، كررت ما فعلته قبل أسبوعين حين خرجت بسرعة من مكتبها لتمر على مكتب جمال بمجرد وصولها.
كان قلبها يدق بمعدل كبير و هي تقترب من الباب، لم تذهب إلى الحمام و من ثمة تعود، لا. بل توجهت رأسا لمكتبه و ****فة تسبقها.
دخلت و خفق قلبها و رفرفت روحها حين رأته هناك.
"جماااااااااااااااااااال، لقد عدت."
"منااااار"
فوجئ جمال أن منار لم تكتف بالمصافحة بل توجهت مباشرة لخديه تسلم عليه بالقبل، لم تطبع قبلتيها بشفاهها، بل كان سلاما اعتياديا، الخد في الخد.
كانت تلك أول مرة تسلم عليه بتلك الطريقة، لم تسلم أبدا على أي زميل بذلك الشكل أصلا. في الأعياد و المناسبات كانت تزور المكاتب و تكتفي بالمصافحة مع الرجال، بينما القبل للنساء فقط.
أدرك جمال أن منار اشتاقت له، كانت عيناها تنظران له بسعادة غامرة، عيناها تبتسمان أكثر من شفتيها حتى.
زاد ذلك من سعادته و رفعها للمستوى الأعلى.
"كيف حالك؟ استمتعت جيدا إذن؟"
"بالتأكيد، لقد كنت في الجنة حرفيا"
لعله استمتع بإغواء الأوروبيات هناك. هكذا فكرت منار حين عبر عن عظيم متعته خلال الرحلة.
"أنا سعيدة حقا لك. نلتقي لاحقا إذا لتحدثني عن رحلتك. تعال لمكتبنا"
"اووووه الحديث يطول و لا تتسع له مجرد دقائق أقضيها معكم في زيارة لمكتبكم"
"على كل حال، أمامنا الوقت كله"
خرجت منار عائدة لمكتبها، تشعر بسعادة غامرة، لم يفسدها سوى رؤيتها لهديل تتجه لمكتبه لتسلم عليه. تذكرت و هي تلتفت وراءها و تتابع هديل بعينيها أن جمال يدك تلك المؤخرة التي تتمايل أمامها دكا و يركبها باستمرار. فشعرت بالغيرة تأكل قلبها.


بعد دقائق، أرسلت إليه عبر تطبيق التشات في العمل، تسأله عن الصور التي التقطها أثناء رحلته.
كان ذلك السؤال فرصة ذهبية لجمال لكي يذكّر بمنار بموضوع قديم لطالما انتظر اللحظة المناسبة لطرحه.
أجابها جمال :
"لقد صورت صورا كثيرة جدا، كثير منها في حاسوبي في البيت الآن."
"آآآآه خسارة أردت رؤيتها اليوم"
"لقد نشرت العديد منها على حسابي بالفايسبوك .... آآآآآآ نسيت ... لا يمكنك رؤيتها .."
لم تجب منار فقد أحرجها جمال أشد إحراج.
ثم أضاف قائلا :
"اطلبي من هديل أن تطلعك عليها، مثلما أخبرَتك بعيد ميلادي سابقا ... هي صديقة لي على الفايسبوك و يمكنها رؤية ما أنشره ... أما أنت فلسبب ما لا تريدين أن نكون أصدقاء على شبكات التواصل الإجتماعي"
صعقت منار فهاهو جمال يواصل إحراجها.
لم تعرف كيف تبرر موقفها من ذلك، لن يقتنع برواية أنها لم تنتبه لطلب الصداقة، سيحتقرها لو استعملت ذلك التبرير. و هي الآن بالذات لا تريد أن تخسره.
"يمكنك أن ترسل لي الآن إن أردت"
"لا"
كان جوابه سريعا و حاسما بشكل مفاجئ، شعرت منار بصدمة كبيرة لما قاله.
واصل جمال :
"أنا لا أرسل لشخص مرتين .....
و أصلا لن يضيف لي قبولك صداقتي الشيء الكثير ...
لن ينتهي العالم إن تجاهلت طلبي ...."
"جمال ... لا أعرف ماذا أقول بصراحة ..."
"إن كنت لا تملكين شيئا لتقوليه .. فلا تقولي .. الأمر بسيط"
شعرت منار بأنها تخسره، غمرها شعور غريب باليأس و الحزن، توترت لأقصى درجة.

ماهي دقائق حتى سمع جمال صوت إشعار على هاتفه. قرأه و كان كالتالي :
"منار حسن أرسلت لك طلب صداقة"
انتابت جمال مشاعر من الغبطة و الزهو و هو يقرأ ذلك الإشعار.
لم يكن من النوع المتلاعب بمشاعر الناس، لذلك لم يتركها تنتظر طويلا، قبل صداقتها مباشرة.
كان كل ذلك يجري و بينهما مسافة لا تزيد عن الستة أمتار، يفصلهما مكتبان آخران بينهما.
ماهي إلا ثوان حتى أرسلت له رسالة على مسنجر الفايسبوك.
"جمال .... أردت أن نواصل الحديث عبر وسيلة أخرى .. لا أحب أن أتحدث عبر تشات العمل ... أنت تعرف أن الإدارة يمكنها إن أرادت أن تطّلع على محادثات موظفيها "
"أرأيتِ كيف أنني لست متكبرا مثل بعض الناس، أنا أقبل طلبات أصدقائي و لا أتجاهلها" و أرفق ذلك بسمايلي على صورة غمزة.

"جمال أرجو أن تقدر موقفي .. لم أتجاهل طلبك تكبرا عليك"
قرر جمال بكل جرأة أن يدخل في الموضوع مباشرة.
"أعرف سبب تجاهلك"
"ماهو؟"
"كلانا نعرفه تمام المعرفة، و لا داعي لمزيد من الإخفاء"
كانت كل حصون منار مدمّرة في ذلك الوقت، كانت مدينة جاهزة للغزو دون مقاومة.
لهذا، لم تعانده و لم تنكر، و لم تتظاهر أنها لم تفهم.
كانت رغبتها فيه و خوفها من أن تخسره أقوى من كل شيء.
ظلت تفكر فيما تقول و كيف تخبره أنها تريده بشدة.
و بينما هي محتارة، قال لها :
"صحيح أننا أضعنا وقتا طويلا لأسباب مختلفة، لكن الوقت مازال لم ينته بعد، كل شيء يتم تعويضه"
حمسها رده و أعاد فيها الروح.
في المقابل و رغم الثقة التي بدأ يتحلى بها جمال، شعر أن كلامه اقترب كثيرا من التصريح و المباشرة فخشي أن تتمنع عليه.
ظل مترقبا إجابتها و هو يرى تلك النقاط الثلاث تتحرك معلنة أن منار بصدد الكتابة.
و وصلت رسالتها :
"أرجو أن لا يكون لديك اتفاق مسبق على موعد ما الليلة"
شعر جمال في تلك اللحظة بجرعة من الأدرينالين تسري في عروقه و تصل لأعلى رأسه، انتصب قضيبه في جزء من الثانية.
سمع في داخله صوت مجموعة من المعلقين الرياضيين المشاهير كل منهم يردد جملة احتفالية :
"غوووووووووووووووووووووووووووووول"
"يا ربااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااه"
"يا سلااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااام"

كاد يقف فوق مكتبه ليرقص طربا و فرحا، غير أنه أمسك نفسه.
تذكر الفتاة التي تتحادث معه الآن و أنه عليه الرد.
كتب لها :
"مبدئيا ليس لدي برنامج الليلة"
"جميل، سأغادر العمل بعدك بعشر دقائق، انتظرني خلف المركز التجاري المجاور، سأمر عليك بسيارتي"
تواصلت الأهازيج و الأغاني تتردد في قلب جمال و عقله.
"اتفقنا"
ابتسمت منار و السعادة تنير وجهها، ثم حذفت كل تلك المحادثة من حسابها. فالحذر واجب.

(يتبع)

الحلقة التاسعة

*****

دخل جمال و منار الشقة و كلاهما يدفع الباب مغلقا إياه بسرعة و لهفة.
سادت لحظات من الصمت، كان كل منهما يحدق في عيني الآخر بطريقة حالمة، كانت عيناهما تتخاطبان بدل لسانيهما.
"يا إلهي ما أجمل عينيها، تنظر لي بحب و حنان و شغف، كم انتظرت هذه اللحظة طويلا"
"آه من عينيه و نظراته اللاهبة، نظرة واحدة منه كفيلة بإشعالي، لقد ألهبتني كل يوم بسهامها و ها قد جاءت اللحظة التي لا يفرق بيننا شيء"
لم يدرك لا جمال و لا منار كم مر من الوقت في النظرات الهائمة، إلى أن انقضّت الشفاه على بعض و التحمت في رقصات محمومة. كانت لهفة كل منهما على الآخر لا توصف، لا يمكن إيجاد أي كلمة من أي لغة خلقت على وجه الأرض لتعبر عن ذلك الإنغماس و الإندماج بينهما.
ضم جمال منار إلى جسده بإحكام بيده اليسرى، فيما ارتفعت يده اليمنى تمسك خدها وتمسح عليه و تصل إلى مفرق شعرها تداعبه و تخلل أصابعها فيه.
كانت منار تعانق جمال بشوق و رغبة عارمة، يداها تحيطان برقبته و رأسه و تمر على كتفه و أعلى صدره.
كان جمال من شدة اشتياقه يعز عليه أن يترك هاتين الشفتين المبللتين، كيف لا و هو يحلم يوميا بالتقاطهما بين شفتيه، كيف لا و هو في كل مرة يجلس جنبها أو يقف معها يحادثها يركز ناظريه عليهما، كيف لا و هو في كل لقاء أو حديث يجمعهما يمسك نفسه بمجهود جهيد كي لا يفترسهما.
منار بدورها كانت تمتص شفتي جمال و لسانه و كأنها تبحث عن ماء الحياة من ثغره.
لم يكن جمال و منار يقبلان بعضهما، بل كانا حرفيا يرتشفان من بعضهما البعض رحيقا لذيذا لا يوصف و لا يحكى.
تواصلت سمفونية القبل تعزف بين الشفاه و كان العاشقان يسيران ببطء نحو غرفة النوم. و ما إن وصلا حتى نزلا سويا على السرير يتقلبان دون أن تفترق شفتاهما، تارة تكون منار فوقه و مرة ينزلها تحته و أحيانا يتقابلان كل على جنبه.
و بعد مرور وقت طويل، افترقت الشفاه أخيرا، التقط جمال و منار أنفاسهما و هما ينظران من جديد كل منهما في عيني الآخر.
بدأ جمال يراوح نظراته بين كل مكان في وجهها، ينظر لحاجبيها، كم يعشق شكلهما، ثم يمر على وجنتيها التين احمرتا بفعل سخونتها و رغبتها، و يواصل نحو خديها الناعمين الطريين، ثم يركز نظره على أنفها المستقيم الذي يبدو و كأن ريئة فنان رسمته في وجهها، ثم ينزل بعينيه صوب شفتيها التين تلمعان بلعابه ولعابها.
لا يصدق ما يحصل، كل تلك الملامح كانت هي المسيطر الوحيد على تفكيره و كيانه طيلة السنتين الآخيرتين، كان يمني نفسه بلحظة مثل هذه يتأمل فيها جمالها و بهاءها.
بادلته منار النظرات و كانت تنتقل من مكان لآخر في وجهه، عيناه العسليتان التان علقتاها به و جعلتها تشعر أنها الأنثى الأكمل و الأشهى في الكون، شكل خديه المصوّر تصويرا كأبطال السينما، ذقنه التي كانت تشكها منذ قليل و تخزها في صدرها و بطنها.
كانت منار في حلم.
خطف العاشقان قبلات أخرى نهمة قبل أن ينتقل جمال بفمه يلثم خديها و حاجبيها و أنفها و جبينها و ذقنها، لا نبالغ حين نقول أنه وزع قبلاته على كل مليمتر في ذلك الوجه المضيء.
لم يفته حين وصل لتقبيل أذنيها أن يهمس فيهما بأعذب كلمات التغزل بجمالها و مدى رغبته فيها، شكلت تلك الكلمات الهامسة مع الأنفاس اللاهبة التي ترافقها، ثنائيا خطيرا سبب لها قشعريرة و سلسلة من الرجفات المتتالية، كانت الكلمات تخترق قلبها و عقلها، فيما تلفح أنفاسه بشرتها الناعمة الرطبة لترسل لمركز حواسها رعشة لا مثيل لها.
نزل يقبل عنقها و هي تمسك رأسه و تتأوه آهات خفيفة و تهمس بإسمه باستمرار.
"جمال ... جمال ... جمال ... جمال ...."
زاد هياج جمال حين سمعها تردد اسمه و كأنه ترنيمة مقدسة لديها.
تجاوب معها مكافأة لها، فطيبة قلبه تجعله تلقائيا يحب إسعاد من يسعده.
"يا منار يا منار .... ما أبهاكِ و ما ألذّكِ و ما أحلاكِ"
رفع جمال جسده قليلا عن منار حين شعر بيديها تفك أزرار قميصه، تاركا لها المجال لتنزعه عنه. ساعدها في ذلك و بدأت تمرر يديها على صدره و كتفيه و رقبته و هي تنظر له بشهوة و لذة.
رفعها إليها و بدأ ينزع عنها ملابسها القطعة تلو القطعة، كانت تفعل معه نفس الشيء بلهفة و عنف و سرعة.
لم يبقى كل منهما سوى بكيلوت لها و بوكسر له.
نظر جمال بانبهار للجسد المرمري الملقي أمامه، كما تخيله بالضبط، صافيا أبيضا ناعما، بدأ يمرر يديه على كافة أنحاء جسمها و حملها فوق حجره و ارتكزت هي بيديها على كتفيه لتستقر في حضنه.
يبدو أن شفتيهما اشتاقتا لبعض فعادتا للقاء محموم آخر، بينما كانت يدا جمال تمسحان على ظهر منار و كتفيها و قفاها و مؤخرتها و زندها.
كان كل شبر من جسدها يغريه بلمس الشبر الذي يليه، إحساس لا يوصف و يداه تنسابان فوق تلك البشرة الناعمة التي اعتبرها جمال من أهم ما أغراه بالأساس في منار.
جعلت تلك اللمسات المتتالية من منار كالبركان الهائج يقذف حممه، فكانت رطوبة كسها تتزايد و تفرز سوائلها لتبلل كلسونها. تزايدت وتيرة آهات منار الخفيفة بفعل تحركات أصابع جمال التي غزت تقريبا كل مكان في جسدها.
كان جمال يعرف أن المرأة تستثار من أكثر من مكان، و تختلف النساء في ذلك، لهذا حرص على أن يمتع منار بلمسها في أكثر ما يمكن من المناطق من جسدها.
بدأت منار تنتفض في حضنه من شدة الشهوة التي تملكتها و توترت حركتها و بدأت تحك كسها فوق موضع قضيبه بحركات متكررة جيئة و ذهابا.
كانت تلك الحركة كافية لجمال لتزيد من جنونه فشعر بالدم يتوجه بغزارة نحو قضيبه مما زاد في درجة انتصابه و تصلبه، خشي أن تتسبب حركاتها الهائجة في قذف منيه بشكل مبكر، فأمسكها من كتفيها و دفعها برفق إلى السرير على ظهرها.
نزل فوقها يلثم صدرها و نهديها و حلمتيها، لحسا و مصا و تقبيلا، و أصابعه تلامس شفتيها و خديها و ذقنها، أغمضت منار عينيها و بدأت تتلوى تحت جمال و تطوح برأسها في كل الإتجاهات، لقد كانت تستثار في أكثر من مكان في نفس الوقت، ما إن تسخن من تقبيله لصدرها حتى تلهبها ملاعبة يديه لوجهها و أذنيها و شعرها.
شعرت منار أنها بدأت تتشتت ذهنيا فأمسكت بيديها كفي جمال و تخللت أصابعها أصابع يديه و ظلت يداهما متشابكتين و هو يفعل أفاعيله بالأسفل بلسانه و شفتيه.
كانت وخزات لحية جمال الخفيفة تزيد من شهوتها، تلك الخشونة لديها شعور خاص لدى المرأة.
بعد أن أشبع جمال جسد منار لحسا و مصا و تقبيلا و وخزا، قرر أن يقوم بغزو موضع عفتها.
رفع وسطها عاليا لكي ينزع عنها كيلوتها الذي ابتل من فرط شهوتها، كانت منار تخشى أن يسبب لها لحسه لبظرها نوبة من الجنون لا تتحكم فيها بنفسها، فظلت تردد مكررة :
"لا ... لا ... أرجوك ... لن أقدر .... سأجنّ ...."
تجاهل جمال رجاءاتها المتكررة فهو يعرف أن المرأة تقول عكس ما تريد أحيانا، و فعلا، عاندته قليلا بأن حاولت ضم ساقيها لتمنعه و كذلك إبعاد وجهه عن كسها، و لكن سرعان ما استسلمت حين أمسك يديها بقوة و ثبت رأسه بإحكام بين فخذيها مستعينا بكتفيه لمنع ساقيها من الإلتواء حوله.
ما إن وضع جمال طرف لسانه على بظرها المنتصب حتى أصابت منار اختلاجة قوية جعلتها ترفع جسدها و وسطها عاليا و تنتفض بقوة، شهقت شهقة أفقدتها القدرة على الصراخ.
بدأ جمال يلحس بظرها برفق و هي ترتعش تحته لا تقدر على الكلام و التأوه.
زاد من سرعة لحسه و مصه لها فارتفت وتيرة انتفاضاتها و حركاتها تحته، طغى بياض عينيها على سوادهما و لم تعد قادرة على التنفس.
بدأت تضرب بيديها على السرير بقوة تطلب الرحمة من جمال، ترك بظرها قليلا و رفع رأسه ليراها تلتقط أنفاسها بقوة و كأنها خرجت للتو من سباق أولمبي كبير.
كانت ترتعش من رأسها لأخمص قدميها، أعجبه منظرها هكذا. ظل يحدق فيها هائما فيها و هي تنظر إليه نظرة ضعف و لوم على ما فعله بها.
و عندما هدأت تمكنت من الكلام و قالت له :
"جمال، يكفي أرجوك، أقسم أني مستعدة تماما الآن، أنا جاهزة و لا أحتاج المزيد"
تذكر جمال كيف كان يمازحها و يعاندها في العمل، فقال لها :
"لا، مازال أمامنا شوط ثان من اللحس"
"أرجوك، أرجوك لا، هل تريدني أن أموت بين يديك بسبب انقطاع نفسي؟"
"اللحس لم يقتل أحدا من قبل"
"جماااااااااااااااااااال"
ضحك جمال و قال لها :
"أمزح معك"
و قام مستعدا لتتويج كل تلك المداعبات الطويلة. فوجئ جمال بمنار تسبقه للبوكسر الذي يرتديها، أمسكت بقضيبه المنتفخ من خارج البوكسر، و هي تنظر إليه و لعابها يكاد يسيل عليه.
ثم سرعان ما بدأت تنزله، بدأ الذكر المتحفز يظهر لها شامخا.
ابتسمت ابتسامة عريضة و تذكرت كيف أنها كانت سابقا تسترق نظرات إليه و هو تحت بنطلون جمال في العمل.
لم تمنع نفسها من ضحكة سعادة بالغة.
فركته بيديها و هي تتمدد على السرير و تجذب جمال نحوها.
استلقى جمال فوقها و عيناها كالعادة في عينيها، و هي لا تزال تمسك بذكره تدخله ببطء و رفق في كسها الرطب المهتاج.
أدخلت رأسه و تركته حين بدأ جمال يدفعه داخلها برفق.
كلاهما جرب النيك من قبل و استمتع به. لكن ........... هذه المرة، شعور تلك الإيلاجة لا يقارن، لا يوصف.
كان جمال يواصل دفع قضيبه في كس منار و تعتريه في تلك اللحظة مشاعر رهيبة ملهمة عظيمة لم يشعر بها قط.
شعر أنه خارج الأرض و خارج السماء و خارج الكون و خارج الزمان، لحظة صفاء و وصال لا يمكن التعبير عنها .ما زاد في عمق إحساسه وقتها أنها كانت تنظر إليه بهيام و شغف، كان يبادلها نفس النظرات. كانت عيناه كأنها ترى داخل روحها.
منار كانت كأنها تنتاك لأول مرة، أحست أن كل نيكاتها السابقة بلا معنى، نسيت أصلا ماذا أحست وقتها و هي تنتاك من هذا و ذاك.
واصل قضيب جمال شقه لطريقه داخل كس منار، إلى أن وصل لآخره، لم يكتف جمال بذلك بل حاول دفعه أكثر كأنه يثبته فيه، أحس جمال أنه لا يغرس قضيبا داخل منار، بل يغرس جزءا من روحه فيها. فيما كانت منار تشعر حرفيا أن تلك الإيلاجة قد تجاوزت رحمها و وصلت لتلامس قلبها.
جذب جمال قضيبه ببطء أيضا و منار تتشبث به خشية أن يخرجه منها.
ثم أعاده مرة أخرى لمكانه، كان لا يستعجل شيئا، هذا الإحساس لوحده هبة لا تتكرر دوما، أراد أن يطيل من عمر تلك اللحظات قدر المستطاع.
لكن الغريزة تأبى إلا أن تطغى، فتسارعت حركاته تدريجيا، و مع كل حركة لقضيبه داخل كسها تشهق منار و تختلج، و يتوقف قلبها، أو هكذا تشعر.
متعة النيك بالنسبة للمرأة و شعور الإيلاج و الإخراج لا تحس به فقط في كسها، بل في قلبها، في صدرها، في روحها.
تلك الرحلة جيئة و ذهابا تتلاعب بغريزتها فالدخول يطمئنها و الخروج يرعبها.
غريزتها تخاف أن يخرج القضيب منها لهذا يخفق قلبها كأنه ينفجر في صدرها.
تسارعت حركات جمال و بدأ يضرب كسها ضربات متتالية و هو يواصل النظر في عينيها، أكثر ما يعشق في هذا العالم.
ترتفع آهات منار و تتعالى، ينظر جمال لوجهها الذي يتأوه فيزداد هياما بها، فينزل ليلتقم شفتيها، تستقبله هي بكل سخاء و تعانق لسانه بلسانها.
كان العاشقان منصهرين تماما، كأنهما روح واحدة في جسدين.
كانت ثنائية الجنس و الحب تتبلور و تتشكل خلال ذلك اللقاء، كان كل منهما يغذي الآخر، الجنس و المتعة جعلت جمال و منار يقتربان روحيا من بعضهما، و المشاعر و الحب ساهما في صبغ الحركات و اللمسات و الرهزات بطابع خاص لا يوصف.
صحيح أن الحب كلمة كبيرة و صعبة، و لا تطلق إلا لمن عاشر شريكه و رأى كل عيوبه و مر معه بصعاب و مشاكل و لا زال يريده و يطلبه، و هو ما لم يتوفر بين جمال و منار، لكنهما في تلك اللحظات شعرا أنهما روح واحدة انقسمت بين جسدين، كل منهما شعر وقتها أنه مع معشوقه و حبيبه الذي خلق من أجله.
"أحبك، أحبك، أحبك، أحبك، أحبك يا جمال"
"و أنا أعشقك و أذوب في كل ذرة فيك يا منار"
كانا يقولان ذلك بين القبلات، كانت أنفاسهما تلهب وجهيهما و هما يقولان ذلك الكلام لبعضهما.
لا يعرف كلاهما هل أن ذلك صحيح أم لا، لكنه حقا ما كانا يشعران به وقتها.
كان جمال يواصل الرهز و يقبل شفة منار السفلى و يمتص رحيقها العذب و ينزل قليلا ليقبل بشغف أسفل ذقنها.
تواصلت حركات الجسدين في تجاوب و تناغم، تسارعت حركات جمال حين بدأت ارتعاشة منار تحته تتسبب في انتفاض جسدها بقوة، علا صوتها و آهاتها إلى أن جاءتها رعشتها الكبرى و بدأت ترتجف بين يديه و هي في شهقات متتالية.
كان قد قذف فيها منيه الدافئ داخل رحمها، كل دفقة منه تزيد من رجفاتها.
ظل يحدق في وجهها و هي ترتعش و تنتشي، يا لجمالها و حسنها و نظارتها.
لطالما قرأ أن المرأة تكون في قمة جمالها لحظة رعشة الجماع، لم ينتبه سابقا مع النساء الأخريات لهذه المسألة، لكنه الآن ظل مشدوها منبهرا ينظر بابتسام لوجه منار و هي كالوردة المتفتحة، كالقمر الساطع.
"أتمنى أن تري بعيني الآن لتشاهدي جمالك الساحر"
ابتسمت منار و قبلته قبلة عميقة دفنت فيها كل مشاعرها و عشقها.
نزل من فوقها ليقابلها و هما على جنبيهما، و احتضنها و هما يتبادلان القبل و الكلمات المثيرة و الغزل و المزاح و النظرات.
متى تعرف أنك للتو انتهيت من علاقة جماع مثالية مع شخص ترغب فيه بحق؟ حين يراودك إحساس رهيب بالنشوة يتواصل حتى بعد إفراغ شهوتك.
هذا ما شعر به جمال بالضبط.
كان ينظر إليها بهيام و يمسح بيديه قطرات من العرق على جبينها.
"آه لو تعرفين كم انتظرت هذه اللحظة، و كم حلمت بها، و كم تمنيتها و تخيلتها، و كم شعرت بالقهر و اليأس مرات عديدة حين كنت أدرك أني لن أنالها، سنتان كاملتان تتقاذفني الأفكار بجميلها و سيئها"
"حقا مررت بأوقات سيئة و أنت تفكر بي؟"
"بالطبع ... فالوضع كان صعبا بكل المقاييس ... كنت أعرف منذ البداية أنك معجبة بي من أول مرة رأيتني فيها، لكن ذلك غير كاف .. فأنتِ ...... تعرفين"
عز عليه قول كلمة متزوجة .... كان لا يريد إفساد تلك اللحظات، فهي ملك له لوحده الآن ... كذلك لم يرد تذكيرها أنها متزوجة.
فهمت منار المقصود، لم تتأثر كثيرا، فهي الآن في قمة الإستمتاع و لن يقدر أي شعور على إخراجها من حالة النشوة التي تعتريها ... و أيضا، ليست أول مرة تنتاك من رجل غير زوجها، فالإحساس بالذنب بدأ يتلاشى.
أحاطت وجهه بيديها و قالت له :
"سامحني على كل لحظة سيئة تسببت فيها لك، لم أكن أقصد ... ظروفي منعتني و أنت تعرف"
أمسك بيدها يقبلها قائلا :
"لا يهم الآن، إحساس مثل الذي أعيشه الآن يجبّ ما قبله"
ضحك كلاهما و واصلا القبل، قبل أن يخلص نفسه بصعوبة من بين أحضانها قائلا جملته الشهيرة :
"سأذهب للحمام، استعدي للجولة الثانية"


(يتبع)
 
  • حبيته
التفاعلات: جدو سامى 🕊️ 𓁈
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%