NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

متسلسلة واقعية عربية فصحى الباشا (البدايات) - السلسلة الثانية - حتي الجزء الثاني 21/5/2024

صديقى العزيز
أولا أشكرك على كلماتك الرائعة اللى بتفرحنى وبتخلينى خايف من مسؤلبة إن كتابتى تقل عن مستوى توقعاتكم
كلامك بقى عن إن الجزء صغير فرحنى أكتر ... ليه هأقولك
الجزء ده 30 صفحة وكام سطر .... متوسط عدد الصفحات فى القصص المنشورة فى المنتدى مش بيزيد عن 12 صفحة لكل جزء
فمعنى إنك بتقول إن الجزء صغير جدا إنك محستش بأى ملل أثناء القراءة
وده طبعا أنا باعتبره نجاح للكاتب إن القارئ ميزهقش من القراءة
شوفت بقى جرعة السعادة اللى انت اديتهالى بكلامك أد إيه
مليون شكر ليك يا صديقى لتشجيعك مش كفاية
🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹
عايز اقولك أن لما بحس بملل من المنتدي بدخل اعيد قراءة روايتك تاني وفعلاً مش بحس بأي ملل وبكون منتظر الأحداث
المهم متتاخرش علينا بدل ما أنضم لطيور الظلام والباشا يزعل
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
اخيرا كنت فين يا مبدع
شكرا لحاله المتعه اللي بتوصلنا ليها بجمال قصصك
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
من اجمل ما قرات في هذا المنتدى بجد اسلوبك مبدع في السرد وبتاخدنا معاك ونرجع كلنا بالزمن للأيام الجميلة تسلم ايدك ومنتظرين جديدك بكل شوق
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
انا كل مره بدخل المنتدي اول حاجه بعملها اشوف نزلت بالسلسلة الجديدة ولا لسه
انا في قمة سعادتي برجوعك ب حكايات الباشا
متتأخرش علينا بتوحشنا
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
➤السابقة




مقدمة

وأخيرا عاد الباشا للحكى ... إنتظرته طويلا حتى يتكلم ...

بنهاية السلسلة الأولى من قصة بداياته كنت أشعر بمدى الألم النفسى الذى تسبب فيه تداعى ذكرياته وتذكره ما كان يدور حوله من أحداث وما تعرض له وما شاهد وطنه يتعرض له ... تداعت أحلامه فى إستكمال مسيرة أستاذه ... أخذت منه زوجة أحبها وفقد حبيبة تمناها وانهار بسبب فقدها ... ترك وطنه وسافر لوطن آخر لم يكن يعرف عن لغته أقل القليل .... واصل مغامراته وتحديه لقدره حتى أصبح إسمه معروفا فى مجاله ... لكن للأسف خارج وطنه ... كان إنتصاره الأول على القدر بنجاحه فى عمله ... وانتصاره الثانى إستعادة حبيبته التى فقدها بسبب طيشه وشهوانية أمها

أحداث كتيرة رواها لى الباشا منها ما ذكرته ومنها مالا يسمح المجال بذكره ... شخصيات ذكرت بالتلميح فأصحابها لا زال لهم من النفوذ كثير ... وشخصيات لم تذكر لكنها موجودة وكانت تحرك الأحداث

والآن إسمحوا لى قرائى بأن نعود لللإستماع إلى حكى الباشا ... وكعادتى معكم أرجوكم ألا تكتفوا بقراءة الكلمات .. ولكن

أرجوكم إقرأوا ما بين السطور



الجزء الأول

كانت الرقيقة مُنى جالسة محاطة بتلك النسوة المتشحات بالسواد وعيناها معلقتان بالباب تنتظر قدوم فارسها وحبيب عمرها . هى متاكدة من قدومه لينقذها من ذلك المصير الذى يعتقد كل من حولها أنه محتوم . لكن يقينها بأنه لن يخذلها جعلها لا تهتم بما يعتقدن ويعتقدون . فحبيبها لم يخذلها يوما ولم يخلف وعدا وعدها إياه .

سنوات مرت عليها لا تستطيع النوم إلا فى فراشه مرتدية بيجامته محتضنة وسادته فى غرفته الضيقة التى تحمل رائحته ورائحة ذكرياتها معه . إنها تشعر بمدى الجرح الغائر الذى صنعته بيدها عندما طلبت منه الإبتعاد لكنها لا تستطيع ألا تحبه . حتى عندما شعرت بأن حبيب عمرها قد ذهب إلى أخرى فإنها التمست له العذر . لقد عذبته وتعذبت بسبب أمها . لكنها بعد تلك السنوات تشعر بأنها مخطئة . فما حدث له بعدها وانهياره وهو فى قمة لحظات مجده هى السبب فيه . رأته بعينيها يغيب فى سيارة إلهام تجاوره صديقتها سهام فى إسبوع سيقضيه معهما بعيدا ولكن ....

سهام قد تزوجت واختفت مع زوجها الوسيم وترك هو وطنه لبلد بعيد بينما أصبحت إلهام صديقتها الوحيدة مع أمها الروحية " ام أمجد" . كانت تعرف أنه لم ينسها للحظة . دائما يتصل فى موعده الذى اعتاده . لم يكن يتحدث ولم تكن . فقط تستمع لصوت أنفاسه وهى تعلم أنه يطمئن لسماع صوت أنفاسها

لكنها عندما واجهت حقيقة أنها أصبحت جارية تباع فى سوق النخاسة لم تجد أمامها غير أن تستنجد به . فهو دائما فارسها ومنقذها ... إنه حبيبها وهى حبيبته

لم يغب عن ذهن الرقيقة منى ما دار بينها وبين أعمامها وأبيها . هؤلاء الأعمام الأجلاف الذين ظهرت عليهم أعراض التطرف الشكلى فجأة بمجرد تعرفهم بهذا النخاس تاجر الملابس الرخيصة . لم يغب عن ذهنها زيارة زوجات أعمامها المفاجئة وهن يخبرنها بأن هناك "عريس لقطة" قد تقدم لطلب يدها . لم تنس كيف تحولت مداهناتهن إلى هجوم إتهمنها فيه بأنها فقدت عذريتها مع خطيبها السابق ولذلك ترفض كل المتقدمين لها بعد أن فسخت خطبتها من سنوات. لم تنس خوض أعمامها فى شرفها بلا خجل ولا إحساس بأن ذلك الشرف الذى يخوضون فيه هو شرفهم قبل أن يكون شرفها وشرف أخيهم الأكبر . كل ما كان يهمهم وقتها أبواب المال التى ستنفتح بمشاركتهم لذلك النخاس المستتر خلف لحية محناة وجلباب قصير . كانت تدرى وكانوا يدرون بأن تلك الزيجة لا تعدوا كونها بيعها كجارية يستمتع بها لعام أو عامين على الأكثر قبل أن يطلقها بعد أن يقضى منها وطره ثم يملها . لم تنس نظرة الإنكسار التى لاحت فى وجه أبيها أمام هجوم من يُفترض بهم أنهم إخوته لكنهم تحولوا لوحوش نهمة باعوا إبنة أخيهم فى سوق الرقيق بحفنة من المال

دار فى ذهن الرقيقة مُنى كل ما جرى خلال أيام ثلاثة . دار فى ذهنها مكالمته التى أستنجدت به فيها وكيف منعها أعمامها وزوجاتهم بحصارهم الدائم لها من أن تمس التليفون مرة أخرى . إبتسمت الرقيقة منى عندما تذكرت تلك الزيارة الغير متوقعة من صديقتها القديمة صفاء وقد بدأت بطنها فى الإنتفاخ قليلا وكيف سعدت عندما علمت أن قصة الحب التى رعتها قد أثمرت *** فى أحشاء الصديقة . كادت وقتها تطير سعادة وصديقتها تخبرها بأن أمجد عائد لينقذها من ذلك المصير الذى بدا محتوماً

طالما أرسل لها فارسها تلك الرسالة فهو آت لا محالة . لا تذكر الرقيقة أن فارسها قد خذلها يوما منذ أن كانوا صغارا . دائما ما يكون فى موعده ينقذها ويحيطها بحمايته .

لم تكن تدرى ماذا سيفعل ولا كيف سينقذها لكنها متأكدة أنه سيفعل وسينقذها .

رغم مرور الوقت إلا أن القلق لم يتسرب لقلبها ولو للحظة . ظلت عيناها معلقة بالباب تنتظر قدومه . إنه قريب ! إنها تشعر بوجوده وتكاد تسمع أنفاسه

لم يخيب فارسها ظنها . فقبل موعد سوقها للذبح وجدته أمامها يحيطه أخوه واثنين من حراسها القدامى ومعهم آخر ضخم منتفخ العضلات متجهم الوجه فلم تتمالك نفسها وتجاهلت وجود أبيها وأعمامها ونخاسها وألقت بنفسها بين ذراعيه ليحتويها بتلك الضمة الحانية لتخفى وجهها فى صدره باكية ليتركها حتى تنهى بكائها ويرفع عن رأسها ذلك الغطاء الذى أُجبرت على وضعه لأجل خاطر من أشتراها ويتقدم ليضعه على كتفه وهو ينظر لوجهه تلك النظرة القاسية التى تعرفها عندما يغضب

توقعت الرقيقة أن ينشب عراك أو حتى شجار .... ولكن لم يحدث أى شئ مما توقعته ... فقط عندما حاول أحد أعمامها الإعتراض أوقفت نظرة قاسية من وجه ذلك الضخم الذى علمت فيما بعد أنه صديق لأمجد وقائده السابق بالوحدة التى كان يخدم فيها فترة تجنيده الكلمات فى حلق عمها

كل ماحدث من إعتراض كان من ذلك الجلف ذو الذقن المحناة وكان إعتراضه فقط على إسترداد ما دفعه كثمن للجارية الحسناء.... شعرت بالإهانة التى طعنت قلب أبيها من ردة فعله وإسراعه لإحضار تلك الرزم الثلاث من الأوراق المالية وإلقائها فى وجه ذلك النخاس الجلف .

لم تدر كيف سارت الأمور بتلك السلاسة وكيف عقد المأذون الذى حضر فى دقائق قرانها على حبيب عمرها ... شعرت بقلبها يكاد يشق صدرها حينما أعاد أمجد دبلتها وشبكتها لأصبعها ويدها ... لم يصل خيالها يوما لتصور أن يكون عقد قرانها على أمجد بتلك الصورة ولا بتلك الأحداث المتسارعة

لم تدر كيف واتتها الجرأة لتأخذ بيد حبيبها الذى أصبح رسميا زوجها وتتجه به نحو غرفتها وتغلق الباب خلفهما لتعرض عليه كل ذكرياتها التى إختزنتها لسنوات

إحتواها حبيبها بين ذراعيه فى حضن شعرت فيه أخيرا بأمان إفتقدته لسنوات ... إستمعت لدقات قلبه أخيرا .... دمعت عيناها الجميلتان وهى تفتح له تلك الكراسات التى حفظت بها الوردات الثلاث اللاتى أهداهن إياها فى فترة خطبتهما القصيرة

تحدثا طويلا .... لكن كعادتهما لم يفتح أحدهما فمه بكلمة ... لم يحسبا كم من الوقت مضى فى حديثهما الصامت ... كل ما كانا يشعران به هو شعور الأمان الذى إفتقداه كثيرا لسنوات

..........................................................................................



بينما يغيب الحبيبان فى غرفة منى يتعاتبان كان أبو أمجد وأمه يجالسان أبو منى وزوجته فى الصالون وجميعهم يشعر بشعورين قل أن يجتمعا سويا

فكلهم يشعر بالسعادة وكلهم يشعر بالإحراج ... فطريقة إتمام عقد القران لم يكن ليتخيلها أى منهم ولم تدر بذهن أحدهم ... فكل ما اتفق عليه أمجد مع أبو منى كان تجهيز الشقة خلال الشهور الثلاثة القادمة ولم يتم الإتفاق على أى أمر آخر خاص بمواعيد شراء ما يلزم لتلك الشقة وموعد الزفاف وما إلى ذلك ... إنتحى أبو أمجد بزوجته بعد أن أخذ أبو منى زوجته لخارج الغرفة ليحادث كل منهما زوجته على إنفراد

  • ما تخشى تشوفى العيال يا أم أمجد ... شكلنا وحش ... عايزين نكمل إتفاق مع الراجل وميصحش يفضلوا لوحدهم كده
  • وانا هاعمل إيه يا حسن ... واحد ومراته وقافلين عليهم الباب ... مينفعش أفتح عليهم الباب زى ما كنت باعمل قبل كده
  • يا أم أمجد ده كتب كتاب بس ... مينفعش كده ... شكلنا هيبقى وحش قدام الراجل ... روحى إندهى ابنك خلينا نشوف ناوى على إيه ... يصبروا شوية التلات شهور دول ... مينفعش يدخلوا دلوقتى
  • متخفش مش هيعملوا حاجة ... هتلاقيهم بس بيشتكوا بعض لبعض ... اللى شافوه السنين اللى فاتت مش شوية هما الإتنين ... محتاجين يحكوا لبعض حاجات كتير
  • إسمعى الكلام بس وقومى خبطى عليهم ... الأيام قدامهم كتير وكفاية الإحراج اللى انا وابوها فيه دلوقتى
وقفت أم أمجد خلف باب غرفة منى تتسمع بهدوء ... تلك المرة لا تريد أن تطرق الباب فى وقت غير مناسب ... فهما زوجان شرعيا الآن ... ولما لم تسمع شيئا طرقت الباب بهدوء شديد فلم تجد إستجابة ولما رفعت صوت طرقاتها مرة أخرى ولم تجد إستجابة فتحت الباب بهدوء لتجد الحبيبين نائمان بعرض السرير وكل منهما يحتضن كفى الآخر بكفيه ... تذكرت نفس المنظر رغم مرور السنوات ... عندما كانت تترك أمجد الرضيع لأم منى للذهاب لعملها وعندما تعود تجد الصغيرين نائمين بنفس الطريقة وبنفس تشابك الأيدى الذى تراه الآن

لم تكن الأم ترغب فى إيقاظ العاشقين لكنها أضطررت للإقتراب منهما وهزت كتف أمجد برفق ليفتح الحبيبين عيناهما فى نفس اللحظة وينتفضا جالسين

  • ماما .... صدقينى محصلش حاجة ... كنا بنتكلم وعينى راحت فى النوم ... مرهق من السفر والمشوار
  • يا بنى عادى ... مصدقاك ... وبعدين دى مراتك ... قوم أقعد مع ابوك وعمك عرفهم أنت ناوى على إيه و هتعمل إيه
  • بس انا مش عارف لسة هاعمل إيه
  • لأ لازم تعرف ... إتفق إنت ومنى شوفوا هتدخلوا هنا ولا هتستنوا شقتكم تخلص ولا هتسافروا ولا هتعملوا إيه
  • لأ..... لأ يا ماما أنا مش ممكن ادخل هنا .... هستنى لما أمجد يخلص الشقة وندخل .... أو اسافر معاه .... أنا مش ممكن اعيش هنا فى الشقة دى
  • يا بنتى زى ما تحبى .... إتفقوا مع بعض وشوفوا هتعملوا إيه
  • مبدئيا أنا لازم اسافر فى أقرب وقت علشان مافيش معايا حاليا ولا مليم .... وكمان علشان ارتب إقامة منى وسفرها ... هابعت لكم كل الفلوس اللى باشتغل بيها تشطبوا الشقة وارجع ندخل هنا وآخد منى ونسافر
  • مافيش معاك ولا مليم إزاى يابنى ؟ إنت دفترك فيه فلوس تكفى تشطيب الشقة والعفش كمان
  • يا حضرة الناظرة أنا لما سافرت مكانش فيه فى الدفتر غير 100 جنيه ... شقة إيه وعفش إيه اللى ب100 جنيه
  • إنت عبيط يابنى ؟ الفلوس اللى كنت بتبعتها كلها أبوك كان بيحولها مصرى وبنحطهالك فى دفترك ... هو إحنا كنا مستنيين فلوسك ... صحيح حمار على رأى ابوك
  • بجد يا ماما ؟ بتتكلمى جد ؟ يعنى فيه فى الدفتر فلوس تكفى ؟
  • آه يا حبيب ماما هتكفى وتفيض كمان
وينهال أمجد وحبيبته الرقيقة على وجه أمه بالقبلات ويحتضناها بينما يصل إليهم من الخارج صوت صاخب عرفاه سويا

إنها إلهام ... الصديقة والأم الروحية ... الوحيدة فى العالم التى تعلم عن أمجد تلميذها وصديقها وإبنها الروحى كل شئ ... تعلم عنه مالا تعلمه أمه ولا حبيبته ... تعرف مشاكله الحالية وتتوقع الآتية

  • ده صوت إلهام ؟ جت فى وقتها .... ماما من فضلك ساعدى منى تغير الشوال اللى لبساه ده وتلبس فستان من فساتينها وتحط مكياج وانا هاخرج للمجنونة اللى برة دى ... لو شافتها كده مش هنخلص من طولة لسانها .... بسرعة متتأخروش عليا ... ولا أقولك أستنى أساعدك
  • إطلع برة يا سافل ... لسة مش دلوقتى .... لما تدخلوا تبقى تساعدها زى مانت عايز
  • ماشى ... بس متتأخروش عليا
عندما وقعت عينا إلهام على أمجد لم تتمالك نفسها والتقفته بين ذراعيها وضمته لصدرها ضمة أم إفتقدت وليدها ولأول مرة لم تستطع التحكم فى نفسها ففرت من عينيها دمعتان لاحظها أبو أمجد وأبو منى وتعجبا من أمر تلك المرأة القوية فى مظهرها الرقيقة فى مخبرها وحبها لأمجد ووقوفها الدائم بجواره

  • وحشتنى يا بغل ... كنت فاكرة مش هشوف وشك تانى يا حمار
  • يعنى أغيب عنك كل ده وارجع الاقى لسانك لسة زى ماهو ... منقصش حتة
  • هينقص ليه يا حمار أنت ... دا انت ابنى اللى مخلفتوش ياض ... إخواتك قابلونى فى الشارع وحكولى على اللى عملته ... مجنون زى مانت
  • بذمتك كان ينفع عقل مع البهايم اللى كانوا هنا دول ... دول مينفعش معاهم غير الجنان يام لسان طويل
  • بس بصراحة ياض عجبتنى ... بس هتعمل إيه بعد كده معاهم ؟ تفتكر هيسيبوك فى حالك
  • يعملوا اللى يعملوه ... مالهمش حاجة عندى ولا ليا مصلحة معاهم
  • نبقى نتكلم بعدين ... بس إيه ياض اللى انت عامله فى مكتب فريدريك ده ؟ دا إنت بقيت نجم يا بغل والمكتب هناك مش ملاحق على المشاريع ... الريس كل ما يكلمنى بيحكيلى على شغلك
  • الريس وحشنى أوى يا إلهام ... بافكر أسافر له
  • لأ متفكرش ... هو هيقابلك هناك فى أسبانيا ... قاللى إنه رايح كمان إسبوعين وهيستنى أجازتك تخلص وتقابله .... عايزك فى موضوع ضرورى مقاليش عليه
  • ياريت يا إلهام .... لو كده هاتصل بالمكتب يبعتولى التذكرة واسافر بعد أسبوعين
  • وتسيب عروستك يا بغل
  • مانا لازم اسافر اجهز إقامتها هناك ... إنتى عارفة الشغل بالنسبة لى هنا هيبقى مستحيل
  • صحيح ... خصوصا بعد العملة اللى عملتها النهاردة ... بقيت عدوهم رسمى
وهنا تغير وجه أبو منى وبدت فى عينيه نظرة إنزعاج شديدة

  • إيه ده يا أمجد ؟ إنتوا ناويين تعيشوا برة ؟
  • أمال هنعمل إيه يا عمى ؟ شغلى هناك
  • وهتحرمنى من بنتى الوحيدة يا أمجد ؟ إحنا متفقناش على كده .... وبعدين أكيد الشركة بينى وبين إخواتى مش هتنفع تانى ... بعد اللى حصل مش ممكن هآمن لهم على تجارتى ولا على مصالحى ... وهما أكيد مش هيكملوا معايا ... أنا كنت فاكر إن إنت اللى هتقف جنبى وتساعدنى إنت ومنى
لم يحسب أمجد حساب تلك النقطة التى أثارها حماه .... فبالفعل فإن تداعيات زيجته ستنعكس أول ما تنعكس على هذا الرجل الطيب الذى كان دائما يعامله معاملة الإبن ... لكنه كعادته كان يثق فى أن الحل موجود وإن كان لا يعرفه بعد ... لكنه سيحل تلك النقطة بالتأكيد قبل سفره ولن يتهرب من مسؤليته

  • ولا يهمك ياعمى ... كل مشكلة وليها ألف حل ... ولو أمرتنى ماسافرش مش هاسافر ... مش ممكن هاحرمك من مُنى ومن وقوفها جنبك .... مصالحك هى مصالح منى .... ومُنى عندى أهم من مستقبلى نفسه
وهنا تدخلت إلهام فى الحديث

  • طب ما تشتغل معايا ياض ... الشغل فى السينما حلو وبيجيب فلوس كتير ... بدال ما بتصمم على خرسانة وطوب هتصمم على خشب .... سيبك من موضوع بتصمم مبانى تعيش سنين وكده
  • مش وقته يا إلهام دلوقتى ... أنا واثق إنها هتتحل ... طول ما مُنى جنبى عارف إن الرزق هيفتح لى بابه ... المهم أنا عايزك بكرة تقابلينا فى الشقة بتاعتى تشوفى مُنى عايزة إيه ويتعمل فى أسرع وقت ... كل اللى قدامنا 3 شهور زى ما وعدت عمى ... عايزك تستغلى كل موهبتك ومعارفك وتخليها الشقة اللى منى بتحلم بيها
  • ماشى يا عم روميو متحملش هم الشقة خالص ... هارجعهالك أحسن من ما كانت
لم يفهم حديث إلهام إلا أبو أمجد وأمجد ... فهم فقط مع إلهام يعرفون ما حدث لتلك الشقة التى كانت يوما جميلة وتحولت على إيدى رجال المقاول الكبير أبو سهام لحطام .

قطع حديثهم دخول الرقيقة مُنى تمسك بيد أم أمجد مرتدية ذلك الفستان الأسود ذو الزهور الوردية الذى يبرز جمالها ... ورغم أن منى فقدت الكثير من وزنها إلا أنها كانت متألقة الجمال بعد أن عاودتها إبتسامتها وضحكة عيناها الجميلتين

على الفور قامت إلهام لتتلقف العروس الجميلة بين يديها وهى تطلق زغرودة عالية تبعتها أم منى بأخرى أكثر صخبا والدموع تسيل من عينيها ... فهاهى أبنتها الجميلة قد أصبحت أخيرا عروساَ للشاب الذى أحبته وسيسعدها ... تشعر ريرى الآن أنها قد كفرت عن خطأها فى حق إبنتها وأقسمت ألا يكون أمجد بعدها إلا إبن ... كما كان يجب أن يكون منذ زمن طويل

أسرع أمجد لشقته ليعود حاملا جاكيت الفرو الذى اشتراه لحبيبته ويخرجه من غلافه ليضعه حول كتفى تلك الجميلة التى زادت جماله جمالا وينبهر الموجودين بسطوع جمال الرقيقة منى

  • إيه ده يا أمجد ؟ ده أكيد غالى أوى
  • مافيش حاجة تغلى عليكى ... لو كان معايا وانا راجع فلوس أكتر كنت اشتريتلك أحسن منه كمان
  • إنت برضه مش ناوى تبطل الحركة دى ... كل ما تشتريلى حاجة تشتريها بكل اللى معاك
  • مش مهم ... طالما رجعتيلى يبقى كل حاجة هترجعلى ... إيه رأيك يا عمى ؟
  • حلو أوى يابنى ... ده فى مصر يساوى ثروة
  • تصدق يا عمى إنت كده لقيت فكرة حلوة .... إيه رأيك تشتغل فى الحاجات الغالية بدال الحاجات الشعبية
  • بس يا بنى الحاجات دى مش هتتباع عندنا ... اللى بيروح بورسعيد بيدور على حاجات بسعر معقول ... ده مش هيمشى هناك
  • وليه بورسعيد؟ إيه رأيك نأجر محل هنا فى مكان راقى ... سيبنى كده أفكر وأقولك ونشوف رأيك إيه
  • ماشى يا أمجد فكر وانا معاك
كانت الساعة قد قاربت الرابعة صباحا عندما تركت أسرة أمجد شقة العروس الرقيقة ... نام الجميع إلا العاشقان ... إمتد بينهما الحوار تليفونيا حتى السادسة ولم يقطعه إلا دخول أم أمجد لغرفته

  • إنتوا لسة صاحيين بترغوا ... يابنى ناموا شوية ريحوا جسمكم .... لسة هتروحوا الشقة ويومكم امبارح كان طويل
  • لسة يا ماما .... مش عايز دقيقة واحدة تضيع بعيد عن منى ... هنفطر وبعدين ننام
  • ماشى ... هى منى طالعة دلوقتى
  • هنفطر فى البرجولة ... وحشتنى
  • طيب يا حبيبى .... صحى أخواتك يطلعوا معاك ... محدش طلع البرجولة من سنين ... هتحتاج حد يساعدك فى تجهيزها
صدم أمجد من منظر البرجولة التى كانت يوما جميلة ... لقد تآكلت أخشابها وغطاها التراب وحال لونها ... وبمساعدة أخويه أعدوها قدر المستطاع لكن أمجد أصر فى نفسه على إعادتها كما كانت ... فهى تحمل له أجمل الذكريات مع حبيبته ولن يفرط فيها

............................................................................................

فى اليوم التالى كانت المرة الأولى التى ترى فيها منى تلك الشقة التى أشتراها أمجد أول ما أشتراها لتكون مملكة تلك الأميرة الرقيقة ... بالطبع كانت الأتربة تغلف أرضيتها وحوائطها ونوافذها المحطمة وحتى تلك الحشية التى كانت يوما ما مرتبة لفراش أمجد وزوجته الجميلة سهام ... كل شئ مغطى بتراب الزمن الممزوج بظلم خفافيش الظلام الذين حولوها من عش زوجية جميل لبقعة خربة فى مبنى عامر بالسكان ... لم تصطحب مُنى أمها الحقيقية لكنها اكتفت بإصطحاب أمها الروحية وأبيها ... إستمعت إلهام لإقتراحات مُنى التى كانت تبديها بخجل واضح ... فهى تشعر فى قرارة نفسها أن تلك الشقة الخربة كانت من الممكن أن تصبح عش زوجيتها منذ زمن ... لكنها كانت سعيدة ... سعيدة بأن حلمها قد أوشك على التحقق

إنفردت إلهام بأمجد جانبا وهمست له بأنه يجب أن يوافيها بشقتها للحديث فى كل الأمور المعلقة ... فهناك زوجة أخرى وبالتأكيد فموعد الصدام قد اقترب ... وهناك ترتيبات يجب أن تجرى بخصوص عداواته مع طيور الظلام المتحكمة فى مصائر بلد يخطو بسرعة نحو الهاوية .

بمجرد عودة الجميع لشقة أمجد إنفرد أمجد بحبيبته الرقيقة فى غرفتهما ... بمجرد إغلاق الباب عليهما أحاطها بذراعيه وأندمجا فى قبلة عميقة ... قبلة إفتقداها لسنوات ... لم يبال أمجد تلك المرة بأن تعرف امه ما يفعله أو يخاف من أن يزال الروج من شفتى مُنى ... كانت القبلة عنيفة والأحتضان بتلك القوة التى تحمل حرمان سنوات من تلاصق القلبين وشعرت منى بإنتصاب زبر أمجد فرفعت جسدها كى تشعر بذلك الإنتصاب يضغط كسها فرفعها أمجد بين ذراعيه ولأول مرة تمتد يديه أسفل فستانها تتحسس جلدها وبمجرد وصول أصابعه لمؤخرتها إنفجر بركان حممها المكبوت منذ سنوات وألصقت شفتيها بشفتى أمجد بقوة لتمنع صوتها من الخروج ... فبداخلها لازالت تظن أن أم أمجد واقفة خلف الباب .

لم تكن الأم تستمع لما يجرى بين إبنها وزوجته فهى متأكدة مما يجرى بينهما وواثقة من أنهما يدخران لحظتهما للوقت المناسب لكنها أضطرت لطرق الباب لغرض آخر .... فهناك مكالمة واردة لأمجد من أسبانيا قد تكون تحمل أخبار سعيدة للزوجين ... ساعد أمجد زوجته الرقيقة لتجلس لطرف الفراش وتستند بظهرها مغمضة عيناها وبينما يخرج لتلقى المكالمة دخلت الأم لتحتضن الرقيقة منى التى غطى وجهها إحمرار الخجل وذروة الشبق التى وصلتها وتضع رأس الرقيقة على صدرها وتهمس فى أذنها

  • مالك يا بت ... عاملة كدة ليه ؟
  • مبسوطة يا ماما ... مش مصدقة إن أمجد رجعلى
  • ماهو مكانش سابك يا هبلة ... إنتوا مسبتوش بعض يوم واحد ... قلوبكم هتفضل متعلقة ببعض حتى وانتوا بعيد عن بعض
  • باحبه يا ماما ... باعشقه ... وحشتنى لمسة شفايفه وحضنه
  • يا بت عيب كده متقوليش قدامى حضنه وشفايفه ... بطلى محن ... إتكلمتوا هتعملوا إيه ؟
  • لأ ... مكانش عندنا وقت
  • آه يا مايصة
  • ونتكلم ليه فى اللى هو قرره قبل كده ... أنا معاه فى كل اللى يقول عليه .... مش ممكن اخلى حاجة تزعله تانى ... كفاية اللى حصل له بسببى قبل كده
قطع حديثهما دخول أمجد مبتسما يقفز فرحا

  • مش قولتلك يا ماما ... طالما القردة دى رجعتلى أبواب الرزق مش هلاحق عليها
  • خير يا بنى ... أنا قولتلك قبل كده إنها وش السعد عليك
  • تصميم إتطلب من المكتب إنى أنا اللى اعمله بالإسم ... مش مستنيين لما ارجع وهيبعتهولى أعمله وابعتهلهم .... هاستلم البيانات بكرة من مكتب إيبريا فى وسط البلد ... صاحب المكتب هيدينى نسبة من أتعاب التصميم لإنى فى أجازة ... يعنى مبلغ محترم يا ماما
وعادت إلى منى ذاكرة فرحتها فقفزت للتعلق برقبة أمجد مطلقة صرخة فرحتها التى غابت لسنوات كما كانا يفعلان كلما خطا أمجد خطوة جديدة فى طريق سعادتهما

  • بصى بقى ... أنا هاخلص التصميم ده وكل فلوسه هتاخديها ... عايزك تشترى بيهم كل اللى نفسك فيه ... فصلى فساتين جديدة وإشترى جزم جديدة وشنط جديدة
  • أنا مش محتاجة حاجة يا أمجد ... خلى الفلوس تنفع فى أى حاجة تانية
  • الفلوس هتبقى معاكى ... هاعمل لماما توكيل علشان لما تحبوا تسحبوا فلوس من الدفتر وانا مسافر
  • وتعملى توكيل أنا ليه يا أمجد؟ عندك مراتك إعمل لها التوكيل ... أنا مش هيبقى عندى وقت أتابع الشقة والعفش والحاجات دى
  • خلاص يا ماما ... بكرة الصبح انزل انا ومنى اعملها التوكيل وبعدين نعدى على مكتب إيبريا فى وسط البلد آخد الورق من هناك
  • ...............................................................................................
فى المساء توجه أمجد لزيارة إلهام كما اتفقا للمناقشة فى تلك الأمور الأخرى المعلقة التى لا يعرفها سواهما

  • هتعمل إيه يا عم روميو فى باقى مصايبك ؟
  • قصدك مشاكلى مع الجماعة إياهم؟ أنا هاخد مراتى ونغور من هنا ... وهناك مش هيقدروا يجوا جنبى
  • والبت الغلبانة التانية اللى معلقها بجوازتك الطين على دماغ أهلك
  • سهام ؟ مش عارف لسة
  • يعنى إيه مش عارف ؟ يعنى ناوى تطلقها ولا ناوى تنيل إيه على عين أمك
  • مش هاطلق سهام غدر بعد كل اللى شافته بسببى يا إلهام ... مش هاطلقها غير لو هيا عايزة تطلق
  • وانت فاكر إنها هتتمسك بيك يا عم شهريار بعد ما اتجوزت ؟
  • هيا لما عرفتنى كانت عارفة إنى باحب منى وكانت موافقة على على علاقتنا
  • بس هى متجوزتكش غير بعد ما سبت منى يا أمجد
  • بس أنا بأحبها
  • يعنى إيه بتحبها ؟ إنت أهبل ؟ بتحب سهام ولا بتحب منى ؟
  • باحبهم الإتنين ... سهام وقفت جنبى فى أكبر لحظات ضعفى ... سهام لما عرفتها لقيتها مش البنت الدلوعة المغرورة اللى كنت فاكرها ... سهام فضلت معايا 4 سنين مشوفتش منها غير كل حب ... وقفت قدام أبوها وكل الدنيا علشانى ... تفتكرى بعد كده ممكن أفرط فيها بسهولة كده
  • دى أنانية يا أمجد مش حب ... إنت عايز البنتين لإنك أنانى مش لإنك بتحبهم
  • لأ يا إلهام متظلمنيش ... أنا قولتلك إنى هاطلق سهام لو دى رغبتها ... لكن لو لسة عايزانى مش ممكن أفرط فيها
  • مش قادرة أفهمك يا أمجد بصراحة ومش مستوعبة اللى بتقوله ده ... على كل حال كلها كام يوم وابوها هيعرف إنك إتنيلت إتجوزت وأكيد هيقولها ... وأكيد هيا اللى هتطلب منك تبعد عنها
  • لما أسمع منها الكلام ده بنفسى هابقى أعمل اللى هيا عايزاه .... أنا على كل الأحوال مش عارف دنيتى هتمشى إزاى .... أنا لازم ارجع أسبانيا أجدد الإقامة وارتب سكن أعيش فيه مع منى ... مش هينفع تعيش معايا فى الإستوديو اللى ساكن فيه دلوقتى هناك
  • ماشى .... أنا كمان هاسافر معاك ... الريس طلب منى أقابله معاك لما ترجع ... بيقول عايزنا إحنا الإتنين فى حاجة مهمة
  • إيه هى الحاجة المهمة اللى هيعوزنا فيها الريس إحنا الإتنين
  • أكيد شغل يا ذكى ... على كل حال فكر فى موضوع شغلك معايا لو كنت هترجع مصر ... شغل الديكور هيعجبك صدقنى
  • بمناسبة الديكور .... هتبدأى شغل فى شقتى إمتى ؟
  • من بكرة يا بغل العمال هيكونوا فى الشقة ... هخلصهالك فى أقل من شهرين ... إتفقت مع مقاول هياخدها كلها مقاولة واحدة ... على ما يخلصوا تكسير أكون أنا خلصت لهم البلانات اللى هيشتغلوا عليها ... والعفش هانزل انا ومنى ننقيه أول ما أرجع من اسبانيا
  • تمام كده
  • حاول تسافر بسرعة قبل ما الجماعة يجهزولك مصيبة
  • أنا فيه شغل فريدريك باعتهولى وهيحولى فلوسه ... هاخلصه وابعتهوله واسافر ... مش هاكمل الشهر هنا
  • يبقى أحسن ... كنت سافرت عملت الشغل هناك أحسنلك ... وجودك هنا خطر عليك
  • مينفعش ... لازم أشوف ابو منى هيعمل إيه قبل ما اسافر ... بافكر فى حاجة كده
  • بتفكر فى إيه يا ناصح
  • بافكر ابعت له بضاعة من هناك .... أنا اتفقت معاه يشوف محل فى أى مول من المولات الجديدة ينفع يبيع فيه حاجات محترمة ... هابعت له الحاجة من هناك وهو عنده إذن إستيراد من الأول
  • هتبعت هدوم من أسبانيا ؟ ومين هيشتريها هنا ؟ أكيد هتبقى غالية
  • طبعا هتبقى غالية ... وعلشان كده هتتباع ... الطبقة الجديدة اللى ظهرت بتحب تشترى الحاجات الغالية دى ... عصر الإنفتاح يا بنتى ... وبعدين برضه متنسيش إنك هتنفعينا
  • هانفعك إزاى يا روح امك ؟
  • إنتى مش بتشتغلى فى السينما ؟ يعنى كام ممثلة من اللى إتعرفتى عليهم يشتروا ويظهروا باللى إشتروه هتلاقى المحل مش ملاحق
  • وانت بقى هتلاحق تبعت بضاعة تكفى لو المحل إشتغل
  • يشتغل هو بس وهتشوفى
فى اليوم التالى تسلم أمجد من مكتب الخطوط الجوية معلومات التصميم الجديد وانهى إجراءات التوكيل لزوجته وبمجرد دخوله غرفته الصغيرة مع زوجته وإعداده ترابيزة الرسم إنتابته ذكريات تصميمه الإحترافى الأول وقت أن ظلت تلك الرقيقة بجواره لساعات لم تتركه للحظة

وقفت من خلفه تراقبه وهو يقرأ بيانات المشروع ولا إراديا وجدت نفسها تقف خلفه تحيطه بذراعيها وتضع رأسها على ظهره واضعة كفيها على قلبه

  • هاروح أعملك شاى بالنعناع وآجى
  • متتأخريش ... مش هابدأ غير لما ترجعى
إستغرق أمجد فى الرسم وحبيبته تراقبه وبين وقت وآخر تطلب منه أن يستريح قليلا فتفرك ظهره بيديها بعد أن تطلب منه الجلوس ... تلك اللمسات الرقيقة التى كانت تطلق فيه روح إبداع جديدة لم يشعرها من قبل

بعد أن جاوزت الساعة منتصف الليل طرقت أم أمجد الباب عليهما

  • مُنى ... لازم تنزلى دلوقتى علشان أبوكى ميتضايقش
  • لسة مخلصناش يا ماما
  • كملوا بكرة ... مش هيحصل حاجة
لم يكن أمجد يتوقع أن ينتهى تصميمه بتلك السرعة ... فوجود حبيبته إلى جواره جعل من تدفق إبداعه سيل لا يتوقف وقبل أن ينتصف نهار اليوم التالى كان أمجد يضع الخط الأخير فى تصميمه الذى شعر بأنه أكثر تصميماته إبداعاً ... وأسرع لأقرب سنترال ليتصل بصاحب المكتب يخبره بإنتهائه من التصميم وبأنه سيسلمه لشركة الطيران غدا صباحا

لكن السيد فريدريك لم يكن مصدقا لتلك السرعة التى انتهى بها التصميم وأبلغ أمجد أنه سيتصل بشركة الطيران لترسل مندوب ليتسلم منه التصميم ويسلمه مستحقاته عن هذا التصميم ... وبالعملة الأجنبية ... أشد ما تعجب له أمجد الكلمة التى أنهى بها فريدريك الحوار ... فقد أنهاه بكلمةadios mi companero بمعنى إلى اللقاء يا شريكى ... إعتبرها أمجد تعبير عن تقدير الرجل لمجهوده ليس أكثر

إنشغل أمجد مع أبو زوجته فى الأيام التالية بتصفية شراكته مع أعمام منى وإندهش أمجد من سرعة إنهاء الإتفاق وكأن الأخوة كانوا يعدون عدتهم من قبل لتصفية تلك الشراكة .... فالأوراق جاهزة والحسابات موجودة ولكن أختهم الصغرى فاطمة وزوجها رفضا الإنضمام إلى الأخوة وفضلا أن ينضما لأبو منى فى تجارته الجديدة ... فالأخت الصغرى كانت رافضة لكل ما يفعله إخوتها بأخوهم الأكبر وما كادوا أن يفعلوه بإبنة أخيهم

  • متأكد يا أمجد إنك هتقدر تبعت حاجات تكفى المحل الجديد ؟
  • بص يا عمى ... أنا فكرتى بسيطة جدا ... أنا هابعت لك حتة واحدة من كل موديل ... ونعمل زيها ... نقلدها بالظبط .... هى المسألة بس جودة فى الفينش ... مبيخترعوش الذرة هما فى أوروبا .... حضرتك هنشوف مكان نجيب فيه كام ماكينة خياطة وكام بنت شاطرين فى المهنة وحضرتك بس هتتابعهم ... تتأكد بس من إن الفينش كويس ... وبالنسبة للقماش حضرتك موجود فى بورسعيد كل أنواع القماش المستورد ... حتى لو مش موجود ممكن أبعتهولك من هناك.... صدقنى هنكسب كتير
  • طيب والمكان .... مكان المحل اللى هنبيع فيه الحاجات الغالية دى هيكون فين
  • أنا عرفت إن فيه فى المول الكبير على النيل أصحاب محلات عايزين يأجروا محلاتهم ... قبل ما أسافر هاكون لقيت محل مناسب نأجره ... أهم حاجة بقى إن الورق والفواتير والضرايب وكل الحاجات دى تكون سليمة علشان محدش يمسك علينا حاجة
  • متقلقش يابنى ... أنا طول عمرى راجل مظبوط
فى صباح اليوم التالى لعودة أمجد للقاهرة مع أبو منى كان موعده مع مفاجأة أخرى يتحدى فيها القدر ثباته ... بمجرد دخول أمجد للمقهى وإتخاذه كرسيه المفضل إذا بشبح قديم من الماضى يطل عليه داخلآ ... إنه عزيز .... مراقبه الأول الذى جرى بينهما حديث عن صعوبات الحياة فى هذا الوطن الذى كان يوما جميلا ... وللغرابة وجد أمجد نفسه يهب مرحبا بعزيز ويحتضنه بشوق .... فهو يشعر نحو هذا الشاب بحنين ما أو بالأحرى يشعر بالشفقة عليه

  • عزيز .... لو قولتلك وحشتنى هتصدقنى
  • هاصدقك يا باشمهندس ... إنت كمان وحشتنى .. بس إنت عارف مكنتش أقدر احاول حتى أتصل بيك أو اقابلك
  • عامل إيه يا راجل ... لسة شغال مع الجماعة زى مانت
  • وهاشتغل إيه ... مافيش قدامى غيرهم
  • أقعد أقعد إنت واحشنى ... ينسون يا معلم ثابت للأستاذ ... وهاتلى الشيشة بتاعتى ... أجيبلك شيشة يا عزيز
  • لأ شيشة إيه ... إنت عايز تبوظ أخلاقى ... أنا جايلك فى موضوع مهم ومش هاقدر أستنى معاك كتير ... الجماعة عرفوا إنك رجعت وعينهم هتتحط عليك من بكرة ... خد بالك
  • أنا مش مطول هنا ... كام يوم وهاسافر تانى ... خليهم يحطوا عينهم عليا زى ماهم عايزين
  • بس المرة دى مختلفة ... خد بالك وخد مراتك وسافروا
  • مش فاهم ... إنت عرفت إزاى إنى إتجوزت ؟
  • الجماعة مستنيين تعمل فرح ... غالبا مش هتعدى على خير ... المرة دى هيبقى فيها ددمم يا أمجد
  • يعنى هيعملوا إيه ؟ هيموتونى؟ مش هتعدى بالساهل وهم أكيد عارفين كده
  • المرة دى هتبقى فرح بيبوظوه زى أى فرح ... ولو حصلك حاجة هتبقى مشاجرة والفاعل مجهول زى أى حفلة بيبوظوها
  • يا نهار إسود ؟ هم وصلت معاهم للدرجة دى
  • وأكتر ... أديك شوفت اللى عملوه فى فرج فودة ... إنت مش هتبقى أهم منه يا أمجد ... إسمع كلامى وخد مراتك وأهرب
  • مش هينفع ... فيه إلتزامات كتير هنا فى مصر
  • طيب خد بالك ... أو أجل الفرح بقدر المستطاع
  • المشكلة إن فرحى لازم يتعمل هنا .... والمصيبة إن هيكون فيه ناس كتير من البلد جايين ... ودول مبيمشوش من غير سلاح ... يعنى هتبقى مجزرة وهيتعمل تار بينهم وبين عيلة كبيرة مبتسكتش على تارها
  • باقولك إهرب يا أمجد ... ده الحل الوحيد
  • مش عارف أقولك إيه يا عزيز ... كتر خيرك ... باقولك ... أنا باعمل مشروع صغير كده فى مصر ... ما تسيبك من الجماعة دول وتيجيى تشتغل معايا
  • الجماعة دول اللى بيدخل وسطهم مبيطلعش يا أمجد ... أنا خلاص دخلت معاهم ومش هاطلع غير بالدم ... إسمع كلامى واهرب ... مبقاش فيه حاجة ممكن يخافوا منها ... أنا مش هينفع أستنى معاك أكتر من كده ... خد بالك من نفسك ... سلام يا أمجد
  • سلام يا صاحبى ... خد بالك انت من نفسك
  • بجد يا أمجد ؟ بتعتبرنى صاحبك ؟
  • صحيح يا عزيز ... أنا باعتبرك صاحبى من ساعة ما كنت ماشى ورايا ... إلى اللقاء يا عزيز ... يمكن فى يوم نقدر نتقابل ونقعد مع بعض من غير خوف
  • ماعتقدش يا أمجد اليوم ده هيجيى ... بلعوا البلد خلاص ... عن إذنك يا صاحبى
إنصرف عزيز مسرعا بعد أن تلفت حوله ليتأكد أنه ليس متبوعا ولا مراقبا وترك أمجد غاطسا فى حيرته ... فالوقت ليس لصالحه ولا يوجد من يسانده ... إستغرق أمجد فى تفكيره العميق ليفيق على يد ثابت تربت على كتفه

  • مالك يا باشمهندس ؟ الجدع ده قالك إيه خلاك مهموم كده
  • مافيش يا ثابت ... أنا رايح مشوار كده لغاية البنك أغير فلوس وارجع
  • طيب وإيه يخليك تغير الفلوس فى البنك ... ما تغيرها برة وأهو تكسب قرشين زيادة
  • إيه يا ثابت ... ليك فى العملة كمان ؟
  • هو معاك كام ؟
  • عشرتلاف ... معاك تغيرهملى وتوفر عليا المشوار؟
  • لأ كتير عليا دول ... مبلغ كبير ... بس ممكن تروح للشيخ ممدوح ... ده هيديك بريزة زيادة عن البنك ... يعنى باكو بحاله زيادة فى المبلغ اللى معاك
  • الشيخ ممدوح مين ؟ ماعرفش انا شيخ إسمه ممدوح ... وبعدين فى شيخ فى الدنيا اسمه ممدوح ... متركبش على بعضها
  • معقولة مش فاكره؟ ده صاحبك اللى كان ساكن هنا ؟
  • ممدوح ؟ البايظ ده بقى شيخ ؟
  • لأ ده أتغير خالص ... سافر أمريكا قعد هناك 3 سنين ورجع حاجة تانية خالص ... ربى دقنه وإتعدل حاله وبيساعد كل الناس ... ده حتى بيدى دروس فى الزاوية اللى أبوه بناها كل يوم تلات بليل... الناس بتروحله مخصوص
  • سافر أمريكا ورجع شيخ ؟ لا يا شيخ ؟ إنت بتهزر يا ثابت
  • صدقنى مبهزرش ... روح غير عنده الفلوس وهتشوف بنفسك .... الحاج أبوه هو أكبر تاجر عملة فى البلد دلوقتى ... ده أبوه بقى عضو مجلس شعب وعنده حصانة
  • أحا ... تاجر عملة وعضو مجلس شعب ؟ تركب إزاى دى
  • الخير اللى ابوه بيعمله فى الناس بيخليهم ينتخبوه
  • هو ممدوح ليه أخ إسمه إبراهيم؟
  • لأ دى كنية .... إسم الشيخ أبو غبراهيم دلوقتى بيهز أجدع شنب فى البلد
  • ههههههههه ... طب شنبى متهزش ليه لما قولت إسمه قدامى ... على كل حال شكرا يا ثابت ... أهو بكرة التلات ....هأجل تغيير الفلوس لغاية بكرة وأهو بالمرة أشوف الشيخ ممدوح .... أصله وحشنى العرص ... هاتلى بقى حجر حلو زيك كده وواحد شاى بالنعناع علشان فيه موضوع شاغلنى شوية
أضاءت كلمات ثابت فكرة فى عقل أمجد ... فطالما هناك ممدوح وعمل غير مشروع فبالتأكيد ممدوح اليوم أصبح جزء من دولاب الفساد الكبير وطالما سلك طريق الإمساك بآذان الناس فإذن له سطوة عند طيور الظلام ... طريق لم يكن أمجد ليسلكه لكنها قد تكون فرصة لتأمين نفسه وتأمين زوجته ... وأسرته

مساء اليوم التالى كان أمجد على باب الزاوية التى يلقى فيها الشيخ ممدوح درسه الإسبوعى ... كانت الزاوية الصغيرة شبه مزدحمة بمريدي الشيخ المزيف وكان ممدوح يجلس على كرسى مذهب فى صدارة المكان ... شق أمجد الزحام حتى وقع نظر ممدوح عليه ... ورغم إمتقاعة وجهه السريعة التى أخفاها سريعا عندما أشار له ممدوح على طرف مظروف يحمله إلا أنه تمالك نفسه سريعا حتى أنهى محاضرته بعد نصف ساعة ليقف أمجد ويتجه نحوه فيقف ممدوح ويتصنع السعادة ويحتضن أمجد فى ود مصطنع ويعرفه للجالسين على أنه صديق قديم حضر من السفر وأنه متشوق للإنفراد به لإستعادة الذكريات القديمة .

خرج ممدوح مصطحبا أمجد لمكتب صغير مجاور للزاوية وقد بدأ هدوء أمجد يثير أعصابه ... فكيف يجروء على المجئ وحيدا ليقابله وسط أنصاره ومحبيه ... لابد أنه يحمل فى جعبته شئ آخر سوى المظروف الذى يعلم جيدا ما فيه

  • خير يا أمجد ... إيه فكرك بيا ... مش إحنا خلصنا الموضوع اللى بينا من زمان
  • أعمل إيه ... كل ما أحب أغور من وشك ألاقيك قدامى
  • إنت اللى جايلى يا أمجد مش انا اللى جايلك ... إنطق عايز إيه ... والظرف اللى معاك ده جاى تهددنى بيه ليه
  • أنا جايلك فى مصلحة ... ليك و ليا .
  • إتفضل قول
  • مش هتجيبلى كوباية شاى حتى ؟ يا أخى عيب دا أنا سمعت إن أنت وابوك مغرقين الدنيا بكرمكم
  • أنا مبشربش شاى يا أمجد ... ومافيش هنا شاى ... إخلص وقول اللى عندك علشان انا معنديش وقت
  • لأ يا روح امك تفضيلى نفسك ... وتبعت أى حد يجيب كوباية شاى بالنعناع ... صدعت من هبد أمك اللى كنت بتهبده عالناس ده
  • حاضر ... هابعت أجيبلك شاى بالزفت
أراد أمجد أن تحترق أعصاب ممدوح قبل أن يبدأ حديثه ... فهو يريده فى أضعف حالاته حتى يستطيع التحكم فى الحديث

  • بص بقى يا ممدوح .... الصور اللى معايا دى أنا جاى أديهالك يمكن نسيتها ... أنت عارف إنى سايب مصر وقاعد فى أسبانيا ... وهناك بقى مقولكش على جمال إستوديوهات الطبع والتحميض ... تصدق النيجاتيف القديم اللى عدى عليه ست سنين طبعوا منه صور ... مقولكش على جودتها عاملة إزاى ... ده حتى النيجاتيف عملوا منه نسخة تانية
  • يعنى عايز إيه من الآخر ... عرفت إنك طبعت صور تانى وعندك نيجاتيف تانى ... خير
  • بص بقى .... الجماعة اللى انت بقيت منهم ناويين يأذونى .
  • وانا مالى يا أمجد ... أنا لا عايز أأذيك ولا عايز أفتكرك حتى
  • ماهى دى بقى المصلحة اللى عايزك فيها ... النيجاتيف الجديد والصور فى خزنة فى بنك فى أسبانيا ... لو حصلى حاجة الخزنة دى لازم تتفتح طبعا ... أنا شخصيا مش عارف انا شايل المفتاح فين ... لكن لو حاجة حصلتلى والمحامى جاب أمر بفتح الخزنة هيلاقوا الصور والنيجاتيف ... وانت عارف بقى .... هتبقى حكاية ويدوروا على صاحب الصور وتبقى متهم ... وانا هابقى ميت طبعا ومش هعرف ادافع عنك والجرايد هناك تنشر والناس هنا تاخد خبر وتبقى فضيحتك بجلاجل
  • صدقنى يا أمجد أنا مليش دخل بأى حد عايز يأذيك ... شوف مين عايز يأذيك وإتفاهم معاه
  • أنا شخصيا ماعرفش مين .... بس الجماعة بتوعك هم اللى هينفذوا ... من مصلحتك زى ما قولت إنى متأذيش علشان اعرف أحافظ على وعدى ليك .... ده حتى من مصلحتك إنك تحافظ على حياتى ... لو القدر كان ليه رأى تانى وخبطتنى عربية مثلا أو وقع على دماغى عمود نور إنت هتتأذى ... وانا ميرضنيش أذيتك
  • الموضوع اللى بتقول عليه ده أكبر منى ... بس ممكن أسأل وأقولك تعمل إيه
  • طالما أكبر منك يبقى تشوف حد أكبر منك أتكلم معاه ... بيقولوا الوالد عضو مجلس شعب وواصل ... أكيد هيعرف يحل الموضوع خلينى أقابله واتكلم معاه
  • تقابله ؟؟؟؟ أوعى تقوله على موضوع الصور يا أمجد
  • يعنى هو مش عارف ؟ على كل حال مش هأقوله ... خلينى أقابله على أساس إنى باشتغل برة ومعايا عملة عايز أغيرها ... أنا معايا عشرتلاف ... قوله إنى صاحبك من أيام الجامعة وابن حتتك وكده ... مصلحتك يا ممدوح إنى أفضل سليم من غير ولا خدش .... لا أنا ولا منى ولا أى حد أعرفه ... إنت عارف الشيطان شاطر
  • منى ؟ إنتوا رجعتوا لبعض ؟ أنا آخر حاجة عرفتها إن خطوبتكم إتفسخت
  • هو انت مش متابع ولا إيه ؟ معقولة متعرفش إننا كتبنا كتابنا من أكتر من عشر أيام ؟
  • يا عم صدقنى أنا لا متابعك ولا عايز أسمع أى حاجة عنك ... أحلفلك بأيه بس علشان تصدق
  • خلاص متحلفش ... هأقابل الحاج إمتى بقى ؟
  • مش عارف ... هأسأله وأقولك
  • لأ ... إخلص بسرعة أنا معنديش وقت ومسافر كمان كام يوم
  • طيب إستنى مِنى تليفون النهاردة بليل عالساعة 12 كده أكون عرفت أتكلم معاه وأقولك ... إدينى رقم تليفونك
  • هو هو رقم التليفون القديم يا ممدوح إنت نسيته ؟
  • يا سيدى بأقولك أنا نِفسى أنسى وجودك فى الدنيا من أساسه ... وبعدين إنت عمرك ما إديتنى رقم تليفونك ولا عمرى كلمتك فى التليفون أصلا
  • آه صحيح ... طيب خد رقمى أهو
عصر اليوم التالى كان أمجد يدخل من باب نفس المكتب الذى تحادث فيه مع ممدوح ليستقبله ممدوح بنفس الود المصطنع أمام عدد كبير من الجالسين فى إنتظار مقابلة الحاج عضو مجلس الشعب ليصطحبه إلى باب جانبى طرقه بإحترام ليدخل وخلفه أمجد لمكتب آخر غاية فى الفخامة يجلس خلفه رجل ضخم الجثة لكن ملامحه هى هى نفس ملامحهم ... الذقن المحناة والشارب الحليق وتلك الإبتسامة الصفراء التى يكرهها أمجد ويجلس على كرسى آخر على الطرف الآخر من المكتب رجل آخر بنفس الملامح على وجهه نفس الإبتسامة السمجة الصفراء

  • إتفضل يا باشمهندس .... شرفتنا ... ممدوح قاللى إنك صاحبه من زمان وإنك ليه عنده جميل عايز يردهولك ... إتفضل أقعد
جلس أمجد بعد أن صافح يد الحاج الكبير وحرص على أن تكون مصافحته بمنتهى القوة

  • أهلا بيك يا حاج ... أنا هادخل فى الموضوع فورا لإن واضح إنك مشغول .
  • إتفضل
  • الحقيقة يا حاج فيه ناس تبعكم مش ناويين لى على خير ... معرفش ليه ... وطبعا أنا مش عايز أدخل فى مشاكل مع حد ... فياريت لو حضرتك تساعدنى فى الموضوع ده أكون شاكر ليك جدا
وهنا ناول الجالس على الطرف الآخر من المجلس الحاج الكبير ملف به بعض الأوراق إستغرق الحاج فى قرائتها لبعض الوقت وعلت وجهه تلك المرة إبتسامة بدت حقيقية وليست تلك الصفراء المصطنعة

  • هو أنت بقى اللى اتجوزت البنت اللى كان نور عايز يتجوزها ... حد يعمل كده يا راجل
  • يا حاج أنا إتجوزت خطيبتى اللى كنت خاطبها قبل ما نور ده يعرفها ... يعنى هو اللى اتعدى عليا مش انا اللى اتعديت عليها
وهنا تدخل ممدوح فى الحديث بهدوء شديد وهو مالم يكن أمجد يتوقعه

  • فعلا يا شيخنا .... أمجد كان خاطب مُنى من زمان وموعودين لبعض من وهما لسة عيال ... وانا أشهد على كده
  • بس إنتوا كنتوا سيبتوا بعض يا أمجد .... والحاج نور متعداش عليك لما راح خطبها
  • خطبها غصب عنها ... ولو كانت موافقة عالخطوبة دى مكانتش سابته أول ما شافتنى ِرجعت من السفر
  • بس برضه يا ابنى مكانش يصح الطريقة اللى عملتها دى ... تبوظ فرحة الراجل يوم دخلته
  • وهو مستنى دخلة ولا خارجة ... ماهو كل كام شهر بيتجوز ويطلق ... مجتش على دى يعنى
  • بس يا باشمهندس إنت عامل عداوة بينا وبينك من أيام ما كنت طالب ... الورق اللى قدامى بيقول كده
  • أنا لا عملت عداوة ولا فبالى عداوة مع حد ... أنا بس دماغى غير دماغهم ومبحبش حد يركب دماغى ... أنا راجل صعيدى ودمى حامى ومبحبش حد يمشينى ... وبعدين فين العداوة دى ... أدينى جيتلك وباطلب منك خدمة ... لو فيه عداوة كنت هاجى لغاية عندك ؟
  • طيب قولى المقاول الكبير كان عايز يعرف أخبارك ليه ؟ خدت منه مرة هو كمان
  • يا حاج آخد منه إيه بس ... هو فين وانا فين ... كانت مشكلة بينه وبين الدكتور إبراهيم فى الشغل وخدنى فى رجليه
  • مش مصدقك يا أمجد بس هامشيها بمزاجى ... إنت واضح إنك شاب جرئ وعجبانى جرأتك ... إيه رأيك تبقى معانا ومحدش هيقدر يبصلك تانى
  • يا حاج أنا لسة قايلك دماغى غير دماغكم ... وبعدين أنا راجل باحب الفرفشة وباشرب خمرة وبتاع نسوان ... يعنى ينفع أشتغل معاكم وانا خمورجى ونسوانجى ؟
  • وانطلق الحاج الكبير فى ضحكة مقهقهة تلك المرة حتى دمعت عيناه
  • خمورجى ونسوانجى ؟ بس الورق اللى قدامى مبيقولش كده .
  • ماهو مش كل حاجة مكتوبة عندك يا حاج ... حتى أسأل اللى كانوا ماشيين ورايا لما كنت باحب أزوغ منهم كنت بازوغ إزاى
  • قصدك الواد عزيز اللى كنت بتهرب منه كل ما تحب وفى الآخر بقى صاحبك وبيقعد معاك عالقهوة
وهنا فوجئ أمجد بما قاله الحاج عن عزيز ... آه يا ولاد الكلاااااااب ... عندكوا جهاز مخابرات خاص بيكو ... حتى بتراقبوا بعض ... تمالك أمجد نفسه سريعا حتى لا يظهر بمظهر ضعف أمام هذا الذئب اللئيم

  • ماله عزيز ... راجل محترم وعمل اللى عليه ... وحتى اللى كان بيمشى ورايا بعده كنت بالعب بيه وأفسحه زى مانا عايز وأزوغ منه وقت ما أحب ... فياريت متحملوش عزيز الذنب ومتأذوهوش .
  • متخافش معملناش فيه حاجة ... إحنا قرصنا ودنه بس علشان يبقى ياخد باله من شغله
  • مش مشكلتى عزيز دلوقتى ... راجلكم وانتوا حرين معاه ... أنا جاى اتكلم عن نفسى ... وبعدين فيه حاجة مهمة ... إنت عارف إن أهلى صعايدة والفرح اللى عايزين تبوظوه هيكونوا موجودين ودول مبيتحركوش من غير سلاح ... والمعازيم هيكون فيهم ظباط جيش كتير ... يعنى لو رجالتكم حاولوا يعملوا حاجة هتبقى مجزرة ... ولو واحد من ظباط الجيش دول أتخدش هتبقى مشكلتكم مع الجيش ومع الصعايدة ... ليه بقى ندخل بعض فى مشاكل ممكن نتجنبها .... طبعا ده مش تهديد ولا حاجة ... لكن بس شرح للمشكلة اللى ممكن كلنا نتورط فيها من غير داعى
  • وانت عرفت منين إن فيه ناس هتبوظ فرحك؟
  • يا حاج مافيش حاجة بتستخبى ... وانا برضه عندى دماغ بتفكر وباقدر اتوقع اللى هيحصل
  • بس ده مش توقع ... ده كده حد قالك معلومة ... بس صدقنى دى أوهام ... هو فرحك ده إمتى ؟
  • لسة محددتش المعاد بالظبط ... لما أحدده هابقى أعزم حضرتك بالتأكيد ... ده لو هتوافق طبعا ... بس طبعا ده هيبقى فرح مش زى أفراحكم ... يعنى هتبقى فيه رقاصة ومغنيين وكده
  • هههههههه يعنى بالعربى هتعزمنى ومش عايزنى آجى .... مش بأقولك جرئ ودماغك حلوة .... طب خلاص يا سى أمجد ...إعتبر إن فرحك هيتم على خير وكمان تحت حمايتى ... ومحدش من ناحيتنا هيقرب ناحيتك .... مبسوط يا سيدى؟ نتكلم بقى فى الشغل
  • شغل إيه حضرتك ؟ ما قولت لحضرتك إنى خمورجى ونسوانجى ومينفعش أشتغل معاكم
  • يا ولا ... إنت هتعمل عبيط ... مش ٍإنت قلت لممدوح إن معاك عملة وعايز تغيرها
  • آه يا حاج لا مؤاخذة نسيت ... معايا مبلغ صغير كده ... عشرتلاف ... قالوا لى إنكم بتكرموا معارفكم وبتغيروا أغلى من البنك
  • ياسلام ... عنينا ليك يا هندسة...بس عشرتلاف مبلغ مش قليل ...جبته منين؟
  • يا حاج مش باشتغل فى أوروبا وكده ..أكيد انت عارف
  • طيب قولى بتكسب حلو هناك
  • مستورة يا حاج وباكسب كويس
  • طيب أنا باغير بعشرة قروش أكتر من البنك وعلشان خاطرك هاديك خمستاشر إيه رأيك مبسوط
  • كتر خيرك يا حاج ... بس الكرم ده ليه سبب أكيد
  • هأقولك عالسبب هات فلوسك الأول أغيرهالك
بعدما تناول الرجل رزمة النقود من أمجد وأعطاه ما يقابلها بالعملة المصرية عد خمس ورقات من المبلغ الذى أعطاه له أمجد ومد يده بها تجاهه

  • إيه دول يا حاج ؟
  • دول تعتبرهم نقوطك طالما مش عايزنى أحضر فرحك ... من الآخر كده إنت هتشتغل معانا ... واعتبرها خدمة قصاد خدمة
  • مانا قولتلك يا حاج منفعش أشتغل معاكم
  • باقولك إيه ... إنت فاكر كل اللى معانا زينا كده بيلبسوا جلالايب وبيربوا دقنهم ... كل الكبار اللى فى البلد بيشتغلوا معانا ولينا مصالح مع بعض وكلهم يا إما خمورجى يا إما نسوانجى يا إما الإتنين... إنت هتعملنا خدمة وهتستفيد منها
  • أسمع الأول أشوف هانفع ولا لأ
  • هتنفع ومش هتعمل حاجة ضد القانون ولا حد هيقدر يفتح بوقه معاك ... إنت هتاخد ال 500 دول تفتح بيهم حساب فى فرع البنك الأجنبى اللى فاتح جديد فى وسط البلد ... هتعمل الحساب بالباسبور بتاعك مش بالبطاقة ... البنك ده ليه فروع فى أسبانيا هتعمل حساب تانى هناك بنفس الباسبور ... تحويل الفلوس بين الحسابين هتبقى عمولته شبه معدومة
  • طيب وحضرتك بقى هتحتاج الحسابين دول فى إيه
  • حاجة بسيطة خالص ... الناس اللى شغالة فى أوروبا هتحول فلوسها اللى بالعملة الأجنبية على حسابك هناك وأهاليهم هيستلموها هنا بالجنيه وانت تحول الفلوس دى على حسابك اللى هنا ... وأحيانا هنطلب منك تحول فلوس من حسابك اللى هناك لحسابات تانية فى أوروبا أو أمريكا
  • طيب وهاعمل إيه بفلوس الناس اللى هتتحول على حسابى اللى هنا ؟
  • هتحولها هنا لحسابات تانية تبعنا ... وهتاخد عمولة كويسة
  • وانتوا هتعرفوا منين إتحول لحسابى كام ؟ مش يمكن أغالطكم فى الحساب ولا حاجة
  • هههههههه لأ متخافش إحنا واثقين فيك ... وبعدين كل واحد بيحول لحسابك فلوس هيبعتلنا صورة للتحويل أو الإيداع فى حسابك لو هو فى أسبانيا
  • هيبعتهالكم إزاى ؟ دى البوسطة تاخد لها إسبوعين على ما الجواب بيوصل من أسبانيا لهنا ... يعنى يحول فلوسه على هنا أسرع
  • بالفاكس يا أمجد ... هيبعتلنا صورة التحويل عالفاكس ... إيه مسمعتش عنه
  • سمعت عنه لكن ماعرفش إنه وصل مصر ولا إنه بيشتغل على الخطوط اللى هنا
  • لأ يا سيدى وصل وبيشتغل
  • بس ده مافيهوش حاجة غلط يا حاج ؟
  • متخافش ... مفيهاش أى حاجة غلط ... وطبعا مش هنشترى بيها سلاح ولا حاجة من الأفكار الغلط اللى انت واخدها عننا دى ... ده حتى ساعات الحكومة بتلجأ لنا وتاخد مننا الفلوس الأجنبى دى تمشى بيها حال البلد ... يعنى انت بتخدم البلد بالطريقة دى ..... بكرة أول ما تروح البنك تسأل عالأستاذ **** هو هيخلصلك كل حاجة ... أنا هاكون مديه خبر
  • ماشى يا حاج .... كده إتفقنا على كل حاجة .... حضرتك هتمنع عنى الأذى وأنا هأساعدك فى الشغلانة البسيطة دى وكلنا هنستفيد ... أستأذن أنا بقى أخدت من وقتك كتير
  • مع السلامة يا أمجد
  • وبالنسبة للناس اللى ماشية ورايا مافيش داعى يتعبوا نفسهم زى ما أتفقنا لأنى وقت ما أحب أزوغ منهم هزوغ
  • من دلوقتى محدش هيمشى وراك ... أنا أديتك كلمتى خلاص ... متقلقش
كان إتخاذ أمجد لمثل هذا القرار سريعا مخاطره ... إنه سيلعب مع الشيطان شخصيا ... هو يعرف أنهم لا عهد لهم ولا ذمة معه ... فهم يعتبرونه فاسق أو كافر ... لكنها الضرورات التى تستوجب المغامرة .

بمجرد خروج أمجد من مكتب الشيطان عرف أنه متبوعا ... وقبل أن يصل لسيارة والده القديمة قرر إرسال رسالة صغيرة سيفهمونها بالتأكيد ... فالحاج الكبير هو أكثر من قابلهم منهم ذكاء وسيفهم تلك الرسالة بالتأكيد .

كان المراقب تلك المرة أكثر براعة وتدريبا فى المراقبة ... لكن حواس أمجد التى أكتسبها فى فترة تجنيده لا زالت كما هى مرهفة ... وكما إعتاد الإختفاء فى اللا مكان إختفى فى الزحام وظل يراقب مراقبه لدقائق وهو يتلفت باحثا عنه ليظهر بجواره راسما على وجهه إبتسامة صفراء

  • أنا مروح ... تحب أوصلك معايا يا شيخ ؟
وامتقع وجه الرجل الذى لم يكن يتوقع تلك الكفاءة من أمجد ولم يجد ما يقوله

  • لا شكرا ... معايا عربية
  • طيب وفر البنزين بقى ومتجيش ورايا ... أنا مش رايح حتة غير البيت .... ومتنساش تسلملى على الشيخ أبو إبراهيم
  • ..................................................................
عندما دخل أمجد من باب شقته وجد أمامه المنظر الذى أفتقده لسنوات ... حبيبته الرقيقة منى تجلس مستكينة فى حضن أمه واضعة رأسها على صدرها

  • إيه يا حضرة الناظرة .... نزرع لكم شجرة لمون فى الصالة تقعدوا تحتها ... أنا باغير على مراتى على فكرة
  • بس يا حمار إنت ... خد مراتك أهى ماخدتش منها حتة
  • طيب عادى يعنى ممكن نبوس ونحضن قدامك طالما هيا مراتى
  • هاقوم أضربك بالشبشب يا سافل ... خد مراتك وشوف عايز تقولها إيه وأخلص ... ومن غير قلة أدب .... أبوك جوة
  • طيب هاخش اسلم عليه ... إسبقينى يا مُنى على أوضتنا
بمجرد إغلاق أمجد باب غرفته خلفه بعد دخوله لم يترك ثانية لتضيع قبل أن يحتضن حبيبته ويغوصا فى قبلة عميقة تحسسس أمجد فيها أثناء إشتباك شفاههما كل جسدها الذى بدأت تعود إليه نضارته وجماله القديم وقد إعتاد وأعتادت على أن يرفع لها فستانها ليتحسس جسدها دون أن تحول ملابسها بينه وبين أصابعه لكنه فى هذه المرة ... ولأول مرة يدخل يده أسفل كيلوتها الصغير ليتحسس الشق الجميل بين فلقتيها الرائعتين .

إستسلمت منى للمساته وقد إرتفع تنفسها فهى المرة الأولى فى حياتها التى تصل أصابعه لتلك النقطة ولأول مرة فى حياتها تلمس أصابعه فتحة شرجها البكر. بل هى المرة الأولى منذ أن وعت على الدنيا التى تصل أصابع غير أصابعها لذلك المكان ولم تكن تتوقع أن اللمسة لذلك المكان من الممكن أن تثير بداخلها ذلك الشعور الذى أجتاح جسدها وذلك الخدر الذى شعرت به فى ساقيها فرفعت ساقيها لتلفهما حول خصر حبيبها وزوجها ولم يعد يفصل بين كسها وبين جسده إلا هذا الكيلوت الصغير ولم يتمالك أمجد نفسه وأنحنى بجسده ليضعها على طرف الفراش ويضغط بزبره على كسها البكرمن فوق ذلك الحاجز الرقيق بينهما فلم تتمالك نفسها وندت عنها آهة شبقة وهى تقذف بمائها فسارع أمجد بوضع شفتيه على فمها ليمنعها من التمادى فى صوتها لكنه فشل .

كانت أم أمجد جالسة فى مجلسها عندما سمعت تلك الآهة فأسرعت لباب الغرفة وطرقته فهى لا تعلم مدى ما وصل إليه الحبيبان وتخشى أن يتعجلا ما لم يحن وقته

  • أمجد لِم نفسك أبوك جوة
  • حاضر يا ماما ... متخافيش محصلش حاجة ... منى درج المكتب قفل على صباعها
  • صباعها يا ممحون ... تعالى يا بت يا منى عايزين نعمل صينية كنافة
  • كنافة إيه دلوقتى يا ماما .... لسة بدرى على رمضان ....عشر دقايق وهتخرجلك
كانت منى جالسة على حافة الفراش تحاول إلتقاط أنفاسها وإبتسامة جميلة تملأ وجهها المتورد وهى تنظر لوجه حبيبها بحب

  • عاجبك كده ... أهى سمعت وهتسمعَنى كلمتين دلوقت
  • مانتى اللى صوتك عالى ... وبعدين إنتى مراتى يعنى من حقنا ... المهم ... خدى الفلوس دى ... عايزك تشترى بيها فساتين جديدة ... وإلهام وهيا نازلة هابعت لك معاها فساتين تانية ... تخلى أبوكى يقلدها وتاخديهم إنتى
عندما أخرج أمجد رزم الأوراق المالية التى تسلمها من الحاج الكبير نظرت منى بإندهاش لأمجد

  • كل الفلوس دى أشترى بيها فساتين ... غير اللى هتبعتهم مع إلهام .... إنت مجنون يا أمجد ؟ إنت مش مليونير يا حبيبى علشان تشتريلى بكل الفلوس دى هدوم
  • لو معايا قدهم عشر مرات كمان مش خسارة فيكى ... لازم تبقى أشيك بنت فى البلد كلها
  • لأ يا أمجد بلاش جنان ... لما أحتاج حاجة هابقى آخد منهم ... أنا هافصل فساتين عند الخياطة اللى فى وسط البلد زى ما كنت ... وانت عودتنى إن هدومى تبقى متفصلة ليا مخصوص ... لو الموديلات اللى هناك عجبتك هبقى أفصل زيهم
  • خلاص ... حطى الفلوس فى الدرج ووقت ما تعوزى تاخدى منها حاجة أهى موجودة عندك .... ومعاكى كمان التوكيل لو إحتاجتى فلوس إسحبى من الدفتر
  • خلاص .... سيبنى بقى ماما واقفة ورا الباب
  • طب هاتى بوسة قبل ما تخرجى
  • توء .... أمك برة
إحتضن أمجد حبيبته وقبل أن يهم بتقبيلها أتاهم صوت أمه من الخارج

  • يلا يا مُنى ... مش وقته
خرجت منى سريعا وقابلتها أم أمجد على الباب بضربة رقيقة على مؤخرتها

  • يا بت بلاش مياصة ... أهدوا شوية ... يوم صباحيتكم لازم أبوكى وأمك يشوفوا المنديل عليه ددمم... مش عايزين فضايح ... إسبقينى عالمطبخ يا مايصة
  • يا ماما ماهو قالك الدرج قفل على صباعى
  • الدرج برضه اللى قفل على صباعك يا ممحونة ... إجرى يا بت عالمطبخ


  • مستريحة كده يا حضرة الناظرة ... الواحد مش عارف يقعد مع مراته شوية
  • لما تبقوا تروحوا بيتكم يا ممحون ... مينفعش كده ... إتعدل وهدى نفسك وإلا أقسم إن مافيش قفل باب عليكم تانى لغاية ما تتنيلوا تدخلوا
  • يا ماما قلت لك الدرج قفل على صباعها
  • لا يا شيخ ؟ هبلة انا مش هاعرف صوت الدرج من صوت مياصتكم
  • نفسى أعرف الردار اللى مركباه فى ودانك جيباه منين
..............................................................................


عندما أنتهى ذلك اليوم وتركت منى حبيبها لتعود لشقتها لم يستطع أمجد التوقف عن التفكير فيما دار بينه وبين ذلك الشيخ .... فبداخله هو يعلم أن ما اتفق عليه معه مخالف لكل ما تربى عليه وبأن تلك الأموال التى سيساعدهم فى دخولها لمصر لن تستخدم فى خير ... لم يكن هناك من يستطيع أن يبوح له بالسر أو يأخذ رأيه ... لم يكن يستطيع إبلاغ السلطات فحتى الآن لم يحدث ما يبلغ عنه ... كانت الأفكار تطن فى رأسه لكنه كعادته قرر المضى فى المغامرة بعد أن إستقر أخيرا على قرار ما ... فلتكن وجهته للجهة الوحيدة التى يثق بها ... وهناك سيعرف ما يجب عليه أن يفعله فى ذلك الإختبار الذى وضعه فيه القدر

فى الصباح التالى كان أمجد فى طريقه لفرع البنك و كالعادة عرف أنه مراقب وترك الفرصة لمراقبه كى يتبعه حتى فرع البنك حتى أنه دخل وراءه البنك بعد أن تم تحذيره من مهارة أمجد فى الإفلات من المراقبة وبعد خروجه من البنك تعمد أن يرهق مراقبه بالمشى لأطول فترة ممكنة قبل أن يختفى من أمامه ويراقبه وهو يتلفت حوله بحثا عن طريدته وسط زحام وسط القاهرة ويتجه بعدها مباشرة للمكان الذى قد يجد فيه إجابة عن تساؤلاته ... ذلك المبنى الكبير الذى سبق له دخوله قبل نهاية خدمته العسكرية ليطلب مقابلة نفس الضابط الذى قابله فى المرة الأخيرة .

تلك المرة لم يحيى أمجد الضابط التحية العسكرية فهو الآن مدنى لا يحق له آدائها لكنه مد له يد محييا إياه وشد على يد بشوق حنينه لرائحة البارود المختلطة برائحة التراب الممزوج بالعرق

  • إزيك يا أمجد ... عامل إيه يا باشمهندس
  • إزى حضرتك يا فندم ... كويس إنك لسة فاكرنى
  • طبعا لسة فاكرك ... خير فيه حاجة تانى حصلت بخصوص موضوعك القديم ؟
  • لأ حضرتك ... موضوع جديد
  • موضوع إيه يا أمجد ؟ إحكيلى
قص أمجد على الضابط تفاصيل ما حدث بينه وبين الشيخ أبو إبراهيم بعدما أبلغ الضابط بتحذير عزيز له ... وبعد أن أستمع الضابط بإهتمام رفع حاجبيه وهو ينظر لأمجد نظرة إعتذار

  • للأسف يا أمجد الموضوع ده مينفعش نتدخل فيه ... أى حاجة برة الجيش ممنوع نتدخل فيها
  • ماهى الفلوس دى حضرتك مش هيدخلوها مصر يعملوا بيها أعمال خيرية مثلا ... أكيد هيعملوا بيها مصيبة .
  • مانا عارف ... لكن الموضوع خارج تخصصنا ... إستنانى خمس دقايق هاعمل تليفون وأجيلك
عاد الضابط بعد دقائق ليجد أمجد يكاد ينهشه القلق بعدما ظن أنه لا فكاك من الفخ الذى وقع فيه وأنه سيصبح شريكا فى جريمة من جرائم طيور الظلام التى عششت فى كل أنحاء ذلك الوطن المسكين المنكوب بجهل معظم سكانه وأنقيادهم لذلك التيار المظلم الذى يقودهم من آذانهم لمصير محتوم

  • بص يا أمجد ... أنا اتصلت لك بالناس فى الجهاز الكبير ... إهتموا بالموضوع وطلبوا إنك تروحلهم دلوقتى ... فيه عربية هتاخدك دلوقتى توديك هناك وتحكيلهم كل اللى حكيتهولى
إنطلقت سيارة صغيرة بأمجد لتوصله للجهاز الأكبر ولم يستغرق الأمر إلا دقائق ليجد أمجد نفسه جالسا أمام رجل تبدو على وجهه هيبة شديدة وهدوء أشد وبعد أن قص أمجد عليه القصة من أولها لآخرها بما فيها التهديد الذى أضطر بسببه للجوء للشيخ أبو إبراهيم ... بهدوء شديد تكلم الرجل الجالس خلف المكتب

  • بص يا باشمهندس .... اللى هتعمله مفيهوش مخالفة للقانون الحالى ... هو مجرد تحايل عالقانون
  • ماهو زى ما كنت باقول لحضرة الظابط هناك الفلوس دى مش هيعملوا بيها أعمال خيرية ... أكيد هيعملوا بيها مصيبة
  • بالظبط كده ... وعلشان كده إحنا طلبنا إنك تجيلنا هنا ... طبعا طالما جيت لغاية عندنا يبقى عندك إستعداد تتعاون معانا
  • طبعا ... أنا تحت أمركم
  • إنت هتعمل كل اللى قالولك عليه بالظبط ... مش مهم مين هيحولك فلوس هناك لإنهم غالبا ناس بتشتغل فى أوروبا وعايزة تزود قرشين تلاتة يبعتوهم لأهلهم هنا ...إلا لو إتحول لحسابك مبلغ كبير طبعا يبقى ده عليه علامة إستفهام
  • تمام ... والمطلوب منى إيه ؟
  • المطلوب منك بقى الناس اللى انت هتحولها الفلوس دى هنا .... والأهم منهم لو طلبوا تحول فلوس لحسابات تانية فى أوروبا أو أمريكا... أرقام حساباتهم والمبالغ اللى حولتها ليهم وأسماءهم لو عرفتها وتواريخ التحويل ... وكذلك أرقام الحسابات اللى بتحول مبالغ كبيرة
  • تمام ... وهابلغكم إزاى ؟
  • إنت طبيعى فى أسبانيا إنك بتروح السفارة تسجل نفسك هناك ... لما تروح السفارة المرة الجاية تطلب تقابل مسؤل الأمن فى السفارة ... هاقولك إسمه ... هو هيكون عنده خبر وهيقابلك ... إنت مسافر إمتى
  • كمان إسبوعين
  • قبل ما تسافر بيومين إتصل بيا ... هاديك رقم تليفونى هنا ... لو ملقتنيش سيبلى خبر إنك مسافر يوم كذا وانا هاتصل بيك قبل ما تسافر
  • شكرا يا فندم ... استأذن أنا بقى علشان زمان الجماعة اللى بيراقبونى قلقانين عليا ... أنا كده مختفى عنهم من وقت طويل
  • ههههههههههه ... خايف على قلق اللى بيراقبوك ... قلبك كبير
  • لا كبير ولا صغير ... أنا بس مش عايزهم يغيروا الرجالة اللى بتراقبنى ... إتعودت عليهم خلاص
  • ماشى يا أمجد ... مع السلامة وخد بالك من نفسك ... ومتزعلش لإننا إحنا كمان هنراقبك ... ونراقب اللى بيراقبوك
  • لأ مش هازعل ... تقريبا كده بقيت باقلق لما اكون فى مصر ومش متراقب
  • ههههههههه ... باين عليك مشكلة يا أمجد ... خد بالك من نفسك ... إحنا ما صدقنا نلاقى حد يدخلنا وسطهم ... هابعت معاك عربية توصلك لغاية البيت
  • لأ عربية إيه .... هما عادة لما باهرب منهم بيستنونى عند البيت ... مينفعش يلاقونى نازل من عربية ميعرفوش بتاعت مين
  • متخافش ... اللى هيوصلك عربية تاكسى ... ومتنساش تحاسبه قبل ماتنزل
  • هههههه تمام حضرتك ... هاحاسبه واديله بقشيش كمان
عندما غادر أمجد المبنى الكبير كان يشعر بانه قد أزاح عن صدره حجر ثقيل يرقد على أنفاسه ... وبمجرد وصوله لشقته أسرع بالإتصال بحبيبته ... فقد إفتقد وجودها لساعات

  • وحشتينى يا حبيبتى ... عايزك فى حاجة مهمة ... إطلعيلى
  • لا يا خويا ... أطلعلك وامك ترجع من المدرسة تلاقينى معاك لوحدنا فى الشقة ... كفاية الكلام اللى سمعته منها إمبارح
  • يا بت إنتى مراتى ... تسمعك كلمتين إيه بس ... طيب اطلعى شوية وانزلى قبل ما تيجى
  • أمك قالت لما نبقى نروح بيتنا ... وانت عارف امك بتعرف كل حاجة لوحدها
  • يووووووه بقى ... طب إنتى وحشانى دلوقتى ... أعمل إيه ... أنزلك انا
  • لأ يا أمجد متنزلش لو سمحت
كانت الحدة التى نطقت بها منى الجملة الأخيرة إنذار شديد لأمجد بأنها لم تسامح أمها بعد ولا زال يداخلها شئ ما ناحيتها ... ولم يرد أمجد الضغط على منى حتى لا يزيد جرحها إيلاما

  • طيب إطلعى نقعد فى البرجولة .... أهى إتصلحت ورجعت أحسن من الأول ... حتى نسقى الزرع اللى جبته حواليها سوا
  • خلاص ... هاغير وأقابلك فوق ... عشر دقايق واكون عندك يا حبيبى
  • آآآآآآآآآه ... قوليها تانى كده
  • يا ح ب ي ب ى
مرت الأيام سريعا وأوشكت الإجازة على الإنتهاء وكان على أمجد التوجه لشركة الطيران لإستلام تذكرته وصاحبته إلهام لتسلم تذكرتها ودهش أمجد عندما وجد تذكرته التى حجزها له المكتب تذكرة بالدرجة الأولى وليست الدرجة السياحية كالمعتاد

  • هما غلطوا ولا إيه ؟ تذكرة فرست كلاس؟ لا يخصموا منى فرق التذكرة لما أروحلهم
  • ياض إنت مسافر مع إلهام شخصيا ... وانا مبسافرش غير فرست ... عد الجمايل بقى يا بغل
  • ............................................................ ................
وأتى يوم الرحيل ... لم تتمالك منى نفسها من البكاء فى حضن حبيبها الذى افتقدته لسنوات ... وهاهى ستحرم منه مرة أخرى ... لم تستطع الرقيقة منى أن تتجاوز إحساسها بأنها ستفتقد شعورها بالأمان مرة أخرى ... لقد أصبح شعورها بالأمان مرتبط بوجود فارسها قربها

  • خلاص بقى يامنى بطلى عياط .... وإلا أقسم إلغى سفرى وأقعد جنبك
  • مش قادرة يا أمجد ... مش عارفة هاقدر اعيش ازاى وانت مش موجود
  • يا بت كلها شهرين وارجعلك ونعيش فى بيتنا ... مش عايز ارجع الاقيكى خاسة ووشك اصفر ... فاكرة يا بت يوم ما أمى قفشتنا وانا بافرجك البيبى دول
وانفرجت شفتا الرقيقة بإبتسامة جميلة بين دموعها

  • آه فاكرة ... وده يوم يتنسى
  • أهو انا بقى عايز جسمك يرجع زى ما كان علشان أشوفك وانتى لبساه
  • ده وقته ؟ إنت مسافر وانا باعيط ومش قادر تبطل سفالة
  • يا حبيبتى راجعلك ... وهاتصل بيكى كل يوم ... متقلقيش ... مش عايز اسافر وانتى كده بتعيطى
  • حاضر يا أمجد ... خد بالك من نفسك
كان الإحتضان الأخير قويا لدرجة لم يعاينها الحبيبين من قبل ... وكأن أمجد كان يريد أن يدخلها لقفصه الصدرى ... وكانت تريد أن تدخله ... لكان طرقات خفيفة على باب غرفتهما أوقفت هذا السيل من المشاعر وخرج الحبيبان وهما يمسحان دمعهما

كانت إلهام منتظرة بالخارج مع أم أمجد وأبيه ... كعادة أمجد لا يحب أن يصطحب أحبائه لوداعه فهو يكره لحظات الوداع ... إحتضن أبيه وأمه وإخوته وحماه

  • خلاص يا عمى إلهام وهى نازلة هتجيب معاها شوية موديلات زى ما إتفقنا ... وانا هاشحن الباقى على بورسعيد فى أقرب وقت ... شد حيلك يا عمى ... عايزين نعمل الإفتتاح بمجرد ما أرجع ... علشان يبقى الفرح فرحين
  • متقلقش يابنى ... كل حاجة هتبقى تمام
  • وإنتى يا ماما خدى بالك من القردة الحلوة مراتى دى ... مش عايز ارجع ألاقيها خست ووشها اصفر زى المرة اللى فاتت
  • متخافش عليها يا أمجد
  • وإنتى يا منى ... خدى بالك من الزرع اللى عالبرجولا ... على ما ارجع هيكون كبر وزهر
  • متخفش يا حبيبى
إحتضن أمجد أباه لمرة أخيرة حضن طويل أودعه فيه مدى حبه وتقديره لكل ما تحمله من حماقاته هامسا فى أذنه

  • أشوف وشك بخير يا بابا ... كل دول وانا معاهم أمانة فى رقبتك شايلها طول السنين
كادت الدموع ان تطفر من عينى إلهام التى تتصنع القوة لكنها أخفتها سريعا

  • ياللا بقى يا عم روميو ... الليموزين اللى جاية بيه مستنى تحت بقاله نص ساعة ... فين شنطتك
  • شنطة إيه ... أنا هدومى كلها اصلا هناك ... جيت بطولى من غير شنط
  • لأ ناصح ... ياللا بينا بقى
أبدل أمجد الخمسة آلاف جنيه التى حملها معه لجنيهات إسترلينية قبل صعوده الطائرة وأستقر فى كرسيه بجوار إلهام

  • فيه خبر ليك مردتش أقولهولك وإحنا فى بيتكم
  • خير ... خبر حلو زيك كده ولا خبر مهبب
  • بصراحة معرفش هو حلو زيى ولا مهبب زى وشك ... سهام وأبوها هايقابلونا فى أسبانيا ... هم وصلوا هناك من يومين وابوها عايز يقابلك
  • بجد يا إلهام ؟ بتتكلمى جد ؟ أخيرا هشوف سهام
  • يخربيتك وبيت أهلك ... إيه السعادة اللى نطت على خلقتك دى أول ما سمعت الخبر ... يا منيل باقولك سهام وابوها هناك وعرفوا انك كتبت كتابك على منى ... يعنى هتبقى مقابلة زى الطين على دماغك ... البت عايزة تطلق
  • إنتى سمعتى منها بنفسك الكلام ده ؟ هى قالتلك إنها عايزة تطلق
  • لأ ... بس ابوها قاللى ... وأكيد هى مش هتوافق إنها تكمل معاك بعد ما إتنيلت إتجوزت
  • لو هى عايزة تطلق بجد مش هاظلمها معايا ... لكن لو عايزة تكمل معايا واتجوزها رسمى مش ممكن افرط فيها
  • ياض إنت حمار ... تكمل معاك إيه ... إنت مش إتجوزت حب عمرك خلاص ... عايز منها إيه
  • وسهام كمان حب عمرى يا إلهام ... سهام بنت مافيش زيها فى الدنيا
  • ومُنى يا موكوس
  • مُنى كمان مافيش زيها فى الدنيا
  • وعلشان كده عايز تخونها وتتجوز عليها
  • أنا مش هاتجوز عليها ... أنا متجوز سهام قبل ما أتجوز منى بسنين
  • إنت قولتلها إنك متجوز صاحبتها ؟
  • لأ مقولتلهاش طبعا ... بس مش ممكن أفرط فى سهام بالساهل كده
  • إنت إزاى كده يا أمجد ؟ أنا كنت فاكراك قطة مغمضة ساعة ما شوفتك ... إنت أنانى يا أمجد وعايز تكوش على كل حاجة
  • مش أنانى يا إلهام ... أنا باحب منى وباحب سهام ... لو سهام رغبتها الحقيقية إنها تطلق هاطلقها ... غير كده لأ
  • إنت حر ... إتفلق إنت وهما واياكش تطبل على دماغك وهما الإتنين يتطلقوا منك
  • مش هيحصل .... هما الإتنين بيحبونى ومش ممكن يستغنوا عنى
  • ماشى يا ناصح هنشوف
بمجرد إضاءة علامة فك الأحزمة وإستقرار الطائرة بالجو ومرور المضيفة بالركاب توزع إبتساماتها على الجميع فوجئت إلهام بحديث ضاحك بالإسبانية بين أمجد وتلك المضيفة إمتد لدقائق وبعد إنتهاءه تساءلت إلهام

  • كنتوا بترغوا فى إيه وبتضحكوا والمزغودة دى بتبصلى كده ليه
  • بتسألنى عليكى علشان شايفاكى حلوة
  • عندها ذوق البت دى
  • كانت فاكرانا أصحاب وكده وبتقول إن سنك أكبر منى بكتير
  • جتها شكة فى عينها معندهاش نظر ... أكبر منك إيه يا بغل
  • لأ ماهو أنا قولتلها إنك أمى مش صاحبتى
  • جتك مو فى عينك ... أمك أيه يا بغل دا أنا أكبر منك بعشر سنين بس
  • يا إلهام ... بذمتك هم عشر سنين بس
  • آه هم عشر سنين واتكتم بقى بدال ما أقوم أديك قلمين فى وسط الناس ... محدش هيقول حاجة ... أمك وبتربيك علشان مش متربى
وظلت الضحكات متواصلة بين أمجد وإلهام إلى أن لامست عجلات الطائرة مهبط مطار برشلونة وتوقفت فى إنتظار فتح الأبواب وخروج الركاب



خاتمة

تعجبت من تمسك الباشا بزوجته الأولى رغم زواجه من حبيبة عمره ... منطقه فى تحليل ما فعله جعلنى فى غاية الإرتباك ... إنه حسب قوله يحب الفتاتين ... ولكن هل يقبل قلب الرجل القسمة على إثنتين؟

أشفقت عليه من الإختبار الذى وضعه القدر فيه بدفعه للتعاون مع أعداء قدامى هو أكثر من يعلم مدى غدرهم وقراره الخطير بالتعاون مع من يظن أنهم قادرون على وقفهم ... إنه حسب قوله كان كلاعب سيرك قرر الرقص مع الشيطان على حبل مشدود بين جبلين وأسفله هاوية مشتعلة

يقول أن هذا العصر كان يستوجب الدخول فى تلك المغامرة ... فهو يحب هذا الوطن ويشفق عليه ... يحبه كأى رجل ولد على أرضه ويشفق عليه من المصير الذى يراه يقاد إليه

حيرنى هذا الرجل وأربكنى منطقه الذى لا تستطيع أن تجادله فيه... لكننى مثلكم متشوق لمعرفة باقى قصته ومعرفة كيفية تحوله من شاب يكتفى بعشرة جنيهات شهريا لهذا الجالس أمامى بسيجاره الضخم ويطلق عليه الجميع لقب الباشا

وإلى لقاء قريب مع الجزء التالى لنستمتع معا بحكى الباشا
عودة حميدة ياصديقي وانا كنت مستنيك بفارغ الصبر🫂❤️
ياريت لو تعرفني الجزء هينزل امتى بالظبط
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
➤السابقة




مقدمة

وأخيرا عاد الباشا للحكى ... إنتظرته طويلا حتى يتكلم ...

بنهاية السلسلة الأولى من قصة بداياته كنت أشعر بمدى الألم النفسى الذى تسبب فيه تداعى ذكرياته وتذكره ما كان يدور حوله من أحداث وما تعرض له وما شاهد وطنه يتعرض له ... تداعت أحلامه فى إستكمال مسيرة أستاذه ... أخذت منه زوجة أحبها وفقد حبيبة تمناها وانهار بسبب فقدها ... ترك وطنه وسافر لوطن آخر لم يكن يعرف عن لغته أقل القليل .... واصل مغامراته وتحديه لقدره حتى أصبح إسمه معروفا فى مجاله ... لكن للأسف خارج وطنه ... كان إنتصاره الأول على القدر بنجاحه فى عمله ... وانتصاره الثانى إستعادة حبيبته التى فقدها بسبب طيشه وشهوانية أمها

أحداث كتيرة رواها لى الباشا منها ما ذكرته ومنها مالا يسمح المجال بذكره ... شخصيات ذكرت بالتلميح فأصحابها لا زال لهم من النفوذ كثير ... وشخصيات لم تذكر لكنها موجودة وكانت تحرك الأحداث

والآن إسمحوا لى قرائى بأن نعود لللإستماع إلى حكى الباشا ... وكعادتى معكم أرجوكم ألا تكتفوا بقراءة الكلمات .. ولكن

أرجوكم إقرأوا ما بين السطور



الجزء الأول

كانت الرقيقة مُنى جالسة محاطة بتلك النسوة المتشحات بالسواد وعيناها معلقتان بالباب تنتظر قدوم فارسها وحبيب عمرها . هى متاكدة من قدومه لينقذها من ذلك المصير الذى يعتقد كل من حولها أنه محتوم . لكن يقينها بأنه لن يخذلها جعلها لا تهتم بما يعتقدن ويعتقدون . فحبيبها لم يخذلها يوما ولم يخلف وعدا وعدها إياه .

سنوات مرت عليها لا تستطيع النوم إلا فى فراشه مرتدية بيجامته محتضنة وسادته فى غرفته الضيقة التى تحمل رائحته ورائحة ذكرياتها معه . إنها تشعر بمدى الجرح الغائر الذى صنعته بيدها عندما طلبت منه الإبتعاد لكنها لا تستطيع ألا تحبه . حتى عندما شعرت بأن حبيب عمرها قد ذهب إلى أخرى فإنها التمست له العذر . لقد عذبته وتعذبت بسبب أمها . لكنها بعد تلك السنوات تشعر بأنها مخطئة . فما حدث له بعدها وانهياره وهو فى قمة لحظات مجده هى السبب فيه . رأته بعينيها يغيب فى سيارة إلهام تجاوره صديقتها سهام فى إسبوع سيقضيه معهما بعيدا ولكن ....

سهام قد تزوجت واختفت مع زوجها الوسيم وترك هو وطنه لبلد بعيد بينما أصبحت إلهام صديقتها الوحيدة مع أمها الروحية " ام أمجد" . كانت تعرف أنه لم ينسها للحظة . دائما يتصل فى موعده الذى اعتاده . لم يكن يتحدث ولم تكن . فقط تستمع لصوت أنفاسه وهى تعلم أنه يطمئن لسماع صوت أنفاسها

لكنها عندما واجهت حقيقة أنها أصبحت جارية تباع فى سوق النخاسة لم تجد أمامها غير أن تستنجد به . فهو دائما فارسها ومنقذها ... إنه حبيبها وهى حبيبته

لم يغب عن ذهن الرقيقة منى ما دار بينها وبين أعمامها وأبيها . هؤلاء الأعمام الأجلاف الذين ظهرت عليهم أعراض التطرف الشكلى فجأة بمجرد تعرفهم بهذا النخاس تاجر الملابس الرخيصة . لم يغب عن ذهنها زيارة زوجات أعمامها المفاجئة وهن يخبرنها بأن هناك "عريس لقطة" قد تقدم لطلب يدها . لم تنس كيف تحولت مداهناتهن إلى هجوم إتهمنها فيه بأنها فقدت عذريتها مع خطيبها السابق ولذلك ترفض كل المتقدمين لها بعد أن فسخت خطبتها من سنوات. لم تنس خوض أعمامها فى شرفها بلا خجل ولا إحساس بأن ذلك الشرف الذى يخوضون فيه هو شرفهم قبل أن يكون شرفها وشرف أخيهم الأكبر . كل ما كان يهمهم وقتها أبواب المال التى ستنفتح بمشاركتهم لذلك النخاس المستتر خلف لحية محناة وجلباب قصير . كانت تدرى وكانوا يدرون بأن تلك الزيجة لا تعدوا كونها بيعها كجارية يستمتع بها لعام أو عامين على الأكثر قبل أن يطلقها بعد أن يقضى منها وطره ثم يملها . لم تنس نظرة الإنكسار التى لاحت فى وجه أبيها أمام هجوم من يُفترض بهم أنهم إخوته لكنهم تحولوا لوحوش نهمة باعوا إبنة أخيهم فى سوق الرقيق بحفنة من المال

دار فى ذهن الرقيقة مُنى كل ما جرى خلال أيام ثلاثة . دار فى ذهنها مكالمته التى أستنجدت به فيها وكيف منعها أعمامها وزوجاتهم بحصارهم الدائم لها من أن تمس التليفون مرة أخرى . إبتسمت الرقيقة منى عندما تذكرت تلك الزيارة الغير متوقعة من صديقتها القديمة صفاء وقد بدأت بطنها فى الإنتفاخ قليلا وكيف سعدت عندما علمت أن قصة الحب التى رعتها قد أثمرت *** فى أحشاء الصديقة . كادت وقتها تطير سعادة وصديقتها تخبرها بأن أمجد عائد لينقذها من ذلك المصير الذى بدا محتوماً

طالما أرسل لها فارسها تلك الرسالة فهو آت لا محالة . لا تذكر الرقيقة أن فارسها قد خذلها يوما منذ أن كانوا صغارا . دائما ما يكون فى موعده ينقذها ويحيطها بحمايته .

لم تكن تدرى ماذا سيفعل ولا كيف سينقذها لكنها متأكدة أنه سيفعل وسينقذها .

رغم مرور الوقت إلا أن القلق لم يتسرب لقلبها ولو للحظة . ظلت عيناها معلقة بالباب تنتظر قدومه . إنه قريب ! إنها تشعر بوجوده وتكاد تسمع أنفاسه

لم يخيب فارسها ظنها . فقبل موعد سوقها للذبح وجدته أمامها يحيطه أخوه واثنين من حراسها القدامى ومعهم آخر ضخم منتفخ العضلات متجهم الوجه فلم تتمالك نفسها وتجاهلت وجود أبيها وأعمامها ونخاسها وألقت بنفسها بين ذراعيه ليحتويها بتلك الضمة الحانية لتخفى وجهها فى صدره باكية ليتركها حتى تنهى بكائها ويرفع عن رأسها ذلك الغطاء الذى أُجبرت على وضعه لأجل خاطر من أشتراها ويتقدم ليضعه على كتفه وهو ينظر لوجهه تلك النظرة القاسية التى تعرفها عندما يغضب

توقعت الرقيقة أن ينشب عراك أو حتى شجار .... ولكن لم يحدث أى شئ مما توقعته ... فقط عندما حاول أحد أعمامها الإعتراض أوقفت نظرة قاسية من وجه ذلك الضخم الذى علمت فيما بعد أنه صديق لأمجد وقائده السابق بالوحدة التى كان يخدم فيها فترة تجنيده الكلمات فى حلق عمها

كل ماحدث من إعتراض كان من ذلك الجلف ذو الذقن المحناة وكان إعتراضه فقط على إسترداد ما دفعه كثمن للجارية الحسناء.... شعرت بالإهانة التى طعنت قلب أبيها من ردة فعله وإسراعه لإحضار تلك الرزم الثلاث من الأوراق المالية وإلقائها فى وجه ذلك النخاس الجلف .

لم تدر كيف سارت الأمور بتلك السلاسة وكيف عقد المأذون الذى حضر فى دقائق قرانها على حبيب عمرها ... شعرت بقلبها يكاد يشق صدرها حينما أعاد أمجد دبلتها وشبكتها لأصبعها ويدها ... لم يصل خيالها يوما لتصور أن يكون عقد قرانها على أمجد بتلك الصورة ولا بتلك الأحداث المتسارعة

لم تدر كيف واتتها الجرأة لتأخذ بيد حبيبها الذى أصبح رسميا زوجها وتتجه به نحو غرفتها وتغلق الباب خلفهما لتعرض عليه كل ذكرياتها التى إختزنتها لسنوات

إحتواها حبيبها بين ذراعيه فى حضن شعرت فيه أخيرا بأمان إفتقدته لسنوات ... إستمعت لدقات قلبه أخيرا .... دمعت عيناها الجميلتان وهى تفتح له تلك الكراسات التى حفظت بها الوردات الثلاث اللاتى أهداهن إياها فى فترة خطبتهما القصيرة

تحدثا طويلا .... لكن كعادتهما لم يفتح أحدهما فمه بكلمة ... لم يحسبا كم من الوقت مضى فى حديثهما الصامت ... كل ما كانا يشعران به هو شعور الأمان الذى إفتقداه كثيرا لسنوات

..........................................................................................



بينما يغيب الحبيبان فى غرفة منى يتعاتبان كان أبو أمجد وأمه يجالسان أبو منى وزوجته فى الصالون وجميعهم يشعر بشعورين قل أن يجتمعا سويا

فكلهم يشعر بالسعادة وكلهم يشعر بالإحراج ... فطريقة إتمام عقد القران لم يكن ليتخيلها أى منهم ولم تدر بذهن أحدهم ... فكل ما اتفق عليه أمجد مع أبو منى كان تجهيز الشقة خلال الشهور الثلاثة القادمة ولم يتم الإتفاق على أى أمر آخر خاص بمواعيد شراء ما يلزم لتلك الشقة وموعد الزفاف وما إلى ذلك ... إنتحى أبو أمجد بزوجته بعد أن أخذ أبو منى زوجته لخارج الغرفة ليحادث كل منهما زوجته على إنفراد

  • ما تخشى تشوفى العيال يا أم أمجد ... شكلنا وحش ... عايزين نكمل إتفاق مع الراجل وميصحش يفضلوا لوحدهم كده
  • وانا هاعمل إيه يا حسن ... واحد ومراته وقافلين عليهم الباب ... مينفعش أفتح عليهم الباب زى ما كنت باعمل قبل كده
  • يا أم أمجد ده كتب كتاب بس ... مينفعش كده ... شكلنا هيبقى وحش قدام الراجل ... روحى إندهى ابنك خلينا نشوف ناوى على إيه ... يصبروا شوية التلات شهور دول ... مينفعش يدخلوا دلوقتى
  • متخفش مش هيعملوا حاجة ... هتلاقيهم بس بيشتكوا بعض لبعض ... اللى شافوه السنين اللى فاتت مش شوية هما الإتنين ... محتاجين يحكوا لبعض حاجات كتير
  • إسمعى الكلام بس وقومى خبطى عليهم ... الأيام قدامهم كتير وكفاية الإحراج اللى انا وابوها فيه دلوقتى
وقفت أم أمجد خلف باب غرفة منى تتسمع بهدوء ... تلك المرة لا تريد أن تطرق الباب فى وقت غير مناسب ... فهما زوجان شرعيا الآن ... ولما لم تسمع شيئا طرقت الباب بهدوء شديد فلم تجد إستجابة ولما رفعت صوت طرقاتها مرة أخرى ولم تجد إستجابة فتحت الباب بهدوء لتجد الحبيبين نائمان بعرض السرير وكل منهما يحتضن كفى الآخر بكفيه ... تذكرت نفس المنظر رغم مرور السنوات ... عندما كانت تترك أمجد الرضيع لأم منى للذهاب لعملها وعندما تعود تجد الصغيرين نائمين بنفس الطريقة وبنفس تشابك الأيدى الذى تراه الآن

لم تكن الأم ترغب فى إيقاظ العاشقين لكنها أضطررت للإقتراب منهما وهزت كتف أمجد برفق ليفتح الحبيبين عيناهما فى نفس اللحظة وينتفضا جالسين

  • ماما .... صدقينى محصلش حاجة ... كنا بنتكلم وعينى راحت فى النوم ... مرهق من السفر والمشوار
  • يا بنى عادى ... مصدقاك ... وبعدين دى مراتك ... قوم أقعد مع ابوك وعمك عرفهم أنت ناوى على إيه و هتعمل إيه
  • بس انا مش عارف لسة هاعمل إيه
  • لأ لازم تعرف ... إتفق إنت ومنى شوفوا هتدخلوا هنا ولا هتستنوا شقتكم تخلص ولا هتسافروا ولا هتعملوا إيه
  • لأ..... لأ يا ماما أنا مش ممكن ادخل هنا .... هستنى لما أمجد يخلص الشقة وندخل .... أو اسافر معاه .... أنا مش ممكن اعيش هنا فى الشقة دى
  • يا بنتى زى ما تحبى .... إتفقوا مع بعض وشوفوا هتعملوا إيه
  • مبدئيا أنا لازم اسافر فى أقرب وقت علشان مافيش معايا حاليا ولا مليم .... وكمان علشان ارتب إقامة منى وسفرها ... هابعت لكم كل الفلوس اللى باشتغل بيها تشطبوا الشقة وارجع ندخل هنا وآخد منى ونسافر
  • مافيش معاك ولا مليم إزاى يابنى ؟ إنت دفترك فيه فلوس تكفى تشطيب الشقة والعفش كمان
  • يا حضرة الناظرة أنا لما سافرت مكانش فيه فى الدفتر غير 100 جنيه ... شقة إيه وعفش إيه اللى ب100 جنيه
  • إنت عبيط يابنى ؟ الفلوس اللى كنت بتبعتها كلها أبوك كان بيحولها مصرى وبنحطهالك فى دفترك ... هو إحنا كنا مستنيين فلوسك ... صحيح حمار على رأى ابوك
  • بجد يا ماما ؟ بتتكلمى جد ؟ يعنى فيه فى الدفتر فلوس تكفى ؟
  • آه يا حبيب ماما هتكفى وتفيض كمان
وينهال أمجد وحبيبته الرقيقة على وجه أمه بالقبلات ويحتضناها بينما يصل إليهم من الخارج صوت صاخب عرفاه سويا

إنها إلهام ... الصديقة والأم الروحية ... الوحيدة فى العالم التى تعلم عن أمجد تلميذها وصديقها وإبنها الروحى كل شئ ... تعلم عنه مالا تعلمه أمه ولا حبيبته ... تعرف مشاكله الحالية وتتوقع الآتية

  • ده صوت إلهام ؟ جت فى وقتها .... ماما من فضلك ساعدى منى تغير الشوال اللى لبساه ده وتلبس فستان من فساتينها وتحط مكياج وانا هاخرج للمجنونة اللى برة دى ... لو شافتها كده مش هنخلص من طولة لسانها .... بسرعة متتأخروش عليا ... ولا أقولك أستنى أساعدك
  • إطلع برة يا سافل ... لسة مش دلوقتى .... لما تدخلوا تبقى تساعدها زى مانت عايز
  • ماشى ... بس متتأخروش عليا
عندما وقعت عينا إلهام على أمجد لم تتمالك نفسها والتقفته بين ذراعيها وضمته لصدرها ضمة أم إفتقدت وليدها ولأول مرة لم تستطع التحكم فى نفسها ففرت من عينيها دمعتان لاحظها أبو أمجد وأبو منى وتعجبا من أمر تلك المرأة القوية فى مظهرها الرقيقة فى مخبرها وحبها لأمجد ووقوفها الدائم بجواره

  • وحشتنى يا بغل ... كنت فاكرة مش هشوف وشك تانى يا حمار
  • يعنى أغيب عنك كل ده وارجع الاقى لسانك لسة زى ماهو ... منقصش حتة
  • هينقص ليه يا حمار أنت ... دا انت ابنى اللى مخلفتوش ياض ... إخواتك قابلونى فى الشارع وحكولى على اللى عملته ... مجنون زى مانت
  • بذمتك كان ينفع عقل مع البهايم اللى كانوا هنا دول ... دول مينفعش معاهم غير الجنان يام لسان طويل
  • بس بصراحة ياض عجبتنى ... بس هتعمل إيه بعد كده معاهم ؟ تفتكر هيسيبوك فى حالك
  • يعملوا اللى يعملوه ... مالهمش حاجة عندى ولا ليا مصلحة معاهم
  • نبقى نتكلم بعدين ... بس إيه ياض اللى انت عامله فى مكتب فريدريك ده ؟ دا إنت بقيت نجم يا بغل والمكتب هناك مش ملاحق على المشاريع ... الريس كل ما يكلمنى بيحكيلى على شغلك
  • الريس وحشنى أوى يا إلهام ... بافكر أسافر له
  • لأ متفكرش ... هو هيقابلك هناك فى أسبانيا ... قاللى إنه رايح كمان إسبوعين وهيستنى أجازتك تخلص وتقابله .... عايزك فى موضوع ضرورى مقاليش عليه
  • ياريت يا إلهام .... لو كده هاتصل بالمكتب يبعتولى التذكرة واسافر بعد أسبوعين
  • وتسيب عروستك يا بغل
  • مانا لازم اسافر اجهز إقامتها هناك ... إنتى عارفة الشغل بالنسبة لى هنا هيبقى مستحيل
  • صحيح ... خصوصا بعد العملة اللى عملتها النهاردة ... بقيت عدوهم رسمى
وهنا تغير وجه أبو منى وبدت فى عينيه نظرة إنزعاج شديدة

  • إيه ده يا أمجد ؟ إنتوا ناويين تعيشوا برة ؟
  • أمال هنعمل إيه يا عمى ؟ شغلى هناك
  • وهتحرمنى من بنتى الوحيدة يا أمجد ؟ إحنا متفقناش على كده .... وبعدين أكيد الشركة بينى وبين إخواتى مش هتنفع تانى ... بعد اللى حصل مش ممكن هآمن لهم على تجارتى ولا على مصالحى ... وهما أكيد مش هيكملوا معايا ... أنا كنت فاكر إن إنت اللى هتقف جنبى وتساعدنى إنت ومنى
لم يحسب أمجد حساب تلك النقطة التى أثارها حماه .... فبالفعل فإن تداعيات زيجته ستنعكس أول ما تنعكس على هذا الرجل الطيب الذى كان دائما يعامله معاملة الإبن ... لكنه كعادته كان يثق فى أن الحل موجود وإن كان لا يعرفه بعد ... لكنه سيحل تلك النقطة بالتأكيد قبل سفره ولن يتهرب من مسؤليته

  • ولا يهمك ياعمى ... كل مشكلة وليها ألف حل ... ولو أمرتنى ماسافرش مش هاسافر ... مش ممكن هاحرمك من مُنى ومن وقوفها جنبك .... مصالحك هى مصالح منى .... ومُنى عندى أهم من مستقبلى نفسه
وهنا تدخلت إلهام فى الحديث

  • طب ما تشتغل معايا ياض ... الشغل فى السينما حلو وبيجيب فلوس كتير ... بدال ما بتصمم على خرسانة وطوب هتصمم على خشب .... سيبك من موضوع بتصمم مبانى تعيش سنين وكده
  • مش وقته يا إلهام دلوقتى ... أنا واثق إنها هتتحل ... طول ما مُنى جنبى عارف إن الرزق هيفتح لى بابه ... المهم أنا عايزك بكرة تقابلينا فى الشقة بتاعتى تشوفى مُنى عايزة إيه ويتعمل فى أسرع وقت ... كل اللى قدامنا 3 شهور زى ما وعدت عمى ... عايزك تستغلى كل موهبتك ومعارفك وتخليها الشقة اللى منى بتحلم بيها
  • ماشى يا عم روميو متحملش هم الشقة خالص ... هارجعهالك أحسن من ما كانت
لم يفهم حديث إلهام إلا أبو أمجد وأمجد ... فهم فقط مع إلهام يعرفون ما حدث لتلك الشقة التى كانت يوما جميلة وتحولت على إيدى رجال المقاول الكبير أبو سهام لحطام .

قطع حديثهم دخول الرقيقة مُنى تمسك بيد أم أمجد مرتدية ذلك الفستان الأسود ذو الزهور الوردية الذى يبرز جمالها ... ورغم أن منى فقدت الكثير من وزنها إلا أنها كانت متألقة الجمال بعد أن عاودتها إبتسامتها وضحكة عيناها الجميلتين

على الفور قامت إلهام لتتلقف العروس الجميلة بين يديها وهى تطلق زغرودة عالية تبعتها أم منى بأخرى أكثر صخبا والدموع تسيل من عينيها ... فهاهى أبنتها الجميلة قد أصبحت أخيرا عروساَ للشاب الذى أحبته وسيسعدها ... تشعر ريرى الآن أنها قد كفرت عن خطأها فى حق إبنتها وأقسمت ألا يكون أمجد بعدها إلا إبن ... كما كان يجب أن يكون منذ زمن طويل

أسرع أمجد لشقته ليعود حاملا جاكيت الفرو الذى اشتراه لحبيبته ويخرجه من غلافه ليضعه حول كتفى تلك الجميلة التى زادت جماله جمالا وينبهر الموجودين بسطوع جمال الرقيقة منى

  • إيه ده يا أمجد ؟ ده أكيد غالى أوى
  • مافيش حاجة تغلى عليكى ... لو كان معايا وانا راجع فلوس أكتر كنت اشتريتلك أحسن منه كمان
  • إنت برضه مش ناوى تبطل الحركة دى ... كل ما تشتريلى حاجة تشتريها بكل اللى معاك
  • مش مهم ... طالما رجعتيلى يبقى كل حاجة هترجعلى ... إيه رأيك يا عمى ؟
  • حلو أوى يابنى ... ده فى مصر يساوى ثروة
  • تصدق يا عمى إنت كده لقيت فكرة حلوة .... إيه رأيك تشتغل فى الحاجات الغالية بدال الحاجات الشعبية
  • بس يا بنى الحاجات دى مش هتتباع عندنا ... اللى بيروح بورسعيد بيدور على حاجات بسعر معقول ... ده مش هيمشى هناك
  • وليه بورسعيد؟ إيه رأيك نأجر محل هنا فى مكان راقى ... سيبنى كده أفكر وأقولك ونشوف رأيك إيه
  • ماشى يا أمجد فكر وانا معاك
كانت الساعة قد قاربت الرابعة صباحا عندما تركت أسرة أمجد شقة العروس الرقيقة ... نام الجميع إلا العاشقان ... إمتد بينهما الحوار تليفونيا حتى السادسة ولم يقطعه إلا دخول أم أمجد لغرفته

  • إنتوا لسة صاحيين بترغوا ... يابنى ناموا شوية ريحوا جسمكم .... لسة هتروحوا الشقة ويومكم امبارح كان طويل
  • لسة يا ماما .... مش عايز دقيقة واحدة تضيع بعيد عن منى ... هنفطر وبعدين ننام
  • ماشى ... هى منى طالعة دلوقتى
  • هنفطر فى البرجولة ... وحشتنى
  • طيب يا حبيبى .... صحى أخواتك يطلعوا معاك ... محدش طلع البرجولة من سنين ... هتحتاج حد يساعدك فى تجهيزها
صدم أمجد من منظر البرجولة التى كانت يوما جميلة ... لقد تآكلت أخشابها وغطاها التراب وحال لونها ... وبمساعدة أخويه أعدوها قدر المستطاع لكن أمجد أصر فى نفسه على إعادتها كما كانت ... فهى تحمل له أجمل الذكريات مع حبيبته ولن يفرط فيها

............................................................................................

فى اليوم التالى كانت المرة الأولى التى ترى فيها منى تلك الشقة التى أشتراها أمجد أول ما أشتراها لتكون مملكة تلك الأميرة الرقيقة ... بالطبع كانت الأتربة تغلف أرضيتها وحوائطها ونوافذها المحطمة وحتى تلك الحشية التى كانت يوما ما مرتبة لفراش أمجد وزوجته الجميلة سهام ... كل شئ مغطى بتراب الزمن الممزوج بظلم خفافيش الظلام الذين حولوها من عش زوجية جميل لبقعة خربة فى مبنى عامر بالسكان ... لم تصطحب مُنى أمها الحقيقية لكنها اكتفت بإصطحاب أمها الروحية وأبيها ... إستمعت إلهام لإقتراحات مُنى التى كانت تبديها بخجل واضح ... فهى تشعر فى قرارة نفسها أن تلك الشقة الخربة كانت من الممكن أن تصبح عش زوجيتها منذ زمن ... لكنها كانت سعيدة ... سعيدة بأن حلمها قد أوشك على التحقق

إنفردت إلهام بأمجد جانبا وهمست له بأنه يجب أن يوافيها بشقتها للحديث فى كل الأمور المعلقة ... فهناك زوجة أخرى وبالتأكيد فموعد الصدام قد اقترب ... وهناك ترتيبات يجب أن تجرى بخصوص عداواته مع طيور الظلام المتحكمة فى مصائر بلد يخطو بسرعة نحو الهاوية .

بمجرد عودة الجميع لشقة أمجد إنفرد أمجد بحبيبته الرقيقة فى غرفتهما ... بمجرد إغلاق الباب عليهما أحاطها بذراعيه وأندمجا فى قبلة عميقة ... قبلة إفتقداها لسنوات ... لم يبال أمجد تلك المرة بأن تعرف امه ما يفعله أو يخاف من أن يزال الروج من شفتى مُنى ... كانت القبلة عنيفة والأحتضان بتلك القوة التى تحمل حرمان سنوات من تلاصق القلبين وشعرت منى بإنتصاب زبر أمجد فرفعت جسدها كى تشعر بذلك الإنتصاب يضغط كسها فرفعها أمجد بين ذراعيه ولأول مرة تمتد يديه أسفل فستانها تتحسس جلدها وبمجرد وصول أصابعه لمؤخرتها إنفجر بركان حممها المكبوت منذ سنوات وألصقت شفتيها بشفتى أمجد بقوة لتمنع صوتها من الخروج ... فبداخلها لازالت تظن أن أم أمجد واقفة خلف الباب .

لم تكن الأم تستمع لما يجرى بين إبنها وزوجته فهى متأكدة مما يجرى بينهما وواثقة من أنهما يدخران لحظتهما للوقت المناسب لكنها أضطرت لطرق الباب لغرض آخر .... فهناك مكالمة واردة لأمجد من أسبانيا قد تكون تحمل أخبار سعيدة للزوجين ... ساعد أمجد زوجته الرقيقة لتجلس لطرف الفراش وتستند بظهرها مغمضة عيناها وبينما يخرج لتلقى المكالمة دخلت الأم لتحتضن الرقيقة منى التى غطى وجهها إحمرار الخجل وذروة الشبق التى وصلتها وتضع رأس الرقيقة على صدرها وتهمس فى أذنها

  • مالك يا بت ... عاملة كدة ليه ؟
  • مبسوطة يا ماما ... مش مصدقة إن أمجد رجعلى
  • ماهو مكانش سابك يا هبلة ... إنتوا مسبتوش بعض يوم واحد ... قلوبكم هتفضل متعلقة ببعض حتى وانتوا بعيد عن بعض
  • باحبه يا ماما ... باعشقه ... وحشتنى لمسة شفايفه وحضنه
  • يا بت عيب كده متقوليش قدامى حضنه وشفايفه ... بطلى محن ... إتكلمتوا هتعملوا إيه ؟
  • لأ ... مكانش عندنا وقت
  • آه يا مايصة
  • ونتكلم ليه فى اللى هو قرره قبل كده ... أنا معاه فى كل اللى يقول عليه .... مش ممكن اخلى حاجة تزعله تانى ... كفاية اللى حصل له بسببى قبل كده
قطع حديثهما دخول أمجد مبتسما يقفز فرحا

  • مش قولتلك يا ماما ... طالما القردة دى رجعتلى أبواب الرزق مش هلاحق عليها
  • خير يا بنى ... أنا قولتلك قبل كده إنها وش السعد عليك
  • تصميم إتطلب من المكتب إنى أنا اللى اعمله بالإسم ... مش مستنيين لما ارجع وهيبعتهولى أعمله وابعتهلهم .... هاستلم البيانات بكرة من مكتب إيبريا فى وسط البلد ... صاحب المكتب هيدينى نسبة من أتعاب التصميم لإنى فى أجازة ... يعنى مبلغ محترم يا ماما
وعادت إلى منى ذاكرة فرحتها فقفزت للتعلق برقبة أمجد مطلقة صرخة فرحتها التى غابت لسنوات كما كانا يفعلان كلما خطا أمجد خطوة جديدة فى طريق سعادتهما

  • بصى بقى ... أنا هاخلص التصميم ده وكل فلوسه هتاخديها ... عايزك تشترى بيهم كل اللى نفسك فيه ... فصلى فساتين جديدة وإشترى جزم جديدة وشنط جديدة
  • أنا مش محتاجة حاجة يا أمجد ... خلى الفلوس تنفع فى أى حاجة تانية
  • الفلوس هتبقى معاكى ... هاعمل لماما توكيل علشان لما تحبوا تسحبوا فلوس من الدفتر وانا مسافر
  • وتعملى توكيل أنا ليه يا أمجد؟ عندك مراتك إعمل لها التوكيل ... أنا مش هيبقى عندى وقت أتابع الشقة والعفش والحاجات دى
  • خلاص يا ماما ... بكرة الصبح انزل انا ومنى اعملها التوكيل وبعدين نعدى على مكتب إيبريا فى وسط البلد آخد الورق من هناك
  • ...............................................................................................
فى المساء توجه أمجد لزيارة إلهام كما اتفقا للمناقشة فى تلك الأمور الأخرى المعلقة التى لا يعرفها سواهما

  • هتعمل إيه يا عم روميو فى باقى مصايبك ؟
  • قصدك مشاكلى مع الجماعة إياهم؟ أنا هاخد مراتى ونغور من هنا ... وهناك مش هيقدروا يجوا جنبى
  • والبت الغلبانة التانية اللى معلقها بجوازتك الطين على دماغ أهلك
  • سهام ؟ مش عارف لسة
  • يعنى إيه مش عارف ؟ يعنى ناوى تطلقها ولا ناوى تنيل إيه على عين أمك
  • مش هاطلق سهام غدر بعد كل اللى شافته بسببى يا إلهام ... مش هاطلقها غير لو هيا عايزة تطلق
  • وانت فاكر إنها هتتمسك بيك يا عم شهريار بعد ما اتجوزت ؟
  • هيا لما عرفتنى كانت عارفة إنى باحب منى وكانت موافقة على على علاقتنا
  • بس هى متجوزتكش غير بعد ما سبت منى يا أمجد
  • بس أنا بأحبها
  • يعنى إيه بتحبها ؟ إنت أهبل ؟ بتحب سهام ولا بتحب منى ؟
  • باحبهم الإتنين ... سهام وقفت جنبى فى أكبر لحظات ضعفى ... سهام لما عرفتها لقيتها مش البنت الدلوعة المغرورة اللى كنت فاكرها ... سهام فضلت معايا 4 سنين مشوفتش منها غير كل حب ... وقفت قدام أبوها وكل الدنيا علشانى ... تفتكرى بعد كده ممكن أفرط فيها بسهولة كده
  • دى أنانية يا أمجد مش حب ... إنت عايز البنتين لإنك أنانى مش لإنك بتحبهم
  • لأ يا إلهام متظلمنيش ... أنا قولتلك إنى هاطلق سهام لو دى رغبتها ... لكن لو لسة عايزانى مش ممكن أفرط فيها
  • مش قادرة أفهمك يا أمجد بصراحة ومش مستوعبة اللى بتقوله ده ... على كل حال كلها كام يوم وابوها هيعرف إنك إتنيلت إتجوزت وأكيد هيقولها ... وأكيد هيا اللى هتطلب منك تبعد عنها
  • لما أسمع منها الكلام ده بنفسى هابقى أعمل اللى هيا عايزاه .... أنا على كل الأحوال مش عارف دنيتى هتمشى إزاى .... أنا لازم ارجع أسبانيا أجدد الإقامة وارتب سكن أعيش فيه مع منى ... مش هينفع تعيش معايا فى الإستوديو اللى ساكن فيه دلوقتى هناك
  • ماشى .... أنا كمان هاسافر معاك ... الريس طلب منى أقابله معاك لما ترجع ... بيقول عايزنا إحنا الإتنين فى حاجة مهمة
  • إيه هى الحاجة المهمة اللى هيعوزنا فيها الريس إحنا الإتنين
  • أكيد شغل يا ذكى ... على كل حال فكر فى موضوع شغلك معايا لو كنت هترجع مصر ... شغل الديكور هيعجبك صدقنى
  • بمناسبة الديكور .... هتبدأى شغل فى شقتى إمتى ؟
  • من بكرة يا بغل العمال هيكونوا فى الشقة ... هخلصهالك فى أقل من شهرين ... إتفقت مع مقاول هياخدها كلها مقاولة واحدة ... على ما يخلصوا تكسير أكون أنا خلصت لهم البلانات اللى هيشتغلوا عليها ... والعفش هانزل انا ومنى ننقيه أول ما أرجع من اسبانيا
  • تمام كده
  • حاول تسافر بسرعة قبل ما الجماعة يجهزولك مصيبة
  • أنا فيه شغل فريدريك باعتهولى وهيحولى فلوسه ... هاخلصه وابعتهوله واسافر ... مش هاكمل الشهر هنا
  • يبقى أحسن ... كنت سافرت عملت الشغل هناك أحسنلك ... وجودك هنا خطر عليك
  • مينفعش ... لازم أشوف ابو منى هيعمل إيه قبل ما اسافر ... بافكر فى حاجة كده
  • بتفكر فى إيه يا ناصح
  • بافكر ابعت له بضاعة من هناك .... أنا اتفقت معاه يشوف محل فى أى مول من المولات الجديدة ينفع يبيع فيه حاجات محترمة ... هابعت له الحاجة من هناك وهو عنده إذن إستيراد من الأول
  • هتبعت هدوم من أسبانيا ؟ ومين هيشتريها هنا ؟ أكيد هتبقى غالية
  • طبعا هتبقى غالية ... وعلشان كده هتتباع ... الطبقة الجديدة اللى ظهرت بتحب تشترى الحاجات الغالية دى ... عصر الإنفتاح يا بنتى ... وبعدين برضه متنسيش إنك هتنفعينا
  • هانفعك إزاى يا روح امك ؟
  • إنتى مش بتشتغلى فى السينما ؟ يعنى كام ممثلة من اللى إتعرفتى عليهم يشتروا ويظهروا باللى إشتروه هتلاقى المحل مش ملاحق
  • وانت بقى هتلاحق تبعت بضاعة تكفى لو المحل إشتغل
  • يشتغل هو بس وهتشوفى
فى اليوم التالى تسلم أمجد من مكتب الخطوط الجوية معلومات التصميم الجديد وانهى إجراءات التوكيل لزوجته وبمجرد دخوله غرفته الصغيرة مع زوجته وإعداده ترابيزة الرسم إنتابته ذكريات تصميمه الإحترافى الأول وقت أن ظلت تلك الرقيقة بجواره لساعات لم تتركه للحظة

وقفت من خلفه تراقبه وهو يقرأ بيانات المشروع ولا إراديا وجدت نفسها تقف خلفه تحيطه بذراعيها وتضع رأسها على ظهره واضعة كفيها على قلبه

  • هاروح أعملك شاى بالنعناع وآجى
  • متتأخريش ... مش هابدأ غير لما ترجعى
إستغرق أمجد فى الرسم وحبيبته تراقبه وبين وقت وآخر تطلب منه أن يستريح قليلا فتفرك ظهره بيديها بعد أن تطلب منه الجلوس ... تلك اللمسات الرقيقة التى كانت تطلق فيه روح إبداع جديدة لم يشعرها من قبل

بعد أن جاوزت الساعة منتصف الليل طرقت أم أمجد الباب عليهما

  • مُنى ... لازم تنزلى دلوقتى علشان أبوكى ميتضايقش
  • لسة مخلصناش يا ماما
  • كملوا بكرة ... مش هيحصل حاجة
لم يكن أمجد يتوقع أن ينتهى تصميمه بتلك السرعة ... فوجود حبيبته إلى جواره جعل من تدفق إبداعه سيل لا يتوقف وقبل أن ينتصف نهار اليوم التالى كان أمجد يضع الخط الأخير فى تصميمه الذى شعر بأنه أكثر تصميماته إبداعاً ... وأسرع لأقرب سنترال ليتصل بصاحب المكتب يخبره بإنتهائه من التصميم وبأنه سيسلمه لشركة الطيران غدا صباحا

لكن السيد فريدريك لم يكن مصدقا لتلك السرعة التى انتهى بها التصميم وأبلغ أمجد أنه سيتصل بشركة الطيران لترسل مندوب ليتسلم منه التصميم ويسلمه مستحقاته عن هذا التصميم ... وبالعملة الأجنبية ... أشد ما تعجب له أمجد الكلمة التى أنهى بها فريدريك الحوار ... فقد أنهاه بكلمةadios mi companero بمعنى إلى اللقاء يا شريكى ... إعتبرها أمجد تعبير عن تقدير الرجل لمجهوده ليس أكثر

إنشغل أمجد مع أبو زوجته فى الأيام التالية بتصفية شراكته مع أعمام منى وإندهش أمجد من سرعة إنهاء الإتفاق وكأن الأخوة كانوا يعدون عدتهم من قبل لتصفية تلك الشراكة .... فالأوراق جاهزة والحسابات موجودة ولكن أختهم الصغرى فاطمة وزوجها رفضا الإنضمام إلى الأخوة وفضلا أن ينضما لأبو منى فى تجارته الجديدة ... فالأخت الصغرى كانت رافضة لكل ما يفعله إخوتها بأخوهم الأكبر وما كادوا أن يفعلوه بإبنة أخيهم

  • متأكد يا أمجد إنك هتقدر تبعت حاجات تكفى المحل الجديد ؟
  • بص يا عمى ... أنا فكرتى بسيطة جدا ... أنا هابعت لك حتة واحدة من كل موديل ... ونعمل زيها ... نقلدها بالظبط .... هى المسألة بس جودة فى الفينش ... مبيخترعوش الذرة هما فى أوروبا .... حضرتك هنشوف مكان نجيب فيه كام ماكينة خياطة وكام بنت شاطرين فى المهنة وحضرتك بس هتتابعهم ... تتأكد بس من إن الفينش كويس ... وبالنسبة للقماش حضرتك موجود فى بورسعيد كل أنواع القماش المستورد ... حتى لو مش موجود ممكن أبعتهولك من هناك.... صدقنى هنكسب كتير
  • طيب والمكان .... مكان المحل اللى هنبيع فيه الحاجات الغالية دى هيكون فين
  • أنا عرفت إن فيه فى المول الكبير على النيل أصحاب محلات عايزين يأجروا محلاتهم ... قبل ما أسافر هاكون لقيت محل مناسب نأجره ... أهم حاجة بقى إن الورق والفواتير والضرايب وكل الحاجات دى تكون سليمة علشان محدش يمسك علينا حاجة
  • متقلقش يابنى ... أنا طول عمرى راجل مظبوط
فى صباح اليوم التالى لعودة أمجد للقاهرة مع أبو منى كان موعده مع مفاجأة أخرى يتحدى فيها القدر ثباته ... بمجرد دخول أمجد للمقهى وإتخاذه كرسيه المفضل إذا بشبح قديم من الماضى يطل عليه داخلآ ... إنه عزيز .... مراقبه الأول الذى جرى بينهما حديث عن صعوبات الحياة فى هذا الوطن الذى كان يوما جميلا ... وللغرابة وجد أمجد نفسه يهب مرحبا بعزيز ويحتضنه بشوق .... فهو يشعر نحو هذا الشاب بحنين ما أو بالأحرى يشعر بالشفقة عليه

  • عزيز .... لو قولتلك وحشتنى هتصدقنى
  • هاصدقك يا باشمهندس ... إنت كمان وحشتنى .. بس إنت عارف مكنتش أقدر احاول حتى أتصل بيك أو اقابلك
  • عامل إيه يا راجل ... لسة شغال مع الجماعة زى مانت
  • وهاشتغل إيه ... مافيش قدامى غيرهم
  • أقعد أقعد إنت واحشنى ... ينسون يا معلم ثابت للأستاذ ... وهاتلى الشيشة بتاعتى ... أجيبلك شيشة يا عزيز
  • لأ شيشة إيه ... إنت عايز تبوظ أخلاقى ... أنا جايلك فى موضوع مهم ومش هاقدر أستنى معاك كتير ... الجماعة عرفوا إنك رجعت وعينهم هتتحط عليك من بكرة ... خد بالك
  • أنا مش مطول هنا ... كام يوم وهاسافر تانى ... خليهم يحطوا عينهم عليا زى ماهم عايزين
  • بس المرة دى مختلفة ... خد بالك وخد مراتك وسافروا
  • مش فاهم ... إنت عرفت إزاى إنى إتجوزت ؟
  • الجماعة مستنيين تعمل فرح ... غالبا مش هتعدى على خير ... المرة دى هيبقى فيها ددمم يا أمجد
  • يعنى هيعملوا إيه ؟ هيموتونى؟ مش هتعدى بالساهل وهم أكيد عارفين كده
  • المرة دى هتبقى فرح بيبوظوه زى أى فرح ... ولو حصلك حاجة هتبقى مشاجرة والفاعل مجهول زى أى حفلة بيبوظوها
  • يا نهار إسود ؟ هم وصلت معاهم للدرجة دى
  • وأكتر ... أديك شوفت اللى عملوه فى فرج فودة ... إنت مش هتبقى أهم منه يا أمجد ... إسمع كلامى وخد مراتك وأهرب
  • مش هينفع ... فيه إلتزامات كتير هنا فى مصر
  • طيب خد بالك ... أو أجل الفرح بقدر المستطاع
  • المشكلة إن فرحى لازم يتعمل هنا .... والمصيبة إن هيكون فيه ناس كتير من البلد جايين ... ودول مبيمشوش من غير سلاح ... يعنى هتبقى مجزرة وهيتعمل تار بينهم وبين عيلة كبيرة مبتسكتش على تارها
  • باقولك إهرب يا أمجد ... ده الحل الوحيد
  • مش عارف أقولك إيه يا عزيز ... كتر خيرك ... باقولك ... أنا باعمل مشروع صغير كده فى مصر ... ما تسيبك من الجماعة دول وتيجيى تشتغل معايا
  • الجماعة دول اللى بيدخل وسطهم مبيطلعش يا أمجد ... أنا خلاص دخلت معاهم ومش هاطلع غير بالدم ... إسمع كلامى واهرب ... مبقاش فيه حاجة ممكن يخافوا منها ... أنا مش هينفع أستنى معاك أكتر من كده ... خد بالك من نفسك ... سلام يا أمجد
  • سلام يا صاحبى ... خد بالك انت من نفسك
  • بجد يا أمجد ؟ بتعتبرنى صاحبك ؟
  • صحيح يا عزيز ... أنا باعتبرك صاحبى من ساعة ما كنت ماشى ورايا ... إلى اللقاء يا عزيز ... يمكن فى يوم نقدر نتقابل ونقعد مع بعض من غير خوف
  • ماعتقدش يا أمجد اليوم ده هيجيى ... بلعوا البلد خلاص ... عن إذنك يا صاحبى
إنصرف عزيز مسرعا بعد أن تلفت حوله ليتأكد أنه ليس متبوعا ولا مراقبا وترك أمجد غاطسا فى حيرته ... فالوقت ليس لصالحه ولا يوجد من يسانده ... إستغرق أمجد فى تفكيره العميق ليفيق على يد ثابت تربت على كتفه

  • مالك يا باشمهندس ؟ الجدع ده قالك إيه خلاك مهموم كده
  • مافيش يا ثابت ... أنا رايح مشوار كده لغاية البنك أغير فلوس وارجع
  • طيب وإيه يخليك تغير الفلوس فى البنك ... ما تغيرها برة وأهو تكسب قرشين زيادة
  • إيه يا ثابت ... ليك فى العملة كمان ؟
  • هو معاك كام ؟
  • عشرتلاف ... معاك تغيرهملى وتوفر عليا المشوار؟
  • لأ كتير عليا دول ... مبلغ كبير ... بس ممكن تروح للشيخ ممدوح ... ده هيديك بريزة زيادة عن البنك ... يعنى باكو بحاله زيادة فى المبلغ اللى معاك
  • الشيخ ممدوح مين ؟ ماعرفش انا شيخ إسمه ممدوح ... وبعدين فى شيخ فى الدنيا اسمه ممدوح ... متركبش على بعضها
  • معقولة مش فاكره؟ ده صاحبك اللى كان ساكن هنا ؟
  • ممدوح ؟ البايظ ده بقى شيخ ؟
  • لأ ده أتغير خالص ... سافر أمريكا قعد هناك 3 سنين ورجع حاجة تانية خالص ... ربى دقنه وإتعدل حاله وبيساعد كل الناس ... ده حتى بيدى دروس فى الزاوية اللى أبوه بناها كل يوم تلات بليل... الناس بتروحله مخصوص
  • سافر أمريكا ورجع شيخ ؟ لا يا شيخ ؟ إنت بتهزر يا ثابت
  • صدقنى مبهزرش ... روح غير عنده الفلوس وهتشوف بنفسك .... الحاج أبوه هو أكبر تاجر عملة فى البلد دلوقتى ... ده أبوه بقى عضو مجلس شعب وعنده حصانة
  • أحا ... تاجر عملة وعضو مجلس شعب ؟ تركب إزاى دى
  • الخير اللى ابوه بيعمله فى الناس بيخليهم ينتخبوه
  • هو ممدوح ليه أخ إسمه إبراهيم؟
  • لأ دى كنية .... إسم الشيخ أبو غبراهيم دلوقتى بيهز أجدع شنب فى البلد
  • ههههههههه ... طب شنبى متهزش ليه لما قولت إسمه قدامى ... على كل حال شكرا يا ثابت ... أهو بكرة التلات ....هأجل تغيير الفلوس لغاية بكرة وأهو بالمرة أشوف الشيخ ممدوح .... أصله وحشنى العرص ... هاتلى بقى حجر حلو زيك كده وواحد شاى بالنعناع علشان فيه موضوع شاغلنى شوية
أضاءت كلمات ثابت فكرة فى عقل أمجد ... فطالما هناك ممدوح وعمل غير مشروع فبالتأكيد ممدوح اليوم أصبح جزء من دولاب الفساد الكبير وطالما سلك طريق الإمساك بآذان الناس فإذن له سطوة عند طيور الظلام ... طريق لم يكن أمجد ليسلكه لكنها قد تكون فرصة لتأمين نفسه وتأمين زوجته ... وأسرته

مساء اليوم التالى كان أمجد على باب الزاوية التى يلقى فيها الشيخ ممدوح درسه الإسبوعى ... كانت الزاوية الصغيرة شبه مزدحمة بمريدي الشيخ المزيف وكان ممدوح يجلس على كرسى مذهب فى صدارة المكان ... شق أمجد الزحام حتى وقع نظر ممدوح عليه ... ورغم إمتقاعة وجهه السريعة التى أخفاها سريعا عندما أشار له ممدوح على طرف مظروف يحمله إلا أنه تمالك نفسه سريعا حتى أنهى محاضرته بعد نصف ساعة ليقف أمجد ويتجه نحوه فيقف ممدوح ويتصنع السعادة ويحتضن أمجد فى ود مصطنع ويعرفه للجالسين على أنه صديق قديم حضر من السفر وأنه متشوق للإنفراد به لإستعادة الذكريات القديمة .

خرج ممدوح مصطحبا أمجد لمكتب صغير مجاور للزاوية وقد بدأ هدوء أمجد يثير أعصابه ... فكيف يجروء على المجئ وحيدا ليقابله وسط أنصاره ومحبيه ... لابد أنه يحمل فى جعبته شئ آخر سوى المظروف الذى يعلم جيدا ما فيه

  • خير يا أمجد ... إيه فكرك بيا ... مش إحنا خلصنا الموضوع اللى بينا من زمان
  • أعمل إيه ... كل ما أحب أغور من وشك ألاقيك قدامى
  • إنت اللى جايلى يا أمجد مش انا اللى جايلك ... إنطق عايز إيه ... والظرف اللى معاك ده جاى تهددنى بيه ليه
  • أنا جايلك فى مصلحة ... ليك و ليا .
  • إتفضل قول
  • مش هتجيبلى كوباية شاى حتى ؟ يا أخى عيب دا أنا سمعت إن أنت وابوك مغرقين الدنيا بكرمكم
  • أنا مبشربش شاى يا أمجد ... ومافيش هنا شاى ... إخلص وقول اللى عندك علشان انا معنديش وقت
  • لأ يا روح امك تفضيلى نفسك ... وتبعت أى حد يجيب كوباية شاى بالنعناع ... صدعت من هبد أمك اللى كنت بتهبده عالناس ده
  • حاضر ... هابعت أجيبلك شاى بالزفت
أراد أمجد أن تحترق أعصاب ممدوح قبل أن يبدأ حديثه ... فهو يريده فى أضعف حالاته حتى يستطيع التحكم فى الحديث

  • بص بقى يا ممدوح .... الصور اللى معايا دى أنا جاى أديهالك يمكن نسيتها ... أنت عارف إنى سايب مصر وقاعد فى أسبانيا ... وهناك بقى مقولكش على جمال إستوديوهات الطبع والتحميض ... تصدق النيجاتيف القديم اللى عدى عليه ست سنين طبعوا منه صور ... مقولكش على جودتها عاملة إزاى ... ده حتى النيجاتيف عملوا منه نسخة تانية
  • يعنى عايز إيه من الآخر ... عرفت إنك طبعت صور تانى وعندك نيجاتيف تانى ... خير
  • بص بقى .... الجماعة اللى انت بقيت منهم ناويين يأذونى .
  • وانا مالى يا أمجد ... أنا لا عايز أأذيك ولا عايز أفتكرك حتى
  • ماهى دى بقى المصلحة اللى عايزك فيها ... النيجاتيف الجديد والصور فى خزنة فى بنك فى أسبانيا ... لو حصلى حاجة الخزنة دى لازم تتفتح طبعا ... أنا شخصيا مش عارف انا شايل المفتاح فين ... لكن لو حاجة حصلتلى والمحامى جاب أمر بفتح الخزنة هيلاقوا الصور والنيجاتيف ... وانت عارف بقى .... هتبقى حكاية ويدوروا على صاحب الصور وتبقى متهم ... وانا هابقى ميت طبعا ومش هعرف ادافع عنك والجرايد هناك تنشر والناس هنا تاخد خبر وتبقى فضيحتك بجلاجل
  • صدقنى يا أمجد أنا مليش دخل بأى حد عايز يأذيك ... شوف مين عايز يأذيك وإتفاهم معاه
  • أنا شخصيا ماعرفش مين .... بس الجماعة بتوعك هم اللى هينفذوا ... من مصلحتك زى ما قولت إنى متأذيش علشان اعرف أحافظ على وعدى ليك .... ده حتى من مصلحتك إنك تحافظ على حياتى ... لو القدر كان ليه رأى تانى وخبطتنى عربية مثلا أو وقع على دماغى عمود نور إنت هتتأذى ... وانا ميرضنيش أذيتك
  • الموضوع اللى بتقول عليه ده أكبر منى ... بس ممكن أسأل وأقولك تعمل إيه
  • طالما أكبر منك يبقى تشوف حد أكبر منك أتكلم معاه ... بيقولوا الوالد عضو مجلس شعب وواصل ... أكيد هيعرف يحل الموضوع خلينى أقابله واتكلم معاه
  • تقابله ؟؟؟؟ أوعى تقوله على موضوع الصور يا أمجد
  • يعنى هو مش عارف ؟ على كل حال مش هأقوله ... خلينى أقابله على أساس إنى باشتغل برة ومعايا عملة عايز أغيرها ... أنا معايا عشرتلاف ... قوله إنى صاحبك من أيام الجامعة وابن حتتك وكده ... مصلحتك يا ممدوح إنى أفضل سليم من غير ولا خدش .... لا أنا ولا منى ولا أى حد أعرفه ... إنت عارف الشيطان شاطر
  • منى ؟ إنتوا رجعتوا لبعض ؟ أنا آخر حاجة عرفتها إن خطوبتكم إتفسخت
  • هو انت مش متابع ولا إيه ؟ معقولة متعرفش إننا كتبنا كتابنا من أكتر من عشر أيام ؟
  • يا عم صدقنى أنا لا متابعك ولا عايز أسمع أى حاجة عنك ... أحلفلك بأيه بس علشان تصدق
  • خلاص متحلفش ... هأقابل الحاج إمتى بقى ؟
  • مش عارف ... هأسأله وأقولك
  • لأ ... إخلص بسرعة أنا معنديش وقت ومسافر كمان كام يوم
  • طيب إستنى مِنى تليفون النهاردة بليل عالساعة 12 كده أكون عرفت أتكلم معاه وأقولك ... إدينى رقم تليفونك
  • هو هو رقم التليفون القديم يا ممدوح إنت نسيته ؟
  • يا سيدى بأقولك أنا نِفسى أنسى وجودك فى الدنيا من أساسه ... وبعدين إنت عمرك ما إديتنى رقم تليفونك ولا عمرى كلمتك فى التليفون أصلا
  • آه صحيح ... طيب خد رقمى أهو
عصر اليوم التالى كان أمجد يدخل من باب نفس المكتب الذى تحادث فيه مع ممدوح ليستقبله ممدوح بنفس الود المصطنع أمام عدد كبير من الجالسين فى إنتظار مقابلة الحاج عضو مجلس الشعب ليصطحبه إلى باب جانبى طرقه بإحترام ليدخل وخلفه أمجد لمكتب آخر غاية فى الفخامة يجلس خلفه رجل ضخم الجثة لكن ملامحه هى هى نفس ملامحهم ... الذقن المحناة والشارب الحليق وتلك الإبتسامة الصفراء التى يكرهها أمجد ويجلس على كرسى آخر على الطرف الآخر من المكتب رجل آخر بنفس الملامح على وجهه نفس الإبتسامة السمجة الصفراء

  • إتفضل يا باشمهندس .... شرفتنا ... ممدوح قاللى إنك صاحبه من زمان وإنك ليه عنده جميل عايز يردهولك ... إتفضل أقعد
جلس أمجد بعد أن صافح يد الحاج الكبير وحرص على أن تكون مصافحته بمنتهى القوة

  • أهلا بيك يا حاج ... أنا هادخل فى الموضوع فورا لإن واضح إنك مشغول .
  • إتفضل
  • الحقيقة يا حاج فيه ناس تبعكم مش ناويين لى على خير ... معرفش ليه ... وطبعا أنا مش عايز أدخل فى مشاكل مع حد ... فياريت لو حضرتك تساعدنى فى الموضوع ده أكون شاكر ليك جدا
وهنا ناول الجالس على الطرف الآخر من المجلس الحاج الكبير ملف به بعض الأوراق إستغرق الحاج فى قرائتها لبعض الوقت وعلت وجهه تلك المرة إبتسامة بدت حقيقية وليست تلك الصفراء المصطنعة

  • هو أنت بقى اللى اتجوزت البنت اللى كان نور عايز يتجوزها ... حد يعمل كده يا راجل
  • يا حاج أنا إتجوزت خطيبتى اللى كنت خاطبها قبل ما نور ده يعرفها ... يعنى هو اللى اتعدى عليا مش انا اللى اتعديت عليها
وهنا تدخل ممدوح فى الحديث بهدوء شديد وهو مالم يكن أمجد يتوقعه

  • فعلا يا شيخنا .... أمجد كان خاطب مُنى من زمان وموعودين لبعض من وهما لسة عيال ... وانا أشهد على كده
  • بس إنتوا كنتوا سيبتوا بعض يا أمجد .... والحاج نور متعداش عليك لما راح خطبها
  • خطبها غصب عنها ... ولو كانت موافقة عالخطوبة دى مكانتش سابته أول ما شافتنى ِرجعت من السفر
  • بس برضه يا ابنى مكانش يصح الطريقة اللى عملتها دى ... تبوظ فرحة الراجل يوم دخلته
  • وهو مستنى دخلة ولا خارجة ... ماهو كل كام شهر بيتجوز ويطلق ... مجتش على دى يعنى
  • بس يا باشمهندس إنت عامل عداوة بينا وبينك من أيام ما كنت طالب ... الورق اللى قدامى بيقول كده
  • أنا لا عملت عداوة ولا فبالى عداوة مع حد ... أنا بس دماغى غير دماغهم ومبحبش حد يركب دماغى ... أنا راجل صعيدى ودمى حامى ومبحبش حد يمشينى ... وبعدين فين العداوة دى ... أدينى جيتلك وباطلب منك خدمة ... لو فيه عداوة كنت هاجى لغاية عندك ؟
  • طيب قولى المقاول الكبير كان عايز يعرف أخبارك ليه ؟ خدت منه مرة هو كمان
  • يا حاج آخد منه إيه بس ... هو فين وانا فين ... كانت مشكلة بينه وبين الدكتور إبراهيم فى الشغل وخدنى فى رجليه
  • مش مصدقك يا أمجد بس هامشيها بمزاجى ... إنت واضح إنك شاب جرئ وعجبانى جرأتك ... إيه رأيك تبقى معانا ومحدش هيقدر يبصلك تانى
  • يا حاج أنا لسة قايلك دماغى غير دماغكم ... وبعدين أنا راجل باحب الفرفشة وباشرب خمرة وبتاع نسوان ... يعنى ينفع أشتغل معاكم وانا خمورجى ونسوانجى ؟
  • وانطلق الحاج الكبير فى ضحكة مقهقهة تلك المرة حتى دمعت عيناه
  • خمورجى ونسوانجى ؟ بس الورق اللى قدامى مبيقولش كده .
  • ماهو مش كل حاجة مكتوبة عندك يا حاج ... حتى أسأل اللى كانوا ماشيين ورايا لما كنت باحب أزوغ منهم كنت بازوغ إزاى
  • قصدك الواد عزيز اللى كنت بتهرب منه كل ما تحب وفى الآخر بقى صاحبك وبيقعد معاك عالقهوة
وهنا فوجئ أمجد بما قاله الحاج عن عزيز ... آه يا ولاد الكلاااااااب ... عندكوا جهاز مخابرات خاص بيكو ... حتى بتراقبوا بعض ... تمالك أمجد نفسه سريعا حتى لا يظهر بمظهر ضعف أمام هذا الذئب اللئيم

  • ماله عزيز ... راجل محترم وعمل اللى عليه ... وحتى اللى كان بيمشى ورايا بعده كنت بالعب بيه وأفسحه زى مانا عايز وأزوغ منه وقت ما أحب ... فياريت متحملوش عزيز الذنب ومتأذوهوش .
  • متخافش معملناش فيه حاجة ... إحنا قرصنا ودنه بس علشان يبقى ياخد باله من شغله
  • مش مشكلتى عزيز دلوقتى ... راجلكم وانتوا حرين معاه ... أنا جاى اتكلم عن نفسى ... وبعدين فيه حاجة مهمة ... إنت عارف إن أهلى صعايدة والفرح اللى عايزين تبوظوه هيكونوا موجودين ودول مبيتحركوش من غير سلاح ... والمعازيم هيكون فيهم ظباط جيش كتير ... يعنى لو رجالتكم حاولوا يعملوا حاجة هتبقى مجزرة ... ولو واحد من ظباط الجيش دول أتخدش هتبقى مشكلتكم مع الجيش ومع الصعايدة ... ليه بقى ندخل بعض فى مشاكل ممكن نتجنبها .... طبعا ده مش تهديد ولا حاجة ... لكن بس شرح للمشكلة اللى ممكن كلنا نتورط فيها من غير داعى
  • وانت عرفت منين إن فيه ناس هتبوظ فرحك؟
  • يا حاج مافيش حاجة بتستخبى ... وانا برضه عندى دماغ بتفكر وباقدر اتوقع اللى هيحصل
  • بس ده مش توقع ... ده كده حد قالك معلومة ... بس صدقنى دى أوهام ... هو فرحك ده إمتى ؟
  • لسة محددتش المعاد بالظبط ... لما أحدده هابقى أعزم حضرتك بالتأكيد ... ده لو هتوافق طبعا ... بس طبعا ده هيبقى فرح مش زى أفراحكم ... يعنى هتبقى فيه رقاصة ومغنيين وكده
  • هههههههه يعنى بالعربى هتعزمنى ومش عايزنى آجى .... مش بأقولك جرئ ودماغك حلوة .... طب خلاص يا سى أمجد ...إعتبر إن فرحك هيتم على خير وكمان تحت حمايتى ... ومحدش من ناحيتنا هيقرب ناحيتك .... مبسوط يا سيدى؟ نتكلم بقى فى الشغل
  • شغل إيه حضرتك ؟ ما قولت لحضرتك إنى خمورجى ونسوانجى ومينفعش أشتغل معاكم
  • يا ولا ... إنت هتعمل عبيط ... مش ٍإنت قلت لممدوح إن معاك عملة وعايز تغيرها
  • آه يا حاج لا مؤاخذة نسيت ... معايا مبلغ صغير كده ... عشرتلاف ... قالوا لى إنكم بتكرموا معارفكم وبتغيروا أغلى من البنك
  • ياسلام ... عنينا ليك يا هندسة...بس عشرتلاف مبلغ مش قليل ...جبته منين؟
  • يا حاج مش باشتغل فى أوروبا وكده ..أكيد انت عارف
  • طيب قولى بتكسب حلو هناك
  • مستورة يا حاج وباكسب كويس
  • طيب أنا باغير بعشرة قروش أكتر من البنك وعلشان خاطرك هاديك خمستاشر إيه رأيك مبسوط
  • كتر خيرك يا حاج ... بس الكرم ده ليه سبب أكيد
  • هأقولك عالسبب هات فلوسك الأول أغيرهالك
بعدما تناول الرجل رزمة النقود من أمجد وأعطاه ما يقابلها بالعملة المصرية عد خمس ورقات من المبلغ الذى أعطاه له أمجد ومد يده بها تجاهه

  • إيه دول يا حاج ؟
  • دول تعتبرهم نقوطك طالما مش عايزنى أحضر فرحك ... من الآخر كده إنت هتشتغل معانا ... واعتبرها خدمة قصاد خدمة
  • مانا قولتلك يا حاج منفعش أشتغل معاكم
  • باقولك إيه ... إنت فاكر كل اللى معانا زينا كده بيلبسوا جلالايب وبيربوا دقنهم ... كل الكبار اللى فى البلد بيشتغلوا معانا ولينا مصالح مع بعض وكلهم يا إما خمورجى يا إما نسوانجى يا إما الإتنين... إنت هتعملنا خدمة وهتستفيد منها
  • أسمع الأول أشوف هانفع ولا لأ
  • هتنفع ومش هتعمل حاجة ضد القانون ولا حد هيقدر يفتح بوقه معاك ... إنت هتاخد ال 500 دول تفتح بيهم حساب فى فرع البنك الأجنبى اللى فاتح جديد فى وسط البلد ... هتعمل الحساب بالباسبور بتاعك مش بالبطاقة ... البنك ده ليه فروع فى أسبانيا هتعمل حساب تانى هناك بنفس الباسبور ... تحويل الفلوس بين الحسابين هتبقى عمولته شبه معدومة
  • طيب وحضرتك بقى هتحتاج الحسابين دول فى إيه
  • حاجة بسيطة خالص ... الناس اللى شغالة فى أوروبا هتحول فلوسها اللى بالعملة الأجنبية على حسابك هناك وأهاليهم هيستلموها هنا بالجنيه وانت تحول الفلوس دى على حسابك اللى هنا ... وأحيانا هنطلب منك تحول فلوس من حسابك اللى هناك لحسابات تانية فى أوروبا أو أمريكا
  • طيب وهاعمل إيه بفلوس الناس اللى هتتحول على حسابى اللى هنا ؟
  • هتحولها هنا لحسابات تانية تبعنا ... وهتاخد عمولة كويسة
  • وانتوا هتعرفوا منين إتحول لحسابى كام ؟ مش يمكن أغالطكم فى الحساب ولا حاجة
  • هههههههه لأ متخافش إحنا واثقين فيك ... وبعدين كل واحد بيحول لحسابك فلوس هيبعتلنا صورة للتحويل أو الإيداع فى حسابك لو هو فى أسبانيا
  • هيبعتهالكم إزاى ؟ دى البوسطة تاخد لها إسبوعين على ما الجواب بيوصل من أسبانيا لهنا ... يعنى يحول فلوسه على هنا أسرع
  • بالفاكس يا أمجد ... هيبعتلنا صورة التحويل عالفاكس ... إيه مسمعتش عنه
  • سمعت عنه لكن ماعرفش إنه وصل مصر ولا إنه بيشتغل على الخطوط اللى هنا
  • لأ يا سيدى وصل وبيشتغل
  • بس ده مافيهوش حاجة غلط يا حاج ؟
  • متخافش ... مفيهاش أى حاجة غلط ... وطبعا مش هنشترى بيها سلاح ولا حاجة من الأفكار الغلط اللى انت واخدها عننا دى ... ده حتى ساعات الحكومة بتلجأ لنا وتاخد مننا الفلوس الأجنبى دى تمشى بيها حال البلد ... يعنى انت بتخدم البلد بالطريقة دى ..... بكرة أول ما تروح البنك تسأل عالأستاذ **** هو هيخلصلك كل حاجة ... أنا هاكون مديه خبر
  • ماشى يا حاج .... كده إتفقنا على كل حاجة .... حضرتك هتمنع عنى الأذى وأنا هأساعدك فى الشغلانة البسيطة دى وكلنا هنستفيد ... أستأذن أنا بقى أخدت من وقتك كتير
  • مع السلامة يا أمجد
  • وبالنسبة للناس اللى ماشية ورايا مافيش داعى يتعبوا نفسهم زى ما أتفقنا لأنى وقت ما أحب أزوغ منهم هزوغ
  • من دلوقتى محدش هيمشى وراك ... أنا أديتك كلمتى خلاص ... متقلقش
كان إتخاذ أمجد لمثل هذا القرار سريعا مخاطره ... إنه سيلعب مع الشيطان شخصيا ... هو يعرف أنهم لا عهد لهم ولا ذمة معه ... فهم يعتبرونه فاسق أو كافر ... لكنها الضرورات التى تستوجب المغامرة .

بمجرد خروج أمجد من مكتب الشيطان عرف أنه متبوعا ... وقبل أن يصل لسيارة والده القديمة قرر إرسال رسالة صغيرة سيفهمونها بالتأكيد ... فالحاج الكبير هو أكثر من قابلهم منهم ذكاء وسيفهم تلك الرسالة بالتأكيد .

كان المراقب تلك المرة أكثر براعة وتدريبا فى المراقبة ... لكن حواس أمجد التى أكتسبها فى فترة تجنيده لا زالت كما هى مرهفة ... وكما إعتاد الإختفاء فى اللا مكان إختفى فى الزحام وظل يراقب مراقبه لدقائق وهو يتلفت باحثا عنه ليظهر بجواره راسما على وجهه إبتسامة صفراء

  • أنا مروح ... تحب أوصلك معايا يا شيخ ؟
وامتقع وجه الرجل الذى لم يكن يتوقع تلك الكفاءة من أمجد ولم يجد ما يقوله

  • لا شكرا ... معايا عربية
  • طيب وفر البنزين بقى ومتجيش ورايا ... أنا مش رايح حتة غير البيت .... ومتنساش تسلملى على الشيخ أبو إبراهيم
  • ..................................................................
عندما دخل أمجد من باب شقته وجد أمامه المنظر الذى أفتقده لسنوات ... حبيبته الرقيقة منى تجلس مستكينة فى حضن أمه واضعة رأسها على صدرها

  • إيه يا حضرة الناظرة .... نزرع لكم شجرة لمون فى الصالة تقعدوا تحتها ... أنا باغير على مراتى على فكرة
  • بس يا حمار إنت ... خد مراتك أهى ماخدتش منها حتة
  • طيب عادى يعنى ممكن نبوس ونحضن قدامك طالما هيا مراتى
  • هاقوم أضربك بالشبشب يا سافل ... خد مراتك وشوف عايز تقولها إيه وأخلص ... ومن غير قلة أدب .... أبوك جوة
  • طيب هاخش اسلم عليه ... إسبقينى يا مُنى على أوضتنا
بمجرد إغلاق أمجد باب غرفته خلفه بعد دخوله لم يترك ثانية لتضيع قبل أن يحتضن حبيبته ويغوصا فى قبلة عميقة تحسسس أمجد فيها أثناء إشتباك شفاههما كل جسدها الذى بدأت تعود إليه نضارته وجماله القديم وقد إعتاد وأعتادت على أن يرفع لها فستانها ليتحسس جسدها دون أن تحول ملابسها بينه وبين أصابعه لكنه فى هذه المرة ... ولأول مرة يدخل يده أسفل كيلوتها الصغير ليتحسس الشق الجميل بين فلقتيها الرائعتين .

إستسلمت منى للمساته وقد إرتفع تنفسها فهى المرة الأولى فى حياتها التى تصل أصابعه لتلك النقطة ولأول مرة فى حياتها تلمس أصابعه فتحة شرجها البكر. بل هى المرة الأولى منذ أن وعت على الدنيا التى تصل أصابع غير أصابعها لذلك المكان ولم تكن تتوقع أن اللمسة لذلك المكان من الممكن أن تثير بداخلها ذلك الشعور الذى أجتاح جسدها وذلك الخدر الذى شعرت به فى ساقيها فرفعت ساقيها لتلفهما حول خصر حبيبها وزوجها ولم يعد يفصل بين كسها وبين جسده إلا هذا الكيلوت الصغير ولم يتمالك أمجد نفسه وأنحنى بجسده ليضعها على طرف الفراش ويضغط بزبره على كسها البكرمن فوق ذلك الحاجز الرقيق بينهما فلم تتمالك نفسها وندت عنها آهة شبقة وهى تقذف بمائها فسارع أمجد بوضع شفتيه على فمها ليمنعها من التمادى فى صوتها لكنه فشل .

كانت أم أمجد جالسة فى مجلسها عندما سمعت تلك الآهة فأسرعت لباب الغرفة وطرقته فهى لا تعلم مدى ما وصل إليه الحبيبان وتخشى أن يتعجلا ما لم يحن وقته

  • أمجد لِم نفسك أبوك جوة
  • حاضر يا ماما ... متخافيش محصلش حاجة ... منى درج المكتب قفل على صباعها
  • صباعها يا ممحون ... تعالى يا بت يا منى عايزين نعمل صينية كنافة
  • كنافة إيه دلوقتى يا ماما .... لسة بدرى على رمضان ....عشر دقايق وهتخرجلك
كانت منى جالسة على حافة الفراش تحاول إلتقاط أنفاسها وإبتسامة جميلة تملأ وجهها المتورد وهى تنظر لوجه حبيبها بحب

  • عاجبك كده ... أهى سمعت وهتسمعَنى كلمتين دلوقت
  • مانتى اللى صوتك عالى ... وبعدين إنتى مراتى يعنى من حقنا ... المهم ... خدى الفلوس دى ... عايزك تشترى بيها فساتين جديدة ... وإلهام وهيا نازلة هابعت لك معاها فساتين تانية ... تخلى أبوكى يقلدها وتاخديهم إنتى
عندما أخرج أمجد رزم الأوراق المالية التى تسلمها من الحاج الكبير نظرت منى بإندهاش لأمجد

  • كل الفلوس دى أشترى بيها فساتين ... غير اللى هتبعتهم مع إلهام .... إنت مجنون يا أمجد ؟ إنت مش مليونير يا حبيبى علشان تشتريلى بكل الفلوس دى هدوم
  • لو معايا قدهم عشر مرات كمان مش خسارة فيكى ... لازم تبقى أشيك بنت فى البلد كلها
  • لأ يا أمجد بلاش جنان ... لما أحتاج حاجة هابقى آخد منهم ... أنا هافصل فساتين عند الخياطة اللى فى وسط البلد زى ما كنت ... وانت عودتنى إن هدومى تبقى متفصلة ليا مخصوص ... لو الموديلات اللى هناك عجبتك هبقى أفصل زيهم
  • خلاص ... حطى الفلوس فى الدرج ووقت ما تعوزى تاخدى منها حاجة أهى موجودة عندك .... ومعاكى كمان التوكيل لو إحتاجتى فلوس إسحبى من الدفتر
  • خلاص .... سيبنى بقى ماما واقفة ورا الباب
  • طب هاتى بوسة قبل ما تخرجى
  • توء .... أمك برة
إحتضن أمجد حبيبته وقبل أن يهم بتقبيلها أتاهم صوت أمه من الخارج

  • يلا يا مُنى ... مش وقته
خرجت منى سريعا وقابلتها أم أمجد على الباب بضربة رقيقة على مؤخرتها

  • يا بت بلاش مياصة ... أهدوا شوية ... يوم صباحيتكم لازم أبوكى وأمك يشوفوا المنديل عليه ددمم... مش عايزين فضايح ... إسبقينى عالمطبخ يا مايصة
  • يا ماما ماهو قالك الدرج قفل على صباعى
  • الدرج برضه اللى قفل على صباعك يا ممحونة ... إجرى يا بت عالمطبخ


  • مستريحة كده يا حضرة الناظرة ... الواحد مش عارف يقعد مع مراته شوية
  • لما تبقوا تروحوا بيتكم يا ممحون ... مينفعش كده ... إتعدل وهدى نفسك وإلا أقسم إن مافيش قفل باب عليكم تانى لغاية ما تتنيلوا تدخلوا
  • يا ماما قلت لك الدرج قفل على صباعها
  • لا يا شيخ ؟ هبلة انا مش هاعرف صوت الدرج من صوت مياصتكم
  • نفسى أعرف الردار اللى مركباه فى ودانك جيباه منين
..............................................................................


عندما أنتهى ذلك اليوم وتركت منى حبيبها لتعود لشقتها لم يستطع أمجد التوقف عن التفكير فيما دار بينه وبين ذلك الشيخ .... فبداخله هو يعلم أن ما اتفق عليه معه مخالف لكل ما تربى عليه وبأن تلك الأموال التى سيساعدهم فى دخولها لمصر لن تستخدم فى خير ... لم يكن هناك من يستطيع أن يبوح له بالسر أو يأخذ رأيه ... لم يكن يستطيع إبلاغ السلطات فحتى الآن لم يحدث ما يبلغ عنه ... كانت الأفكار تطن فى رأسه لكنه كعادته قرر المضى فى المغامرة بعد أن إستقر أخيرا على قرار ما ... فلتكن وجهته للجهة الوحيدة التى يثق بها ... وهناك سيعرف ما يجب عليه أن يفعله فى ذلك الإختبار الذى وضعه فيه القدر

فى الصباح التالى كان أمجد فى طريقه لفرع البنك و كالعادة عرف أنه مراقب وترك الفرصة لمراقبه كى يتبعه حتى فرع البنك حتى أنه دخل وراءه البنك بعد أن تم تحذيره من مهارة أمجد فى الإفلات من المراقبة وبعد خروجه من البنك تعمد أن يرهق مراقبه بالمشى لأطول فترة ممكنة قبل أن يختفى من أمامه ويراقبه وهو يتلفت حوله بحثا عن طريدته وسط زحام وسط القاهرة ويتجه بعدها مباشرة للمكان الذى قد يجد فيه إجابة عن تساؤلاته ... ذلك المبنى الكبير الذى سبق له دخوله قبل نهاية خدمته العسكرية ليطلب مقابلة نفس الضابط الذى قابله فى المرة الأخيرة .

تلك المرة لم يحيى أمجد الضابط التحية العسكرية فهو الآن مدنى لا يحق له آدائها لكنه مد له يد محييا إياه وشد على يد بشوق حنينه لرائحة البارود المختلطة برائحة التراب الممزوج بالعرق

  • إزيك يا أمجد ... عامل إيه يا باشمهندس
  • إزى حضرتك يا فندم ... كويس إنك لسة فاكرنى
  • طبعا لسة فاكرك ... خير فيه حاجة تانى حصلت بخصوص موضوعك القديم ؟
  • لأ حضرتك ... موضوع جديد
  • موضوع إيه يا أمجد ؟ إحكيلى
قص أمجد على الضابط تفاصيل ما حدث بينه وبين الشيخ أبو إبراهيم بعدما أبلغ الضابط بتحذير عزيز له ... وبعد أن أستمع الضابط بإهتمام رفع حاجبيه وهو ينظر لأمجد نظرة إعتذار

  • للأسف يا أمجد الموضوع ده مينفعش نتدخل فيه ... أى حاجة برة الجيش ممنوع نتدخل فيها
  • ماهى الفلوس دى حضرتك مش هيدخلوها مصر يعملوا بيها أعمال خيرية مثلا ... أكيد هيعملوا بيها مصيبة .
  • مانا عارف ... لكن الموضوع خارج تخصصنا ... إستنانى خمس دقايق هاعمل تليفون وأجيلك
عاد الضابط بعد دقائق ليجد أمجد يكاد ينهشه القلق بعدما ظن أنه لا فكاك من الفخ الذى وقع فيه وأنه سيصبح شريكا فى جريمة من جرائم طيور الظلام التى عششت فى كل أنحاء ذلك الوطن المسكين المنكوب بجهل معظم سكانه وأنقيادهم لذلك التيار المظلم الذى يقودهم من آذانهم لمصير محتوم

  • بص يا أمجد ... أنا اتصلت لك بالناس فى الجهاز الكبير ... إهتموا بالموضوع وطلبوا إنك تروحلهم دلوقتى ... فيه عربية هتاخدك دلوقتى توديك هناك وتحكيلهم كل اللى حكيتهولى
إنطلقت سيارة صغيرة بأمجد لتوصله للجهاز الأكبر ولم يستغرق الأمر إلا دقائق ليجد أمجد نفسه جالسا أمام رجل تبدو على وجهه هيبة شديدة وهدوء أشد وبعد أن قص أمجد عليه القصة من أولها لآخرها بما فيها التهديد الذى أضطر بسببه للجوء للشيخ أبو إبراهيم ... بهدوء شديد تكلم الرجل الجالس خلف المكتب

  • بص يا باشمهندس .... اللى هتعمله مفيهوش مخالفة للقانون الحالى ... هو مجرد تحايل عالقانون
  • ماهو زى ما كنت باقول لحضرة الظابط هناك الفلوس دى مش هيعملوا بيها أعمال خيرية ... أكيد هيعملوا بيها مصيبة
  • بالظبط كده ... وعلشان كده إحنا طلبنا إنك تجيلنا هنا ... طبعا طالما جيت لغاية عندنا يبقى عندك إستعداد تتعاون معانا
  • طبعا ... أنا تحت أمركم
  • إنت هتعمل كل اللى قالولك عليه بالظبط ... مش مهم مين هيحولك فلوس هناك لإنهم غالبا ناس بتشتغل فى أوروبا وعايزة تزود قرشين تلاتة يبعتوهم لأهلهم هنا ...إلا لو إتحول لحسابك مبلغ كبير طبعا يبقى ده عليه علامة إستفهام
  • تمام ... والمطلوب منى إيه ؟
  • المطلوب منك بقى الناس اللى انت هتحولها الفلوس دى هنا .... والأهم منهم لو طلبوا تحول فلوس لحسابات تانية فى أوروبا أو أمريكا... أرقام حساباتهم والمبالغ اللى حولتها ليهم وأسماءهم لو عرفتها وتواريخ التحويل ... وكذلك أرقام الحسابات اللى بتحول مبالغ كبيرة
  • تمام ... وهابلغكم إزاى ؟
  • إنت طبيعى فى أسبانيا إنك بتروح السفارة تسجل نفسك هناك ... لما تروح السفارة المرة الجاية تطلب تقابل مسؤل الأمن فى السفارة ... هاقولك إسمه ... هو هيكون عنده خبر وهيقابلك ... إنت مسافر إمتى
  • كمان إسبوعين
  • قبل ما تسافر بيومين إتصل بيا ... هاديك رقم تليفونى هنا ... لو ملقتنيش سيبلى خبر إنك مسافر يوم كذا وانا هاتصل بيك قبل ما تسافر
  • شكرا يا فندم ... استأذن أنا بقى علشان زمان الجماعة اللى بيراقبونى قلقانين عليا ... أنا كده مختفى عنهم من وقت طويل
  • ههههههههههه ... خايف على قلق اللى بيراقبوك ... قلبك كبير
  • لا كبير ولا صغير ... أنا بس مش عايزهم يغيروا الرجالة اللى بتراقبنى ... إتعودت عليهم خلاص
  • ماشى يا أمجد ... مع السلامة وخد بالك من نفسك ... ومتزعلش لإننا إحنا كمان هنراقبك ... ونراقب اللى بيراقبوك
  • لأ مش هازعل ... تقريبا كده بقيت باقلق لما اكون فى مصر ومش متراقب
  • ههههههههه ... باين عليك مشكلة يا أمجد ... خد بالك من نفسك ... إحنا ما صدقنا نلاقى حد يدخلنا وسطهم ... هابعت معاك عربية توصلك لغاية البيت
  • لأ عربية إيه .... هما عادة لما باهرب منهم بيستنونى عند البيت ... مينفعش يلاقونى نازل من عربية ميعرفوش بتاعت مين
  • متخافش ... اللى هيوصلك عربية تاكسى ... ومتنساش تحاسبه قبل ماتنزل
  • هههههه تمام حضرتك ... هاحاسبه واديله بقشيش كمان
عندما غادر أمجد المبنى الكبير كان يشعر بانه قد أزاح عن صدره حجر ثقيل يرقد على أنفاسه ... وبمجرد وصوله لشقته أسرع بالإتصال بحبيبته ... فقد إفتقد وجودها لساعات

  • وحشتينى يا حبيبتى ... عايزك فى حاجة مهمة ... إطلعيلى
  • لا يا خويا ... أطلعلك وامك ترجع من المدرسة تلاقينى معاك لوحدنا فى الشقة ... كفاية الكلام اللى سمعته منها إمبارح
  • يا بت إنتى مراتى ... تسمعك كلمتين إيه بس ... طيب اطلعى شوية وانزلى قبل ما تيجى
  • أمك قالت لما نبقى نروح بيتنا ... وانت عارف امك بتعرف كل حاجة لوحدها
  • يووووووه بقى ... طب إنتى وحشانى دلوقتى ... أعمل إيه ... أنزلك انا
  • لأ يا أمجد متنزلش لو سمحت
كانت الحدة التى نطقت بها منى الجملة الأخيرة إنذار شديد لأمجد بأنها لم تسامح أمها بعد ولا زال يداخلها شئ ما ناحيتها ... ولم يرد أمجد الضغط على منى حتى لا يزيد جرحها إيلاما

  • طيب إطلعى نقعد فى البرجولة .... أهى إتصلحت ورجعت أحسن من الأول ... حتى نسقى الزرع اللى جبته حواليها سوا
  • خلاص ... هاغير وأقابلك فوق ... عشر دقايق واكون عندك يا حبيبى
  • آآآآآآآآآه ... قوليها تانى كده
  • يا ح ب ي ب ى
مرت الأيام سريعا وأوشكت الإجازة على الإنتهاء وكان على أمجد التوجه لشركة الطيران لإستلام تذكرته وصاحبته إلهام لتسلم تذكرتها ودهش أمجد عندما وجد تذكرته التى حجزها له المكتب تذكرة بالدرجة الأولى وليست الدرجة السياحية كالمعتاد

  • هما غلطوا ولا إيه ؟ تذكرة فرست كلاس؟ لا يخصموا منى فرق التذكرة لما أروحلهم
  • ياض إنت مسافر مع إلهام شخصيا ... وانا مبسافرش غير فرست ... عد الجمايل بقى يا بغل
  • ............................................................ ................
وأتى يوم الرحيل ... لم تتمالك منى نفسها من البكاء فى حضن حبيبها الذى افتقدته لسنوات ... وهاهى ستحرم منه مرة أخرى ... لم تستطع الرقيقة منى أن تتجاوز إحساسها بأنها ستفتقد شعورها بالأمان مرة أخرى ... لقد أصبح شعورها بالأمان مرتبط بوجود فارسها قربها

  • خلاص بقى يامنى بطلى عياط .... وإلا أقسم إلغى سفرى وأقعد جنبك
  • مش قادرة يا أمجد ... مش عارفة هاقدر اعيش ازاى وانت مش موجود
  • يا بت كلها شهرين وارجعلك ونعيش فى بيتنا ... مش عايز ارجع الاقيكى خاسة ووشك اصفر ... فاكرة يا بت يوم ما أمى قفشتنا وانا بافرجك البيبى دول
وانفرجت شفتا الرقيقة بإبتسامة جميلة بين دموعها

  • آه فاكرة ... وده يوم يتنسى
  • أهو انا بقى عايز جسمك يرجع زى ما كان علشان أشوفك وانتى لبساه
  • ده وقته ؟ إنت مسافر وانا باعيط ومش قادر تبطل سفالة
  • يا حبيبتى راجعلك ... وهاتصل بيكى كل يوم ... متقلقيش ... مش عايز اسافر وانتى كده بتعيطى
  • حاضر يا أمجد ... خد بالك من نفسك
كان الإحتضان الأخير قويا لدرجة لم يعاينها الحبيبين من قبل ... وكأن أمجد كان يريد أن يدخلها لقفصه الصدرى ... وكانت تريد أن تدخله ... لكان طرقات خفيفة على باب غرفتهما أوقفت هذا السيل من المشاعر وخرج الحبيبان وهما يمسحان دمعهما

كانت إلهام منتظرة بالخارج مع أم أمجد وأبيه ... كعادة أمجد لا يحب أن يصطحب أحبائه لوداعه فهو يكره لحظات الوداع ... إحتضن أبيه وأمه وإخوته وحماه

  • خلاص يا عمى إلهام وهى نازلة هتجيب معاها شوية موديلات زى ما إتفقنا ... وانا هاشحن الباقى على بورسعيد فى أقرب وقت ... شد حيلك يا عمى ... عايزين نعمل الإفتتاح بمجرد ما أرجع ... علشان يبقى الفرح فرحين
  • متقلقش يابنى ... كل حاجة هتبقى تمام
  • وإنتى يا ماما خدى بالك من القردة الحلوة مراتى دى ... مش عايز ارجع ألاقيها خست ووشها اصفر زى المرة اللى فاتت
  • متخافش عليها يا أمجد
  • وإنتى يا منى ... خدى بالك من الزرع اللى عالبرجولا ... على ما ارجع هيكون كبر وزهر
  • متخفش يا حبيبى
إحتضن أمجد أباه لمرة أخيرة حضن طويل أودعه فيه مدى حبه وتقديره لكل ما تحمله من حماقاته هامسا فى أذنه

  • أشوف وشك بخير يا بابا ... كل دول وانا معاهم أمانة فى رقبتك شايلها طول السنين
كادت الدموع ان تطفر من عينى إلهام التى تتصنع القوة لكنها أخفتها سريعا

  • ياللا بقى يا عم روميو ... الليموزين اللى جاية بيه مستنى تحت بقاله نص ساعة ... فين شنطتك
  • شنطة إيه ... أنا هدومى كلها اصلا هناك ... جيت بطولى من غير شنط
  • لأ ناصح ... ياللا بينا بقى
أبدل أمجد الخمسة آلاف جنيه التى حملها معه لجنيهات إسترلينية قبل صعوده الطائرة وأستقر فى كرسيه بجوار إلهام

  • فيه خبر ليك مردتش أقولهولك وإحنا فى بيتكم
  • خير ... خبر حلو زيك كده ولا خبر مهبب
  • بصراحة معرفش هو حلو زيى ولا مهبب زى وشك ... سهام وأبوها هايقابلونا فى أسبانيا ... هم وصلوا هناك من يومين وابوها عايز يقابلك
  • بجد يا إلهام ؟ بتتكلمى جد ؟ أخيرا هشوف سهام
  • يخربيتك وبيت أهلك ... إيه السعادة اللى نطت على خلقتك دى أول ما سمعت الخبر ... يا منيل باقولك سهام وابوها هناك وعرفوا انك كتبت كتابك على منى ... يعنى هتبقى مقابلة زى الطين على دماغك ... البت عايزة تطلق
  • إنتى سمعتى منها بنفسك الكلام ده ؟ هى قالتلك إنها عايزة تطلق
  • لأ ... بس ابوها قاللى ... وأكيد هى مش هتوافق إنها تكمل معاك بعد ما إتنيلت إتجوزت
  • لو هى عايزة تطلق بجد مش هاظلمها معايا ... لكن لو عايزة تكمل معايا واتجوزها رسمى مش ممكن افرط فيها
  • ياض إنت حمار ... تكمل معاك إيه ... إنت مش إتجوزت حب عمرك خلاص ... عايز منها إيه
  • وسهام كمان حب عمرى يا إلهام ... سهام بنت مافيش زيها فى الدنيا
  • ومُنى يا موكوس
  • مُنى كمان مافيش زيها فى الدنيا
  • وعلشان كده عايز تخونها وتتجوز عليها
  • أنا مش هاتجوز عليها ... أنا متجوز سهام قبل ما أتجوز منى بسنين
  • إنت قولتلها إنك متجوز صاحبتها ؟
  • لأ مقولتلهاش طبعا ... بس مش ممكن أفرط فى سهام بالساهل كده
  • إنت إزاى كده يا أمجد ؟ أنا كنت فاكراك قطة مغمضة ساعة ما شوفتك ... إنت أنانى يا أمجد وعايز تكوش على كل حاجة
  • مش أنانى يا إلهام ... أنا باحب منى وباحب سهام ... لو سهام رغبتها الحقيقية إنها تطلق هاطلقها ... غير كده لأ
  • إنت حر ... إتفلق إنت وهما واياكش تطبل على دماغك وهما الإتنين يتطلقوا منك
  • مش هيحصل .... هما الإتنين بيحبونى ومش ممكن يستغنوا عنى
  • ماشى يا ناصح هنشوف
بمجرد إضاءة علامة فك الأحزمة وإستقرار الطائرة بالجو ومرور المضيفة بالركاب توزع إبتساماتها على الجميع فوجئت إلهام بحديث ضاحك بالإسبانية بين أمجد وتلك المضيفة إمتد لدقائق وبعد إنتهاءه تساءلت إلهام

  • كنتوا بترغوا فى إيه وبتضحكوا والمزغودة دى بتبصلى كده ليه
  • بتسألنى عليكى علشان شايفاكى حلوة
  • عندها ذوق البت دى
  • كانت فاكرانا أصحاب وكده وبتقول إن سنك أكبر منى بكتير
  • جتها شكة فى عينها معندهاش نظر ... أكبر منك إيه يا بغل
  • لأ ماهو أنا قولتلها إنك أمى مش صاحبتى
  • جتك مو فى عينك ... أمك أيه يا بغل دا أنا أكبر منك بعشر سنين بس
  • يا إلهام ... بذمتك هم عشر سنين بس
  • آه هم عشر سنين واتكتم بقى بدال ما أقوم أديك قلمين فى وسط الناس ... محدش هيقول حاجة ... أمك وبتربيك علشان مش متربى
وظلت الضحكات متواصلة بين أمجد وإلهام إلى أن لامست عجلات الطائرة مهبط مطار برشلونة وتوقفت فى إنتظار فتح الأبواب وخروج الركاب



خاتمة

تعجبت من تمسك الباشا بزوجته الأولى رغم زواجه من حبيبة عمره ... منطقه فى تحليل ما فعله جعلنى فى غاية الإرتباك ... إنه حسب قوله يحب الفتاتين ... ولكن هل يقبل قلب الرجل القسمة على إثنتين؟

أشفقت عليه من الإختبار الذى وضعه القدر فيه بدفعه للتعاون مع أعداء قدامى هو أكثر من يعلم مدى غدرهم وقراره الخطير بالتعاون مع من يظن أنهم قادرون على وقفهم ... إنه حسب قوله كان كلاعب سيرك قرر الرقص مع الشيطان على حبل مشدود بين جبلين وأسفله هاوية مشتعلة

يقول أن هذا العصر كان يستوجب الدخول فى تلك المغامرة ... فهو يحب هذا الوطن ويشفق عليه ... يحبه كأى رجل ولد على أرضه ويشفق عليه من المصير الذى يراه يقاد إليه

حيرنى هذا الرجل وأربكنى منطقه الذى لا تستطيع أن تجادله فيه... لكننى مثلكم متشوق لمعرفة باقى قصته ومعرفة كيفية تحوله من شاب يكتفى بعشرة جنيهات شهريا لهذا الجالس أمامى بسيجاره الضخم ويطلق عليه الجميع لقب الباشا

وإلى لقاء قريب مع الجزء التالى لنستمتع معا بحكى الباشا
كمل يا برنس ويا ريت ما تتاخر
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
في البداية كنت طامع في الاستمتاع
بقراءة مشاهد جنسية ولكنني (رغم روعة صياغتها) انجذبت للقصة بكل تفاصيلها.. وجدت نفسي بين سطورها كانها تدور حولي وشعرت بكل ابطالها وتذكرت حبي الاول وتمنيت ان تصل لها لتقرأها معي
الشخصيات على رغم تعددها واختلافها الا اننا يوما ما صادفنا امثالهم..
جمال التعبير وصدق الشخصيات والاهتمام بالتفاصيل وربط الاحداث كلها تؤكد بانك موهوب..
شكرا لك
في انتظار المزيد
تحياتي
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
انت بتعمل عظمه متتاخرش علينا بقا
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
صديقى العزيز والمدافع عن قصصى فى كل الأماكن اللى بيحاولوا يسرقوها
إنت فعلا من أجمل الأصدقاء وأقربهم لقلبى
ومن الناس اللى بانتظر تعليقاتهم على أى حاجة بانزلها فى المنتدى مش فى قسم القصص فقط
شكرا ليك يا صديقى العزيز وأوعدك إنى هاحاول أنهى الجزء التانى فى أقرب وقت
انت مستحيل تتخيل غلاوة كلامة ده يا صديقي العزيز
ده وسام ليا
**** يديم الصداقة والمحبة اللي بيننا
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
ياعم انت حرام عليك
انت خليتنى بفتح هنا عشان الباشا
انا تمانيناتى وانت فاهم احنا جيل اتربى على قلم احمد خالد توفيق ونبيل فاروق ومش اى حاجة بتعجبنا بالساهل
انت محترم وبتحترم عقل القارئ وعشان كده منقدرش غير نحترم كتاباتك
 
  • عجبني
  • جامد
التفاعلات: aahmedegypt، salemsoly و مواطن بسيط
ويلكم باك يا عالمي
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
ايه المفاجاه الحلوه دى ياه
بجد مفاحاه رائعه شكرا
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
مبدع كالعاده ي صديقي العزيز وف انتظار الجديد
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
تحياتي لك واحيك على الاحتراف في كتابة القصة مبدع دائما .. متابعك من بغداد 🌷❤🌷 وننتظر تكمل القصة في كتابة كاملة
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
➤السابقة




مقدمة

وأخيرا عاد الباشا للحكى ... إنتظرته طويلا حتى يتكلم ...

بنهاية السلسلة الأولى من قصة بداياته كنت أشعر بمدى الألم النفسى الذى تسبب فيه تداعى ذكرياته وتذكره ما كان يدور حوله من أحداث وما تعرض له وما شاهد وطنه يتعرض له ... تداعت أحلامه فى إستكمال مسيرة أستاذه ... أخذت منه زوجة أحبها وفقد حبيبة تمناها وانهار بسبب فقدها ... ترك وطنه وسافر لوطن آخر لم يكن يعرف عن لغته أقل القليل .... واصل مغامراته وتحديه لقدره حتى أصبح إسمه معروفا فى مجاله ... لكن للأسف خارج وطنه ... كان إنتصاره الأول على القدر بنجاحه فى عمله ... وانتصاره الثانى إستعادة حبيبته التى فقدها بسبب طيشه وشهوانية أمها

أحداث كتيرة رواها لى الباشا منها ما ذكرته ومنها مالا يسمح المجال بذكره ... شخصيات ذكرت بالتلميح فأصحابها لا زال لهم من النفوذ كثير ... وشخصيات لم تذكر لكنها موجودة وكانت تحرك الأحداث

والآن إسمحوا لى قرائى بأن نعود لللإستماع إلى حكى الباشا ... وكعادتى معكم أرجوكم ألا تكتفوا بقراءة الكلمات .. ولكن

أرجوكم إقرأوا ما بين السطور



الجزء الأول

كانت الرقيقة مُنى جالسة محاطة بتلك النسوة المتشحات بالسواد وعيناها معلقتان بالباب تنتظر قدوم فارسها وحبيب عمرها . هى متاكدة من قدومه لينقذها من ذلك المصير الذى يعتقد كل من حولها أنه محتوم . لكن يقينها بأنه لن يخذلها جعلها لا تهتم بما يعتقدن ويعتقدون . فحبيبها لم يخذلها يوما ولم يخلف وعدا وعدها إياه .

سنوات مرت عليها لا تستطيع النوم إلا فى فراشه مرتدية بيجامته محتضنة وسادته فى غرفته الضيقة التى تحمل رائحته ورائحة ذكرياتها معه . إنها تشعر بمدى الجرح الغائر الذى صنعته بيدها عندما طلبت منه الإبتعاد لكنها لا تستطيع ألا تحبه . حتى عندما شعرت بأن حبيب عمرها قد ذهب إلى أخرى فإنها التمست له العذر . لقد عذبته وتعذبت بسبب أمها . لكنها بعد تلك السنوات تشعر بأنها مخطئة . فما حدث له بعدها وانهياره وهو فى قمة لحظات مجده هى السبب فيه . رأته بعينيها يغيب فى سيارة إلهام تجاوره صديقتها سهام فى إسبوع سيقضيه معهما بعيدا ولكن ....

سهام قد تزوجت واختفت مع زوجها الوسيم وترك هو وطنه لبلد بعيد بينما أصبحت إلهام صديقتها الوحيدة مع أمها الروحية " ام أمجد" . كانت تعرف أنه لم ينسها للحظة . دائما يتصل فى موعده الذى اعتاده . لم يكن يتحدث ولم تكن . فقط تستمع لصوت أنفاسه وهى تعلم أنه يطمئن لسماع صوت أنفاسها

لكنها عندما واجهت حقيقة أنها أصبحت جارية تباع فى سوق النخاسة لم تجد أمامها غير أن تستنجد به . فهو دائما فارسها ومنقذها ... إنه حبيبها وهى حبيبته

لم يغب عن ذهن الرقيقة منى ما دار بينها وبين أعمامها وأبيها . هؤلاء الأعمام الأجلاف الذين ظهرت عليهم أعراض التطرف الشكلى فجأة بمجرد تعرفهم بهذا النخاس تاجر الملابس الرخيصة . لم يغب عن ذهنها زيارة زوجات أعمامها المفاجئة وهن يخبرنها بأن هناك "عريس لقطة" قد تقدم لطلب يدها . لم تنس كيف تحولت مداهناتهن إلى هجوم إتهمنها فيه بأنها فقدت عذريتها مع خطيبها السابق ولذلك ترفض كل المتقدمين لها بعد أن فسخت خطبتها من سنوات. لم تنس خوض أعمامها فى شرفها بلا خجل ولا إحساس بأن ذلك الشرف الذى يخوضون فيه هو شرفهم قبل أن يكون شرفها وشرف أخيهم الأكبر . كل ما كان يهمهم وقتها أبواب المال التى ستنفتح بمشاركتهم لذلك النخاس المستتر خلف لحية محناة وجلباب قصير . كانت تدرى وكانوا يدرون بأن تلك الزيجة لا تعدوا كونها بيعها كجارية يستمتع بها لعام أو عامين على الأكثر قبل أن يطلقها بعد أن يقضى منها وطره ثم يملها . لم تنس نظرة الإنكسار التى لاحت فى وجه أبيها أمام هجوم من يُفترض بهم أنهم إخوته لكنهم تحولوا لوحوش نهمة باعوا إبنة أخيهم فى سوق الرقيق بحفنة من المال

دار فى ذهن الرقيقة مُنى كل ما جرى خلال أيام ثلاثة . دار فى ذهنها مكالمته التى أستنجدت به فيها وكيف منعها أعمامها وزوجاتهم بحصارهم الدائم لها من أن تمس التليفون مرة أخرى . إبتسمت الرقيقة منى عندما تذكرت تلك الزيارة الغير متوقعة من صديقتها القديمة صفاء وقد بدأت بطنها فى الإنتفاخ قليلا وكيف سعدت عندما علمت أن قصة الحب التى رعتها قد أثمرت *** فى أحشاء الصديقة . كادت وقتها تطير سعادة وصديقتها تخبرها بأن أمجد عائد لينقذها من ذلك المصير الذى بدا محتوماً

طالما أرسل لها فارسها تلك الرسالة فهو آت لا محالة . لا تذكر الرقيقة أن فارسها قد خذلها يوما منذ أن كانوا صغارا . دائما ما يكون فى موعده ينقذها ويحيطها بحمايته .

لم تكن تدرى ماذا سيفعل ولا كيف سينقذها لكنها متأكدة أنه سيفعل وسينقذها .

رغم مرور الوقت إلا أن القلق لم يتسرب لقلبها ولو للحظة . ظلت عيناها معلقة بالباب تنتظر قدومه . إنه قريب ! إنها تشعر بوجوده وتكاد تسمع أنفاسه

لم يخيب فارسها ظنها . فقبل موعد سوقها للذبح وجدته أمامها يحيطه أخوه واثنين من حراسها القدامى ومعهم آخر ضخم منتفخ العضلات متجهم الوجه فلم تتمالك نفسها وتجاهلت وجود أبيها وأعمامها ونخاسها وألقت بنفسها بين ذراعيه ليحتويها بتلك الضمة الحانية لتخفى وجهها فى صدره باكية ليتركها حتى تنهى بكائها ويرفع عن رأسها ذلك الغطاء الذى أُجبرت على وضعه لأجل خاطر من أشتراها ويتقدم ليضعه على كتفه وهو ينظر لوجهه تلك النظرة القاسية التى تعرفها عندما يغضب

توقعت الرقيقة أن ينشب عراك أو حتى شجار .... ولكن لم يحدث أى شئ مما توقعته ... فقط عندما حاول أحد أعمامها الإعتراض أوقفت نظرة قاسية من وجه ذلك الضخم الذى علمت فيما بعد أنه صديق لأمجد وقائده السابق بالوحدة التى كان يخدم فيها فترة تجنيده الكلمات فى حلق عمها

كل ماحدث من إعتراض كان من ذلك الجلف ذو الذقن المحناة وكان إعتراضه فقط على إسترداد ما دفعه كثمن للجارية الحسناء.... شعرت بالإهانة التى طعنت قلب أبيها من ردة فعله وإسراعه لإحضار تلك الرزم الثلاث من الأوراق المالية وإلقائها فى وجه ذلك النخاس الجلف .

لم تدر كيف سارت الأمور بتلك السلاسة وكيف عقد المأذون الذى حضر فى دقائق قرانها على حبيب عمرها ... شعرت بقلبها يكاد يشق صدرها حينما أعاد أمجد دبلتها وشبكتها لأصبعها ويدها ... لم يصل خيالها يوما لتصور أن يكون عقد قرانها على أمجد بتلك الصورة ولا بتلك الأحداث المتسارعة

لم تدر كيف واتتها الجرأة لتأخذ بيد حبيبها الذى أصبح رسميا زوجها وتتجه به نحو غرفتها وتغلق الباب خلفهما لتعرض عليه كل ذكرياتها التى إختزنتها لسنوات

إحتواها حبيبها بين ذراعيه فى حضن شعرت فيه أخيرا بأمان إفتقدته لسنوات ... إستمعت لدقات قلبه أخيرا .... دمعت عيناها الجميلتان وهى تفتح له تلك الكراسات التى حفظت بها الوردات الثلاث اللاتى أهداهن إياها فى فترة خطبتهما القصيرة

تحدثا طويلا .... لكن كعادتهما لم يفتح أحدهما فمه بكلمة ... لم يحسبا كم من الوقت مضى فى حديثهما الصامت ... كل ما كانا يشعران به هو شعور الأمان الذى إفتقداه كثيرا لسنوات

..........................................................................................



بينما يغيب الحبيبان فى غرفة منى يتعاتبان كان أبو أمجد وأمه يجالسان أبو منى وزوجته فى الصالون وجميعهم يشعر بشعورين قل أن يجتمعا سويا

فكلهم يشعر بالسعادة وكلهم يشعر بالإحراج ... فطريقة إتمام عقد القران لم يكن ليتخيلها أى منهم ولم تدر بذهن أحدهم ... فكل ما اتفق عليه أمجد مع أبو منى كان تجهيز الشقة خلال الشهور الثلاثة القادمة ولم يتم الإتفاق على أى أمر آخر خاص بمواعيد شراء ما يلزم لتلك الشقة وموعد الزفاف وما إلى ذلك ... إنتحى أبو أمجد بزوجته بعد أن أخذ أبو منى زوجته لخارج الغرفة ليحادث كل منهما زوجته على إنفراد

  • ما تخشى تشوفى العيال يا أم أمجد ... شكلنا وحش ... عايزين نكمل إتفاق مع الراجل وميصحش يفضلوا لوحدهم كده
  • وانا هاعمل إيه يا حسن ... واحد ومراته وقافلين عليهم الباب ... مينفعش أفتح عليهم الباب زى ما كنت باعمل قبل كده
  • يا أم أمجد ده كتب كتاب بس ... مينفعش كده ... شكلنا هيبقى وحش قدام الراجل ... روحى إندهى ابنك خلينا نشوف ناوى على إيه ... يصبروا شوية التلات شهور دول ... مينفعش يدخلوا دلوقتى
  • متخفش مش هيعملوا حاجة ... هتلاقيهم بس بيشتكوا بعض لبعض ... اللى شافوه السنين اللى فاتت مش شوية هما الإتنين ... محتاجين يحكوا لبعض حاجات كتير
  • إسمعى الكلام بس وقومى خبطى عليهم ... الأيام قدامهم كتير وكفاية الإحراج اللى انا وابوها فيه دلوقتى
وقفت أم أمجد خلف باب غرفة منى تتسمع بهدوء ... تلك المرة لا تريد أن تطرق الباب فى وقت غير مناسب ... فهما زوجان شرعيا الآن ... ولما لم تسمع شيئا طرقت الباب بهدوء شديد فلم تجد إستجابة ولما رفعت صوت طرقاتها مرة أخرى ولم تجد إستجابة فتحت الباب بهدوء لتجد الحبيبين نائمان بعرض السرير وكل منهما يحتضن كفى الآخر بكفيه ... تذكرت نفس المنظر رغم مرور السنوات ... عندما كانت تترك أمجد الرضيع لأم منى للذهاب لعملها وعندما تعود تجد الصغيرين نائمين بنفس الطريقة وبنفس تشابك الأيدى الذى تراه الآن

لم تكن الأم ترغب فى إيقاظ العاشقين لكنها أضطررت للإقتراب منهما وهزت كتف أمجد برفق ليفتح الحبيبين عيناهما فى نفس اللحظة وينتفضا جالسين

  • ماما .... صدقينى محصلش حاجة ... كنا بنتكلم وعينى راحت فى النوم ... مرهق من السفر والمشوار
  • يا بنى عادى ... مصدقاك ... وبعدين دى مراتك ... قوم أقعد مع ابوك وعمك عرفهم أنت ناوى على إيه و هتعمل إيه
  • بس انا مش عارف لسة هاعمل إيه
  • لأ لازم تعرف ... إتفق إنت ومنى شوفوا هتدخلوا هنا ولا هتستنوا شقتكم تخلص ولا هتسافروا ولا هتعملوا إيه
  • لأ..... لأ يا ماما أنا مش ممكن ادخل هنا .... هستنى لما أمجد يخلص الشقة وندخل .... أو اسافر معاه .... أنا مش ممكن اعيش هنا فى الشقة دى
  • يا بنتى زى ما تحبى .... إتفقوا مع بعض وشوفوا هتعملوا إيه
  • مبدئيا أنا لازم اسافر فى أقرب وقت علشان مافيش معايا حاليا ولا مليم .... وكمان علشان ارتب إقامة منى وسفرها ... هابعت لكم كل الفلوس اللى باشتغل بيها تشطبوا الشقة وارجع ندخل هنا وآخد منى ونسافر
  • مافيش معاك ولا مليم إزاى يابنى ؟ إنت دفترك فيه فلوس تكفى تشطيب الشقة والعفش كمان
  • يا حضرة الناظرة أنا لما سافرت مكانش فيه فى الدفتر غير 100 جنيه ... شقة إيه وعفش إيه اللى ب100 جنيه
  • إنت عبيط يابنى ؟ الفلوس اللى كنت بتبعتها كلها أبوك كان بيحولها مصرى وبنحطهالك فى دفترك ... هو إحنا كنا مستنيين فلوسك ... صحيح حمار على رأى ابوك
  • بجد يا ماما ؟ بتتكلمى جد ؟ يعنى فيه فى الدفتر فلوس تكفى ؟
  • آه يا حبيب ماما هتكفى وتفيض كمان
وينهال أمجد وحبيبته الرقيقة على وجه أمه بالقبلات ويحتضناها بينما يصل إليهم من الخارج صوت صاخب عرفاه سويا

إنها إلهام ... الصديقة والأم الروحية ... الوحيدة فى العالم التى تعلم عن أمجد تلميذها وصديقها وإبنها الروحى كل شئ ... تعلم عنه مالا تعلمه أمه ولا حبيبته ... تعرف مشاكله الحالية وتتوقع الآتية

  • ده صوت إلهام ؟ جت فى وقتها .... ماما من فضلك ساعدى منى تغير الشوال اللى لبساه ده وتلبس فستان من فساتينها وتحط مكياج وانا هاخرج للمجنونة اللى برة دى ... لو شافتها كده مش هنخلص من طولة لسانها .... بسرعة متتأخروش عليا ... ولا أقولك أستنى أساعدك
  • إطلع برة يا سافل ... لسة مش دلوقتى .... لما تدخلوا تبقى تساعدها زى مانت عايز
  • ماشى ... بس متتأخروش عليا
عندما وقعت عينا إلهام على أمجد لم تتمالك نفسها والتقفته بين ذراعيها وضمته لصدرها ضمة أم إفتقدت وليدها ولأول مرة لم تستطع التحكم فى نفسها ففرت من عينيها دمعتان لاحظها أبو أمجد وأبو منى وتعجبا من أمر تلك المرأة القوية فى مظهرها الرقيقة فى مخبرها وحبها لأمجد ووقوفها الدائم بجواره

  • وحشتنى يا بغل ... كنت فاكرة مش هشوف وشك تانى يا حمار
  • يعنى أغيب عنك كل ده وارجع الاقى لسانك لسة زى ماهو ... منقصش حتة
  • هينقص ليه يا حمار أنت ... دا انت ابنى اللى مخلفتوش ياض ... إخواتك قابلونى فى الشارع وحكولى على اللى عملته ... مجنون زى مانت
  • بذمتك كان ينفع عقل مع البهايم اللى كانوا هنا دول ... دول مينفعش معاهم غير الجنان يام لسان طويل
  • بس بصراحة ياض عجبتنى ... بس هتعمل إيه بعد كده معاهم ؟ تفتكر هيسيبوك فى حالك
  • يعملوا اللى يعملوه ... مالهمش حاجة عندى ولا ليا مصلحة معاهم
  • نبقى نتكلم بعدين ... بس إيه ياض اللى انت عامله فى مكتب فريدريك ده ؟ دا إنت بقيت نجم يا بغل والمكتب هناك مش ملاحق على المشاريع ... الريس كل ما يكلمنى بيحكيلى على شغلك
  • الريس وحشنى أوى يا إلهام ... بافكر أسافر له
  • لأ متفكرش ... هو هيقابلك هناك فى أسبانيا ... قاللى إنه رايح كمان إسبوعين وهيستنى أجازتك تخلص وتقابله .... عايزك فى موضوع ضرورى مقاليش عليه
  • ياريت يا إلهام .... لو كده هاتصل بالمكتب يبعتولى التذكرة واسافر بعد أسبوعين
  • وتسيب عروستك يا بغل
  • مانا لازم اسافر اجهز إقامتها هناك ... إنتى عارفة الشغل بالنسبة لى هنا هيبقى مستحيل
  • صحيح ... خصوصا بعد العملة اللى عملتها النهاردة ... بقيت عدوهم رسمى
وهنا تغير وجه أبو منى وبدت فى عينيه نظرة إنزعاج شديدة

  • إيه ده يا أمجد ؟ إنتوا ناويين تعيشوا برة ؟
  • أمال هنعمل إيه يا عمى ؟ شغلى هناك
  • وهتحرمنى من بنتى الوحيدة يا أمجد ؟ إحنا متفقناش على كده .... وبعدين أكيد الشركة بينى وبين إخواتى مش هتنفع تانى ... بعد اللى حصل مش ممكن هآمن لهم على تجارتى ولا على مصالحى ... وهما أكيد مش هيكملوا معايا ... أنا كنت فاكر إن إنت اللى هتقف جنبى وتساعدنى إنت ومنى
لم يحسب أمجد حساب تلك النقطة التى أثارها حماه .... فبالفعل فإن تداعيات زيجته ستنعكس أول ما تنعكس على هذا الرجل الطيب الذى كان دائما يعامله معاملة الإبن ... لكنه كعادته كان يثق فى أن الحل موجود وإن كان لا يعرفه بعد ... لكنه سيحل تلك النقطة بالتأكيد قبل سفره ولن يتهرب من مسؤليته

  • ولا يهمك ياعمى ... كل مشكلة وليها ألف حل ... ولو أمرتنى ماسافرش مش هاسافر ... مش ممكن هاحرمك من مُنى ومن وقوفها جنبك .... مصالحك هى مصالح منى .... ومُنى عندى أهم من مستقبلى نفسه
وهنا تدخلت إلهام فى الحديث

  • طب ما تشتغل معايا ياض ... الشغل فى السينما حلو وبيجيب فلوس كتير ... بدال ما بتصمم على خرسانة وطوب هتصمم على خشب .... سيبك من موضوع بتصمم مبانى تعيش سنين وكده
  • مش وقته يا إلهام دلوقتى ... أنا واثق إنها هتتحل ... طول ما مُنى جنبى عارف إن الرزق هيفتح لى بابه ... المهم أنا عايزك بكرة تقابلينا فى الشقة بتاعتى تشوفى مُنى عايزة إيه ويتعمل فى أسرع وقت ... كل اللى قدامنا 3 شهور زى ما وعدت عمى ... عايزك تستغلى كل موهبتك ومعارفك وتخليها الشقة اللى منى بتحلم بيها
  • ماشى يا عم روميو متحملش هم الشقة خالص ... هارجعهالك أحسن من ما كانت
لم يفهم حديث إلهام إلا أبو أمجد وأمجد ... فهم فقط مع إلهام يعرفون ما حدث لتلك الشقة التى كانت يوما جميلة وتحولت على إيدى رجال المقاول الكبير أبو سهام لحطام .

قطع حديثهم دخول الرقيقة مُنى تمسك بيد أم أمجد مرتدية ذلك الفستان الأسود ذو الزهور الوردية الذى يبرز جمالها ... ورغم أن منى فقدت الكثير من وزنها إلا أنها كانت متألقة الجمال بعد أن عاودتها إبتسامتها وضحكة عيناها الجميلتين

على الفور قامت إلهام لتتلقف العروس الجميلة بين يديها وهى تطلق زغرودة عالية تبعتها أم منى بأخرى أكثر صخبا والدموع تسيل من عينيها ... فهاهى أبنتها الجميلة قد أصبحت أخيرا عروساَ للشاب الذى أحبته وسيسعدها ... تشعر ريرى الآن أنها قد كفرت عن خطأها فى حق إبنتها وأقسمت ألا يكون أمجد بعدها إلا إبن ... كما كان يجب أن يكون منذ زمن طويل

أسرع أمجد لشقته ليعود حاملا جاكيت الفرو الذى اشتراه لحبيبته ويخرجه من غلافه ليضعه حول كتفى تلك الجميلة التى زادت جماله جمالا وينبهر الموجودين بسطوع جمال الرقيقة منى

  • إيه ده يا أمجد ؟ ده أكيد غالى أوى
  • مافيش حاجة تغلى عليكى ... لو كان معايا وانا راجع فلوس أكتر كنت اشتريتلك أحسن منه كمان
  • إنت برضه مش ناوى تبطل الحركة دى ... كل ما تشتريلى حاجة تشتريها بكل اللى معاك
  • مش مهم ... طالما رجعتيلى يبقى كل حاجة هترجعلى ... إيه رأيك يا عمى ؟
  • حلو أوى يابنى ... ده فى مصر يساوى ثروة
  • تصدق يا عمى إنت كده لقيت فكرة حلوة .... إيه رأيك تشتغل فى الحاجات الغالية بدال الحاجات الشعبية
  • بس يا بنى الحاجات دى مش هتتباع عندنا ... اللى بيروح بورسعيد بيدور على حاجات بسعر معقول ... ده مش هيمشى هناك
  • وليه بورسعيد؟ إيه رأيك نأجر محل هنا فى مكان راقى ... سيبنى كده أفكر وأقولك ونشوف رأيك إيه
  • ماشى يا أمجد فكر وانا معاك
كانت الساعة قد قاربت الرابعة صباحا عندما تركت أسرة أمجد شقة العروس الرقيقة ... نام الجميع إلا العاشقان ... إمتد بينهما الحوار تليفونيا حتى السادسة ولم يقطعه إلا دخول أم أمجد لغرفته

  • إنتوا لسة صاحيين بترغوا ... يابنى ناموا شوية ريحوا جسمكم .... لسة هتروحوا الشقة ويومكم امبارح كان طويل
  • لسة يا ماما .... مش عايز دقيقة واحدة تضيع بعيد عن منى ... هنفطر وبعدين ننام
  • ماشى ... هى منى طالعة دلوقتى
  • هنفطر فى البرجولة ... وحشتنى
  • طيب يا حبيبى .... صحى أخواتك يطلعوا معاك ... محدش طلع البرجولة من سنين ... هتحتاج حد يساعدك فى تجهيزها
صدم أمجد من منظر البرجولة التى كانت يوما جميلة ... لقد تآكلت أخشابها وغطاها التراب وحال لونها ... وبمساعدة أخويه أعدوها قدر المستطاع لكن أمجد أصر فى نفسه على إعادتها كما كانت ... فهى تحمل له أجمل الذكريات مع حبيبته ولن يفرط فيها

............................................................................................

فى اليوم التالى كانت المرة الأولى التى ترى فيها منى تلك الشقة التى أشتراها أمجد أول ما أشتراها لتكون مملكة تلك الأميرة الرقيقة ... بالطبع كانت الأتربة تغلف أرضيتها وحوائطها ونوافذها المحطمة وحتى تلك الحشية التى كانت يوما ما مرتبة لفراش أمجد وزوجته الجميلة سهام ... كل شئ مغطى بتراب الزمن الممزوج بظلم خفافيش الظلام الذين حولوها من عش زوجية جميل لبقعة خربة فى مبنى عامر بالسكان ... لم تصطحب مُنى أمها الحقيقية لكنها اكتفت بإصطحاب أمها الروحية وأبيها ... إستمعت إلهام لإقتراحات مُنى التى كانت تبديها بخجل واضح ... فهى تشعر فى قرارة نفسها أن تلك الشقة الخربة كانت من الممكن أن تصبح عش زوجيتها منذ زمن ... لكنها كانت سعيدة ... سعيدة بأن حلمها قد أوشك على التحقق

إنفردت إلهام بأمجد جانبا وهمست له بأنه يجب أن يوافيها بشقتها للحديث فى كل الأمور المعلقة ... فهناك زوجة أخرى وبالتأكيد فموعد الصدام قد اقترب ... وهناك ترتيبات يجب أن تجرى بخصوص عداواته مع طيور الظلام المتحكمة فى مصائر بلد يخطو بسرعة نحو الهاوية .

بمجرد عودة الجميع لشقة أمجد إنفرد أمجد بحبيبته الرقيقة فى غرفتهما ... بمجرد إغلاق الباب عليهما أحاطها بذراعيه وأندمجا فى قبلة عميقة ... قبلة إفتقداها لسنوات ... لم يبال أمجد تلك المرة بأن تعرف امه ما يفعله أو يخاف من أن يزال الروج من شفتى مُنى ... كانت القبلة عنيفة والأحتضان بتلك القوة التى تحمل حرمان سنوات من تلاصق القلبين وشعرت منى بإنتصاب زبر أمجد فرفعت جسدها كى تشعر بذلك الإنتصاب يضغط كسها فرفعها أمجد بين ذراعيه ولأول مرة تمتد يديه أسفل فستانها تتحسس جلدها وبمجرد وصول أصابعه لمؤخرتها إنفجر بركان حممها المكبوت منذ سنوات وألصقت شفتيها بشفتى أمجد بقوة لتمنع صوتها من الخروج ... فبداخلها لازالت تظن أن أم أمجد واقفة خلف الباب .

لم تكن الأم تستمع لما يجرى بين إبنها وزوجته فهى متأكدة مما يجرى بينهما وواثقة من أنهما يدخران لحظتهما للوقت المناسب لكنها أضطرت لطرق الباب لغرض آخر .... فهناك مكالمة واردة لأمجد من أسبانيا قد تكون تحمل أخبار سعيدة للزوجين ... ساعد أمجد زوجته الرقيقة لتجلس لطرف الفراش وتستند بظهرها مغمضة عيناها وبينما يخرج لتلقى المكالمة دخلت الأم لتحتضن الرقيقة منى التى غطى وجهها إحمرار الخجل وذروة الشبق التى وصلتها وتضع رأس الرقيقة على صدرها وتهمس فى أذنها

  • مالك يا بت ... عاملة كدة ليه ؟
  • مبسوطة يا ماما ... مش مصدقة إن أمجد رجعلى
  • ماهو مكانش سابك يا هبلة ... إنتوا مسبتوش بعض يوم واحد ... قلوبكم هتفضل متعلقة ببعض حتى وانتوا بعيد عن بعض
  • باحبه يا ماما ... باعشقه ... وحشتنى لمسة شفايفه وحضنه
  • يا بت عيب كده متقوليش قدامى حضنه وشفايفه ... بطلى محن ... إتكلمتوا هتعملوا إيه ؟
  • لأ ... مكانش عندنا وقت
  • آه يا مايصة
  • ونتكلم ليه فى اللى هو قرره قبل كده ... أنا معاه فى كل اللى يقول عليه .... مش ممكن اخلى حاجة تزعله تانى ... كفاية اللى حصل له بسببى قبل كده
قطع حديثهما دخول أمجد مبتسما يقفز فرحا

  • مش قولتلك يا ماما ... طالما القردة دى رجعتلى أبواب الرزق مش هلاحق عليها
  • خير يا بنى ... أنا قولتلك قبل كده إنها وش السعد عليك
  • تصميم إتطلب من المكتب إنى أنا اللى اعمله بالإسم ... مش مستنيين لما ارجع وهيبعتهولى أعمله وابعتهلهم .... هاستلم البيانات بكرة من مكتب إيبريا فى وسط البلد ... صاحب المكتب هيدينى نسبة من أتعاب التصميم لإنى فى أجازة ... يعنى مبلغ محترم يا ماما
وعادت إلى منى ذاكرة فرحتها فقفزت للتعلق برقبة أمجد مطلقة صرخة فرحتها التى غابت لسنوات كما كانا يفعلان كلما خطا أمجد خطوة جديدة فى طريق سعادتهما

  • بصى بقى ... أنا هاخلص التصميم ده وكل فلوسه هتاخديها ... عايزك تشترى بيهم كل اللى نفسك فيه ... فصلى فساتين جديدة وإشترى جزم جديدة وشنط جديدة
  • أنا مش محتاجة حاجة يا أمجد ... خلى الفلوس تنفع فى أى حاجة تانية
  • الفلوس هتبقى معاكى ... هاعمل لماما توكيل علشان لما تحبوا تسحبوا فلوس من الدفتر وانا مسافر
  • وتعملى توكيل أنا ليه يا أمجد؟ عندك مراتك إعمل لها التوكيل ... أنا مش هيبقى عندى وقت أتابع الشقة والعفش والحاجات دى
  • خلاص يا ماما ... بكرة الصبح انزل انا ومنى اعملها التوكيل وبعدين نعدى على مكتب إيبريا فى وسط البلد آخد الورق من هناك
  • ...............................................................................................
فى المساء توجه أمجد لزيارة إلهام كما اتفقا للمناقشة فى تلك الأمور الأخرى المعلقة التى لا يعرفها سواهما

  • هتعمل إيه يا عم روميو فى باقى مصايبك ؟
  • قصدك مشاكلى مع الجماعة إياهم؟ أنا هاخد مراتى ونغور من هنا ... وهناك مش هيقدروا يجوا جنبى
  • والبت الغلبانة التانية اللى معلقها بجوازتك الطين على دماغ أهلك
  • سهام ؟ مش عارف لسة
  • يعنى إيه مش عارف ؟ يعنى ناوى تطلقها ولا ناوى تنيل إيه على عين أمك
  • مش هاطلق سهام غدر بعد كل اللى شافته بسببى يا إلهام ... مش هاطلقها غير لو هيا عايزة تطلق
  • وانت فاكر إنها هتتمسك بيك يا عم شهريار بعد ما اتجوزت ؟
  • هيا لما عرفتنى كانت عارفة إنى باحب منى وكانت موافقة على على علاقتنا
  • بس هى متجوزتكش غير بعد ما سبت منى يا أمجد
  • بس أنا بأحبها
  • يعنى إيه بتحبها ؟ إنت أهبل ؟ بتحب سهام ولا بتحب منى ؟
  • باحبهم الإتنين ... سهام وقفت جنبى فى أكبر لحظات ضعفى ... سهام لما عرفتها لقيتها مش البنت الدلوعة المغرورة اللى كنت فاكرها ... سهام فضلت معايا 4 سنين مشوفتش منها غير كل حب ... وقفت قدام أبوها وكل الدنيا علشانى ... تفتكرى بعد كده ممكن أفرط فيها بسهولة كده
  • دى أنانية يا أمجد مش حب ... إنت عايز البنتين لإنك أنانى مش لإنك بتحبهم
  • لأ يا إلهام متظلمنيش ... أنا قولتلك إنى هاطلق سهام لو دى رغبتها ... لكن لو لسة عايزانى مش ممكن أفرط فيها
  • مش قادرة أفهمك يا أمجد بصراحة ومش مستوعبة اللى بتقوله ده ... على كل حال كلها كام يوم وابوها هيعرف إنك إتنيلت إتجوزت وأكيد هيقولها ... وأكيد هيا اللى هتطلب منك تبعد عنها
  • لما أسمع منها الكلام ده بنفسى هابقى أعمل اللى هيا عايزاه .... أنا على كل الأحوال مش عارف دنيتى هتمشى إزاى .... أنا لازم ارجع أسبانيا أجدد الإقامة وارتب سكن أعيش فيه مع منى ... مش هينفع تعيش معايا فى الإستوديو اللى ساكن فيه دلوقتى هناك
  • ماشى .... أنا كمان هاسافر معاك ... الريس طلب منى أقابله معاك لما ترجع ... بيقول عايزنا إحنا الإتنين فى حاجة مهمة
  • إيه هى الحاجة المهمة اللى هيعوزنا فيها الريس إحنا الإتنين
  • أكيد شغل يا ذكى ... على كل حال فكر فى موضوع شغلك معايا لو كنت هترجع مصر ... شغل الديكور هيعجبك صدقنى
  • بمناسبة الديكور .... هتبدأى شغل فى شقتى إمتى ؟
  • من بكرة يا بغل العمال هيكونوا فى الشقة ... هخلصهالك فى أقل من شهرين ... إتفقت مع مقاول هياخدها كلها مقاولة واحدة ... على ما يخلصوا تكسير أكون أنا خلصت لهم البلانات اللى هيشتغلوا عليها ... والعفش هانزل انا ومنى ننقيه أول ما أرجع من اسبانيا
  • تمام كده
  • حاول تسافر بسرعة قبل ما الجماعة يجهزولك مصيبة
  • أنا فيه شغل فريدريك باعتهولى وهيحولى فلوسه ... هاخلصه وابعتهوله واسافر ... مش هاكمل الشهر هنا
  • يبقى أحسن ... كنت سافرت عملت الشغل هناك أحسنلك ... وجودك هنا خطر عليك
  • مينفعش ... لازم أشوف ابو منى هيعمل إيه قبل ما اسافر ... بافكر فى حاجة كده
  • بتفكر فى إيه يا ناصح
  • بافكر ابعت له بضاعة من هناك .... أنا اتفقت معاه يشوف محل فى أى مول من المولات الجديدة ينفع يبيع فيه حاجات محترمة ... هابعت له الحاجة من هناك وهو عنده إذن إستيراد من الأول
  • هتبعت هدوم من أسبانيا ؟ ومين هيشتريها هنا ؟ أكيد هتبقى غالية
  • طبعا هتبقى غالية ... وعلشان كده هتتباع ... الطبقة الجديدة اللى ظهرت بتحب تشترى الحاجات الغالية دى ... عصر الإنفتاح يا بنتى ... وبعدين برضه متنسيش إنك هتنفعينا
  • هانفعك إزاى يا روح امك ؟
  • إنتى مش بتشتغلى فى السينما ؟ يعنى كام ممثلة من اللى إتعرفتى عليهم يشتروا ويظهروا باللى إشتروه هتلاقى المحل مش ملاحق
  • وانت بقى هتلاحق تبعت بضاعة تكفى لو المحل إشتغل
  • يشتغل هو بس وهتشوفى
فى اليوم التالى تسلم أمجد من مكتب الخطوط الجوية معلومات التصميم الجديد وانهى إجراءات التوكيل لزوجته وبمجرد دخوله غرفته الصغيرة مع زوجته وإعداده ترابيزة الرسم إنتابته ذكريات تصميمه الإحترافى الأول وقت أن ظلت تلك الرقيقة بجواره لساعات لم تتركه للحظة

وقفت من خلفه تراقبه وهو يقرأ بيانات المشروع ولا إراديا وجدت نفسها تقف خلفه تحيطه بذراعيها وتضع رأسها على ظهره واضعة كفيها على قلبه

  • هاروح أعملك شاى بالنعناع وآجى
  • متتأخريش ... مش هابدأ غير لما ترجعى
إستغرق أمجد فى الرسم وحبيبته تراقبه وبين وقت وآخر تطلب منه أن يستريح قليلا فتفرك ظهره بيديها بعد أن تطلب منه الجلوس ... تلك اللمسات الرقيقة التى كانت تطلق فيه روح إبداع جديدة لم يشعرها من قبل

بعد أن جاوزت الساعة منتصف الليل طرقت أم أمجد الباب عليهما

  • مُنى ... لازم تنزلى دلوقتى علشان أبوكى ميتضايقش
  • لسة مخلصناش يا ماما
  • كملوا بكرة ... مش هيحصل حاجة
لم يكن أمجد يتوقع أن ينتهى تصميمه بتلك السرعة ... فوجود حبيبته إلى جواره جعل من تدفق إبداعه سيل لا يتوقف وقبل أن ينتصف نهار اليوم التالى كان أمجد يضع الخط الأخير فى تصميمه الذى شعر بأنه أكثر تصميماته إبداعاً ... وأسرع لأقرب سنترال ليتصل بصاحب المكتب يخبره بإنتهائه من التصميم وبأنه سيسلمه لشركة الطيران غدا صباحا

لكن السيد فريدريك لم يكن مصدقا لتلك السرعة التى انتهى بها التصميم وأبلغ أمجد أنه سيتصل بشركة الطيران لترسل مندوب ليتسلم منه التصميم ويسلمه مستحقاته عن هذا التصميم ... وبالعملة الأجنبية ... أشد ما تعجب له أمجد الكلمة التى أنهى بها فريدريك الحوار ... فقد أنهاه بكلمةadios mi companero بمعنى إلى اللقاء يا شريكى ... إعتبرها أمجد تعبير عن تقدير الرجل لمجهوده ليس أكثر

إنشغل أمجد مع أبو زوجته فى الأيام التالية بتصفية شراكته مع أعمام منى وإندهش أمجد من سرعة إنهاء الإتفاق وكأن الأخوة كانوا يعدون عدتهم من قبل لتصفية تلك الشراكة .... فالأوراق جاهزة والحسابات موجودة ولكن أختهم الصغرى فاطمة وزوجها رفضا الإنضمام إلى الأخوة وفضلا أن ينضما لأبو منى فى تجارته الجديدة ... فالأخت الصغرى كانت رافضة لكل ما يفعله إخوتها بأخوهم الأكبر وما كادوا أن يفعلوه بإبنة أخيهم

  • متأكد يا أمجد إنك هتقدر تبعت حاجات تكفى المحل الجديد ؟
  • بص يا عمى ... أنا فكرتى بسيطة جدا ... أنا هابعت لك حتة واحدة من كل موديل ... ونعمل زيها ... نقلدها بالظبط .... هى المسألة بس جودة فى الفينش ... مبيخترعوش الذرة هما فى أوروبا .... حضرتك هنشوف مكان نجيب فيه كام ماكينة خياطة وكام بنت شاطرين فى المهنة وحضرتك بس هتتابعهم ... تتأكد بس من إن الفينش كويس ... وبالنسبة للقماش حضرتك موجود فى بورسعيد كل أنواع القماش المستورد ... حتى لو مش موجود ممكن أبعتهولك من هناك.... صدقنى هنكسب كتير
  • طيب والمكان .... مكان المحل اللى هنبيع فيه الحاجات الغالية دى هيكون فين
  • أنا عرفت إن فيه فى المول الكبير على النيل أصحاب محلات عايزين يأجروا محلاتهم ... قبل ما أسافر هاكون لقيت محل مناسب نأجره ... أهم حاجة بقى إن الورق والفواتير والضرايب وكل الحاجات دى تكون سليمة علشان محدش يمسك علينا حاجة
  • متقلقش يابنى ... أنا طول عمرى راجل مظبوط
فى صباح اليوم التالى لعودة أمجد للقاهرة مع أبو منى كان موعده مع مفاجأة أخرى يتحدى فيها القدر ثباته ... بمجرد دخول أمجد للمقهى وإتخاذه كرسيه المفضل إذا بشبح قديم من الماضى يطل عليه داخلآ ... إنه عزيز .... مراقبه الأول الذى جرى بينهما حديث عن صعوبات الحياة فى هذا الوطن الذى كان يوما جميلا ... وللغرابة وجد أمجد نفسه يهب مرحبا بعزيز ويحتضنه بشوق .... فهو يشعر نحو هذا الشاب بحنين ما أو بالأحرى يشعر بالشفقة عليه

  • عزيز .... لو قولتلك وحشتنى هتصدقنى
  • هاصدقك يا باشمهندس ... إنت كمان وحشتنى .. بس إنت عارف مكنتش أقدر احاول حتى أتصل بيك أو اقابلك
  • عامل إيه يا راجل ... لسة شغال مع الجماعة زى مانت
  • وهاشتغل إيه ... مافيش قدامى غيرهم
  • أقعد أقعد إنت واحشنى ... ينسون يا معلم ثابت للأستاذ ... وهاتلى الشيشة بتاعتى ... أجيبلك شيشة يا عزيز
  • لأ شيشة إيه ... إنت عايز تبوظ أخلاقى ... أنا جايلك فى موضوع مهم ومش هاقدر أستنى معاك كتير ... الجماعة عرفوا إنك رجعت وعينهم هتتحط عليك من بكرة ... خد بالك
  • أنا مش مطول هنا ... كام يوم وهاسافر تانى ... خليهم يحطوا عينهم عليا زى ماهم عايزين
  • بس المرة دى مختلفة ... خد بالك وخد مراتك وسافروا
  • مش فاهم ... إنت عرفت إزاى إنى إتجوزت ؟
  • الجماعة مستنيين تعمل فرح ... غالبا مش هتعدى على خير ... المرة دى هيبقى فيها ددمم يا أمجد
  • يعنى هيعملوا إيه ؟ هيموتونى؟ مش هتعدى بالساهل وهم أكيد عارفين كده
  • المرة دى هتبقى فرح بيبوظوه زى أى فرح ... ولو حصلك حاجة هتبقى مشاجرة والفاعل مجهول زى أى حفلة بيبوظوها
  • يا نهار إسود ؟ هم وصلت معاهم للدرجة دى
  • وأكتر ... أديك شوفت اللى عملوه فى فرج فودة ... إنت مش هتبقى أهم منه يا أمجد ... إسمع كلامى وخد مراتك وأهرب
  • مش هينفع ... فيه إلتزامات كتير هنا فى مصر
  • طيب خد بالك ... أو أجل الفرح بقدر المستطاع
  • المشكلة إن فرحى لازم يتعمل هنا .... والمصيبة إن هيكون فيه ناس كتير من البلد جايين ... ودول مبيمشوش من غير سلاح ... يعنى هتبقى مجزرة وهيتعمل تار بينهم وبين عيلة كبيرة مبتسكتش على تارها
  • باقولك إهرب يا أمجد ... ده الحل الوحيد
  • مش عارف أقولك إيه يا عزيز ... كتر خيرك ... باقولك ... أنا باعمل مشروع صغير كده فى مصر ... ما تسيبك من الجماعة دول وتيجيى تشتغل معايا
  • الجماعة دول اللى بيدخل وسطهم مبيطلعش يا أمجد ... أنا خلاص دخلت معاهم ومش هاطلع غير بالدم ... إسمع كلامى واهرب ... مبقاش فيه حاجة ممكن يخافوا منها ... أنا مش هينفع أستنى معاك أكتر من كده ... خد بالك من نفسك ... سلام يا أمجد
  • سلام يا صاحبى ... خد بالك انت من نفسك
  • بجد يا أمجد ؟ بتعتبرنى صاحبك ؟
  • صحيح يا عزيز ... أنا باعتبرك صاحبى من ساعة ما كنت ماشى ورايا ... إلى اللقاء يا عزيز ... يمكن فى يوم نقدر نتقابل ونقعد مع بعض من غير خوف
  • ماعتقدش يا أمجد اليوم ده هيجيى ... بلعوا البلد خلاص ... عن إذنك يا صاحبى
إنصرف عزيز مسرعا بعد أن تلفت حوله ليتأكد أنه ليس متبوعا ولا مراقبا وترك أمجد غاطسا فى حيرته ... فالوقت ليس لصالحه ولا يوجد من يسانده ... إستغرق أمجد فى تفكيره العميق ليفيق على يد ثابت تربت على كتفه

  • مالك يا باشمهندس ؟ الجدع ده قالك إيه خلاك مهموم كده
  • مافيش يا ثابت ... أنا رايح مشوار كده لغاية البنك أغير فلوس وارجع
  • طيب وإيه يخليك تغير الفلوس فى البنك ... ما تغيرها برة وأهو تكسب قرشين زيادة
  • إيه يا ثابت ... ليك فى العملة كمان ؟
  • هو معاك كام ؟
  • عشرتلاف ... معاك تغيرهملى وتوفر عليا المشوار؟
  • لأ كتير عليا دول ... مبلغ كبير ... بس ممكن تروح للشيخ ممدوح ... ده هيديك بريزة زيادة عن البنك ... يعنى باكو بحاله زيادة فى المبلغ اللى معاك
  • الشيخ ممدوح مين ؟ ماعرفش انا شيخ إسمه ممدوح ... وبعدين فى شيخ فى الدنيا اسمه ممدوح ... متركبش على بعضها
  • معقولة مش فاكره؟ ده صاحبك اللى كان ساكن هنا ؟
  • ممدوح ؟ البايظ ده بقى شيخ ؟
  • لأ ده أتغير خالص ... سافر أمريكا قعد هناك 3 سنين ورجع حاجة تانية خالص ... ربى دقنه وإتعدل حاله وبيساعد كل الناس ... ده حتى بيدى دروس فى الزاوية اللى أبوه بناها كل يوم تلات بليل... الناس بتروحله مخصوص
  • سافر أمريكا ورجع شيخ ؟ لا يا شيخ ؟ إنت بتهزر يا ثابت
  • صدقنى مبهزرش ... روح غير عنده الفلوس وهتشوف بنفسك .... الحاج أبوه هو أكبر تاجر عملة فى البلد دلوقتى ... ده أبوه بقى عضو مجلس شعب وعنده حصانة
  • أحا ... تاجر عملة وعضو مجلس شعب ؟ تركب إزاى دى
  • الخير اللى ابوه بيعمله فى الناس بيخليهم ينتخبوه
  • هو ممدوح ليه أخ إسمه إبراهيم؟
  • لأ دى كنية .... إسم الشيخ أبو غبراهيم دلوقتى بيهز أجدع شنب فى البلد
  • ههههههههه ... طب شنبى متهزش ليه لما قولت إسمه قدامى ... على كل حال شكرا يا ثابت ... أهو بكرة التلات ....هأجل تغيير الفلوس لغاية بكرة وأهو بالمرة أشوف الشيخ ممدوح .... أصله وحشنى العرص ... هاتلى بقى حجر حلو زيك كده وواحد شاى بالنعناع علشان فيه موضوع شاغلنى شوية
أضاءت كلمات ثابت فكرة فى عقل أمجد ... فطالما هناك ممدوح وعمل غير مشروع فبالتأكيد ممدوح اليوم أصبح جزء من دولاب الفساد الكبير وطالما سلك طريق الإمساك بآذان الناس فإذن له سطوة عند طيور الظلام ... طريق لم يكن أمجد ليسلكه لكنها قد تكون فرصة لتأمين نفسه وتأمين زوجته ... وأسرته

مساء اليوم التالى كان أمجد على باب الزاوية التى يلقى فيها الشيخ ممدوح درسه الإسبوعى ... كانت الزاوية الصغيرة شبه مزدحمة بمريدي الشيخ المزيف وكان ممدوح يجلس على كرسى مذهب فى صدارة المكان ... شق أمجد الزحام حتى وقع نظر ممدوح عليه ... ورغم إمتقاعة وجهه السريعة التى أخفاها سريعا عندما أشار له ممدوح على طرف مظروف يحمله إلا أنه تمالك نفسه سريعا حتى أنهى محاضرته بعد نصف ساعة ليقف أمجد ويتجه نحوه فيقف ممدوح ويتصنع السعادة ويحتضن أمجد فى ود مصطنع ويعرفه للجالسين على أنه صديق قديم حضر من السفر وأنه متشوق للإنفراد به لإستعادة الذكريات القديمة .

خرج ممدوح مصطحبا أمجد لمكتب صغير مجاور للزاوية وقد بدأ هدوء أمجد يثير أعصابه ... فكيف يجروء على المجئ وحيدا ليقابله وسط أنصاره ومحبيه ... لابد أنه يحمل فى جعبته شئ آخر سوى المظروف الذى يعلم جيدا ما فيه

  • خير يا أمجد ... إيه فكرك بيا ... مش إحنا خلصنا الموضوع اللى بينا من زمان
  • أعمل إيه ... كل ما أحب أغور من وشك ألاقيك قدامى
  • إنت اللى جايلى يا أمجد مش انا اللى جايلك ... إنطق عايز إيه ... والظرف اللى معاك ده جاى تهددنى بيه ليه
  • أنا جايلك فى مصلحة ... ليك و ليا .
  • إتفضل قول
  • مش هتجيبلى كوباية شاى حتى ؟ يا أخى عيب دا أنا سمعت إن أنت وابوك مغرقين الدنيا بكرمكم
  • أنا مبشربش شاى يا أمجد ... ومافيش هنا شاى ... إخلص وقول اللى عندك علشان انا معنديش وقت
  • لأ يا روح امك تفضيلى نفسك ... وتبعت أى حد يجيب كوباية شاى بالنعناع ... صدعت من هبد أمك اللى كنت بتهبده عالناس ده
  • حاضر ... هابعت أجيبلك شاى بالزفت
أراد أمجد أن تحترق أعصاب ممدوح قبل أن يبدأ حديثه ... فهو يريده فى أضعف حالاته حتى يستطيع التحكم فى الحديث

  • بص بقى يا ممدوح .... الصور اللى معايا دى أنا جاى أديهالك يمكن نسيتها ... أنت عارف إنى سايب مصر وقاعد فى أسبانيا ... وهناك بقى مقولكش على جمال إستوديوهات الطبع والتحميض ... تصدق النيجاتيف القديم اللى عدى عليه ست سنين طبعوا منه صور ... مقولكش على جودتها عاملة إزاى ... ده حتى النيجاتيف عملوا منه نسخة تانية
  • يعنى عايز إيه من الآخر ... عرفت إنك طبعت صور تانى وعندك نيجاتيف تانى ... خير
  • بص بقى .... الجماعة اللى انت بقيت منهم ناويين يأذونى .
  • وانا مالى يا أمجد ... أنا لا عايز أأذيك ولا عايز أفتكرك حتى
  • ماهى دى بقى المصلحة اللى عايزك فيها ... النيجاتيف الجديد والصور فى خزنة فى بنك فى أسبانيا ... لو حصلى حاجة الخزنة دى لازم تتفتح طبعا ... أنا شخصيا مش عارف انا شايل المفتاح فين ... لكن لو حاجة حصلتلى والمحامى جاب أمر بفتح الخزنة هيلاقوا الصور والنيجاتيف ... وانت عارف بقى .... هتبقى حكاية ويدوروا على صاحب الصور وتبقى متهم ... وانا هابقى ميت طبعا ومش هعرف ادافع عنك والجرايد هناك تنشر والناس هنا تاخد خبر وتبقى فضيحتك بجلاجل
  • صدقنى يا أمجد أنا مليش دخل بأى حد عايز يأذيك ... شوف مين عايز يأذيك وإتفاهم معاه
  • أنا شخصيا ماعرفش مين .... بس الجماعة بتوعك هم اللى هينفذوا ... من مصلحتك زى ما قولت إنى متأذيش علشان اعرف أحافظ على وعدى ليك .... ده حتى من مصلحتك إنك تحافظ على حياتى ... لو القدر كان ليه رأى تانى وخبطتنى عربية مثلا أو وقع على دماغى عمود نور إنت هتتأذى ... وانا ميرضنيش أذيتك
  • الموضوع اللى بتقول عليه ده أكبر منى ... بس ممكن أسأل وأقولك تعمل إيه
  • طالما أكبر منك يبقى تشوف حد أكبر منك أتكلم معاه ... بيقولوا الوالد عضو مجلس شعب وواصل ... أكيد هيعرف يحل الموضوع خلينى أقابله واتكلم معاه
  • تقابله ؟؟؟؟ أوعى تقوله على موضوع الصور يا أمجد
  • يعنى هو مش عارف ؟ على كل حال مش هأقوله ... خلينى أقابله على أساس إنى باشتغل برة ومعايا عملة عايز أغيرها ... أنا معايا عشرتلاف ... قوله إنى صاحبك من أيام الجامعة وابن حتتك وكده ... مصلحتك يا ممدوح إنى أفضل سليم من غير ولا خدش .... لا أنا ولا منى ولا أى حد أعرفه ... إنت عارف الشيطان شاطر
  • منى ؟ إنتوا رجعتوا لبعض ؟ أنا آخر حاجة عرفتها إن خطوبتكم إتفسخت
  • هو انت مش متابع ولا إيه ؟ معقولة متعرفش إننا كتبنا كتابنا من أكتر من عشر أيام ؟
  • يا عم صدقنى أنا لا متابعك ولا عايز أسمع أى حاجة عنك ... أحلفلك بأيه بس علشان تصدق
  • خلاص متحلفش ... هأقابل الحاج إمتى بقى ؟
  • مش عارف ... هأسأله وأقولك
  • لأ ... إخلص بسرعة أنا معنديش وقت ومسافر كمان كام يوم
  • طيب إستنى مِنى تليفون النهاردة بليل عالساعة 12 كده أكون عرفت أتكلم معاه وأقولك ... إدينى رقم تليفونك
  • هو هو رقم التليفون القديم يا ممدوح إنت نسيته ؟
  • يا سيدى بأقولك أنا نِفسى أنسى وجودك فى الدنيا من أساسه ... وبعدين إنت عمرك ما إديتنى رقم تليفونك ولا عمرى كلمتك فى التليفون أصلا
  • آه صحيح ... طيب خد رقمى أهو
عصر اليوم التالى كان أمجد يدخل من باب نفس المكتب الذى تحادث فيه مع ممدوح ليستقبله ممدوح بنفس الود المصطنع أمام عدد كبير من الجالسين فى إنتظار مقابلة الحاج عضو مجلس الشعب ليصطحبه إلى باب جانبى طرقه بإحترام ليدخل وخلفه أمجد لمكتب آخر غاية فى الفخامة يجلس خلفه رجل ضخم الجثة لكن ملامحه هى هى نفس ملامحهم ... الذقن المحناة والشارب الحليق وتلك الإبتسامة الصفراء التى يكرهها أمجد ويجلس على كرسى آخر على الطرف الآخر من المكتب رجل آخر بنفس الملامح على وجهه نفس الإبتسامة السمجة الصفراء

  • إتفضل يا باشمهندس .... شرفتنا ... ممدوح قاللى إنك صاحبه من زمان وإنك ليه عنده جميل عايز يردهولك ... إتفضل أقعد
جلس أمجد بعد أن صافح يد الحاج الكبير وحرص على أن تكون مصافحته بمنتهى القوة

  • أهلا بيك يا حاج ... أنا هادخل فى الموضوع فورا لإن واضح إنك مشغول .
  • إتفضل
  • الحقيقة يا حاج فيه ناس تبعكم مش ناويين لى على خير ... معرفش ليه ... وطبعا أنا مش عايز أدخل فى مشاكل مع حد ... فياريت لو حضرتك تساعدنى فى الموضوع ده أكون شاكر ليك جدا
وهنا ناول الجالس على الطرف الآخر من المجلس الحاج الكبير ملف به بعض الأوراق إستغرق الحاج فى قرائتها لبعض الوقت وعلت وجهه تلك المرة إبتسامة بدت حقيقية وليست تلك الصفراء المصطنعة

  • هو أنت بقى اللى اتجوزت البنت اللى كان نور عايز يتجوزها ... حد يعمل كده يا راجل
  • يا حاج أنا إتجوزت خطيبتى اللى كنت خاطبها قبل ما نور ده يعرفها ... يعنى هو اللى اتعدى عليا مش انا اللى اتعديت عليها
وهنا تدخل ممدوح فى الحديث بهدوء شديد وهو مالم يكن أمجد يتوقعه

  • فعلا يا شيخنا .... أمجد كان خاطب مُنى من زمان وموعودين لبعض من وهما لسة عيال ... وانا أشهد على كده
  • بس إنتوا كنتوا سيبتوا بعض يا أمجد .... والحاج نور متعداش عليك لما راح خطبها
  • خطبها غصب عنها ... ولو كانت موافقة عالخطوبة دى مكانتش سابته أول ما شافتنى ِرجعت من السفر
  • بس برضه يا ابنى مكانش يصح الطريقة اللى عملتها دى ... تبوظ فرحة الراجل يوم دخلته
  • وهو مستنى دخلة ولا خارجة ... ماهو كل كام شهر بيتجوز ويطلق ... مجتش على دى يعنى
  • بس يا باشمهندس إنت عامل عداوة بينا وبينك من أيام ما كنت طالب ... الورق اللى قدامى بيقول كده
  • أنا لا عملت عداوة ولا فبالى عداوة مع حد ... أنا بس دماغى غير دماغهم ومبحبش حد يركب دماغى ... أنا راجل صعيدى ودمى حامى ومبحبش حد يمشينى ... وبعدين فين العداوة دى ... أدينى جيتلك وباطلب منك خدمة ... لو فيه عداوة كنت هاجى لغاية عندك ؟
  • طيب قولى المقاول الكبير كان عايز يعرف أخبارك ليه ؟ خدت منه مرة هو كمان
  • يا حاج آخد منه إيه بس ... هو فين وانا فين ... كانت مشكلة بينه وبين الدكتور إبراهيم فى الشغل وخدنى فى رجليه
  • مش مصدقك يا أمجد بس هامشيها بمزاجى ... إنت واضح إنك شاب جرئ وعجبانى جرأتك ... إيه رأيك تبقى معانا ومحدش هيقدر يبصلك تانى
  • يا حاج أنا لسة قايلك دماغى غير دماغكم ... وبعدين أنا راجل باحب الفرفشة وباشرب خمرة وبتاع نسوان ... يعنى ينفع أشتغل معاكم وانا خمورجى ونسوانجى ؟
  • وانطلق الحاج الكبير فى ضحكة مقهقهة تلك المرة حتى دمعت عيناه
  • خمورجى ونسوانجى ؟ بس الورق اللى قدامى مبيقولش كده .
  • ماهو مش كل حاجة مكتوبة عندك يا حاج ... حتى أسأل اللى كانوا ماشيين ورايا لما كنت باحب أزوغ منهم كنت بازوغ إزاى
  • قصدك الواد عزيز اللى كنت بتهرب منه كل ما تحب وفى الآخر بقى صاحبك وبيقعد معاك عالقهوة
وهنا فوجئ أمجد بما قاله الحاج عن عزيز ... آه يا ولاد الكلاااااااب ... عندكوا جهاز مخابرات خاص بيكو ... حتى بتراقبوا بعض ... تمالك أمجد نفسه سريعا حتى لا يظهر بمظهر ضعف أمام هذا الذئب اللئيم

  • ماله عزيز ... راجل محترم وعمل اللى عليه ... وحتى اللى كان بيمشى ورايا بعده كنت بالعب بيه وأفسحه زى مانا عايز وأزوغ منه وقت ما أحب ... فياريت متحملوش عزيز الذنب ومتأذوهوش .
  • متخافش معملناش فيه حاجة ... إحنا قرصنا ودنه بس علشان يبقى ياخد باله من شغله
  • مش مشكلتى عزيز دلوقتى ... راجلكم وانتوا حرين معاه ... أنا جاى اتكلم عن نفسى ... وبعدين فيه حاجة مهمة ... إنت عارف إن أهلى صعايدة والفرح اللى عايزين تبوظوه هيكونوا موجودين ودول مبيتحركوش من غير سلاح ... والمعازيم هيكون فيهم ظباط جيش كتير ... يعنى لو رجالتكم حاولوا يعملوا حاجة هتبقى مجزرة ... ولو واحد من ظباط الجيش دول أتخدش هتبقى مشكلتكم مع الجيش ومع الصعايدة ... ليه بقى ندخل بعض فى مشاكل ممكن نتجنبها .... طبعا ده مش تهديد ولا حاجة ... لكن بس شرح للمشكلة اللى ممكن كلنا نتورط فيها من غير داعى
  • وانت عرفت منين إن فيه ناس هتبوظ فرحك؟
  • يا حاج مافيش حاجة بتستخبى ... وانا برضه عندى دماغ بتفكر وباقدر اتوقع اللى هيحصل
  • بس ده مش توقع ... ده كده حد قالك معلومة ... بس صدقنى دى أوهام ... هو فرحك ده إمتى ؟
  • لسة محددتش المعاد بالظبط ... لما أحدده هابقى أعزم حضرتك بالتأكيد ... ده لو هتوافق طبعا ... بس طبعا ده هيبقى فرح مش زى أفراحكم ... يعنى هتبقى فيه رقاصة ومغنيين وكده
  • هههههههه يعنى بالعربى هتعزمنى ومش عايزنى آجى .... مش بأقولك جرئ ودماغك حلوة .... طب خلاص يا سى أمجد ...إعتبر إن فرحك هيتم على خير وكمان تحت حمايتى ... ومحدش من ناحيتنا هيقرب ناحيتك .... مبسوط يا سيدى؟ نتكلم بقى فى الشغل
  • شغل إيه حضرتك ؟ ما قولت لحضرتك إنى خمورجى ونسوانجى ومينفعش أشتغل معاكم
  • يا ولا ... إنت هتعمل عبيط ... مش ٍإنت قلت لممدوح إن معاك عملة وعايز تغيرها
  • آه يا حاج لا مؤاخذة نسيت ... معايا مبلغ صغير كده ... عشرتلاف ... قالوا لى إنكم بتكرموا معارفكم وبتغيروا أغلى من البنك
  • ياسلام ... عنينا ليك يا هندسة...بس عشرتلاف مبلغ مش قليل ...جبته منين؟
  • يا حاج مش باشتغل فى أوروبا وكده ..أكيد انت عارف
  • طيب قولى بتكسب حلو هناك
  • مستورة يا حاج وباكسب كويس
  • طيب أنا باغير بعشرة قروش أكتر من البنك وعلشان خاطرك هاديك خمستاشر إيه رأيك مبسوط
  • كتر خيرك يا حاج ... بس الكرم ده ليه سبب أكيد
  • هأقولك عالسبب هات فلوسك الأول أغيرهالك
بعدما تناول الرجل رزمة النقود من أمجد وأعطاه ما يقابلها بالعملة المصرية عد خمس ورقات من المبلغ الذى أعطاه له أمجد ومد يده بها تجاهه

  • إيه دول يا حاج ؟
  • دول تعتبرهم نقوطك طالما مش عايزنى أحضر فرحك ... من الآخر كده إنت هتشتغل معانا ... واعتبرها خدمة قصاد خدمة
  • مانا قولتلك يا حاج منفعش أشتغل معاكم
  • باقولك إيه ... إنت فاكر كل اللى معانا زينا كده بيلبسوا جلالايب وبيربوا دقنهم ... كل الكبار اللى فى البلد بيشتغلوا معانا ولينا مصالح مع بعض وكلهم يا إما خمورجى يا إما نسوانجى يا إما الإتنين... إنت هتعملنا خدمة وهتستفيد منها
  • أسمع الأول أشوف هانفع ولا لأ
  • هتنفع ومش هتعمل حاجة ضد القانون ولا حد هيقدر يفتح بوقه معاك ... إنت هتاخد ال 500 دول تفتح بيهم حساب فى فرع البنك الأجنبى اللى فاتح جديد فى وسط البلد ... هتعمل الحساب بالباسبور بتاعك مش بالبطاقة ... البنك ده ليه فروع فى أسبانيا هتعمل حساب تانى هناك بنفس الباسبور ... تحويل الفلوس بين الحسابين هتبقى عمولته شبه معدومة
  • طيب وحضرتك بقى هتحتاج الحسابين دول فى إيه
  • حاجة بسيطة خالص ... الناس اللى شغالة فى أوروبا هتحول فلوسها اللى بالعملة الأجنبية على حسابك هناك وأهاليهم هيستلموها هنا بالجنيه وانت تحول الفلوس دى على حسابك اللى هنا ... وأحيانا هنطلب منك تحول فلوس من حسابك اللى هناك لحسابات تانية فى أوروبا أو أمريكا
  • طيب وهاعمل إيه بفلوس الناس اللى هتتحول على حسابى اللى هنا ؟
  • هتحولها هنا لحسابات تانية تبعنا ... وهتاخد عمولة كويسة
  • وانتوا هتعرفوا منين إتحول لحسابى كام ؟ مش يمكن أغالطكم فى الحساب ولا حاجة
  • هههههههه لأ متخافش إحنا واثقين فيك ... وبعدين كل واحد بيحول لحسابك فلوس هيبعتلنا صورة للتحويل أو الإيداع فى حسابك لو هو فى أسبانيا
  • هيبعتهالكم إزاى ؟ دى البوسطة تاخد لها إسبوعين على ما الجواب بيوصل من أسبانيا لهنا ... يعنى يحول فلوسه على هنا أسرع
  • بالفاكس يا أمجد ... هيبعتلنا صورة التحويل عالفاكس ... إيه مسمعتش عنه
  • سمعت عنه لكن ماعرفش إنه وصل مصر ولا إنه بيشتغل على الخطوط اللى هنا
  • لأ يا سيدى وصل وبيشتغل
  • بس ده مافيهوش حاجة غلط يا حاج ؟
  • متخافش ... مفيهاش أى حاجة غلط ... وطبعا مش هنشترى بيها سلاح ولا حاجة من الأفكار الغلط اللى انت واخدها عننا دى ... ده حتى ساعات الحكومة بتلجأ لنا وتاخد مننا الفلوس الأجنبى دى تمشى بيها حال البلد ... يعنى انت بتخدم البلد بالطريقة دى ..... بكرة أول ما تروح البنك تسأل عالأستاذ **** هو هيخلصلك كل حاجة ... أنا هاكون مديه خبر
  • ماشى يا حاج .... كده إتفقنا على كل حاجة .... حضرتك هتمنع عنى الأذى وأنا هأساعدك فى الشغلانة البسيطة دى وكلنا هنستفيد ... أستأذن أنا بقى أخدت من وقتك كتير
  • مع السلامة يا أمجد
  • وبالنسبة للناس اللى ماشية ورايا مافيش داعى يتعبوا نفسهم زى ما أتفقنا لأنى وقت ما أحب أزوغ منهم هزوغ
  • من دلوقتى محدش هيمشى وراك ... أنا أديتك كلمتى خلاص ... متقلقش
كان إتخاذ أمجد لمثل هذا القرار سريعا مخاطره ... إنه سيلعب مع الشيطان شخصيا ... هو يعرف أنهم لا عهد لهم ولا ذمة معه ... فهم يعتبرونه فاسق أو كافر ... لكنها الضرورات التى تستوجب المغامرة .

بمجرد خروج أمجد من مكتب الشيطان عرف أنه متبوعا ... وقبل أن يصل لسيارة والده القديمة قرر إرسال رسالة صغيرة سيفهمونها بالتأكيد ... فالحاج الكبير هو أكثر من قابلهم منهم ذكاء وسيفهم تلك الرسالة بالتأكيد .

كان المراقب تلك المرة أكثر براعة وتدريبا فى المراقبة ... لكن حواس أمجد التى أكتسبها فى فترة تجنيده لا زالت كما هى مرهفة ... وكما إعتاد الإختفاء فى اللا مكان إختفى فى الزحام وظل يراقب مراقبه لدقائق وهو يتلفت باحثا عنه ليظهر بجواره راسما على وجهه إبتسامة صفراء

  • أنا مروح ... تحب أوصلك معايا يا شيخ ؟
وامتقع وجه الرجل الذى لم يكن يتوقع تلك الكفاءة من أمجد ولم يجد ما يقوله

  • لا شكرا ... معايا عربية
  • طيب وفر البنزين بقى ومتجيش ورايا ... أنا مش رايح حتة غير البيت .... ومتنساش تسلملى على الشيخ أبو إبراهيم
  • ..................................................................
عندما دخل أمجد من باب شقته وجد أمامه المنظر الذى أفتقده لسنوات ... حبيبته الرقيقة منى تجلس مستكينة فى حضن أمه واضعة رأسها على صدرها

  • إيه يا حضرة الناظرة .... نزرع لكم شجرة لمون فى الصالة تقعدوا تحتها ... أنا باغير على مراتى على فكرة
  • بس يا حمار إنت ... خد مراتك أهى ماخدتش منها حتة
  • طيب عادى يعنى ممكن نبوس ونحضن قدامك طالما هيا مراتى
  • هاقوم أضربك بالشبشب يا سافل ... خد مراتك وشوف عايز تقولها إيه وأخلص ... ومن غير قلة أدب .... أبوك جوة
  • طيب هاخش اسلم عليه ... إسبقينى يا مُنى على أوضتنا
بمجرد إغلاق أمجد باب غرفته خلفه بعد دخوله لم يترك ثانية لتضيع قبل أن يحتضن حبيبته ويغوصا فى قبلة عميقة تحسسس أمجد فيها أثناء إشتباك شفاههما كل جسدها الذى بدأت تعود إليه نضارته وجماله القديم وقد إعتاد وأعتادت على أن يرفع لها فستانها ليتحسس جسدها دون أن تحول ملابسها بينه وبين أصابعه لكنه فى هذه المرة ... ولأول مرة يدخل يده أسفل كيلوتها الصغير ليتحسس الشق الجميل بين فلقتيها الرائعتين .

إستسلمت منى للمساته وقد إرتفع تنفسها فهى المرة الأولى فى حياتها التى تصل أصابعه لتلك النقطة ولأول مرة فى حياتها تلمس أصابعه فتحة شرجها البكر. بل هى المرة الأولى منذ أن وعت على الدنيا التى تصل أصابع غير أصابعها لذلك المكان ولم تكن تتوقع أن اللمسة لذلك المكان من الممكن أن تثير بداخلها ذلك الشعور الذى أجتاح جسدها وذلك الخدر الذى شعرت به فى ساقيها فرفعت ساقيها لتلفهما حول خصر حبيبها وزوجها ولم يعد يفصل بين كسها وبين جسده إلا هذا الكيلوت الصغير ولم يتمالك أمجد نفسه وأنحنى بجسده ليضعها على طرف الفراش ويضغط بزبره على كسها البكرمن فوق ذلك الحاجز الرقيق بينهما فلم تتمالك نفسها وندت عنها آهة شبقة وهى تقذف بمائها فسارع أمجد بوضع شفتيه على فمها ليمنعها من التمادى فى صوتها لكنه فشل .

كانت أم أمجد جالسة فى مجلسها عندما سمعت تلك الآهة فأسرعت لباب الغرفة وطرقته فهى لا تعلم مدى ما وصل إليه الحبيبان وتخشى أن يتعجلا ما لم يحن وقته

  • أمجد لِم نفسك أبوك جوة
  • حاضر يا ماما ... متخافيش محصلش حاجة ... منى درج المكتب قفل على صباعها
  • صباعها يا ممحون ... تعالى يا بت يا منى عايزين نعمل صينية كنافة
  • كنافة إيه دلوقتى يا ماما .... لسة بدرى على رمضان ....عشر دقايق وهتخرجلك
كانت منى جالسة على حافة الفراش تحاول إلتقاط أنفاسها وإبتسامة جميلة تملأ وجهها المتورد وهى تنظر لوجه حبيبها بحب

  • عاجبك كده ... أهى سمعت وهتسمعَنى كلمتين دلوقت
  • مانتى اللى صوتك عالى ... وبعدين إنتى مراتى يعنى من حقنا ... المهم ... خدى الفلوس دى ... عايزك تشترى بيها فساتين جديدة ... وإلهام وهيا نازلة هابعت لك معاها فساتين تانية ... تخلى أبوكى يقلدها وتاخديهم إنتى
عندما أخرج أمجد رزم الأوراق المالية التى تسلمها من الحاج الكبير نظرت منى بإندهاش لأمجد

  • كل الفلوس دى أشترى بيها فساتين ... غير اللى هتبعتهم مع إلهام .... إنت مجنون يا أمجد ؟ إنت مش مليونير يا حبيبى علشان تشتريلى بكل الفلوس دى هدوم
  • لو معايا قدهم عشر مرات كمان مش خسارة فيكى ... لازم تبقى أشيك بنت فى البلد كلها
  • لأ يا أمجد بلاش جنان ... لما أحتاج حاجة هابقى آخد منهم ... أنا هافصل فساتين عند الخياطة اللى فى وسط البلد زى ما كنت ... وانت عودتنى إن هدومى تبقى متفصلة ليا مخصوص ... لو الموديلات اللى هناك عجبتك هبقى أفصل زيهم
  • خلاص ... حطى الفلوس فى الدرج ووقت ما تعوزى تاخدى منها حاجة أهى موجودة عندك .... ومعاكى كمان التوكيل لو إحتاجتى فلوس إسحبى من الدفتر
  • خلاص .... سيبنى بقى ماما واقفة ورا الباب
  • طب هاتى بوسة قبل ما تخرجى
  • توء .... أمك برة
إحتضن أمجد حبيبته وقبل أن يهم بتقبيلها أتاهم صوت أمه من الخارج

  • يلا يا مُنى ... مش وقته
خرجت منى سريعا وقابلتها أم أمجد على الباب بضربة رقيقة على مؤخرتها

  • يا بت بلاش مياصة ... أهدوا شوية ... يوم صباحيتكم لازم أبوكى وأمك يشوفوا المنديل عليه ددمم... مش عايزين فضايح ... إسبقينى عالمطبخ يا مايصة
  • يا ماما ماهو قالك الدرج قفل على صباعى
  • الدرج برضه اللى قفل على صباعك يا ممحونة ... إجرى يا بت عالمطبخ


  • مستريحة كده يا حضرة الناظرة ... الواحد مش عارف يقعد مع مراته شوية
  • لما تبقوا تروحوا بيتكم يا ممحون ... مينفعش كده ... إتعدل وهدى نفسك وإلا أقسم إن مافيش قفل باب عليكم تانى لغاية ما تتنيلوا تدخلوا
  • يا ماما قلت لك الدرج قفل على صباعها
  • لا يا شيخ ؟ هبلة انا مش هاعرف صوت الدرج من صوت مياصتكم
  • نفسى أعرف الردار اللى مركباه فى ودانك جيباه منين
..............................................................................


عندما أنتهى ذلك اليوم وتركت منى حبيبها لتعود لشقتها لم يستطع أمجد التوقف عن التفكير فيما دار بينه وبين ذلك الشيخ .... فبداخله هو يعلم أن ما اتفق عليه معه مخالف لكل ما تربى عليه وبأن تلك الأموال التى سيساعدهم فى دخولها لمصر لن تستخدم فى خير ... لم يكن هناك من يستطيع أن يبوح له بالسر أو يأخذ رأيه ... لم يكن يستطيع إبلاغ السلطات فحتى الآن لم يحدث ما يبلغ عنه ... كانت الأفكار تطن فى رأسه لكنه كعادته قرر المضى فى المغامرة بعد أن إستقر أخيرا على قرار ما ... فلتكن وجهته للجهة الوحيدة التى يثق بها ... وهناك سيعرف ما يجب عليه أن يفعله فى ذلك الإختبار الذى وضعه فيه القدر

فى الصباح التالى كان أمجد فى طريقه لفرع البنك و كالعادة عرف أنه مراقب وترك الفرصة لمراقبه كى يتبعه حتى فرع البنك حتى أنه دخل وراءه البنك بعد أن تم تحذيره من مهارة أمجد فى الإفلات من المراقبة وبعد خروجه من البنك تعمد أن يرهق مراقبه بالمشى لأطول فترة ممكنة قبل أن يختفى من أمامه ويراقبه وهو يتلفت حوله بحثا عن طريدته وسط زحام وسط القاهرة ويتجه بعدها مباشرة للمكان الذى قد يجد فيه إجابة عن تساؤلاته ... ذلك المبنى الكبير الذى سبق له دخوله قبل نهاية خدمته العسكرية ليطلب مقابلة نفس الضابط الذى قابله فى المرة الأخيرة .

تلك المرة لم يحيى أمجد الضابط التحية العسكرية فهو الآن مدنى لا يحق له آدائها لكنه مد له يد محييا إياه وشد على يد بشوق حنينه لرائحة البارود المختلطة برائحة التراب الممزوج بالعرق

  • إزيك يا أمجد ... عامل إيه يا باشمهندس
  • إزى حضرتك يا فندم ... كويس إنك لسة فاكرنى
  • طبعا لسة فاكرك ... خير فيه حاجة تانى حصلت بخصوص موضوعك القديم ؟
  • لأ حضرتك ... موضوع جديد
  • موضوع إيه يا أمجد ؟ إحكيلى
قص أمجد على الضابط تفاصيل ما حدث بينه وبين الشيخ أبو إبراهيم بعدما أبلغ الضابط بتحذير عزيز له ... وبعد أن أستمع الضابط بإهتمام رفع حاجبيه وهو ينظر لأمجد نظرة إعتذار

  • للأسف يا أمجد الموضوع ده مينفعش نتدخل فيه ... أى حاجة برة الجيش ممنوع نتدخل فيها
  • ماهى الفلوس دى حضرتك مش هيدخلوها مصر يعملوا بيها أعمال خيرية مثلا ... أكيد هيعملوا بيها مصيبة .
  • مانا عارف ... لكن الموضوع خارج تخصصنا ... إستنانى خمس دقايق هاعمل تليفون وأجيلك
عاد الضابط بعد دقائق ليجد أمجد يكاد ينهشه القلق بعدما ظن أنه لا فكاك من الفخ الذى وقع فيه وأنه سيصبح شريكا فى جريمة من جرائم طيور الظلام التى عششت فى كل أنحاء ذلك الوطن المسكين المنكوب بجهل معظم سكانه وأنقيادهم لذلك التيار المظلم الذى يقودهم من آذانهم لمصير محتوم

  • بص يا أمجد ... أنا اتصلت لك بالناس فى الجهاز الكبير ... إهتموا بالموضوع وطلبوا إنك تروحلهم دلوقتى ... فيه عربية هتاخدك دلوقتى توديك هناك وتحكيلهم كل اللى حكيتهولى
إنطلقت سيارة صغيرة بأمجد لتوصله للجهاز الأكبر ولم يستغرق الأمر إلا دقائق ليجد أمجد نفسه جالسا أمام رجل تبدو على وجهه هيبة شديدة وهدوء أشد وبعد أن قص أمجد عليه القصة من أولها لآخرها بما فيها التهديد الذى أضطر بسببه للجوء للشيخ أبو إبراهيم ... بهدوء شديد تكلم الرجل الجالس خلف المكتب

  • بص يا باشمهندس .... اللى هتعمله مفيهوش مخالفة للقانون الحالى ... هو مجرد تحايل عالقانون
  • ماهو زى ما كنت باقول لحضرة الظابط هناك الفلوس دى مش هيعملوا بيها أعمال خيرية ... أكيد هيعملوا بيها مصيبة
  • بالظبط كده ... وعلشان كده إحنا طلبنا إنك تجيلنا هنا ... طبعا طالما جيت لغاية عندنا يبقى عندك إستعداد تتعاون معانا
  • طبعا ... أنا تحت أمركم
  • إنت هتعمل كل اللى قالولك عليه بالظبط ... مش مهم مين هيحولك فلوس هناك لإنهم غالبا ناس بتشتغل فى أوروبا وعايزة تزود قرشين تلاتة يبعتوهم لأهلهم هنا ...إلا لو إتحول لحسابك مبلغ كبير طبعا يبقى ده عليه علامة إستفهام
  • تمام ... والمطلوب منى إيه ؟
  • المطلوب منك بقى الناس اللى انت هتحولها الفلوس دى هنا .... والأهم منهم لو طلبوا تحول فلوس لحسابات تانية فى أوروبا أو أمريكا... أرقام حساباتهم والمبالغ اللى حولتها ليهم وأسماءهم لو عرفتها وتواريخ التحويل ... وكذلك أرقام الحسابات اللى بتحول مبالغ كبيرة
  • تمام ... وهابلغكم إزاى ؟
  • إنت طبيعى فى أسبانيا إنك بتروح السفارة تسجل نفسك هناك ... لما تروح السفارة المرة الجاية تطلب تقابل مسؤل الأمن فى السفارة ... هاقولك إسمه ... هو هيكون عنده خبر وهيقابلك ... إنت مسافر إمتى
  • كمان إسبوعين
  • قبل ما تسافر بيومين إتصل بيا ... هاديك رقم تليفونى هنا ... لو ملقتنيش سيبلى خبر إنك مسافر يوم كذا وانا هاتصل بيك قبل ما تسافر
  • شكرا يا فندم ... استأذن أنا بقى علشان زمان الجماعة اللى بيراقبونى قلقانين عليا ... أنا كده مختفى عنهم من وقت طويل
  • ههههههههههه ... خايف على قلق اللى بيراقبوك ... قلبك كبير
  • لا كبير ولا صغير ... أنا بس مش عايزهم يغيروا الرجالة اللى بتراقبنى ... إتعودت عليهم خلاص
  • ماشى يا أمجد ... مع السلامة وخد بالك من نفسك ... ومتزعلش لإننا إحنا كمان هنراقبك ... ونراقب اللى بيراقبوك
  • لأ مش هازعل ... تقريبا كده بقيت باقلق لما اكون فى مصر ومش متراقب
  • ههههههههه ... باين عليك مشكلة يا أمجد ... خد بالك من نفسك ... إحنا ما صدقنا نلاقى حد يدخلنا وسطهم ... هابعت معاك عربية توصلك لغاية البيت
  • لأ عربية إيه .... هما عادة لما باهرب منهم بيستنونى عند البيت ... مينفعش يلاقونى نازل من عربية ميعرفوش بتاعت مين
  • متخافش ... اللى هيوصلك عربية تاكسى ... ومتنساش تحاسبه قبل ماتنزل
  • هههههه تمام حضرتك ... هاحاسبه واديله بقشيش كمان
عندما غادر أمجد المبنى الكبير كان يشعر بانه قد أزاح عن صدره حجر ثقيل يرقد على أنفاسه ... وبمجرد وصوله لشقته أسرع بالإتصال بحبيبته ... فقد إفتقد وجودها لساعات

  • وحشتينى يا حبيبتى ... عايزك فى حاجة مهمة ... إطلعيلى
  • لا يا خويا ... أطلعلك وامك ترجع من المدرسة تلاقينى معاك لوحدنا فى الشقة ... كفاية الكلام اللى سمعته منها إمبارح
  • يا بت إنتى مراتى ... تسمعك كلمتين إيه بس ... طيب اطلعى شوية وانزلى قبل ما تيجى
  • أمك قالت لما نبقى نروح بيتنا ... وانت عارف امك بتعرف كل حاجة لوحدها
  • يووووووه بقى ... طب إنتى وحشانى دلوقتى ... أعمل إيه ... أنزلك انا
  • لأ يا أمجد متنزلش لو سمحت
كانت الحدة التى نطقت بها منى الجملة الأخيرة إنذار شديد لأمجد بأنها لم تسامح أمها بعد ولا زال يداخلها شئ ما ناحيتها ... ولم يرد أمجد الضغط على منى حتى لا يزيد جرحها إيلاما

  • طيب إطلعى نقعد فى البرجولة .... أهى إتصلحت ورجعت أحسن من الأول ... حتى نسقى الزرع اللى جبته حواليها سوا
  • خلاص ... هاغير وأقابلك فوق ... عشر دقايق واكون عندك يا حبيبى
  • آآآآآآآآآه ... قوليها تانى كده
  • يا ح ب ي ب ى
مرت الأيام سريعا وأوشكت الإجازة على الإنتهاء وكان على أمجد التوجه لشركة الطيران لإستلام تذكرته وصاحبته إلهام لتسلم تذكرتها ودهش أمجد عندما وجد تذكرته التى حجزها له المكتب تذكرة بالدرجة الأولى وليست الدرجة السياحية كالمعتاد

  • هما غلطوا ولا إيه ؟ تذكرة فرست كلاس؟ لا يخصموا منى فرق التذكرة لما أروحلهم
  • ياض إنت مسافر مع إلهام شخصيا ... وانا مبسافرش غير فرست ... عد الجمايل بقى يا بغل
  • ............................................................ ................
وأتى يوم الرحيل ... لم تتمالك منى نفسها من البكاء فى حضن حبيبها الذى افتقدته لسنوات ... وهاهى ستحرم منه مرة أخرى ... لم تستطع الرقيقة منى أن تتجاوز إحساسها بأنها ستفتقد شعورها بالأمان مرة أخرى ... لقد أصبح شعورها بالأمان مرتبط بوجود فارسها قربها

  • خلاص بقى يامنى بطلى عياط .... وإلا أقسم إلغى سفرى وأقعد جنبك
  • مش قادرة يا أمجد ... مش عارفة هاقدر اعيش ازاى وانت مش موجود
  • يا بت كلها شهرين وارجعلك ونعيش فى بيتنا ... مش عايز ارجع الاقيكى خاسة ووشك اصفر ... فاكرة يا بت يوم ما أمى قفشتنا وانا بافرجك البيبى دول
وانفرجت شفتا الرقيقة بإبتسامة جميلة بين دموعها

  • آه فاكرة ... وده يوم يتنسى
  • أهو انا بقى عايز جسمك يرجع زى ما كان علشان أشوفك وانتى لبساه
  • ده وقته ؟ إنت مسافر وانا باعيط ومش قادر تبطل سفالة
  • يا حبيبتى راجعلك ... وهاتصل بيكى كل يوم ... متقلقيش ... مش عايز اسافر وانتى كده بتعيطى
  • حاضر يا أمجد ... خد بالك من نفسك
كان الإحتضان الأخير قويا لدرجة لم يعاينها الحبيبين من قبل ... وكأن أمجد كان يريد أن يدخلها لقفصه الصدرى ... وكانت تريد أن تدخله ... لكان طرقات خفيفة على باب غرفتهما أوقفت هذا السيل من المشاعر وخرج الحبيبان وهما يمسحان دمعهما

كانت إلهام منتظرة بالخارج مع أم أمجد وأبيه ... كعادة أمجد لا يحب أن يصطحب أحبائه لوداعه فهو يكره لحظات الوداع ... إحتضن أبيه وأمه وإخوته وحماه

  • خلاص يا عمى إلهام وهى نازلة هتجيب معاها شوية موديلات زى ما إتفقنا ... وانا هاشحن الباقى على بورسعيد فى أقرب وقت ... شد حيلك يا عمى ... عايزين نعمل الإفتتاح بمجرد ما أرجع ... علشان يبقى الفرح فرحين
  • متقلقش يابنى ... كل حاجة هتبقى تمام
  • وإنتى يا ماما خدى بالك من القردة الحلوة مراتى دى ... مش عايز ارجع ألاقيها خست ووشها اصفر زى المرة اللى فاتت
  • متخافش عليها يا أمجد
  • وإنتى يا منى ... خدى بالك من الزرع اللى عالبرجولا ... على ما ارجع هيكون كبر وزهر
  • متخفش يا حبيبى
إحتضن أمجد أباه لمرة أخيرة حضن طويل أودعه فيه مدى حبه وتقديره لكل ما تحمله من حماقاته هامسا فى أذنه

  • أشوف وشك بخير يا بابا ... كل دول وانا معاهم أمانة فى رقبتك شايلها طول السنين
كادت الدموع ان تطفر من عينى إلهام التى تتصنع القوة لكنها أخفتها سريعا

  • ياللا بقى يا عم روميو ... الليموزين اللى جاية بيه مستنى تحت بقاله نص ساعة ... فين شنطتك
  • شنطة إيه ... أنا هدومى كلها اصلا هناك ... جيت بطولى من غير شنط
  • لأ ناصح ... ياللا بينا بقى
أبدل أمجد الخمسة آلاف جنيه التى حملها معه لجنيهات إسترلينية قبل صعوده الطائرة وأستقر فى كرسيه بجوار إلهام

  • فيه خبر ليك مردتش أقولهولك وإحنا فى بيتكم
  • خير ... خبر حلو زيك كده ولا خبر مهبب
  • بصراحة معرفش هو حلو زيى ولا مهبب زى وشك ... سهام وأبوها هايقابلونا فى أسبانيا ... هم وصلوا هناك من يومين وابوها عايز يقابلك
  • بجد يا إلهام ؟ بتتكلمى جد ؟ أخيرا هشوف سهام
  • يخربيتك وبيت أهلك ... إيه السعادة اللى نطت على خلقتك دى أول ما سمعت الخبر ... يا منيل باقولك سهام وابوها هناك وعرفوا انك كتبت كتابك على منى ... يعنى هتبقى مقابلة زى الطين على دماغك ... البت عايزة تطلق
  • إنتى سمعتى منها بنفسك الكلام ده ؟ هى قالتلك إنها عايزة تطلق
  • لأ ... بس ابوها قاللى ... وأكيد هى مش هتوافق إنها تكمل معاك بعد ما إتنيلت إتجوزت
  • لو هى عايزة تطلق بجد مش هاظلمها معايا ... لكن لو عايزة تكمل معايا واتجوزها رسمى مش ممكن افرط فيها
  • ياض إنت حمار ... تكمل معاك إيه ... إنت مش إتجوزت حب عمرك خلاص ... عايز منها إيه
  • وسهام كمان حب عمرى يا إلهام ... سهام بنت مافيش زيها فى الدنيا
  • ومُنى يا موكوس
  • مُنى كمان مافيش زيها فى الدنيا
  • وعلشان كده عايز تخونها وتتجوز عليها
  • أنا مش هاتجوز عليها ... أنا متجوز سهام قبل ما أتجوز منى بسنين
  • إنت قولتلها إنك متجوز صاحبتها ؟
  • لأ مقولتلهاش طبعا ... بس مش ممكن أفرط فى سهام بالساهل كده
  • إنت إزاى كده يا أمجد ؟ أنا كنت فاكراك قطة مغمضة ساعة ما شوفتك ... إنت أنانى يا أمجد وعايز تكوش على كل حاجة
  • مش أنانى يا إلهام ... أنا باحب منى وباحب سهام ... لو سهام رغبتها الحقيقية إنها تطلق هاطلقها ... غير كده لأ
  • إنت حر ... إتفلق إنت وهما واياكش تطبل على دماغك وهما الإتنين يتطلقوا منك
  • مش هيحصل .... هما الإتنين بيحبونى ومش ممكن يستغنوا عنى
  • ماشى يا ناصح هنشوف
بمجرد إضاءة علامة فك الأحزمة وإستقرار الطائرة بالجو ومرور المضيفة بالركاب توزع إبتساماتها على الجميع فوجئت إلهام بحديث ضاحك بالإسبانية بين أمجد وتلك المضيفة إمتد لدقائق وبعد إنتهاءه تساءلت إلهام

  • كنتوا بترغوا فى إيه وبتضحكوا والمزغودة دى بتبصلى كده ليه
  • بتسألنى عليكى علشان شايفاكى حلوة
  • عندها ذوق البت دى
  • كانت فاكرانا أصحاب وكده وبتقول إن سنك أكبر منى بكتير
  • جتها شكة فى عينها معندهاش نظر ... أكبر منك إيه يا بغل
  • لأ ماهو أنا قولتلها إنك أمى مش صاحبتى
  • جتك مو فى عينك ... أمك أيه يا بغل دا أنا أكبر منك بعشر سنين بس
  • يا إلهام ... بذمتك هم عشر سنين بس
  • آه هم عشر سنين واتكتم بقى بدال ما أقوم أديك قلمين فى وسط الناس ... محدش هيقول حاجة ... أمك وبتربيك علشان مش متربى
وظلت الضحكات متواصلة بين أمجد وإلهام إلى أن لامست عجلات الطائرة مهبط مطار برشلونة وتوقفت فى إنتظار فتح الأبواب وخروج الركاب



خاتمة

تعجبت من تمسك الباشا بزوجته الأولى رغم زواجه من حبيبة عمره ... منطقه فى تحليل ما فعله جعلنى فى غاية الإرتباك ... إنه حسب قوله يحب الفتاتين ... ولكن هل يقبل قلب الرجل القسمة على إثنتين؟

أشفقت عليه من الإختبار الذى وضعه القدر فيه بدفعه للتعاون مع أعداء قدامى هو أكثر من يعلم مدى غدرهم وقراره الخطير بالتعاون مع من يظن أنهم قادرون على وقفهم ... إنه حسب قوله كان كلاعب سيرك قرر الرقص مع الشيطان على حبل مشدود بين جبلين وأسفله هاوية مشتعلة

يقول أن هذا العصر كان يستوجب الدخول فى تلك المغامرة ... فهو يحب هذا الوطن ويشفق عليه ... يحبه كأى رجل ولد على أرضه ويشفق عليه من المصير الذى يراه يقاد إليه

حيرنى هذا الرجل وأربكنى منطقه الذى لا تستطيع أن تجادله فيه... لكننى مثلكم متشوق لمعرفة باقى قصته ومعرفة كيفية تحوله من شاب يكتفى بعشرة جنيهات شهريا لهذا الجالس أمامى بسيجاره الضخم ويطلق عليه الجميع لقب الباشا

وإلى لقاء قريب مع الجزء التالى لنستمتع معا بحكى الباشا
اخييييييييييييييرا نورت
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
حقيقي اسلوب راقي جدا مفيش تكلف في الاحداث ولا السرد
حاسس اني عايش مع الباشا تفاصيل حياته حتي احساسه ومشاعره بتوصلي
احييك علي الاسلوب الرائع الي بيدل علي خلفيه روائيه عبقريه ❤️
 
جميله جدا كمل ولا تتأخر
 
و
➤السابقة




مقدمة

وأخيرا عاد الباشا للحكى ... إنتظرته طويلا حتى يتكلم ...

بنهاية السلسلة الأولى من قصة بداياته كنت أشعر بمدى الألم النفسى الذى تسبب فيه تداعى ذكرياته وتذكره ما كان يدور حوله من أحداث وما تعرض له وما شاهد وطنه يتعرض له ... تداعت أحلامه فى إستكمال مسيرة أستاذه ... أخذت منه زوجة أحبها وفقد حبيبة تمناها وانهار بسبب فقدها ... ترك وطنه وسافر لوطن آخر لم يكن يعرف عن لغته أقل القليل .... واصل مغامراته وتحديه لقدره حتى أصبح إسمه معروفا فى مجاله ... لكن للأسف خارج وطنه ... كان إنتصاره الأول على القدر بنجاحه فى عمله ... وانتصاره الثانى إستعادة حبيبته التى فقدها بسبب طيشه وشهوانية أمها

أحداث كتيرة رواها لى الباشا منها ما ذكرته ومنها مالا يسمح المجال بذكره ... شخصيات ذكرت بالتلميح فأصحابها لا زال لهم من النفوذ كثير ... وشخصيات لم تذكر لكنها موجودة وكانت تحرك الأحداث

والآن إسمحوا لى قرائى بأن نعود لللإستماع إلى حكى الباشا ... وكعادتى معكم أرجوكم ألا تكتفوا بقراءة الكلمات .. ولكن

أرجوكم إقرأوا ما بين السطور



الجزء الأول

كانت الرقيقة مُنى جالسة محاطة بتلك النسوة المتشحات بالسواد وعيناها معلقتان بالباب تنتظر قدوم فارسها وحبيب عمرها . هى متاكدة من قدومه لينقذها من ذلك المصير الذى يعتقد كل من حولها أنه محتوم . لكن يقينها بأنه لن يخذلها جعلها لا تهتم بما يعتقدن ويعتقدون . فحبيبها لم يخذلها يوما ولم يخلف وعدا وعدها إياه .

سنوات مرت عليها لا تستطيع النوم إلا فى فراشه مرتدية بيجامته محتضنة وسادته فى غرفته الضيقة التى تحمل رائحته ورائحة ذكرياتها معه . إنها تشعر بمدى الجرح الغائر الذى صنعته بيدها عندما طلبت منه الإبتعاد لكنها لا تستطيع ألا تحبه . حتى عندما شعرت بأن حبيب عمرها قد ذهب إلى أخرى فإنها التمست له العذر . لقد عذبته وتعذبت بسبب أمها . لكنها بعد تلك السنوات تشعر بأنها مخطئة . فما حدث له بعدها وانهياره وهو فى قمة لحظات مجده هى السبب فيه . رأته بعينيها يغيب فى سيارة إلهام تجاوره صديقتها سهام فى إسبوع سيقضيه معهما بعيدا ولكن ....

سهام قد تزوجت واختفت مع زوجها الوسيم وترك هو وطنه لبلد بعيد بينما أصبحت إلهام صديقتها الوحيدة مع أمها الروحية " ام أمجد" . كانت تعرف أنه لم ينسها للحظة . دائما يتصل فى موعده الذى اعتاده . لم يكن يتحدث ولم تكن . فقط تستمع لصوت أنفاسه وهى تعلم أنه يطمئن لسماع صوت أنفاسها

لكنها عندما واجهت حقيقة أنها أصبحت جارية تباع فى سوق النخاسة لم تجد أمامها غير أن تستنجد به . فهو دائما فارسها ومنقذها ... إنه حبيبها وهى حبيبته

لم يغب عن ذهن الرقيقة منى ما دار بينها وبين أعمامها وأبيها . هؤلاء الأعمام الأجلاف الذين ظهرت عليهم أعراض التطرف الشكلى فجأة بمجرد تعرفهم بهذا النخاس تاجر الملابس الرخيصة . لم يغب عن ذهنها زيارة زوجات أعمامها المفاجئة وهن يخبرنها بأن هناك "عريس لقطة" قد تقدم لطلب يدها . لم تنس كيف تحولت مداهناتهن إلى هجوم إتهمنها فيه بأنها فقدت عذريتها مع خطيبها السابق ولذلك ترفض كل المتقدمين لها بعد أن فسخت خطبتها من سنوات. لم تنس خوض أعمامها فى شرفها بلا خجل ولا إحساس بأن ذلك الشرف الذى يخوضون فيه هو شرفهم قبل أن يكون شرفها وشرف أخيهم الأكبر . كل ما كان يهمهم وقتها أبواب المال التى ستنفتح بمشاركتهم لذلك النخاس المستتر خلف لحية محناة وجلباب قصير . كانت تدرى وكانوا يدرون بأن تلك الزيجة لا تعدوا كونها بيعها كجارية يستمتع بها لعام أو عامين على الأكثر قبل أن يطلقها بعد أن يقضى منها وطره ثم يملها . لم تنس نظرة الإنكسار التى لاحت فى وجه أبيها أمام هجوم من يُفترض بهم أنهم إخوته لكنهم تحولوا لوحوش نهمة باعوا إبنة أخيهم فى سوق الرقيق بحفنة من المال

دار فى ذهن الرقيقة مُنى كل ما جرى خلال أيام ثلاثة . دار فى ذهنها مكالمته التى أستنجدت به فيها وكيف منعها أعمامها وزوجاتهم بحصارهم الدائم لها من أن تمس التليفون مرة أخرى . إبتسمت الرقيقة منى عندما تذكرت تلك الزيارة الغير متوقعة من صديقتها القديمة صفاء وقد بدأت بطنها فى الإنتفاخ قليلا وكيف سعدت عندما علمت أن قصة الحب التى رعتها قد أثمرت *** فى أحشاء الصديقة . كادت وقتها تطير سعادة وصديقتها تخبرها بأن أمجد عائد لينقذها من ذلك المصير الذى بدا محتوماً

طالما أرسل لها فارسها تلك الرسالة فهو آت لا محالة . لا تذكر الرقيقة أن فارسها قد خذلها يوما منذ أن كانوا صغارا . دائما ما يكون فى موعده ينقذها ويحيطها بحمايته .

لم تكن تدرى ماذا سيفعل ولا كيف سينقذها لكنها متأكدة أنه سيفعل وسينقذها .

رغم مرور الوقت إلا أن القلق لم يتسرب لقلبها ولو للحظة . ظلت عيناها معلقة بالباب تنتظر قدومه . إنه قريب ! إنها تشعر بوجوده وتكاد تسمع أنفاسه

لم يخيب فارسها ظنها . فقبل موعد سوقها للذبح وجدته أمامها يحيطه أخوه واثنين من حراسها القدامى ومعهم آخر ضخم منتفخ العضلات متجهم الوجه فلم تتمالك نفسها وتجاهلت وجود أبيها وأعمامها ونخاسها وألقت بنفسها بين ذراعيه ليحتويها بتلك الضمة الحانية لتخفى وجهها فى صدره باكية ليتركها حتى تنهى بكائها ويرفع عن رأسها ذلك الغطاء الذى أُجبرت على وضعه لأجل خاطر من أشتراها ويتقدم ليضعه على كتفه وهو ينظر لوجهه تلك النظرة القاسية التى تعرفها عندما يغضب

توقعت الرقيقة أن ينشب عراك أو حتى شجار .... ولكن لم يحدث أى شئ مما توقعته ... فقط عندما حاول أحد أعمامها الإعتراض أوقفت نظرة قاسية من وجه ذلك الضخم الذى علمت فيما بعد أنه صديق لأمجد وقائده السابق بالوحدة التى كان يخدم فيها فترة تجنيده الكلمات فى حلق عمها

كل ماحدث من إعتراض كان من ذلك الجلف ذو الذقن المحناة وكان إعتراضه فقط على إسترداد ما دفعه كثمن للجارية الحسناء.... شعرت بالإهانة التى طعنت قلب أبيها من ردة فعله وإسراعه لإحضار تلك الرزم الثلاث من الأوراق المالية وإلقائها فى وجه ذلك النخاس الجلف .

لم تدر كيف سارت الأمور بتلك السلاسة وكيف عقد المأذون الذى حضر فى دقائق قرانها على حبيب عمرها ... شعرت بقلبها يكاد يشق صدرها حينما أعاد أمجد دبلتها وشبكتها لأصبعها ويدها ... لم يصل خيالها يوما لتصور أن يكون عقد قرانها على أمجد بتلك الصورة ولا بتلك الأحداث المتسارعة

لم تدر كيف واتتها الجرأة لتأخذ بيد حبيبها الذى أصبح رسميا زوجها وتتجه به نحو غرفتها وتغلق الباب خلفهما لتعرض عليه كل ذكرياتها التى إختزنتها لسنوات

إحتواها حبيبها بين ذراعيه فى حضن شعرت فيه أخيرا بأمان إفتقدته لسنوات ... إستمعت لدقات قلبه أخيرا .... دمعت عيناها الجميلتان وهى تفتح له تلك الكراسات التى حفظت بها الوردات الثلاث اللاتى أهداهن إياها فى فترة خطبتهما القصيرة

تحدثا طويلا .... لكن كعادتهما لم يفتح أحدهما فمه بكلمة ... لم يحسبا كم من الوقت مضى فى حديثهما الصامت ... كل ما كانا يشعران به هو شعور الأمان الذى إفتقداه كثيرا لسنوات

..........................................................................................



بينما يغيب الحبيبان فى غرفة منى يتعاتبان كان أبو أمجد وأمه يجالسان أبو منى وزوجته فى الصالون وجميعهم يشعر بشعورين قل أن يجتمعا سويا

فكلهم يشعر بالسعادة وكلهم يشعر بالإحراج ... فطريقة إتمام عقد القران لم يكن ليتخيلها أى منهم ولم تدر بذهن أحدهم ... فكل ما اتفق عليه أمجد مع أبو منى كان تجهيز الشقة خلال الشهور الثلاثة القادمة ولم يتم الإتفاق على أى أمر آخر خاص بمواعيد شراء ما يلزم لتلك الشقة وموعد الزفاف وما إلى ذلك ... إنتحى أبو أمجد بزوجته بعد أن أخذ أبو منى زوجته لخارج الغرفة ليحادث كل منهما زوجته على إنفراد

  • ما تخشى تشوفى العيال يا أم أمجد ... شكلنا وحش ... عايزين نكمل إتفاق مع الراجل وميصحش يفضلوا لوحدهم كده
  • وانا هاعمل إيه يا حسن ... واحد ومراته وقافلين عليهم الباب ... مينفعش أفتح عليهم الباب زى ما كنت باعمل قبل كده
  • يا أم أمجد ده كتب كتاب بس ... مينفعش كده ... شكلنا هيبقى وحش قدام الراجل ... روحى إندهى ابنك خلينا نشوف ناوى على إيه ... يصبروا شوية التلات شهور دول ... مينفعش يدخلوا دلوقتى
  • متخفش مش هيعملوا حاجة ... هتلاقيهم بس بيشتكوا بعض لبعض ... اللى شافوه السنين اللى فاتت مش شوية هما الإتنين ... محتاجين يحكوا لبعض حاجات كتير
  • إسمعى الكلام بس وقومى خبطى عليهم ... الأيام قدامهم كتير وكفاية الإحراج اللى انا وابوها فيه دلوقتى
وقفت أم أمجد خلف باب غرفة منى تتسمع بهدوء ... تلك المرة لا تريد أن تطرق الباب فى وقت غير مناسب ... فهما زوجان شرعيا الآن ... ولما لم تسمع شيئا طرقت الباب بهدوء شديد فلم تجد إستجابة ولما رفعت صوت طرقاتها مرة أخرى ولم تجد إستجابة فتحت الباب بهدوء لتجد الحبيبين نائمان بعرض السرير وكل منهما يحتضن كفى الآخر بكفيه ... تذكرت نفس المنظر رغم مرور السنوات ... عندما كانت تترك أمجد الرضيع لأم منى للذهاب لعملها وعندما تعود تجد الصغيرين نائمين بنفس الطريقة وبنفس تشابك الأيدى الذى تراه الآن

لم تكن الأم ترغب فى إيقاظ العاشقين لكنها أضطررت للإقتراب منهما وهزت كتف أمجد برفق ليفتح الحبيبين عيناهما فى نفس اللحظة وينتفضا جالسين

  • ماما .... صدقينى محصلش حاجة ... كنا بنتكلم وعينى راحت فى النوم ... مرهق من السفر والمشوار
  • يا بنى عادى ... مصدقاك ... وبعدين دى مراتك ... قوم أقعد مع ابوك وعمك عرفهم أنت ناوى على إيه و هتعمل إيه
  • بس انا مش عارف لسة هاعمل إيه
  • لأ لازم تعرف ... إتفق إنت ومنى شوفوا هتدخلوا هنا ولا هتستنوا شقتكم تخلص ولا هتسافروا ولا هتعملوا إيه
  • لأ..... لأ يا ماما أنا مش ممكن ادخل هنا .... هستنى لما أمجد يخلص الشقة وندخل .... أو اسافر معاه .... أنا مش ممكن اعيش هنا فى الشقة دى
  • يا بنتى زى ما تحبى .... إتفقوا مع بعض وشوفوا هتعملوا إيه
  • مبدئيا أنا لازم اسافر فى أقرب وقت علشان مافيش معايا حاليا ولا مليم .... وكمان علشان ارتب إقامة منى وسفرها ... هابعت لكم كل الفلوس اللى باشتغل بيها تشطبوا الشقة وارجع ندخل هنا وآخد منى ونسافر
  • مافيش معاك ولا مليم إزاى يابنى ؟ إنت دفترك فيه فلوس تكفى تشطيب الشقة والعفش كمان
  • يا حضرة الناظرة أنا لما سافرت مكانش فيه فى الدفتر غير 100 جنيه ... شقة إيه وعفش إيه اللى ب100 جنيه
  • إنت عبيط يابنى ؟ الفلوس اللى كنت بتبعتها كلها أبوك كان بيحولها مصرى وبنحطهالك فى دفترك ... هو إحنا كنا مستنيين فلوسك ... صحيح حمار على رأى ابوك
  • بجد يا ماما ؟ بتتكلمى جد ؟ يعنى فيه فى الدفتر فلوس تكفى ؟
  • آه يا حبيب ماما هتكفى وتفيض كمان
وينهال أمجد وحبيبته الرقيقة على وجه أمه بالقبلات ويحتضناها بينما يصل إليهم من الخارج صوت صاخب عرفاه سويا

إنها إلهام ... الصديقة والأم الروحية ... الوحيدة فى العالم التى تعلم عن أمجد تلميذها وصديقها وإبنها الروحى كل شئ ... تعلم عنه مالا تعلمه أمه ولا حبيبته ... تعرف مشاكله الحالية وتتوقع الآتية

  • ده صوت إلهام ؟ جت فى وقتها .... ماما من فضلك ساعدى منى تغير الشوال اللى لبساه ده وتلبس فستان من فساتينها وتحط مكياج وانا هاخرج للمجنونة اللى برة دى ... لو شافتها كده مش هنخلص من طولة لسانها .... بسرعة متتأخروش عليا ... ولا أقولك أستنى أساعدك
  • إطلع برة يا سافل ... لسة مش دلوقتى .... لما تدخلوا تبقى تساعدها زى مانت عايز
  • ماشى ... بس متتأخروش عليا
عندما وقعت عينا إلهام على أمجد لم تتمالك نفسها والتقفته بين ذراعيها وضمته لصدرها ضمة أم إفتقدت وليدها ولأول مرة لم تستطع التحكم فى نفسها ففرت من عينيها دمعتان لاحظها أبو أمجد وأبو منى وتعجبا من أمر تلك المرأة القوية فى مظهرها الرقيقة فى مخبرها وحبها لأمجد ووقوفها الدائم بجواره

  • وحشتنى يا بغل ... كنت فاكرة مش هشوف وشك تانى يا حمار
  • يعنى أغيب عنك كل ده وارجع الاقى لسانك لسة زى ماهو ... منقصش حتة
  • هينقص ليه يا حمار أنت ... دا انت ابنى اللى مخلفتوش ياض ... إخواتك قابلونى فى الشارع وحكولى على اللى عملته ... مجنون زى مانت
  • بذمتك كان ينفع عقل مع البهايم اللى كانوا هنا دول ... دول مينفعش معاهم غير الجنان يام لسان طويل
  • بس بصراحة ياض عجبتنى ... بس هتعمل إيه بعد كده معاهم ؟ تفتكر هيسيبوك فى حالك
  • يعملوا اللى يعملوه ... مالهمش حاجة عندى ولا ليا مصلحة معاهم
  • نبقى نتكلم بعدين ... بس إيه ياض اللى انت عامله فى مكتب فريدريك ده ؟ دا إنت بقيت نجم يا بغل والمكتب هناك مش ملاحق على المشاريع ... الريس كل ما يكلمنى بيحكيلى على شغلك
  • الريس وحشنى أوى يا إلهام ... بافكر أسافر له
  • لأ متفكرش ... هو هيقابلك هناك فى أسبانيا ... قاللى إنه رايح كمان إسبوعين وهيستنى أجازتك تخلص وتقابله .... عايزك فى موضوع ضرورى مقاليش عليه
  • ياريت يا إلهام .... لو كده هاتصل بالمكتب يبعتولى التذكرة واسافر بعد أسبوعين
  • وتسيب عروستك يا بغل
  • مانا لازم اسافر اجهز إقامتها هناك ... إنتى عارفة الشغل بالنسبة لى هنا هيبقى مستحيل
  • صحيح ... خصوصا بعد العملة اللى عملتها النهاردة ... بقيت عدوهم رسمى
وهنا تغير وجه أبو منى وبدت فى عينيه نظرة إنزعاج شديدة

  • إيه ده يا أمجد ؟ إنتوا ناويين تعيشوا برة ؟
  • أمال هنعمل إيه يا عمى ؟ شغلى هناك
  • وهتحرمنى من بنتى الوحيدة يا أمجد ؟ إحنا متفقناش على كده .... وبعدين أكيد الشركة بينى وبين إخواتى مش هتنفع تانى ... بعد اللى حصل مش ممكن هآمن لهم على تجارتى ولا على مصالحى ... وهما أكيد مش هيكملوا معايا ... أنا كنت فاكر إن إنت اللى هتقف جنبى وتساعدنى إنت ومنى
لم يحسب أمجد حساب تلك النقطة التى أثارها حماه .... فبالفعل فإن تداعيات زيجته ستنعكس أول ما تنعكس على هذا الرجل الطيب الذى كان دائما يعامله معاملة الإبن ... لكنه كعادته كان يثق فى أن الحل موجود وإن كان لا يعرفه بعد ... لكنه سيحل تلك النقطة بالتأكيد قبل سفره ولن يتهرب من مسؤليته

  • ولا يهمك ياعمى ... كل مشكلة وليها ألف حل ... ولو أمرتنى ماسافرش مش هاسافر ... مش ممكن هاحرمك من مُنى ومن وقوفها جنبك .... مصالحك هى مصالح منى .... ومُنى عندى أهم من مستقبلى نفسه
وهنا تدخلت إلهام فى الحديث

  • طب ما تشتغل معايا ياض ... الشغل فى السينما حلو وبيجيب فلوس كتير ... بدال ما بتصمم على خرسانة وطوب هتصمم على خشب .... سيبك من موضوع بتصمم مبانى تعيش سنين وكده
  • مش وقته يا إلهام دلوقتى ... أنا واثق إنها هتتحل ... طول ما مُنى جنبى عارف إن الرزق هيفتح لى بابه ... المهم أنا عايزك بكرة تقابلينا فى الشقة بتاعتى تشوفى مُنى عايزة إيه ويتعمل فى أسرع وقت ... كل اللى قدامنا 3 شهور زى ما وعدت عمى ... عايزك تستغلى كل موهبتك ومعارفك وتخليها الشقة اللى منى بتحلم بيها
  • ماشى يا عم روميو متحملش هم الشقة خالص ... هارجعهالك أحسن من ما كانت
لم يفهم حديث إلهام إلا أبو أمجد وأمجد ... فهم فقط مع إلهام يعرفون ما حدث لتلك الشقة التى كانت يوما جميلة وتحولت على إيدى رجال المقاول الكبير أبو سهام لحطام .

قطع حديثهم دخول الرقيقة مُنى تمسك بيد أم أمجد مرتدية ذلك الفستان الأسود ذو الزهور الوردية الذى يبرز جمالها ... ورغم أن منى فقدت الكثير من وزنها إلا أنها كانت متألقة الجمال بعد أن عاودتها إبتسامتها وضحكة عيناها الجميلتين

على الفور قامت إلهام لتتلقف العروس الجميلة بين يديها وهى تطلق زغرودة عالية تبعتها أم منى بأخرى أكثر صخبا والدموع تسيل من عينيها ... فهاهى أبنتها الجميلة قد أصبحت أخيرا عروساَ للشاب الذى أحبته وسيسعدها ... تشعر ريرى الآن أنها قد كفرت عن خطأها فى حق إبنتها وأقسمت ألا يكون أمجد بعدها إلا إبن ... كما كان يجب أن يكون منذ زمن طويل

أسرع أمجد لشقته ليعود حاملا جاكيت الفرو الذى اشتراه لحبيبته ويخرجه من غلافه ليضعه حول كتفى تلك الجميلة التى زادت جماله جمالا وينبهر الموجودين بسطوع جمال الرقيقة منى

  • إيه ده يا أمجد ؟ ده أكيد غالى أوى
  • مافيش حاجة تغلى عليكى ... لو كان معايا وانا راجع فلوس أكتر كنت اشتريتلك أحسن منه كمان
  • إنت برضه مش ناوى تبطل الحركة دى ... كل ما تشتريلى حاجة تشتريها بكل اللى معاك
  • مش مهم ... طالما رجعتيلى يبقى كل حاجة هترجعلى ... إيه رأيك يا عمى ؟
  • حلو أوى يابنى ... ده فى مصر يساوى ثروة
  • تصدق يا عمى إنت كده لقيت فكرة حلوة .... إيه رأيك تشتغل فى الحاجات الغالية بدال الحاجات الشعبية
  • بس يا بنى الحاجات دى مش هتتباع عندنا ... اللى بيروح بورسعيد بيدور على حاجات بسعر معقول ... ده مش هيمشى هناك
  • وليه بورسعيد؟ إيه رأيك نأجر محل هنا فى مكان راقى ... سيبنى كده أفكر وأقولك ونشوف رأيك إيه
  • ماشى يا أمجد فكر وانا معاك
كانت الساعة قد قاربت الرابعة صباحا عندما تركت أسرة أمجد شقة العروس الرقيقة ... نام الجميع إلا العاشقان ... إمتد بينهما الحوار تليفونيا حتى السادسة ولم يقطعه إلا دخول أم أمجد لغرفته

  • إنتوا لسة صاحيين بترغوا ... يابنى ناموا شوية ريحوا جسمكم .... لسة هتروحوا الشقة ويومكم امبارح كان طويل
  • لسة يا ماما .... مش عايز دقيقة واحدة تضيع بعيد عن منى ... هنفطر وبعدين ننام
  • ماشى ... هى منى طالعة دلوقتى
  • هنفطر فى البرجولة ... وحشتنى
  • طيب يا حبيبى .... صحى أخواتك يطلعوا معاك ... محدش طلع البرجولة من سنين ... هتحتاج حد يساعدك فى تجهيزها
صدم أمجد من منظر البرجولة التى كانت يوما جميلة ... لقد تآكلت أخشابها وغطاها التراب وحال لونها ... وبمساعدة أخويه أعدوها قدر المستطاع لكن أمجد أصر فى نفسه على إعادتها كما كانت ... فهى تحمل له أجمل الذكريات مع حبيبته ولن يفرط فيها

............................................................................................

فى اليوم التالى كانت المرة الأولى التى ترى فيها منى تلك الشقة التى أشتراها أمجد أول ما أشتراها لتكون مملكة تلك الأميرة الرقيقة ... بالطبع كانت الأتربة تغلف أرضيتها وحوائطها ونوافذها المحطمة وحتى تلك الحشية التى كانت يوما ما مرتبة لفراش أمجد وزوجته الجميلة سهام ... كل شئ مغطى بتراب الزمن الممزوج بظلم خفافيش الظلام الذين حولوها من عش زوجية جميل لبقعة خربة فى مبنى عامر بالسكان ... لم تصطحب مُنى أمها الحقيقية لكنها اكتفت بإصطحاب أمها الروحية وأبيها ... إستمعت إلهام لإقتراحات مُنى التى كانت تبديها بخجل واضح ... فهى تشعر فى قرارة نفسها أن تلك الشقة الخربة كانت من الممكن أن تصبح عش زوجيتها منذ زمن ... لكنها كانت سعيدة ... سعيدة بأن حلمها قد أوشك على التحقق

إنفردت إلهام بأمجد جانبا وهمست له بأنه يجب أن يوافيها بشقتها للحديث فى كل الأمور المعلقة ... فهناك زوجة أخرى وبالتأكيد فموعد الصدام قد اقترب ... وهناك ترتيبات يجب أن تجرى بخصوص عداواته مع طيور الظلام المتحكمة فى مصائر بلد يخطو بسرعة نحو الهاوية .

بمجرد عودة الجميع لشقة أمجد إنفرد أمجد بحبيبته الرقيقة فى غرفتهما ... بمجرد إغلاق الباب عليهما أحاطها بذراعيه وأندمجا فى قبلة عميقة ... قبلة إفتقداها لسنوات ... لم يبال أمجد تلك المرة بأن تعرف امه ما يفعله أو يخاف من أن يزال الروج من شفتى مُنى ... كانت القبلة عنيفة والأحتضان بتلك القوة التى تحمل حرمان سنوات من تلاصق القلبين وشعرت منى بإنتصاب زبر أمجد فرفعت جسدها كى تشعر بذلك الإنتصاب يضغط كسها فرفعها أمجد بين ذراعيه ولأول مرة تمتد يديه أسفل فستانها تتحسس جلدها وبمجرد وصول أصابعه لمؤخرتها إنفجر بركان حممها المكبوت منذ سنوات وألصقت شفتيها بشفتى أمجد بقوة لتمنع صوتها من الخروج ... فبداخلها لازالت تظن أن أم أمجد واقفة خلف الباب .

لم تكن الأم تستمع لما يجرى بين إبنها وزوجته فهى متأكدة مما يجرى بينهما وواثقة من أنهما يدخران لحظتهما للوقت المناسب لكنها أضطرت لطرق الباب لغرض آخر .... فهناك مكالمة واردة لأمجد من أسبانيا قد تكون تحمل أخبار سعيدة للزوجين ... ساعد أمجد زوجته الرقيقة لتجلس لطرف الفراش وتستند بظهرها مغمضة عيناها وبينما يخرج لتلقى المكالمة دخلت الأم لتحتضن الرقيقة منى التى غطى وجهها إحمرار الخجل وذروة الشبق التى وصلتها وتضع رأس الرقيقة على صدرها وتهمس فى أذنها

  • مالك يا بت ... عاملة كدة ليه ؟
  • مبسوطة يا ماما ... مش مصدقة إن أمجد رجعلى
  • ماهو مكانش سابك يا هبلة ... إنتوا مسبتوش بعض يوم واحد ... قلوبكم هتفضل متعلقة ببعض حتى وانتوا بعيد عن بعض
  • باحبه يا ماما ... باعشقه ... وحشتنى لمسة شفايفه وحضنه
  • يا بت عيب كده متقوليش قدامى حضنه وشفايفه ... بطلى محن ... إتكلمتوا هتعملوا إيه ؟
  • لأ ... مكانش عندنا وقت
  • آه يا مايصة
  • ونتكلم ليه فى اللى هو قرره قبل كده ... أنا معاه فى كل اللى يقول عليه .... مش ممكن اخلى حاجة تزعله تانى ... كفاية اللى حصل له بسببى قبل كده
قطع حديثهما دخول أمجد مبتسما يقفز فرحا

  • مش قولتلك يا ماما ... طالما القردة دى رجعتلى أبواب الرزق مش هلاحق عليها
  • خير يا بنى ... أنا قولتلك قبل كده إنها وش السعد عليك
  • تصميم إتطلب من المكتب إنى أنا اللى اعمله بالإسم ... مش مستنيين لما ارجع وهيبعتهولى أعمله وابعتهلهم .... هاستلم البيانات بكرة من مكتب إيبريا فى وسط البلد ... صاحب المكتب هيدينى نسبة من أتعاب التصميم لإنى فى أجازة ... يعنى مبلغ محترم يا ماما
وعادت إلى منى ذاكرة فرحتها فقفزت للتعلق برقبة أمجد مطلقة صرخة فرحتها التى غابت لسنوات كما كانا يفعلان كلما خطا أمجد خطوة جديدة فى طريق سعادتهما

  • بصى بقى ... أنا هاخلص التصميم ده وكل فلوسه هتاخديها ... عايزك تشترى بيهم كل اللى نفسك فيه ... فصلى فساتين جديدة وإشترى جزم جديدة وشنط جديدة
  • أنا مش محتاجة حاجة يا أمجد ... خلى الفلوس تنفع فى أى حاجة تانية
  • الفلوس هتبقى معاكى ... هاعمل لماما توكيل علشان لما تحبوا تسحبوا فلوس من الدفتر وانا مسافر
  • وتعملى توكيل أنا ليه يا أمجد؟ عندك مراتك إعمل لها التوكيل ... أنا مش هيبقى عندى وقت أتابع الشقة والعفش والحاجات دى
  • خلاص يا ماما ... بكرة الصبح انزل انا ومنى اعملها التوكيل وبعدين نعدى على مكتب إيبريا فى وسط البلد آخد الورق من هناك
  • ...............................................................................................
فى المساء توجه أمجد لزيارة إلهام كما اتفقا للمناقشة فى تلك الأمور الأخرى المعلقة التى لا يعرفها سواهما

  • هتعمل إيه يا عم روميو فى باقى مصايبك ؟
  • قصدك مشاكلى مع الجماعة إياهم؟ أنا هاخد مراتى ونغور من هنا ... وهناك مش هيقدروا يجوا جنبى
  • والبت الغلبانة التانية اللى معلقها بجوازتك الطين على دماغ أهلك
  • سهام ؟ مش عارف لسة
  • يعنى إيه مش عارف ؟ يعنى ناوى تطلقها ولا ناوى تنيل إيه على عين أمك
  • مش هاطلق سهام غدر بعد كل اللى شافته بسببى يا إلهام ... مش هاطلقها غير لو هيا عايزة تطلق
  • وانت فاكر إنها هتتمسك بيك يا عم شهريار بعد ما اتجوزت ؟
  • هيا لما عرفتنى كانت عارفة إنى باحب منى وكانت موافقة على على علاقتنا
  • بس هى متجوزتكش غير بعد ما سبت منى يا أمجد
  • بس أنا بأحبها
  • يعنى إيه بتحبها ؟ إنت أهبل ؟ بتحب سهام ولا بتحب منى ؟
  • باحبهم الإتنين ... سهام وقفت جنبى فى أكبر لحظات ضعفى ... سهام لما عرفتها لقيتها مش البنت الدلوعة المغرورة اللى كنت فاكرها ... سهام فضلت معايا 4 سنين مشوفتش منها غير كل حب ... وقفت قدام أبوها وكل الدنيا علشانى ... تفتكرى بعد كده ممكن أفرط فيها بسهولة كده
  • دى أنانية يا أمجد مش حب ... إنت عايز البنتين لإنك أنانى مش لإنك بتحبهم
  • لأ يا إلهام متظلمنيش ... أنا قولتلك إنى هاطلق سهام لو دى رغبتها ... لكن لو لسة عايزانى مش ممكن أفرط فيها
  • مش قادرة أفهمك يا أمجد بصراحة ومش مستوعبة اللى بتقوله ده ... على كل حال كلها كام يوم وابوها هيعرف إنك إتنيلت إتجوزت وأكيد هيقولها ... وأكيد هيا اللى هتطلب منك تبعد عنها
  • لما أسمع منها الكلام ده بنفسى هابقى أعمل اللى هيا عايزاه .... أنا على كل الأحوال مش عارف دنيتى هتمشى إزاى .... أنا لازم ارجع أسبانيا أجدد الإقامة وارتب سكن أعيش فيه مع منى ... مش هينفع تعيش معايا فى الإستوديو اللى ساكن فيه دلوقتى هناك
  • ماشى .... أنا كمان هاسافر معاك ... الريس طلب منى أقابله معاك لما ترجع ... بيقول عايزنا إحنا الإتنين فى حاجة مهمة
  • إيه هى الحاجة المهمة اللى هيعوزنا فيها الريس إحنا الإتنين
  • أكيد شغل يا ذكى ... على كل حال فكر فى موضوع شغلك معايا لو كنت هترجع مصر ... شغل الديكور هيعجبك صدقنى
  • بمناسبة الديكور .... هتبدأى شغل فى شقتى إمتى ؟
  • من بكرة يا بغل العمال هيكونوا فى الشقة ... هخلصهالك فى أقل من شهرين ... إتفقت مع مقاول هياخدها كلها مقاولة واحدة ... على ما يخلصوا تكسير أكون أنا خلصت لهم البلانات اللى هيشتغلوا عليها ... والعفش هانزل انا ومنى ننقيه أول ما أرجع من اسبانيا
  • تمام كده
  • حاول تسافر بسرعة قبل ما الجماعة يجهزولك مصيبة
  • أنا فيه شغل فريدريك باعتهولى وهيحولى فلوسه ... هاخلصه وابعتهوله واسافر ... مش هاكمل الشهر هنا
  • يبقى أحسن ... كنت سافرت عملت الشغل هناك أحسنلك ... وجودك هنا خطر عليك
  • مينفعش ... لازم أشوف ابو منى هيعمل إيه قبل ما اسافر ... بافكر فى حاجة كده
  • بتفكر فى إيه يا ناصح
  • بافكر ابعت له بضاعة من هناك .... أنا اتفقت معاه يشوف محل فى أى مول من المولات الجديدة ينفع يبيع فيه حاجات محترمة ... هابعت له الحاجة من هناك وهو عنده إذن إستيراد من الأول
  • هتبعت هدوم من أسبانيا ؟ ومين هيشتريها هنا ؟ أكيد هتبقى غالية
  • طبعا هتبقى غالية ... وعلشان كده هتتباع ... الطبقة الجديدة اللى ظهرت بتحب تشترى الحاجات الغالية دى ... عصر الإنفتاح يا بنتى ... وبعدين برضه متنسيش إنك هتنفعينا
  • هانفعك إزاى يا روح امك ؟
  • إنتى مش بتشتغلى فى السينما ؟ يعنى كام ممثلة من اللى إتعرفتى عليهم يشتروا ويظهروا باللى إشتروه هتلاقى المحل مش ملاحق
  • وانت بقى هتلاحق تبعت بضاعة تكفى لو المحل إشتغل
  • يشتغل هو بس وهتشوفى
فى اليوم التالى تسلم أمجد من مكتب الخطوط الجوية معلومات التصميم الجديد وانهى إجراءات التوكيل لزوجته وبمجرد دخوله غرفته الصغيرة مع زوجته وإعداده ترابيزة الرسم إنتابته ذكريات تصميمه الإحترافى الأول وقت أن ظلت تلك الرقيقة بجواره لساعات لم تتركه للحظة

وقفت من خلفه تراقبه وهو يقرأ بيانات المشروع ولا إراديا وجدت نفسها تقف خلفه تحيطه بذراعيها وتضع رأسها على ظهره واضعة كفيها على قلبه

  • هاروح أعملك شاى بالنعناع وآجى
  • متتأخريش ... مش هابدأ غير لما ترجعى
إستغرق أمجد فى الرسم وحبيبته تراقبه وبين وقت وآخر تطلب منه أن يستريح قليلا فتفرك ظهره بيديها بعد أن تطلب منه الجلوس ... تلك اللمسات الرقيقة التى كانت تطلق فيه روح إبداع جديدة لم يشعرها من قبل

بعد أن جاوزت الساعة منتصف الليل طرقت أم أمجد الباب عليهما

  • مُنى ... لازم تنزلى دلوقتى علشان أبوكى ميتضايقش
  • لسة مخلصناش يا ماما
  • كملوا بكرة ... مش هيحصل حاجة
لم يكن أمجد يتوقع أن ينتهى تصميمه بتلك السرعة ... فوجود حبيبته إلى جواره جعل من تدفق إبداعه سيل لا يتوقف وقبل أن ينتصف نهار اليوم التالى كان أمجد يضع الخط الأخير فى تصميمه الذى شعر بأنه أكثر تصميماته إبداعاً ... وأسرع لأقرب سنترال ليتصل بصاحب المكتب يخبره بإنتهائه من التصميم وبأنه سيسلمه لشركة الطيران غدا صباحا

لكن السيد فريدريك لم يكن مصدقا لتلك السرعة التى انتهى بها التصميم وأبلغ أمجد أنه سيتصل بشركة الطيران لترسل مندوب ليتسلم منه التصميم ويسلمه مستحقاته عن هذا التصميم ... وبالعملة الأجنبية ... أشد ما تعجب له أمجد الكلمة التى أنهى بها فريدريك الحوار ... فقد أنهاه بكلمةadios mi companero بمعنى إلى اللقاء يا شريكى ... إعتبرها أمجد تعبير عن تقدير الرجل لمجهوده ليس أكثر

إنشغل أمجد مع أبو زوجته فى الأيام التالية بتصفية شراكته مع أعمام منى وإندهش أمجد من سرعة إنهاء الإتفاق وكأن الأخوة كانوا يعدون عدتهم من قبل لتصفية تلك الشراكة .... فالأوراق جاهزة والحسابات موجودة ولكن أختهم الصغرى فاطمة وزوجها رفضا الإنضمام إلى الأخوة وفضلا أن ينضما لأبو منى فى تجارته الجديدة ... فالأخت الصغرى كانت رافضة لكل ما يفعله إخوتها بأخوهم الأكبر وما كادوا أن يفعلوه بإبنة أخيهم

  • متأكد يا أمجد إنك هتقدر تبعت حاجات تكفى المحل الجديد ؟
  • بص يا عمى ... أنا فكرتى بسيطة جدا ... أنا هابعت لك حتة واحدة من كل موديل ... ونعمل زيها ... نقلدها بالظبط .... هى المسألة بس جودة فى الفينش ... مبيخترعوش الذرة هما فى أوروبا .... حضرتك هنشوف مكان نجيب فيه كام ماكينة خياطة وكام بنت شاطرين فى المهنة وحضرتك بس هتتابعهم ... تتأكد بس من إن الفينش كويس ... وبالنسبة للقماش حضرتك موجود فى بورسعيد كل أنواع القماش المستورد ... حتى لو مش موجود ممكن أبعتهولك من هناك.... صدقنى هنكسب كتير
  • طيب والمكان .... مكان المحل اللى هنبيع فيه الحاجات الغالية دى هيكون فين
  • أنا عرفت إن فيه فى المول الكبير على النيل أصحاب محلات عايزين يأجروا محلاتهم ... قبل ما أسافر هاكون لقيت محل مناسب نأجره ... أهم حاجة بقى إن الورق والفواتير والضرايب وكل الحاجات دى تكون سليمة علشان محدش يمسك علينا حاجة
  • متقلقش يابنى ... أنا طول عمرى راجل مظبوط
فى صباح اليوم التالى لعودة أمجد للقاهرة مع أبو منى كان موعده مع مفاجأة أخرى يتحدى فيها القدر ثباته ... بمجرد دخول أمجد للمقهى وإتخاذه كرسيه المفضل إذا بشبح قديم من الماضى يطل عليه داخلآ ... إنه عزيز .... مراقبه الأول الذى جرى بينهما حديث عن صعوبات الحياة فى هذا الوطن الذى كان يوما جميلا ... وللغرابة وجد أمجد نفسه يهب مرحبا بعزيز ويحتضنه بشوق .... فهو يشعر نحو هذا الشاب بحنين ما أو بالأحرى يشعر بالشفقة عليه

  • عزيز .... لو قولتلك وحشتنى هتصدقنى
  • هاصدقك يا باشمهندس ... إنت كمان وحشتنى .. بس إنت عارف مكنتش أقدر احاول حتى أتصل بيك أو اقابلك
  • عامل إيه يا راجل ... لسة شغال مع الجماعة زى مانت
  • وهاشتغل إيه ... مافيش قدامى غيرهم
  • أقعد أقعد إنت واحشنى ... ينسون يا معلم ثابت للأستاذ ... وهاتلى الشيشة بتاعتى ... أجيبلك شيشة يا عزيز
  • لأ شيشة إيه ... إنت عايز تبوظ أخلاقى ... أنا جايلك فى موضوع مهم ومش هاقدر أستنى معاك كتير ... الجماعة عرفوا إنك رجعت وعينهم هتتحط عليك من بكرة ... خد بالك
  • أنا مش مطول هنا ... كام يوم وهاسافر تانى ... خليهم يحطوا عينهم عليا زى ماهم عايزين
  • بس المرة دى مختلفة ... خد بالك وخد مراتك وسافروا
  • مش فاهم ... إنت عرفت إزاى إنى إتجوزت ؟
  • الجماعة مستنيين تعمل فرح ... غالبا مش هتعدى على خير ... المرة دى هيبقى فيها ددمم يا أمجد
  • يعنى هيعملوا إيه ؟ هيموتونى؟ مش هتعدى بالساهل وهم أكيد عارفين كده
  • المرة دى هتبقى فرح بيبوظوه زى أى فرح ... ولو حصلك حاجة هتبقى مشاجرة والفاعل مجهول زى أى حفلة بيبوظوها
  • يا نهار إسود ؟ هم وصلت معاهم للدرجة دى
  • وأكتر ... أديك شوفت اللى عملوه فى فرج فودة ... إنت مش هتبقى أهم منه يا أمجد ... إسمع كلامى وخد مراتك وأهرب
  • مش هينفع ... فيه إلتزامات كتير هنا فى مصر
  • طيب خد بالك ... أو أجل الفرح بقدر المستطاع
  • المشكلة إن فرحى لازم يتعمل هنا .... والمصيبة إن هيكون فيه ناس كتير من البلد جايين ... ودول مبيمشوش من غير سلاح ... يعنى هتبقى مجزرة وهيتعمل تار بينهم وبين عيلة كبيرة مبتسكتش على تارها
  • باقولك إهرب يا أمجد ... ده الحل الوحيد
  • مش عارف أقولك إيه يا عزيز ... كتر خيرك ... باقولك ... أنا باعمل مشروع صغير كده فى مصر ... ما تسيبك من الجماعة دول وتيجيى تشتغل معايا
  • الجماعة دول اللى بيدخل وسطهم مبيطلعش يا أمجد ... أنا خلاص دخلت معاهم ومش هاطلع غير بالدم ... إسمع كلامى واهرب ... مبقاش فيه حاجة ممكن يخافوا منها ... أنا مش هينفع أستنى معاك أكتر من كده ... خد بالك من نفسك ... سلام يا أمجد
  • سلام يا صاحبى ... خد بالك انت من نفسك
  • بجد يا أمجد ؟ بتعتبرنى صاحبك ؟
  • صحيح يا عزيز ... أنا باعتبرك صاحبى من ساعة ما كنت ماشى ورايا ... إلى اللقاء يا عزيز ... يمكن فى يوم نقدر نتقابل ونقعد مع بعض من غير خوف
  • ماعتقدش يا أمجد اليوم ده هيجيى ... بلعوا البلد خلاص ... عن إذنك يا صاحبى
إنصرف عزيز مسرعا بعد أن تلفت حوله ليتأكد أنه ليس متبوعا ولا مراقبا وترك أمجد غاطسا فى حيرته ... فالوقت ليس لصالحه ولا يوجد من يسانده ... إستغرق أمجد فى تفكيره العميق ليفيق على يد ثابت تربت على كتفه

  • مالك يا باشمهندس ؟ الجدع ده قالك إيه خلاك مهموم كده
  • مافيش يا ثابت ... أنا رايح مشوار كده لغاية البنك أغير فلوس وارجع
  • طيب وإيه يخليك تغير الفلوس فى البنك ... ما تغيرها برة وأهو تكسب قرشين زيادة
  • إيه يا ثابت ... ليك فى العملة كمان ؟
  • هو معاك كام ؟
  • عشرتلاف ... معاك تغيرهملى وتوفر عليا المشوار؟
  • لأ كتير عليا دول ... مبلغ كبير ... بس ممكن تروح للشيخ ممدوح ... ده هيديك بريزة زيادة عن البنك ... يعنى باكو بحاله زيادة فى المبلغ اللى معاك
  • الشيخ ممدوح مين ؟ ماعرفش انا شيخ إسمه ممدوح ... وبعدين فى شيخ فى الدنيا اسمه ممدوح ... متركبش على بعضها
  • معقولة مش فاكره؟ ده صاحبك اللى كان ساكن هنا ؟
  • ممدوح ؟ البايظ ده بقى شيخ ؟
  • لأ ده أتغير خالص ... سافر أمريكا قعد هناك 3 سنين ورجع حاجة تانية خالص ... ربى دقنه وإتعدل حاله وبيساعد كل الناس ... ده حتى بيدى دروس فى الزاوية اللى أبوه بناها كل يوم تلات بليل... الناس بتروحله مخصوص
  • سافر أمريكا ورجع شيخ ؟ لا يا شيخ ؟ إنت بتهزر يا ثابت
  • صدقنى مبهزرش ... روح غير عنده الفلوس وهتشوف بنفسك .... الحاج أبوه هو أكبر تاجر عملة فى البلد دلوقتى ... ده أبوه بقى عضو مجلس شعب وعنده حصانة
  • أحا ... تاجر عملة وعضو مجلس شعب ؟ تركب إزاى دى
  • الخير اللى ابوه بيعمله فى الناس بيخليهم ينتخبوه
  • هو ممدوح ليه أخ إسمه إبراهيم؟
  • لأ دى كنية .... إسم الشيخ أبو غبراهيم دلوقتى بيهز أجدع شنب فى البلد
  • ههههههههه ... طب شنبى متهزش ليه لما قولت إسمه قدامى ... على كل حال شكرا يا ثابت ... أهو بكرة التلات ....هأجل تغيير الفلوس لغاية بكرة وأهو بالمرة أشوف الشيخ ممدوح .... أصله وحشنى العرص ... هاتلى بقى حجر حلو زيك كده وواحد شاى بالنعناع علشان فيه موضوع شاغلنى شوية
أضاءت كلمات ثابت فكرة فى عقل أمجد ... فطالما هناك ممدوح وعمل غير مشروع فبالتأكيد ممدوح اليوم أصبح جزء من دولاب الفساد الكبير وطالما سلك طريق الإمساك بآذان الناس فإذن له سطوة عند طيور الظلام ... طريق لم يكن أمجد ليسلكه لكنها قد تكون فرصة لتأمين نفسه وتأمين زوجته ... وأسرته

مساء اليوم التالى كان أمجد على باب الزاوية التى يلقى فيها الشيخ ممدوح درسه الإسبوعى ... كانت الزاوية الصغيرة شبه مزدحمة بمريدي الشيخ المزيف وكان ممدوح يجلس على كرسى مذهب فى صدارة المكان ... شق أمجد الزحام حتى وقع نظر ممدوح عليه ... ورغم إمتقاعة وجهه السريعة التى أخفاها سريعا عندما أشار له ممدوح على طرف مظروف يحمله إلا أنه تمالك نفسه سريعا حتى أنهى محاضرته بعد نصف ساعة ليقف أمجد ويتجه نحوه فيقف ممدوح ويتصنع السعادة ويحتضن أمجد فى ود مصطنع ويعرفه للجالسين على أنه صديق قديم حضر من السفر وأنه متشوق للإنفراد به لإستعادة الذكريات القديمة .

خرج ممدوح مصطحبا أمجد لمكتب صغير مجاور للزاوية وقد بدأ هدوء أمجد يثير أعصابه ... فكيف يجروء على المجئ وحيدا ليقابله وسط أنصاره ومحبيه ... لابد أنه يحمل فى جعبته شئ آخر سوى المظروف الذى يعلم جيدا ما فيه

  • خير يا أمجد ... إيه فكرك بيا ... مش إحنا خلصنا الموضوع اللى بينا من زمان
  • أعمل إيه ... كل ما أحب أغور من وشك ألاقيك قدامى
  • إنت اللى جايلى يا أمجد مش انا اللى جايلك ... إنطق عايز إيه ... والظرف اللى معاك ده جاى تهددنى بيه ليه
  • أنا جايلك فى مصلحة ... ليك و ليا .
  • إتفضل قول
  • مش هتجيبلى كوباية شاى حتى ؟ يا أخى عيب دا أنا سمعت إن أنت وابوك مغرقين الدنيا بكرمكم
  • أنا مبشربش شاى يا أمجد ... ومافيش هنا شاى ... إخلص وقول اللى عندك علشان انا معنديش وقت
  • لأ يا روح امك تفضيلى نفسك ... وتبعت أى حد يجيب كوباية شاى بالنعناع ... صدعت من هبد أمك اللى كنت بتهبده عالناس ده
  • حاضر ... هابعت أجيبلك شاى بالزفت
أراد أمجد أن تحترق أعصاب ممدوح قبل أن يبدأ حديثه ... فهو يريده فى أضعف حالاته حتى يستطيع التحكم فى الحديث

  • بص بقى يا ممدوح .... الصور اللى معايا دى أنا جاى أديهالك يمكن نسيتها ... أنت عارف إنى سايب مصر وقاعد فى أسبانيا ... وهناك بقى مقولكش على جمال إستوديوهات الطبع والتحميض ... تصدق النيجاتيف القديم اللى عدى عليه ست سنين طبعوا منه صور ... مقولكش على جودتها عاملة إزاى ... ده حتى النيجاتيف عملوا منه نسخة تانية
  • يعنى عايز إيه من الآخر ... عرفت إنك طبعت صور تانى وعندك نيجاتيف تانى ... خير
  • بص بقى .... الجماعة اللى انت بقيت منهم ناويين يأذونى .
  • وانا مالى يا أمجد ... أنا لا عايز أأذيك ولا عايز أفتكرك حتى
  • ماهى دى بقى المصلحة اللى عايزك فيها ... النيجاتيف الجديد والصور فى خزنة فى بنك فى أسبانيا ... لو حصلى حاجة الخزنة دى لازم تتفتح طبعا ... أنا شخصيا مش عارف انا شايل المفتاح فين ... لكن لو حاجة حصلتلى والمحامى جاب أمر بفتح الخزنة هيلاقوا الصور والنيجاتيف ... وانت عارف بقى .... هتبقى حكاية ويدوروا على صاحب الصور وتبقى متهم ... وانا هابقى ميت طبعا ومش هعرف ادافع عنك والجرايد هناك تنشر والناس هنا تاخد خبر وتبقى فضيحتك بجلاجل
  • صدقنى يا أمجد أنا مليش دخل بأى حد عايز يأذيك ... شوف مين عايز يأذيك وإتفاهم معاه
  • أنا شخصيا ماعرفش مين .... بس الجماعة بتوعك هم اللى هينفذوا ... من مصلحتك زى ما قولت إنى متأذيش علشان اعرف أحافظ على وعدى ليك .... ده حتى من مصلحتك إنك تحافظ على حياتى ... لو القدر كان ليه رأى تانى وخبطتنى عربية مثلا أو وقع على دماغى عمود نور إنت هتتأذى ... وانا ميرضنيش أذيتك
  • الموضوع اللى بتقول عليه ده أكبر منى ... بس ممكن أسأل وأقولك تعمل إيه
  • طالما أكبر منك يبقى تشوف حد أكبر منك أتكلم معاه ... بيقولوا الوالد عضو مجلس شعب وواصل ... أكيد هيعرف يحل الموضوع خلينى أقابله واتكلم معاه
  • تقابله ؟؟؟؟ أوعى تقوله على موضوع الصور يا أمجد
  • يعنى هو مش عارف ؟ على كل حال مش هأقوله ... خلينى أقابله على أساس إنى باشتغل برة ومعايا عملة عايز أغيرها ... أنا معايا عشرتلاف ... قوله إنى صاحبك من أيام الجامعة وابن حتتك وكده ... مصلحتك يا ممدوح إنى أفضل سليم من غير ولا خدش .... لا أنا ولا منى ولا أى حد أعرفه ... إنت عارف الشيطان شاطر
  • منى ؟ إنتوا رجعتوا لبعض ؟ أنا آخر حاجة عرفتها إن خطوبتكم إتفسخت
  • هو انت مش متابع ولا إيه ؟ معقولة متعرفش إننا كتبنا كتابنا من أكتر من عشر أيام ؟
  • يا عم صدقنى أنا لا متابعك ولا عايز أسمع أى حاجة عنك ... أحلفلك بأيه بس علشان تصدق
  • خلاص متحلفش ... هأقابل الحاج إمتى بقى ؟
  • مش عارف ... هأسأله وأقولك
  • لأ ... إخلص بسرعة أنا معنديش وقت ومسافر كمان كام يوم
  • طيب إستنى مِنى تليفون النهاردة بليل عالساعة 12 كده أكون عرفت أتكلم معاه وأقولك ... إدينى رقم تليفونك
  • هو هو رقم التليفون القديم يا ممدوح إنت نسيته ؟
  • يا سيدى بأقولك أنا نِفسى أنسى وجودك فى الدنيا من أساسه ... وبعدين إنت عمرك ما إديتنى رقم تليفونك ولا عمرى كلمتك فى التليفون أصلا
  • آه صحيح ... طيب خد رقمى أهو
عصر اليوم التالى كان أمجد يدخل من باب نفس المكتب الذى تحادث فيه مع ممدوح ليستقبله ممدوح بنفس الود المصطنع أمام عدد كبير من الجالسين فى إنتظار مقابلة الحاج عضو مجلس الشعب ليصطحبه إلى باب جانبى طرقه بإحترام ليدخل وخلفه أمجد لمكتب آخر غاية فى الفخامة يجلس خلفه رجل ضخم الجثة لكن ملامحه هى هى نفس ملامحهم ... الذقن المحناة والشارب الحليق وتلك الإبتسامة الصفراء التى يكرهها أمجد ويجلس على كرسى آخر على الطرف الآخر من المكتب رجل آخر بنفس الملامح على وجهه نفس الإبتسامة السمجة الصفراء

  • إتفضل يا باشمهندس .... شرفتنا ... ممدوح قاللى إنك صاحبه من زمان وإنك ليه عنده جميل عايز يردهولك ... إتفضل أقعد
جلس أمجد بعد أن صافح يد الحاج الكبير وحرص على أن تكون مصافحته بمنتهى القوة

  • أهلا بيك يا حاج ... أنا هادخل فى الموضوع فورا لإن واضح إنك مشغول .
  • إتفضل
  • الحقيقة يا حاج فيه ناس تبعكم مش ناويين لى على خير ... معرفش ليه ... وطبعا أنا مش عايز أدخل فى مشاكل مع حد ... فياريت لو حضرتك تساعدنى فى الموضوع ده أكون شاكر ليك جدا
وهنا ناول الجالس على الطرف الآخر من المجلس الحاج الكبير ملف به بعض الأوراق إستغرق الحاج فى قرائتها لبعض الوقت وعلت وجهه تلك المرة إبتسامة بدت حقيقية وليست تلك الصفراء المصطنعة

  • هو أنت بقى اللى اتجوزت البنت اللى كان نور عايز يتجوزها ... حد يعمل كده يا راجل
  • يا حاج أنا إتجوزت خطيبتى اللى كنت خاطبها قبل ما نور ده يعرفها ... يعنى هو اللى اتعدى عليا مش انا اللى اتعديت عليها
وهنا تدخل ممدوح فى الحديث بهدوء شديد وهو مالم يكن أمجد يتوقعه

  • فعلا يا شيخنا .... أمجد كان خاطب مُنى من زمان وموعودين لبعض من وهما لسة عيال ... وانا أشهد على كده
  • بس إنتوا كنتوا سيبتوا بعض يا أمجد .... والحاج نور متعداش عليك لما راح خطبها
  • خطبها غصب عنها ... ولو كانت موافقة عالخطوبة دى مكانتش سابته أول ما شافتنى ِرجعت من السفر
  • بس برضه يا ابنى مكانش يصح الطريقة اللى عملتها دى ... تبوظ فرحة الراجل يوم دخلته
  • وهو مستنى دخلة ولا خارجة ... ماهو كل كام شهر بيتجوز ويطلق ... مجتش على دى يعنى
  • بس يا باشمهندس إنت عامل عداوة بينا وبينك من أيام ما كنت طالب ... الورق اللى قدامى بيقول كده
  • أنا لا عملت عداوة ولا فبالى عداوة مع حد ... أنا بس دماغى غير دماغهم ومبحبش حد يركب دماغى ... أنا راجل صعيدى ودمى حامى ومبحبش حد يمشينى ... وبعدين فين العداوة دى ... أدينى جيتلك وباطلب منك خدمة ... لو فيه عداوة كنت هاجى لغاية عندك ؟
  • طيب قولى المقاول الكبير كان عايز يعرف أخبارك ليه ؟ خدت منه مرة هو كمان
  • يا حاج آخد منه إيه بس ... هو فين وانا فين ... كانت مشكلة بينه وبين الدكتور إبراهيم فى الشغل وخدنى فى رجليه
  • مش مصدقك يا أمجد بس هامشيها بمزاجى ... إنت واضح إنك شاب جرئ وعجبانى جرأتك ... إيه رأيك تبقى معانا ومحدش هيقدر يبصلك تانى
  • يا حاج أنا لسة قايلك دماغى غير دماغكم ... وبعدين أنا راجل باحب الفرفشة وباشرب خمرة وبتاع نسوان ... يعنى ينفع أشتغل معاكم وانا خمورجى ونسوانجى ؟
  • وانطلق الحاج الكبير فى ضحكة مقهقهة تلك المرة حتى دمعت عيناه
  • خمورجى ونسوانجى ؟ بس الورق اللى قدامى مبيقولش كده .
  • ماهو مش كل حاجة مكتوبة عندك يا حاج ... حتى أسأل اللى كانوا ماشيين ورايا لما كنت باحب أزوغ منهم كنت بازوغ إزاى
  • قصدك الواد عزيز اللى كنت بتهرب منه كل ما تحب وفى الآخر بقى صاحبك وبيقعد معاك عالقهوة
وهنا فوجئ أمجد بما قاله الحاج عن عزيز ... آه يا ولاد الكلاااااااب ... عندكوا جهاز مخابرات خاص بيكو ... حتى بتراقبوا بعض ... تمالك أمجد نفسه سريعا حتى لا يظهر بمظهر ضعف أمام هذا الذئب اللئيم

  • ماله عزيز ... راجل محترم وعمل اللى عليه ... وحتى اللى كان بيمشى ورايا بعده كنت بالعب بيه وأفسحه زى مانا عايز وأزوغ منه وقت ما أحب ... فياريت متحملوش عزيز الذنب ومتأذوهوش .
  • متخافش معملناش فيه حاجة ... إحنا قرصنا ودنه بس علشان يبقى ياخد باله من شغله
  • مش مشكلتى عزيز دلوقتى ... راجلكم وانتوا حرين معاه ... أنا جاى اتكلم عن نفسى ... وبعدين فيه حاجة مهمة ... إنت عارف إن أهلى صعايدة والفرح اللى عايزين تبوظوه هيكونوا موجودين ودول مبيتحركوش من غير سلاح ... والمعازيم هيكون فيهم ظباط جيش كتير ... يعنى لو رجالتكم حاولوا يعملوا حاجة هتبقى مجزرة ... ولو واحد من ظباط الجيش دول أتخدش هتبقى مشكلتكم مع الجيش ومع الصعايدة ... ليه بقى ندخل بعض فى مشاكل ممكن نتجنبها .... طبعا ده مش تهديد ولا حاجة ... لكن بس شرح للمشكلة اللى ممكن كلنا نتورط فيها من غير داعى
  • وانت عرفت منين إن فيه ناس هتبوظ فرحك؟
  • يا حاج مافيش حاجة بتستخبى ... وانا برضه عندى دماغ بتفكر وباقدر اتوقع اللى هيحصل
  • بس ده مش توقع ... ده كده حد قالك معلومة ... بس صدقنى دى أوهام ... هو فرحك ده إمتى ؟
  • لسة محددتش المعاد بالظبط ... لما أحدده هابقى أعزم حضرتك بالتأكيد ... ده لو هتوافق طبعا ... بس طبعا ده هيبقى فرح مش زى أفراحكم ... يعنى هتبقى فيه رقاصة ومغنيين وكده
  • هههههههه يعنى بالعربى هتعزمنى ومش عايزنى آجى .... مش بأقولك جرئ ودماغك حلوة .... طب خلاص يا سى أمجد ...إعتبر إن فرحك هيتم على خير وكمان تحت حمايتى ... ومحدش من ناحيتنا هيقرب ناحيتك .... مبسوط يا سيدى؟ نتكلم بقى فى الشغل
  • شغل إيه حضرتك ؟ ما قولت لحضرتك إنى خمورجى ونسوانجى ومينفعش أشتغل معاكم
  • يا ولا ... إنت هتعمل عبيط ... مش ٍإنت قلت لممدوح إن معاك عملة وعايز تغيرها
  • آه يا حاج لا مؤاخذة نسيت ... معايا مبلغ صغير كده ... عشرتلاف ... قالوا لى إنكم بتكرموا معارفكم وبتغيروا أغلى من البنك
  • ياسلام ... عنينا ليك يا هندسة...بس عشرتلاف مبلغ مش قليل ...جبته منين؟
  • يا حاج مش باشتغل فى أوروبا وكده ..أكيد انت عارف
  • طيب قولى بتكسب حلو هناك
  • مستورة يا حاج وباكسب كويس
  • طيب أنا باغير بعشرة قروش أكتر من البنك وعلشان خاطرك هاديك خمستاشر إيه رأيك مبسوط
  • كتر خيرك يا حاج ... بس الكرم ده ليه سبب أكيد
  • هأقولك عالسبب هات فلوسك الأول أغيرهالك
بعدما تناول الرجل رزمة النقود من أمجد وأعطاه ما يقابلها بالعملة المصرية عد خمس ورقات من المبلغ الذى أعطاه له أمجد ومد يده بها تجاهه

  • إيه دول يا حاج ؟
  • دول تعتبرهم نقوطك طالما مش عايزنى أحضر فرحك ... من الآخر كده إنت هتشتغل معانا ... واعتبرها خدمة قصاد خدمة
  • مانا قولتلك يا حاج منفعش أشتغل معاكم
  • باقولك إيه ... إنت فاكر كل اللى معانا زينا كده بيلبسوا جلالايب وبيربوا دقنهم ... كل الكبار اللى فى البلد بيشتغلوا معانا ولينا مصالح مع بعض وكلهم يا إما خمورجى يا إما نسوانجى يا إما الإتنين... إنت هتعملنا خدمة وهتستفيد منها
  • أسمع الأول أشوف هانفع ولا لأ
  • هتنفع ومش هتعمل حاجة ضد القانون ولا حد هيقدر يفتح بوقه معاك ... إنت هتاخد ال 500 دول تفتح بيهم حساب فى فرع البنك الأجنبى اللى فاتح جديد فى وسط البلد ... هتعمل الحساب بالباسبور بتاعك مش بالبطاقة ... البنك ده ليه فروع فى أسبانيا هتعمل حساب تانى هناك بنفس الباسبور ... تحويل الفلوس بين الحسابين هتبقى عمولته شبه معدومة
  • طيب وحضرتك بقى هتحتاج الحسابين دول فى إيه
  • حاجة بسيطة خالص ... الناس اللى شغالة فى أوروبا هتحول فلوسها اللى بالعملة الأجنبية على حسابك هناك وأهاليهم هيستلموها هنا بالجنيه وانت تحول الفلوس دى على حسابك اللى هنا ... وأحيانا هنطلب منك تحول فلوس من حسابك اللى هناك لحسابات تانية فى أوروبا أو أمريكا
  • طيب وهاعمل إيه بفلوس الناس اللى هتتحول على حسابى اللى هنا ؟
  • هتحولها هنا لحسابات تانية تبعنا ... وهتاخد عمولة كويسة
  • وانتوا هتعرفوا منين إتحول لحسابى كام ؟ مش يمكن أغالطكم فى الحساب ولا حاجة
  • هههههههه لأ متخافش إحنا واثقين فيك ... وبعدين كل واحد بيحول لحسابك فلوس هيبعتلنا صورة للتحويل أو الإيداع فى حسابك لو هو فى أسبانيا
  • هيبعتهالكم إزاى ؟ دى البوسطة تاخد لها إسبوعين على ما الجواب بيوصل من أسبانيا لهنا ... يعنى يحول فلوسه على هنا أسرع
  • بالفاكس يا أمجد ... هيبعتلنا صورة التحويل عالفاكس ... إيه مسمعتش عنه
  • سمعت عنه لكن ماعرفش إنه وصل مصر ولا إنه بيشتغل على الخطوط اللى هنا
  • لأ يا سيدى وصل وبيشتغل
  • بس ده مافيهوش حاجة غلط يا حاج ؟
  • متخافش ... مفيهاش أى حاجة غلط ... وطبعا مش هنشترى بيها سلاح ولا حاجة من الأفكار الغلط اللى انت واخدها عننا دى ... ده حتى ساعات الحكومة بتلجأ لنا وتاخد مننا الفلوس الأجنبى دى تمشى بيها حال البلد ... يعنى انت بتخدم البلد بالطريقة دى ..... بكرة أول ما تروح البنك تسأل عالأستاذ **** هو هيخلصلك كل حاجة ... أنا هاكون مديه خبر
  • ماشى يا حاج .... كده إتفقنا على كل حاجة .... حضرتك هتمنع عنى الأذى وأنا هأساعدك فى الشغلانة البسيطة دى وكلنا هنستفيد ... أستأذن أنا بقى أخدت من وقتك كتير
  • مع السلامة يا أمجد
  • وبالنسبة للناس اللى ماشية ورايا مافيش داعى يتعبوا نفسهم زى ما أتفقنا لأنى وقت ما أحب أزوغ منهم هزوغ
  • من دلوقتى محدش هيمشى وراك ... أنا أديتك كلمتى خلاص ... متقلقش
كان إتخاذ أمجد لمثل هذا القرار سريعا مخاطره ... إنه سيلعب مع الشيطان شخصيا ... هو يعرف أنهم لا عهد لهم ولا ذمة معه ... فهم يعتبرونه فاسق أو كافر ... لكنها الضرورات التى تستوجب المغامرة .

بمجرد خروج أمجد من مكتب الشيطان عرف أنه متبوعا ... وقبل أن يصل لسيارة والده القديمة قرر إرسال رسالة صغيرة سيفهمونها بالتأكيد ... فالحاج الكبير هو أكثر من قابلهم منهم ذكاء وسيفهم تلك الرسالة بالتأكيد .

كان المراقب تلك المرة أكثر براعة وتدريبا فى المراقبة ... لكن حواس أمجد التى أكتسبها فى فترة تجنيده لا زالت كما هى مرهفة ... وكما إعتاد الإختفاء فى اللا مكان إختفى فى الزحام وظل يراقب مراقبه لدقائق وهو يتلفت باحثا عنه ليظهر بجواره راسما على وجهه إبتسامة صفراء

  • أنا مروح ... تحب أوصلك معايا يا شيخ ؟
وامتقع وجه الرجل الذى لم يكن يتوقع تلك الكفاءة من أمجد ولم يجد ما يقوله

  • لا شكرا ... معايا عربية
  • طيب وفر البنزين بقى ومتجيش ورايا ... أنا مش رايح حتة غير البيت .... ومتنساش تسلملى على الشيخ أبو إبراهيم
  • ..................................................................
عندما دخل أمجد من باب شقته وجد أمامه المنظر الذى أفتقده لسنوات ... حبيبته الرقيقة منى تجلس مستكينة فى حضن أمه واضعة رأسها على صدرها

  • إيه يا حضرة الناظرة .... نزرع لكم شجرة لمون فى الصالة تقعدوا تحتها ... أنا باغير على مراتى على فكرة
  • بس يا حمار إنت ... خد مراتك أهى ماخدتش منها حتة
  • طيب عادى يعنى ممكن نبوس ونحضن قدامك طالما هيا مراتى
  • هاقوم أضربك بالشبشب يا سافل ... خد مراتك وشوف عايز تقولها إيه وأخلص ... ومن غير قلة أدب .... أبوك جوة
  • طيب هاخش اسلم عليه ... إسبقينى يا مُنى على أوضتنا
بمجرد إغلاق أمجد باب غرفته خلفه بعد دخوله لم يترك ثانية لتضيع قبل أن يحتضن حبيبته ويغوصا فى قبلة عميقة تحسسس أمجد فيها أثناء إشتباك شفاههما كل جسدها الذى بدأت تعود إليه نضارته وجماله القديم وقد إعتاد وأعتادت على أن يرفع لها فستانها ليتحسس جسدها دون أن تحول ملابسها بينه وبين أصابعه لكنه فى هذه المرة ... ولأول مرة يدخل يده أسفل كيلوتها الصغير ليتحسس الشق الجميل بين فلقتيها الرائعتين .

إستسلمت منى للمساته وقد إرتفع تنفسها فهى المرة الأولى فى حياتها التى تصل أصابعه لتلك النقطة ولأول مرة فى حياتها تلمس أصابعه فتحة شرجها البكر. بل هى المرة الأولى منذ أن وعت على الدنيا التى تصل أصابع غير أصابعها لذلك المكان ولم تكن تتوقع أن اللمسة لذلك المكان من الممكن أن تثير بداخلها ذلك الشعور الذى أجتاح جسدها وذلك الخدر الذى شعرت به فى ساقيها فرفعت ساقيها لتلفهما حول خصر حبيبها وزوجها ولم يعد يفصل بين كسها وبين جسده إلا هذا الكيلوت الصغير ولم يتمالك أمجد نفسه وأنحنى بجسده ليضعها على طرف الفراش ويضغط بزبره على كسها البكرمن فوق ذلك الحاجز الرقيق بينهما فلم تتمالك نفسها وندت عنها آهة شبقة وهى تقذف بمائها فسارع أمجد بوضع شفتيه على فمها ليمنعها من التمادى فى صوتها لكنه فشل .

كانت أم أمجد جالسة فى مجلسها عندما سمعت تلك الآهة فأسرعت لباب الغرفة وطرقته فهى لا تعلم مدى ما وصل إليه الحبيبان وتخشى أن يتعجلا ما لم يحن وقته

  • أمجد لِم نفسك أبوك جوة
  • حاضر يا ماما ... متخافيش محصلش حاجة ... منى درج المكتب قفل على صباعها
  • صباعها يا ممحون ... تعالى يا بت يا منى عايزين نعمل صينية كنافة
  • كنافة إيه دلوقتى يا ماما .... لسة بدرى على رمضان ....عشر دقايق وهتخرجلك
كانت منى جالسة على حافة الفراش تحاول إلتقاط أنفاسها وإبتسامة جميلة تملأ وجهها المتورد وهى تنظر لوجه حبيبها بحب

  • عاجبك كده ... أهى سمعت وهتسمعَنى كلمتين دلوقت
  • مانتى اللى صوتك عالى ... وبعدين إنتى مراتى يعنى من حقنا ... المهم ... خدى الفلوس دى ... عايزك تشترى بيها فساتين جديدة ... وإلهام وهيا نازلة هابعت لك معاها فساتين تانية ... تخلى أبوكى يقلدها وتاخديهم إنتى
عندما أخرج أمجد رزم الأوراق المالية التى تسلمها من الحاج الكبير نظرت منى بإندهاش لأمجد

  • كل الفلوس دى أشترى بيها فساتين ... غير اللى هتبعتهم مع إلهام .... إنت مجنون يا أمجد ؟ إنت مش مليونير يا حبيبى علشان تشتريلى بكل الفلوس دى هدوم
  • لو معايا قدهم عشر مرات كمان مش خسارة فيكى ... لازم تبقى أشيك بنت فى البلد كلها
  • لأ يا أمجد بلاش جنان ... لما أحتاج حاجة هابقى آخد منهم ... أنا هافصل فساتين عند الخياطة اللى فى وسط البلد زى ما كنت ... وانت عودتنى إن هدومى تبقى متفصلة ليا مخصوص ... لو الموديلات اللى هناك عجبتك هبقى أفصل زيهم
  • خلاص ... حطى الفلوس فى الدرج ووقت ما تعوزى تاخدى منها حاجة أهى موجودة عندك .... ومعاكى كمان التوكيل لو إحتاجتى فلوس إسحبى من الدفتر
  • خلاص .... سيبنى بقى ماما واقفة ورا الباب
  • طب هاتى بوسة قبل ما تخرجى
  • توء .... أمك برة
إحتضن أمجد حبيبته وقبل أن يهم بتقبيلها أتاهم صوت أمه من الخارج

  • يلا يا مُنى ... مش وقته
خرجت منى سريعا وقابلتها أم أمجد على الباب بضربة رقيقة على مؤخرتها

  • يا بت بلاش مياصة ... أهدوا شوية ... يوم صباحيتكم لازم أبوكى وأمك يشوفوا المنديل عليه ددمم... مش عايزين فضايح ... إسبقينى عالمطبخ يا مايصة
  • يا ماما ماهو قالك الدرج قفل على صباعى
  • الدرج برضه اللى قفل على صباعك يا ممحونة ... إجرى يا بت عالمطبخ


  • مستريحة كده يا حضرة الناظرة ... الواحد مش عارف يقعد مع مراته شوية
  • لما تبقوا تروحوا بيتكم يا ممحون ... مينفعش كده ... إتعدل وهدى نفسك وإلا أقسم إن مافيش قفل باب عليكم تانى لغاية ما تتنيلوا تدخلوا
  • يا ماما قلت لك الدرج قفل على صباعها
  • لا يا شيخ ؟ هبلة انا مش هاعرف صوت الدرج من صوت مياصتكم
  • نفسى أعرف الردار اللى مركباه فى ودانك جيباه منين
..............................................................................


عندما أنتهى ذلك اليوم وتركت منى حبيبها لتعود لشقتها لم يستطع أمجد التوقف عن التفكير فيما دار بينه وبين ذلك الشيخ .... فبداخله هو يعلم أن ما اتفق عليه معه مخالف لكل ما تربى عليه وبأن تلك الأموال التى سيساعدهم فى دخولها لمصر لن تستخدم فى خير ... لم يكن هناك من يستطيع أن يبوح له بالسر أو يأخذ رأيه ... لم يكن يستطيع إبلاغ السلطات فحتى الآن لم يحدث ما يبلغ عنه ... كانت الأفكار تطن فى رأسه لكنه كعادته قرر المضى فى المغامرة بعد أن إستقر أخيرا على قرار ما ... فلتكن وجهته للجهة الوحيدة التى يثق بها ... وهناك سيعرف ما يجب عليه أن يفعله فى ذلك الإختبار الذى وضعه فيه القدر

فى الصباح التالى كان أمجد فى طريقه لفرع البنك و كالعادة عرف أنه مراقب وترك الفرصة لمراقبه كى يتبعه حتى فرع البنك حتى أنه دخل وراءه البنك بعد أن تم تحذيره من مهارة أمجد فى الإفلات من المراقبة وبعد خروجه من البنك تعمد أن يرهق مراقبه بالمشى لأطول فترة ممكنة قبل أن يختفى من أمامه ويراقبه وهو يتلفت حوله بحثا عن طريدته وسط زحام وسط القاهرة ويتجه بعدها مباشرة للمكان الذى قد يجد فيه إجابة عن تساؤلاته ... ذلك المبنى الكبير الذى سبق له دخوله قبل نهاية خدمته العسكرية ليطلب مقابلة نفس الضابط الذى قابله فى المرة الأخيرة .

تلك المرة لم يحيى أمجد الضابط التحية العسكرية فهو الآن مدنى لا يحق له آدائها لكنه مد له يد محييا إياه وشد على يد بشوق حنينه لرائحة البارود المختلطة برائحة التراب الممزوج بالعرق

  • إزيك يا أمجد ... عامل إيه يا باشمهندس
  • إزى حضرتك يا فندم ... كويس إنك لسة فاكرنى
  • طبعا لسة فاكرك ... خير فيه حاجة تانى حصلت بخصوص موضوعك القديم ؟
  • لأ حضرتك ... موضوع جديد
  • موضوع إيه يا أمجد ؟ إحكيلى
قص أمجد على الضابط تفاصيل ما حدث بينه وبين الشيخ أبو إبراهيم بعدما أبلغ الضابط بتحذير عزيز له ... وبعد أن أستمع الضابط بإهتمام رفع حاجبيه وهو ينظر لأمجد نظرة إعتذار

  • للأسف يا أمجد الموضوع ده مينفعش نتدخل فيه ... أى حاجة برة الجيش ممنوع نتدخل فيها
  • ماهى الفلوس دى حضرتك مش هيدخلوها مصر يعملوا بيها أعمال خيرية مثلا ... أكيد هيعملوا بيها مصيبة .
  • مانا عارف ... لكن الموضوع خارج تخصصنا ... إستنانى خمس دقايق هاعمل تليفون وأجيلك
عاد الضابط بعد دقائق ليجد أمجد يكاد ينهشه القلق بعدما ظن أنه لا فكاك من الفخ الذى وقع فيه وأنه سيصبح شريكا فى جريمة من جرائم طيور الظلام التى عششت فى كل أنحاء ذلك الوطن المسكين المنكوب بجهل معظم سكانه وأنقيادهم لذلك التيار المظلم الذى يقودهم من آذانهم لمصير محتوم

  • بص يا أمجد ... أنا اتصلت لك بالناس فى الجهاز الكبير ... إهتموا بالموضوع وطلبوا إنك تروحلهم دلوقتى ... فيه عربية هتاخدك دلوقتى توديك هناك وتحكيلهم كل اللى حكيتهولى
إنطلقت سيارة صغيرة بأمجد لتوصله للجهاز الأكبر ولم يستغرق الأمر إلا دقائق ليجد أمجد نفسه جالسا أمام رجل تبدو على وجهه هيبة شديدة وهدوء أشد وبعد أن قص أمجد عليه القصة من أولها لآخرها بما فيها التهديد الذى أضطر بسببه للجوء للشيخ أبو إبراهيم ... بهدوء شديد تكلم الرجل الجالس خلف المكتب

  • بص يا باشمهندس .... اللى هتعمله مفيهوش مخالفة للقانون الحالى ... هو مجرد تحايل عالقانون
  • ماهو زى ما كنت باقول لحضرة الظابط هناك الفلوس دى مش هيعملوا بيها أعمال خيرية ... أكيد هيعملوا بيها مصيبة
  • بالظبط كده ... وعلشان كده إحنا طلبنا إنك تجيلنا هنا ... طبعا طالما جيت لغاية عندنا يبقى عندك إستعداد تتعاون معانا
  • طبعا ... أنا تحت أمركم
  • إنت هتعمل كل اللى قالولك عليه بالظبط ... مش مهم مين هيحولك فلوس هناك لإنهم غالبا ناس بتشتغل فى أوروبا وعايزة تزود قرشين تلاتة يبعتوهم لأهلهم هنا ...إلا لو إتحول لحسابك مبلغ كبير طبعا يبقى ده عليه علامة إستفهام
  • تمام ... والمطلوب منى إيه ؟
  • المطلوب منك بقى الناس اللى انت هتحولها الفلوس دى هنا .... والأهم منهم لو طلبوا تحول فلوس لحسابات تانية فى أوروبا أو أمريكا... أرقام حساباتهم والمبالغ اللى حولتها ليهم وأسماءهم لو عرفتها وتواريخ التحويل ... وكذلك أرقام الحسابات اللى بتحول مبالغ كبيرة
  • تمام ... وهابلغكم إزاى ؟
  • إنت طبيعى فى أسبانيا إنك بتروح السفارة تسجل نفسك هناك ... لما تروح السفارة المرة الجاية تطلب تقابل مسؤل الأمن فى السفارة ... هاقولك إسمه ... هو هيكون عنده خبر وهيقابلك ... إنت مسافر إمتى
  • كمان إسبوعين
  • قبل ما تسافر بيومين إتصل بيا ... هاديك رقم تليفونى هنا ... لو ملقتنيش سيبلى خبر إنك مسافر يوم كذا وانا هاتصل بيك قبل ما تسافر
  • شكرا يا فندم ... استأذن أنا بقى علشان زمان الجماعة اللى بيراقبونى قلقانين عليا ... أنا كده مختفى عنهم من وقت طويل
  • ههههههههههه ... خايف على قلق اللى بيراقبوك ... قلبك كبير
  • لا كبير ولا صغير ... أنا بس مش عايزهم يغيروا الرجالة اللى بتراقبنى ... إتعودت عليهم خلاص
  • ماشى يا أمجد ... مع السلامة وخد بالك من نفسك ... ومتزعلش لإننا إحنا كمان هنراقبك ... ونراقب اللى بيراقبوك
  • لأ مش هازعل ... تقريبا كده بقيت باقلق لما اكون فى مصر ومش متراقب
  • ههههههههه ... باين عليك مشكلة يا أمجد ... خد بالك من نفسك ... إحنا ما صدقنا نلاقى حد يدخلنا وسطهم ... هابعت معاك عربية توصلك لغاية البيت
  • لأ عربية إيه .... هما عادة لما باهرب منهم بيستنونى عند البيت ... مينفعش يلاقونى نازل من عربية ميعرفوش بتاعت مين
  • متخافش ... اللى هيوصلك عربية تاكسى ... ومتنساش تحاسبه قبل ماتنزل
  • هههههه تمام حضرتك ... هاحاسبه واديله بقشيش كمان
عندما غادر أمجد المبنى الكبير كان يشعر بانه قد أزاح عن صدره حجر ثقيل يرقد على أنفاسه ... وبمجرد وصوله لشقته أسرع بالإتصال بحبيبته ... فقد إفتقد وجودها لساعات

  • وحشتينى يا حبيبتى ... عايزك فى حاجة مهمة ... إطلعيلى
  • لا يا خويا ... أطلعلك وامك ترجع من المدرسة تلاقينى معاك لوحدنا فى الشقة ... كفاية الكلام اللى سمعته منها إمبارح
  • يا بت إنتى مراتى ... تسمعك كلمتين إيه بس ... طيب اطلعى شوية وانزلى قبل ما تيجى
  • أمك قالت لما نبقى نروح بيتنا ... وانت عارف امك بتعرف كل حاجة لوحدها
  • يووووووه بقى ... طب إنتى وحشانى دلوقتى ... أعمل إيه ... أنزلك انا
  • لأ يا أمجد متنزلش لو سمحت
كانت الحدة التى نطقت بها منى الجملة الأخيرة إنذار شديد لأمجد بأنها لم تسامح أمها بعد ولا زال يداخلها شئ ما ناحيتها ... ولم يرد أمجد الضغط على منى حتى لا يزيد جرحها إيلاما

  • طيب إطلعى نقعد فى البرجولة .... أهى إتصلحت ورجعت أحسن من الأول ... حتى نسقى الزرع اللى جبته حواليها سوا
  • خلاص ... هاغير وأقابلك فوق ... عشر دقايق واكون عندك يا حبيبى
  • آآآآآآآآآه ... قوليها تانى كده
  • يا ح ب ي ب ى
مرت الأيام سريعا وأوشكت الإجازة على الإنتهاء وكان على أمجد التوجه لشركة الطيران لإستلام تذكرته وصاحبته إلهام لتسلم تذكرتها ودهش أمجد عندما وجد تذكرته التى حجزها له المكتب تذكرة بالدرجة الأولى وليست الدرجة السياحية كالمعتاد

  • هما غلطوا ولا إيه ؟ تذكرة فرست كلاس؟ لا يخصموا منى فرق التذكرة لما أروحلهم
  • ياض إنت مسافر مع إلهام شخصيا ... وانا مبسافرش غير فرست ... عد الجمايل بقى يا بغل
  • ............................................................ ................
وأتى يوم الرحيل ... لم تتمالك منى نفسها من البكاء فى حضن حبيبها الذى افتقدته لسنوات ... وهاهى ستحرم منه مرة أخرى ... لم تستطع الرقيقة منى أن تتجاوز إحساسها بأنها ستفتقد شعورها بالأمان مرة أخرى ... لقد أصبح شعورها بالأمان مرتبط بوجود فارسها قربها

  • خلاص بقى يامنى بطلى عياط .... وإلا أقسم إلغى سفرى وأقعد جنبك
  • مش قادرة يا أمجد ... مش عارفة هاقدر اعيش ازاى وانت مش موجود
  • يا بت كلها شهرين وارجعلك ونعيش فى بيتنا ... مش عايز ارجع الاقيكى خاسة ووشك اصفر ... فاكرة يا بت يوم ما أمى قفشتنا وانا بافرجك البيبى دول
وانفرجت شفتا الرقيقة بإبتسامة جميلة بين دموعها

  • آه فاكرة ... وده يوم يتنسى
  • أهو انا بقى عايز جسمك يرجع زى ما كان علشان أشوفك وانتى لبساه
  • ده وقته ؟ إنت مسافر وانا باعيط ومش قادر تبطل سفالة
  • يا حبيبتى راجعلك ... وهاتصل بيكى كل يوم ... متقلقيش ... مش عايز اسافر وانتى كده بتعيطى
  • حاضر يا أمجد ... خد بالك من نفسك
كان الإحتضان الأخير قويا لدرجة لم يعاينها الحبيبين من قبل ... وكأن أمجد كان يريد أن يدخلها لقفصه الصدرى ... وكانت تريد أن تدخله ... لكان طرقات خفيفة على باب غرفتهما أوقفت هذا السيل من المشاعر وخرج الحبيبان وهما يمسحان دمعهما

كانت إلهام منتظرة بالخارج مع أم أمجد وأبيه ... كعادة أمجد لا يحب أن يصطحب أحبائه لوداعه فهو يكره لحظات الوداع ... إحتضن أبيه وأمه وإخوته وحماه

  • خلاص يا عمى إلهام وهى نازلة هتجيب معاها شوية موديلات زى ما إتفقنا ... وانا هاشحن الباقى على بورسعيد فى أقرب وقت ... شد حيلك يا عمى ... عايزين نعمل الإفتتاح بمجرد ما أرجع ... علشان يبقى الفرح فرحين
  • متقلقش يابنى ... كل حاجة هتبقى تمام
  • وإنتى يا ماما خدى بالك من القردة الحلوة مراتى دى ... مش عايز ارجع ألاقيها خست ووشها اصفر زى المرة اللى فاتت
  • متخافش عليها يا أمجد
  • وإنتى يا منى ... خدى بالك من الزرع اللى عالبرجولا ... على ما ارجع هيكون كبر وزهر
  • متخفش يا حبيبى
إحتضن أمجد أباه لمرة أخيرة حضن طويل أودعه فيه مدى حبه وتقديره لكل ما تحمله من حماقاته هامسا فى أذنه

  • أشوف وشك بخير يا بابا ... كل دول وانا معاهم أمانة فى رقبتك شايلها طول السنين
كادت الدموع ان تطفر من عينى إلهام التى تتصنع القوة لكنها أخفتها سريعا

  • ياللا بقى يا عم روميو ... الليموزين اللى جاية بيه مستنى تحت بقاله نص ساعة ... فين شنطتك
  • شنطة إيه ... أنا هدومى كلها اصلا هناك ... جيت بطولى من غير شنط
  • لأ ناصح ... ياللا بينا بقى
أبدل أمجد الخمسة آلاف جنيه التى حملها معه لجنيهات إسترلينية قبل صعوده الطائرة وأستقر فى كرسيه بجوار إلهام

  • فيه خبر ليك مردتش أقولهولك وإحنا فى بيتكم
  • خير ... خبر حلو زيك كده ولا خبر مهبب
  • بصراحة معرفش هو حلو زيى ولا مهبب زى وشك ... سهام وأبوها هايقابلونا فى أسبانيا ... هم وصلوا هناك من يومين وابوها عايز يقابلك
  • بجد يا إلهام ؟ بتتكلمى جد ؟ أخيرا هشوف سهام
  • يخربيتك وبيت أهلك ... إيه السعادة اللى نطت على خلقتك دى أول ما سمعت الخبر ... يا منيل باقولك سهام وابوها هناك وعرفوا انك كتبت كتابك على منى ... يعنى هتبقى مقابلة زى الطين على دماغك ... البت عايزة تطلق
  • إنتى سمعتى منها بنفسك الكلام ده ؟ هى قالتلك إنها عايزة تطلق
  • لأ ... بس ابوها قاللى ... وأكيد هى مش هتوافق إنها تكمل معاك بعد ما إتنيلت إتجوزت
  • لو هى عايزة تطلق بجد مش هاظلمها معايا ... لكن لو عايزة تكمل معايا واتجوزها رسمى مش ممكن افرط فيها
  • ياض إنت حمار ... تكمل معاك إيه ... إنت مش إتجوزت حب عمرك خلاص ... عايز منها إيه
  • وسهام كمان حب عمرى يا إلهام ... سهام بنت مافيش زيها فى الدنيا
  • ومُنى يا موكوس
  • مُنى كمان مافيش زيها فى الدنيا
  • وعلشان كده عايز تخونها وتتجوز عليها
  • أنا مش هاتجوز عليها ... أنا متجوز سهام قبل ما أتجوز منى بسنين
  • إنت قولتلها إنك متجوز صاحبتها ؟
  • لأ مقولتلهاش طبعا ... بس مش ممكن أفرط فى سهام بالساهل كده
  • إنت إزاى كده يا أمجد ؟ أنا كنت فاكراك قطة مغمضة ساعة ما شوفتك ... إنت أنانى يا أمجد وعايز تكوش على كل حاجة
  • مش أنانى يا إلهام ... أنا باحب منى وباحب سهام ... لو سهام رغبتها الحقيقية إنها تطلق هاطلقها ... غير كده لأ
  • إنت حر ... إتفلق إنت وهما واياكش تطبل على دماغك وهما الإتنين يتطلقوا منك
  • مش هيحصل .... هما الإتنين بيحبونى ومش ممكن يستغنوا عنى
  • ماشى يا ناصح هنشوف
بمجرد إضاءة علامة فك الأحزمة وإستقرار الطائرة بالجو ومرور المضيفة بالركاب توزع إبتساماتها على الجميع فوجئت إلهام بحديث ضاحك بالإسبانية بين أمجد وتلك المضيفة إمتد لدقائق وبعد إنتهاءه تساءلت إلهام

  • كنتوا بترغوا فى إيه وبتضحكوا والمزغودة دى بتبصلى كده ليه
  • بتسألنى عليكى علشان شايفاكى حلوة
  • عندها ذوق البت دى
  • كانت فاكرانا أصحاب وكده وبتقول إن سنك أكبر منى بكتير
  • جتها شكة فى عينها معندهاش نظر ... أكبر منك إيه يا بغل
  • لأ ماهو أنا قولتلها إنك أمى مش صاحبتى
  • جتك مو فى عينك ... أمك أيه يا بغل دا أنا أكبر منك بعشر سنين بس
  • يا إلهام ... بذمتك هم عشر سنين بس
  • آه هم عشر سنين واتكتم بقى بدال ما أقوم أديك قلمين فى وسط الناس ... محدش هيقول حاجة ... أمك وبتربيك علشان مش متربى
وظلت الضحكات متواصلة بين أمجد وإلهام إلى أن لامست عجلات الطائرة مهبط مطار برشلونة وتوقفت فى إنتظار فتح الأبواب وخروج الركاب



خاتمة

تعجبت من تمسك الباشا بزوجته الأولى رغم زواجه من حبيبة عمره ... منطقه فى تحليل ما فعله جعلنى فى غاية الإرتباك ... إنه حسب قوله يحب الفتاتين ... ولكن هل يقبل قلب الرجل القسمة على إثنتين؟

أشفقت عليه من الإختبار الذى وضعه القدر فيه بدفعه للتعاون مع أعداء قدامى هو أكثر من يعلم مدى غدرهم وقراره الخطير بالتعاون مع من يظن أنهم قادرون على وقفهم ... إنه حسب قوله كان كلاعب سيرك قرر الرقص مع الشيطان على حبل مشدود بين جبلين وأسفله هاوية مشتعلة

يقول أن هذا العصر كان يستوجب الدخول فى تلك المغامرة ... فهو يحب هذا الوطن ويشفق عليه ... يحبه كأى رجل ولد على أرضه ويشفق عليه من المصير الذى يراه يقاد إليه

حيرنى هذا الرجل وأربكنى منطقه الذى لا تستطيع أن تجادله فيه... لكننى مثلكم متشوق لمعرفة باقى قصته ومعرفة كيفية تحوله من شاب يكتفى بعشرة جنيهات شهريا لهذا الجالس أمامى بسيجاره الضخم ويطلق عليه الجميع لقب الباشا

وإلى لقاء قريب مع الجزء التالى لنستمتع معا بحكى الباشا
واخيرًا اشتقنا للباشا🥺
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
فين الجديد يا أديب
 
التالت ي باااااااااااشااااااااااااااا
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%