إن لم يكن بإمكاني أن أكون حقيقيا حتى مع جماد كالورقة والقلم، إن كنتُ سأُراوِغُ حتى أفكاري ومشاعري بالكلمات المتكلفة، إن كنتُ سأدَّعي ابتسامةً حتى أمام المرآة، فمتى أكون أنا؟
حسناً..
عيونكِ لم تكن خضراء..
ولا زرقاء..
هي عيون بُنيّة عادية..
وكنتُ أُحبكِّ.
في الحقيقة..
ذوقكِ في الأغاني ليس بالفريد..
كأي فتاةٍ في عُمركِ..
أغاني الحفلات الرّاقصة واللّهم عمرو دياب حين تعشق..
وكُنتُ أُحبكِ.
شعرُكِ لم يكن مُبهراً..
لا طويلٌ جداً..
ولا قصير..
ولا مُجعّد..
بل كشعر مُعظم...
أحبُّك.. في هذهِ اللحظة، وغدًا، وبعد ثلاثين عامًا من الآن، ولا يهمني مقدار المشقة والطرق الطويلة بيننا، بل كان يكفيني أنَّكِ هنا، في ذاكرتي، وفي كل مكانٍ أذهب إليه.
ورغم ذلك... كنت أقول لذات نفسي: اصبر يا ولد، أنت ما زلت على أعتاب عمرك، وغدًا، وبعد غد، سوف تشرق شمس جديدة، ألست تناضل الآن من أجل ذلك المستقبل؟ سوف تفخر بأنك أنت الذي صنعته بأظافرك، منذ أسه الأول، إلى الآخر.
| غسان كنفاني
ما زلتُ ألعب لعبتي اليومية المملة، في الصباح الباكر أتحين الفرصة وأهرُب من نفسي، لأقضي يومي في صُنع متاهتي... في المساء أعود بلا قوى، وبخطى حذرة أتسلَّل إلى الباب وأفتحه، فأجِد نفسي تحاصرني عند عتبة اللَّيل.
هناك حل عبقري يجب أن تعرفه، وهذا الحل اسمه التعود. سوف تعتاد الأمور ولسوف تنسى مشاعرك مع الوقت، هل التعود إرادي؟
لا، لكنه يأتي إذا تأهبت له، إنه يشبه النوم، لا تدري متى جاء لكنك تصحو مع ضوء الشمس متسائلاً كيف غبت عن وعيك.
| أحمد خالد توفيق
لا أكتب من أجل الكتابة، أكتب هرباً من زحام أفكاري. أُكوِّمُ حروفي وأُلقي بها بين دفاتري ضجراً. لا يهمني فصاحتها وترتيبها، لا يهمني حتى إن كانت ستُقرأ أم لا، كل الأمر أنني أود أن يزول الزحام، وتنام مدينة عقلي الصاخبة بالأفكار، كل الأمر، أنني أريد نوماً هنيئاً هادئاً فقط!