NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول فيولين عهد الثالوث (للكاتبة نور إسماعيل) ـ ثلاثون جزء

الفصل الحادي والعشرون


(سابقاً)
, هجوم عرض مرضى شديد اصاب ليلى، إثر ذهابها يوما بصحبه مؤيد الى النادى مرورا ب سباحها بالمسبح ومن ثم جلست فى الهواء ف اصابها سعال شديد وتم الفحص لها فعلموا ان لديها التهاب رئوى شديد.
, تم حقنها امبول مضاد حيوى وها هى بفراشها والكل حولها. ،
, -مممم كل دا بسبب خروجه مع سى بتاع دا
, هتفت بقولها حنين ف اشارت لها بلقيس ان تخفض صوتها ف مؤيد بالمطبخ يصنع ل ليلى حساء ساخن فهو يجيد الطبخ، بينما اردف آسر.
,
, -سلامتك يا ليلى. خدى بالك من نفسك اكتر من كدا
, سعلت ليلى بقوة ومن ثم اردفت الى آسر
, -انا كويسه و**** مجرد دور برد
, -مش ملاحظة ان ليلى لما بتتعب من البرد بيجليها ب كحه زى عمو مراد **** يرحمه
, اومأت حنين برأسها ايجابا الى بلقيس وقالت
, -خالو مراد كان دايما صدره تاعبه، **** يرحمه ارتاح الراجل
, ابتسمت ليلى لقول حنين واردفت بصوت متعب
, - بنبسط لما اعرف انى خدت اى حاجه من بابا حتى لو كانت كحه.
,
, ضحكت ف اخذت تسعل وقامت بلقيس ب احتضانها، ف كان مؤيد قادم مهرول حامل صحن حساء لها ومبتسم
, -ياليلو، اشربي الشوربه عشان تاخدى الدوا
, -انت بقا صاحب الخروجه الشوم اللى تعبت بسببها البنت
, قالت حنين الاخيره فرمقها مؤيد بلامبالاه ولم يردف اليها بكلمه، فقالت بلقيس
, -ع فكره ليلى عندها حساسيه، يعنى نزول البحر والبيسين وتقعد فالهوا خطر عليها
, جلس مؤيد بجانب ليلى يطعمها كطفله صغيره وأردف الى بلقيس دون النظر لها.
,
, -مكنتش اعرف
, -اومال تعرف ايه؟
, هتف بها آسر اليه فنظر له مؤيد شذرا ورجع ببصره الى ليلى وهو يتحدث مستهزاء
, -هو انا فمجلس تأديب ولا ايه، مين دول يا ليلو
, -بقولك ايه فكك من ليلو وحمص دلوقت عشان من ليلة فرحى السودا اللى شوفتك فيها وانت مش مريح كدا
, -و**** دى مشكلتك مش مشكلتى
, اردفت بلقيس بثبات له بينما شعرت ليلى بالضيق بسبب مش المشادة الحادثة بينهم.
,
, -مؤيد، مفيش اى مشكله انك تكون صديق ل ليلى بس احنا بنخاف عليها زيادة وليلى بالذات ليها تعامل خاص
, نظر مؤيد الى ليلى ورجع ببصره الى بلقيس ليقول بسخرية
, -انتو ليه بتعاملوها ع انها طفله، ماتخرج ولا تدخل ولاتعوم هى كبيرة وعاقله وبالغه واظن مرت بتجارب كبرتها كمان عن سنها فبلاش حركات خد بالك منها ابقى عديها الشارع والكلام اللى مالوش لازمه دا
, هب آسر من مجلسه ليقترب نحو مؤيد الذى وقف مقابل له يستعد لمواجهته.
,
, -يابنى انت متفردش صدرك كدا، محدش مننا مرتاحلك اساسا ف بنتكلم معاك بذوق وادب انك تاخد بالك منها مش اكتر عشان تتكلم بتريقه على كل كلمه حد يقولها واه ليلى ست كبيرة وواعيه وناضجه لكن كلنا بنخاف عليها عشان هى غاليه وتهمنا اوى. فهمت يا كابتن عضلات
, قال الاخيرة وهو يطرق بيده كتف مؤيد مستهزءا فقام مؤيد ب انزالها بعنف، فخرجت ليلى عن صمتها واردفت.
,
, -خلاص بقا يا جماعه، مجرد دور برد متعملوش منه حكايه بمؤيد او من غيره كنت هاخده عادى ممكن تبطلوا عشان بتضايقونى وتتعبونى اكتر
, اراد مؤيد ان يقوم بكيدهم فجلس جانب ليلى مرة اخرى يطعمها وهو يردف ناظرا الى ليلى بحب
, -البرنسس تخف، وعندى ليها حته سفرية محصلتش
, -سفرية!
, قالها ثلاثتهم بعدما نظر كلا منهم للاخر، ف اردفت ليلى بقول حاسم انهى الجدال نهائيا
, -بس اخف ونبقى نشوف يامؤيد.
,
, احتست الحساء وبيده اعطاها اقراص الدواء ونامت مكانها وخرج الاربعه من الغرفة مترجلين نحو الخارج، ف قامت بلقيس بدعوة مؤيد جانبا
, -انت عاوز منها ايه؟
, تنهد مؤيد بنفاذ صبر ثم قال بوجه لامبالى
, -هعوز ايه من ليلى، دى صاحبتى واحنا مرتبطين ببعض وانا بحب اسعدها طول الوقت هعوز منها ايه
, -بتحبها؟
, سألته بلقيس رجاءا لعله يجيب ويشفى حيره قلبها على هريرتها الصغيرة ف اومأ مؤيد ايجابا، استطردت بلقيس حديثها.
,
, -لو بتحبها حافظ عليها، ليلى شافت كتير فحياتها ومحتاجه العوض والسند بجد
, لو مش هتقدر يبقى من دلوقت تبعد، ليلى مش حمل جرح تانى!
, زفر مؤيد بحراره ولم يجيب، بينما على الجانب الاخر كانت حنين تتحدث الى آسر بصوت خفيض
, -اهو جه جوكر الكوتشينه دا وعلم عليك وخد البت منك يا حمار
, نظر لها آسر ممتعضا واردف
, -اولا احفظى ادبك عشان و**** هقوم ادور فيكى اقلام اخلى قفاكى مكان وشك، ثانيا مين خطف مين منى.
,
, -الزفت دا اللى اسمه مؤيد خد منك ليلى بحبتين الهجص بتوعه دول
, اشارت حنين نحو مؤيد فنظر له آسر شذرا واتبع حديثه الى حنين
, -محدش خطف منى حد، ليلى دى اختى اختى وبس كل الحكايه انى خايف عليها من الواد دا ومش مرتاحله
, تنفست حنين ب ارتياح ورجعت بظهرها للوراء، ومن ثم نظرت الى ساعة هاتفها وقالت
, -انا هروح القناة اتأخرت، سلام ياكابو
, -استنى هنزل معاكى بس نشوف بيلا الاول.
,
, اقبلت نحوهم بلقيس تهم بالنزول بعدما تعجب الجميع من بقاء مؤيد بالمنزل مع ليلى وحدهم ولم يبدِ اى علامات للانصراف فقالت حنين بطريقتها المعهودة
, -هو سيادتك هتفضل موجود بصفه ايه
, -وانتى مالك ايه داخلك اصلا
, -لابقولك ايه اوعى تفتكر انى بنت انا بالعه عبدالحى جوة اساسا، ايه اللى ايه داخلى
, حاولت بلقيس تهدئتهم وتوجهت نحو مؤيد بالحديث
, -مؤيد لازم تنزل معانا وبليل كلنا هنرجعلها تانى، لكن تفضل معاها ولوحدكم مش هينفع.
,
, زفر مؤيد بعمق وترجل ليحمل مقتنياته وترجل معهم للاسفل.
,
, ايه دا انت جبت موتوسيكل؟!
, تنظر حنين الى الدراجه البخاريه باعين لامعه بينما طرقت بلقيس كفا بكف ضاحكة واردفت
, -انتى يابنتى ايه جواكِ راجل، مبروك يا آسر
, -**** يبارك فيكِ يابيلا، جبته قسط احسن من المواصلات
, -اه طبعا احسن، انا هركب تاكس بقا للجريدة وانت حصلنى يلا سلام
, انصرفت بلقيس ف اخذت حنين تلامس الدراجه وقالت له آسر
, -بقولك ايه ياض، ركبنى اوصلك ان ش**** تبقى وزير رى اد الدنيا
, امتعض وجه آسر واردف ساخرا.
,
, -ركبنى اوصلك، بقولك ايه يافطين ياخويا وسع عشان عندى شغل
, امقتع وجه حنين غضبا حينما سخر منها وسحبت قلمها ودكته ب رقبة آسر
, -و**** اغرزه غرزه اسلمك لرب كريم، ركبنى يالااا
, -انا عاوز اعرف انتِ مجنونة ولا اهلك مربوكيش ولا ايه حكايتك عاوزة ايه
, -عاوزة اركبه اروح للمحطه
, -خلاص تعالى اوصلك وامرى لله
, -لا انا اسوق وانت اركب ورايا.
,
, رمقها آسر نظره من اعلى الى اسفل وهم بالانصراف بعدما شغل الدراجه، فامسكت حنين مقابض الدراجه وقالت بتكبر
, -خلاص هخليك تنول شرف انك توصللنى
, صعدت خلفه وأسر يضحك على جنونها المعهود، قاد الدراجه بسرعه كانت مستمتعه حنين حقا
, حتى انها امسكت ب قميص آسر من الخلف ف ادرك هو ليقول بصوت عالِ
, -سيبي القميص هيتقطع، لو خايفه امسكى فالحديدة اللى ورا
, -انا مش خايفه يا اسمك ايه انت، انا بس بسند نفسي
, -يبقى خلاص سيبي القميص.
,
, تركت قميصه وفى طريقه يقود بسرعه دون ان يخالف تعليمات المرور، حتى فوجئ بظهور امرأة امامه من شارع جانبي فتوقف على الفور حتى صرخت حنين ممسكه اياه اشبه ب انها قامت ب احتضانه متشبثه به بشدة!
, -متقلقيش محصلش حاجه
, فكت يديها عنه، ماهذا الذى فعلته؟ نظر ناحيتها آسر دون ان يتحدث فهمت هى بسؤاله بعجرفتها المعروفه عنها
, -ايه فيه ايه مالك؟
, -مفيش بس اول مرة اشوفك بتخافى، اول مرة احس انك بنت وعاوزة تسندى على غيرك!
,
, ظللت حنين على نظرتها له ومن ثم افاقت نفسها بنفسها وقامت بركله بقدمها واردفت بصب سبابا
, -طب اخلص بلا اول مرة اشوفك بنت بلا اول مرة تحب ياقلبي اخلص خلينا نلحق اكل عيشنا
, -بطلى ضرب عشان مقلبكيش من عليه
, ادار المفتاح آسر ثانيه ليقود نحو عملها اولا ومن ثم يصل الى عمله هو بعدها.
, الا لعنة **** على ذنوب لم تقترفها ايدينا بل دفعتنا اليها قلوبنا.!
,
, كانت تلامس ظهر ابراهيم برفق، فالتفت اليها حزينا ليجدها شقيقته اثناء تواجده بمنزل والده، همت هى بسؤاله
, -مالك يا اخويا؟حالك مش عاجبنى
, ابتسم ابراهيم بسمه جرح عميق اثره، وجلس الى اقرب مقعد واردف لشقيقته
, -مفيش يا حبيبتى سلامتك
, -طيب طمنى عامل ايه مع عروستك!
, اختلجت وجنته مرتعشه حينما سألته شقيقته ف اردف بضعف
, -مبقيناش عرايس خلاص عدى على جوازنا كتير
, -طالما لسه مفيش بيبي، هتفضلوا عرايس
, -بيبي!
,
, هتف بها ابراهيم متعجبا، فدب الشك قلب شقيقته ف دنت منه تسأله
, -ابراهيم فيه ايه، احكيلى وانا مش هتكلم ولا اقول لحد ولاحتى ماما
, تنهد ابراهيم، يريد ان يريح صدره يريد ان يزيح ذاك الهم الكائن على عاتق قلبه والذى بلغ من العمر الكثير
, اردف وكأنه اخيرا سيتنفس بحرية
, -مش هيكون فيه بيبي ابدا. انا وحنين اخوات لحد دلوقت
, مش عاوزانى اقرب منها وبتنام لوحدها ف اوضة تانية. ولاحضن ولا بوسه ولا لمسه.
,
, كل دا صبرت عليه وقولت بطريقتى هحاول معاها
, لحد ماكل يوم بتأكد انها مكانتش عايزانى وان ارتباطنا كان مجرد قرار اهوج منها وضغط من اهلها
, انا شوفتها بتضحك ومبسوطه. شوفت وش تانى لحنين غير معايا ومع كل الناس
, راكبه ورا واحد معرفه ليها موتوسيكل وجاية الشغل، ولا كأن ليا اعتبار انى جوزها وحد يشوفها ولاهى اصلا عاملالى اى حساب فحياتها
, تعمقت شقيقته بالنظر داخل مقلتى ابراهيم، وقالت بضيق.
,
, -كل دا يا ابراهيم وساكت! انا من اول يوم حسيت انها مش عاوزة الجوازة دى بس كنت بقول يمكن دا طبعها
, لكن توصل انها متكونش معاك زوجه وكمان بتتصرف على مزاجها. متسكتش يا ابراهيم
, هتفت بالاخيرة عاليا فنظر لها ابراهيم واردف
, -لو اتكلمت هتطلب الطلاق، انا عارف حنين محبتنيش
, امسكت شقيقته من ذراعه وهى تقول وعيناها دامعتان
, -مع السلامه ياابراهيم، تطلق مع السلامه وياريت تيجى منك انت.
,
, اللى زى كدا لا هتنفع ست بيت ولاتشيلك ولا تجبلك عيال
, متبكيش على حد باعك وعمره م حبك، طلقها ياابراهيم. متخلنيش اقولك ياخويا ان حبك الاعمى ليها خلاك متشوفش اللى شاريك وعاوزك بجد
, نظر نحوها ابراهيم مستفهما، ماذا تقصد اذا شقيقته بما تفوهت بينما هى تابعت تبث داخله روح القوة كى يقف على ارض صلبه مع زوجته بعد كل هذا اللين.
,
, -ابراهيم، لازم تاخد موقف معاها وان كان مفيش نتيجه. يبقى زى م دخلتوا بالمعروف تخرجوا بالمعروف
, نظر لها ابراهيم ب اعين دامعه قليلا تأبى دمعاتها ان تهبط منها
, -انا بحبها. بجد بحبها
, -الحب اللى يضعف ويذل بلاش منه، وانت راجل يا ابراهيم
, اخذت تنظر له حتى تجعله فى موقف ثابت قوى
, -قول لقلبك لو هى معرفتش تحبه، فيه ناس كتير تتمناه وتستاهله. اوعى تضيع حياتك على حد ميستاهلش.
,
, اتستطيع انت! اتستطيع ان ان تكبح جماح حوارحك وترغمها على صيام وامامك الذ واطيب ماتشتهى نفسك!
, اعدل ان تكون قريبا من ملاذك كل هذا القرب وبعيدا عنه كل هذا البعد.
,
, بقرية سياحية ب الغردقه كان مستقر مؤيد وليلى لبضع ايام يتناسون بها كل ما اثقلته عليهما الليالى الطويلة الفائته، ليخلعا رداء العملالانكباب فيهالانشغال. ويرتديا رداء الخروج عن المألوف، مألوف الشخصية مألوف الفكرة مألوف مألوف اليوم، البشر المحاطين بهم كل شئ واى شئ المهم ان يكونوا خارج دنياهم العادية ولو لبضع ايام هو وعدها بسفرٍ ينسيها ماقد عانته من آلام مرضيه بالايام السابقه وتم الوعد.
,
, بزهو البحر ورماله، كانا يهرولان خلف بعضهما، يرشق مؤيد قطرات المياه المالحة عشوائيا على ليلى وهى تتعالى ضحكاتها وتحاول الفرار منه.
, يبنون بيوتاً على الرمال ك ***** سن الخامسة وتأتى موجه عاليه لتهد كل مابنى، فتمط ليلى شفتاها ويقوم مؤيد بتهدئتها وكأنها طفلة بالفعل ويبنى لها واحداً آخر.
,
, يسيران بجانب بعضهما تجذبهما الاحاديث، تخطر ببالها فكرة مجنونة ان تهرول امامه ويلحق بها ثم يرفعها على اكتافه ويسير بها باقى الطريق وكانه يحمل هريرته الصغيرة ولست بانسانه بالغه عاقلة.
, احقا بدأ يزاح الستار غامق اللون اشبه ب ليل فجره لم يحن بعد!
, هل بعد كل معاناه عانتهاهى سابقا بدأت تضحك وتعيش عمرها الحقيقي دون قيود وتشعر بما يشعر به الاخرون وقت الفرح الحقيقي.
,
, بحفل راقص بنادى للرقص الراقى(ديسكو)كانت لاول مرة تتسكع به قدميها، أما عن مؤيد فقد اتى الى هنا عشرات المرات، ارادها ان تجرب فقاعدة رحلتهم الاولى وقاعدة مخطوطته بصفه عامه ان تتخلى عن القيود وان تستلم لكل ماهو جديد.
,
, دخلت ليلى مبهوره تنظر يمينا ويساراً، جلست معه بعد ماطلب كأسان من نوع من انواع الخمر، فبفطنتها احست من المسمى انه خمر رفضت الشرب وب الحاح منه استسلمت كعادتها ولكن كأسا واحدا فقط كتجربه لابأس بها، من اين لها اتخاذ قرار ولو لمرة واحده!
, تجرعت بفعل الحاحه كأسين حتى ثملت بالفعل، القطة ناعمة الفراء قد يغشى عليها بفعل شرب المياه الغازية اكثر من اللازم فكيف لها بالخمور؟
,
, حملها بين يديه، فقوته الجسديه وبنتيه تساعده بان يحملها ويجلسها ويرفعها ويقوم بانزالها كأنها ميدالية ضئيلة الحجم. تشبيه بليغ لمن يراهما معا.
, حملها وانصرف الى الفندق، واخذا مفتاح الغرفتين. دلف بها ووضعها على الفراش
, ايمكنه البقاء على الوعد؟
, تتسلل الى اذانه كلماتها له ورجاءها. انا هسيب نفسي فعلاقتى بيك فكل حاجه، بس اوعى يا مؤيد تعمل او تفكر فحاجه تخلينى اقرف او احتقر يوم كنت فيه معاك واحتقر نفسي.
,
, هل سيستطيع الصيام عن رغبته فيها اكثر من هذا، بلى شيطان نفسه كان الاقوى
, ونومتها هذه كانت له بمثابه اغواءه لا يستطيع ترويض نفسه عنها، مال بوجهه على انفاسها استنشقها بحب
, نظر لها وهى نائمه هكذا، مشط بعيناه كل جزء فيها
, بحرارة انفاسه، قبلها مرة ثم مرة ثم مرات، بشعرها ووجنتيها وجبهتها وانفها وشفاتها وذقنها ورقبتها
, افق من غفلتك يا مؤيد! ماذا عساك تسرق من مال ائتمنك عليه صاحبه وهو غائب.
,
, نفسه تحدثه، لا تأخذها هكذا انت ليس بصعلوك ينتهز فرص ببحر راكد، انت انسان لديه رغبه فى احساس بحاله تود صاحبتها ان تشاركه معك ولديك بنفس اشتياقك ليست جثة هامده.
, نفسه توخزه، وشيطانه يقويه، نفسه تلومه ورغباته تجملها بعينه، ضميره على ابقاء الوعد قائم وغرائزه تنادى لبي احتياجاتى ب جميلتك هذه.
,
, باسنانه فعلة مغلوله مشتاقه ملهوفه، مال بجذعه على رقبتها ليقبلها بعنف كاد ان يقضم منها جزءا! حاول ان يفيق من لذه احتساء خمر جسدها المباح امامه فنظر اليها ليجد هناك علامه واضحه لشفتيه. تأوهت من فعلته وهى غائبه عن وعيها فنظر اليها وانفاسه تعلو وتهبط، لاتفعلى هكذا فتزيدى اغوائى على افتراسك! فتحت جفنيها بتثاقل واغلقتهم ثانية الخمر له مفعول ساحر جعلها تغيب تماما عن الدنيا، ينظر لها ب إمعان وهو يبتلع ريقه واخذت انفاسه تعلو وتهبط، حاول تهدئه نفسه بعدما ابتعد عنها وصرف نظره بعيدا وترجل واغلق الباب خلفه ورحل.
,
, )الوقت الحالى)
, لقد تحسنتِ كثيرا، من الواضح اننا سنفتقدك حينما ترحلى وتعودى الى بلادك
, ابتسمت ليلى الى مساعدة الطبيب مجامله واردفت لها متحدثة الانجليزية
, -مايسعدنى حقا هو الاستشفاء والرجوع الى وطنى، كم افتقدت مصر كثيرا وافتقدت من فيها
, ولكنى سأظل احن اليكم. اشعر تجاهكم وكأنكم عائلتى الثانية.
,
, ناولت مساعدة الطبيب اقراص الدواء الى ليلى وكوب الماء ومن ثم كشفت ذراعها لتحقنها بخفه ورحلت واغلقت الباب خلفها، امسكت ليلى الهاتف وفتحت لتقرأ الرسائل الغير مقروءه التى وصلتها عبر برامج التواصل الاجتماعى، ابتسمت وكتبت وردت على العديد وقامت ايضا بالتقاط صورة لها محاوله وضع تعديلات عليها حتى لايظهر شحوب وجهها كثيرا.
,
, انتهت ووضعت الهاتف جانبا، وتوجهت نحو النافذه كعادتها لتتذكر محادثة بينها وبين قريناتها بلقيس وحنين
, (عودة الى الماضى)
, -بحب ابصّلك اوى يابيلا، كانت تيته تقولى انك نسخه من ماما وكأنك مطبوعة منها
, ابتسمت بلقيس وربتت على ظهر ليلى بحنو
, -مامابرضو قالتلى، نعمة واسم على مسمى وكأنك نعمه الصغيره. **** يمسيها بالخير خالتو اى ان كانت فين اراضيها.
,
, تنهدت ليلى ووضعت رأسها على صدر بلقيس لتلامس بلقيس بدورها خصلات شعر ليلى بحنو إثر تحدث ليلى اليها
, -هى ماما ليه مفكرتش ولا مرة تكلمنى او تعرف عنى حاجه
, -**** اعلم يا لولو مترهقيش نفسك بكتر التفكير احنا كلنا حواليكِ اهو، وبعدين الام والاب اول لما البنت بتتجوز بيسلموها لعريسها وشكرا.
,
, وزى م انتى شايفه بابا وماما انا اتجوزت واخواتى اتجوزوا وخدوا بعضهم وعاشوا ف اسوان قال ايه بلد كان نفسهم يعيشوا فيها وماصدقوا ارتاحو مننا
, تضاحكا الاثنتين استطاعت بلقيس تغيير مجرى الاحداث حتى لاتثقل ليلى على نفسها بالتفكير اكثر.
, عادت من الذكرى ليلى حينما سمعت صوت هاتفها يعلن قدوم رسالة، ذهبت نحوه وفتحتها واذا بها من يزن قائل فيها
, -انتِ زعلانه منى ولاحاجه؟ لو مش زعلانه انا مستنيكِ عند الشجرة بتاعتك.
,
, تنهدت ليلى وهبطت إليه لتجده هناك مثلما اخبرها، جلست بجانبه صامته فبدء هو
, -من يوم عيد ميلادى ليه متغيرة معايا؟
, -انا عادى ليه حاسس بكدا
, صمت للحظات واردف هو ثانية
, -طب فيه حد يجيب هدية سلسله لراجل برضو!
, تضاحك حتى يجعلها تخرج عن صمتها، نظرت نحوه واردفت
, -لو محبتش الهدية، هاتها ومتأسفه ان جبت حاجه مش مناسبه كنت فاكره هتعجبك
, التفت يزن نحوها واردف بجدية
, -ليلى! مالك انا ضايقتك فحاجه؟
,
, -ليلى! مبتقوليش ليلى الا لما تتكلم جد
, -فيه ايه ياليلى
, اجتاحها الغضب فقالت بعصبيه نسبيا لهدوئها المعهود
, -اه فيه، انا متعودتش افضل مخنوقه من حد وعادى بتعامل معاه
, -اتكلمى طيب
, -انا حكيتلك كل حياتى، كل حاجه عدت وانت قولت انك معندكش حاجه تحكيها
, بس يوم عيد ميلادك وانا بخبي الهدية شوفت صورك فمظروف كدا صورك مع بنت وشكل علاقتكم كانت قوية جدا. حتى شكلك فالصور فيه حاجه غريبة كأنك مش انت!
,
, انا مبحبش الكدب واللى يخدعنى، عندك قصه قديمه من حقك بس مش من حقك تضحك عليا وعلى مشاعرى اللى امنتك عليهاامنتك انت الوحيد يايزن وانت عارف دا كويس
, زفر بحرارة ماذا عساه ان يخبرها؟ يزن لايستطيع ابدا انكار مارأت ولايستطيع ايضا الكذب، استطردت ليلى بغضب
, -لو مش عاوز تقول خلاص متقولش، بس من هنا ورايح انا مريضه وانت الدكتور بتاعى وبس
, ماشى يايزن.
,
, تركته وصعدت ثانية نحو غرفتها بالمشفى، تركته بحيرته ايخبرها ويحافظ على علاقته بها ام يغطى جرحه العميق دون ان ينبشه، ف نزيفه سيعيد له آلام هو فى غنى عنها.
, زجاجه دواء شراب مهدئة كانت تسحب منها بلقيس لتعطيها بفم احد أطفالها بينما يساعدها نادر فى ذلك، وبعدما اعطتهم جرعتهم ظللت تهدئهم حتى غطّوا فى سبات عميق.
, ترجلا كلا من نادر وبلقيس للخارج وجلسا بغرفة المعيشه، ف اردفت بلقيس
, -اكلت يانادر؟
, -لا بس مش جعان.
,
, -لا مش عشان ميرا مش هنا محدش يهتم بيك
, ابتسم نادر لدعابة بيلا واردف لها
, -لا ماما مقدرش تنسانى، اتجوزت اهو وبقيت اد الباب وبتقولى يانادورة
, ابتسمت بلقيس بينما اقبلت حامله صحن فواكه مقطعه فى شراب سكرى
, -م انت هتفضل نادورة عند الكل مش هى بس
, نظرت الى ساعة الحائط قلقه ف لاحظها نادر واردف لها ب اهتمام
, -مالك يا نعمة
, -مفيش المفروض يكون جلال وصل من اسكندرية، اتاخر
, -يمكن فيه حاجه عطلته فالطريق متقلقيش انتِ.
,
, تناول احدى قطع الفواكه ف همت بلقيس بسؤاله
, -ميرا هتقعد كتير عند بيت باباها؟
, -لا جاية بكرة
, -**** يتمم لاختها بخير، ويخليكم لبعض
, قام من مجلسه ودنى منها ففهمت هى على الفور انه يريد ان يخبرها شئ شديد الخصوصيه
, -تعرفى اخر دكتورة روحنا ليها قالت ان السبب فبرود مشاعرها معايا، الختان!
, شهقت بلقيس واردفت
, -كنت لسه هسالك عملتوا ايه عند الدكتورة، طب ايه مفيش حل؟
,
, -بتقول فيه حل و**** المستعان انا مش عايزها تضايق و**** وهى بقا الموضوع دا كل همها
, -خلاص تابع معاها يانادر واوعى فيوم تحسسها ان فيه حاجه ناقصاها ك ست
, اوما نادر براسها نافيا وقال
, -بالعكس، انا عاوزها تخف ضغط على نفسها مع ان الموضوع مآثر عليا برضو بس هى مش راحمه نفسها
, ابتسمت بلقيس وقالت بحنو
, -بتحبك اوى يانادر
, ابتسم بوهن ونظر الى اسفل قدميه وأردف دون النظر الى بلقيس.
,
, -عارفه يانعمه، واحنا فالكليه انا مكنتش واخد بالى منها خالص كان كل همى المذاكرة وارتب عالدفعه وخلاص
, هى بقا كانت بتتلكك تاخد كشكول محاضراتى مرة تسألني سؤال اهبل مرة، تقع من طولها قصادى مرة
, ضحكت بلقيس فتابع نادر
, -و**** بجد، انا طبعا مركزتش غير بعد م صحابها قالولى انها بتحبنى وهتنتحر عشانى عشان مش حاسس بيها
, -يانهار ابيض تنتحر!عارف انا معترفه انها بتعشقك لكن بصراحه هى اوفر اوى
, قهقه نادر واستطرد.
,
, -عارف، المهم روحتلها انقذ الروح البريئة الى معرفش كل الحب دا ليه وكلمه فحدوته بقينا اصحاب، اعترفتلى 1000مرة بحبها حاولت افهمها مش بتيجى كدا بس خوفت تعمل فنفسها حاجه تانى
, -يعنى افهم من كدا ان هى وبس اللى بتحبك؟
, عقد نادر ذراعيه واراح ظهره للخلف على الاريكه واردف.
,
, -انا حاولت كتييير، انا معرفش استغنى عنها ودا حقيقي بس اكتر من دا خاصة بعد العبط والهبل اللى هى غرقانه فيه دا مبقتش عارف اركب شخصيتى على شخصيتها بحس انى فى وادى وهى فى وادى تانى
, تعجبت بلقيس بعدما شردت فى نقطه فى الفراغ امامها ومطت شفتيها، فتابع نادر.
,
, -انا عن نفسي بدعى **** تعقل حبتين، تعرف تحتوى تعرف تشيل مسؤليه تعرف تشيل بيت وولاد وزوج مش كل همها الفيس وواتس واووه ونووه وستورى وفيديوهات لايف حياتنا عبارة عن لينك اضغط وشاهد المزيدوكتير نبهتها بس اللى فيها فيها
, اصدر هاتف بلقيس رنينا فذهبت نحوه تردف الى نادر
, -**** يهديهالك صدقنى يانادر كل اللى بتعمله دا حب بس بطريقتها هى
, (اجابت الاتصال)
, -الوايوة مدام بلقيس، ايه! ماله جوزى
, ايوا جلال جوزى ماله.
,
, هب نادر من حلسته مذعورا ليقف بجانبها، لتردف هى بصياح
, -انت بتقول ايه! بتقول ايييه
, صرخت ومن ثم سقطت مغشيا عليها فى احضان نادر!, خارج القائمة
 
الفصل الثاني والعشرون


آتيتك بحنو إصبع احمر شفاه يمر برفق على شفتاى، واقبلت علي بقوة إحكام قبضة يدك على نفسها!
, ضعفاء نحن للغاية كلما عشقنا، واكثر ضعفاً كلما فقدنا.
, كانت ليلى بمنزلها بعد رحلتها مع مؤيد يتقاذفا الكرة معا على شاشة اللعبة كما يسمونها(الوى) بتحدِ تتعالى ضحكاتها كلما هزمته فى نقطه، وينظر لها فاغر فاه تنبعث من ملامحه السعاده على حيويتها وانطلاقتها هكذا فى كل مرة قاسمها وقتاً يخصهما وحدهما.
,
, نظر مؤيد اليها ونداها فالتفتت اليه، غمز اليها باحدى عينيه غمزة ماكرة واحرز هدفاً لصالحه بخطه ذكية ولكنها قديمه العهد وقد وقعت هى فِ شركها دون ادنى مجهود.
, ضحكت مالياً، فقد هزمها بالفعل فارتمت ليلى بكامل جسدها على الاريكة المصطفه خلفهم. تحاول ان تلقف انفاسها فكانت تففز وتلوح ب أداه اللعب لمدة طويله حتى انهكها التعب، جسدها الهزيل يلقَ العناء من اقل مجهود.
,
, نظر لها عندما ارتمت، هذا الجسد الضئيل، الذى يتنفس انوثة برغم ضئالته. والجدير بالذكر
, ذلك الذى ترتديه من منامه قصيرة الطول جدا عارية الاكتاف والصدر نسبيا، ف من وقت المخطوطة اللعينه وهى تتصرف بحرية معه وكأنها زوجها ولاتعلم انها بدايه الغرق فى موجاته اللانهائيه.
, اخذ صدرها يعلو ويهبط وهى مستنده هكذا، فارتمى مؤيد جانبها يضحك ناظرا لها تلك نظراته التى تنطق بسهام عشقه لها ف اردف لها عابثا.
,
, -غلبتك، اوعى فمرة تأمنى غدرى
, -هلكتنى حرام عليك وفالاخر اتغلبتبس متوقعتش تعمل حركه العصفورة دى وانا غبيه ووقعت فيها
, اقترب من جلستها واصبح ملاصقا لها الى حد كبير
, -نفسى اعرف بتتعبي ليه كده لما بنلعب
, -انا كده اقل حاجه بتتعبنى
, -ده لعب عادى، اومال فالحجات التانية؟بتموتى بقا
, اردفت له بتعجب رافعه حاجباها
, -حجات ايه؟
,
, تحسست مكان علامه رقبتها التى صنعها لها دون ان تدرى وحينما استيقظت حاولت البحث عن سببها وظنت انه من الممكن ان تكون حساسيه بفعل المشروب الكحلى فهى لا درايه لها بالخمور او بالدعابه اثناء العلاقات الجنسيه. دخلت حياة زوجيه وخرجت منها أميه تماما.
, بينما هى كانت تفكر فى حال هذه العلامه كان مؤيد قد مشط بعيناه جسدها وجلستها وانفاسها وتعبها المغرى هذا، فاقترب اكثر فهو يعشق ضعفها.
,
, -تعرفى حاجه، انك رغم ضعفك ده بشوفك كلك انوثه
, هنا انتبهت فاعتدلت بجلستها، وتنحنحت ورفرفت اهدابها عدة
, -فيه ايه؟ يا مؤيد احنا اتفقنا ايه النظرات دى وابعد شويه لو سمحت
, -ايوة اتفقنا ياليلو بس انا و**** مش قادر
, -مفيش حاجه اسمها مش قادر، فيه انك وعدتنى
, قامت من جانبه منزعجه هاربه، فلاحقها وامسك ب ذراعها
, -ليلو انتى ليه بتحسبيها كده
, -انت شايفنى بنت رخيصه من اللى بيتشقطوا فالشوارع صح.
,
, -لا طبعا انا مبعرفش رخاص لانى مش رمة، انا حاسس ان كلى بيناديكى يابرنسس
, زفرت بضيق وهمت بالانصراف من امامه فامسك بها وقبض بقوة ودفعها نحوه فاصبحت ملاصقه لجسده
, -انا عاوز ده منك نعيش حاله، حالة انتى اتحرمتى منها حاجه تعرفك يعنى ايه انتى ست بجد. انتى اتظلمتى مع الراجل دا وان حرام اى حاجه حصلت فيكى قبل كده!
, حاولت فلت يدها ولكن دون جدوى قوة وقاحته غلبت ضعفها، فاردفت له غاضبه.
,
, -فيه طريقة تانية ممكن تفهمنى بيها، مش معنى انى بجد بثق فيك ومامنه لك تستغل ده
, وتستغل كمان انى حكتلك ع اللى مفيش حد عارفه!
, هنا الصق ظهرها رغما عنها بالحائط، وامسك خصرها جعلها تتأوه من احكام قبضته القويه على جسدها النحيل
, حاول تقبيلها وكانت تتهرب بوجهها حتى امسك شعرها بعنف وادار وجهها له بقوة.
,
, والتهم شفتاها بطريقه اكثر عنفاً وكأنه يقتنص حقه المهدر منها، ولكن اى حق لمتسول فتحت له بابك ل تعطيه صدقة. فانهال عليك ضرباً وسرقك ورحل!
, على هذا الحال رغما عنها يحكم قبضات يده وجسده عليها، مدة دامت ل ثوان معدودة احس انه امتلكها
, انفاسهما اتحدت، كلما حاولت ابعاده يزيد داخله رغبة فيها ونشوة.
,
, حتى ابتعد قليلا عن شفتاها وتحدث وهو يلصق وجهه بوجهها وانفاسه متهدجه من مجهودة المضنى فِ الاحكام بها صوته يتحدث شهوة انفاسه تكاد تلتهمها
, - ليلة واحده، ليلة واحدة وبعدها اموت ياليلو و**** بحبك انتِ ليه محسسانى ان غرايزى اللى بتتحكم فيا مش حبك
, صاحت فى وجهه صراخا ووجهها يغلى دما
, -امشى برة يا مؤيد ومش عاوزة اشوف وشك تانى بررررة.
,
, افلتت لجامه، وتركته وابتعدت وهى تفر منه حقا مرتعبه تحاول اظهار القوة، رمقها نظرة غاضبه ولكن تحكم فى نفسه لآخر وقت، دلف ارتدى قميصه والجاكيت والحذاء واخذ مقتنياته ورحلحتى قرعت خلفه الباب قرعة مدويه وجلست ليلى تبكى خلف الباب كطفلة صغيرة اليوم اصبحت فى تعداد اليتامى!
,
, كانت حنين بمطبخ منزلها تغسل الصحون بعدما انتهوا من غداءهم هى وزوجها مع إيقاف التنفيذ ابراهيم، وعلى حين غره شعرت بكلتا يديه تحاوط خصرها فالتفتت مذعوة لتلوح بالصحن امامه منزعجه
, -ايه يا ابراهيم فيه ايه؟
, نظر لها ابراهيم فرغ فاه، لما كل هذا الذعر وهو زوجها وهذا حقه ف اردف لها
, -حنين مش كفايه بقا، بقالنا كتير عايشين زى الاخوات
, -والمطلوب يا ابراهيم سردينة.
,
, -متاخديش كل حاجه هزار كدا، انا جوزك وليا حق فيكِ وعليكِ فيه ايه هو عشان انا ساكت
, قذفت بالصحن فى الماء وقالت له بتعصب نسبيا
, -لا اتكلم يا ابراهيم ايه اللى مسكتك، ولا اقولك انا اللى هتكلم انا كتير قولتلك انا مش بتاعت ارتباط مش بتاعت جواز وانت مبتسمعش مركب ودان من خشب.
,
, شغال تلح عليا وعلى بابا خليته هو كمان يضغط عليا وانا فهمتك كتير وانت مش راضى تفهم، انا مضحكتش عليك يا ابراهيم لا وعدتك بالحياة الوردى ولاقتها سودا ع دماغك ولا قولتلك هعيشك الهنا ولاقيته قطران
, محبتكش ومش هحبك ف ارتاح وريح نفسك
, ادارت له ظهرها بعدما انتهت من اخر كلماتها تتابع غسل الصحون ف اردف هو ب اعين ترتسم بها العبرات الحزينه.
,
, -لكن بتحبي آسر، هو اللى حنين بتضحك وياه وتخرج عن رجولتها وعن عصبيتها وكلامها الدبش
, آسر اللى رقصتى معاه وضحكتى من قلبك الضحكة الوحيده اللى شوفتها على وشك يوم فرحنا
, اهتزت حنين مكانها دون ان تنظر له، ولكن ظلّت على ثباتها و اردفت دون النظر اليه وهى تتحكم بنبرة صوتها.
,
, -آسر وعبط ايه انت شارب حاجه؟لا انت ولا غيرك يهزنى يا ابراهيم ولا احبه ولا يخرج منى حد تانى غير حنين ولايضعفنى فحبه شكلك لسه شايف فيلم لفاتن حمامه
, -كدابه ياحنين، استحاله اكدب اللى شوفته واللى حاسه
, التفتت إليه حاسمه امرها واردفت
, -طالما بقا فيها شك، يبقى الطريق اتسد بيينا يا ابراهيم
, -هو مسدود اصلا يا حنين، هو مقفول بضبه ومفتاح وانا مش هعافر مع حيط تانى
, ملعون ابو قلبي اللى حبك وذلنى ليكِ كل الذل دا.
,
, تركته حنين وانصرفت بعدما رمقته شذرا ولم تتفوه بكلمه ممسكه بهاتفها، نظرت للساعه واردفت
, -هروح لبلقيس المستشفى وبعدها هروح على بيت بابا وخد قرارك براحتك يا ابراهيم
, زفر متألما ونطق بكلماته الآتية وقلبه يتمزق اربا
, -القرار اتاخد يابنت الناس خلاص، انا مش لعبه يا حنين ف ايدك من انهارده اتصرفى بحرية
, اكتر من حريتك. روحى على بيت باباكى بس مش فتره على طول
, تنهد ولامس قلبه وقال بثبات
, -انتى طالق!
,
, بغرفة العناية المركزة كان يقبع جلال خلف اسلاك الاجهزة، وتقف بلقيس ناظره نحوه ونادر جانبها وام جلال تجلس الى مقعد تتصفح القرآن الكريم وتتلو منه اورده راجيه من **** ان يقف بجانب ابنها فى هذا الوقت العسر.
, -انا نزلت بوست قولت فيه انه تعبان جدا وفى حالة خطر عشان كل الفريندس عندى يدعوله ونزلت فجروب بنات.
, قاطعها نادر قائلا يكاد الدماء يفور من اعلى رأسه، مردفا الى زوجته ميريهان جانبا.
,
, -بوست ايه يا ميريهان، ابوس ايدك الوضع مش مستحمل و****
, -ايه يابيبي بحاول اعمل اى حاجه عشان ابيه جلال
, -كل اللى تعمليه يا تدعيله ياتقرى قرآن زى ماما يا تسكتى خالص لان محدش مننا مستحمل
, مطت شفتيها ك الأطفال وقالت ببراءة طفله
, -طب وانا عملت ايه غلط
, -يعنى يا حبيبتى شايفه اننا كلنا على اعصابنا، وهو حالته خطر وتقوليلى بوست اكبرى بقا شويه.
,
, اغلقت هاتفها وتنهدت بحرارة وجلست صامته. بينما هو ذهب ناحية والدته يهدئ من روعها قليلا
, فسيل الدموع لم يقف على وجنتيها من وقت ماسمعت بالحادثة
, -امىهيبقى كويس و****
, -ادعيله يانادر، ابوك سابنا وجلال عاوز يسيبنا كمان و**** م هقدر هروح وراه
, زفر نادر زفره حارة ناظرا للسماء، واردف يقول ب رجاء
, -باذن **** هيقوم منها، عشانك وعشانى وعشان ولادهوعشان نعمة!
,
, بخطوات سريعه كانت قادمه حنين نحو بلقيس مرتديه كعادتها قميص وبنطال وتعدل نظارتها على أنفها
, -ايه الاخبار دلوقت يابلقيس
, نظرت بلقيس نحوها باعين قطفها الدمع ل تقول بنبره متهدجه
, -جلال فخطر ياحنين، انا خايفه اوى اوى
, لاول مرة، حنين تحاول مواساه احد ف بعدما ارتمت بلقيس ب احضانها لم تجد حنين سوى ان تربت على ظهرها قليلا ومن ثم ابعدتها لتقول بنبرة جامده خاليه من المشاعر كعهدها.
,
, -انتى يابت اجمدى كدا، اومال لو مش انتى اللى شايله كل حاجه من الالف للياء ده جلال دا برافان فحياتك
, هو اللى يخسر مش انتى
, -بس جوزى وابو ولادى ياحنين
, تحدثت الى نفسها حنين بنبرة ساخره ممسكه بهاتفها
, -جوز الندامه والشوم، البت ليلى تليفونها مقفول من امبارح
, -ليلى مش عاجبانى وانا مش فايقالها كفايه اللى انا فيه.
,
, جلست بلقيس الى اقرب مقعد وبجانبها حنين بينما قامت ميريهان من جلستها ل تتحدث الى زوجها ولكن عفويتها جعلت اربعتهم يستمعوا اليها
, -نادورتى انا اتخنقت، انا همشى وابقى كلمنى طيب
, رمقتها والدة جلال شذرا هكذا ساخره مما قالت ورجعت ببصرها الى المصحف الكريم، بينما زمت نادر شفتيه واصطحبها للخارج لاقرب مواصله للمنزل.
, تعجبت حنين من تلك المدلله ودنت من اذن بلقيس ل تقول
, -اومال مين مع ولادك؟
,
, -جارتنا ودتهم عندها **** يباركلها عرفت بالظرف ووقفت جنبي
, اهتزت حنين بجسدها كانما تود ان تقول شيئاً، فهمت بلقيس بالقول
, -كلمى ليلى خليكى وراها معنديش دماغ اشوف مالها ولا فيها ايه
, -ليلى وحمص، المهم بصى. انا اتطلقت.
,
, نظرت لها بلقيس نظره عميقه كادت تنطق جنوناً عيناها مستفهمتان، حركت حنين كتفيها بلامبالاه اى ان الامر لايعنيها. بينما كانت تتحضر بلقيس لتلقِ عليها احدى محاضراتها اصدرت احد الاجهزة المحاطه ب جلال صفيرا ف انتبهوا جميعا وترجلوا نحو الغرفه بينما استبقتهم اقدام الطبيب ومساعديه، دلفوا واخذ اجمعتهم يراقبون الموقف من خلف الزجاجمحاولات عدة لانعاش جلال اشارات من الطبيب وشئ من الحركه العشوائيه المرتبكه هنا وهناك. حتى توقفت الحركه والجميع ينظر للجهاز امامهم ويخبر الطبيب ساعة الوفاه لتطلق ام جلال صرخه مدويه كادت تفيق ابنها من رقدة موته من شدة صياحها!
,
, الجميع يتشح سوادا، ب مقابر عائلة زكى كانت مراسم الدفن للفقيد جلال زكى عيسى،.
,
, كانت كلا من ليلى وحنين تساند كل واحده منهما بلقيس من جهة التى تكاد لاتستند او تقيم جسدها عقب سماعها خبر فقدان زوجها، اما عن نادر فكان مصطحبا ل جلال بداية من الغُسل حتى الدفن بالاسفل مجاورا ابيه. اللون الاسود والنظاره الشمسيه وعبوس وجهه اعطاه عمرا فوق عمره وبالخلف كانت زوجته ميريهان ترتدى الاسود واضعه نظارتها الشمسيه تلتقط عدة صور لتقوم بنشرها بث مباشر من حادث وفاة شقيق زوجها.
,
, بعد الدفن والدعاء خلف الميت والكل يقف يؤمن خلف الداعِ، كانت ام جلال تستند الى اقرب مقعد تبكى بصوت مسموع يكاد يمزق قلب كل من سمعه، وبلقيس تترنح لاتدرى اين هى وما الذى جرى!
, بخطوات ثابته اتت سيدة ترتدى الاسود واضحه وشاحا على رأسها وتضع القليل من مساحيق التجميل، صافحت ام جلال التى م انتبهت لها حتى تفوهت السيدة
, -البقاء لله يا طنط.
,
, سمعتها ام جلال فنظرت لها نظره قلقه بينما احتضنتها السيدة بشده، ومن ثم اقبلت نحو نادر تشاطره التعازى مرورا ب بلقيس.
, -**** يجعلها آخر الاحزان شدى حيلك يامدام بلقيس
, اومات لها بلقيس دون ان تردف بكلمه، بينما أقبل آسر متأخرا بسبب شدة ازدحام المرور، سلم على الكل
, واتى بجانب بلقيس
, -بيلا انتى مؤمنه، امسكِ نفسك دا قدر **** وانتى هتقدرى صدقينى عشان ولادك
, -ونعم ب****.
,
, اردفت بخفوت نبراتها يشوبها الحزن والحسرة، جلسوا جميعا يستمعون القرآن بينما دلف الى المكان مؤيد يرتدى ايضا الاسود حاملا باقه زهور بيده ليرفع نظارته يبحث عن ليلى ومن ثم اقبل نحوها
, -ليلو. البقاء لله، ممكن كلمتين عشان مش عارف اتلم عليكى
, نظرت له حنين نظره محتقره وقالت
, -ششش مش شايف ايه الوضع عشان ليلو وزفت، اقعد واتهد بقا
, -انا مش موجه كلامى ليكى يا مدام
, قالها متعجرفا ف أردف اليه آسر محاولا اخفاء صوته.
,
, -اقسم ب**** انا م شوفت فبجاحتك، شايف الوضع اللى انت جاى فيه
, نظر له مؤيد نظره ممتعضه واردف
, - لو يامعلم ليك شوق فحاجه تعالا برة
, هنا قامت بدورها ليلى منزعجه ل وصاحت ب مؤيد
, -انت ايه مش بتفهم انا مش عايزة اكلمك ولا اشوفك وكمان جاى لحد هنا وفظرف زى دا
, -ليلو ممكن تسمعينى انا عاوز منك بس فرصه
, -لافرصه ولا غيره بتقوللك حل عنها.
,
, قالها آسر بعنف بعدما سدد له ضربة فى صدره فابعدته للوراء، ف هم مؤيد بالاقتراب منه كأنه سيستعد لضربه
, فصاحت ليلى بقوة جعلت بعض من المعزيين ينتبه لها
, -ممكن تمشوا بره المكان، امشى يا مؤيد والا هطلب لك الشرطه انت سامع!
, رمقها مؤيد نظره خائبه وترك باقه الزهور ف القاها آسر خلفه وربت الى كف ليلى يهدئ، روعها قليلاً
, اخوك مات يا نادر.
,
, قالتها والدة جلال بعينان يرتسم بهم الدموع حمراوتان وصوت يملئه الخيبه يملئه الحزن محتضنه صورة فوتوغرافيه لابنها جلال، على الفور جذبها نادر الى احضانه يواسيها ويواسى نفسه ايضا لفقدان شقيقه الوحيد من دون وداع.
, -يعنى خلاص انا مش هشوف ابنى جلال تانى
, -امى ممكن ترتاحى انتِ بقالك اكتر من 3ايام مش بتنامى ولا بتاكلى ولابتبطلى عياط
, -مش قادره يابنى، ياريتنى كنت انا يانادر قبل م افارق واحد منكم.
,
, سكبت بكلماتها الف نقطه حارقه بقلب نادر، فهو حاله لايرثى له اكثر منها ولكن يحاول قدر الامكان التماسك امام والدته وبلقيس هو من يحمل همهم على عاتقه الآن، مسحت الام عينيها من الدموع وقالت ب اهتمام واردفت
, -موقفنا ايه دلوقت يانادر؟
, -ف ايه يا امى؟
, -فوجودنا هنا، هنقعد ضيوف على ارمله اخوك!
, صمت نادر فدلفت ميريهان ل تقول بعفويه
, -انا جعانه اوى وانتو محدش بيرضى ياكل ولايشرب، تعالو انا حضرت عشا هتاكلوا صوابعكم وراه.
,
, نظرا إليها الاثنين نظره فارغه فاستطردت ميريهان
, -اصل انا متضايقه لحزنكم وممكن يحصلكم حاجه من كتر الجوع، عشان خاطرى تعالو انا مش عارفه اكل ولا حتى بتكلم مع حد
, بقوا ع صمتهم، فاقتربت ميريهان من نادر وهمست ب أذنه
, -طب تعالى نيمنى زى م بتعمل مبقتش عارفه انام من يوم حادثه ابيه جلال
, نظر لها نادر نظره تملئها خيبة الامل وزفر بحراره ولم يردف اليها بشئ.
, (حالياً).
,
, القلادة. التى يتدلى منها-الفص الازرق-تتدلى من بين اصابعه يراقبها فى صمت.
, بمنتهى الحزن يجلس يزن وحيدا شاردا، اشاحت ليلى عنه وجهها مؤخرا لا تريد منه اى ردة فعل سوى ان يخبرها حقيقته الغامضه عنها، ان تعرفه كما عرفها هو. لمَ كل هذا الخوف من الماضى لمَ كل هذا الكتمان. ماذا به مجهولك يا يزن!
, يعلم انه مخطئ ولكن قدرتها على مصافحته اذا ادركها الحقيقه، اى ان مفتاح ليلى بيده.
,
, شبهك، لون عيونك ياليلى كل حاجه بتلمسيها شبهك، كل حاجه بتقربلك فيها منك
, يعنى مفيش مفر منك يافراولايه؟ بتبعدى وواخده روحى عندك وانتِ عارفه دا، دنيتى فضيت عليا مفضلش إلا انتِ. آه لو تعرفى يا فراولايه اللى عانيته مكنتيش ضغطتى على جرحى اكتر من كدا. سامحى يا اغلى الناس
, سامحى يا كُلّى الآخر., خارج القائمة
 
الفصل الثالث والعشرون


عصفور الجنة، زهر الفل، الياسمين، الورد البلدى!
, باقات زهور مصطفه على الصفين بداخل جناح مكتب ليلى بالجريدة، وم ان دلفت حتى تبسم زملاؤها فى وجهها وهم يلقوا عليها تحية الصباح، تلقِ نظرات عشوائيه على باقات الزهور الكثيرة هذه وصولا الى مكتبها. تعجبت!
, فمدت اناملها فى كل باقه ترى البطاقه وما تحوى داخلها، يا ترى تخص من؟
, صباح الخير يابرنسس. صباح يليق ب سموك.
,
, فرغ فاه ليلى واخذت تنظر حولها تتلفت يمينا ويسارا، وتأخذ البطاقات واحده تلو الاخرى من كل باقه وكلهم مسطور بهم هكذا
, الورد له حق يغير منك عشان لما يشوفك هيتكسف من جمالك
, برنسس ليلو، يارب يكون الورد عجبك
, وفوجئت بهذه الباقات ايضا التى تملأ مكتبها لآخره، ابتسمت وتعجبت من جنون هذا المختل!
,
, يا **** من اين لها به؟وبعد دقائق سمعته يتحدث عبر مكبر صوتى عالى فنظرت من النافذه وايضا معظم زملائها خرجوا إثر صوته يشاهدون هذا المشهد العجيب واذ به مؤيد يقف على سيارة اجرة للنقل تحمل زهور لآخرها معبئه كلها وبصياح يقول
, -ليلووو، ماى برنسس انا آسف قدام الناس كلها. آسف ليكِ سامحينى كنت غبي وضايقتك اوى عارف
, بس انتِ قلبك كبير وابيض واناااا بحباااااك ياليلو.
,
, ليلى كعادتها غارقه فى شربة ماء تتلفت يمينا ويسارا لزملائها الذين رأوا معها هذا المشهد الغرامى الجميل الذى يفطر القلوب فرحاً وحباً، صنع مؤيد بكلتا يديه حركه معهوه للاعتذار تبس ثغرها اخيرا وتنهدت ماذا عساها ان تفعل حيال هذا المعتوه. بنقرة واحده يستطيع قلب كيانها رأسا على عقب.
, -لازم اعمل كل دا عشان تسامحينى
, ارتشفت رشفه من كوب العصير امامها واردفت
, -انت مجنون، وانا معرفش انت عاوز ايه بعد اللى حصل.
,
, -انا بحبك ياليلو، وبعدين ساعات بغباء بتصرف معاكى لكن دا حب و****
, نظرت له بأعين لامعه ويشوبها الاستفهام
, -انت عفويتك دى بتضايقنى وبتحسسنى انى
, وضع يده على فمها وقال
, -متكمليش، اقطعى الصفحه القديمه كلها بكل اللى فيها ونبدء من جديد
, على صفحه جديدة مؤيد وليلى بخط ايدك وبالقوانين اللى عاوزاها
, تنهدت ليلى ورفرفت ب اهدابها عدة وانفرجت شفتيها للحديث فقطاعها مؤيد دون ان تتحدث هى.
,
, -متتكلميش، متقوليش حاجه انتِ موافقه عشان انا مش هعرف اعيش من غيرك ياليلى ومش هينفع اخسرك تحت اى بند
, -ايه يعنى امر واقع موافقتى واننا نكمل سوا على معاهداتك الغريبة دى واللى مالهاش نهاية تعرفنى هنعمل ايه
, -وليه متقوليش ان لما بعدتى عرفت قيمتك وحصل المستحيل انى اغير مبادئى وافكر ناحيتك بطريقه جديده، طريقة تخلينى أمن بدعوتك انتِ.
,
, تبسمت ليلى وأحست ب ارتياح، الجدير بالذكر ان ليلى لم تشعر ناحية مؤيد بعاطفه حب كل مافى الامر بعض من الانجذاب وشعور التعلق به جنونه والتصاقه بها وتمسكه جعلها تشعر بعدم استطاعة فقدانه او البعد عنه.
, -ودلوقتى اللى تطلبه اميرتى معاهدة صُلح موافق عليه
, اؤمرى، اطلبي، اتمنى
, تبسمت ببلاهة طفله واردفت
, -مفيش فدماغى حاجه دلوقت.
,
, هنا قام مؤيد واخرج من جيبه علبه بها خاتم جميل الشكل وركع على قدمه امام جميع من بالمكان، شهقت ليلى وكتمت فمها بيدها فقال
, -لو ست الكل تسمح وقلبها العطوف يأذن
, فتح العلبه واخرج الخاتم وقال بصوت جهور
, -تتجوزينى يابرنسس!
, دق قلبها عشرات الدقات فى الثانيه! حلم ام حقيقه ماترى؟ مؤيد يدعوها للزواج به مؤيد الذى لا يعترف بعالم المتزوجين اطلاقا لايحب رابطه العنق بل يدعم فك الازرار طيله الوقت.
,
, مؤيد خرج عن دعوته ل دعوتها. مؤيد الآن يطلب يدها وعلى ليلى القبول. او الرفض مع المفاجأة فى كلتا الحالتين!
, انا من زمان كدا، من زمان عامله جامدة عاملة محدش هامننى مفيش حاجه بتأثر فيا
, بس الحقيقة غير كدا خالص
, نظر آسر لمقلتى حنين بتمعن، يريد ان يسمعها اكثر ويفهمها اكثر ويشعر بها اكثر واكثر
, -انا مش كدا خالص، انا بنت وبحس وعندى مشاعرى وعندى قلبي وعندى احساسي ك بنت.
,
, بس كان لازم ابان قوية. لازم لو ضعفى بان هتكسر زى ليلى او يتهدر حقى زى بلقيس
, لازم ابقى ناشفه اقف فزور اللى مضايقنى واجيب اجله، اقف بالعرض للى يخنقنى ميعرفش يبلعنى
, لازم محدش ياخد معايا حق ولاباطل عشان حقى ميروحش. مبقاش مستسلمه وطيبه لدرجه ان يتداس عليا زى ماما!
, اندهش آسر مماصرحت به الآن ولكنه اثر الصمت حتى تبوح بكل مافى داخلها.
,
, -ايوا يا آسر، السبب انى ابقى عامله كدا قصادكم هى ماما. الست المستكينه الضعيفه اللى راضيه طول الوقت
, خللت بابا يمسح شخصيتها ويلغيها تماما، بقت حته سجادة بيدوس عليها براحته وهى راضيه
, انا اه بحب بابا جدا، بس ضعف ماما خلانى ابغضه. ابغض اللى عمله معاها، خلانى عرفت ان الست لما بتكون ست بجد بيتهدر حقها. يبقى طالما اتخلقت بنت مش هعيش وانا بنت وهغير قدرى.
,
, -بس ياحنين انتِ كدا نهيتى وقضيتى على نعمه **** ادهالك، انوثتك تتعاملى بيها تاخدى الحلو منها رقتك وجمالك حرام تدفنيهم عشان تعيشى دور مش دورك
, هتف بها آسر فقالت باعين لاول مرة يراها آسر هكذا، دامعه وحزينه ومنكسرة
, -لا. كدا احسن، انا كدا حاسه بقيمتى محدش يقدر يتحكم فيا ولايدوس عليا. انا اتولدت فمجتمع بيحترم الراجل ويديله كل الحقوق وبياخد وينكر من الست كل الحقوق.
,
, لاول مرة امسك آسر ايدى حنين بحنو، واردف يقول لها بحب جديد على مسامع حنين
, -ويعنى كويس رداء الرجاله اللى انتِ لابساه دا، علاقتك انتهت بزوجك وبقا اسمك فاشله قدام الناس وحملتى لقب مطلقه
, -يلعن ابو الناس ثم كمان محدش كان هينفعنى لو بقيت ست بحق بقا واتهان ويتداس عليا، انا كدا بعمل اللى عاوزاه نفذت طلب بابا، لالا نفذت امر بابا وعرفته ان فالاخر اللى انا عاوزاه هو اللى هيمشى مش هو
, -عنيدة اوى.
,
, تبسمت حنين ورفعت انفها بكبرياء كعهدها واردفت
, -عنادى دا بيخبي جرح وكسرة وغباء وضعف كبير، ستارة قويه وغامقه تدارى كل اللى وراها وتخبيه عن عيون اى حد.
, صمتت للحظات واستطردت
, -حنين كلها كلاكيع ومشاكل وتعب نفسي، ومعرفش ليه قولتلك انت بالذات
, خليتك تشوف الجانب اللى محدش شافه او عرفه دا ولاحد حتى هيشوف
, و كنت ذا ترف ما كنت رافضة حبي
, لكن عسر فقر الحال مأساتي
, عانيت عانيت لا حزني أبوح به
, ولست تدرين شيئاً عن معاناتي.
,
, لا يريد ان يراها هكذا لايريد ان تكون بكم هذا الضعف امامه، حاول ان يقوم على اضحاكها كعادته عندما يتجاذبون المحادثات سويا وتبدء المشادات الهزليه، بينما حالها الآن غير م اعتاد ابدا
, استجمع قواه واردف لها
, الواحد لو جاب مَشاكله وفردهم قدامه، ورمى دي على جنب ودي ماليش دعوى بيها ودي مسيرهم يفهموا ودي -هنحاول بكره فيها ودي بركة إنهم غاروا، هيروق.
,
, ضحكت حنين فقام هو ب احتضانها برفق جعلها تشعر بالامان وبصدق ما اختارت ليكون امين على سرها، احست بالامان الكامل واستنشقت رائحه عطره النفاذه وجفلت عيناها لتذوب بهذا الاحساس الجميل.
, ترفرف باهدابها واستفاقت من نومها، قامت على عجل تنظر للساعة بجانبها واذ بشقيقها يضع عطره ويتحضر للخروج فراته حنين واعطته سبابا كما اعتادت
, -انت يازفت انت ايه مدخلك هنا عشان تلبس.
,
, -ايييه، خارج وجوه اللمبه محروقه قولت البس قدام مرايتك، انتِ هتقرفينا عشان رجعتى لنا تانى
, قذفته ب-المنبه-بجانبها وصاحت به
, -طب غور بقا يالا، صحتنى من احلى نومه
, خرج شقيقها لتنبش بشعرها بعشوائيه وتفرك عيناها وتتمتم الى نفسها
, -انا بقيت احلم بيك ي آسر!يانهار ابيض انا داخله ع دور مناخوليا ولا ايه. شكل كلامك بجد يا ابراهيم يا سردينه بيه.
,
, (حاليا)
, قد حالفنى الحظ سيدتى، وانتى بالفعل قد اختزلتى كل البشر على هيئتى وحدى
, ولكنى اخاف عليكِ قلبككما اخاف عليكِ قلبي
, فالجريح ليس باستطاعه ان يضمد جريح آخرولكنى سأحاول يا. فراولاية.
,
, قرأتها ليلى عدة مرات جملته، احست بكل حرف فيها يقولون ان المرأة تعشق باذنيها وهاهو يزن كتب لها من الكلمات مايثبت حبه لها الغير مصرح حتى الآن، حتى هى لم تصل الى مرحله العشق ولكنها احست نحوه مالم تشعر به تجاه احد ولم يستبق إليه احد.
, ولكن مايؤخذ فالاعتبار كلماته هذه التى تعنى الكثير، فماذا حقا يعنى بجريح يضمد جريح آخر، ماذا بك يايزن؟
,
, ماهو جُرحك اذا! اخذت دفترها وعلى الفور مقصدها مكانه حيث دلفت اليه لتقول ب اهتمام
, -كنت تقصد ايه بالكلمه دى
, نظر لها يزن برصانته حيث انتهى من فحص حالة اخرى امامه بالمشفى، واردف بصوته الهادئ
, -اخيرا رضيتى عنى يا فراولايه
, -هتراوغ زى عادتك يايزن
, -انا مش مراوغ
, -طيب خلص شغلك وانا مستنياكعند الشجرة بتاعتى
, وهناك كانت جلستهم وعلى كرسى الاعتراف يجلس يزن.
,
, - يزن، انا عاوزاك تتكلم بقا، انا حاسه انى معرفكش انت واحد غريب عنى بعد كل الوقت والقرب اللى بينا دا
, ليه مش عايز تريحنى
, تنهد يزن لينظر امامه فالفضاء فتلمع رماديتيه، يكاد يتراقص امامه مارد خطيئته الذى لم يحقق له امنيته بل سحقها!
, -عاوزة تعرفى ايه
, -اتكلم عن كل اللى معرفوش يايزن وانا هسمعك، يعنىاهلك والدك
, قاطعها وهو على نظرته امامه
, -بابا متوفى من زمان، فاكرة اما قولتلك انى شبهك فحجات كتير.
,
, -يعنى محروم من باباك زيي، بس عندك مامتك مش كدا **** يخليهالك اهو ف دى بقا انت مش شبهى
, اختلجت عضله فكه ليبتسم رغما عنه ابتسامه مصطنعة فاستطردت هى
, -طيب بتقصد ب ايه بالجريح، يزن. انت تعتبر اعترفت لى فالنوت بتاعتى
, لامس كفها برفق كأنه يلمس قلبها واردف
, -ليلى انا اكبر مجروح ومصدوم ومحروم فالدنيا، وعشان كدا مبقتش قادر اعطى ولا حتى بعافر.
,
, اللى بيننا علاقه بحترمها وبقدرها، اتنين غرباء فبلد غريبه كانوا ونس كانوا اهل لبعض فوقت انعدمت فيه وجود سند لكن مش هينفع نكون اكتر من كدا
, اخذ صدرها يعلو ويهبط، يزن يرفض حبها يرفض ان تصرح هى به، ينفى وجود اى مشاعر داخله تجاهها
, يريدها ان تقنن علاقتهم على انها مريضه وطبيب يتابعها فقط، كل ما يجمعهم الاصول العربيه والصداقه فقط.
, قامت من مجلسها تلملم بقاياها دون ان توضح له انكسارها واردفت.
,
, -اكيد احنا كدا يايزن لان انا كمان معنديش طاقه ولاقلب يستحمل وجود حد تانى فيه ولا دخول شخص لحياتى. عن اذنك هطلع اوضتى
, كلماتها وخزت قلبه واغرورقت عيناه ولكنه نظر بعيدا بينما هى كانت تعض شفتيها وهى ترفرف ب اهدابها تحبس شهقات بكائها بالكاد حتى تصل بعيدا. وتنفجر فنوبتها لتفرغ ماتبقى بداخلها من انهيار.
,
, متارجح جسدها بين الفردوس والجحيم، بسوادها كانت تطعم طفليها شاردة وتنظر ناحية الغرفة تود لو ان يكون بالداخل حتى لو كان نائما. ياليت الامنيات سهل تحقيقها هكذا
, حملت بلقيس صغارها، وهبطت لاسفل استقبلتها والدة زوجها بحفاوة وحملت *** من صغارها، جلست بلقيس بعينان ذابلتان لتقول
, -انا عاوزة اقعد هنا، مش عارفه اكون فوق وجلال مش فالشقه
, -وماله يابنتى، بيتك ومكانك.
,
, خرجت ميريهان ممسكه هاتفها وجلست بجانب بلقيس تتحدث اليها ناظره للهاتف
, -ايه يابيلا مالك
, لم تردف بلقيس بينما لوت ام جلال شفتيها ناظره لزوجه ابنها الصغير هذه المدلله، ومن ثم قالت
, -بلقيس هتقعد تحت هنا اعصابها مش مستحمله القاعدة فوق
, امسكت بطبق -شيبس-واكلت منه ميريهان وقالت
, -واحنا نروح فين
, اردفت بلقيس بوهن روح
, -معلش ياميرا اقعدوا انتو فوق، فتره بس عشان مش عارفه اتاقلم
, -لما ييجى نادر نقوله بقا.
,
, هنا امسكت ام جلال ذراع ميريهان وحدثتها جانبا
, -انت عاوزة ايه بالظبط، مالكيش دعوة ومتتحشريش فاللى مالكيش فيه
, -فيه ايه ياطنط هو انا اتكلمت
, -بلقيس البيت دا كله بتاعها، يعنى لو جالها عريس وحبت تتجوز هتكرشنا كلنا منه وانتى معانا يا حبيبتى ف اسكتى كدا لان محدش مستحمل
, اردفت ميريهان بالامبالاه
, -ايه دا مقالش يعنى نادر الكلام دا قبل كدا، ثم يجيلها عريس ازاى دى حتى لسه فالعدة
, يعنى لسه قدامنا وقت.
,
, صنعت ام جلال فعله بيدها كأنها -تفرد خمسه اصابع امام عيناها-واردفت
, -بوريه منك يا مرات ابنى بوررييه
, تركتها وانصرفت فتعجبت ميريهان اثر دخول نادر للمنزل، سلم على الجميع وأردف الى بلقيس
, -نعمه، عامله ايه دلوقت؟
, -تعبانه اوى يانادر، حتى الشغل مش قادره انزله ولاعارفه اتعامل مع حد
, -لا انتى قويه يابيلا فيه ايه، انا عارف انه صعب بس لازم تتخطى عشان نعيش
, كلنا بنحاول قدر الامكان نتخطى عشان نقدر نكمل.
,
, -انا هقعد تحت مؤقتا، مش عارفه خالص يجيلى نوم فوق
, ربت الى يدها وقال بحنو اخ
, -بيتك يانعمه، المهم راحتك خلاص هطلع انا وميرا فوق
, سمعته ميريهان فاقبلت بعدما بدلت ملابسها ووضعت بعض مساحيق التجميل، وجلست جانبه
, -هو صحيح البيت بتاع بيلا
, نظرت بلقيس لها مستفهمه عفويتها هذه فقال نادر
, -اه
, -وليه مقولتش، وهو صحيح ممكن تمشينا منه بعد موت ابيه جلال لو اتجوزت.
,
, تعجبت بلقيس من قول هذه الحمقاء فامسك نادر ذراعها ليقول لها متحدث بعيدا عن بلقيس
, -انتى ايه مبتفهميش، ايه اللى بتقوليه دا
, -وانا مالى طنط هى اللى قالت، انت ازاى محكتليش وانها كمان هتمشينا طب هنروح فين
, اندفع نادر واغلق فمها بقوة وقال وصوته مرتفع نسبيا
, -بس بقا انا زهقت مسمعش ولا كلمه منك تانى
, ترك يده فمطت شفتيها، فنظر لها نظره كليه واردف
, -ثم متعمليش كدا فنفسك وهى موجوده حافظى على مشاعرها شويه.
,
, -يعنى هو انا كنت موتت ابيه جلال، ثم انا لسه مكملتش سنه عروسه، ****!
, دفعها داخل غرفتهم، فاقبلت والدة جلال نحوه بعدما وضعت صحن من المقرمشات لاطفال بلقيس وابتسمت لها تهون عليها
, -عاوزاك فكلمه يانادر
, دلفت الى غرفتها واغلقت الباب وبلقيس بالخارج شارده
, -خير يا امى
, -اسمعنى كويس عشان اللى هقوله دا فيه مصلحتك ومصلحه اخوك **** يرحمه وولاده ومراته ومصلحتنا كلنا
, ضيق نادر عيناه، فهو لم يستوعب شيئا.
,
, -انا عارفه انه مش وقته بس الظروف حكمت يا حبيبي اه، اللى برة تبقى ارمله اخوك ام ولاده العيانين
, هنسيبها كدا
, -م احنا معاها اهو يا امى هو احنا قصرنا فحاجه
, -لا يانادر احنا كدا مش معاها ومقصرين هنسيب لحم اخوك يانادر
, ممكن بلقيس تتجوز واحد يكهربهم ولايموتهم لو عرف انهم تعبانين
, هنسيبها تغرق فعلاجهم ومشاكلهم وحدها وهما اسمهم على اسم جلال!
, لا يا نادر احنا مشوفناش منها حاجه وحشه حق ****.
, -انا مش فاهم حاجه.
,
, ابتلعت ريقها واشارت له نحو حقيبه ادويتها وقالت
, -ناولنى الدوا والميه
, احضر لها نادر كوب الماء وقرص الدواء باهتمام، ونظر لها يريدها ان تتبع حديثها
, -انا حاسه ان ايامى بقت خلاص بعد اخوك، عاوزة اتطمن على ولاده يانادر
, -هما موجودين وانا مش هسيبهم
, -مش هتسيبهم بصفتك عمهم شئومش هتسيبهم بصفتك محل ابوهم شئ تانى
, هنا اتسعت حدقتى نادر احقا ماسمع من والدته، اردف مستفهما لعلها تخلف ظنه
, -انتى تقصدى ايه يا امى.
,
, -ارمله اخوك تتم عدتها وتطلبها للجواز
, نظر لها نادر نظرة فارغه ومن ثم هب واقفا ليقول بصوت عالى نسبيا ليس بعهده ان يحدث والدته هكذا
, -اللى بتطلبيه يا امى مستحيل مستحيل طبعا
, تركها وانصرف واغلق الباب يقرعه مدويه هزت كل من بالبيت وقتها.
,
, حلوى الشيكولاته، يقوم ابراهيم بتوزيعها على زملاءه بوجه فرح ومبتسم وفرحه تتسع الدنيا
, -خطب!
, قالتها حنين بتعجب بينما استطردت لها زميلتها باقى الاخبار
, -اه خطب بنت قريبته كدا وفرحان اوى ويبقول انها كانت عالضيق وفالفرح هيعزم الناس كلها
, زمتت شفتيها وغرست قلمها بشعرها وجلست الى مقعدها تقلب فى وريقاتها بلامبالاه للحديث
, -يتجوز ولايتحرق ماليش دعوة
, -شكله كيد فيكى يابت ياحنين.
,
, -يا امى انا اللى رميته بلا كيد، يتحرق اساسا ابراهيم دا مبيحركش صباعى الصغير
, تعجبت صديقتها منها وذهبت ناحيه مكتبها، بينما امسكت حنين هاتفها لتتصل ب ليلى
, -شكله شهر الخطوبه، انتى اتخطبتى لسى مؤمؤ وابراهيم خطب
, اتاها صوت ليلى متعجبا من الناحيه الاخرى، تقول ضاحكه
, -يخرب عقلك خلتينى اضحك بهستريا فالشارع وانا سايقه، وانتى بتقوليلى الخبر كدا عادى
, -ياستى يكش يولع هو وعروسته وانا مالى.
,
, -حرام عليكِ انت خسرتى ابراهيم و****
, -بقولك ايه هتحرقى دمى هقفل فوشك السكه انا بقولك اهو
, عليت ضحكات ليلى يختلط به سعالها الذى اصبح مستحدث عليها، أخذت تسعل من شدة الضحك ثم اغلقت المكالمة ومن ثم انتظرت الإشارة للفتح.
,
, فاستندت برأسها الى عجله القياده وهى تسعل بعدما فتحت لتتناول منديلا وفتحت الاشاره ولكنها لم تتحرك بسيارتها اخذوا يعطونها -كلاكس-للانتباه حتى توجه نحوها ضابط المرور ليجدها مغشى عليها، اتصل بالاسعاف وتم نقلها الى مشفى معروفه وخاصه. وعلى الفور تم عمل اللازم لها ليتعرف عليها هناك احد الأطباء ب انها زوجه نزار ادريس ليهاتفه فورا.
,
, وفى اقل من ساعة كان نزار امامها وهى تفتح عيناها يغرق يداها قبلات وهو دامع لتقول ليلى بصوت متهدج
, -نزار! انا فين؟, خارج القائمة
 
الفصل الرابع والعشرون


لا تشتاقها أكثر أحذرك!
, قد يقتلك إشتياقك لها فهى كحلم وردى يتلاشى مع أولى الصحواتكما يذيب شعاع الشمسأثواب الليل
, فلا تشتاق حلم انت تعلم انك حتما ستفيق منه عاجلا ام آجل!
, تليف رئوى
, تلك هى الكلمه المدوية التى وقعت على مسامع نزار حينما اخبروه بأن زوجته بالمشفى مغشى عليها فى سيارتها اثناء قيادتها.
,
, سيل من الدموع كاد يفتك وجنتيه حينها، ماسبب هذا المرض ومتى هاجمها وكيف لهم ان يحكمون مسبقا عليه، فمن الجائز ان يكون مجرد فحص خاطئ وانه عرض مرضى بسيط وسيزول بفعل الدواء العلاجى.
, خائف! ولمَ الخوف يانزار؟ ان تكون انت احد اسباب هجوم مرض كهذا اليها. مافعلته بها تتحمل هى ثماره وحدها حتى الآن. يا ****
, الا لعنه **** على من صب ذنوبه فوق قلب اتدعى عشقه. بل هلاكه.
,
, بعدما افاقت ليلى حاول نزار السيطرة على نفسه اكثر لم يتفوه بشئ رحل عنها فور علمه بأن ذويها قادمون وزوجها المستقبلى مؤيد.
, -تليف فالرئة، هو مرض لحد دلوقت احنا بنسميه فالطب المهاجم بلا اسباب. ساعات بيبقى سببه وراثى
, ساعات ضعف المناعه واوقات بسبب مضاد حيوى اتاخد غلط
, نظر اربعتهم الى بعضهم البعض، اغرورقت عينا بلقيس بالدموع بينما تماسكت حنين وهى تنظر نحو مؤيد وأسر الذى تفوه بالاتى.
,
, -انتو متأكدين من اللى بيتقال دا؟ يعنى الاشعه بينت دا طيب مانكشف عند دكتور كبير او نعملها اى حاجه
, اردف الطبيب بثقه ليقول له
, -اتفضل مفيش مانع تتأكد من مصدر طبي تانى
, تركهم وانصرف بينما تمتم مؤيد بصوت يكاد ان يكون مسموع
, -ممكن شيل الرحم يكون اثر، بيقول ضعف مناعه وشيل الرحم بيعمل ضعف مناعه قوى
, -انت تسكت بوشك النحس خلينا نتأكد الاول البنت فعلا عيانه وبتموت ولا ايه.
,
, صاحت حنين فى وجه مؤيد، بينما كان هو يستعد لقذف السباب فى وجهها فهمت بلقيس لتقول بخفوت وحزن
, -وممكن وراثه من عمو مراد! انا معرفش اذا كان عنده تليف رئه ولالا بس هوومات بسبب مرض فالصدر
, -يعنى ليلى ممكن تموت؟!
, قالها آسر ب مزيد من الأسى، ففرت احدى دمعات بلقيس الى وجنتيها ليقول مؤيد
, -انا مش هسيبها هعرضها على كذا دكتور واخصائى كبيرجايز كل دا نتايج فحص غلط اصلا
, نظرت له حنين ب استياء وتحدثت.
,
, -تعرف الغلط فين؟ وجودك هنا و**** من يوم ماشوفناك مشوفناش خير ابدا
, -انتى هتبطلى قلة ادب ولا تحبي تشوفى منى وش مش حلو
, -ايه هتضرب يا كابتن، هلم عليك المستشفى ماهو دا اللى ناقص انا عارفه هى جابتك لينا من انهى داهيه بسماجتك دى وشنبك اللى عامل زى جدون العجله
, ظلا على هذا كمعتادهم سويا كلما تلاقت عيناهم، ف انهت بلقيس الجدال كالعادة بان لابد وفى اسرع وقت الاطمئنان الى حال ليلى والتأكد من صحه ماقال الطبيب.
,
, الوقت الحالى
, كلنا حلوين جدا ونتحب ومرغوب فينا، اكيد مش من كل الناس لان كل واحد عنده الtype بتاعه لكن فيه كتير متوافق معانا، يبقى السؤال هل بعد انبهار البدايات ولمعان العيون والفراشات اللى بتطير على قلوبنا والموسيقى اللى فى الباك جراوند لما تعرفونا بجد. هتفضلو بتحبونا؟
, ولا كل حاجة هتطفي والفراشات تموت وهنبقى ناس عاديه جداً بشكل يخليكو عايزين تهربو وتمشو تدوروا على لمعان عند حد تاني؟
,
, ياتري لما تعرفينى على حقيقتى وتعرفى اللي مريت بيه وظروفى ومشاكلى وافتحلك صندوق اسرارى واخرجلك منه حاجات محدش يعرفها، اخرج مخاوفى اللي ممكن تكون مش منطقية، هل هلاقيكى بتطمنينى؟ ولا هتهربى بعيد ولا هتفضلى ياليلى فى حضنى! لما تشوفى عيوبى وتلمسيها. هتتفهمى؟
,
, محدش بيفضل يلمع للأبد ياليلى. وكل ما هتقربي كل ما بتبدأى تشوفينى انسان مش ملاك عليه هالة ومبهر. كل ما بنقرب لبعضكل ما بنشوف اننا مش ملايكة وبتتشال من عليهم هاله التقديس، بس وقتها انتِاللي بتختارى تؤمن بيه وقت مبفقد ايمانى فى نفسى. يزن مكاوى.
,
, كانت هذه كلماته بورقة قد تركها لها فوق منضده بجانب فراشها داخل غرفتها الخاصه فى المشفى، استفاقت من غفلتها قرأتها عدة مرات، استوعبت كل كلمه. معذرة! كل حرف. كل ماكان يود يزن قوله وهربت منه الكلمات ليسطرها لها، تفهمتاحست. شعرتهبطت ببطئ من فراشها وهى تسحب أنبوب الاكسجين برفق الذى يغذى رئتيها كى تستطيع التنفس. نحو الخزانه ارتدت ثياب اخرى جعلتها تشرق عن انطفاءها فى الايام السابقه بعد ان اخبرها يزن انها مجرد مريضه لديه لا اكثر.
,
, بعد كلماته هذه تأكدت انها تشعر شعور صحيح نحوه وشعوره هو ايضا نفسه ولكنه خائف البوح او حتى الاشاره!
, -خايف من ايه يايزن!
, هتفت بها بصوتها الحانى، رفع بصره لها ب اعين تترقق داخلها الالم. همست ثانيه بصوتها شديد الرقة
, الذى يفعل فعلته على مسامعه فيجعل قلبه مستعد للذوبان بها كقطعه شيكولاته فى طقس حار
, -انا فهمت. وحفهم ومش عاوزة اكون بعيد. ومش حهرب منك يايزن.
,
, صمتت لثوانِ فترجل هو ليقف امامها فاستطردت بهدوء بنبره تنبعث منها رائحه العشق
, -هفضل فحضنك يايزن
, وبدون مقدمات جذب ذراعها اليه ليلصقها ب احضانه بشدة، اشتد عناقه على جسدها الضعيف المتعب المريض. ولكنها ماشعرت الا بالامان التى كادت تتمزق بحثا عنه كل هذا العمر. ماشعرت بتعب حتى وان كسرت ضلوعها، شعرت بانها تتنفس اخيرا بحريه بدون هذا الانبوب سجينها.
,
, اما عنه، فقد انهمرت دموعه على كتفيها تبلل آخر خصلات شعرها وثيابها، سمعت شهقاته
, ياويلى! كل هذه احمال فوق صدرك يا حبيبي ماذا بك؟ س اسمعك واتفهم امرك لن اتركك ابدا، اقترب منها في هدوء، و أخذ يديها بين يديه، و بقبلة لجبينها استطاع أن يمحو في لحظة كل ما قد كان.
, ثم رفع وجهها الملائكي إليه قائلا:
, أنا أضعف من أنى أكمل الطريق وحدي. متسبنيش! متسبنيش حتى لو طلعت فعينك وحش
, الوقت السابق.
,
, جلست بجانبه ميريهان بكامل حلتها وزينتها، اثر شرود نادر العميق ونظره صوب نقطه فالفضاء
, تنحنحت فلم ينتبه، فتأبطت ذراعه كالعاده وامالت ب رأسها على كتفه وهمست بدلال
, -بيبيسرحان ف ايه؟
, انتبه نادر ونظر لها وابتسم ومسح على شعرها بحنان فاستطردت هى
, -بيبي هو انا كدا اتأخرت فالحمل؟
, عقد نادر حاجبيه واردف لها
, -ميريهان كل حاجه بتيجى براحتها وب ارادة ****، بطلى تفكير تيجى.
,
, -اصل انا عامله سيف لصور كتير بيبيهات وكابشن لموقف حمل وفيديوهات بيبهات وكل دا مستنيه ومفيش حاجه بتحصل، دا غير علاج البرود اللى عندى حاسه انه بطل يجيب نتيجة
, نفث نادر بفروغ صبر وامسك يديها برفق ونظر لها
, -حبيبتى، هو مفيش فحياتنا غير السوشيال، كان هيبقى عندى احسن لو تقوليلى نفسي ابقى ام حابه يكون عندى بيبي منك مش عاوزة حمل عشان نبقى اون لاين.
, صمتت ف استطردت هو.
,
, -انتى عارفه انا بحبك ولالا؟ انا عارف انك انتى كمان بتحبينى واوى
, بس انا مش شايف من الحب دا الا السوشيال واللايف والجروبات، انا مش شايف اننا مرة اتكلمنا سوا نشوف مستقبلنا هنعمل فيه ايه، نخطط للى جاى سوا، أسألك عن حالك وتسالينى عن حالى
, نظر لمقلتيها وهى تمط شفتيها، احس بخيبه امل ولكنه اكمل
, -فاهمانى يا حبيبتى؟
,
, -يانادورتى، كل اللى بتقوله دا زى كلام الكبار وبيشيل الهم، مانعيش سننا وبعدين السوشيال بتشارك ناس متعرفهاش حياتك ويهتموا بيها حاجه كدا فيها شغف
, زفر بغير فائدة، فاستطردت هى
, -هى ليه طنط كل شويه تاخدك على جمب؟ وتتكلموا واول م اجى تسكت او تنزل تحت، بتقولك حاجه عنى صح؟بتقولك انى متدلعه ولازقه الفون ف ايدى ومبعملش شغل البيت ولا اكل زى ماهى دايما تقوللى
, قام نادر من جلسته نادر وتحدث وهو يبدل ثيابه.
,
, -لاياميرا مش بتقولى حاجه عنك
, -اومال بتسكت ليه لما بدخل
, نظر اليها وأراد تغيير الحديث فقال بنبره اهتمام
, -انا نازل، هجيب الدوا لماما كانت قالتلى عليه وشويه حجات للبيت عاوزة حاجه
, اخذت تفكر وهى تنبش برأسها ثم قالت
, -اه يابيبي، لو هتبعد عن هنا عند محل الميكاب هاتلى كونتور وردى وتونر وهايلايتر وسكراب
, نظر لها عاقدا حاجبيه بطريقه هزليه واردف
, -ايه دول ياحبيبتى، اللهم ان كان هذا سحر ف ابطله.
,
, تضاحكت عاليا بقهقهتها المعهوده فلكزها ضاحكا وهبط الدرج يرتدى باقى ثيابه ف رأى بلقيس تدلف من الباب حامله طفليها وتتنفس بصعوبه، فهم يحملهم منها حتى دلفت وساعدها وسألها بتعجب
, -كنتى فين فالوقت دا
, -فمتابعه الولاد اتصرفت بمبلغ وودتهم
, هتف بغضب
, -لوحدك!
, للحظات تملك بلقيس الخوف من نبرة نادر الجديده هذه، فتمالك هو نفسه واردف بنبره اهدأ نسبيا.
,
, -بلقيس ليه بتتصرفى وكأن مفيش حد هنا معاكِ، كلم مرة قولتلك انا معاكى ولازم اشيلهم لانى عمهم خصوصا دلوقت وكمان رايحه لوحدك ومش بتسمعى الا صوتك
, نظرت بلقيس له حزينه مشدوهه واردفت بخفوت
, -انت بتزعق لى يانادر؟
, -انا خايف عليكى يانعمة
, -جلال عمره م زعقلى طول ماهو عايش، وبعد مامات جاى انت تزعقلى
, -عشان جلال عمره ماهيحس بيكِ ادى.
,
, ماذا قال؟كيف يجروء على اتهام زوجها الراحل ب ان اهتمامه بها لم يكن ابدا بمستوى اهتمامه هو!
, هو فقط تعتبره اخ لها وكفى. كيف له كل هذا الصياح والصوت العالى والعنف.
, -نادر ممكن تمشى مش عارفه استحمل اكتر ومش حابه اسمع منك كلمه زيادة
, نظر لها رجاء وقال ب اهتمام
, -انا اسف يا نعمه بس انا بخاف عليكم انتى والولاد، بقيتوا تهمونى اضعاف الاول
, بحس انى الوحيد المسؤل عنكم وكأنكم وصيه جلال اخويا ليا، ارجوكِ متزعليش منى.
,
, نظرت لحدقتيه بعمق وتحدثت باخر انفاس لديها وكأنها عائده من طريق شاق
, -مبقتش مرتاحه تعبت يا نادر جدا، فكل حاجه
, ارتمت بجسدها على الاريكه وهو على وقفته امامها وقال بحنوه الدائم
, -سلامتك من التعب يانعمه، بدعيلك فكل وقت يبعد عنك التعب دا ويبدلك براحه وتعيشى فشئ من اسمك، فنعمة يانعمة
, تركها وانصرف الى حيث وجهته. وتركها بهم ايامها غارقه كالعادة.
, يعنى ليلى هتموت؟
, نظرت حنين نحو آسر ببطئ لتهم بالرد عليه.
,
, -ان شاء **** فيه حل، احنا مش هنسيبها كدا
, -خلاص اتاكدنا، خلاص هى فمراحل صعبه من المرض كمان طيب ليه وايشمعنا هى
, نظرت له حنين لتقول بنبرة هادئه ليست كمعتادها معه او مع غيره
, -انت بتحبها اوى كدا يا آسر؟
, ذهب نحو آلة الجيتار خاصته، وامسكها وقال بحزن
, -اختى اللى مش من دمى ولا اسمى، اول حاجه تشدنى ل يعنى ايه انثى تتحب. الاول كنت بحبها وخلاص.
,
, وبعدين تدريجيا بقيت اشوفها بتروح منى ومش شيفانى غير اخ، بدأت اتعود على نظرتها دى ليا وعودت قلبي عالنظره دى كمان لحد مابقيت اشوف ليلى اختى وبس، بس دا مش معنى انى ابطل احبها واهتم وافضل جنبهاطب هى ازاى بعد كل اللى شيفاه دا كمان تموت بمرض زى كدا
, هى دى نهاية ليلى!لا اكيد دا كابوس
, اخبئ وجهه بكلتا يديه، وحنين على نظرتها ومن ثم قالت
, -انت جدع اوى ياض ورجوله، ليها حق متفرطش فمعرفتها بيك ابدا.
,
, لو كان عندها اخ بحق وحقيق مكانش هيبقى سند ليها ادك
, رفع وجهه ببطئ وهمس بخفوت
, -ياريت ب ايدى اى حاجه اديهالها من عمرى حتى ياريت واقف عاجز وسايب روحها تروح
, احرقت كلماته الاخيرة قلب حنين، ظلت كما هى بلا حراك تنظر له وهى ينعى نفسه وينعى قلبه فقدان قريب لاكثر شخص ارتبطت بها روحه دون سابق انذار.
, احببتك طفله تعلقت بدميتها، وعشقتك بجنون مراهقه كأول عشقها، ثم ادمنتك كامرأة ناضجه.
,
, كانت ليلى بفعل متابعات الاطباء استعادت بعض من حيويتها عن الايام السابقه، ولكن سرعان ماتجاوزت هى لاتحب معامله المرضى ولا الارشادات التى تقدم لهم، تحب ان تعيش كما خلقت دون الالتزام بعقاقير او قائمه ادويه وتحذيرات، خرجت عن شرنقتها مع رفيقاتها بلقيس وحنين ب احد المطاعم يتناولون طعامهم
, ويتحدثون يساعدونها عالتجاوز ايضا فهذا له نسبة فالشفاء كبيرة.
,
, -اقعدى انتى اطلبي فبطاطس بطاطس لحد مابقيتى عاملة زى الفيل الصغنن
, قالتها حنين الى بلقيس فضحكت وطرقتها بكفها لتقول
, -اتهدى وكلى وانتى ساكته يابايخه
, -بعشق الاكل هنا
, -كلى يالول براحتك انتى الوحيده فينا اللى تاكلى تتشفطى
, صمتوا يتناولون واستطرت بلقيس الحديث ثانية
, -كنتى فين بقا يالولو امبارح، عدينا عليكى فالبيت مش لاقيناكى
, ابتلعت ليلى وارتشفت من كوب المياة الغازيه وقالت.
,
, -كنت مع مؤيد، المجنون ودانى بلد انا وهو منعرفهاش وخرجنا وهزرنا وضحكنا وروحنا الفجر
, نظرت حنين ب استياء اثر استماعها اسمه وقالت
, -مؤيد دا شايل دماغه وحاطط مكانها لمبه ليد، انسان غير مبالى عايش كدا ببركه النبي
, ضحكت بلقيس فهمت ليلى بالرد عليها
, -نفسي اعرف ليه بتكرهيه، كنتِ بتقولى انه لعبي ومش بتاع جد اهو خطبنى وهنتجوز وبيسعدنى جدا
, فين مشكلتك بقا؟
, ابتلعت حنين بعض من اصابع البطاطا المقليه وقالت فى امتعاض.
,
, -هووكدا بشوفه بفتكر كائن الجمبري اللى عايم فبحر الغدر، اتم ورخم زيه
, اثناء تحدثهم اعلن هاتف ليلى عن مكالمه فنظرت لتجده مؤيد
, -ايوا يا مؤيداه انا فمطعم. انت عرفت منين؟
, اخذت تتلفت نحو النافذه لتجده واقفا بسيارته بالخارج مبتسم يلوح لها فهتفت ليلى بفرحه طفلة
, -مؤيد! طب انا هسيبكم يابنات مؤيد اهو مستنينى
, ذهبت وهى تقبلهم فالهواء دون انتظار رد منهم، مبتسمه بلقيس ومستاءه حنين حتى قالت.
,
, -عاوزة اعرف عامللها ايه دكر الشمعه دا مجننها بيه كدا
, اردفت بلقيس وهى تتابع ليلى بالنظر وهى تستقبل مؤيد بحفاوة بالخارج
, -سيبيهاانا عمرى ماشوفتها مبسوطه كدا ولاحتى مع نزار
, -طب افتكرى حاجه عدله خلينا ناكل بنفس.
, بحفلة ل عيد ميلاد احد صديقات مؤيد السابقه، كانا مدعوان هما لها كليهما مؤيد وليلى.
,
, فقد اشترى لها فستان فضى اللون وارتدى هو بذله بها رابطه عنق نفس اللون حتى التفتت اليهم الانظار وتتبعتهم اثر دخولهم للحفل، رقص معها كأنه لايرى غيرها بكونه. فراشته واميرته بين يديه
, كان يتحدث اليها لامعة عسليتاه وتظهر بوضوح غمازاتيه المغروزتان الاهيا بوجنتيه.
, -البرنسس تؤمر ب ايه تانى؟تحلم ب ايه كمان عاوزة تفرح ازاى وانا شوبيك لبيك
, تبسمت ليلى وهى تتبع نظرات من حولها وقالت بخجل.
,
, -انت مفيش حاجه الا وعملتهالى يا مؤيدهطلب ايه منك تانى انت عملت كل حاجه
, -ولسه فيه كمان وانا تحت امرك فيه
, أثرت الصمت مبتسمه فرحه تتحرك ب ارتياح متناسيه مرضها الذى هاجمها مؤخرا، متناسيه ماقاله الاطباء هى تعيش لحظتها الان مع ذلك الفارس، فارس احلامها المنتظره الذى يصنع بيده معجزات القدر كى يصنع لها ضحكه رقيقه على شفتيها يبرهن لها حبه على طريقتها هى.
,
, امتدت ساعات الحفل للخامسه صباحا، اقلها الى منزلها وصعد معها منهمكين متعبين جدا. كانت تجرعت بسبب الحاحه بعض الكحول فى الحفل فجعلها تنام كالمرة السابقه، حملها لفراشها
, وهم بالانصراف فقالت بصوت متعب متهدج
, -ادينى الدوا، حاسه انى تعبانه
, سعلت كثيرا ف احضر الماء واعطاها دواءها وجلس جانبها يحمل رأسها على صدره، نامت بهدوء كالاطفال على صوت نبضات قلبه.
,
, خلع قميصه برفق ونوى البقاء معها هذه الليله نظرا لسوء حالها. اصبحا الاثنين بنفس الفراش ملتصقين ببعضهم البعضامال بوجهه على شفتيها قبلها كثيرا قبلات اشتياق ومن ثم جذب الغطاء وو., خارج القائمة
 
الفصل الخامس والعشرون


وهم بالانصراف فقالت بصوت متعب متهدج
, -ادينى الدوا، حاسه انى تعبانه
, سعلت كثيرا ف احضر الماء واعطاها دواءها وجلس جانبها يحمل رأسها على صدره، نامت بهدوء كالاطفال على صوت نبضات قلبه
, خلع قميصه برفق ونوى البقاء معها هذه الليله نظرا لسوء حالها. اصبحا الاثنين بنفس الفراش ملتصقين ببعضهم البعضامال بوجهه على شفتيها قبلها كثيرا قبلات اشتياق ومن ثم جذب الغطاء وغط معها فى سبات عميق.
,
, الوقت الحالى
, نظر اليها وهى شاردة هكذا، ياتُرى فيما تفكر؟!
, فيما تنوى القول له. هل بالفعل ستدافع عن ماقال
, ستدافع عن مابقى بداخلها حق له وحده يخصه!
, تريد ان تحدثه عن العدل،
, هذا القاسى الذى يطلب منها العدل الان. هل من العدل ان تعيش كُل هذا بقلب يملكه وحده بينما هو لايعلم اى شئ عنه!
, هل من العدل ان يكون قريب من روحها حد الوريد، وابعد من سابع ارض عن قدميها!
,
, من فيهم مطالب بأن يحكم بالعدل فى حكايته التى تخصه من الآخر
, رفعت عينيها له التى اجفلتهما قليلاً للتو كى تريحها من عشق نظرتها اليه التى ادمنتها دوماًتنحنحت
, نظرت له وهربت بمقلتيها عن النظر صوب نظراته عن التركيز بواحتيه الرماديتين اللتين يزداد اشتعالهم كلما تحدثت منهم تلك النظرات لها!
, رفرفت باهدابها عدة مرات. حركتها المعهودة، واخيرا حررت لسانها لتهب فى ردها عليه قائله.
,
, ‏اسمعنى. احنا إتفقنا نفضفض لبعض، متفقناش نتعلق ببعض متفقناش تسكن تفاصيلي متفقناش تكون مهم فى يومي أوي كده، متفقناش توحشني بعد أول كام دقيقه سكات متفقناش أفتكرك فى عز إنشغالي متفقناش لما أمشى فى الشارع أدور عليك وسطهم، متفقناش تورطني فى حبك بالشكل ده. متفقناش تبعد وتقولى كده هيكون احسن
, كده مش هيكون احسن و****!
, نظر لها يزن يحاول تهدئتها ب عيناه مصوبتان على وجهها واردف.
,
, -ليلى بعد كل اللى سمعتيه منى ولسه مصممه على رأيك؟!
, -ايوا يا يزن. انا عمرى م اتمسكت بحاجه فحياتى زى مانا متمسكه بوجودك فحياتى كدا. مفيش شخص دخل حياتى الا وكنت عامله حسابي انه هيمشى هيمشى مش جديد
, اختيار سكه وجعى معروفه ليهم وبيدوسوا عليها بجدارة، لكن انت!
, لا يايزن. حتى بعد كل اللى قولته دا متفقناش انى احبك وتسيبنى بسبب افكار فدماغك
, اردف لها يزن برصانته المعهودة لها.
,
, -فيه ناس، كنت عندهم اغلى من حياتهم نفسها. وبسبب اللى قولته ليكِ اتخلوا عنى
, انا مش هصبر على انك تتخلى عنى انتِ كمان عشان مش هتستحملى الوضع
, هنا اندفعت ليلى به بصياح غير معهود لها
, -لا بقا، مش بقرارك مش ب امرك، انا طول الوقت ساكته ومستسلمه لاى حاجه وكل حاجه بتحصل فحياتى
, لكن عندك انت ونويت استقوى على شخصيتى اللى كرهتها دى، شخصية العروسه الخشب.
,
, انت كل شويه بحال معايا. كل دقيقه بقرار ليلى متسبنيش. ليلى مينفعش نكمل ودا لمصلحتك
, ليلى انتِ مجرد مريضه. ليلى انتى كل حاجه بالنسبة لى، ليلى ابعدى ليلى قربي
, انا بقا خدت القرار بدالك يايزن. هكمل وياك عارف ليه عشان انت بتحبنى وانا كمان بحبك اكتر منك وعمرى م حبيت ولا حسيت بحد غيرك.
,
, وعمرى م اتمسكت ب اى حاجه مطرح ماتيجى الريح انا معاها، لكن انهارده والساعة دى هتمسك بيك اكتر وهنكون سوا مش غصب عن قرارك لكن برضاك
, -انا عارف ان دا الرد المتوقع منك عشان انتِ جدعة ياليلى وكويسة وبنت ناس وو
, -ينفع متقولش اى تانيه. انا هكمل عشان بحبك وبس ومش مستعدة انى افتقدك فحياتى الا لما أموت. لكن مش عشان كل اللى انت قولته دا.
,
, مفيش اى حاجه يايزن تخلينى اكمل عشان بنت ناس وجدعة، دا مش منطق المنطق انى بعشقك وهنكمل سوا باى وضع باى شكل ليك انا قابله ومبسوطة واسعد واحدة فالدنيا
, نظر لها يزن يمشطها بعيناه، اعاشقه هى ام مضحيه؟
, بلى دقات قلبه حسمت عشقها الذى يتطاير ليصل له مصوب هدفه بنقطه مركزه، هل أخطأ فى حساباته الاولى وكان رضا **** له بفرصه ثانيه مع هذه الفيولين؟
,
, فيولين هى حقا. لديها اوتارها الدقيقه الرقيقه التى لا تسمح باصدار اى نغمه منها سوى من يعرف جيدا العزف عليها بإتقان. آلة سهلة ممتنعه وليلى كذلك
, فهو لم يدرك انه الاوحد الذى عزف الاوتار بشكل صحيح ليصدر عنها صوتا مستجيب له يناديه. يجذبه عشقا ويهيم به غراما. انتبه من شروده فور سماع صوتها الحانى تنهى الجدال الناشب
, -يزن انت قولت انى اتحسنت كتير وانى قريب هنزل مصر. هننزل سوا.
,
, وهنكمل حياتنا سوا، ودقيقه كمان جايه فحياتى مش هتيجى الا وانت فيها ومعايا.
, ؟
, الوقت السابق
, كان هتاف صوت حنين يصل لخارج أرجاء منزل ليلى، صياحها كاد ان يُمزق ليلى اكثر من حالها السئ وماعليه الآن، اقتربت ليلى بضعف وتعب من حنين وهى تردف بانفاس متقطعه
, -انا متعبتش حد يا حنين، بسيطه جدا ان ميبقاش لحد منكم دعوة بيا، وارتاحوا
, زفرت بحدة حنين وقالت وهى تشتعل.
,
, -مش عشان انتى محتاجه للامان وبتدورى عليه تعملى كل ده، ومينفعش حد مننا يسيبك ويقول ماليش دعوة
, حتى لو هتقوليها مش هنسيبك ياليلى
, وضعت ليلى كف يدها على صدرها بينما تتنفس بصعوبه وقالت
, -انا مأذتش حد منكم ب افعالى، مش انتى قولتيها زمان. كل واحد حر.
,
, -لا بتأذى نفسك وفالحته دى بالذات انتى مش حره، ازاى عايشة مع سى مؤيد بالطول والعرض على اساس مخطوبين ويبات معاكى كمان فالشقه وكذا مرة وتقوليلى محصلش بينا حاجه وبيحافظ عليا والجو دا مياكلش، الواد دا بيستعبط ولازم تتفسخ الخطوبة دى لان الحوار مش تمام وهتعملى دا ياليلى من غير نقاش
, بالكاد استطاعت ليلى ان تجلس الى اقرب مقعد وانفاسها متهدجه لتردف الى حنين.
,
, -وانتى مين بيتحكم فيكى يا حنين؟عشان عاوزة تفرضى سيطرتك عليا
, -انا مبتصرفش غلط ومسؤله عن تصرفاتى وواعيه للى بعمله
, لمعت فيروزتى ليلى بالدموع وتبسمت بسخرية لما سمعت من حنين فقالت
, -عارفه انتى ليه مش بتتخبطى زيي يا حنين؟ عشان عمتو فضلت جنبك ومسابتكيش ابدا لحد ماربنا اختارها.
,
, وعشان عمو محتضنك وواخدك صاحبته، حتى اخواتك رغم انهم شباب بس لكن اسمك بينهم ووسطهم ومعاهم، عمرك م حسيتى انك تايهه عمرك م حسيتى انك لوحدك بتدورى على سند على امان على اى حد تترمى فحضنه تشتكيله تفرحى معاه يقولك ايه صح وايه غلط
, حسيتى بانك وحدك وانتى عيانه حتى كوبايه ميه مش عارفه تجيبيها؟ حسيتى بانك حتى مش قادرة تشتكى للحيطان حتى!هتموتى على ايد تطبطب وحضن يواسى.
,
, اب ميت وام فضلت نفسها عليكى، حسيتى بكل ده يا حنين؟ تعرفى يعنى ايه تبقى مهزوزه ومكسورة ووحيدة!
, باندفاع أردفت حنين بها، لم يرق قلبها لمَ تفوهت ليلىبل عقلها المحدث لها وطبيعتها الغليظة الطبع جعلتها
, تردف بدون سابق تفكير
, -ده ميدكيش حق تهببى كل ده فنفسك!ميدكيش حق تكونى لعبة فايد ده وده كل شوية
, -انا لعبة يا حنين
, -ايوا، ولعبة رخيصة اى حد ياخدها واى حد يلعب بيها حتى غلاف يغلفها ولا علبه تحميها مفيش.
,
, مفيش مخ تفكرى مفيش عقل تميزى، بيبقى الواحد منهم عيوبه قصاد عينك تدب زى الرصاص
, وبتفضلى وبتكملى، كانك مبسوطه بدور الماريونيت عروسة بخيوط مالكها يحرك فيها يمين وشمال وهى
, مستسلمه ان ش**** حتى يرميها فالنار
, حزنت ليلى لما قالت حنين، هبطت دمعاتها بغزارة وكأنها سيول من المطر ورددت بخفوت وانكسار
, -رخيصة وماريونيت!
, إذ بغفله فوجئت ليلى بسعله قوية اخذت تسعل بشدة، فهرولت ناحيتها حنين واحتضنتها وهى تصرخ
, -ليلىليلااااه.
,
, سعلة تلو الاخرى وتتلوى ليلى من شدة الالم، سرعان تناولت حنين هاتفها ل تتصل ب بلقيس وم ان ردت لم تتفوه الا بكلمه واحده بصياح عالِ
, -الحقينى يابلقيييس!
, ؟
, -انتى ناوية تبيعى البيت عشان تساعدى ليلى؟!
, لم يسعها بلقيس الرد، حتى فوجئوا ب دق جرس الباب، همت السيدة ام جلال لفتح الباب.
,
, فوجدت سيدة ذات قوام معتدل، تضع الكثير من مساحيق التجميل ولكنها ترتدى وشاحها على رأسها، عيناها لهما نظره تتحدث عن شئ غريب، فغر فاه ام جلال واردفت بخوف وهى تنظر للداخل وتنظر الى هذه السيدة
, -انتى جايه ليه؟ عاوزة ايه عشان خاطرى امشى
, دفعت السيدة بيدها ام جلال ودلفت للداخل وهى تقول بنبرة حادة
, -انا عاوزة اقابل بلقيس
, -ليه يابنتى، ابوس ايدك امشى.
,
, ظللت ام جلال ترتجى هذه السيدة بإلحاح شديد، حتى خرجت لها بلقيس وهى تشخص النظر اليها
, -مين حضرتك
, -مش فاكرة انك شوفتينى قبل كده يا مدام بلقيس
, امعنت بلقيس النظر بها، واومأت برأسها ايجابا ودعتها للجلوس وبدأت الجلسة!
, اخذت تنظر السيدة فى ارجاء المنزل وانفرجت شفتيها عن الحديث، ليترجل نادر على اعتباب باب المنزل يتعجب من هذه السيدة فينضم لجلستهم. حتى اردفت السيدة
, -انتى شوفتينى فالعزا، عند المقابر يا مدام بلقيس.
,
, تحدثت بلقيس بنفاذ صبر بينما كانت تفرك ام جلال فى كلتا يديها
, - ياريت حضرتك تدخلى فالموضوع ع طول، معنديش وقت لانى كنت خارجه
, ابتسمت السيدة بسخرية لتظهر ندبه بجانب فمها تخفيها بفعل المساحيق، واردفت الى بلقيس
, -انا حسناء، كنت صديقة زوجك وعميله مهمه عنده وكنت بسهل امور كتير فشغله وفقضاياه. وبصراحه هو كان رومانسى جدا. وقع ف حبي من اول نظرة وصرف عليا كل اللى معاه كان يكفيه بس انى اطلب وهو ينفذ.
,
, فاكرة قرض البنك!
, بلقيس تحدق بها غير مصدقه مما تقول هذه البغيضه بينما هى استطردت بثبات
, -قرض البنك والفيلم اللى عمله عليكم، كان متسدد هو بس خد فلوسك عشان يجبلى فيلا الساحل اللى كان نفسى فيه
, هبت واقفه بلقيس ف اندفع نادر بالسيدة قبل ان تتحدث بلقيس
, -انتى بتخرفى ياست انتى، اتفضلى اطلعى برة
, بثقه وضعت ساق على الاخرى وتحدثت اليهم.
,
, -للاسف يا نادر، انتو اللى هتخرجوا. جلال كان هيموت ونتجوز وانا ماطلت كتير ولما لينت كان شرطى الوحيد
, يكتبلى كمان البيت دا، لما حضرتك عملت له توكيل انت ووالدتك عشان بلقيس هو استغله وكتبه ب اسمى
, ووالدتك كانت عارفه بعلاقته بياكانت ياحرام نفسها ف بيبي سليم بدل اللى خلفتهم بيلا!
, احست بلقيس بالاهانه زادت عن حدها فصفعتها صفعه مدوية لتقول بصوت جهورى كادت احبالها الصوتية تنفجر.
,
, -انتى ست كدابه، الورق معايا ان البيت بتاعى وجلال عمره م يخونى ولا يكره ولاده لانهم عيانين
, حدقت بها المرأة نظرة توعد وفتحت حقيبتها لتريها نسخه من عقد سليم ب اسمها لبيع المنزل، وان الذى تملكه بلقيس شئ ليس له وجود قانونى من الاساسمزيف!
, -اقروا النسخه كويس واتاكدوا منها كمان، ويومين وعاوزاكم تفضوا البيت عشان هاخده واهده. ستايله قديم موت.
,
, وضعت نظارتها الشمسيه على عيناها وخرجت حتى دلفت ميريهان على صوت الصياح، واذ ب بلقيس تصيح ب اعلى ما فيها
, -جلال بيخدعنى!جلال كان بيخووونى جلال اخد كل اللى حيلتى وكمان ضمن لى حقى فالهوا
, رمانى فالشارع انا وولاده شوفت يانادر اخوك عمل ايه فيا
, شوفت الظلم حسبي **** ونعم الوكيل **** يصطفل فحسابه فيك ياجلااال.
,
, اخذت تصيح ومن ثم لملمت ام جلال ذيولها لتتراجع قبل ان ينهالوا عليها هى الاخرى بينما كان نادر مشغول بتهدئه بلقيس التى كادت تجن فتفوهت ميريهان بهدوء
, -هو فيه ايه يانادر! ماله ابيه جلال مش خلاص مات هيحصل منه ايه تانى وهو ميت اصلا!
, لم يسعه النظر اليها نادر كان يقوم بتهدئه بلقيس التى شعثت شعرها وهى تصيح وتتخبط، حلما ام كابوس.
,
, بلى شئ واقعى وحدث وماعليهم غير تنفيذ الامر القائم امامهمجميعهم مسيرهم قارعه الطريق المجهوله بسبب جلال لم يحمل هما وهو على قيد الحياة عاش غير مبالى وترك الدنيا ليتحمل غيره نتيجة افعاله واذاه الغير محسوب.
, ؟
, بشرفه غرفتها، كانت تقف حنين تفكر فيما حدث مؤخرا لهم.
,
, بلقيس فى حالة لايرثى لها بعدما علموا بما فعل جلال من الاعيب ورطتهم جميعا، وليلى التى تتحضر للسفر الى لندن كى تتابع شفاءها الميئوس منه لانها فى مراحل مرضها الاخيرة، اما عنها هى.
,
, فهى وحيدة، تجرعت من كأس قد شرب منه غيرها من قبل، مرار الوجع. وجع الحب من طرف واحد. حبها ل آسر الذى انطفئ كثيرا بعد كل مامر به الجميع اخيرا وماسمع عن افعال ليلى جعلت منه غير متعاطف معها بل مشفق عليها وعلى سذاجتها التى تجعل ناس ك هؤلاء يتلاعبون بها كما يريدون دون اى ردة فعل منها.
, قلبه جريح من ليلى، وقلب حنين ينزف لأجله فى صمت وهل سيظل صامتا؟والى متى؟
,
, ياااه. ويكأنها نغزات الشيطان بقلب مؤمن لن يترك نافله الا وصلّاها!
, هل هكذا كنت تشعر يا ابراهيم؟ اما الحب الا وادى ويل نمشى به لنهاية خاسرة او رابحه فعلى كل حال هو طريق الوجع الذى نتحمله برضا.
, دلف اليها والدها واردف لها ف انتبهت من شرودها
, -ايه؟ بتحسى اوى كدا
, نظرت له حنين نظرة مستنكره ف استطرد هو.
,
, -حاسه بوجع بلقيس ولا ليلى؟ ولا بوجع ابوكِ اللى شايفك كدا قصاده بعد مابيتك اتخرب وكل اللى حواليكِ حياتهم ماشيه وانتِ على عنادك، الوراثه اللى ورثتيها منى
, -حياة مين اللى ماشيه يابابا، حياة بلقيس اللى هدها عالاخر جوزها قبل الموت وبعده. جوزها اهو مش حد غريب. ولا ليلى اللى بتتلعب من ايد ل ايد نزار ومؤيد كل واحد فيهم بهدلها ع كيفه وهى راضيه.
,
, حياة مين، اى راجل بيتوجد فحياة ست بيخربها مش بيمشيها بيتى اللى اتخرب وانفصالى دا حصل بسبب حضرتك
, -خليكى مهذبة وانتى بتكلمينى سامعه.
,
, -انا مهذبه يابابا ولازم اكون كدا، بس لازم حضرتك تسمعنى انا مكنتش السبب فطلاقى مكنتش السبب اصلا ف اى حاجه من الاول انت قررت وصممت وانت عارف انى مش عاوزة، بس زى م اتعودت مع ماما بقا معايا وانا نفذت، متجيش بقا فالنتايج العكسيه تقول انى وحشه، لان ان انتو بتعملوا عمايل مع الواحد تخرجوا اسوء مافيه وبعدها تقولوا ان هو اللى وحش
, هز والدها رأسه بخيبة امل ل يقول
, -معنى ذلك هتفضلى كدا.
,
, ارتسمت دمعه بعيناها ولكنها تأبي الهبوط، بقوة اردفت
, -ياريتنى فضلت كدا ولا كان قلبي اتحرك واتمنى بابا انا اوحش حد فالدنيا
, ارجوك متظلمش حد تانى معايا، ارجوك سيبنى
, الجواز مش حل. الجواز نهاية!
, تركته وانصرفت تحاول تمسح دمعه فرت رغما عنها، قلب والدها احس بها ابنته العنيدة المكابرة تعشق!
, تعشق دون الشعور بعشقها وهذا مايجعل جروحها لا تلتئم ولا عزاء لدائن يدفع دينه القديم ويتجرع من نفس الكأس يوما.
,
, ؟
, طرقتين على باب الشقه، كانت ليلى تستعد للرحيل الى المطار حيث ينتظرها آسر وحنين ومؤيد بالاسفل
, لتجد الطارق الحارس يخبرها ب ان اسر وحنين منتظرين بالاسفل وحمل منها الحقائب وهبط بهم واذ يعلن هاتفها قدوم رساله بعدما تعجبت من عدم وجود مؤيد معهم ليصطحبها الى المطار
, فتحتها ليلى لتجد مسطور بها هكذا
, ليلوانا اسف يا حبيبتى، مش هقدر استحمل حد بيسيبنى تانى بعد م حبيته.
,
, مش هقدر اكمل فحدوته عارف نهايتها، انا حاولت بس و**** اكتر من كدا وكأنى بزق فالصخر
, متزعليش منى لانى هفضل احبك حتى وانتِ بعيد. دا اخر اللى بينا ودلوقت ان فطريقى لبلد غير مصر خالص
, الحياة فالبلد دى هتبقى وحشه من غيرك وانا لازم اتعود ع غيابك قبل م تسيينى فجأة!
, صريحاه لان لازم تعرفى ان ع اد جمالك ف انتِ طيبة اوى. وطيبتك بوظت كل جميل فشخصيتك
, الوداع ي ليلو. الوداع يابرنسيس!
,
, اجهشت فالبكاء بمرارة حتى صعدا آسر وحنين ليتفقداها ليجدوها بحالها هذا ممسكه بالهاتف، قرأ الاثنين ماهو متوقع ولكن ما الفائدة لابد من الاسراع ميعاد رحلتها اوشك على الإقلاع، قاموا بتهدئتها بقدر الامكان كى تلتحق برحلتها، اغلقت حنين كل شئ بالمنزل وخلعت من اصبع ليلى خاتم مؤيد ليتركوه على المنضده ويغلقون الباب خلفهم.
,
, وبعدما تم توديعها بصاله المغادرة، تبكى وهم يبكون امامها. لتذهب نحو الطائرة وتختفى عن انظارهم بالتدريج حتى يترجلا هم بكل أسى خائفين على هريرتهم فى الاغتراب والمرض
, انصرفا عند بوابة المطار ليكون من بعيد تتبعهم مقلتى نزار يراقب اخر خطوات ليلى متخفيا، يطمئن مثله كمثلهم، يستودعها **** الذى لا تضيع ودائعه ابدا., خارج القائمة
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
الفصل السادس والعشرون


مفتاح يوضع بمكانه المخصص لفتح الباب، فتفتح باب الشقة التى قام بتأجيرها نادر بعدما تم طردهم من منزلهم، مصطحب زوجته ميريهان وولدته وبلقيس واولاد اخيه الراحل.
, -ايه دا دى صغيرة علينا كلنا اووف.
,
, نطقت بها ميريهان ودلفت الى اقرب غرفه تنفث غضبا، بينما شعرت بلقيس ب انها هى الشخص الغير مرغوب به، فبعدما انفجار قنبله جلال لم تتفوه مع والدته ب اى كلمه ولا ميريهان ولاتعرف حتى ماهو وضعها الآن، قطع تفكيرها الطويل نادر بقوله
, -نعمة، الاوضه الكبيرة اللى عاليمين بتاعتك انتى وولادك انا جهزتها كلها علشانكم.
,
, نظرت له ب امتنان ولم تتفوه، ساعدت طفليها للدلوف او الاختباء خلف جدران هذه الغرفة. بينما استطرد نادر الى والدته قائلا
, -امى، معلش هى اوضها 3بس انا جهزتلك اللى ف اخر الطرقه ليكى يارب تعجبك
, تركته وانصرفت امه دون رد، تنهد هو وبدوره دلف لغرفته مع زوجته ليجدها على اخرها تحترق غضبا
, -مالك؟
, -مالى ايه؟ هى بلقيس ليه مراحتش لاهلها اسوان او اى حته او حتى تاجر شقه لوحدها اوف ايه الخنقه دى.
,
, مش كفاية هناك كانت مامتك كاتمه ع نفسي لوحدها بقت بلقيس كمان وولادها
, نظر لها نادر عاقد حاجبيه وجلس جانبها
, -وهى بلقيس دى مش كانت مخليانا موجودين فبيتها عادى حتى بعد م اخويا مات، ولابعد اللى حصل نتخلى عنها
, -معرفش بقا، اهو مطلعش بيتها ووجودها هنا مالوش اساس هى خلاص اللى رابطنا بيها مات
, -وولاد اخويا العيانين اللى مالهمش الا انا
, -عندهم مامتهم واهلها وهى بتشتغل على فكره.
,
, -طب اقفلى بوقك مش حابب اسمع كلمه كمان عشان متشوفيش رد فعل منى مش حلو
, قبل ان تهم ميريهان بالرد، دلفت اليهم والدته دون استئذان وعلامات الضيق على وجهها
, -بص بقولك ايه الوضع كده مش مريحانت بهدوء تكلم ارمله اخوك انها تروح عند اهلها احسن انت هتشيل حمل مين ولا مين لوحدك.
,
, فرغ فاه نادر اذ فجأة انقلبت الاية واصبحت والدته تبغضها وتدعوه لطردها بعدما الحت الفترة السابقه عليه ان يتزوجها نظرا لوجود اولاد اخيه معها وكل هذه الكلمات التى ظهرت على حقيقتها الان انها كانت مجرد ثوب جميل يغطى نية لا يعلمها الا ****
, -انت بتبص لى كدا؟ هتشيل انت كل دا ليه. مش ملزم اصلا
, -قوليله ياطنط عشان كان عاوز يتخانق معايا.
,
, -ياااه يا امى، دلوقتى اقول لبلقيس بالراحه تمشى بولاد جلال اللى كنتِ خايفه عليهم ومهتمه لامرهم
, ولاد جلال اللى كنتِ ممكن يحصلك حاجه لو سابتنا بلقيس واتجوزت راجل يأذيهم
, اومال كل كلام الفتره اللى فاتت فين
, -كلامطنط هو فيه ايه؟
, باندفاع قامت ام جلال لترد التهم عن نفسها
, -اه يا حبيبي كانت الظروف تحكم لكن دلوقت لا
, -عشان البيت يا امى مش كدا
, ردت مسرعه ميريهان تريد ان تعرف الذى يجول حولها.
,
, -انا مش فاهمه حاجه، ممكن حد يفهمنى
, نظرت لها ام جلال ب استياء، ليس وقتك ايتها الحمقاء ف استطرد نادر
, -تعرفى بقا يا امى ان فكرتك عششت فدماغى وجه وقت تنفيذها
, اتسعت حدقه عيناها لا تصدق، تفوهت بغير استيعاب
, -انت بتقول ايه. مستحيل
, ب انفعال تحدث نادر وكانت لاول مرة ليست من عادته
, -دلوقت بقا مستحيل يا امى! ياااه احنا بنشترى الناس عشان اللى معاهم ولو غير كدا نبيعهم يعنى؟! اد ايه احنا وحشين كدا.
,
, هنا طرقت بلقيس الباب ودلفت على استحياء وعيناها تملؤها الدموع لتقول
, -انا متشكره يانادر على انك فكرت فيا انا والولاد. بس انا مش عايزة اكون عبئ
, يومين وهروح لاهلى بيهم وو
, هنا اقترب منها مندفعا ليقول بثبات
, -لا مش هتمشى يابلقيس عشان دا مكانك زى ماهو مكاننا كلنا
, -انا ماليش حق هنا ف اى حاجه يانادر
, -ولما كنا موجودين فبيتك كلنا طول الفتره دى بعد موت جلال كان لينا حق!
,
, -واهو مطلعش بيتها. خلصونا بقا عشان زهقت من المسرحية السخيفه دى
, نطقت بها ميريهان ب اندفاعها كالعادة دون ان تفكر قبل ان تتفوه، ف اندفع بها نادر غاضبا لاول مرة ليدفعها فتقع على فراشها ويتحدث بصوت نبرته عاليه
, -انتِ لو محترمتيش نفسك هفوقك لروحك يا ميريهان سامعة ولالا
, -عاوز تضربنى يانادر عشان بلقيس
, -ياجماعة انا مكنتش عايزة كل دا يحصل بسببي
, همت بالانصراف ف اردفت والدة جلال بصياح الى بلقيس.
,
, -و**** ياريت تحسى وتفارقينا بقا، اللى رابطنا بيكِ خلاص مات
, رجعت فى خطواتها بلقيس وواجهت والدة جلال لاول مرة
, -اومال فين معاملتك الكويسه اللى فاتت يا طنط، ولا عشان البيت راح وكنتِ عارفه ان جلال بيخوننى وعاوزاه كمان يتجوز. ياشيخه منك لله وابنك عمرى م هسامحه
, -تسامحى ولا لا امشى وفارقينا
, همت تنصرف بلقيس وهى تهرول تمسح دمعاتها، ف امسك نادر بيدها متشبثا بقوة وقال بثبات دون ان يهتز.
,
, -مش هتمشىومش هسيبكم ودا مكانك
, -سيبنى يانادر **** يخليك
, -بلقيس انا عاوز اتجوزك وانهارده قبل بكرة، قولتى ايه
, لم يسمع منها ردا، بل سمع صياح والدته تصرخ وسقوط ميريهان مغشى عليها فى وقتها!
, اتفضلى يا حنين
, رفعت عيناها من على دفتر اوراقها لتجد حقيبه بلاستيكيه يقدمها ابراهيم لها، وناظرا اليها
, -ايه دا يا ابراهيم
, -المبلغ اللى ساعدتينى بيه، انا جمعتهولك. وعمرى م هنسى موقفك دا بخلاف اى حاجه تانى.
,
, ابتسمت حنين وتناولت المبلغ واردفت بهدوء غير معهود لها
, -انا عاوزة اطلب طلب منك يا ابراهيم
, -اتفضلى
, -تسامحنى
, نظر لها ب امعان، هل حنين التى تفوهت بهذه الكلمه ام شخص آخر!
, حنين تطلب السماح. ومن مَن؟منه هو
, -انتى بتقولى ايه
, -بقولك سامحنى على اى حاجه وكل حاجه عملتها وياك
, صمت ابراهيم ف استطردت هى
, -هتسامحينى ولا هتوقف تاخدنى صورة!
, ضحك ابراهيم على طريقتها المعهودة هذه ف القاء الكلمات الثقيله دون وعى ف اردف هو.
,
, -مسامحك ياحنين اساسا من الاول كان غلطى انا لان عارف انك محبتنيش
, -مانا سمعت انك مزقطط فجوازتك اهو متعمليش فيها شهيد
, قهقه ابراهيم عاليا ومن ثم ابتسم لها وتركها وانصرف، اتى الى خاطرها آسر آسر قلبها الوحيد والاول وايضا الاخيرفكرت فى اى حيلة تتصل به لتحدثه بشأنها فطرقت ببالها فكرة وضغطت زر الاتصال
, -الوازيك ياض مش باين ليه، لا انت ولا بيلا وليلى برنلها وببعتلها مسجات مش بترد.
,
, غطستوا كلكم فين **** يخرب بيوتكم
, اتاها صوته قلق عبر الهاتف، نبرته غير مطمئنه بالمرة
, -معلش ياحنين انا فالبلد، اختى هتعمل عمليه قلب مفتوح وبحاول اجمع لها مبلغ
, احست ب شكه فى قلبها وعلى الفور تحدثت
, -فين بلدكم بالظبط ياض ادينى العنوان
, -ليه يعنى
, -اخلص مش هطلعلك بطاقه ادينى العنوان بسرعه
, اعطاها العنوان كاملا واغلقت الهاتف وهمت بالرحيل ناظره الى مالها ل تتمتم بسخريتها المعهودة.
,
, -محلوف عليكم متقعدوش معايا، يلا استعنا ب****
, -انتى ازاى تعملى كدا، حد اذنلك تعملى كدا
, نظرت له حنين نظره ممتعضه وقالت بوقاحتها المعروفه بعدما نبشت لتخلع القلم وتتحدث به
, -تعرف تسكت ولا متعلمتهاش فالمدارس
, -اسكت ايه المبلغ بتاعك دا كبير عليا، هسدده امتى واساسا بتورطينى ليه
, -يعنى دا ردك يا كبير الحلاليف، اولا بقا انا عملت كدا عشان فعل خير مش عشانك ثانيا ابقى رده براحتك بالتقسيط يالذيذ
, -يبقى كدا بعد 20سنه.
,
, -، 30، 20براحتها بس ابقى قولى قبلها عشان اظبط نفسي واتصور معاهم عشان مبيلحقوش يقعدوا معايا
, -يعنى ايه؟
, -لامتاخدش فبالك
, رن هاتفها ف اخذته جانبا لتجيب اتصال والدها وتعلمه بمكانها وانها حاليا فى مهمة ضرورية قد تستغرق منها بعض الوقت وتحتم عليها التأخير، فى هذه اللحظة كان ينظر لها آسر من الخلف نظرات جديده على عهده معها.
,
, فتاة تعادل الالف رجل هى، قوتها تجعل بلده ب أكملها تقف على ساعد وساق. جدية موجوده بالشدائد دوما
, حقيقية غير مزيفة، افعالها تعنى الكثير من حنانها واهتمامها ولكن هذه هة ترجمتها ليست كلماتانها حنين
, وهى حنين ايضا بلا شك.
, ظل على نظرته مطولا حتى انتهت من اتصالها ورجعت اليه لتجده حاله هكذا، ف قالت بنبرة ساخرة
, -ايه ياعم لوتفى مالك
, انتبه اسر فطرق كفا ب كف وقال
, -عاوزة ايه يابت.
,
, -بته اما تبتك، ولا يا آسر انا جعانه بلدكم دى مفيهاش مطاعم او انت تحس على ددمم اهلك وتعزمنى
, دا انا ضيفتك ياراجل
, ابتسم آسر وهز رأسه لكلماتها النووية كالعاده واستاذن يطمئن لحالهم بالداخل واصطحبها وترجلا خارجا يتناولا طعامهم سويا.
, تملى فقلبي ياحبيبى وانا غايب بعيد عنك، تملى ولا انت دارى بي وانا اللى قريب منك. انا بشكى اليك منك
, ياا حبيبى.
,
, استمعنا الان الى محمد فوزى تملى فقلبيمدت اصابعها ف أطفأت المذياع وهى شاردة. هذه الاغنيه تذكرها حقا بما مضى.
, وهل مامضى من العشق يُنسى؟!
, تنهدت ب حنين بالغبالغ عمقه بقلبها ف تيقظت من شرودها على صوت زوجها يناديها
, -ريفا. مالك يا حبيبتى بنده عليكِ مش سمعانى
, التفتت ريفا الى زوجها محمد وابتسمت وقامت بمد ذراعيه حول خصره واردفت
, -معلش يا حبيبى كنت بشرب قهوتي وسرحانه شويه
, نظر لها ب حب واردف الاخر
, -سرحانه ف ايه بقا.
,
, -اغنية لمحمد فوزى كانت عالراديو. بحبها اوى فكرتنى بحجات كتير
, عبس وجه زوجها نسبيا ف لاحظت هى وارادت تصحيح م صرحت به الان
, -ياحبيبى افتكرت وانا صغيرة وبيتنا القديم، انت كنت فاكر ايه
, عانقته وربتت برفق على ظهره، بينما اتى مسرعا طفله زين من غرفته يصرخ
, التهيا فيه ودلفوا به الى غرفته ليجدوا ان هناك حشرة العنكبوت صغيرة تقترب من العابه المتناثرة ارضا. رآها الصغير وفزع.
,
, حملته ريفا تضحك بينما قام والده بقتل ذاك العنكبوت الذى حطم وقت لهو الصغير واخافه ومن ثم قام الاب بتقبيله واردف
, -مش عاوزك تخاف يا زين. خليك زى بابا كدا شجاع وقوى
, ضحك الصغير ف استطرد والده
, -وزى ماما قوى ومش بتخاف من اى حاجه
, ابتسمت ريفا مجامله واخذته لخارج الغرفه وتبعها زوجها.
, الوقت الحالى
, اهداها **** حلما ورديا منغما بالسعاده معه، ف ارادت اكماله وعدم التخلى مهما حدث واى ان كانت النتيجه.
,
, استجابة شفاء ليلى بدت واضحه، ظهر ذلك فى فحوصها الاخيرة. حتى هى استعادت بعض من حيويتها المهدرة سابقا وبعض من جمالها الذى ضاع بين شحوب المرض آكل للروح!
, -اصبح واضحا ياسيدى الطبيب التقدم الملحوظ فى حالة السيدة ليلى مراد
, ابتسم يزن ل زميله الطبيب واردف اليه
, -هى تحاول ب اقصى مافى جهدها ان تنتصر على ذلك المرض اللعين، ونحن على علم ب ان ارادة المريض ونفسيته المتحسنه عامل كبير مساعد للشفاء.
,
, اومأ الآخر رأسه ايجابا لما صرح به يزن الآن، اعطاه الاشعه الاخيرة الخاصه بفحص ليلى ل رئتيها وانصرف. اخذها ودلف اليها فى غرفتها ليجدها تتحدث الى بلقيس عبر برنامج تواصل مكالمه صوت وصورة ف انتظر حتى تنتهى
, -لا مش مصدقه **** يتملك على خير يابيلااا فرحتينى
, -انا نفسي مكنتش مصدقه و**** لحد دلوقتى
, -**** مش بينسى حد صبر يابيلا، مش قولتلك.
,
, على هذا الوضع حتى انتهت والتفتت ل تجده امامها، ابتسمت ب فرح ف اقترب هو ليقول برصانته
, -واضح انك خدتيها تحدى مع نفسك انك تنتصرى على مرضك وتنزلى مصر
, هنا امسكت بكف يده بقوة وقالت بثبات
, -هننزل سوا. سوا يايزن هو دا اللى مخلينى قويه وعاوزة اعدى مرحلتى دى بقا. عشانك
, نظر لمقلتيها وقال فى حنان
, -عشانى!
, وضعت يده مستقر قلبها، ف اقشعر بدنه اثر هذه الفعله المفاجئه الحانيه واردفت بصوت رقيق عذب
, يفعمه العشق كليا.
,
, -هنكمل سوا ومش هسيبك، حتى لو حصللك ايه هكمل معاك زى م كملت انت هنا معايا وفضلت جنبي
, انت آخر حروبي يا يزن. ومش هطلع منها خسرانه ولا هعلن الراية البيضا مهما كان ايه النتايج!
, -طب هينفع كدا!
, قالها وثغره مبتسم جعلها تومئ ب استفهام ماذا يقصد، ف استطرد ووجهه يتحدث هياما وواحتيه الرماديتين يعكسان بداخلهم وجهها الملائكى. وانفاسه هابطه وصاعده تعلنها لها الآن. انفرجت شفتيه اخيرا.
,
, -هينفع تخلينى مش بس اتعلق بيكِ. ولا ادمنكتخلينى اكمل روحى بروحك غصب عنى وادوب من الولَع بيكِ كدا طول عمرى!
, فرحت فيروزيتاها لمعت ب اشراق م حدث منذ عهد طويل، رفرفت حولها فراشات تراها وحدها. بدت رؤية الاشياء باللون الوردى تصارعت دقات قلبها خلف بعضهم وكأنهم يتسابقون من سيدق دقة مدويه اسرع من الاخرى
, امال ب وجهه عليها وقال ب انفاس تحمل غراما
, -بحبك يا فراولاية.
,
, ومن ثم قبلها قبله طويله وهى على عناقها له واشتدت مسكته هو عليها برسالته ووصيته الاولى والوحيدة زالاخيرة لها. لاتتركينى
, اما عنها فاغمضت عيناها ترتشف رحيق، ذائبه فى دنياه تترجم إحساسها له، لاتضلنى عنك يايزن ف انت هادِ طريقى الوحيد. يانبراس عمرى واخيراً اصبحت لى
, سابقا.
,
, قد تتعثر قدميك قدراً بشئ ما وانت ماضٍ فى طريقك لاتحتسب لامر الخطوة القادمه حتى!ولكن احيانا العثرات تصبح بدايات نراها فى ظاهرها شر وفى باطنها الخير الكثير.
, بعد الجدال الذى نشب والمعركه الكلامية الحادثه بين نادر ووالدته وميريهان وبلقيس حول بقاء بيلا بالمنزل هى و اولادها او الرحيل، تمت مفاجئتهم جميعا بعرض الزواج الذى قدمه نادر الى بلقيس وكان بمثابه صاعق كهربائى تم صعقها به على حين غرة!
,
, وكان رد الفعل انها قامت بالاتصال ب ليلى تعرض عليها انها تريد الاقامه بمنزلها مؤقتا حتى تجد منزل للايجار آخر تنتقل إليه هى واولادها، اعطتها ليلى الموافقه وعلى الفور اتنقلت الى هناك.
, -نادر!
, هتفت بلقيس بها مشدوهه اثر رؤيته يقف امام الباب وفى عينيه نظرة رجاء
, -ممكن ادخل يا نعمة؟
,
, كيف يحمل بين طيات حديثه نغمة الاستعطاف التى لان لها قلبها فى ثوان، لا تحتمل ابدا بلقيس رفض طلب له، انه نادر اخا وصديقا لم تستطع ان تبقيه كثيرا هكذا، اومأت ب رأسها إيجابا ف دلف وم ان رأوه اولاد اخيه الراحل حتى هرولوا إليه باحضانه اتسعت لكليهما وقبلهما شوقا وفرحا وحملهما وجلس على الاريكة ونظر الى بلقيس ليبدأ حديثه.
, -سيبتى البيت ليه يانعمه؟ وسيبتيه وانا فالشغل عشان مقدرش امنعك مش كدا.
,
, جلست نعمه وعيناها تحمل قهرا مما وجدت ب اخر عهدها مع والدة زوجها وما صدمت به من اخيه ايضا قبل رحيله ومن بعد مارحل.
, -كدا اريح يانادر
, -كدا اريح لمين؟
, -لينا كلنا، لمامتك. لميريهان وليا ولولادى
, -بس مش اريح ليا يا نعمه
, هنا علت نبرة صوتها نسبيا وتحدثت بقوتها المعهودة
, -اوعى تكون فاكر انك او اى حد هيحل محل جلال، اه كان مش مسؤل رامى الحمل عليا. خاننى
, ضيع حقى وحق ولاده. بس لا انت يا نادر ولا اى حد هدخله حياتى تانى.
,
, انا هعيش ليهم هما وعشانهم وبس. وكفايه بقا علينا كلنا لحد كدا
, نظر لها بثبات وتحدث بجدية هو الآخر
, -نعمه انا عرضت عليكى الجواز مش لغرض الجواز، انا عاوز احميكى واحمى ولاد اخويا اللى شايلين اسم ابويا واخويا مهما حصل. عاوز افضل جنبكم ويكون دا حقى، يعنى ميجيش حد يقولى ملكش دخل بيهم
, ابقى قاعد معرفش حصل لكم ايه وبيحصل معاكم ايه.
,
, عرضته عليكى وهتفضلى اختى اللى بحبها وبعزها وبحترمها، هتفضلى مرات اخويا جلال ومش هلمسك عشان هتفضلى بتاعته، مش عاوزك فراغه عين. عاوز اكون وياكم وانا عندى حق
, مش قابل كلام امى ليكى ولا ميريهان مراتى
, اتسعت حدقه عينيها وقالت بسخرية
, -ميريهان مراتك! فكرت دا هيجرحها اد ايه؟ فكرت فعذابها، انا مستحيل اعذب حد حتى لو كان مش بيحبنى.
,
, ومستحيل ارجع واعيش مع مامتك تانى اللى كانت عارفه كل حاجه وبتقسي جلال عليا وعلى ولاده اللى حته منه وبعد كل حاجه ولاخر حاجه حصلت منها. مستحيل اوافق
, زفر بحرارة ونظر لمقلتيها ب امعان بالغ اثره فى نظرته لها
, -مش هعرف اسيبكم
, -انت عمهم وهتفضل عمهم وانا عمرى م هقطعهم منكم
, -طب وانتى؟!
, لحظة! هل تحرك فؤادها من مكانه حقا! هل هناك شخصا فى هذا الكون يرق قلبه لحالها تهمه ماهى، يهمه الواقع عليها سواء ضرر او خير؟
,
, تتعجبي يا بلقيس الآن، منذ هذا اليوم الذى تواجدى فيه بين هذه العائله حينما تزوجتِ جلال ونادر يهتم لاجلك فى كل كبيرة وصغيرة بحياتك. ولكنك الآن ترى هذا الاهتمام بوضوح الحائل الذى جعل رؤيتك ضبابا قد ازيل اخيرا. هى ترى بوضوح. بوضوح جدا الآن!
, -انا بعرف اكفى نفسي كويس يا نادر، متشغلش بالك بيا انما ولاد اخوك فمن حقك تدخل فكل اللى يخصهم وعمرى م هتكلم فالموضوع دا طول عمرى.
,
, نهض نادر من جلسته منزعجا، وهم بالانصراف وهو يقول
, -وانتى مع جلال، مكنتش بحس انك ف امان الا لما اتطمن عليكِانما دلوقت بعد الخطر مابقى اضعاف
, عليكِ انا مستحيل اسيبك لوحدكمشكلتك يانعمه انك متعرفيش ان همّك على رقبتى من همّ ولاد جلال والجزأ لا يتجزأ. وزى عمرى م هسيبهم يبقى عمرى م هسيبك
, وبرضو ليكِ وقت تفكرى فيه وانا مش هعمل اللى يرضيكى.
,
, قبل الطفلين ورحل بعدما ترك مبلغ صغيرا ب ايديهم لم تلتفت اليه بلقيس كانت متعجبه من هذه القوة التى يتحدث بها نادر امامها وكأنها هى و اولادها حق مفقود له ويجب ان يسترد كله.
, تمهل حتى تغرق كليا فى خضم الاحداث، ف عند الوهلة الاولى تراهما قريبين لايفصلهما سوى أميال. والحقيقه انهما فالبعد متقدمان ب الآلاف السنين العضال.
, ايه دا انت هنا؟ جاى ليه ياض.
,
, التفت آسر الى صوتها فهو الآن متواجد ب المحطةالفضائية التى تعمل بها وبديهيا يراها امامه الان بعدما سمع صوتها ونبرتها الساخره كالعادة.
, -جعفر، ازيك انا ياستى جاى فشغل
, -وبعدين ف اشغالك دى مش هنخلص من خلقتك دى بقا
, رمقها نظره هكذا دون ان يرد لها سبابها، ارادت هى ان يطول حديثهما ولايقف الى هنا ف اردفت
, -قولى اختك عامله ايه
, يقوم بفحص الكاميرا الخاصه بعمله بينما يهم بالرد عليها.
,
, -كويسة و**** متعرفيش يابت يا نينو انتى طلعتى جدعه ازاى. جعفر جعفر حقيقي يعنى
, و**** ب اللى عملتيه دا خرمتى خرم صغنن حقير كدا ليكِ جوايا بعد عمايلك السودة اللى فاتت كلها
, اذنيها لم تستقبل ولا حرف آخر منه بعدما سمعت كلمة نينو منه احقا يدللها! هل هى اول مرة ام انه دللها بداخله وداعبها ك قطه صغيرة متمردة تريد من يروضها ويقص لها مخالبها ويلزمها الصمت والامان فى احضانه هادئه.
, -مالك يابت ساكته ليه.
,
, انتبهت حنين، لا يا حنين لا يغرقك عشقه هكذا افيقى من فضلك، عدلت من وضع نظارتها على انفها وتحدثت بجديه ساخره كالعادة
, -مالى يا سى نظمى، مستنيه حضرتك تكمل تسليك البلاعات اللى طلقته عليا دا
, -جاتك القرف، طب وسعى
, تركته وانصرفت الى حيث ما كانت ماضيه، ف اوقفها بقوله
, -بت ياحنين هو انتى عملتى كدا معايا ليه، موقف بصراحه ميطلعش من راجل ابن راجل.
,
, توقفت وابتسمت وهى تدير له ظهرها ثم التفتت اليه وهى تلوى شفتيها وتلوح امامه بقلمها
, -يابنى هى نغمه، فعل خير ثم تعالا هنا انت مش فمرة اتضربت واتعلم عليك عشانى ومرة داستك البت ليلى بعربيتها ومرة دخلت القسم بسبب بلقيس، اشطا تسديد حق انت اتبهدلت معانا شهادة لله
, اقترب منها وهو يتحدث بينما تتسلل رائحه عطره لانفها فتجعلها تبتسم دون ان تدرى.
,
, -**** يرزقك بنعمه التفكير قبل الكلام، فيه حد يقول كدا لحد انتو اخواتى ودى مواقف لازم اتحرك فيها انتى عبيطه
, -خلاص يا شاروخان حلوين الحبه دول يلا على شغلك عشان مش ناقصه صداع.
,
, -تعرفى يابت ياجعفر انتى، على اد اللسان المترين وهيئة مخبرين القسم دى والتجعير اللى ميدلش على انه صوت انثى خالص. الا انك حقيقى مفيش زيك ومش هشوف زيك فجدعنتك ووقفتك مش بس عشان موقفك معايا انا بتكلم فالعموم. انتِ معدنك حلو ولسه الحلو اللى فيكِ كله مطلعش بس مسيرة فيوم يطلع
, مش كدا؟
,
, نظرت له تحاول التماسك، قد سمعت من قبل كلمات الحب والغزل على لسان ابراهيم ولكن صخر قلبها لم يشعر الا بتلك الكلمات اللطيفه التى قيلت مجاملة من هذا الأسر! كل كلمه. بلى! كل حرف اخذ موقعه بقلبها واستقر. تغلبت على نفسها وقلبها وتماثلت القوة واصطنعت له ابتسامه ساخرة وتركته مترجله الى مكتبها وقبل ان تدلف إليه توقفت على بابه واردفت متحدثه إليه.
,
, -طفحت ياض! انا هبعت على اوردر اكل هجبلك كله و غور على شغلك مش ناقصاك
, دلفت بالداخل دون ان يرد، ف ابتسم ملعونه حقا ولكنها لعنه مذاقها لذيذ. لذيذ للغاية!
, حالياً
, -حبيتها اد ايه؟
, تنهد يزن اثر سماعه هذا السؤال من ليلى، هو يعلم ان من يوم علم ليلى بقصته ب اكملها وانه اول سؤال سيخطر ببالها. كان مستعد لحب استطلاعها واستقبله بصبره المعهود عليها
, -تقدرى تقولى محبتهاش. انا بس كنت هى وهى كانت انا.
,
, ابتلعت ليلى ريقها بصعوبه بينما تتابع حديثه بشغف حتى تعلم تماما مايكن داخله لهذه الحبيبة السابقه وهل هى تفوقها ام لا
, -انا وهى ف ظروف غريبة اتربينا سوا، كنا اخوات واصحاب وعشاق وحبايب واب وبنته وام وابنها كنا كل شئ كنا محور مش عدم. كنا جسدين ماشيين بروح واحده لحد آخر وقت هى قررت نبقى روحين خلاص
, -ولما سابتك حصل ايه؟
,
, -مسمحتش لوجعى منها يكسرنى، بقيت انا واكتر من الاول ويمكن هى متخيلتش اصلا اللى انا فيه دلوقت
, ابتسمت ليلى، يتكلم بقوة عن ماسبق كانه بالفعل محاه بحبه لها، كأنها بالفعل مجرد ذكرى يرويها كقصه عابره لأحد اصدقاءه وليست له هو. نظرت له نظره متعمقه داخل واحتيه اللتان يشتعلا نارا تحرق كل من اراد الاقتراب منهما. اردفت ب انوثتها الطاغيه وفيروزيتاها تتلألأن امام ناظريه.
,
, -انت عمرك م تبقى مكسور، وعمرك م تكون عبئ وعار لحد. اللى بيبعد عنك يايزن خسارته كبيرة واللى تلاقى قلب زى قلبك وتبيعه تبقى حاجده عشان مقدرتش النعمه
, ابتسم يزن لاطراء ليلى عليه، تلك ثمرة الفراوله لديه الخجول حقا تنطلق منها هذة الكلمات. العشق اعطاها القوة العشق اكسبها صلابه عن ماقبل، فهى قوية به لا بغيره.
, -انتى بجد متأكدة من قرارك ياليلى. انا مهدد ب.
,
, وضعت يدها على شفتيه لتبقيه صامتا واومات ب رأسها ايجابا، وتحدثت بعفوية طفلة الخمس اعوام بعدما رفرفت ب اهدابها عدة
, -انت طبيبيعالجت قلبي وعالجتنى من مرض كان بياكل روحى، حتى لو وصلت ايه هفضل جنبك هفضل فخورة بانك عملت معجزة فيا وكان **** مخليك سبب انى الاقى شفايا على ايدك قلبي وروحى وكل مافيا رجعت احسن من الاول.
,
, انا اللى بطلبك للجواز يايزن، هننزل مصر وهنتجوز ونعمل عيله جميله بحلم بيها، انا اخيرا لاقيت الامان فقربك ومستحيل اسيبك مهما حصل.
, -مش هتتعبي فقرارك دا
, اومأت نفيا ف ابتسم واستطرد سؤالا آخر
, -هتفضلى لسن الخمسين والستين جمبي
, -ولل مية يايزن، يمد فعمرى واكونلك يارب.
,
, اقترب منها ف احست بدفئ انفاسه يقترب منها كمعتاده، دفئا يبدل برودة م يحيط بهم. امسك بيدها وقبلها واردف مصوب عيناه على مقلتيها او قلبها الاثنين سواسية.
,
, -طول م انتِ جنبي يا فراولاية هكون احسن حد فالدنيا مش عشان انتِ السند والحافز وبس انتانتِ وجودك فحد ذاته بيقوينى. يحرم عليا حُضن اى حد فالدنيا الا حضن ليلى وربنا مايكتب عليا اكون اب الا لولادك، يحرم حضنك ياليلى على اى حد من ولاد آدم الا انا لانه ملكى ومحدش هيجرب دفاه غيرى ومتفكريش الا انك تستنى اليوم دا معايا وبس
, فرغ فاه ليلى واردفت بتعجب له
, -بتقول تكون اب لولادى ازاى وانا.
,
, -نكفل يتيم ناخد ثوابه، يعوضك امومتك وابقا انا ابوه
, -هتتحمل ميجيش ولاد من صلبك بسببي!
, -انتى بنتىوانتى صلبي
, -ومتحمل تعبي كل شوية لو هاجمنى المرض على فجأة
, -وهكونلك ايه غير دوا يا دوا روحى
, عناقهما المفاجئ كان صدفه قام بها كل واحد منهم للاخر فى نفس الثانية لهفه شوق. ولع. غرام!
, اى ان كان مسمى م بداخلهم، واخيرا وجدوا انفسهم سويا ببعضهما البعض.
, سابقا.
,
, مخلوقهم الهش يقتات على الاحساس والعاطفه، يجلس وحيدا فى غربته واذ هم يفكرون بحاله يفكرون بعهد قد امضوه قديما.
, بمنزل ليلى حيث تقطن بلقيس مع اولادها فيها فى فترة بحثها عن منزل لها وحدها مناسب، كانت حنين تقوم بزيارتها علما منها بما حدث لها. تطمئن لحالها وتعرف اخبارها ويتحدثون الى ليلى عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
, -ايه! نادر مين العيل دا اللى يتجوزك
, -حنين بلاش رد فعلك المبالغ فيه دا واسمعى بهدوء.
,
, -هدوء هجيبه منين وانتو عالم مستفزة فقلب بعض كدا، دا بيستعبط مش كفايه اللى اخوه عمله وكمان هو
, -انا عامة قفلت الدنيا عليه، مش هدخل راجل فحياتى تانى وهعيش لولادى
, -قال يعنى الاولانى كان راجل
, -ماعلينا. عامة كنت عارفه ان نادر مش قصده جواز بمعنى جواز ع اد ماهو
, ضيقت حنين لها عيناها واردفت تتحدث ب شك
, -هو انتى بتفكرى ولا ايه
, اندفعت بلقيس بالرد وقالت.
,
, -لا طبعا، انا بس بحكيلك عن اللى حصل وقولتلك من البداية الموضوع منتهى بالنسبة لى
, صمتا الاثنين ليتذكرا ليلى ثانية، فتتحدث بلقيس
, -يارب تكون كويسة ليلى هناك ومحدش يضايقها ولا ياذيها
, ردت عليها حنين شاردة تتذكر حال ليلى قبل سفرها
, -لو تشوفيها قبل م تمشى بعد عملة الزفت مؤيد، انا بقيت اخاف عليها اكتر من الاول. حاسه ان خالى مراد تعبنا بالعهد اللى اخده معانا دا.
,
, نظرت ليلى لصورة فوتوغرافيه معلقه بمنزل ليلى لوالدها مراد، واردفت
, -كان عارف ان خالتى ممكن تسيبها بعد م يموت، امنى انا وانتِ عليها رغم اننا كنا *****. كان عارف انها اضعف من بيت العنكبوت، يارب نكون انا وانتِ اد العهد للاخر لحد م نشوفها كويسة ومرتاحه وسعيده مع اللى يستاهلها
, التوت شفتى حنين لتنبش عن القلم ب رأسها وتضعه ب جيب بنطالها وتقول متهكمه.
,
, -ياستى يارب يشفيها ده املنا الاول والاخير ولو ان لو عليا نفسى اكون معاها هناك بس م باليد حيلة، **** هيشفيها باذن **** ويرجعها لينا بالف سلامه
, تنهدت بلقيس بقولها ناظرة الى السماء
, -يارب
, الاستاذه سنية البدراوى محامى بمحكمه الاسرة
, فى مكتب ل سيدة تعمل بمجال المحاماه لها وزنها، كانت ميريهان وصديقاتها جالسات امامها تعرض ميريهان مشكلتها عليها اثناء علو شهقاتها وكفكفه دمعاتها.
,
, -حضرتك انتِ مش فاهمه ده اذانى اوى ودمرنى جدا، ده نسى كل الحب وكل اللى بيننا ونسى بعمل عشانه ايه ورايح يتجوز ارمله اخوه، انا عاوزة اخلعه وبتعويض جامد منه عشان ضررى النفسى دا
, عدلت المحاميه وضع نظارتها على انفها وشبكت اصابعها امامها وقالت
, -لو هنخلعه يبقى مفيش تعويض، بالعكس انتِ بتتنازلى عن كل حقوقك
, نظرت ميريهان لصديقاتها بعدما عضت على شفتيها لم يكن بحسبانها المجنون م سمعت. ف تدخلت احدى صديقاتها.
,
, -طيب احنا عاوزين نخرب ييته ده بهدل كرامتها وعاوز يتجوز القرشانه دى عليها
, -يبقى نرفع قضايا. قضية نفقه وحق متعه وقايمه نبهدله ونسويه عالجنبين شويه وبعدها نرفع طلاق يكون استوى خالص ويطلق ع طول
, -هو دا الكلام!
, تفوهت بها احداهن فنظرت لهن المحاميه شذرا فصمتت.
, -متشكرة حضرتك، قومى بكل الاجراءات وانا معاكى
, ترجلوا جميعهم خارجا وامسكت ميريهان هاتفها وفتحت البث المباشر على الانترنت واردفت.
,
, -انا ياجماعه عاوزاكم تقفوا جنبي، انا فحالة نفسيه وحشه جدا بسبب جوزى وحبيب عمرى انا لسه كنت عند المحاميه وعملت كل الإجراءات انا لازم اخد حقى منه بعد ظلمه ليا وانا متاكدة انه كان بيخوننى معاها القرشانه الارمله الطروب خطافه الرجاله. هطلع لكم لايف تانى قريب جدا استنوا اخبارى ومن هنا لحد اللايف الجديد هسيبكم مع فيديو صوت وصورة ليا انا ونادر ف اكتر وقت كنت بعمل كل اللى عليا عشان ارضيه وفالاخر جه عليا وعلى حبنا. انا صورته من غير مايعرف وكأنى كنت حاسه انى فيوم هدوق كاس العذاب منه بالشكل دا. وعاوزة اقولكم متتخدعوش فاللى بتشوفوه قصاد عيونكم ستورى ولايف وصور الحقيقه ابشع بكتير زى احمد سعد ماعمل مع سمية الخشاب بعد م امنته على حياتها وعمرها كان دا جزاءها، وكان دا جزائى اسيبكم مع الفيديو.
,
, قامت برفع مقطع مصور لها محادثه فى منزلها السابق مع نادر زوجها اكدوا عليا الميعاد على فكرة كلمونى واتصلوا بيا
, -ليه كل ده يا ميريهان؟
, -عشان مش قادرة اسعدك., خارج القائمة
 
الفصل السابع والعشرون


بعد مضى فترة من الوقت
, كانت حنين فى طريقها للانصراف من عملها بالمحطه الفضائية، واذ ب آسر يقف ب دراجته البخارية ينتظرها. لا شك الان باتساع ابتسامتها عندما رأته ولكنها سرعان ماحاولت اخفاءها وبدعابتها الساخرة كالعاده اقبلت نحوه
, -آسر قلوب العذارى، ماذا اتى بك الى هنا يافتى؟
, طرق كفا بكف واردف لها ممتعضا
, -متضايقه عشان شوفتينى يابت؟
, -لا بس شوفاتك كترت وانا الدكاتره منبهانى البيض وحش على صحتى.
,
, تصنع ضحكه ساذجه ردا عليها، ومن ثم اخرج من حقيبته حقيبه بلاستيكيه وناولها اياها
, اومات ب رأسها هى مستفهمه ف اردف هو
, -ده مبلغ انا كنت اساسا مجمعه بس انتى اما دفعتى العملية كلها قولت خلاص خديه واهو حاجه ورا حاجه يخلص
, -رجع ياض الفلوس دى، متبقاش حمار عامل زى اللى فكل توب عنده رقعه هتقعد تستلف من الكل عشان تسدد واحد، رجع المبلغ دا لاصحابه وانا ياسيدى نسيتهم اصلا
, وبراحتك فيهم اساسا مش بعمل بيهم حاجه.
,
, زمت آسر شفتيه واردف وهو يمد يده لها بالمال
, -اخلصى متقعديش ترغى انا هعرف اصرف امورى
, دفعته بكتفه بخفه واذ بها تركب دراجته البخارية
, -فكك يالا من اللى بيشكك و**** م هاخد حاجه، تعالا بقا وصلنى للبيت. ولا اقولك اركبه انا واوصل للبيت وانت تعالا ورايا بتاكس
, قالت الاخيرة وهى تبرز صفين اسنانها له كضحكه بلهاء ساخره، ف افسحها للوراء بعنف وجلس امامها وادار محرك الدراجه وهو يقول.
,
, -ماشى ياختى هنيلك هوصلك، متمسكيش فالقميص بس
, -دا من الوكاله ياض اللى خايف عليه دا
, التفت لها يتحدث ب جديه
, -طب و**** براند، ليلى جابتهولى من برة
, اختفت بسمتها نسبيا فور سماعها اسم ليلى ولكنها عادت للموضوع الاصلى
, -طب يلا وصلنى عشان اتأخرت انهارده وابويا زمانه واقفلى عالباب بالعصايه، عاوزة باقصى سرعه يامعلم
, وطيربينا ياعم.
,
, انطلق آسر بسرعه كادت تطير حنين من فوق الدراجه، كانت تتصنع بذراعيها جناحين تمرح كالاطفال وتصدر الصفير وأسر يتضاحك وهو يقود على ماتفعله تلك البلهاء.
, على طريقهم بقيا الا ان فوجئ آسر بسيارة تقود بطريق عاكسى خاطئ حاول ان يفاديها ولكن للاسف انقلبت الدراجه بهم!
, ادركتهم مجموعه من الاشخاص، حاولوا ان يساعدوهم على النهوض ولكن حنين اغشى عليها حقا فقد ضربت رأسها باسفلت الطريق.
,
, بينما كان آسر بكامل وعيه ولكن هناك بعض الخدوش بذراعه اثر السقوط، حملها على دراجته وحاول ان يوقظها ولكن لا فائدة انخلع قلبه عليها قلقا.
, اسند دراجته والى اقرب مشفى دلف بها، وانتظر بالخارج بعد الفحص. خرجت مساعدة الطبيب اليه فسألها على تعجل من امره
, -هى كويسة!
, -الحمد****، الخبطه دى غلط عالمخ والجمجمه والدكتور عمل اشعه لقى ان كل شئ تمام متضايقش
, تنفس الصعداء ب ارتياح آسر حامدا لله ف استطردت المساعدة.
,
, -هى خطيبتك مش كدا! احمد **** عارف الخبطه دى تأذيها وبصراحه انا قولت للدكتور نتطمن لايكون اتاثرت بالوقعه لاقدر **** لاقيناها سليمه الحمد**** ومفيش نزيف ولا حاجه بنت بنوت زى ماهى
, تحدث آسر خلف ماقالته المساعدة بخفوت.
, -بنت بنوت!
, -ان شاء **** هتفوق شويه كدا هى بس الخبطه عملت لها كدمه دماغها جامده والدكتور ربطها.
, تركته ورحلت وهو يحدث نفسه، كيف لها ان تبقى عذراء وقد سبق لها الزواج! ابتسم يالقدرتك يا حنين.
,
, صنعت ماتريده للنهاية حتى لو كان من بداية امرها الامر إجبار. هل استطاعت ان تخرج من زيجتها سليمه كما دخلتها!
, نفض عن عقله مايدور واراد ان يدخل حتى يطمئن لحالها. دلف وهى مازالت فاقده وعيها وهناك رباط من الشاش دائرى حول رأسها، جلس بجانبها وتحدث كأنها تسمعه
, -قومى بقا يا زفته خضتينى عليكِ، قومى حتستهبلى وتعملى بتحسي وانتِ جبلة اصلا
, هتقومى ولا اغنيلك. لو معايا الجيتار كنت لحنتهالك كمان.
,
, طب هغنيلك عشان تقومى بالعافيه. يانااسى وعدك، وعدك لياا بعدك و**** صعب علياا
, حاولت ان تفتح جفنيها ببطء ومن ثم نظرت نحوه وابتسمت ابتسامه جانبيه وبوهن ضربته فى يده وقالت
, -كنت هتموت اسطورة الاعلاميين يا بغل
, -ياختى انتيلى دول كانوا هيدعولى، مش انتى اللى شبطتى اركب معاك يا آسر اركب معاك كأنها زحاليق الخليفه
, ابتسمت من قلبها حقا ف عاود هو الغناء وهو يتراقص بحاجبيه لها يكيدها.
,
, -ياناسى وعدك، وعدك لياا بعدك و**** صعب علياا
, -شقه الاستاذ نادر زكى.؟
, تعجب نادر من ذلك المحضر الذى يقف امام بابه بينما هرولت امه مسرعه تقف خلفه
, -خير حضرتك
, -قضية مرفوعه عليك. امضى بالاستلام
, -يانهار اسود اكيد اللى تتشك بلقيس عشان حقها وفلوسها بتوع البيت.
,
, استلم نادر الورقه واخذ يقرأها حتى اتسعت حدقتيه حينما قرأ اسم ميريهان هى المتدعيه لقضيه قائمه الاثاث والمصوغات الذهبية، قال نادر ب صدمه بالغه يكاد صوته ان يكون مسموعا
, -دى ميريهان رافعه قضيه عليا بالقايمه والشبكه
, دبت ام جلال على صدرها اثر صدمتها وقالت بصوت يشبه الصراخ عاليا
, -ميريهان! اخص عليها كدا برضو وانا اللى بزن عليك تروح تجيبها منها لله، بوز الاخص اللى من يوم مادخلت البيت واتخرب.
,
, دلف نادر الى غرفته يبدل ثيابه ووالدته تتبعه مسرعه
, -هتروح فين
, -هروح اشوف ايه دا ان شاء **** مع المدام، مشيت وسابت البيت عشان الحوار اللى اتفتح لكن توصل لقضايا
, سرعان ما ارتدى ثيابه وترجل نحو اقرب مواصله لمنزل والد ميريهان.
, انا مش هبطل افضحه وافضح كل عمايله هو واهله معايا، كنت بحبه وعملت كل اللى يرضيه وفالاخر رد المعروف ومكملتش سنه جواز يخوننى مع مرات اخوه، انا مش هسيبهم ويا انا يا انت يانادر انت وبلقيس.
,
, خرجت شهقه دون ان تدرى من بلقيس بعدما رأت ذلك التسجيل على مواقع التواصل الاجتماعى كلها يتداول واصبح خبر حصرى متداول بكثرة وعلى كل الصفحات-تريند- كيف لها تلك الغافله التى ولدت من دون عقل ان تشهر بهم هكذا، بزوجها وبها هى التى حتى الآن تدافع عن حق ميريهان ب نادر هل يكون هذا هو الجزاء!
,
, هل ستسطيع اسكات السنه الناس فيما بعد فضيحتها هذه، هل من الاصل نادر يعلم ماحدث ولا لم يكن على علم بما انه غير متواصل بالانترنت وتحديثاته كثيرا!
,
, خرجت منفعله من مكتبها بالجريدة تحمل حقيبتها، فكرت ف انها تذهب اليها تقوم يتهديدها ان تكف عن تسجيل مثل هذه التسجيلات والا ستقوم برفع قضيه سب وتشهير عليها، ذهبت فى طريقها تحضر أطفالها من الروضه ومن ثم تفكر ماذا ستفعل مع تلك الغبية الحمقاء، احضرت طفليها ووقفت تنتظر سيارة اجرة.
,
, وعلى فجأة، فوجئت ب اثنين يستقلا دراجه بخارية قام واحد منهم بسرقه حقيبتها من ذراعها وهو يجذبها بقوة صرخت ف انتبه بعض المارين حتى يلحق به احدهم وهى تحتضن طفليها خوفا ورعبا. حقيبتها بها كل شئ يخصها وعلاوة على ذلك أخر ماتبقى لديها من مال ولاتعلم ماذا ستفعل الايام القادمه. بكاءها واحتضانها لاطفالها اشار لها بأنها فعلا وحيدة وبحاجه لسند. تستند اليه ويستند اليه اطفالها، يحمل من على اكتافها من احمالها شيئا. ويشعرها بالامان والثقه كما اعتادت افتقادهم.
,
, انتبهت على صوت شاب يافع يمد لها حقيبتها بعدما قطعت انفاسه يلهث خلف هؤلاء اللصوص، فتركوها على قارعه الطريق وانصرفوا. تناولتها وشكرتهم واستقلت سيارة اقبلت نحوها وكانت وجهتها منزلها مؤقتا. منزل ليلى حتى تستعيد قواها وفكرها، من الواضح ان حدث جديد غير بعض من مبادئها التى تعتمد وتستند اليها طول الوقت وان أوان سماع صوت العقل.
,
, ممسكة بهاتفها الذى اذا دققت به النظر، لاعتقدت انه جزء من جسدها. تتحدث بحرارة مع صديق قديم وزميل جامعتها، تشكو مأساتها وتسمع منه مأساته هو الآخر.
, -انت مش متخيل الموضوع دا جارحنى ازاى
, -الحمد**** انى كنت جنبك يا ميرا لما حصل كل دا، انا مبسوط ان احنا رجعنا اصحاب تانى. عشان انتى من وقت ماصاحبتى نادر واحنا فالجامعه نسيتى الكل
, تنهدت ميريهان بحرارة واردفت له وهى تمدد جذعها على فراشها وتتقلب يمينا ويسارا.
,
, -عارف يا خالد. انا كنت غبيه لما فضلت عليكم كلكم نادر. فعلا انت كنت بتحبنى بجد
, حتى بعد جوازى بيه وطريقته الجد اللى خنقتنى فيه دى. كنت انت بتهون عليا كتير لما كنا نتكلم فون
, ونتواصل شات
, على الجهة الاخرى ابتسم صديقها وأردف لها
, -بس اخر لايف طلعتيه يابنت اللذينا جامد، شوفتى كميه اللايكس والردود
, -ايه رأيك بذمتك
, -حلاوتك يا ميرو ياللى مولعاها بقيتى اشهر من ريهام سعيد يابت.
,
, ضحكت ميريهان، بينما كان نادر يقف على عتبه باب منزلها الخارجيه فدعاه والده للدخول ولكنه اراد ان يرى زوجته اولا، ف اشار احد اشقاءها انها بالداخل، استأذن نادر وفتح الباب اثر هى تتحدث مع صديقها هذا وتقول
, -ولسه هفضحه وابهدله، خسارة فيه كل الحب اللى حبتهوله خليه يشبع ب ارملة اخوه الطروب، انا بدأت فرفع القضايا وهسففه التراب عشان يعرف هو غلط ازاى لما يفضل على ميريهان كوين واحده قرشانه زى بيلا.
,
, -ايووه وتطلقى منه وترجعيلى بقا
, ابتسمت وداعبت شعرها وكل مايحدث ونادر على وقفته يراقبها فى صمت، اذ هى اردفت تتحدث بالهاتف لاتراه
, -استنى ياخالد بس نشوف الدنيا هتوصل ل أيه وبعدين نبقى نظبطها م احنا سوا اهو.
,
, دلف نادر مسرع فشهقت هى تخبئ فمها بكلتا يداها، ترتجف خوفا وفزعا من اين اتى ومنذ متى يقف ويستمع اليها، جذبها من شعرها ليصفعها عدة صفعات ويلقى برأسها تصدم بالفراش تعالت صوت شهقاتها ومن ثم بكاءها ليتحدث نادر والغضب قد عمى عيناه كليا
, -انا مش هطلقك وبس، انا هجرسك فالمحاكم ياحيوانه ياللى اكلتى وشربتى فبيتى ونمتى فحضنى وانتى بتخونينىماشى يا ميريهان هنشوف مين اللى هيضحك فالاخر.
,
, سمعوا اهلها صوته يرن ك أجراس الخطر وهى تبكى فزعه منه، ترجل الى الخارج مسرعا دون ان يلقِ تحية السلام، نظر لها والدها ب احتقار شديد وانصرف دون ان يتفوه احد منهم لها بكلمه.
, حاليا.
,
, يلومونه على شكوكه ووساوسه ولايدرون انه درعه الاخير كى لايلدغ مرة اخرى، يزن، شخص خائف طيلة الوقت ان يذق مرارة التخلى والفقد. شخص اعتاد على هذه الرشفه ولايريد ان يتجرع منها المزيد. جرحه لم يندمل بعد. ولكن يتظاهر ب اندماله معظم الوقت امامها جوليت خاصته وحبيبته وشهرزاده وليلاه!
, جالس ليتذكر ذكرى تؤلم قلبه. تؤلم روحه، تمر مرور المرار ب حلقه. هو لايحن بل يثأر لجرح أن الاوان ان يشفى منه تماما.
,
, عوده لاحداث ماضية
, -ايه رأيك فالمفجاة دى؟
, تنظر ريفا ب اعين متسعه من هول المفاجأة، كان يزن قد استأجر السيارة التى طالما حلمت ان تستقلها بيوم عيد مولدها، دلفت داخلها تتهلل اساريرها فرحا ودلف هو الآخر من الناحية الاخرى
, -مش غاليه عليك دى يا حبيبي؟
, -الغالى يرخص ليكِ، اهم حاجه عندى هو انتى وبس تفرحى وتنبسطى انهارده
, تتلفت حولها فى كل ارجاء السيارة، ينبعث من عينيها نظرات الاثارة بالمغامرة التى ستعيشها الآن.
,
, -جاهزة يا حجه
, -جاهزة يابنى يالا بينا
, انطلق بها مسرعا ومن ثم فتحت هى نافذه سقف السيارة ووقفت بها وهو ينظر ناحيتها تارة وناحية الطريق تارة، تتطاير شعيراتها طويلة الخصلات حول وجهها وخلفها. تغنى وتنطرب مع الاغانى التى اشغلها يزن بقائمه الأغانى بالسيارةريفا كانت تحلم ان تستقل مثل هذه السيارة فى يوم مولدها وتلبيه للحلم ك جان احلامها وفانوسها السحرى أجر من راتبه السيارة ليوم واحد فقط لاسعادها.
,
, سرقهم الوقت يتمايلون ويتضاحكون وينطربون، ولكن ساعة القدر قد يعمى البصر! مطب لم يحسب له حساب يزن ولايعلم بوجوده تعثرت به عجلات السيارة وانقلبت عدة مرات وسط صرخات ريفا وخوف يزن عليها حتى تكسير زجاج النوافذ والزجاج الامامى ولم يكن بحسبانهم ابدا. ماوقع ل يزن هذا اليوم وما جناه منه حتى الآن.
, -معقول وسط كل اللى انت فيه، برضو بتطمن علينا؟
,
, قالتها بلقيس فور تلقيها اتصال من نادر، ف اردف هو بكل اريحيه وكأن لم يعوقه عائق او تقلقه وخزة ابره صغيرة فى اصبعه
, -هتطمن على مين غيركم، قولتلك عمرى م هسيبكم ولو كنت فبلاد ما وراء البحار
, صمتت بلقيس احس هو بانها شردت مع كلماته ف استطرد
, -مالك؟
, -مفيش، هتعمل ايه مع ميريهان.
,
, -هى الى بدأت والبادى اظلم حقى وحقك فالتشهير والعبط اللى عملاه كوم، وحقى فالقضايا اللى رفعاها دى عشان تمرمطنى كوم. وحقى عندها فخيانتى وهى مشافتش وحش كوم تانى خالص
, تذكرت بلقيس ماحدث لها اليوم وكل يوم وهى وحيده بطفليها ولم تستطيع النهوض اكثر من ذلك، تذكرت عبئ قلبها المتعب هكذا. تحملت لامبالاه وعدم مسؤلية، تحملت منزل بمايحويه وحدها دون شكوى.
,
, تحملت حماه متسلطه وزوج كل مايهمه منها ملاذه فقط، تحملت صبر على ابتلاء طفلين يحملون بدمائهم مرض نادر كل يوم يصيبها الخوف عليهم وعلى مستقبلهم ك ***** ومستقبلهم مع المرض. واخيرا خيانه زوجها وخداعه لها يا ****! هل خُلقتى من حجر يابلقيس!
, حان الوقت ان يأتى من يشاركها، من يتحمل معها دون الطمع بها. هو انسب شخص حقا انه هو
, . واخيرا فكرى فى بلقيس ولو لمرة. مرة واحدة فقط
, -انتى مش معايا خالص، الووو.
,
, -نادر انا موافقه
, هنا اعتدل نادر بعدما كان مستلقى بجذعه على الفراش، واستفهم ب حذر
, -موافقه على ايه يانعمه
, -نتجوز
, عم الصمت فالمحادثه لثوان، قطعت بلقيس الصمت متعمده لتنهى كل هذه المهازل وكل هذه الحيرة
, -شوف الوقت المناسب لكتب الكتاب. وانا معاك
, تصبح ع خير
, اغلقت الهاتف دون ان تتلقى رد منه. نظر الى الهاتف وابتسم رغما عنه، نعمه ردت بالقبول على طلبه.
,
, هل كان حلما ام حقيقة استجابتها، ام من الاصل كان حلما ان تكون ملكه فى يوم من الايام., خارج القائمة
 
الفصل الثامن والعشرون

هناك مقوله تقول قد تمسكت بحبالنا حتى ادميت يدى، ولكن معذرة لقد التف الحبل على معصمى ادماه ب ارادتى وبغباء فكرى وب عشقى الغافل للشهرة وجنونها.
, بعد مضى الايام، تلقت ميريهان العديد من الشكاوى والقضايا المرفوعه ضدها من زوجها نادر. وايضا من المدعوة بلقيس!
,
, ميريهان بسبب وصولها لمرحله ان تكون مخبولة مواقع تواصل اجتماعى وتصبح احد مشاهيره صورت محادثات فغاية السرية لها مع زوجها فى منزلهم دون ان يعلم. وتحدثت بمقاطع كثيرة وشهرت به وب بلقيس وهذا ما ادى لرفع قضيه سب وتشهير وتشويه سمعتهم وانها غير امينه على حياتهم الزوجيه ويجب التعويض المادى والمعنوى لما وقع عليهم من اضرار مقابل هذا التشهير، ولسوء حظها وحسن حظه هو. عثر نادر على طريق زميل دراستهم والذى يدعى خالد، ذاك الفتى التى تقيم معه ميريهان علاقه صداقه وحب خفيه وهى متزوجه من نادر. دهاء منه ان يقوم بتهديده ان يذكر اسم خالد فالقضيه ويكون له طرف فخاف الاخير واعطاه تسجيلات لها وفق محادثاتهم الهاتفيه الكثيرة دون علم من ميريهان والكثير من الصور التى التقطاها سويا فكل مرة تنزها سويا دون علم نادر وهى زوجته متدعيه انها تفتقد اهتمام زوجها وانه مجرد صديق ليس إلا.
,
, ومنذ هذا اليوم، وقع عقاب رادع من والد ميريهان عليها بحبسها فى غرفتها حتى يعثرون على مخرج يخرجهم من هذه الورطه والفضائح الملقاه على عاتقهم بسبب تلك الابنه الحمقاء الغير عاقله، هدمت حياتها بغمضه عين ولازالت تجنى ثمار نقصان عقلها وسوء تصرفها وسنحت لغيرها بفرصه امتلاك حبيب عمرها.
,
, اما عن بلقيس، بعدما أخبرت نادر بموافقتها على الزواج كان هناك شروط. اولهم ان لاتعيش مع والدته فكر نادر فالحل ولكن سهلت لهم والدة نادر الامور عندما علمت ب أمر اتمام زواج نادر من بلقيس فقد اشتعلت بصدرها نار متأججه وبعد تفكير طويل حسمت امرها ب قرار مكوثها مع شقيقتها الارملة بعدما سافر أبناءها للخارج ان تقيم عندها فتره حتى تهدأ الامور وترجع المياه لمجراها الصحيح.
,
, الامور تأخذ منحنى لصالح نادر بعد رفع القضايا وموافقة بلقيس اخيرا ورحيل والدته من المنزل، لكن خبر زواج بلقيس من نادر لم يكن من السهل ابدا ابتلاعه من قبل حنين وهذا ماجعل بلقيس تجلس الآن امامها على صفيح ساخن!
, -نادرنادر العيل هتتجوزيه، رافعين قضايا كلكم على بعض وفالاخر هتتجوزيه
, اندفعت بلقيس بها لاتريدها ان تتفوه بكلمه اخرى بعد ذلك.
,
, -حنين اسكتى بقا، بطلى طريقة جلدك فينا تانى ومعالجتك للامور. حاولى تفهمى وتسمعى غيرك مرة
, ابتسمت حنين بسخريه من جانب ثغرها واردفت
, -هو انتو كبرتو وخرفتوا ولا ايه؟ خلاص يابلقيس مش قادره تعيشى من غير راجل
, وكمان مين اخو المحروق اللى سففك التراب وبهدلك حى وميت، مش كفايه يابلقيس من بيت الغوله فوله!
, هبت بلقيس من جلستها وقالت بصياح.
,
, -حنين مسمحش ليكى، انا وافقت على نار عشان مبررات كتير مش مطلوب منى دلوقت ابررهالك لانى مش مضطرة، انا لوحدى ب ولادى وعارفه اصرف امورى كويس واعتقد انى عاقله بمافيه الكفايه ومش محتاجه عقل على عقلى
, -انتى مفيش فيكى عقل اصلا! انتى مغيبه بتتصرفى ب انتقام
, -انتقام من مين.
,
, -من ميريهان اللى بهدلت كرامتك سوشيال ميديا حته الطفله اللى مطلعتش من البيضه دى، ومن جلال اللى بهدلك عايش وميت وهدر حقك وخانك، بتنتقمى من اهمالك ك ست يابلقيس ويكون عيل زى نادر اصغر منك بكتير مريل عليكى وهيموت يبقى ليه لا
, عبس وجه بلقيس وعقدت حاجبيها غضبا مما تفوهت حنين واسرعت بتنفيث غضبها الداخلى فى وجهها.
,
, -انتِ انسانه مريضه عشان تتهمى كل واحده فينا شويه ب اننا محتاجين رجاله فحياتنا وبنجرى ورا شهوتنا اذا كنت انا او ليلى، لكن الحقيقه العيب فيكِ ياحنين. انتِ شخص مش بيحس بحد يا حنين، شخص جاحد بمشاعر الآخرين وظروفهم. شخص بيشوف كل الامور بعيونه هو ومش مهم غيره حاسس ايه.
,
, وخلاص الموضوع لان انا مش مضطرة خالص لكل الجدال دا، انا عارفه نفسي بعمل ايه ومحدش مننا وصى ع حد. انا خدت قرارى وهتجوز نادر ولو عاوزة بعد قرارى دا تقاطعينى شئ يرجعلك
, هنا وقفت بدورها حنين منزعجه تعدل من هندامها ونظارتها الطبيه واردفت بحنق ظهر اثره على نبرة صوتها
, -اه يابلقيس من اللحظة دى محدش فينا له علاقه بالتانى، طالما انتِ حرة وانا شخص جاحد ومش بيحس
, اعملى اللى يريحك.
,
, تركتها وانصرفت بعدما قرعت الباب خلفها ب عنف اهتز له جسد بلقيس كليا، ومن ثم رفعت رأسها عاليا باقيه على قرارها لايهزها رياح او عاصفه حنين حتى!
, -نعمة. مفيش اى جديد هيطرأ علينا غير بس دلوقتِ انا ليا الحق فكل تصرف فحياتكم انتِ وولاد جلال.
,
, هتفضلى اختى نعمة وهفضل اخوك نادر. جوازنا هيفضل ورق وكلامنا مش هيتغير، هنحافظ على الولاد سوا ومصلحتهم ونلتفت لهم، هكونلك انتِ وهما سند وساعد وعمرى م هسيبكم ولا اتخلى عنكم لو تفداكم روحى. البيت بيتك ومملكتك ومتشغليش بالك بموضوع ميريهان قريب اوى جاى حقى وحقك. خلى النقط تبقى فوق حروفها الصح لان بقالها كتير غلط لحد م اتمادى الغبي فغباؤه، والدتى مش جايه هنا يعنى مفيش حد هيزعجك او يؤذيكِ بكلامه تانى. والوقت اللى امى هتحب تشوف ولاد جلال انا هاخدهم بنفسي ليها وارجعهم تانى، من انهارده اوعى تحتاجى حاجه انتِ والولاد ومتعرفنيش وتتصرفى وحدك زى العاده. دلوقت الوضع اختلف انا بقيت جوزك وهفضل عمهم، اه جوزك عالورق بس واجبي ناحيتكم اكمله لاخر سطر فيه نورتى بيتك وانا ضيف هنا.
,
, تصبحى ع خير
, كانت هذه آخر كلماته قبل ان يرحل نادر الى الغرفه المجاورة، تاركا إياها تتلفت حولها على وضعها الجديد، اصبحت زوجه نادر من كان بالامس فى منزله شقيقها الصغير. الوضع الجديد يحتاج دعم اكثر بالعقل حتى وان كان على الورق لابد من الاقتناع به فى ظل كل هذه التخليات والمشكلات وحبال الوصل المقطوعه.
,
, كم تنادينى لعبتك حقاً ان التف حول عقدها ل أحلها ببساطه وبهدوئى الشديد، ف و**** ياعنيدة ماحسبت لها حساب ابداً ان تمسكى بقوسك لتطلقى بسهامك فترتد بصدرى انا!
, -معرفش ليه وايشمعنا انت بالذات اللى اتصلت بيك اول م حسيت انى مخنوقه اوى بعد م بهدلت الدنيا كالعادة مع اقرب حد ليا، مع انك آخر خلقه احب اشوفها
, نظر اليها آسر بفتور ورجع بنظره امامه فالفضاء مستندا برأسه الى الاريكة الخشبية بالحديقة العامة.
,
, بينما اكملت حنين حديثها كأنها تبوح عما بداخلها لنفسها امام المرآه
, -عارف يا بتاع انت، رغم ان شوفتك لا كان ليها وقت ولا اوان بس ساعات كده بحس انك سند بجد
, يعنى عقلك شغال وبتعرف تتصرف او تحل مشكلة واجهتنا مثلا
, وجهت وجهها له فوجدته على حاله ينظر للسماء عاقدا ساعديه وكأنها سراب حقا! غضبت منه فلوت شفتيها وكورت قبضة يدها ولكزته باحد كتفيه بقوة آلمته قليلا، فاردفت له
, -بكلم روحى ياسى اسمك ايه انت، ماترد!
,
, -مستنى كل القذائف النوويه تخلص عشان اعرف ارد
, -هيهيهي و**** و**** دمه خفيف، وهى امتى يعنى القذائف النوويه خلصت
, -لا ماهى اكيد فيوم هتخلص
, اعتدلت بجلستها وسحبت قلمها من جيب بنطالها وقامت بوخزه فى كف يده ثائرة على ما قال
, -خلصت روحك وروح اللى تعرفهم يابعيد
, -طب م انتى من اللى عارفهم. هتخلص روحك؟
, كزت على اسنانها بقوة كاد صريرها يُسمع، ورفعت جانب ثغر فمها بسخريه بعد ان غرست القلم ب شعرها الملفوف كعهدها واردفت.
,
, -تصدق انى غلطانه انى اتصلت بحمار زيك!
, نظر لها آسر منفعلاً، وهب واقفا وعدل ثيابه إثر جلسته وهم بالانصراف دون ان يتفوه باى كلمه، ادركت حنين حينها الامر فخلعت نظارتها ومسحتها وارتدتها ثانيه وهرولت تلاحقه على الفور، فامسكت بذراعه وأوقفته
, -انا عشان بشكر فيك بتشوف نفسك يعنى، واول م اتخنقت من اللى حصل كلمتك نتقابل برة
, -انتى عاوزة ايه يابت انتى، مش انا حمار
, -بت!بته اما تبتك.
,
, دفعته امامها وقالت بكبريائها المصتنع المعهود
, -امشى مع السلامه انا غلطانه انى كلمتك وعملتلك قيمه
, ضيق آسر عيناه ولوح بكفه امام عينيها وهو يكتم غضبه عنها لآخر لحظه
, -بقولك ايييه اتعدلى بدل م أعدلك انا على ايدى
, تصنعت الخوف وامسكت ثيابها وهى تحتضن نفسها بذراعيها
, -يالاهوى خوفت! ربينى يا شرس ورينى
, -انتى الكلام معاكى ممنوش فايده، بنى ادمه براس كلب.
,
, هم بالرحيل وادار لها ظهره، فاردفت تستفزه كالعادة ولكى تسطيع ايقافه قبل ان يرحل
, -ليه مشيت كنت مستنيه اتعدل على ايدك يا معدلاتى!
, لف لها وترجل نحوها، فقبض بيده على ذراعها وتحدث بلهجة عصبيه لاول مرة يكون بهذا الطبع او يظهر عليه من الاساس
, -اعدلك والمك كمان عشان انتى مش لاقيه اللى يشكمك وامشيكى عالعجين ميتلخبطش
, تعجبت من لهجته الجديدة الحاده هذه؟احقا هو آسر الفتى الهادئ الوديع المستسلم
, القانع البسيط.
,
, اهو من يحدثها الان بحنق وغضب وقبضه يده تكاد تدمى ذراعها بعلامات اصابعه اصبع تلو الاخر.
, -تشكمنى! شكلك اتجننت عشان سمحتلك بمساحه فحياتى فاكر نفسك بقيت حاجه عندى ولا حاجه
, -بقولك ايه متستفزنيش انا معبي منك، طايحه مش لاقيه حد يوفقك عند حدك بلسانك وتصرفاتك
, فلتت يدها من قبضته بعنف، ووضعت كلتا يداها على خصرها واهترت بسخرية واردفت
, تكاد تكون تتراقص امامه
, -هتعمل ايه يعنى يا مرعب زمانك!وقفنى عند حدى يلا.
,
, هنا وكأن الغيمه قد حلت على وجهه، اقترب فِخطوتين بعددهم وامسك ذراعها بقوة وجذبها لجسده والصقها بحدة الى صدره والتهم شفتيها بدون اى مقدمات او ترتيب، نعم قبلّها!
, لو ان القبلات تقع تحت قائمه اختيار من الافضل للاسوء، ستكون هذه القبله من اعنف واصعب القبلات فالتاريخ.
,
, فاسنانه كادت تقضم شفتيها الحادتين، وانفاسه التى سارت برئتيها هى، اما عنها حاولت المقاومة ولكن احكام ذراعه عليها منعها زائد ان هذا الاحساس الذى بداخلها، هى حقا قلبها يعترف انها كادت تهيم به غراماً!
, اثناء قبلته لها، بيده الاخرى قام بفك لفه شعرها المعتاده فانسدل على كتفيها كستار جميله سوداء اللون طويلة طولا مناسبا كست نهاية المشهد.
,
, بعد ثوان، ابتعد ونظر لعينيها وهى تلتقط انفاسها وتتحسس شعرها المنسدل هذا وشفتيها التى احست انهم بالفعل قد ادموا بعد عنف فعلته، شفتاها اخيرا ذاقت طعم القبلة الرومانسية كما سمعت عنها وكما يقول الكتاب
, ابتسم لها واردف بثقته المعهوده
, -خليه دايما كده لانك بنت، وانا كمان عاوز اشوفك كده وكلامى هيتسمع لحسن هعدلك بطريقتى وانتى عارفه
, سددت عدة لكمات عشوائيه الى صدره بقوة بعدما كورت قبضه يدهاوهى تهتف بغضب.
,
, -انت فاكر انى هسكتلك عاللى عملته ده ياحيوان؟ اتجننت انا هدفعك تمن اللى عملته غالى
, الحمد**** ان مفيش حد كان شافنا
, وانت انا هعرف.
, كتم فمها بيدها وجعلها تدنو منه بعنف جذبها له وقال
, -ششش و**** لاشكمك واربط لجامك، هتجوزك ياعنيدة يا ام دماغ ناشفه
, وانا بقى اللى هظبطك ماهو اتق شر الحليم
, لاحظها تصمت لاول مرة وحدقتيها تتسعان ك بئر عميق تناديه اسراره، فاكمل
, -سامعه ولا لا!
,
, همت بالرد كالعاده بقذائفها، فاغلق فمها ودفعها امامه
, -انتى لسه هتتكلمى قدامى، انا اللى هربيكى واطلع البنت اللى جواكى ياجعفر
, لسوعتى كل البشر بلسانك ده انا هكربجك بس نصلح نيلتك دى مع بيلا الاول وباباكِ وكل الزفت اللى عماله ترميه يمين وشمال ياجعفر
, افلتت نفسها من قبضته وعلى هتافها
, -وقح وانا حبهدلك ع اللى عملته ده
, قبض على شعرها بطريقه مضحكه وقال
, -امشى وانتى ساكته بدل مااااا.
,
, افلتت شعرها منه وحاولت ان تقوم بربطه ثانيه، ف امسك يدها وابتسم واردف لها مصوب عينيه بعينيها
, -ومن هنا ورايح مش هقولك جعفر تانى، عشان انتِ للاسف احلى بنت فعينى واجدع بنت وشفايفك طعمها سكر
, ترجل امامها فتوقفت هى مبتسمة تتحسس شفتيها ثانية شاردة ف تنتبه مع صوته حينما رفعه وتحدث وهو مبتعد عنها بضع مترات
, -يلاااا كلامى مش بيتسمع لييه.
,
, هرولت ناحيته بطريقه مضحكه وامضوا بطريقهم بعدما وقعوا سويا معاهدة غرامهم المفاجئة. معاهدة سلام
, معاهدة عشق من نوع آخر. فريد ومستحدث وفذ النوع!
, بعد مضى الكثير من الوقت والاحداث
, -الدفع يا الحبس سمعتى المبلغ اللى حكم بيه القاضى ياست هانم قصاد الهبل والعته اللى عملتيه دا
, ميريهان تبكى ب احضان والدتها بشده لاتستطيع ايقاف سيل عبراتها ونحيبها العالى، استطرد والدها يكاد الدماء يصعد من جبهته.
,
, -يعنى تمسحى كل القرف اللى رفعتيه وتعتذرى لهم ففيديو وتقوللى انك كنت مجنونة يابنت المجانين وتدفعى مبلغ وقدره ليهم دا غير الفضايح يابنت ال•٢ العلامة النجمية
, هم ناحيتها ليصفعها عدة صفحات متتاليه ف اختبئت ب احضان والدتها لتردف والدتها دفاعا
, -بقولك اييه، يتنازل هو والحيزبونه مراته واحنا نتنازل عن قضايانا ونبقى خالصين بدل و**** البت تفضل ماشيه فقضايا وتخليه يلف حوالين نفسه.
,
, انزعج والد ميريهان وبدا هذا واضحا على قسمات وجهه فقال ممتعضا
, -قضايا ايه! انتو متخلفين ولا بتتعاطوا؟قضايا بنتك كلها فالارض قصاد قضاياها ومش هيتحكم لها ب مليم احمر منه
, -يعنى نسيبها تتحبس!
, بقوة سدد عدة لكمات على جسد ابنته عشوائيا ترجمه لكم الضيق الذى يحويه صدره من الداخل وهو يهتف بنبرة عاليه
, -تتحبس ولاتغور فداهيه، انا مش عارف هجيب المبلغ دا منين.
,
, عشان تلمى لايكات ياختى وشير بالهبل، خلتيهم ينفعوكى لما طلقك ورماكى زى الكلبه وكمان هيحبسك
, اعمل فيكِ ايه اعمل ايييه.
,
, وفجأة وقع والدها مكانه بلا حراك مغشى عليه. تحركوا جميعا نحوه يهللون ب اسمه ولكن دون جدوى. استدعوا سيارة اسعاف حتى تم نقله الى المشفى وبعد الفحص تأكدوا من وجود تجلط دموى على القلب كاد ان يودى به الى الهلاك وان يلقَ حتفه اليوم بسبب ابنته، بسبب عقلها الخرب عاشق لاضواء الشهرة وحديث الناس. ضيعت كل شئ بسبب عشقها الغافل الذى اهلكها فالنهاية، ولست وحدها هالكههى ومن معها، ميريهان ياباخرة -تيتانك-الغارقه ولست بوسعك طوق نجاه واحد.
,
, حاليا
, ولعَل هُناكَ شيئًا يُحطِم الوَجع، يُبدِل ليالي الحُزن، ويَمحى بُكاءها، لعلَ هُناك قلبًا يختبأ خَلف الظلام يخشى فُقدانها، لعلهُ يحبها بصدقٌ. لعل الأيام السيئةٌ تغيب عن قلبها يومًا ما. ويأتي مَن يُصلِح جِداره. يتردد داخلها كلمات تواسيها قالتها فيروز يوما بأحد اغانيها الشهيرة.
, لعل وعسى أترُك هالأسى ويرجعلي حُبي صباح ومسا.
,
, ليلى. كانت تتنقل من مقعد ل آخر فى نمط عجيب، تتهلل اساريرها فرحا ب انها اخيرا عائده الى الوطن مع حبيبها الذى اختاره قلبها له يزن. تبتسم لكل مار بالمشفى كأنها تمارس احد العابها الطفوليه ومن يراها يكتفى بنظره ثم ابتسامه عبثيه لها ويتجاوزها!
,
, كانت ترتدى ثوبا رقيق المنظر براق ك جمرة وجنتيها ينسدل ب انسيابيه على خصرها حتى ركبتها وخصرها ينحصر بحزام حريرى ازرق اللون عريض اعطى لثوبها رونق ليلى الخاص متماشى مع فيروزيتاها.
, شعرها الذى طال قليلا عن السابق كان يتهادى على كتفيها دون اكتراث حتى وصلت الى مكتبه وطرقت بخفه.
, -حبيبي!
, تهللت اساريره وهب من مجلسه مقبلا نحوها يعانقها بشدة كما اعتاد، وينظر لمقلتيها ب امعان.
,
, -قلب حبيبك، خلاص بخلص آخر حجات وهنطلع على المطار
, انبعثت سيمفونيه من صوتها حينما تحدثت واردفت بنغمات الفرح
, -اخيرا هرجع مصر، هرجع بعد ما انتصرت على مرضى. هرجع وانت معايا وجنبي واخيرا نصيبي الحلو من الدنيا لاقيته. هشوف بيلا وحنين واعرف اخر اخبارهم الحلوة اللى مستنينى بيها
, هرجع لدفاهم وازود على دفايا بيهم. حضن قلبك، فرحتى تسوى الكون
, تبسم يزن وقبل رأسها بحنو واردف
, -كل دى فرحة.
,
, -حاسه انى هناك وجسمى بس هو اللى هنا، هموت واشوفهم
, امسك كفها وقال بثبات حاسم
, -هتعيشى وتشوفيهم
, الكابوس!
, هو حلقه الوصل بين الواقع ومانخشاه من عالم الاحلام الخفى.
, لامداعاة للخوف. واجه كابوسك فقد تكون المواجهه هى الخلاص من عالم الاحلام.
, الى مصر، كان مقصدهم يزن وليلى وبحفاوة ترحاب تلقاهم حنين وأسر وبلقيس ونادر فى المطار، عبير شوقهم كان يفوح فى عناقهم لها وبسمتهم وفرحتهم وصولها بسلام ****.
,
, وبعد ما امضت ليلى وقتا مع بلقيس وحنين بمنزلها ثانيه ليلتان اطلقوا عليها ليلة نسائية فقط!
, حان الوقت ب ان يقدم يزن الى عائلته عروسه المنتظرة
, ترجلت الى المنزل على استحياء ممسكا بيدها ينظر ناحية والدته ويردف بسعادة
, -ماما اقدملك ليلى احلى حاجه فحياتى
, مدت السيدة يدها بالمصافحه الى ليلى وهى تحدق النظر بها ويزن يستطرد تقديمهم لبعضهم البعض
, -امى ياليلى الست اللى ليها الفضل فكل حاجة، مدام نعمه.
,
, حدقا الاثنين ببعضهما البعض وقطعت حملقتهم هذه دلوف ريفا الى المنزل وانضمامها لهم وعم الصمت على الجميع!, خارج القائمة
 
الفصل التاسع والعشرون


حان الوقت ب ان يقدم يزن الى عائلته عروسه المنتظرة
, ترجلت الى المنزل على استحياء ممسكا بيدها ينظر ناحية والدته ويردف بسعادة
, -ماما اقدملك ليلى احلى حاجه فحياتى
, مدت السيدة يدها بالمصافحه الى ليلى وهى تحدق النظر بها ويزن يستطرد تقديمهم لبعضهم البعض
, -امى ياليلى الست اللى ليها الفضل فكل حاجة، مدام نعمه
, حدقا الاثنين ببعضهما البعض وقطعت حملقتهم هذه دلوف ريفا الى المنزل وانضمامها لهم وعم الصمت على الجميع!
,
, تعجب يزن من هذا الصمت بينما بقيت ليلى على حالتها هذه تحدق بهذه السيدة كثيرا، فهناك شعور غريب ينتاب ليلى انها رأتها من قبل بل وتحدثت اليها ولكن متى وأين؟
, وعلى الجهة الآخرى من النهر، نرى ريفا تشتعل الغيرة فى طيات قلبها وروحها وهى تنظر الى ليلى هكذا وترى بعينيها فرحة يزن بها الغامرة بالسعادة.
, -نورتى مصر ياليلى
, تبسمت ليلى وارجعت احدى خصلاتها الى الوراء وهى تردف للسيدة
, -**** يخليكِ يا طنط.
,
, -وانتى بقا كنتِ بتتعاالجى برة من ايه
, قالتها ريفا ب اندفاع ف احست ليلى ببعض الاحراج بينما اردف يزن بالإجابة بدلا من ليلى
, -تليف رئوى، والحمدلله بفضل **** ثم على ايد العبد لله بقت احسن من الاول.
,
, تعلم ريفا هذه اللغه التى يتحدث بها الآن يزن إليها، انه يريدها ان تعلم شيئا معين. شيئا هى استطاعت فقدانه فى الماضى دون ان تأبه واليوم مع تلك نظراتها النارية الغيورة لتلك ال ليلى! لديه اليقين بالندم الداخلى الذى يتعمق ب ريفا الآن ولكن مافائدة البكاء على لبن مسكوب!
, -تشربي ايه ياليلى؟
,
, هم ب سؤالها يزن ف اجابته ليلى ومن ثم انصرف، حدقت بها ريفا ماليا وبعدها الحقت ب يزن فى الداخل. ليلى تعلم بأن هذه هى حبيبته السابقه هو حدثها وافصح لها عن كل شئ، ولكنها لاتريد بترك انطباع سئ فى اول لقاء بهم.
, -انتى اسمك ليلى ايه؟
, تبسمت ليلى واجابت السيدة بصوتها الهادئ
, -ليلى مراد يا طنط
, فور سماع السيدة اسمها، ارتسمت عبرات فى كلتا اعينها وهى تنظر اليها ب حسرة واذ بنا نطير للجهة الاخرى.
,
, -جايبها تقدمها لحد هنا يايزن فاليوم اللى بكون فيه هنا مع ماما مش كدا؟
, تحدث يزن برصانته المعهودةوهو يصنع عصير البرتقال الطازج دون النظر اليها
, -انا معرفش انك بتيجى فالوقت دا هنا
, -وعرفت دلوقت!
, التفت اليها بكامل جسده يحدثها وهو يصوب عيناه بمقلتيها
, -انتِ عاوزة ايه؟ كنتِ مش عاوزة انزل مصر خالص ياريفا افضل هربان وخايف من نظرات الناس. على فكرة انا مش مذنب ورجعت وفمجالى اثبتت نفسي اكتر من الاول.
,
, وهتجوز ليلى. ليلى اللى كانت معايا فكل خطوة ومسابتنيش، اللى فخورة ب انها بسببى نالت شفاءها اخيرا
, وبتفتخر انى جزء من نجاحها ف الانتصار على مرضها
, اخذت انفاس ريفا تصعد وتهبط تشعر بالحنق الشديد، ومن ثم انفرجت شفتيها اخيرا
, -وتعرف انك هتبقى اعمى وفعداد نظرك الاخير!
, اتسعت حدقه يزن لها، يالها من وقحه لاتأبه بشعور من امامها لم تكن ريفا هكذا من قبل
, هل الغيرة ب امكانها فعل كل هذا بها وتحولها تماما هكذا.
,
, -انتى وقحه! لو شايفه ان اللى هيحصل لى دا يبعدنى عن ليلى او يبعدها عنى يبقى عشان تفكيرك مريض وانانى وفاكرة كل الناس زيك، لكن هى مش كدا هى بتحب بجد ومستحيل تسيب الشخص الوحيد اللى سلمته قلبها مستحيل تكون انانيه ووحشة، صوابعك ياريفا مش زى بعضها
, كانت تهم ريفا بمبارزته بالرد منذ بدأ المشادة حتى سمعا صياح بصوت ليلى ياتى من الخارج!
, هرولا مسرعان ليجدا ليلى تقف امام السيدة مشدوهه وهى تردد.
,
, -انا مش ففيلم اكيد وفيلم هندى وبايخ كمان. يعنى ايه اللى بتقوليه دا؟
, انا بنتك ازاى
, اقتربت السيدة تمسك بكف يد ليلى برفق ف ابعدتها ليلى عنها بعنف، اردفت السيدة بتوسل إليها.
,
, -من اول م يزن بعتلى وانتو برة انه اخيرا لقى نصه التانى بعد موضوعه مع ريفا لما محصلش فيه نصيب فرحت له اوى ولما بعتلى صورتك قلبى اتخطف قالى اسمها ليلى مراد عبدالحميد، مستحيل فيه تشابه فالشكل والاسم طب مثلا فيه تشابه ودقه قلبي ك ام اللى حستها اما شوفتك وو
, قاطعتها ليلى منفعله
, -دقة قلبك ايه! كنتِ فين لو انتِ فعلا امى. عاوزة تقولى ايه دلوقت ان يزن اخويا؟
,
, طب ازاى وهو اكبر منى، ايه غلطتى مع الراجل اللى اتجوزتيه وخلفتى منه بالحرام
, -ليلى!
, اندفع بمنادتها يزن بصوت رخيم غير معتاد له واستطرد
, -انا مش ابنها ياليلى، الست دى ليها الفضل انها تكبرنى وتخلينى راجل واعتمد على نفسي
, انى ابقى الدكتور يزن مكاوى، انا ابقى ابن اخو طلعت جوز الست نعمه وابو ريفا، يعنى انا وريفا ولاد عم.
,
, وامى. الست نعمه ربتنى انا وهى بعد م مات ابويا وامى وام ريفا فحادث نجى منه عمى طلعت وانا وريفا كانت بنت شهور!
, لمست السيدة اناملها برفق ذراع ليلى وهى تكمل القصه بعد يزن وكأنها ترجوها السماع للنهاية
, -ابوكِ مات. وانا فضلت معاكِ ومكنتش هسيبك، عمك طلعت **** يرحمه كان خطيبي قبل ابوكى م يتجوزنى.
,
, وكان حبيبي والاهل اتدخلت ف اخر وقت وفشكلوا الجوازه واتجوزت ابوكِ ب امر من جدك ابويا **** يرحمه. لما مات ابوكِ طلعت عرف ورجع جدد عرضه فالجواز واللى زود الحاحه تربية اليتامى دول يزن وريفا اللى هو متورط بتربيتهم وحده
, هزت ليلى رأسها ب سخرية واردفت للسيدة وهى تنظر لها تمقتها وتبغضها
, -ف انقذتيه عمو طلعت وبنته وابن اخوه من الضياع واليتم وسيبتى بنتك! مش كدا.
,
, -جدتك اخدتك منى بالقوة ورفعت عليا قضيه وكسبتها انك تكونِ من حقها بعد جوازى وحرمتنى منك غيرت عنوانها وانا دخلت فنوبة اكتئاب عصبي شديد مر عليا سنه مكنتش اعرف انا مين ولا بعمل ايه
, ولما فوقت معرفتش اوصلك ابدا، قلبي كان كل يوم بيتوجع عليكِ الف مرة. انتى فين وعايشه ازاى
, جدتك عايشه ولا ماتت! لوحدك ولا معاكى بلقيس وحنين زى م طول عمرهم مش بيسيبوكى.
,
, عم الصمت على الجميع لحظات بعد. انتهاء اخر كلمات السيدة نعمةلحظات يدرك فيها يزن لعبة القدر ب أن بعد كل هذا العمر يكون هو سبب اعظم ل لم شمل ليلاه بوالدتها بعد كل هذا الفقد دون علم منه او ترتيب ولكنها قدريات، اما ريفا فهى مازالت تستوعب حبيبها السابق يعشق ابنة هذه المرأة التى تجلس بمقام والدتها الراحله مع مرتبه الشرف لاحسانها لها طوال هذا السنوات. السيدة التى منحتها حنان وارف اغرقها واشبعها جعلها تتفوه بكلمه امى من داخل نبضات قلبها حقا.
,
, وكأن الظروف كلها تعاندنى يا أماه! وجدتك بعد فقد كل هذا العمر، وجدتك بعدما اشتقت لحنانك ظمآنه الوحشة والوحدة طوال عمرى وعدم الأمان. شكوت التخبط والخوف وانتِ تحتضنى قلبان ليسو منك تاركه قطعة منك بقارعه الطريق وحدها لاتدرك مصيرها ابنة السبع سنوات!
, وتطالبين اليوم بالمصافحه وان ارتمى ب احضانك، لحظة!
, هل هذا مشهد سينمائى وانها ليست الحقيقة؟بلى انها الحقيقه حقيقة امرى ومصيرى المحتوم اخيرا.
,
, حبيبي الذى وجدته اخيراً ابنك بالتبنى. وحبيبته السابقة ابنتك ايضا، اما انا. انا من اكون يا امى؟!
, انتبهت ليلى على دمعة تأخذ مجراها على وجنتها مسحتها برفق وهى تردف بخذلان.
, -تعرف يايزن، كنت عارفه اننا مش هنكمل. عارف ليه؟ عشان مفيش اى حاجه اتمنتها الا وانحرمت منها
, انا مش معترفه انك أمى! ومش عايزة اصدق انك امى.
,
, انا هسيبك يايزن للست دى ول ريفا، وانسى اى وعد اخدناه سوا. مش انا سندريلا احلامك ولا انت فارس الملثم اللى هيخطفنى بعيد عن كل دا
, دى الحقيقه، زى م خسرت زمان وغيرى اخد اللى من حقى. هسيب حقى للنهاية
, بعتذر دراما اوفر مش كدا
, جذبت حقيبتها وارجعت خصلاتها المتهادية بعشوائيه على اكتافها وقذفت قنبلتها الاخيرة
, -من اللحظة دى ملكش حق فيا يايزن، والبركه فالست نعمة.
,
, مش هنكمل سوا عشان انا مش عاوزة اشوفها ولا اسامحها ابدا وزى م ريفا اخدت اللى من حقى كله زمان
, قلبها وقلبك، ف انا بمنتهى الاستسلام وعدم الرضا هسيبكم ليها للاخر
, هرولت مسرعه للخارج حاول الإلحاق بها يزن دفعته بعنف وصعدت سيارتها ورحلت على الفور، اشار لاحدى سيارات الأجرى وتبعها حتى وصلت لمنزل بلقيس ونادر الجديد هبطت وهبط خلفها
, رأته ونهرته بصوتها العالى غير معتاد على ليلى
, -امشى يايزن.
,
, -لا ياليلى، مش همشى نسيتى الوعد، نسيتى اللى بينا
, لو عشان امى
, وضعت يدها على فمه وتحدثت ببكاء يكاد يمزق قلبه هو إرباً
, -انا مش عاوزة اسمع حاجه تانى، ياريتنى م قربتلك ولاعرفت دا كله، ياريتنى ماشوفتها
, سيبنى فحالى بقا وابعد عنى
, صعدت الدرج فصعد خلفها، قرعت الباب ففتحت بلقيس وجدتها بحالها الرث هذا دب الذعر قلب بلقيس وخلفها يزن يرجوها، اشارت ليلى ل بلقيس ان تجعله ينصرف وهى تشهق بعبراتها.
,
, انصرف يزن بعدما طلبت منه بلقيس هذا مؤقتا، اخذتها ب احضانها وغلقت الباب!
, معقول اللى بتحكيه دا؟!
, هتف بها نادر مشدوها مما سمع من بلقيس الآن اثر تحضيرها امبول لحقنه بعدما تعرض لاشعه شمس شديدة اثناء عودته من العمل ومكوثه ينتظر حافله تنقله الى منزله.
, كشفت ذراعه واعطتها له وهى تردف بهدوء.
,
, -انا نفسي مصدقتش، بعد كل السنين دى نقابل خالتو نعمة وتكون الست الى ربت يزن خطيب ليلى، يعنى هى تعبت واتعالجت برة مصر خالص ويكون هو الدكتور بتاعها وتحبه ويتفقوا على الجواز وينزلوا مصر تشوف امها بعد كل دا
, عبس وجه نادر قليلا اثر وخز ابرة الحقن ومن ثم بعدها استطرد بسخرية
, -فيلم قديم ومكسيكى يانهار ابيض ياجدعان
, تضاحكت بلقيس وهى تجس حرارته برفق فوق رأسه، تنهد وهو ينظر لها تباً لرقتك. لحنانك لعزوبتك.
,
, -الحمد**** بدأت الحرارة تنزل، بعد كدا لما الباص يتأخر خد اوبر
, -ياستى هى مش ضربه الشمس، دا عشان ذنب ميريهان وأبوها
, ضحكا الاثنين سويا ومن ثم اردفت بلقيس
, -يااه حوار ميريهان دا عدى خلاص **** يسامحها بقا، وبعدين انا وانت اتنازلنا عشان باباها الراجل كان هيموت بسبب طيشها دا
, تنهد نادر واعتدل فى جلسته واردف ناظرا لعينيها مصوب الاسهم الى فؤادها
, -مين عارف الخير فين، بسبب طيشها وغباءها. بسبب اللى عمله جلال.
,
, بسبب كل الحجات اللى كنا فاكرين انها وحشه. انا وانتِ دلوقت تحت سقف واحد!
, الفضول. احد مكائد الحب الكثيرة، يتسلل ويحكم قبضته ثم منه لامناص. فضولها يتغلب عليها الى ماذا يرمى نادر والى اين يوارى كلماته. تبسمت فى وجهه وذهبت الى غرفتها
, جلست على طرف فراشها تتذكر كل م آلت اليه الاحداث فى الاونة الاخيرة، هى وحنين وليلى!
,
, تذكرت ب انها تريد ان ترى نعمة خالتها، من سُميت ب اسمها تريد ان تعاتبها على كل هذا الغياب وان م روت ليلى لن يخفف عنها عقوبة جلدها لذاتها.
, حتى بعد كل الذى حدث تصبح ايضا العقبه الاخيرة فى حياة ليلى المستقرة مع يزن بحثا فيما وراء الحقائق، القشه التى كسرت ظهر البعير.
,
, ومن ثم تذكرت حالها الآن. غارقه هى ب احساس مختلف، احساس جديد يدغدغها كلياً غير الذى كانت تشعر به ذى قبل. اهتمام مبالغ به دون انتظار رد معروف
, احساس بها وبمشكلاتها، تبادل احاديث. اطراف موضوع حيوى يشغلها، يشكو لها من شئ عارض يقلق باله حيال عمله او ماشابه فتفكر معه حتى يصلا لحل.
,
, متشبثا بها وب اولادها، سندا لهم حقيقي فعلا لا كلام. منذ ان دلفت الى عالمه لم تشعر لوهله انها وحيدة ثانية او بدون ظهراً تحتمى به كما اعتادت. ولكن هناك نبضه غريبة تدق وسط نبضاتها، نبضاتها وسط كيان مهترئ واطر للذكرى بالية ونفوس آيله للهاوية. لا تتركى نفسك لحبل واهن مما تشعرين يابلقيس. او يانعمة
, كما يدعوكِ، قطع حبل افكارها حينما وقف نادر امام باب غرفتها يردف
, -كنت عاوز اشكرك يا نعمة، الحمد**** بقيت احسن.
,
, تبسمت فى وجهه ب امتنان ف استطرد
, -انتِ نعمة بجد ع فكرة، تصبحى ع خير
, تركها الى غرفته يقف خلف الحائط يلتقط انفاسه، عذراً ايها الحب. لجأت إليك كى تعيد إلى مافقدته من الحياة، ان تنير القادم وتمحى الماضى. وانا الآن بكامل الرضا!
, يا أنا يا أنا واناوياك. صرنا القصص الغريبة
, يا أنا يا انا واناوياك. وانسرقت مكاتيبي. وعرفوا انك حبيبي.
,
, تسللت كلمات هذه الاغنيه الشهيرة بصوت المطربه فيروز الى مسامع يزن اثناء جلوسه بإحدى مقاهى القاهرة الراقيه-كافيه-شرد معها لثوان وشعر بوخز ذكرى ما يسرى الى سر روحه، سر روحه العالق بها أو بالادق والاحرى كان عالقا بها الى هذا الوقت ومن بعده سرى ترياق يداوى سمّ عشق فى شريانه حتى شفى من العشق تماما ولكن مازالت الالام السم موجودة لامحاله ولاحتى بمضى الوقت.
, (عودة للماضى).
,
, يا انا يا انا وانا وياك صرنا القصص الغريبة
, باناملها قامت ريفا بالضغط على احد ازار جهاز مشغل اقراص الاغانى المعروف ب اسم-سى دى كاسيت-وتوجهت بوجهها الى يزن ل تردف ب اهتمام
, -يزن. انا مش عارفه اتأقلم عالوضع دا نهائى
, التفت إليها يزن وأردف مستفهما
, -اى وضع؟
, -الوضع اللى انا فيه بسببك! انت مش عارف الناس بقت تتعامل معايا ازاى
, من بعد اللى حصل
, بصوت تعلو نبرته نسبيا أردف يزن رغم ان هذا ليس بعهده ليقول.
,
, -اللى حصلّى قضاء وقدر وكان ممكن يحصل لاى حد فالدنيا وف اى وقت مش عشان انا دكتور بقت مشكله بتهددك ياريفا فتعاملك مع الناس
, -انت كنت هتموت بنى ادم بسبب تشخيص غلط! كان هيتشطب عليك فالنقابة
, الناس بقت تخاف تجيلك او تكشف وتستشيرك وانا بتعامل مع الخوف والتجنب دا كل يوم.
,
, هنا ادرك يزن ان ريفا برغم كل هذا الغرام ستبقى هى، ريفا القوية. بلى ريفا الانانية التى تكاد لاترى سوى نفسها فقط حتى وان دعست بقدمها جرح اقرب من يكون.
, -انا مش مذنب عشان اتعامل على انى كدا
, -خلاص تسيب الطب
, -ياسلام بالبساطه دى
, -مستقبلك ضاع يايزن، انت ليه مش مصدق. اللى كنت فيه مبقاش بتاعك
, تعمق يزن بالنظر لمقلتى ريفا، رغم بساطه ماقالت لكنه شعر بها تعصف بكيانه، حروف سهله وبسيطه قامت بطعن قلبه امامها ولم تأبه.
,
, -انا مش هسيب الطب، مش هسيب حلمى ك دكتور سنين تعبت عشان اوصلله حتى لو اضطريت انى امشى
, اسيب البلد كلها، اسيب مصر!
, -عاوز تهرب؟!
, امسكها من ذراعها بعنف لم يعتاد عليه معها وصاح فى وجهها بنفاذ صبر
, -متسميهوش هرب انا مش مجرم، انا مش هوقف طموحى على غلطه. مش هوقف حياتى على حادثه انا فيها ضحيه. فبلدى اترفعت ليا المشانق لغلطه مش مقصوده، هحاول اشوف طريق ليا بعيد
, لكن مش هنتهى ياريفا ومش هستقيل واسيب الطب.
,
, -انت بتعاند مع ايه، عمليتك صعبه وقالوا ان ليها مخاطر وان تشخيصك كطبيب متوقف مؤقتا، عاوز تكمل اخطائك فحق الناس وتبقى جرايم بس فبلد تانيه كل دا ومش عاوز تتسمى بتهرب
, نظر يزن الى خاتم خطبتهم بيده، ولمسه برفق بيده الاخرى فنظرت له ريفا وادركت فيما يفكر
, -يزن، دلوقت حالا تقرر ي انا. ياتكمل مشوارك بس وانا بعيد مش هقدر استحمل اكتر من كدا
, -بتتخلى عنى بسهوله ياريفا، عن قلبي! بتتخللى عن احلامنا سوا، كل دا عشان.
,
, -كل دا عشان عنادك. عشان انت مش عادل فميزانك، يزن و**** مبقاش فيا طاقه خلاص من يوم الحادثه
, -انتى عاوزة تسيبينى لان قريب هبقى عاجز تماما، وانتِ مش هتقدرى ياريفا
, نظرت له واغرورقت عيناها، كيف له ان يتهمها بهذا الاتهام بعد حبه الكامن داخلها، حبه الذى تتنفسه ويعيش داخلها كانه احد اجهزة جسدها ووظيفته يعطيها قدرة لاكمال الحياة تماما كالاكسجين.
,
, اليوم تجرأ يزن ليصفعها صفعه مدويه ب انها انانية، لاتفكر سوى فى نفسها وانها لن تقف جانبه ابدا فى محنته، هو يعتقد انها تريد جزء يزن المحب الحساس الغيور الرومانسى. ولكن هذا الجزء الدرامى المتعلق بالمرض والعجز والكآبة والسواد ليس لها به صله ولاتعرفه ولاتعتاد عليه. احقا يراها مدلله الى هذا الحد؟
, -انت بتتهمنى انك لو اتدهورت حالتك انا مش هستحمل ف بعمل مقدمه من دلوقت؟
, -و**** انتِ شايفه ايه؟
,
, -هى وصلت لكدا يايزن؟مدام انت شايف انى وحشه اوى كدا يبقى بعد انهارده مش هينفع نكمل سوا
, انت من يوم الحادثه واحد تانى واكتر من كدا فوق احتمالى
, خلعت خاتم الخطبه وعينيها تتقطر دمعا، ويزن على نظرته المكسورة لها خلعته واعطته اياه وحملت حقيبتها وهرولت للخارج محاوله كتم شهقاتها التى قطعت باقِ أوصال قلبه الموشوم عليها اسمها. ،
, تذكر واحرقته الذكرى، بقانون الغابة. البقاء للاقوى.
,
, وبقانون حياة يزن. لاشئ محال. فالحياه غابة كبيرة بها الوحوش الكاسرة والحملان الواهنه، عليك الاختيار فاختيارك هو مصيرك!
, اعترف انى هُزمت امامها. لم أكن اقل منها حباً لها ولكنها اسقته سمّها بحلو معاملتها وشهامتها كفتاه لم يعتاد على فتاه مثلها ذلك، لم تكن اجملهم ولا اروعهن معاشرة. كانت تملك شيئا واحدا يختلف عن باقى النساء. احبته بصدق برغم كل ماهو عليه، أسر قلبها وانتهى الامر.
,
, متشابكين الايدى يسيران فى الطرقات متسكعان هائمان على وجوههم، ممسكان بمثلجات. كانت حنين ب حلتها التى اصبحت عليها مؤخرا ترتدى ثوبا جميلا واسع فضفاض من على الصدر يحيط بضيق على خصرها ثم يهبط بطولا مناسباً الى قدميها، اما عن شعرها لم يصبح ملفوفا بعد!
, مرفوع ذيل حصان انيق وبه رابطه شعر نفس لون الثوب. وقد ارتدت بعد الحاح شديد عدسات لاصقه ارضاء لرغبه معشوقها ساكن قلبها. آسر.
,
, -موضوع ليلى بقا يتعقد اكتر، ياعينى عليكى لولو كل م تفرح تتوكس
, -بصّى ليها حل
, -ايه هو بقا ياعبقرى زمانك
, -طب اتعدلى عشان معدلكيش
, -خلاص ايه هو يا حبيب قلبي
, -انى غلطت غلط كبير اوى زمان، ومش مستعد غيرى يغلطه الا لما انصحه يهرب منه
, نظرت حنين ناحية نظرة يعلمها هو جيدا، حصانه الجامح يغار. ابتسم لها واراد تهدئتها بقوله.
,
, -كنت دلوقت معايا احلى عوض فالدنيا، كلنا بنبقى مغفلين وقلوبنا كمان لحد م نصحصح ونعرف حلاوة الطريق منين
, استقوت ب امساكها لكف يده حتى كادت ان تدمى اصابعه، نظر إليها نظرة حب اعتادت عليها حنين. نظره تغرم بها تجعلها ب وادٍ آخر. اردف هو
, -يزن لازم يفوز ب ليلى، هى مش قادرة تسامح والدتها. مش هقدر اقول حقها لان **** وصانا نفضل نطيعهم حتى لو كفاربس ليلى قلبها طيب وهترجع عن قرارها.
,
, -انت متخيل! ليلى الى مبتعرفش تاخد قرار واحد قسيت على قلبها وليه، عشان الراجل اللى فضلت تحلم بيه من غير اى ترتيبات اخد حقها هى ف امها لا وكمان هيفضل له علاقه بيها عرفان بالجميل. كان عنده حق خالى مراد **** يرحمه لما وصانا على ليلى. كان خايف وكان حاسس انه لو مات طنط نعمه هترجع ل حبها الاولانى. جدتى كانت صح لما بعدت ليلى عنها
, نظر أسر لها نظرة عاقدا حاجبيه تعجبا واردف.
,
, -لا مش صح، محدش له الحق يحرم ام من ولادها هى اتجوزت م اجرمتش
, جدتك رفعت قضية ضم ل ليلى وغيرت عنوانها والست تعبت ودخلت مرحلة اكتئاب
, حرام كل طرف منهم عند قصاد التانى واللى ضاعت ليلى
, التوت شفتى حنين وأخذت تنبش عن قلمها فى لفه شعرها ولكن سرعان ماتذكرت لم يعد هناك قلماً، ابتسمت واستطردت بقولها
, -انا عاوزة احلها مع ليلى عاوزة ليلى تفرح هنعمل ايييه!
, .
,
, فى اساطير العشق والغرام التى تبدء بذات يوم. دائما وابدا يكون هناك اثنان مغرمين عاشقين. هائمين بقلوب بعضهم البعض. تظن حين تراهم انهما للآمال والأحلام عنوان! خذها قاعدة ياعزيزى، متعة القصة تكمن فالبداية. لذلك تمهل حتى ينتهى حماس البدايات وتحال هالة الغموض الى نهاية الفصول. والبقاء دائماً للأوفى!
,
, كانت حنين بصحبة بلقيس وأسر حينما اراد ثلاثتهم وضع كل حرف فى محله بقصه ليلى ويزن لتسدل الستار إما بالسعادة او بالفراق، وسيدة اللقاء كانت والدة ليلى. نعمة!
, -انا من سنين عملت حادثة كنت وقتها خاطب ريفا وهنتجوز، العربية اتقلبت. الازاز كله كان ف وشى والنتيجه انى فقدت قرنيتى. عملت عمليه زرع قرنيه وقالولى مع الوقت انا مهدد بضعف نظرى وممكن العما
, نظر ثلاثتهم الى بعضهم البعض، ف اكملت والدة ليلى.
,
, -يزن من اول يوم اتعلق ب ليلى حكالى عنها، بدء يحكيلى تفاصيل حياتها وبعدها بعت صورتها قلبي وجعنى مصدقتش دى بنتى ليلى، تعبانه بمرض بياكل فيها وممكن تموت ف اى لحظة
, جزاتى انى مكنتش جمبها ولا اعرف عنها حاجه
, هبت حنين من جلستها مندفعه كالعادة تصب لعناتها فوق رأس هذه السيدة.
,
, -ولا هتعرفى، ليلى اتجوزت واتطلقت واتأذت واتشال رحمها غدر واتخطبت واتسابت غدر برضو وكل التخبط دا بسبب الامان اللى بتدور عليه بعد مامات خالى وحضرتك اتجوزتى ورايحه تربي اتنين مش عيالك
, نكست رأسها لاسفل قدميها، تشعر الآن السيدة نعمه بالخزى واردفت بنبرة حزينه.
,
, -حقك يا حنين. وحقكم كلكم، انا مستعدة اروح اترجاها مش عشان تسامحنى انا عارفه ان ليلى مش هتسامحنى طول عمرها. انا عاوزاها متسبش يزن دا م صدق لقاها، وهى بعد كل اللى شافته دا عوضها الوحيد يزن، مش عايزة اكون السبب فضياع اللى بينهم.
, تنهدت ب اسى ومن ثم استطردت
, -كفاية اللى ضاع منها كل دا بسببي، كأنها معرفتش بوجودى ودا عقابي الوحيد
, انى اتحرم منها بعد م لاقيتها.
,
, ذهبت فى بكاء مرير وقام ب احتضانها يزن وربتت على ظهرها بلقيس بحزن.
, وعلى الفور. مقصدهم منزل ليلى، طرقوا الباب ماليا ولايوجد رد!
, هاتفها مغلق، هبطوا الى حارس العقار وسألوا عنها ف اخبرهم انها منذ بداية اليوم خرجت ولم تعود حتى الآن.
, فكروا فى منزل جدتها القديم، وكان مغلق بقفله كما هو وبيوت العنكبوت تخيم حولها، اى انها لم تأت الى هنا منذ زمن. الى اين ذهبت ليلى، دب الرعب فقلبهم جميعا.
,
, خائفون من قرارها المجنون. الى اين ذهبت؟!, خارج القائمة
 
الفصل الثلاثون والأخير


الأخير
, ‏هل يجدي نفعاً أن تقول لغريق تغمره المياه: تنفس، أنت أقوى من الماء، دون أن تمد يديك إليه لتنقذه؟
, كذلك هو الأمر حين يكون أحدهم في عمق معاناته، بينما أنت تُغدق عليه عبارات التحفيز التي تستفز ألمه، إن حاجته للإنصات والتفهم بصمت، حينها كحاجه الغريق لليدبلقيس. و أه يابلقيس، من المتحكم بقلبك سواكِ فى ظل ضغطك انتِ على نفسك وعلى قلبك، يحاصرك جنون العشق الخفي!
,
, ماذا عساها تنتظر منه وهو آخر احتمالاتها فى الاخذ بأطواق النجاه. نجاة قلبها والفرار لقلبه. نادر!
, نادر الوجود حقا اسماً على مسماه.
, كانت بلقيس شاردة بكل مايجول بخاطرها، حتى انها تناست امر (صنية البطاطس )بالفرن حتى تسللت رائحه الاحتراق الى انفها ف أفاقت من شرودها تهرول للحاق بما يمكن انقاذهفتحت باب الفرن وامسكتها بغير وعى دون ان ترتدى قفازات تحميها شدة سخونة الفرن والصحن الموضوع بداخله.
,
, حتى احترقت اصابعها.
, اخذت تهلل وتقفز كطفلة صغيرة من شدة الالم، كيف تناست امر القفازات كيف ان تتصرف بهذا الغباء دون وعى، مالذى أخذ جزءا كبيرا من تفكيرها حتى تتصرف ببلاهة مطلقه هكذا.
, كان نادر بالخارجً، جالس على حاسوبه فسمع صراخاتها، انتبه مذعوراً
, فِ عدة خطوات كان أمامها بالمطبخ، ورآها تتألم وتضع الثلج على اناملها المصابه.
, امسك يدها باهتمام بالغ واردف لها قائلاً.
,
, -اهدى اهدى، هدخل اجيب مرهم الحروق من جوةمتتحركيش
, دلف الى الحمام، فتح خزانه العقاقير الدوائية. بحث بعشوائية عن الدهان المسكن للحروق حتى وجده
, وسرعان ما رجع لها وهى تظل واقفه تضع قطع الثلج تاره وتنفث بهم تاره كى تخفف حدة الآلامهم وما تشعر
, امسك يدها ووضع برفق يسير على اناملها الدهان، حتى استكانت له تماما.
, نظرت اليه وهو غارق بعمله غير واعِ الى نظراتها وكيف تتطلع إليه لاول مرة.
,
, كيف تراه لاول مرة بهذه اللهفه التى شكت قلبها للتو!
, كيف تراه فى صورة جديدة غير التى اعتادت عليها. انتبهت مع كلماته الموجهة إليها
, -بصى حاولى كل شوية تدهنى منه، وبعدين مش تاخدى بالك
, -مكنتش مركزة. معلش
, -حصل خير، هتخف ان شاء **** بسيطة
, -تسلملى، تعبتك
, -يعنى جبتينى من بلد تانيه، وبعدين بجد اتخضيت لما سمعتك بتصرخى.
,
, عيناها تلمع وهى تخفيهما عنه كى لا يفتضح امرها، وما بال نظراتها المكتومه له حتى انطلق منه فعل فوجائى ماخطر يوما بخاطرها.
, -سلامتكبجد ان ش**** انا
, مال بوجهه على اناملها، وطبع قبلة رقيقه على اصابها المصابه وانفاسه تكاد تلفح باطن يدها وتفضح ما بداخله هو الاخر من عشق يريد هو ان يموت قبل ان يولد ويعلن خروجه لنور قلبها.
, دقات قلبها تسارعت، هل ما جرى كان حقاً!
, ومنه هو؟
, كيف هذا؟
,
, وما ان جرت ببالها التساؤلات، وما كانت افاقت من جرأته الاولى حتى تفاجئت بفعل أكثر جرأة عما سبق.
, رفع وجهه لها وهو مازال يحتضن كفها بكلتا يديه، عيناه تنظر لها تستطيع ان تتحدث بشوقها المدفون لها
, عينيها تهمس له، انا انتظرك ولكننى اخاف. عينيه تصرح كيف لى ان احبك وانسى من انتِ!
, ومابين جدال وصراع، إيجاب ورفض.
,
, لن يظلا على هذا الحال كثيرا، حسمتها قبلاته وهى تنهال على وجهها بشراهه وكأنه يتذوق شئ رائع المذاق قد حُرم عليه منذ عهد طويل
, انهال بقبلاته كادت ان تتفجر قسمات وجهها من فرط اشتياقه، انامله تعبث بملابسها يشتد ويغضب تاره ويرخى قبضته تاره
, وهى فى حالة استسلام لاتدرك من اين لها به، وكيف لا تحاول ادنى محاوله لإبعاده.
,
, يرسل هو وتستقبل هى، انفاسه كادت تحترق بداخلة، فقبلاته ساخنه الهبت نار بداخلها قد أخمدت وتناست امرها.
, يحاصر خصرها بيديه، تحاوط بيديها رقبته فى استسلام
, يحاول إنزال ثيابها من عليها، ولكن لحظة!
, هل انت مدرك من هى؟!
, افاق من لحظته بأعجوبه، امسك بذراعها وهى مازالت تنعم بثوان من عدم الوعى والتوغل فى بحر مشاعره التى فاض عليها بها
, دفعها لداخل غرفتها واغلق بابها فى وجهه وقال بصوت متهدج، ووعينيه تنطق أسى.
,
, تأبى الدموع ان تهبط منها
, -لو خبطت متفتحيش، واوعى تطلعى من اوضتك طول الليل لحد م انزل شغلى الصبح
, سامعه اوعى
, وعالناحية الاخرى تستند هى على الباب وتنزل ببطء، افاقت من حلم وردى اللون جميل الملمس على كابوسا
, فرت دمعتها رغما عنها مع سماع صوته بهذه الحاله وهى تراه هكذا وترى نفسها فى هذا الموقف الضعيف وهى التى اعتادت من روحها القوة.
, -سمعانى، مهما خبطت، اوعى تفتحى
, وانا آسفحقيقى آسف.
,
, تركها وابتعد خطوات إلى غرفته، نيران عشقها تلهب جسده وجمرات شفقتها على نفسها تحرق ما تبقى داخلها من احساس تخفيه. حتى ركض نادر من غرفته واذ به على باب غرفتها يقف واردف بصوته المتهدج المحمل بالمشاعر وانفاسه فى صراع العلو والهبوط
, -نعمهنعمة انا عارف انك سمعانى
, كانت هى على فراشها تمسح دمعاتها واذا بها تقترب من الباب بهدوء تستمع إليه فى صمت حيث استطرد هو.
,
, -احنا ليه بنعاقب نفسنا يا نعمه!ينفع تجاوبي عليا. انتى مراتى وانا جوزك وانا وعدتك هنفضل اخوات
, بس مش نافع مش نافع ابدا يا نعمه بعد م دقه قلبي ندهتك ومش بعد كمان م انتى حسيتى بيها، نعمة. يانعمة
, على صمتها تضغط بكفها على فؤادها كاد ينفجر منادياً إياه وتتنفس اشتياقا له من خلف الجدران.
,
, نعمه انا بحبك، حرام نعاقب روحنا واحنا اصلا مش غلط. ميريهان راحت لحالها واخويا جلال محافظش عليكى وانتى نعمته، وانا وانتى تحت سقف واحد كل دا وبنعاقب روحنا على شئ كل حد مننا مفتقده من التانى من زمان يانعمة انا مش قادر اكتر من كدا
, ومش هقدر.
,
, ولوهلة، فتحت الباب ودفعت نفسها داخل احضانه دفعه واحدة، فوجئ بها ومن ثم اغرقها قبلات اشتياق وحب وغرام ولهفه. ففى هذه اللحظة شهدت جميع قسمات جسدها بلهيب نيران شفتيه عليهم. ضاعت بين يديه ووجد نفسه اخيرا داخلها وفيها ولديها.
, يا ****!
, من الذى كان سيخبره انهما نجمتان متلئلئتان فِ السماء!
, او جمرتان من نار لهيبهما الاحمر يكاد يلفح كل من اقترب منهم. جوهرتان تتوهج ضياءا، ام رقعتين مدنستين فِ ثوب؟
,
, من كان سيخبره انهما متشابهتان كل هذا الحد من التشابهومتضادتان كتضاد الثلج والنار،
, بلى، قلبه هو الذى كان سيخبره رغما عنه حينما نبض فجأة دون سابق انذار. قلبه الذى رفع الراية البيضاء واستسلم لقواعد العشق المحتله له، قلبه هو نقطة الحسم. هو الحكم، وماخاب ابدا من استشار قلباً كان بالحب سيد كل حواسه الخمس.
, والمطلوب منى ايه دلوقت؟
,
, رفع إليها عيناه يحدق بها، كيف لها ان تسأل مثل هذا السؤال وهى تعرف الاجابه، ولكن كونه صبورا وهذه من اهم صفاته اجابها وهو يعلم تمام العلم ان الاجابه لديها قبل نطقه بها
, -انتى عارفه ايه المطلوب، انا حاسس بالذنب وهى كمان
, -وانا يخصنى ايه
, قالتها بنبرة حاده فنظر إليها نظرته المعروفه والتى حفظتها هى، ف اتبعت حديثها
, -المشكله دى انتو السبب فيها وانا مكانش ليا دخل، حلّوها بقا وبرضو من غير دخل ليا.
,
, -ياسلام!اذا كنتِ انتِ اساس المشكله وانتِ اللى عملتيها وجايه دلوقت تطلعى نفسك منها
, فرغ فاهها وقالت ب استهزاء
, -انت بتضحك على مين، انت جاى معاها هنا وتقريبا متفقين على كل حاجه انت وهى من قبل م اشوفكم رجع بظهره الى الوراء وقال
, -يعنى بترمى الكورة عندنا ومبسوطه وانتى شيفانا ف عذاب، انا وامى وليلى اللى منعرفش هى فين
, -وعذابي انا! عذابي انا يايزن ولا خلاص.
,
, -خلاص اييييه، خلاص كل حاجه ومن زمان اوى ايه الجديد متعمليش نفسك مش من هنا وكل حاجه حصلت غصب عنك يا ريفا
, قالها ب اندفاع وبنبرات صوت عاليه نسبيا اخافتها، جعلتها تتراجع فِ جلستها للوراء، ب عنف امسك يدها
, ورفعها امام عينها ل يقول
, -اسألى نفسك او اسالى دى! شيفاها دى ولا بس مش شايفه غير اللى عاوزة تشوفيه
, صمت ل برهه وجلس امامها يعلو ويهبط صدره إثر انفعاله وهو يتحدث، تنظر هى له لاتنفرج شفتيها
, ليردف هو.
,
, -طول الوقت كنتى بتشوفى بس اللى عاوزة انتى تشوفيه وتستنجيه وتحلليه وتبنى حجات عليه
, حتى لو غلط حتى لو ملهاش اساس من الصحه، انا اكتر حد حفظك وفهمك
, انا اكتر الناس اللى عرفتك دمى ده فيوم من الايام كان بيجرى ف وريده اسمك. ريفا!
, خدتى كل حاجه واتمتعتى ب كل حاجه وباقِ النفس تحرمى غيرك منه، تحرميه ان ش**** من الحياه.
,
, لسه مبتشوفيش الا نفسك فالمراية. ليلى شايفه انك جزء كبير ف اننا منكملش عشان تسيبك ليا للنهاية وانتٍ ب انانيتك المعهودة مش معترفه بذنب
, ترقرقت بعيناها الدموع لتسيل على جانبي وجهها، ف يرق قلبه ويهم بمسحهم ل تقوم ب ابعاد أصابعه وتتكفل هى بحالها، ل يكمل هو محاضرته الساخنه التى فضحته عندما صَبَر صبر الحليم وآن اوان اتقاء شره.
, -فيه سوء تفاهم وحاجه غاليه ضاعت منى بسبب غبائى وبسببك.
,
, ف لازم تصلحيها معايا، لو كنتِ حابه ان يفضل لك اى حاجه حلوة منك جوايا.
, همهمت ريفا فى خفوت حزين
, للدرجة دى حبتها؟
, اشترتنى. وانا اللى يشترينى بعيوبي ابيع الدنيا عشانه لو اقدر
, رفعت بصرها إليه فى قوة
, وانت عارف مكانها فين دلوقت؟
, تنهد يزن فى حزن وبصوت متهدج يمزقه اليأس
, دورنا عليها فكل حته ومش لاقيينها نهائى هموت واتطمن عليها.
,
, اقتربت ريفا من يزن، تحركت بداخلها مشاعر القرابة والاخوة التى كانت تجمعهم قبل علاقة الحب. احست ان حياتها بالفعل مستقرة وهى بها فى حال افضل، وهو مازال معطل فى مكانه هذا غير انه على وشك ان يصاب بعاهه العمى المستديمه. لا يستحق منها سوى ان تقف بجانبه فى اصعب مراحل حياته شدة. فهو قدم إليها الكثير وان أوان السداد.
,
, -يزن، متقلقش لما تلاقو ليلى هحاول انا وماما نصلح ولملم باقى اللى اتكسر مابينكم. متزعلش ليها حل
, تنهد بقوله ناظرا اليها رجاءا
, -يارب
, -انا مش فاهم لحد دلوقت كلمة منكم، ليلى مختفيه وبتدوروا عليها عندى؟
, نظر كلا من حنين واسر الى بعضهم البعض، ومن ثم التوت شفتى حنين واردفت الى نزار.
,
, -ايه اللى مش مفهوم! لولا الظروف لا كنا جينا هنا ولا ازعجنا سيادتك نزار بيه. بس افتكرنا انها ممكن تكون عندك بعد م سألنا عليها فعنوان الاستاذ مؤيد خطيبها السابق وطلع هو نفسه مسافر برة مصر بقاله فتره
, اشعل نزار السيجار ونفث دخانه بعيدا عن وجههم واردف بثقته اللامتناهية
, -انا عرفت ان ليلى رجعت، لكن هى فين معرفش وانا مش مضطر انى اكدب لو اعرف هقول هى فين. بس سؤالى هى مختفيه ليه.
,
, زفر اسر بضيق وهب واقفا ممسكا بيد حنين وهو يقول
, شكرا نزار بك، واسفين للازعاج وتعطيل من وقت حضرتك
, ترجلا خطوتين للخارج ف اوقفهم نزار بقوله
, مردتوش على سؤالى!
, التفت إليه اسر بهدوءه الذى يغلب صبره وقال
, مش مهم، مهم دلوقت نعرف ليلى فين. ولسه موصلناش
, انما هى اختفت ليه. مش دى المشكله الاساسية
, بعد اذنك
, مفكرتوش ليه تكون راحت للمقابرعند والدها وجدتها!
,
, اتسعت حدقه حنين وتعجب أسر بعقد حاجبيه تعقيبا لآخر كلمات نزار التى تفوه بها واندفعت حنين بقولها الغير واعٍ
, -يابن الإيه!
, لكمها أسر ان تعدل مما صاحت به، المتها لكمته فصححت ماقالت ثانية واستطردت
, عندك حق، شكرا جدا. يلا يا أسر!
, وفور اخطارهم بهذه الفكرة قامت حنين بابلاغ البقية حتى تهدأ دقات قلوبهم الخائفه كل هذه الايام على قطتهم الصغيرة حينما وقعت اعينهم عليها تقيم بغرفه بجانب قبر والدها.
,
, غرقها كان بيدها، كان بِ كامل ارادتها
, ارادت الابتعاد، ارادت الانعزال
, حتى انبثقت بقعته رغما عنها
, رغما عنه ايضا. ربما!
, ولمَ لا؟
, احيانا اقدرانا لاتحدث صدفاً، لاتحدث الا وان كان انسابت حبات العقد واحدة تلو الاخرى حتى حان دورهاحان وقتها. حان قدرها!
, ليقبل هو بقلبه وتهرول هى بروحها ليتعانقا
, ناسيين ماقد مضىطامعين فى كل ماهو آت.
,
, -بتعملى ايه هنا ياليلى؟انتى عارفه‏من كتر ما انتِ حاطة فكرة انه محدش يدوم للتاني بقيتى تنهى علاقاتك، اللي من الممكن انها تدوم بس عشان المبدأ السخيف دا. اللي زرعتيه وغرستيه في عقلك، أصبح بالنسبة لك قطع العلاقات أمر سهل جدا. جدا ياليلى
, نظرت الى يزن بعمق بالغ اثره، كم تود ان ترتمى بين احضانه كما اعتادت تشكى منه إليه يريحها ويجبر كسر قلبها ويزملها وفى خلال الدقائق. مجرد دقائق تعود ليلى كما كانت.
,
, -انت اللى هنا ليه يايزن؟
, -احنا كلنا هنا عشانك يا ليلى، لازم تواجهى قرارك متنسحبيش. وكمان مش عدل ابدا تسيبي يزن بعد م نزل مصر عشانك وواجه امه وواجه ريفا واستقوى بيكِ
, اردفت بالاخيرة بلقيس بينما اكمل أسر بدوره تباعا لما صرخت به بلقيس
, -مينفعش برضو يكون حواليكِ كل الناس دى بتحبك وتهربي، وتهربي للاموات رحمة **** عليهم
, عيشى وواجهى ب حبك وجاهرى بيه واتمسك وخليكى قوية زى م بدأت ِ مشوارك.
,
, اقتربت منها حنين وهى تهمس لها بحب اخوى غير معتاد على شخصية حنين جافة المشاعر
, لو المشكله ف طنط نعمة، فهى قالت انك ممكن تعتبرى انك معرفتيش اى شئ عنها زى زمان بس تخليكِ مع يزن.
, امسك يزن بكف يدها برفق، ووضعه موضع قلبه واردف
, -كل الناس وكل الحب وكل دى قلوب شايله رحمة كدا حواليكِ وتقسى عليا كدا!
, تركت مشاعرها الحبيسة تتحرك له أخيراً وتتحرر من اسرها، عانقته وكأنها ظمآنه غرامه. تبسم من حولها واخيرا تمت المهمه.
,
, كونى بخير دوماً نجمتى، ف أنا لست اول عاشقيك ولا آخرهم. ولكننى الوحيد من امتلك مضغة فؤادك
, انا من كبلها بقيوده للأبد. انا ياليلى!
,
, بثوبها ذو اللون الابيض الملكى وتاج الورد الابيض الطبيعى فوق رأسها الموضوع بعناية مع تصفيفه شعرها، عروس تتألق فى حلتها وسعادة قلبها هى من ابرزت جمالها. دقات قلبها تشير. هناك سويعات ياليلى وستسقطى ب احضان اميرك. امير حياتك، من تقبل عالمك الاسود المظلم اخيرا وعانق كل جزء كسر بكِ دون ان يخاف الجرح.
,
, تهيئوا كلا من حنين وبلقيس واسر حتى نادر، وانشغلت والدة ليلى وايضا والدة يزن وريفا ب استقبال المدعوين متهلله اساريرها. فقد سامحتها ليلى ذات القلب الطيب نظرا لأنها هى من ربت يزن وكانت بجانبه للنهاية. ومن ساعد على تحقيق ذاك الانتصار هى ريفا حينما شرحت لها سوء حالة والدتها قديما وان ما سطعت عليها شمس يوما الا وذكرتها وكانت تود ان تطمئن لحالها. حتى بعدما طرقت كل ابواب الاقارب لمعرفه حال ابنتها ولم يعطونها الجواب الصريح منعا للمشاكل مع جدة ليلى صعبة الطباع.
,
, اتممت زينتها ليلى وكانت برفقه حبيب عمرها يزن فى رقصة افتتحاها سويا، وبجانبهم بثوب يشبه نسبيا ثوبها يرتدياه بلقيس وحنين واطواق ورد حمراء تحيط برأسهم ومن ثم تنسدل شعورهم على اكتافهم.
, بلقيس فى يد نادر، وحنين مع اسر الذى اتم خطبته عليها اليوم وعقد قرانه عليها عقب يزن وليلى واصبحث الفرحة ثلاثية اخيرا.
,
, شهد عهدهم الحب والفرح , الحزن والضيق , اليأس والامل، على نغمات الأغنيات يتراقص الجمع بفرحه وتتبادل الادوار حينما كان يراقب نزار الاجواء من بعيد كما اعتاد اهم شئ ان تظل ليلته. طفلته بخير.
, حالفين لا نقاوم ايامنا. مع ناس دايما حاسين بينا. لا حياه ولا دنيا هتخذلنا والضربة اللى متقتلش تقوينااه
, طبعا قادرين نعملها. طبعا نقدر عالدنيا بحالها، والسكة اللى تبان صعبه ف اولها. مع بعض انا وانت اكيد هنكملها.
,
, اعتلت اصوات الجميع وكل من وجد نصفه الآخر كان مشاركا له الفرحه والسعادة، يصفقون يهللون يتراقصون. كانت اللقطات المبروزة لهذه اللحظات ذكرى ويالجمالها لا يمحيها الزمن ابدا لكل من شارك بها.
, ‏لقد كان وجودها خفيفًا إلى درجة إنه لم يفتقدها أحد، إلّا قلبي، لأنه أصبح خفيفًا أيضًا حين التقى بها أول مرة. كانت شمسا لاتغيب لكل من يريدها لكل من يحتاجها. كانت قلباً يسع الجميع وكانت قلبي الذى لايسع إلّاها!
,
, ‏لقد كان وجودها خفيفًا إلى درجة إنه لم يفتقدها أحد، إلّا قلبي، لأنه أصبح خفيفًا أيضًا حين التقى بها أول مرة. كانت شمسا لاتغيب لكل من يريدها لكل من يحتاجها. كانت قلباً يسع الجميع وكانت قلبي الذى لايسع إلّاها!
,
, بمدينة الالعاب، كانا يمرحان الطفلان نوح و عيسى بعدما تحسن حالتهم الصحية كثيرا، فقد صنع لهما نادر يوما لمشاركتهم اللهو واللعب بمدينه الالعاب ويوما لتعلمهم لرياضة السباحه فالمسبح فهذا صنع تطور كبير لحالتهم ايضا علاوة على اختلاطهم بمن حولهم اكثر حتى يتم اندماجهم بهم ليصبحون جزءا من ذاك الكيان.
, اما عن بلقيس فهذه الحياة التى لم تعد يوما بحسبانها، كانت اشبه ب انتظار زاهد ل الجنة اخيرا.
,
, كان وعدا من ****. ووعدا **** يكفيها ان يبشر الصابرين. وهى كانت على عهدها صابره مثابره تتحمل حتى فازت ب أجرها الذى فاق التخيل والتوقعات.
, -انا هدخل اغيرلهم هدومهم ونديهم الدوش سوا
, دلف نادر يساعد احدهم فالدخول للمنزل وهو يردف الى بلقيس
, -طيب تمام، انا هغير ووراكى.
,
, ملئت بلقيس. حوض المياة بالماء ووضعت بعض المواد ذات الروائح لانعاشهم وجعلهم يستمتعا بوقتهم فى الاستحمام، ومن ثم دلف نادر لايرتدى سوى سروال منزلى قصير وبدأ الثنائى باللعب معهم وهم يقومون بمساعدة ******* بالاغتسال، تتعالى الضحكات ويتراشقون بعضهم البعض بالماء والصابون. وكأن الحمام اصبح مسرح لاربعتهم ضحك ولعب ولهو.
,
, خرجت بلقيس ونادر يلفون المعطف القطنى للاستحمام على عيسى ونوح ومن ثم قاموا بمساعدتهم ب ارتداء ملابسهم وعلى الفور كان قد اعد نادر كوبان من الشيكولاته بالحليب الساخنه.
, وبهدوء ساعدوهم بتجرعهم وبعدها بعشرة دقائق تناولا دوائهم وظلا بجانبهم حتى غطا فى سبات عميق، اشعلت بلقيسجهاز المدفأة الكهربائى واغلقت انوار المصابيح الجانبيه-الاباجورة-وتأكدت من تدفئتهم بفعل الغطاء. واغلقت الباب وهى تستودعهم **** كعادتها.
,
, -انت عملتلى انا كمان هوت شوكليت!
, نظر لها وابتسم وهو يقوم بفتح الحاسوب المحمول وهو يردف
, -وحضرت فيلم كمان واوام عملت اوردر فشار ولب وسودانى وحجات يافندم، اتفضلى.
,
, جلست هى وابتسامتها على وجهها فجلس هو بدوره جانبها، لف ذراعه حولها وبدء الفيلم فانهمكت هى فالمشاهدة والمتابعه وهى تتناول المسليات التى حضرها، شعرت بلقيس بالبرد دون ان تتفوه، فقد علم نادر اثناء رعشتها الخفيفه بين احضانه، فقام على الفور واحضر غطاء وثير ولفها هى وهو به على الاريكه، تبسمت ب امتنان وتناول هو كفها ب يسر وقبلها به وعلى نظرته الحانيه، رجعا ببصرهما الى الحاسوب يكملا متابعه الفيلم واذ به. يحاوطها بذراعه وانفاسه قرب اذنها فقالت بلقيس.
,
, -الفيلم حلو اوى، هفضل احب ذوقك
, -عشان انتى بس حلوة اوى. متابعه قصته
, همست بخفوت وعلى نظرتها لشاشه الحاسوب
, -طول عمرهم كانوا قصاد بعض ومكانوش يعرفوا ان الكل الحب دا جواهم لبعض. وكل الجنة دى هيلاقوها فبعض
, اشتدت بعناقه عليها واسندت هى رأسها الى صدره تشتم عبير جسده ورائحته. التفت ب رأسها و اردفت هى بصوت هادئ كعهدها
, -انا بحبك اوى يا نادر.
,
, اقبل عليها اكثر وقبلها فى منتصف بداية منبت شعرها من الامام واطال القبله، ثم رفع بصرها له باصبعه ليقول بحنان
, -انا بعشقك. وبعشق حنيتك، ياشمس حياتى وحبيبتى ونعمه **** اللى ادهالى ووعدنى بيها.
,
, عانقته هى بشدة فقام هو باغلاق الحاسوب بيد وبالاخرى لفها بالغطاء وتقوقع هو بداخله معها وذهبا الى عالمهم عطشىككل مرة كانا فيها سويا يذهبون بعد ظمأ طويل من وجهه نظرهم حتى وان كانوا ارتشفوا عسل عشقهم مرات ومرات سيظلا عطشى وشعور الشبع لن يكون فى قاموسهم قط.
, ولا يا اآسر، خد هنا ياض
, صفعه صفعه خفيفه خلف رأسها وهتف فى سخرية اثر جلوسها على المنضده تكتب نص لحلقه قادمة فى البرنامج الذى تقوم ب اعداده.
,
, نعم يا جزمة، حد يقول لجوزه ياض؟
, تعالى ياباشا يا وزير يا للى مفيش منك، المرة الجايه هناديك وانا مجهزالك فرقه حسب ****
, جلس بجانبها ينظر لها امتعاضا، ف اشارت الى الورق الذى امامها
, بص، ايه رأيك فالاسئلة هزنجفها بعون ****
, تزنجفيها ايه يا مُعده نص كم، لا بس الشهادة لله شوية اسئلة فالجون جدع ياجعفر
, اطلقت زمجرة غضب ناظرة اليه ف ابتسم هو نجح فى كيدها ككل مرة
, -جعفر ايه ماتتلم، واما انا جعفر بتيجى ليه وقت ال.
,
, وضع انامله على شفتيها ضاحكا وقبل رأسها وهو يردف
, لالالا مقدرش على زعل جعفر، دا انتى جعفر قلبي يابت. يابت يا جعفورتى هاتى بوسه من زلومتك
, لكزته حنين بقوة ف اتسعت حدقته ومن ثم اردف
, -بلاش ضرب هروقك
, -ورينى
, -طب تعالى
, سددا لبعضهما البعض بعض اللكمات ك ***** يتعاركان على امتلاك كرة احدهم، حتى احتدت المعركه الهزلية
, واذ به يوقعها ارضا فتعلن استسلامها بتقبيله لها وعناقها له منتشيين داخل بقعة غرامهم المعزولة الصغيرة.
,
, اما عن ليلى ويزن.
, فالحال انقلب، بعدما تم زفافهم اصيبت ليلى بحالة جعلتها ترفض اقتراب يزن منها كزوج. فى بادئ الامر تفهم هو واحتمل ولكن بعد ذلك لم يستطع الاحتمال اكثر من ذلك
, فهو افتعل كل الاشياء لاقناعها، بتدليلها مرة. بالود مرةوبالتفهم منها مرات.
,
, حتى ذلك اليوم التى كانت تعد فيه المرحاض لتغتسل اثر يوم طويل. واذ به يقف خلفها يتحسس اناملها ب اصبع واحد منه يمرره من اول ظفرها مرورا بكف يدها للرسخ للذراع برفق وهو يتنفس خلف اذنها تكاد تسمع دقات قلبه من شدة التصاقه بها.
, التفتت فالحمها فى احضانه رغما عنها وبرضاها. هاهى المرأة تريد وتظهر الاستغناء، تعشق ويبدو منها البغض والكره. كائن غير مفهوم ابدا ولكن من دونه لن تستمر الحياه ابدا.
,
, نظرة مستقبليه بعيييدة للغاية
, وخدت سندريلا القرار. وفاتت سنيين كتيىر
, والعصفور مبقاش امير
, ولا عاش وحيد
, بقى عنده ولاد وعيلة وبيت.
, حلم كتيير وحلمه اتحقق، بعد ما كان مبقاش يصدق الحواديت
, حملقت الصغيرة نشوان بجدتها بفيروزيتاها الجميلتين اللتان وهبهم الخلاّق لها إرث من جدتها ليلى وهى تردف بصوتها العذب الطفولى
, -وخلصت الحدوته كدا يا آنه ليلى؟
,
, ضمت بذراعها على حفيدتها قدر استطاعتها فقد وهنت قواها لتقدم سنها، احتضنت نشوان حفيدتها من طفلتها بالتبنى عزة التى تبنتها قديما هى وزوجها يزن وظلت معها الى ان انهت دراستها وزوجتها وانجبت نشوان التى اسماها جدها يزن على مسمى زميلة عمله فى لندن طبيبه عراقية الاصل نظرت ليلى لها وهى تردف
, ايوا خلصت يا روح آنه ليلى.
,
, هبت الصغيرة من مجلسها، وهرولت ناحية الخارج حينما رأت جدها يزن قادم يدلف للغرفه متحسسا المكان بعكازه كما اعتاد. حاولت ليلى النهوض لتساعده وهى تردف
, انت صحيت يا حبيبي.
, طبعا، قاعدة مع نشوان ونسيانى
, لا يا جدو آنه كانت مستنيه تصحى راحت حكتلى قصة العصفورة ليلى والعصفور الامير يزن لما بنو العش ومبقتش وحيدة تانى.
,
, ابتسم يزن فظهرت تشققات وجهه ل كبر سنه، ومن رائحه ليلى التى حفظها قلبه اقترب من رأسها وقبلها بهدووء وضمها إليه قدر استطاعته وهو يردف
, ليلى هى البيت وهى العش وهى العيله يا نشوان، ليلى هى الناس
, تبسمت ليلى ف لمعت فيروزيتاها اللتان بمرور الوقت سيظلا بريقهم ينير درب كل من استحق ان يراهم ويمتلكهم ويكون خير راعِ لهم الى الابد.
,
, الفيولين، الة صغيرة جدا. من نظرتك الاولى تعتقد ان ب امكانك العزف عليها بسهولةولكن احذر!
, ليس كل صغير سهل او ضعيف. الفيولين اصعب آلة يمكنك العزف عليها لتعطيك لحنا يرضيك، يجب ان تحفظها وتدرسها وتصمها. سعدت كثيرا بهذة النهاية، النهاية التى علمتم من خلالها ان طريق الحياة ليس صدفه بل نصيب وعلينا تقبل النصيب خيره وخيره ايضا فلا من عند **** ابدا من شر.
,
, اعتذر كون القصة تحتوى على الكثير من الدراما، ف انها الواقعيه واقعيه حياتنا ما كان ب استطاعى رسم فراشات الحب بين سطور الرواية طيلة الوقت فهذه لست قصة الثرى والفقيرة فالحب، ولا الوسيم والجميلة
, هى قصة حياة. قصة لا تدرك عالمها الا حينما تدلف إليها وتكون من ساكنيها. ف استقبلوا رسائل هذه القصة بلمساتى الخفيفه ك ارض عطشى للمطر!
,
, كنتم مع فيولين اتمنى ان تحظى بالقبول عندكم وبقبولى انا ايضا، فلا اجتمعنا يوما انا وانتم سوى حروفى كانت حبل الوصال فهنيئا لى بكم.
,
, تمت
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%