NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

mor2010

نسوانجى الاصلى
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
مشرف سابق
إنضم
24 مايو 2022
المشاركات
7,109
مستوى التفاعل
4,918
نقاط
459
الجنس
ذكر
الدولة
egypt
توجه جنسي
أنجذب للإناث
ان روعة البيان وسحر الكلام لـ يعجزان عن التعبير في هذا المجال ..
لأنه تحدث فيه الكثير وطوقته الأقلام أكثر من مرة ..
وما أنا الا قطرة في بحر أحاول أن أستعير بلاغة القول وسحرا لأداء وروعة البيان لأعبر عن كل ما في صدري وتنطق به مشاعري ..

وانه لـ يسعدني أن أجول بفكري وعقلي متحدثاً في هذا الموضوع الشائق الذي يعتبر من موضوعات الساعة فـ موضوع ..


اذا اردت أن تكتب قصة مشوقة يقبل عليها الناس

ويستمتعون بقرائتها عليك باتباع الآتي :

*اختر موضوعا جميلا وذا مغزى واضح .

*اكتبه ببساطة وبطريقة متأنية لاتكن متعجلا في السرد .

*اهتم بالاسلوب الذي تكتب به الرواية وحاول ان تتجنب
الإسهاب في السرد الذي لايضيف للمعنى جديدا .

*حاول ان تكون الأسطر متباعدة قليلا لكيلا تجهد عين المتلقي
فينصرف عن اكمال الرواية .

*سيكون جميلا لو أضفت صورا أو رموزا .

*ليس شرطا أن تكون القصة طويلة من 30 أو 50 سطر لتصبح
قصة متكاملة فقد تكون قصة قصيرة من 5 او 6 أسطر ومصاغة
بطريقة جذابة لها معنى جميلا متكاملا .

*لاتهتم بالمعنى على حساب الأسلوب بحيث يتحول الأسلوب الى
اسلوب اخباري بدل من قصصي جميل
طبعا لك الحرية باختيار التعبير الذي يلائمك
فاللغة العربية ملئية بالمترادفات والتعابير الجميلة.

*لاتحقر ولاتستصغر موهبتك فلكل منا موهبة وإن أحببت قراءة
القصص فبإمكانك كتابتها في حال صقلتها بالقراءة والاجتهاد .

*اقرأ لأي كاتب كبير أنت تحبه .

*ليس ضروريا أن تكون قصة حقيقية بل من الرائع أن يصوع
خيالك رواية جميلة ككل الكتاب والأدباء

كيف تكتب قصة ؟
قواعد كتابة القصة


الموضوع باين من عنوانه
عشان تعرف تكتب قصة لازم تتعلم قواعد القصة الأول
وموضوع بيتكلم عن إزاي تكتب قصة وكمان قواعد كتابة القصة
لكل قصة أحداث
وتقع هذه الأحداث في مكان وزمان معينين
وترتب هذه الأحداث بحيث يكون للقصة بداية ووسط ونهاية
كما يجب أن يوجد لكل قصة بطل أو شخصية رئيسية ومشكلة أو عقدة وحل لهذه المشكلة .

بطل القصة :

كل قصة تبدأ بشخصية رئيسية قد تكون حيوانا أو إنسانا أو أي شئ , وللبطل سمات خلقية مثل : الطول أو القصر , أو البدانة أو النحافة , وصفات خلقية مثل : الجود أو البخل , أو الوفاء أو الغدر .

مكان القصة وزمانها :

قد تجري أحداث القصة في مدرسة أو بيت أو شارع أو وسيلة مواصلات , والزمان قد يكون في الماضي أو الحاضر أو المستقبل .

المشكلة والحل في القصة :

لا تسمى القصة قصة إذا خلت من مشكلة يحاول البطل التغلب عليها وحلها , والقصة الجيدة هي التي تكثر فيها محاولات البطل لحل هذه المشكلة





"كيفيه كتابه القصص "
من الموضوعات الحيوية التي يجب على كل منا التعبير فيه برأيه ..
وبذلك تتبلور الأفكار ونضع نصب أعيننا تصوراً للموضوع ..
وخلاصة الأذهان فإنه مما لا شك فيه ..
أن هذا الموضوع هام ونافع جداً لـ كل كتاب قصص ..
وذلك لأنه يمس العديد من الجوانب الهامة في كيفيه الكتابه .
أني أرى أفكاري تتسرع لـ يقوم الكلام بتحويلها لـ كتابات بحبر على الورق وعلى هذه السطور ..
و التي أدعو اللـه أن أتمكن من إيصالها لكم بشكل جيد ..
وأتمنى أيضاً أن يسعفني الوقت في كتابة كل ما يدور ..
في عقلي من أفكار ومعلومات لهذا الموضوع الشيق ..


وأن الحديث في مثل هذا الموضوع يجعلنا نتحدث بكل جديه واهتمام ..
وما سأقوم بعرضه في الأسطر القادمة ما هو إلا نقطة في بحر لهذا الموضوع


ولا أعلم كيف ابدأ الحديث في مثل هذا الموضوع .؟
ولا أعلم ان كانت سوف توفقني الكلمات وتكفيني أم لا .؟
فإن الكلمات تصغر وتتضاءل ولأني سأبذل كل طاقتي للتحدث في هذا الموضوع الشيق ..
وسأعتبر من خلال كلماتي البسيطة في مثل هذا الموضوع الشيق الرائع ..




القصة القصيرة ..

هي الشكل الأدبي الأمثل للكثير من كتاب الأدب ..
وعلى الرغم مما تحتاجه من مهارة في اللغة والتكثيف الذهني ..
إلا أنها هينة وفي المتناول عند مقارنتها مع الرواية ..
فالأخيرة مهمة "هرقلية" يتقنها عدد قليل فقط من الكتاب ..
وعدد أقل يقدر على بدء رواية والاندماج معها والانتهاء منها بالفعل ..
بينما نجد أن القصة القصيرة ..
وإن كانت مهمة معقدة ..
إلا أنها قد تُكتب في أسبوع أو اثنين أو ربما في جلسة واحدة ..
تحتاج القصة القصيرة لصنعة كتابية متطورة ..
بينما تحتاج الرواية إلى مجهود متواصل ..
لكن في نفس الوقت يشترك الاثنان في مجموعة من العوامل ..
ألا وهي :
موقع الأحداث، الحبكة، الشخصيات، المعنى أو الرسالة ..
قصتك كذلك ومهما كانت قصيرة الحجم يجب أن تكون ممتعة ومشوقة للقراء ..
السؤال الآن :
ما هي الطريقة الصحيحة لكتابة قصة قصيرة مميزة .؟
والإجابة أن كل قصة قصيرة تمر بثلاث مراحل أساسية :
العصف الذهني (تجميع الأفكار) ..
ثم كتابة المسودة الأولى ..
ثم عملية المراجعة النهائية والتعديلات ..
ويمكنك أن تستغرق في الأخيرة كل ما يلزمك من وقت قبل أن تصل إلى الصورة النهائية الأمثل للقصة ..
وتصبح قابلة للنشر ..


جزء الاول _ فكرة القصة

1-ضع سيناريو أو حبكة للأحداث ..
يجب أن تعرف بوضوح من البداية موضوع القصة وأحداثها ..
ويعني ذلك أن تستكشف بداخل نفسك ما ترغب في معالجته عبر القصة ..
وكذلك كيفية التعبير عن تلك الأفكار اعتمادا على الشخصيات والحوار والأحداث ..
يملك كل كاتب قبل أن يبدأ في كتابة قصته منهجا أو زاوية ينظر بها لما ستكون عليه القصة ..

مثال: ابدأ بحبكة بسيطة كأن تضطر الشخصية الرئيسية في الأحداث للتعامل مع أخبار حزينة أو استقباله لزائر غير مرغوب فيه سواء كان صديقا أو أحد أفراد العائلة أو غير ذلك ..
مثال آخر: قد تكون حبكتك معقدة أكثر كأن يستيقظ البطل في عالم مواز أو يكتشف سرا غريبا عن أقرب أصدقائه أو زوجته ..

2-اصنع شخصية رئيسية معقدة ..
تركز القصص القصيرة على شخصية أو اثنتين لا أكثر ..
ويجب أن تكون تلك الشخصيات الرئيسية عميقة ولها رغبات واحتياجات واضحة وعامرة بالتناقضات ..
لا تكتف بشخصية طيبة وأخرى شريرة بل اصنع الشخصيات بنسق عميق وصفات ومشاعر متضاربة ومتداخلة ..
وهو ما يضفي عليها طابع حقيقي ويجعلها ممتعة للقراء ..

شخصيات القصص المثالية:

البحث عن الإلهام: الشخصيات حولك من كل مكان لذا استغرق ما يلزم من وقت في تأمل البشر الذين تقابلهم في الأماكن العامة ومعارفك وأصدقائك ..
دوِن ملاحظات عن الشخصيات المثيرة للانتباه وعن تصورك حول كيفية إدراجهم ضمن أحداث قصتك ..
لا حرج من استعارة صفات أشخاص حقيقيين في شخصيتك القصصية ..

تاريخ الشخصية (الماضي) :
ستدور القصة حول الأحداث المستقبلية التي تمر بها الشخصية ..
لكنك بحاجة كذلك لأن تعرف كل صغيرة وكبيرة من حياة الشخصية في الماضي ..
فذكرياته وتجاربه من الماضي هي ما كونت شخصيته الحالية ..
كيف كانت طفولة هذا الرجل العجوز الوحيد .؟
ما سبب الندبة في يده اليمنى؟
قد لا تذكر تلك التفاصيل في قصتك نفسها ..
لكنك ستكتب عنه أفضل إن كنت ملما بتلك التفاصيل من حياته في الماضي ..

شخصيات تثري الحبكة :
اصنع شخصيات تثري حبكة القصة وتضفي عليها بعدا عميقا وممتعا للقراء ..
لا تكتب عن فتاة مراهقة تحب عائلتها ..
ولكن اكتب عن فتاة مراهقة تحب عائلتها وتصارع الواقع وهي تكتشف العالم الخارجي الحقيقي بعيدا عن المنزل وما تواجهه من صعوبات لحماية أخيها الصغير ضد حالات التنمر في المدرسة ..
ربما أنها تشعر بالغيرة من أخيها الصغير في البيت ..
ولكنها مضطرة لحمايته من المتنمرين في المدرسة ..
هذا هو ما يخلق العمق ويجعل حبكة القصة مثيرة للقراء ..

3- اخلق صراعا ضمن الأحداث لبطل القصة ..
يجب أن تحتوي كل قصة قصيرة على صراع أو أزمة مركزية يجب على البطل أن يتعامل معها ..
هذا هو موضوع أي قصة في العالم ..
ابدأ من أول القصة في استعراض هذا الصراع ثم تعمق في الدخول إليه أنت (كسرد) ..
والبطل (كشخص يعيش هذا الصراع) على مدار كل فقرات القصة ..
الحياة الصعبة والشاقة للبطل تساعدك على كتابة قصة أفضل ..

مثال: اجعل لبطل القصة رغبة أو تطلع معين ..
لكنه يعاني على مدار الأحداث سعيا لتحقيق هذا الهدف ..
أو ضع بطل القصة في موقف صعب أو خطر يفرض عليه فعل المستحيل للنجاة بحياته هو وأحبابه ..


4- اختر مسرحا شيقا للأحداث ..
اعتبر أن القارئ سينتقل مع البطل إلى موقع الأحداث..
لذا من الضروري أن تجهز له مكانا شيقا ومميزا ..
وربما حتى تنتقل عبر الأماكن ضمن أحداث القصة لخلق حالة من الحركة والحيوية ..
يجب أن يحدث كل مشهد من مشاهد القصة في مساحة مكانية تعرفها بوضوح وأن تتفاعل الشخصيات مع تلك المساحة وأن تلعب جغرافيا المكان دورا في الأحداث ..


نصائح حول كتابة موقع أحداث القصة القصيرة :

العصف الذهني
: اكتب أسماء أماكن المشاهد
مثل: "مستعمرة فضائية على كوكب المريخ" أو "ملعب كرة القدم في المدرسة الابتدائية" ..
تخيل بوضوح المكان حيث ستجعل الشخصيات تعيش أحداث القصة ..
واكتب كل التفاصيل التي تخطر في بالك عن طبيعة هذا المكان ثم تدريجيا أضف الشخصيات لموقع الأحداث متخيلا كيف ستدور المشاهد والحوارات والأحداث بينهم وسط هذا المكان ..

اختيار موقع الأحداث بناء على الحبكة :
يتحدد موقع الأحداث افتراضيا بناء على الشخصيات وتصاعد أحداث الحبكة ..
لذا اسأل نفسك :
أين يفترض أن تدور أحداث هذه القصة .؟
ثم اختر المكان الجغرافي المحيط بالشخصيات بناء على تلك الإجابة بحرفية شديدة تجعل القارئ عاجزا عن تخيل تلك الأحداث في أي مكان آخر ..
هل يتعرض البطل لحادثة سيارة مثلا .؟
يقترح إذا أن يتعرض لهذه الحادثة على أطراف قرية نائية خلال ليلة شتوية بسبب الأمطار ..
وستجد أن طبيعة المكان قد طورت بعدا عميقا للأحداث ..
(الآن أصبح البطل في منطقة منعزلة في ظروف جوية صعبة ويجب عليه أن يجد طريقة لإصلاح سيارته!) ..

لا تحمل القصة أكثر من استطاعتها ..
التنقل بين الأماكن قد يضفي حيوية ومتعة للأحداث ..
لكنك في النهاية تكتب قصة قصيرة ..
لذا قد يتشتت القارئ إن كتبت الأحداث في أكثر من مكان ..
القاعدة العامة أن موقعا أو اثنين لا غير يكفيان لأحداث قصة قصيرة مع وجود بعض الاستثناءات لا شك ..

5- اختر ثيمة قصصية (فكرة) محددة تدور حولها القصة ..
ترتكز أي قصة قصيرة حول موضوع ما وتسعى لاستكشافه من وجهة نظر الراوي أو أبطال القصة ..
يقصد بذلك الموضوعات الكبرى التي تشغل البشرية على مر التاريخ ..
مثل: الحب أو الرغبة أو الفقد والموت ..
اختر أحد تلك الموضوعات واكتب قصة تشرح وجهة نظر معينة حول المختار من بينها ..
يمكنك التركيز على موضوع أدق نوعا ما ..
مثل: التنافس بين الإخوة أو التطلع للصداقات أو فقدان الوالدين ..

6- خطط للحظة الذروة العاطفية في القصة ..
تحتاج أي قصة قصيرة إلى تلك اللحظة التي يصل فيها البطل إلى أقصى درجات الانفعال والشحن العاطفي نتيجة لما مر عليه من أحداث ..
تأتي لحظة الذروة تلك في النص الثاني من القصة أو على بعد أمتار قليلة من النهاية ..
يجب أن يغمر البطل في تلك اللحظة وسط فيض من المشاعر أو الأحداث الشاقة أو تخرج حياته عن السيطرة أو يسيطر عليه اليأس والشك في نفسه ..
مثال: قد تكون لحظة الذروة العاطفية في القصة هي عندما يضطر بطل قصتك العجوز الوحيد أن يواجه جاره صاحب الأنشطة غير القانونية ..
أو عندما تواجه بطلة القصة الفتاة المراهقة صاحبة الشخصية المهتزة موقفا يفرض عليها الدفاع عن أخيها الصغير ضد المتنمرين في المدرسة ..

7- اختم القصة بمفاجأة أو فك عقدة الأحداث ..
من البداية ضع نصب عينيك الوصول إلى خاتمة لها أن تترك القارئ متفاجئا ومصدوما نتيجة لمعلومة معينة تنكشف له في آخر لحظة أو لانقلاب مفاجئ في مسار الأحداث يجبره على تغيير وجهة نظره ويضعه في موقف عاطفي مشحون وكأنه جزء من القصة نفسها ..
لا تكتب نهايات متوقعة ومفضوحة من اللحظة الأولى ..
بل تلاعب بالقارئ وادفعه نحو قناعة معينة ثم بذكاء وحرفة ودون الخروج عن إطار المنطق ..
اقلب الطاولة وأعد توجيه انتباهه نحو منطقة مختلفة تماما ..
تحقق لك ما يلي :
أولا إتمام أحداث القصة والكشف عن كل أوراق اللعب ..
ثانيا المفاجأة الشيقة والممتعة التي تجعل القصة عالقة بذهن القارئ للأبد ..


النهايات الجيدة للقصص القصيرة:

اكتب أكثر من نهاية :
ضع في الحسبان أكثر من شكل لنهاية القصة واعمل على تحليل كل اختيار منهم لتحديد النهاية السلسة والمتوافقة مع الأحداث أكثر..
والمرضية والمفاجئة في نفس الوقت ..
لا مشكلة كذلك إن لم تعرف نهاية القصة بوضوح من البداية ..
تقبل أنها الجزء الأصعب على الإطلاق في أي قصة ستكتبها ..

ما هو الشعور الذي يجب أن يشعر به القارئ في نهاية القصة .؟
نهاية القصة هي الانطباع الأخير الذي يأخذه القارئ قبل أن يرحل ..
لذا ضع في اعتبارك الحالة المزاجية التي تود أن يخرج بها بعد قراءة قصتك ..
هل تريده أن يشعر بالحماس والقدرة على النجاح .؟
أم بالإحباط والفشل .؟
أم أن يستقر في منطقة وسط بين الاثنين .؟
قد تتطور الأحداث إلى اتخاذ بطلة القصة قرارا بالدفاع عن أخيها ضد المتنمرين ..
لكنك تختم القصة بأنها حاولت وفشلت أو أصابها الذعر في آخر لحظة وتراجعت ..
يعني ذلك أن ما سيشعر به القارئ أن البطلة غير قوية كفاية لمواجهة العالم وأنها بحاجة لسنوات من البحث عن الذات ..


ابتعد عن النهايات المبتذلة (الكليشيه) :

الكليشيه ليس فكرة سيئة بالضرورة ولكنه أي فكرة ممضوغة مكررة ..
تم ابتذالها في آلاف القصص والخطب والمقالات من قبل ..
وكأنه مثلًا نكتة مضحكة لكنها قديمة وتعرفها ولن تضحك عليها بل ستشعر بالملل إن استمتعت إليها مرة أخرى ..
يجب أن تفاجئ القارئ في نهاية قصتك ..
وهو ما لن يتحقق إلا بنهاية مثيرة وقوية ولم يسبق له قراءة ما يشبهها من قبل ..
ابذل كل ما تقدر عليه من عصف ذهني وتفكير سعيا للوصول لتلك النهاية التي تجعل شخصياتك تعيش مواقف وتجارب جديدة لم تمر بها أي شخصية قصصية من قبل .


8- اقرأ الكثير من القصص القصيرة الجيدة ..
لا يوجد وسيلة أفضل لتعلم الكتابة الأدبية بما فيها القصص القصيرة من قراءة الأعمال الخالدة لتتعلم بالقدوة والمثل ولتتطور مهاراتك القصصية في عقلك اللاواعي ..
اقرأ القصص القصيرة من مختلف التصنيفات والأنواع الأدبية سواء الرومانسية أو الرعب أو العلمية ..
انتبه جيدا للطريقة التي يتعامل بها كل كاتب مع الشخصيات والثيمة القصصية وموقع الأحداث والحبكة ..
وافهم أيا منها هي نقطة القوة التي جعلت مما تقرأه قصة مميزة ..
نقترح عليك قراءة :
قصة "المرأة والكلب" لأنطون تشيخوف ..
قصة "أمر ما كنت أحاول أن أخبرك به" لآليس مونرو ..
قصة "إلى إيزمي، مع خالص حبي والقذارة" لجي دي سالنجر ..
قصة "صوت الرد" لراي برادبوري. [٩]
قصة "ثلج وزجاج وتفاح" لنيل جايمان.
قصة "جبل بروكباك" للمؤلفة آني برولكس".
المجموعة القصصية "النمور في اليوم العاشر" للمؤلف زكريا تامر ..
مؤلفات الكاتب غسان الكنفاني في القصة القصيرة
مؤلفات الكاتب يوسف إدريس في القصة القصيرة
مؤلفات الكاتب سعيد الكفراوي في القصة القصيرة


الجزء الثانى _ كتابة المسودة الأولى

1- اكتب مخططا لحبكة القصة ..

تنظم القصة المتقنة في ما يسمى بهيكل أو مخطط أو ملخص الحبكة..
والذي يتكون من خمسة أجزاء :
العرض التقديمي , حدث محرض (دافع لغيره من الأحداث) ..
ذروة , استقرار الأوضاع , فك العقدة (الحل/ الختام) ..
الحبكة في القصة هي ببساطة الأسلوب المحكم الذي يعرض به الأحداث ..
وتضمن لنفسك الوصول لهذا الأسلوب المحكم إن التزمت بالخمسة أجزاء سابقة الذكر بالترتيب ..
اعتبر أنها خانات يجب تسديدها قبل البدء في الكتابة ..
والتي ستعينك وترشدك أثناء الكتابة نفسها وتضمن لك أن تكون مراحل القصة (البداية والوسط والختام) واضحة ومترابطة وممتعة في القراءة ..
توجد مدرسة بديلة تسمى الجملة أو الفقرة الواحدة ..
وفيها تلخص كل الأحداث في جملة أو فقرة صغيرة تكشف عن كل الشخصيات في القصة وما يحدث بينهم وتخلق حجر أساس لكل المشاهد ..

2- اكتب افتتاحية جذابة للقصة ..
تعتمد القصص الحديثة على عنصر الجذب و"الخطف" للقارئ عبر الافتتاحية القوية ..
وتتحقق تلك القوة إن احتوت افتتاحيتك على ..
"حدث رئيسي/ صراع من نوع ما/ مشهد لا مثيل له أو وصف لغوي بياني رائع" ..
أو حتى أن تحتوي على كل ما سبق في نفس الوقت ..
استغل الفقرة الأولى من القصة كذلك في التعريف بالبطل (الشخصية الرئيسية) ..
والمحيط المكاني من حوله وازرع في لاوعي القارئ كل ما ترغب في أن تحصده مع انتهاء القصة ..
أي اترك تلميحات عن أفكارك ومشاعرك وطبيعة الموضوع الذي تتناوله القصة ..
تجنب بالطبع الأسلوب المباشر مراعيا أنك تكتب عملا فنيا وليس مقالا صحفيا ..
قد نتفق على أن جملة "كنت وحيدا في ذاك اليوم!"
ليست هي الأمثل لافتتاح القصة ..
(قد يكون لديك رأي مخالف شاركنا في التعليقات) ..
لكنها لا تطلع القارئ على معلومات جديدة وليست مصاغة بلغة تفاعلية ومحفزة للمشاعر ..
نقترح بدلا منها الافتتاحية التالية التي تؤدي نفس الغرض ..
ولكن بأسلوب قصصي أفضل :
"بعد أسبوع من وفاة زوجتي وجدت نفسي أدق الباب على الجيران طالبا استعارة بعض السكر ولم أكن أخطط لعمل أي شيء بالسكر في تلك اللحظة."
هذه الجملة تخبر القارئ بحدث معين (وفاة الزوجة) وبحالة البطل في اللحظة الحالية بتلميح أدبي ذكي دون تصريح (أنه وحيد للغاية) وتخلق مشهدا يمكن أن تبنى عليه الأحداث (بين البطل والجيران) ..


3- التزم بنفس الموضوع والرأي والحالة المزاجية ..
القصة القصيرة "قصيرة" ..
لذا قد لا تسمح لك المساحة سوى بعرض وجهة نظر واحدة خاصة بالراوي ..
(وغالبا ما يكون هو نفسه بطل القصة) وهي الملزمة لك طوال الأحداث ..
فكر في كل الشخصيات واختر وجهة النظر التي تود أن تستعرض بها الحدث الرئيسي ..
لكن بمجرد استقرارك على الراوي التزم بوجهة نظره من البداية للنهاية ..
ما يمنح القصة قدرا من التكثيف والوضوح والمنظور القوي بدلًا من التشتت في أكثر من وجهة نظر ..
تكتب القصص كذلك بأسلوب الراوي العليم ..
أي على لسان الكاتب نفسه بصفته شخص خارج الأحداث ..
لكن ذلك قد يخلق حاجزا بينك وبين القارئ أو بين القارئ والأحداث ..
ترجع لك في النهاية حرية اختيار أسلوب الحكي الأمثل للقصة التي تكتبها ..

تكتب بعض القصص بأسلوب المخاطبة ..
أي أنك ككاتب أو البطل في القصة (الراوي) يحكي قصته بتفاعل مع القارئ ..
ويوجه له صياغات الجمل ويخاطب مشاعره وأفكاره بشكل شخصي ..
بل وقد ينفعل أو يأمر أو يتهم القارئ ليجعله جزءا من الأحداث ..
أو يصاحبه ويشكو له وكأنه يرسل خطابا لصديق مثلا ..
تجد الكثير من القصص بهذا الأسلوب ..
من أشهرها رواية تيد تشيانج القصيرة "قصة حياتك" (Story of Your Life - Ted Chiang).

تكتب أغلب القصص القصيرة في زمن الماضي ..
لكن لا مانع من تنويع زمن الجمل (في الصياغة اللغوية) أو الأحداث (في الصياغة القصصية) حسبما يناسب القصة ويطور أسلوبها الفني ..


4- اكتب حوارا يكشف عن الأحداث وصفات الشخصيات ويثري القصة بكل كلمة وجملة تقال ..
الحوار لاعب رئيسي ضمن أي قصة أو رواية ..
وبما أنك تكتب قصة قصيرة فالحوار البسيط والواضح والمختصر لا غنى عنه ..
يؤدي الحوار أكثر من دور فبالأساس هو مساحة للكشف عما بداخل أبطال القصة ..
كما أنه وسيلة من وسائل تطوير الأحداث ..
لذا بينما تروى القصة بفقرات نصية على مدار أغلب أحداثها في اللحظات المناسبة ..
أضف جملة حوارية تخلق مشهدا وتفاعلا بين الشخصيات وتضفي طابعا دراميا وتعمق انفعالات الصراع والأحداث ..


الحوار القصصي الذكي في نقاط بسيطة:

اجعل لكل شخصية صوتها الخاص ..

الشخصيات ليس انعكاسا للكاتب ولكنها انعكاسا لنفسها ..
يجب أن تكون كل شخصية مميزة ولها منطقها العقلي وأسلوبها اللغوي المتفرد عن غيرها من الشخصيات ..
جرب أكثر من أسلوب وصولا للصوت الخاص بكل شخصية ..
فكر في الأمر على أبسط مستوى من التواصل وحدد مثلًا كيف تلقي كل شخصية التحية على من حولها ..
فستجد شخصية تقول : "مساء الخير" بهدوء شديد ..
بينما الأخرى تهبط على المكان محدثة جلبة هائلة وصياحا: "كيف حالكم يا شباب! لم أراكم من سنين!".

استخدم الأفعال والجمل الدالة على الحوار بذكاء وسط النص ..
يقصد بذلك صياغات مثل: "صاح فلان" أو "همست مرتعبة" أو "فقال:..."..
تفيد هذه الكلمات في إضفاء طابع حسي ووصفي على مسألة القول والحوار ضمن أحداث القصة ..
لكن يجب أن تستخدمها بتأنٍ وانتقائية ..
قد تستغني عنها مع تطور الأحداث وتكتفي بعلامة الترقيم "-" في أول السطر مع ترك مسافة ثم وضع جملة الحوار بين قوسي تنصيص ..
اعتمد على أفعال التحدث الوصفية عند الحاجة وعندما يكون لها مبرر منطقي في تتابع السرد ..


5- اكتب وصف المكان المحيط بالأبطال بلغة حسية قوية ..
القارئ لا يرى بعينه مكان الأحداث ..
لذا أنت عينه ويجب أن تنقل لغتك كل ما يتعلق بموقع الأحداث من صور وأصوات ومشاعر ومذاق ورائحة لدرجة يندمج فيها مع البطل اندماجا كاملا وسط المشهد ..
اعتمد على لغة تصويرية لوصف كل ما في المكان ولغة جمالية وشاعرية تنقل الحالة والمزاج العام للمشاهد والأحداث وتفاعل البطل وبقية الشخصيات مع المكان ..
مثال :
يمكن وصف مدرسة ثانوية على النحو التالي :
وكانت رائحة طباشير الكتابة في الفصول وأوراق الكتب المدرسية الجديدة تملأ كل أركان المكان مختلطة بعرق اليافعين من الذكور الذين لا يتوقفون عن الحركة والركض والصياح ورائحة خجل المراهقات…".

أو يمكنك أن تكتب لوصف السماء من شرفة منزلك في يوم خريفي:
"غطت السحب البيضاء الأفق وكأنها غطاء لسرير واسع من تحته كل الضباب الرمادي المختلط بدخان النيران المشتعلة خافتة وبعيدة للغاية في أبعد مدى للرؤية…"


6- اختم القصة بلحظة إدراك أو وضوح تام لكل الأسرار والعقد التي مر بها البطل على مدار الأحداث ..
لا يقصد بذلك أن تلخص القصة في درس مستفاد معلن بجملة خبرية ..
ولا أن تفضح كل شيء بالتفصيل الدقيق ..
فالقصة القصيرة هي تلميح ذكي والموجود في فضاء النص أكثر بكثير مما في النص نفسه ..
لكن المقصود ببساطة أن تكتب نهاية ينتهي بها الحدث الرئيسي ..
ويصل معها البطل/ الأبطال لاكتشاف سر ما أو يرى بعدها العالم من وجهة نظر مختلفة ويغير من نفسه ..
وهو ما له أن يتحقق سواء كانت النهاية مفتوحة أو مغلقة واتضح بها كل الأسرار من الماضي ورسم بها مستقبل متفق عليه للشخصيات ..
فكر في نهاية معتمدة على لغة جمالية وصور بيانية كأسلوب أدبي تودع به القارئ في نهاية القصة ..
أو يمكن أن تختم كذلك بحوار ثنائي أو مناجاة فردية (مونولوج) تكشف عما مر به البطل من تغير ..

مثال:
يمكنك أن تختم القصة بالبطل وهو يبلغ الشرطة عن أنشطة جاره المخالفة للقانون متقبلا ما سيتحمله جراء ذلك من خسارته للأبد كصديق ..
أو قد تكتب مشهدا تصويريا بلغة شاعرية عن محاولة بطلة القصة وهي تسير مع أخيها الغارق في دمائه إلى المنزل وهي تواسيه وتناقشه حول كيفية مواجهة الواقع الصعب خارج المنزل وحماية أنفسهم من المتنمرين ..



الجزء الثالث _صقل المسودة

1- اقرأ ما كتبته بصوت عال ..

يساعدك ذلك على الإنصات لكل جملة والحكم على وقعها على الآذان ..
وكذلك على سماع الحوارات بين الشخصيات وكأنها محاورات حقيقية من الحياة ..
قيم مدى سلاسة اللغة وترابطها وأنت تنتقل من فقرة لأخرى بحثا عن أية جمل غريبة..
أو تعبيرات يمكن استبدالها بما هو أفضل ..
عدل ما يزعجك أو اكتف بالتخطيط أسفله حتى تعود إليه في وقت لاحق للتعديل ..
ضع المخطط المبدئي للقصة نصب عينك وأنت تراجع المسودة النهائية للتأكد من أنك لم تنجرف بعيدا عن المسار الأصلي للأحداث واضعا نصب عينيك توضيح كل ما يلزم عن الصراع المركزي والكشف عن الشخصيات الرئيسية ..
تكتشف الكثير من الأخطاء الإملائية والنحوية ..
وكذلك عيوب علامات الترقيم وأنت تقرأ بصوت مرتفع ..
وهو ما قد يفوتك إن اكتفيت بالقراءة الصامتة ..


2- راجع صياغة كل جملة في القصة سعيا للمزيد من الوضوح والسرد الانسيابي ..
في القصص القصيرة القصر والاختصار هو كلمة السر ..
يتراوح الطول المعياري للقصص القصيرة ما بين 500 إلى 2000 كلمة ..

لا تخجل إذا من حذف مشاهد والاستغناء كليا عن الفقرات والجمل لتكثيف القصة وتقصيرها ..
قد تكتب مشهدا جيدا للغاية أو جملًا أدبية رائعة ..
ولها علاقة بالفعل بالأحداث ولكنها ليست الأفضل ولا الأقرب من لب القصة ..
لذا استغنِ عنها دون ندم مضمنا في قصتك فقط التفاصيل واللحظات الأكثر صلة وأهمية بالقصة نفسها ..
احذف ما يلي:
الوصف غير الضروري : في وصفك لأي شيء في القصة اكتب وصفا بليغا ومختصرا يوضح بالأساس المواصفات الأهم للأماكن أو الشخصيات أو الأشياء التي تتداخل مع موضوع القصة الرئيسي ..
هل كتبت بالفعل جملا ووصفا مشهديا رائعا ..
ولكنه غير وثيق الصلة بالقصة .؟
اقتطعه من الملف واحتفظ به في ملف آخر ..
فربما تستخدمه لاحقا حيث يجد هذا الوصف نفسه بسلاسة أكثر ضمن أحداث وقصة أخرى ..
لكن اقتطعه من متن هذه القصة ..
المشاهد التي لا تطور تتابع الحبكة :
هل كتبت مشهدا جيدا ولكنه قابل للحذف من تتابع المشاهد التي تبني بها الحبكة؟
القرار الأمثل هو أن تحذف هذا المشهد من متن القصة ..
طبق اختبار الاستبعاد إن نجحت في قراءة القصة بدون هذا المشهد كما هي بوجوده ولم يتأثر تتابع الأحداث فهذا دليل مؤكد أن هذا المشهد قابل للحذف ..

الشخصيات بلا غرض : طبق نفس اختبار المشاهد على الشخصيات ..
فلا تخترع شخصية رائعة ومرحة ولكن وجودها ضمن الأحداث هامشي وغير مؤثر ..
لا تخلق شخصية فقط ليتحدث معها البطل أو لا تؤدي دورا واضحا في التأثير على مسار الأحداث ..
يمكنك كذلك دمج الشخصيات لتقليل عددهم طالما كان ذلك قرارا منطقيا ضمن القصة ..
أعد قراءة قصتك بحثا عن الشخصيات الهامشية التي لم تشارك في الحوار ولا الأحداث ..
وفكر في كيف سيكون شكل القصة إن حذفت تلك الشخصيات نهائيا ..


3- اختر عنوانا مميزا للقصة ..
أول ما ينظر إليه القراء والمحررون هو عنوان القصة ..
لذا لا تكتب عنوانا مملا ثم تستغرب أن قصتك الرائعة ..
وربما أنها رائعة بالفعل لم تجد من يقرأها ..
اختر عنوانا له أن يحفز ذائقة القراء الأدبية ويستفز فضولهم ويشجعهم على ترك كل شيء والانتباه كليا لمعرفة المزيد عما يخبيه هذا العنوان وراءه من أحداث ..
قد يكون عنوان القصة شبه جملة توضح الموضوع (الثيمة) أو كلمات تحمل صورة مشهدية أو لغوية جمالية أو اسم الشخصية/الشخصيات أو حتى شكل ما يجمع بين كل ما سبق ..

من أمثلة عناوين القصص القصيرة العربية الرائعة ..
مؤلفات الكاتب بهاء طاهر :
"لم أعرف أن الطواويس تطير" و"أنا الملك جئت".
وتجد فيها جملة تامة توضح حدثا مشهديا أو معلومة عن بطل القصة ..
كما أنها مصاغة لغويا بمهارة أدبية تجذب الانتباه ..
من الأمثلة الأخرى :
نجد قصة الكاتب محمد مستجاب "الحزن يميل للممازحة"
وفيها تشبيه لغوي للحزن على أنه إنسان وطباق بين الحزن والممازحة ..
هذا الأسلوب البليغ يجذب انتباه القارئ ويثير ذهنه ..
واصل التجريب بحثا عن أسلوبك الخاص في صياغة عناوين القصص القصيرة ..


4- استمع لآراء ونقد من تثق بهم ..
اعرض قصتك على أصدقائك ومعارفك من المهتمين بالقراءة والكتابة القصصية ..
اسألهم عن رأيهم العام وكذلك على تعليقاتهم المحددة عن مشاهد وحوارات معينة ..
وكذلك عن مدى اندماجهم عاطفيا مع الشخصيات وما إن كانت الأحداث جذابة ومنطقية أم لا ..
تقبل كل النقد البناء وغير البناء للقصة وفكر فيه لتطوير قصتك دون النظر للأمر وكأنه نقد شخصي ..
بل تأمل جيدًا كل تعليق واستفد منه كما تقتنع في النهاية لتعديل الأحداث والصياغة والشخصيات والحوار ..
فكر في الانضمام لمجموعات الكتابة
(تحت إشراف خبراء أو كتاب مشهورين في القصة القصيرة)
أو ورش تطوير القصص أو التقدم بالقصة إلى إحدى مسابقات الكتابة ..
يمكنك حتى أن تكون مع أصدقائك من المهتمين بالكتابة القصصية مجموعة عبر منصات التواصل الإلكترونية أو اللقاءات الدورية للعمل سويا على تطوير القصص ودراسة فن الكتابة القصصية ..
بعد تجميع تعليقات من تثق بهم اجلس للعمل مرة أخرى على القصة محاولا تطويرها بناء على تلك التعليقات وصولا بها لأفضل نسخة ممكنة ..


كيفية كتابة بداية قصة

كتابة القصة قصيرة ليست بالأمر الهين ..
وافتتاح تلك القصة بافتتاحية محكمة هو الجزء الأصعب ..
لكن بعد أن تقهم مكونات القصة القصيرة وتتمرن على كتابة عدة افتتاحيات ..
لن تجد الأمر بذات الصعوبة وستصل إلى البداية الأفضل ..
إذا كنت تبحث عن بعض النصائح والتلميحات ..
نقدم لك في المقال التالي بعض الإرشادات التي قد تساعدك على فهم الطريقة الأفضل لكتابة بدايات القصص


الجزء الاول _ فهم طبيعة القصة القصيرة

اقرأ أكثر قدر ممكن من القصص القصيرة ..

على الرغم من أن بإمكانك أن تكتب قصة قصيرة في أي وقت ..
إلا أن قراءة الكثير من القصص القصيرة المتنوعة ما بين القصص الكلاسيكية والمعاصرة ..
يساعدك على الكتابة بشكل أكثر فاعلية ..
بعد أن تقرأ الكثير من القصص القصيرة ..
فسوف تفهم عناصر القصة القصيرة بشكل أفضل وأعمق ..
وسيمكنك أن تتعرف على ما يعجب القراء ..
اختر القصص التي تحبها وانظر إلى الطريقة التي تبدأ بها كل منها محاولًا تحديد جوانب الضعف والقوة في كل بداية .

اقرأ قصصا كلاسيكية لكتاب مثل :
إدجار آلان بو وتيشكوف وموباسان .
ومن الكتاب العرب: محمود تيمور.
اقرأ قصصاً قصيرة لكتاب النصف الأول من القرن العشرين .
من أمثال هيمنجواي وإيزاك بابل وفلانري وبورخيس .
ومن الكتاب العرب: يوسف إدريس.
اقرأ لأساتذة الكتابة القصصية المعاصرين مثل:
أليس مونرو وريمون كارفر وجومبا لاهيري.
ومن العرب: سعيد الكفراوي.

انضم إلى ورش الكتابة في المدرسة أو في مدينتك ومجتمعات المثقفين والمهتمين بالأدب ..
واقرأ أعمال الكتاب الذين يعملون على تطوير حرفتهم ..
لأن قراءة أعمال الأساتذة المخضرمين قد تكون تجربة غامرة يصعب معها أن تستفيد من تحليل أعمالهم ..
بعكس قراءة أعمال الكتاب الصاعدين الذين يكون من السهل تحقيق هذه المهمة مع أعمالهم.



افهم مكونات القصة القصيرة ..
لن تجدي المقدمة نفعا إذا لم يتلوها كتابة جيدة لوسط ونهاية القصة وعلى الرغم من تعدد موضوعات القصص القصيرة وأسلوبها القصصي وتنوعها بين القصص الكلاسيكية والأخرى التجريبية ..
إلا أن عليك أن تعي الجوانب الرئيسية التي تبنى عليها القصة القصيرة الجيدة :

الحبكة: الحبكة هي "ما يحدث" في القصة ..
فالقصص المبنية على الحبكة تعتمد بشكل أساسي على الحدث التالي مثل:
قصص آلان بو البوليسية
وبعض القصص تتبع نمطا واضحا من فعل متصاعد يقود لأزمة ثم فعل منحدر ..
بينما تبدأ بعض القصص من وسط الأزمة أو الذروة ..
والبعض الآخر ينتهي بالذروة دون أن يخبر القارئ بما سيجري بعدها ..
لا يجب أن تكون حبكتك مبنية بنفس طريقة القصص البوليسية ..
لكن يجب أن يكون هناك إحساس بحدث ما له عواقب ..
سواء كانت الشخصية ستعرف بأمر خيانة زوجها لها ..
أو إذا كانت ستفوز الشخصية في مسابقة ما بهدف إسعاد والدها ..

الشخصية: يجب أن تحتوي القصة على شخصية واحدة على الأقل يمكن للقارئ أن يتعاطف معها ويشعر بارتباط ما نحوها وفي العادة ما تكون تلك الشخصية حساسة وعطوفة حتى يمكن للشخصيات الأخرى تفهم دوافعها ,,
وإذا كانت الشخصية أصيلة وواقعية وساحرة فسيحب القراء متابعة القصة ..

الحوار: ويعتبر الحوار هو الجزء الشعري من النص ..
ويجب أن يستخدم باعتدال لكي يعبر في القصة عن صوت البطل ..
إلا أن بعض الكتاب مثل :
كارفر وهيمنجواي، يستعملون الحوار بغزارة في قصصهم ..

وجهة النظر: أي وجهة النظر التي تروى القصة من خلالها ..
فقد تكون القصة من وجهة نظر الشخص الأول أي الشخصية ذاتها ..
أو الشخص الثاني الذي يخاطب القارئ بصيغة المتكلم ..
أو الشخص الثالث الذي يخلق مسافة بين الراوي وبين الشخصية ..

مكان القصة : ويؤثر مكان القصة بشكل محوري عليها ..
مثلما يظهر في أعمال ويليام فوكنر الجنوبية ..
أو قد يكون للمكان دور أقل أهمية في أعمال أخرى ..


فكر في القصة التي تريد أن تكتبها ..
على الرغم من تعدد طرق الكتابة..
لكن من المفيد أن تفكر مليا في القصة التي تدور في بالك قبل أن تكتبها ..
سواء كان إلهامك قصة غريبة قد حكاها لك جدك عن طفولته أو شيئا ما قد شاهدته وألهمك فكرة قصتك ..
فمن المفيد أن تفكر في القصة التي تريد أن تكتبها قبل أن تبدأ في كتابتها ..
وأن تسأل نفسك بعض الأسئلة:
هل الأنسب للقصة هي أن تحكى من وجهة نظر الشخص الأول أم الثاني أو الثالث؟
وبالطبع يمكنك أن تجرب الطرق الثلاث حتى تصل للصوت الأفضل للقصة ..
لكن التفكير في وجهة النظر مسبقا يساعدك على كتابة مفتتح قوي لقصتك ..

أين ومتى تدور القصة.؟
إذا كانت القصة تدور في مكان لا تدري عنه الكثير أو في حقبة زمنية لا تعرف عنها الكثير ..
فعليك أن تبدأ بعمل بحث عن ذلك المكان أو تلك الحقبة قبل أن تبدأ في الكتابة ..
لكي تبدأ قصتك بثقة عالية ..

كم عدد الشخصيات في القصة.؟
إذا كان لديك فكرة عن عدد الشخصيات في القصة ..
فسيمكنك أن تتصور طولها بشكل أفضل ومدى تفصيلها ..

لا تقلل من قوة الكتابة بلا خطة مسبقة ..
إذا شعرت أنك ملهم للكتابة فيمكن أن تضع القلم على الورقة لتبدأ الكتابة فورا وتنظر ما سيحدث ..
فإذا كان التفكير المسبق في القصة مثبطا لك ..
فيمكنك أن تبدأ وأن تكتشف التفاصيل والعناصر أثناء تقدمك في الكتابة ..

الجزء الثانى _ ابدأ قصتك


ابدأ باتباع حدسك ..

استرخِ واكتب أول شيء يخطر على بالك ..
وليس عليك أن تقف على كل تفاصيل الشخصية أو الأسلوب الذي ستستخدمه ..
بل ابدأ بالكتابة دون توقف أو تفكير لبضع دقائق وانظر ماذا سيحدث ..
اكتب لمدة 10 دقائق على الأقل بدون توقف ..
وبعد أن تنتهي عليك أن تقرأ ما كتبته لتقيم المقدمة التي كتبتها أو ربما قد تكتشف مقدمة جيدة للقصة وسط الصفحات التي ملأتها ..
لا تتوقف لتصحيح الأخطاء النحوية والترقيمية فيما كتبت لأن هذا سيبطئ من كتابتك وسيزيد من وعيك بأفكارك ويمكنك أن تحسن ما كتبته لاحقا ..


ابدأ بحدث مسترجع (فلاش باك) مثير للاهتمام ..
فعلى الرغم من الخطورة الكامنة أحيانا في استخدام الفلاش باك ..
لما قد يحتويه من عاطفة زائدة أو ارتباك قد يسببه للقارئ ..
إلا أن الفلاش باك يمكن أن يجذب القارئ لعالم القصة ويثير تساؤله حول الطريقة التي بدأت بها الحكاية وتحركت بها من الماضي للحاضر ..

ابدأ بلحظة مهمة من ذكريات الشخصية ..
وقد تكون تلك اللحظة درامية للغاية في حياة الشخصية ..
وقد تكون ذكرى مهمة ستتكون لاحقا في أحداث القصة ..
إذا اخترت أن تبدأ بالفلاش باك ..
فتأكد من أن تعلم القارئ عندما تنتقل مرة أخرى للزمن الحاضر حتى لا يفقد اهتمامه أو يرتبك ..

ابدأ بلحظة تتصرف فيها الشخصية بطريقة مفاجئة ..
ثم انتقل للحاضر واترك القارئ ليتساءل عن السبب الذي دفع الشخصية للتصرف بهذا الشكل ..


ابدأ بعبارة تصريحية قوية ..
لا تخش من أن تبدأ القصة بصوت جريء يكشف الكثير عن الشخصية الرئيسة ..
ويشي للقارئ بما عليه أن يتوقعه من بقية القصة ..
وتساعد مقدمة القصة على إرساء شروط عالمها ..
وتساعد القارئ على ترجمة وفهم الأحداث التي تدور ..
لذلك قد تساعد العبارة الافتتاحية القوية على جذب انتباه القارئ ..

تبدأ رواية هنري ميلفيل "موبي ديك" بعبارة "اسمي إشمايل"
ومن هذه النقطة يبدأ الراوي في الحديث عن محبته للرحلات البحرية ..
وما يعنيه له المحيط ..
وهذه العبارة التي تفتتح الرواية تجذب انتباه القارئ وتجعله أقرب للشخصية الأساسية ..
وعلى الرغم من أن تلك مقدمة رواية إلا أنها تصلح كذلك لتكون مقدمة قصة قصيرة ..

تبدأ قصة "القصة" لإيمي بلوم بعبارة: "لم تكن لتعرفني منذ عامٍ مضى" ..
وهذه العبارة البسيطة المباشرة تجذب القارئ ..
وتجعله راغبا في معرفة المزيد عن الشخصيات ولماذا تغيرت تلك الشخصيات ..

تبدأ قصة تشيكوف "السيدة صاحبة الكلب الصغير" بعبارة :
"قيل أن شخصا جديدا ظهر على ساحل البحر سيدة معها كلب صغير" ..
وتستمر القصة لتحكي عن غوروف ..
وهو ضيف آخر على ساحل البحر انجذب إلى هذه السيدة ..
ثم تحكي القصة عن العلاقة العاطفية التي نشأت بينهما ..
وعلى الرغم من بساطة العبارة إلا أنها فعالة ..
وتترك القارئ نهما لمعرفة المزيد عن هذه المرأة ..

يمكن لاختيار الجملة الحوارية المناسبة أن يجذب انتباه القارئ ويعطيه لمحة عن الشخصية التي قالت العبارة ..
لكن في نفس الوقت عليك أن تنتبه لأن بدء القصة بجملة حوارية هو أمر مخادع أحيانا ..


ابدأ برسم الشخصية ..
ليس لزاما على الشخصية أن تتحدث إلى القارئ فورا ..
وبدلا من ذلك يمكنك أن تترك القارئ ليتعرف على الشخصية من خلال تصرفاتها في موقف معين يظهر صفاتها ويعرف القارئ بالمخاطر التي تحدق بها ..
وهذه بعض الطرق التي يمكنك أن تبدأ بها وصف الشخصية:

ابدأ بصفات الشخصية الغريبة ..
فقد يكون للشخصية بعض الصفات الغريبة التي تجعل منها شخصية مميزة ..
مثل أنه يحب أن يأكل باستخدام شوكتين أو يحب أن يستحم وهو مرتد لحذائه ..

اكشف عما تفكر فيه الشخصية ..
فيمكنك أن تدعو القراء إلى الدخول في عقل الشخصية ليتعرفوا على ما يدور في ذهنها ..
سواء كان ذلك حيرتها عما إذا كان وليدها المنتظر ذكرا أم أنثى أو إذا كانت قلقة بشأن فقدان والدتها للذاكرة ..

أظهر الشخصية وهي تتفاعل مع الآخرين ..
سواء كان تفاعلها مع والدتها أو صديق قديم قابلته في الشارع ..
كل تلك المواقف يمكن أن تكشف جانبا من جوانب الشخصية وتكشف جزءا مما تنتويه لاحقا ..

صف الملامح الجسدية والمادية للشخصية ..
لأنها تكشف الكثير عن حقيقتها ..
وليس عليك أن تصف كل التفاصيل العادية حتى لا يمل القارئ ..
وبدلا من ذلك ركز على مظهر الشخصية في عيون الآخرين في القصة ..
أو صف أحد جوانب الشخصية التي قد يغفل عنها الكثيرون ..

تتكون القصة القصيرة في الغالب من 5 إلى 15 صفحة ..
لذلك ليس عليك أن تعمل على خلق 10 شخصيات واقعية ..
بل عليك أن تعمل على تطوير بطل جاذب للقراء ..
وشخصيات أخرى مثيرة للاهتمام ..
وليس عليك أن تمنح كل الشخصيات الثانوية نفس القدر من العمق الذي قد تمنحه لشخصية البطل ..



قدم إلى القارئ عنصر المخاطرة ..
يمكنك أن تفصح للقارئ منذ السطر الأول أو الفقرة الأولى عن عنصر المخاطرة التي تدور حوله القصة ..
ومن سمات القصة القصيرة أنها لا تتسع لكثير من التطوير والتمهيد للأفكار ..
لذلك يمكنك أن تبدأ بالتوتر الدرامي في القصة ..
ثم تعمل بالاتجاه العكسي لشرح أهميته ..
وهذه بعض الطرق لكي تفعل ذلك:

أفصح للقراء عن سر ما فيمكن أن تبدأ بعبارة من قبيل :
"كانت فاتن تخون زوجها مع زوج أختها على مدار الشهور الثلاثة الأخيرة" ..
وكلما أخبرت القراء المزيد عن ذلك الموقف ..
وكيف أجبرت فاتن على التعامل معه ..
كلما شعر القراء بالاندماج مع ما يحدث وزاد تورطهم في الدراما وتشوقهم لمعرفة ما سيحدث ..

قدم الصراع من خلال عبارة مثل :
"لم يقابل عادل أخيه شوقي منذ عشرين عاما وكان يتساءل إذا ما كان أخوه سيمتلك من الجرأة ما يجعله يحضر إلى عزاء والدهم أم لا" ..
فالعبارتان السابقتان أسسا للصراع المركزي في القصة ..
فقد عرف القارئ أن عادل وشوقي لا يتحدثان سويا منذ فترة طويلة لسبب ما ..
وأن عادل قد يضطر إلى مواجهة أخيه قريبا ..
وكلما تقدمت القصة زاد اهتمام القارئ لمعرفة سبب القطيعة بين الأخوين ..

أشر إلى شيء مهم في ماضي الشخصية مثل عبارة :
"تركت أحلام بيت زوجها للمرة الثانية قبيل عيد ميلادها الثمانين" ..
وبذلك تكون قد وشيت للقارئ بأنك ستخبره عن السبب الذي تركت أحلام زوجها للمرة الثانية من أجله ..
ولماذا تركته للمرة الأولى دون أن تفصح عن القصة ..


طور المكان الذي تدور فيه القصة ..
من الطرق الأخرى التي يمكن أن تبدأ بها حكايتك ..
هو أن تصف المنزل أو المدينة التي تدور فيها الأحداث إن كانت ذات أهمية للقصة ..
ويمكنك أن تصف للقراء شكلها ورائحتها وأصواتها المميزة قبل أن تبدأ في تطوير الشخصيات أو الحبكة ..
وهذه بعض الطرق التي قد تمكنك من فعل ذلك:

ركز على التفاصيل الحسية ..
وأطلع القارئ على شكل المكان وصوته ورائحته وملمسه إن أمكن ..
وما إذا كان مكانا حارا للغاية أم باردا لدرجة التجمد ..

امنح القراء فرصة التعرف على زمان ومكان القصة دون أن تكشفهما بطريقة واضحة للغاية ..
وليس عليك أن تخبرهم بالعام وبالمكان بدقة ..
ويكفي أن تكتب بعض التفاصيل التي تعطي القارئ الفرصة ليتعرف على مكان وزمان القصة ..
أظهر الطريقة التي ترتبط بها الشخصية بالمكان ..
تخيل أنك تقترب من الشخصية من بعيد للغاية ..
كأنك تنظر إليها من وجهة نظر طائر في السماء ..
وابدأ بوصف البلدة ثم الحي ثم اشرح العلاقة التي تربط الشخصية الرئيسية بالبيئة المحيطة بها أو كيف أثرت البيئة عليه.

لا تكن مملا في الوصف حتى لا ينزعج القارئ سريعا ..
فعلى الرغم من أن شرح تفاصيل المكان يثير اهتمام القارئ ..
إلا أن الكاتب المبتدئ لا ينال في أغلب الأحوال صبر القراء ..
وسيكون عليك أن تخبرهم مبكرا بماهية الشخصية والقصة وما تدور حوله ..
وليس المكان فقط الذي تدور فيه ..


تجنب عيوب بدايات القصص القصيرة ..
بينما تختار بداية قصتك حاول أن تتجنب العيوب الشائعة التي تحدث في بدايات القصص القصيرة ..
مثل: سهولة التوقع أو التكرار أو الارتباك أو فيض التفاصيل والأحداث ..
وإليك ما يجب تجنبه:

تجنب الكليشيهات لا تبدأ القصة بعبارة مكررة أو مستخدمة بكثرة ..
مثل عبارة :
"كان قلب سارة محطما إلى قطع صغيرة" ..
لأن ذلك يجعل القارئ متشككا في بقية القصة وافتقادها للأصالة ..

تجنب الإفصاح عن كل المعلومات فليس عليك أن تعلم القارئ في أول صفحتين عن مكان القصة وطبيعة الصراع وصفات الشخصية وشكلها ..
وفكر في الكتابة كما لو كانت طريقة تساعد بها القارئ على تسلق جبل ..
حيث تحاول أن توفر له القدر الكافي فقط من المعلومات لكي يتمكن من الاستمرار في الصعود ..
لكن إذا صرحت له بالكثير من المعلومات دفعة واحدة فقد يتعثر ويسقط ..

تجنب بدء القصة بالكثير من الأسئلة وعلامات التعجب ..
اترك القصة لتثير القارئ بنفسها ولا تحاول أن تفرض الإثارة عليها ..
لا تشتت القارئ باللغة الصعبة، فالمهم هو أن يكون القارئ على دراية بما يحدث في القصة. يمكنك أن تضحي ببعض العبارات البديعة أو جمل الحوار الذكية للغاية لكي تساعد القارئ على فهم ما يحدث.



الجزء الثالث _ راجع بداية القصة

تأمل ما كتبته ..

بعد أن تكتب المسودة الأولى أو الثانية من القصة عليك أن تنظر للقصة كلها وإلى بدايتها بشكل خاص لترى إن كانت المقدمة لا زالت مناسبة للقصة بعد انتهائك منها أم لا، وعليك أن تتأكد أن البداية تساعد القارئ على التورط في القصة وأنها تؤسس للجو العام لبقية القصة وتضع القارئ على المسار الصحيح. إليك بعض التلميحات التي قد تساعدك:

اقرأ القصة مرتين ..
اقرأ القصة في البداية لنفسك دون أن تدون أي ملاحظات عليها ثم اقرأها مرة أخرى مستعينا بقلم لكي تضع علامات على الأجزاء التي قد تحتاج إلى الحذف أو التعديل أو إضافة بعض المعلومات لكي تزيد من تماسك القصة ..
وبعد أن تفعل ذلك ستكون أقدر على تقييم مقدمة القصة ومدى ملاءمتها لباقي النص ..

فكر في بدء القصة من نقطة لاحقة ..
ففي كثير من الأحيان يعمل الكاتب في الصفحات الأولى على استكشاف قصته قبل أن يدخل في صميم القصة .. وقد تكتشف لاحقًا أن بداية القصة مليئة بالكثير من المعلومات والخلفيات غير الضرورية ..
وقد تجد أن بدء القصة من الصفحة الثانية أو العاشرة أفضل ..

اقرأ القصة بصوت عال ..
فعندما تقرأ القصة بصوت عالٍ قد تلاحظ ما لا يمكن ملاحظته بقراءة الكلمات من على الورق ..
وستكون على دراية أفضل بمدى انسيابية القصة وملاءمة حوارها ومصداقيته منذ البداية ..


اطلب آراء الآخرين ..
بعد أن تشعر بالثقة للمسودة التي كتبتها فستكون جاهزا لكي تعرف رأي الآخرين ..
وتذكر أن إطلاع الآخرين مبكرا على القصة قبل أن تلتقط طبيعة القصة ..
وتصبح على معرفة أفضل بها قد يثبط معنوياتك ويمنعك من الاستمرار في تطوير الأفكار ..
لذلك فإن الحصول على الرأي الصائب يساعدك على إعادة التفكير ومراجعة مقدمة القصة بشكل خاص والقصة كلها بشكل عام، وهذه بعض الاتجاهات التي يمكن أن تحصل من خلالها على رأي في قصتك:
اسأل أحد أصدقائك ممن يحبون قراءة القصص القصيرة ويمكنه أن يعطيك رأيا بناء في القصة ..
اطلب رأي أحد زملائك الكتاب ..
انضم بقصتك إلى أحد ورش الكتابة وانتبه إلى الرأي الذي ستحصل عليه، خاصة فيما يتعلق بالمقدمة ..
وتذكر أن المقدمة الجيدة وحدها لن تكون ذات فاعلية إذا لم يكن باقي النص محكما ..
بعد أن تشعر بالثقة في القصة وتبدأ في البحث عن طريقة لنشرها ..


أفكار مفيدة

لا تمسح القصة إذا شعرت بالضيق منها ..

وبدلا من ذلك يمكن أن تبتعد عنها لبضع أسابيع ثم تعيد النظر إليها لاحقا ..
ابدأ في عدة قصص إذا لم تتمكن من تحديد فكرة واحدة ..
وقد تجد نفسك لاحقا في حاجة إلى مزج قصتين منهما في عملية التحرير ..

تذكر أن الكتابة حرفة سوف تستمر في تطويرها طوال حياتك ..
وقد تحتاج إلى كتابة عشرين مسودة من القصة قبل أن تصل إلى النسخة النهائية منها ..
أو قد تحتاج إلى كتابة عشرين قصة إلى أن تتمكن من كتابة قصة واحدة ترضيك ..



كيفية حكي قصة
حكي قصة بطريقة مشوقة واحدة من المهارات المفيدة ..
سواء كنت تلقي مزحة أو تحكي قصة خيالية أو تحاول إقناع شخص ما بدليل تجريبي صغير ..
يتقن بعض الأشخاص هذا الأمر بشكل طبيعي بينما يحتاج آخرون لتعلم هذه المهارة وصقلها ..
فقط لا تخش شيئا فأنت قادر على تعلم حكي القصص بشكل أفضل وأكثر تشويقا بعد قراءة هذا المقال ..
ابدأ من الخطوة الأولى في الأسفل لتكتشف كيف


الجزء الاول _ إتقان أساسيات حكي القصة


اجذب جمهورك ..

ابدأ حكي قصتك بالتفاعل مع جمهورك أو فعل شيء يجذب انتباههم ..
اطرح عليهم سؤالا حتى لو كان مجرد سؤالا بلاغيا يرتبط بنهاية القصة التي ستخبرها أو حبكتها أو نصها ..
يمكنك كذلك أن تقول جملة جاذبة تلفت انتباههم
(مثل: إلقاء الطعم للسمك) حيث يجبرهم ذلك على التركيز على فكرة قصتك ويجعلهم يريدون سماع المزيد ..
مثال على القصص الخيالية: "هل تساءلتم يوما لماذا تنجذب الفراشات للنار؟"
مثال على قصة مضحكة: "لدي قصة عن زميل كان يسكن معي في الجامعة والتي تتخطى في مرحها قصص زملاء الدراسة جميعها فلنقل إنها قصة تحتوي على أحداث تتم عند المرحاض!"


اذكر تفاصيل مكان حدوث القصة ..
تحتاج في أثناء حكي القصة أن تجعلها تجربة غامرة ..
فأنت تريد أن تخبر الجمهور بالقصة بطريقة تجعلهم يشعرون أنهم في قلب القصة والأحداث ..
ابدأ بإخبارهم بسياق القصة في البداية ..
واستمر في التأسيس لمكان وقوع القصة باستخدام تفاصيل تساعد على تخيل المشهد ..
والشعور بالأشياء التي شعرت أنت بها وقتها ..
ستحتاج كذلك أن تستخدم لغتك بحرص وعناية وأن تستخدم كلمات تولد مشاعرا وأحاسيسا شديدة القوة ..
مثال على القصص الخيالية: "في يوم من الأيام، في سالف العصر والأوان، عندما كان السحر سائدا والوحوش لديها القدرة على الكلام ...".
مثال على قصة مضحكة: "أنا شخص هادئ منعزل أمتلك بعض القطط الأليفة أليس كذلك؟ لكن زميلي في السكن كان مفعما بالحيوية عاشقا للحفلات ومن هنا... "

ارتفع بمستوى التوتر واهبط به ..
لا شك أن المنحنى الكامل للقصة يجب أن يشتمل على أجزاء يرتفع بها توتر الأحداث ثم تهبط من جديدة ..
وهكذا إلى أن تصل لنقطة الذروة في القصة وحدث الوصول للخاتمة ..
ما تحتاجه إلى تذكره هو أن تهبط بإثارة السرد على عدة نقاط أثناء الحكي ..
بدون اتباع هذه الحيلة يمكن الشعور أنك تعجلت في القصة أو أنك ترتل قائمة من الجمل الرتيبة ..
تتضمن الحياة الحقيقية لحظات فاصلة بين الأشياء التي تحدث لنا ..
ويجب أن تكون القصص كذلك ..
يمكن أن يكون الهبوط بالتوتر وصفا للمكان وذكر سريع لتفاصيل ذات صلة ليست شديدة بالأحداث أو مزحة إذا كان من المفترض أن تكون القصة مضحكة ..
مثال على القصة الخيالية: "اقتربت الفراشة من العمود الأبيض الطويل، وهناك كانت النار بلهيبها المهيب! شعرت الفراشة بانغراز الطعم في معدتها وبسقوط سهم الحب في قلبها. بالطبع لا ينقذ الأبطال أميراتهم في اليوم نفسه، وقضت الفراشة العديد من الليالي المقمرة تسقط في حب اللهب أكثر وأكثر".
مثال على قصة مضحكة: "كانت بداية عام جديد وانتقلنا لحي لطيف وظريف و... مليء بالمفاجآت، لذلك كنت في معظم الأوقات في حالة الاستعداد التأهب الكاملة، وهو أمر جيد لضغط الدم كما تعلمون".


ركز على ما هو مهم. عند حكي قصة من المهم أن تذكر التفاصيل لتولد شعور الانغماس، لكنك لا تريد أن تصبح القصة "غير مترابطة"، لذلك من المهم جدًا أن تركز على ما هو مهم وإسقاط التفاصيل غير المهمة للقصة وعدم ذكر سوى التفاصيل التي تبني القصة.
احتفظ بالتفاصيل التي تروي أحداثًا أكثر لجعل تقدم القصة مناسبًا أو تساعد في تخيل موقع القصة، لكن قم بالتعديلات اللازمة حسب ردود أفعال الجمهور. إذا بدأ الجمهور يشعر بالملل فأسرع قليلًا ولا تذكر سوى الضروريات.

اجعل سير القصة منطقيا. تظهر هنا أهمية معرفة قصتك والتدرب عليها جيدا، فالشخص الذي يخبر قصة ثم يعود في الأحداث لقول "معذرة، أنا نسيت أن أذكر أن ..." يكونه سرده غير ممتع على الإطلاق؛ لا تكن هذا الشخص. لا تتوقف لتعود فتخبر شيئًا مر حدوثه لأن هذا يقلل من استمتاع المستمع بالقصة؛ أخبر القصة بطريقة منطقية ومنطلقة للأمام دائما.
إذا نسيت بعض التفاصيل، فاذكرها بين الأحداث دون قطع سير الأحداث الرئيسي. على سبيل المثال: "السارق لم يكن يسعى للاستيلاء على أموال المدينة بدون سبب، بل كان ينهي صفقة عقدها أهل المدينة معه!"

اجعل نهاية القصة واضحة. قد تكون لحظة محرجة لك أن تنهي قصتك ولا يكون الجمهور متأكدا هل أنهيتها بالفعل أم لا يزال هناك بقية، لذلك اجعل النهاية واضحة وحازمة. يوجد عدد من الطرق لفعل هذا وإليك بعض الأمثلة على ذلك:
اطرح سؤالا وأجب عليه: "ما مدى جنون هذا؟ أنا واثق أني لن أجرب هذا مرة أخرى أبدًا".
قل المغزى من القصة: "هذا –أيها السيدات والسادة– مثالا ممتازا عن لماذا يجب ألا تأخذ قطتك معك للعمل على الإطلاق".
استخدم صوتك ونبرة صوتك بحذر. جرب بشكل عام أن تزيد من صوتك وتجعله أعلى حتى تصل لذروة القصة ثم عند هذه النقطة يجب أن تبطئ مرة أخرى وتخفض من صوتك لتظهر للجمهور أنك انتهيت.


الجزء الثانى _ استخدام صوتك وجسمك


مثل الشخصيات ..
اجعل الأشخاص المختلفين في القصة يظهرون مختلفين في حكيك ..
إذا كنت "تمثل" الشخصيات بشكل مختلف فيمكنك تجنب الأجزاء التي تقال "بأسلوب خالٍ من التعبير" في القصة. يمكنك كذلك جعل القصة تبدو أكثر جذبا للانتباه عن طريق تقليد لهجات الشخصيات وطرق تحدثهم وأصواتهم. يمكنك إضافة لمسات مرحة ومضحكة للقصة بالتحدث بأصوات سخيفة أو غير نمطية.
على سبيل المثال: قلد صوت والدك بجعل صوتك أكثر عمقا وخشونة وأضف تفاصيلا زائدة للحوار مثل "[جزء من القصة]. هل أقدر أن أذهب للجراج لبناء مركب؟ هل تمزح معي؟ ربما سأكتفي بمشاهدة مسلسل تلفازي يبنون مركبا فيه".


تحكم في نبرة حكيك للأحداث ..
اجعل صوتك يماثل الطريقة التي تريد أن تكون القصة بها في تلك النقطة ..
بمعنى أن تغير من درجة صوتك ونبرتك وطريقتك في التحدث لتجعل القصص تبدو هادئة أو مثيرة اعتمادا على الجزء الذي ترويه من القصة ..
أسرع من حكيك وزد من سرعتك قليلا وأنت تقترب من الخاتمة وأبطء وأنت تقول الخاتمة نفسها ..
يجب كذلك أن تجرب التوقفات الدرامية ..
يمكن للحظة من الصمت والاكتفاء بالنظر أن تضيف الكثير لتجربة الجمهور في الاستماع للقصة


تحكم في وجهك ..
إذا كنت فعلا تريد أن تحكي القصص بامتياز فيجب أن تبرع في تغيير تعبيرات وجهك لتماثل ما تحكيه ..
يجب أن يكون وجهك قادرا على تمثيل القصة بأكملها ..
إذا كنت فعلا تريد التعلم من أفضل معلم فشاهد الكثير من الفيديوهات لباسم يوسف أو جيم كاري أو جون ستيوارت.
تذكر أن تعبيرات الوجه تشمل أكثر من 3 أنماط ..
يمكنك إظهار الكثير من المشاعر باستخدام تعبيرات وجه محددة جدا ..

تحدث بيديك ..
يمكن للتحدث بيديك أن يجعلك تنتقل من الظهور بمظهر راوي القصة عديم المشاعر الممل إلى شخص يتحكم فيمن حوله بالقصة ..
تنقل اليدان المشاعر وتحافظ على تركيز الجمهور وتجعلك تشعر بالحركة ..
إذا كنت لا تستخدم جسمك بأي طريقة أخرى ..
فابدأ على الأقل في التحدث بيديك عند حكي قصة ..

لا تبالغ ..
بالطبع أنت لا تريد أن تتخطى حدود المعقول، فلا تضرب شخصا على وجهه أو توقع مشروبك أو تلقي بالمشروب في وجهه ..


مثل القصة ..
إذا أمكنك حاول تحريك جسدك كله لتمثيل القصة لا يعني هذا أنك مضطر لتمثيل كل تعبير في القصة ..
بل استخدم جسمك لإظهار النقاط الرئيسية في القصة لتوجيه انتباه المستمع لهذه النقطة ..
يمكنك كذلك أن تستخدم هذا لزيادة الحس الفكاهي بلا شك ..
يمكن لبعض الحركات التعبيرية المبالغة أن تضيف المزيد من المرح والفكاهة للقصة
(مثل/ تعبيرات وجه إسماعيل ياسين المضحكة من ضم الشفاه وغيرها أو طريقة رفع الحاجب مثل باسم يوسف أو البحلقة مثل عادل إمام).


الجزء الثالث _ تطوير أسلوبك في حكي القصص

تدرب ..

تدرب على حكي القصة بضع مرات قبل أن تلقيها أمام الناس ثم مارس حكيها أمام عدد قليل من الناس الذين لا تخشى من الخطأ أمامهم قبل أن تحكيها أمام أشخاص مهمين أو جمهور أكبر ..
ستريد أن تكون مرتاحا عند حكيك للقصة وأن تشعر بشعور جيد بالوقت الذي يجب أن تضيف فيه وقفة درامية والوقت الذي تصل فيه لذروة الإثارة والتشويق ..


تذكر قصتك جيدا ..
تأكد أنك تعرف القصة من بدايتها لنهايتها ومن نهايتها لبدايتها واحرص على
"التركيز" عند حكيها يساعدك هذا في تجنب نسيان أي تفاصيل مهمة كما يساعدك أيضا في الحفاظ على اتساق أحداث القصة وهذا مهم جدا لتجعل المستمعين على استعداد لسماع القصة أكثر من مرة ..


تمتع بالمصداقية ..
لا تحول قصصك إلى "قصص غير حقيقية" ..
لا شك أنك تعرف أن بعض الأشخاص عندما يكررون حكي قصة ما فإنها تزاد تشويقا وإثارة في كل مرة عما قبلها بشكل مبالغ به وتتغير التفاصيل لتصبح أكثر أسطورية حيث تتحول الشخصيات إلى شخصيات أقل واقعية ..
كما يتوقف من يسمعونك عن الإصغاء لك عند فعل هذا ..
لا تكن ممن يفعلون ذلك وحافظ على ثبات مصداقية قصتك إذا كنت تريد أن يتمتع بها من يسمعوك ..


تحكم في البيئة المحيطة ..
أنت تريد أن تحكي قصة في بيئة لطيفة وجو مناسب لذلك ..
ويمكن حتى لأفضل القصص ألّا تكون ممتعة على الإطلاق بسبب المشتتات في المكان تأكد أن الجو العام من حولك غير مشتت أو صاخب ..
وإذا حاول شخص تشتيت تركيز المستمعين وانتباههم فاعمل على إعادة تركيزهم عليك بسرعة .


اسمح بالتفاعل مع القصة ..
تزداد تجربة المستمع واستمتاعه بالقصة إذا كان قادرا على التفاعل معها والمشاركة في التجربة ..
يمكنك طرح أسئلة على المستمعين أو إيجاد طرقٍ أخرى لهم للتفاعل مع القصة إذا كنت فعلا تريد تحسين التجربة في المجمل ..

تجاوب مع الجمهور ..
أكثر مهارة تريد العمل عليها هي القدرة على التجاوب مع الجمهور بهذا إذا شعروا بالملل فعليك تحسين الجو لإشعارهم بالحماس للقصة مرة أخرى وإذا كانوا يستمتعون بجزء معين من القصة فزد فيه وإذا كانوا يضحكون فأعطهم وقتهم للضحك ..
قد تشعر أن الأمر محير لكن جعل القصة تتماشى مع طريقة استجاب الجمهور ستجعلك حاكي قصص لن ينساه أحد بسرعة.

أفكار مفيدة
اجعل الجمهور جزءًا من القصة؛ طرح الأسئلة البلاغية من الطرق المثالية لفعل ذلك. مثال على ذلك: "شعر الذئب بالتعب بعد التجول في الغابة طوال اليوم. إذا كنت مكانه فستريد الارتياح لبعض الوقت في مكان، أليس كذلك؟
شعر الذئب بالشعور نفسه". اطرح أسئلة مثل هذه لتتأكد أنهم يفهمون المغزى من القصة.



كيفية تلخيص قصة
معلومات المؤلف
لتقدم تلخيصا صحيحا لقصة ما ..
يجب أن تحرص على جعله قصيرا وجذابا وفي صلب الموضوع ..
لحسن الحظ لن يكون الأمر صعبا إن اتبعت الإرشادات الآتية ..


الجزء الاول _ أثناء القراءة

اقرأ القصة ..

تلخيص قصة دون قراءتها أمر في منتهى الصعوبة ..
لذا افتح كتابك الورقي واقرأه أو استمع إلي نسخة مسموعة منه ..
لا تثق في المواقع الإلكترونية المختصة في تلخيص الكتب فهي ليس دائما دقيقة ..
ضع نصب عينك دوما الفكرة الرئيسية للقصة ..
لو أخذنا مثالا كسلسلة "سيد الخواتم" سنجد أن فكرته الرئيسية قريبة من كيف يمكن أن يشكل الجشع المتمثل في الخاتم سلاحا قويا في يد الشر أو قد تكون عن كيف استطاعت أفعال شخص ضئيل كالهوبيت تغيير مصير العالم كله.
ركز بالكامل على ما تقرأ لا تدع شيئا يشتتك ولا حتى الموسيقى ..


دون ملاحظاتك طوال قراءتك ..
ستحتاج تلك الملاحظات لاحقا حينما تبدأ في كتابة تلخيصك وتسأل
"من وماذا وأين ومتى ولماذا حدث كذا؟" وحينها ستجد أجوبتها في ملاحظاتك هذه.

ابحث عن الشخصيات الرئيسية ..
أنت بحاجة لمعرفة عمن تدور القصة وكذلك بحاجة لمعرفة الشخصيات غير المهمة فيها ..
فإذا كنت تقرأ قصة مليئة بالشخصيات فأنت حتما لن ترغب في تدوين ملاحظات عنهم جميعا ..
على سبيل المثال في رواية "هاري بوتر وحجر الفيلسوف"
ستكتب عن هاري بوتر ورون ويزلي وهيرمايني جرينجر لأنهم الشخصيات الرئيسية ..
وحتى يمكنك تدوين الملاحظات عن هاجريد ودمبلدور وسناب وكويرل وبالطبع فولدمورت لأنهم شخصية مهمة في القصة.
لن تحتاج أن تكتب عن شخصيات، مثل: بيفيز الشبح ونوربرت التنين، لأنها لا تؤثر كفاية على مجرى الأحداث الرئيسي في القصة لتذكرها في الملخص.
في قصص أقصر مثل "ذات الرداء الأحمر"
سيكون الأمر سهل لأنك لن تكتب إلا عن ذات الرداء الأحمر وجدتها والذئب والحطاب (طبقا للنسخة التي تقرأها).


دون ملاحظاتك عن مكان وقوع أحداث القصة ..
هنا قد تواجهك مشكلة إذا كان هناك أكثر من مكان للأحداث وفي هذه الحالة ستحتاج لأن تسجل ملاحظات أكثر.
لنعود إلى مثال هاري بوتر الحدث الرئيسي يجري في هوجورتس لذا ستكتب مثلا
"مدرسة هوجورتس السحرية في المملكة المتحدة".

لكن إذا ما نظرنا لقصة مثل "سيد الخواتم" والتي تجري أحداثها في مناطق كثيرة مختلفة ..
فبإمكانك ذكر الأرض الوسطى مثلًا مع الإشارة إلى الأماكن المهمة مثل
"شاير وموردور وجوندور"..
ولكن ليس من الضروري أن تذكر أماكن أكثر تحديدا ..
مثل: غابة فانجورن وبرج ميناس مورجول.


لاحظ صراع القصة الرئيسي .. يقصد بالصراع ما تسعى كل شخصيات العمل لاجتيازه ..
وليس بالضرورة أن يكون الصراع بسبب شرير كما في هاري بوتر أو سيد الخواتم ..
ستجد أن الصراع الرئيسي في هاري بوتر يدور حول محاولات فولدمورت لسرقة حجر الفيلسوف واستعادته لقوته لقتل هاري..
وكمثال آخر لو كنت تلخص الأوديسة ..
ستجد أن الصراع الرئيسي هو محاولات أوديسيوس للعودة إلى بيته في إيثاكا ..
وأن كل شيء في الملحمة يدور حول هذه الرغبة والعقبات التي تعوقها ..


انتبه إلى الأحداث الرئيسية ..
فهي الجزء الأهم في القصة ..
بالطبع ليس ضروريا أن تدون كل ما تقوم به الشخصيات في الحقيقة ..
هذا عكس ما عليك فعله تماما ..
فقط ابحث عن الأحداث التي تعزز الصراع الرئيسي وتساعد على حله ..
بالنظر إلى هاري بوتر، تدور أحداثه الرئيسية حول اكتشاف هاري لحقيقة كونه ساحرا، أو لقائه بالكلب ذي الثلاثة رؤوس، وبالطبع هزيمة فولدمورت على يد الثلاثي هاري ورون وهيرمايني ..
قد يبدو الأمر أسهل مع القصص الأقصر، مثل: ذات الرداء الأحمر، لكن ينبغي عليك فقط ذكر الأحداث المهمة، كلقاء ذات الرداء الأحمر بالذئب والتهامه لها بعدما تخطئ بينه وبين جدتها ثم ظهور الحطاب ..


لاحظ نهاية القصة ..
فالحدث الأهم عادة هو أن يصل صراع القصة إلى نهايته وتحل كل المشاكل ..
حتي عندما يكون الكتاب جزءا من سلسلة، فغالبا ستجد نهاية ما له ..
في الأسفل حرق لبعض الأحداث ..
في هاري بوتر النهاية تأتي بهزيمة فولدمورت، أي حدث بعد ذلك غير مهم في الملخص، حتى لو كانت مهمة في القصة بشكل عام، فلا يهم ذكر المحادثة التي جرت بين دمبلدور وهاري أو فوز منزل جريفندور، لأن كليهما ليس ضروريا في قصة فولدمورت.
بالنسبة لذات الرداء الأحمر فالنهاية أتت حين ظهر الحطاب وأنقذها هي وجدتها من الذئب.
أما في سيد الخواتم، فتجد أن النهاية أكثر تعقيدا من أن تلخص، لأنك وإن أردت أن تتوقف عند دمار الخاتم، سترغب في ذكر عودة ذلك الفتى الضئيل خاصة أن الخط الدرامي الأهم في القصة يدور حوله إلى الشاير ومغادرته بعد ذلك إلى جراي هافنز ..


الجزء الثانى _ كتابة التلخيص


رتب ملاحظاتك ..

قراءة الكتاب هي الجزء الأصعب بينما بواسطة الملاحظات التي جمعتها أنت مستعد الآن لكتابة الملخص ..
ستحتاج فقط لترتيبها بناء على التسلسل الزمني للقصة ..
من أين تبدأ القصة وأين تنتهي كيف تطورت الشخصية الرئيسية من البداية وحتى النهاية ..
وبالعودة إلى هاري بوتر كمثال، ستحتاج إلى إلقاء نظرة على تطور هاري من بداية معرفته بأنه ساحر وحتى هزيمته لفولدمورت ..
أما في الأوديسة، فانظر إلى أوديسيوس الذي في البداية يخسر كل رجاله وتجرفه الأمواج إلى جزيرة كاليبسو، وانظر إلى النهاية حين يهزم كل طالبي الزواج من زوجته بينيلوبي ويقنعها بهويته.
أما في قصة قصيرة مثل ذات الرداء الأحمر، عليك بالنظر إلى السبب وراء دخولها الغابة وكيف خدعت حتى تم التهامها وكيف أنقذت في النهاية.


اكتب تلخيصك ..
فالأمر الآن صار سهلا بعدما رتبت كل ملاحظاتك ..
كل ما عليك فعله هو كتابة فقرة قصيرة تشمل النقاط الرئيسية التي جمعتها بالفعل عن
"من وماذا ومتى وأين ولماذا".
ولا تنس أن تكتب اسم القصة واسم كاتبها ..

تأكد من تركيزك على الحبكة الرئيسية للقصة فقط ..
لا تنخرط في مسارات جانبية مثل لعب هاري للكويدتش أو عداوته مع مالفوي ..
بالمثل، لا تقتبس جملا من القصة نفسها؛ لن تكون بحاجة إلى تكرار المحادثات في التلخيص، بل قد تحتاج فقط لذكر النقاط الرئيسية فيها، مثلما اكتشف هاري وصديقيه من كلام هاجريد أن حجر الفيلسوف لم يعد في مأمن وأن عليهم إيقاف السارق بأنفسهم ..

ألقِ نظرة على بعض التلخيصات الأخرى ..
كتابة التلخيص سيصبح أسهل بكثير إذا ما راجعت بعض الأمثلة وتعرفت على طرق صياغة ودمج كل العناصر في فقرة واحدة قصيرة ومتماسكة ..
تحكي رواية "هاري بوتر وحجر الفيلسوف" للكاتبة ج. ك. رولينج حكاية طـفـل يتيم في الحادية عشر من عمره يسمى "هاري بوتر" والذي يكتشف أنه ساحر ويذهب لدراسة السحر في مدرسة بريطانية للسحر تسمي هوجوورتس. هناك يكتشف أن والديه قد قتلا بواسطة ساحر شرير يسمى فولدمورت، والذي دمره هاري عندما كان رضيعا ..
بمساعدة صديقيه، رون ويزلي، الذي ينحدر من عائلة كبيرة للسحرة، وهيرمايني جرينجر، الساحرة الأذكي بين طلاب عامها، يكتشف هاري أن حجر الفيلسوف الذي يهِب الحياة الأبدية مخبأ في الطابق الثالث المحظور ..
يعرف الثلاثة بعدها من هاجريد أن الحجر لم يعد في أمان، فيقرروا إيقاف اللص بأنفسهم، الذين يعتقدون أنه الأستاذ سناب الذي يكره هاري. ولكن هاري يكتشف عندما يجد الحجر أن اللص هو الأستاذ كويريل، الذي يتلبسه فولدمورت. وبسبب تعويذة ألقتها والدة هاري، يتمكن الفتى من هزيمة كويريل ويجبر فولدمورت على العودة إلى مخبأه.
تحكي الأوديسة، الملحمة الشعرية لهوميروس، قصة بطل إغريقي يسمى أوديسيوس، ورحلته ذات العشر سنوات للعودة إلى وطنه في جزيرة إيثاكا حيث تنتظره زوجته بنلوبي وطفله تليماخوس. تبدأ الملحمة بقيام الحورية كاليبسو بأسر أوديسيوس حتى تجبرها الآلهة الإغريقية على تحريره. ويحاول الإله بوسيدون أن يحطم سفينة أوديسيوس، بسبب كراهيته الشديدة له حيث أنه في إحدى رحلاته تسبب في عمى ابنه السايكلوب "بوليفيموس" -عملاق بعين واحدة-، لكن توقفه الإلهة أثينا. يصل أوديسيوس إلى جزيرة "إسكريا" موطن الفياشيين، حيث يسمح له بالمرور بأمان، ويسأل عن مغامراته حتى هذه اللحظة. ويخبرهم أوديسيوس بمغامرات عديدة عاشها هو وفريقه كرحلته لأرض آكلي اللوتس، وتسببه في عمى بوليفيموس، وعلاقة الحب بينه وبين الساحرة-الإلهة سيرس، وعرائس البحر المميتة، ورحلته إلى العالم السفلي، وقتاله لوحش البحر سيلا. وبعدها أخذه الفياشيون إلى موطنه إيثاكا بسلام، الذي يدخلها وهو متنكر بزي شحاذ. وهناك، اعتبره أهل البلد ميتا، واحتل طالبو الزواج من بنلوبي ساحته، محاولين قتل ابنه وإقناع زوجته لتختار واحدا منهم، ولكن زوجته التي آمنت أنه حي، رفضت. ورتبت لمسابقة بقوس أوديسيوس الذي لا ينثنى إلا بكلمة منه، وما إن لمسه أوديسيوس حتى انطلقت سهامه، لتقتل كل الخطاب، ومرة أخرى يجتمع بعائلته.

تشمل التلخيصات السابقة النقاط الأساسية لحبكات القصص الملخصة. تم استخدام عبارات مثل "عندما اكتشف هاري أن الحجر.." بدلا من شرح ما حدث بالضبط ليكتشف الأمر، والذي لا يهم في الملخص .
وكذلك في الأوديسة تجد الملخصات مختصرة وتركز فقط على الشخصيات الأكثر أهمية، مثل: أوديسيوس وبنلوبي والآلهة وغيرهم.


راجع تلخيصك ..
تأكد من عدم وجود أخطاء إملائية وأن الأحداث مرتبة بشكل صحيح، وأنك قد كتبت أسماء الشخصيات والأماكن بشكل صحيح، ومن الأفضل لو راجعه صديق لك في حالة فاتك شيئا ..
وما إن تنتهي من المراجعة سيكون تلخيصك جاهزا ..


أفكار مفيدة
احرص على أن يكون تلخيصك قصيرا فلا يجب أن يكون أطول من القصة الرئيسية ..

تحذيرات
لا تذكر آرائك عند كتابة التلخيص ما لم يطلبه منك مدرسك بصراحة ..
لو كنت تكتب مقالا فلا ينبغي أن يكون مقتصرا فقط على تلخيصك للنص ..


كيفية كتابة أحداث قصة
معلومات المؤلف
هل لديك فكرة أساسية لقصة ولكنك لا تعلم ما يجب عليك القيام به؟
توجد العديد من المقالات التي تخبرك بكيفية الكتابة بمجرد أن يصبح لديك أحداث للقصة أو بكيفية مد أحداث القصة بمجرد أن يكون لديك هيكلا أساسيًا لها. لكن ماذا ستفعل إذا لم يكن لديك سوى فكرة فقط؟
ستساعدك هذه المقالة على كتابة أحداث أي قصة من البداية وحتى النهاية سواء كان كتابا به قصص مصورة للأطفال أو سلسلة ملحمية من سبعة أجزاء.

الخطوات

1_ كون فكرة عن القصة ..

فإذا كان لديك واحدة فهذا عظيم وإذ لم يكن حاول شحذ تفكيرك أو رسم خريطة ذهنية أو جرب واحدة من تدريبات ابتكار الأفكار العديدة والتي يمكن العثور عليها على الإنترنت ..
لست مضطرا إلى جعلها قصة حاليا ..
ولكنك تحتاج إلى فكرة تقريبية ..
يمكنك أن تبدأ بأي شيء :
عبارة أو وجه أو شخصية أو موقف طالما كان ذلك مثيرًا للإهتمام وملهما لك.

2_ حول فكرتك إلى قصة ..
تذكر إضافة انحراف قليل في مجرى الأحداث وسيمثل ذلك أعلى مستوى في تغيير أحداث الرواية ..
فإذا كنت على دراية بطريقة رقائق الثلج أو أي طرق من أخرى لابتكار الأفكار فستكون على علم بهذه الخطوة ..
والآن كيف تحول فكرة مبهمة عن فتاة ذات عيون داكنة إلى فكرة قصة؟
أولاً، يجب معرفة أن الروايات تدور حول أمرين :
الشخصيات والصراع ..
بالتأكيد توجد أشياء آخرى مثل الموضوع والبيئة ووجهة النظر وما إلى ذلك ولكن في أساس كل قصة يوجد شخصيات لديها صراع ..
لذا دعنا نأخذ الفتاة ذات العيون الداكنة كمثال ..
ونبدأ الآن في سؤال أنفسنا بهدف خلق شخصية لديها صراع ..
من هي؟
ماذا تريد؟
ما الذي يقف في طريق حصولها على ما تريده؟
وبمجرد أن يكون لديك شخصية لديها نوع من الصراع فسيكون لديك فكرة لقصتك لذا سجل هذه الفكرة.

3 _ حول فكرتك إلى قصة ذات حبكة درامية ..
الآن يأتي الجزء الأصعب فأنت لديك فكرة جيدة عن القصة ..
ولكن كيف تحولها إلى أحداث؟
يمكنك بالطبع البدء بالكتابة وترى أين سيأخذك ذلك ..
ولكن إذا شعرت بأي ميل إلى فعل ذلك فمن غير المؤكد أن تقوم بقراءة تلك المقالة من الأساس ..
إذا كنت تريد أحداثا لقصتك فهذا ما ستقوم بفعله :
يمكنك ابتكار النهاية أولا ..

4_ نعم هذا صحيح "النهاية".
هل تتزوج الفتاة ذو العيون الداكنة على الشاب الذي تريده؟
أم أنها تخسره أمام فتاة غنية؟
فكر في النهاية أولا وإذا لم يلهمك ذلك فقط بعض الأحداث استمر في القراءة ..

5 _ فكر في شخصياتك ..
الآن لديك صراع ولديك شخصيات ولديك بداية ونهاية لوضع محدد ..
فإذا كنت لا تزال بحاجة إلى المساعدة في ابتكار بعض الأحداث إذا ما عليك القيام به الآن هو التفكير في شخصياتك .. جسد هذه الشخصيات وامنحهم أصدقاء وعائلات ووظائف وتاريخ وتجارب مغيرة للحياة واحتياجات ورغبات ..

6_ أدخل أحداثا معينة ..
الآن بعد أن أصبح لديك شخصيات ونهاية للقصة ضع هذه الشخصيات في عالمهم وشاهد تفاعلهم فيه ..
تأكد من تدوين الملاحظات فربما يحصل أحدهم على ترقية كبيرة وربما تنافس الفتاة ذات العيون الداكنة في مسابقة للسباحة مع الفتاة الغنية الوقحة وربما تكتشف صديقتها المقربة أنها لم تفقد الأمل أبدا في الشخص الذي تحبه .. ابتكر بعض الأفكار حول ما يمكنهم فعله للتأثير على عالمهم وما قد يفعله عالمهم للتأثير عليهم ..

7_ لائم هذه الأحداث مع المنحنى الذي تتخذه القصة ..
هنا يأتي الجزء الممتع قد يكون بعض المعرفة بهيكل القصة مفيدا هنا ..
لتحقيق هدفنا ربما يكون تحليل فريتاغ مفيدا أكثر هنا ..
تحتوي القصة على خمسة أجزاء:
العرض: الحياة الطبيعية للشخصية حتى مرحلة "الحادثة المثيرة" التي دفعته إلى هذا الصراع.
الأحداث التصاعدية: الصراعات والكفاح والمخاطر التي تواجهها الشخصية في محاولتها لتحقيق أهدافها في هيكل من ثلاثة أجزاء والجزء الثاني وعادة في الجزء الأكثر ملحمية من القصة.
الذروة: الجزء الأكثر أهمية! وهي النقطة التي يبدو فيها كل شيء ممكنًا أو مستحيلا، فيجب أن تختار الشخصية بين الفوز أو الفشل الهين. وتعد هذه النقطة هي نقطة تحول في القصة حيث يصل الصراع إلى أقصاه.
تدرج الأحداث: كيف تتكشف الأحداث بعد وصولها إلى الذروة وهل يفوز البطل أم يخسر وهل ستغلق جميع النهايات المفتوحة مما يؤدي إلى…
الخاتمة: توازن جديد وحياة طبيعية مرة آخري ولكن مختلفة (أو ربما غير مختلفة كثيرا) عن "الحياة الطبيعية" لطابع الشخصية.


8_ ضع الأحداث المعينة المحتملة التي آتيت بها مع التغير الذي يحدث في مسار أحداث القصة ..
والعمل إما للأمام أو للخلف ..
ستقع نهاية القصة على الأرجح إما في مرحلة تدرج الأحداث أو الخاتمة ..
ولكن إذا كنت جيدا (أو محظوظا) قد تأتي بالذروة بدلا من ذلك ..
إذا لم يكن لديك الذروة من الأساس فكر في القرار الذي تريده وفي الحدث الذي سيكون ضروريا لعمله ..
تعتبر جميع الأشياء المؤدية لهذا الحدث منذ البداية هي الأحداث التصاعدية ..
وجميع الأشياء الناتجة عن هذا الحدث هي الأحداث المتدرجة ..
وجميع الأشياء الآخرى التي لا تتناسب مع أي من هاتين الفئتين يجب ألا تستخدم في القصة ..
إلا إذا كانت أحداثا جانبية ..


9_ غير في الأحداث أو حدثها حسب الضرورة ..
لديك الآن أحداثا فعالة قد لا تكون الأحداث معقدة أو جميلة ..
ولكن الآن لديك ما يكفي لبدء العمل به ..
بمجرد أن تقرر أفضل مشاهد يمكنها توضيح سلسلة الأحداث المؤدية إلى الذروة ..
فقد تقرر تغيير بعضهم أو حتى تغيير الذروة ..
هذا لا بأس به إذ أن الكتابة عملية إبداعية وهذه الأشياء لا تحدث بدقة وترتيب ..


أفكار مفيدة
ضع نفسك مكان الشخصية، ماذا سيقول؟
ماذا سيفعل أو كيف ستكون ردة فعله؟
وبدلا من إجابتك أنت على ذلك ..
( لأن ذلك لن يظهر للقارئ كشخصية مقنعة) أجب بالشخصية ..
تأكد أيضا عند كتابة الأحداث من التمهل لأنه إذا كان هناك حدثا درامي يليه حدثا درامي ..
سيصبح الأمر متكررا ومملا وأنت ترغب في جعل القارئ متفاجئا ..
ستحتاج عند إضافة العاطفة إلى إظهار مجموعة من المشاعر لأننا كبشر عواطفنا مثل قطار الملاهي ,,
لا نشعر بنفس الأشياء لسنوات وسنوات أليس كذلك؟
نشعر بالسعادة أحيانا وبالحزن أحيانا آخرى لذلك عليك أخذ العواطف الإنسانية للشخصية في الاعتبار أيضا ..
اجعل العاطفة في الرواية متوازنة ..
فإذا كنت تكتب قصة تراجيدية ضع بعض الفكاهة بها ..
إذا كنت تكتب قصة ذو نهاية سعيدة مثالية ضع بعض الأحداث التراجيدية بها ..
احتفظ بقائمة بالأفكار المثيرة للاهتمام التي توصلت إليها فقد يتناسب بعضها مع أحداث الرواية ..
إذا لم تتناسب مع الأحداث احتفظ بها لرواية آخرى ..
تحتاج الرواية إلى العديد من الأفكار المختلفة ومن الأيسر البدء بالكثير من الأفكار على أن تختار شيئا واحدا ثم تتسائل عما يجب فعله بعد ذلك ..
تذكر، تتشكل الأحداث من دوافع الشخصية لذا ضع الكثير من التركيز على طابع الشخصية قبل محاولة وضع أي أحداثا هامة في القصة ..
فإذا لم تكن قد شكلت طابعا للشخصية كيف يفترض أن تعرف ردة فعله تجاه بعض الأحداث في القصة؟
إذا كانت القصة التي تكتبها تحتاج إلى وجود شخص شرير أعطه دافع لذلك ..
عندما تفكر في ذلك سيكون من الأسهل التفكير في أحداثا للقصة ..
بعد أن يصبح لديك دوافع للشخصية التزم بها ..
فمحاولة إجبار الشخصية على حدث معين يجعلها تبدو مزيفة وكاذبة ..
يجب أن تؤمن بالشخصية وأن تستخدم تجاربها السابقة لحل الصراع الخاص بها ..
وستجد الرواية تسير على نحو أفضل بهذه الطريقة ..
يمكنك إبعاد عائلتك وأصدقائك عن القصة وسيصبح أسهل كثيرا أن تكون مكان الشخصية ..
ابدأ بملخص بسيط للغاية عن القصة (ماذا سيحدث في بداية ومنتصف ونهاية القصة) ..
ثم املأها بالتفاصيل حتى تصبح الأحداث مكتملة ..
حاول عدم كتابة الأحداث من البداية وحتى النهاية فذلك صعب للغاية وقد يستغرق الكثير من الوقت ..
لا تحاول التعجل في الأمر قد تستغرق بعض الوقت لإنهائها ..
ولكن كلما استغرقت وقتا وجهدا أكثر كلما أصبحت الرواية أفضل ..
 
  • عجبني
  • حبيته
التفاعلات: E.LOVE, عندي حساب, الباحـــث و 4 آخرين
كيفية كتابة رواية


تعد الرواية عملاً خياليا مكتوبا بلغة نثرية ذات طابع سردي ..
وتتميز الروايات المميزة بأنها تسلط الضوء على ما يحدث على أرض الواقع حتى وإن تجاوزت حدود الواقع وانطلقت في آفاق الخيال بهدف إرشاد القارئ إلى الحقيقة وجوهر الإنسانية من خلال العوالم التي تقدمها الرواية ..
ومهما كان نوع الرواية التي تريد كتابتها ..
سواء كانت أدبية أو تجارية أو رومانسية أو خيال علمي أو ذات طابع ملحمي أو دراما عائلية ..
فإنك ستحتاج إلى طاقة إبداعية لا حدود لها ..

بالإضافة إلى العزم والمثابرة التي تساعدك على صياغة روايتك وإتمام عمليتي المراجعة والتحرير ..

الجزء الاول _ تصور عالم خيالي


1_ استلهم الأفكار ..


إن كتابة الرواية نشاط إبداعي بحت، لذلك فإن الأفكار قد تأتيك في أي مكان وزمان . وبالتالي عليك أن تحمل معك أينما ذهبت مفكرة صغيرة وقلما حتى تتمكن من تدوين أي أفكار قد تخطر ببالك ..
ربما توحي إليك جملة ما سمعتها صدفة بفكرة جيدة ..
وأنت في طريقك إلى عملك الصباحي أو يأتيك خاطر ما ..
وأنت في حالة تأمل أثناء جلوسك على المقهى ..
وهكذا يصعب عليك أن تتوقع أين ومتى تأتيك الأفكار ..
لذلك يجب أن تكون حواسك منتبهة جيدا لأي مثيرات تلتقطها لعلها تكون نواة لرواية جيدة ..
لا تنتظر حتى يزورك الوحي ..
لأن الكتابة تشبه عملية الهضم ..
أي أنك لن تستطيع إنتاج أي نص إبداعي دون المرور أولاً بمرحلة التغذية والهضم الإبداعية ..
على سبيل المثال :
هل جربت يوما أن تأتيك فكرة من العدم بينما تقوم بنشاط ما لا علاقة له بفكرتك؟ إذا مررت بهذه التجربة عليك أن تدع هذه الفكرة تنزلق إلى عقلك الباطن حتى يقوم بمعالجتها وهضمها جيدا إلى أن تمتص الفكرة تماما ثم تعود مرة أخرى إلى عقلك الواعي بعد أن تخمرت وصارت مهيأة للصياغة ..
في بعض الحالات تعد هذه الحيلة من أفضل الموارد التي تمد الكاتب بالأفكار ..
لأن تلقائية وعفوية هذه الأفكار تساعد على سهولة تطوير الفكرة ..
وتشكيلها على النحو الذي يناسب حبكة قصتك سواء كان هذا التطوير في سياق أحداث ساخرة أو مثيرة ..
إن الكاتب يحتاج دائما إلى الإلهام ..
ولكن أحيانا يواجه بعض الكتاب صعوبة في استحضار الأفكار ..
وإنضاجها في رأسهم ومن المعروف أن كل الأدباء يواجهون هذه المشكلة ..
إلا أن أفضل علاج لها هو الإلهام ..
لا تقتصر موارد الإلهام على الكتب ..
بل من الممكن أن تكون البرامج التلفزيونية أو الأفلام أو حتى بعض القطع الفنية التي قد تشاهدها في أحد المعرض الفنية ..
إن مصادر الإلهام لا تنتهي.
استخدم مفكرتك الصغيرة لتدوين بعض المقتطفات أو الفقرات أو حتى الجمل ..
لأنها قد تصبح جزءا من روايتك ..
تأمل دائما كل القصص التي استمعت إليها أو قرأتها في يوما ..
تذكر الحكايات التي كانت ترويها لك جدتك قبل النوم ..
تلك القصص التي بهرتك أحداثها الخيالية ولا تزال في ذاكرتك منذ الطفولة ..
تذكر الوقائع التي شهدتها في مرحلة طفولتك والتي لا تفرق ذاكرتك ..
قد تكون حالة وفاة غامضة لإحدى السيدات في مدينتك ..
أو هوس جيرانك القادمى بتربية الحيوانات الأليفة ..
أو رحلتك إلى دبى التي لا تستطيع أن تنساها ..
إن مثل هذه الأمور قد ساعدت الكثير من الأدباء على كتابة رواياتهم ..

فمثلاً إن مشهد الجليد في رواية مائة عام من العزلة كان مستوحى من خبرات وذكريات الطفولة الخاصة بالمؤلف ..

يقول البعض :
"عليك أن تكتب ما تعرفه" ..
بينما يقول البعض الآخر :
"عليك أن تكتب عما لا تعرفه من خلال الاستعانة بما تعرفه" ..
وهذا يعني أنك عليك أن تفكر دوما في الأمور والوقائع التي تزخر بها حياتك الشخصية فربما تلهمك إحدى هذه الوقائع برواية ما عن طريق استكشاف جوهر هذا الموضوع تحديدا ووضعه أسفل المجهر الإبداعي لتكبير حجمه واستخلاص مغزاه في الرواية التي ستكتبها .


2_ اقرأ الكثير من الروايات ..

إن قراءة المزيد من الروايات تساعدك على التعرف على هذا القالب الأدبي ..
وحاول أن تقرأ في أكثر من نوع أدبي حتى تصبح ملما بكافة الميول والمشارب الروائية، ولكن إن كنت تهوى نوعًا معينًا من الروايات فيمكنك أن تركز قراءاتك على هذا النوع لتأمل ودراسة البناء الدرامي لهذه الروايات ..
والمعايير الأساسية الواجب توافرها فيها ..
لذلك عليك أن تقرأ روائع الأعمال في الفئة المفضلة بالنسبة لك ..
ويمكنك أيضا قراءة أكثر من نوع ..
لأنه من المهم أن تتطلع على القوالب المتنوعة بدلاً من الاقتصار على نوع أدبي واحد، لذلك حاول ان تنتبه للتصنيفات التالية ..
والتعرف على خواص كل منها :

الروايات الأدبية :
ويقصد بها الأعمال الفنية ذات الطابع الكلاسيكي والتي تناقش الموضوعات العميقة وتستعين بالرموز للإشارة لأبعاد هذه الموضوعات ..
وغالبا ما تستعين بالتقنيات الأدبية المعقدة ..
ولمعرفة هذه الفئة عن كثب يمكنك قراءة روائع الأعمال الكلاسيكية ..
ويمكنك الاستعانة في ذلك بقائمة
"أفضل مائة رواية على الإطلاق"
التي أصدرتها صحيفة الجارديان."100 Greatest Novels of All Time".

الروايات التجارية :
ويقصد بهذه الفئة هي تلك الروايات التي تهدف إلى تسلية القراء ..
وتحقيق أعلى نسبة مبيعات ..
وتقسم هذه الفئة إلى عدة تصنيفات فرعية مثل روايات الخيال العلمي وروايات الإثارة والتشويق وروايات الرعب والخيال التاريخي وقصص الحب ..
وغالبا ما تصاغ مثل هذه الروايات بطريقة تمكن القارئ من التنبؤ بالأحداث ..
كما أنها تكتب في سلاسل طويلة ..

هناك الكثير من أوجه التشابه بين الروايات الأدبية والروايات التجارية ..
فالعديد من كتاب الخيال العلمي والفانتازيا والإثارة يؤلفون أيضا روايات ذات حبكة معقدة وتحمل ورائها الكثير من المعاني والأهداف بنفس مقدار الروايات الأدبية الكلاسيكية ..
لذلك فإن الروايات الأفضل مبيعًا من الممكن أيضًا أن تكون أعمالاً فنية أدبية (والعكس صحيح) ..
مهما كان النوع الأدبي الروائي الذي تفضله ..
عليك أن تقرأ الكثير من الروايات المنتمية إلى نوعك المفضل ..
لأن ذلك سوف يكسبك المزيد من الخبرة والمعرفة حول النوع الذي ستكتب فيه .. ويرشدك إلى الطرق والحيل التي تتيح لك فرصة تقديم أفكار جيدة وجديدة في هذا النوع ..

إن قراءة الروايات الأخرى المنتمية إلى نفس نوعك المفضل يعد جزءا من بحثك التمهيدي قبل الشروع في كتابة رواياتك ..

فمثلاً إذا كنت تكتب رواية عن الحرب العالمية الثانية من وجهة النظر الفرنسية .. فعليك أن تقرأ المزيد من الروايات التي تتناول نفس الحدث التاريخي ..
وعليك أن تسأل نفسك :
كيف ستعالج روايتك هذا الموضوع بشكل مختلف عن الروايات الأخرى .؟


3_ تخيل تفاصيل عالمك الروائي ..
بمجرد أن تحدد النوع الذي ستكتب فيه ..
ابدأ في تخيل تفاصيل عالمك الروائي ..
ويقصد بذلك تصور المكان والزمان اللذين سيحيا فيهما شخصيات روايتك ..
لذلك عليك أن تطلق العنان لخيالك لتصور عالم بأكمله ..
وذلك لأن طبيعة هذه العناصر الروائية (المكان، الزمان، الشخصيات) ..
سوف تحدد المزاج العام لروايتك ..
وتشير أيضا إلى المشكلات والصراعات قد تواجهها شخصياتك ..

وعندما تبدأ في رسم معالم عالمك الروائي الجديد عليك أن تطرح على نفسك الأسئلة التالية:

هل ستكون الأماكن واقعية ومألوفة للقاريء (أي أنها مقتبسة من الحياة الحقيقية)؟
هل ستدور الأحداث في الوقت الحاضر أم في أزمنة أخرى؟
هل ستدور الأحداث على كوكب الأرض أم في أماكن وهمية؟
هل ستدور الأحداث في مدينة واحدة أو حي واحد أم ستمتد الأحداث لتشمب الكثير من الأماكن؟
هل ستدور الأحداث في شهر واحد أم في سنة واحدة أم خلال عدة عقود؟
هل سيكون عالمك الروائي قاتمًا ومأساويًا أم سيكون مصدرًا للتفاؤل والأمل؟


4_ارسم شخصياتك ..

إن أهم شخصية في الرواية هي البطل ..
ويتميز بطل الرواية دائما بسمات شخصية خاصة وأنماط مميزة للتفكير ..
ولا يلزم أن يكون البطل شخصية محبوبة ..
ولكن عادة ما ينبغي أن يكون ذا شخصية شيقة وجذابة حتى يظل القارئ متعلقا بالقصة ..
ومن أهم مباهج قراءة الروايات الخيالية هي متعة القارئ في التعرف على نفسه من خلال شخصيات الرواية وأن يرى حياة موازية شيقة يعيشها شخصياته المفضلة ..
يجب أن تكون شخصيات الرواية جذابة وشيقة ..
مثل : شخصية لوليتا في همبرت همبرت ..
حيث من الممكن أن يتقبل القارئ فكرة أنه شخصية حقيرة طالما أنها شخصية ساحرة ..
وليس من الضروري أيضا أن تحتوي الرواية على بطل واحد فقط ..
بل من الممكن وجود العديد من الأبطال الذين يجذبون القراء بالإضافة تفاعل هؤلاء الأبطال معا من خلال الصراع الروائي ..
بل ومن الممكن الاستفادة من تعدد الأبطال في طريقة السرد حيث يمكنك أن تسرد الأحداث من أكثر من منظور سردي "تقنية تعدد الأصوات"..
يجب أن تزخر روايتك بالشخصيات الأخرى أيضا لذلك عليك الاهتمام أيضا .. بالشخصيات الثانوية التي تتفاعل مع البطل سواء كانوا أصدقاء أو غيرهم ..
لست مضطرا إلى التخطيط المسبق للشخصيات التي ستحفل بها رواياتك ..
لأنك عندما تكتب قد تكتشف أن شخصية البطل ما هي إلا إحدى الشخصيات الثانوية التي خلقتها ..
أو قد تفاجأ بشخصيات جديدة تتطور لتصل إلى مكانة لم تكن تتوقعها لها ..
يتعامل الكثير من الأدباء مع شخصياتهم بصفتها شخصيات حقيقية حيث من الممكن أن يتحدثون معها ويسألونها عما ستفعله في موقف معين ..
وبالتالي يسعون إلى جعل الشخصيات "حقيقية" قدر الإمكان ..
لذلك يجب أن يفكر الكاتب في شخصياته ويتصور طريقة تطورها وتحركها في العالم الخيالي الذي أنشأه ..



5_ تصور الحبكة ..

معظم الروايات مهما كان نوعها تقوم على نوع من الصراع حيث تأخذ الأحداث في التطور والتوتر حتى تصل إلى الذروة ثم تهدأ الأحداث تدريجيا إلى تحل المشكلة تدريجيا ..
وهذا لا يعني بالطبع أن الروايات يجب أن تنتهي بنهايات سعيدة ..
ولكن الهدف من الصراع واحتداد الوتيرة هو تقديم الدوافع المنطقية للشخصيات من أجل تطورها والدفع بعجلة الأحداث لإثراء الرواية بمتوالية من الوقائع المتصاعدة على امتداد الرواية ..
لا يوجد قالب واحد لحبكة الرواية ومع ذلك هناك نهج تقليدي لبناء الحبكة يتكون من الحدث الآخذ في التصاعد
(يتم رسم التفاصيل التي يقوم عليها الصراع في الرواية)
والصراع (الأزمة الرئيسية للرواية)
والحل (نهاية الأزمة) ..
إلا أن هذا النهج ليس الوحيد في بناء الحبكة ..

يمكنك البدء بالحدث الرئيسي وما ترتب عليه من صراع محوري ثم العودة بالأحداث إلى الخلف لسرد الأسباب والأحداث التي أدت إلى تفاقم الموقف والوصول إلى هذا الحدث الرئيسي ..
على سبيل المثال :
من الممكن أن تبدأ الرواية بفتاة تعود إلى منزلها لحضور جنازة والدها ..
وقد لا يعرف القارئ لماذا سيؤدي هذا المشهد إلى الصراع الرئيسي في أي لحظة ..
ليس من الضروري أن تنتهي الرواية بحل وتسوية الصراع؛ لأنه لا بأس من أن تجعل النهاية مفتوحة ..
لأن مثل هذه النهايات تدفع القراء إلى استكمال النهاية بأنفسهم ..
(عن طريق التكهنات، خيال القراء، حلقات المناقشة، .. إلخ).

ليس من الضروري أيضا أن تسير الأحداث على خط زمني منطقي ومتدرج بل من الممكن البدء في الوقت الحاضر ثم التنقل بين الأحداث ذهابا وإيابا بين الماضي والحاضر ..
أو من الممكن البدء من الماضي ثم القفز بالأحداث إلى الأمام عشرين عاما ..
لذلك حاول أن تختار الخط الزمني الذي يناسب قصتك ..
وتعتبر رواية لعبة المربعات التي كتبها خوليو كورتاثر نموذجا للرواية الخالية من الخط الزمني المستقيم ..

اقرأ بعضا من رواياتك المفضلة واتبع الحيل المستخدمة في بناء الحبكة ..
وتعلم كيف تتلاقي خيوط الرواية زمنيا لأنه من الأفضل ألا يكون هناك خط زمني مستقيم للرواية لأنك ذلك سيجعل الرواية أكثر تشويقا ..



6_حدد المنظور السردي ..

غالبا ما تكتب الروايات من ثلاثة منظورات سردية هم الراوي البطل (ضمير المتكلم) وهو أحد شخصيات الرواية ..
والراوي العليم (ضمير الغائب) وهو راوي محايد يسرد الأحداث بشكل خارجي .. والراوي المخاطب للقاريء (ضمير المخاطب) وهو راوي يخاطب القارئ ويجعله شريكا في الأحداث ..
ومن الممكن استخدام تقنية تعدد الأصوات وهي سرد الأحداث من أكثر من منظور ولكن بضمير المتكلم حيث يقوم أبطال الرواية بسرد الأحداث ولكن من منظور كل منهم على حدة ..
لست مضطرا إلى تحديد نوع المنظور السردي قبل أن تسطر الجملة الأولى من الرواية ..
في الواقع قد تحدد المنظور الأفضل سواء كان الراوي العليم أو الراوي المشارك بعد أن تنتهي من الفصل الأول أو حتى من المسودة الأولى للرواية كلها ..
لا توجد قاعدة ثابتة تحدد نوع المنظور السردي الأفضل للرواية ..
ولكن إذا كنت تكتب رواية بانورامية تعرض الأحداث بشكل شامل وتزخر بمجموعة كبيرة من الشخصيات فيفضل الاعتماد على الراوي العليم حتى تستطيع إدارة كل الشخصيات الموجودة في الرواية ..


7_احرص على أن تكون البداية بسيطة ..


على الرغم من أنه من الجيد البدء بتحديد النوع الأدبي والحبكة والشخصيات ووضع كل هذه التفاصيل في الاعتبار قبل صياغة الرواية ..
إلا أنه من الأفضل ألا تبدأ في الكتابة وأنت منغمس وغارق حتى أذنيك في كل هذه التفاصيل حيث يمكنك أن تظهر شرارة الإبداع من أمور بسيطة مثل حدث تاريخي معين أو بعض الوقائع اليومية العابرة

مثل: محادثة صغيرة استمعت إليها صدفة في محل البقالة أو التأمل في قصة كانت جدتك قد روتها لك قبل النوم. كل هذه الأمور كافية بأن تبني عليها أحداث روايتك معتمدًا على بعض المعلومات التي تعرفها بالفعل ..
إذا كنت منشغلاً للغاية بالتفاصيل قبل حتى أن تكتب المسودة الأولى ..
فإن ذلك سوف يقيد قدرتك الإبداعية ويحد من انطلاقها ..



الجزء الثانى كتابة مسودة الرواية


1_اكتب مخططا أوليا ..
كل روائي يتميز بطريقة مختلفة عند البدء في رواية جديدة إلا أن البدء بكتابة مخطط أولي يعد أمرا مفيدا لأنه يساعدك على تنظيم أفكارك وتحديد أهداف صغيرة لإنجازها مما يقربك نحو الهدف الأكبر المتمثل في كتابة رواية كاملة ..
ولكن إذا كتبت بشكل مرتجل وبدون معرفة كافة التفاصيل ..
فسوف تضطر إلى الانقياد الأعمى خلف إلهامك وكتابة ما يمليه عليك حتى تتشبث بخاطرة ما جذبتك بشدة ثم تبني عليها أحداث روايتك ..
ليس من الضروري إدراج الخط الزمني في المخطط الأولي ..
يمكنك أن ترسم الملامح الأولية لشخصياتك أو تصميم مخطط هندسي يشرح كيف سوف تتداخل الشخصيات المختلفة داخل القصة ..
تعامل مع هذا المخطط بصفته دليلاً وليس عقدا ملزما ..
هذا المخطط يساعدك فقط على البدء في الكتابة في ضوء استعراض بصري لكل أبعاد القصة، إلا أن هذا لا يمنع من تعديل أحداث القصة عند البدء في عملية الكتابة ذاتها سواء بالحذف أو الإضافة ..
أحيانا تتزايد قيمة وفائد المخطط الأولي بعد الانتهاء من كتابة المسودة الأولى أو الثانية ..
حيث يساعدك على معرفة الطريقة التي تم اتباعها في بناء أحداث القصة ..
واكتشاف الأجزاء المتسقة وغير المتسقة ..
والمواضع التي يمكن توسيع نطاقها ..
والمواضع التي يفضل اختزالها ..


2_ضع نظاما صارما للكتابة والتزم به ..

من أجل إتمام مسودتك الأولى عليك أن تجد الزمان والمكان المناسبين اللذين يساعدانك على تحقيق أهدافك المتعلقة بالكتابة ..
يمكنك أن تحدد وقتا ثابتا في الصباح أو المساء أو تكتب خلال أوقات متفرقة على مدار اليوم أو تكتب في نوبات زمنية طويلة ..
ومهما كان نظامك فإن لن تستطيع أن تكتب في لحظات الوحي والإلهام فقط هذه خرافة ..
لذلك يجب عليك أن تتعامل مع الكتابة بصفتها عملاً حقيقيا ..
وبالتالي عليك الالتزام بمواعيد محددة ومنتظمة في الكتابة سواء كنت تشعر بالحاجة إلى الكتابة أم لا ..
خصص مكانا مريحا يساعدك على الكتابة بانتظام والشعور بالاسترخاء والتركيز والابتعاد عن أي ملهيات ..
واحرص على الجلوس على مقعد مريح لا يسبب لك أي آلام في الظهر بعد ساعات من الجلوس والكتابة ..
وضع في اعتبارك أنك لن تكتب كتابا في ساعة ..
بل إن الأمر يتطلب شهورا لذلك راع صحة وسلامة ظهرك ..
من الممكن أيضا أن يشتمل نظامك على ما تشتهيه من أطعمة ومشروبات ..
حيث تستطيع أن تضعها أمامك لتتناولها قبل أو أثناء الكتابة ..
هل تساعدك القهوة على الشعور باليقظة أم تجعلك تعاني من التوتر وعاجزا عن الإنتاج؟
هل تساعدك وجبة الفطور على الشعور بالحيوية ..
والنشاط أم تجعلك متخما وكسولاً .؟


3_قم بإعداد بحث تمهيدي ..

يتم الإعداد للبحث وفقا لنوع الرواية التي ستكتبها ..
لذلك احرص على الإلمام التام بكافة التفاصيل المحيطة بموضوع روايتك
(الزمان، المكان، ثقافة وميول الشخصيات) ..
ومن البديهي بالطبع أن يكون البحث الذي ستعده عن الحرب الثورية لكتابة رواية عن الخيال التاريخي سيكون أكبر حجما من البحث المطلوب لكتابة رواية للمراهقين والذي يتطلب فقط استلهام بعض الأفكار من خبراتك الشخصية في المدرسة الثانوية ..
وبشكل عام مهما كان نوع الرواية التي ستكتبها فإنك ستحتاج إلى إعداد بحث كافي للتأكد من صدق ودقة أحداث روايتك ..
يمكنك الاستفادة من المكتبات العامة حيث تستطيع العثور على معظم المعلومات التي ستحتاج إليها هناك بالإضافة إلى أن المكتبات نفسها تعد مكانا مثاليا للكتابة ..
يمكنك الاستعانة بخبير أو مؤرخ إذا لم تكن متأكدا من صحة وصدق الموضوع الذي تتناوله ..
حيث يمكن لهذا الشخص مساعدتك في الإجابة على الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهنك ..
من الممكن أن يؤثر البحث على نطاق ومحتوى الرواية ..
لأنك عندما تقرأ الكثير من المعلومات عن حقبة زمنية معينة أو موضوع ما تكتب عنه، فإنك قد تعثر على بعض التفاصيل الجديدة الرائعة والمفيدة مما يدفعك إلى تغيير اتجاه الرواية بأكملها ..



4_اكتب المسودة الأولى ..

عندما تشعر أنك جاهز للكتابة ..
اجلس أمام مكتبك وابدأ في كتابة المسودة الأولى لروايتك ..
ولا تقلق بشأن الأخطاء اللغوية ..
لأن لا أحد سيقرأ هذه المسودة ..
وحاول أن تكتب بتلقائية بدون أن تحكم على نفسك ..
لأن الغرض من هذه المسودة هو إتمامها فقط والانتهاء منها بدون أن تكون رائعة ومذهلة ..
ولا تكن متحفظا على بعض مواضع المسودة ..
لأن أصعب أجزاء الرواية قد تتحول إلى الأجزاء الأكثر إقناعا من المسودات المستقبلية ..
التزم بجدول الكتابة واكتب كل يوم أو كلما استطعت ..
وعليك أن تفهم جيدا ما الذي تقوم به ..
واعلم أن هناك الكثير من الكتاب الموهوبين الذين لم يظهروا في عالم الكتابة لأن أدراج مكتبهم مليئة بالروايات غير المكتملة ..
حدد أهدافا صغيرة وليكن الانتهاء من فصل أو عدة صفحات أو الانتهاء من كمية معينة من الكلمات كل عدة أيام، وذلك حتى تظل مشحونًا بالدوافع ..
يمكنك أيضًا تحديد أهداف طويلة المدى ..
مثلاً يمكنك أن تضع هدفا يتمثل في الانتهاء من المسودة الأولى من الراوية خلال سنة واحدة أو ستة شهور ..
حدد تاريخا معينا والتزم به ..


الجزء الثالث مراجعة الرواية


1_اكتب العديد من المسودات ..


قد تحتاج فقط إلى كتابة ثلاث مسودات فقط ..
وقد تضطر إلى كتابة عشرين مسودة قبل أن تقرر صياغة النسخة النهائية من الرواية ..
ويعتبر الجزء الأهم في هذه المرحلة هو استشعار ما إذا كانت الرواية جاهزة للنشر والشعور بالرضا التام عنها ..
لأنك إذا رغبت في نشرها مبكرًا قبل أن تنضج بالشكل الكافي ..
قد تظهر بشكل غير لائق ..
ولكن بعد أن تكتب الكثير من المسودات يمكنك الانتقال إلى مرحلة التحرير ..

عندما سئل هيمنجواي عن أصعب جزء في كتابة نهاية رواية وداعا للسلاح
(بعد أن أعاد كتابتها 39 مرة) ..
فأجاب برده الشهير "كان العثور على الكلمات المناسبة".

بعد الانتهاء من كتابة المسودة الأولى خذ راحة لمدة أسابيع قليلة أو ربما شهور ..
ثم ارجع إليها مرة أخرى واقرأها جيدا بعين القارئ لتعرف مواطن الضعف التي تحتاج إلى إعادة معالجة..
وتعرف الأجزاء الطويلة والمملة والتي بحاجة إلى الاختزال ..
حاول أن تكتشف المواضع المملة التي تتجاوزها بعينيك ..
وتقفز على ما يليها لأن قارئك غالبا ما سيفعل ذلك أيضا ..
ثم ابدأ في مراجعة واختصار هذه الأجزاء حتى تصبح جذابة وغير مملة ..
من الممكن تخصيص كل مسودة جديدة بهدف التركيز على معالجة جانب واحد أو عدة جوانب من الرواية ..
فمثلاً يمكنك كتابة مسودة بالكامل من أجل التركيز على تحسين أسلوب الراوي وجعله أكثر تشويقا بالنسبة للقاريء بعد ذلك تكتب مسودة أخرى لتنقيح الجانب الخاص بتطور الأحداث، ومسودة أخرى للتركيز على الجانب الرومانسي من القصة.
كرر هذه العملية حتى تصل إلى المسودة التي تفخر بها أمام آخرين. قد يستغرق الأمر بعض الأسابيع أو الشهور أو السنين قبل أن تبلغ المرحلة التي ترضى فيها عن روايتك، لذلك كن صبورا ..



2_استمر في التحرير والتنقيح ..

عندما تنتهي من المسودة النهائية للرواية يمكنك البدء في تحرير عملك ..
حيث تبدأ في مراجعة الجمل والفقرات التي بحاجة إلى التعديل والتخلص من العبارات الزائدة والكلمات المتكررة ..
وليست هناك حاجة لتدقيق كل جملة كتبتها بعد المسودة الأولى ..
لأن معظم الكلمات ستكون قد تغيرت تماما عند الانتهاء من المسودة النهائية ..
اطبع الرواية واقرأها بصوت عال وعدل الأجزاء التي تراها غير مناسبة ..
لا ترتبط للغاية بما كتبته ..
فمن الممكن أن تحذف فقرة معينة قد لا تدفع القصة إلى الأمام ..
ثم يمكنك بعد ذلك الاستفادة من هذه الفقرة في عمل آخر ..


3_اعرض عملك على أشخاص آخرين ..

استشر أحد أصدقائك المقربين فيما كتبته لكي ترى انطباع روايتك على أحد القراء، وإذا لم تجد أحد هؤلاء الذين يمكن أن يمدوك بالملاحظات يمكنك الحصول على آراء الأخرين من خلال اتباع أحد الطرق التالية:
انضم إلى ورشة كتابة أو مركز ثقافي حيث توجد الحلقات والندوات الأدبية المهتمة بورش الكتابة الروائية؛ حيث يتم تبادل الآراء حول ما يكتبه أعضاء هذه الورش وبالتالي تضمن أن تتلقى أراء متخصصة فيما كتبت، كما تتاح لك فرصة إبداء الرأي في أعمال الآخرين ..
حاول أن تحضر الندوات والتجمعات الأدبية والتي يجتمع فيها كتاب الروايات بشكل منتظم لمشاركة الخبرات وتبادل النصائح ..
إذا أخبرك أحد أن فصلاً ما بحاجة إلى تغيير حاول أن تستشير شخص آخر قبل تعديل الفصل المشار إليه ..
إذا كنت ملتزما بإنهاء رواية ما يمكنك الاشتراك في برنامج M.A. أو M.F.A. المتخصص في الكتابة الإبداعية حيث تقدم هذه البرامج بيئة مدعمة وداعية لتبادل أعمالك مع الآخرين ..
وبالإضافة إلى ذلك من الممكن لهذه البرامج أنساعدك على إنهاء أعمالك عن طريق تحديد موعد نهائي لتسليمه ..



4_حاول أن تنشر روايتك ..

ينظر معظم الروائيون إلى روايتهم الأولى بصفتها فرصة للتعلم ودليلاً قد يساعدهم على الكتابة بشكل أفضل في المستقبل ..
ومع ذلك إذا كنت واثقا مما كتبته وترغب في نشره فعليك اتباع بعض الإجراءات هي اختيار دار نشر كتب تقليدية أو ناشر إلكتروني على الإنترنت أو تقوم بنشرها بنفسك ..

إذا لم ترغب في نشر عملك لا توجد أي مشكلة ..
هنأ نفسك بما أنجزته من عمل أدبي وابدأ في التخطيط لكتابة روايتك القادمة ..


أفكار مفيدة
اقرأ الكثير من الكتب (خاصة من النوع الي تكتب فيه) وذلك قبل وأثناء وبعد كتابة روايتك؛ حيث يساعدك ذلك على صقل وتحسين روياتك.
احرص على رسم شخصيات تتحلى بصفات مختلفة ومتباينة على النحو الذي يحاكي الواقع. واعلم أنه غالبًا ما لا يتقبل القارئ فكرة الشخصية المثالية والخالية من العيوب والنواقص.
هناك الكثير من التطبيقات النصية (مثل: Google Keep, Astrid Tasks) والتي تناسب الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية والتي تساعدك في تدوين أفكارك التي تخطر فجأة في بالك في أي مكان. هناك بعض الأجهزة المجهزة ببرنامج معالجة النصوص مما يسمح لك أيضًا بالكتابة عليها بشكل مباشر.
استثمر بعض الوقت في الاستماع إلى الأغاني التي تستحضر إلى ذهنك بعض العواطف والأحاسيس أو تروي قصة قصيرة، وحاول أن تصنف الأغاني وفقًا للحالة المزاجية العامة للأغنية. اكتب قائمة بالأغاني التي تناسب حالة القصة/ الرواية أو حتى الموسيقى التصويرية لفيلم ما. من الممكن أن تساعدك هذه الأغاني على استلهام الأفكار وإضافة بعض العواطف والأحاسيس على أجزاء من المسودة الخالية من العواطف. أو يمكنك أن تحاول كتابة مشهد أو فصل بناءً على شعور ما أوحته لك أغنية معينة.
سوف تعرف بعد فترة ما إذا جذبت القصة التي كتبتها انتباهك وخيالك. إذا لم تشعر بذلك حاول أن تستمر في تطوير الأفكار. ومن أجل ذلك حاول الاستماع إلى الموسيقى أو الأغاني أثناء الكتابة لأنها قد تلهمك بالعديد من الأفكار المختلفة بالإضافة إلى إلهام للمشاعر التي تشعر بها الشخصيات.
اقرأ الصحف اليومية لأنها تحسن من قدرتك السردية واستلهام المزيد من القصص. وتذكر دائما أهمية المرونة في التعامل مع أحداث روايتك، فيمكنك ببساطة أن تحول مجرى أحداثها من الحرب الدائرة في الشرق الأوسط إلى مأزق بسيط في مدرسة ثانوية. ومن الممكن أن يحدث هذا التحويل سواء من البداية أو في المنتصف، لذلك حاول أن ترى مدى إيمانك بما تكتبه أولاً قبل المضي قدمًا.
إذا كنت تواجه صعوبة في تطوير شخصية تبدو واقعية، تخيل أنك تصطحب تلك الشخصيات معك أينما ذهبت: في العمل أو محل البقالة أو حتى الشارع، وتخيل ردود أفعال تلك الشخصيات في مثل هذه المواقف. اكتب الملاحظات التي ترصد تصرفاتهم التي تشبه تصرفاتك والتصرفات الأخرى المختلفة عنك.
من الأفضل أن تكتب لنفسك وبدون قراء خير من أن تكتب للقراء وبدون نفسك. اكتب قصتك بالطريقة التي تفضلها؛ لأن هناك الكثير من الأنواع الأدبية وثمة جمهور معين لكل نوع، لذلك لا تقلق حيال تسويق روايتك.
اكتب النوع الادبي الذي تحبه، فإذا كنت من محبي الخيال العلمي، فالطبع سوف تبلي فيه بلاء حسنًا بشكل أفضل من الخيال التاريخي.
اكتب صفحة واحدة على الأقل يوميًا بصرف النظر عن مدى جودتها الإبداعية.
إذا كنت تجد صعوبة في تطوير أحداث القصة، تخيل أحد شخصيات الرواية يقف خلفك ويملي عليك ما الذي يفعله في الموقف الذي يواجهه حاليًا.
اهتم جيدًا بأسماء الشخصيات، ومن أجل ذلك يمكنك الاستعانة بكتاب أسماء الأطفال الذي يعرض الأسماء وبجانب كل اسم معناه. وهناك أيضًا العديد من المواقع الإلكترونية التي تستعرض الأسماء ومعانيها. ويمكنك اللجوء إلى حيلة أخرى هي استخدام تطبيق ترجمة جوجل في ترجمة أي كلمة إنجليزية إلى أي لغة أخرى واستخدم الإسم الذي سيظهر في ترجمة اللغة الأجنبية (غالبًا ما نستخدم هذه الحيلة في القصص بشكل عام). يمكنك أيضًا أن تخلط الأسماء من اللغات المختلفة طالما أنها تحمل معنى ما.
للتغلب على حالة انقطاع الوحي حاول أن تقرأ الكثير من الكتب ومشاهدة العديد من الأفلام والمسلسلات ومطالعة المجلات المختلفة والذهاب إلى الرحلات الخلوية والتنزه من الأصدقاء وتناول وجبة العشاء معهم في الخارج. بعبارة أخرى حاول أن تستمتع بحياتك فأنت لا تعرف أين ومتى سيزورك الوحي ويأتيك الإلهام.
عليك أن تدع أصدقائك المقربين يقرأون الرواية لإبداء الرأي بها قبل أن ترسلها إلى الناشر، ومن المهم للغاية أن تحصل على حقوق التأليف والنشر لعملك حتى قبل أن ينتهي.

لا تكرر الكليشيهات والعبارات والقوالب المحفوظة لأنها صارت معروفة للقاريء وباتت مستهلكة للغاية بالنسبة له وفقدت تأثيرها تمامًا، لذلك فإن الإفراط في استخدامها سيجعلها مملة ومزيفة.

إذا كنت تميل إلى التسويف والمماطلة حاول أن تنضم إلى نوع من التحدي مع كتاب آخرين لكتابة رواية من 50 ألف كلمة في شهر واحد. وغالبًا ما يميل المؤلفون إلى الإنجاز عندما يجبرون على الالتزام بموعد نهائي للتسليم.
حاول أن تقرأ العمل مرارا وتكرارا واعرف أخطائك ومواطن الضعف في الحبكة، ولا تكابر وابدأ في تعديلها. وعند اكتشافك لأحد الأخطاء حاول أن تحتفظ به في ذاكرتك ثم صححه عندما تستكمل قراءة ومراجعة القصة .
 
كيفية كتابة رواية فانتازيا مقنعة


لا تعتقد أن كتابة الرواية الفانتازية التي تعتمد على السحر وغيره من الأشياء الخارقة للطبيعة يطلق لك العنان كليا ..
حتى إذا كنت ستصنع عالمك الخيالي من الصفر تظل مطالبا بأن تكتب روايتك بأسلوب مقنع وأصيل ومتميز ..
يجب أن تبذل مجهودا كبيرا وتراعي أدق التفاصيل بحيث تقدر بكلماتك على لفت انتباه القراء ودفعهم للاستغراق كليا في النص والشعور بأنهم أمام قصة حقيقية مهما فاجأتهم بأحداث غير مألوفة أو أخذتهم لكواكب فضائية أو وضعتهم أمام سلاحف متكلمة ..
اصنع عالمك الخيالي ..
ضع بعض القواعد المنطقية المنظمة للرواية بما في ذلك السحر والأشياء غير الطبيعية ..
فكر مليا في تفاصيل الشخصيات وتطورها على مدار الرواية ..

انسج من كل الخيوط السابقة روايتك المميزة والذكية ..


الطريقة الاولى _ تحديد مكان الرواية وزمانها

1_جمع الأفكار ..

تحدث الروايات الفانتازية في عوالم وأكوان خيالية ..
وتفرض عليك كتابة هذا النوع من الروايات عادة أن تخلق للقراء عالما مختلفا بشكل أو آخر عن عالمنا الحقيقي ..
حاول أن تجعل خطوتك الأولى هي الوصول إلى فكرة مجنونة ومثيرة للانتباه فيما يخص تحديد زمان ومكان الرواية ..
يحصل كتاب الفانتازيا على أفكارهم من كل مكان واعتمادا على أصغر وأبسط الأشياء التي تمر عليهم ..
يمكنك أن تقرأ مقالًا في مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" عن مكان صحراوي ما وتجد من خلاله عشرات الأفكار الملهمة في سبيل عملك على الكوكب الخيالي الذي سوف تجري به أحداث القصة. قد يلهمك كذلك السير في الغابة ورؤية شجرة غريبة الشكل، ومن ثم تبني كل أحداث قصتك حول هذه الشجرة ..
حاول أن تحفز قدرتك على التخيل من خلال تعريض نفسك بشكل دائم للظروف المحيطة غير التقليدية وغير المعتادة ..
اقرأ الروايات الفانتازية وانتبه إلى الإطار الزمني والمكاني الخاص بها ..
اطرح على نفسك الأسئلة التالية :
ما هي الاختلافات بين عالم الرواية والعالم الحقيقي .؟
ما الأشياء الغريبة التي تحدث في مدرسة هوغوورتس للسحر
(بالتأكيد تعرفها إذا كنت من محبي هاري بوتر) .
ولا يراها البشر في مدارسهم العادية .؟
ما الذي يميز هذه الأماكن ويجعلها حقيقية ومتفردة .؟
قم بتدوين كل الأفكار التي تخطر في بالك ..
احتفظ بدفتر من أجل تسجيل أي فكرة متعلقة بديكورات أو منازل أو طقس عالمك الخيالي ..
كلما واصلت تدوين المزيد من التفاصيل والأفكار سوف يتضح في عقلك شكل الحياة في هذا العالم مرة بعد مرة وستبدأ في الشعور بأنه عالم موازي حقيقي بداخل عقلك ..


2_اوصف هذا العالم الخيالي ..

لن تنجح في منح روايتك شعورا عميقا بالصدق والواقعية إذا لم يكن لديك رؤية واضحة عن أدق تفاصيل العالم الذي تدور به الأحداث ..
يجب أن تكون قادرا على حكي كل شيء ممكن عن هذا العالم ..
اوصف ذلك الكوكب أو المدينة الخيالية بشكل دقيق ومفصل وكأنها مدينتك التي عشت بها كل حياتك ..
يمكنك أن تتمرن على الكتابة الوصفية محاولا وصف مشهد حقيقي ..
أولا كخطوة أولى ..
اخرج للتمشية في شوارع مدينتك واعمل على وصف كل شيء يقع أمام عينيك بلغة وصفية واضحة قدر الإمكان ..
استخدم كل حواسك واسأل نفسك :
ما هو شكل المكان .؟
رائحته .؟
الشعور العام الذي يداهمك وأنت بداخله .؟
الآن حان الوقت من أجل استخدام حواسك في وصف العالم الخيالي ..
ما هي نوعية النباتات الموجودة من حولك .؟
ماذا عن الحيوانات .؟
ما هي الألوان الطاغية .؟
الروائح .؟
كيف هو حال الطقس هناك .؟
ما هي الأصوات التي تتردد في الأنحاء .؟
اكتب وصفا حرا وطويلا لأدق التفاصيل الممكنة المتعلقة بعالمك الخيالي ..


3_ارسم خريطة إذا شعرت بالحاجة إلى ذلك ..

يلجأ الكثير من المؤلفين المشهورين إلى هذه الحيلة الذكية من أجل إضفاء روح حميمية ومصداقية على مؤلفاتهم ..
اصنع خريطة متخيلة لذلك الكوكب أو المدينة الخيالية لمساعدتك على الاندماج وسط تلك الأحداث والحياة التي تدور في هذا المكان ..
ولا تنس أن تضيف صورة من تلك الخريطة إلى الرواية عند طباعتها بحيث تتشارك المرح مع القراء ..
إذا كنت تتمتع بحس فني ابدأ الآن في رسم خريطة هذا العالم أو في المقابل حاول الاستعانة بفنان مميز لمساعدتك على إتمام الأمر ..
استخدم واحدة من الأشكال الشائعة ..
إذا كنت تكتب رواية فانتازيا رومانسية تدور في جزيرة منعزلة ..
فما الذي يمنع أن ترسم هذه الجزيرة على شكل قلب .؟
قم بوضع المعالم الرئيسية على الخريطة ..
ارسم سلسلة من الأشجار للتعبير عن مكان تواجد الغابة الضخمة الغامضة الموجودة في هذا العالم ..
ارسم نجمة لتحديد مكان عاصمة كل مدينة وارسم تموجات باللون الأزرق لتحديد أماكن ينابيع المياه والأنهار والبحار ..
هل بدأت تفكر في تاريخ الأحداث المرتبط بهذا الشكل النهائي لكوكبك الخيالي؟ استغل ذلك الآن وحالا ..
حدد على الخريطة مكان وفاة الإمبراطور الأخير للمملكة وساحة المعركة الأشهر في الحروب الدائمة بين أهل الجنوب وأهل الشمال والجبل الذي رأى فيه البطل روح جدته المتوفاة وهي تخبره بضرورة تحرير القبيلة من احتلال الأعداء ..



4_اصنع موقعا لأحداث الرواية ..


ما هو الإطار المكاني الذي تحدث به القصة .؟
يلجأ البعض إلى خلق عوالم خيالية بداخل العالم الحقيقي ..
مثل سلسلة "هاري بوتر"
التي دارت في عالم خفي في إنجلترا الحديثة ..
في المقابل دارت أحداث رواية "سيد الخواتم" في عالم خيالي خاص مسمى "بالأرض الوسطى" ..
يستفيد الكاتب جزئيا من عملية خلق عالم خيالي بالكامل حيث يحرر نفسه من التقيد بقواعد وقوانين العالم الحقيقي ..
بذلك أنت تمتلك كامل حرية الإبداع لخلق أي مشاهد أو مواقف كما يحلو لك .. وتصنع عالمك الخاص من الصفر ..
الجانب السلبي لصناعة العالم من الصفر هو أنك لن تجد أي شيء لتستند إليه في أثناء ذلك ..
أنت مطالب بأن تصنع بيئة طبيعية كاملة ومخلوقات وقواعد واقعية جديدة… إلى آخره ..
قد يكون هذا التحرر الكامل من الواقع مريحا أو مرعبا ..
يجب أن تفكر مليا قبل الإقدام على هذه الخطوة ..
بحيث تضمن قيامك بها على أكمل وجه إذا أقبلت عليها ..
لا تنس كذلك أن كتابة أحداث الرواية ضمن العالم الحقيقي سوف يتيح لك المزيد من القواعد والأرضية الأساسية التي يمكنك أن تبني عليها أحداث القصة ..


5_حدد الإطار الزمني للرواية ..

يجب أن تقع أحداث الرواية في وقت زمني محدد. من المناسب لقصص الفانتازيا أن تدور أحداثها في المستقبل ..
حيث يصبح من المنطقي صنع تخيلات بناء على التقدم العلمي الحتمي مستقبلا .. في المقابل يفرض عليك كون القصة مرتبطة بمجتمع بدائي قديم أن تستغني عن التقدم التكنولوجي الحديث ..
يمكن أن ننظر إلى الإطار الزمني على أنه الزمن ما بين لحظة بداية الرواية ونهايتها .. لا تنس أن تضع الإطار الزمني للرواية في الاعتبار وأنت تتخيل أحداث الرواية ..
قم ببعض البحث ..
تساعدك عملية البحث العلمي والتاريخي على دعم أفكارك الخيالية وبناء أحداث القصة وفق مجموعة أولية من الحقائق المنطقية ..
وهو الأمر بالغ الأهمية فيما يخص مظاهر التقدم التكنولوجي ..
لنفترض أنك تكتب رواية عن سائل سحري يحمي البشر من "الشيخوخة" .
سوف يكون من الهام للغاية أن تقرأ عن مرحلة الشيخوخة وتأثيرها على الجسد من مصادر علمية موثوقة ومن مصادر أدبية وفنية لمعرفة المشاعر والأساطير والأفكار الشعبية المرتبطة بالشيخوخة ..
يضمن لك الفهم الجيد اعتمادا على هذه المصادر أن تكتب عن إمكانية تعطيل أو إيقاف الشيخوخة كليا بشكل واقعي وقابل للتصديق ..
لضمان كتابة رواية خيالية تاريخية صادقة ..
اهتم بقراءة المزيد عن الحياة في العصور القديمة وشكل الثقافات والحضارات في تلك الفترات الزمنية من الماضي ..
اكتب مشاهد الرواية بهدف أن يشعر القارئ أنه هو من يسافر من مدينة أسطورية لأخرى في عربة تجرها الأحصنة ..
استغل المكتبة العامة أو شبكة الإنترنت من أجل الوصول إلى كتب أو مواقع أو حسابات لأفراد مهتمين بالكتابة عن التاريخ وشكل المدن ووسائل النقل في العصور القديمة ..
فكر في التأثيرات الأخلاقية للتطور التكنولوجي ..
يمكن أن تقوم معالجة روايتك كلها على الصدام الاجتماعي والأخلاقي المترتب على إنتاج إنسان آلي يمتلك عاطفة مشابهة للبشر ويحب ويكره مثلنا ..
لنعود من جديد إلى مثال "الشيخوخة" :
كيف سيتغير المجتمع إذا توقف البشر فجأة عن الكبر في السن .؟
هل سوف تظهر مجموعات معارضة رافضة لاستخدام وسائل محاربة الشيخوخة .؟ كيف سوف يكون رد فعل عامة الجماهير وتفاعلهم مع الحدث .؟



الطريقة الثانية _ وضع القواعد


1_ضع تصورا للتقاليد الاجتماعية ..


يحتاج نقلك لشكل الحياة في أي عالم سواء خيالي أو حقيقي إلى الانتباه الشديد إلى مسائل الطبقات والتقاليد الاجتماعية ..
يجب أن تنقل للقارئ أدق تفاصيل الحياة الاجتماعية حيث يساعدك ذلك في إضفاء المزيد من الواقعية على قصتك. اطرح على نفسك الأسئلة الهامة التالية :
هل يوجد نظام مميز للطبقات الاجتماعية في هذا العالم .؟
ما هي العادات والتقاليد والطقوس الشائعة .؟
يلجأ العديد من كتاب القصص الخيالية إلى وضع تقاليدهم الاجتماعية بناء على جوانب من الحياة الواقعية ..
على سبيل المثال تعتمد غالبية المجتمعات على مجموعة من الطقوس الثابتة (مثل: أعياد الميلاد والأفراح والجنازات وأيام الإجازات) ..
حاول أن تفكر في الطقوس الموجودة في عالمك الخاص أو في الشكل المختلف لنفس طقوس العالم الحقيقي عندما يتم نقلها إلى ذلك الكوكب أو المدينة الخرافية التي تكتب عنها في روايتك ..
كيف تحتفل الشخصيات بالأفراح والزواج .؟
أو ما هي طقوس الميلاد والموت .؟
يمكنك أن تجمع عددا لا نهائيا من الأفكار ..
ومن ثم الدمج بينهم عن طريق البحث في تاريخ الحضارات القديمة والثقافات المختلفة ..
تعتبر هذه الحيلة واحدة من أكثر الوسائل المتبعة من كتاب القصص الخيالية ..
اطلع على طقوس الحياة الموجودة في واحدة من الثقافات القديمة أو الثقافات النائية التي ما زالت تحتفظ إلى الآن بطقوس عجيبة
(هناك طقوس غريبة جدا تحدث في بلدان أفريقية وآسيوية ما رأيك أن تبحث عن ذلك؟) ..
يمكنها أن تفيدك في جمع أفكارك المبدئية ..



2_ضع تصورا للطبقات الاجتماعية ..

تعمل الاختلافات الطبقية كواحدة من أهم محركات الصراع في القصص الخيالية والواقعية على حد سواء. في رواية "ألعاب الجوع" ..
على سبيل المثال كان يوجد انقساما كبيرا بين طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء وهو ما أدى في النهاية إلى حدوث ثورة ..
ما هو شكل العلاقات الاجتماعية بين الطبقات المختلفة في روايتك .؟
هل يوجد انفصال حاد بين الفقراء والأغنياء .؟
ارسم شكل الطبقات الاجتماعية في روايتك ..
لنفترض أن مجتمع الرواية هو مجتمع طبقي يتكون من 7 طبقات اجتماعية مختلفة . قم بتدوين وعمل رسم بياني لتوضيح هذه الطبقات ..
اكتب الفروق التفصيلية فيما يخص العادات والوظائف في كل طبقة اجتماعية ..
من الممكن مثلا أن يعمل الأفراد في الطبقات الفقيرة في الزراعة والصيد ..
بينما في المقابل لا يحتاج الأفراد في الطبقات العليا والعائلة المالكة إلى العمل من الأساس ..

3_قرر كيفية عمل الظواهر الخارقة للطبيعة في قصتك ..

الأشياء والأحداث الخارقة للطبيعة هي كلمة السر بالنسبة لغالبية قصص الفانتازيا . يمكن مثلًا أن تعتمد على السحر كجزء أساسي ومحرك رئيسي للحياة في عالمك الخيالي ..
يمكنك أن تجعل الأشباح كائنات حقيقية قادرة على التفاعل مع البشر ..
ما يجدر بنا أن نشير إليه في هذه الجزئية هو ضرورة الاعتماد على قواعد منطقية منظمة للأحداث ..
الاعتماد على ظاهرة خارقة للطبيعة لا يعنى أن تفعل أي شيء يحلو لك ..
يجب أن تلتزم بإطار محدد لحركة هذه الظواهر الخارقة ..
حدد مكان نشأة هذه الظواهر أو الشخصيات الخارقة للطبيعة ..
هل يعود أصلهم إلى الآلهة الإغريقية بشكل أو آخر .؟
هل هذه القوى السحرية جزء عادي في العالم الطبيعي الذي نعيش فيه .؟
هل تقدر أي شخصية على امتلاك تلك القوى السحرية عن طريق امتلاك خاتم سحري معين أو القيام بمجموعة من الطقوس .؟
كيف تؤثر العناصر الخارقة للطبيعة على أحداث القصة .؟
إذا كان بطل القصة قادرا على الحديث مع الأشباح ..
هل هذه الموهبة الخارقة معروفة للجميع أم سرية .؟
كيف سوف تستفيد منها في العمل على حبكة الرواية وتصاعد الأحداث والصراع .؟ هل يمتلك الأفراد القادرين على الحديث مع الأشباح مكانة مميزة في المجتمع داخل عالمك الخيالي في الرواية .؟


4_حدد ما سوف تستخدمه من أسلحة وأدوات خارقة للطبيعة ..


تحتوي غالبية القصص الخيالية عادة على أسلحة فائقة التقدم أو أدوات وأشياء سحرية وخارقة للطبيعة ..
إذا ما قررت أن تعتمد على هذه النوعية من الأدوات في قصتك ..
سوف يكون من الضروري أن تستوعب جيدا كيفية عملها وأن تدرجها في قصتك بدرجة عالية من المهارة والذكاء ..
في قصص هاري بوتر على سبيل المثال تختار العصا السحرية الساحر بنفسها .. يجب أن تضع لنفسك هذه القواعد المؤسسة للبناء الدرامي لكي تنجح في إخراج القصة بشكل مقنع للقراء ..
قم بإجراء عملية من البحث على نوع السلاح المستخدم من قبل شخصيات الرواية. على سبيل المثال :
إذا كان بطل قصتك راميا للسهام فأنت بحاجة لمعرفة المزيد عن كل ما يتعلق بالرماية ..
اقرأ من مصادر مختلفة بحيث تعرف كل شيء ممكن عن القوس والسهم واستخدامهم في المعارك الميدانية ..
سوف تعود قدرتك على نقل مشاهد الأسلحة بأدق التفاصيل بالنفع على الرواية، حيث يشعر القارئ بمصداقية وواقعية ما تقوله ..
ضع تصورا مفصلا عن كيفية عمل الأشياء الخارقة للطبيعة ..
يقدر "حجر القيامة" في رواية هاري بوتر ..
على سبيل المثال :
على إحياء الموتى ..
القاعدة الأساسية لاستخدامه هي أن تقوم بتدويره في يديك ثلاثة مرات وأنت تفكر في قريبك المتوفي ..
دعنا الآن نفكر في الأدوات الخارقة في روايتك ..
اسأل نفسك عن طريقة وشروط استخدام شخصيات الرواية لهذه الأدوات ..


5_التزم بقواعدك الخاصة ..

ما إن تضع قاعدة معينة للحياة والأحداث في عالمك الخيالي التزم بها ولا تحيد عنها مهما حدث ..
سوف يشعر القراء بالضيق إذا تم التهرب من القاعدة أو مخالفتها من أجل تمرير موقف أو التخلص بشكل غير منطقي من لحظة الصدام في الرواية ..
تحل بالثبات ولا تتخل عن القواعد المنظمة لسير الرواية ..
انتبه إلى أدق التفاصيل ..
يفرض عليك إنشاء عالم خيالي بالكامل من الصفر أن تواصل وضع القواعد المنظمة للأحداث واحدة بعد أخرى ..
اهتم بالتدوين المنفصل لكل الأفكار أو القواعد التي تقوم بوضعها في أثناء كتابتك للقصة. سوف يوفر عليك ذلك أن تقع في خطأ مخالفة هذه القواعد دون قصد .. على سبيل المثال :
إذا كان بطل القصة قادرا على التواصل مع أرواح أجداده الموتى في
"أيام اكتمال القمر" ..
فلن يكون من المناسب أن تصف "الهلال المضيء" الذي انعكس على وجه جدة البطل الظاهر في السماء ..
لا يجب أن يتم مخالفة القواعد أو تطويعها في محاولة للسير بأحداث القصة في مسار معين حتى إذا ترتب على ذلك مواجهة لحظة درامية أو صراع لا مفر منه ..

على سبيل المثال :
في واحدة من مسلسلات مصاصي الدماء المشهورة كانت القاعدة الأساسية هي عدم قدرة الأبطال على إعادة الشخص الميت للحياة إلا إذا كان سبب الموت خارقا للطبيعة ..
لذلك عندما ماتت البطلة بسبب طلقة طائشة ..
لم يقدر حبيبها على إنقاذها وإعادتها للحياة ..
أمر مأساوي وحزين ولكنه في نفس الوقت يدعم القواعد المنظمة للأحداث ..
وهو ما يعود بالنفع على ردود فعل المتابعين وشعورهم بأنهم أمام عالم حقيقي مقنع ..



الطريقة الثالثة _ وصف الشخصيات


1_اصنع بعض الكائنات غير البشرية ..



يساعدك للغاية خلق شخصيات لا تنتمي بالأساس للجنس البشري ضمن أحداث القصة ..
يمكنك الاعتماد على حيوانات أو كائنات فضائية أو أي اختيار آخر على أن تمنحها القدرة على الكلام والتأثير في الأحداث ..
لا تخلو متعة العوالم الخيالية أبدا من مرح رؤية هذه الكائنات الأسطورية وهي تتجسد بشكل واقعي ..
الشرط الوحيد هو أن تبذل كل ما بوسعك في وصف وتجسيد هذه الشخصيات بحيث يقدر القارئ على تقبلها ضمن سياق القصة ..
يمكنك أن تستخدم الكائنات الأسطورية التقليدية مثل مصاصي الدماء أو حوريات البحر ..
فقط تأكد من وضع القواعد والطابع الخاص المميز لهذه الشخصيات في قصتك الخاصة ..
تم تقديم مصاصي الدماء في سلسلة "توايلايت" الشهيرة على أنهم كائنات قادرة على الامتناع عن أكل البشر كما أن جلدهم يتألق في ضوء النهار ..
(لا يتعرضون للحرق من الضوء مثل غالبية قصص مصاصي الدماء الشائعة) ..
أما في مسلسل "بافي" فكان غالبية مصاصي الدماء غير قادرين على التحكم في ميولهم للشر ويموتون بمجرد التعرض للضوء ..

السؤال الآن : إذا كنت ستقوم بإضافة شخصيات من مصاصي الدماء لأحداث قصتك فما هي الصفات المميزة والقواعد المنظمة لهم .؟
أطلق العنان لخيالك ولا تتردد عن صناعة مخلوقاتك الخاصة ..
يجب أن يتم الأمر بقدر كبير من الحرفية والحرص دون شك ..
لا تدمج بين أنواع كثيرة للغاية من المخلوقات الأسطورية والحيوانات ..
اهتم أكثر بأن تدور الأحداث حول شخصية واحدة تضم عدد قليل من الصفات المميزة والقوى الخارقة ..
يبدو استخدام شخصية "حورية البحر مصاصة الدماء التي تمتلك رأس حصان وتقدر على أكل النار وقراءة المستقبل وتعيش تحت المياه"
أمرا مبالغا فيه بشكل أو آخر ..
بدلا من ذلك يمكنك أن تجعل شخصيتك الرئيسية حصانا مجنحا قادرا على الطيران والتواصل مع صاحبه عن طريق تبادل الخواطر ..


2_ضع دوافع الشخصيات نصب عينيك كل الوقت ..

تنطبق القاعدة الأساسية التالية على أي نوع من أنواع الكتابة القصصية ..
بما فيها كتابة الفانتازيا :
"يجب أن توجد دوافع محركة لأفعال كل الشخصيات" ..
هذا هو ما يضمن لك أن تتداخل الشخصيات مع بعضها البعض وتتأزم المواقف وتنشأ لحظة الصراع الكبرى التي يُبنى حولها أي رواية أو قصة ..
يجب أن تملك الشخصيات عيوب ونقاط قوة مرتبطة بدوافعهم الأساسية ..
اسأل نفسك عن الذي تريده كل شخصية ..
لنفترض مثلا أن بطل القصة تعرض للهجر من والدته في سن صغير ..
سوف يكون من الطبيعي أن ينعكس ذلك على رغبته الدائمة في تكوين عائلته الخاصة ..
وهو ما يترتب عليه لجوئه إلى سلوك غيور وتعلق شديد في تعاملاته مع أصدقائه وهو ما يمكن تفسيره وربطه بمعاناته في الأساس من أزمة التعرض للهجر من الأم ..
تأكد من أن أفعال الشخصيات قابلة للتصديق ضمن سياق أحداث القصة ..
على سبيل المثال :
قد يكون البطل من طبقة الصيادين والفلاحين لكنه يملك قدرة على الحديث مع الموتى ..
وبالتالي سوف يكون من الطبيعي أن يمتلك معرفة خاصة فيما يخص تقنيات الصيد في العصور القديمة ..
نجح في تعلمها عن طريق تبادل الحديث مع أحد أجداده المتوفين منذ سنوات بعيدة .. سوف ينجح البطل بناء على ذلك ..
في الاستفادة من هذه المهارة لمساعدة بقية الشخصيات على النجاة بأنفسهم من الأزمة التي تهدد القرية ضمن أحداث القصة ..



3_حدد من هو بطل القصة ..

يوجد بطل رئيسي في النسبة الأكبر من الروايات الخيالية ..
ذلك الشخص الذي يمتلك قوة وعزيمة فريدة من نوعها تساعد في دفع أحداث القصة للأمام ..
يقوم هذا البطل بمحاربة الخصم الشرير وينجح في حل موضوع الصراع الرئيسي للقصة ..
يجب أن تتعرف جيدا على من هو بطل الرواية وصفاته الشخصية قبل أن تبدأ في عملية الكتابة ..
عادة لا يدرك البطل أنه يمتلك قدرات خاصة في الحال ..
يمكنك أن تؤجل معرفة البطل لقدرته على استخدام قوى خاصة إلى أن يقابل شخص معين ..
لم يعرف "هاري بوتر" أنه ساحر إلا بعد أن أخبره "هاجريد" بذلك ..
في نفس الوقت احرص على اختيار مجموعة من الصفات العادية التي يتميز بها البطل ..
ينجذب القراء أكثر للشخص الذي يمتلك صفات شبيهة بهم والذي يبدو عليه أنه شخص طبيعي لديه نقاط قوة وضعف ومعاناة نفسية وحياة عادية مثلهم ..
حاول أن تجد طريقة أو أخرى للتمهيد لشخصية البطل ..
يحدث ذلك عادة عن طريق حكي القصة من وجهة نظر البطل. حاول أن تحكي القصة في البداية على لسان البطل بحيث تنقل مشاعره وانطباعاته وتاريخه في الصفحات الأولى من الرواية ثم واصل سرد الأحداث ..
وتعليقات البطل على بقية أحداث القصة ..


4_لا تنس شخصية "المعلم الخاص" ..

يحتاج أي بطل إلى وجود شخص ناصح وموجه يقدم له المساعدة في الأوقات التي يحتاج إليها ..
حتى إذا كنت "باتمان" أو "هاري بوتر" ..
تظل بحاجة إلى معلمين وأشخاص أكثر خبرة وحكمة يظهر دورهم في اللحظات الحرجة من القصة ..
يلعب المعلم الخاص دورا بالغ الأهمية في دفع أحداث القصة الخيالية بسلاسة كما أنه يجعل من البطل الأسطوري شخصية عادية تحتاج للمساعدة والنصيحة مثلها مثل الجميع وهو ما يقرب البطل من القراء ويجعلهم متعاطفين ومقتنعين بأنه شخص حقيقي ..
عادة ما يكون المعلم الخاص شخصا أكبر عمرا من البطل وعلى علم ودراية كبيرة بطبيعة المجتمع والأفراد الذين يعيش البطل وسطهم ..
من جهة أخرى يكون المعلم الخاص على علم كل الوقت بامتلاك البطل لقدرات أو صفات شخصية مميزة وفريدة وينتظر اللحظة المناسبة لاطلاعه على ذلك ..
يمكنك عن طريق تقديم شخصية المعلم الخاص في الرواية أن تمرر الكثير من التفاصيل المتعلقة ببناء عالمك الخيالي وأحداث الرواية ..
يعتبر ذلك واحدة من تقنيات السرد الرائعة ..
حيث توفر عليك أن تقع في خطأ سرد التفاصيل المتعلقة بعالم الرواية بشكل مباشر أو ثقيل على القراء أو قديم الطراز ..
يتسبب قيام البطل بشرح مقدمات الرواية بنفسه في خلق لحظة محرجة وثقيلة على القراء، بينما يقدر المعلم الخاص على شرح هذه التفاصيل بسلاسة أكثر .. تحديدًا عندما يقوم بشرح القصة عن طريق الحديث مع البطل نفسه ..
وبالتالي يفهمها القراء دون أن يتم توجيه الشرح لهم بشكل مباشر ..



5_اصنع شخصية شرير لا تنسى ..

يعتبر الشرير الذي ينافس البطل وأهل الخير جزءا رئيسيا في أي قصة خيالية ..
يجب أن يكون للبطل عدوا وخصما أساسيا لمحاربته ..
بحيث توجد أحداث قابلة للتطور والتصاعد في القصة ..
ابذل بعض الوقت في العمل على رسم أبعاد شخصية الشرير القابلة للتصديق وإثارة ذهن القراء والمناسبة والمفيدة لأحداث القصة ..
يجب أن تكون دوافع الشرير واضحة ومعروفة للقراء ..
يمكن أن يدور الصراع الأساسي حول السلطة ..
لكن طلب السلطة بحد ذاتها قد يكون فكرة باهتة ومملة ..
انظر إلى "سكار" في فيلم "الأسد الملك" ..
كان يرغب في أن يحكم المملكة لكنه في نفس الوقت كان يشعر بعدم المساواة عندما يتم مقارنته بأخيه ..
وهو المحرك الأساسي الذي دفع الصراع والأحداث كل الوقت ..
لعب التنافس الأخوي دورا موازيا للرغبة في السلطة ..
وهو ما يمكنك أن تتعلم منه أهمية البحث عن حافز أعمق لبطلك الشرير ..
حاول أن تتحلى بقدر كبير من التعاطف في تناولك لشخصية الشرير ..
لا يجب أن يتحول المشهد بين البطل الطيب والبطل الشرير إلى أبيض ناصع وأسود قاتم .. ك
ما تقدم نقاط ضعف وعيوب البطل الطيب ..
اهتم بتقديم جوانب إنسانية من شخصية الشرير ..
سوف يتأثر القراء بمحنة الشرير إذا مهدت لهم ما يساعدهم على فهم دوافعه ..
غالبا ما يأتي الشخص الشرير من خلفية درامية أثرت عليه في سنوات عمره الأولى .. وهو ما يقدم سببا منطقيا لانغماسه في أفعال الشر والكراهية ..
اصنع مظهرا بصريا مميزا لشخصية الشرير ..
ابحث واستخدم كل الأشياء التي تترك انطباعا مؤثرا على الشر والأذية ..
تذكر شخصية الساحر الشرير "لورد فولدمورت" في سلسلة هاري بوتر ومدى التأثير المرعب لوصف عينيه الضيقة وأنفه المبتور ..
اجمع كل ما تتذكره من كوابيسك واستخرج منها الصور والتشبيهات التي تصنع شخصية شريرة مرعبة لا ينساها القراء بسهولة ..


الطريقة الرابعة _كتابة القصة


1_اكتب ملخصا للقصة ..


تعتمد قصص الفانتازيا غالبا على عدد كبير من التحولات في مسار الأحداث وهو ما يجعلك بحاجة إلى وجود خطوط عريضة للقصة بشكل مسبق يمكنك العودة إليها كمرجع منظم لتتابع الأحداث ..
لا تنس أن تجعل خطوتك الأولى هي كتابة مسودة لملخص القصة قبل أن تبدأ في كتابة القصة الكاملة ..
يمكنك أن تكتب الملخص اعتمادا على العناوين الرئيسية والعناوين الفرعية لفصول القصة ..
عادة ما يتم الإشارة إلى العناوين الرئيسية بتتابع رقمي (1، 2، 3…) ..
بينما يتم ترقيم العناوين الفرعية بالحروف (أ، ب، ج....) ..
على سبيل المثال، "1- تقديم شخصية الساحر الطيب: أ) الساحر الطيب يتناول الطعام مع أسرته ب) الساحر الطيب يرى بداخل عقله خطرا قادما في الأفق يهدد المدينة..."
فكر في البناء الأساسي للقصة ..
يجب أن يكون للقصة مقدمة وبداية يتم فيها تقديم الشخصيات وشكل العالم الذي تدور فيه الأحداث ..
بعد ذلك يجب أن يكون هناك حدث مفاجئ يدفع الشخصيات إلى القيام بأفعال غير متوقعة والتغير والإعلان عن جوانب خفية من ذواتهم ..
ثم يأتي الدور على لحظة تصاعد الإثارة ..
حيث يتم البناء مشهد بعد مشهد للحظة ذروة القصة ..
والتي يترتب عليها انكشاف كل الخبايا ونجاح الأبطال في الانتهاء من الصراع والوصول إلى الحل النهائي ..



2_اذكر المشكلة المركزية التي تدور حولها القصة ..

يجب أن يعرف القارئ الموضوع الأساسي للقصة في وقت مبكر من القراءة ..
يقصد بذلك لحظة الانعطاف في أحداث القصة حيث يتم دفع بطل القصة الرئيسي إلى فعل معين ..
ومن ثم يصبح على أول الطريق نحو "البطولة" ومواجهة الشر ..
في رواية "ألعاب الجوع" اضطرت البطلة أن تقدم نفسها قربانا ..
بينما أدركت بطلة مسلسل "بافي" أنها لا تملك أي خيار سوى قبول الواجب المفروض عليها بأن كون قاتلة لمصاصي الدماء بعد أن تعرض أصدقائها لاعتداءات من قوى الشر ..
يقصد بالأزمة المركزية في الرواية ذلك الحدث الذي يحدث في وقت مبكر ويستفز بطل القصة للقيام بفعل معين ..
إذا كانت القصة تحتوي على شخصية "المعلم الخاص" للبطل ..
فعادة ما يكون ظهور هذا المعلم هو لحظة الإيذان ببداية أحداث القصة الرئيسية ..

على سبيل المثال :
عرف "هاري بوتر" أنه ساحر بمجرد ظهور "هاجريد" في منزل العم والعمة ..
يغنيك النجاح في تقديم شخصية "المعلم الخاص" عن صناعة لحظة تحول مستقلة للأحداث في القصة حيث يكون تقديم المعلم وظهوره هو لحظة التحول بحد ذاته ..

يمكنك أن تستغل رحيل البطل عن المنزل في خلق لحظة التحول على الأحداث . وهو الأمر الشائع في العديد من روايات الفانتازيا ..
قد يحتاج البطل إلى عذر ما للتحرك في رحلة بعيدة عن المنزل ..
يمكن مثلا أن يستقبل خبر حجز والدته في مستشفى في دولة أخرى ..
وبالتالي يكون مضطرا إلى السفر عبر الصحراء بحثا عن الدواء السحري الممنوع في بلد الأم والحل الوحيد الذي يمكنه أن ينقذها هو محاولا تهريبه إليها عبر الحدود ..


3_احرص على التطور المستمر لقصة البطل ..

يجب أن يلعب كل حدث في القصة دورا بشكل أو آخر على تطور شخصية البطل وتصاعد الأحداث ..
من المهم أن تضع نقاط قوة البطل ومهاراته ومواهبه الخاصة قيد الاختبار مع كل حدث جديد وفي مواجهة كل صراع على مدار القصة ..
انتبه إلى طريقة تنفيذ هذا الأمر في رواياتك الخيالية المفضلة ..
ما هي التجارب والمحن التي واجهها هاري بوتر والتي قادته في النهاية إلى تقبل قدره المحتوم وعيش الحياة التي عاشها .؟
ما الذي حدث لبطلة رواية "ألعاب الجوع" ودفعها لقبول أنها هي قائدة الثورة .؟
يجب أن تتشكل لحظة الذروة من مجموعة كبيرة من الصراعات المصغرة المتتالية والتي تعمل على اختبار نقاط قوة البطل وتساعده على اكتشاف قدراته وقواه المميزة. بالعودة لقصة البطل الذي يبحث عن الدواء السحري لأمه، بالتأكيد أنه سوف يواجه تنافس كبير من أفراد آخرين راغبين في الاستحواذ على هذا الدواء وبالتالي قد يحتاج إلى الاستعانة بشبح خفيف الظل ..
يقدر دون غيره على التواصل معه ..
لمساعدته على هزيمة هؤلاء الأعداء ..
يجب أن تقود الصراعات المصغرة بشكل منطقي وسلس إلى لحظة الذروة الرئيسية حيث يواجه البطل عدوه الشرير وينجح مرة وينهزم مرة إلى أن نصل للحظة المواجهة الختامية ..
والتي يستغل فيها البطل كل قدراته التي طورها على مدار القصة من أجل تحقيق الانتصار ..


4_اختر نهاية مناسبة ..

مع تصاعد الأحداث وصولا إلى لحظة الذروة وتشابك كل الخيوط التي مهدت لها على مدار صفحات الرواية ..
يظل من الضروري امتلاكك لرؤية واضحة لكيفية حل هذه الصراعات وإنهاء الرواية بشكل مقنع ومنطقي ومناسب في نفس الوقت ..
يعتمد اختيارك لنهاية القصة على رسالتك النهائية من وراء الرواية ..
وكذلك على خططك المستقبلية فيما يخص الأحداث ..
يمكن أن تنتهي رواية الفانتازيا بنهاية سعيدة أو حزينة ..
لا يوجد ما يمنع أن تنهي الأحداث دون أن تعرض حلا للصراع في نهاية المطاف أو بخسارة البطل أو في المقابل أن يحقق البطل انتصارا جزئيا ..
الكثير من الأشرار يتعرضون للهزيمة في هذه النوعية من القصص ..
لكن من المثير أكثر أن تظل جزئية من الصراع عالقة دون حل ..
يفيدك ذلك تحديدا إذا كنت ترغب في كتابة جزء ثاني للأحداث ..
حيث يظل هناك خطوط ممدودة والمزيد من التحديات التي يجب على البطل أن يواجهها في المراحل التالية ..
يمكنك أن تختار نهاية غير سعيدة حتى إذا كنت لا تخطط إلى كتابة أجزاء تالية من الرواية. اطرح على نفسك سؤال مباشر عن جدوى النهاية غير السعيدة وما هو تأثيرها على القراء الراغبين عادة في نهايات سعيدة للقصص الخيالية .؟
في النهاية تأكد من اختيار النهاية التي تحقق لحظة إمتاع ورضا للقراء وتترك لديهم انطباعا جيدا ومنطقيا عن روايتك ..
أوجد رابطة عاطفية ما في ختام الأحداث ..
يجب أن يتعلم البطل شيئا ما مع نهاية رحلته ..

على سبيل المثال :
يحدث للبطل لحظة هدوء نفسي ورضا عندما يتواصل من جديد مع أمه التي هجرته في نهاية القصة ..
بعد أن ينجح في الحصول على الدواء السحري وإنقاذ حياتها وبالتالي يتخلص من معاناته الدائمة مع مشاعر الهجر وفقدان الأم ..
يرغب القراء دائما في رؤية مظاهر واضحة للنمو العاطفي والتحولات النفسية التي يمر بها البطل على مدار أحداث القصة ..


أفكار مفيدة

اقرأ الكثير من القصص الخيالية في أثناء عملك على كتابة قصتك الخاصة ..
يتفق العديد من الكتاب أن الكتابة هي نتاج الشحن الدائم للذاكرة ..
وهو ما يمكنك تحقيقه عن طريق القراءة ..
والقراءة تحديدا أكثر من أي شيء آخر ..
اطلب من أصدقائك والقراء الخبراء وأمناء المكتبات أن يرشحوا لك رواياتهم الخيالية المفضلة
 
  • عجبني
التفاعلات: round trip to org
كيفية صنع شخصيات مقنعة في القصص والروايات

معلومات المؤلف
لا توجد قصة جيدة بدون شخصية مميزة ..
والأهم أن تكون مقنعة للقارئ ..
لا بديل آخر عن إتقان صنع الشخصيات في الرواية أو القصة التي تكتبها ..
وهو ما يعني بشكل أو آخر أهمية أن تكون على دراية تامة بالشخصية التي تكتبها في قصتك ..
لن يعجب أحد بإهدار وقته على قصة ذات شخصيات مملة ..
لكن ما هي الشخصية القصصية المقنعة المثيرة .؟
وما هي الشخصية القصصية المملة .؟
هذا ما سوف نستعرضه في الأجزاء التالية من المقال ..

واصل القراءة لمعرفة المزيد ..


الجزء الاول _ جمع الأفكار حول الشخصية


1_راقب الناس ..


عند الحديث عن أحداث القصص ..
يجمع الكاتب الجيد حصيلته من عمليات المراقبة المستمرة لما يحدث حوله ..
وعند الحديث عن الشخصيات ..
يجمع الكاتب حصيلته من الأفكار حول الأبطال وبناء الشخصية من خلال مراقبته لبعض الصفات المعينة في الأفراد من حولك ..
سواء معارفك أو الغرباء الذين تجمعك بهم التعاملات والمشاهدات اليومية المختلفة على أن تحصل من كل من تراه على طبع أو صفة تجعله مميزا عن الآخرين ويمكن تذكره من خلال تلك الصفة تحديدا ..
هل للطفل المقيم في البناية المقابلة لك عادة الوقوف وحيدا في الشباك .؟
هل تتحدث صديقتك المقربة وهي تحرك يدها بشكل ملحوظ إذا كانت متحمسة .؟ ماذا تلاحظه في تصرفات وصفات الأفراد على مدار مشاهداتك اليومية .؟
قد يكون ذلك هو مدخلك لبناء صفات مميزة للشخصية في قصتك ..


2_فكر في اقتباس الشخصية ككل من شخص معين ..

في تجاربك الأولى في الكتابة أو عند عجزك عن صنع شخصية مقنعة من الفراغ تماما ..
يقترح أن تقتبس الشخصية من شخص حقيقي تعرفه ..
قد يكون صديقك أو أحد أفراد العائلة أو أحد الشخصيات التاريخية أو المشاهير .. وبالطبع يكتب الكثير من الكتاب عن شخصيات شبيهة بشخصياتهم الذاتية الحقيقية. لن تقدر بالطبع على بناء كل التفاصيل والوقائع على شخص واحد لأنك على الأغلب لن تلم أبدا بكل أسراره وصفاته ..
لذا الحديث هنا عن عملية اقتباس ..
استخدام للهيكل الكلي للشخص ..
لكنك تملأ الفراغات بتصوراتك وخيالاتك ولمساتك الخاصة ..
وربما صفات من أكثر من فرد تعرفه في الحقيقية ..
فذلك هو ما يخلق لك في النهاية شخصيتك الروائية المستقلة بذاتها ..
خاصة إذا كان الاقتباس خفيا ..
ولا تكتب سيرة شخص محدد على سبيل المثال ..


الجزء الثانى _ تجميع مكونات الشخصية سويا

1_اجمع كل ملاحظاتك وأفكارك حول الشخصية في مجلد واحد ..


توجد العديد من التلميحات والأفكار والملاحظات التي ستجمعها وتدونها حول الشخصية خلال مرحلة التفكير الذهني، لذا احرص من البداية على تجميع تلك المكونات في مكان واحد ..
وهو ما يضمن أن يسير عملك مستقبلا بنظام وأن تتجنب ضياع أي شيء مهم أو نسيانه. فكر في إتمام عملية تدوين الملاحظات وجمع الإشارات الخاصة بتفاصيل الشخصية إلكترونيا من خلال مجلد على جهاز الكمبيوتر أو ملف وورد مخصص فقط لهذه الشخصية ..

2_تعرف جيدا على الملامح الجسدية للشخصية ..

يمكن أن نقول الملامح البشرية متضمنة أبعاد الجسد وتفاصيل الوجه ..
لكن من قال إنك لا تكتب حول كائن خيالي .؟
على أي حال اعرف طول الشخصية وحجمها :
هل يتحلى بجسد قوي ورياضي ام جسد رفيع أو جسد بدين .؟
ما هو لون الشعر والعين .؟
وربما لون الجلد .؟
ما هو طول الشعر .؟
ما هي تسريحة الشعر الخاصة بالشخصية .؟
يقترح البعض استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة المستخدمة في "صناعة الوجوه"، ويستخدم بعض الكتاب أيضا لعبة المحاكاة الإلكترونية "زا سيمز" (The Sims)، والتي تتيح لك محاكاة صناعة الشخصيات .. استخدم أي من تلك الوسائل المقترحة في خلق محاكاة لتخيلك للشخصية ..
واحتفظ بأكبر قدر ممكن من الصور ولقطات الشاشة ..
يمكنك كذلك استعراض أكبر عدد ممكن من الصور عبر الإنترنت وفي المجلات سعيا للوصول لملامح شخص حقيقي يمكنك أن تركب عليها الشخصية من خيالك ..
أهمية ما سبق ذكره أنه يتيح لك خلق صورة بصرية تراها بعينك للملامح الجسدية للشخصية .. و
حتى إذا لم تدرجها كما هي في الرواية ..
ستساعدك كثيرا على عبور العديد من الصعوبات أثناء عملية الكتابة حول هذه الشخصية ..


3_اصنع ملف تعريفي خاص بكل شخصية ..

ويقصد بذلك كتابة وصف موجز للشخصية يتضمن الإجابة حول الأسئلة الأساسية مثل : ما هو الاسم الكامل للشخصية .؟
تاريخ الميلاد .؟
الديانة والعرق وتاريخ الأسلاف .؟
أضف كذلك أي تفاصيل تراها مهمة في تكوين الشخصية ..
يمكنك البحث عبر جوجل للوصول إلى قوالب مخصصة لإنشاء الملفات التعريفية للشخصيات الروائية ..
وهو ما يعرف بالإنجليزية باسم (Character Sketch) ..
أو ما يمكن ترجمته حرفيا إلى "المخطط التشكيلي للشخصية" ..
استفد من تلك القوالب الجاهزة في إعداد قاعدة البيانات الأساسية لكل شخصية في الرواية أو اصنع بنفسك مخطط الملف التعريفي وفقا لأولوياتك ..
وما تراه مهما في تكوين ملامح شخصياتك ..
على أن تتأكد من تضمين أهم الجوانب الأساسية في الشخصية ..
ومن بين ذلك :
تاريخ الميلاد .؟
ما هو عمر الشخصية .؟
من هم أصدقاء الشخصية .؟
ما هي أحلام وطموحات الشخصية وأهدافها في الحياة .؟
ما هي الغايات الطامحين إليها .؟
كيف كانت حياة الشخصية في الماضي .؟
ماذا عن أفراد العائلة الخاصة بالشخصية .؟
هل لها عائلة من الأساس .؟
من هم الشخصيات المقربة لها من أفراد العائلة .؟
هل لدي الشخصية حيوانات أليفة .؟
ما هي الأشياء المفضلة للشخصية .؟


4_اختر اسما للشخصية ..

الأسماء مهمة للغاية ويفترض لها ..
وفقا لبعض أنواع الكتابة ..
أن تكون متوافقة مع طبيعة الشخصية وصفاتها ومعبرة عنها بشكل أو آخر .. والأسماء في النهاية هي الوعاء الذي يحمل بداخله كيان الفرد ..
سواء في الواقع أو بداخل أحداث القصة ..
لذا وإن لم يحمل أي معنى ..
سيخلق له معنى مصاحب مع تطور أحداث الرواية ..
من زاوية أخرى ..
يجب اختيار الاسم بعناية شديدة تتوافق مع الفترة الزمنية لأحداث القصة ومكانها .. بما يضمن تحقيق هدف الإقناع وأن يُصدق القارئ أن شخصيتك عاشت بالفعل في الوقت والمكان المذكور في القصة ..
على سبيل المثال :
لن يكون من المنطقي أن فتاة تعيش في قرية ريفية مصرية سنة 1920 ..
تحمل اسم حديث وغير ريفي مثل "لوجين" أو "شذى".
يحرص الكثير من الكتاب نسبيا على اختيار الأسماء البسيطة التي تحمل وقع موسيقي يمكن للقارئ تذكره والارتباط معه بسلاسة ..
والأسماء التي يسهل ذكرها ضمن الجمل بما يحافظ على وتيرة الجملة الروائية .. في المقابل قد يكون اختيار اسم طويل ومقعد للشخصية هو الاختيار الأمثل ..
بل وحتى تكرار نفس الاسم مع أكثر من شخصية على مدار مختلف الأجيال لنفس العائلة ..
كما هو الأمر مع الرواية العظيمة المشهورة "مئة عام من العزلة" ..
للكاتب "غابرييل غارسيا ماركيز" ..
ضع في اعتبارك فقط اختيار اسم تحبه وتراه مناسبا للشخصية ..
وفقا لسبب عقلي أو لإحساسك الداخلي ككاتب ..
وكذلك يمكن للقراء التعامل معه ونطقه بشكل صحيح ..


5_اجعل للشخصية مخاوفها وأسرارها الخاصة ..
ذلك تحديدا هو ما يتضافر ويدفع الأحداث ويخلق حالة الارتباك المتداخل بين دوافع شخصيات القصة المختلفة ليصنع في النهاية ما يعرف باسم "الحبكة الثانوية" .. والأهم أن تلك الأسرار تظل بمثابة حجر الأساس الذي ترتكن إليه كلما فقدت بوصلتك في فهم الشخصية وعجزت عن تحريكها ..
ماذا لو أن "يحيي" يخاف من المرتفعات .؟
ماذا إذا كانت الوسيلة الوحيدة له لإنقاذ أخته الصغيرة هي أن يتسلق عمارة متهالكة تبعد عشرات الأمتار عن الأرض .؟
تساعدك دائما معرفتك بمخاوف وأسرار الشخصية على كتابة قصة مقنعة ومتكاملة الأركان ..
بينما في المقابل الكشف البطيء عن واحدة من أسرار الشخصية قد يكون وسيلتك لصناعة حبكة القصة ككل ..
وكتابة شخصية لها أن تعلق لفترات أطول في بال القراء ..
لأنهم سيفكرون لفترات طويلة في كل ما يتعلق بسر هذه الشخصية المخفي عنهم وسيدفعهم الفضول للاستمرار في القراءة لمعرفة المزيد ..


6_ارسم الشخصية ..

إذا شعرت أن لذلك فائدة بشكل أو آخر ..
وإذا كنت تملك موهبة ولو بسيطة في الرسم ..
فكر في رسم شخصياتك ..
يمكنك الاستعانة كذلك بصديق رسام ..
تظل طبيعة وصفات الشخصية هي الجزء الرئيسي ..
وليس المظهر لكن وبالحديث عن خلق شخصية مقنعة ومميزة على حد سواء ..
لا يمكن أغلب الوقت أن تتحدث عن شخص لم تره وجها لوجه ..
لذا ارسم شخصيتك ..
فقد يساعد ذلك في تطويرها وقدرتك على التعامل معها على أنها كيان حقيقي ..



الجزء الثالث _ الفهم الدقيق لكل أبعاد الشخصية

1_ اعرف شخصيتك جيدا لأقصى درجة ممكنة..


تعرف على رغبات الشخصية الأبرز ..
فتلك الرغبات هي ما تدفع أحداث القصة للأمام ..
اعرف ماضي الشخصية ومخاوفها الأكبر واللحظات التي تشعر فيها بالإحراج الشديد وأسرارها ومخاوفها الخفية ..
لن تظهر كل هذه التفاصيل بالضرورة في أحداث القصة ..
ولا بأس من ذلك ..
لكن إلمامك بتلك التفاصيل سينعكس في عباراتك التي تصف الشخصية ..
ومن ثم يخلق بناء متكامل حقيقي للشخصية يقنعك أنك أمام جسد حي لإنسان حقيقي تنقل قصته للقراء ..
وهو ما يشعره القراء أنفسهم ..


2_ أجرِ حوارا مطولا مع شخصيات القصة ..

ما هي الطريقة الأمثل لمعرفة المزيد عن أي شخص .؟
محاورته وطرح الأسئلة الذكية عليه التي تكشف لك المزيد عن طباعه وسلوكياته. يمكنك أن تطبق نفس الأسلوب بالطبع على الشخصيات الخيالية في القصص والروايات ..
ما أن يتكون لديك مجموعة الأساسيات الخاصة بالشخصية ..
ابدا في طرح الأسئلة التالية :
كيف ينظر إلى العالم .؟
تخيل أنك تتحدث إلى شخصيتك وجها لوجه وكأنه شخصية مشهورة ..
واصل طرح الأسئلة والأفكار التي تساعدك على كشف المزيد عن طبيعة الشخصية واستمر في ذلك إلى أن يتشكل لديك النواة الحقيقية الخاصة بالشخصية ..


3_تأكد من استعراض كل جوانب الشخصية وتدوينها في مجلد الشخصية ..

ضع ذلك المجلد في مكان يسهل الوصول إليه بما يضمن لك معاودة الاطلاع عليه من وقت لآخر كلما احتجت لإلقاء نظرة على تفاصيل الشخصية أثناء كتابة الرواية أو القصة ..
يضمن لك ذلك محافظة الشخصية على بنائها القوي من البداية إلى النهاية .. وتجنب البداية المميزة ثم الخفوت في الأقسام الختامية من القصة أو العكس .. حافظ على بناء الشخصية الذي توصلت إليه وعبر عنه في كل صغيرة وكبيرة من الأحداث التي تتضمن مشاركة هذه الشخصية ..
واحرص على اختيار السلوكيات والتصرفات ..
وكذلك التحولات المقنعة وفقا لبناء الشخصية الأساسي ..
يمكنك الآن أن تبدأ في كتابة القصة وأنت لديك شخصية قوية ومقنعة يمكن أن تدور من حولها الأحداث ..


أفكار مفيدة

اكتب شخصيات قابلة للتصديق ..
على سبيل المثال :
لن تتحرك الأحداث في حياة جدة يزيد عمرها عن ثمانين عام وفقا لمراسلاتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي ..
إلا بالطبع إذا كان ذلك هو الطابع المميز في شخصيتك ..
أنها رغم كبر سنها متواصلة مع العصر الحديث ..
لن تقول الشخصيات الجادة كلمات ساخرة وتعليقات مبتذلة ..
ولن يستمر شخص محافظ ومتدين في السباب في كل لحظة وأخرى ..
لا يشترط أن تكون الشخصية المقنعة ذات رتم ثابت ..
وذلك أمر خاطئ في حقيقة الأمر ..
لكن الأهم هو أن يكون هناك سياق مقنع للتصرف الذي تقوم به الشخصية ..
وإلا لن يصدقك القراء ..
لا تكتب شخصيات نمطية أو سطحية تأخذ من المهنة أو العمر أو الخلفية الاجتماعية مجموعة الصفات التقليدية المملة ..
بل اكتب شخصيات بشرية حقيقية ..
بكل ما فيها من تناقض ومفاجئات ..
لا تخف من إضفاء لمسة بشرية حقيقية على الشخصية ..
ويعني ذلك أن تجعل لها نقاط ضعف وعيوب ومخاوف ..
لا تضع التصور الكلي للشخصية بين ليلة وضحاها ..
فالطبيعي أن يستغرق الأمر أسابيع ..
وربما شهور وسنوات ..
قبل أن تقدر حقا على التعرف على شخصيتك بكل ما فيها من تفاصيل وأسرار ..
تأكد من كتابة الملف التعريفي الكامل الخاص بالشخصية بشكل مسبق للبدء في كتابة أحداث القصة ..
وإلا ستعاني من اضطرارك للتوقف ومراجعة هل أنت مُلم حقا بتفاصيل الشخصية وتقدمها ببناء قوي ومتناسق في الأحداث أم لا ..
فكر في استخدام أداة "إيفير نوت" (Evernote) الإلكترونية ..
اصنع دفترا مخصصا لتنظيم المعلومات الخاصة بشخصيات الرواية ..
استفد من أن ملفاتك يتم حفظها عبر التخزين السحابي عبر الإنترنت في تشغيلها والتعديل عليها بواسطة جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي أو أي طريقة أخرى كلما شعرت بالحاجة للإضافة أو التعديل على الملفات التعريفية لشخصيات القصة.
ضع في اعتبارك النوع الأدبي المندرج تحته روايتك أو قصتك ..
ففي الروايات العاطفية على سبيل المثال :
لن يكون من المقنع أن تهاجم الكائنات الفضائية الأرض ..
(أو في حقيقة الأمر ربما يخلق لك ذلك قصة رومانسية لا مثيل لها، من يعرف!؟) الفكرة أن الكتابة الرومانسية تتناول مواضيع العلاقات البشرية والحب والزواج ..
حتى إذا تضمن ذلك كائنات فضائية ..
لكن يظل التركيز الأساسي موجها إلى فكرة معينة ..
ونفس الأمر مع مختلف التصنيفات الأدبية الأخرى ..
كما سبق وتحدثنا :
تلعب المخاوف دورا بالغ الأهمية ..
ولعله الأبرز في بناء الشخصيات ..
لا تتعامل بلطف مع شخصياتك ..
بل اكتبها بواقعية وصدق وقسوة إذا تطلب الأمر ..
إذا كان يعاني من رهبة الأماكن الضيقة ..
احشره في سلم ضيق أو اهدم منزله فوق رأسه ..
وأضف شخص آخر معه خلال لحظات المعاناة تلك ..
بما يضمن أن تندفع أحداث القصة للأمام ..
لن يساعد ذلك فقط في بناء القصة والحبكة ..
لكنه يخلق لحظات مثيرة للقراء ويزيد فضولهم لمعرفة كيف ستتعامل شخصيتك في مواقف معينة مع مخاوفها ..
جرب إضافة شخصيات إلى لعبة المحاكاة الشهيرة "زا سيمز" (The Sims) ..
وراقب كيف ستتعامل مع هذه البيئة التي تحاكي الحياة الواقعية ..
تجنب الشخصيات والحبكات المبتذلة ..
(والتي سبق تكرارها لملايين السنين!) ..

رجاء لا تكتب قصة جديدة عن الشاب الفقير الذي يطمح للزواج من فتاة غنية لكن والدها يرفض بسبب الفروق الاجتماعية ..
ولا تكتب قصة عن الشخص المسالم الذي ينجح في هزيمة جيش جرار بمفرده وينقذ العالم ..
بدلا من ذلك ..
ابحث عن قصة وشخصيات جديدة مثيرة خلاف ما أصبح رائج ومتعارف عليه في الروايات والأفلام ..
إذا كانت شخصية مرحة ولها تعليقات ساخرة ..
تجنب إرهاق ذهن القراء بالإفراط في تلك الكوميديا ..
إذا كانت شخصيتك حزينة ..
تجنب إرهاق ذهن القراء بالإفراط في تلك الدراما والكآبة كل الوقت ..
وازن بين الجوانب المختلفة للشخصية ..
من كوميديا ومخاوف غير منطقية وأسرار واعرض حالات مختلفة باختلاف الوضع المحيط وتطور الأحداث ..
فذلك ما يضمن لك النجاح في كتابة شخصية مقنعة شبيهة بالبشر في الحقيقية ..
قد تجد أحيانا أن كتابة "الملف التعريفي للشخصية" عملية مرهقة ..
وربما أكثر بكثير مما تحتاج إليه ..
فكتابة قصة قصيرة قد لا تستدعي هذا الإجراء التفصيلي في بناء الشخصية ..
على خلاف الروايات الطويلة مثلا ..
على أي حال احرص على كتابة تلك الملفات التعريفية بأبسط كيفية ممكنة ..
واذكر بها ما ترى أنه ضروري في بناء أحداث القصة ..
بشكل مباشر أو غير مباشر ..
مثال : هل من المهم أن تذكر أن الشخصية عاشت سنوات عمرها الأولى في واحدة من الدول الأوروبية .؟
والتفاصيل المتعلقة بذلك .؟
أم أن تلك التفاصيل غير مهمة لأحداث قصتك .؟
 
  • عجبني
  • حبيته
التفاعلات: round trip to org و الـ مجتاو
مشاركه حلوة و مثمره ليا
 
  • أتفق
التفاعلات: mor2010
كيفية خلق شخصية خيالية من الصفر

معلومات المؤلف

الشيء الوحيد الذي يشترك فيه كل كتاب الروايات أو المسرحيات أو الأفلام ..
وكذلك ألعاب الفيديو ..
هو اعتماد قصتهم على شخصية رئيسية واحدة على الأقل ..
يعتمد أغلب الكتاب على شخصيتين أو أكثر ..
والبعض يكتب عمله الأدبي بمئات الشخصيات ..
وفي بعض الأحيان تكون "الشخصية" الرئيسية هي أنت ..
بغض النظر عن هوية الشخصيات ..
فسوف تكون الكتب والأفلام وغيرها من الأعمال مملة للغاية وبلا روح بدون تلك الشخصيات ..
توفر لك هذه المقالة الأساسيات لتعلم كيفية خلق أو صنع شخصيتك القصصية الخيالية من الصفر ..


_ كيفية خلق شخصيتك القصصية


1_ حدد الموقع والزمان أو المشهد الافتتاحي ..
سواء كان مشهدك الافتتاحي على الورق أو على شاشة حاسوبك الآلي ..
يجب أن تتواجد شخصيتك في مكانٍ ما ..
حتى وإن كان مكانا خياليا ..
قد يكون هذا المكان شقة في دبي أو مكتب العمل في القاهرة ..
سيساعدك ذلك على تمهيد الطريق لشخصيتك وتعريفها ومن ثم المضي قدما ..


2_ ابدأ بأهم 6 أسئلة قد يطرحها أي صحفي محترف واعمل من هناك :

أين ومن وماذا ومتى ولماذا وكيف ..

التعليم والوظيفة ومكان العمل وهدف الشخصية ..

والصراع والأزمة والفرصة والاختيارات والأفعال والنتائج والعواقب ..

والصحة والتوجه الجنسي والعقلية ومراحل الحياة والخطر والانهزام والنمو والموت .. إذا كنت على وشك تكوين شخصية ..
فمن الأفضل أن تضع الكثير من أفكار القصة في الاعتبار ..
إذا كنت تكتب رواية كبيرة مثل رواية "ساق البامبو" ..
فستحتاج إلى عالم كامل من الشخصيات، بعضها طيب وبعضها شرير وبعضها من الرجال والبعض الآخر من الإناث ..
أو أي شيء آخر يتبادر لذهنك ..
(قد تكون الشخصيات في القصة حيوانات أو جمادات أو أي شيء آخر، حتى لو لم يكن طيبًا أو شريرًا أو رجلًا أو امرأة) ..
إذا كنت تكتب قصة تأملية أو عميقة ..
فلن تحتاج إلى أكثر من شخصية واحدة غالبا ..


3_فكر بطريقة إبداعية ..
ليست كل الشخصيات بشرية على عكس ما سيتبادر إلى ذهنك لأول مرة عندما تفكر في الشخصية ..
في بعض الروايات الشهيرة ..
تكون بعض شخصياتها الرئيسية جمادا ..
مثل : جبل أو شجرة، أو حيوانا ..
مثل : سمكة أو ذئب، أو حتى كائنا فضائيا ..
مثل : رواية "فرانكشتاين في بغداد"، فقد كان البطل مسخا ..


4_ابدأ بنموذج أو نمط أولي ..
يعتمد نوع الشخصيات التي تحتاجها على قصتك بالطبع ..
ولكن البدء بمعايير كثيرة سيمكنك من تحديد معالم شخصيتك بالتدريج عن طريق الاستبعاد أو التقليل ..
مثل : النحات الذي ينحت كل الرخام الزائد للكشف عن النموذج النهائي للمنحوتة. يشمل النموذج الأولي بعض النقاط المهمة ..
مثل : الثقافة والسمات الفردية
(لكل رجل أو بطل أو استبدادي أو إنسان خارق) ..
ستحتاج غالبا إلى بطلٍ للرواية وإلى غريم (الخصم) ..
وذلك لأن الصراع هو أساس الحبكة الروائية ..
كما ستحتاج إلى شخصية ثانوية ..
مثل : تابع أو صديق مخلص أو زوجة/ حبيبة أو شخصية هامة ..
لاحظ أنه لا يشترط أن يكون بطل الرواية طيبا ..
من الممكن أن يكون البطل شريرا ..
كما هو الأمر بالنسبة لشخصية "طه الزهار" في رواية "تراب الماس" على سبيل المثال ..
قد تحتاج إلى شخصيات معادية للأبطال الرئيسين ..
مثل شخصية عزت عبد الحميد/ دانيال نافون في فيلم "ولاد العم" وسالم المسلمي في فيلم "المصلحة" والجوكر في فيلم "الرجل الوطواط" أو فينوم في فيلم "الرجل العنكبوت" ..
بدأت كل شخصية من هذه الشخصيات كنموذج عام ..
ثم أصبحت أكثر تحديدا كلما اتضحت معالم وكشفت القصة/ الفيلم عن نفسه أكثر.


5_أضف خصائص محددة ..
بمجرد تحديد النموذج الأولي لشخصيتك ..
أضف للشخصية السمات والمميزات وأزل بعض الأشياء التي لا تتسم بها شخصيتك ..
واكشف بشكل عام عن جوهر الشخصية ..
اسأل نفسك عما تريد أن يشعر به الجمهور حيال شخصيتك :
الحب أم الشفقة أم الاشمئزاز أم التعاطف أو عدم الشعور بشيء على الإطلاق .. ومن هنا ابدأ في رسم شخصيتك استنادا على النتيجة التي تريدها ..
حدد ما إذا كانت شخصيتك الرئيسية ذكرًا أم أنثى أم غير ذلك ..
وذلك لإعطاء وجهة نظر عامة عن الشخصية ..
اقترح الصفات اعتمادا على النموذج الأولي ..
كون حتى تضاربا في الشخصية والقصة واستغل الحكم المسبق للمجتمع سواء كان ذلك منصفا أم لا ..
على سبيل المثال :
ينظر المجتمع إلى الرجل المتغطرس بطريقة مختلفة عن المرأة المتغطرسة ..
(كلا النظرتين سوف تخدمان شخصيتك).
يعد العمر من ضمن العوامل المؤثرة في القصة ..
ينظر إلى الأشخاص الأكبر عادةً على أنهم أكثر حكمة ..
ولكن من الممكن أن يلعب العمر دورا بطرق أخرى أيضا ..
فمثلا يتم النظر إلى الشاب الشرير بشكل عام على أنه مجنون أو أنه من سلالة سيئة ..
بينما يمكن أن يقوم شخص كبير في السن بذلك الدور أيضا ولكن قد يكون هناك تفسير بأنه تحول إلى الشر بسبب ظروف الحياة التي تعرض إليها ..
مما يمنحه المزيد من العمق. يعطي البطل الشاب المثالي شعورا مختلفا عن الطبيب البيطري المرهق الذي يحاول أن يتصرف بشكل صحيح ..
ويعطي كلاهما ردود فعل مختلفة عندما يلاقيا نهايتهما في القصة ..
في بعض الأحيان يمكن أن تتضارب الأحداث ..
ففي رواية إسبانية ..
كان البطل "دون كيشوت" رجلا عجوزا وغريبا أمضى حياته في غرفة وهو يقرأ روايات الفروسية والشهامة كما كان يتسم بالسذاجة ..
ومع ذلك كانت تلك السذاجة هي ما دفعته إلى البحث عن المغامرات والحب ..
ولنشر خياله الرائع في العالم من حوله عندما لم يف الواقع المحيط بتوقعاته ..


6_حدد هدف شخصيتك ..
في قصص الرعب :
يرغب البطل في البقاء على قيد الحياة مهما كان الثمن ..
على سبيل المثال :
في الفيلم الأجنبي "الفضائي" كان الخصم يريد منع البطل من الحصول على حبه الحقيقة كما فعل الأمير همبردينك في فيلم "الأميرة العروسة" ..
إن كيفية تعامل شخصياتك مع العقبات التي تحول بينهم وبين أهدافهم سوف تحدد شخصيتهم بوضوح ..
في القصص المعقدة قد تختلط الأمور مرارا وتكرارا مع وجود دوافع وإنجازات بعض الشخصيات الأخرى لتقف عقبة في طريق الشخصية الرئيسية ..
مما يولد المزيد من الإثارة والحبكة ويزيد من التشوق للأحداث ..


7_امنح شخصياتك طريقة أو أسلوب مميز ..
لتجسيد شخصية حقيقية..
يجب أن تعطِها شخصية تتجاوز القصة نفسها ..
فبعض الأجزاء من الشخصية قد لا تظهر بشكل صريح في القصة ..
ولكنها تساعد على تفسير القرارات التي قد يتعين على شخصيتك أخذها ..
اكتب قائمة بالأشياء المفضلة والمكروهة لكل شخصية ..
وتأكد من أن القائمة متوازنة ..
بمعنى لا تجعل لكل شخص 10 أشياء مكروهة أو العكس ..
حتى الشخصيات الغريبة أو الشريرة تمتلك شيئا تحبه حتى لو كان مجرد غرض بسيط في المنزل ..
من المحتمل أن ينتج سلوك الشخصية عن سلسلة متتابعة من الأحداث التي يمكن أن تؤدي إلى ردود فعل غير متوقعة يمكن لها أن تغير رأي الجمهور من حيث فهمهم للشخصية ..
على سبيل المثال :
فإن الشخصية التي تحب الحرية لا تحب السلطة ..
إذا كانت تلك الشخصية تحب السيارات الفاخرة أو الأشياء الفخمة ..
فمن المرجح أنها لا تفضل التوفير أو ضبط النفس ..
إذا كانت شخصيتك قاسية القلب ..
ثم أنقذت طفلا ضعيفا من مبنى يحترق بشكل غير متوقع ..
سوف يعيد الجمهور تفكيره في شخصيتك تماما ..


8_امنح شخصيتك بعض النزوات ..
سواء كانت عادات جيدة أو سيئة أو أشياء لا تستطيع الشخصية أن تتوقف عن عملها دون انضباط وبلا مشورة ..
على سبيل المثال :
يمكن أن تعطي لشخص قاصر عادة مثل قرض الأظافر
(مما يدل على وجود قلق) أو تمشيط الشعر بشكل مفرط
(الغرور أو قلة الثقة في النفس)
أو عادة خطيرة مثل الإدمان
(الهروب من المسؤولية)
أو الرغبة في الموت
(اليأس/ البؤس) ..
كلما زادت التفاصيل التي تعطيها لشخصية الصغيرة ..
كلما "نبضت بالحياة" في أعين الجمهور ..


9_أعط لشخصيتك منزلا أو شقة ..
يلجأ بعض الكتاب لوصف الشخصيات من خلال نظره في المرآة الموجودة في منزله ..
لذا فكر في شكل هذه المرآة بداخل المنزل ..
واستخدم وجود الشخصية في المنزل لكشف ما يدور بداخل ذهنه وجوانبه الخفية عن الناس ..
ركز كذلك على التفاصيل الخارجية ..
مثل : المكان الذي تعيش به أو كيف تبدو وهل تملك حيوانا أليفا أم لا... إلخ ..
هل تعيش شخصيتك في شقة فاخرة في منطقة راقية أم في شقة بسيطة في منطقة شعبية ..
تشير معظم التفاصيل التي تختارها إلى شيء في الشخصية أو في تاريخ الشخصية.


10_اكتشف مخاوف الشخصيات ونقاط ضعفهم ودوافعهم وأكبر أسرارهم ..
تخلق هذه الأشياء شخصية أكثر واقعية وتساعد على تطوير نموذج الشخصية ..
إن قوة البطل الشعبي أو ضعفه يعتمدان على الولاء وعدمه ..


11_اقتبس من سلوكيات ومميزات الناس من حولك ..
انظر إلي الأفراد في المراكز التجارية أو في مترو الأنفاق. هناك العديد من الاقتراحات للشخصيات في كل مكان ..
لاحظ صفات الأشخاص الجسدية، مثل شكل الأنف والفك والأذنين وشكل الجسم والملابس الملائمة أو كيف يقفون ويمشون ويتحركون ..
إذا أعجبك مظهر الشخصية حاول أن تصف لنفسك التفاصيل التي جذبتك ثم ترجم ذلك لشخصيتك. إذا أخافك شخص ما، اسأل نفسك بصراحة عما يخيفك في ذلك الشخص، حتى لو كان السبب غير منطقي أو غير صحيح. استخدم هذه المعلومات لدعم شخصيتك ..
امزج الخصائص السابقة معا قدر الإمكان. قد تتسبب لنفسك بالوقوع في مشكلة إذا صنعت صفات شخصيتك بناءً على شخص معين أو شخصين، واكتشفوا ذلك.


12_أقرن الأمثلة الرمزية ..
يمكن أن تساعدك مطابقة سمات الشخصية بمدى فهمنا للأشياء في رسم الشخصية كما يمكن أن تنذرنا بالحالة المزاجية والتصرفات ..
على سبيل المثال :
يعشق الناس الورود على الرغم من أنها تزهر لمدة قصيرة ..
الثعبان متقلب ويمكن أن يلدغ بدون سابق إنذار ..
المباني الحجرية متينة ومقاومة للتغيير ..
العواصف الرعدية عنيفة ولكنها تتنبأ بموجة قادمة ..
يمثل السيف الحاد خطرًا حتى على اليد التي تستخدمه.


13_تقمص شخصيتك ..
أولا وقبل كل شيء اصنع خريطة ذهنية لكل الأشياء التي تحدثت عنها ..
وكل الأشياء التي تريد أن تقررها حول شخصيتك ..
استخدم مسجل صوت ..
(معظم الهواتف تحتوي على مسجل صوت) ..
شغله وقدم نفسك كأن شخصيتك الروائية ..
أو حتى اجعل صديقك يقوم بتقديمك ..
ثم دون ما قاله واملأ خريطتك الذهنية لتكتشف الأشياء التي لم تكن تعرفها عن نفسك وطور شخصيتك ..
إذا ارتكبت خطئا في التسجيل لا تتوقف ..
بل يمكنك التفرع إلى احتمالات أخرى من فكرة معينة عشوائية حدثت بالصدفة ..
اشعر بشخصيتك وضع نفسك مكانها ..
في بعض الأحيان يتم خلق أفضل الشخصيات من مثلك العليا وعيوبك وشخصيتك ونقاط قوتك وكذلك من صفات المحيطين بك من أفراد العائلة والأصدقاء والأعداء.


أفكار مفيدة

إذا واجهتك مشكلة في خلق أحد الشخصيات الداعمة، اقتبس شخصية من النمط العام وعدل عليها ..
استمع إلى القصص الشيقة التي يخبرك بها الناس وتخيلها.
راقب الناس من حولك، فقد ينتهي الأمر بذكر خالك أو عمتك في القصة القادمة. من الممكن أيضًا أن تمزج بين الشخصيتين وأن تخلق شخصيةً جديدة.
من المهم أن تراقب التفاصيل التي تكوّن شخصية المرء وليس مظهره الخارجي، فالمظهر البدني لأي شخص هو أقل أهمية.
تأكد من اختيار أسماء جيدة لشخصيتك، وذلك اعتمادا على الزمن الذي تحكي فيه قصتك.
من الجيد أن ترسم صورا لشخصيتك وذلك لمساعدة الجمهور على قراءة شخصيتك بشكل أفضل من خلال منحهم بعض التعبيرات.
استمع إلى الموسيقى واختر أغنية تناسب شخصيتك وتساعد على فهمها بشكلٍ أفضل ..
حاول أن تتخيل الشخصية القصصية وهي تفكر كيف ستبدو، ومن هنا استمد الأفكار حول شخصيتك.
احتفظ بمذكرة مليئة بأفكار الشخصيات، وعند حاجتك إلى شخصية جديدة قم بفتحها واختر شخصية.
اجعل شخصيتك فريدة من نوعها وابحث عنها لمعرفة ما إذا كانت موجودة بالفعل.


تحذيرات

انتبه عندما تراقب من حولك ..
إذا بنيت شخصيتك بناء على شخصية شخص ما أكثر من اللازم فمن المحتمل أن تتعرض لمشكلة قانونية ..
لذلك تذكر هذه القاعدة البسيطة :
لا تضف الشخصية الحقيقية لأي شخص سواء كان ميتا أو حيا ..
إلا كان لديك الإذن لذلك ..
 
  • عجبني
التفاعلات: round trip to org
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
كيفية كتابة نص سردي

النص السردي هو نص قصير يستعرض أحداثا قصصية إما حقيقية أو تخيلية .. ويعتمد في كتابته على تقديم فكرة وهدف القصة في البداية ..
ثم سرد تفاصيل الأحداث وأخيرا الخاتمة المجمعة ..
تعلم كتابة النصوص السردية من خلال قراءة هذا المقال لتتمكن من هذه المهارة الكتابية الضرورية لكثير من الأعمال الصحفية والأدبية والدعائية ..
تعرف على عناصر النص السردي والتي تشمل المقدمة والتفاصيل والخاتمة ..
وكيف يمكنك الجمع بينهم ..
واختيار الأسلوب المناسب لمخاطبة القراء ..

تذكر أن الكتابة تحتاج للتدريب الدائم لتصبح كاتبا أفضل وأكثر مهارة ..

الجزء الاول _ سرد القصة

1_حدد الصيغة الكتابية التي ستعتمد عليها في تقديم قصتك ..

هل ستستخدم لسان ضمير المتكلم أم الغائب لسرد قصتك .؟
هذا قرار مُهم يجب اتخاذه في بداية العمل على تقديم قصتك وسردها ..
وعلى الرغم من أن النصوص السردية يتم تقديمها اعتمادا على صيغة ضمير المتكلم لكن يمكنك أيضا استخدام ضمير الغائب في سرد الأحداث ..
يمكن للقصة أن تكون مبنية على أحداث حقيقية عشتها أنت بالفعل أو أحداث تخيلية يعيشها بطل القصة ..

2_حدد زمن الفعل المُستخدم ..

اتبع إرشادات الكتابة التي حصلت عليها في حالة كان النص السردي جزء من مشروعك الدراسي أو أحد فروض ورشة الكتابة التي انضممت لها، وفي كل الحالات عليك اختيار زمن الفعل المستخدم ..
هل ستعتمد على الزمن الحاضر والأفعال المضارعة أم الزمن الماضي والأفعال الماضية. اعرف جيدًا أنه من الضروري الالتزام بصيغة زمنية واحدة طوال النص السردي وعدم النقل بين المضارع والماضي ..
يستثنى من ذلك بالطبع نقل الأحداث من الزمن الحاضر (المضارع) لسرد أحداث ماضية ذات صلة بالقصة ..

3 _اجذب انتباه القارئ بأسلوبك من البداية ..

اجذب انتباه القارئ للنص من بدايته بالاعتماد على أسلوب مثير مليء بالإثارة والتشويق ..
واحرص على توضيح الهدف من القصة في بداية النص ليرغب القارئ في استكمالها حتى النهاية.
على سبيل المثال :
اكتب في بداية النص "أول يوم مع كلبي اللطيف لا ينسى" أو اعتمد على صيغة الغائب بكتابة "لن ينسى أبدًا يومه الأول مع كلبه الجديد".

4_قدم الشخصيات الأساسية في قصتك ..

قدم الأشخاص الأساسية في قصتك والذين سيكون لهم دورا أساسيا في تحريك الأحداث ..
ليس بالضرورة تقديم جميع الشخصيات في هذه المرحلة ..
لكن على الأقل وضّح للقارئ من الشخصيات المسئولة عن إطلاق شرارة الأحداث المُتعلقة بالقصة ..
على سبيل المثال في حالة صيغة المتكلم :
"اصطحبتني أمي بالسيارة إلى ملجأ الحيوانات الأليفة ..
كان الملجأ على بعد خمسة وأربعين دقيقة".

5_صف موقع الأحداث. صف موقع الأحداث ووجه القارئ أيضا إلى زمن وقوعها يساعده ذلك على تخيل الأحداث من منظور الراوي ومحاولة تفهم حالته الشعورية.
يمكنك كتابة "كنت في الحادية عشر من عمري. بدت الرحلة وكأنها لن تنتهي ..
كنا نعيش في بيروت وكان الملجأ في ضواحي المدينة".
التزم بعدد ١ إلى ٤ جمل فقط للجزء الخاص بعرض الشخصيات ومكان الأحداث عقب مقدمة النص السردي ..

6 _اكتب نصا سرديا لا يقل عن ٩ جمل ..
اكتب جملة واحدة عن عنوان وهدف القصة ..
ثم خصص ١ إلى ٤ جمل لخلفية الشخصيات والمكان و٢ إلى ٤ جمل لتقديم الصراع. أنه النص السردي بجملة إلى ٣ جمل لفض الصراع وحل العقدة ..
وأخيرا جملة أو جملتين كخاتمة ..
يتحدد طول النص السردي بطبيعة المحتوى الذي تكتب عنه ..
فالنصوص السردية القصيرة التي تتألف من ٥ جمل لا تكون كافية لعرض سردي مفصل ..

الجزء الثانى _ إثراء النص بالتفاصيل السردية


1_ اعرض القصة بالتسلسل الزمني من البداية ..

ابدأ قصتك بعرض الفكرة أو المشكلة الأساسية سواء كانت رغبة في التبضع أو مكالمة هاتفية غير متوقعة ..
وتذكر الالتزام بعدد جمل بين ١ إلى
اكتب مثلا "عندما وصلنا إلى الملجأ شعرت بالحيرة ..
لم أتمكن من رؤية أيّة جراء على الإطلاق".

2 _قدم الصراع أو عُقدة الأحداث. من الضروري أن تنتقل لعرض عُقدة الأحداث أو الصراع الأساسي في النص السردي وذلك بالاعتماد على عدد جمل بين ٣ إلى ٥ ..
احرص على اصطحاب القارئ لقمة الصراع ..
استكمل بكتابة نادانا المسئول عن الملجأ وشعرت أنا بالارتياح عندما رأيته يحمل الجراء، انتبهت لهذا الجرو الجميل بلوني الأبيض المُفضل وبقعتين باللون الأسود .. وحينها التفت لأمي وسألتها : هل يمكنني الحصول عليه .؟
صمتت للحظات وكأنها تعيد التفكير في مسألة اقتناء جرو من الأساس ..


3_ حل الصراع أو فك العقدة في نهاية النص ..

انقل القارئ لنهاية القصة وهو قادر على فهم حلك للصراع وإنهاء قصتك إما بلحظة سعيدة أو تحول مفاجئ في الأحداث ..
اذكر أيضا العواقب التي سيختبرها الراوي نتيجة فعل أو قرار محدد ..
اكتب "نظرت أمي لي وقالت : "أنا موافقة طالما سنسميه أوريو"
فعانقتها بسعادة بينما يلعق أوريو يدي" ..
التزم بجملة إلى ٣ جمل لهذه الجزئية من النص السردي ..



الجزء الثالث _ ختام النص السردي ومراجعته



1_ أنه قصتك بخاتمة مناسبة مجمعة للأحداث ..
اعتمد على الخاتمة في التعبير عن رأيك تجاه الأحداث الشاملة واستغلها كفرصة للتواصل بين القارئ وأحاسيس الراوي وكيف أثرت اختياراته على الأحداث ..
اجعل الخاتمة في صورة جملة أو جملتين ..
يمكن مثلا ختام قصة الجرو بكتابة "لقد كان أسعد يوما في حياتي".
تعتمد طبيعة الخاتمة على الصيغة المستخدمة ومحتوى القصة وبالطبع المنظور الذي يقدم من خلاله السرد ..


2_ راجع النص السردي بحثا عن الأخطاء الإملائية أو النحوية ..
راجع النص جيدا وصحح الأخطاء النحوية والإملائية والمطبعية ..
اطبع نسخة ورقية تتمكن من مراجعتها بالقلم بدلا من مراجعتها على الكمبيوتر ..
اقرأ النص بصوت مرتفع كي تتنبه للأخطاء الإملائية والنحوية غير الملحوظة ..
لا تعتمد على مصحح الأخطاء في برنامج معالجة النصوص ..


3 _ أعد قراءة النص السردي لتقييم قصتك ..
راجع النص مرة أخيرة مع تقييم الأحداث القصصية اسأل نفسك هل ستحتاج لتفاصيل إضافية إذا ما أخبرك شخص ما بنفس القصة .؟
إذا كانت الإجابة بنعم ..
فاعمل على إضافة بعض المعلومات والتفاصيل لقصتك ..


أفكار مفيدة


اعرض فكرتك على أحد الأصدقاء أولا قبل كتابة نصك السردي كي تضمن أنها فكرة مثيرة للانتباه ..
ويفضل أن تستعرض حدثا يمثل نقطة تحول لك أو للراوي بدلا من استعراض أحداث الحياة اليومية الروتينية ..
عدد الجمل الموضح في هذا المقال هو مجرد خطوط إرشادية لكتابة نصك السردي وبإمكانك دائما كتابة نص أطول أو أقصر على حسب طبيعة المحتوى الذي ستكتب عنه ..
 
  • عجبني
التفاعلات: round trip to org
كيفية تحسين مهاراتك في الكتابة


هل يراودك حلم أن تصبح أفضل روائي في جيلك .؟
ربما كل ما تريده هو اكتساب قدرة التعبير عن أفكارك وخواطرك بطريقة أفضل وأوضح ..
يمكنك باتباع بعض الخطوات (المجربة والمضمونة) أن تصبح كاتبا أفضل ..
سواء كنت تريد تحسين مهاراتك في الكتابة الإبداعية/ الأدبية ..
أو فقط تريد تحسين مهاراتك في الكتابة العادية للمدرسة ...
يتطلب تحسين الكتابة ممارسة ومعرفة ..
ومع العمل الجاد والكافي قد تصبح نموذجا يحتذى به يهتم القراء بالاطلاع على أعمالك الخالدة ..
ويطمح الكتاب من الأجيال اللاحقة للاقتداء بك واقتفاء أثرك ..


طريقة 1_ تحسين الأساسيات


1_ استخدم المبني للمعلوم وليس المبني للمجهول ..
الجملة العربية إما إسمية، مثل "التفاحة في الثلاجة" ..
أو فعلية (فعل + فاعل + مفعول) مثل "أصلح أحمد الكرسي" ..
يمكن تحويل الجملة الفعلية للمبني للمجهول بإسقاط الفاعل ..
وتحويل الفعل للمجهول لتصبح الجملة السابقة "أصلح الكرسي" ..
يتسبب استخدامك للمبني للمجهول في حيرة للقارئ أحيانا ..
لأنه يتطلب تشكيل الأحرف الأولى في الفعل وهذا أمر غير مألوف..
ما قد يجبر القارئ على استغراق بعض الوقت في فهم معنى الجملة الصحيح ..
لذا تجنب استخدامه طالما كان بلا داعي ..
استخدام المبني للمجهول ليس خطأ دائما ..
في بعض الأحيان قد لا يكون هناك طريقة لكتابة الجملة بطريقة واضحة بالمبني للمعلوم ..
(كأن يكون الفاعل غير معلوم) أو إذا أردت التركيز على المفعول أكثر ..
مثال: "سرقت السيارة" ..
في المقابل تظل الأولوية دائما للمبني للمعلوم ما دام الفاعل مذكورا ..
الاستثناء الأكبر من هذه القاعدة في الكتابة العلمية ..
وفيها عادة ما يستخدم المبني للمجهول للتركيز على النتائج وليس الفاعل (الباحثين) ..
مثال: "أظهرت الدراسات أن الكللابب التي أطعمت طعاما حارا عانت من تعب في المعدة أكثر" ..
نلاحظ هنا التركيز على موضوع البحث ونتائجه دون ذكر الباحثين أو العلماء من الأساس


2_ استخدم كلمات قوية تتطلب الكتابة الجيدة ..
سواء كانت رواية أم مقال مدرسي ..
الدقة وجزالة الألفاظ مع استخدام ما هو غير متوقع ..
قد يحول الفعل الصحيح أو الصفة المناسبة الجملة العادية إلى جملة تخلد في أذهان من يقرأها لأعوام ..
ابحث عن أدق الكلمات قدر الإمكان وحاول ألا تكرر استخدام كلمة معينة كثيرا إلا إذا كنت تحاول أن تناغم النص ..

من الاستثناءات هنا الكلمات التي يتم استخدامها لوصف الحوار ..
تحتوي الكتابة السيئة على الكثير من "علق" و"أبدت رأيها"..
استخدام كلمات كهذه قد يضيف رونقا مميزا للنص ..
لكن في الوقت وبالكمية المناسبين ..
استخدم ببساطة "قال" ..
حتى إن شعرت أن كثرة استخدامها أمر غير محبب ..
لكن الحقيقة أن تغييرها دون ضرورة يصعب على القارئ فهم كيفية سير المحادثة ..
قال/ت كلمة بسيطة للغاية لا تشتت القارئ أو تجذب انتباهه مما يسهل عليه التركيز على ما يقوله أطراف المحادثة وهو الأهم ..

لا نعني بالكلمات البليغة الكلمات الغامضة أو الأكثر تعقيدا ..
لا تقل "سخر" ما دمت تستطيع قول "استخدم" ة "
و"هرول" ليست أفضل من "ركض" بالضرورة ..
إذا لاحت لك فرصة استخدام كلمة مثل "محنك" استخدمها ..
أما في الظروف العادية فكلمة "خبير" أفضل ..

في بعض الأحيان يكون استخدام المرادفات مفيدا ..
لكن استخدمها بحرص وذكاء ..
يوجد بعض الكلمات القريبة في المعنى مثل: أريكة وكنبة , سرير ومضجع,غرفة وحجرة ..
المعنى قد يكون نفسه ..
لكنك قد تحتاج لاستخدام الأنسب للغة النص والأقرب لخلفية القارئ الثقافية ..
والكلمة التي تعطي المعنى الأدق ..

استفد من استخدام معجم لتحديد المعنى الدقيق لكل كلمة إذا كنت تنوي استخدام المترادفات لتقوية صياغة النص ..

3_تخلص من الحشو والإطناب الزائدين عن الحد ..
خير الكلام ما قل ودل ..
لن يبدو النص أفضل إذا استخدمت 50 كلمة لقول ما يمكن قوله في 20 فقط ..
واستخدام الكلمات الطويلة ليس أفضل من الكلمات القصيرة ..
تعتمد الكتابة الجيدة على استخدام الكلمات المناسبة ..
وليس مجرد حشو الورق بكلامٍ كثير ..
ستشعر بلذة في البداية لا محالة عند كتابة الكثير من المفردات والتفاصيل اللغوية في جملة واحدة ..
لكنك تزيد من صعوبة الجملة في الفهم بلا فائدة ..
احذف الجمل التي لا تضيف معنى ذا قيمة للنص ..
الأحوال والظروف في الجملة هي ركيزتها الأساسية ..
لكن الإكثار منهم قد يسبب في فوضى في الجملة ..
يجمل استخدام الأحوال بصورة صحيحة النص ويحسنه ..
لكن الإكثار منها لاسيما إذا احتوى الفعل على معنى الحال أمر غير محبوب ..
لا داعي لقول "تعجب مندهشًا" فالفعل تعجب وحده يدل على الاندهاش بالفعل..
في بعض الأحيان يكون من الأفضل إتمام عملية حذف الحشو في مرحلة التحرير والتعديل ..
لست مضطرا في مرحلة الكتابة الأولى للتركيز بشدة على إيجاد أدق الطرق للتعبير عن كل جملة..
بل الأفضل أن تكتب أفكارك كما تريد ثم تعدل النص بأكمله وتحرره لتحذف ما هو غير مفيد لاحقا ..
لا تتخيل أنك الوحيد الذي يتصور ما تكتبه ..
فخيال القارئ يسهم أيضا فيه ..
لا حاجة لوصف كل التفاصيل الصغيرة إذا كانت بعض التفاصيل العامة تفي بالغرض وتحفز تفكير القارئ كي يسد الفراغات فيها ..
ضع نقاطا في بعض الأماكن التي تتخيرها بعناية لتدع القارئ يكمل النص بمخيلته ..


4_دع القارئ يخمن ما تريد قوله عن طريق وصفه في الأحداث بدلا من قوله مباشرة ..
لا تخبر القارئ بتاريخ الشخصية الرئيسية وصفاتها في جملٍ طويلة ..
بل ادفعه لاكتشاف ذلك بنفسه وفهم كل ما تريد قوله من كلمات الشخصية ومشاعرها وتصرفاتها ..
ممارسة هذه النصيحة والتدرب عليها أحد أهم الدروس التي قد يطبقها أي كاتب لاسيما في الروايات ..

مثال: جملة "غضبت جميلة بعد قراءة الخطاب"
تخبر القارئ أن جميلة شعرت بالغضب ..
لكنها لا تجعله يرى هذا الغضب بنفسه مما يجعلها غير مقنعة ..
أما جملة "قطعت جميلة الخطاب بعد أن قرأته ثم رمته في نيران المدفأة قبل أن تندفع خارجة من الغرفة" ..
تظهِر أن جميلة كانت غاضبة دون ذكر ذلك بشكل مباشر ..
الجملة الثانية أكثر تأثيرا لأن القارئ يصدق ما يراه وليس ما يخبر به ..

5_تجنب الأفكار والصيغ المبتذلة (الكليشيهات) التي استهلكت استخداما ملايين المرات من قبل ..
وخسرت قوة تأثيرها على القارئ..
الكليشيهات هي الجمل العامة جدا التي لا تترك تأثيرا ممتدا على القارئ ..
تتحسن كتابتك كلما ابتعدت عن الكليشيهات ..
سواء كنت تكتب قصة (عمل أدبي) أم مقالًا (نص فكري) ..

"كانت ليلة عاصفة ومظلمة" هي من أمثلة الجمل الخالدة التي تعتبر الآن من الكليشيهات المحفوظة ..
الجمل التالية هي جمل افتتاحية لأشهر الروايات وتشترك في أنها تصف الطقس ..
قارن بينها لتلاحظ كيفية تعبير كل كاتب:

"كان يوما باردا من أيام أبريل بسمائه الصافية وكانت الساعة تشير للواحدة ظهرا" :
افتتاحية رواية 1984 لجورج أورويل ..
لا يوجد في وصف اليوم أنه عاصف أو ليلي لكنك تشعر من البداية أن شيئا غير طبيعي سيحدث ..

"كانت سماء الميناء بلون شاشة التلفاز الرمادية عندما تحوله لقناة لا تعمل" :
افتتاحية رواية نيورومانسر لويليام جيبسون ..
هذه الجملة أكثر من عرض للطقس فهي تضعك مباشرة في جو الرواية المليء بالغموض في عالم الذكاء الصناعي والتكنولوجيا ما تدور فيه الرواية ..

"كان أحسن الأزمان وكان أسوأ الأزمان ..
كان عصر الحكمة وكان عصر الحماقة ..
كان عهد الإيمان وكان عهد الجحود ..
كان زمن النور وكان زمن الظلمة ..
كان ربيع الأمل وكان شتاء القنوط ..
كان أمامنا كل شيء ولم يكن أمامنا شيء ..
كنا جميعا ماضين إلى الجنة مباشرة ..
وكنا جميعا ماضين إلى جهنم مباشرة ..
إجمالا كانت تلك الفترة أشبه بعصرنا هذا حتى لقد أصر بعض مؤرخيها الأكثر صخبا على وصفها ..
سواء في الصلاح أو الطلاح ..
بصيغ التفضيل المانعة ليس غير" :
افتتاحية رواية قصة مدينتين لتشارلز ديكينز ..
وصفت هذه الافتتاحية الطقس والعواطف واللعن واليأس واستطاع تشارلز أن يجمع هذا كله في افتتاحية جعلت القارئ جاهز لأي شيء ..

تجنب الكليشيهات كذلك عند التحدث عن نفسك ..
قول إنك "شخص اجتماعي" جملة لا تعرفك جيدا ..
بل الأفضل قول إنك "قادر على التواصل جيدا مع مجموعة كبيرة من الأشخاص بسبب نشأتك في عائلة يتحدث أفرادها أكثر من لغة وتربيت في أكثر من بلد" ..
يعرف القارئ بواسطة هذه الصياغة أنك "اجتماعي" دون أن تقولها مباشرة ..


6_تجنب التعميم ..
التعميم من السمات المميزة للكتابة الضعيفة ..
مثال في مقال أكاديمي:
"الناس في العصور الحديثة أكثر تقدما ممن عاشوا منذ مائة عام" ..
تشتمل هذه الجملة على مجموعة من الافتراضات التي لا أساس لها ..
ولا تعرف فكرة مهمة مثل "التقدم" بتدقيق وذكاء ..
كن دقيقا ومحددا سواء كنت تكتب قصة قصيرة أو مقالا علميا ..
وابتعد تماما عن التعميم والجمل العائمة لتحسن من كتابتك ..
ينطبق هذا الأمر على الكتابة الإبداعية كذلك ..
لا تسمح لنفسك بافتراض أي شيء دون دراسته أولًا ..
مثال: إذا كنت تكتب قصة عن شخصية نسائية ..
فلا تعتقد أنه من الطبيعي أن تكون أكثر عاطفة من الرجال أو أكثر ميلًا للطف والطيبة ..
يمنعك ذلك النوع من التفكير غير المعتمد على البحث والدراسة من استكشاف مجموعة الاحتمالات والخيارات الموجودة في الحياة الواقعية التي لا تخلو من تعقيد وتفاصيل متشابكة لا يفيد التعميم في فهمها ..


7_ادعم ما تقوله بدلائل ..
لا تقدم تكهنات دون تقديم أدلة تدعمها في الكتابة الإبداعية..
يشابه ذلك الأمر قاعدة "صف للقارئ ولا تخبره" ..
مثال: لا تقل "سينهار مجتمعنا بدون وجود شرطة قوية" ..
بدلا من ذلك وضح الأسباب التي تدعم هذا الاعتقاد؟ ما دليلك عليه؟
اشرح ما جعلك تؤمن بهذه الجملة؟
وضح أفكارك ليرى القراء مدى درايتك بما تتحدث عنه ..
وبالتالي تقدر على اجتذابهم وإقناعهم أكثر ..
بل وفهم وجهة نظرك حتى إذا اختلفوا معها ..


8_استخدام الاستعارات والتشبيهات بحرص ..
قد يضفي استخدام المجاز والاستعارات لكتابتك بلاغة وجمالا ..
إلا أن سوء استخدامها يجعل كتابتك ككتابة ***ٍ صغيرٍ غير قادر على التعبير ..
لا تبالغ في استخدام الاستعارات والتشبيهات لكي لا يظهر للقارئ عدم ثقتك مما تقوله ..
واعتمادك بدلا من ذلك على التلاعب بالكلام دون أن توضح أفكارك ..
كما تتسبب كثرة الاستعارات في الوقوع في فخ الأساليب اللغوية المستهلكة (الكليشيهات) ..
لا تبالغ في استعمال الاستعارات المبهمة ..
قد تتحمس جدا لاستعمال الاستعارات نظرا لما تضيفه للنص من بلاغة ..
لكن قد ينتهي بك الحال مستخدما لاستعارات وتشبيهات صعبة الفهم ..
وتتطلب مجهودا ذهنيا وتركيزا ووقتا من القارئ كي يفهمها ..
لذا توخ الحذر في هذه النقطة ..


9_اكسر القواعد ..
بالأحرى تعلم القواعد جيدا ثم اكسرها ..
كما ينصح الكثير من الكتاب ..
يحرر أفضل الكتاب أنفسهم كثيرا من الالتزام الحرفي بالقواعد ..
ولكنهم يعرفون بوضوح الطريقة الصحيحة والوقت المناسب للخروج عنها ..
كل القواعد سواء النصائح سابقة الذكر أو حتى القواعد النحوية والإملائية ..
يمكن كسرها طالما كنت متأكدا أن كسرها سيكون أفضل للنص ويؤدي غرضا مهما ..
ما يحدد اتباع القواعد من عدمه هو الالتزام بالكتابة الجيدة في الغالب الأعم ..
وبالتالي يعرف القارئ متى لجأت لكسر قاعدة معينة عن قصد ولغرض معين ..
التوسط والاعتدال في كسر القواعد هو الأفضل ..
كما هو الحال في كل شيء ..
لاستخدام سؤال بلاغي قدرته على إضفاء قوة في بادئة الكلام ..
لكن استخدامك لسلسلة من ستة أسئلة بلاغية سيتسبب في اختفاء هذا التأثير (على الأغلب) ..
اعرف متى وكيف تكسر القواعد ..


10_عدل ثم عدل ثم عدل ..
تحرير ما كتبت وتعديله من أهم خطوات الكتابة بمجرد انتهائك من الكتابة ..
أترك ما كتبته يوما دون الاطلاع عليه ..
ثم اقرأه من جديد بعدها وتصيد الأخطاء والجمل المربكة أو الفقرات رديئة الصياغة ..
الهدف هو اكتشاف أي شيء غير مضبوط يحتاج للتحسين والتعديل ..
وبعد التعديل الأول اقرأ نصك مرة ثانية وثالثة ..
وعدل كلما لزم الأمر ..
يخلط بعض الناس بين "التحرير" و"التصحيح" ..
التحرير [الفني] والتصحيح [اللغوي] مهمان ..
لكن التحرير يركز على ماهية ما كتبته وقدرته على أداء غرضه ..
لذا لا تصبح شديد الارتباط بكلماتك أو بفكرة معينة ..
لا ترغب في تغييرها ولا ترفض حذفها إذا اكتشفت..
أنه يمكن توضيح تلك الكلمات أو الأفكار بطريقة أخرى ..
في المقابل التصحيح أكثر علاقة بالقواعد اللغوية ..
كتصحيح القواعد النحوية والأخطاء الإملائية والترقيم والتنسيق ..


طريقة 2_ القراءة أكثر لتطوير أسلوب الكتابة


1_اقرأ الكتب الجيدة ..
استفد من معرفة أمثلة للكتابة الممتازة في المجال الذي تكتب فيه ..
ما يساعدك على تحسين كتابتك سواء كنت تكتب رواية لتصبح روائيا عظيما ..
أو تكتب في جريدة علمية ..
اقرأ أعمال كبار الكتاب المؤثرين وافهمها وتعلم ما يمكن تعلمه منها لتعرف أساليب الكتابة ..
وما يفضله القراء وما لا يفضلونه ..
يؤثر غمس نفسك في أعمال كبار الكتاب في زيادة حصيلتك اللغوية ومعرفتك ويوسع مداركك ..

ابحث عن الطرقٍ المختلفة لكتابة المقالات وأساليب السرد ..
جرب القراءة لكتاب مختلفين كتبوا عن موضوع واحد لترى كيف تختلف أساليبهم ..
من أمثلة ذلك "عبقرية عمر" للعقاد وكتاب "استرداد عمر "لأحمد خيري العمري.

تساعدك قراءة كتابات عظيمة في مجالك على تحسين كتابتك حتى لو كنت تكتب كتابة علمية أو أكاديمية ..
كلما قرأت في مجالك لأكثر من أسلوب وطريقة لتوصيل الفكرة المكتوبة للقارئ ..
كلما زادت معرفتك وتنوعت طرق كتابتك ..


2_تعرف أكثر على الأعمال العظيمة في ثقافتك ..
قد لا تلاحظ أن الكتب والأفلام ووسائل الإعلام المختلفة متأثرة بالأعمال الأدبية العظيمة ..
وتحمل بداخلها إشارات لا حصر لها لتلك الأعمال الخالدة ..
بقراءة بعض الأعمال الخالدة ..
كمؤلفات طه حسين أو نجيب محفوظ مثلا ستزيد معرفتك الثقافية التي بدورها ستحسن من كتابتك ..


3_تأكد أنك تفهم لماذا يعتبر هذا العمل الخالد عظيما ..
من الممكن أن تقرأ رواية مثل "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ دون أن تدرك قيمتها أو تفهمها ..
في تلك الحالة، حاول قراءة مقال أو أكثر عنها لتعرف لما هي مهمة ومؤثرة ..
قد تكتشف بعد قراءة مقالٍ شارح للرواية أن لمعناها جوانب مختلفة لم تفهمها عند قراءتك لها ..
فهم أسباب عظمة بعض الأعمال الخالدة يساعدك على صقل مهاراتك الكتابية ..
ينطبق هذا على الكتابات العلمية والأكاديمية كذلك ..
اقرأ بعض الأعمال لبعض الكتاب العظام في مجالك ثم حللهم :
ما الذي يشتركون فيه؟
كيف تؤثر كتاباتهم؟
ما الذي يفعلونه يمكنك أنت فعله؟


4_احضر المسرحيات ..
المسرحيات مكتوبة ليتم عرضها لذلك إذا وجدت أنك قرأت مسرحية ولم تفهمها ..
ابحث عن مكانٍ يعرضها لتشاهدها فيه ..
وإذا لم تجد اقرأها لنفسك بصوت عال ..
حاول تقمص الشخصيات وسماع كيف تبدو اللغة عند نقطها وليس مجرد ترديدها سرا ..
يختلف أداء المسرحيات عن الأفلام ..
فعند مشاهدة مسرحية تشعر أن كلماتها دبت فيها الحياة ..
بينما في الأفلام تتداخل عوامل أخرى كثيرة ..
مثل: التفسير البصري والفني من قبل المخرج للنص وكذلك أداء الممثلين ..
ربما تفصل تلك الوسائط بين قلم الكاتب وعيني المشاهد وأذنيه ..
ما يجعل السينما بعيدة نسبيا عن الكتابة ..


5_اقرأ المجلات والصحف وكل شيء آخر ..
الأعمال الأدبية ليست المنبع الوحيد لتحصيل المعرفة عن الكتابة ..
بل إن العالم بأحداثه مليء بأشخاص وأماكن وأحداث رائعة ستلهمك وتحسن من كتابتك ..
القارئ العظيم وكذلك الكاتب العظيم يفترض أن يكون دائما على إطلاع بالأحداث اليومية ..


6_اعرف اللحظة المناسبة للانتقال من القراءة للكتابة ..
كثيرا ما تنهي قراءة رواية رائعة تجعلك راغبا بشدة في كتابة شيء ما ..
لكن ما أن تجلس للكتابة تشعر أن عقلك فارغ أو أن الكلمات التي تكتبها تبدو وكأنها ليست من تأليفك أنت ..
بل كتقليد لكتابة المؤلف الذي كنت تقرأ له ..
يمكنك التعلم من الكتاب العظماء لكنك بحاجة لأن تنمي حسك أنت ووضع لمستك المميزة ..
تعلم كيفية تخليص أسلوبك من أي تأثير لأي كاتب آخر ..
وذلك بممارسة تمارين الكتابة الحرة ومراجعة أعمالك السابقة أو حتى مجرد التأمل والتفكير ..


طريقة 3_التدرب لتطوير مهاراتك

1_اشتر دفتر تدوين ..
لن يؤدي أي دفتر الغرض بل ابحث عن واحد مناسب لتفضيلك الشخصي ..
ويمكنك الاستفادة منه وأخذه في كل مكان ..
تأتي الأفكار فجأة وفي أي مكان ويجب عليك وقتها أن تقدر بسهولة على كتابتها قبل أن تهرب منك ..
كما قد يحدث مع الأحلام التي تراها وعندما تستيقظ تحاول بشتى الطرق تذكرها لكنك تسلم بالأمر الواقع ..
لقد كان حلما جيدا وحسب والآن نسيته ..


2_اكتب أي فكرة تخطر على بالك ..
اكتب كل شيء قد يساعد في إشعال مخيلتك لاحقا بدءا من العناوين الرئيسية ..
مرورا بالعناوين الفرعية ووصولا للمواضيع والشخصيات والمواقف والعبارات والاستعارات ..
مهما كنت لا تشعر بالرضا عما كتبته ..
استمر في تدوين الملاحظات عن المواقف ..
اكتب الطرق التي يتبعها الناس في المقهى ولاحظ كيف تضرب أشعة الشمس مكتبك وقت الظهيرة ..
يساعد الانتباه للتفاصيل الدقيقة في تحسين كتابتك سواء كنت تكتب شعرا أو مقالات إخبارية ..


3_املأ دفترك بالكامل ثم ابدأ غيره ..
عندما تنهي الكتابة في الدفتر كله ضع ملاحظة تكتب فيها الفترة التي كتبته فيها
(في الفترة بين أكتوبر 2022 وفبراير 2023 مثلا)
وكذلك أي ملاحظات عامة تود إضافتها لتستطيع بعد ذلك الرجوع إليها بسهولة ..
عندما ترغب في استحضار فكرة إبداعية ..


4_انضم لورشة كتابة ..
من أحد أفضل طرق تحسين الكتابة والحفاظ على وجود حافزٍ يشجعك في الاستمرار هو التحدث مع آخرين ومعرفة آرائهم فيما تكتبه سواء كان ذلك على أرض الواقع أم من خلال التواصل عبر الإنترنت ..
يحرص أعضاء تلك المجموعات على قراءة أعمال بعضهم البعض ثم مناقشة ما أعجبهم وما لم يعجبهم وما يمكن تحسينه ببعض الجهد. كثيرا ما تساعدك معرفة آراء الآخرين فيما تكتبه ونقدك لما يكتبونه على تعلم دروسٍ قيمة تصقل مهاراتك ..
ورش الكتابة ليست مقتصرة على الكتابة الأدبية/ الإبداعية فقط ..
بل يمكنك كذلك تحسين أسلوب كتابتك الأكاديمي عن طريقها مستفيدا من وجود زملاء يقرأون ما تكتبه ..
من فوائد الورش كذلك أن العمل مع الآخرين يشجعك على مشاركة أفكارك وكذلك الإنصات لأفكارهم ..
(ما يحرك عقلك بفاعلية أفضل من التفكير الفردي) ..


5_اكتب يوميا ..
استمر في كتابة يومياتك أو الرسائل لصديق من أصدقائك أو حدد ساعة كل يوم للكتابة الحرة ..
الغرض هو أن تحدد موضوعا وتكتب عنه ..
لا يهم ما هو الموضوع بل المهم أن تكتب وتكتب كثيرا ..
الكتابة من المهارات التي تتطلب ممارسة دائمة ..
وهي مثل عضلات الجسم التي تقويها وتنميها بالتدريب الصحيح ..


طريقة 4_صياغة قصة


1_اختر موضوعا وضع الشكل العام لقصتك ..
ليس من الضروري أن تكون الحبكة معقدة ..
ولكنك تحتاج لحبكة عامة بسيطة تسير عليها حتى لو كانت مستهلكة في كثير من القصص والأفلام ..
(كأن يقابل شاب فتاة فيحبها ثم ينفصلا بسبب مشاكل بينهما ثم يتصالحا مرة أخرى) ..
يمكنك كتابة الأساسيات فقط وإدخال التفاصيل لاحقا ..


2_اكتب الأساسيات ..
يمكنك الشروع في الكتابة مباشرة وبدون خطة على أن تحاول تخيل تفاصيل الحبكة وتحولاتها مع الوقت ..
لكنك هل حقا يرضيك هذا الأسلوب؟
في المقابل يساعدك وضع الأساسيات حتى لو كانت بسيطة على رؤية الصورة الكاملة ..
ويوفر عليك ساعات من إعادة الكتابة ..
ابدأ بتفاصيل صغيرة ثم زد فيها شيئا فشيئا ..
زين قصتك بغرض ومعنى عن طريق ما تحقنه في الشخصيات الرئيسية والأماكن من حيوية وأحداث ..
واختر الفترة الزمنية للقصة وحدد سماتها العامة ..
قد تجد أن بعض النقاط في الخطة تحتاج لأكثر من جملة لوصفها ..
اكتب عنوانا فرعيا لتلك النقاط على أن تحولها لنقاط فرعية أكثر وبها المزيد من التفاصيل ..


3_خصص مساحة من مخطط القصة للشخصيات وماضيهم وهيئتهم وكيف تشكلت طباعهم ..
اجعل لكل شخصية قصتها الفريدة ..
فحتى لو لم تضف ذلك لمتن القصة في نسختها النهائية ..
سوف يفيدك أثناء تشكيلك للمنطق من وراء تصرفات كل شخصية في المواقف التي تواجهها ..


4_لا تخف من التنقل بين الفصول ..
إذا خطر لك فجأة فكرة رائعة عن مشهد مهم قريب من نهاية القصة
(في الفصل قبل الأخير مثلًا) ..
فلا تلزم نفسك بالبقاء في الفصل الأول والتحرك صفحة بعد صفحة ..
بل اكتب تلك الفكرة ولا تدعها تهرب منك ..


5_اكتب المسودة الأولى ..
الآن أنت مستعد للبدء في كتابة "النسخة الأولى" من روايتك أو "المسودة" كما يسميها البعض ..
استخدم الأساسيات التي كتبتها سابقا واعمل على تجسيد الشخصيات ..
لا تستهلك الكثير من الوقت والمجهود في هذه النسخة ..
فلا حاجة مثلا للاجتهاد في انتقاء أفضل الكلمات عند كتابة النسخة الأولى ..
الأهم هنا أن تكتب كل أفكارك على الورق حتى يتواجد لديك ما يمكنك تعديله والعمل على تحسينه لاحقا ..


6_اترك دفة القيادة لما تمليه عليك القصة نفسها ..
دع القصة تسير بسلاسة وتتخذ مجراها ..
فربما تجد نفسك أثناء الكتابة قد وصلت لشيء لم تكن تتوقعه في البداية ..
وستتفاجأ أنه مثير جدا للاهتمام ..
حقيقة الأمر أنك أنت المتحكم في الأمور ..
لكنك تحرر عقلك من الحركة الجامدة وتفتح باب الإلهام على مصراعيه ..
(ففي نهاية كل شيء ممكن أن يحدث في قصتك) ..
ستجد أن الشخصيات نفسها ترشدك لكيفية الكتابة ..
وذلك عندما تفكر بما فيه الكفاية في صفات شخصياتك ..
وماذا يريدون ولماذا يريدونه ..


7_أنه المسودة أو النسخة الأولى ..
لا تحاول عند هذه النقطة أن تجعل كل شيء مثاليا ..
بل اعمل فقط على كتابة القصة على الورق ..
إذا اكتشفت مثلا بعد كتابة ما يزيد عن نصف القصة أن إحدى الشخصيات تعمل سفيرة للهند ..
فكل ما عليك هو كتابة ملاحظة بهذا وإكمال كتابة القصة بالشخصية كسفيرة ولا تعود لإعادة كتابة جزء هذه الشخصية من القصة قبل أن تكمل المسودة ..


8_أعد كتابة المسودة ..
سبب تسمية النسخة الأولى بالمسودة ..
أنك ستعيد كتابتها من البداية مع معرفة تفاصيل قصتك التي ستجعل الشخصيات أكثر واقعية وقابلية للتصديق .. الآن أنت تعرف لما صعد ذلك الشخص بالتحديد على متن طائرة ..
ولما ارتدت شخصية أخرى ذلك الفستان بالذات ..


9_اكتب القصة حتى نهايتها ..
عند الانتهاء من كتابة النسخة الثانية من قصتك ستجد عندك جميع المعلومات عن قصتك وشخصياتك والحبكة الرئيسية والحبكات الفرعية ..


10_اقرأ قصتك وشاركها ..
الآن حان وقت قراءة القصة بعد الانتهاء من كتابة النسخة الثانية ..
وبشكل محايد إن أمكن كي تكون موضوعيا ..
شارك القصة مع صديقين تثق بهما وتحترم آرائهما ..


11_اكتب النسخة النهائية ..
الآن يمكنك كتابة النسخة النهائية من قصتك ..
وإضافة كافة التفاصيل والإبداعات مستعينا بالملاحظات من النسختين الأولى والثانية ..
الآن هو وقت وضع النهايات لأي نهاية مفتوحة ..
وحل أي صراع والتخلص من أي شخصية لا تضيف مغزى للقصة.


أفكار مفيدة

لا تندهش إذا كانت النسخة الأولى سيئة فهي في الغالب تخرج بصورة سيئة ..
ضع هذا في حسبانك عند قراءتها لتعدلها بالكامل ..
إذا لم تحب فكرة معينة في البداية استمر في تجربتها على أي حال فقد ينتج عنها شيئًا جيدا ..
قد تكون الكتابة متعة وقد تكون عذابا تختلف الإجابة باختلاف من تسأله ..
قد تشعر بعد انتهاء الكتابة بالحماس أو قد تشعر بالتعب ..
فلا يوجد طريقة صحيحة للكتابة أو الشعور بكتابتك بل حدد طريقتك بنفسك ..
حاول أن تسبح مع التيار وتترك كل الأفكار تتجسد على الورق ..
لكن احذر ولا تبالغ في هذا حتى لا تشعر بثقل التفاصيل التي تحسها أو الأفكار التي تضيفها ..
ضع في حسبانك شعورك عندما تقرأ ما تكتبه وتجنب الأشياء التي تشعرك بالضيق ..

تحذيرات

كن حريصا عند انتقاء كلماتك ..
لا يوجد طريقة تجعلك تبدو جاهلا أسرع من سوء انتقاء كلماتك ..
مثل أن تسيء استخدام الضمائر أو تضع كلمة في غير سياقها المناسب ..
عليك أن تبحث في المعاجم والقواميس عن استخدام الكلمة الصحيح إذا شككت في استخدامها ..
وتأكد أنك تفهم معناها ودلالاتها بالكامل
 
  • عجبني
التفاعلات: الباحـــث و round trip to org
ان روعة البيان وسحر الكلام لـ يعجزان عن التعبير في هذا المجال ..
لأنه تحدث فيه الكثير وطوقته الأقلام أكثر من مرة ..
وما أنا الا قطرة في بحر أحاول أن أستعير بلاغة القول وسحرا لأداء وروعة البيان لأعبر عن كل ما في صدري وتنطق به مشاعري ..

وانه لـ يسعدني أن أجول بفكري وعقلي متحدثاً في هذا الموضوع الشائق الذي يعتبر من موضوعات الساعة فـ موضوع ..


اذا اردت أن تكتب قصة مشوقة يقبل عليها الناس

ويستمتعون بقرائتها عليك باتباع الآتي :

*اختر موضوعا جميلا وذا مغزى واضح .

*اكتبه ببساطة وبطريقة متأنية لاتكن متعجلا في السرد .

*اهتم بالاسلوب الذي تكتب به الرواية وحاول ان تتجنب
الإسهاب في السرد الذي لايضيف للمعنى جديدا .

*حاول ان تكون الأسطر متباعدة قليلا لكيلا تجهد عين المتلقي
فينصرف عن اكمال الرواية .

*سيكون جميلا لو أضفت صورا أو رموزا .

*ليس شرطا أن تكون القصة طويلة من 30 أو 50 سطر لتصبح
قصة متكاملة فقد تكون قصة قصيرة من 5 او 6 أسطر ومصاغة
بطريقة جذابة لها معنى جميلا متكاملا .

*لاتهتم بالمعنى على حساب الأسلوب بحيث يتحول الأسلوب الى
اسلوب اخباري بدل من قصصي جميل
طبعا لك الحرية باختيار التعبير الذي يلائمك
فاللغة العربية ملئية بالمترادفات والتعابير الجميلة.

*لاتحقر ولاتستصغر موهبتك فلكل منا موهبة وإن أحببت قراءة
القصص فبإمكانك كتابتها في حال صقلتها بالقراءة والاجتهاد .

*اقرأ لأي كاتب كبير أنت تحبه .

*ليس ضروريا أن تكون قصة حقيقية بل من الرائع أن يصوع
خيالك رواية جميلة ككل الكتاب والأدباء

كيف تكتب قصة ؟
قواعد كتابة القصة


الموضوع باين من عنوانه
عشان تعرف تكتب قصة لازم تتعلم قواعد القصة الأول
وموضوع بيتكلم عن إزاي تكتب قصة وكمان قواعد كتابة القصة
لكل قصة أحداث
وتقع هذه الأحداث في مكان وزمان معينين
وترتب هذه الأحداث بحيث يكون للقصة بداية ووسط ونهاية
كما يجب أن يوجد لكل قصة بطل أو شخصية رئيسية ومشكلة أو عقدة وحل لهذه المشكلة .

بطل القصة :

كل قصة تبدأ بشخصية رئيسية قد تكون حيوانا أو إنسانا أو أي شئ , وللبطل سمات خلقية مثل : الطول أو القصر , أو البدانة أو النحافة , وصفات خلقية مثل : الجود أو البخل , أو الوفاء أو الغدر .

مكان القصة وزمانها :

قد تجري أحداث القصة في مدرسة أو بيت أو شارع أو وسيلة مواصلات , والزمان قد يكون في الماضي أو الحاضر أو المستقبل .

المشكلة والحل في القصة :

لا تسمى القصة قصة إذا خلت من مشكلة يحاول البطل التغلب عليها وحلها , والقصة الجيدة هي التي تكثر فيها محاولات البطل لحل هذه المشكلة





"كيفيه كتابه القصص "
من الموضوعات الحيوية التي يجب على كل منا التعبير فيه برأيه ..
وبذلك تتبلور الأفكار ونضع نصب أعيننا تصوراً للموضوع ..
وخلاصة الأذهان فإنه مما لا شك فيه ..
أن هذا الموضوع هام ونافع جداً لـ كل كتاب قصص ..
وذلك لأنه يمس العديد من الجوانب الهامة في كيفيه الكتابه .
أني أرى أفكاري تتسرع لـ يقوم الكلام بتحويلها لـ كتابات بحبر على الورق وعلى هذه السطور ..
و التي أدعو اللـه أن أتمكن من إيصالها لكم بشكل جيد ..
وأتمنى أيضاً أن يسعفني الوقت في كتابة كل ما يدور ..
في عقلي من أفكار ومعلومات لهذا الموضوع الشيق ..


وأن الحديث في مثل هذا الموضوع يجعلنا نتحدث بكل جديه واهتمام ..
وما سأقوم بعرضه في الأسطر القادمة ما هو إلا نقطة في بحر لهذا الموضوع


ولا أعلم كيف ابدأ الحديث في مثل هذا الموضوع .؟
ولا أعلم ان كانت سوف توفقني الكلمات وتكفيني أم لا .؟
فإن الكلمات تصغر وتتضاءل ولأني سأبذل كل طاقتي للتحدث في هذا الموضوع الشيق ..
وسأعتبر من خلال كلماتي البسيطة في مثل هذا الموضوع الشيق الرائع ..




القصة القصيرة ..

هي الشكل الأدبي الأمثل للكثير من كتاب الأدب ..
وعلى الرغم مما تحتاجه من مهارة في اللغة والتكثيف الذهني ..
إلا أنها هينة وفي المتناول عند مقارنتها مع الرواية ..
فالأخيرة مهمة "هرقلية" يتقنها عدد قليل فقط من الكتاب ..
وعدد أقل يقدر على بدء رواية والاندماج معها والانتهاء منها بالفعل ..
بينما نجد أن القصة القصيرة ..
وإن كانت مهمة معقدة ..
إلا أنها قد تُكتب في أسبوع أو اثنين أو ربما في جلسة واحدة ..
تحتاج القصة القصيرة لصنعة كتابية متطورة ..
بينما تحتاج الرواية إلى مجهود متواصل ..
لكن في نفس الوقت يشترك الاثنان في مجموعة من العوامل ..
ألا وهي :
موقع الأحداث، الحبكة، الشخصيات، المعنى أو الرسالة ..
قصتك كذلك ومهما كانت قصيرة الحجم يجب أن تكون ممتعة ومشوقة للقراء ..
السؤال الآن :
ما هي الطريقة الصحيحة لكتابة قصة قصيرة مميزة .؟
والإجابة أن كل قصة قصيرة تمر بثلاث مراحل أساسية :
العصف الذهني (تجميع الأفكار) ..
ثم كتابة المسودة الأولى ..
ثم عملية المراجعة النهائية والتعديلات ..
ويمكنك أن تستغرق في الأخيرة كل ما يلزمك من وقت قبل أن تصل إلى الصورة النهائية الأمثل للقصة ..
وتصبح قابلة للنشر ..


جزء الاول _ فكرة القصة

1-ضع سيناريو أو حبكة للأحداث ..
يجب أن تعرف بوضوح من البداية موضوع القصة وأحداثها ..
ويعني ذلك أن تستكشف بداخل نفسك ما ترغب في معالجته عبر القصة ..
وكذلك كيفية التعبير عن تلك الأفكار اعتمادا على الشخصيات والحوار والأحداث ..
يملك كل كاتب قبل أن يبدأ في كتابة قصته منهجا أو زاوية ينظر بها لما ستكون عليه القصة ..

مثال: ابدأ بحبكة بسيطة كأن تضطر الشخصية الرئيسية في الأحداث للتعامل مع أخبار حزينة أو استقباله لزائر غير مرغوب فيه سواء كان صديقا أو أحد أفراد العائلة أو غير ذلك ..
مثال آخر: قد تكون حبكتك معقدة أكثر كأن يستيقظ البطل في عالم مواز أو يكتشف سرا غريبا عن أقرب أصدقائه أو زوجته ..

2-اصنع شخصية رئيسية معقدة ..
تركز القصص القصيرة على شخصية أو اثنتين لا أكثر ..
ويجب أن تكون تلك الشخصيات الرئيسية عميقة ولها رغبات واحتياجات واضحة وعامرة بالتناقضات ..
لا تكتف بشخصية طيبة وأخرى شريرة بل اصنع الشخصيات بنسق عميق وصفات ومشاعر متضاربة ومتداخلة ..
وهو ما يضفي عليها طابع حقيقي ويجعلها ممتعة للقراء ..

شخصيات القصص المثالية:

البحث عن الإلهام: الشخصيات حولك من كل مكان لذا استغرق ما يلزم من وقت في تأمل البشر الذين تقابلهم في الأماكن العامة ومعارفك وأصدقائك ..
دوِن ملاحظات عن الشخصيات المثيرة للانتباه وعن تصورك حول كيفية إدراجهم ضمن أحداث قصتك ..
لا حرج من استعارة صفات أشخاص حقيقيين في شخصيتك القصصية ..

تاريخ الشخصية (الماضي) :
ستدور القصة حول الأحداث المستقبلية التي تمر بها الشخصية ..
لكنك بحاجة كذلك لأن تعرف كل صغيرة وكبيرة من حياة الشخصية في الماضي ..
فذكرياته وتجاربه من الماضي هي ما كونت شخصيته الحالية ..
كيف كانت طفولة هذا الرجل العجوز الوحيد .؟
ما سبب الندبة في يده اليمنى؟
قد لا تذكر تلك التفاصيل في قصتك نفسها ..
لكنك ستكتب عنه أفضل إن كنت ملما بتلك التفاصيل من حياته في الماضي ..

شخصيات تثري الحبكة :
اصنع شخصيات تثري حبكة القصة وتضفي عليها بعدا عميقا وممتعا للقراء ..
لا تكتب عن فتاة مراهقة تحب عائلتها ..
ولكن اكتب عن فتاة مراهقة تحب عائلتها وتصارع الواقع وهي تكتشف العالم الخارجي الحقيقي بعيدا عن المنزل وما تواجهه من صعوبات لحماية أخيها الصغير ضد حالات التنمر في المدرسة ..
ربما أنها تشعر بالغيرة من أخيها الصغير في البيت ..
ولكنها مضطرة لحمايته من المتنمرين في المدرسة ..
هذا هو ما يخلق العمق ويجعل حبكة القصة مثيرة للقراء ..

3- اخلق صراعا ضمن الأحداث لبطل القصة ..
يجب أن تحتوي كل قصة قصيرة على صراع أو أزمة مركزية يجب على البطل أن يتعامل معها ..
هذا هو موضوع أي قصة في العالم ..
ابدأ من أول القصة في استعراض هذا الصراع ثم تعمق في الدخول إليه أنت (كسرد) ..
والبطل (كشخص يعيش هذا الصراع) على مدار كل فقرات القصة ..
الحياة الصعبة والشاقة للبطل تساعدك على كتابة قصة أفضل ..

مثال: اجعل لبطل القصة رغبة أو تطلع معين ..
لكنه يعاني على مدار الأحداث سعيا لتحقيق هذا الهدف ..
أو ضع بطل القصة في موقف صعب أو خطر يفرض عليه فعل المستحيل للنجاة بحياته هو وأحبابه ..


4- اختر مسرحا شيقا للأحداث ..
اعتبر أن القارئ سينتقل مع البطل إلى موقع الأحداث..
لذا من الضروري أن تجهز له مكانا شيقا ومميزا ..
وربما حتى تنتقل عبر الأماكن ضمن أحداث القصة لخلق حالة من الحركة والحيوية ..
يجب أن يحدث كل مشهد من مشاهد القصة في مساحة مكانية تعرفها بوضوح وأن تتفاعل الشخصيات مع تلك المساحة وأن تلعب جغرافيا المكان دورا في الأحداث ..


نصائح حول كتابة موقع أحداث القصة القصيرة :

العصف الذهني
: اكتب أسماء أماكن المشاهد
مثل: "مستعمرة فضائية على كوكب المريخ" أو "ملعب كرة القدم في المدرسة الابتدائية" ..
تخيل بوضوح المكان حيث ستجعل الشخصيات تعيش أحداث القصة ..
واكتب كل التفاصيل التي تخطر في بالك عن طبيعة هذا المكان ثم تدريجيا أضف الشخصيات لموقع الأحداث متخيلا كيف ستدور المشاهد والحوارات والأحداث بينهم وسط هذا المكان ..

اختيار موقع الأحداث بناء على الحبكة :
يتحدد موقع الأحداث افتراضيا بناء على الشخصيات وتصاعد أحداث الحبكة ..
لذا اسأل نفسك :
أين يفترض أن تدور أحداث هذه القصة .؟
ثم اختر المكان الجغرافي المحيط بالشخصيات بناء على تلك الإجابة بحرفية شديدة تجعل القارئ عاجزا عن تخيل تلك الأحداث في أي مكان آخر ..
هل يتعرض البطل لحادثة سيارة مثلا .؟
يقترح إذا أن يتعرض لهذه الحادثة على أطراف قرية نائية خلال ليلة شتوية بسبب الأمطار ..
وستجد أن طبيعة المكان قد طورت بعدا عميقا للأحداث ..
(الآن أصبح البطل في منطقة منعزلة في ظروف جوية صعبة ويجب عليه أن يجد طريقة لإصلاح سيارته!) ..

لا تحمل القصة أكثر من استطاعتها ..
التنقل بين الأماكن قد يضفي حيوية ومتعة للأحداث ..
لكنك في النهاية تكتب قصة قصيرة ..
لذا قد يتشتت القارئ إن كتبت الأحداث في أكثر من مكان ..
القاعدة العامة أن موقعا أو اثنين لا غير يكفيان لأحداث قصة قصيرة مع وجود بعض الاستثناءات لا شك ..

5- اختر ثيمة قصصية (فكرة) محددة تدور حولها القصة ..
ترتكز أي قصة قصيرة حول موضوع ما وتسعى لاستكشافه من وجهة نظر الراوي أو أبطال القصة ..
يقصد بذلك الموضوعات الكبرى التي تشغل البشرية على مر التاريخ ..
مثل: الحب أو الرغبة أو الفقد والموت ..
اختر أحد تلك الموضوعات واكتب قصة تشرح وجهة نظر معينة حول المختار من بينها ..
يمكنك التركيز على موضوع أدق نوعا ما ..
مثل: التنافس بين الإخوة أو التطلع للصداقات أو فقدان الوالدين ..

6- خطط للحظة الذروة العاطفية في القصة ..
تحتاج أي قصة قصيرة إلى تلك اللحظة التي يصل فيها البطل إلى أقصى درجات الانفعال والشحن العاطفي نتيجة لما مر عليه من أحداث ..
تأتي لحظة الذروة تلك في النص الثاني من القصة أو على بعد أمتار قليلة من النهاية ..
يجب أن يغمر البطل في تلك اللحظة وسط فيض من المشاعر أو الأحداث الشاقة أو تخرج حياته عن السيطرة أو يسيطر عليه اليأس والشك في نفسه ..
مثال: قد تكون لحظة الذروة العاطفية في القصة هي عندما يضطر بطل قصتك العجوز الوحيد أن يواجه جاره صاحب الأنشطة غير القانونية ..
أو عندما تواجه بطلة القصة الفتاة المراهقة صاحبة الشخصية المهتزة موقفا يفرض عليها الدفاع عن أخيها الصغير ضد المتنمرين في المدرسة ..

7- اختم القصة بمفاجأة أو فك عقدة الأحداث ..
من البداية ضع نصب عينيك الوصول إلى خاتمة لها أن تترك القارئ متفاجئا ومصدوما نتيجة لمعلومة معينة تنكشف له في آخر لحظة أو لانقلاب مفاجئ في مسار الأحداث يجبره على تغيير وجهة نظره ويضعه في موقف عاطفي مشحون وكأنه جزء من القصة نفسها ..
لا تكتب نهايات متوقعة ومفضوحة من اللحظة الأولى ..
بل تلاعب بالقارئ وادفعه نحو قناعة معينة ثم بذكاء وحرفة ودون الخروج عن إطار المنطق ..
اقلب الطاولة وأعد توجيه انتباهه نحو منطقة مختلفة تماما ..
تحقق لك ما يلي :
أولا إتمام أحداث القصة والكشف عن كل أوراق اللعب ..
ثانيا المفاجأة الشيقة والممتعة التي تجعل القصة عالقة بذهن القارئ للأبد ..


النهايات الجيدة للقصص القصيرة:

اكتب أكثر من نهاية :
ضع في الحسبان أكثر من شكل لنهاية القصة واعمل على تحليل كل اختيار منهم لتحديد النهاية السلسة والمتوافقة مع الأحداث أكثر..
والمرضية والمفاجئة في نفس الوقت ..
لا مشكلة كذلك إن لم تعرف نهاية القصة بوضوح من البداية ..
تقبل أنها الجزء الأصعب على الإطلاق في أي قصة ستكتبها ..

ما هو الشعور الذي يجب أن يشعر به القارئ في نهاية القصة .؟
نهاية القصة هي الانطباع الأخير الذي يأخذه القارئ قبل أن يرحل ..
لذا ضع في اعتبارك الحالة المزاجية التي تود أن يخرج بها بعد قراءة قصتك ..
هل تريده أن يشعر بالحماس والقدرة على النجاح .؟
أم بالإحباط والفشل .؟
أم أن يستقر في منطقة وسط بين الاثنين .؟
قد تتطور الأحداث إلى اتخاذ بطلة القصة قرارا بالدفاع عن أخيها ضد المتنمرين ..
لكنك تختم القصة بأنها حاولت وفشلت أو أصابها الذعر في آخر لحظة وتراجعت ..
يعني ذلك أن ما سيشعر به القارئ أن البطلة غير قوية كفاية لمواجهة العالم وأنها بحاجة لسنوات من البحث عن الذات ..


ابتعد عن النهايات المبتذلة (الكليشيه) :

الكليشيه ليس فكرة سيئة بالضرورة ولكنه أي فكرة ممضوغة مكررة ..
تم ابتذالها في آلاف القصص والخطب والمقالات من قبل ..
وكأنه مثلًا نكتة مضحكة لكنها قديمة وتعرفها ولن تضحك عليها بل ستشعر بالملل إن استمتعت إليها مرة أخرى ..
يجب أن تفاجئ القارئ في نهاية قصتك ..
وهو ما لن يتحقق إلا بنهاية مثيرة وقوية ولم يسبق له قراءة ما يشبهها من قبل ..
ابذل كل ما تقدر عليه من عصف ذهني وتفكير سعيا للوصول لتلك النهاية التي تجعل شخصياتك تعيش مواقف وتجارب جديدة لم تمر بها أي شخصية قصصية من قبل .


8- اقرأ الكثير من القصص القصيرة الجيدة ..
لا يوجد وسيلة أفضل لتعلم الكتابة الأدبية بما فيها القصص القصيرة من قراءة الأعمال الخالدة لتتعلم بالقدوة والمثل ولتتطور مهاراتك القصصية في عقلك اللاواعي ..
اقرأ القصص القصيرة من مختلف التصنيفات والأنواع الأدبية سواء الرومانسية أو الرعب أو العلمية ..
انتبه جيدا للطريقة التي يتعامل بها كل كاتب مع الشخصيات والثيمة القصصية وموقع الأحداث والحبكة ..
وافهم أيا منها هي نقطة القوة التي جعلت مما تقرأه قصة مميزة ..
نقترح عليك قراءة :
قصة "المرأة والكلب" لأنطون تشيخوف ..
قصة "أمر ما كنت أحاول أن أخبرك به" لآليس مونرو ..
قصة "إلى إيزمي، مع خالص حبي والقذارة" لجي دي سالنجر ..
قصة "صوت الرد" لراي برادبوري. [٩]
قصة "ثلج وزجاج وتفاح" لنيل جايمان.
قصة "جبل بروكباك" للمؤلفة آني برولكس".
المجموعة القصصية "النمور في اليوم العاشر" للمؤلف زكريا تامر ..
مؤلفات الكاتب غسان الكنفاني في القصة القصيرة
مؤلفات الكاتب يوسف إدريس في القصة القصيرة
مؤلفات الكاتب سعيد الكفراوي في القصة القصيرة


الجزء الثانى _ كتابة المسودة الأولى

1- اكتب مخططا لحبكة القصة ..

تنظم القصة المتقنة في ما يسمى بهيكل أو مخطط أو ملخص الحبكة..
والذي يتكون من خمسة أجزاء :
العرض التقديمي , حدث محرض (دافع لغيره من الأحداث) ..
ذروة , استقرار الأوضاع , فك العقدة (الحل/ الختام) ..
الحبكة في القصة هي ببساطة الأسلوب المحكم الذي يعرض به الأحداث ..
وتضمن لنفسك الوصول لهذا الأسلوب المحكم إن التزمت بالخمسة أجزاء سابقة الذكر بالترتيب ..
اعتبر أنها خانات يجب تسديدها قبل البدء في الكتابة ..
والتي ستعينك وترشدك أثناء الكتابة نفسها وتضمن لك أن تكون مراحل القصة (البداية والوسط والختام) واضحة ومترابطة وممتعة في القراءة ..
توجد مدرسة بديلة تسمى الجملة أو الفقرة الواحدة ..
وفيها تلخص كل الأحداث في جملة أو فقرة صغيرة تكشف عن كل الشخصيات في القصة وما يحدث بينهم وتخلق حجر أساس لكل المشاهد ..

2- اكتب افتتاحية جذابة للقصة ..
تعتمد القصص الحديثة على عنصر الجذب و"الخطف" للقارئ عبر الافتتاحية القوية ..
وتتحقق تلك القوة إن احتوت افتتاحيتك على ..
"حدث رئيسي/ صراع من نوع ما/ مشهد لا مثيل له أو وصف لغوي بياني رائع" ..
أو حتى أن تحتوي على كل ما سبق في نفس الوقت ..
استغل الفقرة الأولى من القصة كذلك في التعريف بالبطل (الشخصية الرئيسية) ..
والمحيط المكاني من حوله وازرع في لاوعي القارئ كل ما ترغب في أن تحصده مع انتهاء القصة ..
أي اترك تلميحات عن أفكارك ومشاعرك وطبيعة الموضوع الذي تتناوله القصة ..
تجنب بالطبع الأسلوب المباشر مراعيا أنك تكتب عملا فنيا وليس مقالا صحفيا ..
قد نتفق على أن جملة "كنت وحيدا في ذاك اليوم!"
ليست هي الأمثل لافتتاح القصة ..
(قد يكون لديك رأي مخالف شاركنا في التعليقات) ..
لكنها لا تطلع القارئ على معلومات جديدة وليست مصاغة بلغة تفاعلية ومحفزة للمشاعر ..
نقترح بدلا منها الافتتاحية التالية التي تؤدي نفس الغرض ..
ولكن بأسلوب قصصي أفضل :
"بعد أسبوع من وفاة زوجتي وجدت نفسي أدق الباب على الجيران طالبا استعارة بعض السكر ولم أكن أخطط لعمل أي شيء بالسكر في تلك اللحظة."
هذه الجملة تخبر القارئ بحدث معين (وفاة الزوجة) وبحالة البطل في اللحظة الحالية بتلميح أدبي ذكي دون تصريح (أنه وحيد للغاية) وتخلق مشهدا يمكن أن تبنى عليه الأحداث (بين البطل والجيران) ..


3- التزم بنفس الموضوع والرأي والحالة المزاجية ..
القصة القصيرة "قصيرة" ..
لذا قد لا تسمح لك المساحة سوى بعرض وجهة نظر واحدة خاصة بالراوي ..
(وغالبا ما يكون هو نفسه بطل القصة) وهي الملزمة لك طوال الأحداث ..
فكر في كل الشخصيات واختر وجهة النظر التي تود أن تستعرض بها الحدث الرئيسي ..
لكن بمجرد استقرارك على الراوي التزم بوجهة نظره من البداية للنهاية ..
ما يمنح القصة قدرا من التكثيف والوضوح والمنظور القوي بدلًا من التشتت في أكثر من وجهة نظر ..
تكتب القصص كذلك بأسلوب الراوي العليم ..
أي على لسان الكاتب نفسه بصفته شخص خارج الأحداث ..
لكن ذلك قد يخلق حاجزا بينك وبين القارئ أو بين القارئ والأحداث ..
ترجع لك في النهاية حرية اختيار أسلوب الحكي الأمثل للقصة التي تكتبها ..

تكتب بعض القصص بأسلوب المخاطبة ..
أي أنك ككاتب أو البطل في القصة (الراوي) يحكي قصته بتفاعل مع القارئ ..
ويوجه له صياغات الجمل ويخاطب مشاعره وأفكاره بشكل شخصي ..
بل وقد ينفعل أو يأمر أو يتهم القارئ ليجعله جزءا من الأحداث ..
أو يصاحبه ويشكو له وكأنه يرسل خطابا لصديق مثلا ..
تجد الكثير من القصص بهذا الأسلوب ..
من أشهرها رواية تيد تشيانج القصيرة "قصة حياتك" (Story of Your Life - Ted Chiang).

تكتب أغلب القصص القصيرة في زمن الماضي ..
لكن لا مانع من تنويع زمن الجمل (في الصياغة اللغوية) أو الأحداث (في الصياغة القصصية) حسبما يناسب القصة ويطور أسلوبها الفني ..


4- اكتب حوارا يكشف عن الأحداث وصفات الشخصيات ويثري القصة بكل كلمة وجملة تقال ..
الحوار لاعب رئيسي ضمن أي قصة أو رواية ..
وبما أنك تكتب قصة قصيرة فالحوار البسيط والواضح والمختصر لا غنى عنه ..
يؤدي الحوار أكثر من دور فبالأساس هو مساحة للكشف عما بداخل أبطال القصة ..
كما أنه وسيلة من وسائل تطوير الأحداث ..
لذا بينما تروى القصة بفقرات نصية على مدار أغلب أحداثها في اللحظات المناسبة ..
أضف جملة حوارية تخلق مشهدا وتفاعلا بين الشخصيات وتضفي طابعا دراميا وتعمق انفعالات الصراع والأحداث ..


الحوار القصصي الذكي في نقاط بسيطة:

اجعل لكل شخصية صوتها الخاص ..

الشخصيات ليس انعكاسا للكاتب ولكنها انعكاسا لنفسها ..
يجب أن تكون كل شخصية مميزة ولها منطقها العقلي وأسلوبها اللغوي المتفرد عن غيرها من الشخصيات ..
جرب أكثر من أسلوب وصولا للصوت الخاص بكل شخصية ..
فكر في الأمر على أبسط مستوى من التواصل وحدد مثلًا كيف تلقي كل شخصية التحية على من حولها ..
فستجد شخصية تقول : "مساء الخير" بهدوء شديد ..
بينما الأخرى تهبط على المكان محدثة جلبة هائلة وصياحا: "كيف حالكم يا شباب! لم أراكم من سنين!".

استخدم الأفعال والجمل الدالة على الحوار بذكاء وسط النص ..
يقصد بذلك صياغات مثل: "صاح فلان" أو "همست مرتعبة" أو "فقال:..."..
تفيد هذه الكلمات في إضفاء طابع حسي ووصفي على مسألة القول والحوار ضمن أحداث القصة ..
لكن يجب أن تستخدمها بتأنٍ وانتقائية ..
قد تستغني عنها مع تطور الأحداث وتكتفي بعلامة الترقيم "-" في أول السطر مع ترك مسافة ثم وضع جملة الحوار بين قوسي تنصيص ..
اعتمد على أفعال التحدث الوصفية عند الحاجة وعندما يكون لها مبرر منطقي في تتابع السرد ..


5- اكتب وصف المكان المحيط بالأبطال بلغة حسية قوية ..
القارئ لا يرى بعينه مكان الأحداث ..
لذا أنت عينه ويجب أن تنقل لغتك كل ما يتعلق بموقع الأحداث من صور وأصوات ومشاعر ومذاق ورائحة لدرجة يندمج فيها مع البطل اندماجا كاملا وسط المشهد ..
اعتمد على لغة تصويرية لوصف كل ما في المكان ولغة جمالية وشاعرية تنقل الحالة والمزاج العام للمشاهد والأحداث وتفاعل البطل وبقية الشخصيات مع المكان ..
مثال :
يمكن وصف مدرسة ثانوية على النحو التالي :
وكانت رائحة طباشير الكتابة في الفصول وأوراق الكتب المدرسية الجديدة تملأ كل أركان المكان مختلطة بعرق اليافعين من الذكور الذين لا يتوقفون عن الحركة والركض والصياح ورائحة خجل المراهقات…".

أو يمكنك أن تكتب لوصف السماء من شرفة منزلك في يوم خريفي:
"غطت السحب البيضاء الأفق وكأنها غطاء لسرير واسع من تحته كل الضباب الرمادي المختلط بدخان النيران المشتعلة خافتة وبعيدة للغاية في أبعد مدى للرؤية…"


6- اختم القصة بلحظة إدراك أو وضوح تام لكل الأسرار والعقد التي مر بها البطل على مدار الأحداث ..
لا يقصد بذلك أن تلخص القصة في درس مستفاد معلن بجملة خبرية ..
ولا أن تفضح كل شيء بالتفصيل الدقيق ..
فالقصة القصيرة هي تلميح ذكي والموجود في فضاء النص أكثر بكثير مما في النص نفسه ..
لكن المقصود ببساطة أن تكتب نهاية ينتهي بها الحدث الرئيسي ..
ويصل معها البطل/ الأبطال لاكتشاف سر ما أو يرى بعدها العالم من وجهة نظر مختلفة ويغير من نفسه ..
وهو ما له أن يتحقق سواء كانت النهاية مفتوحة أو مغلقة واتضح بها كل الأسرار من الماضي ورسم بها مستقبل متفق عليه للشخصيات ..
فكر في نهاية معتمدة على لغة جمالية وصور بيانية كأسلوب أدبي تودع به القارئ في نهاية القصة ..
أو يمكن أن تختم كذلك بحوار ثنائي أو مناجاة فردية (مونولوج) تكشف عما مر به البطل من تغير ..

مثال:
يمكنك أن تختم القصة بالبطل وهو يبلغ الشرطة عن أنشطة جاره المخالفة للقانون متقبلا ما سيتحمله جراء ذلك من خسارته للأبد كصديق ..
أو قد تكتب مشهدا تصويريا بلغة شاعرية عن محاولة بطلة القصة وهي تسير مع أخيها الغارق في دمائه إلى المنزل وهي تواسيه وتناقشه حول كيفية مواجهة الواقع الصعب خارج المنزل وحماية أنفسهم من المتنمرين ..



الجزء الثالث _صقل المسودة

1- اقرأ ما كتبته بصوت عال ..

يساعدك ذلك على الإنصات لكل جملة والحكم على وقعها على الآذان ..
وكذلك على سماع الحوارات بين الشخصيات وكأنها محاورات حقيقية من الحياة ..
قيم مدى سلاسة اللغة وترابطها وأنت تنتقل من فقرة لأخرى بحثا عن أية جمل غريبة..
أو تعبيرات يمكن استبدالها بما هو أفضل ..
عدل ما يزعجك أو اكتف بالتخطيط أسفله حتى تعود إليه في وقت لاحق للتعديل ..
ضع المخطط المبدئي للقصة نصب عينك وأنت تراجع المسودة النهائية للتأكد من أنك لم تنجرف بعيدا عن المسار الأصلي للأحداث واضعا نصب عينيك توضيح كل ما يلزم عن الصراع المركزي والكشف عن الشخصيات الرئيسية ..
تكتشف الكثير من الأخطاء الإملائية والنحوية ..
وكذلك عيوب علامات الترقيم وأنت تقرأ بصوت مرتفع ..
وهو ما قد يفوتك إن اكتفيت بالقراءة الصامتة ..


2- راجع صياغة كل جملة في القصة سعيا للمزيد من الوضوح والسرد الانسيابي ..
في القصص القصيرة القصر والاختصار هو كلمة السر ..
يتراوح الطول المعياري للقصص القصيرة ما بين 500 إلى 2000 كلمة ..

لا تخجل إذا من حذف مشاهد والاستغناء كليا عن الفقرات والجمل لتكثيف القصة وتقصيرها ..
قد تكتب مشهدا جيدا للغاية أو جملًا أدبية رائعة ..
ولها علاقة بالفعل بالأحداث ولكنها ليست الأفضل ولا الأقرب من لب القصة ..
لذا استغنِ عنها دون ندم مضمنا في قصتك فقط التفاصيل واللحظات الأكثر صلة وأهمية بالقصة نفسها ..
احذف ما يلي:
الوصف غير الضروري : في وصفك لأي شيء في القصة اكتب وصفا بليغا ومختصرا يوضح بالأساس المواصفات الأهم للأماكن أو الشخصيات أو الأشياء التي تتداخل مع موضوع القصة الرئيسي ..
هل كتبت بالفعل جملا ووصفا مشهديا رائعا ..
ولكنه غير وثيق الصلة بالقصة .؟
اقتطعه من الملف واحتفظ به في ملف آخر ..
فربما تستخدمه لاحقا حيث يجد هذا الوصف نفسه بسلاسة أكثر ضمن أحداث وقصة أخرى ..
لكن اقتطعه من متن هذه القصة ..
المشاهد التي لا تطور تتابع الحبكة :
هل كتبت مشهدا جيدا ولكنه قابل للحذف من تتابع المشاهد التي تبني بها الحبكة؟
القرار الأمثل هو أن تحذف هذا المشهد من متن القصة ..
طبق اختبار الاستبعاد إن نجحت في قراءة القصة بدون هذا المشهد كما هي بوجوده ولم يتأثر تتابع الأحداث فهذا دليل مؤكد أن هذا المشهد قابل للحذف ..

الشخصيات بلا غرض : طبق نفس اختبار المشاهد على الشخصيات ..
فلا تخترع شخصية رائعة ومرحة ولكن وجودها ضمن الأحداث هامشي وغير مؤثر ..
لا تخلق شخصية فقط ليتحدث معها البطل أو لا تؤدي دورا واضحا في التأثير على مسار الأحداث ..
يمكنك كذلك دمج الشخصيات لتقليل عددهم طالما كان ذلك قرارا منطقيا ضمن القصة ..
أعد قراءة قصتك بحثا عن الشخصيات الهامشية التي لم تشارك في الحوار ولا الأحداث ..
وفكر في كيف سيكون شكل القصة إن حذفت تلك الشخصيات نهائيا ..


3- اختر عنوانا مميزا للقصة ..
أول ما ينظر إليه القراء والمحررون هو عنوان القصة ..
لذا لا تكتب عنوانا مملا ثم تستغرب أن قصتك الرائعة ..
وربما أنها رائعة بالفعل لم تجد من يقرأها ..
اختر عنوانا له أن يحفز ذائقة القراء الأدبية ويستفز فضولهم ويشجعهم على ترك كل شيء والانتباه كليا لمعرفة المزيد عما يخبيه هذا العنوان وراءه من أحداث ..
قد يكون عنوان القصة شبه جملة توضح الموضوع (الثيمة) أو كلمات تحمل صورة مشهدية أو لغوية جمالية أو اسم الشخصية/الشخصيات أو حتى شكل ما يجمع بين كل ما سبق ..

من أمثلة عناوين القصص القصيرة العربية الرائعة ..
مؤلفات الكاتب بهاء طاهر :
"لم أعرف أن الطواويس تطير" و"أنا الملك جئت".
وتجد فيها جملة تامة توضح حدثا مشهديا أو معلومة عن بطل القصة ..
كما أنها مصاغة لغويا بمهارة أدبية تجذب الانتباه ..
من الأمثلة الأخرى :
نجد قصة الكاتب محمد مستجاب "الحزن يميل للممازحة"
وفيها تشبيه لغوي للحزن على أنه إنسان وطباق بين الحزن والممازحة ..
هذا الأسلوب البليغ يجذب انتباه القارئ ويثير ذهنه ..
واصل التجريب بحثا عن أسلوبك الخاص في صياغة عناوين القصص القصيرة ..


4- استمع لآراء ونقد من تثق بهم ..
اعرض قصتك على أصدقائك ومعارفك من المهتمين بالقراءة والكتابة القصصية ..
اسألهم عن رأيهم العام وكذلك على تعليقاتهم المحددة عن مشاهد وحوارات معينة ..
وكذلك عن مدى اندماجهم عاطفيا مع الشخصيات وما إن كانت الأحداث جذابة ومنطقية أم لا ..
تقبل كل النقد البناء وغير البناء للقصة وفكر فيه لتطوير قصتك دون النظر للأمر وكأنه نقد شخصي ..
بل تأمل جيدًا كل تعليق واستفد منه كما تقتنع في النهاية لتعديل الأحداث والصياغة والشخصيات والحوار ..
فكر في الانضمام لمجموعات الكتابة
(تحت إشراف خبراء أو كتاب مشهورين في القصة القصيرة)
أو ورش تطوير القصص أو التقدم بالقصة إلى إحدى مسابقات الكتابة ..
يمكنك حتى أن تكون مع أصدقائك من المهتمين بالكتابة القصصية مجموعة عبر منصات التواصل الإلكترونية أو اللقاءات الدورية للعمل سويا على تطوير القصص ودراسة فن الكتابة القصصية ..
بعد تجميع تعليقات من تثق بهم اجلس للعمل مرة أخرى على القصة محاولا تطويرها بناء على تلك التعليقات وصولا بها لأفضل نسخة ممكنة ..


كيفية كتابة بداية قصة

كتابة القصة قصيرة ليست بالأمر الهين ..
وافتتاح تلك القصة بافتتاحية محكمة هو الجزء الأصعب ..
لكن بعد أن تقهم مكونات القصة القصيرة وتتمرن على كتابة عدة افتتاحيات ..
لن تجد الأمر بذات الصعوبة وستصل إلى البداية الأفضل ..
إذا كنت تبحث عن بعض النصائح والتلميحات ..
نقدم لك في المقال التالي بعض الإرشادات التي قد تساعدك على فهم الطريقة الأفضل لكتابة بدايات القصص


الجزء الاول _ فهم طبيعة القصة القصيرة

اقرأ أكثر قدر ممكن من القصص القصيرة ..

على الرغم من أن بإمكانك أن تكتب قصة قصيرة في أي وقت ..
إلا أن قراءة الكثير من القصص القصيرة المتنوعة ما بين القصص الكلاسيكية والمعاصرة ..
يساعدك على الكتابة بشكل أكثر فاعلية ..
بعد أن تقرأ الكثير من القصص القصيرة ..
فسوف تفهم عناصر القصة القصيرة بشكل أفضل وأعمق ..
وسيمكنك أن تتعرف على ما يعجب القراء ..
اختر القصص التي تحبها وانظر إلى الطريقة التي تبدأ بها كل منها محاولًا تحديد جوانب الضعف والقوة في كل بداية .

اقرأ قصصا كلاسيكية لكتاب مثل :
إدجار آلان بو وتيشكوف وموباسان .
ومن الكتاب العرب: محمود تيمور.
اقرأ قصصاً قصيرة لكتاب النصف الأول من القرن العشرين .
من أمثال هيمنجواي وإيزاك بابل وفلانري وبورخيس .
ومن الكتاب العرب: يوسف إدريس.
اقرأ لأساتذة الكتابة القصصية المعاصرين مثل:
أليس مونرو وريمون كارفر وجومبا لاهيري.
ومن العرب: سعيد الكفراوي.

انضم إلى ورش الكتابة في المدرسة أو في مدينتك ومجتمعات المثقفين والمهتمين بالأدب ..
واقرأ أعمال الكتاب الذين يعملون على تطوير حرفتهم ..
لأن قراءة أعمال الأساتذة المخضرمين قد تكون تجربة غامرة يصعب معها أن تستفيد من تحليل أعمالهم ..
بعكس قراءة أعمال الكتاب الصاعدين الذين يكون من السهل تحقيق هذه المهمة مع أعمالهم.



افهم مكونات القصة القصيرة ..
لن تجدي المقدمة نفعا إذا لم يتلوها كتابة جيدة لوسط ونهاية القصة وعلى الرغم من تعدد موضوعات القصص القصيرة وأسلوبها القصصي وتنوعها بين القصص الكلاسيكية والأخرى التجريبية ..
إلا أن عليك أن تعي الجوانب الرئيسية التي تبنى عليها القصة القصيرة الجيدة :

الحبكة: الحبكة هي "ما يحدث" في القصة ..
فالقصص المبنية على الحبكة تعتمد بشكل أساسي على الحدث التالي مثل:
قصص آلان بو البوليسية
وبعض القصص تتبع نمطا واضحا من فعل متصاعد يقود لأزمة ثم فعل منحدر ..
بينما تبدأ بعض القصص من وسط الأزمة أو الذروة ..
والبعض الآخر ينتهي بالذروة دون أن يخبر القارئ بما سيجري بعدها ..
لا يجب أن تكون حبكتك مبنية بنفس طريقة القصص البوليسية ..
لكن يجب أن يكون هناك إحساس بحدث ما له عواقب ..
سواء كانت الشخصية ستعرف بأمر خيانة زوجها لها ..
أو إذا كانت ستفوز الشخصية في مسابقة ما بهدف إسعاد والدها ..

الشخصية: يجب أن تحتوي القصة على شخصية واحدة على الأقل يمكن للقارئ أن يتعاطف معها ويشعر بارتباط ما نحوها وفي العادة ما تكون تلك الشخصية حساسة وعطوفة حتى يمكن للشخصيات الأخرى تفهم دوافعها ,,
وإذا كانت الشخصية أصيلة وواقعية وساحرة فسيحب القراء متابعة القصة ..

الحوار: ويعتبر الحوار هو الجزء الشعري من النص ..
ويجب أن يستخدم باعتدال لكي يعبر في القصة عن صوت البطل ..
إلا أن بعض الكتاب مثل :
كارفر وهيمنجواي، يستعملون الحوار بغزارة في قصصهم ..

وجهة النظر: أي وجهة النظر التي تروى القصة من خلالها ..
فقد تكون القصة من وجهة نظر الشخص الأول أي الشخصية ذاتها ..
أو الشخص الثاني الذي يخاطب القارئ بصيغة المتكلم ..
أو الشخص الثالث الذي يخلق مسافة بين الراوي وبين الشخصية ..

مكان القصة : ويؤثر مكان القصة بشكل محوري عليها ..
مثلما يظهر في أعمال ويليام فوكنر الجنوبية ..
أو قد يكون للمكان دور أقل أهمية في أعمال أخرى ..


فكر في القصة التي تريد أن تكتبها ..
على الرغم من تعدد طرق الكتابة..
لكن من المفيد أن تفكر مليا في القصة التي تدور في بالك قبل أن تكتبها ..
سواء كان إلهامك قصة غريبة قد حكاها لك جدك عن طفولته أو شيئا ما قد شاهدته وألهمك فكرة قصتك ..
فمن المفيد أن تفكر في القصة التي تريد أن تكتبها قبل أن تبدأ في كتابتها ..
وأن تسأل نفسك بعض الأسئلة:
هل الأنسب للقصة هي أن تحكى من وجهة نظر الشخص الأول أم الثاني أو الثالث؟
وبالطبع يمكنك أن تجرب الطرق الثلاث حتى تصل للصوت الأفضل للقصة ..
لكن التفكير في وجهة النظر مسبقا يساعدك على كتابة مفتتح قوي لقصتك ..

أين ومتى تدور القصة.؟
إذا كانت القصة تدور في مكان لا تدري عنه الكثير أو في حقبة زمنية لا تعرف عنها الكثير ..
فعليك أن تبدأ بعمل بحث عن ذلك المكان أو تلك الحقبة قبل أن تبدأ في الكتابة ..
لكي تبدأ قصتك بثقة عالية ..

كم عدد الشخصيات في القصة.؟
إذا كان لديك فكرة عن عدد الشخصيات في القصة ..
فسيمكنك أن تتصور طولها بشكل أفضل ومدى تفصيلها ..

لا تقلل من قوة الكتابة بلا خطة مسبقة ..
إذا شعرت أنك ملهم للكتابة فيمكن أن تضع القلم على الورقة لتبدأ الكتابة فورا وتنظر ما سيحدث ..
فإذا كان التفكير المسبق في القصة مثبطا لك ..
فيمكنك أن تبدأ وأن تكتشف التفاصيل والعناصر أثناء تقدمك في الكتابة ..

الجزء الثانى _ ابدأ قصتك


ابدأ باتباع حدسك ..

استرخِ واكتب أول شيء يخطر على بالك ..
وليس عليك أن تقف على كل تفاصيل الشخصية أو الأسلوب الذي ستستخدمه ..
بل ابدأ بالكتابة دون توقف أو تفكير لبضع دقائق وانظر ماذا سيحدث ..
اكتب لمدة 10 دقائق على الأقل بدون توقف ..
وبعد أن تنتهي عليك أن تقرأ ما كتبته لتقيم المقدمة التي كتبتها أو ربما قد تكتشف مقدمة جيدة للقصة وسط الصفحات التي ملأتها ..
لا تتوقف لتصحيح الأخطاء النحوية والترقيمية فيما كتبت لأن هذا سيبطئ من كتابتك وسيزيد من وعيك بأفكارك ويمكنك أن تحسن ما كتبته لاحقا ..


ابدأ بحدث مسترجع (فلاش باك) مثير للاهتمام ..
فعلى الرغم من الخطورة الكامنة أحيانا في استخدام الفلاش باك ..
لما قد يحتويه من عاطفة زائدة أو ارتباك قد يسببه للقارئ ..
إلا أن الفلاش باك يمكن أن يجذب القارئ لعالم القصة ويثير تساؤله حول الطريقة التي بدأت بها الحكاية وتحركت بها من الماضي للحاضر ..

ابدأ بلحظة مهمة من ذكريات الشخصية ..
وقد تكون تلك اللحظة درامية للغاية في حياة الشخصية ..
وقد تكون ذكرى مهمة ستتكون لاحقا في أحداث القصة ..
إذا اخترت أن تبدأ بالفلاش باك ..
فتأكد من أن تعلم القارئ عندما تنتقل مرة أخرى للزمن الحاضر حتى لا يفقد اهتمامه أو يرتبك ..

ابدأ بلحظة تتصرف فيها الشخصية بطريقة مفاجئة ..
ثم انتقل للحاضر واترك القارئ ليتساءل عن السبب الذي دفع الشخصية للتصرف بهذا الشكل ..


ابدأ بعبارة تصريحية قوية ..
لا تخش من أن تبدأ القصة بصوت جريء يكشف الكثير عن الشخصية الرئيسة ..
ويشي للقارئ بما عليه أن يتوقعه من بقية القصة ..
وتساعد مقدمة القصة على إرساء شروط عالمها ..
وتساعد القارئ على ترجمة وفهم الأحداث التي تدور ..
لذلك قد تساعد العبارة الافتتاحية القوية على جذب انتباه القارئ ..

تبدأ رواية هنري ميلفيل "موبي ديك" بعبارة "اسمي إشمايل"
ومن هذه النقطة يبدأ الراوي في الحديث عن محبته للرحلات البحرية ..
وما يعنيه له المحيط ..
وهذه العبارة التي تفتتح الرواية تجذب انتباه القارئ وتجعله أقرب للشخصية الأساسية ..
وعلى الرغم من أن تلك مقدمة رواية إلا أنها تصلح كذلك لتكون مقدمة قصة قصيرة ..

تبدأ قصة "القصة" لإيمي بلوم بعبارة: "لم تكن لتعرفني منذ عامٍ مضى" ..
وهذه العبارة البسيطة المباشرة تجذب القارئ ..
وتجعله راغبا في معرفة المزيد عن الشخصيات ولماذا تغيرت تلك الشخصيات ..

تبدأ قصة تشيكوف "السيدة صاحبة الكلب الصغير" بعبارة :
"قيل أن شخصا جديدا ظهر على ساحل البحر سيدة معها كلب صغير" ..
وتستمر القصة لتحكي عن غوروف ..
وهو ضيف آخر على ساحل البحر انجذب إلى هذه السيدة ..
ثم تحكي القصة عن العلاقة العاطفية التي نشأت بينهما ..
وعلى الرغم من بساطة العبارة إلا أنها فعالة ..
وتترك القارئ نهما لمعرفة المزيد عن هذه المرأة ..

يمكن لاختيار الجملة الحوارية المناسبة أن يجذب انتباه القارئ ويعطيه لمحة عن الشخصية التي قالت العبارة ..
لكن في نفس الوقت عليك أن تنتبه لأن بدء القصة بجملة حوارية هو أمر مخادع أحيانا ..


ابدأ برسم الشخصية ..
ليس لزاما على الشخصية أن تتحدث إلى القارئ فورا ..
وبدلا من ذلك يمكنك أن تترك القارئ ليتعرف على الشخصية من خلال تصرفاتها في موقف معين يظهر صفاتها ويعرف القارئ بالمخاطر التي تحدق بها ..
وهذه بعض الطرق التي يمكنك أن تبدأ بها وصف الشخصية:

ابدأ بصفات الشخصية الغريبة ..
فقد يكون للشخصية بعض الصفات الغريبة التي تجعل منها شخصية مميزة ..
مثل أنه يحب أن يأكل باستخدام شوكتين أو يحب أن يستحم وهو مرتد لحذائه ..

اكشف عما تفكر فيه الشخصية ..
فيمكنك أن تدعو القراء إلى الدخول في عقل الشخصية ليتعرفوا على ما يدور في ذهنها ..
سواء كان ذلك حيرتها عما إذا كان وليدها المنتظر ذكرا أم أنثى أو إذا كانت قلقة بشأن فقدان والدتها للذاكرة ..

أظهر الشخصية وهي تتفاعل مع الآخرين ..
سواء كان تفاعلها مع والدتها أو صديق قديم قابلته في الشارع ..
كل تلك المواقف يمكن أن تكشف جانبا من جوانب الشخصية وتكشف جزءا مما تنتويه لاحقا ..

صف الملامح الجسدية والمادية للشخصية ..
لأنها تكشف الكثير عن حقيقتها ..
وليس عليك أن تصف كل التفاصيل العادية حتى لا يمل القارئ ..
وبدلا من ذلك ركز على مظهر الشخصية في عيون الآخرين في القصة ..
أو صف أحد جوانب الشخصية التي قد يغفل عنها الكثيرون ..

تتكون القصة القصيرة في الغالب من 5 إلى 15 صفحة ..
لذلك ليس عليك أن تعمل على خلق 10 شخصيات واقعية ..
بل عليك أن تعمل على تطوير بطل جاذب للقراء ..
وشخصيات أخرى مثيرة للاهتمام ..
وليس عليك أن تمنح كل الشخصيات الثانوية نفس القدر من العمق الذي قد تمنحه لشخصية البطل ..



قدم إلى القارئ عنصر المخاطرة ..
يمكنك أن تفصح للقارئ منذ السطر الأول أو الفقرة الأولى عن عنصر المخاطرة التي تدور حوله القصة ..
ومن سمات القصة القصيرة أنها لا تتسع لكثير من التطوير والتمهيد للأفكار ..
لذلك يمكنك أن تبدأ بالتوتر الدرامي في القصة ..
ثم تعمل بالاتجاه العكسي لشرح أهميته ..
وهذه بعض الطرق لكي تفعل ذلك:

أفصح للقراء عن سر ما فيمكن أن تبدأ بعبارة من قبيل :
"كانت فاتن تخون زوجها مع زوج أختها على مدار الشهور الثلاثة الأخيرة" ..
وكلما أخبرت القراء المزيد عن ذلك الموقف ..
وكيف أجبرت فاتن على التعامل معه ..
كلما شعر القراء بالاندماج مع ما يحدث وزاد تورطهم في الدراما وتشوقهم لمعرفة ما سيحدث ..

قدم الصراع من خلال عبارة مثل :
"لم يقابل عادل أخيه شوقي منذ عشرين عاما وكان يتساءل إذا ما كان أخوه سيمتلك من الجرأة ما يجعله يحضر إلى عزاء والدهم أم لا" ..
فالعبارتان السابقتان أسسا للصراع المركزي في القصة ..
فقد عرف القارئ أن عادل وشوقي لا يتحدثان سويا منذ فترة طويلة لسبب ما ..
وأن عادل قد يضطر إلى مواجهة أخيه قريبا ..
وكلما تقدمت القصة زاد اهتمام القارئ لمعرفة سبب القطيعة بين الأخوين ..

أشر إلى شيء مهم في ماضي الشخصية مثل عبارة :
"تركت أحلام بيت زوجها للمرة الثانية قبيل عيد ميلادها الثمانين" ..
وبذلك تكون قد وشيت للقارئ بأنك ستخبره عن السبب الذي تركت أحلام زوجها للمرة الثانية من أجله ..
ولماذا تركته للمرة الأولى دون أن تفصح عن القصة ..


طور المكان الذي تدور فيه القصة ..
من الطرق الأخرى التي يمكن أن تبدأ بها حكايتك ..
هو أن تصف المنزل أو المدينة التي تدور فيها الأحداث إن كانت ذات أهمية للقصة ..
ويمكنك أن تصف للقراء شكلها ورائحتها وأصواتها المميزة قبل أن تبدأ في تطوير الشخصيات أو الحبكة ..
وهذه بعض الطرق التي قد تمكنك من فعل ذلك:

ركز على التفاصيل الحسية ..
وأطلع القارئ على شكل المكان وصوته ورائحته وملمسه إن أمكن ..
وما إذا كان مكانا حارا للغاية أم باردا لدرجة التجمد ..

امنح القراء فرصة التعرف على زمان ومكان القصة دون أن تكشفهما بطريقة واضحة للغاية ..
وليس عليك أن تخبرهم بالعام وبالمكان بدقة ..
ويكفي أن تكتب بعض التفاصيل التي تعطي القارئ الفرصة ليتعرف على مكان وزمان القصة ..
أظهر الطريقة التي ترتبط بها الشخصية بالمكان ..
تخيل أنك تقترب من الشخصية من بعيد للغاية ..
كأنك تنظر إليها من وجهة نظر طائر في السماء ..
وابدأ بوصف البلدة ثم الحي ثم اشرح العلاقة التي تربط الشخصية الرئيسية بالبيئة المحيطة بها أو كيف أثرت البيئة عليه.

لا تكن مملا في الوصف حتى لا ينزعج القارئ سريعا ..
فعلى الرغم من أن شرح تفاصيل المكان يثير اهتمام القارئ ..
إلا أن الكاتب المبتدئ لا ينال في أغلب الأحوال صبر القراء ..
وسيكون عليك أن تخبرهم مبكرا بماهية الشخصية والقصة وما تدور حوله ..
وليس المكان فقط الذي تدور فيه ..


تجنب عيوب بدايات القصص القصيرة ..
بينما تختار بداية قصتك حاول أن تتجنب العيوب الشائعة التي تحدث في بدايات القصص القصيرة ..
مثل: سهولة التوقع أو التكرار أو الارتباك أو فيض التفاصيل والأحداث ..
وإليك ما يجب تجنبه:

تجنب الكليشيهات لا تبدأ القصة بعبارة مكررة أو مستخدمة بكثرة ..
مثل عبارة :
"كان قلب سارة محطما إلى قطع صغيرة" ..
لأن ذلك يجعل القارئ متشككا في بقية القصة وافتقادها للأصالة ..

تجنب الإفصاح عن كل المعلومات فليس عليك أن تعلم القارئ في أول صفحتين عن مكان القصة وطبيعة الصراع وصفات الشخصية وشكلها ..
وفكر في الكتابة كما لو كانت طريقة تساعد بها القارئ على تسلق جبل ..
حيث تحاول أن توفر له القدر الكافي فقط من المعلومات لكي يتمكن من الاستمرار في الصعود ..
لكن إذا صرحت له بالكثير من المعلومات دفعة واحدة فقد يتعثر ويسقط ..

تجنب بدء القصة بالكثير من الأسئلة وعلامات التعجب ..
اترك القصة لتثير القارئ بنفسها ولا تحاول أن تفرض الإثارة عليها ..
لا تشتت القارئ باللغة الصعبة، فالمهم هو أن يكون القارئ على دراية بما يحدث في القصة. يمكنك أن تضحي ببعض العبارات البديعة أو جمل الحوار الذكية للغاية لكي تساعد القارئ على فهم ما يحدث.



الجزء الثالث _ راجع بداية القصة

تأمل ما كتبته ..

بعد أن تكتب المسودة الأولى أو الثانية من القصة عليك أن تنظر للقصة كلها وإلى بدايتها بشكل خاص لترى إن كانت المقدمة لا زالت مناسبة للقصة بعد انتهائك منها أم لا، وعليك أن تتأكد أن البداية تساعد القارئ على التورط في القصة وأنها تؤسس للجو العام لبقية القصة وتضع القارئ على المسار الصحيح. إليك بعض التلميحات التي قد تساعدك:

اقرأ القصة مرتين ..
اقرأ القصة في البداية لنفسك دون أن تدون أي ملاحظات عليها ثم اقرأها مرة أخرى مستعينا بقلم لكي تضع علامات على الأجزاء التي قد تحتاج إلى الحذف أو التعديل أو إضافة بعض المعلومات لكي تزيد من تماسك القصة ..
وبعد أن تفعل ذلك ستكون أقدر على تقييم مقدمة القصة ومدى ملاءمتها لباقي النص ..

فكر في بدء القصة من نقطة لاحقة ..
ففي كثير من الأحيان يعمل الكاتب في الصفحات الأولى على استكشاف قصته قبل أن يدخل في صميم القصة .. وقد تكتشف لاحقًا أن بداية القصة مليئة بالكثير من المعلومات والخلفيات غير الضرورية ..
وقد تجد أن بدء القصة من الصفحة الثانية أو العاشرة أفضل ..

اقرأ القصة بصوت عال ..
فعندما تقرأ القصة بصوت عالٍ قد تلاحظ ما لا يمكن ملاحظته بقراءة الكلمات من على الورق ..
وستكون على دراية أفضل بمدى انسيابية القصة وملاءمة حوارها ومصداقيته منذ البداية ..


اطلب آراء الآخرين ..
بعد أن تشعر بالثقة للمسودة التي كتبتها فستكون جاهزا لكي تعرف رأي الآخرين ..
وتذكر أن إطلاع الآخرين مبكرا على القصة قبل أن تلتقط طبيعة القصة ..
وتصبح على معرفة أفضل بها قد يثبط معنوياتك ويمنعك من الاستمرار في تطوير الأفكار ..
لذلك فإن الحصول على الرأي الصائب يساعدك على إعادة التفكير ومراجعة مقدمة القصة بشكل خاص والقصة كلها بشكل عام، وهذه بعض الاتجاهات التي يمكن أن تحصل من خلالها على رأي في قصتك:
اسأل أحد أصدقائك ممن يحبون قراءة القصص القصيرة ويمكنه أن يعطيك رأيا بناء في القصة ..
اطلب رأي أحد زملائك الكتاب ..
انضم بقصتك إلى أحد ورش الكتابة وانتبه إلى الرأي الذي ستحصل عليه، خاصة فيما يتعلق بالمقدمة ..
وتذكر أن المقدمة الجيدة وحدها لن تكون ذات فاعلية إذا لم يكن باقي النص محكما ..
بعد أن تشعر بالثقة في القصة وتبدأ في البحث عن طريقة لنشرها ..


أفكار مفيدة

لا تمسح القصة إذا شعرت بالضيق منها ..

وبدلا من ذلك يمكن أن تبتعد عنها لبضع أسابيع ثم تعيد النظر إليها لاحقا ..
ابدأ في عدة قصص إذا لم تتمكن من تحديد فكرة واحدة ..
وقد تجد نفسك لاحقا في حاجة إلى مزج قصتين منهما في عملية التحرير ..

تذكر أن الكتابة حرفة سوف تستمر في تطويرها طوال حياتك ..
وقد تحتاج إلى كتابة عشرين مسودة من القصة قبل أن تصل إلى النسخة النهائية منها ..
أو قد تحتاج إلى كتابة عشرين قصة إلى أن تتمكن من كتابة قصة واحدة ترضيك ..



كيفية حكي قصة
حكي قصة بطريقة مشوقة واحدة من المهارات المفيدة ..
سواء كنت تلقي مزحة أو تحكي قصة خيالية أو تحاول إقناع شخص ما بدليل تجريبي صغير ..
يتقن بعض الأشخاص هذا الأمر بشكل طبيعي بينما يحتاج آخرون لتعلم هذه المهارة وصقلها ..
فقط لا تخش شيئا فأنت قادر على تعلم حكي القصص بشكل أفضل وأكثر تشويقا بعد قراءة هذا المقال ..
ابدأ من الخطوة الأولى في الأسفل لتكتشف كيف


الجزء الاول _ إتقان أساسيات حكي القصة


اجذب جمهورك ..

ابدأ حكي قصتك بالتفاعل مع جمهورك أو فعل شيء يجذب انتباههم ..
اطرح عليهم سؤالا حتى لو كان مجرد سؤالا بلاغيا يرتبط بنهاية القصة التي ستخبرها أو حبكتها أو نصها ..
يمكنك كذلك أن تقول جملة جاذبة تلفت انتباههم
(مثل: إلقاء الطعم للسمك) حيث يجبرهم ذلك على التركيز على فكرة قصتك ويجعلهم يريدون سماع المزيد ..
مثال على القصص الخيالية: "هل تساءلتم يوما لماذا تنجذب الفراشات للنار؟"
مثال على قصة مضحكة: "لدي قصة عن زميل كان يسكن معي في الجامعة والتي تتخطى في مرحها قصص زملاء الدراسة جميعها فلنقل إنها قصة تحتوي على أحداث تتم عند المرحاض!"


اذكر تفاصيل مكان حدوث القصة ..
تحتاج في أثناء حكي القصة أن تجعلها تجربة غامرة ..
فأنت تريد أن تخبر الجمهور بالقصة بطريقة تجعلهم يشعرون أنهم في قلب القصة والأحداث ..
ابدأ بإخبارهم بسياق القصة في البداية ..
واستمر في التأسيس لمكان وقوع القصة باستخدام تفاصيل تساعد على تخيل المشهد ..
والشعور بالأشياء التي شعرت أنت بها وقتها ..
ستحتاج كذلك أن تستخدم لغتك بحرص وعناية وأن تستخدم كلمات تولد مشاعرا وأحاسيسا شديدة القوة ..
مثال على القصص الخيالية: "في يوم من الأيام، في سالف العصر والأوان، عندما كان السحر سائدا والوحوش لديها القدرة على الكلام ...".
مثال على قصة مضحكة: "أنا شخص هادئ منعزل أمتلك بعض القطط الأليفة أليس كذلك؟ لكن زميلي في السكن كان مفعما بالحيوية عاشقا للحفلات ومن هنا... "

ارتفع بمستوى التوتر واهبط به ..
لا شك أن المنحنى الكامل للقصة يجب أن يشتمل على أجزاء يرتفع بها توتر الأحداث ثم تهبط من جديدة ..
وهكذا إلى أن تصل لنقطة الذروة في القصة وحدث الوصول للخاتمة ..
ما تحتاجه إلى تذكره هو أن تهبط بإثارة السرد على عدة نقاط أثناء الحكي ..
بدون اتباع هذه الحيلة يمكن الشعور أنك تعجلت في القصة أو أنك ترتل قائمة من الجمل الرتيبة ..
تتضمن الحياة الحقيقية لحظات فاصلة بين الأشياء التي تحدث لنا ..
ويجب أن تكون القصص كذلك ..
يمكن أن يكون الهبوط بالتوتر وصفا للمكان وذكر سريع لتفاصيل ذات صلة ليست شديدة بالأحداث أو مزحة إذا كان من المفترض أن تكون القصة مضحكة ..
مثال على القصة الخيالية: "اقتربت الفراشة من العمود الأبيض الطويل، وهناك كانت النار بلهيبها المهيب! شعرت الفراشة بانغراز الطعم في معدتها وبسقوط سهم الحب في قلبها. بالطبع لا ينقذ الأبطال أميراتهم في اليوم نفسه، وقضت الفراشة العديد من الليالي المقمرة تسقط في حب اللهب أكثر وأكثر".
مثال على قصة مضحكة: "كانت بداية عام جديد وانتقلنا لحي لطيف وظريف و... مليء بالمفاجآت، لذلك كنت في معظم الأوقات في حالة الاستعداد التأهب الكاملة، وهو أمر جيد لضغط الدم كما تعلمون".


ركز على ما هو مهم. عند حكي قصة من المهم أن تذكر التفاصيل لتولد شعور الانغماس، لكنك لا تريد أن تصبح القصة "غير مترابطة"، لذلك من المهم جدًا أن تركز على ما هو مهم وإسقاط التفاصيل غير المهمة للقصة وعدم ذكر سوى التفاصيل التي تبني القصة.
احتفظ بالتفاصيل التي تروي أحداثًا أكثر لجعل تقدم القصة مناسبًا أو تساعد في تخيل موقع القصة، لكن قم بالتعديلات اللازمة حسب ردود أفعال الجمهور. إذا بدأ الجمهور يشعر بالملل فأسرع قليلًا ولا تذكر سوى الضروريات.

اجعل سير القصة منطقيا. تظهر هنا أهمية معرفة قصتك والتدرب عليها جيدا، فالشخص الذي يخبر قصة ثم يعود في الأحداث لقول "معذرة، أنا نسيت أن أذكر أن ..." يكونه سرده غير ممتع على الإطلاق؛ لا تكن هذا الشخص. لا تتوقف لتعود فتخبر شيئًا مر حدوثه لأن هذا يقلل من استمتاع المستمع بالقصة؛ أخبر القصة بطريقة منطقية ومنطلقة للأمام دائما.
إذا نسيت بعض التفاصيل، فاذكرها بين الأحداث دون قطع سير الأحداث الرئيسي. على سبيل المثال: "السارق لم يكن يسعى للاستيلاء على أموال المدينة بدون سبب، بل كان ينهي صفقة عقدها أهل المدينة معه!"

اجعل نهاية القصة واضحة. قد تكون لحظة محرجة لك أن تنهي قصتك ولا يكون الجمهور متأكدا هل أنهيتها بالفعل أم لا يزال هناك بقية، لذلك اجعل النهاية واضحة وحازمة. يوجد عدد من الطرق لفعل هذا وإليك بعض الأمثلة على ذلك:
اطرح سؤالا وأجب عليه: "ما مدى جنون هذا؟ أنا واثق أني لن أجرب هذا مرة أخرى أبدًا".
قل المغزى من القصة: "هذا –أيها السيدات والسادة– مثالا ممتازا عن لماذا يجب ألا تأخذ قطتك معك للعمل على الإطلاق".
استخدم صوتك ونبرة صوتك بحذر. جرب بشكل عام أن تزيد من صوتك وتجعله أعلى حتى تصل لذروة القصة ثم عند هذه النقطة يجب أن تبطئ مرة أخرى وتخفض من صوتك لتظهر للجمهور أنك انتهيت.


الجزء الثانى _ استخدام صوتك وجسمك


مثل الشخصيات ..
اجعل الأشخاص المختلفين في القصة يظهرون مختلفين في حكيك ..
إذا كنت "تمثل" الشخصيات بشكل مختلف فيمكنك تجنب الأجزاء التي تقال "بأسلوب خالٍ من التعبير" في القصة. يمكنك كذلك جعل القصة تبدو أكثر جذبا للانتباه عن طريق تقليد لهجات الشخصيات وطرق تحدثهم وأصواتهم. يمكنك إضافة لمسات مرحة ومضحكة للقصة بالتحدث بأصوات سخيفة أو غير نمطية.
على سبيل المثال: قلد صوت والدك بجعل صوتك أكثر عمقا وخشونة وأضف تفاصيلا زائدة للحوار مثل "[جزء من القصة]. هل أقدر أن أذهب للجراج لبناء مركب؟ هل تمزح معي؟ ربما سأكتفي بمشاهدة مسلسل تلفازي يبنون مركبا فيه".


تحكم في نبرة حكيك للأحداث ..
اجعل صوتك يماثل الطريقة التي تريد أن تكون القصة بها في تلك النقطة ..
بمعنى أن تغير من درجة صوتك ونبرتك وطريقتك في التحدث لتجعل القصص تبدو هادئة أو مثيرة اعتمادا على الجزء الذي ترويه من القصة ..
أسرع من حكيك وزد من سرعتك قليلا وأنت تقترب من الخاتمة وأبطء وأنت تقول الخاتمة نفسها ..
يجب كذلك أن تجرب التوقفات الدرامية ..
يمكن للحظة من الصمت والاكتفاء بالنظر أن تضيف الكثير لتجربة الجمهور في الاستماع للقصة


تحكم في وجهك ..
إذا كنت فعلا تريد أن تحكي القصص بامتياز فيجب أن تبرع في تغيير تعبيرات وجهك لتماثل ما تحكيه ..
يجب أن يكون وجهك قادرا على تمثيل القصة بأكملها ..
إذا كنت فعلا تريد التعلم من أفضل معلم فشاهد الكثير من الفيديوهات لباسم يوسف أو جيم كاري أو جون ستيوارت.
تذكر أن تعبيرات الوجه تشمل أكثر من 3 أنماط ..
يمكنك إظهار الكثير من المشاعر باستخدام تعبيرات وجه محددة جدا ..

تحدث بيديك ..
يمكن للتحدث بيديك أن يجعلك تنتقل من الظهور بمظهر راوي القصة عديم المشاعر الممل إلى شخص يتحكم فيمن حوله بالقصة ..
تنقل اليدان المشاعر وتحافظ على تركيز الجمهور وتجعلك تشعر بالحركة ..
إذا كنت لا تستخدم جسمك بأي طريقة أخرى ..
فابدأ على الأقل في التحدث بيديك عند حكي قصة ..

لا تبالغ ..
بالطبع أنت لا تريد أن تتخطى حدود المعقول، فلا تضرب شخصا على وجهه أو توقع مشروبك أو تلقي بالمشروب في وجهه ..


مثل القصة ..
إذا أمكنك حاول تحريك جسدك كله لتمثيل القصة لا يعني هذا أنك مضطر لتمثيل كل تعبير في القصة ..
بل استخدم جسمك لإظهار النقاط الرئيسية في القصة لتوجيه انتباه المستمع لهذه النقطة ..
يمكنك كذلك أن تستخدم هذا لزيادة الحس الفكاهي بلا شك ..
يمكن لبعض الحركات التعبيرية المبالغة أن تضيف المزيد من المرح والفكاهة للقصة
(مثل/ تعبيرات وجه إسماعيل ياسين المضحكة من ضم الشفاه وغيرها أو طريقة رفع الحاجب مثل باسم يوسف أو البحلقة مثل عادل إمام).


الجزء الثالث _ تطوير أسلوبك في حكي القصص

تدرب ..

تدرب على حكي القصة بضع مرات قبل أن تلقيها أمام الناس ثم مارس حكيها أمام عدد قليل من الناس الذين لا تخشى من الخطأ أمامهم قبل أن تحكيها أمام أشخاص مهمين أو جمهور أكبر ..
ستريد أن تكون مرتاحا عند حكيك للقصة وأن تشعر بشعور جيد بالوقت الذي يجب أن تضيف فيه وقفة درامية والوقت الذي تصل فيه لذروة الإثارة والتشويق ..


تذكر قصتك جيدا ..
تأكد أنك تعرف القصة من بدايتها لنهايتها ومن نهايتها لبدايتها واحرص على
"التركيز" عند حكيها يساعدك هذا في تجنب نسيان أي تفاصيل مهمة كما يساعدك أيضا في الحفاظ على اتساق أحداث القصة وهذا مهم جدا لتجعل المستمعين على استعداد لسماع القصة أكثر من مرة ..


تمتع بالمصداقية ..
لا تحول قصصك إلى "قصص غير حقيقية" ..
لا شك أنك تعرف أن بعض الأشخاص عندما يكررون حكي قصة ما فإنها تزاد تشويقا وإثارة في كل مرة عما قبلها بشكل مبالغ به وتتغير التفاصيل لتصبح أكثر أسطورية حيث تتحول الشخصيات إلى شخصيات أقل واقعية ..
كما يتوقف من يسمعونك عن الإصغاء لك عند فعل هذا ..
لا تكن ممن يفعلون ذلك وحافظ على ثبات مصداقية قصتك إذا كنت تريد أن يتمتع بها من يسمعوك ..


تحكم في البيئة المحيطة ..
أنت تريد أن تحكي قصة في بيئة لطيفة وجو مناسب لذلك ..
ويمكن حتى لأفضل القصص ألّا تكون ممتعة على الإطلاق بسبب المشتتات في المكان تأكد أن الجو العام من حولك غير مشتت أو صاخب ..
وإذا حاول شخص تشتيت تركيز المستمعين وانتباههم فاعمل على إعادة تركيزهم عليك بسرعة .


اسمح بالتفاعل مع القصة ..
تزداد تجربة المستمع واستمتاعه بالقصة إذا كان قادرا على التفاعل معها والمشاركة في التجربة ..
يمكنك طرح أسئلة على المستمعين أو إيجاد طرقٍ أخرى لهم للتفاعل مع القصة إذا كنت فعلا تريد تحسين التجربة في المجمل ..

تجاوب مع الجمهور ..
أكثر مهارة تريد العمل عليها هي القدرة على التجاوب مع الجمهور بهذا إذا شعروا بالملل فعليك تحسين الجو لإشعارهم بالحماس للقصة مرة أخرى وإذا كانوا يستمتعون بجزء معين من القصة فزد فيه وإذا كانوا يضحكون فأعطهم وقتهم للضحك ..
قد تشعر أن الأمر محير لكن جعل القصة تتماشى مع طريقة استجاب الجمهور ستجعلك حاكي قصص لن ينساه أحد بسرعة.

أفكار مفيدة
اجعل الجمهور جزءًا من القصة؛ طرح الأسئلة البلاغية من الطرق المثالية لفعل ذلك. مثال على ذلك: "شعر الذئب بالتعب بعد التجول في الغابة طوال اليوم. إذا كنت مكانه فستريد الارتياح لبعض الوقت في مكان، أليس كذلك؟
شعر الذئب بالشعور نفسه". اطرح أسئلة مثل هذه لتتأكد أنهم يفهمون المغزى من القصة.



كيفية تلخيص قصة
معلومات المؤلف
لتقدم تلخيصا صحيحا لقصة ما ..
يجب أن تحرص على جعله قصيرا وجذابا وفي صلب الموضوع ..
لحسن الحظ لن يكون الأمر صعبا إن اتبعت الإرشادات الآتية ..


الجزء الاول _ أثناء القراءة

اقرأ القصة ..

تلخيص قصة دون قراءتها أمر في منتهى الصعوبة ..
لذا افتح كتابك الورقي واقرأه أو استمع إلي نسخة مسموعة منه ..
لا تثق في المواقع الإلكترونية المختصة في تلخيص الكتب فهي ليس دائما دقيقة ..
ضع نصب عينك دوما الفكرة الرئيسية للقصة ..
لو أخذنا مثالا كسلسلة "سيد الخواتم" سنجد أن فكرته الرئيسية قريبة من كيف يمكن أن يشكل الجشع المتمثل في الخاتم سلاحا قويا في يد الشر أو قد تكون عن كيف استطاعت أفعال شخص ضئيل كالهوبيت تغيير مصير العالم كله.
ركز بالكامل على ما تقرأ لا تدع شيئا يشتتك ولا حتى الموسيقى ..


دون ملاحظاتك طوال قراءتك ..
ستحتاج تلك الملاحظات لاحقا حينما تبدأ في كتابة تلخيصك وتسأل
"من وماذا وأين ومتى ولماذا حدث كذا؟" وحينها ستجد أجوبتها في ملاحظاتك هذه.

ابحث عن الشخصيات الرئيسية ..
أنت بحاجة لمعرفة عمن تدور القصة وكذلك بحاجة لمعرفة الشخصيات غير المهمة فيها ..
فإذا كنت تقرأ قصة مليئة بالشخصيات فأنت حتما لن ترغب في تدوين ملاحظات عنهم جميعا ..
على سبيل المثال في رواية "هاري بوتر وحجر الفيلسوف"
ستكتب عن هاري بوتر ورون ويزلي وهيرمايني جرينجر لأنهم الشخصيات الرئيسية ..
وحتى يمكنك تدوين الملاحظات عن هاجريد ودمبلدور وسناب وكويرل وبالطبع فولدمورت لأنهم شخصية مهمة في القصة.
لن تحتاج أن تكتب عن شخصيات، مثل: بيفيز الشبح ونوربرت التنين، لأنها لا تؤثر كفاية على مجرى الأحداث الرئيسي في القصة لتذكرها في الملخص.
في قصص أقصر مثل "ذات الرداء الأحمر"
سيكون الأمر سهل لأنك لن تكتب إلا عن ذات الرداء الأحمر وجدتها والذئب والحطاب (طبقا للنسخة التي تقرأها).


دون ملاحظاتك عن مكان وقوع أحداث القصة ..
هنا قد تواجهك مشكلة إذا كان هناك أكثر من مكان للأحداث وفي هذه الحالة ستحتاج لأن تسجل ملاحظات أكثر.
لنعود إلى مثال هاري بوتر الحدث الرئيسي يجري في هوجورتس لذا ستكتب مثلا
"مدرسة هوجورتس السحرية في المملكة المتحدة".

لكن إذا ما نظرنا لقصة مثل "سيد الخواتم" والتي تجري أحداثها في مناطق كثيرة مختلفة ..
فبإمكانك ذكر الأرض الوسطى مثلًا مع الإشارة إلى الأماكن المهمة مثل
"شاير وموردور وجوندور"..
ولكن ليس من الضروري أن تذكر أماكن أكثر تحديدا ..
مثل: غابة فانجورن وبرج ميناس مورجول.


لاحظ صراع القصة الرئيسي .. يقصد بالصراع ما تسعى كل شخصيات العمل لاجتيازه ..
وليس بالضرورة أن يكون الصراع بسبب شرير كما في هاري بوتر أو سيد الخواتم ..
ستجد أن الصراع الرئيسي في هاري بوتر يدور حول محاولات فولدمورت لسرقة حجر الفيلسوف واستعادته لقوته لقتل هاري..
وكمثال آخر لو كنت تلخص الأوديسة ..
ستجد أن الصراع الرئيسي هو محاولات أوديسيوس للعودة إلى بيته في إيثاكا ..
وأن كل شيء في الملحمة يدور حول هذه الرغبة والعقبات التي تعوقها ..


انتبه إلى الأحداث الرئيسية ..
فهي الجزء الأهم في القصة ..
بالطبع ليس ضروريا أن تدون كل ما تقوم به الشخصيات في الحقيقة ..
هذا عكس ما عليك فعله تماما ..
فقط ابحث عن الأحداث التي تعزز الصراع الرئيسي وتساعد على حله ..
بالنظر إلى هاري بوتر، تدور أحداثه الرئيسية حول اكتشاف هاري لحقيقة كونه ساحرا، أو لقائه بالكلب ذي الثلاثة رؤوس، وبالطبع هزيمة فولدمورت على يد الثلاثي هاري ورون وهيرمايني ..
قد يبدو الأمر أسهل مع القصص الأقصر، مثل: ذات الرداء الأحمر، لكن ينبغي عليك فقط ذكر الأحداث المهمة، كلقاء ذات الرداء الأحمر بالذئب والتهامه لها بعدما تخطئ بينه وبين جدتها ثم ظهور الحطاب ..


لاحظ نهاية القصة ..
فالحدث الأهم عادة هو أن يصل صراع القصة إلى نهايته وتحل كل المشاكل ..
حتي عندما يكون الكتاب جزءا من سلسلة، فغالبا ستجد نهاية ما له ..
في الأسفل حرق لبعض الأحداث ..
في هاري بوتر النهاية تأتي بهزيمة فولدمورت، أي حدث بعد ذلك غير مهم في الملخص، حتى لو كانت مهمة في القصة بشكل عام، فلا يهم ذكر المحادثة التي جرت بين دمبلدور وهاري أو فوز منزل جريفندور، لأن كليهما ليس ضروريا في قصة فولدمورت.
بالنسبة لذات الرداء الأحمر فالنهاية أتت حين ظهر الحطاب وأنقذها هي وجدتها من الذئب.
أما في سيد الخواتم، فتجد أن النهاية أكثر تعقيدا من أن تلخص، لأنك وإن أردت أن تتوقف عند دمار الخاتم، سترغب في ذكر عودة ذلك الفتى الضئيل خاصة أن الخط الدرامي الأهم في القصة يدور حوله إلى الشاير ومغادرته بعد ذلك إلى جراي هافنز ..


الجزء الثانى _ كتابة التلخيص


رتب ملاحظاتك ..

قراءة الكتاب هي الجزء الأصعب بينما بواسطة الملاحظات التي جمعتها أنت مستعد الآن لكتابة الملخص ..
ستحتاج فقط لترتيبها بناء على التسلسل الزمني للقصة ..
من أين تبدأ القصة وأين تنتهي كيف تطورت الشخصية الرئيسية من البداية وحتى النهاية ..
وبالعودة إلى هاري بوتر كمثال، ستحتاج إلى إلقاء نظرة على تطور هاري من بداية معرفته بأنه ساحر وحتى هزيمته لفولدمورت ..
أما في الأوديسة، فانظر إلى أوديسيوس الذي في البداية يخسر كل رجاله وتجرفه الأمواج إلى جزيرة كاليبسو، وانظر إلى النهاية حين يهزم كل طالبي الزواج من زوجته بينيلوبي ويقنعها بهويته.
أما في قصة قصيرة مثل ذات الرداء الأحمر، عليك بالنظر إلى السبب وراء دخولها الغابة وكيف خدعت حتى تم التهامها وكيف أنقذت في النهاية.


اكتب تلخيصك ..
فالأمر الآن صار سهلا بعدما رتبت كل ملاحظاتك ..
كل ما عليك فعله هو كتابة فقرة قصيرة تشمل النقاط الرئيسية التي جمعتها بالفعل عن
"من وماذا ومتى وأين ولماذا".
ولا تنس أن تكتب اسم القصة واسم كاتبها ..

تأكد من تركيزك على الحبكة الرئيسية للقصة فقط ..
لا تنخرط في مسارات جانبية مثل لعب هاري للكويدتش أو عداوته مع مالفوي ..
بالمثل، لا تقتبس جملا من القصة نفسها؛ لن تكون بحاجة إلى تكرار المحادثات في التلخيص، بل قد تحتاج فقط لذكر النقاط الرئيسية فيها، مثلما اكتشف هاري وصديقيه من كلام هاجريد أن حجر الفيلسوف لم يعد في مأمن وأن عليهم إيقاف السارق بأنفسهم ..

ألقِ نظرة على بعض التلخيصات الأخرى ..
كتابة التلخيص سيصبح أسهل بكثير إذا ما راجعت بعض الأمثلة وتعرفت على طرق صياغة ودمج كل العناصر في فقرة واحدة قصيرة ومتماسكة ..
تحكي رواية "هاري بوتر وحجر الفيلسوف" للكاتبة ج. ك. رولينج حكاية طـفـل يتيم في الحادية عشر من عمره يسمى "هاري بوتر" والذي يكتشف أنه ساحر ويذهب لدراسة السحر في مدرسة بريطانية للسحر تسمي هوجوورتس. هناك يكتشف أن والديه قد قتلا بواسطة ساحر شرير يسمى فولدمورت، والذي دمره هاري عندما كان رضيعا ..
بمساعدة صديقيه، رون ويزلي، الذي ينحدر من عائلة كبيرة للسحرة، وهيرمايني جرينجر، الساحرة الأذكي بين طلاب عامها، يكتشف هاري أن حجر الفيلسوف الذي يهِب الحياة الأبدية مخبأ في الطابق الثالث المحظور ..
يعرف الثلاثة بعدها من هاجريد أن الحجر لم يعد في أمان، فيقرروا إيقاف اللص بأنفسهم، الذين يعتقدون أنه الأستاذ سناب الذي يكره هاري. ولكن هاري يكتشف عندما يجد الحجر أن اللص هو الأستاذ كويريل، الذي يتلبسه فولدمورت. وبسبب تعويذة ألقتها والدة هاري، يتمكن الفتى من هزيمة كويريل ويجبر فولدمورت على العودة إلى مخبأه.
تحكي الأوديسة، الملحمة الشعرية لهوميروس، قصة بطل إغريقي يسمى أوديسيوس، ورحلته ذات العشر سنوات للعودة إلى وطنه في جزيرة إيثاكا حيث تنتظره زوجته بنلوبي وطفله تليماخوس. تبدأ الملحمة بقيام الحورية كاليبسو بأسر أوديسيوس حتى تجبرها الآلهة الإغريقية على تحريره. ويحاول الإله بوسيدون أن يحطم سفينة أوديسيوس، بسبب كراهيته الشديدة له حيث أنه في إحدى رحلاته تسبب في عمى ابنه السايكلوب "بوليفيموس" -عملاق بعين واحدة-، لكن توقفه الإلهة أثينا. يصل أوديسيوس إلى جزيرة "إسكريا" موطن الفياشيين، حيث يسمح له بالمرور بأمان، ويسأل عن مغامراته حتى هذه اللحظة. ويخبرهم أوديسيوس بمغامرات عديدة عاشها هو وفريقه كرحلته لأرض آكلي اللوتس، وتسببه في عمى بوليفيموس، وعلاقة الحب بينه وبين الساحرة-الإلهة سيرس، وعرائس البحر المميتة، ورحلته إلى العالم السفلي، وقتاله لوحش البحر سيلا. وبعدها أخذه الفياشيون إلى موطنه إيثاكا بسلام، الذي يدخلها وهو متنكر بزي شحاذ. وهناك، اعتبره أهل البلد ميتا، واحتل طالبو الزواج من بنلوبي ساحته، محاولين قتل ابنه وإقناع زوجته لتختار واحدا منهم، ولكن زوجته التي آمنت أنه حي، رفضت. ورتبت لمسابقة بقوس أوديسيوس الذي لا ينثنى إلا بكلمة منه، وما إن لمسه أوديسيوس حتى انطلقت سهامه، لتقتل كل الخطاب، ومرة أخرى يجتمع بعائلته.

تشمل التلخيصات السابقة النقاط الأساسية لحبكات القصص الملخصة. تم استخدام عبارات مثل "عندما اكتشف هاري أن الحجر.." بدلا من شرح ما حدث بالضبط ليكتشف الأمر، والذي لا يهم في الملخص .
وكذلك في الأوديسة تجد الملخصات مختصرة وتركز فقط على الشخصيات الأكثر أهمية، مثل: أوديسيوس وبنلوبي والآلهة وغيرهم.


راجع تلخيصك ..
تأكد من عدم وجود أخطاء إملائية وأن الأحداث مرتبة بشكل صحيح، وأنك قد كتبت أسماء الشخصيات والأماكن بشكل صحيح، ومن الأفضل لو راجعه صديق لك في حالة فاتك شيئا ..
وما إن تنتهي من المراجعة سيكون تلخيصك جاهزا ..


أفكار مفيدة
احرص على أن يكون تلخيصك قصيرا فلا يجب أن يكون أطول من القصة الرئيسية ..

تحذيرات
لا تذكر آرائك عند كتابة التلخيص ما لم يطلبه منك مدرسك بصراحة ..
لو كنت تكتب مقالا فلا ينبغي أن يكون مقتصرا فقط على تلخيصك للنص ..


كيفية كتابة أحداث قصة
معلومات المؤلف
هل لديك فكرة أساسية لقصة ولكنك لا تعلم ما يجب عليك القيام به؟
توجد العديد من المقالات التي تخبرك بكيفية الكتابة بمجرد أن يصبح لديك أحداث للقصة أو بكيفية مد أحداث القصة بمجرد أن يكون لديك هيكلا أساسيًا لها. لكن ماذا ستفعل إذا لم يكن لديك سوى فكرة فقط؟
ستساعدك هذه المقالة على كتابة أحداث أي قصة من البداية وحتى النهاية سواء كان كتابا به قصص مصورة للأطفال أو سلسلة ملحمية من سبعة أجزاء.

الخطوات

1_ كون فكرة عن القصة ..

فإذا كان لديك واحدة فهذا عظيم وإذ لم يكن حاول شحذ تفكيرك أو رسم خريطة ذهنية أو جرب واحدة من تدريبات ابتكار الأفكار العديدة والتي يمكن العثور عليها على الإنترنت ..
لست مضطرا إلى جعلها قصة حاليا ..
ولكنك تحتاج إلى فكرة تقريبية ..
يمكنك أن تبدأ بأي شيء :
عبارة أو وجه أو شخصية أو موقف طالما كان ذلك مثيرًا للإهتمام وملهما لك.

2_ حول فكرتك إلى قصة ..
تذكر إضافة انحراف قليل في مجرى الأحداث وسيمثل ذلك أعلى مستوى في تغيير أحداث الرواية ..
فإذا كنت على دراية بطريقة رقائق الثلج أو أي طرق من أخرى لابتكار الأفكار فستكون على علم بهذه الخطوة ..
والآن كيف تحول فكرة مبهمة عن فتاة ذات عيون داكنة إلى فكرة قصة؟
أولاً، يجب معرفة أن الروايات تدور حول أمرين :
الشخصيات والصراع ..
بالتأكيد توجد أشياء آخرى مثل الموضوع والبيئة ووجهة النظر وما إلى ذلك ولكن في أساس كل قصة يوجد شخصيات لديها صراع ..
لذا دعنا نأخذ الفتاة ذات العيون الداكنة كمثال ..
ونبدأ الآن في سؤال أنفسنا بهدف خلق شخصية لديها صراع ..
من هي؟
ماذا تريد؟
ما الذي يقف في طريق حصولها على ما تريده؟
وبمجرد أن يكون لديك شخصية لديها نوع من الصراع فسيكون لديك فكرة لقصتك لذا سجل هذه الفكرة.

3 _ حول فكرتك إلى قصة ذات حبكة درامية ..
الآن يأتي الجزء الأصعب فأنت لديك فكرة جيدة عن القصة ..
ولكن كيف تحولها إلى أحداث؟
يمكنك بالطبع البدء بالكتابة وترى أين سيأخذك ذلك ..
ولكن إذا شعرت بأي ميل إلى فعل ذلك فمن غير المؤكد أن تقوم بقراءة تلك المقالة من الأساس ..
إذا كنت تريد أحداثا لقصتك فهذا ما ستقوم بفعله :
يمكنك ابتكار النهاية أولا ..

4_ نعم هذا صحيح "النهاية".
هل تتزوج الفتاة ذو العيون الداكنة على الشاب الذي تريده؟
أم أنها تخسره أمام فتاة غنية؟
فكر في النهاية أولا وإذا لم يلهمك ذلك فقط بعض الأحداث استمر في القراءة ..

5 _ فكر في شخصياتك ..
الآن لديك صراع ولديك شخصيات ولديك بداية ونهاية لوضع محدد ..
فإذا كنت لا تزال بحاجة إلى المساعدة في ابتكار بعض الأحداث إذا ما عليك القيام به الآن هو التفكير في شخصياتك .. جسد هذه الشخصيات وامنحهم أصدقاء وعائلات ووظائف وتاريخ وتجارب مغيرة للحياة واحتياجات ورغبات ..

6_ أدخل أحداثا معينة ..
الآن بعد أن أصبح لديك شخصيات ونهاية للقصة ضع هذه الشخصيات في عالمهم وشاهد تفاعلهم فيه ..
تأكد من تدوين الملاحظات فربما يحصل أحدهم على ترقية كبيرة وربما تنافس الفتاة ذات العيون الداكنة في مسابقة للسباحة مع الفتاة الغنية الوقحة وربما تكتشف صديقتها المقربة أنها لم تفقد الأمل أبدا في الشخص الذي تحبه .. ابتكر بعض الأفكار حول ما يمكنهم فعله للتأثير على عالمهم وما قد يفعله عالمهم للتأثير عليهم ..

7_ لائم هذه الأحداث مع المنحنى الذي تتخذه القصة ..
هنا يأتي الجزء الممتع قد يكون بعض المعرفة بهيكل القصة مفيدا هنا ..
لتحقيق هدفنا ربما يكون تحليل فريتاغ مفيدا أكثر هنا ..
تحتوي القصة على خمسة أجزاء:
العرض: الحياة الطبيعية للشخصية حتى مرحلة "الحادثة المثيرة" التي دفعته إلى هذا الصراع.
الأحداث التصاعدية: الصراعات والكفاح والمخاطر التي تواجهها الشخصية في محاولتها لتحقيق أهدافها في هيكل من ثلاثة أجزاء والجزء الثاني وعادة في الجزء الأكثر ملحمية من القصة.
الذروة: الجزء الأكثر أهمية! وهي النقطة التي يبدو فيها كل شيء ممكنًا أو مستحيلا، فيجب أن تختار الشخصية بين الفوز أو الفشل الهين. وتعد هذه النقطة هي نقطة تحول في القصة حيث يصل الصراع إلى أقصاه.
تدرج الأحداث: كيف تتكشف الأحداث بعد وصولها إلى الذروة وهل يفوز البطل أم يخسر وهل ستغلق جميع النهايات المفتوحة مما يؤدي إلى…
الخاتمة: توازن جديد وحياة طبيعية مرة آخري ولكن مختلفة (أو ربما غير مختلفة كثيرا) عن "الحياة الطبيعية" لطابع الشخصية.


8_ ضع الأحداث المعينة المحتملة التي آتيت بها مع التغير الذي يحدث في مسار أحداث القصة ..
والعمل إما للأمام أو للخلف ..
ستقع نهاية القصة على الأرجح إما في مرحلة تدرج الأحداث أو الخاتمة ..
ولكن إذا كنت جيدا (أو محظوظا) قد تأتي بالذروة بدلا من ذلك ..
إذا لم يكن لديك الذروة من الأساس فكر في القرار الذي تريده وفي الحدث الذي سيكون ضروريا لعمله ..
تعتبر جميع الأشياء المؤدية لهذا الحدث منذ البداية هي الأحداث التصاعدية ..
وجميع الأشياء الناتجة عن هذا الحدث هي الأحداث المتدرجة ..
وجميع الأشياء الآخرى التي لا تتناسب مع أي من هاتين الفئتين يجب ألا تستخدم في القصة ..
إلا إذا كانت أحداثا جانبية ..


9_ غير في الأحداث أو حدثها حسب الضرورة ..
لديك الآن أحداثا فعالة قد لا تكون الأحداث معقدة أو جميلة ..
ولكن الآن لديك ما يكفي لبدء العمل به ..
بمجرد أن تقرر أفضل مشاهد يمكنها توضيح سلسلة الأحداث المؤدية إلى الذروة ..
فقد تقرر تغيير بعضهم أو حتى تغيير الذروة ..
هذا لا بأس به إذ أن الكتابة عملية إبداعية وهذه الأشياء لا تحدث بدقة وترتيب ..


أفكار مفيدة
ضع نفسك مكان الشخصية، ماذا سيقول؟
ماذا سيفعل أو كيف ستكون ردة فعله؟
وبدلا من إجابتك أنت على ذلك ..
( لأن ذلك لن يظهر للقارئ كشخصية مقنعة) أجب بالشخصية ..
تأكد أيضا عند كتابة الأحداث من التمهل لأنه إذا كان هناك حدثا درامي يليه حدثا درامي ..
سيصبح الأمر متكررا ومملا وأنت ترغب في جعل القارئ متفاجئا ..
ستحتاج عند إضافة العاطفة إلى إظهار مجموعة من المشاعر لأننا كبشر عواطفنا مثل قطار الملاهي ,,
لا نشعر بنفس الأشياء لسنوات وسنوات أليس كذلك؟
نشعر بالسعادة أحيانا وبالحزن أحيانا آخرى لذلك عليك أخذ العواطف الإنسانية للشخصية في الاعتبار أيضا ..
اجعل العاطفة في الرواية متوازنة ..
فإذا كنت تكتب قصة تراجيدية ضع بعض الفكاهة بها ..
إذا كنت تكتب قصة ذو نهاية سعيدة مثالية ضع بعض الأحداث التراجيدية بها ..
احتفظ بقائمة بالأفكار المثيرة للاهتمام التي توصلت إليها فقد يتناسب بعضها مع أحداث الرواية ..
إذا لم تتناسب مع الأحداث احتفظ بها لرواية آخرى ..
تحتاج الرواية إلى العديد من الأفكار المختلفة ومن الأيسر البدء بالكثير من الأفكار على أن تختار شيئا واحدا ثم تتسائل عما يجب فعله بعد ذلك ..
تذكر، تتشكل الأحداث من دوافع الشخصية لذا ضع الكثير من التركيز على طابع الشخصية قبل محاولة وضع أي أحداثا هامة في القصة ..
فإذا لم تكن قد شكلت طابعا للشخصية كيف يفترض أن تعرف ردة فعله تجاه بعض الأحداث في القصة؟
إذا كانت القصة التي تكتبها تحتاج إلى وجود شخص شرير أعطه دافع لذلك ..
عندما تفكر في ذلك سيكون من الأسهل التفكير في أحداثا للقصة ..
بعد أن يصبح لديك دوافع للشخصية التزم بها ..
فمحاولة إجبار الشخصية على حدث معين يجعلها تبدو مزيفة وكاذبة ..
يجب أن تؤمن بالشخصية وأن تستخدم تجاربها السابقة لحل الصراع الخاص بها ..
وستجد الرواية تسير على نحو أفضل بهذه الطريقة ..
يمكنك إبعاد عائلتك وأصدقائك عن القصة وسيصبح أسهل كثيرا أن تكون مكان الشخصية ..
ابدأ بملخص بسيط للغاية عن القصة (ماذا سيحدث في بداية ومنتصف ونهاية القصة) ..
ثم املأها بالتفاصيل حتى تصبح الأحداث مكتملة ..
حاول عدم كتابة الأحداث من البداية وحتى النهاية فذلك صعب للغاية وقد يستغرق الكثير من الوقت ..
لا تحاول التعجل في الأمر قد تستغرق بعض الوقت لإنهائها ..
ولكن كلما استغرقت وقتا وجهدا أكثر كلما أصبحت الرواية أفضل ..

شكرا جزيلا لهذه النصائح القيمة. انا قرأتها واستفدت منها جداً. انا لست كانب محترف.. لي محاولات قديمة بسيطة. لكن بعد ان تبعت النقاط المهمة في مقالك هذا.. استطعت من كتابة قصتين على الأقل شهدتا تفاعلا ملحوظا واثرا طيبا في نفوس القراء .. حتى ان القصتين تم تثبيتهما لشهر لكل منهما ع التوالي من قبل ادارة المنتدى.. فشكرا من قلبي لك ولمقالك.. بفضله استطعت ان أُحسن من مستواي كثيرا واستفيد من اخطائي. شكرا لكم 🌹
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%