NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

متسلسلة فانتازيا وخيال عربية فصحى معركة المصير | السلسلة الاولى | - حتي الجزء الثاني 19/1/2025

LADY MONA

مشرفة القسم العام والفضفضة
طاقم الإدارة
مشرف
افضل عضوة
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
نسوانجية كيوت
برنس صور
قناص صور
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
ناشر صور
فضفضاوي خبير
فضفضاوي برنس
شاعر نسوانجى
إنضم
17 مارس 2022
المشاركات
32,535
مستوى التفاعل
39,452
العمر
31
نقاط
35,898
الجنس
أنثي
الدولة
مصر
توجه جنسي
لا انجذب جنسيا

كايلدر: البداية.

في قلب الشتاء، حيث كانت الرياح تعوي بين الأشجار العالية وتنذر بالموت البارد، وُلد كايلدر في قرية إيريدون الصغيرة. كانت قرية مُعزولة بين جبال شاهقة، حيث كانت الحياة هناك تسير ببطء شديد وكأنها ضاعت بين طيات الزمن. في تلك الليلة، كان الغيم يتراكم في السماء بشكل غير عادي، وتحت تلك السماء الداكنة، كانت الأرض تستعد لاستقبال مولد الطفل الذي سيغير مصيره في هذا العالم القاسي.

جورفين، والد كايلدر، كان يعمل في الأراضي الفقيرة المحيطة بالقرية. رجل بسيط، صلب في تعاملاته وحازم في حكمه على الحياة. أما إيلينور، والدته، فكانت سيدة رقيقة، تجمع بين طيبة القلب وحكمة أهل القرية. لكنها كانت تشعر دائمًا أن هناك شيئًا غير عادي في كايلدر، منذ اللحظة التي أتى فيها إلى الحياة. كان الطفل يبتسم وكأن لديه معرفة غير مرئية عن المستقبل.

"إنه حي، حي، لا يزال على قيد الحياة!" قالت إيلينور، بصوت ضعيف، بعدما أنجبت الط-فل في تلك الليلة العاصفة.

لكن لم يكن أحد يعلم حينها أن هذا الطفل سيكون أكثر من مجرد *** عادي. كانت نبوءة تتوارى خلف تلك العيون الزرقاء اللامعة، وكان كايلدر يحمل شيئًا خاصًا بداخله لم يدركه أحد في ذلك الوقت. كانت هذه بداية قصة رجل سيصير له شأن عظيم في عالم مليء بالصراعات والمكر.
-----------------------------------------------------

الطفو-لة في إيريدون: درب التحدي.

كبر كايلدر في بيئة مليئة بالتحديات والمصاعب. كان يركض بين الأشجار في الغابات الكثيفة، ويتسلق الجبال الصغيرة التي تحيط بالقرية كما لو كانت جزءًا من حياته اليومية. في سن الخامسة، كان يتقن الرماية بالقوس ويحارب مع الأطفال الأكبر منه في الساحة الخلفية للمزرعة. منذ البداية، كانت هناك رغبة قوية بداخله في أن يصبح أكثر من مجرد فتى فقير في قرية مهملة.

كان جورفين يعلم أن الحياة في إيريدون لن تمنح ابنه الكثير من الفرص، لذلك كان يعلمه دروسًا قاسية منذ سن مبكرة. "إذا كنت تريد البقاء على قيد الحياة، يجب أن تتعلم أن تكون أقوى من الجميع." كان يقول له وهو يعلمه كيف يقاتل. كان يمرران ساعات طويلة في التدريبات البدنية، حيث كان كايلدر يتعلم فنون المبارزات الأساسية، والقتال بالأيدي، بالإضافة إلى تعلم كيفية استخدام الأدوات البسيطة التي كانت متاحة لهم.

في أحد الأيام، عندما كان كايلدر في التاسعة من عمره، أخذ والده إلى الجبال المجاورة لتدريبه على الصيد. "يجب أن تتعلم كيف تبقى صامتًا، كيف تكون جزءًا من الطبيعة، وكيف تقرأ العلامات حولك." قال جورفين وهو يرصد الفريسة. "الصيد ليس فقط عن القوة، بل عن الفطنة. يجب أن تعرف متى تتحرك ومتى تنتظر." كان كايلدر يتنقل بهدوء بين الأشجار، يتبع آثار الحيوانات في الثلج، ويتقن فن الصبر في انتظار اللحظة المناسبة.
-------------------------------------------------------

التحول إلى الفروسية: السعي للحرية.

في أحد الأيام، بينما كان كايلدر يتنقل في السوق الكبرى في فالترين مع والده، وقع نظره على شيء غير مألوف تمامًا: خريطة ضخمة معلقة على جدار مكتبة قديمة. كانت الخريطة تُظهر عوالم لم يسمع عنها من قبل، أراضٍ بعيدة تغمرها الجبال والصحارى اللامتناهية. كتب عليها "العالم المعروف". كانت الخريطة قديمة ومبهمة، لكن تفاصيلها كانت تثير شغف كايلدر. كيف يمكن لهذا العالم أن يكون بعيدًا عن هذه القرية؟ كانت تلك لحظة غيرت مجرى حياته إلى الأبد.

قال بيلدار، صاحب المكتبة، وهو يراقب عيناه اللامعتين بينما كان كايلدر يدرس الخريطة: "هذه الخريطة تفتح لك أبوابًا لم تعرفها. لكن إذا كنت تسعى للحرية، فهناك طريق طويل أمامك. وهل أنت مستعد له؟"

أجاب كايلدر بتردد: "أنا مستعد. لا أريد أن أظل هنا، في هذا المكان المظلم."

لقد شعر في تلك اللحظة أن هذه الخريطة تمثل الأمل الوحيد له للهروب من مصير قريته، من حصار الجبال التي تمنعهم من المضي قدمًا.
---------------------------------------------------

اللقاء مع جايلون: المعلم الذي سيغير كل شيء.

بعد أيام قليلة من ذلك اللقاء مع بيلدار، تعرض كايلدر لهجوم من قبل مجموعة من الذئاب أثناء جمعه الحطب في الغابة. في تلك اللحظة، ظهر رجل غريب عن ظهر الجبل، جايلون، الذي كان يحمل سيفًا طويلاً حادًا. بمساعدة جايلون، تمكن كايلدر من النجاة من هجوم الذئاب. لكن جايلون لم يكن مجرد محارب عادي.

قال جايلون، وهو يطهر سيفه الدموي: "الذئاب لا تهاجم من دون سبب. إنهم يخافون أو يتضورون جوعًا. أما أنت، فأنت شاب تملك القوة ولكن لا تعرف كيف تسيطر عليها بعد."

رد كايلدر بنبرة مشوشة: "لماذا أنقذتني؟"

أجاب جايلون بصوت هادئ، لكنه حازم: "لأنك أكثر من مجرد فتى ضائع. ولكن إن أردت أن تبقى على قيد الحياة في هذا العالم، عليك أن تتعلم كيف تقاتل."

كان جايلون قديمًا محاربًا في جيش المملكة ولكنه طُرد بسبب ماضيه المظلم. لكنه كان يعرف ما يتطلبه الأمر للبقاء على قيد الحياة في عالم قاسي كهذا. أصبح جايلون معلمًا لكايلدر، يعلمه فنون المبارزات القاسية، ويدربه على فنون القتال المتقدمة التي تعلمها في شبابه.
----------------------------------------------------

مشهد التدريب الأول مع جايلون.

كان صباحًا ضبابيًا، وكان كايلدر يستعد للقاء جايلون على قمة الجبل حيث يتدرب المدرب. كان قد تعلم الكثير عن المبارزات البدائية، لكن جايلون كان دائمًا يسعى لجعله يتجاوز حدود معارفه. وقف كايلدر أمام المدرب في ساحة التدريب، وهو يشعر بضغوط العالم من حوله، كما لو أن القدر يراقب كل خطوة.

"لا تقلق، لن تقتلني اليوم، أليس كذلك؟" قال كايلدر، وهو يقف متأهبًا أمام جايلون الذي كان يحمل سيفًا طويلًا بيده.

جايلون، الذي كان يراقب بحزم، أجابه ببساطة: "إن لم تقتل نفسك، فلن يقتلك أحد. التحدي ليس في العدو الخارجي، بل في داخلك. تركيزك، إرادتك، وسرعتك هي التي تحدد مصيرك."

ثم، في لحظة مفاجئة، تحرك جايلون بسرعة، مما جعل كايلدر يفقد توازنه ويهوي على الأرض. سقط على ظهره، وجسده يتألم من شدة الصدمة.

"الركيزة الأولى لتعلم القتال هي أن تتوقع ما لا تتوقعه، ولا تعتمد فقط على قوتك." قال جايلون، وهو يمد يده لرفع كايلدر.

"أنت تقول دائمًا نفس الأشياء! كيف أستطيع أن أتوقع ما لا أستطيع رؤيته؟" أجاب كايلدر وهو ينهض متألمًا.

جايلون أبتسم بصمت: "بالتدريب، ستتعلم أن تلاحظ التفاصيل الصغيرة. حركة يد، لمحة عيون، حتى صوت القدم على الأرض. حواسنا أقوى مما نظن، لكننا نغفل عنها."
----------------------------------------------------


المعركة مع الذئاب: لحظة الاختبار.


في أحد الأيام، بينما كان كايلدر يقطع الأخشاب في الغابة، كان هناك صوت غريب يقترب منه. قبل أن يستوعب الموقف، ظهرت مجموعة من الذئاب من بين الأشجار، وهي تتقدم نحوه بسرعة. سحب سكينه بسرعة، لكنه كان يعلم أن المواجهة مع الذئاب ستكون معركة عنيفة.

"تذكر كل ما تعلمته!" صرخ جايلون من خلفه، وهو يهبط من الجبل في اللحظة الحاسمة. انقض على الذئاب بسيفه طويلًا، مشعلًا نار القتال في قلب كايلدر.

سريعة وقوية، كانت الذئاب تهاجم بشكل منسق، ولكن جايلون كان يتحرك بشكل سلس، كأنه جزء من الطبيعة. بينما كان كايلدر يعترض هجمات الذئاب بيده المرتجفة، بدأ عقله يعمل بسرعة، متذكرًا نصائح جايلون.

بمجرد أن اقتربت ذئبة من الخلف، سحب كايلدر سكينه بسرعة، ثم استدار ليواجهها بكل قوته، ونجح في طعنها بسرعة مذهلة، مما جعل الذئاب الأخرى تتراجع في تردد.
----------------------------------------------------


التمرد على الواقع: بداية الرحيل.


ومع مرور الوقت، أصبح كايلدر يعاني من الصراع الداخلي بين البقاء في قريته والتطلع إلى شيء أكبر. كان يشعر بأن هناك شيئًا أكبر في هذا العالم من أن يظل مجرد فلاح فقير. في أحد الأيام، بينما كان يشاهد أحد النبلاء يُجبر المزارعين على دفع ضرائب لا تُطاق، كان قلبه يغلي بالغضب. كيف يمكن للناس أن يقبلوا هذا؟ كيف يقبل والده أن يُهان بهذه الطريقة؟

في تلك اللحظة، قرر كايلدر أنه يجب أن يغادر إيريدون. لم يعد بإمكانه أن يكون جزءًا من هذه الحياة المحطمة. لقد قرر أن يسلك طريقًا مختلفًا، طريقًا يقوده إلى أماكن بعيدة وأعالي جديدة. كانت الخريطة في ذهنه تُذكره بأفق واسع ينتظره، ولم يعد يستطيع التأجيل.
---------------------------------------------------

الوداع والمغادرة.


في صباح أحد الأيام، حيث كان الضباب يكتسح الجبال العالية ويغطي الوادي بخيوط من النور الباهت، وقف كايلدر أمام منزله للمرة الأخيرة. كان قلبه مثقلًا بالشكوك والألم، لكنه كان يعلم أن هذه هي اللحظة التي لا مفر منها. لقد قرر أن يترك كل شيء وراءه: عائلته، قريته، والحياة التي كانت تجذب أقدامه نحو الطريق المظلم.

والدته، إيلينور، كانت تقف بالقرب من باب المنزل، تتأمل الأفق البعيد كما لو كانت ترى المستقبل. عندما اقترب كايلدر منها، لم تقل شيئًا في البداية. كانت عيونها مليئة بالكلمات التي لم تخرج. أمسك بيدها، لكن كان هناك شيء غريب في نظرتها.

قالت إيلينور بصوت هادئ، يكاد لا يُسمع:
"لا تظن أن الطريق الذي اخترته سيكون سهلاً. ولا تظن أن المعركة التي ستخوضها هي فقط ضد الأعداء. هناك أشياء أكبر من ذلك في انتظارك، أشياء لا تستطيع أن ترى أو أن تفهمها الآن."

ثم أضافت، وهي تطيل النظر إلى معلمه الذي كان يقف على بُعد خطوات قليلة منهم:
"احذر من الظلال التي يخفونها عنك. قد يكون هناك من يسير معك في الظلام، ولكنه في النهاية لن يكون هو من يضيء لك الطريق."

لم يفهم كايلدر كلمات والدته في تلك اللحظة، لكنها كانت تترك في قلبه شعورًا غريبًا، كأنها تحذره من شيء غير مرئي. ثم ابتسمت إيلينور، وأدارت ظهرها، تاركة إياه يواجه مستقبله الذي لا يزال مجهولًا.

لم يتحدث كايلدر عن كلمات والدته بعد مغادرتهما. كانت تلك الكلمات تلتصق بذهنه، لكنه كان في غمرة رحيله، لا يستطيع تفسير معناها. ربما كان قد شعر بشيء في أعماقه يشير إلى أن الأمور لن تكون كما يتوقع.
----------------------------------------------------

الرحلة مع جايلون: المعلم المرافق.

جايلون، المعلم الذي كان قد أصبح أكثر من مجرد مرشد، رافق كايلدر في رحلته عبر الجبال والوديان. لم يكن مجرد معلم أو مدرب، بل كان أحد الشخصيات الأساسية التي شكلت مسار كايلدر، يرافقه في كل خطوة. رغم أن جايلون كان رجلًا غامضًا وملتويًا في بعض الأحيان، إلا أن وجوده كان يشع بالأمان والتوجيه. كان كايلدر قد بدأ يثق به بشكل تدريجي.

في إحدى الليالي، بينما كانا يتنقلان عبر الغابات الكثيفة، وقف جايلون أمامه وقال بصوت منخفض، كأنما يحاول أن يطوي سره في الكلمات:
"أنت الآن في قلب العالم الذي لا يعترف بالرحمة. ستلتقي بأعداء أقوى منك، وستواجه تحديات أكبر مما تتصور. ولكن، تذكر... لا تسعى لتكون مجرد محارب. سعيك يجب أن يكون وراء شيء أكبر من السيوف والقتال."

كايلدر نظر إليه بعينين مشدودتين. كانت هناك هالة من الغموض حول جايلون، وكلمات تشعره أحيانًا أنه ليس فقط محاربًا عاديًا، بل حامل لأسرار قديمة كانت تتجاوز عمره.

"لماذا تقول ذلك؟" سأل كايلدر، محاولًا أن يفهم دوافع جايلون.

جايلون ابتسم ابتسامة غامضة، وقال:
"ستعرف لاحقًا، عندما يأتي وقتك. كل شيء في هذه الحياة له ثمنه. لكن إياك أن تظن أن القوة هي وحدها التي تحدد مصيرك."
----------------------------------------------------

الرحلة تتواصل.

بينما كانوا يسافرون من قرية إلى أخرى، وأثناء الليل البارد الذي يجلبه الشتاء في الجبال، كان كايلدر يشعر بأن شيئًا ما في نفسه قد بدأ يتغير. المعركة الحقيقية لم تكن في مواجهات الذئاب أو الصيادين، بل في معركة ضد ذاته. كان يتعلم أن القوة ليست مجرد عضلات أو سيوف، بل هي الإرادة الصلبة، والفهم العميق لما يجري من حوله.

على الرغم من صعوبة رحلته، كانت هناك لحظات من السكون، حيث كان يقف في منتصف العراء، يحس بهدوء محيطه ويتأمل الأفق البعيد. في تلك اللحظات، كان يشعر بشيء غامض يربطه بالعالم كله، وكأن كلماته والدته كانت ترن في ذهنه، تحمل تحذيرات وقصصًا لم يفهمها بعد.

مع مرور الأيام، بدأ كايلدر في تمييز أبعاد جديدة للعالم، أبعاد لا يتسنى لأي شخص أن يراها بوضوح. كان جايلون دائمًا بالقرب منه، يحميه ويرشده، وكأنهما يسيران معًا نحو قدر غير واضح.

كان كايلدر يعرف الآن أن هذه الرحلة لن تنتهي قريبًا، وأن كل خطوة يخطوها نحو المستقبل، كانت خطوة نحو مصير أكبر من أي شيء كان يتوقعه. ولكنه كان عازمًا على السير فيه، متسلحًا بكل ما تعلمه من معلمه، وبكلمات والدته التي كانت تهمس في عقله مثل صدى بعيد.

ورغم كل الظلال التي يراها، كان قلبه ينبض بالأمل. والأمل في المستقبل هو ما كان يدفعه للاستمرار، مهما كانت التحديات التي سيواجهها.

---------------------------------------------------
صديقي العزيز لو وصلت لحد هنا أتمني إنك تعرف إن الجزء ماهو الا بداية القصة .🌷


و ده مش معناه أبدًا إن القادم أجمل وأروع من كده لا إنما دي معلومة بسيطة إن القادم هيختلف سرد و رتم وتفاصيل أو حبكة سواء للأسوء أو للأفضل هسيبك أنت تقرر♥️

هنتقابل قريب بااي🧚🏻‍♀️💜
---------------------------------------------------


الجزء الثاني.

الفصل الأول: عبور الجبال.

عصفت الرياح الباردة كأنها أنفاس جبال شاهقة تتنفس في الشتاء القاسي، حاملة معها صوتًا غامضًا من الطبيعة، كأنها تُحذر كايلدر وجايلون من شيء لم يظهر بعد. الثلج كان يُخفي معالم الطريق، وكل خطوة على الصخور المغطاة بالجليد بدت كأنها معركة مع الموت.

جايلون كان يتحرك بخطوات حذرة، عينيه تفحصان كل شجرة وكل ظل بين الصخور، بينما كايلدر كان يلهث بصعوبة، يشعر ببرودة اخترقت حتى أعماق عظامه. معطفه كان بالكاد يكفي لحمايته، ويده كانت تمسك سيفه كأنها تبحث عن طمأنينة وسط هذا العدم.

"كايلدر، لا تنظر للأسفل. التركيز على وجهتك هو ما سيُبقيك حيًا هنا"، قال جايلون بصوت حازم، لكنه لم يتلقَ ردًا من الشاب.

في هذه اللحظات، كان كايلدر يشعر أن كل شيء بداخله يتغير. البرد لم يكن مجرد طقس سيئ؛ كان اختبارًا لقوته الداخلية. كلما تقدم خطوة، شعر وكأنه يترك جزءًا من ماضيه وراءه، لكنه لا يعلم إلى أي مستقبل يسير.

مع اقتراب الليل، عثروا على كهف صغير، مدخله مخفي خلف شجرة متجمدة. أشعل جايلون نارًا بسرعة، وبدأ يطهو بعض الطعام البسيط.
"كايلدر، الجبال هنا ليست مجرد حجارة وصخور. هذه الأرض تتحدث، لمن يستطيع أن يسمعها."

كايلدر رفع عينيه المرهقتين إليه، ولم يستطع سوى أن يسأل بصوت خافت: "تتحدث؟ وماذا تقول؟"

جايلون ابتسم ابتسامة خفيفة، لكنها كانت مليئة بالغموض. "تُخبرك بما في داخلك، يا فتى. إذا كنت تحمل شجاعة كافية لتسمع، إنها مكان يُغربل فيه البشر. من يخرج منها ليس نفسه من دخلها."

--------------------------------------------------

الفصل الثاني: دخان القرية

بعد أيام من السير المضني، ظهرت القرية أخيرًا. بدت كأنها بقعة صغيرة من الحياة وسط بحر من البياض والصمت القاتل ،صمت المكان كان يحمل هالة غريبة تُشعر الداخل إليه بأنه مراقب.. المنازل كانت بسيطة، مصنوعة من الخشب الداكن، وأسقفها المنحنية تكاد تغرق تحت وطأة الثلوج. رغم أن الدخان كان يتصاعد من المداخن، إلا أن المكان بدا فارغًا، كأن الحياة فيه مجرد قشرة تخفي تحتها سرًا ثقيلًا.

"هل هذه هي القرية؟" سأل كايلدر بينما كان ينظر بحذر حوله.

جايلون أومأ برأسه. "إنها جزء صغير من عشيرة أكبر. هذه الأماكن ليست كما تبدو. كل شيء هنا له معنى، حتى الصمت."

عند مدخل القرية، وقف حارس عظيم الجثة، عيناه مثل عيون الذئاب، تدرس كل تفصيلة في الزائرين.رمحه طويل لدرجة أنه بدا كأنه يُبقي السماء نفسها بعيدة عن الأرض. عندما رأى جايلون وكايلدر، رفع يده إشارة للتوقف.

"من أنتما؟ ولماذا أتيتما إلى هنا؟"

جايلون أشار إلى كايلدر وقال بهدوء: "مسافرون نبحث عن مأوى. لسنا هنا لإثارة المتاعب."

الحارس لم يتحرك، بل نظر إلى كايلدر نظرة طويلة كأنها تخترق أعماقه. ثم قال: "هذا الفتى... شيء فيه غريب."

قبل أن يطول النقاش، خرج شيخ من بين المنازل. كان رجلاً مسنًا يرتدي عباءة سوداء مزينة برموز غريبة. تقدم بخطوات هادئة، لكنه كان يحمل هالة من السلطة جعلت الجميع يفسح له الطريق.

"دعهم يمرون." قال الشيخ بصوت منخفض، لكنه كان يحمل ثقلًا جعل حتى الحارس ينحني قليلاً احترامًا.

كايلدر شعر بنظرة الشيخ عليه، كأنها وزن لا يستطيع تحمله. "أنت، يا فتى... وجودك هنا ليس صدفة، هناك أشياء كثيرة لا تعرفها بعد، يا فتى. لكن وقت المعرفة سيأتي." قال الشيخ قبل أن يدير ظهره ويدعوهم للدخول.

كايلدر شعر بثقل نظرات الشيخ، لكنه لم يجرؤ على سؤاله. كأن الرجل يعرف عنه أكثر مما يعرفه هو عن نفسه.
--------------------------------------------------

الفصل الثالث: أصول القرية

داخل منزل الشيخ، كانت الجدران مغطاة برسومات قديمة وأقنعة منحوتة تحمل رموزًا غامضة. في أحد الأركان، وُضعت طاولة خشبية مغطاة بخرائط قديمة، وجلد حيوانات كُتبت عليه نصوص بلغة غير مفهومة.

"أتعلمان أين أنتما الآن؟" بدأ الشيخ حديثه بصوت عميق.

جايلون أومأ برأسه. "هذه القرية ليست مجرد مكان صغير وسط الجبال. إنها امتداد لعشيرة أكبر. عشيرة لا يتحدث عنها أحد، لكنها موجودة في كل زاوية من هذه الأرض."

نظر كايلدر بحذر إلى جايلون، ثم إلى الشيخ، وسأل: "عشيرة؟ ماذا تقصد؟"

الشيخ ابتسم ابتسامة غامضة، ثم قال: "أصولنا تعود إلى زمن قبل أن تبدأ هذه الجبال في حمل الثلوج. نحن أحفاد عشيرة 'النصل الأسود'، عشيرة لم يُعرف لها بداية واضحة. لكننا كنا دومًا موجودين، نراقب، ننتظر الوقت المناسب."

جايلون، الذي بدا عليه معرفة ما يتحدث عنه الشيخ، أضاف: "النصل الأسود ليس مجرد اسم. إنها فكرة، قوة. لكن هذه القوة لا تُمنح لأي كان. إنها تأتي بثمن."

كايلدر شعر ببرودة غريبة تسري في جسده، ليس بسبب الطقس هذه المرة، بل بسبب الكلمات. "وماذا عن هذه القرية؟ هل هي مركز العشيرة؟"

الشيخ هز رأسه ببطء. "هذه القرية ليست سوى فرع صغير، لكن جذورنا عميقة. نحن نُرسل هنا للتعلم، للاختبار. من يبقَ، يُصبح جزءًا من شيء أكبر."

"أتعرف معنى أن تكون هنا؟" قال الشيخ بصوت عميق وكأنه يتحدث إلى أجيال من الماضي، وليس فقط إلى الشاب الجالس أمامه.

أشار الشيخ إلى خريطة قديمة على الحائط كل هذه الأرض تحت سيطرتنا، لكننا لا نحكمها بالقوة. نحن نحكمها بالخفاء، بالصبر. ولقد أتيت إلى هنا ليس صدفة، يا كايلدر. هناك شيء داخلك... شيء يجب أن يُكشف."
--------------------------------------------------

الفصل الرابع: سر العشيرة

في اليوم التالي، تجول كايلدر في القرية الصغيرة. كان السكان يعملون بصمت، لكن كل حركة بدت مدروسة، كأنهم يتبعون نظامًا غير مرئي. الرجال كانوا يحملون أسلحة بسيطة، لكنها مصنوعة بدقة لافتة، بينما النساء كنّ ينقشن رموزًا على الخشب والحجارة.

جايلون كان يراقب كايلدر من بعيد، ثم اقترب منه وقال: "أتعرف لماذا أنت هنا؟"

كايلدر نظر إليه بارتباك. "لا أعرف شيئًا. أشعر أنني في حلم، كل شيء يبدو خاطئًا."

جايلون وضع يده على كتف الشاب. "هذا المكان سيُغيرك. لكن أولاً، يجب أن تفهم شيئًا: هذه القرية، وهذه العشيرة، ليست كما تبدو. قوتهم ليست في السلاح أو العدد. إنها في قدرتهم على التحكم بالمجهول."

كايلدر شعر بثقل الكلمات، لكنه لم يفهمها بعد. كل ما يعرفه هو أن هذا المكان يحمل سرًا أكبر منه.
--------------------------------------------------

الفصل الخامس: طقوس العشيرة

في المساء، دعا الشيخ كايلدر وجايلون إلى الساحة الصغيرة وسط القرية. كان السكان جميعهم هناك، مصطفين بصمت تام. الرجال كانوا يحملون مشاعل تتوهج بنار خافتة، المشاعل أضاءت الظلام، لكن الجو كان مشحونًا بشيء لم يستطع كايلدر تفسيره،والنساء يقفن خلفهم يحملن أوعية تحتوي على مسحوق أسود لامع.

في وسط الساحة، كان هناك حجر دائري ضخم، عليه نقوش متشابكة. بدا كأنه جزء من طقوس قديمة تعود إلى زمن سحيق.

جايلون همس لكايلدر: "هذا ليس مجرد حجر. إنه قلب هذه الأرض. كل ما نفعله، كل ما نحن عليه، يبدأ من هنا."

الشيخ تقدم نحو الحجر، ورفع يديه كما لو أنه يخاطب قوة غير مرئية. "أيها الأسلاف، نحن هنا اليوم كما كنتم دائمًا. نحن نُعيد العهد، ونُجدد الوعد بأن نورنا سيبقى مضيئًا في ظلام هذه الأرض."

بدأت النساء في رش المسحوق الأسود على النار، التي اشتعلت فجأة بلون أحمر قانٍ كأنها ددمم يغلي. الجو امتلأ برائحة غريبة، خليط من الأعشاب والرماد، مما جعل كايلدر يشعر بدوار طفيف.

ثم أشار الشيخ إلى كايلدر: "اقترب."

كايلدر تقدم بخطوات بطيئة، يشعر بأن الجميع ينظرون إليه، وكأنهم ينتظرون منه شيئًا. "ماذا أفعل؟" سأل بصوت متردد.

الشيخ أشار إلى الحجر. "ضع يدك عليه."

كايلدر تقدم ببطء نحو الحجر، وأعين الجميع كانت تتابعه بصمت. عندما لمس الحجر، شعر بشيء غريب. كأن دفقة من الحرارة والجليد اخترقت جسده في آنٍ واحد. ثم بدأ يرى صورًا خاطفة: معارك قديمة، وجوهًا لا يعرفها، ممالك تنهار، وأسلاف بوجوه صارمة ينظرون إليه مباشرة.

"هذا هو الإرث الذي لا يمكنك الهروب منه، يا كايلدر. الآن، أصبح طريقك واضحًا."
"لقد عاد المنقذ..."

كانت الكلمات تتردد داخل رأسه، لكنها لم تكن صادرة من أحد الحاضرين. بدا كأنها صدى من الماضي.

النار اشتعلت بلون أحمر قانٍ، والهواء امتلأ برائحة غريبة كأنها خليط من رماد وأعشاب نادرة. الشيخ، الذي بدا عليه الاضطراب، التفت للحظة وكأنه يُخفي دهشة كبيرة.

لكن قبل أن يقول شيئًا، سقط كايلدر على ركبتيه، والتنفس أصبح صعبًا. الجميع وقفوا متجمدين، والشيخ تمتم لنفسه: "لقد تحقق ما قيل في النبوءات، لكنه أصغر مما توقعت. كيف سيتحمل عبء هذه الأرض؟"
--------------------------------------------------

النهاية : الإرث الغامض

كايلدر استيقظ في صباح اليوم التالي بجسد مرهق، لكنه شعر بشيء مختلف في داخله. كأنه جزء من شيء أكبر، شيء لم يفهمه بعد.

جايلون اقترب منه وقال بهدوء: "كايلدر، ما حدث بالأمس لم يكن صدفة. كل شيء هنا له غاية. وأنت... أنت الغاية."

كايلدر لم يُجب، لكنه كان يعلم أن هذا المكان لم يكن مجرد محطة في رحلته. داخله شعور غامض، كأنه يُدرك أن الأسلاف لم يختاروه عبثًا، وأن ما ينتظره سيُغير العالم بأكمله.
--------------------------------------------------

طلام وصلت لهنا يا عزيزي متنساش تقولي رأيك والتغيير هل فعلا للأفضل ولا للأسوء

هشوفك قريب ...باي🧚🏻‍♀️💜

----------------------------------------------------------------------
 
  • عجبني
  • حبيته
التفاعلات: Life Arch, Doctor Ahmed, العمده فارس و 8 آخرين
اميرة القلم الذهبي 🥰❤️‍

هقرأ وارجعلك 😂🥰🥰
 
  • حبيته
التفاعلات: LADY MONA
  • حبيته
التفاعلات: Doctor Ahmed

كايلدر: البداية.

في قلب الشتاء، حيث كانت الرياح تعوي بين الأشجار العالية وتنذر بالموت البارد، وُلد كايلدر في قرية إيريدون الصغيرة. كانت قرية مُعزولة بين جبال شاهقة، حيث كانت الحياة هناك تسير ببطء شديد وكأنها ضاعت بين طيات الزمن. في تلك الليلة، كان الغيم يتراكم في السماء بشكل غير عادي، وتحت تلك السماء الداكنة، كانت الأرض تستعد لاستقبال مولد الطفل الذي سيغير مصيره في هذا العالم القاسي.

جورفين، والد كايلدر، كان يعمل في الأراضي الفقيرة المحيطة بالقرية. رجل بسيط، صلب في تعاملاته وحازم في حكمه على الحياة. أما إيلينور، والدته، فكانت سيدة رقيقة، تجمع بين طيبة القلب وحكمة أهل القرية. لكنها كانت تشعر دائمًا أن هناك شيئًا غير عادي في كايلدر، منذ اللحظة التي أتى فيها إلى الحياة. كان الطفل يبتسم وكأن لديه معرفة غير مرئية عن المستقبل.

"إنه حي، حي، لا يزال على قيد الحياة!" قالت إيلينور، بصوت ضعيف، بعدما أنجبت الط-فل في تلك الليلة العاصفة.

لكن لم يكن أحد يعلم حينها أن هذا الطفل سيكون أكثر من مجرد *** عادي. كانت نبوءة تتوارى خلف تلك العيون الزرقاء اللامعة، وكان كايلدر يحمل شيئًا خاصًا بداخله لم يدركه أحد في ذلك الوقت. كانت هذه بداية قصة رجل سيصير له شأن عظيم في عالم مليء بالصراعات والمكر.
-----------------------------------------------------

الطفو-لة في إيريدون: درب التحدي.

كبر كايلدر في بيئة مليئة بالتحديات والمصاعب. كان يركض بين الأشجار في الغابات الكثيفة، ويتسلق الجبال الصغيرة التي تحيط بالقرية كما لو كانت جزءًا من حياته اليومية. في سن الخامسة، كان يتقن الرماية بالقوس ويحارب مع الأطفال الأكبر منه في الساحة الخلفية للمزرعة. منذ البداية، كانت هناك رغبة قوية بداخله في أن يصبح أكثر من مجرد فتى فقير في قرية مهملة.

كان جورفين يعلم أن الحياة في إيريدون لن تمنح ابنه الكثير من الفرص، لذلك كان يعلمه دروسًا قاسية منذ سن مبكرة. "إذا كنت تريد البقاء على قيد الحياة، يجب أن تتعلم أن تكون أقوى من الجميع." كان يقول له وهو يعلمه كيف يقاتل. كان يمرران ساعات طويلة في التدريبات البدنية، حيث كان كايلدر يتعلم فنون المبارزات الأساسية، والقتال بالأيدي، بالإضافة إلى تعلم كيفية استخدام الأدوات البسيطة التي كانت متاحة لهم.

في أحد الأيام، عندما كان كايلدر في التاسعة من عمره، أخذ والده إلى الجبال المجاورة لتدريبه على الصيد. "يجب أن تتعلم كيف تبقى صامتًا، كيف تكون جزءًا من الطبيعة، وكيف تقرأ العلامات حولك." قال جورفين وهو يرصد الفريسة. "الصيد ليس فقط عن القوة، بل عن الفطنة. يجب أن تعرف متى تتحرك ومتى تنتظر." كان كايلدر يتنقل بهدوء بين الأشجار، يتبع آثار الحيوانات في الثلج، ويتقن فن الصبر في انتظار اللحظة المناسبة.
-------------------------------------------------------

التحول إلى الفروسية: السعي للحرية.

في أحد الأيام، بينما كان كايلدر يتنقل في السوق الكبرى في فالترين مع والده، وقع نظره على شيء غير مألوف تمامًا: خريطة ضخمة معلقة على جدار مكتبة قديمة. كانت الخريطة تُظهر عوالم لم يسمع عنها من قبل، أراضٍ بعيدة تغمرها الجبال والصحارى اللامتناهية. كتب عليها "العالم المعروف". كانت الخريطة قديمة ومبهمة، لكن تفاصيلها كانت تثير شغف كايلدر. كيف يمكن لهذا العالم أن يكون بعيدًا عن هذه القرية؟ كانت تلك لحظة غيرت مجرى حياته إلى الأبد.

قال بيلدار، صاحب المكتبة، وهو يراقب عيناه اللامعتين بينما كان كايلدر يدرس الخريطة: "هذه الخريطة تفتح لك أبوابًا لم تعرفها. لكن إذا كنت تسعى للحرية، فهناك طريق طويل أمامك. وهل أنت مستعد له؟"

أجاب كايلدر بتردد: "أنا مستعد. لا أريد أن أظل هنا، في هذا المكان المظلم."

لقد شعر في تلك اللحظة أن هذه الخريطة تمثل الأمل الوحيد له للهروب من مصير قريته، من حصار الجبال التي تمنعهم من المضي قدمًا.
---------------------------------------------------

اللقاء مع جايلون: المعلم الذي سيغير كل شيء.

بعد أيام قليلة من ذلك اللقاء مع بيلدار، تعرض كايلدر لهجوم من قبل مجموعة من الذئاب أثناء جمعه الحطب في الغابة. في تلك اللحظة، ظهر رجل غريب عن ظهر الجبل، جايلون، الذي كان يحمل سيفًا طويلاً حادًا. بمساعدة جايلون، تمكن كايلدر من النجاة من هجوم الذئاب. لكن جايلون لم يكن مجرد محارب عادي.

قال جايلون، وهو يطهر سيفه الدموي: "الذئاب لا تهاجم من دون سبب. إنهم يخافون أو يتضورون جوعًا. أما أنت، فأنت شاب تملك القوة ولكن لا تعرف كيف تسيطر عليها بعد."

رد كايلدر بنبرة مشوشة: "لماذا أنقذتني؟"

أجاب جايلون بصوت هادئ، لكنه حازم: "لأنك أكثر من مجرد فتى ضائع. ولكن إن أردت أن تبقى على قيد الحياة في هذا العالم، عليك أن تتعلم كيف تقاتل."

كان جايلون قديمًا محاربًا في جيش المملكة ولكنه طُرد بسبب ماضيه المظلم. لكنه كان يعرف ما يتطلبه الأمر للبقاء على قيد الحياة في عالم قاسي كهذا. أصبح جايلون معلمًا لكايلدر، يعلمه فنون المبارزات القاسية، ويدربه على فنون القتال المتقدمة التي تعلمها في شبابه.
----------------------------------------------------

مشهد التدريب الأول مع جايلون.

كان صباحًا ضبابيًا، وكان كايلدر يستعد للقاء جايلون على قمة الجبل حيث يتدرب المدرب. كان قد تعلم الكثير عن المبارزات البدائية، لكن جايلون كان دائمًا يسعى لجعله يتجاوز حدود معارفه. وقف كايلدر أمام المدرب في ساحة التدريب، وهو يشعر بضغوط العالم من حوله، كما لو أن القدر يراقب كل خطوة.

"لا تقلق، لن تقتلني اليوم، أليس كذلك؟" قال كايلدر، وهو يقف متأهبًا أمام جايلون الذي كان يحمل سيفًا طويلًا بيده.

جايلون، الذي كان يراقب بحزم، أجابه ببساطة: "إن لم تقتل نفسك، فلن يقتلك أحد. التحدي ليس في العدو الخارجي، بل في داخلك. تركيزك، إرادتك، وسرعتك هي التي تحدد مصيرك."

ثم، في لحظة مفاجئة، تحرك جايلون بسرعة، مما جعل كايلدر يفقد توازنه ويهوي على الأرض. سقط على ظهره، وجسده يتألم من شدة الصدمة.

"الركيزة الأولى لتعلم القتال هي أن تتوقع ما لا تتوقعه، ولا تعتمد فقط على قوتك." قال جايلون، وهو يمد يده لرفع كايلدر.

"أنت تقول دائمًا نفس الأشياء! كيف أستطيع أن أتوقع ما لا أستطيع رؤيته؟" أجاب كايلدر وهو ينهض متألمًا.

جايلون أبتسم بصمت: "بالتدريب، ستتعلم أن تلاحظ التفاصيل الصغيرة. حركة يد، لمحة عيون، حتى صوت القدم على الأرض. حواسنا أقوى مما نظن، لكننا نغفل عنها."
----------------------------------------------------


المعركة مع الذئاب: لحظة الاختبار.


في أحد الأيام، بينما كان كايلدر يقطع الأخشاب في الغابة، كان هناك صوت غريب يقترب منه. قبل أن يستوعب الموقف، ظهرت مجموعة من الذئاب من بين الأشجار، وهي تتقدم نحوه بسرعة. سحب سكينه بسرعة، لكنه كان يعلم أن المواجهة مع الذئاب ستكون معركة عنيفة.

"تذكر كل ما تعلمته!" صرخ جايلون من خلفه، وهو يهبط من الجبل في اللحظة الحاسمة. انقض على الذئاب بسيفه طويلًا، مشعلًا نار القتال في قلب كايلدر.

سريعة وقوية، كانت الذئاب تهاجم بشكل منسق، ولكن جايلون كان يتحرك بشكل سلس، كأنه جزء من الطبيعة. بينما كان كايلدر يعترض هجمات الذئاب بيده المرتجفة، بدأ عقله يعمل بسرعة، متذكرًا نصائح جايلون.

بمجرد أن اقتربت ذئبة من الخلف، سحب كايلدر سكينه بسرعة، ثم استدار ليواجهها بكل قوته، ونجح في طعنها بسرعة مذهلة، مما جعل الذئاب الأخرى تتراجع في تردد.
----------------------------------------------------


التمرد على الواقع: بداية الرحيل.


ومع مرور الوقت، أصبح كايلدر يعاني من الصراع الداخلي بين البقاء في قريته والتطلع إلى شيء أكبر. كان يشعر بأن هناك شيئًا أكبر في هذا العالم من أن يظل مجرد فلاح فقير. في أحد الأيام، بينما كان يشاهد أحد النبلاء يُجبر المزارعين على دفع ضرائب لا تُطاق، كان قلبه يغلي بالغضب. كيف يمكن للناس أن يقبلوا هذا؟ كيف يقبل والده أن يُهان بهذه الطريقة؟

في تلك اللحظة، قرر كايلدر أنه يجب أن يغادر إيريدون. لم يعد بإمكانه أن يكون جزءًا من هذه الحياة المحطمة. لقد قرر أن يسلك طريقًا مختلفًا، طريقًا يقوده إلى أماكن بعيدة وأعالي جديدة. كانت الخريطة في ذهنه تُذكره بأفق واسع ينتظره، ولم يعد يستطيع التأجيل.
---------------------------------------------------

الوداع والمغادرة.


في صباح أحد الأيام، حيث كان الضباب يكتسح الجبال العالية ويغطي الوادي بخيوط من النور الباهت، وقف كايلدر أمام منزله للمرة الأخيرة. كان قلبه مثقلًا بالشكوك والألم، لكنه كان يعلم أن هذه هي اللحظة التي لا مفر منها. لقد قرر أن يترك كل شيء وراءه: عائلته، قريته، والحياة التي كانت تجذب أقدامه نحو الطريق المظلم.

والدته، إيلينور، كانت تقف بالقرب من باب المنزل، تتأمل الأفق البعيد كما لو كانت ترى المستقبل. عندما اقترب كايلدر منها، لم تقل شيئًا في البداية. كانت عيونها مليئة بالكلمات التي لم تخرج. أمسك بيدها، لكن كان هناك شيء غريب في نظرتها.

قالت إيلينور بصوت هادئ، يكاد لا يُسمع:
"لا تظن أن الطريق الذي اخترته سيكون سهلاً. ولا تظن أن المعركة التي ستخوضها هي فقط ضد الأعداء. هناك أشياء أكبر من ذلك في انتظارك، أشياء لا تستطيع أن ترى أو أن تفهمها الآن."

ثم أضافت، وهي تطيل النظر إلى معلمه الذي كان يقف على بُعد خطوات قليلة منهم:
"احذر من الظلال التي يخفونها عنك. قد يكون هناك من يسير معك في الظلام، ولكنه في النهاية لن يكون هو من يضيء لك الطريق."

لم يفهم كايلدر كلمات والدته في تلك اللحظة، لكنها كانت تترك في قلبه شعورًا غريبًا، كأنها تحذره من شيء غير مرئي. ثم ابتسمت إيلينور، وأدارت ظهرها، تاركة إياه يواجه مستقبله الذي لا يزال مجهولًا.

لم يتحدث كايلدر عن كلمات والدته بعد مغادرتهما. كانت تلك الكلمات تلتصق بذهنه، لكنه كان في غمرة رحيله، لا يستطيع تفسير معناها. ربما كان قد شعر بشيء في أعماقه يشير إلى أن الأمور لن تكون كما يتوقع.
----------------------------------------------------

الرحلة مع جايلون: المعلم المرافق.

جايلون، المعلم الذي كان قد أصبح أكثر من مجرد مرشد، رافق كايلدر في رحلته عبر الجبال والوديان. لم يكن مجرد معلم أو مدرب، بل كان أحد الشخصيات الأساسية التي شكلت مسار كايلدر، يرافقه في كل خطوة. رغم أن جايلون كان رجلًا غامضًا وملتويًا في بعض الأحيان، إلا أن وجوده كان يشع بالأمان والتوجيه. كان كايلدر قد بدأ يثق به بشكل تدريجي.

في إحدى الليالي، بينما كانا يتنقلان عبر الغابات الكثيفة، وقف جايلون أمامه وقال بصوت منخفض، كأنما يحاول أن يطوي سره في الكلمات:
"أنت الآن في قلب العالم الذي لا يعترف بالرحمة. ستلتقي بأعداء أقوى منك، وستواجه تحديات أكبر مما تتصور. ولكن، تذكر... لا تسعى لتكون مجرد محارب. سعيك يجب أن يكون وراء شيء أكبر من السيوف والقتال."

كايلدر نظر إليه بعينين مشدودتين. كانت هناك هالة من الغموض حول جايلون، وكلمات تشعره أحيانًا أنه ليس فقط محاربًا عاديًا، بل حامل لأسرار قديمة كانت تتجاوز عمره.

"لماذا تقول ذلك؟" سأل كايلدر، محاولًا أن يفهم دوافع جايلون.

جايلون ابتسم ابتسامة غامضة، وقال:
"ستعرف لاحقًا، عندما يأتي وقتك. كل شيء في هذه الحياة له ثمنه. لكن إياك أن تظن أن القوة هي وحدها التي تحدد مصيرك."
----------------------------------------------------

الرحلة تتواصل.

بينما كانوا يسافرون من قرية إلى أخرى، وأثناء الليل البارد الذي يجلبه الشتاء في الجبال، كان كايلدر يشعر بأن شيئًا ما في نفسه قد بدأ يتغير. المعركة الحقيقية لم تكن في مواجهات الذئاب أو الصيادين، بل في معركة ضد ذاته. كان يتعلم أن القوة ليست مجرد عضلات أو سيوف، بل هي الإرادة الصلبة، والفهم العميق لما يجري من حوله.

على الرغم من صعوبة رحلته، كانت هناك لحظات من السكون، حيث كان يقف في منتصف العراء، يحس بهدوء محيطه ويتأمل الأفق البعيد. في تلك اللحظات، كان يشعر بشيء غامض يربطه بالعالم كله، وكأن كلماته والدته كانت ترن في ذهنه، تحمل تحذيرات وقصصًا لم يفهمها بعد.

مع مرور الأيام، بدأ كايلدر في تمييز أبعاد جديدة للعالم، أبعاد لا يتسنى لأي شخص أن يراها بوضوح. كان جايلون دائمًا بالقرب منه، يحميه ويرشده، وكأنهما يسيران معًا نحو قدر غير واضح.

كان كايلدر يعرف الآن أن هذه الرحلة لن تنتهي قريبًا، وأن كل خطوة يخطوها نحو المستقبل، كانت خطوة نحو مصير أكبر من أي شيء كان يتوقعه. ولكنه كان عازمًا على السير فيه، متسلحًا بكل ما تعلمه من معلمه، وبكلمات والدته التي كانت تهمس في عقله مثل صدى بعيد.

ورغم كل الظلال التي يراها، كان قلبه ينبض بالأمل. والأمل في المستقبل هو ما كان يدفعه للاستمرار، مهما كانت التحديات التي سيواجهها.

---------------------------------------------------
صديقي العزيز لو وصلت لحد هنا أتمني إنك تعرف إن الجزء ماهو الا بداية القصة .🌷


و ده مش معناه أبدًا إن القادم أجمل وأروع من كده لا إنما دي معلومة بسيطة إن القادم هيختلف سرد و رتم وتفاصيل أو حبكة سواء للأسوء أو للأفضل هسيبك أنت تقرر♥️

هنتقابل قريب بااي🧚🏻‍♀️💜
---------------------------------------------------
أميرة القلم الذهبي 🖋
و عاشقة الغموض 🥰😂

اي الجمال و الابداع ده

بدايه هي مش مجرد بدايه لقصة
هي بدايه مولد كاتب جديد
كاتب هيكون من القله القليلة الي مروا علي نسوانجي وامتعونا بكتباتهم وافكارهم❤️‍


بدايه كلها غموض لحد دلوقتي مفيش حاجه مفهومه لحد دلوقتي
القصة نفسها غير واضحه لحد دلوقتي

الاحداث بتجري تفاصيل كتير مختصره


بس انا متأكد ان ده كله تخطيط
اميرة القلم الذهبي 🖋


فهستني الجزء التاني عشان يمكن
الاقي فيه اجابات لأسألتي ❤️‍



بالتوفيق في القادم
ي
مشرفتي المميزة
 
  • عجبني
  • حبيته
التفاعلات: غريب عن العالم و LADY MONA
أميرة القلم الذهبي 🖋
و عاشقة الغموض 🥰😂

اي الجمال و الابداع ده

بدايه هي مش مجرد بدايه لقصة
هي بدايه مولد كاتب جديد
كاتب هيكون من القله القليلة الي مروا علي نسوانجي وامتعونا بكتباتهم وافكارهم❤️‍


بدايه كلها غموض لحد دلوقتي مفيش حاجه مفهومه لحد دلوقتي
القصة نفسها غير واضحه لحد دلوقتي

الاحداث بتجري تفاصيل كتير مختصره


بس انا متأكد ان ده كله تخطيط
اميرة القلم الذهبي 🖋


فهستني الجزء التاني عشان يمكن
الاقي فيه اجابات لأسألتي ❤️‍



بالتوفيق في القادم
ي
مشرفتي المميزة
قمري تسلملي أكيد القادم مختلف زي ما قولت في الآخر هيكون أكثر تفسيرا من كده ♥️

بالنسبة للغموض انت عارف ده لعبتي المفضلة😅🌷
 
  • حبيته
التفاعلات: Doctor Ahmed
قمري تسلملي أكيد القادم مختلف زي ما قولت في الآخر هيكون أكثر تفسيرا من كده ♥️

بالنسبة للغموض انت عارف ده لعبتي المفضلة😅🌷
منتظر منك كل جديد ي مشرفتي ❤️‍


طبعا انتي هتقولي ليا 😂😂🌷
 
  • حبيته
التفاعلات: LADY MONA
@Counselor X
عصر السرعة وكده 👈🏻👉🏻
 
  • حبيته
التفاعلات: Counselor X
روعه
 
  • حبيته
التفاعلات: LADY MONA
  • حبيته
التفاعلات: LADY MONA
  • حبيته
التفاعلات: Maya0
@LADY MONA
فخامة حرفيا ، في متعة جاية بلا شك
المقطع بتاع معركته من الذئب اتخيلت أن الأرض بيضاء مغطى بالثلوج و سرحت و جيت تاني قريت النص .
انا أبحرت مع الشخصيات برافو دا يدل على أن اسلوبك جاذب
في انتظارك
 
  • حبيته
التفاعلات: LADY MONA
@LADY MONA
فخامة حرفيا ، في متعة جاية بلا شك
المقطع بتاع معركته من الذئب اتخيلت أن الأرض بيضاء مغطى بالثلوج و سرحت و جيت تاني قريت النص .
انا أبحرت مع الشخصيات برافو دا يدل على أن اسلوبك جاذب
في انتظارك
@LADY MONA
فخامة حرفيا ، في متعة جاية بلا شك
المقطع بتاع معركته من الذئب اتخيلت أن الأرض بيضاء مغطى بالثلوج و سرحت و جيت تاني قريت النص .
انا أبحرت مع الشخصيات برافو دا يدل على أن اسلوبك جاذب
في انتظارك
ميرسي جدا تسلملي 🥰 سعيدة إنها عجبتك واكيد الجديد مش هيتاخر🌷🤝🏻
 
  • حبيته
التفاعلات: Counselor X

كايلدر: البداية.

في قلب الشتاء، حيث كانت الرياح تعوي بين الأشجار العالية وتنذر بالموت البارد، وُلد كايلدر في قرية إيريدون الصغيرة. كانت قرية مُعزولة بين جبال شاهقة، حيث كانت الحياة هناك تسير ببطء شديد وكأنها ضاعت بين طيات الزمن. في تلك الليلة، كان الغيم يتراكم في السماء بشكل غير عادي، وتحت تلك السماء الداكنة، كانت الأرض تستعد لاستقبال مولد الطفل الذي سيغير مصيره في هذا العالم القاسي.

جورفين، والد كايلدر، كان يعمل في الأراضي الفقيرة المحيطة بالقرية. رجل بسيط، صلب في تعاملاته وحازم في حكمه على الحياة. أما إيلينور، والدته، فكانت سيدة رقيقة، تجمع بين طيبة القلب وحكمة أهل القرية. لكنها كانت تشعر دائمًا أن هناك شيئًا غير عادي في كايلدر، منذ اللحظة التي أتى فيها إلى الحياة. كان الطفل يبتسم وكأن لديه معرفة غير مرئية عن المستقبل.

"إنه حي، حي، لا يزال على قيد الحياة!" قالت إيلينور، بصوت ضعيف، بعدما أنجبت الط-فل في تلك الليلة العاصفة.

لكن لم يكن أحد يعلم حينها أن هذا الطفل سيكون أكثر من مجرد *** عادي. كانت نبوءة تتوارى خلف تلك العيون الزرقاء اللامعة، وكان كايلدر يحمل شيئًا خاصًا بداخله لم يدركه أحد في ذلك الوقت. كانت هذه بداية قصة رجل سيصير له شأن عظيم في عالم مليء بالصراعات والمكر.
-----------------------------------------------------

الطفو-لة في إيريدون: درب التحدي.

كبر كايلدر في بيئة مليئة بالتحديات والمصاعب. كان يركض بين الأشجار في الغابات الكثيفة، ويتسلق الجبال الصغيرة التي تحيط بالقرية كما لو كانت جزءًا من حياته اليومية. في سن الخامسة، كان يتقن الرماية بالقوس ويحارب مع الأطفال الأكبر منه في الساحة الخلفية للمزرعة. منذ البداية، كانت هناك رغبة قوية بداخله في أن يصبح أكثر من مجرد فتى فقير في قرية مهملة.

كان جورفين يعلم أن الحياة في إيريدون لن تمنح ابنه الكثير من الفرص، لذلك كان يعلمه دروسًا قاسية منذ سن مبكرة. "إذا كنت تريد البقاء على قيد الحياة، يجب أن تتعلم أن تكون أقوى من الجميع." كان يقول له وهو يعلمه كيف يقاتل. كان يمرران ساعات طويلة في التدريبات البدنية، حيث كان كايلدر يتعلم فنون المبارزات الأساسية، والقتال بالأيدي، بالإضافة إلى تعلم كيفية استخدام الأدوات البسيطة التي كانت متاحة لهم.

في أحد الأيام، عندما كان كايلدر في التاسعة من عمره، أخذ والده إلى الجبال المجاورة لتدريبه على الصيد. "يجب أن تتعلم كيف تبقى صامتًا، كيف تكون جزءًا من الطبيعة، وكيف تقرأ العلامات حولك." قال جورفين وهو يرصد الفريسة. "الصيد ليس فقط عن القوة، بل عن الفطنة. يجب أن تعرف متى تتحرك ومتى تنتظر." كان كايلدر يتنقل بهدوء بين الأشجار، يتبع آثار الحيوانات في الثلج، ويتقن فن الصبر في انتظار اللحظة المناسبة.
-------------------------------------------------------

التحول إلى الفروسية: السعي للحرية.

في أحد الأيام، بينما كان كايلدر يتنقل في السوق الكبرى في فالترين مع والده، وقع نظره على شيء غير مألوف تمامًا: خريطة ضخمة معلقة على جدار مكتبة قديمة. كانت الخريطة تُظهر عوالم لم يسمع عنها من قبل، أراضٍ بعيدة تغمرها الجبال والصحارى اللامتناهية. كتب عليها "العالم المعروف". كانت الخريطة قديمة ومبهمة، لكن تفاصيلها كانت تثير شغف كايلدر. كيف يمكن لهذا العالم أن يكون بعيدًا عن هذه القرية؟ كانت تلك لحظة غيرت مجرى حياته إلى الأبد.

قال بيلدار، صاحب المكتبة، وهو يراقب عيناه اللامعتين بينما كان كايلدر يدرس الخريطة: "هذه الخريطة تفتح لك أبوابًا لم تعرفها. لكن إذا كنت تسعى للحرية، فهناك طريق طويل أمامك. وهل أنت مستعد له؟"

أجاب كايلدر بتردد: "أنا مستعد. لا أريد أن أظل هنا، في هذا المكان المظلم."

لقد شعر في تلك اللحظة أن هذه الخريطة تمثل الأمل الوحيد له للهروب من مصير قريته، من حصار الجبال التي تمنعهم من المضي قدمًا.
---------------------------------------------------

اللقاء مع جايلون: المعلم الذي سيغير كل شيء.

بعد أيام قليلة من ذلك اللقاء مع بيلدار، تعرض كايلدر لهجوم من قبل مجموعة من الذئاب أثناء جمعه الحطب في الغابة. في تلك اللحظة، ظهر رجل غريب عن ظهر الجبل، جايلون، الذي كان يحمل سيفًا طويلاً حادًا. بمساعدة جايلون، تمكن كايلدر من النجاة من هجوم الذئاب. لكن جايلون لم يكن مجرد محارب عادي.

قال جايلون، وهو يطهر سيفه الدموي: "الذئاب لا تهاجم من دون سبب. إنهم يخافون أو يتضورون جوعًا. أما أنت، فأنت شاب تملك القوة ولكن لا تعرف كيف تسيطر عليها بعد."

رد كايلدر بنبرة مشوشة: "لماذا أنقذتني؟"

أجاب جايلون بصوت هادئ، لكنه حازم: "لأنك أكثر من مجرد فتى ضائع. ولكن إن أردت أن تبقى على قيد الحياة في هذا العالم، عليك أن تتعلم كيف تقاتل."

كان جايلون قديمًا محاربًا في جيش المملكة ولكنه طُرد بسبب ماضيه المظلم. لكنه كان يعرف ما يتطلبه الأمر للبقاء على قيد الحياة في عالم قاسي كهذا. أصبح جايلون معلمًا لكايلدر، يعلمه فنون المبارزات القاسية، ويدربه على فنون القتال المتقدمة التي تعلمها في شبابه.
----------------------------------------------------

مشهد التدريب الأول مع جايلون.

كان صباحًا ضبابيًا، وكان كايلدر يستعد للقاء جايلون على قمة الجبل حيث يتدرب المدرب. كان قد تعلم الكثير عن المبارزات البدائية، لكن جايلون كان دائمًا يسعى لجعله يتجاوز حدود معارفه. وقف كايلدر أمام المدرب في ساحة التدريب، وهو يشعر بضغوط العالم من حوله، كما لو أن القدر يراقب كل خطوة.

"لا تقلق، لن تقتلني اليوم، أليس كذلك؟" قال كايلدر، وهو يقف متأهبًا أمام جايلون الذي كان يحمل سيفًا طويلًا بيده.

جايلون، الذي كان يراقب بحزم، أجابه ببساطة: "إن لم تقتل نفسك، فلن يقتلك أحد. التحدي ليس في العدو الخارجي، بل في داخلك. تركيزك، إرادتك، وسرعتك هي التي تحدد مصيرك."

ثم، في لحظة مفاجئة، تحرك جايلون بسرعة، مما جعل كايلدر يفقد توازنه ويهوي على الأرض. سقط على ظهره، وجسده يتألم من شدة الصدمة.

"الركيزة الأولى لتعلم القتال هي أن تتوقع ما لا تتوقعه، ولا تعتمد فقط على قوتك." قال جايلون، وهو يمد يده لرفع كايلدر.

"أنت تقول دائمًا نفس الأشياء! كيف أستطيع أن أتوقع ما لا أستطيع رؤيته؟" أجاب كايلدر وهو ينهض متألمًا.

جايلون أبتسم بصمت: "بالتدريب، ستتعلم أن تلاحظ التفاصيل الصغيرة. حركة يد، لمحة عيون، حتى صوت القدم على الأرض. حواسنا أقوى مما نظن، لكننا نغفل عنها."
----------------------------------------------------


المعركة مع الذئاب: لحظة الاختبار.


في أحد الأيام، بينما كان كايلدر يقطع الأخشاب في الغابة، كان هناك صوت غريب يقترب منه. قبل أن يستوعب الموقف، ظهرت مجموعة من الذئاب من بين الأشجار، وهي تتقدم نحوه بسرعة. سحب سكينه بسرعة، لكنه كان يعلم أن المواجهة مع الذئاب ستكون معركة عنيفة.

"تذكر كل ما تعلمته!" صرخ جايلون من خلفه، وهو يهبط من الجبل في اللحظة الحاسمة. انقض على الذئاب بسيفه طويلًا، مشعلًا نار القتال في قلب كايلدر.

سريعة وقوية، كانت الذئاب تهاجم بشكل منسق، ولكن جايلون كان يتحرك بشكل سلس، كأنه جزء من الطبيعة. بينما كان كايلدر يعترض هجمات الذئاب بيده المرتجفة، بدأ عقله يعمل بسرعة، متذكرًا نصائح جايلون.

بمجرد أن اقتربت ذئبة من الخلف، سحب كايلدر سكينه بسرعة، ثم استدار ليواجهها بكل قوته، ونجح في طعنها بسرعة مذهلة، مما جعل الذئاب الأخرى تتراجع في تردد.
----------------------------------------------------


التمرد على الواقع: بداية الرحيل.


ومع مرور الوقت، أصبح كايلدر يعاني من الصراع الداخلي بين البقاء في قريته والتطلع إلى شيء أكبر. كان يشعر بأن هناك شيئًا أكبر في هذا العالم من أن يظل مجرد فلاح فقير. في أحد الأيام، بينما كان يشاهد أحد النبلاء يُجبر المزارعين على دفع ضرائب لا تُطاق، كان قلبه يغلي بالغضب. كيف يمكن للناس أن يقبلوا هذا؟ كيف يقبل والده أن يُهان بهذه الطريقة؟

في تلك اللحظة، قرر كايلدر أنه يجب أن يغادر إيريدون. لم يعد بإمكانه أن يكون جزءًا من هذه الحياة المحطمة. لقد قرر أن يسلك طريقًا مختلفًا، طريقًا يقوده إلى أماكن بعيدة وأعالي جديدة. كانت الخريطة في ذهنه تُذكره بأفق واسع ينتظره، ولم يعد يستطيع التأجيل.
---------------------------------------------------

الوداع والمغادرة.


في صباح أحد الأيام، حيث كان الضباب يكتسح الجبال العالية ويغطي الوادي بخيوط من النور الباهت، وقف كايلدر أمام منزله للمرة الأخيرة. كان قلبه مثقلًا بالشكوك والألم، لكنه كان يعلم أن هذه هي اللحظة التي لا مفر منها. لقد قرر أن يترك كل شيء وراءه: عائلته، قريته، والحياة التي كانت تجذب أقدامه نحو الطريق المظلم.

والدته، إيلينور، كانت تقف بالقرب من باب المنزل، تتأمل الأفق البعيد كما لو كانت ترى المستقبل. عندما اقترب كايلدر منها، لم تقل شيئًا في البداية. كانت عيونها مليئة بالكلمات التي لم تخرج. أمسك بيدها، لكن كان هناك شيء غريب في نظرتها.

قالت إيلينور بصوت هادئ، يكاد لا يُسمع:
"لا تظن أن الطريق الذي اخترته سيكون سهلاً. ولا تظن أن المعركة التي ستخوضها هي فقط ضد الأعداء. هناك أشياء أكبر من ذلك في انتظارك، أشياء لا تستطيع أن ترى أو أن تفهمها الآن."

ثم أضافت، وهي تطيل النظر إلى معلمه الذي كان يقف على بُعد خطوات قليلة منهم:
"احذر من الظلال التي يخفونها عنك. قد يكون هناك من يسير معك في الظلام، ولكنه في النهاية لن يكون هو من يضيء لك الطريق."

لم يفهم كايلدر كلمات والدته في تلك اللحظة، لكنها كانت تترك في قلبه شعورًا غريبًا، كأنها تحذره من شيء غير مرئي. ثم ابتسمت إيلينور، وأدارت ظهرها، تاركة إياه يواجه مستقبله الذي لا يزال مجهولًا.

لم يتحدث كايلدر عن كلمات والدته بعد مغادرتهما. كانت تلك الكلمات تلتصق بذهنه، لكنه كان في غمرة رحيله، لا يستطيع تفسير معناها. ربما كان قد شعر بشيء في أعماقه يشير إلى أن الأمور لن تكون كما يتوقع.
----------------------------------------------------

الرحلة مع جايلون: المعلم المرافق.

جايلون، المعلم الذي كان قد أصبح أكثر من مجرد مرشد، رافق كايلدر في رحلته عبر الجبال والوديان. لم يكن مجرد معلم أو مدرب، بل كان أحد الشخصيات الأساسية التي شكلت مسار كايلدر، يرافقه في كل خطوة. رغم أن جايلون كان رجلًا غامضًا وملتويًا في بعض الأحيان، إلا أن وجوده كان يشع بالأمان والتوجيه. كان كايلدر قد بدأ يثق به بشكل تدريجي.

في إحدى الليالي، بينما كانا يتنقلان عبر الغابات الكثيفة، وقف جايلون أمامه وقال بصوت منخفض، كأنما يحاول أن يطوي سره في الكلمات:
"أنت الآن في قلب العالم الذي لا يعترف بالرحمة. ستلتقي بأعداء أقوى منك، وستواجه تحديات أكبر مما تتصور. ولكن، تذكر... لا تسعى لتكون مجرد محارب. سعيك يجب أن يكون وراء شيء أكبر من السيوف والقتال."

كايلدر نظر إليه بعينين مشدودتين. كانت هناك هالة من الغموض حول جايلون، وكلمات تشعره أحيانًا أنه ليس فقط محاربًا عاديًا، بل حامل لأسرار قديمة كانت تتجاوز عمره.

"لماذا تقول ذلك؟" سأل كايلدر، محاولًا أن يفهم دوافع جايلون.

جايلون ابتسم ابتسامة غامضة، وقال:
"ستعرف لاحقًا، عندما يأتي وقتك. كل شيء في هذه الحياة له ثمنه. لكن إياك أن تظن أن القوة هي وحدها التي تحدد مصيرك."
----------------------------------------------------

الرحلة تتواصل.

بينما كانوا يسافرون من قرية إلى أخرى، وأثناء الليل البارد الذي يجلبه الشتاء في الجبال، كان كايلدر يشعر بأن شيئًا ما في نفسه قد بدأ يتغير. المعركة الحقيقية لم تكن في مواجهات الذئاب أو الصيادين، بل في معركة ضد ذاته. كان يتعلم أن القوة ليست مجرد عضلات أو سيوف، بل هي الإرادة الصلبة، والفهم العميق لما يجري من حوله.

على الرغم من صعوبة رحلته، كانت هناك لحظات من السكون، حيث كان يقف في منتصف العراء، يحس بهدوء محيطه ويتأمل الأفق البعيد. في تلك اللحظات، كان يشعر بشيء غامض يربطه بالعالم كله، وكأن كلماته والدته كانت ترن في ذهنه، تحمل تحذيرات وقصصًا لم يفهمها بعد.

مع مرور الأيام، بدأ كايلدر في تمييز أبعاد جديدة للعالم، أبعاد لا يتسنى لأي شخص أن يراها بوضوح. كان جايلون دائمًا بالقرب منه، يحميه ويرشده، وكأنهما يسيران معًا نحو قدر غير واضح.

كان كايلدر يعرف الآن أن هذه الرحلة لن تنتهي قريبًا، وأن كل خطوة يخطوها نحو المستقبل، كانت خطوة نحو مصير أكبر من أي شيء كان يتوقعه. ولكنه كان عازمًا على السير فيه، متسلحًا بكل ما تعلمه من معلمه، وبكلمات والدته التي كانت تهمس في عقله مثل صدى بعيد.

ورغم كل الظلال التي يراها، كان قلبه ينبض بالأمل. والأمل في المستقبل هو ما كان يدفعه للاستمرار، مهما كانت التحديات التي سيواجهها.

---------------------------------------------------
صديقي العزيز لو وصلت لحد هنا أتمني إنك تعرف إن الجزء ماهو الا بداية القصة .🌷


و ده مش معناه أبدًا إن القادم أجمل وأروع من كده لا إنما دي معلومة بسيطة إن القادم هيختلف سرد و رتم وتفاصيل أو حبكة سواء للأسوء أو للأفضل هسيبك أنت تقرر♥️

هنتقابل قريب بااي🧚🏻‍♀️💜
---------------------------------------------------
بجد القصه شيقه جدا مهتمية بالتفاصيل وبادرة طيبه تبين اننا داخلين على قصة جامده بس في حتة كدا حطي التاتش بتاعك سواء فالحوار او الوصف بحيث توازني بينهم ومتأكد ان القادم أروع وافضل ودي البداية فقط تسخين بس شابوووه ليكي يامنى ❤
 
  • حبيته
التفاعلات: LADY MONA
بجد القصه شيقه جدا مهتمية بالتفاصيل وبادرة طيبه تبين اننا داخلين على قصة جامده بس في حتة كدا حطي التاتش بتاعك سواء فالحوار او الوصف بحيث توازني بينهم ومتأكد ان القادم أروع وافضل ودي البداية فقط تسخين بس شابوووه ليكي يامنى ❤
ميرسي جدا علي الدعم أتمني القادم يعجبك بصراحه مش فاهمه حتتة التاتش اوي 😅💐
 
  • عجبني
التفاعلات: Dorado
احب هذا النوع من القصص
والجزء جميل جدا ، في انتظار باقي الاجزاء
 
  • حبيته
التفاعلات: LADY MONA
احب هذا النوع من القصص
والجزء جميل جدا ، في انتظار باقي الاجزاء
أتمنى القادم يرتقى لمستوي توقعاتك
نورتني سعيدة إنه عجبك🥰
 
  • حبيته
التفاعلات: smsm samo
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي

كايلدر: البداية.

في قلب الشتاء، حيث كانت الرياح تعوي بين الأشجار العالية وتنذر بالموت البارد، وُلد كايلدر في قرية إيريدون الصغيرة. كانت قرية مُعزولة بين جبال شاهقة، حيث كانت الحياة هناك تسير ببطء شديد وكأنها ضاعت بين طيات الزمن. في تلك الليلة، كان الغيم يتراكم في السماء بشكل غير عادي، وتحت تلك السماء الداكنة، كانت الأرض تستعد لاستقبال مولد الطفل الذي سيغير مصيره في هذا العالم القاسي.

جورفين، والد كايلدر، كان يعمل في الأراضي الفقيرة المحيطة بالقرية. رجل بسيط، صلب في تعاملاته وحازم في حكمه على الحياة. أما إيلينور، والدته، فكانت سيدة رقيقة، تجمع بين طيبة القلب وحكمة أهل القرية. لكنها كانت تشعر دائمًا أن هناك شيئًا غير عادي في كايلدر، منذ اللحظة التي أتى فيها إلى الحياة. كان الطفل يبتسم وكأن لديه معرفة غير مرئية عن المستقبل.

"إنه حي، حي، لا يزال على قيد الحياة!" قالت إيلينور، بصوت ضعيف، بعدما أنجبت الط-فل في تلك الليلة العاصفة.

لكن لم يكن أحد يعلم حينها أن هذا الطفل سيكون أكثر من مجرد *** عادي. كانت نبوءة تتوارى خلف تلك العيون الزرقاء اللامعة، وكان كايلدر يحمل شيئًا خاصًا بداخله لم يدركه أحد في ذلك الوقت. كانت هذه بداية قصة رجل سيصير له شأن عظيم في عالم مليء بالصراعات والمكر.
-----------------------------------------------------

الطفو-لة في إيريدون: درب التحدي.

كبر كايلدر في بيئة مليئة بالتحديات والمصاعب. كان يركض بين الأشجار في الغابات الكثيفة، ويتسلق الجبال الصغيرة التي تحيط بالقرية كما لو كانت جزءًا من حياته اليومية. في سن الخامسة، كان يتقن الرماية بالقوس ويحارب مع الأطفال الأكبر منه في الساحة الخلفية للمزرعة. منذ البداية، كانت هناك رغبة قوية بداخله في أن يصبح أكثر من مجرد فتى فقير في قرية مهملة.

كان جورفين يعلم أن الحياة في إيريدون لن تمنح ابنه الكثير من الفرص، لذلك كان يعلمه دروسًا قاسية منذ سن مبكرة. "إذا كنت تريد البقاء على قيد الحياة، يجب أن تتعلم أن تكون أقوى من الجميع." كان يقول له وهو يعلمه كيف يقاتل. كان يمرران ساعات طويلة في التدريبات البدنية، حيث كان كايلدر يتعلم فنون المبارزات الأساسية، والقتال بالأيدي، بالإضافة إلى تعلم كيفية استخدام الأدوات البسيطة التي كانت متاحة لهم.

في أحد الأيام، عندما كان كايلدر في التاسعة من عمره، أخذ والده إلى الجبال المجاورة لتدريبه على الصيد. "يجب أن تتعلم كيف تبقى صامتًا، كيف تكون جزءًا من الطبيعة، وكيف تقرأ العلامات حولك." قال جورفين وهو يرصد الفريسة. "الصيد ليس فقط عن القوة، بل عن الفطنة. يجب أن تعرف متى تتحرك ومتى تنتظر." كان كايلدر يتنقل بهدوء بين الأشجار، يتبع آثار الحيوانات في الثلج، ويتقن فن الصبر في انتظار اللحظة المناسبة.
-------------------------------------------------------

التحول إلى الفروسية: السعي للحرية.

في أحد الأيام، بينما كان كايلدر يتنقل في السوق الكبرى في فالترين مع والده، وقع نظره على شيء غير مألوف تمامًا: خريطة ضخمة معلقة على جدار مكتبة قديمة. كانت الخريطة تُظهر عوالم لم يسمع عنها من قبل، أراضٍ بعيدة تغمرها الجبال والصحارى اللامتناهية. كتب عليها "العالم المعروف". كانت الخريطة قديمة ومبهمة، لكن تفاصيلها كانت تثير شغف كايلدر. كيف يمكن لهذا العالم أن يكون بعيدًا عن هذه القرية؟ كانت تلك لحظة غيرت مجرى حياته إلى الأبد.

قال بيلدار، صاحب المكتبة، وهو يراقب عيناه اللامعتين بينما كان كايلدر يدرس الخريطة: "هذه الخريطة تفتح لك أبوابًا لم تعرفها. لكن إذا كنت تسعى للحرية، فهناك طريق طويل أمامك. وهل أنت مستعد له؟"

أجاب كايلدر بتردد: "أنا مستعد. لا أريد أن أظل هنا، في هذا المكان المظلم."

لقد شعر في تلك اللحظة أن هذه الخريطة تمثل الأمل الوحيد له للهروب من مصير قريته، من حصار الجبال التي تمنعهم من المضي قدمًا.
---------------------------------------------------

اللقاء مع جايلون: المعلم الذي سيغير كل شيء.

بعد أيام قليلة من ذلك اللقاء مع بيلدار، تعرض كايلدر لهجوم من قبل مجموعة من الذئاب أثناء جمعه الحطب في الغابة. في تلك اللحظة، ظهر رجل غريب عن ظهر الجبل، جايلون، الذي كان يحمل سيفًا طويلاً حادًا. بمساعدة جايلون، تمكن كايلدر من النجاة من هجوم الذئاب. لكن جايلون لم يكن مجرد محارب عادي.

قال جايلون، وهو يطهر سيفه الدموي: "الذئاب لا تهاجم من دون سبب. إنهم يخافون أو يتضورون جوعًا. أما أنت، فأنت شاب تملك القوة ولكن لا تعرف كيف تسيطر عليها بعد."

رد كايلدر بنبرة مشوشة: "لماذا أنقذتني؟"

أجاب جايلون بصوت هادئ، لكنه حازم: "لأنك أكثر من مجرد فتى ضائع. ولكن إن أردت أن تبقى على قيد الحياة في هذا العالم، عليك أن تتعلم كيف تقاتل."

كان جايلون قديمًا محاربًا في جيش المملكة ولكنه طُرد بسبب ماضيه المظلم. لكنه كان يعرف ما يتطلبه الأمر للبقاء على قيد الحياة في عالم قاسي كهذا. أصبح جايلون معلمًا لكايلدر، يعلمه فنون المبارزات القاسية، ويدربه على فنون القتال المتقدمة التي تعلمها في شبابه.
----------------------------------------------------

مشهد التدريب الأول مع جايلون.

كان صباحًا ضبابيًا، وكان كايلدر يستعد للقاء جايلون على قمة الجبل حيث يتدرب المدرب. كان قد تعلم الكثير عن المبارزات البدائية، لكن جايلون كان دائمًا يسعى لجعله يتجاوز حدود معارفه. وقف كايلدر أمام المدرب في ساحة التدريب، وهو يشعر بضغوط العالم من حوله، كما لو أن القدر يراقب كل خطوة.

"لا تقلق، لن تقتلني اليوم، أليس كذلك؟" قال كايلدر، وهو يقف متأهبًا أمام جايلون الذي كان يحمل سيفًا طويلًا بيده.

جايلون، الذي كان يراقب بحزم، أجابه ببساطة: "إن لم تقتل نفسك، فلن يقتلك أحد. التحدي ليس في العدو الخارجي، بل في داخلك. تركيزك، إرادتك، وسرعتك هي التي تحدد مصيرك."

ثم، في لحظة مفاجئة، تحرك جايلون بسرعة، مما جعل كايلدر يفقد توازنه ويهوي على الأرض. سقط على ظهره، وجسده يتألم من شدة الصدمة.

"الركيزة الأولى لتعلم القتال هي أن تتوقع ما لا تتوقعه، ولا تعتمد فقط على قوتك." قال جايلون، وهو يمد يده لرفع كايلدر.

"أنت تقول دائمًا نفس الأشياء! كيف أستطيع أن أتوقع ما لا أستطيع رؤيته؟" أجاب كايلدر وهو ينهض متألمًا.

جايلون أبتسم بصمت: "بالتدريب، ستتعلم أن تلاحظ التفاصيل الصغيرة. حركة يد، لمحة عيون، حتى صوت القدم على الأرض. حواسنا أقوى مما نظن، لكننا نغفل عنها."
----------------------------------------------------


المعركة مع الذئاب: لحظة الاختبار.


في أحد الأيام، بينما كان كايلدر يقطع الأخشاب في الغابة، كان هناك صوت غريب يقترب منه. قبل أن يستوعب الموقف، ظهرت مجموعة من الذئاب من بين الأشجار، وهي تتقدم نحوه بسرعة. سحب سكينه بسرعة، لكنه كان يعلم أن المواجهة مع الذئاب ستكون معركة عنيفة.

"تذكر كل ما تعلمته!" صرخ جايلون من خلفه، وهو يهبط من الجبل في اللحظة الحاسمة. انقض على الذئاب بسيفه طويلًا، مشعلًا نار القتال في قلب كايلدر.

سريعة وقوية، كانت الذئاب تهاجم بشكل منسق، ولكن جايلون كان يتحرك بشكل سلس، كأنه جزء من الطبيعة. بينما كان كايلدر يعترض هجمات الذئاب بيده المرتجفة، بدأ عقله يعمل بسرعة، متذكرًا نصائح جايلون.

بمجرد أن اقتربت ذئبة من الخلف، سحب كايلدر سكينه بسرعة، ثم استدار ليواجهها بكل قوته، ونجح في طعنها بسرعة مذهلة، مما جعل الذئاب الأخرى تتراجع في تردد.
----------------------------------------------------


التمرد على الواقع: بداية الرحيل.


ومع مرور الوقت، أصبح كايلدر يعاني من الصراع الداخلي بين البقاء في قريته والتطلع إلى شيء أكبر. كان يشعر بأن هناك شيئًا أكبر في هذا العالم من أن يظل مجرد فلاح فقير. في أحد الأيام، بينما كان يشاهد أحد النبلاء يُجبر المزارعين على دفع ضرائب لا تُطاق، كان قلبه يغلي بالغضب. كيف يمكن للناس أن يقبلوا هذا؟ كيف يقبل والده أن يُهان بهذه الطريقة؟

في تلك اللحظة، قرر كايلدر أنه يجب أن يغادر إيريدون. لم يعد بإمكانه أن يكون جزءًا من هذه الحياة المحطمة. لقد قرر أن يسلك طريقًا مختلفًا، طريقًا يقوده إلى أماكن بعيدة وأعالي جديدة. كانت الخريطة في ذهنه تُذكره بأفق واسع ينتظره، ولم يعد يستطيع التأجيل.
---------------------------------------------------

الوداع والمغادرة.


في صباح أحد الأيام، حيث كان الضباب يكتسح الجبال العالية ويغطي الوادي بخيوط من النور الباهت، وقف كايلدر أمام منزله للمرة الأخيرة. كان قلبه مثقلًا بالشكوك والألم، لكنه كان يعلم أن هذه هي اللحظة التي لا مفر منها. لقد قرر أن يترك كل شيء وراءه: عائلته، قريته، والحياة التي كانت تجذب أقدامه نحو الطريق المظلم.

والدته، إيلينور، كانت تقف بالقرب من باب المنزل، تتأمل الأفق البعيد كما لو كانت ترى المستقبل. عندما اقترب كايلدر منها، لم تقل شيئًا في البداية. كانت عيونها مليئة بالكلمات التي لم تخرج. أمسك بيدها، لكن كان هناك شيء غريب في نظرتها.

قالت إيلينور بصوت هادئ، يكاد لا يُسمع:
"لا تظن أن الطريق الذي اخترته سيكون سهلاً. ولا تظن أن المعركة التي ستخوضها هي فقط ضد الأعداء. هناك أشياء أكبر من ذلك في انتظارك، أشياء لا تستطيع أن ترى أو أن تفهمها الآن."

ثم أضافت، وهي تطيل النظر إلى معلمه الذي كان يقف على بُعد خطوات قليلة منهم:
"احذر من الظلال التي يخفونها عنك. قد يكون هناك من يسير معك في الظلام، ولكنه في النهاية لن يكون هو من يضيء لك الطريق."

لم يفهم كايلدر كلمات والدته في تلك اللحظة، لكنها كانت تترك في قلبه شعورًا غريبًا، كأنها تحذره من شيء غير مرئي. ثم ابتسمت إيلينور، وأدارت ظهرها، تاركة إياه يواجه مستقبله الذي لا يزال مجهولًا.

لم يتحدث كايلدر عن كلمات والدته بعد مغادرتهما. كانت تلك الكلمات تلتصق بذهنه، لكنه كان في غمرة رحيله، لا يستطيع تفسير معناها. ربما كان قد شعر بشيء في أعماقه يشير إلى أن الأمور لن تكون كما يتوقع.
----------------------------------------------------

الرحلة مع جايلون: المعلم المرافق.

جايلون، المعلم الذي كان قد أصبح أكثر من مجرد مرشد، رافق كايلدر في رحلته عبر الجبال والوديان. لم يكن مجرد معلم أو مدرب، بل كان أحد الشخصيات الأساسية التي شكلت مسار كايلدر، يرافقه في كل خطوة. رغم أن جايلون كان رجلًا غامضًا وملتويًا في بعض الأحيان، إلا أن وجوده كان يشع بالأمان والتوجيه. كان كايلدر قد بدأ يثق به بشكل تدريجي.

في إحدى الليالي، بينما كانا يتنقلان عبر الغابات الكثيفة، وقف جايلون أمامه وقال بصوت منخفض، كأنما يحاول أن يطوي سره في الكلمات:
"أنت الآن في قلب العالم الذي لا يعترف بالرحمة. ستلتقي بأعداء أقوى منك، وستواجه تحديات أكبر مما تتصور. ولكن، تذكر... لا تسعى لتكون مجرد محارب. سعيك يجب أن يكون وراء شيء أكبر من السيوف والقتال."

كايلدر نظر إليه بعينين مشدودتين. كانت هناك هالة من الغموض حول جايلون، وكلمات تشعره أحيانًا أنه ليس فقط محاربًا عاديًا، بل حامل لأسرار قديمة كانت تتجاوز عمره.

"لماذا تقول ذلك؟" سأل كايلدر، محاولًا أن يفهم دوافع جايلون.

جايلون ابتسم ابتسامة غامضة، وقال:
"ستعرف لاحقًا، عندما يأتي وقتك. كل شيء في هذه الحياة له ثمنه. لكن إياك أن تظن أن القوة هي وحدها التي تحدد مصيرك."
----------------------------------------------------

الرحلة تتواصل.

بينما كانوا يسافرون من قرية إلى أخرى، وأثناء الليل البارد الذي يجلبه الشتاء في الجبال، كان كايلدر يشعر بأن شيئًا ما في نفسه قد بدأ يتغير. المعركة الحقيقية لم تكن في مواجهات الذئاب أو الصيادين، بل في معركة ضد ذاته. كان يتعلم أن القوة ليست مجرد عضلات أو سيوف، بل هي الإرادة الصلبة، والفهم العميق لما يجري من حوله.

على الرغم من صعوبة رحلته، كانت هناك لحظات من السكون، حيث كان يقف في منتصف العراء، يحس بهدوء محيطه ويتأمل الأفق البعيد. في تلك اللحظات، كان يشعر بشيء غامض يربطه بالعالم كله، وكأن كلماته والدته كانت ترن في ذهنه، تحمل تحذيرات وقصصًا لم يفهمها بعد.

مع مرور الأيام، بدأ كايلدر في تمييز أبعاد جديدة للعالم، أبعاد لا يتسنى لأي شخص أن يراها بوضوح. كان جايلون دائمًا بالقرب منه، يحميه ويرشده، وكأنهما يسيران معًا نحو قدر غير واضح.

كان كايلدر يعرف الآن أن هذه الرحلة لن تنتهي قريبًا، وأن كل خطوة يخطوها نحو المستقبل، كانت خطوة نحو مصير أكبر من أي شيء كان يتوقعه. ولكنه كان عازمًا على السير فيه، متسلحًا بكل ما تعلمه من معلمه، وبكلمات والدته التي كانت تهمس في عقله مثل صدى بعيد.

ورغم كل الظلال التي يراها، كان قلبه ينبض بالأمل. والأمل في المستقبل هو ما كان يدفعه للاستمرار، مهما كانت التحديات التي سيواجهها.

---------------------------------------------------
صديقي العزيز لو وصلت لحد هنا أتمني إنك تعرف إن الجزء ماهو الا بداية القصة .🌷


و ده مش معناه أبدًا إن القادم أجمل وأروع من كده لا إنما دي معلومة بسيطة إن القادم هيختلف سرد و رتم وتفاصيل أو حبكة سواء للأسوء أو للأفضل هسيبك أنت تقرر♥️

هنتقابل قريب بااي🧚🏻‍♀️💜
---------------------------------------------------
بصراحة وكما توقعت القصة تحفة من الأساطير ورواية بقلم الأستاذة مني كاتبة من المستقبل الي واقع الحياة نأتي الي عقل الكاتبة وكيف ربطت الأساطير الي واقع 2025
اولا الأصدقاء مصاحبة الأكبر سنن للتتعلم كيف تتعامل ما الحياة وخصوصا من واقع الخبرة التي مرة بها هؤلاء الأكبر سننا لأن مواقف الحياة لا تختلف كثيرا بين الماضي والحاضر وخصوصا بين الأمور الحياتية والتجارب والمواقف المشابهة
ثانيا قلب
دائما وابدا الام تعي وتعلم ما يفكر به طفلها منذه والدته سغفه بالحياة وتعلم ما يفكر به قلب الام يحس بكل ما يمر به من مخاطر حتي ولو بعيدة وكأنها تري المستقبل ولا تتأخر عن تقديم الدعم المساعدة وتحاول دائما أن تخلق فيه الحمية والقوة لمواجهة صعاب الحياة فالأم قلب متحرك معك اينما تكون قلب يملأه الحب والحنان والعاطفة وأساس الحياة للكون وأطفالها
ناتي ثالثا
بطل القصة الذي لا يختلف عن شبابنا
والتفكير والحلم للمستقبل ونأتي هنا كيفية التخطيط والتتطلع للمستقبل لابد من رسم أهدافك لمعرفة من انت وما لديك من مهارة أو وجود بك شيء مختلف عن غير وهي ما قالته الكاتبة اعرف نفسك وما يميزيك عن الآخرين بمعني كل انسان توجد لديه موهبة كيف تعرفها وتنميها وكيف تصنعها انا لم تجدها رسم طريق حياتك يبدأ من الصغر ماذا تريد اهم سؤال تسأله لنفسك عايز تبقي ايه في المستقبل وكأنه حلم يتحول لحقيقة هذا هو الهدف الذي تسعي لتحقيقه بمعني آخر الطموح والتمني اريد أن أكون كذا ستصل الي ما تريد لانك ببساطة رسمت طريق حياتك
 
  • حبيته
التفاعلات: LADY MONA
ميرسي جدا علي الدعم أتمني القادم يعجبك بصراحه مش فاهمه حتتة التاتش اوي 😅💐
يعني الوصف ماتعتمديش على انك توصفي باللغه العربيه الفصحى طول الروايه خلي الوصف بالعامية مثلا والحوار والاحداث بالفصحى كدا تعملي ميكس اللي بيحب الفصحى شغال معاكي ومتابع واللي مش بيحب الفصحى برضو شغال ومتابع فهمتيني انا عامل كدا فقصتي لو حابه تفهمي اكتر بصي بصه على قصة روح الملك
 
  • عجبني
  • حبيته
التفاعلات: LADY MONA و Magdy66

كايلدر: البداية.

في قلب الشتاء، حيث كانت الرياح تعوي بين الأشجار العالية وتنذر بالموت البارد، وُلد كايلدر في قرية إيريدون الصغيرة. كانت قرية مُعزولة بين جبال شاهقة، حيث كانت الحياة هناك تسير ببطء شديد وكأنها ضاعت بين طيات الزمن. في تلك الليلة، كان الغيم يتراكم في السماء بشكل غير عادي، وتحت تلك السماء الداكنة، كانت الأرض تستعد لاستقبال مولد الطفل الذي سيغير مصيره في هذا العالم القاسي.

جورفين، والد كايلدر، كان يعمل في الأراضي الفقيرة المحيطة بالقرية. رجل بسيط، صلب في تعاملاته وحازم في حكمه على الحياة. أما إيلينور، والدته، فكانت سيدة رقيقة، تجمع بين طيبة القلب وحكمة أهل القرية. لكنها كانت تشعر دائمًا أن هناك شيئًا غير عادي في كايلدر، منذ اللحظة التي أتى فيها إلى الحياة. كان الطفل يبتسم وكأن لديه معرفة غير مرئية عن المستقبل.

"إنه حي، حي، لا يزال على قيد الحياة!" قالت إيلينور، بصوت ضعيف، بعدما أنجبت الط-فل في تلك الليلة العاصفة.

لكن لم يكن أحد يعلم حينها أن هذا الطفل سيكون أكثر من مجرد *** عادي. كانت نبوءة تتوارى خلف تلك العيون الزرقاء اللامعة، وكان كايلدر يحمل شيئًا خاصًا بداخله لم يدركه أحد في ذلك الوقت. كانت هذه بداية قصة رجل سيصير له شأن عظيم في عالم مليء بالصراعات والمكر.
-----------------------------------------------------

الطفو-لة في إيريدون: درب التحدي.

كبر كايلدر في بيئة مليئة بالتحديات والمصاعب. كان يركض بين الأشجار في الغابات الكثيفة، ويتسلق الجبال الصغيرة التي تحيط بالقرية كما لو كانت جزءًا من حياته اليومية. في سن الخامسة، كان يتقن الرماية بالقوس ويحارب مع الأطفال الأكبر منه في الساحة الخلفية للمزرعة. منذ البداية، كانت هناك رغبة قوية بداخله في أن يصبح أكثر من مجرد فتى فقير في قرية مهملة.

كان جورفين يعلم أن الحياة في إيريدون لن تمنح ابنه الكثير من الفرص، لذلك كان يعلمه دروسًا قاسية منذ سن مبكرة. "إذا كنت تريد البقاء على قيد الحياة، يجب أن تتعلم أن تكون أقوى من الجميع." كان يقول له وهو يعلمه كيف يقاتل. كان يمرران ساعات طويلة في التدريبات البدنية، حيث كان كايلدر يتعلم فنون المبارزات الأساسية، والقتال بالأيدي، بالإضافة إلى تعلم كيفية استخدام الأدوات البسيطة التي كانت متاحة لهم.

في أحد الأيام، عندما كان كايلدر في التاسعة من عمره، أخذ والده إلى الجبال المجاورة لتدريبه على الصيد. "يجب أن تتعلم كيف تبقى صامتًا، كيف تكون جزءًا من الطبيعة، وكيف تقرأ العلامات حولك." قال جورفين وهو يرصد الفريسة. "الصيد ليس فقط عن القوة، بل عن الفطنة. يجب أن تعرف متى تتحرك ومتى تنتظر." كان كايلدر يتنقل بهدوء بين الأشجار، يتبع آثار الحيوانات في الثلج، ويتقن فن الصبر في انتظار اللحظة المناسبة.
-------------------------------------------------------

التحول إلى الفروسية: السعي للحرية.

في أحد الأيام، بينما كان كايلدر يتنقل في السوق الكبرى في فالترين مع والده، وقع نظره على شيء غير مألوف تمامًا: خريطة ضخمة معلقة على جدار مكتبة قديمة. كانت الخريطة تُظهر عوالم لم يسمع عنها من قبل، أراضٍ بعيدة تغمرها الجبال والصحارى اللامتناهية. كتب عليها "العالم المعروف". كانت الخريطة قديمة ومبهمة، لكن تفاصيلها كانت تثير شغف كايلدر. كيف يمكن لهذا العالم أن يكون بعيدًا عن هذه القرية؟ كانت تلك لحظة غيرت مجرى حياته إلى الأبد.

قال بيلدار، صاحب المكتبة، وهو يراقب عيناه اللامعتين بينما كان كايلدر يدرس الخريطة: "هذه الخريطة تفتح لك أبوابًا لم تعرفها. لكن إذا كنت تسعى للحرية، فهناك طريق طويل أمامك. وهل أنت مستعد له؟"

أجاب كايلدر بتردد: "أنا مستعد. لا أريد أن أظل هنا، في هذا المكان المظلم."

لقد شعر في تلك اللحظة أن هذه الخريطة تمثل الأمل الوحيد له للهروب من مصير قريته، من حصار الجبال التي تمنعهم من المضي قدمًا.
---------------------------------------------------

اللقاء مع جايلون: المعلم الذي سيغير كل شيء.

بعد أيام قليلة من ذلك اللقاء مع بيلدار، تعرض كايلدر لهجوم من قبل مجموعة من الذئاب أثناء جمعه الحطب في الغابة. في تلك اللحظة، ظهر رجل غريب عن ظهر الجبل، جايلون، الذي كان يحمل سيفًا طويلاً حادًا. بمساعدة جايلون، تمكن كايلدر من النجاة من هجوم الذئاب. لكن جايلون لم يكن مجرد محارب عادي.

قال جايلون، وهو يطهر سيفه الدموي: "الذئاب لا تهاجم من دون سبب. إنهم يخافون أو يتضورون جوعًا. أما أنت، فأنت شاب تملك القوة ولكن لا تعرف كيف تسيطر عليها بعد."

رد كايلدر بنبرة مشوشة: "لماذا أنقذتني؟"

أجاب جايلون بصوت هادئ، لكنه حازم: "لأنك أكثر من مجرد فتى ضائع. ولكن إن أردت أن تبقى على قيد الحياة في هذا العالم، عليك أن تتعلم كيف تقاتل."

كان جايلون قديمًا محاربًا في جيش المملكة ولكنه طُرد بسبب ماضيه المظلم. لكنه كان يعرف ما يتطلبه الأمر للبقاء على قيد الحياة في عالم قاسي كهذا. أصبح جايلون معلمًا لكايلدر، يعلمه فنون المبارزات القاسية، ويدربه على فنون القتال المتقدمة التي تعلمها في شبابه.
----------------------------------------------------

مشهد التدريب الأول مع جايلون.

كان صباحًا ضبابيًا، وكان كايلدر يستعد للقاء جايلون على قمة الجبل حيث يتدرب المدرب. كان قد تعلم الكثير عن المبارزات البدائية، لكن جايلون كان دائمًا يسعى لجعله يتجاوز حدود معارفه. وقف كايلدر أمام المدرب في ساحة التدريب، وهو يشعر بضغوط العالم من حوله، كما لو أن القدر يراقب كل خطوة.

"لا تقلق، لن تقتلني اليوم، أليس كذلك؟" قال كايلدر، وهو يقف متأهبًا أمام جايلون الذي كان يحمل سيفًا طويلًا بيده.

جايلون، الذي كان يراقب بحزم، أجابه ببساطة: "إن لم تقتل نفسك، فلن يقتلك أحد. التحدي ليس في العدو الخارجي، بل في داخلك. تركيزك، إرادتك، وسرعتك هي التي تحدد مصيرك."

ثم، في لحظة مفاجئة، تحرك جايلون بسرعة، مما جعل كايلدر يفقد توازنه ويهوي على الأرض. سقط على ظهره، وجسده يتألم من شدة الصدمة.

"الركيزة الأولى لتعلم القتال هي أن تتوقع ما لا تتوقعه، ولا تعتمد فقط على قوتك." قال جايلون، وهو يمد يده لرفع كايلدر.

"أنت تقول دائمًا نفس الأشياء! كيف أستطيع أن أتوقع ما لا أستطيع رؤيته؟" أجاب كايلدر وهو ينهض متألمًا.

جايلون أبتسم بصمت: "بالتدريب، ستتعلم أن تلاحظ التفاصيل الصغيرة. حركة يد، لمحة عيون، حتى صوت القدم على الأرض. حواسنا أقوى مما نظن، لكننا نغفل عنها."
----------------------------------------------------


المعركة مع الذئاب: لحظة الاختبار.


في أحد الأيام، بينما كان كايلدر يقطع الأخشاب في الغابة، كان هناك صوت غريب يقترب منه. قبل أن يستوعب الموقف، ظهرت مجموعة من الذئاب من بين الأشجار، وهي تتقدم نحوه بسرعة. سحب سكينه بسرعة، لكنه كان يعلم أن المواجهة مع الذئاب ستكون معركة عنيفة.

"تذكر كل ما تعلمته!" صرخ جايلون من خلفه، وهو يهبط من الجبل في اللحظة الحاسمة. انقض على الذئاب بسيفه طويلًا، مشعلًا نار القتال في قلب كايلدر.

سريعة وقوية، كانت الذئاب تهاجم بشكل منسق، ولكن جايلون كان يتحرك بشكل سلس، كأنه جزء من الطبيعة. بينما كان كايلدر يعترض هجمات الذئاب بيده المرتجفة، بدأ عقله يعمل بسرعة، متذكرًا نصائح جايلون.

بمجرد أن اقتربت ذئبة من الخلف، سحب كايلدر سكينه بسرعة، ثم استدار ليواجهها بكل قوته، ونجح في طعنها بسرعة مذهلة، مما جعل الذئاب الأخرى تتراجع في تردد.
----------------------------------------------------


التمرد على الواقع: بداية الرحيل.


ومع مرور الوقت، أصبح كايلدر يعاني من الصراع الداخلي بين البقاء في قريته والتطلع إلى شيء أكبر. كان يشعر بأن هناك شيئًا أكبر في هذا العالم من أن يظل مجرد فلاح فقير. في أحد الأيام، بينما كان يشاهد أحد النبلاء يُجبر المزارعين على دفع ضرائب لا تُطاق، كان قلبه يغلي بالغضب. كيف يمكن للناس أن يقبلوا هذا؟ كيف يقبل والده أن يُهان بهذه الطريقة؟

في تلك اللحظة، قرر كايلدر أنه يجب أن يغادر إيريدون. لم يعد بإمكانه أن يكون جزءًا من هذه الحياة المحطمة. لقد قرر أن يسلك طريقًا مختلفًا، طريقًا يقوده إلى أماكن بعيدة وأعالي جديدة. كانت الخريطة في ذهنه تُذكره بأفق واسع ينتظره، ولم يعد يستطيع التأجيل.
---------------------------------------------------

الوداع والمغادرة.


في صباح أحد الأيام، حيث كان الضباب يكتسح الجبال العالية ويغطي الوادي بخيوط من النور الباهت، وقف كايلدر أمام منزله للمرة الأخيرة. كان قلبه مثقلًا بالشكوك والألم، لكنه كان يعلم أن هذه هي اللحظة التي لا مفر منها. لقد قرر أن يترك كل شيء وراءه: عائلته، قريته، والحياة التي كانت تجذب أقدامه نحو الطريق المظلم.

والدته، إيلينور، كانت تقف بالقرب من باب المنزل، تتأمل الأفق البعيد كما لو كانت ترى المستقبل. عندما اقترب كايلدر منها، لم تقل شيئًا في البداية. كانت عيونها مليئة بالكلمات التي لم تخرج. أمسك بيدها، لكن كان هناك شيء غريب في نظرتها.

قالت إيلينور بصوت هادئ، يكاد لا يُسمع:
"لا تظن أن الطريق الذي اخترته سيكون سهلاً. ولا تظن أن المعركة التي ستخوضها هي فقط ضد الأعداء. هناك أشياء أكبر من ذلك في انتظارك، أشياء لا تستطيع أن ترى أو أن تفهمها الآن."

ثم أضافت، وهي تطيل النظر إلى معلمه الذي كان يقف على بُعد خطوات قليلة منهم:
"احذر من الظلال التي يخفونها عنك. قد يكون هناك من يسير معك في الظلام، ولكنه في النهاية لن يكون هو من يضيء لك الطريق."

لم يفهم كايلدر كلمات والدته في تلك اللحظة، لكنها كانت تترك في قلبه شعورًا غريبًا، كأنها تحذره من شيء غير مرئي. ثم ابتسمت إيلينور، وأدارت ظهرها، تاركة إياه يواجه مستقبله الذي لا يزال مجهولًا.

لم يتحدث كايلدر عن كلمات والدته بعد مغادرتهما. كانت تلك الكلمات تلتصق بذهنه، لكنه كان في غمرة رحيله، لا يستطيع تفسير معناها. ربما كان قد شعر بشيء في أعماقه يشير إلى أن الأمور لن تكون كما يتوقع.
----------------------------------------------------

الرحلة مع جايلون: المعلم المرافق.

جايلون، المعلم الذي كان قد أصبح أكثر من مجرد مرشد، رافق كايلدر في رحلته عبر الجبال والوديان. لم يكن مجرد معلم أو مدرب، بل كان أحد الشخصيات الأساسية التي شكلت مسار كايلدر، يرافقه في كل خطوة. رغم أن جايلون كان رجلًا غامضًا وملتويًا في بعض الأحيان، إلا أن وجوده كان يشع بالأمان والتوجيه. كان كايلدر قد بدأ يثق به بشكل تدريجي.

في إحدى الليالي، بينما كانا يتنقلان عبر الغابات الكثيفة، وقف جايلون أمامه وقال بصوت منخفض، كأنما يحاول أن يطوي سره في الكلمات:
"أنت الآن في قلب العالم الذي لا يعترف بالرحمة. ستلتقي بأعداء أقوى منك، وستواجه تحديات أكبر مما تتصور. ولكن، تذكر... لا تسعى لتكون مجرد محارب. سعيك يجب أن يكون وراء شيء أكبر من السيوف والقتال."

كايلدر نظر إليه بعينين مشدودتين. كانت هناك هالة من الغموض حول جايلون، وكلمات تشعره أحيانًا أنه ليس فقط محاربًا عاديًا، بل حامل لأسرار قديمة كانت تتجاوز عمره.

"لماذا تقول ذلك؟" سأل كايلدر، محاولًا أن يفهم دوافع جايلون.

جايلون ابتسم ابتسامة غامضة، وقال:
"ستعرف لاحقًا، عندما يأتي وقتك. كل شيء في هذه الحياة له ثمنه. لكن إياك أن تظن أن القوة هي وحدها التي تحدد مصيرك."
----------------------------------------------------

الرحلة تتواصل.

بينما كانوا يسافرون من قرية إلى أخرى، وأثناء الليل البارد الذي يجلبه الشتاء في الجبال، كان كايلدر يشعر بأن شيئًا ما في نفسه قد بدأ يتغير. المعركة الحقيقية لم تكن في مواجهات الذئاب أو الصيادين، بل في معركة ضد ذاته. كان يتعلم أن القوة ليست مجرد عضلات أو سيوف، بل هي الإرادة الصلبة، والفهم العميق لما يجري من حوله.

على الرغم من صعوبة رحلته، كانت هناك لحظات من السكون، حيث كان يقف في منتصف العراء، يحس بهدوء محيطه ويتأمل الأفق البعيد. في تلك اللحظات، كان يشعر بشيء غامض يربطه بالعالم كله، وكأن كلماته والدته كانت ترن في ذهنه، تحمل تحذيرات وقصصًا لم يفهمها بعد.

مع مرور الأيام، بدأ كايلدر في تمييز أبعاد جديدة للعالم، أبعاد لا يتسنى لأي شخص أن يراها بوضوح. كان جايلون دائمًا بالقرب منه، يحميه ويرشده، وكأنهما يسيران معًا نحو قدر غير واضح.

كان كايلدر يعرف الآن أن هذه الرحلة لن تنتهي قريبًا، وأن كل خطوة يخطوها نحو المستقبل، كانت خطوة نحو مصير أكبر من أي شيء كان يتوقعه. ولكنه كان عازمًا على السير فيه، متسلحًا بكل ما تعلمه من معلمه، وبكلمات والدته التي كانت تهمس في عقله مثل صدى بعيد.

ورغم كل الظلال التي يراها، كان قلبه ينبض بالأمل. والأمل في المستقبل هو ما كان يدفعه للاستمرار، مهما كانت التحديات التي سيواجهها.

---------------------------------------------------
صديقي العزيز لو وصلت لحد هنا أتمني إنك تعرف إن الجزء ماهو الا بداية القصة .🌷


و ده مش معناه أبدًا إن القادم أجمل وأروع من كده لا إنما دي معلومة بسيطة إن القادم هيختلف سرد و رتم وتفاصيل أو حبكة سواء للأسوء أو للأفضل هسيبك أنت تقرر♥️

هنتقابل قريب بااي🧚🏻‍♀️💜
---------------------------------------------------
بدااايه جمييله بجد وسر فوق الممتااااز بجد احسنتى بجد ومنتظرين الجزء التانى بفارغ الصبر
 
  • حبيته
التفاعلات: LADY MONA

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%