د
دكتور نسوانجي
ضيف
بدا محسن بيه مسروراً جداً وهو يجوب مع ابنه فارس ليعرفه على الموظفين في شركته ، كيف لا وقد جاء من يشاركه ويحمل عنه بعض أعباء إدارة الشركة وتنظيم العمل فيها ، خصوصاً بعد مرض مختار أفندي رئيس المحاسبة وأحد أقدم الموظفين ، مما أوقع الشركة في فوضى في المحاسبة وتأخير في تسجيل البيانات ، وهو أمر خطير وغير طبيبعي .
أعطـى محسن بيه لفارس الغرفة المجاورة لمكتبه بعد أن وضع على الباب لافتة كتب عليها " فارس سلطان – المدير العام المساعد " وكان المدخل للغرفتين من صالون مشترك تجلس فيه مدام ألفت السكرتيرة الخاصة ، وهي امرأة سمراء جميلة في الثانية والثلاثين من عمرها متوسطة القامة رشيقة الجسم ، تلفت عيناها الواسعتان وشفتاها الغليظتان النظر مما يضفي عليها جاذبية وإثارة ، لا يحد منهما شبح الحزن البادي في نظراتها الكسيرة .
حقاً أن فارس جاء في الوقت المناسب ، كان محسن بيه يقول في نفسه ، إذ يتوجب على الشركة تقديم ميزانيتها وبياناتها المحاسبية للدوائر المختصة خلال شهرين ، وهذا ضمن اختصاصه ، ولكن نظراً لقلة خبرته العملية فهو سيحتاج لتوجيه وإشراف من والده لبعض الوقت قبل أن يطون قادراً على القيام بتلك الأمور وحده .
وهكذا كانت فترة مباشرة فارس لعمله فترة مجهدة ، ولم يكن يتردد في سؤال والده عن أي أمر ، وكانت أمور الشغل تأخذ كل وقته بحيث غابت بياتريس وسيلين ومارغريت عن تفكيره ، وإذا عاد فتذكرهن كان يلهي نفسه بكثرة العمل لأنها تشغله عن التفكير بذكرياته معهن التي قد تثير أشجانه ورغباته .
مع اقتراب موعد إنهاء الميزانية وبياناتها ، كان فارس يضطر للتأخر في مكتبه ، بحيث يكون آخر المغادرين ، ثم يعود صباح اليوم التالي مبكراً لمتابعة ما تركه ، وكانت مدام ألفت تقدم له كل المساعدة اللازمة ، ثم تحرص قبل مغادرتها كل مساء على تحضير الشاي الذي يحبه فارس وتركه على طاولته ليمده ببعض النشاط ويساعده على التركيز في عمله .
- " يا لها من امرأة رائعة " قال فارس محدثاً نفسه " وهي موظفة مخلصة وكفوءة حريصة على إعطاء العمل وقته وحقه ولا تتعاطى في غير ذلك وهي كتومة ولا تتدخل فيما لا يعنيها ، كما أنها جميلة جداً ، لا شك أن زوجها من أسعد الرجال في العالم "
لم يستطع فارس أن يكتم عن نفسه إعجابه بألفت كأنثى ، ولكنه كان يحترم كونها متزوجة ، ولذلك كان لا يسمح لأفكاره بالذهاب بعيداً ، علاوة على انشغال تلك الأفكار بإنجاز المتطلبات العاجلة للشركة ، كما بقيت تصرفاته مع مدام ألفت في حدود الأدب الجمّ الذي كانت تقابله بمثله .
وأخيراً تم إنجاز وتحضير الميزانية وبيانات المحاسبة التي أرهقت فارس لأسابيع ، حتى أن والده طلب منه الاستراحة ليومين ، فأجابه فارس مازحاً أن فترة عمله القصيرة لا تسمح له بإجازة ، ولكنه بالطبع كان بحاجة لهكذا إجازة وللصدفة فإن يوم الغد هو يوم عطلة ، واضطر فارس للحضور مبكراً في اليوم التالي إلى مكتبه لأخذ بعض الأغراض الشخصية التي يحتاجها في إجازته ، وفتح باب الصالون المؤدي إلى غرفة مكتبه ، وفوجئ أن مدام تجلس خلف مكتبها وقد أسندت رأسها إلى بضعة كتب وضعتها فوق طاولة المكتب وتبدو نائمة ، وانتبهت على صوت الباب عندما فتحه فارس .
- " مدام ألفت ، إنتي بتعملي إيه هنا ؟؟ اليم عطلة نهاية الأسبوع " ، سألها فارس متعجباً .
لم تكن ألفت تتوقع مجيء أحد في ذلك اليوم ، وفوجئت بدخول فارس الذي انتبه أن عيني ألفت الجميلتين محمرتان من شدة البكاء ، حاولت ألفت مداراة وجهها وعينيها فأخرجت من حقيبتها نظارة شمسية وضعتها على عينيها .
- مدام ألفت مالك ؟؟؟ ، إيه اللي مزعلك ؟؟ وليه انتي هنا في يوم عطلة "
- " ما فيش يا بيه "
- " ما فيش ازاي !؟ " ودارت في رأسه فكرة فسألها بحدة " إنتي كنتي نايمة هنا مش كده ؟ "
- " أصل كان عندي شوية مشاكل في البيت وخلاص أنا خارجة يا بيه " ، قالت ذلك وانخرطت في نوبة بكاء .
أحس فارس يحس بعطف شديد عليها واقترب منها واضعاً يده على كتفها محاولاً مواساتها فلاحظ خدشاً وأثر كدمة على عنق ألفت ، ثم انتبه لوجود كدمة داكنة تحت عينها اليسرى لم تنجح النظارة الشمسة ، وعرف أن ألفت تعرضت للضرب .
- " أيه ده ؟؟ مين اللي عمل فيكي كده ؟؟ " قال فارس بغضب .
حاولت ألفت كتم الأمر عن فارس ، إلا أن إلحاحه عليها في معرفة الحقيقة جعلها تقر له بأنها تعرضت للضرب كالعادة ، ولكن هذه المرة بصورة فظيعة ، على يد زوجها الذي يبتزها طالباً خمسين ألف جنيه منها بعد أن توسلت له لكي يطلقها ، وأن سبب ذلك كله هو عدم قدرتها على الإنجاب ، وأنها أمام أحد خيارين ، دفع المبلغ الذي لا تملكه أصلاً ، أو البقاء في هذا الجحيم .
- " وانا اللي كنت بقول جوزك لازم يحس أنه أسعد رجل في العالم !! قومي معايا "
- " على فين يا بيه ؟؟ "
- " بعدين هتعرفي " قال فارس بحزم .
وكأنها تنفذ أمراً وظيفياً ، خرجت ألفت برفقة فارس الذي اصطحبها إلى مركز الشرطة حيث تقدمت بشكوى بحق زوجها بحضور محامي الشركة الذي استدعاه فارس ، ثم عاينها طبيب شرعي ووضع تقريراً يثبت تعرضها للضرب .
كان لتدخل فارس في حياة ألفت الشخصية مفعول السحر ، فخلال أيام تمكن من حمل زوجها على طلاقها مقابل تنازلها عن شكواها وأجبره أن يتعهد بدفع قسم كبير من مؤخر صداقها على أقساط ، ولم يكتف فارس بذلك ، بل استأجر لها شقة صغيرة قريبة من الشركة وبعيدة عن منزل زوجها ، وقام بتأثيثها ، وكان ما دفعه فارس في سبيل ذلك يقارب اثني عشر ألف جنيه .
- " أنا مش عارفة من غيرك كنت هعمل إيه ، إنت جميلك على راسي من فوق يا بيه " .
قالت ألفت لفارس في أول يوم لها في شقتها الجديدة فيما العمل يدخلون آخر قطع الأثاث .
- " واديني أخدته ، وكده نبقى خالصين " ، قال فارس ذلك وهـو يضع شفتيه على رأس ألفت ، التي غشيت الدموع عينيها وأحست انها لا تملك جواباً على تصرفه الرائع هذا ، ووجدت نفسها تمسك يد فارس وتقبلها امتناناً وعرفاناً .
كان التحول الحاصل في حياة ألفت مذهلاً ، فاستعادت مرحها وتألقها وبدت أكثر حيوية وجمالاً وغاب شحوب الحزن عن نظراتها ليحل محله بريق الفرح ، مما زاد من روح الألفة بينها وبين فارس ، خصوصاً وأن محسن بيه كان قد اضطر للسفر إلى كندا لفترة قد تمتد سنة أو أكثر ليتمكن من الاستحصال على الجنسية الكندية ، ولم يكن يحضر إلى مصر إلا لأوقات قليلة وأسباب محددة وضرورية ، فكان وقت العمل يجمعهما وحدهما معاً .
وكان فارس يحس بالسعادة وهو يرى معالم الفرح تبدو على ألفت بدل الحزن الذي كان يغشى وجهها ونظراتها ، ولم يكن يستطيع منع نفسه من التحديق بصدرها الجميل حين تجلس أمامه ليملي عليها كتابة بعض الرسائل أو المعاملات ، وكان يحس بالإثارة لرؤية فخذيها الناعمتين حين تنحني لتلتقط فناجين القهوة الفارغة بعد خروج الزائرين .
لا يمكن أن ينكر أنه يشتهي هذه المرأة الجميلة ، ويتمنى لو يمتص شفتيها المنتفختين المثيرتين ويداعب صدرها الذي يشبه صدر سيلين ، ويتخيل شكل كسها ويتساءل ما إذا كانت شفتيه غليظتين كشفتي فمها ، فهل تشتهيه هي أيضاً يا ترى ؟؟
كان قد مضى حوالي شهر على تلك الأحداث ، عندما دخلت ألفت على فارس في مكتبه وهي تحمل مغلفاً منتفخاً ، وبخجل صبغ وجهها بحمرة أعطتها جمالاً مذهلاً قالت :
- " اتفضل يا بيه "
- " إيه ده "
- " تسعة آلاف جنيه ، ويبقالك عندي ثلاثة كمان أوعدك أردهم لما اقدر "
أحس فارس بالغضب من تصرف ألفت ، وأراد أن يصرخ في وجهها ليجعلها تعلم أن تصرفه كاان من ذاته وليس مبلغاً أعطاه لها كدين لتعود فتسدده له ، إلا أن رؤيته لها وهي خافضة نظراتها بخجل شديد وشعوره بصدق تصرفها يهدأ بسرعة .
- " أوكي ، طيب هاتيهم " قال فارس متظاهراً باللامبالاة وهو يتناول المغلف من يد ألفت التي أصيبت بالذهول ، فهي لم تتوقع منه قبول المال ، مع أن واجبها أن تعرض إعادته .
- " مدام ألفت " أضاف فارس " أنت عارفة إن الأهل مسافرين في كندا ويمكن يغيبوا سنة علشان الجنسية ، وأنا زهقت من أكل المطاعم ، تحبي نتعشى سوا الليلة ؟ "
- " اللي تشوفو يا بيه " أجابت ألفت بطريقة آلية وكأنها تخضع لأمر في العمل وقد زاد ذهولها ، فما علاقة إعادة المال لفارس بيه بالعشاء معها !!
- " طيب انتي عاملة إيه الليلة على العشا ؟؟ يعني أنا بصراحة عازم نفسي عندك ، ولا انتي تخافي ألاقي طبخك مش طيب ؟؟ " .
- " العفو يا بيه ، أنا عاملة أرنبية ومحشي ، يعني حاجة بلدي ومش عارفة لو بتحبها ؟؟ " .
- " ياه ! ، معقول ؟ انتي بتطبخي الحاجات دي ؟؟ أنا بموت عليها ومن زمان نفسي فيها " .
كان فارس صادقاً في كلامه ، وبدا ذلك واضحاً عليه مما أثار ارتياح ألفت التي استأذنته للمغادرة مبكرة لتتمكن من تحضير العشاء .
وعند السابعة والنصف وصل فارس وهو يحمل بيده هدية صغيرة الحجم وضعها فوق الطاولة في غرفة الجلوس التي كانت ألفت قد وضعت عليها الأطباق لتناول العشاء ، فشقة ألفت الصغيرة عبارة عن مدخل وغرفة جلوس وغرفة نوم ومطبخ وحمام .
وكانت ألفت تبدو كأنها إنسان آخر في فتسان السهرة بلونه الأخضر وقماشه الرقيق الذي يوحي بتفاصيل جسمها الجميل ، وهو مزموم من خصره وتحت الصدر مما يعطي فكرة واضحة عن تفاصيل جسمها الممشوق وتفاصيله الأنثوية الرائعة ويفسح للنظر التمتع بتضاريس هذا القدّ المثير ، كان لباس ألفت في عملها محتشم دائماً ، لم يعتد فارس على رؤيتها في هكذا نوع من الأثواب ، ويبدو أنها لبسته خصيصاً لأجل المناسبة .
بعد أن كانت خائفة ، اطمأنت ألفت إلى جودة طعامها من خلال شهية فارس الذي راح يزدرده بنهم ، وانتهى العشاء مع ثناء منه على طبخها ومهارتها ، وبعد غسل أيديهما جلس الاثنان على الأريكة في غرفة الجلوس ، وتناول فارس الهدية عن الطاولة وأعطاها لألفت .
- " فستان السواريه ده رائع .. لايق عليكي فعلاً " .
- " تصدق يا بيه أنا أول مرة ألبسه من تلات سنين " .
- " ليه ؟؟ إنتي مش بتروحي أفراح وحفلات فيها لبس سواريه ؟ "
- " حفلات !!؟ أنا يا بيه من يوم ما اتجوزت وانا عايشة في سجن ، ويمكن السجن أهون ، بشتغل وجوزي بياخد مرتبي بيشتري مشروب يطفحه ، ولما يخلص المرتب ... إنت شفت كان بيحصل إيه ، ولولاك أنا كنت لسه عايشة في الجحيم اياه " .
- " وعلشان كده انتي ما فيش عندك فستان سهرة غير ده ، صح ؟ " سألها فارس بنبرة متأثرة .
لم تجب ألفت ، فأكمل كلامه : " طيب ولما حالتك كده انتي جبتيلي الفلوس ليه ؟ "
- " علشان ده واجبي وانت خيرك عليَّ بقى كتير " قالت بخجل وصوت مرتجف .
بدا وكأنه يحاول تغيير موضوع الحديث ، قال فارس وهو يلتقط الهدية عن الطاولة ويمد يده بها نحو ألفت :
- " طيب ، دي هدية مني ليكي ، بس أنا مش هديهالك إلا لو وعدتيني تقبليها " .
- " يا خبر يا بيه .. هو أنا أقدر أرفضلك طلب ، إنت تأمر .. خلاص أوعدك "
قالت ذلك وهي تأخذ الهدية من يد فارس الممدودة صوبها ، وهي مقتنعة من خلال شكلها أنها قارورة عطر ، لكنها وجدتها خفيفة بحيث لا يمكن أن تكون كذلـك ، وانتزعت الورقة البراقة عنها ، فوجدت طبقتين من الورق المقوى بينهما كدسة من الأوراق النقدية .
نعم لم تكن هدية فارس لألفت سوى مبلغ التسعة آلاف جنيه الذي كانت أعادته له صباح اليوم نفسه ، آه من هذا الفارس ما الذي يمكن لها أن تفعله حتى ترضى عن نفسها تجاهه .
- " لا أرجوكي بلاش دموع " قال فارس مازحاً بعد أن ترقرقت الدموع في عيني ألفت .
مد فارس يده ليمسح الدمعة عن خد التي أمسكت بيده وقبلتها كما فعلت مرة من قبل ، وأحس فارس بنعومة وطراوة خد ألفت ورقة يدها الممسكة بيده ، نظر إلى عينيها الواسعتين كأنهما فضاء من مشاعر الامتنان الصادق ، قترب بوجهه من وجهها فخفضت نظراتها بخجل فيما أحست بشفتيه تلمسان جبهتها باحترام بالغ ، فاصطبغ وجهها باحمرار رائع .
- " أنا باستأذن ومتشكر قوي على الأكل الطعم وعلى الفستان الرائع ، ده شانيل صح ؟ "
- " " هو انا شكلي بتاع شانيل يا بيه ، لأ طبعاً ، ده من خان الخليلي "
قالت ألفت وهي تضحك ضحكة من القلب كما لم تضحك من قبل ، وضحك معها فارس .
اقترب فارس من قبة الفستان متظاهراً أنه يحاول معرفة ماركته ، ولمست يده رقبة ألفت من الخلف ، فأحست كأن موجات من الكهرباء تدغدغ جسدها ، وشعرت أن فتسانها يضيق على جسدها وأن نهديها يحاولان الخروج من السوتيان في شهوة عارمة اجتاحتها بتلك اللمسة .
كانت ألفت محتارة في شعورها نحو فارس ، ولا تعلم هل هي تشتهيه كرجل ، أم أنها تفكر به بتلك الطريقة نتيجة مواقفه معها ، ثم أنه يصغرها بأربع سنوات أو أكثر ، ولكن ما أحست به حين لمست يده رقبتها جعلها تتأكد من أنها تتمنى لو تكون بين ذراعيه يعريها بنفسه وأن تحس بثقل جسمه فوق جسمها وهو يدفع أيره في كسها ، وغالبت نفسها حتى لا تستدير وتحيطه بذراعيها وتنهمر عليه بالقبلات .
وأحس فارس أنها مرتبكة .
- " مالك ؟؟ إنتي بتغيري من رقابتك ؟"
- " لا يا بيه مش بغير ، بس يمكن لأنها أول مرة في حياتي بكون لوحدي مع راجل غير جوزي وبحس إني قريّبة منه كده "
كانت كلماتها التي قالتها بعفوية تحمل رسالة أنثوية واضحة فهمها فارس ، ولكنه فضّل أن تجري الأمور بالشكل الذي يجعل ألفت أكثر تفهماً له ، خصوصاً وأن ما عانته مع زوجها جعلها شديدة الحساسية ، وهو لا يريد أن يقوم بأي أمر قد يؤذي حساسيتها تلك ، بل عليه انتظار الوقت المناسب .
ورأى فارس ما أراد أن يراه من معلومات مكتوبة على بطاقة الفستان القماشية ، ثم غادر تاركاً ألفت في حيرة من تصرفاته تلك .
وقفت ألفت أمام المرآة ونظرت لنفسها في ذلك الفستان ، هل هي جميلة حقاً إلى الحدّ الذي يوحي به كلام فارس بيه ؟؟ أم هو يتغزّل بالفستان فقط وليس بصاحبته ؟
وهل يشتهيها ويرغب بها كما تشتهيه هي وترغب به ؟؟ أم أنه لا يرى منها سوى الفستان ؟
وماذا لو كان الفستان أقصر قليلاً ؟ فكرت وهي ترفع طرفه عن ساقيها وتتأمل فخذيها الملفوفتين برشاقة ونعومة ، وماذا لو كانت القبة واسعة وتكشف عن صدرها المكتنز ؟ فكرت أيضاً وهي تضع يديها تحت نهديها وتتحسسهما .
خلعت فستانها ووقفت من جديد أمام المرآة وليس عليها سو حاملة الصدر التي تحتضن نهديها المكتنزين والكيلوت الصغير الذي تكاد شفتا كسها الغليظتين تبرزان من جانبيه ولا يغطي من طيزها المتكورة بروعة سوى الجزء البسيط .
لم لا ؟ تساءلت في نفسها ، مهما فعلت لن أفي هذا الشاب ما قام بي لأجلي ، وسواء كان رداً للجميل أم رغبة مني كامرأة في أن أكون ملكاً لهذا الرجل ، فإنني لن أرفض أو أصده لو حاول التقرب مني .
(يتبع تحته)
أعطـى محسن بيه لفارس الغرفة المجاورة لمكتبه بعد أن وضع على الباب لافتة كتب عليها " فارس سلطان – المدير العام المساعد " وكان المدخل للغرفتين من صالون مشترك تجلس فيه مدام ألفت السكرتيرة الخاصة ، وهي امرأة سمراء جميلة في الثانية والثلاثين من عمرها متوسطة القامة رشيقة الجسم ، تلفت عيناها الواسعتان وشفتاها الغليظتان النظر مما يضفي عليها جاذبية وإثارة ، لا يحد منهما شبح الحزن البادي في نظراتها الكسيرة .
حقاً أن فارس جاء في الوقت المناسب ، كان محسن بيه يقول في نفسه ، إذ يتوجب على الشركة تقديم ميزانيتها وبياناتها المحاسبية للدوائر المختصة خلال شهرين ، وهذا ضمن اختصاصه ، ولكن نظراً لقلة خبرته العملية فهو سيحتاج لتوجيه وإشراف من والده لبعض الوقت قبل أن يطون قادراً على القيام بتلك الأمور وحده .
وهكذا كانت فترة مباشرة فارس لعمله فترة مجهدة ، ولم يكن يتردد في سؤال والده عن أي أمر ، وكانت أمور الشغل تأخذ كل وقته بحيث غابت بياتريس وسيلين ومارغريت عن تفكيره ، وإذا عاد فتذكرهن كان يلهي نفسه بكثرة العمل لأنها تشغله عن التفكير بذكرياته معهن التي قد تثير أشجانه ورغباته .
مع اقتراب موعد إنهاء الميزانية وبياناتها ، كان فارس يضطر للتأخر في مكتبه ، بحيث يكون آخر المغادرين ، ثم يعود صباح اليوم التالي مبكراً لمتابعة ما تركه ، وكانت مدام ألفت تقدم له كل المساعدة اللازمة ، ثم تحرص قبل مغادرتها كل مساء على تحضير الشاي الذي يحبه فارس وتركه على طاولته ليمده ببعض النشاط ويساعده على التركيز في عمله .
- " يا لها من امرأة رائعة " قال فارس محدثاً نفسه " وهي موظفة مخلصة وكفوءة حريصة على إعطاء العمل وقته وحقه ولا تتعاطى في غير ذلك وهي كتومة ولا تتدخل فيما لا يعنيها ، كما أنها جميلة جداً ، لا شك أن زوجها من أسعد الرجال في العالم "
لم يستطع فارس أن يكتم عن نفسه إعجابه بألفت كأنثى ، ولكنه كان يحترم كونها متزوجة ، ولذلك كان لا يسمح لأفكاره بالذهاب بعيداً ، علاوة على انشغال تلك الأفكار بإنجاز المتطلبات العاجلة للشركة ، كما بقيت تصرفاته مع مدام ألفت في حدود الأدب الجمّ الذي كانت تقابله بمثله .
وأخيراً تم إنجاز وتحضير الميزانية وبيانات المحاسبة التي أرهقت فارس لأسابيع ، حتى أن والده طلب منه الاستراحة ليومين ، فأجابه فارس مازحاً أن فترة عمله القصيرة لا تسمح له بإجازة ، ولكنه بالطبع كان بحاجة لهكذا إجازة وللصدفة فإن يوم الغد هو يوم عطلة ، واضطر فارس للحضور مبكراً في اليوم التالي إلى مكتبه لأخذ بعض الأغراض الشخصية التي يحتاجها في إجازته ، وفتح باب الصالون المؤدي إلى غرفة مكتبه ، وفوجئ أن مدام تجلس خلف مكتبها وقد أسندت رأسها إلى بضعة كتب وضعتها فوق طاولة المكتب وتبدو نائمة ، وانتبهت على صوت الباب عندما فتحه فارس .
- " مدام ألفت ، إنتي بتعملي إيه هنا ؟؟ اليم عطلة نهاية الأسبوع " ، سألها فارس متعجباً .
لم تكن ألفت تتوقع مجيء أحد في ذلك اليوم ، وفوجئت بدخول فارس الذي انتبه أن عيني ألفت الجميلتين محمرتان من شدة البكاء ، حاولت ألفت مداراة وجهها وعينيها فأخرجت من حقيبتها نظارة شمسية وضعتها على عينيها .
- مدام ألفت مالك ؟؟؟ ، إيه اللي مزعلك ؟؟ وليه انتي هنا في يوم عطلة "
- " ما فيش يا بيه "
- " ما فيش ازاي !؟ " ودارت في رأسه فكرة فسألها بحدة " إنتي كنتي نايمة هنا مش كده ؟ "
- " أصل كان عندي شوية مشاكل في البيت وخلاص أنا خارجة يا بيه " ، قالت ذلك وانخرطت في نوبة بكاء .
أحس فارس يحس بعطف شديد عليها واقترب منها واضعاً يده على كتفها محاولاً مواساتها فلاحظ خدشاً وأثر كدمة على عنق ألفت ، ثم انتبه لوجود كدمة داكنة تحت عينها اليسرى لم تنجح النظارة الشمسة ، وعرف أن ألفت تعرضت للضرب .
- " أيه ده ؟؟ مين اللي عمل فيكي كده ؟؟ " قال فارس بغضب .
حاولت ألفت كتم الأمر عن فارس ، إلا أن إلحاحه عليها في معرفة الحقيقة جعلها تقر له بأنها تعرضت للضرب كالعادة ، ولكن هذه المرة بصورة فظيعة ، على يد زوجها الذي يبتزها طالباً خمسين ألف جنيه منها بعد أن توسلت له لكي يطلقها ، وأن سبب ذلك كله هو عدم قدرتها على الإنجاب ، وأنها أمام أحد خيارين ، دفع المبلغ الذي لا تملكه أصلاً ، أو البقاء في هذا الجحيم .
- " وانا اللي كنت بقول جوزك لازم يحس أنه أسعد رجل في العالم !! قومي معايا "
- " على فين يا بيه ؟؟ "
- " بعدين هتعرفي " قال فارس بحزم .
وكأنها تنفذ أمراً وظيفياً ، خرجت ألفت برفقة فارس الذي اصطحبها إلى مركز الشرطة حيث تقدمت بشكوى بحق زوجها بحضور محامي الشركة الذي استدعاه فارس ، ثم عاينها طبيب شرعي ووضع تقريراً يثبت تعرضها للضرب .
كان لتدخل فارس في حياة ألفت الشخصية مفعول السحر ، فخلال أيام تمكن من حمل زوجها على طلاقها مقابل تنازلها عن شكواها وأجبره أن يتعهد بدفع قسم كبير من مؤخر صداقها على أقساط ، ولم يكتف فارس بذلك ، بل استأجر لها شقة صغيرة قريبة من الشركة وبعيدة عن منزل زوجها ، وقام بتأثيثها ، وكان ما دفعه فارس في سبيل ذلك يقارب اثني عشر ألف جنيه .
- " أنا مش عارفة من غيرك كنت هعمل إيه ، إنت جميلك على راسي من فوق يا بيه " .
قالت ألفت لفارس في أول يوم لها في شقتها الجديدة فيما العمل يدخلون آخر قطع الأثاث .
- " واديني أخدته ، وكده نبقى خالصين " ، قال فارس ذلك وهـو يضع شفتيه على رأس ألفت ، التي غشيت الدموع عينيها وأحست انها لا تملك جواباً على تصرفه الرائع هذا ، ووجدت نفسها تمسك يد فارس وتقبلها امتناناً وعرفاناً .
كان التحول الحاصل في حياة ألفت مذهلاً ، فاستعادت مرحها وتألقها وبدت أكثر حيوية وجمالاً وغاب شحوب الحزن عن نظراتها ليحل محله بريق الفرح ، مما زاد من روح الألفة بينها وبين فارس ، خصوصاً وأن محسن بيه كان قد اضطر للسفر إلى كندا لفترة قد تمتد سنة أو أكثر ليتمكن من الاستحصال على الجنسية الكندية ، ولم يكن يحضر إلى مصر إلا لأوقات قليلة وأسباب محددة وضرورية ، فكان وقت العمل يجمعهما وحدهما معاً .
وكان فارس يحس بالسعادة وهو يرى معالم الفرح تبدو على ألفت بدل الحزن الذي كان يغشى وجهها ونظراتها ، ولم يكن يستطيع منع نفسه من التحديق بصدرها الجميل حين تجلس أمامه ليملي عليها كتابة بعض الرسائل أو المعاملات ، وكان يحس بالإثارة لرؤية فخذيها الناعمتين حين تنحني لتلتقط فناجين القهوة الفارغة بعد خروج الزائرين .
لا يمكن أن ينكر أنه يشتهي هذه المرأة الجميلة ، ويتمنى لو يمتص شفتيها المنتفختين المثيرتين ويداعب صدرها الذي يشبه صدر سيلين ، ويتخيل شكل كسها ويتساءل ما إذا كانت شفتيه غليظتين كشفتي فمها ، فهل تشتهيه هي أيضاً يا ترى ؟؟
كان قد مضى حوالي شهر على تلك الأحداث ، عندما دخلت ألفت على فارس في مكتبه وهي تحمل مغلفاً منتفخاً ، وبخجل صبغ وجهها بحمرة أعطتها جمالاً مذهلاً قالت :
- " اتفضل يا بيه "
- " إيه ده "
- " تسعة آلاف جنيه ، ويبقالك عندي ثلاثة كمان أوعدك أردهم لما اقدر "
أحس فارس بالغضب من تصرف ألفت ، وأراد أن يصرخ في وجهها ليجعلها تعلم أن تصرفه كاان من ذاته وليس مبلغاً أعطاه لها كدين لتعود فتسدده له ، إلا أن رؤيته لها وهي خافضة نظراتها بخجل شديد وشعوره بصدق تصرفها يهدأ بسرعة .
- " أوكي ، طيب هاتيهم " قال فارس متظاهراً باللامبالاة وهو يتناول المغلف من يد ألفت التي أصيبت بالذهول ، فهي لم تتوقع منه قبول المال ، مع أن واجبها أن تعرض إعادته .
- " مدام ألفت " أضاف فارس " أنت عارفة إن الأهل مسافرين في كندا ويمكن يغيبوا سنة علشان الجنسية ، وأنا زهقت من أكل المطاعم ، تحبي نتعشى سوا الليلة ؟ "
- " اللي تشوفو يا بيه " أجابت ألفت بطريقة آلية وكأنها تخضع لأمر في العمل وقد زاد ذهولها ، فما علاقة إعادة المال لفارس بيه بالعشاء معها !!
- " طيب انتي عاملة إيه الليلة على العشا ؟؟ يعني أنا بصراحة عازم نفسي عندك ، ولا انتي تخافي ألاقي طبخك مش طيب ؟؟ " .
- " العفو يا بيه ، أنا عاملة أرنبية ومحشي ، يعني حاجة بلدي ومش عارفة لو بتحبها ؟؟ " .
- " ياه ! ، معقول ؟ انتي بتطبخي الحاجات دي ؟؟ أنا بموت عليها ومن زمان نفسي فيها " .
كان فارس صادقاً في كلامه ، وبدا ذلك واضحاً عليه مما أثار ارتياح ألفت التي استأذنته للمغادرة مبكرة لتتمكن من تحضير العشاء .
وعند السابعة والنصف وصل فارس وهو يحمل بيده هدية صغيرة الحجم وضعها فوق الطاولة في غرفة الجلوس التي كانت ألفت قد وضعت عليها الأطباق لتناول العشاء ، فشقة ألفت الصغيرة عبارة عن مدخل وغرفة جلوس وغرفة نوم ومطبخ وحمام .
وكانت ألفت تبدو كأنها إنسان آخر في فتسان السهرة بلونه الأخضر وقماشه الرقيق الذي يوحي بتفاصيل جسمها الجميل ، وهو مزموم من خصره وتحت الصدر مما يعطي فكرة واضحة عن تفاصيل جسمها الممشوق وتفاصيله الأنثوية الرائعة ويفسح للنظر التمتع بتضاريس هذا القدّ المثير ، كان لباس ألفت في عملها محتشم دائماً ، لم يعتد فارس على رؤيتها في هكذا نوع من الأثواب ، ويبدو أنها لبسته خصيصاً لأجل المناسبة .
بعد أن كانت خائفة ، اطمأنت ألفت إلى جودة طعامها من خلال شهية فارس الذي راح يزدرده بنهم ، وانتهى العشاء مع ثناء منه على طبخها ومهارتها ، وبعد غسل أيديهما جلس الاثنان على الأريكة في غرفة الجلوس ، وتناول فارس الهدية عن الطاولة وأعطاها لألفت .
- " فستان السواريه ده رائع .. لايق عليكي فعلاً " .
- " تصدق يا بيه أنا أول مرة ألبسه من تلات سنين " .
- " ليه ؟؟ إنتي مش بتروحي أفراح وحفلات فيها لبس سواريه ؟ "
- " حفلات !!؟ أنا يا بيه من يوم ما اتجوزت وانا عايشة في سجن ، ويمكن السجن أهون ، بشتغل وجوزي بياخد مرتبي بيشتري مشروب يطفحه ، ولما يخلص المرتب ... إنت شفت كان بيحصل إيه ، ولولاك أنا كنت لسه عايشة في الجحيم اياه " .
- " وعلشان كده انتي ما فيش عندك فستان سهرة غير ده ، صح ؟ " سألها فارس بنبرة متأثرة .
لم تجب ألفت ، فأكمل كلامه : " طيب ولما حالتك كده انتي جبتيلي الفلوس ليه ؟ "
- " علشان ده واجبي وانت خيرك عليَّ بقى كتير " قالت بخجل وصوت مرتجف .
بدا وكأنه يحاول تغيير موضوع الحديث ، قال فارس وهو يلتقط الهدية عن الطاولة ويمد يده بها نحو ألفت :
- " طيب ، دي هدية مني ليكي ، بس أنا مش هديهالك إلا لو وعدتيني تقبليها " .
- " يا خبر يا بيه .. هو أنا أقدر أرفضلك طلب ، إنت تأمر .. خلاص أوعدك "
قالت ذلك وهي تأخذ الهدية من يد فارس الممدودة صوبها ، وهي مقتنعة من خلال شكلها أنها قارورة عطر ، لكنها وجدتها خفيفة بحيث لا يمكن أن تكون كذلـك ، وانتزعت الورقة البراقة عنها ، فوجدت طبقتين من الورق المقوى بينهما كدسة من الأوراق النقدية .
نعم لم تكن هدية فارس لألفت سوى مبلغ التسعة آلاف جنيه الذي كانت أعادته له صباح اليوم نفسه ، آه من هذا الفارس ما الذي يمكن لها أن تفعله حتى ترضى عن نفسها تجاهه .
- " لا أرجوكي بلاش دموع " قال فارس مازحاً بعد أن ترقرقت الدموع في عيني ألفت .
مد فارس يده ليمسح الدمعة عن خد التي أمسكت بيده وقبلتها كما فعلت مرة من قبل ، وأحس فارس بنعومة وطراوة خد ألفت ورقة يدها الممسكة بيده ، نظر إلى عينيها الواسعتين كأنهما فضاء من مشاعر الامتنان الصادق ، قترب بوجهه من وجهها فخفضت نظراتها بخجل فيما أحست بشفتيه تلمسان جبهتها باحترام بالغ ، فاصطبغ وجهها باحمرار رائع .
- " أنا باستأذن ومتشكر قوي على الأكل الطعم وعلى الفستان الرائع ، ده شانيل صح ؟ "
- " " هو انا شكلي بتاع شانيل يا بيه ، لأ طبعاً ، ده من خان الخليلي "
قالت ألفت وهي تضحك ضحكة من القلب كما لم تضحك من قبل ، وضحك معها فارس .
اقترب فارس من قبة الفستان متظاهراً أنه يحاول معرفة ماركته ، ولمست يده رقبة ألفت من الخلف ، فأحست كأن موجات من الكهرباء تدغدغ جسدها ، وشعرت أن فتسانها يضيق على جسدها وأن نهديها يحاولان الخروج من السوتيان في شهوة عارمة اجتاحتها بتلك اللمسة .
كانت ألفت محتارة في شعورها نحو فارس ، ولا تعلم هل هي تشتهيه كرجل ، أم أنها تفكر به بتلك الطريقة نتيجة مواقفه معها ، ثم أنه يصغرها بأربع سنوات أو أكثر ، ولكن ما أحست به حين لمست يده رقبتها جعلها تتأكد من أنها تتمنى لو تكون بين ذراعيه يعريها بنفسه وأن تحس بثقل جسمه فوق جسمها وهو يدفع أيره في كسها ، وغالبت نفسها حتى لا تستدير وتحيطه بذراعيها وتنهمر عليه بالقبلات .
وأحس فارس أنها مرتبكة .
- " مالك ؟؟ إنتي بتغيري من رقابتك ؟"
- " لا يا بيه مش بغير ، بس يمكن لأنها أول مرة في حياتي بكون لوحدي مع راجل غير جوزي وبحس إني قريّبة منه كده "
كانت كلماتها التي قالتها بعفوية تحمل رسالة أنثوية واضحة فهمها فارس ، ولكنه فضّل أن تجري الأمور بالشكل الذي يجعل ألفت أكثر تفهماً له ، خصوصاً وأن ما عانته مع زوجها جعلها شديدة الحساسية ، وهو لا يريد أن يقوم بأي أمر قد يؤذي حساسيتها تلك ، بل عليه انتظار الوقت المناسب .
ورأى فارس ما أراد أن يراه من معلومات مكتوبة على بطاقة الفستان القماشية ، ثم غادر تاركاً ألفت في حيرة من تصرفاته تلك .
وقفت ألفت أمام المرآة ونظرت لنفسها في ذلك الفستان ، هل هي جميلة حقاً إلى الحدّ الذي يوحي به كلام فارس بيه ؟؟ أم هو يتغزّل بالفستان فقط وليس بصاحبته ؟
وهل يشتهيها ويرغب بها كما تشتهيه هي وترغب به ؟؟ أم أنه لا يرى منها سوى الفستان ؟
وماذا لو كان الفستان أقصر قليلاً ؟ فكرت وهي ترفع طرفه عن ساقيها وتتأمل فخذيها الملفوفتين برشاقة ونعومة ، وماذا لو كانت القبة واسعة وتكشف عن صدرها المكتنز ؟ فكرت أيضاً وهي تضع يديها تحت نهديها وتتحسسهما .
خلعت فستانها ووقفت من جديد أمام المرآة وليس عليها سو حاملة الصدر التي تحتضن نهديها المكتنزين والكيلوت الصغير الذي تكاد شفتا كسها الغليظتين تبرزان من جانبيه ولا يغطي من طيزها المتكورة بروعة سوى الجزء البسيط .
لم لا ؟ تساءلت في نفسها ، مهما فعلت لن أفي هذا الشاب ما قام بي لأجلي ، وسواء كان رداً للجميل أم رغبة مني كامرأة في أن أكون ملكاً لهذا الرجل ، فإنني لن أرفض أو أصده لو حاول التقرب مني .
(يتبع تحته)