إذا سببه الفقر، ليه بيتحرش مدير الشركة؟ وإذا سببه نقص الدين، ليه بيتحرش رجل الدين؟ وإذا سببه الحرمان الجنسي، ليه بيتحرش المتجوز؟".. متلازمة بقابلها كتير خلف كل حادثة تحرش تطلع تريند. متلازمة سطحية جدا، بتفترض إن المتجوز مشبع جنسيًّا، والمتدين مابيغلطش، والأغنياء ماديا عينهم مليانة. وده قولبة عبيطة، وهتوصل بينا إلى إن اللي مش متدين، ومش متجوز، وفقير، عنده دافع كافي للتحرش.
والأهم إنها متلازمة بتفترض علاقة عكسية بين الكبت وبين الممارسة الجنسية، يعني اللي بيعمل سكس نجا من دايرة الكبت. وده برضو مش واقعي.
فيه ناس متجوزين، بيعملوا كل يوم، ومش شبعانين، وعينهم بتطلع على أي كائن مؤنث يعدّي جنبهم. لأن السكس أعمق بكتير من مجرد عملية جنسية، دخول وخروج. الجنس حالة عاطفية، الأصح تكون مليانة تناغم، وانسجام، وتوافق، وتواصل روحي، قبل جسماني.
التواصل الجنسي الفقير، بينشّف الروح والمشاعر، بينزع الإنسانية. كلا الطرفين بيحس إنه مجرد آلة. شرخ عميق فادح -لاواعي أحيانا- بين جسمه وروحه. الروح ماشبعتش، وبالتالي عايزة المزيد، والجسم مش مبسوط كفاية، أو ربما مش حاسس حاجة أصلا، لكنه مكمّل، لأنه فيه حاجة بتزقّه عايزة أكتر. العقل الواعي بيحاول يوازن المسألة، بإنه يخلق حالة في الخيال، فـ تلاقي اتنين في سكس سوا، كلاهما صوته طالع، لكن كلاهما عايش خيال تاني خالص، بطريقة وشكل وأسلوب، وربما مع حد تاني خالص.. شفت البؤس؟!
الكلام ده في بالي من بعد ظهور فيديو المتحرش بطفلة المعادي، والكلام الكتير اللي حصل حواليه، وكمية الشتيمة والإهانة والدعوات اللي أخدها، لكني ترددت أقوله، عشان في فورة الغضب المجتمعي وقتها، كان هيتشاف كإنه تبرير للمتحرش، أو تهوين من جريمته.
متحرش المعادي، بالنسبة لي، ما هو إلا حتة إفرازاية من مفرخة عمالة تنتج كل يوم عشرات الوحوش.
والسبب؟ الكبت.
الكبت اللي بيعلمنا إن الجنس حاجة قذرة، فعل مشين، يع، حيواني، "شهوة دنيئة دنسة نجسة"، ومع ذلك احتياجنا وغريزتنا بيدفعونا ناحيته، عندنا شوق للتجربة، فـ نتعود ع الازدواجية: ننكر احتياجنا، أو نهوّن منه، أو نمارسه سرًا ونلعنه جهرًا، أو ندين نفسنا بعدم الاحترام.
وعندي عشرات القصص لناس احتقروا نفسهم لمجرد إحساسهم بالاحتياج الجنسي.
الكبت اللي بيحوّل المرأة في ذهنية الملايين لـ فاكهة شهية، متاحة، لكن محرّمة، فـ يترسخ جواهم إحساس بالقهر، ومن ثم العدوانية، والغضب المكتوم. "زي فقير مش لاقي لقمة، وشايف لحمة قدامه، مش بيدوقها إلا اللي معاه فلوس"، وده معنى قالهولي شاب متحرش على كوبري قصر النيل، أثناء تحقيق صحفي كنت بعمله في 2010، ولم يكتمل.
الكبت اللي يخلي ناس تشوف ضحك البنت، صوتها العالي، رقصها، لبسها؛ دعوة للفجور. فـ تهينها، وتتهمها، وتستبيحها، وتبرر استباحتها.
الكبت اللي بيخلي البنت مدانة لمجرد كونها بنت. إذا ظهرت أنوثتها، إذا طلع لها صدر، إذا مشيت مشية أنثوية، إذا بصّت بدلع، بتتشتم شتايم أخلاقية. ذكور وإناث هيشوفوها منحلة، وتستاهل.
الكبت اللي بيخلي شرف عائلات وقبائل وبلدان مرهون ببضعة سنتيمترات من جسم الست، بينما الٱلاف مهانين، مش لاقيين ياكلوا، مرميين في الشوارع بلا سكن ولا اكل ولا كرامة، مشهد عادي بلا معنى.
الكبت اللي بيخلي الناس تتجوز بس عشان لحظة السرير (بنت قبلت تتجوز واحد مش طايقاه، ولما بسألها قالت: عايزة أحس بحاجة غير إيدي على جسمي)، ثم لما يوصلوا لشبع مؤقت، يزهدوا بعض، وكلاهما يشوف الآخر طبق فاكهة بايتة، عايف يقرب منه أو حتى يبص له، لحد ما يجوع له تاني، فيبدأ يجر ناعم.
الكبت اللي بيخلي ست متجوزة 20 سنة، تقول بوضوح: عمري ما وصلت لـ"رعشة الجِماع" مرة واحدة. 20 سنة؟ وماتقدرش تقول، أو تعترض، أو تطلب، أو حتى تبكي.
الكبت اللي بيخلي بنت (21 سنة) تمارس عادة سرية 7 مرات في اليوم. كل شوية تشتاق، فـ تعمل، ثم تلعن نفسها، وتكره جسمها، عشان اللي بتعمله حرام. لا قادرة تبطل، ولا قادرة تكفّي احتياجها، ولا قادرة تحترم نفسها. ثم تدخل في علاقة زي الزفت، وتقبل، عشان هي أصلا شايفة نفسها رخيصة وماتستاهلش. وشريكها ف العلاقة هو الآخر معمي بسبب احتياجه الجنسي، وماشي يلطّش فيها وفي غيرها، يراودها عن نفسها، لا قادرة تقبل، عشان حرام، وعشان خايفة من الفعل نفسه، وخايفة من نظرته ليها، ولا قادرة ترفض، عشان عايزة. ولا قادرة حتى تواجه نفسها وشريكها بأفكارها ومخاوفها. والنتيجة: عايشة نص علاقة، ونص حياة، وغربة حتى عن نفسها.
الكبت اللي بيخلينا نسمع قصص: شفت أخويا بيمارس مع بقرة، ومع حمارة، وواحد يقول إنه عمل مع قطة، ومع فرخة، بس ماتت في إيده.
الكبت اللي بيخلينا نسمع عن أب اعتدى على بنته، وخال، وعم، وجد، وأخ.
الكبت اللي بيخلينا نسمع عن أخت (12 سنة) علّمت أختها (8 سنين) يعملوا سكس سوا.
الكبت اللي بيخلينا نسمع بنت بتشتكي: أخويا وابن عمي وصاحبهم كانوا بيتجمعوا، يقلعوني ويلمسوني. أكبرهم 11 سنة، وهي 7.
يا جماعة، احنا مجتمع جدير بالشفقة و****. حالة تستحق الدراسة المطوّلة. وأظنها كفيلة تصيب اللي هيدرسها بالجنون.
أرجوكم، محدش يقول إن دي حالات فردية. المجتمعات الواعية لما بتتكرر فيها حالة شاذة مرتين، بـ تنتبه، وتدوّر، وتبحث، وتكشف أسباب، وتقنن حلول. واحنا بنسمع كل يوم، بقالنا 20 سنة، عن حوادث من النوع ده، وبنتحرك أبطأ من السلحفا.
احنا عرضنا مهتوك واحنا ف بطون أمهاتنا، بنتولد بالكبت. عقلنا مكبوت، ودي كارثة كبيرة، الهوس هو الوجه الآخر للكبت. يشيطنوا غريزة أساسية عندك، فـ تعيش مهووس بيها، وبكل ما يؤدي إليها، وماتشبعش منها مهما عملت.
متحرش المعادي مش أكتر من نموذج، اتفضح بسبب ست شجاعة وكاميرا. آلاف غيره منكشفوش لسه قدام ستات جدعات، ولا كاميرات، ومبرطعين بيشوّهوا نفوس، ويدمروا حيوات، بدون رادع.
متحرش المعادي هيتعدم، إذا المحكمة أدانته بالاتهامات اللي وجهتهاله النيابة. أتمنى يكون عبرة، ودرس للمجتمع، ودرس لمتحرشين غيره، وإن كنت أتمنى الدرس يوصل بطريقة تانية.
إذا بصّينا للمجتمع، اللي هو احنا، باعتباره وحدة واحدة، فـ احنا فقدنا اتنين تقريبا في موقف واحد، واحدة اتهتكت، وواحد هيتحبس، وربما يتعدم. مش لازم التمن ده يروح هدر، يا ريت هذه الوحدة اللي اسمها المجتمع تفوق شوية، وتفكر، وتتعالج، وتحمي عيالها.
متحرش المعادي نتاج منظومة عفنة بتحكم الوحدة دي، لكنه مش إنتاجها الوحيد. التعالي عليه، وتحقيره، وإهانته وأهله، مش فعل سويّ. في ظل هذه المنظومة الخربانة، كلنا متوسخين بقدرٍ ما، واللي حصل هيتكرر، وهيتكرر، لحد ما هيحطنا قدام مواجهة حقيقية وصريحة مع أمراضنا وزيفنا وأفكارنا ومبرراتنا وقيمنا الشكلية، وتحصل هبّة مجتمعية بحثًا عن علاج حقيقي، وساعتها ممكن نعتبر إننا صعدنا خطوة كويسة ف سلم الإنسانية.
بالمناسبة، الحلول متاحة نظريًا من دلوأتي، الوعي بيها وتطبيقها هيوفّر علينا معاناة كتير، وياما مختصين أعلنوها، فـ اتهانوا لحد ما بقوا يخافوا يتكلموا، عشان -كالعادة- احنا بنتعلم بالوجع، بالدم، بالجزمة، بالمكابدات. فـ اوكاي، خلينا نعيش تجربتنا، وناس مننا يدفعوا التمن من سلامهم النفسي وأعصابهم ودموعهم وأعمارهم، لحد ما نوصل.
لكن، ولعله يفيد، يا ريت كل واحد فينا يبدأ بنفسه، يواجهها بأمراضه، يفلتر أفكاره، يفرزها، ينضّفها من أي ازدواجية، أو خوف، يركن هذه المنظومة المجتمعية المتوسخة على جنب، ويعافر يكون حقيقي وجدع مع نفسه.
الرقص على جثة متحرش المعادي، مش حل. التطهر بدمه مش هيخلينا أطهار. الحل في مكاشفة مجتمعية عميقة وصادقة ومخلصة ونزيهة، تفضح اللي احنا فيه ده، وتجيب الأسباب كاملة تحت النور، وتحط حلول حقيقية علمية جذرية فعالة تجيب م الآخر، وإلا.. فـ احنا مطوّلين شويتين في الوحلة دي، ولسه هننزف كتير.
ملحوظة بس: البوست بيكمّل بعضه، محدش ياخد منه جملة أو فقرة، وينزعها من سياقها، ويستخرج منها ما لم أقله. المرارة مش ناقصة و****.
والأهم إنها متلازمة بتفترض علاقة عكسية بين الكبت وبين الممارسة الجنسية، يعني اللي بيعمل سكس نجا من دايرة الكبت. وده برضو مش واقعي.
فيه ناس متجوزين، بيعملوا كل يوم، ومش شبعانين، وعينهم بتطلع على أي كائن مؤنث يعدّي جنبهم. لأن السكس أعمق بكتير من مجرد عملية جنسية، دخول وخروج. الجنس حالة عاطفية، الأصح تكون مليانة تناغم، وانسجام، وتوافق، وتواصل روحي، قبل جسماني.
التواصل الجنسي الفقير، بينشّف الروح والمشاعر، بينزع الإنسانية. كلا الطرفين بيحس إنه مجرد آلة. شرخ عميق فادح -لاواعي أحيانا- بين جسمه وروحه. الروح ماشبعتش، وبالتالي عايزة المزيد، والجسم مش مبسوط كفاية، أو ربما مش حاسس حاجة أصلا، لكنه مكمّل، لأنه فيه حاجة بتزقّه عايزة أكتر. العقل الواعي بيحاول يوازن المسألة، بإنه يخلق حالة في الخيال، فـ تلاقي اتنين في سكس سوا، كلاهما صوته طالع، لكن كلاهما عايش خيال تاني خالص، بطريقة وشكل وأسلوب، وربما مع حد تاني خالص.. شفت البؤس؟!
الكلام ده في بالي من بعد ظهور فيديو المتحرش بطفلة المعادي، والكلام الكتير اللي حصل حواليه، وكمية الشتيمة والإهانة والدعوات اللي أخدها، لكني ترددت أقوله، عشان في فورة الغضب المجتمعي وقتها، كان هيتشاف كإنه تبرير للمتحرش، أو تهوين من جريمته.
متحرش المعادي، بالنسبة لي، ما هو إلا حتة إفرازاية من مفرخة عمالة تنتج كل يوم عشرات الوحوش.
والسبب؟ الكبت.
الكبت اللي بيعلمنا إن الجنس حاجة قذرة، فعل مشين، يع، حيواني، "شهوة دنيئة دنسة نجسة"، ومع ذلك احتياجنا وغريزتنا بيدفعونا ناحيته، عندنا شوق للتجربة، فـ نتعود ع الازدواجية: ننكر احتياجنا، أو نهوّن منه، أو نمارسه سرًا ونلعنه جهرًا، أو ندين نفسنا بعدم الاحترام.
وعندي عشرات القصص لناس احتقروا نفسهم لمجرد إحساسهم بالاحتياج الجنسي.
الكبت اللي بيحوّل المرأة في ذهنية الملايين لـ فاكهة شهية، متاحة، لكن محرّمة، فـ يترسخ جواهم إحساس بالقهر، ومن ثم العدوانية، والغضب المكتوم. "زي فقير مش لاقي لقمة، وشايف لحمة قدامه، مش بيدوقها إلا اللي معاه فلوس"، وده معنى قالهولي شاب متحرش على كوبري قصر النيل، أثناء تحقيق صحفي كنت بعمله في 2010، ولم يكتمل.
الكبت اللي يخلي ناس تشوف ضحك البنت، صوتها العالي، رقصها، لبسها؛ دعوة للفجور. فـ تهينها، وتتهمها، وتستبيحها، وتبرر استباحتها.
الكبت اللي بيخلي البنت مدانة لمجرد كونها بنت. إذا ظهرت أنوثتها، إذا طلع لها صدر، إذا مشيت مشية أنثوية، إذا بصّت بدلع، بتتشتم شتايم أخلاقية. ذكور وإناث هيشوفوها منحلة، وتستاهل.
الكبت اللي بيخلي شرف عائلات وقبائل وبلدان مرهون ببضعة سنتيمترات من جسم الست، بينما الٱلاف مهانين، مش لاقيين ياكلوا، مرميين في الشوارع بلا سكن ولا اكل ولا كرامة، مشهد عادي بلا معنى.
الكبت اللي بيخلي الناس تتجوز بس عشان لحظة السرير (بنت قبلت تتجوز واحد مش طايقاه، ولما بسألها قالت: عايزة أحس بحاجة غير إيدي على جسمي)، ثم لما يوصلوا لشبع مؤقت، يزهدوا بعض، وكلاهما يشوف الآخر طبق فاكهة بايتة، عايف يقرب منه أو حتى يبص له، لحد ما يجوع له تاني، فيبدأ يجر ناعم.
الكبت اللي بيخلي ست متجوزة 20 سنة، تقول بوضوح: عمري ما وصلت لـ"رعشة الجِماع" مرة واحدة. 20 سنة؟ وماتقدرش تقول، أو تعترض، أو تطلب، أو حتى تبكي.
الكبت اللي بيخلي بنت (21 سنة) تمارس عادة سرية 7 مرات في اليوم. كل شوية تشتاق، فـ تعمل، ثم تلعن نفسها، وتكره جسمها، عشان اللي بتعمله حرام. لا قادرة تبطل، ولا قادرة تكفّي احتياجها، ولا قادرة تحترم نفسها. ثم تدخل في علاقة زي الزفت، وتقبل، عشان هي أصلا شايفة نفسها رخيصة وماتستاهلش. وشريكها ف العلاقة هو الآخر معمي بسبب احتياجه الجنسي، وماشي يلطّش فيها وفي غيرها، يراودها عن نفسها، لا قادرة تقبل، عشان حرام، وعشان خايفة من الفعل نفسه، وخايفة من نظرته ليها، ولا قادرة ترفض، عشان عايزة. ولا قادرة حتى تواجه نفسها وشريكها بأفكارها ومخاوفها. والنتيجة: عايشة نص علاقة، ونص حياة، وغربة حتى عن نفسها.
الكبت اللي بيخلينا نسمع قصص: شفت أخويا بيمارس مع بقرة، ومع حمارة، وواحد يقول إنه عمل مع قطة، ومع فرخة، بس ماتت في إيده.
الكبت اللي بيخلينا نسمع عن أب اعتدى على بنته، وخال، وعم، وجد، وأخ.
الكبت اللي بيخلينا نسمع عن أخت (12 سنة) علّمت أختها (8 سنين) يعملوا سكس سوا.
الكبت اللي بيخلينا نسمع بنت بتشتكي: أخويا وابن عمي وصاحبهم كانوا بيتجمعوا، يقلعوني ويلمسوني. أكبرهم 11 سنة، وهي 7.
يا جماعة، احنا مجتمع جدير بالشفقة و****. حالة تستحق الدراسة المطوّلة. وأظنها كفيلة تصيب اللي هيدرسها بالجنون.
أرجوكم، محدش يقول إن دي حالات فردية. المجتمعات الواعية لما بتتكرر فيها حالة شاذة مرتين، بـ تنتبه، وتدوّر، وتبحث، وتكشف أسباب، وتقنن حلول. واحنا بنسمع كل يوم، بقالنا 20 سنة، عن حوادث من النوع ده، وبنتحرك أبطأ من السلحفا.
احنا عرضنا مهتوك واحنا ف بطون أمهاتنا، بنتولد بالكبت. عقلنا مكبوت، ودي كارثة كبيرة، الهوس هو الوجه الآخر للكبت. يشيطنوا غريزة أساسية عندك، فـ تعيش مهووس بيها، وبكل ما يؤدي إليها، وماتشبعش منها مهما عملت.
متحرش المعادي مش أكتر من نموذج، اتفضح بسبب ست شجاعة وكاميرا. آلاف غيره منكشفوش لسه قدام ستات جدعات، ولا كاميرات، ومبرطعين بيشوّهوا نفوس، ويدمروا حيوات، بدون رادع.
متحرش المعادي هيتعدم، إذا المحكمة أدانته بالاتهامات اللي وجهتهاله النيابة. أتمنى يكون عبرة، ودرس للمجتمع، ودرس لمتحرشين غيره، وإن كنت أتمنى الدرس يوصل بطريقة تانية.
إذا بصّينا للمجتمع، اللي هو احنا، باعتباره وحدة واحدة، فـ احنا فقدنا اتنين تقريبا في موقف واحد، واحدة اتهتكت، وواحد هيتحبس، وربما يتعدم. مش لازم التمن ده يروح هدر، يا ريت هذه الوحدة اللي اسمها المجتمع تفوق شوية، وتفكر، وتتعالج، وتحمي عيالها.
متحرش المعادي نتاج منظومة عفنة بتحكم الوحدة دي، لكنه مش إنتاجها الوحيد. التعالي عليه، وتحقيره، وإهانته وأهله، مش فعل سويّ. في ظل هذه المنظومة الخربانة، كلنا متوسخين بقدرٍ ما، واللي حصل هيتكرر، وهيتكرر، لحد ما هيحطنا قدام مواجهة حقيقية وصريحة مع أمراضنا وزيفنا وأفكارنا ومبرراتنا وقيمنا الشكلية، وتحصل هبّة مجتمعية بحثًا عن علاج حقيقي، وساعتها ممكن نعتبر إننا صعدنا خطوة كويسة ف سلم الإنسانية.
بالمناسبة، الحلول متاحة نظريًا من دلوأتي، الوعي بيها وتطبيقها هيوفّر علينا معاناة كتير، وياما مختصين أعلنوها، فـ اتهانوا لحد ما بقوا يخافوا يتكلموا، عشان -كالعادة- احنا بنتعلم بالوجع، بالدم، بالجزمة، بالمكابدات. فـ اوكاي، خلينا نعيش تجربتنا، وناس مننا يدفعوا التمن من سلامهم النفسي وأعصابهم ودموعهم وأعمارهم، لحد ما نوصل.
لكن، ولعله يفيد، يا ريت كل واحد فينا يبدأ بنفسه، يواجهها بأمراضه، يفلتر أفكاره، يفرزها، ينضّفها من أي ازدواجية، أو خوف، يركن هذه المنظومة المجتمعية المتوسخة على جنب، ويعافر يكون حقيقي وجدع مع نفسه.
الرقص على جثة متحرش المعادي، مش حل. التطهر بدمه مش هيخلينا أطهار. الحل في مكاشفة مجتمعية عميقة وصادقة ومخلصة ونزيهة، تفضح اللي احنا فيه ده، وتجيب الأسباب كاملة تحت النور، وتحط حلول حقيقية علمية جذرية فعالة تجيب م الآخر، وإلا.. فـ احنا مطوّلين شويتين في الوحلة دي، ولسه هننزف كتير.
ملحوظة بس: البوست بيكمّل بعضه، محدش ياخد منه جملة أو فقرة، وينزعها من سياقها، ويستخرج منها ما لم أقله. المرارة مش ناقصة و****.
