round trip to org
نسوانجى الاصلى
ناقد فني
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
- إنضم
- 5 أكتوبر 2022
- المشاركات
- 3,571
- مستوى التفاعل
- 2,538
- نقاط
- 6,688
- الجنس
- ذكر
- الدولة
- Morocco
- توجه جنسي
- عدم الإفصاح
رياح المتعة تهب من الغرب
حين حصل الولد على شهادة البكالوريا) الثانوية العامة في الشرق ( تخصص علمي، كان ما يزال شابا تقليديا بكل ما في الكلمة من معنى، لم يكمل بعد الثامنة عشر من عمره. نشأ منذ نعومة أظفاره في ظل جو متشدد. ظل والده المسؤول في أحد مكاتب البريد بمدينة مراكش، يأخذه معه كلما سنحت الفرصة لحضور جلسات خاصة بالتعاليم الروحانية.. يعد أبوه أحد الأفراد القلائل الذين حصلوا على نفس الشهادة بداية الخمسينات من القرن الماضي.. وقد حرص على دفع ابنه للتسجيل بدوره في كلية الهندسة، لكن أمه كانت تريد منه تقليد خاله، الذي تفتخر به كأستاذ للفلسفة وعلم النفس بجامعة العاصمة. بعد أخد ورد، انتهت معركة الاختيار بانتصار الأم بعد تدخل مباشر من خال الولد..
ترك أسرته المراكشية المحافظة لينتقل إلى العاصمة. كانت الأسرة تملك شقة صغيرة قريبة من كلية الآداب حيث سيتلقى الولد دروسه في الفلسفة.. تعود في كل صيف مع الأسرة أن يقضوا الصيف كاملا في الشقة التي يملكونها بالعاصمة، هاربين من حرارة الجنوب التي لا تحتمل. أما أبوه فقد كان يستغلها حين يتنقل للعاصمة لأسباب إدارية أو لمهمة عائلية. لم يكن لدى الأسرة أي مبرر للتخوف على مصير الولد. فهو شاب مطيع ذو تربية مشبعة بالتقاليد الدينية والاجتماعية المنضبطة. لم يكن يهتم كأقرانه بالجري وراء الفتيات والعلاقات الغرامية. كما أن خاله في الخدمة كأستاذ، تعهد أن يراقب سلوكه وتصرفاته.. لكنه كان في غنى عن المراقبة، ما دام الولد نفسه يحافظ على فروضه وتربيته التقليدية، ويتجاهل تماما موضوع الحب وما يتعلق به، ويجنب نفسه معاشرة الباحثين عنه..
لكن الفلسفة كانت بالنسبة إليه مثل عفريت يسري في عقول من كان يمثله يمضي حياته بعيدا عن العقل وعن طرح الأسئلة الوجودية.. مع أول الدروس في تاريخ الفكر الفلسفي ورواده، وبعد مرور بضعة أشهر، بدأت تلوح معالم تغيير بسيط في سلوكه.. صار كغيره يخرج من غربته وانعزاله ليجلس مع رفاقه الطلاب في بعض المقاهي، أو يرافق بعضهم في جولات بمركز المدينة وأسواقها، وتارة يتجرأ على مشاهدة أفلام أجنبية كان ممنوعا عليه مشاهدتها من قبل.. فتح عينيه على أمور بديهية يجهلها. مثل ممارسة الرياضة والسهر أحيانا خارج البيت إلى حدود منتصف الليل.. ذات مرة رافق طالبا يرتاح إليه إلى علبة ليلية. ثم دخل حانة كمرافق أيضا وإن لم يتجرأ على مد يده للشراب. اكتفى فقط بتناول المكسرات والسمك المقلي وكل ما تجود به الحانة على رفيقه وعلى مستهلكي البيرة في ساعات محددة.
لكن الجديد الحقيقي في حياته كان مع حلول شهر رمضان.. أحس في أيامه الأولى بالضياع. كانت تلك أول مرة يصوم فيها بعيدا عن أمه.. لحسن الحظ كان مطبخ الحي الجامعي يقوم بالواجب. فإذا به يغتنم بعد الفطور الفرصة لحضور ندوات ينظمها الاتحاد الوطني للطلبة. لم يفهم منها في البداية شيئا، ما دامت كلها تدور حول شؤون سياسية، وطنية أو عربية أو عالمية.. تلك الشؤون التي كانت في نظره مخصصة للكبار والمحتالين والنصابين من المعروفين بين الناس بالاحتكار والاحتيال.. لكنه لم يكد منتصف رمضان يحل حتى انفتحت عيناه على الفضاء العام لحياة كان يعيشها بالفطرة دون أن يفكر فيها.. اكتشف تناقضاته ونقائصه بالمقارنة مع أقرانه من الطلبة، وبدأ يتهجى حروف السياسة ودواليبها الغريبة..
خلال التردد على مكتبة الكلية، كان يصادف طلبة من مختلف الشعب الأخرى.. أصحاب الأدب واللغات والتاريخ والحقوق.. هناك، لفت انتباهه مجموعة من الطالبات، سيعرف فيما بعد أنهن من شعبة اللغة الإنجليزية.. ثلاث طالبات، يكتفين بالتحية والابتسام في وجهه من بعيد كلما قابلهن.. ثم تجرأت إحداهن واقتربت منه تسأله عن حاله وشعبته ومكان إقامته، لأنها لم تشاهده في الحي الجامعي من قبل.. حكى لها بتفصيل عن نفسه، ولم ينس ذكر التصوف وما كان يمارسه من الفروض والصيام والسهر وزيارة قبور الأولياء والتبرك بهم أو طلب وساطتهم مع الخالق وحكى لهن بعض ما يذكره من قصص تسخير الجن والملائكة إلخ.. فارقته عائدة لصاحبتيها، وما إن جلست حتى سمع أصواتهن تجلجل ضاحكات.. لم يفهم السبب ولم يسأل عنه..
في نهاية الأسبوع كان يصلي الظهر حين رن جرس الشقة. كان اليوم يوم عطلة. فتح الباب فإذا بالبنات الثلاث يدخلن دفعة واحدة دون دعوة سابقة منه. فوجئ بحضورهن المباغت. لم يسألهن عن سبب الزيارة، ولم يعرض عليهن احتساء كأس شاي أو قهوة، لأن الصيام يحرم عليه ذلك. جلسن على الكنبة الوحيدة في الغرفة. المكان فوضى كعادة البيوت التي لا أنثى فيها ترتب أو تلطف فضاءها.. ضحكن كما سبق أن فعلن.. تجرأت البنت التي سألت عن أحواله بالمكتبة لتبرر له سبب الزيارة، قبل أن تطلب منه إعداد القهوة لأن صديقتيها معفيتان من الصيام بسبب الدورة الشهرية.. وسرعان ما اكتشف أنها مجرد حيلة لأنهن جميعا شربن القهوة وقمن بتدخين سجائر بلا انقطاع..
مع تكرار الزيارة عدة مرات، تفهم الوضع وسلم به. إلى أن رأى ذات يوم إحداهن تستفزه وتسخر من صمته وعجزه.. أحس أنها ترمز لعدم اغتنامه للفرص المتاحة أمامه كي يمارس معهن الجنس.. فسرت سبب تقاعسه بعجز طبيعي يمنعه من المبادرة فلم يفهم شيئا، فشجعها جهله على مزيد من الاستفزاز.
دخلت الحمام لتغتسل بدون مناسبة وخرجت منه بعد ذلك عارية تماما، وهي تسأله عن منشفة. كانت تصفع ردفيها محدثة صوتا يشبه التصفيق، وهي تغني لحنا لا يعرفه. ضحكت صديقتها وسألته قائلة: "هل أنت حجر يا هذا؟ أما ترى أنها تعرض مؤخرتها عليك وأنت جامد لا تتحرك؟ " ثم اتجهت نحو زميلتها وقبلت مؤخرتها قبلة صاحبتها صفعة قوية. رغم ذلك اكتفى فقط بالابتسام وهو يخفض بصره وتحمر وجنتاه.. كان عاجزا عن التفكير في أبعد من ذلك لأن شخصيته مصنوعة على نموذج مخالف لما يرى أمامه. رغم هذا، لاحظت الزميلة أن شيئا ما تحت حزامه يتحرك حتى صار مثل خيمة. كان يلبس قميصا من الثوب الأبيض يتدلى حتى يغطي قدميه.. مثل جبة بلا حزام. أراد أن يخفي بيديه الخيمة فارتفع ضحك البنات.. قالت الزميلة ساخرة منه:" ها أنت ذا مثل رجل حقيقي تتحرك، فلم الخجل؟ ألا تروقك هذه "الهمة" )الهمة كلمة عامية مغربية، مضمومة الهاء مع ميم مشددة، ومعناها المؤخرة المنتفخة والمثيرة(
عادت صاحبة العجيزة أدراجها. تتبختر وترسم أقواسا مغرية متجهة نحو الحمام، حيث تركت ملابسها. لم يحدث له شيء غريب ذلك اليوم، لكنه بعد الفطور تذكر الحدث فأقسم أن يسترجل لو أعادت إحداهن استفزازه. بعد فطور يوم غد، نوى النزول للشارع للمشي قليلا. وجده كعادته مزدحما بالناس.. فجأة شاهد أمامه الطالبة المستفزة. حياها ودعاها للجلوس معه في أقرب مقهى. ابتسمت شاكرة واعتذرت له بسبب تأخر الوقت، لأن أبواب الحي الجامعي تغلق في 9 ليلا، ولم يبق أمامها وقت طويل.. لكنه ألح عليها متعللا، دون أن ينوي أو يذهب تفكيره لما هو أبعد، مقترحا عليها قضاء الليل في شقته لو أغلقت أبواب الحي... فكرت بسرعة. ضحكت ونظرت إليه تسأله:
= هل أنت صادق؟ حار في الرد.. مرت لحظة قبل أن يرد عليها أنه لا يرى حرجا في استضافتها هذه الليلة..
جلست أمامه وطلبت كأس عصير، ثم سألته:
= لقد تركت صديقتي في مقهى آخر قريبا من هنا، هل يمكن أن ندعوها لمرافقتنا؟
أحس الولد أن حضور الصديقة معهما، سيعطيه فرصة التهرب من اقتراف أمر قد يندم عليه، فرحب بالفكرة. ابتسمت الفتاة سعيدة بكرمه، وذهبت تخبر صديقتها.. بعد دقائق رآهما تقفان أمامه مستعجلتين للذهل معه إلى شقته.. طلبت منه الصديقة أن يشتري لهما علبة سجائر أمريكية، ففعل وفي ذات الوقت، اشترى بعض الطعام لوجبة السحور من باب الاحتياط.
كان الجو داخل الشقة حارا. أسرع يفتح النوافذ بينما أسرعت الفتاة الأولى للحمام لتغتسل. وجد نفسه في مواجهة صديقتها التي ظلت صامتة تركز نظرها فيه. كانت تبتسم بخبث، وقفت بغير استئذان لتلقي نظرة عامة على فراشه في غرفة النوم.. حين عادت سألته ساخرة:
= لماذا تترك دائما فراشك في حالة فوضى؟ لقد اضطررت لترتيبه حتى صار صالحا يناسب المقام.
= حالة الفوضى العارمة لا تزعجني فأنا متعود عليها.
خرجت الطالبة الأولى من الحمام عارية واتجهت فورا لغرفة النوم، في حين التحقت صديقتها بالحمام بدورها. سمع الأولى تناديه ليساعدها. ناولته المنشفة والتمست منه أن يمررها فوق ظهرها. وقف مترددا حتى نهرته قائلة:
= ما الذي يزعجك.. أسرع قليلا؟
وجد نفسه مستجيبا للأوامر يتصرف بشكل أوتوماتيكي. بدأ يمسح ظهرها وهي تحني قليلا كتفيها للأمام بحيث تراجعت مؤخرتها للخلف. حين بلغ مستوى الظهر توقف. عادت تحثه وتشجعه ليسرع في تنشيف جسمها، آمرة إياه بمسح المؤخرة وما بين الردفين ثم ينزل مع الفخذين.
شعر بالدم يتدفق بسرعة إلى وجهه ورأسه.. وإذا بها تلتفت نحوه لتقبله.. استغرب من تقبيلها وإن كانت القبلة قد زلزلت كيانه. كانت تلك أول فتاة تقبله.. ظل يفكر فيما عليه أن يفعل فإذا بها ترمي المنشفة من يده وتجره ليجلس بجوارها فوق الفراش..
= هل صدقت أن أبواب الحي تقفل في رمضان في 9 ليلا؟ لقد اخترعت هذه الحيلة لأختبر كرم ضيافتك. ثم قبلته قبلة طويلة دافعة لسانها داخل فمه.. وبينما هما يتأرجحان بين الفعل ورد الفعل دخلت الصديقة عارية. ضحكت وهي تبحث عن المنشفة:
= شياطين، كيف تفتتحان السهرة قبل حضوري؟ ثم جلست بجوار صديقتها من الجهة الثانية.
حاول الولد الوقوف بحجة الذهاب إلى الحمام.. فعلقت الأولى قائلة:
= حسنا تفعل، لكن لا تتأخر فليل رمضان قصير جدا، ثم ضحكت.
أطال البقاء في الحمام مفكرا. كان التردد المستمد من أخلاقه البالية يثقل تفكيره ويصارع غرائزه التي أيقظها مشهد البنتين العاريتين. ثم تغلبت الشهوة فانتصب عضوه حتى أدهشه المنظر.. نشف نفسه ولبس بيجامته وخرج مرتبكا. ما كاد يطل على الغرفة حتى وقف مصعوقا فاغرا فاه. كان المشهد فوق ما يتوقعه خيال شاب مثله.. غامت الغرفة وغطاها ضباب كثيف من السجائر ومن جرأة البنتين. استلقت إحداهن منبطحة على وجهها وصدرها، وشعرها الكثيف يغطي جزءا من الوسادة وجزءا آخر من الوجه، كانت تفتح ما بين الفخذين، بينما جثمت الأخرى خلفها على ركبتيها وغمست وجهها ما بين الردفين. كان لسانها يتحرك صاعدا ونازلا في الوادي، ويلحس بشبق خرم صديقتها. وقف يدقق النظر منبهرا جاحظ العينين. وقضيبه يتراقص تحته رغما عنه. بدا له الجسدان ساطعين كالأقمار في ليلة مظلمة. لأول مرة يجد نفسه في موقف مشابه.. مؤخرتان رائعتان شهيتان تستفزان رجولته.. الدم تدفق في عروقه وكاد يعمي بصره وبصيرته.. شب بصدره وأعصابه صراع داخلي لا يقوى على معاكسته.. تنفس بعمق وأغمض عينيه وارتمى فوق البنتين.. لم يعد يتذكر بتفصيل كيف مرت الليلة.. كل ما يذكر أن إحدى البنتين كانت تصرخ تحته محاولة إبعاده عن كسها خوفا من فقدان بكارتها. سمعها تقول بعد أن هدأت نفسه وهو يرتمي وسطهما:
= خفت من نقص خبرتك أن تفقدني بكارتي، فإذا بي أفقدك أنت بكارة بكارتك.
مضت سنوات كثيرة لكنه لم ينس تلك الليلة.. فهي أول مرة يغفل فيها عن تناول وجبة السحور. وإلى اليوم لا يدري هل انتهت المغامرة قبل أن ينبلج نور الفجر أم بعده. كل ما ترسخ في ذهنه بعدها، أنه خرج لدنيا جديدة لا يعرف كيف يبتعد عنها، لأن ليالي رمضان لم تكتمل حتى كان عضوه قد زار المؤخرات الثلاثة عدة مرات. إحدى البنات عاشت معه علاقة دامت سنتين قبل زواجها.. والأدهى من ذلك أن عادة إتيان المؤخرات ركبت ميوله إلى أن صارت صورة الأنثى في نظره، لا تكتمل إن لم تكن سخية واهبة مؤخرتها لمن يريد إتيانها من الخلف.
ما كاد ينهي إجازته ويلتحق من جديد بمراكش كأستاذ بالثانوي، حتى سارعت أمه تطالبه بالزواج. كانت لها صلة بإحدى الأسر من نفس المدينة. كانت أم الفتاة فرنسية متزوجة من مقاول مغربي شهير.. تعرفت عليها والدته بحكم لقاءات متكررة في حمام الحي وعرفت أن لهم بنتا جميلة، رأتها بصحبتها مرارا.. عرضتها عليه بإلحاح فحرص قبل الموافقة أن يتعرف عليها.. ليس من أجل اختبار ذكائها أو سلوكها ومدى قدرتها على تحمل مسؤولية الزواج، وإنما ليقيس مدى استدارة وجمال مؤخرتها.. ربما يكون هو أول رجل يشترط سحر وجمال المؤخرة، دون سواها كي يوافق على الزواج. كان يحس بكل التناقضات التي تقود تصرفاته بحكم دروس الفلسفة والسياسة. فكيف يقبل لنفسه أن تتخذ قرارات ومواقف ملتبسة غير واضحة كهذه؟ كيف خولت له نفسه أن هذا من حقوقه الطبيعية؟ وكيف يتوقع أن زوجته لن تعارض ميوله؟ كان يمني نفسه بأنه سيغير مزاجها لو رفضت. سيما وهي أستاذة تدرس اللغة الفرنسية، وخريجة الأدب الفرنسي من كلية مراكش.. بدا له الموضوع سهلا قابلا للتخطيط والترتيب، أو هكذا خيل له عقله لأنه لم يعرف من النساء سوى إتيان المؤخرات.. استسهل الأمر ورتب المستقبل في ذهنه على هواه. وافق على الزواج بسرعة بعد أن لبت مؤخرة الزوجة الشروط التي يتطلبها معيار اختياره الوحيد.
ليس له أن يشتكي من الزوجة. إذ أنه لم يكن متسرعا لفرض ميوله عليها.. مارس معها بالطبيعة بعد الاستماع لنصائح أقرباء وأصدقاء، وبعد مطلعة العديد من المقالات والكتب كي لا يقصر أو يخطئ السبيل.. ترك العلاقة تتوطد قبل أن يفكر في مغامرة العودة لمتعته المعتادة.. وكم أنبه الضمير، لأنه شعر كأنه يخون زوجته عندما يضطر لاستعادة ذكرياته السابقة مع المؤخرات كي يقوي انتصاب ذكره.. بعد شهرين من الزواج خطر له ذات ليلة أن يمد يده ليتلمس أقواس خلفية زوجته. وضعها على فوق غمازة ظهرها ثم أخذ يزحف نازلا نحو الردفين.. يقفز بوصة ثم يتوقف.. يتطلع لردود فعلها.. يقبلها ويلصق جسده بجسدها دون أن يبعد كفه عن الخطة المرسومة في ذهنه.. وصلت أصابعه إلى سطح الإليتين وانسل اثنان إلى الوادي.. انتظر حماسها فلم تنبس ببنت شفة.. تشجع الأصبع الأوسط وحط رأسه فوق الخرم.. وإذا بها تنتفض وتبتعد ثم تنظر إليه مستغربة.. ظهرت على وجهه وعينيه علامات التعجب من تصرفها المباغت، كأنه يسألها عن السبب.. حين تأكدت أنه يتعمد ما حدث غضبت وأوقفته عند حده.. حرصت أن تقضي ليلتها في الصالة بعيدا عنه. في الصباح الباكر نهضت وحملت حقيبتها ثم رحلت فورا راجعة لبيت أهلها..
تحامل على نفسه بعد غياب دام شهرا كاملا.. انتظر صابرا لعلها تراجع نفسها وتعود لبيت زوجها. كان بداخله لا يعرف أن مطلبه ليس حقا من حقوقه الطبيعية. أو على الأقل، بحكم تعوده مع فتيات شعبة اللغة الإنجليزية، كان يظن أن كل النساء يعشقن مثلهن هذه الممارسة.. ثم تشجع وقرر أن يزورها في بيت أهلها.. كانت أمها الفرنسية تشتغل في المركز الثقافي الفرنسي.. تذكر أنها تمتلك مكتبة واسعة، بها عدة موسوعات علمية وأنها لا شك على علم بمثل هذه الميول، ولذلك توسم أن يجد عندها بعض التفسير لسلوك زوجته.. كانت حماته تحب قراءة الروايات ولا سيما منها الروايات الغرامية.. لم تكن زوجته حاضرة لأنه فضل زيارة حماته في مقر عملها.. اغتنم الفرصة ليفتتح معها نقاشا جريئا شمل الجوانب الحميمية من علاقته مع زوجته.. فإذا بها تبتسم في وجهه صراحة لتسأله لتسأله عما حدث بالضبط. وجد حرجا في أن يشرح لها السبب.. حركت رأسها دليلا على أنها تعرف، وسألته مبتسمة:
= هذه أمور عادية تقع بين جميع الأزواج.. في الغالب بسبب تسرع الزوج في توسيع لائحة مطالبه قبل أن تمتد العلاقة الزوجية بما يكفي من الزمن بينهما.. لكنك أنت مخطئ يا ولدي.. من الطبيعي أن تغضب زوجتك وتهجرك.. لم تتعود قبل زواجها على أي نوع من الممارسة ولهذا عليك بمزيد من الصبر.. كلنا عبرنا من نفس الظروف تقريبا. قالت هذا وهي تضحك قبل أن تواصل الشرح.. وجه الخطأ يا ولدي ليس في محاولتك، بل في أنك تغامر قبل نضج الظروف. أي تحاول حرق المراحل. في العادة مثل هذه الشهوة قد لا تحس بها الزوجة أو قد تكرهها إلى الأبد.. خصوصا إذا لم تكن لها تجارب سابقة. المرأة تحرص عادة على إمتاع زوجها قبل نفسها، ولكن عليه هو كزوج أن يتمتع بالصبر، وأن يعرف كيف يرتب أموره ليوصل زوجته لتحب كل الأوضاع والميول الجنسية التي تعجب زوجها.. لكن لا عليك سيأتي وقت هذه الممارسات في يوم ما.
= لكن يا حماتي العزيزة...
= لا تخف، سوف أكلمها في الأمر. سأشرح لها الحقيقة بهدوء، وبطريقتي الخاصة كأم حتى لا تعتبر محاولتك تنقيصا من قيمتها. عليها أن تعرف أن الأنوثة لا تكتمل للزوجة بدون تغيير طرق الاستمتاع، ومسايرة ميول زوجها حسب استطاعتها طبعا. لكن لا أضمن لك أن تعود معك اليوم. ربما نزروكم في نهاية الأسبوع. أنصحك أن تعودها تدريجيا على مشاهدة أفلام جريئة بعض الشئ، وأن تناقشها في الموضوع لتقتنع وتعرف حقيقة الأمور كي تتهيأ للتغيير بدون ضغط شديد ومتسرع من طرفك.
خرجت من مكتب حماتي أكثر اطمئنانا.. في الطريق سألت نفسي هل كانت والدتي ستفعل مع صهرها ما فعلته حماتي فيما لو حصل لأختي مع زوجها ما حصل لي مع زوجتي، أم أنها كانت ستطرده من بيتها مصحوبا بكل أنواع الشتائم..
هكذا كان الأمر بيننا كما توقعته الحماة. غلبت نفسي وروضتها على الصبر إلى ما بعد أن رزقنا بأول صبي، وانتهت الأمور بما يناسبنا معا كسائر الأزواج.
سجل الولد الذي صار أستاذا بعد هذا نفسه للحصول على ماجستير في علم الاجتماع. تطلب منه الأمر سنتين.. انتقل للجامعة كمعيد مساعد قبل أن يحصل على منحة لتحضير رسالة دكتوراه بباريس. استغرق الأمر أكثر من خمس سنوات لينهي رسالته. مر على الزواج ما يقارب عشر سنوات حين حصل على شهادة الدكتوراه. تطورت أمور الأسرة كثيرا. رزق الصبي بأخت غاية في الرقة والجمال. زادت مشاغل الأم خاصة بعد اضطرار الزوج للسفر مرارا لتحضير رسالته. حيث كان يمضي في السنوات الأولى أثناء تحضيرها شهرين على الأقل كل عام خارج البلاد. ثم ابتداء من السنة الرابعة صار ملزما بقضاء أكثر من ذلك بعيدا عن الأسرة. لم تكن إمكانياته المادية تسمح للأسرة أن ترافقه في رحلته الدراسية. في كل زيارة لفرنسا كان ينزل في "دار المغرب" وهي بناية مخصصة للطلاب المغاربة المسجلين في درجات عليا من الدراسة. لكل منهم غرفة صغيرة، لا يسمح لغيرهم بدخولها. كان هو يقضي معظم وقته في المكتبات أو في مؤسسات بحثية جريا وراء الوثائق النادرة أو للتداريب والمشاركة في دراسات واستطلاعات يكلف بالإشراف عليها وإعداد تقارير حولها.
ربط علاقة طيبة شبه عائلية مع الأستاذ المشرف على رسالته. أستاذ فرنسي من أصول بولندية، في الخمسين من عمره. هاجر منذ أزيد من عشرين سنة وتزوج فرنسية كانت طالبة في نفس الكلية قبل أن تعمل أستاذة بعد الزواج.. تصغره بحوالي عشرين سنة، لم يكن مضى على زواجهما أزيد من ثلاث سنوات حين اختاره ليشرف على رسالته. ابتداء من السنة الرابعة، خطط معه برنامجا يقضي بأن يشرع في عرض ما تنتهي إليه أبحاثه. الشئ الذي ألزمه بضرورة زيارته مرتين كل أسبوع، وهي الزيارات التي لم تكن تنتهي إلا في ساعات متأخرة من الليل..
تقرب أكثر من زوجته الكريمة. حيث كانت تحترمه وتقدره كثيرا.. تعد كل مرة طعام العشاء وتدعوه للمبيت رغم أن مساحة شقتها لا تتعدى ستين مترا مربعة.. وقد نشأ بينهما تدريجيا تفاهم وانسجام في وجهات النظر. أحرجته صراحتها ورغبتها في التعرف على أحوال أسرته. كانت قياسا بزوجها المتحفظ في الحديث خفيفة الظل محبة للسخرية والضحك. عيبها الوحيد أنها مدمنة للشراب. في كل مساء تفتتح سهرتها بكؤوس لا تحصى.. لكن الذي صدمه حقا أنها كانت منفتحة بلا حدود.. تتحدث بطلاقة عن كل المواضيع بما فيها علاقتها الحميمية مع زوجها.. دون خجل اعترفت له بأسرار تمس الأسرة. وقد كان من بينها حكايات تتعلق بمغامرات خارج نطاق الزواج، حدثت لهما أثناء أسفار خارج فرنسا، في تونس ومصر والمغرب. لم تخف عنه أنها أعجبت كثيرا بانفتاح سكان هذه البلدان من الرجال، وحبهم للجنس بلا حساب، أو كما تقول عنهم، هم رجال يحبون الحرية ويعشقون الأنثى الأوروبية على الخصوص. حين سألها عن موقف زوجها، أجابت بأنه لا يهتم كثيرا بمثل هذه الأمور، لأن ما يهمه أساسا هي العقليات وتناقضاتها وكيفية فهم أصحابها للحياة.. كما يهمه معظم الفوارق الظاهرة والخفية بين الرجال والنساء.. تقول إنه لا يميز بين أسفار المتعة وأسفار الدراسة.
أحدث حديثها وقصصها المثيرة بعض الفضول في نفسه. ظل تأثيرها يثيرنه ويحمسه حتى قرر فتح نفس الموضوع مع الأستاذ. اختار فترة وجودهما معا بالكلية ليطرح عليه سلسلة من الأسئلة، فكان أن أكد له ما سمعه من زوجته. بدأ يتعامل معها بشكل مختلف.. أكز على محاسن جسدها واهتم بلباسها وحركاتها. ولم يخف أنه عمل على التقرب منها بمشاركتها مرارا في الشرب بعد تناول العشاء. ثم دعاها مرارا للرقص أمام زوجها. وفوجئ لما رآه يكتفي بالنظر والابتسام، أو التوجه لغرفة نومه دون تعليق.. ثم بلغ معها مرحلة الالتصاق بجسمها وتقبيلها، إلى أن فاجأته بدعوته لمرافقته ذات ليلة للفراش.
كان مستعدا للمفاجأة. سألها غير مصدق لما سمع دعوتها: " لكني لا أرى غير فراش واحد بالبيت وهذه الكنبة الصغيرة التي نجلس عليها.." فأجابته بأنها تعني فراش غرفة نومها مع زوجها. حار أستاذنا الفقيه المتخلف في الأمر وظل صامتا في انتظار ما سيأتي.. أحست بحرجه فوضحت الأمر ضاحكة:
= لا يغرك صمت الأستاذ. إنه أحرص مني ومنك على أن يكون اللقاء ثلاثيا.
لم أفهم بالضبط ما تعنيه لأنني لم يسبق لي أن جربت أو توقعت..
في نفس المساء، ذهب معها متعانقين لغرفة النوم. وجدا الأستاذ مستلقيا على الفراش عاريا تماما تحت غطاء خفيف. أمرته أن يقلع ملابسه ويستلقي فوق الفراش. فعلت هي أيضا نفس الشئ. ارتمت بينه وبين زوجها. كان وجهها ناحية الزوج بينما ولته ظهرها. التصق ردفاها بشعر عانته، حتى اندس عضوه المنتصب بين فخذيها. انشغلت هي بتقبيل الزوج وانصب اهتمامه هو على لحس العنق ثم فقرات الظهر ويده تلعب بحلماتها. مدت يدها اليسرى وأمسكت عضوي وقادته إلى وضع يسمح له أن يدق باب فتحتها، ثم بللته بريقها وحركت مؤخرتها كي يتزحلق رأس العضو بحرية داخل الحلقة الضيقة. التفتت نحوه مبتسمة وشجعته على رفع الكلفة والتفاعل معها بحرية وجرأة. كانت وضعية النوم على الجنب لا تسمح له بالانزلاق داخلها بعيدا. فدفعها بقوة على بطنها لتصبح بين فخذي الزوج. ثم رفع مؤخرتها قليلا حتى صارت منكبة على ركبتيها. بدأ بداية خجولة حنونة ريثما دخل رأس العضو وراء حلقة الشرج فهدأ منتظرا ردة فعلها. فوجئ بطيزها يتراجع نحو العضو فدفعه إلى نصفه وعاد يتريث ريثما يكمل زوجها الانتصاب. كانت تمص قضيبه وتلعقه وهو مغمض العينين. أمسك أستاذنا خصرها بعنف وجذبها نحو وسطه وزرع قضيبه بكامله فتأوهت واهتزت. عادت تمص عضو زوجها بانفعال مسرعة حركة اللسان. أخذ ضيفها ينسجم أكثر فدفع رأسها فوق صدر زوجها واضعا قدمه فوق وجهها الذي التصق بصدر زوجها.. مد أصابعه ليلف خصلات شعرها ثم جذبها بقوة إلى الوراء حتى تقعرت وأخذت صورة قوس.. عندئذ طعنها طعنة مباغتة بعنف من صام عامين عن الجنس.. اهتزت وترنحت قليلا.. سمعتها تلتمس منه التريث وتخفيف سرعته. توقف وأخرج عضوه تماما. تناولته تمصه كي لا يفقد قوة انتصابه الحديدي ويدها تقبض على عضو زوجها الذي انتصب أخيرا. بلل صاحبنا طيزها من العسل السائل من كسها، بينما قعدت هي فوق قضيب زوجها وطوت ركبتيها لوضعهما بجانبي جدع زوجها. تحركت قليلا فوق قضيبه دون أن تغفل عضو ضيفها من بين أصابعها. فجأة انحنت بصدرها فوق صدر زوجها لتمنح الضيف مؤخرتها بوضوح.. دعته للعودة لفتحة الطيز. استجاب بسرعة للطلب. بعد فترة قصيرة كانت ترتعش فشعر ضيفها أن زوجها يقذف معها في نفس الوقت. أرادت أن تتوقف لكن الضيف بدوره كان يقترب من الخلاص، فمنعها متمسكا بخصرها وشعرها وهو يطعن صعودا ونزولا داخلها بسرعة مجنونة.. صرخ وهو يقذف داخلها. مكثوا جميعا على هذا الوضع بضع دقائق حتى استرخى عضو الزوج تماما وانسل خارج كسها. استلقى الضيف على جانبه موسعا لها مكانا بينه وبين زوجها. مضت لحظة قبل أن تمتد كفها من جديد لعضوه تتحسس وهي تهمس له:
= الأستاذ سيودعنا الآن لينام فوق الكنبة.. انتظرني سأعود بسرعة.
كان مستلقيا على ظهره يسترجع أنفاسه وهو يراهما يخرجان عاريين متجهين للحمام.
حين عادت من الحمام كانت مضمخة برائحة طيب شرقي مثير. اندست في حضنه وفتح معها منذ تلك الليلة قصة تحول عميق في سيرته. كل أسبوع يقضي معهما الليل على نفس المنوال مدة شهرين. تركهما وقلبه متعلق بحياة جديدة نزلت عليه دون استئذان.. خلال عطلة الصيف دعاهما لزيارته في وطنه، فرحبا بالدعوة. كان حائرا هل يخبر زوجته بما حصل أم يخفي عنها الحكاية. دفعه التوجس من عدم فهمها إلى اختيار الصمت، وفي نفس الوقت كان خائفا أن تعلم بالحدث من طرف أحد الضيفين.
أثناء الصيف، سافر مع ضيفيه إلى مصطاف جبلي ناحية الأطلس المتوسط. اكترى بيتا واسعا من طابقين. وترك أمر الحكاية للزمن والأقدار. لحسن الحظ أن زوجته حرصت على أخذ والدتها لقضاء بعض الأيام برفقتها. رحب الجميع بالفكرة فاطمأن الأستاذ متمنيا في نفسه أن يأتي الحل على يدها.. خلال الأسبوع الأول لم يتجرأ أحد على فعل ما يتوق لفعله. عادت أم زوجته لبيتها ولم تجد عقدة انتظاره حلها المنتظر.. كانت زوجته قد ربطت علاقة مقربة مع زوجة أستاذه. استعملت مع زوجته نفس النهج الذي أسقطه هو في عملية الجنس الثلاثي. أي تقربت منها بلغة النساء وعاداتهن. وجعلت تحدثها عن الزواج وأحواله واختلاف صوره بين البلدين. ثم تعمقت في حسنات التحرر وما حصلت عليه من متعة وسعادة بفضل تساهل زوجها وعدم غيرته.. هكذا فاجأته زوجته بسؤال محرج ذات مساء:
= هل تعلم أن الأستاذ وزوجته يعيشون حياة غريبة؟ تصور أنها لم تخف عني أنه يسمح لها بمضاجعة من تشاء أثناء سفرهما، وهي تحكي عن مغامرات وقعت لهما بالمغرب مرات عديدة؟
احمر وجهه خوفا من أن تكون قد حكت لها عن قصتها معه أيضا. تراجع برأسه للوراء كمن يريدها أن تؤكد له ما قالت.
= نعم.. لقد قالت بأنهما تعودا على هذه الحرية بعد فترة من زواجهما، فاستحسنت منه ذلك خصوصا أنها تصغره بعشرين عاما..
=قد تكون حالمة فقط. و ربما يكون ما تقولين صحيحا أيضا، لكن هذا لا يهمنا. فكل واحد حر في طريقة عيشه.
= كيف لا يهمنا؟ نحن مثلهم بشر لا سيما أن حياتنا الجنسية أصبحت شبه ميتة.. لقد شرحت لي أن هذه الحرية جعلتها هي خصوصا لا تعاني مطلقا من الملل والروتين.. قالت إنها تكتشف نفسها مع كل سفر جديد وتتجدد باستمرار..
= أراك مهتمة كثيرا، الأمر لا يهمنا لأنه حلم يصعب تحقيقه عندنا.. فهل بدأت تراودك نفس الفكرة؟
+ للأسف... لا، لكني لا أنكر أني بدأت أمل طريقة ممارستنا ولم تعد أنت تعاملني بنفس الجوع والعطش كما كنت.. تراودني أحيانا أفكار وأسئلة مماثلة، لكن الأمر صعب بالنسبة لي ولك كما تقول..
=الأمر يبدو صعبا لأن الاقتناع والتوافق بين أمثالنا يعد مسألة شبه مستحيلة.. كما أن ظروفهم وظروفنا مختلة عن بعضها. فالناس عندهم ليسوا فضوليين ولا يتدخل أحد في اختيارات أحد.. لهذا لا شيء صعب هناك.. أما هنا فالموضوع يختلف ومن الأفضل أن نرضى بما نستطيع حتى لا نتعب ونشقى بدون نتيجة مضمونة ولا محمودة.. لهذا دعينا نحافظ على هذا المستوى من التفاهم ونقنع بما لدينا.. ثم إني أرى حتى لو فكرت في اغتنام فرصة وجودهما لتجربي فإني لا أظن أن زوجها سيثير اهتمامك..
= لا تذهب بعيدا.. أنا لم أقصد أن أمر مثلها للمغامرة. أتعجب وأتساءل عن أحوال الناس في هذه الدنيا الجديدة ما حيرني حقا هو زوجها الذي لا غيرة له عليها..
= من قال لك أنه لا يغير عليها؟
= الأمر واضح، لو كان يغير لمنعها وقابل شهوتها بالصمت والتجاهل حتى تعود لرشدها..
= لا يمكنه أن يمنعها لأنه لو فعل، فستتركه وترحل. هناك السيدات أحرار كالرجال تماما، والزوج عندهم يملك فقط حق الاستمتاع بجسد زوجته طالما رضيت به زوجا يكفي شهوتها.. أما حينما يعجز أو يقصر فهي حرة في نفسها وجسدها تمنحه لرجل تختاره إن كانت مقتنعة أنه أفضل وأقوى من الزوج.. والأزواج مجبرون قانونيا على احترام اختيارها، وإن رفض فهو حر في مفارقتها.. عندهم إشباع غريزة الجنس مثل إشباع الجوع والعطش..
= إذا كان الموضوع كما تقول، فلماذا نرضى نحن ونقنع بحياة الملل والروتين؟ أليس لدينا شهوة مثلهن؟
= لا أعلم، ولكن نساءنا تربين على الصبر والتلهي بتربية الأولاد والقيام بأشياء تهم البيت، أكثر من التفكير في هذه الأمور..
= هراء، هذا يعكس الظلم والخوف، ومن أدراني أنا إن لم تكن أنت نفسك قد استفدت من هذا الوضع حينما كنت معهم في فرنسا طيلة أشهر..
= لو كنت استفدت لاعترفت لك بصراحة، لم أكن أعلم شيئا عما سمعته منك اليوم
+ ها قد سمعت وعلمت الآن، فكر معي في حل يناسب حياتنا لأن الروتين وقلة الممارسة أصبحت تزعجني وتربط تصرفاتي.. هذه هي الصراحة سواء قبلت أم لا.
= تماما.. دعينا نفكر معا وسنجد الحل.
= لا تتهرب.. لا يوجد حل آخر.. الناس يعيشون الحياة بعمقها ونحن نضيع الوقت في الصبر والكلام الفارغ.. سيكون حلنا قريبا هو الطلاق لو استمر الوضع بيننا على ما هو عليه حاليا..
=هكذا إذن.. الطلاق مرة واحدة.. قلت لك سنفكر وسنجد الحل.
جلسوا جميعا يستعرضون أحداث اليوم بعد تناول العشاء.. في إحدى تلك الجلسات اكتشف صاحبنا أن زوجته أخبرت زوجة الأستاذ الفرنسية بالحديث الذي دار بينهما. وبدا له أنهما ناقشتا الموضوع بعمق من كل النواحي. لكن المشكل أن زوجته لم تقتنع في البداية بوجهة نظر الفرنسية كما تراها وتعيشها، أي الاكتفاء في كل سفر بالبحث عمن يعاشرها جنسيا مرة أو اثنين ثم تسافر وتنساه تماما، أما زوجته فإنه لا يضمن لو جربت أن تكتفي بالمرور بمعاشرة مرة أو اثنتين بل قد تتخذها عادة مريضة لا تغيرها حتى تصبح مضرب الأمثال في البلد بأكمله.. وهذا هو الفرق بين جائع عثر على طعام وشبعان يغير طعامه المعتاد في يوم سفره فقط.. لكن تأثير العشرة مع الأستاذة أدى دوره، بحيث تمكنت من زرع نوع من التردد في ذهن زوجته. فقد شعرت أنها دخلت مرحلة الشك، أي مرحلة بين الإقبال والإدبار.. التجريب والامتناع. أثناء النوم، سمعا أنين وصراخ زوجة الأستاذ. عانق صاحبنا زوجته وجذبها إليه. أثناء الممارسة همست في أذنه:
= ما رأيك في الأستاذ؟
= ما به الأستاذ؟
= هل يصلح للتجريب؟ سيسافر بعد أيام، ولن نخبر أحدا.. على كل حال أنا أتخيل وجوده معنا كل ليلة ودن علمك..
= وبماذا تشعرين حين تتخيلينه؟
= أشعر برغبة قوية من شدة الهيجان، ترتفع شهوتي إلى درجة لا تطاق، وأنت؟ ألم تتخيل زوجته حاضرة معنا؟
= لا لم أتخيل، لكني لاحظت هذه الأيام أن شهوتك تزداد أكثر من اللازم.
= وأنا أيضا لاحظت مثل هذا في ممارستك.. لقد عادت إليك قوتك القديمة..
= إذن نكتفي بهذا ونستمر كما كنا بدون تعقيد..
= وحين نعود للبيت تعود لنا حياة الملل، وربما نندم على عدم استغلال الفرصة الوحيدة التي لا شر فيها ولا ضرر.. على الأقل لو جربنا ليلة واحدة، ستبقى لدينا ذكريات جميلة ومفيدة نستعيد بها شهوتنا حينما تهاجمنا الرغبة..
= لو شعرنا بالندم أعدك أن نسافر نحن لزيارتهم.. والآن دعينا نستمتع بالموجود..
= لا تستعجل أرجوك.. لم أشبع بعد.. تريث أكثر من فضلك أرجوك.
= آآآآه.. دعيني أكاد أنفجر الآن.. سنرى.. سنرى.
=أسرع... أسرع.. أنا.. أيضا... أقترب
هكذا زرعت زيارة واحدة للأستاذ وزوجته جرثومة لم تكن في البال.. لحسن الحظ، أن الرحلة انتهت قبل الانتقال للتنفيذ.. لكن زوجة صاحبنا ما تزال الفكرة تزنزن في دماغها، ولا تتركها حتى تحصل على ما يكفيها من الارتعاشات... وأحيانا تغضب وتذكره بوعد السفر بها إلى باريس لزيارة أستاذه وزوجته لعلها تستدرك ما فات.. ويبدو أنها باتت أكثر استعدادا، لو طال بها الحال على هذا المنوال، لكي تمر إلى تنفيذ الفكرة سواء بعلم صاحبنا أم من وراء موافقته.. أصبحت المشكلة هي كيف يتخلص ويخلصها معه من الروتين والملل.. الفكرة ما تزال حية، وربما تعود من جديد بقوة أكبر في رحلة قادمة، سواء لفرنسا أو للأطلس المتوسط أو في أي مكان مناسب..
حين حصل الولد على شهادة البكالوريا) الثانوية العامة في الشرق ( تخصص علمي، كان ما يزال شابا تقليديا بكل ما في الكلمة من معنى، لم يكمل بعد الثامنة عشر من عمره. نشأ منذ نعومة أظفاره في ظل جو متشدد. ظل والده المسؤول في أحد مكاتب البريد بمدينة مراكش، يأخذه معه كلما سنحت الفرصة لحضور جلسات خاصة بالتعاليم الروحانية.. يعد أبوه أحد الأفراد القلائل الذين حصلوا على نفس الشهادة بداية الخمسينات من القرن الماضي.. وقد حرص على دفع ابنه للتسجيل بدوره في كلية الهندسة، لكن أمه كانت تريد منه تقليد خاله، الذي تفتخر به كأستاذ للفلسفة وعلم النفس بجامعة العاصمة. بعد أخد ورد، انتهت معركة الاختيار بانتصار الأم بعد تدخل مباشر من خال الولد..
ترك أسرته المراكشية المحافظة لينتقل إلى العاصمة. كانت الأسرة تملك شقة صغيرة قريبة من كلية الآداب حيث سيتلقى الولد دروسه في الفلسفة.. تعود في كل صيف مع الأسرة أن يقضوا الصيف كاملا في الشقة التي يملكونها بالعاصمة، هاربين من حرارة الجنوب التي لا تحتمل. أما أبوه فقد كان يستغلها حين يتنقل للعاصمة لأسباب إدارية أو لمهمة عائلية. لم يكن لدى الأسرة أي مبرر للتخوف على مصير الولد. فهو شاب مطيع ذو تربية مشبعة بالتقاليد الدينية والاجتماعية المنضبطة. لم يكن يهتم كأقرانه بالجري وراء الفتيات والعلاقات الغرامية. كما أن خاله في الخدمة كأستاذ، تعهد أن يراقب سلوكه وتصرفاته.. لكنه كان في غنى عن المراقبة، ما دام الولد نفسه يحافظ على فروضه وتربيته التقليدية، ويتجاهل تماما موضوع الحب وما يتعلق به، ويجنب نفسه معاشرة الباحثين عنه..
لكن الفلسفة كانت بالنسبة إليه مثل عفريت يسري في عقول من كان يمثله يمضي حياته بعيدا عن العقل وعن طرح الأسئلة الوجودية.. مع أول الدروس في تاريخ الفكر الفلسفي ورواده، وبعد مرور بضعة أشهر، بدأت تلوح معالم تغيير بسيط في سلوكه.. صار كغيره يخرج من غربته وانعزاله ليجلس مع رفاقه الطلاب في بعض المقاهي، أو يرافق بعضهم في جولات بمركز المدينة وأسواقها، وتارة يتجرأ على مشاهدة أفلام أجنبية كان ممنوعا عليه مشاهدتها من قبل.. فتح عينيه على أمور بديهية يجهلها. مثل ممارسة الرياضة والسهر أحيانا خارج البيت إلى حدود منتصف الليل.. ذات مرة رافق طالبا يرتاح إليه إلى علبة ليلية. ثم دخل حانة كمرافق أيضا وإن لم يتجرأ على مد يده للشراب. اكتفى فقط بتناول المكسرات والسمك المقلي وكل ما تجود به الحانة على رفيقه وعلى مستهلكي البيرة في ساعات محددة.
لكن الجديد الحقيقي في حياته كان مع حلول شهر رمضان.. أحس في أيامه الأولى بالضياع. كانت تلك أول مرة يصوم فيها بعيدا عن أمه.. لحسن الحظ كان مطبخ الحي الجامعي يقوم بالواجب. فإذا به يغتنم بعد الفطور الفرصة لحضور ندوات ينظمها الاتحاد الوطني للطلبة. لم يفهم منها في البداية شيئا، ما دامت كلها تدور حول شؤون سياسية، وطنية أو عربية أو عالمية.. تلك الشؤون التي كانت في نظره مخصصة للكبار والمحتالين والنصابين من المعروفين بين الناس بالاحتكار والاحتيال.. لكنه لم يكد منتصف رمضان يحل حتى انفتحت عيناه على الفضاء العام لحياة كان يعيشها بالفطرة دون أن يفكر فيها.. اكتشف تناقضاته ونقائصه بالمقارنة مع أقرانه من الطلبة، وبدأ يتهجى حروف السياسة ودواليبها الغريبة..
خلال التردد على مكتبة الكلية، كان يصادف طلبة من مختلف الشعب الأخرى.. أصحاب الأدب واللغات والتاريخ والحقوق.. هناك، لفت انتباهه مجموعة من الطالبات، سيعرف فيما بعد أنهن من شعبة اللغة الإنجليزية.. ثلاث طالبات، يكتفين بالتحية والابتسام في وجهه من بعيد كلما قابلهن.. ثم تجرأت إحداهن واقتربت منه تسأله عن حاله وشعبته ومكان إقامته، لأنها لم تشاهده في الحي الجامعي من قبل.. حكى لها بتفصيل عن نفسه، ولم ينس ذكر التصوف وما كان يمارسه من الفروض والصيام والسهر وزيارة قبور الأولياء والتبرك بهم أو طلب وساطتهم مع الخالق وحكى لهن بعض ما يذكره من قصص تسخير الجن والملائكة إلخ.. فارقته عائدة لصاحبتيها، وما إن جلست حتى سمع أصواتهن تجلجل ضاحكات.. لم يفهم السبب ولم يسأل عنه..
في نهاية الأسبوع كان يصلي الظهر حين رن جرس الشقة. كان اليوم يوم عطلة. فتح الباب فإذا بالبنات الثلاث يدخلن دفعة واحدة دون دعوة سابقة منه. فوجئ بحضورهن المباغت. لم يسألهن عن سبب الزيارة، ولم يعرض عليهن احتساء كأس شاي أو قهوة، لأن الصيام يحرم عليه ذلك. جلسن على الكنبة الوحيدة في الغرفة. المكان فوضى كعادة البيوت التي لا أنثى فيها ترتب أو تلطف فضاءها.. ضحكن كما سبق أن فعلن.. تجرأت البنت التي سألت عن أحواله بالمكتبة لتبرر له سبب الزيارة، قبل أن تطلب منه إعداد القهوة لأن صديقتيها معفيتان من الصيام بسبب الدورة الشهرية.. وسرعان ما اكتشف أنها مجرد حيلة لأنهن جميعا شربن القهوة وقمن بتدخين سجائر بلا انقطاع..
مع تكرار الزيارة عدة مرات، تفهم الوضع وسلم به. إلى أن رأى ذات يوم إحداهن تستفزه وتسخر من صمته وعجزه.. أحس أنها ترمز لعدم اغتنامه للفرص المتاحة أمامه كي يمارس معهن الجنس.. فسرت سبب تقاعسه بعجز طبيعي يمنعه من المبادرة فلم يفهم شيئا، فشجعها جهله على مزيد من الاستفزاز.
دخلت الحمام لتغتسل بدون مناسبة وخرجت منه بعد ذلك عارية تماما، وهي تسأله عن منشفة. كانت تصفع ردفيها محدثة صوتا يشبه التصفيق، وهي تغني لحنا لا يعرفه. ضحكت صديقتها وسألته قائلة: "هل أنت حجر يا هذا؟ أما ترى أنها تعرض مؤخرتها عليك وأنت جامد لا تتحرك؟ " ثم اتجهت نحو زميلتها وقبلت مؤخرتها قبلة صاحبتها صفعة قوية. رغم ذلك اكتفى فقط بالابتسام وهو يخفض بصره وتحمر وجنتاه.. كان عاجزا عن التفكير في أبعد من ذلك لأن شخصيته مصنوعة على نموذج مخالف لما يرى أمامه. رغم هذا، لاحظت الزميلة أن شيئا ما تحت حزامه يتحرك حتى صار مثل خيمة. كان يلبس قميصا من الثوب الأبيض يتدلى حتى يغطي قدميه.. مثل جبة بلا حزام. أراد أن يخفي بيديه الخيمة فارتفع ضحك البنات.. قالت الزميلة ساخرة منه:" ها أنت ذا مثل رجل حقيقي تتحرك، فلم الخجل؟ ألا تروقك هذه "الهمة" )الهمة كلمة عامية مغربية، مضمومة الهاء مع ميم مشددة، ومعناها المؤخرة المنتفخة والمثيرة(
عادت صاحبة العجيزة أدراجها. تتبختر وترسم أقواسا مغرية متجهة نحو الحمام، حيث تركت ملابسها. لم يحدث له شيء غريب ذلك اليوم، لكنه بعد الفطور تذكر الحدث فأقسم أن يسترجل لو أعادت إحداهن استفزازه. بعد فطور يوم غد، نوى النزول للشارع للمشي قليلا. وجده كعادته مزدحما بالناس.. فجأة شاهد أمامه الطالبة المستفزة. حياها ودعاها للجلوس معه في أقرب مقهى. ابتسمت شاكرة واعتذرت له بسبب تأخر الوقت، لأن أبواب الحي الجامعي تغلق في 9 ليلا، ولم يبق أمامها وقت طويل.. لكنه ألح عليها متعللا، دون أن ينوي أو يذهب تفكيره لما هو أبعد، مقترحا عليها قضاء الليل في شقته لو أغلقت أبواب الحي... فكرت بسرعة. ضحكت ونظرت إليه تسأله:
= هل أنت صادق؟ حار في الرد.. مرت لحظة قبل أن يرد عليها أنه لا يرى حرجا في استضافتها هذه الليلة..
جلست أمامه وطلبت كأس عصير، ثم سألته:
= لقد تركت صديقتي في مقهى آخر قريبا من هنا، هل يمكن أن ندعوها لمرافقتنا؟
أحس الولد أن حضور الصديقة معهما، سيعطيه فرصة التهرب من اقتراف أمر قد يندم عليه، فرحب بالفكرة. ابتسمت الفتاة سعيدة بكرمه، وذهبت تخبر صديقتها.. بعد دقائق رآهما تقفان أمامه مستعجلتين للذهل معه إلى شقته.. طلبت منه الصديقة أن يشتري لهما علبة سجائر أمريكية، ففعل وفي ذات الوقت، اشترى بعض الطعام لوجبة السحور من باب الاحتياط.
كان الجو داخل الشقة حارا. أسرع يفتح النوافذ بينما أسرعت الفتاة الأولى للحمام لتغتسل. وجد نفسه في مواجهة صديقتها التي ظلت صامتة تركز نظرها فيه. كانت تبتسم بخبث، وقفت بغير استئذان لتلقي نظرة عامة على فراشه في غرفة النوم.. حين عادت سألته ساخرة:
= لماذا تترك دائما فراشك في حالة فوضى؟ لقد اضطررت لترتيبه حتى صار صالحا يناسب المقام.
= حالة الفوضى العارمة لا تزعجني فأنا متعود عليها.
خرجت الطالبة الأولى من الحمام عارية واتجهت فورا لغرفة النوم، في حين التحقت صديقتها بالحمام بدورها. سمع الأولى تناديه ليساعدها. ناولته المنشفة والتمست منه أن يمررها فوق ظهرها. وقف مترددا حتى نهرته قائلة:
= ما الذي يزعجك.. أسرع قليلا؟
وجد نفسه مستجيبا للأوامر يتصرف بشكل أوتوماتيكي. بدأ يمسح ظهرها وهي تحني قليلا كتفيها للأمام بحيث تراجعت مؤخرتها للخلف. حين بلغ مستوى الظهر توقف. عادت تحثه وتشجعه ليسرع في تنشيف جسمها، آمرة إياه بمسح المؤخرة وما بين الردفين ثم ينزل مع الفخذين.
شعر بالدم يتدفق بسرعة إلى وجهه ورأسه.. وإذا بها تلتفت نحوه لتقبله.. استغرب من تقبيلها وإن كانت القبلة قد زلزلت كيانه. كانت تلك أول فتاة تقبله.. ظل يفكر فيما عليه أن يفعل فإذا بها ترمي المنشفة من يده وتجره ليجلس بجوارها فوق الفراش..
= هل صدقت أن أبواب الحي تقفل في رمضان في 9 ليلا؟ لقد اخترعت هذه الحيلة لأختبر كرم ضيافتك. ثم قبلته قبلة طويلة دافعة لسانها داخل فمه.. وبينما هما يتأرجحان بين الفعل ورد الفعل دخلت الصديقة عارية. ضحكت وهي تبحث عن المنشفة:
= شياطين، كيف تفتتحان السهرة قبل حضوري؟ ثم جلست بجوار صديقتها من الجهة الثانية.
حاول الولد الوقوف بحجة الذهاب إلى الحمام.. فعلقت الأولى قائلة:
= حسنا تفعل، لكن لا تتأخر فليل رمضان قصير جدا، ثم ضحكت.
أطال البقاء في الحمام مفكرا. كان التردد المستمد من أخلاقه البالية يثقل تفكيره ويصارع غرائزه التي أيقظها مشهد البنتين العاريتين. ثم تغلبت الشهوة فانتصب عضوه حتى أدهشه المنظر.. نشف نفسه ولبس بيجامته وخرج مرتبكا. ما كاد يطل على الغرفة حتى وقف مصعوقا فاغرا فاه. كان المشهد فوق ما يتوقعه خيال شاب مثله.. غامت الغرفة وغطاها ضباب كثيف من السجائر ومن جرأة البنتين. استلقت إحداهن منبطحة على وجهها وصدرها، وشعرها الكثيف يغطي جزءا من الوسادة وجزءا آخر من الوجه، كانت تفتح ما بين الفخذين، بينما جثمت الأخرى خلفها على ركبتيها وغمست وجهها ما بين الردفين. كان لسانها يتحرك صاعدا ونازلا في الوادي، ويلحس بشبق خرم صديقتها. وقف يدقق النظر منبهرا جاحظ العينين. وقضيبه يتراقص تحته رغما عنه. بدا له الجسدان ساطعين كالأقمار في ليلة مظلمة. لأول مرة يجد نفسه في موقف مشابه.. مؤخرتان رائعتان شهيتان تستفزان رجولته.. الدم تدفق في عروقه وكاد يعمي بصره وبصيرته.. شب بصدره وأعصابه صراع داخلي لا يقوى على معاكسته.. تنفس بعمق وأغمض عينيه وارتمى فوق البنتين.. لم يعد يتذكر بتفصيل كيف مرت الليلة.. كل ما يذكر أن إحدى البنتين كانت تصرخ تحته محاولة إبعاده عن كسها خوفا من فقدان بكارتها. سمعها تقول بعد أن هدأت نفسه وهو يرتمي وسطهما:
= خفت من نقص خبرتك أن تفقدني بكارتي، فإذا بي أفقدك أنت بكارة بكارتك.
مضت سنوات كثيرة لكنه لم ينس تلك الليلة.. فهي أول مرة يغفل فيها عن تناول وجبة السحور. وإلى اليوم لا يدري هل انتهت المغامرة قبل أن ينبلج نور الفجر أم بعده. كل ما ترسخ في ذهنه بعدها، أنه خرج لدنيا جديدة لا يعرف كيف يبتعد عنها، لأن ليالي رمضان لم تكتمل حتى كان عضوه قد زار المؤخرات الثلاثة عدة مرات. إحدى البنات عاشت معه علاقة دامت سنتين قبل زواجها.. والأدهى من ذلك أن عادة إتيان المؤخرات ركبت ميوله إلى أن صارت صورة الأنثى في نظره، لا تكتمل إن لم تكن سخية واهبة مؤخرتها لمن يريد إتيانها من الخلف.
ما كاد ينهي إجازته ويلتحق من جديد بمراكش كأستاذ بالثانوي، حتى سارعت أمه تطالبه بالزواج. كانت لها صلة بإحدى الأسر من نفس المدينة. كانت أم الفتاة فرنسية متزوجة من مقاول مغربي شهير.. تعرفت عليها والدته بحكم لقاءات متكررة في حمام الحي وعرفت أن لهم بنتا جميلة، رأتها بصحبتها مرارا.. عرضتها عليه بإلحاح فحرص قبل الموافقة أن يتعرف عليها.. ليس من أجل اختبار ذكائها أو سلوكها ومدى قدرتها على تحمل مسؤولية الزواج، وإنما ليقيس مدى استدارة وجمال مؤخرتها.. ربما يكون هو أول رجل يشترط سحر وجمال المؤخرة، دون سواها كي يوافق على الزواج. كان يحس بكل التناقضات التي تقود تصرفاته بحكم دروس الفلسفة والسياسة. فكيف يقبل لنفسه أن تتخذ قرارات ومواقف ملتبسة غير واضحة كهذه؟ كيف خولت له نفسه أن هذا من حقوقه الطبيعية؟ وكيف يتوقع أن زوجته لن تعارض ميوله؟ كان يمني نفسه بأنه سيغير مزاجها لو رفضت. سيما وهي أستاذة تدرس اللغة الفرنسية، وخريجة الأدب الفرنسي من كلية مراكش.. بدا له الموضوع سهلا قابلا للتخطيط والترتيب، أو هكذا خيل له عقله لأنه لم يعرف من النساء سوى إتيان المؤخرات.. استسهل الأمر ورتب المستقبل في ذهنه على هواه. وافق على الزواج بسرعة بعد أن لبت مؤخرة الزوجة الشروط التي يتطلبها معيار اختياره الوحيد.
ليس له أن يشتكي من الزوجة. إذ أنه لم يكن متسرعا لفرض ميوله عليها.. مارس معها بالطبيعة بعد الاستماع لنصائح أقرباء وأصدقاء، وبعد مطلعة العديد من المقالات والكتب كي لا يقصر أو يخطئ السبيل.. ترك العلاقة تتوطد قبل أن يفكر في مغامرة العودة لمتعته المعتادة.. وكم أنبه الضمير، لأنه شعر كأنه يخون زوجته عندما يضطر لاستعادة ذكرياته السابقة مع المؤخرات كي يقوي انتصاب ذكره.. بعد شهرين من الزواج خطر له ذات ليلة أن يمد يده ليتلمس أقواس خلفية زوجته. وضعها على فوق غمازة ظهرها ثم أخذ يزحف نازلا نحو الردفين.. يقفز بوصة ثم يتوقف.. يتطلع لردود فعلها.. يقبلها ويلصق جسده بجسدها دون أن يبعد كفه عن الخطة المرسومة في ذهنه.. وصلت أصابعه إلى سطح الإليتين وانسل اثنان إلى الوادي.. انتظر حماسها فلم تنبس ببنت شفة.. تشجع الأصبع الأوسط وحط رأسه فوق الخرم.. وإذا بها تنتفض وتبتعد ثم تنظر إليه مستغربة.. ظهرت على وجهه وعينيه علامات التعجب من تصرفها المباغت، كأنه يسألها عن السبب.. حين تأكدت أنه يتعمد ما حدث غضبت وأوقفته عند حده.. حرصت أن تقضي ليلتها في الصالة بعيدا عنه. في الصباح الباكر نهضت وحملت حقيبتها ثم رحلت فورا راجعة لبيت أهلها..
تحامل على نفسه بعد غياب دام شهرا كاملا.. انتظر صابرا لعلها تراجع نفسها وتعود لبيت زوجها. كان بداخله لا يعرف أن مطلبه ليس حقا من حقوقه الطبيعية. أو على الأقل، بحكم تعوده مع فتيات شعبة اللغة الإنجليزية، كان يظن أن كل النساء يعشقن مثلهن هذه الممارسة.. ثم تشجع وقرر أن يزورها في بيت أهلها.. كانت أمها الفرنسية تشتغل في المركز الثقافي الفرنسي.. تذكر أنها تمتلك مكتبة واسعة، بها عدة موسوعات علمية وأنها لا شك على علم بمثل هذه الميول، ولذلك توسم أن يجد عندها بعض التفسير لسلوك زوجته.. كانت حماته تحب قراءة الروايات ولا سيما منها الروايات الغرامية.. لم تكن زوجته حاضرة لأنه فضل زيارة حماته في مقر عملها.. اغتنم الفرصة ليفتتح معها نقاشا جريئا شمل الجوانب الحميمية من علاقته مع زوجته.. فإذا بها تبتسم في وجهه صراحة لتسأله لتسأله عما حدث بالضبط. وجد حرجا في أن يشرح لها السبب.. حركت رأسها دليلا على أنها تعرف، وسألته مبتسمة:
= هذه أمور عادية تقع بين جميع الأزواج.. في الغالب بسبب تسرع الزوج في توسيع لائحة مطالبه قبل أن تمتد العلاقة الزوجية بما يكفي من الزمن بينهما.. لكنك أنت مخطئ يا ولدي.. من الطبيعي أن تغضب زوجتك وتهجرك.. لم تتعود قبل زواجها على أي نوع من الممارسة ولهذا عليك بمزيد من الصبر.. كلنا عبرنا من نفس الظروف تقريبا. قالت هذا وهي تضحك قبل أن تواصل الشرح.. وجه الخطأ يا ولدي ليس في محاولتك، بل في أنك تغامر قبل نضج الظروف. أي تحاول حرق المراحل. في العادة مثل هذه الشهوة قد لا تحس بها الزوجة أو قد تكرهها إلى الأبد.. خصوصا إذا لم تكن لها تجارب سابقة. المرأة تحرص عادة على إمتاع زوجها قبل نفسها، ولكن عليه هو كزوج أن يتمتع بالصبر، وأن يعرف كيف يرتب أموره ليوصل زوجته لتحب كل الأوضاع والميول الجنسية التي تعجب زوجها.. لكن لا عليك سيأتي وقت هذه الممارسات في يوم ما.
= لكن يا حماتي العزيزة...
= لا تخف، سوف أكلمها في الأمر. سأشرح لها الحقيقة بهدوء، وبطريقتي الخاصة كأم حتى لا تعتبر محاولتك تنقيصا من قيمتها. عليها أن تعرف أن الأنوثة لا تكتمل للزوجة بدون تغيير طرق الاستمتاع، ومسايرة ميول زوجها حسب استطاعتها طبعا. لكن لا أضمن لك أن تعود معك اليوم. ربما نزروكم في نهاية الأسبوع. أنصحك أن تعودها تدريجيا على مشاهدة أفلام جريئة بعض الشئ، وأن تناقشها في الموضوع لتقتنع وتعرف حقيقة الأمور كي تتهيأ للتغيير بدون ضغط شديد ومتسرع من طرفك.
خرجت من مكتب حماتي أكثر اطمئنانا.. في الطريق سألت نفسي هل كانت والدتي ستفعل مع صهرها ما فعلته حماتي فيما لو حصل لأختي مع زوجها ما حصل لي مع زوجتي، أم أنها كانت ستطرده من بيتها مصحوبا بكل أنواع الشتائم..
هكذا كان الأمر بيننا كما توقعته الحماة. غلبت نفسي وروضتها على الصبر إلى ما بعد أن رزقنا بأول صبي، وانتهت الأمور بما يناسبنا معا كسائر الأزواج.
سجل الولد الذي صار أستاذا بعد هذا نفسه للحصول على ماجستير في علم الاجتماع. تطلب منه الأمر سنتين.. انتقل للجامعة كمعيد مساعد قبل أن يحصل على منحة لتحضير رسالة دكتوراه بباريس. استغرق الأمر أكثر من خمس سنوات لينهي رسالته. مر على الزواج ما يقارب عشر سنوات حين حصل على شهادة الدكتوراه. تطورت أمور الأسرة كثيرا. رزق الصبي بأخت غاية في الرقة والجمال. زادت مشاغل الأم خاصة بعد اضطرار الزوج للسفر مرارا لتحضير رسالته. حيث كان يمضي في السنوات الأولى أثناء تحضيرها شهرين على الأقل كل عام خارج البلاد. ثم ابتداء من السنة الرابعة صار ملزما بقضاء أكثر من ذلك بعيدا عن الأسرة. لم تكن إمكانياته المادية تسمح للأسرة أن ترافقه في رحلته الدراسية. في كل زيارة لفرنسا كان ينزل في "دار المغرب" وهي بناية مخصصة للطلاب المغاربة المسجلين في درجات عليا من الدراسة. لكل منهم غرفة صغيرة، لا يسمح لغيرهم بدخولها. كان هو يقضي معظم وقته في المكتبات أو في مؤسسات بحثية جريا وراء الوثائق النادرة أو للتداريب والمشاركة في دراسات واستطلاعات يكلف بالإشراف عليها وإعداد تقارير حولها.
ربط علاقة طيبة شبه عائلية مع الأستاذ المشرف على رسالته. أستاذ فرنسي من أصول بولندية، في الخمسين من عمره. هاجر منذ أزيد من عشرين سنة وتزوج فرنسية كانت طالبة في نفس الكلية قبل أن تعمل أستاذة بعد الزواج.. تصغره بحوالي عشرين سنة، لم يكن مضى على زواجهما أزيد من ثلاث سنوات حين اختاره ليشرف على رسالته. ابتداء من السنة الرابعة، خطط معه برنامجا يقضي بأن يشرع في عرض ما تنتهي إليه أبحاثه. الشئ الذي ألزمه بضرورة زيارته مرتين كل أسبوع، وهي الزيارات التي لم تكن تنتهي إلا في ساعات متأخرة من الليل..
تقرب أكثر من زوجته الكريمة. حيث كانت تحترمه وتقدره كثيرا.. تعد كل مرة طعام العشاء وتدعوه للمبيت رغم أن مساحة شقتها لا تتعدى ستين مترا مربعة.. وقد نشأ بينهما تدريجيا تفاهم وانسجام في وجهات النظر. أحرجته صراحتها ورغبتها في التعرف على أحوال أسرته. كانت قياسا بزوجها المتحفظ في الحديث خفيفة الظل محبة للسخرية والضحك. عيبها الوحيد أنها مدمنة للشراب. في كل مساء تفتتح سهرتها بكؤوس لا تحصى.. لكن الذي صدمه حقا أنها كانت منفتحة بلا حدود.. تتحدث بطلاقة عن كل المواضيع بما فيها علاقتها الحميمية مع زوجها.. دون خجل اعترفت له بأسرار تمس الأسرة. وقد كان من بينها حكايات تتعلق بمغامرات خارج نطاق الزواج، حدثت لهما أثناء أسفار خارج فرنسا، في تونس ومصر والمغرب. لم تخف عنه أنها أعجبت كثيرا بانفتاح سكان هذه البلدان من الرجال، وحبهم للجنس بلا حساب، أو كما تقول عنهم، هم رجال يحبون الحرية ويعشقون الأنثى الأوروبية على الخصوص. حين سألها عن موقف زوجها، أجابت بأنه لا يهتم كثيرا بمثل هذه الأمور، لأن ما يهمه أساسا هي العقليات وتناقضاتها وكيفية فهم أصحابها للحياة.. كما يهمه معظم الفوارق الظاهرة والخفية بين الرجال والنساء.. تقول إنه لا يميز بين أسفار المتعة وأسفار الدراسة.
أحدث حديثها وقصصها المثيرة بعض الفضول في نفسه. ظل تأثيرها يثيرنه ويحمسه حتى قرر فتح نفس الموضوع مع الأستاذ. اختار فترة وجودهما معا بالكلية ليطرح عليه سلسلة من الأسئلة، فكان أن أكد له ما سمعه من زوجته. بدأ يتعامل معها بشكل مختلف.. أكز على محاسن جسدها واهتم بلباسها وحركاتها. ولم يخف أنه عمل على التقرب منها بمشاركتها مرارا في الشرب بعد تناول العشاء. ثم دعاها مرارا للرقص أمام زوجها. وفوجئ لما رآه يكتفي بالنظر والابتسام، أو التوجه لغرفة نومه دون تعليق.. ثم بلغ معها مرحلة الالتصاق بجسمها وتقبيلها، إلى أن فاجأته بدعوته لمرافقته ذات ليلة للفراش.
كان مستعدا للمفاجأة. سألها غير مصدق لما سمع دعوتها: " لكني لا أرى غير فراش واحد بالبيت وهذه الكنبة الصغيرة التي نجلس عليها.." فأجابته بأنها تعني فراش غرفة نومها مع زوجها. حار أستاذنا الفقيه المتخلف في الأمر وظل صامتا في انتظار ما سيأتي.. أحست بحرجه فوضحت الأمر ضاحكة:
= لا يغرك صمت الأستاذ. إنه أحرص مني ومنك على أن يكون اللقاء ثلاثيا.
لم أفهم بالضبط ما تعنيه لأنني لم يسبق لي أن جربت أو توقعت..
في نفس المساء، ذهب معها متعانقين لغرفة النوم. وجدا الأستاذ مستلقيا على الفراش عاريا تماما تحت غطاء خفيف. أمرته أن يقلع ملابسه ويستلقي فوق الفراش. فعلت هي أيضا نفس الشئ. ارتمت بينه وبين زوجها. كان وجهها ناحية الزوج بينما ولته ظهرها. التصق ردفاها بشعر عانته، حتى اندس عضوه المنتصب بين فخذيها. انشغلت هي بتقبيل الزوج وانصب اهتمامه هو على لحس العنق ثم فقرات الظهر ويده تلعب بحلماتها. مدت يدها اليسرى وأمسكت عضوي وقادته إلى وضع يسمح له أن يدق باب فتحتها، ثم بللته بريقها وحركت مؤخرتها كي يتزحلق رأس العضو بحرية داخل الحلقة الضيقة. التفتت نحوه مبتسمة وشجعته على رفع الكلفة والتفاعل معها بحرية وجرأة. كانت وضعية النوم على الجنب لا تسمح له بالانزلاق داخلها بعيدا. فدفعها بقوة على بطنها لتصبح بين فخذي الزوج. ثم رفع مؤخرتها قليلا حتى صارت منكبة على ركبتيها. بدأ بداية خجولة حنونة ريثما دخل رأس العضو وراء حلقة الشرج فهدأ منتظرا ردة فعلها. فوجئ بطيزها يتراجع نحو العضو فدفعه إلى نصفه وعاد يتريث ريثما يكمل زوجها الانتصاب. كانت تمص قضيبه وتلعقه وهو مغمض العينين. أمسك أستاذنا خصرها بعنف وجذبها نحو وسطه وزرع قضيبه بكامله فتأوهت واهتزت. عادت تمص عضو زوجها بانفعال مسرعة حركة اللسان. أخذ ضيفها ينسجم أكثر فدفع رأسها فوق صدر زوجها واضعا قدمه فوق وجهها الذي التصق بصدر زوجها.. مد أصابعه ليلف خصلات شعرها ثم جذبها بقوة إلى الوراء حتى تقعرت وأخذت صورة قوس.. عندئذ طعنها طعنة مباغتة بعنف من صام عامين عن الجنس.. اهتزت وترنحت قليلا.. سمعتها تلتمس منه التريث وتخفيف سرعته. توقف وأخرج عضوه تماما. تناولته تمصه كي لا يفقد قوة انتصابه الحديدي ويدها تقبض على عضو زوجها الذي انتصب أخيرا. بلل صاحبنا طيزها من العسل السائل من كسها، بينما قعدت هي فوق قضيب زوجها وطوت ركبتيها لوضعهما بجانبي جدع زوجها. تحركت قليلا فوق قضيبه دون أن تغفل عضو ضيفها من بين أصابعها. فجأة انحنت بصدرها فوق صدر زوجها لتمنح الضيف مؤخرتها بوضوح.. دعته للعودة لفتحة الطيز. استجاب بسرعة للطلب. بعد فترة قصيرة كانت ترتعش فشعر ضيفها أن زوجها يقذف معها في نفس الوقت. أرادت أن تتوقف لكن الضيف بدوره كان يقترب من الخلاص، فمنعها متمسكا بخصرها وشعرها وهو يطعن صعودا ونزولا داخلها بسرعة مجنونة.. صرخ وهو يقذف داخلها. مكثوا جميعا على هذا الوضع بضع دقائق حتى استرخى عضو الزوج تماما وانسل خارج كسها. استلقى الضيف على جانبه موسعا لها مكانا بينه وبين زوجها. مضت لحظة قبل أن تمتد كفها من جديد لعضوه تتحسس وهي تهمس له:
= الأستاذ سيودعنا الآن لينام فوق الكنبة.. انتظرني سأعود بسرعة.
كان مستلقيا على ظهره يسترجع أنفاسه وهو يراهما يخرجان عاريين متجهين للحمام.
حين عادت من الحمام كانت مضمخة برائحة طيب شرقي مثير. اندست في حضنه وفتح معها منذ تلك الليلة قصة تحول عميق في سيرته. كل أسبوع يقضي معهما الليل على نفس المنوال مدة شهرين. تركهما وقلبه متعلق بحياة جديدة نزلت عليه دون استئذان.. خلال عطلة الصيف دعاهما لزيارته في وطنه، فرحبا بالدعوة. كان حائرا هل يخبر زوجته بما حصل أم يخفي عنها الحكاية. دفعه التوجس من عدم فهمها إلى اختيار الصمت، وفي نفس الوقت كان خائفا أن تعلم بالحدث من طرف أحد الضيفين.
أثناء الصيف، سافر مع ضيفيه إلى مصطاف جبلي ناحية الأطلس المتوسط. اكترى بيتا واسعا من طابقين. وترك أمر الحكاية للزمن والأقدار. لحسن الحظ أن زوجته حرصت على أخذ والدتها لقضاء بعض الأيام برفقتها. رحب الجميع بالفكرة فاطمأن الأستاذ متمنيا في نفسه أن يأتي الحل على يدها.. خلال الأسبوع الأول لم يتجرأ أحد على فعل ما يتوق لفعله. عادت أم زوجته لبيتها ولم تجد عقدة انتظاره حلها المنتظر.. كانت زوجته قد ربطت علاقة مقربة مع زوجة أستاذه. استعملت مع زوجته نفس النهج الذي أسقطه هو في عملية الجنس الثلاثي. أي تقربت منها بلغة النساء وعاداتهن. وجعلت تحدثها عن الزواج وأحواله واختلاف صوره بين البلدين. ثم تعمقت في حسنات التحرر وما حصلت عليه من متعة وسعادة بفضل تساهل زوجها وعدم غيرته.. هكذا فاجأته زوجته بسؤال محرج ذات مساء:
= هل تعلم أن الأستاذ وزوجته يعيشون حياة غريبة؟ تصور أنها لم تخف عني أنه يسمح لها بمضاجعة من تشاء أثناء سفرهما، وهي تحكي عن مغامرات وقعت لهما بالمغرب مرات عديدة؟
احمر وجهه خوفا من أن تكون قد حكت لها عن قصتها معه أيضا. تراجع برأسه للوراء كمن يريدها أن تؤكد له ما قالت.
= نعم.. لقد قالت بأنهما تعودا على هذه الحرية بعد فترة من زواجهما، فاستحسنت منه ذلك خصوصا أنها تصغره بعشرين عاما..
=قد تكون حالمة فقط. و ربما يكون ما تقولين صحيحا أيضا، لكن هذا لا يهمنا. فكل واحد حر في طريقة عيشه.
= كيف لا يهمنا؟ نحن مثلهم بشر لا سيما أن حياتنا الجنسية أصبحت شبه ميتة.. لقد شرحت لي أن هذه الحرية جعلتها هي خصوصا لا تعاني مطلقا من الملل والروتين.. قالت إنها تكتشف نفسها مع كل سفر جديد وتتجدد باستمرار..
= أراك مهتمة كثيرا، الأمر لا يهمنا لأنه حلم يصعب تحقيقه عندنا.. فهل بدأت تراودك نفس الفكرة؟
+ للأسف... لا، لكني لا أنكر أني بدأت أمل طريقة ممارستنا ولم تعد أنت تعاملني بنفس الجوع والعطش كما كنت.. تراودني أحيانا أفكار وأسئلة مماثلة، لكن الأمر صعب بالنسبة لي ولك كما تقول..
=الأمر يبدو صعبا لأن الاقتناع والتوافق بين أمثالنا يعد مسألة شبه مستحيلة.. كما أن ظروفهم وظروفنا مختلة عن بعضها. فالناس عندهم ليسوا فضوليين ولا يتدخل أحد في اختيارات أحد.. لهذا لا شيء صعب هناك.. أما هنا فالموضوع يختلف ومن الأفضل أن نرضى بما نستطيع حتى لا نتعب ونشقى بدون نتيجة مضمونة ولا محمودة.. لهذا دعينا نحافظ على هذا المستوى من التفاهم ونقنع بما لدينا.. ثم إني أرى حتى لو فكرت في اغتنام فرصة وجودهما لتجربي فإني لا أظن أن زوجها سيثير اهتمامك..
= لا تذهب بعيدا.. أنا لم أقصد أن أمر مثلها للمغامرة. أتعجب وأتساءل عن أحوال الناس في هذه الدنيا الجديدة ما حيرني حقا هو زوجها الذي لا غيرة له عليها..
= من قال لك أنه لا يغير عليها؟
= الأمر واضح، لو كان يغير لمنعها وقابل شهوتها بالصمت والتجاهل حتى تعود لرشدها..
= لا يمكنه أن يمنعها لأنه لو فعل، فستتركه وترحل. هناك السيدات أحرار كالرجال تماما، والزوج عندهم يملك فقط حق الاستمتاع بجسد زوجته طالما رضيت به زوجا يكفي شهوتها.. أما حينما يعجز أو يقصر فهي حرة في نفسها وجسدها تمنحه لرجل تختاره إن كانت مقتنعة أنه أفضل وأقوى من الزوج.. والأزواج مجبرون قانونيا على احترام اختيارها، وإن رفض فهو حر في مفارقتها.. عندهم إشباع غريزة الجنس مثل إشباع الجوع والعطش..
= إذا كان الموضوع كما تقول، فلماذا نرضى نحن ونقنع بحياة الملل والروتين؟ أليس لدينا شهوة مثلهن؟
= لا أعلم، ولكن نساءنا تربين على الصبر والتلهي بتربية الأولاد والقيام بأشياء تهم البيت، أكثر من التفكير في هذه الأمور..
= هراء، هذا يعكس الظلم والخوف، ومن أدراني أنا إن لم تكن أنت نفسك قد استفدت من هذا الوضع حينما كنت معهم في فرنسا طيلة أشهر..
= لو كنت استفدت لاعترفت لك بصراحة، لم أكن أعلم شيئا عما سمعته منك اليوم
+ ها قد سمعت وعلمت الآن، فكر معي في حل يناسب حياتنا لأن الروتين وقلة الممارسة أصبحت تزعجني وتربط تصرفاتي.. هذه هي الصراحة سواء قبلت أم لا.
= تماما.. دعينا نفكر معا وسنجد الحل.
= لا تتهرب.. لا يوجد حل آخر.. الناس يعيشون الحياة بعمقها ونحن نضيع الوقت في الصبر والكلام الفارغ.. سيكون حلنا قريبا هو الطلاق لو استمر الوضع بيننا على ما هو عليه حاليا..
=هكذا إذن.. الطلاق مرة واحدة.. قلت لك سنفكر وسنجد الحل.
جلسوا جميعا يستعرضون أحداث اليوم بعد تناول العشاء.. في إحدى تلك الجلسات اكتشف صاحبنا أن زوجته أخبرت زوجة الأستاذ الفرنسية بالحديث الذي دار بينهما. وبدا له أنهما ناقشتا الموضوع بعمق من كل النواحي. لكن المشكل أن زوجته لم تقتنع في البداية بوجهة نظر الفرنسية كما تراها وتعيشها، أي الاكتفاء في كل سفر بالبحث عمن يعاشرها جنسيا مرة أو اثنين ثم تسافر وتنساه تماما، أما زوجته فإنه لا يضمن لو جربت أن تكتفي بالمرور بمعاشرة مرة أو اثنتين بل قد تتخذها عادة مريضة لا تغيرها حتى تصبح مضرب الأمثال في البلد بأكمله.. وهذا هو الفرق بين جائع عثر على طعام وشبعان يغير طعامه المعتاد في يوم سفره فقط.. لكن تأثير العشرة مع الأستاذة أدى دوره، بحيث تمكنت من زرع نوع من التردد في ذهن زوجته. فقد شعرت أنها دخلت مرحلة الشك، أي مرحلة بين الإقبال والإدبار.. التجريب والامتناع. أثناء النوم، سمعا أنين وصراخ زوجة الأستاذ. عانق صاحبنا زوجته وجذبها إليه. أثناء الممارسة همست في أذنه:
= ما رأيك في الأستاذ؟
= ما به الأستاذ؟
= هل يصلح للتجريب؟ سيسافر بعد أيام، ولن نخبر أحدا.. على كل حال أنا أتخيل وجوده معنا كل ليلة ودن علمك..
= وبماذا تشعرين حين تتخيلينه؟
= أشعر برغبة قوية من شدة الهيجان، ترتفع شهوتي إلى درجة لا تطاق، وأنت؟ ألم تتخيل زوجته حاضرة معنا؟
= لا لم أتخيل، لكني لاحظت هذه الأيام أن شهوتك تزداد أكثر من اللازم.
= وأنا أيضا لاحظت مثل هذا في ممارستك.. لقد عادت إليك قوتك القديمة..
= إذن نكتفي بهذا ونستمر كما كنا بدون تعقيد..
= وحين نعود للبيت تعود لنا حياة الملل، وربما نندم على عدم استغلال الفرصة الوحيدة التي لا شر فيها ولا ضرر.. على الأقل لو جربنا ليلة واحدة، ستبقى لدينا ذكريات جميلة ومفيدة نستعيد بها شهوتنا حينما تهاجمنا الرغبة..
= لو شعرنا بالندم أعدك أن نسافر نحن لزيارتهم.. والآن دعينا نستمتع بالموجود..
= لا تستعجل أرجوك.. لم أشبع بعد.. تريث أكثر من فضلك أرجوك.
= آآآآه.. دعيني أكاد أنفجر الآن.. سنرى.. سنرى.
=أسرع... أسرع.. أنا.. أيضا... أقترب
هكذا زرعت زيارة واحدة للأستاذ وزوجته جرثومة لم تكن في البال.. لحسن الحظ، أن الرحلة انتهت قبل الانتقال للتنفيذ.. لكن زوجة صاحبنا ما تزال الفكرة تزنزن في دماغها، ولا تتركها حتى تحصل على ما يكفيها من الارتعاشات... وأحيانا تغضب وتذكره بوعد السفر بها إلى باريس لزيارة أستاذه وزوجته لعلها تستدرك ما فات.. ويبدو أنها باتت أكثر استعدادا، لو طال بها الحال على هذا المنوال، لكي تمر إلى تنفيذ الفكرة سواء بعلم صاحبنا أم من وراء موافقته.. أصبحت المشكلة هي كيف يتخلص ويخلصها معه من الروتين والملل.. الفكرة ما تزال حية، وربما تعود من جديد بقوة أكبر في رحلة قادمة، سواء لفرنسا أو للأطلس المتوسط أو في أي مكان مناسب..