NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

متسلسلة رواية [صفاء] ـ حتي الجزء الثاني 30/5/2023

blue dreams

نسوانجى بادئ الطريق
عضو
إنضم
21 يونيو 2022
المشاركات
20
مستوى التفاعل
40
نقاط
0
الجنس
ذكر
الدولة
uk
توجه جنسي
ثنائي الميل
الساعة الرابعة من مساء احد ايام يونيو "حزيران" الحارة جدا, صفاء في غرفة مكتب رامي زوج اختها, المكتب مستقل في الطابق الارضي ولا غرف اخرى معه سوى حمام صغير اقتطعهما رامي ليتخذ هذا الطابق للاختلاء بنفسه وكتابة بعض القصص, فهو يكتب القصص والروايات اضافة الى كونه مدرسا, فالمنزل الأساسي في الطابق الأول فوق المكتب "غرفة ضيوف ويسارها حمام بابه يفتح على موزع, باب غرفة نوم رامي وزوجته مقابل باب الحمام, ويسار الحمام باب غرفة نوم اصغر لصفاء ملاصقة لغرفة نوم رامي", تقف صفاء امام اللابتوب خاصة رامي تتفرج وتقرأ بارتباك ووجه احمر, يدخل رامي نازلا من البيت في الطابق الاول, يرتدي شورت وتشيرت كت, ليظهر جسده الرياضي البرونزي.

ـ ايه دا ي صفاء؟ انتي بتتجسسي عليا؟

قال رامي بلهجة تخلو من التوبيخ لكنها ايضا تخلو من التساهل, تجفل صفاء ويحمر وجهها بقليل من الخجل, وتخفي موبايلها تحت الاوراق في يدها, تقول بتلعثم متشاغلة برزمة الاوراق في يدها:

ـ أأ لاء ابدا, اتجسس عليك دا ايه؟ انا بس كنت جاية اخد شوية اوراق اتمرن عليهم للامتحان, اصل بكرا اخر امتحان في الفاينال, فشفت الرواية دي, وبصراحة شدتني ههه.

ينظر رامي الى شاشة اللابتوب خاصته والتي يظهر فيها ملف وورد مكتوب فيه جزء من رواية جنسية غير مكتملة, الملف مفتوح على الصفحة رقم "7", يغلق اللابتوب بسرعة وقليل من الارتباك ويقول بشيء من القلق:

ـ طباا, انتي بقالك قد ايه قدام اللابتوب بتاعي يا بت؟

تبتسم صفاء وهي تداعب شعرها الكيرلي المنكوش حول وجهها الابيض الصافي المستدير, وتقول بشغب:

ـ اممم مش كتير ههه.

ـ معقولة قريتي سبع صفحات؟

ـ اه هم يا دوب شبع صفحات اللي قريتهم ههه.

تسود لحظات صمت بينهما, كلاهما يشعر بالحرج, كلاهما مذنب في نظر الاخر, رامي لانه ضبط بتهمة كتابة رواية جنسية للقراء, وصفاء لانها ضبطت تقرأ في الرواية بتهمة التجسس وقراءة الجنس, ينظر رامي الى ورقة صفراء مربعة الشكل مقلوبة بجانب اللابتوب, يظهر الارتياح على ملامحه ويتنفس الصعداء اذ ان صفاء لم تقلب هذه الورقة ولم ترى المكتوب فيها, ساد صمت مزقته صفاء حين قالت وهي تبتسم بوجه احمر:

ـ اممم, رامي انت بتكتب قصص زي دي من زمان؟

يزداد ارتباك رامي, ويتظاهر بالغضب الخفيف من صفاء, ويقول بلهجة ولي الامر الحريص عليها:

ـ وانتي مالك؟ انتي عايزة تناقشيني بالقصص الاباحية كمان؟ بالزمة مش مكسوفة من نفسك؟

تبتسم وتتماسك قائلة:

ـ لاء طبعا مش مكسوفة, لان في حالة زي دي الحق مش عالقاريء, الحق عالكاتب, ولا انا غلطانة؟ ههه.

ينظر الى جسدها المتناسق حيث كانت تلبس قميص بيتي قصير لما فوق الركبة بقليل بلا اكمام, بخيطين عريضين على الكتفين, وفتحة صدر تظهر اقل من نصف نهديها الكبيرين, ومثلها من الخلف ويقول بشبه ابتسامة:

ـ وهو القاريء مباح له يقرأ كل حاجة؟ حتى لو كانت ادب اباحي؟

تقول بابتسامة عريضة تضيء وجهها الجميل:

ـ طب وهو الكاتب مباحله يكتب كل حاجة حتى الادب الاباحي؟ بص ي جوز اختي, القاريء بيقرأ كل حاجة بيقدمها له الكاتب, فلو في ذنب هايكون الذنب ذنب الكاتب زي ما قلتلك يا ابيه ههه.

يبتسم لمشاكستها ويقول ملطفا الجو:

ـ طب باقوللك ايه ي صفاء ياختي؟ مش انتي زي اختي بالزبط؟

تقول ببسمة عذبة:

ـ تبعا "طبعا بدلع".

ـ اممم طيب انا هاسامحك انك تجسستي عليا, و,,,

تبتسم وتقاطعه مشاغبة:

ـ والنبى؟ لا ي شيخ هههه, طب انا مش عايزاك تسامحني, ووريني هاتعمل ايه بقا؟ ههه.

ـ صفاء, بلاش غلاستك دلوقت واسمعيني كويس يا بت.

تقول بشغب:

ـ بت لما تبتك, تكلم بادب ي واد هههه.

يقرصها بخدها مداعبا فتتاوه بصوت خفيف ويقول مبتسما:

ـ ههه طيب مقبولة منك "ي واد" المهم اسمعيني كويس.

تنظر بعينيها السوداوين الى عينيه فوقها كونها فتاة اقصر من المتوسط قليلا "165 سم" تقريبا, وتقول بلهجة ساخرة محببة:

ـ اديني باسمع.

يبتسم ويقول:

ـ اممم بلاش سارة تعرف موضوع الروايات الجنسية دي ها؟

تغمزه بشغب وتقول مبتسمة:

ـ وفيها ايه لو عرفت؟ مادام انت مقتنع باللي بتعمله عادي تعرف.

يقول بعد ان يبلع ريقه:

ـ اممم صحيح بس انتي عارفة مكانتي عندها, كوني باكتب قصص وروايات ومعروف شوية عالسوشال ميديا وبجيني فلوس من كتاباتي, وسارة بتعتبر دا مصدر فخر ليها, وبصراحة مش حلوة تعرف اني باكتب قصص اباحية, لانها يمكن تزعل مني ويبقى موقفي بايخ قدامها, وانا مش عايز كدا.

ـ لاء سارة مش ممكن تزعل من حاجة زي دي, لانها متحضرة ومتفهمة وافكارها متحررة زيك وزيي بالزبط, غير كدا سارة بتتبسط للتغير وكسر الروتين وممكن تستفيد من قصصك دي هههه.

ـ ههه ممكن, بس اننا نفكر بالتغيير ونطبقه حاجة واننا نكتبه رواية حاجة تانية, لان ساعتها هايتولد في دماغها الف سؤال, بتكتب لمين؟ بتنشر اللي بتكتبه ولا لاء؟ ولو لاء بتكتب ليه؟ ومين من "الفانز" بتوعك طلب تكتب في الجنس؟ ولو قلتلها اني باكتب لنفسي عشان اطبق اللي باكتبه معاكي مش هاتصدق, وهاتقوللي زي عادتها لما تزعل "الافكار بتتكتب تدوين ونقاط مش قصص وروايات يا فالح" [تضحك صفاء] وبيفضل احتمال كبير انها تزعل, ودي مش حاجة سهلة بالنسبة لي, انتي عارفة سارة بالنسبة لي ايه, دي مش مجرد زوجة, دي دنيتي كلها, هي زوجتي وحبيبتي واهلي واحلى حاجة حصلتلي ف حياتي.

ـ اللاه اللاه ايه الحب دا كله؟ هههه, اممم طيب, انا مش هاقوللها حاجة [تبتسم بمكر] بس بشرط.

تتسع عينان رامي دهشة ويقول مبتسما:

ـ ايه دا؟ انتي عايزة تتشرطي كمان؟ ما تنسيش ي حلوة اني ضبطتك متلبسة بالتجسس عليا وعلى خصوصياتي, ودي حاجة خطيرة عند سارة, يعني لو قلتي هاقول هههه.

تضحك صفاء بصوت عالي فهي مرحة جدا, وتقول بدلع:

ـ هههه تيب ي حلو, قول وانا هاقول, وهانشوف مين اللي بيدان اكتر هههه.

يضحك رامي ويقول مستسلما:

ـ دا انتي لئيمة بشكل هههه.

ـ الحياة عايزة كدا يابني ههه.

ـ طيب امري للة, اشرطي ياختي.

تنظر بعينيها في اتجاهات متعددة بدلال وشغب وتقول:

ـ هو شرط واحد بس, عايزاك كل ما تكتب رواية زي دي تديني اقراها, كل فصل بفصله ههه.

تظهر الدهشة على ملامح رامي, يقول بارتباك خفيف:

ـ ايه؟ اختشي ي بت, عيب تقري حاجات زي دي.

تقول صفاء بخبث مبتسمة:

ـ بجد؟ ومش عيب تكتب حاجات زي دي؟ وللا بتتسلى حضرتك؟ هههه.

يبتسم رغم حنقه عليها ويقول:

ـ أأ ايوا باتسلى, وبصراحة كدا, انا باكتب ليا انا وبس, يعني باتخيل علشان ابتكر حاجات جديدة واطبقها مع اختك, ارتحتي كده؟ ههه.

رامي وزوجته سارة واختها صفاء متحررون فكريا وفي لباسهم داخل البيت [قمصان نوم او شورت وتشيرت او قمصان بيتية قصيرة بلا اكمام] ولكن بحدود اللياقة الاجتماعية, اما خارج البيت فسارة وصفاء تلبسان الجينز الضيق والبلوزة الكم الطويل وال****, ويؤمنون بمبدأ "انت حر ما لم تضر" فيتحدثون بكل المواضيع بمنتهى الصراحة, ومنها موضوع الجنس "ولكن بحدود وقيود خاصة مع صفاء" لخصوصية وضعها كاخت الزوجة وكمطلقة, تقول صفاء بلهجة من يمسك عالاخر ممسكا:

ـ ما بلاش الشويتين دول يا رامي ياخويا, اللي عايز يبتكر بيبتكر من غير ما يوثق ابتكاره هههه.

يضحك رامي قائلا:

ـ قلتلك انتي لئيمة هههه.

ـ ايوا انا لئيمة بقا, ودا شرطي ومش هاتنازل عنه ههه, قلت ايه؟

ـ يا بنتي ما ينفعش كدا, انتي زي اختي وانا باغير على اختي, ومش موافق انك تقري روايات جنسية.

تقول باستغراب:

ـ ايه؟ بتقول ايه حضرتك؟ معقولة؟ رامي الكاتب المثقف المتحرر [ترفع يديها على امتدادهما للتفخيم الساخر] اللي رواياته مالية المواقع الثقافية, يفكر بالطريقة دي؟ وايه الفرق بين الراجل والست في دا؟ فين مبادئك وافكارك؟ انت مش ملاحظ انك ارتكبت غلطة مزدوجة دلوقت؟

يحدق رامي بها مستغربا ويقول:

ـ مزدوجة كمان؟ ايه هي الغلطة المزدوجة دي يا هانم؟

تقول بشيء من الغضب:

ـ مهو معنى كلامك دا ان عندك مسموح للشاب ومش مسموح للبنت, وتانيا انت حامل مباديء وافكار تحررية وبتعمل عكسها, أي دا؟ ايه الازدواجية بنت الكلب دي؟ بس انتو صنف الرجالة كدا.

كانت ردة فعلها فيها شيء من العنف, فهي من انصار المساواة بين الرجل والمرأة, ثم ظهرت سحابة حزن خفيفة على وجهها, يتاثر رامي, فصفاء اخت زوجته مطلقة بسبب عدم الانجاب ولان زوجها "طلع ندل" كما كررت اكثر من مرة, وقد كانت امها "حماته" وهي على فراش المرض قبل وفاتها توصيه هو وزوجته سارة عليها وتشدد على ذلك, فصفاء مدللة جدا وكما يقال "دلوعة العيلة" طالبة جامعية احبت طالبا معها في الجامعة وتزوجا قبل ان ينهيا دراستهما ثم طلقها في غاية النذالة, وبعد وفاة امها انتقلت للعيش مع اختها سارة وزوجها رامي في شقته المستقلة المبنية على حديقة جميلة, كي تتسلى وتتناسى مأساتها وتكمل دراستها الجامعية, وكي ترتاح من دفع اجار البيت الذي كانت تسكنه هي وامها, لذلك كانت مثل اخته الاصغر وبقيت مدللة عند رامي وزوجته, رغم فرق السن البسيط بينها وبين رامي, فهي ابنة واحد وعشرين عاما ورامي ابن سبعة وعشرين عاما, اما سارة فهي اصغر من رامي واكبر من صفاء, عمرها عشرون عاما, تأثر رامي لسحابة الحزن التي طغت على ملامح صفاء ومد يمناه يتحسس شعرها الكيرلي, وامسك بدقنها مدللا وقال ملاطفا:

ـ حيلك حيلك, ايه دا يا بت؟ انتي قلبتيها دراما بسرعة كدا؟ ههه, بعدين مش كل الرجالة زي بعض وانتي عارفة دا كويس, ولا عندك راي تاني؟

تحاول الابتسام وتقول بدلال غاضب:

ـ اممم مش عارفة.

يمازحها ليزيل عنها سحابة الحزن فيقول مبتسما:

ـ كدابة عارفة, يعني انا زي طليقك الزفت سمير؟ ههه.

تبتسم وتقول:

ـ لاء بس يبدو عندك نظرة متعالية عالمرأة.

ـ لا والنبي بس انتي تعرفي قد ايه انا حريص عليكي, وقد ايه باحبك وباغير عليكي, انتي اختي الصغيرة الحلوة اللي باخاف عليها من نسمة الهوا.

تقول باحتجاج:

ـ تاني ي رامي؟ لسة بتتكلم بالاسلوب دا تاني؟ تخاف عليا دا ايه؟ شايفني طفلة قدامك ولا مجنونة؟

يقول رامي مبتسما:

ـ لتنين ههه.

تبتسم قائلة:

ـ رخم, بص ي حبيبي, انا عارفة ان دي مش افكارك ولا مبادئك, ولا دي نظرتك للحياة وللمرأة, ف قوللي بقا, ايه الحكاية؟

يحك رامي راسه بقلق ويقول:

ـ لا حكاية ولا رواية, بصراحة انا باخاف عليكي, باخاف تأثر فيكي الروايات دي, بس.

ـ لا ما تخافش ياخويا, انا واعية وعارفة انا باعمل ايه, ولي افكاري ومبادئي, ها موافق اقرا قصصك وللا نروح النيابة كلنا بقا؟ ههه.

ـ هههه يخرب بيت كدا, خلاص ي ستي موافق, ارتحتي كدا؟

ـ ههه ايوا ارتحت, الا قوللي ي رامي,,,

ـ ي رامي [يبتسم].

ـ رخم ههه.

ـ غلسة ههه.

ـ لاء بجد قوللي بقا,,,

ينظر في عينيها منتظرا سؤالها, تقول:

ـ ايه اللي خلاك تكتب قصص زي دي؟ يعني انت تحب تكتب رواية جنسية؟ عندك شغف لكدا وللا ايه العبارة بالزبط؟ هههه.

سادت لحظات صمت مزقها رامي قائلا:

ـ بصراحة كل كاتب او شاعر بيحب يكتب في كل حاجة ومنها الجنس طبعا, ودا لارضاء نفسه بفنون الكتابة اولا, وتانيا من ناحية تانية ايوا في شغف الى حد ما.

تبتسم صفاء وتقول:

ـ اها يعني انت من زمان بتكتب في الجنس.

يهز راسه موافقا:

ـ من حوالي سنة.

ـ وبتكتب في كل انواع الجنس ولا نوع محدد بس؟

ـ لاء باكتب في انواع مختلفة, يعني اللي بيحصل بين اي بنت وشب او راجل وست, زي الخيانة الزوجية او الحب المسروق, او التحرشات في الاوتوبيس والمترو والسوق, او علاقة غير شرعية بين أي تنين.

ـ اممم حلو, يعني كل القصص عندك في ملفات؟

يصمت رامي قليلا ثم يقول مبتسما:

ـ ايوا فيه مجلد خصوصي للقصص دي ههه.

ـ دا جميل اوي اوي, يبقى لازم اقراها كلها ههه.

ـ معنى كدا ان اللي قريتيه في الرواية اللي انا شغال فيها دي عجبك.

يحمر خدا صفاء ارتباكا او نشوة, تقول ببسمة عذبة:

ـ اممم بصراحة,,, انت مبدع ههه.

ـ تسلمليلي ي قمر, ومن دلوقت انتي بقيتي اهم واول زبون قصص جنسية عندي هههه.

ـ اممم هو عندك زباين تانيين ولا ايه؟

يتدارك رامي خطأه بسرعة ويقول مبتسما:

ـ باقوللك انتي اول زبون, هم فين التانيين بقا يا عبيطة؟

ـ هههه طيب, بس حسك عينك تكتب رواية وما تدينيش اقراها واديك رايي فيها كمان.

يحدق بها مستغربا ويقول:

ـ وكمان عايزة تناقشيني باللي باكتبه؟

ـ طبعا اومال, يمكن يكون لي راي يعجبك وتعدل في الرواية بشكل اجمل ههه.

يقول رامي بقليل من الجدية:

ـ لاء بقا, انتي عايزة تناقشيني بالجنس كمان؟

تضحك صفاء قائلة:

ـ هههه لاء يا حبيبي, انا عايزة اناقشك في الجانب الادبي والفني في الرواية الجنسية, فارجو توخي الدقة فيما تقول يا هذا هههه.

يضحك لمشاكستها بالفصحى ويقول:

ـ هههه ولو كان يا رخمة, لاء انا مش موافق على كدا.

تقول صفاء بابتسامة دلال:

ـ بلاش, انت الخسران, تنساش اني مثقفة زيك وباتذوق الادب والفنون ولي راي مفيد جدا, غير عن اني بادرس فلسفة, يعني اقدر افهم الدوافع والمبررات, المهم, انا طالعة اوضتي عايز مني حاجة قبل ما اروح؟

يبتسم ويحك راسه قائلا:

ـ اممم ايوا, عايزك تعمليلي نص كيلو قهوة من اديكي الحلوين ههه.

تضحك صفاء وتهمس له بشغف:

ـ اوبااا نص كيلو قهوة مرة وحدة؟ تبقى عايز تفتري في الرواية الجديدة دي بقا هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه طبعا, عايز القارئة الوحيدة عندي تتجنن ههه.

ـ كده انت خطر عالشعب هههه.

ـ هههه وليه بقااا؟

ـ عشان دي رواية بتحكي عن الخيانة الزوجية, ولو تنتشر هاتخلي كل الازواج والزوجات يخونوا بعض هههه.

ـ هههه لاء مش للدرجة دي.

ـ واكتر كمان, انت اسلوبك مؤثر مش زي الحكواتي, انت بتحط افكار ووجهات نظر تاثر في الناس, انت اخطر واحد عالشعب المصري ههه.

ـ طب يلا يا بت بلاش غلاسة ههه.

ـ ههه ماشي يا ابيه, هاجيبلك نص كيلو قهوة, عايزاك تمخمخ وتزبط المواضيع ي عم هههه.

ـ طب يلا انجزي وكفاية رغي بقا, روحي اعملي القهوة وبلاش رخامة, خليني الحق اكتبلي شوية قبل ما تيجي اختك من الاكزخانة.

تقول بشغب:

ـ هههه عينيا يا باش كاتب, واحلى نص كيلو قهوة للمعلم رامي.

يضحكان وتغادر صفاء صاعدة الى الشقة, اعدت لرامي القهوة ونزلت الى المكتب وضعتها على طاولته وهي تدندن بلحن اغنية قديمة, واسترقت نظرة الى اللابتوب وابتسمت وغادرت الى غرفتها, اغلقت بابها عليها بالمفتاح من الداخل, فتحت اللابتوب خاصتها واخرجت موبايلها من بين الاوراق, رامي لا يدري انها كانت قد صورت اسم الموقع ورابطه, والاسم المستعار الذي يدخل به الى الموقع "اسير الشغف" والمكتوبان على الورقة الصفراء المربعة التي كانت مقلوبة بجانب اللابتوب, فقد رات ما فيها وصورته وعادت وقلبتها كما كانت كي لا يشعر رامي بذلك, دخلت الموقع, وعملت تسجيل باسم "سناء" واخذت تتصفح الموقع, لاول مرة صفاء تدخل مواقع قصص جنسية, كانت قبل ذلك تدخل مواقع فيديوهات اباحية لتروي عطش كسها المحروم بالعادة السرية, لكن لم يكن يخطر ببالها مواقع القصص, وكم كانت مذهولة لما تقرأه في الموقع من قصص ساخنة جعلت كسها يترطب بماء الشهوة, فخلعت قميصها لتغدو عارية ملط, فهي عادة لا تلبس أي شيء تحت قمصانها البيتية او قمصان نومها او حتى تحت الجينز حين تخرج من البيت, فهي لا تحب الاندر ولا الستيانات, وتعلمت ذلك من اختها سارة التي ناردا ما تلبس اندر او ستيانة, وحتى رامي فهو منسجم تماما مع سارة في هذه التوجهات التحررية فهو في الغالب لا يرتدي بوكسر تحت الجينز حين يخرج من البيت, صفاء تقلب صفحات الموقع, يا للهول, قرات عنوان "قصص محارم" ودخلت بجسد يرجف شبقا وارتباكا, قرأت ما عصف بعقلها وجسدها, من قصص عن الاخ والاخت, الاب والابنة, الام والابن, العمة, الخالة, زوجة العم او الخال, زوج العمة او الخالة, اخت الزوجة, اخو الزوج, وغيرها مما جعلها تداعب كسها بشغف حتى كادت ان تصل رعشتها, فرفعت يدها عنه, فصفاء لا تحب العشوائية او التسرع في الجنس او العادة السرية, انها مزاجية جدا في الجنس كاختها وزوج اختها, جعلت تفكر, هل يوجد فعلا جنس بين المحارم؟ وكيف يحدث ذلك وهو من اشد الخطوط الحمراء؟ وان لم يوجد جنس محارم الا ما ندر, فهذه القصص تدل على رغبة كتابها وقرائها الشديدة لجنس المحارم, ومن لا يستطيع ممارسة ما يرغب به يلجأ الى الكتابة عنه او القراءة, وهل يكتب رامي قصص محارم؟ عملت بحثا على "اسير الشغف" وعلى كل كتاباته, لم تجد له اي رواية عن المحارم, لكنها قرأت له الكثير من القصص المثيرة والتي تجعل كسها يزداد بللا وتزداد هي شبقا وشغفا, كالخيانة الزوجية والجنس العابر في شقة لمطلقة او ارملة او تحت جسر او حتى داخل عربة قطار مسافر ليلا, او بين شاب وجارته او اخت صديقه او صديقة اخته, او او او الخ, ثم قطع عليها خلوتها بين القصص الاباحية طرقات على باب غرفتها فهتفت من الداخل:

ـ ايوا مين عايزني الساعة دي؟

ـ يلا حبيبتي تعالي علشان نعمل عشا ونقعد مع بعض.

كان صوت اختها سارة, التي حضرت من عملها في الصيدلية, سارة امرأة تعشق الجنس بكل اشكاله وتحب التغيير والتجديد فيه, لم تدري صفاء كيف مر الوقت سريعا حتى السادسة مساء موعد عودة سارة من عملها, قالت مازحة بلهجة صبي القهوة:

ـ ايوا جااااي.

ضحكت سارة تقلب يديها وتحدث نفسها [: هههه ايه البت المجنونة دي؟] وعادت لتجلس في غرفة المعيشة "الانتريه" حيث لحقت بها صفاء وسلمت عليها, تقول سارة:

ـ انا قايمة احط الشاي, وانتي اندهي لرامي ييجي, انا ندهتله ولسة ما اجاش, شكله كدا بيفكر بكتابة رواية مهمة في اوضة النوم ههه.

تبتسم صفاء بمكر فهي التي تعرف اي رواية مهمة تلك التي يفكر فيها رامي, تقول:

ـ حاضر يا "اوختشي" انا هاروحله واجيبهولك من لغاليغه هههه.

سارة بمرح:

ـ هههه لاء الا لغاليغه, وان كان ولا بد, فسيبيلي اللغلوغ اللي في الوسط هههه.

تضحكان ضحكة فيها عهر ومرح, وتتوجه صفاء الى رامي في غرفة النوم, الباب مفتوح, تدخل صفاء فتتسمر عالباب, تبلع ريقها ويحمر خداها, رامي يغير ملابسه حيث كان عاريا من نصفه الاسفل ويدخل راسه ويديه في تشيرت في نصف جسده الاعلى, فلم ينتبه لصفاء انها تقف فاغرة فمها عالباب, تحس بالشبق لرؤية زبه النصف منتصب, ثم لا تريد ان تطيل المكوث كي لا يراها, ولان سارة تعد الطعام فيجب ان تساعدها, فتخرج وتطرق الباب قائلة:

ـ سارة بتسلم عليك وبتقوللك تعالا عشان نتعشى ي ابيه.

يبتسم قائلا:

ـ سلمي عليها وقوليلها بيقوللك حاااضر.

لم تستجيب بل توقفت قائلة:

ـ اخش عندك ولا انت مششش,,, ههه.

ـ هههه لاء خشي مش مششش ههه.

تدخل صفاء وتسأل رامي بما يشبه الهمس:

ـ قوللي ي جوز اختي, الرواية اللي بتكتب فيها دي فاضللها كتير لتخلص؟

ـ لاء, الليلة دي بتخلص, انا باكتب في النهايات.

ـ طب عايزة اسألك,,,

قاطعها رامي متضايقا من كثرة اسئلتها ومشاغبتها بحركة ادار فيها ظهرها له و صفعها بكفه على فلقة طيزها فاجفلت صائحة بدلال وقال بلهجة آمرة:

ـ طب امشي, امشي غوري من قدامي, مش وقته دلوقت.

فضحكت بصوت عالي وسارت بدلال متباطئة فصفعها ثانية على طيزها قائلا:

ـ ما تيلا يا بت, امشي بسرعة.

فاجفلت ضاحكة وضربته بقبضتها على صدره وهربت قبل ان يهم بضربها.

اعدت صفاء واختها سارة الطعام وتناولوا جميعا عشاءهم ثم نهض كل الى ما يريد انجازه.

مشهد [نقاش مثير في الروايات بين صفاء ورامي]

صباح الخميس, يوم حار, سارة وزوجها رامي يغسلان وجهيهما استعدادا لتناول الفطور, يقول رامي:

ـ يلا بقا اندهي لاختك تفطر معانا بلاش تتاخر عالكلية.

تقول سارة زافرة بشيء من الغيظ:

ـ دا انا ندهتلها ورحت صحيتها ييجي تلات مرات واهزها, وهي تصحى وترجع تنام, انا مش قادرة عالمجنونة دي.

يضحك رامي ويقول:

ـ معلش ي سارة دي اختنا الصغيرة المدللة ولازم نراعيها.

تقول سارة بضيق:

ـ طيب مادام اختك الصغيرة ولازم تراعيها, روحلها ياخويا واحملها وجيبها هنا غصب عنها زي كل مرة, دي شغلانتك بقا, مهي بتعشق النوم ومش ممكن تيجي الا محمولة ههه, يلا يا شاطر.

يبتسم رامي قائلا:

ـ حاااضر بس انتي ما تدايقيش نفسك, بلاش تروحي الاكزخانة مكشرة والزباين تهرب هههه.

تعبس في وجهه بدلال وتقول:

ـ انا وشي بيهرب الزباين؟ طيييب استنى عليا.

وارادت ان تضربه فهرب الى غرفة صفاء, يدخل فيتسمر على الباب من الداخل, صفاء تنام على بطنها وقميص نومها مرفوع الى اعلى فخدتيها البيضاوين الطريتين, وخيطه الايسر ينزل على ذراعها الايسر البض الشهي, يبلع ريقه امام هذا الجسد اللين الممتليء, فصفاء ممتلئة الجسم, طيزها اكبر من المتوسط, كذلك نهديها, ملفوفة القوام بشكل متناسق مثير, يقترب من سريرها ببطء, يفكر بالعودة الى سارة ليطلب منها ان توقظ اختها هي, فهي نائمة بشكل مثير نصف عارية, لكنه تراجع عن قراره كي لا تفسر سارة عودته بانه مثار على اختها التي هي بمقام اخته, فقرر ان يحملها وياتي بها الى المائدة, انزل قميصها الى اسفل كي يغطي فخدتيها ورفع خيطه على كتفه كما كان وحملها بين يديه, يبلع ريقه لمنظر نهديها الكبيرين تحت عينيه في فتحة صدر القميص الواسعة, استيقظت صفاء بين يديه وصارت ترافس برجليها بدلال كطفلة, تريد النزول وقالت باحتجاج ودلال:

ـ اننن رامييي, سيبني اناملي كمان شوية ي رامي وباقوم لوحدي.

يتمسك رامي بجسد صفاء اكثر, يداه تشدان على فخدتيها وظهرها فوق القميص ويقول مازحا:

ـ مش هاتفلتي, وبلاش دلع بقا, هاتتأخري عالكلية, دا احنا مستنيينك من نص ساعة.

تقول وهي تتخبط بين يديه:

ـ يا ربى, دا انا ما عنديش غير اخر امتحان بس وهايبتدي الساعة عشرة, وتبدأ الاجازة, وحياتي عندك رامي سيبني انام بس نص ساعة.

يقول وهو يحملها بين يديه ويمشي بها نحو المطبخ:

ـ لاء ممنوع النوم دلوقت ههه.

ـ طب مش انت في اجازة الصيف ومفيش تدريس؟ ما تقعد شوية عشان انام كمان نص ساعة بس, وبعدين توديني الجامعة؟ دي الساعة لسة سبعة وربع, اروح اعمل ايه في الجامعة من دلوقت؟

يصلان المطبخ حيق سارة جهزت الطعام ويقول رامي:

ـ مهو انا هاودي اختك الاكزخانة وبالمرة اوديكي الجامعة.

تقول صفاء بغنج الدلال:

ـ لاء مش هاروح, سارة قوليله يسبني اناملي كمان شوية, دا انا امتحاني الساعة عشرة.

تنظر اليها سارة وتقول:

ـ اها, انا لو اعرف كدا من الاول ما كنتش بعتته يصحيكي, ماشي حبيبتي روحي نامي كمان نص ساعة بس لازم تصحي عشان تراجعي المادة.

تضحك صفاء قائلة:

ـ حاااضر ي احلى اخت في الدنيا.

وتنظر الى رامي بطرف عينها وتقول:

ـ وانت قوم زي ما جبتني هنا محمولة رجعني اوضتي محمولة, انا مش هاروح مشي ههه.

ـ ههه حاضر يا ست هانم.

اوصلها غرفتها ورماها عالسرير وخرج قائلا:

ـ نامي ياختي, اشبعي نوم, حاجة تقرف.

تضحك صفاء وتمد له لسانها مشاغبة وتدير ظهرها وتنام.

يتناول رامي وزوجته سارة طعام الفطور ويتوجهان الى الصيدلية بسيارته, تنزل سارة ويعود رامي الى البيت ريثما تستيقظ صفاء لياخذها الى الكلية, تستيقظ صفاء وتغسل وجهها وتتناول فطورا خفيفا, وتتحدث مع رامي حول الرواية, تقول وهي تمضغ لقمة:

ـ الا قوللي ي رامي, اخبار الرواية ايه؟ خلصتها زي ما كنت متوقع؟

ـ ايوا, تفضلي.

ومد يده الى جيبه واخرج فلاش ميموري ومدها الى صفاء التي تناولتها بفرح ظاهر, وقال:

ـ الرواية كلها في الفلاشة دي.

تضحك صفاء بفرح وتقبل رامي قائلة:

ـ ميرسي اوي اوي ي ابيه ههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ طب يلا قومي فزي بقا, هاخدك الكلية ولما تخلصي الامتحان اعمليلي الووو.

ـ اوكي.

الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر, موبايل رامي يرن, صفاء, يقول:

ـ ايوا ي صفاء.

ـ يلا تعالا علشان تاخدني ونروح.

ـ وتاخرتي كده ليه؟ يعني الامتحان يخلص الساعة تناشر بالكتير, الساعة بقت وحدة ونص.

ـ هاحكيلك في السكة تعالا بقا من غير اسئلة ههه.

في سيارة رامي, صفاء تجلس بجانبه تدندن مع الاغنية الشغالة وتتراقص بمرح, رامي يضحك ويقود السيارة ناظرا الى عمق الشارع, يسالها:

ـ شكل الامتحان كان سهل, والا ما كنتيش فرحانة كدا ههه.

ـ ههه ايوا بس انا مبسوطة اكتر من حاجة غير الامتحان ههه.

ـ اها, ايه هي الحاجة دي؟

ـ قريت الرواية كلها ودا اللي اخرني في الكلية ههه.

ـ ولحقتي؟ ايمتا؟

ـ بعد ما خلصت الامتحان, رحت المختبر مع وحدة صاحبتي, فيه هناك ديسكتوب فاضي وقريتها هناك ههه.

ـ اممم طيب, ايه رايك؟

ـ اممم لما نوصل البيت هاقوللك رايي.

ـ مهو احنا مش هانروح البيت دلوقت.

تنظر اليه بدهشة وتقول بابتسامتها العذبة:

ـ اومال هاتاخدني فين؟ اوعى تكون عايز تخطفني وتطلب فدية من سارة اختي, اكمنها صاحبة اكزخانة ومعاها فلوس كتير اوي ههه.

يضحك رامي قائلا:

ـ هههه ايوا هاخطفك ونروح مطعم نتغدى سوا وهناك هاتقوليلي رايك.

يظهر الفرح على وجه صفاء وتقول:

ـ واوو, مفاجئة حلوة اوي بجد, **** ما يحرمنيش منك ي احلى اخ في الدنيا.

مطعم تظهر عليه الفخامة والعراقة, تنظر صفاء الى الطاولات الخشبية الفخمة وحولها الكنبايات المنفوخة المريحة, وزبائن ذوي ربطات عنق وسيدات تبدو عليهن اثار النعمة, ونوادل ياتون ويذهبون باناقة, وفي نهايته بار ذو خشب بني ومعلق في سقفه كاسات الشراب وعلى رفوفه تقف قناني الخمرة والبيرة, وبعض الزبائن الشبان ينظرون الى مؤخرة صفاء المستديرة الطرية ببنطلونها الجينز الضيق الذي لا تلبس تحته شيئا, والى تشيرتها الباضي الضيق ايضا بكميه الطويلين, الذي يبرز نهديها الكبيرين المتحررين من الستيانة, تميل صفاء على رامي وهما ماشيان لياخذان طاولة لشخصين, وتهمس له:

ـ رامي, المطعم دا باين انه فخم اوي, ودا معناه انه غالي اوي, يلا بينا نروح مطعم تاني ارخص.

ينظر اليها رامي ويقول مبتسما:

ـ ما يغلاش عليكي حبيبتي.

ويقرص دقنها بدلال فتبتسم وتهمس:

ـ لاء بجد, طب انت عامل حسابك؟ دا انت يا دوب حتة مدرس, ويمكن نتغدا بمرتبك الشهري كله هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه ممكن تخرسي بقا؟ بلاش هبل وخشي.

تضحك صفاء وتمشي معه بصمت حيث جلسا على طاولة لشخصين في ركن بعيد هاديء, حضر النادل وطلبا غداء وتغديا مستمتعين بالمذاق والاجواء الساحرة, يقول رامي بعد ان انهيا غداءهما:

ـ تشربي ايه يا غلسة؟

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ شربني حاجة على زوءك.

نادى النادل قائلا له:

ـ كاسين بيرة كبير لو سمحت.

النادل بابتسامة وادب:

ـ حاضر حالا.

تحدق صفاء برامي وتهمس مبتسمة:

ـ ايه, عايز تسكرني وتخطفني بجد؟ ههه.

ـ ههه ايوا, هاخطفك واخدك جوا الرواية بقا ههه.

تهمس مبتسمة:

ـ اممم اذا كان كدا اوكي ههه.

يرتشفان البيرة ببطء ويتحدثان, حيث سالها رامي:

ـ ايه اكتر حاجة عجبتك في الرواية؟

تبتسم صفاء وهي تدير كاس البيرة في يدها وتهمس:

ـ اممم بصراحة مفيش حاجة اسمها "اكتر حاجة", كل حدث وكل مكان وكل وقت وكل شخصية في الرواية لها خصوصيتها وجمالها اللي بيميزها, بس بصراحة برضو, انت سافل اوي هههه.

يضحك رامي ويقرص خد صفاء مدللا ويهمس:

ـ هههه يا بنتي دي رواية جنسية مش رواية بوليسية, يعني رواية سفالة, فلازم ابقى سافل اوي.

تهمس صفاء مبتسمة:

ـ هو انت سافل بعقل؟ هههه, بس بجد انت هايل, مبدع جدا, بارع في توصيف الاحداث والاشخاص وردود الفعل, واظن اي حد يقراها هايفكر بالانحراف ههه.

يبتسم قائلا:

ـ معنى كدا انك بتفكري بالانحراف هههه.

تضحك صفاء هامسة:

ـ اختشي يا واد ي صعلوك هههه.

ـ مش انتي اللي بتقولي؟ هههه.

ـ ههه بس واضح كمان شغفك الكبير بالجنس, وجنونك بالعلاقات الجنسية الغير شرعية هههه بدليل انك بتتعرض لادق التفاصيل في العملية الجنسية وفي وصف الاجسام, وخصوصا تصويرك الرائع لمشهد الراجل لما خان زوجته مع ست تانية ومارس معاها الجنس في شقتها في اوضة النوم وفوق السطوح وعالسلم وفي المطبخ, تفتكر ممكن الراجل يعمل دا بالتبرير المنطقي اللي انت كاتبه؟

يبتسم رامي ويهمس:

ـ طبعا ممكن لو مر بنفس الظروف.

ـ طب قوللي بصراحة, ممكن انت تخون اختي سارة وتبرر خيانتك؟

يبتسم ويهمس:

ـ بصراحة, ايوا ممكن جدا.

تتسع عينان صفاء دهشة وتقول:

ـ ايه؟ انت بتتكلم جد؟

ـ ههه طبعا بجد, بس المهم اخونها مع مين؟

تصمت صفاء قليلا قبل ان تهمس:

ـ اممم طيب, مين اللي ممكن تخون مراتك معاها؟

ـ مراتي نفسها يا هبلة ههه.

ـ اللة ازاي؟

ـ اومال انا باكتب الجنون دا ليه؟

ـ مش عارفة.

ـ بصي بقا, الواحد مننا بيحب التجديد والتغيير في كل حاجة, والجنس من ضمن الحاجات دي, وبيكره التكرار والروتين في كل حاجة والجنس كمان من الحاجات دي, وبناء عليه, لازم يفكر ازاي يجدد حياته ويخليها كل يوم مختلفة عن اللي قبله, عشان يقدر يتمتع الى اقصى حد ممكن.

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ يابني دي عموميات, دي فلسفة وانا اكتر وحدة اعرف الحاجات دي, بس انا باسالك عنك انت وسارة.

ـ مهو انتي ما سبتينيش اكمل ي غلسة ههه.

ـ طيب كمل يا رخم لنشوف اخرتها ههه.

يقول رامي بعد ان نفخ دخان سيجارته في الهواء, وهو يداعب كاس البيرة بين اصابعه:

ـ يعني لو انا وسارة فضلنا نمارس الجنس كل مرة بنفس المكان وبنفس الوقت وبنفس الاوضاع, حتما هانزهق, وهانتحول مع الوقت الى روبوتات مبرمجة في عملية مقرفة [صفاء تهز راسها بالموافقة] وبيتحول الجنس من متعة الى واجب ودا اللي بيخلي الواحد يخون مراته زي ما ذكرت في الرواية, لكن لو غيرنا المكان والوقت والهيئة والاوضاع هانكتشف اننا ازواج جدد, بننتقل من متعة لمتعة جديدة حلوة, زي اللي بيشم هوا في جزيرة سياحية بنتنقل فيها من غابة لمتحف لميدان لجبل وكدا, فانا باكتب كل دا عشان اطبقه مع سارة, وطبقت كتير فعلا, وكنا وما زلنا من الازواج السعداء.

ـ طب وفين الخيانة في الموضوع؟ انت لسة مش خاين هههه.

ـ هههه وهي ايه الخيانة؟ الخيانة مش بتختلف عن اللي قلتهولك دلوقت, هي تجديد وتغيير, تجديد العملية الجنسية, وتغيير الزوجة الروتينية بزوجة متجددة, او العكس بالنسبة للزوجة تغيير الزوج الروتيني بزوج متجدد, فبدال ما اخون سارة انا باخونها معاها وهي بتخونني معايا, يعني باحولها من زوجة روتينية الى زوجة متجددة والعكس ههه.

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ اقنعتني الى حد ما هههه.

ـ الى حد ما, طب حلو اوي ههه.

تقول صفاء مشاكسة:

ـ بس انت طلعت تعلب مكار يا واد هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه ليه بتقولي كدا؟

ـ الرواية تحفة رائعة جدا, مع انها ما تخلاش من الالفاظ البذيئة, ضروري يعني تسمي كل عضو باسمه الحقيقي والبلدي؟ هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه طبعا ضروري, زي ما لازم نتصرف في الممارسة الجنسية من غير كسوف, يبقى لازم نكتب في الرواية الجنسية من غير كسوف ههه.

تبتسم صفاء بقليل من خجل وتقول:

ـ ههه صح, هي طريقتك في كتابة القصص دي حلوة اوي وفيها ترابط منطقي و,,, مثيرة كمان ههه, بس اللي انا مستغرباه انت ازاي تقدر تغوص جوا الشخصيات كلها بالتفاصيل دي كلها لكل شخصية باحاسيسها ونفسيتها وطريقة تفكيرها كانك ممثل بتلعب كل الادوار بنفس الوقت.

يبتسم رامي بفخر ويقرص صفاء بدقنها مدللا قائلا:

ـ اومال, هو انا بالعب يا بت؟ ههه, مهو لازم ادخل جوا الشخصية وارسم لها طريقة تفكيرها ومزاجها ومواقفها قدام حدث معين, وردود افعالها على مواقف معينة, علشان تطلع الاحداث حقيقية و,,,

تقاطعه صفاء قائلة ببسمة لها معنى:

ـ اللة, وانت اش عرفك ان فلان بيفكر بالطريقة دي وفلانة بتتصرف بالشكل دا قدام الموقف دا؟

يستند رامي الى مسند الاريكة, ويضع رجلا على رجل, ويقول بلهجة اديب مشهور وبكل ثقة:

ـ الكاتب يا بنتي دي شغلته, يسبر اغوار النفس البشرية, يخش جوا الاحاسيس, وجوا الروح [تهز راسها مبتسمة] ويخش جوا,,,

تقاطعه ثانية وتقول بلهجة ساخرة:

ـ ايه دا يابني؟ هو كله يخش جوا كله؟ ههه ممكن تهمد شوية؟ يابني انا مش صحفية عايزة اعمل معاك لقاء, كلمني عادي وبلاش رخامة ههه.

ـ هههه طيب حاضر, يا بنتي دي اللي اسمها الموهبة.

ـ الموهبة موهبة القدرة على الكتابة والصياغة والتخيل, بس انك تتخيل طريقة تفكير حد وايمتا بيتأتأ وهو يتكلم وايمتا بيتكلم بطلاقة وهايكون موقفه ايه لو تعرض لكذا, دي خبرة او معرفة مش موهبة, ولا انا غلطانة؟

ـ طبعا غلطانة, الموهبة بتجمع كل دول, لو ما كانتش موهبة اي حد يقدر يكتب رواية.

تفكر, كلام رامي سليم, تبتسم وتميل راسها بدلال قائلة:

ـ صح ي جوز اختي.

ـ ههه وبالنسبة للاشخاص مفيش حد ممكن يعلم الغيب ويعرف ان الشخص دا هايتصرف كدا في الموضوع كزا, وهنا الموهبة بتتدخل.

تبتسم صفاء وتسال بطفولية:

ـ انت بتخرف بتقول ايه؟ هي مش الكتابة بيسموها خلق وابداع؟

ـ ايوا.

ـ يعني انت اللي بتخلق الشخصية وتتخيل هي بتفكر ازاي وبتتصرف ازاي والى اخره.

ـ ايوا بس حتما بتكون الشخصية مرت عالكاتب خلال حياته, يعني ممكن اخلق شخصية بس اسقط عليها سلوك شخصية انا اعرفها واتخيل واطور من سلوكها بشكل درامي مثير, فالكاتب بيتخيل اشخاص حقيقيين, هو ما بيخلقش شخصيات الرواية من العدم, هم موجودين عنده في مكان العمل وفي القهوة, في الحي, في الجامعة والمدرسة, الكاتب بيخلق الاحداث والسلوكيات وبيحط المواقف والبدايات والنهاية بس.

تسال صفاء بابتسامة ماكرة:

ـ اممم طيب, معروف ان كل كاتب بيحب يحصل على اهتمام الناس بكتاباته, فكرت مرة تنشر قصص جنسية في موقع مثلا؟

كان سؤالها بمثابة هزة اربكت رامي, ينظر الى سطح الطاولة بعمق ليستوعب الهزة الصغيرة, ثم يرفع راسه وينظر في عينين صفاء ويقول مبتسما:

ـ بصراحة فكرت بس رجعت وطردت الفكرة ههه.

يتلألأ في عينيها السؤال بابتسامة مكر:

ـ اممم ليه؟

ـ يعني, اعتقد ان القصص الجنسية جمهورها ناس جهلة مش متعلمين ولا مثقفين.

ـ وعرفت ازاي؟ ههه.

يظهر عليه قليل من الارتباك ويقول:

ـ أأ يعني مجرد تخمين, بعدين انتي ملاحظة انك انتي اللي بتسالي وبس؟ وانا ماليش دور اسال يعني ولا ايه؟

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ معاك حق, تفضل ايها الاديب ههه.

يبتسم قائلا:

ـ وانتي تقري في الرواية, تقمصتي دور حد؟

يحمر خدان صفاء للسؤال الذي يحمل في طياته حصولا على اعتراف حسي, تصمت قليلا, هل تجيبه بصراحة كما هي معتادة ام تخفي عنه مشاعرها وتكذب عليه كما كذب عليها بالنسبة للنشر؟ قررت الاجابة بصراحة, فصفاء فتاة تلقائية ذكية لا تعترف بالكذب كتبرير اي مصلحة, تبتسم وتهمس:

ـ شوف ي رامي ي جوز اختي ههه, اي حد بيقرا رواية بيعيش احداثها بتفاصيلها, وبيستمتع لو كانت ممتعة, وبتاثر فيه اكيد.

وتسكت, رامي يحدق بعينيها منتظرا الاجابة التي يريدها, فقرر اللف حول السؤال ليحصل على اجابة, يقول:

ـ اممم واستمتعتي؟

تنظر في عينيه وترشف رشفة بيرة وتهمس مبتسمة:

ـ اه ههه.

ـ معنى كدا ان الخيانة في الرواية حلوة ههه.

ـ طبعا, لان الخيانة هنا كسر الظروف السيئة والانطلاق باتجاه الشغف الممتع ههه.

ـ اممم تفتكري "الشغف الممتع" يستحق الخيانة؟

تنظر في عينيه بدهشة لسؤاله الفلسفي, تهمس مبتسمة:

ـ هاجاوبك جوابين لنفس السؤال, الاول,,,

يقاطعها ضاحكا:

ـ هههه ايه دا؟ احنا هانخش في درس فلسفة ولا ايه؟

ـ هههه لاء بس فعلا سؤالك له جوابين مش بينفصلوا عن بعض ي جوز اختي ههه.

ـ تفضلي يا اخت مراتي ههه.

تبتسم قائلة:

ـ ههه الاول, لو الزوجة او الزوج ما بينسجمش ابدا مع الطرف التاني, وطبيعته انه ممل وما بيتجاوبش مع التغيير والتجديد تبقى الخيانة هي الحل المبرر,,,

يقول رامي قبل ان تكمل صفاء:

ـ حلو اوي, والتاني؟

ـ التاني بقا, تعالا ما نسميهاش خيانة, ونبعد بالتصور والنقاش عن ربط الحدث بالدين او بالعادات, قدامنا حالة من عدم التوافق بين الطرفين, الحالة دي عايزة حل عشان نصنع التوافق, طرف منهم ما يقدرش يتماشى مع الحل, طبيعته كدا, تربيته كدا, يبقى اصبح عندنا مشكلة مش بس حالة, وعلشان طرف منهم هو جزء من المشكلة دي, يبقى من حق الطرف التاني يدور عالحل برا, لانه ببساطة عايز يتمتع في حياته وحاول يتمتع مع الطرف الاول بدون فايدة, زي اللي طول الوقت متدايق في بلده, فبيهاجر يدور على حياة اجمل برا بلده, في الحالة دي بيكون خان بلده؟

تظهر الدهشة على ملامح رامي اعجابا بمنطق صفاء فيصفق بيديه باعجاب ويقول:

ـ انتي مش طالبة فلسفة, انتي فيلسوفة بجد, وانا باعتبر نفسي محظوظ جدا انك بتقربيني ههه.

ـ ههه ميرسي, وانا كمان محظوظة جدا انك بتقربني لان جوابي الفلسفي دا جه من قصتك اللي كلها احداث ممتعة ومنطقية ومبررة بشكل فلسفي انساني قبل ما تكون مجرد رواية للتسلية والاستمتاع.

ـ يلا بينا نروح ههه.

ـ ههه يلا.

وصلا البيت وفتح رامي بمفتاحه, يدخلان فتنزع صفاء عنها حجابها بسرعة قائلة:

ـ اففف ايه دا؟ انا برأيي ال**** مش فرض.

يضحك رامي قائلا:

ـ هههه اومال سنة؟

ـ ولا سنة, دا لباس عادات متوارث مش لباس ديني, انا قريت عن كدا لشيوخ ومفكرين كتير.

ـ سيبك من الشيوخ والمفكرين وخلينا ناخد دوش نريح شوية.

ـ طيب انا الاول ههه.

ـ ههه لا انا الاول.

ـ لاء انا.

وتسرع لتدخل الحمام, تستحم وتردد اغنية داخل الحمام, رامي جالس في غرفة المعيشة "الانتريه", خرجت صفاء من الحمام تلف جسدها الممتليء بفوطة "منشفة" لا تغطي سوى نهديها حتى نصف فخدتيها, ينظر رامي اليها بصمت, فباب الحمام يقابل احدى زوايا غرفة المعيشة والتي فيها كنبة مفردة يجلس عليها رامي, تسرع في مشيتها الى غرفتها المقابلة لباب الحمام, ينهض رامي وياخذ دوش سريع, ويخرج بشورت ناعم قصير لمنتصف الفخدتين, بحيث يظهر تفاصيل زبه الى حد ما, وتشيرت واسع ناعم, يتوجه الى الانتريه حيث تجلس صفاء على كنبة مزدوجة بقميص بيتي لفوق الركبة بقليل دون اكمام, يجلس رامي بجانبها ويتحدثان, ينظر في عينيها متأملا,,,
الى اللقاء في الحلقة القادمة


الحلقة الثانية

ينظر في عينيها متأملا ثم يقول:

ـ طيب انا هانزل اوضة المكتب يمكن اكتبلي حاجة جديدة في الرواية, عايزة مني حاجة قبل ما انزل؟

تقول صفاء وهي تنظر في عينين رامي مبتسمة:

ـ شكلك واخد الرواية جد ههه.

ـ اممم بصراحة اندمجت فيها اوي, وابتديت اعيش احداثها بنفسي, ودي حاجة حلوة, بتخليني اكتب بشكل افضل واجمل.

تقول صفاء مبتسمة بمكر:

ـ واجمد هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ ايوا, واجمد, يلا انا نازل المكتب.

ـ اممم مش عايز نص كيلو قهوة؟ ههه.

ـ ههه طبعا عايز بس انا هاعملها تحت في المكتب, مش عايز اتعبك معايا.

ـ اممم طيب, وانا هاقوم اوضب اوضتي ويمكن اناملي شوية.

نزل رامي ودخلت صفاء غرفتها, فتحت اللابتوب, تصفحت قليلا في الفيسبوك ثم دخلت موقع القصص باسمها المستعار, يا للهول, رامي نشط في الموقع, تبتسم صفاء بمكر وتقول في نفسها [: هو لحق؟ دا ملهوف اوي عالسكس ههه], رسالة الى رامي:

ـ مساء الخير استاز "اسير الشغف".

ينظر رامي في الرسالة, انها من انثى, الاسم "سناء", يكتب:

ـ اهلا مساء الفل.

ـ اممم بصراحة مش عارفة ابتدي ازاي ههه.

يبتسم رامي ويكتب:

ـ ابتدي زي مانتي عايزة, ما تقلقيش ههه.

صفاء تبتسم بخبث, فرامي لا يعرف انها هي من تكتب له الآن, تكتب:

ـ ههه طمنتني, بصراحة انت بتكتب حلو اوي, قصصك تجنن وانا متابعاك من زمان, وباعشق قصصك ورواياتك و,,,

قطعت الكتابة, يكتب رامي:

ـ و,,, ايه؟ ههه.

ـ اممم خلاص بلاش ههه.

ـ ي بنتي قولي خايفة من ايه؟ ههه, لا انا اعرفك ولا انتي تعرفيني, واسمك دا اسم وهمي صح؟

ـ صح زي "اسير الشغف" ههه.

ـ ههه بالزبط, يبقى مافيش داعي للكسوف.

ـ طب ممكن نتكلم شوية, لو فاضي يعني وما عندكش مانع ههه.

ـ ههه للا بالعكس تفضلي ي سناء هانم ههه.

ـ ههه شكرا, كنت عايزة اسالك, القصص اللي انت بتكتبها دي, حقيقة وللا خيال؟

ـ لتنين, فيه قصص حقيقية وفيه خيالية.

ـ اممم طيب ممكن نتكلم مسنجر؟ هاديك الاكاونت بتاعي على فيسبوك وتعمللي آد, دا لو عايز طبعا.

ـ اوكي مافيش مانع.

صفاء تعطي رامي حسابها الوهمي على فيسبوك الذي عملته في نفس اليوم الذي عملت فيه حسابها على موقع القصص الجنسية, وبنفس الاسم "سناء", ورامي عمل حسابا على فيسبوك باسم "الجوكر".

بدأت محادثتهما عالمسنجر, لعدة ايام, عرف خلالها "الجوكر" حسب ما اخبرته "سناء" انها ارملة ومحرومة, وتتابع قصصه بشغف وشوق كبيرين وتمارس العادة السرية كلما قرات قصة له, ولكن لديها مشكلة كبيرة وهي ان شهوتها الجنسية قوية جدا وتريد ممارسة الجنس بالحاح ولكن ليس مع غريب يفضحها, وفي نفس الوقت لا تستطيع الصبر, يواسيها رامي ويخفف عنها بالكلام المنطقي ويحذرها من الانزلاق في طريق الدعارة مع اي شخص وعليها ان تصبر وتستمر في ممارسة العادة السرية, لكنها افهمته انها لم يبقى لديها صبر, قائلة:

ـ انت متجوز؟

ـ ايوا.

ـ يبقى اكيد هاتفهمني.

ـ افهم ايه؟ يا بنتي انا مش مرشد اجتماعي, انا كاتب بس ههه.

ـ ههه معلش يمكن الاقي عندك حل باعتبارك كاتب وتقدر تتخيللي حل يرضي غريزتي القوية دي ههه.

يتحرك زبه متململا لكلماتها ويقول:

ـ حل ايه اللي اقدر الاقيهولك وانا ما اعرفش حاجة عنك ولا عن ظروفك؟ ولا اعرف حتى ان كنتي بنت فعلا وللا شاب, دا صعب اوي.

ـ اقسملك اني ست وكنت متجوزة وفقدت جوزي, وانا بصراحة ست شهوانية ومزاجية اوي.

ينتصب زب الجوكر على كلام صفاء "سناء" وروحها العاهرة, ويقول:

ـ طيب ايه اللي بيثبتلي انك ست؟

يسود صمت قصير ثم تقول:

ـ شوف اي طريقة اثبتلك فيها وانا جاهزة.

ـ عايز اشوفك, افتحي كام.

ترتبك صفاء "سناء" ويحمر وجهها, كيف تريه نفسها وهي صفاء اخت زوجته؟ تقول:

ـ بصراحة انا باخاف يبان وجهي عالكام, انت عارف الناس مالهاش امان الايام دي, مع احترامي ليك طبعا.

ـ اممم صح, طيب انا هاسهلها عليكي, عايزك دلوقت حالا تكتبي اسمي "الجوكر" على بزك الشمال بقلم اسود, وتكتبي اسمك "سناء" على بزك اليمين, وتبعتيلي الصورة, قلتي ايه؟

تفكر صفاء, تدخل في حيرة, كيف تري زوج اختها نهديها؟ لكن شبقها وشهوتها غلبت ترددها, فقالت:

ـ كدا عداك العيب, ثواني اجيب قلم اسود.

ينتظر رامي "الجوكر" قليلا, تظهر صورة فتاة ترتدي ستيانة وتخرج نهديها دون الحلمتين, ويظهر ذراعاها الطريان الممتلئان, وقد كتب على نهديها اسم الجوكر وسناء, يزداد انتصاب زبه براسه المنتفخ وعروقه الظاهرة, يطمئن رامي حين تاكد من صدقها وقال:

ـ يخرب بيتك, دا انتي ليكي بزاز بيتاكلوا اكل ههه.

تتظاهر صفاء "سناء" بالخجل وتكتب:

ـ اختشي عيب كدا, انا جاية لك تحللي مشكلتي وللا تتحرش بيا؟

ـ ههه لاء دا مش تحرش, دا اعجاب بانوثتك بس ههه.

ـ ماشي هاعديهالك المرة دي ههه.

ـ ههه شكرا.

ـ اممم طبااا بالذمة انهي احلى, بزازي ولا بزاز مراتك؟

يبتسم الجوكر قائلا:

ـ لتنين ههه.

ـ لاء بجد ههه.

ـ اممم شوفي, هو كل وحدة ليها خصوصية جمالها, يعني بزاز مراتي اصغر شوية بس حلوين اوي, وبزازك اكبر بس كمان طعمين اوي ههه.

ـ طعمين؟ هو انت دقتهم؟ هههه.

ـ ههه لاء بس شكلهم باين كدا, المهم عندك اولاد؟

احتارت صفاء قليلا قبل ان تستدل على جواب, فارادت ان تبعد اي امكانية للشك عند رامي, فكتبت له قائلة:

ـ الحقيقة كان لي *** ومات, ما خلفتش غيره, وخلفته بالانابيب, والدكتور قاللي اني مش ممكن اخلف بشكل طبيعي [كانت تكذب طبعا].

ـ طيب ما تصبري نفسك بالعادة السرية على ما يجيكي عريس؟

ـ مهي المشكلة ان العرسان لما يعرفوا اني ما باخلفش طبيعي بيمتنعوا عن الجواز مني, والدنيا مليانة بنات وستات يخلفوا.

ـ اممم صح, مشكلة فعلا, طيب المهم, دلوقت بعد ما تاكدت انك ست, يبقى اعرف شوية عن ظروفك.

ـ اممم طبااا يعني لو حكيتلك على ظروفي ممكن تلاقيلي حل فعلا؟

ـ كل حاجة ممكنة, مافيش مشكلة مالهاش حل.

ـ طيب عايز تعرف ايه عن ظروفي؟

ـ يعني, البيئة اللي انتي ساكنة فيها محافظة وللا متحررة؟ الناس اللي حواليكي, يعني معارفك المقربين, وقرايبك اللي بتثقي فيهم, وفي كدا يمكن الاقيلك حل.

ـ اممم, البيئة عادية مش محافظة اوي ومش متحررة, بس في البيت احنا بناخد راحتنا في اللبس والكلام وكدا, انا عايشة مع اخو جوزي ومراته بس كل ناس في شقة, البيت شقتين قصاد بعض, شقتي اللي كتبهالي جوزي المرحوم باسمي, وشقة اخو جوزي ومراته, بس طول الوقت تقريبا احنا مع بعض, ومرات اخو جوزي صاحبتي اوي اوي, فبنفضل في شقتهم نتكلم ونرخم على بعض ههه وناكل ونشرب سوا, ما بروحش شقتي غير بالليل لما عايزة انام.

ـ وفين اهلك؟ بابا وماما واخواتك؟

ـ بابا وماما اللة يرحمهم, وماليش غير اخت بس عايشة مع جوزها بامريكا وبتيجي زيارات قليلة.

صمت قصير يمزقه الجوكر قائلا:

ـ تعرفي؟ قصتك تشبه قصة اخت مراتي.

ـ بجد؟ ازاي؟

هي مطلقة من غير راجل زيك, وما بتخلفش زيك كمان, وعايشة مع اختها وجوز اختها اللي هو انا ههه زي ما انتي عايشة مع اخو جوزك ومراته بس الفرق انك في شقة لوحدك وهي معانا في نفس الشقة, وهي ما خلفتش خالص وانتي خلفتي ولد ومات ههه.

تكتب سناء له:

ـ فعلا فيه تشابه الى حد ما, بس هي يا بختها ههه.

ـ ههه ليه بتقولي كدا؟

ـ لانها عايشة مع شخص متحرر وبيكتب قصص جنسية حلوة ههه.

ـ طب اخو جوزك ومراته مش متحررين؟

ـ ايوا بس ما بيكتبش قصص حلوة هههه.

يضحك, ثم يصمت الجوكر قليلا قبل ان يكتب لها:

ـ طيب سناء سيبيني افكرلك بحل, لان مشكلتك صعبة اوي بجد.

ـ عارفة انها صعبة اوي ويمكن مستحيلة الحل, لان مافيش الا خيارين, اما العادة السرية او اني امارس الجنس مع حد يكون موثوق وفي امان.

ـ اممم رغم اني ما بشجعكيش عالحل التاني بس يمكن ما نلاقيش قدامنا غيره.

واخذ الحديث بين سناء والجوكر منحى الانفتاح والتحرر وحدث بيهما تقارب في الافكار والامزجة, تقول سناء:

ـ طب اسالك سؤال؟

ـ تفضلي.

ـ انت ممكن تمارس الجنس مع غير مراتك؟

يزداد انتصاب زبه قليلا لسؤالها الذي يشير الى روح شهوانية ويقول وهو يداعبه برفق:

ـ ممكن لو هي مملة او ما بتنسجمش مع توجهاتي الجنسية وتحرري وعشقي للتغيير والتجديد والخروج عالمألوف, لان اهم حاجة في الجنس عندي هي المزاج.

ـ حلو اوي, طب مراتك مملة ولا مش؟ ههه.

ـ بالعكس دي جنتي, متحررة زيي, ومنسجمة اوي مع مزاجي, هي مزاجية زيي, وبتحب التغيير والتجديد, عشان كدا مش هافكر مجرد تفكير اني اخونها.

ـ طب معلش بتقصد ايه بالتغيير والتجديد يعني؟

ـ اقصد ان في الممارسة ما نلتزمش بالمكان ولا الزمان ولا الاوضاع, وما بنحبش اي نوع من القيود على متعتنا.

ـ اممم ممكن توضح اكتر بليز؟

ـ شكلك بتعشقي التغيير انتي كمان ههه.

ـ ههه بصراحة ايوا, بس مش عارفة نظامك ايه في التغيير.

ـ يعني نمارس الجنس في اي مكان واي زمان, ممكن نمارس في الصالة او المطبخ او عالسلم او فوق السطوح او في مزرعة او في عمارة قيد الانشاء, وممكن نمارس بالليل والصبح والضهر, باختصار هو الخروج عالمألوف ههه.

ـ ياااه, دا انتا مش بس مبدع في كتابة الروايات, كمان في العلاقة الجنسية مع المرأة ههه, انت حد نادر بجد.

يبتسم ويكتب:

ـ ههه شكرا وانتي كمان افكارك حلوة, وعشقك للتحرر يبدل على انك نادرة.

كسها يرشح بقليل من ماء شهوتها وتفركه بنعومة وتقول:

ـ طيب, جنس المحارم, هل بيدخل في نظريتك للتغيير والتجديد والمزاج الجنسي؟

ـ ايه؟ لاء طبعا, دا خط احمر.

ـ طب ليه؟ هو مش نوع من التغيير والخروج عالمالوف؟

ـ لاء انا باقصد الخروج عالمالوف بالممارسة الطبيعية, بس دا خروج على كل المالوفات هههه.

ـ هههه, بس يمكن يكون ممتع اكتر كونه خارج عالمالوف بشكل صارخ, ويمكن يتحط تحت عنوان "كل ممنوع مرغوب" ههه.

صمت قصير, ثم يكتب الجوكر:

ـ اممم هو مش مستحيل لو الواحد كان عايز يقتحم التابو دا بشغف غير عادي.

ـ طب انت ليك محارم؟

ـ طبعا, لي امي ربى يخليهالي,,,

ـ امين.

ـ ولي اخت مراتي زي ما قلتلك.

ـ وباباك ومامتك عايشين معاكم كمان ولا لاء؟

ـ لاء ماما وبابا في بيتهم وانا ومراتي واختها في بيتنا.

ـ طب اخت مراتك عايشة معاكم ليه؟ مالهاش بيت لاهلها يعني؟

ـ لاء بيتهم كان ايجار, وبعد ما هي اتطلقت ومامتها "حماتي" توفت فبقت مالهاش حد غيرنا, فجبناها تعيش معانا وانا باعتبرها اختي الصغيرة والوحيدة.

ـ اها, معنى كدا مالكش اخوات بنات؟

ـ لاء ولا اخوات صبيان.

ـ طب معلش اسالك وتجاوبني بدون احراج؟ لو مش عايز قول.

ـ لا عادي, اسالي احنا بقينا صحاب وافكارنا متقاربة هههه.

ـ ههه صح, طيب عمرك شفت مامتك بشكل مثير وتحركت فيك حاجة؟

تريد صفاء "سناء" هنا ان تنوع الحديث لتبعد اي شك ممكن ان ينشأ, يجيبها رامي "الجوكر" قائلا:

ـ لاء طبعا, حتى لو اشوفها ملط ههه, امى دي حد مش عادي بالنسبة لي, يعني ممكن لو لي اخت واشوفها بشكل مثير يمكن, بس ماما ابدا مستحيل.

يرجف جسدها وتتسارع دقات قلبها حين سالته:

ـ طيب, واخت مراتك؟

ـ اممم مالها؟

ـ عمرك شفتها بشكل مثير وحركت فيك مشاعر جنسية معينة؟

يرتبك الجواب على شفتيه ويقول:

ـ اممم يمكن بس طبعا دا مش بيخليني افكر فيها جنسيا.

ـ طبااا كم مرة شفتها؟

ـ كتير ههه, دا انا باحملها بين ايديا من سريرها لما عايزين نفطر الصبح لانها كسولة وغلسة ورخمة ما بتقومش من عالسرير بسهولة ههه.

تضحك صفاء وتقول في نفسها [: انا غلسة ورخمة ي رامي؟ طيييب انا هاوريك] يقول:

ـ طب انا عايز اسالك,,,

ـ اسال.

ـ لو كنتي مكان اخت مراتي, بتحبي لو اعمل معاكي حاجة جنسية؟

ـ اممم يمكن هههه.

ـ معنى كدا انك بتحبي جنس المحارم.

ـ الى حد ما ههه.

ـ طب ليه؟

ـ لانه زي ما انت قلت, خروج عالمالوف, وانا باحب اخرج على كل المالوفات في الجنس ههه, الا قوللي انت بقا, عايزة اسالك دلوقت بصفتك شخص محايد, يعني تجاوب بحيادية.

ـ ايوا اوكي.

ـ مراتك حلوة؟

ـ تجنن, ملامحها مسمسمة وبيضا وطويلة وروحها حلوة اوي وباحبها اوي ههه.

ـ اممم طيب واختها؟

ـ كمان تجنن, وجهها مدور وابيض وجسمها يجنن اجدع راجل, مع انها اقصر من مراتي, بس جسمها متناسق بشكل مثير, بس رخمة هههه.

صفاء تضحك وتقول في نفسها [: تاني يا جوز اختي؟ ماشي].

ـ طب سؤال غلس كدا ههه.

ـ اسالي شكلك رخمة زيها هههه.

ـ ههه لاء مش كتير, المهم, لو انت مش متجوز, ومافيش قدامك غير تختار وحدة بس, مراتك او اختها, تختار مين؟ بصراحة.

ـ بصراحة لتنين هههه.

ـ ههه لاء بجد.

ـ وحياتك بجد, بس ما يكونوش اخوات طبعا, لان اختها زيها تحمل نفس الروح ونفس التحرر ومرحة اكتر من مراتي حبة ههه.

ـ طب انتو في البيت بتاخدوا راحتكم في اللبس وكدا؟

ـ بصراحة ايوا, احنا متفاهمين ومتحررين في بيتنا, بنعتبر بيتنا دا مملكتنا الخاصة اللي مافيش حد له دعوى بيها, بس ضمن الحدود الاجتماعية طبعا, يعني بنلبس زي ما احنا عاوزين, بنتكلم في كل حاجة بشكل طبيعي وصريح, بس كل واحد عارف حدوده كويس.

ـ طيب استاذن انا بقى, عايزة اروح شقة منال اقعد معاها شوية.

ـ منال مين؟

ـ مرات اخو جوزي.

ـ اها, الا صحيح هو اخو جوزك اسمه ايه؟

ـ عماد.

ـ بيشتغل ايه؟

ـ موظف في بنك.

ـ اوكي.

ـ ماشي هابقى ارجعلك تاني ههه.

ـ ههه ماشي.

رامي يسترجع شريط محادثاته مع "سناء", يفكر لها في حل جنسي, فهي قد ملت العادة السرية وتريد ارواء ظمئها الجنسي بعلاقة مع شاب بشرط ان يتم ذلك بامان, فهي تخشى الفضيحة جدا, يفكر رامي ويعصر دماغه بحثا عن حل, لم يوفق في اي حل, فالخيارات امامه محدودة جدا, اما ان تسير في طريق الغلط مع شخص غريب وربما يفضحها او يبتزها, وهذا ما ترفضه هي وما يرفضه رامي ايضا ويبعده عن تفكيره, واما ان تمارس نوعا من العلاقة الجنسية مع اخو زوجها, وهذا الحل يحمل في طياته خراب بيت اخو زوجها ويعتبر خيانة لصديقتها زوجته منال, يتحير رامي ويؤجل التفكير في حل لسناء الى اجل غير مسمى, يفتح اللاب ويبدا بمشاهدة فيلم سكس, يهيج شيئا فشيئا, يخلع شورته وتشيرته ليصبح عاريا ملط, يشاهد ويداعب زبه المنتصب بشهوة, يضع سيجارة بين شفتيه ويتناول فنجان قهوته ليرشف منه, الفنجان فارغ تماما, فقد استهلك القهوة اثناء الحديث مع "سناء", ينهض وبين شفتيه سيجارته دون ان يشعلها, ويتوجه عاريا الى المطبخ الصغير الملاصق لغرفة المكتب ليعد لنفسه فنجان قهوة جديد, في هذه الاثناء تدخل صفاء المكتب لابسة شورت قصير الى منتصف الفخدتين, وتشيرت كت, لا احد في المكتب, اين ذهب رامي؟ تنظر الى اللاب حيث فيلم السكس شغال, تشاهد فتتسارع انفاسها, تبلع ريقها شغفا, تعتصر نهديها وتفرك كسها بشغف, يدخل رامي حاملا فنجان قهوة ساخنة, يا للهول, انه عاري ملط يتقدمه زبه المنتصب الشبق, يتسمران مكانهما, تشهق صفاء وتبلع ريقها شغفا قائلة بدهشة [: ي خبر] ويحمر وجهها بعد ان مسحت جسد رامي الرياضي العاري بعينيها, رامي يغطي زبه بيسراه مرتبكا وينظر الى جسد صفاء الفائر انوثة وشبقا, ثم تغادر صفاء المكتب مسرعة صاعدة الى الشقة دون كلام, تاركة رامي يقف مذهولا للحظات, ثم يتوجه الى كرسيه خلف طاولة المكتب, يجلس عاريا, يفكر فيما حدث.

صفاء في غرفتها تجلس على حافة السرير, تتخيل ما حدث, تتخيل جسد رامي العاري وزبه المنتصب, فيلم السكس الشغال, تبلع ريقها شهوة, تمد يمناها تلقائيا الى كسها تفركه بشغف, ثم تزيح يدها عن كسها وتحدث نفسها [: ايه اللي انا باهببه دا؟ معقولة اشتهي جوز اختي؟ معقولة اخون اختي؟ دول هم اللي واخدين بالهم مني وبيراعوني, ازاي اخونهم؟ ازاي؟] وبينما هي في هذه الافكار يطرق رامي باب غرفتها, ترد من الداخل:

ـ ادخل.

يدخل رامي بشورته وتشيرته حاملا كوب القهوة الساخنة, اول ما راته نظرت الى انتفاخ زبه تحت الشورت وبلعت ريقها ثم نظرت في وجه رامي بخدين احمرين, رامي ينظر الى فخدتيها الملفوفتين البيضاوين الطريتين, يحمر وجهه خجلا رغم انه راها اكثر من مرة بقمصان النوم القصيرة المثيرة, الا انها هذه المرة تختلف عن سابقاتها, سواء بسبب حديثه مع "سناء", او بسبب عريه امامها كـ "صفاء", يبلع ريقه ويقول:

ـ صفاء أانا, أنا اسف.

تنظر في عينيه بقليل من الخجل وتقول بصوت منخفض:

ـ انا اللي اسفة ي رامي, انا اللي اقتحمت عليك خلوتك.

يبتسم رامي ليخفف من حالة الارتباك ويقول:

ـ ايه خلوتك دي؟ انتي عارفة ان مافيش بيننا لا حواجز ولا خلوات, بس انا اسف لاني كنت عريان ملط, اصلي كنت متطمن انك مش هاتيجي لانك قلتيلي انك هاتنامي, عموما حصل خير ي بطة ههه.

تبتسم صفاء بشيء من الارتياح لان رامي لم يغضب منها كثيرا, تقول بشغف وهي تداعب خصلة من شعرها فوق جبينها:

ـ هو انت دايما كدا في المكتب؟ باقصد يعني وانت متطمن ان ما حدش يخش عليك؟ ههه.

يبتسم قائلا:

ـ غالبا اه, مش بس في المكتب, وفي اوضتنا وفي الشقة لما بابقى لوحدي او مع سارة لوحدنا, اصل الشعور حلو ههه.

تبتسم وتقول مازحة:

ـ لوحدك او مع سارة؟ هي وقفت عليا انا يعني؟ هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه مش باقوللك رخمة؟ [تبتسم] بس بجد شعور حلو اوي.

ـ ههه صح.

ـ اممم يعني جربتيه؟

تبتسم وتقول مازحة مشاكسة:

ـ بس بلاش قلة ادب ي جوز اختي هههه.

ـ لاء بجد ههه.

ـ اممم طبعا جربته, بس زي ما انت قلت, لما بابقى في البيت لوحدي او مع سارة لوحدينا هههه.

يقول رامي مازحا:

ـ يا بختها هههه.

ـ هي مين؟

ـ سارة ههه.

تضحك صفاء وتقول:

ـ مش باقوللك قليل الادب؟ ههه.

ثم ارادت صفاء ان تغير دفة الحديث فتقول بمكر:

ـ طب وصلت فين في الرواية؟ تلاقيك كتبت فيها كتير في الغيبة دي ههه.

ـ بصراحة ما كتبتش حاجة من ساعة ما دخلت المكتب.

تقول بمكر ايضا:

ـ اممم ايوا, هو انت فاضي تكتب؟ ما انت بتتفرج عالافلام اياها ههه.

ـ ههه لا هو مش عشان الافلام, انتي عارفة ان الكتابة اهم عندي, بس بصراحة كنت باكلم وحدة ست عالمسنجر.

تتسع عيناها دهشة وتقول بشغف:

ـ بجد؟ مين دي؟ وعايزة ايه؟ وتكلمتوا ف ايه؟

يقول رامي ضاحكا:

ـ هههه حيلك حيلك, لاء دي وحدة عندها مشكلة جنسية وعايزاني احلهالها يا ستي ههه.

صفاء تبلع ريقها شغفا, وتمسك دقنها بيمناها وتتظاهر بالتفكير, تسأل رامي:

ـ طب وعرفت المسنجر بتاعك ازاي؟ وايش عرفها انك مرشد اجتماعي وبتحل مشاكل الستات؟ ههه, وتعرفك منين؟ ووصلتلك ازاي؟

يظهر قليل من الارتباك على رامي, فقد حاصرته صفاء بالاسئلة بحيث لم يستطيع اخفاء الحقيقة عنها, يقول بعد ان بلع ريقه:

ـ شوفي ي صفاء, انا مش هاخبي عليكي, مش انتي قلتيلي انشر قصصي الجنسية في موقع للقصص دي؟

ـ اومم.

ـ انا بصراحة بانشر قصصي في موقع من زمان, والست دي تعرفت عليا في الموقع وبعدين حكتلي ان عندها مشكلة جنسية, بعد كدا حبت نتكلم عالمسنجر احسن, وتكلمنا كتير وباحاول الاقيلها حل.

تصمت صفاء للحظات وتقول:

ـ هو انت بتكتب باسمك الحقيقي في الموقع؟

ـ لاء طبعا, باسم مستعار.

ـ طب ازاي كلمتك عالمسنجر بتاعك والمسنجر باسمك الحقيقي؟

فقص عليها انه عمل حسابا وهميا على الفيسبوك وان تلك المرأة فعلت ذلك ايضا, وحدثها بكل ما دار بينه وبين "سناء" وصفاء تفلت منها بعض الابتسامات الماكرة اثناء الحديث فصفاء هي نفسها "سناء", تقول صفاء:

ـ دي مشكلة فعلا, طب وهاتحلها ازاي؟

يصمت رامي ثم يقول:

ـ مش عارف.

تصمت صفاء قليلا قبل ان تقول:

ـ طباا, ايه رايك نتعاون مع بعض ونلاقيلها حل؟

يبتسم رامي بمكر ويقول:

ـ ي ريت, عندك افكار ممكن تساعدنا؟

ـ اممم يمكن, بس قبل ما ندخل في الموضوع والحل, ايه رايك ننزل المكتب تحت ونعمل كبايتين قهوة كبار وهناك نتبادل الافكار؟

يبتسم رامي فرحا لذلك ويقول:

ـ انتي مبدعة بعمل الجو المناسب لكل حاجة, يلا بينا.

يضربها كفا على فخدتها اليسرى "ناحيته" قائلا بابتسامة:

ـ يلا بينا ي بطة.

تضحك وتضربه بكفها على كتفه قائلة:

ـ يلا.

نزلا الى المكتب, واخذا يعدان القهوة في المطبخ الصغير, صفاء تراقب الغلاية على البوتاغاز بشورتها القطني القصير وتشيرتها القصير بحمالات ورامي يقف خلفها بشورته القصير وبلوزته الكت ويتحدثان, تقول صفاء:

ـ رامي ناولني علبة البن من الرف اللي فوقي دا.

يبتسم رامي ويقول مازحا:

ـ هو فوقي وللا فوقك؟ خديه انتي ههه.

تبتسم وتقول بمرح:

ـ يعني بتتريق لاني قصيرة حبة؟ طيب وانا مش هاعمل القهوة بقا ههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ لاء الا دي, هاناولك ي بطة.

تبتسم وتقول:

ـ ايوا كدا, ناس تخاف ما تختشيش ههه.

يضحكان ويتقدم رامي خطوة ليرفع يده الى الرف الاعلى, فيلتصق جسده من الامام بجسد صفاء من الخلف, ويحتك زبه النصف منتصب بطيزها الطرية فيكتمل انتصابه, تبلع ريقها وتبتسم, يرفع جسده ويده ليتناول العلبة عن الرف فيحتك زبه بين فلقتين طيزها, يبلع ريقه لهذه الطراوة رغما عنه, تحرك صفاء طيزها ببطء على زبه المنتصب, فيحمر وجهه ويلهث, صفاء لا تدري لماذا داهمها احساس غريب لذيذ, رامي لا يستطيع تفسير ما شعر به من متعة غريبة ايضا, يتناول العلبة بسرعة ويعطيها لها, ثم يبتعد عن طيزها قليلا, تساله بصوت شبه مرتجف:

ـ اومال السكر فين؟

يقول بشبه ارتباك:

ـ قدامك عالرف اللي تحت.

تنحني لتتناول السكر فتلتصق طيزها بزب رامي المنتصب بفعل الحركة, يلهث ويبلع ريقه, يقول مازحا:

ـ ما تحاسبي يا بت ههه.

تلتفت اليه خلفها مبتسمة بخدين احمرين, وتقول مازحة:

ـ وانت ما تبعد ي واد ههه.

يبتسم قائلا بمزاح:

ـ هو انا اللي باتحرش بيكي وللا انتي؟ ههه.

تطلق صفاء ضحكة مرحة وتقول:

ـ هي حصلت تتهمني بالتحرش؟ واتحرش بيك على ايه ي واد؟ اياك فاكر ان مافيش زيك في الدنيا ههه.

يبتسم ويقول بمرح:

ـ طبعا مافيش زيي, وللا انتي ليكي راي تاني؟ ههه.

تلتفت اليه خلفها وتغمزه بعنيها مبتسمة وتقول:

ـ يعني انت واد طيب ومافيش زيك لانك جوز اختي بس ههه.

يضحكان ويقول رامي:
ـ ههه ماشي ي بطة, مش هاساعدك بقا ولا هاناولك حاجة, اعملي القهوة لوحدك ههه.

تبتسم صفاء وتقول باستعطاف ودلع:

ـ واهون عليك اتعب لوحدي ي بيبي؟

يبلع ريقه لدلعها المثير وصوتها المتكسر دلالا ويقول بشبه جدية:

ـ ما تجمدي اومال ي بت, ايه بيبي دي؟ وايه الدلع البايخ دا؟

تقول بمشاكسة:

ـ لاء خوفتشني "خوفتني", بعدين انا مش بايخة يا اسمك ايه ههه.

يبتسم رغم جدية نيته ويقول:

ـ لاء بايخة ونص كمان, ودلعك بايخ زيك.

تقول صفاء مازحة بلهجة العوالم:

ـ ايه؟ مش عاجبك يعني وللا مش عاجبك؟ وانت تطول وحدة زيي تتدلع عليك ي واد؟ دا انت تبوس ايدك وش وضهر انك بتكلم الليدي صفاء الشهيرة ب "صافي" ههه.

يضحك رامي ويصفعها على طيزها فتتاوه بدلع [: آآآي] يقول:

ـ يا بت اهمدي بقا ما تقرفينيش اكتر من كدا.

تقول بدلال:

ـ طب ناولني كبايتين من عالرف الفوقاني دا.

يبتسم رامي ويقول:

ـ لاء قلتلك مش هاساعدك خلاص.

ـ لاء هاتناولني.

ـ والنبى ما انا مناولك حاجة ههه.

ـ اممم طبااا عشان حلفت مش عايزاك تناولني, بس ارفعني باديك وانا اللي هاخدهم يلا زي الشاطر بقا.

يبتسم رامي معجبا بمرح صفاء ويقول:

ـ يعني عملتي التفاف عالقانون ههه.

تضحك قائلة:

ـ طبعا, وهو القانون اتخلق ليه؟ مش عشان نلتف عليه؟ ههه.

ـ ههه طيب امري للة.

يضع يديه في خصرها ويرفعها نحو الرف, تلتصق طيزها بزبه وبطنه, ويلف يديه حول بطنها ليثبتها فلا تميل, يرجف قليلا ويبلع ريقه, وتبلع ريقها وتبتسم بوجه احمر, تتناول كاسا وتاخذ بمسحه من الغبار بفوطة صغيرة, تطيل عملية المسح وطيزها على زبه المنتصب, تشعر به فيزداد احمرار خديها, تمسح الكاس رغم انه نظيف, رامي لم يعد يحتمل كل هذه الطراوة ولا يريد اي انزلاق نحو الممنوع فيقول:

ـ ايه يا بت؟ لسة بتمسحي كباية؟ يلا بقا انجزي.

تبتسم وتقول بدلع:

ـ ايه تعبت مني ي جوز اختي؟

ـ اممم ايوا تعبت يلا خدي الكبايتين وما تضيعيش وقت.

ـ مش انضفهم الاول؟

ـ خديهم وبعدين نضفيهم.

ـ لاء ما يصحش ههه.

ـ يا بت انجزي باقوللك, اديا تعبت يلا بقا بلاش رخامة.

تمد يدها اليه بالكاس الاولى قائلة:

ـ طب خد الكباية دي ومن غير كلام, انت فاهم؟

يضحك ويقول:

ـ هههه طيب هاتي, لنشوف اخرتها ايه معاكي.

تضحك وتناوله الكاس الاول فيضطر الى ان يفلت بطنها ليبقى يحضنها بيد واحدة فيشد عليها اكثر بفعل تركز قوته على يد واحدة, ويضع الكاس على الرخام, صفاء تتناول الكاس الاخر وتبدا بمسحه ببطء, زب رامي منتصب بقوة بين فلقتين طيزها الممتلئة الطرية, لا يحتمل اكثر من ذلك, يقول بصوت يرجفه الشبق:

ـ ايه دا؟ انتي مبسوطة كدا يعني؟

تبتسم وتقول بمرح:

ـ تبعا مبسوتة, حاسة اني طفلة صغيرة وانت بتحملني هههه.

يقول مهددا:

ـ تعرفي لو ما خلصتيش دلوقت؟ وربنا هافلتك واسيبك تقعي.

ترى الجدية في كلماته فتنتهي من مسح الكاس وتقول:

ـ طب يلا نزلني ي جوز اختي.

ينزلها وزبه يحتك بين فلقتين طيزها فينبض بشيء من الشبق, تضع الكاس على الرخام وتنظر اليه خلفها, ترى زبه مفصلا بانتصابه تحت شورته القطني الناعم فيحمر خداها وتبلع ريقها, يبدا الماء بالغليان فتضع البن وتكمل اعداد القهوة, يتوجهان الى المكتب, يجريان حوارا ونقاشا عقلانيا لاخراج "سناء" من المأزق الذي هي فيه وايجاد حل يرضيها دون اثارة متاعب ومشاكل لها او لغيرها وهما يرتشفان قهوتهما, تقول صفاء:

ـ المشكلة ان مافيش قدامنا غير حلين اتنين بس للست سناء دي.

ـ ايه هم؟

ـ اما سناء تتجوز ودا صعب زي ما انت عارف, واما تمارس الجنس مع شاب غريب ودا شيء خطير عليها وهي بترفضه, يعني واقعة بين أمرين أحلاهما مر زي ما بيقولوا ههه.

يفكر رامي ثم يقول:

ـ في الحالة دي لازم يكون فيه حل تالت, حل مافيهوش جواز لان دا شبه مستحيل في حالتها, وفيه ممارسة لازم تكون آمنة جدا, دا الحل الوحيد.

تفكر صفاء, ثم تقول:

ـ اممم تعرف؟ عندي اقتراح يمكن يفيدها وتكون بامان تام.

ـ الحقيني بيه حالا ههه.

ـ باقول يعني, لو تقدر تمارس مع اخو جوزها, دا زي اخوها مش ممكن يفضحها, وعايشين مع بعض تقريبا, يعني الممارسة هاتكون في منتهى الامان ايه رايك؟

يبتسم رامي ويقول:

ـ بصراحة انا جه في بالي الحل دا بس طردته من تفكيري.

تقول صفاء باندفاع:

ـ ليه بس ي جوز اختي؟ دا احسن حل برايي.

يصمت رامي مفكرا ويقول:

ـ هو صحيح مافيش خيارات قدامنا, ويمكن يكون هو الحل الانسب, بس المشكلة ان الحل دا فيه خراب بيوت, لانها في كدا هاتهدم بيت اخو جوزها وهايطلق مراته.

تفكر صفاء ثم تقول مبتسمة:

ـ يبقى الحل لازم يكون مع اخو جوزها, وبموافقة مراته ههه.

ـ ههه, دا انتي مجنونة رسمي.

ـ ليه بقا يا عاقل انت؟ ههه.

ـ يا بنتي دا مستحيل, يستحيل ست تتقبل يكونلها شريكة في جوزها, حاتك نيلة انتي وحلولك الهايفة ههه.

تبتسم صفاء وتقول:

ـ يعني هو لازم ينكشف امرهم؟ هايكونوا حويطين اوي وحريصين اوي وما يعملوش حاجة الا لما تكون مراته برا البيت, وعارفين هي فين وهاتقعد قد ايه, وطبعا لما عاوزة ترجع البيت هو اللي هايروحلها ويجيبها بعربيته.

يتبع,,,
 
  • عجبني
  • حبيته
التفاعلات: Looka, مرحب, Hayde و 17 آخرين
اسلوبك بيفگرنى ببات مان او بياع كلام، مبدع يا اخى
 
  • عجبني
التفاعلات: Hayde، Aprilman و blue dreams
القصة جميلة والحوارات ممتازة لمن هناك امر متناقض في الرواية. في البداية انت تحدثت عن الابطال انهم متحررين وذكرت لباسهم بالتفصيل وان البطل دخل مع صفاء المطعم وانهم طلبوا بيرة وفي النهاية عندما دخلت البيت خلعت صفاء ال**** !من اي اتى ال**** ؟
ال
 
  • عجبني
التفاعلات: Hayde و ليلي احمددد
استمر
 
  • عجبني
التفاعلات: Hayde
حوار لطيف خفثف ما شعرتش بالملل و انا بقرأها
 
  • عجبني
التفاعلات: Hayde
الساعة الرابعة من مساء احد ايام يونيو "حزيران" الحارة جدا, صفاء في غرفة مكتب رامي زوج اختها, المكتب مستقل في الطابق الارضي ولا غرف اخرى معه سوى حمام صغير اقتطعهما رامي ليتخذ هذا الطابق للاختلاء بنفسه وكتابة بعض القصص, فهو يكتب القصص والروايات اضافة الى كونه مدرسا, فالمنزل الأساسي في الطابق الأول فوق المكتب "غرفة ضيوف ويسارها حمام بابه يفتح على موزع, باب غرفة نوم رامي وزوجته مقابل باب الحمام, ويسار الحمام باب غرفة نوم اصغر لصفاء ملاصقة لغرفة نوم رامي", تقف صفاء امام اللابتوب خاصة رامي تتفرج وتقرأ بارتباك ووجه احمر, يدخل رامي نازلا من البيت في الطابق الاول, يرتدي شورت وتشيرت كت, ليظهر جسده الرياضي البرونزي.

ـ ايه دا ي صفاء؟ انتي بتتجسسي عليا؟

قال رامي بلهجة تخلو من التوبيخ لكنها ايضا تخلو من التساهل, تجفل صفاء ويحمر وجهها بقليل من الخجل, وتخفي موبايلها تحت الاوراق في يدها, تقول بتلعثم متشاغلة برزمة الاوراق في يدها:

ـ أأ لاء ابدا, اتجسس عليك دا ايه؟ انا بس كنت جاية اخد شوية اوراق اتمرن عليهم للامتحان, اصل بكرا اخر امتحان في الفاينال, فشفت الرواية دي, وبصراحة شدتني ههه.

ينظر رامي الى شاشة اللابتوب خاصته والتي يظهر فيها ملف وورد مكتوب فيه جزء من رواية جنسية غير مكتملة, الملف مفتوح على الصفحة رقم "7", يغلق اللابتوب بسرعة وقليل من الارتباك ويقول بشيء من القلق:

ـ طباا, انتي بقالك قد ايه قدام اللابتوب بتاعي يا بت؟

تبتسم صفاء وهي تداعب شعرها الكيرلي المنكوش حول وجهها الابيض الصافي المستدير, وتقول بشغب:

ـ اممم مش كتير ههه.

ـ معقولة قريتي سبع صفحات؟

ـ اه هم يا دوب شبع صفحات اللي قريتهم ههه.

تسود لحظات صمت بينهما, كلاهما يشعر بالحرج, كلاهما مذنب في نظر الاخر, رامي لانه ضبط بتهمة كتابة رواية جنسية للقراء, وصفاء لانها ضبطت تقرأ في الرواية بتهمة التجسس وقراءة الجنس, ينظر رامي الى ورقة صفراء مربعة الشكل مقلوبة بجانب اللابتوب, يظهر الارتياح على ملامحه ويتنفس الصعداء اذ ان صفاء لم تقلب هذه الورقة ولم ترى المكتوب فيها, ساد صمت مزقته صفاء حين قالت وهي تبتسم بوجه احمر:

ـ اممم, رامي انت بتكتب قصص زي دي من زمان؟

يزداد ارتباك رامي, ويتظاهر بالغضب الخفيف من صفاء, ويقول بلهجة ولي الامر الحريص عليها:

ـ وانتي مالك؟ انتي عايزة تناقشيني بالقصص الاباحية كمان؟ بالزمة مش مكسوفة من نفسك؟

تبتسم وتتماسك قائلة:

ـ لاء طبعا مش مكسوفة, لان في حالة زي دي الحق مش عالقاريء, الحق عالكاتب, ولا انا غلطانة؟ ههه.

ينظر الى جسدها المتناسق حيث كانت تلبس قميص بيتي قصير لما فوق الركبة بقليل بلا اكمام, بخيطين عريضين على الكتفين, وفتحة صدر تظهر اقل من نصف نهديها الكبيرين, ومثلها من الخلف ويقول بشبه ابتسامة:

ـ وهو القاريء مباح له يقرأ كل حاجة؟ حتى لو كانت ادب اباحي؟

تقول بابتسامة عريضة تضيء وجهها الجميل:

ـ طب وهو الكاتب مباحله يكتب كل حاجة حتى الادب الاباحي؟ بص ي جوز اختي, القاريء بيقرأ كل حاجة بيقدمها له الكاتب, فلو في ذنب هايكون الذنب ذنب الكاتب زي ما قلتلك يا ابيه ههه.

يبتسم لمشاكستها ويقول ملطفا الجو:

ـ طب باقوللك ايه ي صفاء ياختي؟ مش انتي زي اختي بالزبط؟

تقول ببسمة عذبة:

ـ تبعا "طبعا بدلع".

ـ اممم طيب انا هاسامحك انك تجسستي عليا, و,,,

تبتسم وتقاطعه مشاغبة:

ـ والنبى؟ لا ي شيخ هههه, طب انا مش عايزاك تسامحني, ووريني هاتعمل ايه بقا؟ ههه.

ـ صفاء, بلاش غلاستك دلوقت واسمعيني كويس يا بت.

تقول بشغب:

ـ بت لما تبتك, تكلم بادب ي واد هههه.

يقرصها بخدها مداعبا فتتاوه بصوت خفيف ويقول مبتسما:

ـ ههه طيب مقبولة منك "ي واد" المهم اسمعيني كويس.

تنظر بعينيها السوداوين الى عينيه فوقها كونها فتاة اقصر من المتوسط قليلا "165 سم" تقريبا, وتقول بلهجة ساخرة محببة:

ـ اديني باسمع.

يبتسم ويقول:

ـ اممم بلاش سارة تعرف موضوع الروايات الجنسية دي ها؟

تغمزه بشغب وتقول مبتسمة:

ـ وفيها ايه لو عرفت؟ مادام انت مقتنع باللي بتعمله عادي تعرف.

يقول بعد ان يبلع ريقه:

ـ اممم صحيح بس انتي عارفة مكانتي عندها, كوني باكتب قصص وروايات ومعروف شوية عالسوشال ميديا وبجيني فلوس من كتاباتي, وسارة بتعتبر دا مصدر فخر ليها, وبصراحة مش حلوة تعرف اني باكتب قصص اباحية, لانها يمكن تزعل مني ويبقى موقفي بايخ قدامها, وانا مش عايز كدا.

ـ لاء سارة مش ممكن تزعل من حاجة زي دي, لانها متحضرة ومتفهمة وافكارها متحررة زيك وزيي بالزبط, غير كدا سارة بتتبسط للتغير وكسر الروتين وممكن تستفيد من قصصك دي هههه.

ـ ههه ممكن, بس اننا نفكر بالتغيير ونطبقه حاجة واننا نكتبه رواية حاجة تانية, لان ساعتها هايتولد في دماغها الف سؤال, بتكتب لمين؟ بتنشر اللي بتكتبه ولا لاء؟ ولو لاء بتكتب ليه؟ ومين من "الفانز" بتوعك طلب تكتب في الجنس؟ ولو قلتلها اني باكتب لنفسي عشان اطبق اللي باكتبه معاكي مش هاتصدق, وهاتقوللي زي عادتها لما تزعل "الافكار بتتكتب تدوين ونقاط مش قصص وروايات يا فالح" [تضحك صفاء] وبيفضل احتمال كبير انها تزعل, ودي مش حاجة سهلة بالنسبة لي, انتي عارفة سارة بالنسبة لي ايه, دي مش مجرد زوجة, دي دنيتي كلها, هي زوجتي وحبيبتي واهلي واحلى حاجة حصلتلي ف حياتي.

ـ اللاه اللاه ايه الحب دا كله؟ هههه, اممم طيب, انا مش هاقوللها حاجة [تبتسم بمكر] بس بشرط.

تتسع عينان رامي دهشة ويقول مبتسما:

ـ ايه دا؟ انتي عايزة تتشرطي كمان؟ ما تنسيش ي حلوة اني ضبطتك متلبسة بالتجسس عليا وعلى خصوصياتي, ودي حاجة خطيرة عند سارة, يعني لو قلتي هاقول هههه.

تضحك صفاء بصوت عالي فهي مرحة جدا, وتقول بدلع:

ـ هههه تيب ي حلو, قول وانا هاقول, وهانشوف مين اللي بيدان اكتر هههه.

يضحك رامي ويقول مستسلما:

ـ دا انتي لئيمة بشكل هههه.

ـ الحياة عايزة كدا يابني ههه.

ـ طيب امري للة, اشرطي ياختي.

تنظر بعينيها في اتجاهات متعددة بدلال وشغب وتقول:

ـ هو شرط واحد بس, عايزاك كل ما تكتب رواية زي دي تديني اقراها, كل فصل بفصله ههه.

تظهر الدهشة على ملامح رامي, يقول بارتباك خفيف:

ـ ايه؟ اختشي ي بت, عيب تقري حاجات زي دي.

تقول صفاء بخبث مبتسمة:

ـ بجد؟ ومش عيب تكتب حاجات زي دي؟ وللا بتتسلى حضرتك؟ هههه.

يبتسم رغم حنقه عليها ويقول:

ـ أأ ايوا باتسلى, وبصراحة كدا, انا باكتب ليا انا وبس, يعني باتخيل علشان ابتكر حاجات جديدة واطبقها مع اختك, ارتحتي كده؟ ههه.

رامي وزوجته سارة واختها صفاء متحررون فكريا وفي لباسهم داخل البيت [قمصان نوم او شورت وتشيرت او قمصان بيتية قصيرة بلا اكمام] ولكن بحدود اللياقة الاجتماعية, اما خارج البيت فسارة وصفاء تلبسان الجينز الضيق والبلوزة الكم الطويل وال****, ويؤمنون بمبدأ "انت حر ما لم تضر" فيتحدثون بكل المواضيع بمنتهى الصراحة, ومنها موضوع الجنس "ولكن بحدود وقيود خاصة مع صفاء" لخصوصية وضعها كاخت الزوجة وكمطلقة, تقول صفاء بلهجة من يمسك عالاخر ممسكا:

ـ ما بلاش الشويتين دول يا رامي ياخويا, اللي عايز يبتكر بيبتكر من غير ما يوثق ابتكاره هههه.

يضحك رامي قائلا:

ـ قلتلك انتي لئيمة هههه.

ـ ايوا انا لئيمة بقا, ودا شرطي ومش هاتنازل عنه ههه, قلت ايه؟

ـ يا بنتي ما ينفعش كدا, انتي زي اختي وانا باغير على اختي, ومش موافق انك تقري روايات جنسية.

تقول باستغراب:

ـ ايه؟ بتقول ايه حضرتك؟ معقولة؟ رامي الكاتب المثقف المتحرر [ترفع يديها على امتدادهما للتفخيم الساخر] اللي رواياته مالية المواقع الثقافية, يفكر بالطريقة دي؟ وايه الفرق بين الراجل والست في دا؟ فين مبادئك وافكارك؟ انت مش ملاحظ انك ارتكبت غلطة مزدوجة دلوقت؟

يحدق رامي بها مستغربا ويقول:

ـ مزدوجة كمان؟ ايه هي الغلطة المزدوجة دي يا هانم؟

تقول بشيء من الغضب:

ـ مهو معنى كلامك دا ان عندك مسموح للشاب ومش مسموح للبنت, وتانيا انت حامل مباديء وافكار تحررية وبتعمل عكسها, أي دا؟ ايه الازدواجية بنت الكلب دي؟ بس انتو صنف الرجالة كدا.

كانت ردة فعلها فيها شيء من العنف, فهي من انصار المساواة بين الرجل والمرأة, ثم ظهرت سحابة حزن خفيفة على وجهها, يتاثر رامي, فصفاء اخت زوجته مطلقة بسبب عدم الانجاب ولان زوجها "طلع ندل" كما كررت اكثر من مرة, وقد كانت امها "حماته" وهي على فراش المرض قبل وفاتها توصيه هو وزوجته سارة عليها وتشدد على ذلك, فصفاء مدللة جدا وكما يقال "دلوعة العيلة" طالبة جامعية احبت طالبا معها في الجامعة وتزوجا قبل ان ينهيا دراستهما ثم طلقها في غاية النذالة, وبعد وفاة امها انتقلت للعيش مع اختها سارة وزوجها رامي في شقته المستقلة المبنية على حديقة جميلة, كي تتسلى وتتناسى مأساتها وتكمل دراستها الجامعية, وكي ترتاح من دفع اجار البيت الذي كانت تسكنه هي وامها, لذلك كانت مثل اخته الاصغر وبقيت مدللة عند رامي وزوجته, رغم فرق السن البسيط بينها وبين رامي, فهي ابنة واحد وعشرين عاما ورامي ابن سبعة وعشرين عاما, اما سارة فهي اصغر من رامي واكبر من صفاء, عمرها عشرون عاما, تأثر رامي لسحابة الحزن التي طغت على ملامح صفاء ومد يمناه يتحسس شعرها الكيرلي, وامسك بدقنها مدللا وقال ملاطفا:

ـ حيلك حيلك, ايه دا يا بت؟ انتي قلبتيها دراما بسرعة كدا؟ ههه, بعدين مش كل الرجالة زي بعض وانتي عارفة دا كويس, ولا عندك راي تاني؟

تحاول الابتسام وتقول بدلال غاضب:

ـ اممم مش عارفة.

يمازحها ليزيل عنها سحابة الحزن فيقول مبتسما:

ـ كدابة عارفة, يعني انا زي طليقك الزفت سمير؟ ههه.

تبتسم وتقول:

ـ لاء بس يبدو عندك نظرة متعالية عالمرأة.

ـ لا والنبي بس انتي تعرفي قد ايه انا حريص عليكي, وقد ايه باحبك وباغير عليكي, انتي اختي الصغيرة الحلوة اللي باخاف عليها من نسمة الهوا.

تقول باحتجاج:

ـ تاني ي رامي؟ لسة بتتكلم بالاسلوب دا تاني؟ تخاف عليا دا ايه؟ شايفني طفلة قدامك ولا مجنونة؟

يقول رامي مبتسما:

ـ لتنين ههه.

تبتسم قائلة:

ـ رخم, بص ي حبيبي, انا عارفة ان دي مش افكارك ولا مبادئك, ولا دي نظرتك للحياة وللمرأة, ف قوللي بقا, ايه الحكاية؟

يحك رامي راسه بقلق ويقول:

ـ لا حكاية ولا رواية, بصراحة انا باخاف عليكي, باخاف تأثر فيكي الروايات دي, بس.

ـ لا ما تخافش ياخويا, انا واعية وعارفة انا باعمل ايه, ولي افكاري ومبادئي, ها موافق اقرا قصصك وللا نروح النيابة كلنا بقا؟ ههه.

ـ هههه يخرب بيت كدا, خلاص ي ستي موافق, ارتحتي كدا؟

ـ ههه ايوا ارتحت, الا قوللي ي رامي,,,

ـ ي رامي [يبتسم].

ـ رخم ههه.

ـ غلسة ههه.

ـ لاء بجد قوللي بقا,,,

ينظر في عينيها منتظرا سؤالها, تقول:

ـ ايه اللي خلاك تكتب قصص زي دي؟ يعني انت تحب تكتب رواية جنسية؟ عندك شغف لكدا وللا ايه العبارة بالزبط؟ هههه.

سادت لحظات صمت مزقها رامي قائلا:

ـ بصراحة كل كاتب او شاعر بيحب يكتب في كل حاجة ومنها الجنس طبعا, ودا لارضاء نفسه بفنون الكتابة اولا, وتانيا من ناحية تانية ايوا في شغف الى حد ما.

تبتسم صفاء وتقول:

ـ اها يعني انت من زمان بتكتب في الجنس.

يهز راسه موافقا:

ـ من حوالي سنة.

ـ وبتكتب في كل انواع الجنس ولا نوع محدد بس؟

ـ لاء باكتب في انواع مختلفة, يعني اللي بيحصل بين اي بنت وشب او راجل وست, زي الخيانة الزوجية او الحب المسروق, او التحرشات في الاوتوبيس والمترو والسوق, او علاقة غير شرعية بين أي تنين.

ـ اممم حلو, يعني كل القصص عندك في ملفات؟

يصمت رامي قليلا ثم يقول مبتسما:

ـ ايوا فيه مجلد خصوصي للقصص دي ههه.

ـ دا جميل اوي اوي, يبقى لازم اقراها كلها ههه.

ـ معنى كدا ان اللي قريتيه في الرواية اللي انا شغال فيها دي عجبك.

يحمر خدا صفاء ارتباكا او نشوة, تقول ببسمة عذبة:

ـ اممم بصراحة,,, انت مبدع ههه.

ـ تسلمليلي ي قمر, ومن دلوقت انتي بقيتي اهم واول زبون قصص جنسية عندي هههه.

ـ اممم هو عندك زباين تانيين ولا ايه؟

يتدارك رامي خطأه بسرعة ويقول مبتسما:

ـ باقوللك انتي اول زبون, هم فين التانيين بقا يا عبيطة؟

ـ هههه طيب, بس حسك عينك تكتب رواية وما تدينيش اقراها واديك رايي فيها كمان.

يحدق بها مستغربا ويقول:

ـ وكمان عايزة تناقشيني باللي باكتبه؟

ـ طبعا اومال, يمكن يكون لي راي يعجبك وتعدل في الرواية بشكل اجمل ههه.

يقول رامي بقليل من الجدية:

ـ لاء بقا, انتي عايزة تناقشيني بالجنس كمان؟

تضحك صفاء قائلة:

ـ هههه لاء يا حبيبي, انا عايزة اناقشك في الجانب الادبي والفني في الرواية الجنسية, فارجو توخي الدقة فيما تقول يا هذا هههه.

يضحك لمشاكستها بالفصحى ويقول:

ـ هههه ولو كان يا رخمة, لاء انا مش موافق على كدا.

تقول صفاء بابتسامة دلال:

ـ بلاش, انت الخسران, تنساش اني مثقفة زيك وباتذوق الادب والفنون ولي راي مفيد جدا, غير عن اني بادرس فلسفة, يعني اقدر افهم الدوافع والمبررات, المهم, انا طالعة اوضتي عايز مني حاجة قبل ما اروح؟

يبتسم ويحك راسه قائلا:

ـ اممم ايوا, عايزك تعمليلي نص كيلو قهوة من اديكي الحلوين ههه.

تضحك صفاء وتهمس له بشغف:

ـ اوبااا نص كيلو قهوة مرة وحدة؟ تبقى عايز تفتري في الرواية الجديدة دي بقا هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه طبعا, عايز القارئة الوحيدة عندي تتجنن ههه.

ـ كده انت خطر عالشعب هههه.

ـ هههه وليه بقااا؟

ـ عشان دي رواية بتحكي عن الخيانة الزوجية, ولو تنتشر هاتخلي كل الازواج والزوجات يخونوا بعض هههه.

ـ هههه لاء مش للدرجة دي.

ـ واكتر كمان, انت اسلوبك مؤثر مش زي الحكواتي, انت بتحط افكار ووجهات نظر تاثر في الناس, انت اخطر واحد عالشعب المصري ههه.

ـ طب يلا يا بت بلاش غلاسة ههه.

ـ ههه ماشي يا ابيه, هاجيبلك نص كيلو قهوة, عايزاك تمخمخ وتزبط المواضيع ي عم هههه.

ـ طب يلا انجزي وكفاية رغي بقا, روحي اعملي القهوة وبلاش رخامة, خليني الحق اكتبلي شوية قبل ما تيجي اختك من الاكزخانة.

تقول بشغب:

ـ هههه عينيا يا باش كاتب, واحلى نص كيلو قهوة للمعلم رامي.

يضحكان وتغادر صفاء صاعدة الى الشقة, اعدت لرامي القهوة ونزلت الى المكتب وضعتها على طاولته وهي تدندن بلحن اغنية قديمة, واسترقت نظرة الى اللابتوب وابتسمت وغادرت الى غرفتها, اغلقت بابها عليها بالمفتاح من الداخل, فتحت اللابتوب خاصتها واخرجت موبايلها من بين الاوراق, رامي لا يدري انها كانت قد صورت اسم الموقع ورابطه, والاسم المستعار الذي يدخل به الى الموقع "اسير الشغف" والمكتوبان على الورقة الصفراء المربعة التي كانت مقلوبة بجانب اللابتوب, فقد رات ما فيها وصورته وعادت وقلبتها كما كانت كي لا يشعر رامي بذلك, دخلت الموقع, وعملت تسجيل باسم "سناء" واخذت تتصفح الموقع, لاول مرة صفاء تدخل مواقع قصص جنسية, كانت قبل ذلك تدخل مواقع فيديوهات اباحية لتروي عطش كسها المحروم بالعادة السرية, لكن لم يكن يخطر ببالها مواقع القصص, وكم كانت مذهولة لما تقرأه في الموقع من قصص ساخنة جعلت كسها يترطب بماء الشهوة, فخلعت قميصها لتغدو عارية ملط, فهي عادة لا تلبس أي شيء تحت قمصانها البيتية او قمصان نومها او حتى تحت الجينز حين تخرج من البيت, فهي لا تحب الاندر ولا الستيانات, وتعلمت ذلك من اختها سارة التي ناردا ما تلبس اندر او ستيانة, وحتى رامي فهو منسجم تماما مع سارة في هذه التوجهات التحررية فهو في الغالب لا يرتدي بوكسر تحت الجينز حين يخرج من البيت, صفاء تقلب صفحات الموقع, يا للهول, قرات عنوان "قصص محارم" ودخلت بجسد يرجف شبقا وارتباكا, قرأت ما عصف بعقلها وجسدها, من قصص عن الاخ والاخت, الاب والابنة, الام والابن, العمة, الخالة, زوجة العم او الخال, زوج العمة او الخالة, اخت الزوجة, اخو الزوج, وغيرها مما جعلها تداعب كسها بشغف حتى كادت ان تصل رعشتها, فرفعت يدها عنه, فصفاء لا تحب العشوائية او التسرع في الجنس او العادة السرية, انها مزاجية جدا في الجنس كاختها وزوج اختها, جعلت تفكر, هل يوجد فعلا جنس بين المحارم؟ وكيف يحدث ذلك وهو من اشد الخطوط الحمراء؟ وان لم يوجد جنس محارم الا ما ندر, فهذه القصص تدل على رغبة كتابها وقرائها الشديدة لجنس المحارم, ومن لا يستطيع ممارسة ما يرغب به يلجأ الى الكتابة عنه او القراءة, وهل يكتب رامي قصص محارم؟ عملت بحثا على "اسير الشغف" وعلى كل كتاباته, لم تجد له اي رواية عن المحارم, لكنها قرأت له الكثير من القصص المثيرة والتي تجعل كسها يزداد بللا وتزداد هي شبقا وشغفا, كالخيانة الزوجية والجنس العابر في شقة لمطلقة او ارملة او تحت جسر او حتى داخل عربة قطار مسافر ليلا, او بين شاب وجارته او اخت صديقه او صديقة اخته, او او او الخ, ثم قطع عليها خلوتها بين القصص الاباحية طرقات على باب غرفتها فهتفت من الداخل:

ـ ايوا مين عايزني الساعة دي؟

ـ يلا حبيبتي تعالي علشان نعمل عشا ونقعد مع بعض.

كان صوت اختها سارة, التي حضرت من عملها في الصيدلية, سارة امرأة تعشق الجنس بكل اشكاله وتحب التغيير والتجديد فيه, لم تدري صفاء كيف مر الوقت سريعا حتى السادسة مساء موعد عودة سارة من عملها, قالت مازحة بلهجة صبي القهوة:

ـ ايوا جااااي.

ضحكت سارة تقلب يديها وتحدث نفسها [: هههه ايه البت المجنونة دي؟] وعادت لتجلس في غرفة المعيشة "الانتريه" حيث لحقت بها صفاء وسلمت عليها, تقول سارة:

ـ انا قايمة احط الشاي, وانتي اندهي لرامي ييجي, انا ندهتله ولسة ما اجاش, شكله كدا بيفكر بكتابة رواية مهمة في اوضة النوم ههه.

تبتسم صفاء بمكر فهي التي تعرف اي رواية مهمة تلك التي يفكر فيها رامي, تقول:

ـ حاضر يا "اوختشي" انا هاروحله واجيبهولك من لغاليغه هههه.

سارة بمرح:

ـ هههه لاء الا لغاليغه, وان كان ولا بد, فسيبيلي اللغلوغ اللي في الوسط هههه.

تضحكان ضحكة فيها عهر ومرح, وتتوجه صفاء الى رامي في غرفة النوم, الباب مفتوح, تدخل صفاء فتتسمر عالباب, تبلع ريقها ويحمر خداها, رامي يغير ملابسه حيث كان عاريا من نصفه الاسفل ويدخل راسه ويديه في تشيرت في نصف جسده الاعلى, فلم ينتبه لصفاء انها تقف فاغرة فمها عالباب, تحس بالشبق لرؤية زبه النصف منتصب, ثم لا تريد ان تطيل المكوث كي لا يراها, ولان سارة تعد الطعام فيجب ان تساعدها, فتخرج وتطرق الباب قائلة:

ـ سارة بتسلم عليك وبتقوللك تعالا عشان نتعشى ي ابيه.

يبتسم قائلا:

ـ سلمي عليها وقوليلها بيقوللك حاااضر.

لم تستجيب بل توقفت قائلة:

ـ اخش عندك ولا انت مششش,,, ههه.

ـ هههه لاء خشي مش مششش ههه.

تدخل صفاء وتسأل رامي بما يشبه الهمس:

ـ قوللي ي جوز اختي, الرواية اللي بتكتب فيها دي فاضللها كتير لتخلص؟

ـ لاء, الليلة دي بتخلص, انا باكتب في النهايات.

ـ طب عايزة اسألك,,,

قاطعها رامي متضايقا من كثرة اسئلتها ومشاغبتها بحركة ادار فيها ظهرها له و صفعها بكفه على فلقة طيزها فاجفلت صائحة بدلال وقال بلهجة آمرة:

ـ طب امشي, امشي غوري من قدامي, مش وقته دلوقت.

فضحكت بصوت عالي وسارت بدلال متباطئة فصفعها ثانية على طيزها قائلا:

ـ ما تيلا يا بت, امشي بسرعة.

فاجفلت ضاحكة وضربته بقبضتها على صدره وهربت قبل ان يهم بضربها.

اعدت صفاء واختها سارة الطعام وتناولوا جميعا عشاءهم ثم نهض كل الى ما يريد انجازه.


مشهد [نقاش مثير في الروايات بين صفاء ورامي]

صباح الخميس, يوم حار, سارة وزوجها رامي يغسلان وجهيهما استعدادا لتناول الفطور, يقول رامي:

ـ يلا بقا اندهي لاختك تفطر معانا بلاش تتاخر عالكلية.

تقول سارة زافرة بشيء من الغيظ:

ـ دا انا ندهتلها ورحت صحيتها ييجي تلات مرات واهزها, وهي تصحى وترجع تنام, انا مش قادرة عالمجنونة دي.

يضحك رامي ويقول:

ـ معلش ي سارة دي اختنا الصغيرة المدللة ولازم نراعيها.

تقول سارة بضيق:

ـ طيب مادام اختك الصغيرة ولازم تراعيها, روحلها ياخويا واحملها وجيبها هنا غصب عنها زي كل مرة, دي شغلانتك بقا, مهي بتعشق النوم ومش ممكن تيجي الا محمولة ههه, يلا يا شاطر.

يبتسم رامي قائلا:

ـ حاااضر بس انتي ما تدايقيش نفسك, بلاش تروحي الاكزخانة مكشرة والزباين تهرب هههه.

تعبس في وجهه بدلال وتقول:

ـ انا وشي بيهرب الزباين؟ طيييب استنى عليا.

وارادت ان تضربه فهرب الى غرفة صفاء, يدخل فيتسمر على الباب من الداخل, صفاء تنام على بطنها وقميص نومها مرفوع الى اعلى فخدتيها البيضاوين الطريتين, وخيطه الايسر ينزل على ذراعها الايسر البض الشهي, يبلع ريقه امام هذا الجسد اللين الممتليء, فصفاء ممتلئة الجسم, طيزها اكبر من المتوسط, كذلك نهديها, ملفوفة القوام بشكل متناسق مثير, يقترب من سريرها ببطء, يفكر بالعودة الى سارة ليطلب منها ان توقظ اختها هي, فهي نائمة بشكل مثير نصف عارية, لكنه تراجع عن قراره كي لا تفسر سارة عودته بانه مثار على اختها التي هي بمقام اخته, فقرر ان يحملها وياتي بها الى المائدة, انزل قميصها الى اسفل كي يغطي فخدتيها ورفع خيطه على كتفه كما كان وحملها بين يديه, يبلع ريقه لمنظر نهديها الكبيرين تحت عينيه في فتحة صدر القميص الواسعة, استيقظت صفاء بين يديه وصارت ترافس برجليها بدلال كطفلة, تريد النزول وقالت باحتجاج ودلال:

ـ اننن رامييي, سيبني اناملي كمان شوية ي رامي وباقوم لوحدي.

يتمسك رامي بجسد صفاء اكثر, يداه تشدان على فخدتيها وظهرها فوق القميص ويقول مازحا:

ـ مش هاتفلتي, وبلاش دلع بقا, هاتتأخري عالكلية, دا احنا مستنيينك من نص ساعة.

تقول وهي تتخبط بين يديه:

ـ يا ربى, دا انا ما عنديش غير اخر امتحان بس وهايبتدي الساعة عشرة, وتبدأ الاجازة, وحياتي عندك رامي سيبني انام بس نص ساعة.

يقول وهو يحملها بين يديه ويمشي بها نحو المطبخ:

ـ لاء ممنوع النوم دلوقت ههه.

ـ طب مش انت في اجازة الصيف ومفيش تدريس؟ ما تقعد شوية عشان انام كمان نص ساعة بس, وبعدين توديني الجامعة؟ دي الساعة لسة سبعة وربع, اروح اعمل ايه في الجامعة من دلوقت؟

يصلان المطبخ حيق سارة جهزت الطعام ويقول رامي:

ـ مهو انا هاودي اختك الاكزخانة وبالمرة اوديكي الجامعة.

تقول صفاء بغنج الدلال:

ـ لاء مش هاروح, سارة قوليله يسبني اناملي كمان شوية, دا انا امتحاني الساعة عشرة.

تنظر اليها سارة وتقول:

ـ اها, انا لو اعرف كدا من الاول ما كنتش بعتته يصحيكي, ماشي حبيبتي روحي نامي كمان نص ساعة بس لازم تصحي عشان تراجعي المادة.

تضحك صفاء قائلة:

ـ حاااضر ي احلى اخت في الدنيا.

وتنظر الى رامي بطرف عينها وتقول:

ـ وانت قوم زي ما جبتني هنا محمولة رجعني اوضتي محمولة, انا مش هاروح مشي ههه.

ـ ههه حاضر يا ست هانم.

اوصلها غرفتها ورماها عالسرير وخرج قائلا:

ـ نامي ياختي, اشبعي نوم, حاجة تقرف.

تضحك صفاء وتمد له لسانها مشاغبة وتدير ظهرها وتنام.

يتناول رامي وزوجته سارة طعام الفطور ويتوجهان الى الصيدلية بسيارته, تنزل سارة ويعود رامي الى البيت ريثما تستيقظ صفاء لياخذها الى الكلية, تستيقظ صفاء وتغسل وجهها وتتناول فطورا خفيفا, وتتحدث مع رامي حول الرواية, تقول وهي تمضغ لقمة:

ـ الا قوللي ي رامي, اخبار الرواية ايه؟ خلصتها زي ما كنت متوقع؟

ـ ايوا, تفضلي.

ومد يده الى جيبه واخرج فلاش ميموري ومدها الى صفاء التي تناولتها بفرح ظاهر, وقال:

ـ الرواية كلها في الفلاشة دي.

تضحك صفاء بفرح وتقبل رامي قائلة:

ـ ميرسي اوي اوي ي ابيه ههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ طب يلا قومي فزي بقا, هاخدك الكلية ولما تخلصي الامتحان اعمليلي الووو.

ـ اوكي.

الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر, موبايل رامي يرن, صفاء, يقول:

ـ ايوا ي صفاء.

ـ يلا تعالا علشان تاخدني ونروح.

ـ وتاخرتي كده ليه؟ يعني الامتحان يخلص الساعة تناشر بالكتير, الساعة بقت وحدة ونص.

ـ هاحكيلك في السكة تعالا بقا من غير اسئلة ههه.

في سيارة رامي, صفاء تجلس بجانبه تدندن مع الاغنية الشغالة وتتراقص بمرح, رامي يضحك ويقود السيارة ناظرا الى عمق الشارع, يسالها:

ـ شكل الامتحان كان سهل, والا ما كنتيش فرحانة كدا ههه.

ـ ههه ايوا بس انا مبسوطة اكتر من حاجة غير الامتحان ههه.

ـ اها, ايه هي الحاجة دي؟

ـ قريت الرواية كلها ودا اللي اخرني في الكلية ههه.

ـ ولحقتي؟ ايمتا؟

ـ بعد ما خلصت الامتحان, رحت المختبر مع وحدة صاحبتي, فيه هناك ديسكتوب فاضي وقريتها هناك ههه.

ـ اممم طيب, ايه رايك؟

ـ اممم لما نوصل البيت هاقوللك رايي.

ـ مهو احنا مش هانروح البيت دلوقت.

تنظر اليه بدهشة وتقول بابتسامتها العذبة:

ـ اومال هاتاخدني فين؟ اوعى تكون عايز تخطفني وتطلب فدية من سارة اختي, اكمنها صاحبة اكزخانة ومعاها فلوس كتير اوي ههه.

يضحك رامي قائلا:

ـ هههه ايوا هاخطفك ونروح مطعم نتغدى سوا وهناك هاتقوليلي رايك.

يظهر الفرح على وجه صفاء وتقول:

ـ واوو, مفاجئة حلوة اوي بجد, **** ما يحرمنيش منك ي احلى اخ في الدنيا.

مطعم تظهر عليه الفخامة والعراقة, تنظر صفاء الى الطاولات الخشبية الفخمة وحولها الكنبايات المنفوخة المريحة, وزبائن ذوي ربطات عنق وسيدات تبدو عليهن اثار النعمة, ونوادل ياتون ويذهبون باناقة, وفي نهايته بار ذو خشب بني ومعلق في سقفه كاسات الشراب وعلى رفوفه تقف قناني الخمرة والبيرة, وبعض الزبائن الشبان ينظرون الى مؤخرة صفاء المستديرة الطرية ببنطلونها الجينز الضيق الذي لا تلبس تحته شيئا, والى تشيرتها الباضي الضيق ايضا بكميه الطويلين, الذي يبرز نهديها الكبيرين المتحررين من الستيانة, تميل صفاء على رامي وهما ماشيان لياخذان طاولة لشخصين, وتهمس له:

ـ رامي, المطعم دا باين انه فخم اوي, ودا معناه انه غالي اوي, يلا بينا نروح مطعم تاني ارخص.

ينظر اليها رامي ويقول مبتسما:

ـ ما يغلاش عليكي حبيبتي.

ويقرص دقنها بدلال فتبتسم وتهمس:

ـ لاء بجد, طب انت عامل حسابك؟ دا انت يا دوب حتة مدرس, ويمكن نتغدا بمرتبك الشهري كله هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه ممكن تخرسي بقا؟ بلاش هبل وخشي.

تضحك صفاء وتمشي معه بصمت حيث جلسا على طاولة لشخصين في ركن بعيد هاديء, حضر النادل وطلبا غداء وتغديا مستمتعين بالمذاق والاجواء الساحرة, يقول رامي بعد ان انهيا غداءهما:

ـ تشربي ايه يا غلسة؟

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ شربني حاجة على زوءك.

نادى النادل قائلا له:

ـ كاسين بيرة كبير لو سمحت.

النادل بابتسامة وادب:

ـ حاضر حالا.

تحدق صفاء برامي وتهمس مبتسمة:

ـ ايه, عايز تسكرني وتخطفني بجد؟ ههه.

ـ ههه ايوا, هاخطفك واخدك جوا الرواية بقا ههه.

تهمس مبتسمة:

ـ اممم اذا كان كدا اوكي ههه.

يرتشفان البيرة ببطء ويتحدثان, حيث سالها رامي:

ـ ايه اكتر حاجة عجبتك في الرواية؟

تبتسم صفاء وهي تدير كاس البيرة في يدها وتهمس:

ـ اممم بصراحة مفيش حاجة اسمها "اكتر حاجة", كل حدث وكل مكان وكل وقت وكل شخصية في الرواية لها خصوصيتها وجمالها اللي بيميزها, بس بصراحة برضو, انت سافل اوي هههه.

يضحك رامي ويقرص خد صفاء مدللا ويهمس:

ـ هههه يا بنتي دي رواية جنسية مش رواية بوليسية, يعني رواية سفالة, فلازم ابقى سافل اوي.

تهمس صفاء مبتسمة:

ـ هو انت سافل بعقل؟ هههه, بس بجد انت هايل, مبدع جدا, بارع في توصيف الاحداث والاشخاص وردود الفعل, واظن اي حد يقراها هايفكر بالانحراف ههه.

يبتسم قائلا:

ـ معنى كدا انك بتفكري بالانحراف هههه.

تضحك صفاء هامسة:

ـ اختشي يا واد ي صعلوك هههه.

ـ مش انتي اللي بتقولي؟ هههه.

ـ ههه بس واضح كمان شغفك الكبير بالجنس, وجنونك بالعلاقات الجنسية الغير شرعية هههه بدليل انك بتتعرض لادق التفاصيل في العملية الجنسية وفي وصف الاجسام, وخصوصا تصويرك الرائع لمشهد الراجل لما خان زوجته مع ست تانية ومارس معاها الجنس في شقتها في اوضة النوم وفوق السطوح وعالسلم وفي المطبخ, تفتكر ممكن الراجل يعمل دا بالتبرير المنطقي اللي انت كاتبه؟

يبتسم رامي ويهمس:

ـ طبعا ممكن لو مر بنفس الظروف.

ـ طب قوللي بصراحة, ممكن انت تخون اختي سارة وتبرر خيانتك؟

يبتسم ويهمس:

ـ بصراحة, ايوا ممكن جدا.

تتسع عينان صفاء دهشة وتقول:

ـ ايه؟ انت بتتكلم جد؟

ـ ههه طبعا بجد, بس المهم اخونها مع مين؟

تصمت صفاء قليلا قبل ان تهمس:

ـ اممم طيب, مين اللي ممكن تخون مراتك معاها؟

ـ مراتي نفسها يا هبلة ههه.

ـ اللة ازاي؟

ـ اومال انا باكتب الجنون دا ليه؟

ـ مش عارفة.

ـ بصي بقا, الواحد مننا بيحب التجديد والتغيير في كل حاجة, والجنس من ضمن الحاجات دي, وبيكره التكرار والروتين في كل حاجة والجنس كمان من الحاجات دي, وبناء عليه, لازم يفكر ازاي يجدد حياته ويخليها كل يوم مختلفة عن اللي قبله, عشان يقدر يتمتع الى اقصى حد ممكن.

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ يابني دي عموميات, دي فلسفة وانا اكتر وحدة اعرف الحاجات دي, بس انا باسالك عنك انت وسارة.

ـ مهو انتي ما سبتينيش اكمل ي غلسة ههه.

ـ طيب كمل يا رخم لنشوف اخرتها ههه.

يقول رامي بعد ان نفخ دخان سيجارته في الهواء, وهو يداعب كاس البيرة بين اصابعه:

ـ يعني لو انا وسارة فضلنا نمارس الجنس كل مرة بنفس المكان وبنفس الوقت وبنفس الاوضاع, حتما هانزهق, وهانتحول مع الوقت الى روبوتات مبرمجة في عملية مقرفة [صفاء تهز راسها بالموافقة] وبيتحول الجنس من متعة الى واجب ودا اللي بيخلي الواحد يخون مراته زي ما ذكرت في الرواية, لكن لو غيرنا المكان والوقت والهيئة والاوضاع هانكتشف اننا ازواج جدد, بننتقل من متعة لمتعة جديدة حلوة, زي اللي بيشم هوا في جزيرة سياحية بنتنقل فيها من غابة لمتحف لميدان لجبل وكدا, فانا باكتب كل دا عشان اطبقه مع سارة, وطبقت كتير فعلا, وكنا وما زلنا من الازواج السعداء.

ـ طب وفين الخيانة في الموضوع؟ انت لسة مش خاين هههه.

ـ هههه وهي ايه الخيانة؟ الخيانة مش بتختلف عن اللي قلتهولك دلوقت, هي تجديد وتغيير, تجديد العملية الجنسية, وتغيير الزوجة الروتينية بزوجة متجددة, او العكس بالنسبة للزوجة تغيير الزوج الروتيني بزوج متجدد, فبدال ما اخون سارة انا باخونها معاها وهي بتخونني معايا, يعني باحولها من زوجة روتينية الى زوجة متجددة والعكس ههه.

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ اقنعتني الى حد ما هههه.

ـ الى حد ما, طب حلو اوي ههه.

تقول صفاء مشاكسة:

ـ بس انت طلعت تعلب مكار يا واد هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه ليه بتقولي كدا؟

ـ الرواية تحفة رائعة جدا, مع انها ما تخلاش من الالفاظ البذيئة, ضروري يعني تسمي كل عضو باسمه الحقيقي والبلدي؟ هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه طبعا ضروري, زي ما لازم نتصرف في الممارسة الجنسية من غير كسوف, يبقى لازم نكتب في الرواية الجنسية من غير كسوف ههه.

تبتسم صفاء بقليل من خجل وتقول:

ـ ههه صح, هي طريقتك في كتابة القصص دي حلوة اوي وفيها ترابط منطقي و,,, مثيرة كمان ههه, بس اللي انا مستغرباه انت ازاي تقدر تغوص جوا الشخصيات كلها بالتفاصيل دي كلها لكل شخصية باحاسيسها ونفسيتها وطريقة تفكيرها كانك ممثل بتلعب كل الادوار بنفس الوقت.

يبتسم رامي بفخر ويقرص صفاء بدقنها مدللا قائلا:

ـ اومال, هو انا بالعب يا بت؟ ههه, مهو لازم ادخل جوا الشخصية وارسم لها طريقة تفكيرها ومزاجها ومواقفها قدام حدث معين, وردود افعالها على مواقف معينة, علشان تطلع الاحداث حقيقية و,,,

تقاطعه صفاء قائلة ببسمة لها معنى:

ـ اللة, وانت اش عرفك ان فلان بيفكر بالطريقة دي وفلانة بتتصرف بالشكل دا قدام الموقف دا؟

يستند رامي الى مسند الاريكة, ويضع رجلا على رجل, ويقول بلهجة اديب مشهور وبكل ثقة:

ـ الكاتب يا بنتي دي شغلته, يسبر اغوار النفس البشرية, يخش جوا الاحاسيس, وجوا الروح [تهز راسها مبتسمة] ويخش جوا,,,

تقاطعه ثانية وتقول بلهجة ساخرة:

ـ ايه دا يابني؟ هو كله يخش جوا كله؟ ههه ممكن تهمد شوية؟ يابني انا مش صحفية عايزة اعمل معاك لقاء, كلمني عادي وبلاش رخامة ههه.

ـ هههه طيب حاضر, يا بنتي دي اللي اسمها الموهبة.

ـ الموهبة موهبة القدرة على الكتابة والصياغة والتخيل, بس انك تتخيل طريقة تفكير حد وايمتا بيتأتأ وهو يتكلم وايمتا بيتكلم بطلاقة وهايكون موقفه ايه لو تعرض لكذا, دي خبرة او معرفة مش موهبة, ولا انا غلطانة؟

ـ طبعا غلطانة, الموهبة بتجمع كل دول, لو ما كانتش موهبة اي حد يقدر يكتب رواية.

تفكر, كلام رامي سليم, تبتسم وتميل راسها بدلال قائلة:

ـ صح ي جوز اختي.

ـ ههه وبالنسبة للاشخاص مفيش حد ممكن يعلم الغيب ويعرف ان الشخص دا هايتصرف كدا في الموضوع كزا, وهنا الموهبة بتتدخل.

تبتسم صفاء وتسال بطفولية:

ـ انت بتخرف بتقول ايه؟ هي مش الكتابة بيسموها خلق وابداع؟

ـ ايوا.

ـ يعني انت اللي بتخلق الشخصية وتتخيل هي بتفكر ازاي وبتتصرف ازاي والى اخره.

ـ ايوا بس حتما بتكون الشخصية مرت عالكاتب خلال حياته, يعني ممكن اخلق شخصية بس اسقط عليها سلوك شخصية انا اعرفها واتخيل واطور من سلوكها بشكل درامي مثير, فالكاتب بيتخيل اشخاص حقيقيين, هو ما بيخلقش شخصيات الرواية من العدم, هم موجودين عنده في مكان العمل وفي القهوة, في الحي, في الجامعة والمدرسة, الكاتب بيخلق الاحداث والسلوكيات وبيحط المواقف والبدايات والنهاية بس.

تسال صفاء بابتسامة ماكرة:

ـ اممم طيب, معروف ان كل كاتب بيحب يحصل على اهتمام الناس بكتاباته, فكرت مرة تنشر قصص جنسية في موقع مثلا؟

كان سؤالها بمثابة هزة اربكت رامي, ينظر الى سطح الطاولة بعمق ليستوعب الهزة الصغيرة, ثم يرفع راسه وينظر في عينين صفاء ويقول مبتسما:

ـ بصراحة فكرت بس رجعت وطردت الفكرة ههه.

يتلألأ في عينيها السؤال بابتسامة مكر:

ـ اممم ليه؟

ـ يعني, اعتقد ان القصص الجنسية جمهورها ناس جهلة مش متعلمين ولا مثقفين.

ـ وعرفت ازاي؟ ههه.

يظهر عليه قليل من الارتباك ويقول:

ـ أأ يعني مجرد تخمين, بعدين انتي ملاحظة انك انتي اللي بتسالي وبس؟ وانا ماليش دور اسال يعني ولا ايه؟

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ معاك حق, تفضل ايها الاديب ههه.

يبتسم قائلا:

ـ وانتي تقري في الرواية, تقمصتي دور حد؟

يحمر خدان صفاء للسؤال الذي يحمل في طياته حصولا على اعتراف حسي, تصمت قليلا, هل تجيبه بصراحة كما هي معتادة ام تخفي عنه مشاعرها وتكذب عليه كما كذب عليها بالنسبة للنشر؟ قررت الاجابة بصراحة, فصفاء فتاة تلقائية ذكية لا تعترف بالكذب كتبرير اي مصلحة, تبتسم وتهمس:

ـ شوف ي رامي ي جوز اختي ههه, اي حد بيقرا رواية بيعيش احداثها بتفاصيلها, وبيستمتع لو كانت ممتعة, وبتاثر فيه اكيد.

وتسكت, رامي يحدق بعينيها منتظرا الاجابة التي يريدها, فقرر اللف حول السؤال ليحصل على اجابة, يقول:

ـ اممم واستمتعتي؟

تنظر في عينيه وترشف رشفة بيرة وتهمس مبتسمة:

ـ اه ههه.

ـ معنى كدا ان الخيانة في الرواية حلوة ههه.

ـ طبعا, لان الخيانة هنا كسر الظروف السيئة والانطلاق باتجاه الشغف الممتع ههه.

ـ اممم تفتكري "الشغف الممتع" يستحق الخيانة؟

تنظر في عينيه بدهشة لسؤاله الفلسفي, تهمس مبتسمة:

ـ هاجاوبك جوابين لنفس السؤال, الاول,,,

يقاطعها ضاحكا:

ـ هههه ايه دا؟ احنا هانخش في درس فلسفة ولا ايه؟

ـ هههه لاء بس فعلا سؤالك له جوابين مش بينفصلوا عن بعض ي جوز اختي ههه.

ـ تفضلي يا اخت مراتي ههه.

تبتسم قائلة:

ـ ههه الاول, لو الزوجة او الزوج ما بينسجمش ابدا مع الطرف التاني, وطبيعته انه ممل وما بيتجاوبش مع التغيير والتجديد تبقى الخيانة هي الحل المبرر,,,

يقول رامي قبل ان تكمل صفاء:

ـ حلو اوي, والتاني؟

ـ التاني بقا, تعالا ما نسميهاش خيانة, ونبعد بالتصور والنقاش عن ربط الحدث بالدين او بالعادات, قدامنا حالة من عدم التوافق بين الطرفين, الحالة دي عايزة حل عشان نصنع التوافق, طرف منهم ما يقدرش يتماشى مع الحل, طبيعته كدا, تربيته كدا, يبقى اصبح عندنا مشكلة مش بس حالة, وعلشان طرف منهم هو جزء من المشكلة دي, يبقى من حق الطرف التاني يدور عالحل برا, لانه ببساطة عايز يتمتع في حياته وحاول يتمتع مع الطرف الاول بدون فايدة, زي اللي طول الوقت متدايق في بلده, فبيهاجر يدور على حياة اجمل برا بلده, في الحالة دي بيكون خان بلده؟

تظهر الدهشة على ملامح رامي اعجابا بمنطق صفاء فيصفق بيديه باعجاب ويقول:

ـ انتي مش طالبة فلسفة, انتي فيلسوفة بجد, وانا باعتبر نفسي محظوظ جدا انك بتقربيني ههه.

ـ ههه ميرسي, وانا كمان محظوظة جدا انك بتقربني لان جوابي الفلسفي دا جه من قصتك اللي كلها احداث ممتعة ومنطقية ومبررة بشكل فلسفي انساني قبل ما تكون مجرد رواية للتسلية والاستمتاع.

ـ يلا بينا نروح ههه.

ـ ههه يلا.

وصلا البيت وفتح رامي بمفتاحه, يدخلان فتنزع صفاء عنها حجابها بسرعة قائلة:

ـ اففف ايه دا؟ انا برأيي ال**** مش فرض.

يضحك رامي قائلا:

ـ هههه اومال سنة؟

ـ ولا سنة, دا لباس عادات متوارث مش لباس ديني, انا قريت عن كدا لشيوخ ومفكرين كتير.

ـ سيبك من الشيوخ والمفكرين وخلينا ناخد دوش نريح شوية.

ـ طيب انا الاول ههه.

ـ ههه لا انا الاول.

ـ لاء انا.

وتسرع لتدخل الحمام, تستحم وتردد اغنية داخل الحمام, رامي جالس في غرفة المعيشة "الانتريه", خرجت صفاء من الحمام تلف جسدها الممتليء بفوطة "منشفة" لا تغطي سوى نهديها حتى نصف فخدتيها, ينظر رامي اليها بصمت, فباب الحمام يقابل احدى زوايا غرفة المعيشة والتي فيها كنبة مفردة يجلس عليها رامي, تسرع في مشيتها الى غرفتها المقابلة لباب الحمام, ينهض رامي وياخذ دوش سريع, ويخرج بشورت ناعم قصير لمنتصف الفخدتين, بحيث يظهر تفاصيل زبه الى حد ما, وتشيرت واسع ناعم, يتوجه الى الانتريه حيث تجلس صفاء على كنبة مزدوجة بقميص بيتي لفوق الركبة بقليل دون اكمام, يجلس رامي بجانبها ويتحدثان, ينظر في عينيها متأملا,,,
الى اللقاء في الحلقة القادمة
جمالوووووووووووووووووووووووووووو
 
  • عجبني
التفاعلات: Hayde
  • عجبني
التفاعلات: Hayde
  • عجبني
التفاعلات: Hayde
القصة جميلة والحوارات ممتازة لمن هناك امر متناقض في الرواية. في البداية انت تحدثت عن الابطال انهم متحررين وذكرت لباسهم بالتفصيل وان البطل دخل مع صفاء المطعم وانهم طلبوا بيرة وفي النهاية عندما دخلت البيت خلعت صفاء ال** !من اي اتى ال** ؟
ال
متشكر اوي لملاحظتك, بس اعتقد مفيش تناقض, هم الستات دول بيلبسوا برا البيت جينز وبلوزة "تشيرت" كم طويل و**** راس, زي اغلب البنات يعني, شاكر مرورك الراقي
 
  • عجبني
التفاعلات: Hayde
  • عجبني
التفاعلات: Hayde
  • عجبني
التفاعلات: Hayde
يكتب الجزء الجديد هنا كا تعليق
ثم تبلغنا في الموضوع الموحد للدمج


الموضوع 'تواصل مع مشــرفي أقسام القصص | الموضوع الموحد للتبليغات (الدمج والتعديل)نسخة جديدة' https://xn--mgbkt9eckr.net/threads/تواصل-مع-مشــرفي-أقسام-القصص-الموضوع-الموحد-للتبليغات-الدمج-والتعديل-نسخة-جديدة.83119/
اوكي تم
 
  • عجبني
التفاعلات: Hayde و ki1inG
  • عجبني
التفاعلات: Hayde
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
الساعة الرابعة من مساء احد ايام يونيو "حزيران" الحارة جدا, صفاء في غرفة مكتب رامي زوج اختها, المكتب مستقل في الطابق الارضي ولا غرف اخرى معه سوى حمام صغير اقتطعهما رامي ليتخذ هذا الطابق للاختلاء بنفسه وكتابة بعض القصص, فهو يكتب القصص والروايات اضافة الى كونه مدرسا, فالمنزل الأساسي في الطابق الأول فوق المكتب "غرفة ضيوف ويسارها حمام بابه يفتح على موزع, باب غرفة نوم رامي وزوجته مقابل باب الحمام, ويسار الحمام باب غرفة نوم اصغر لصفاء ملاصقة لغرفة نوم رامي", تقف صفاء امام اللابتوب خاصة رامي تتفرج وتقرأ بارتباك ووجه احمر, يدخل رامي نازلا من البيت في الطابق الاول, يرتدي شورت وتشيرت كت, ليظهر جسده الرياضي البرونزي.

ـ ايه دا ي صفاء؟ انتي بتتجسسي عليا؟

قال رامي بلهجة تخلو من التوبيخ لكنها ايضا تخلو من التساهل, تجفل صفاء ويحمر وجهها بقليل من الخجل, وتخفي موبايلها تحت الاوراق في يدها, تقول بتلعثم متشاغلة برزمة الاوراق في يدها:

ـ أأ لاء ابدا, اتجسس عليك دا ايه؟ انا بس كنت جاية اخد شوية اوراق اتمرن عليهم للامتحان, اصل بكرا اخر امتحان في الفاينال, فشفت الرواية دي, وبصراحة شدتني ههه.

ينظر رامي الى شاشة اللابتوب خاصته والتي يظهر فيها ملف وورد مكتوب فيه جزء من رواية جنسية غير مكتملة, الملف مفتوح على الصفحة رقم "7", يغلق اللابتوب بسرعة وقليل من الارتباك ويقول بشيء من القلق:

ـ طباا, انتي بقالك قد ايه قدام اللابتوب بتاعي يا بت؟

تبتسم صفاء وهي تداعب شعرها الكيرلي المنكوش حول وجهها الابيض الصافي المستدير, وتقول بشغب:

ـ اممم مش كتير ههه.

ـ معقولة قريتي سبع صفحات؟

ـ اه هم يا دوب شبع صفحات اللي قريتهم ههه.

تسود لحظات صمت بينهما, كلاهما يشعر بالحرج, كلاهما مذنب في نظر الاخر, رامي لانه ضبط بتهمة كتابة رواية جنسية للقراء, وصفاء لانها ضبطت تقرأ في الرواية بتهمة التجسس وقراءة الجنس, ينظر رامي الى ورقة صفراء مربعة الشكل مقلوبة بجانب اللابتوب, يظهر الارتياح على ملامحه ويتنفس الصعداء اذ ان صفاء لم تقلب هذه الورقة ولم ترى المكتوب فيها, ساد صمت مزقته صفاء حين قالت وهي تبتسم بوجه احمر:

ـ اممم, رامي انت بتكتب قصص زي دي من زمان؟

يزداد ارتباك رامي, ويتظاهر بالغضب الخفيف من صفاء, ويقول بلهجة ولي الامر الحريص عليها:

ـ وانتي مالك؟ انتي عايزة تناقشيني بالقصص الاباحية كمان؟ بالزمة مش مكسوفة من نفسك؟

تبتسم وتتماسك قائلة:

ـ لاء طبعا مش مكسوفة, لان في حالة زي دي الحق مش عالقاريء, الحق عالكاتب, ولا انا غلطانة؟ ههه.

ينظر الى جسدها المتناسق حيث كانت تلبس قميص بيتي قصير لما فوق الركبة بقليل بلا اكمام, بخيطين عريضين على الكتفين, وفتحة صدر تظهر اقل من نصف نهديها الكبيرين, ومثلها من الخلف ويقول بشبه ابتسامة:

ـ وهو القاريء مباح له يقرأ كل حاجة؟ حتى لو كانت ادب اباحي؟

تقول بابتسامة عريضة تضيء وجهها الجميل:

ـ طب وهو الكاتب مباحله يكتب كل حاجة حتى الادب الاباحي؟ بص ي جوز اختي, القاريء بيقرأ كل حاجة بيقدمها له الكاتب, فلو في ذنب هايكون الذنب ذنب الكاتب زي ما قلتلك يا ابيه ههه.

يبتسم لمشاكستها ويقول ملطفا الجو:

ـ طب باقوللك ايه ي صفاء ياختي؟ مش انتي زي اختي بالزبط؟

تقول ببسمة عذبة:

ـ تبعا "طبعا بدلع".

ـ اممم طيب انا هاسامحك انك تجسستي عليا, و,,,

تبتسم وتقاطعه مشاغبة:

ـ والنبى؟ لا ي شيخ هههه, طب انا مش عايزاك تسامحني, ووريني هاتعمل ايه بقا؟ ههه.

ـ صفاء, بلاش غلاستك دلوقت واسمعيني كويس يا بت.

تقول بشغب:

ـ بت لما تبتك, تكلم بادب ي واد هههه.

يقرصها بخدها مداعبا فتتاوه بصوت خفيف ويقول مبتسما:

ـ ههه طيب مقبولة منك "ي واد" المهم اسمعيني كويس.

تنظر بعينيها السوداوين الى عينيه فوقها كونها فتاة اقصر من المتوسط قليلا "165 سم" تقريبا, وتقول بلهجة ساخرة محببة:

ـ اديني باسمع.

يبتسم ويقول:

ـ اممم بلاش سارة تعرف موضوع الروايات الجنسية دي ها؟

تغمزه بشغب وتقول مبتسمة:

ـ وفيها ايه لو عرفت؟ مادام انت مقتنع باللي بتعمله عادي تعرف.

يقول بعد ان يبلع ريقه:

ـ اممم صحيح بس انتي عارفة مكانتي عندها, كوني باكتب قصص وروايات ومعروف شوية عالسوشال ميديا وبجيني فلوس من كتاباتي, وسارة بتعتبر دا مصدر فخر ليها, وبصراحة مش حلوة تعرف اني باكتب قصص اباحية, لانها يمكن تزعل مني ويبقى موقفي بايخ قدامها, وانا مش عايز كدا.

ـ لاء سارة مش ممكن تزعل من حاجة زي دي, لانها متحضرة ومتفهمة وافكارها متحررة زيك وزيي بالزبط, غير كدا سارة بتتبسط للتغير وكسر الروتين وممكن تستفيد من قصصك دي هههه.

ـ ههه ممكن, بس اننا نفكر بالتغيير ونطبقه حاجة واننا نكتبه رواية حاجة تانية, لان ساعتها هايتولد في دماغها الف سؤال, بتكتب لمين؟ بتنشر اللي بتكتبه ولا لاء؟ ولو لاء بتكتب ليه؟ ومين من "الفانز" بتوعك طلب تكتب في الجنس؟ ولو قلتلها اني باكتب لنفسي عشان اطبق اللي باكتبه معاكي مش هاتصدق, وهاتقوللي زي عادتها لما تزعل "الافكار بتتكتب تدوين ونقاط مش قصص وروايات يا فالح" [تضحك صفاء] وبيفضل احتمال كبير انها تزعل, ودي مش حاجة سهلة بالنسبة لي, انتي عارفة سارة بالنسبة لي ايه, دي مش مجرد زوجة, دي دنيتي كلها, هي زوجتي وحبيبتي واهلي واحلى حاجة حصلتلي ف حياتي.

ـ اللاه اللاه ايه الحب دا كله؟ هههه, اممم طيب, انا مش هاقوللها حاجة [تبتسم بمكر] بس بشرط.

تتسع عينان رامي دهشة ويقول مبتسما:

ـ ايه دا؟ انتي عايزة تتشرطي كمان؟ ما تنسيش ي حلوة اني ضبطتك متلبسة بالتجسس عليا وعلى خصوصياتي, ودي حاجة خطيرة عند سارة, يعني لو قلتي هاقول هههه.

تضحك صفاء بصوت عالي فهي مرحة جدا, وتقول بدلع:

ـ هههه تيب ي حلو, قول وانا هاقول, وهانشوف مين اللي بيدان اكتر هههه.

يضحك رامي ويقول مستسلما:

ـ دا انتي لئيمة بشكل هههه.

ـ الحياة عايزة كدا يابني ههه.

ـ طيب امري للة, اشرطي ياختي.

تنظر بعينيها في اتجاهات متعددة بدلال وشغب وتقول:

ـ هو شرط واحد بس, عايزاك كل ما تكتب رواية زي دي تديني اقراها, كل فصل بفصله ههه.

تظهر الدهشة على ملامح رامي, يقول بارتباك خفيف:

ـ ايه؟ اختشي ي بت, عيب تقري حاجات زي دي.

تقول صفاء بخبث مبتسمة:

ـ بجد؟ ومش عيب تكتب حاجات زي دي؟ وللا بتتسلى حضرتك؟ هههه.

يبتسم رغم حنقه عليها ويقول:

ـ أأ ايوا باتسلى, وبصراحة كدا, انا باكتب ليا انا وبس, يعني باتخيل علشان ابتكر حاجات جديدة واطبقها مع اختك, ارتحتي كده؟ ههه.

رامي وزوجته سارة واختها صفاء متحررون فكريا وفي لباسهم داخل البيت [قمصان نوم او شورت وتشيرت او قمصان بيتية قصيرة بلا اكمام] ولكن بحدود اللياقة الاجتماعية, اما خارج البيت فسارة وصفاء تلبسان الجينز الضيق والبلوزة الكم الطويل وال****, ويؤمنون بمبدأ "انت حر ما لم تضر" فيتحدثون بكل المواضيع بمنتهى الصراحة, ومنها موضوع الجنس "ولكن بحدود وقيود خاصة مع صفاء" لخصوصية وضعها كاخت الزوجة وكمطلقة, تقول صفاء بلهجة من يمسك عالاخر ممسكا:

ـ ما بلاش الشويتين دول يا رامي ياخويا, اللي عايز يبتكر بيبتكر من غير ما يوثق ابتكاره هههه.

يضحك رامي قائلا:

ـ قلتلك انتي لئيمة هههه.

ـ ايوا انا لئيمة بقا, ودا شرطي ومش هاتنازل عنه ههه, قلت ايه؟

ـ يا بنتي ما ينفعش كدا, انتي زي اختي وانا باغير على اختي, ومش موافق انك تقري روايات جنسية.

تقول باستغراب:

ـ ايه؟ بتقول ايه حضرتك؟ معقولة؟ رامي الكاتب المثقف المتحرر [ترفع يديها على امتدادهما للتفخيم الساخر] اللي رواياته مالية المواقع الثقافية, يفكر بالطريقة دي؟ وايه الفرق بين الراجل والست في دا؟ فين مبادئك وافكارك؟ انت مش ملاحظ انك ارتكبت غلطة مزدوجة دلوقت؟

يحدق رامي بها مستغربا ويقول:

ـ مزدوجة كمان؟ ايه هي الغلطة المزدوجة دي يا هانم؟

تقول بشيء من الغضب:

ـ مهو معنى كلامك دا ان عندك مسموح للشاب ومش مسموح للبنت, وتانيا انت حامل مباديء وافكار تحررية وبتعمل عكسها, أي دا؟ ايه الازدواجية بنت الكلب دي؟ بس انتو صنف الرجالة كدا.

كانت ردة فعلها فيها شيء من العنف, فهي من انصار المساواة بين الرجل والمرأة, ثم ظهرت سحابة حزن خفيفة على وجهها, يتاثر رامي, فصفاء اخت زوجته مطلقة بسبب عدم الانجاب ولان زوجها "طلع ندل" كما كررت اكثر من مرة, وقد كانت امها "حماته" وهي على فراش المرض قبل وفاتها توصيه هو وزوجته سارة عليها وتشدد على ذلك, فصفاء مدللة جدا وكما يقال "دلوعة العيلة" طالبة جامعية احبت طالبا معها في الجامعة وتزوجا قبل ان ينهيا دراستهما ثم طلقها في غاية النذالة, وبعد وفاة امها انتقلت للعيش مع اختها سارة وزوجها رامي في شقته المستقلة المبنية على حديقة جميلة, كي تتسلى وتتناسى مأساتها وتكمل دراستها الجامعية, وكي ترتاح من دفع اجار البيت الذي كانت تسكنه هي وامها, لذلك كانت مثل اخته الاصغر وبقيت مدللة عند رامي وزوجته, رغم فرق السن البسيط بينها وبين رامي, فهي ابنة واحد وعشرين عاما ورامي ابن سبعة وعشرين عاما, اما سارة فهي اصغر من رامي واكبر من صفاء, عمرها عشرون عاما, تأثر رامي لسحابة الحزن التي طغت على ملامح صفاء ومد يمناه يتحسس شعرها الكيرلي, وامسك بدقنها مدللا وقال ملاطفا:

ـ حيلك حيلك, ايه دا يا بت؟ انتي قلبتيها دراما بسرعة كدا؟ ههه, بعدين مش كل الرجالة زي بعض وانتي عارفة دا كويس, ولا عندك راي تاني؟

تحاول الابتسام وتقول بدلال غاضب:

ـ اممم مش عارفة.

يمازحها ليزيل عنها سحابة الحزن فيقول مبتسما:

ـ كدابة عارفة, يعني انا زي طليقك الزفت سمير؟ ههه.

تبتسم وتقول:

ـ لاء بس يبدو عندك نظرة متعالية عالمرأة.

ـ لا والنبي بس انتي تعرفي قد ايه انا حريص عليكي, وقد ايه باحبك وباغير عليكي, انتي اختي الصغيرة الحلوة اللي باخاف عليها من نسمة الهوا.

تقول باحتجاج:

ـ تاني ي رامي؟ لسة بتتكلم بالاسلوب دا تاني؟ تخاف عليا دا ايه؟ شايفني طفلة قدامك ولا مجنونة؟

يقول رامي مبتسما:

ـ لتنين ههه.

تبتسم قائلة:

ـ رخم, بص ي حبيبي, انا عارفة ان دي مش افكارك ولا مبادئك, ولا دي نظرتك للحياة وللمرأة, ف قوللي بقا, ايه الحكاية؟

يحك رامي راسه بقلق ويقول:

ـ لا حكاية ولا رواية, بصراحة انا باخاف عليكي, باخاف تأثر فيكي الروايات دي, بس.

ـ لا ما تخافش ياخويا, انا واعية وعارفة انا باعمل ايه, ولي افكاري ومبادئي, ها موافق اقرا قصصك وللا نروح النيابة كلنا بقا؟ ههه.

ـ هههه يخرب بيت كدا, خلاص ي ستي موافق, ارتحتي كدا؟

ـ ههه ايوا ارتحت, الا قوللي ي رامي,,,

ـ ي رامي [يبتسم].

ـ رخم ههه.

ـ غلسة ههه.

ـ لاء بجد قوللي بقا,,,

ينظر في عينيها منتظرا سؤالها, تقول:

ـ ايه اللي خلاك تكتب قصص زي دي؟ يعني انت تحب تكتب رواية جنسية؟ عندك شغف لكدا وللا ايه العبارة بالزبط؟ هههه.

سادت لحظات صمت مزقها رامي قائلا:

ـ بصراحة كل كاتب او شاعر بيحب يكتب في كل حاجة ومنها الجنس طبعا, ودا لارضاء نفسه بفنون الكتابة اولا, وتانيا من ناحية تانية ايوا في شغف الى حد ما.

تبتسم صفاء وتقول:

ـ اها يعني انت من زمان بتكتب في الجنس.

يهز راسه موافقا:

ـ من حوالي سنة.

ـ وبتكتب في كل انواع الجنس ولا نوع محدد بس؟

ـ لاء باكتب في انواع مختلفة, يعني اللي بيحصل بين اي بنت وشب او راجل وست, زي الخيانة الزوجية او الحب المسروق, او التحرشات في الاوتوبيس والمترو والسوق, او علاقة غير شرعية بين أي تنين.

ـ اممم حلو, يعني كل القصص عندك في ملفات؟

يصمت رامي قليلا ثم يقول مبتسما:

ـ ايوا فيه مجلد خصوصي للقصص دي ههه.

ـ دا جميل اوي اوي, يبقى لازم اقراها كلها ههه.

ـ معنى كدا ان اللي قريتيه في الرواية اللي انا شغال فيها دي عجبك.

يحمر خدا صفاء ارتباكا او نشوة, تقول ببسمة عذبة:

ـ اممم بصراحة,,, انت مبدع ههه.

ـ تسلمليلي ي قمر, ومن دلوقت انتي بقيتي اهم واول زبون قصص جنسية عندي هههه.

ـ اممم هو عندك زباين تانيين ولا ايه؟

يتدارك رامي خطأه بسرعة ويقول مبتسما:

ـ باقوللك انتي اول زبون, هم فين التانيين بقا يا عبيطة؟

ـ هههه طيب, بس حسك عينك تكتب رواية وما تدينيش اقراها واديك رايي فيها كمان.

يحدق بها مستغربا ويقول:

ـ وكمان عايزة تناقشيني باللي باكتبه؟

ـ طبعا اومال, يمكن يكون لي راي يعجبك وتعدل في الرواية بشكل اجمل ههه.

يقول رامي بقليل من الجدية:

ـ لاء بقا, انتي عايزة تناقشيني بالجنس كمان؟

تضحك صفاء قائلة:

ـ هههه لاء يا حبيبي, انا عايزة اناقشك في الجانب الادبي والفني في الرواية الجنسية, فارجو توخي الدقة فيما تقول يا هذا هههه.

يضحك لمشاكستها بالفصحى ويقول:

ـ هههه ولو كان يا رخمة, لاء انا مش موافق على كدا.

تقول صفاء بابتسامة دلال:

ـ بلاش, انت الخسران, تنساش اني مثقفة زيك وباتذوق الادب والفنون ولي راي مفيد جدا, غير عن اني بادرس فلسفة, يعني اقدر افهم الدوافع والمبررات, المهم, انا طالعة اوضتي عايز مني حاجة قبل ما اروح؟

يبتسم ويحك راسه قائلا:

ـ اممم ايوا, عايزك تعمليلي نص كيلو قهوة من اديكي الحلوين ههه.

تضحك صفاء وتهمس له بشغف:

ـ اوبااا نص كيلو قهوة مرة وحدة؟ تبقى عايز تفتري في الرواية الجديدة دي بقا هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه طبعا, عايز القارئة الوحيدة عندي تتجنن ههه.

ـ كده انت خطر عالشعب هههه.

ـ هههه وليه بقااا؟

ـ عشان دي رواية بتحكي عن الخيانة الزوجية, ولو تنتشر هاتخلي كل الازواج والزوجات يخونوا بعض هههه.

ـ هههه لاء مش للدرجة دي.

ـ واكتر كمان, انت اسلوبك مؤثر مش زي الحكواتي, انت بتحط افكار ووجهات نظر تاثر في الناس, انت اخطر واحد عالشعب المصري ههه.

ـ طب يلا يا بت بلاش غلاسة ههه.

ـ ههه ماشي يا ابيه, هاجيبلك نص كيلو قهوة, عايزاك تمخمخ وتزبط المواضيع ي عم هههه.

ـ طب يلا انجزي وكفاية رغي بقا, روحي اعملي القهوة وبلاش رخامة, خليني الحق اكتبلي شوية قبل ما تيجي اختك من الاكزخانة.

تقول بشغب:

ـ هههه عينيا يا باش كاتب, واحلى نص كيلو قهوة للمعلم رامي.

يضحكان وتغادر صفاء صاعدة الى الشقة, اعدت لرامي القهوة ونزلت الى المكتب وضعتها على طاولته وهي تدندن بلحن اغنية قديمة, واسترقت نظرة الى اللابتوب وابتسمت وغادرت الى غرفتها, اغلقت بابها عليها بالمفتاح من الداخل, فتحت اللابتوب خاصتها واخرجت موبايلها من بين الاوراق, رامي لا يدري انها كانت قد صورت اسم الموقع ورابطه, والاسم المستعار الذي يدخل به الى الموقع "اسير الشغف" والمكتوبان على الورقة الصفراء المربعة التي كانت مقلوبة بجانب اللابتوب, فقد رات ما فيها وصورته وعادت وقلبتها كما كانت كي لا يشعر رامي بذلك, دخلت الموقع, وعملت تسجيل باسم "سناء" واخذت تتصفح الموقع, لاول مرة صفاء تدخل مواقع قصص جنسية, كانت قبل ذلك تدخل مواقع فيديوهات اباحية لتروي عطش كسها المحروم بالعادة السرية, لكن لم يكن يخطر ببالها مواقع القصص, وكم كانت مذهولة لما تقرأه في الموقع من قصص ساخنة جعلت كسها يترطب بماء الشهوة, فخلعت قميصها لتغدو عارية ملط, فهي عادة لا تلبس أي شيء تحت قمصانها البيتية او قمصان نومها او حتى تحت الجينز حين تخرج من البيت, فهي لا تحب الاندر ولا الستيانات, وتعلمت ذلك من اختها سارة التي ناردا ما تلبس اندر او ستيانة, وحتى رامي فهو منسجم تماما مع سارة في هذه التوجهات التحررية فهو في الغالب لا يرتدي بوكسر تحت الجينز حين يخرج من البيت, صفاء تقلب صفحات الموقع, يا للهول, قرات عنوان "قصص محارم" ودخلت بجسد يرجف شبقا وارتباكا, قرأت ما عصف بعقلها وجسدها, من قصص عن الاخ والاخت, الاب والابنة, الام والابن, العمة, الخالة, زوجة العم او الخال, زوج العمة او الخالة, اخت الزوجة, اخو الزوج, وغيرها مما جعلها تداعب كسها بشغف حتى كادت ان تصل رعشتها, فرفعت يدها عنه, فصفاء لا تحب العشوائية او التسرع في الجنس او العادة السرية, انها مزاجية جدا في الجنس كاختها وزوج اختها, جعلت تفكر, هل يوجد فعلا جنس بين المحارم؟ وكيف يحدث ذلك وهو من اشد الخطوط الحمراء؟ وان لم يوجد جنس محارم الا ما ندر, فهذه القصص تدل على رغبة كتابها وقرائها الشديدة لجنس المحارم, ومن لا يستطيع ممارسة ما يرغب به يلجأ الى الكتابة عنه او القراءة, وهل يكتب رامي قصص محارم؟ عملت بحثا على "اسير الشغف" وعلى كل كتاباته, لم تجد له اي رواية عن المحارم, لكنها قرأت له الكثير من القصص المثيرة والتي تجعل كسها يزداد بللا وتزداد هي شبقا وشغفا, كالخيانة الزوجية والجنس العابر في شقة لمطلقة او ارملة او تحت جسر او حتى داخل عربة قطار مسافر ليلا, او بين شاب وجارته او اخت صديقه او صديقة اخته, او او او الخ, ثم قطع عليها خلوتها بين القصص الاباحية طرقات على باب غرفتها فهتفت من الداخل:

ـ ايوا مين عايزني الساعة دي؟

ـ يلا حبيبتي تعالي علشان نعمل عشا ونقعد مع بعض.

كان صوت اختها سارة, التي حضرت من عملها في الصيدلية, سارة امرأة تعشق الجنس بكل اشكاله وتحب التغيير والتجديد فيه, لم تدري صفاء كيف مر الوقت سريعا حتى السادسة مساء موعد عودة سارة من عملها, قالت مازحة بلهجة صبي القهوة:

ـ ايوا جااااي.

ضحكت سارة تقلب يديها وتحدث نفسها [: هههه ايه البت المجنونة دي؟] وعادت لتجلس في غرفة المعيشة "الانتريه" حيث لحقت بها صفاء وسلمت عليها, تقول سارة:

ـ انا قايمة احط الشاي, وانتي اندهي لرامي ييجي, انا ندهتله ولسة ما اجاش, شكله كدا بيفكر بكتابة رواية مهمة في اوضة النوم ههه.

تبتسم صفاء بمكر فهي التي تعرف اي رواية مهمة تلك التي يفكر فيها رامي, تقول:

ـ حاضر يا "اوختشي" انا هاروحله واجيبهولك من لغاليغه هههه.

سارة بمرح:

ـ هههه لاء الا لغاليغه, وان كان ولا بد, فسيبيلي اللغلوغ اللي في الوسط هههه.

تضحكان ضحكة فيها عهر ومرح, وتتوجه صفاء الى رامي في غرفة النوم, الباب مفتوح, تدخل صفاء فتتسمر عالباب, تبلع ريقها ويحمر خداها, رامي يغير ملابسه حيث كان عاريا من نصفه الاسفل ويدخل راسه ويديه في تشيرت في نصف جسده الاعلى, فلم ينتبه لصفاء انها تقف فاغرة فمها عالباب, تحس بالشبق لرؤية زبه النصف منتصب, ثم لا تريد ان تطيل المكوث كي لا يراها, ولان سارة تعد الطعام فيجب ان تساعدها, فتخرج وتطرق الباب قائلة:

ـ سارة بتسلم عليك وبتقوللك تعالا عشان نتعشى ي ابيه.

يبتسم قائلا:

ـ سلمي عليها وقوليلها بيقوللك حاااضر.

لم تستجيب بل توقفت قائلة:

ـ اخش عندك ولا انت مششش,,, ههه.

ـ هههه لاء خشي مش مششش ههه.

تدخل صفاء وتسأل رامي بما يشبه الهمس:

ـ قوللي ي جوز اختي, الرواية اللي بتكتب فيها دي فاضللها كتير لتخلص؟

ـ لاء, الليلة دي بتخلص, انا باكتب في النهايات.

ـ طب عايزة اسألك,,,

قاطعها رامي متضايقا من كثرة اسئلتها ومشاغبتها بحركة ادار فيها ظهرها له و صفعها بكفه على فلقة طيزها فاجفلت صائحة بدلال وقال بلهجة آمرة:

ـ طب امشي, امشي غوري من قدامي, مش وقته دلوقت.

فضحكت بصوت عالي وسارت بدلال متباطئة فصفعها ثانية على طيزها قائلا:

ـ ما تيلا يا بت, امشي بسرعة.

فاجفلت ضاحكة وضربته بقبضتها على صدره وهربت قبل ان يهم بضربها.

اعدت صفاء واختها سارة الطعام وتناولوا جميعا عشاءهم ثم نهض كل الى ما يريد انجازه.


مشهد [نقاش مثير في الروايات بين صفاء ورامي]

صباح الخميس, يوم حار, سارة وزوجها رامي يغسلان وجهيهما استعدادا لتناول الفطور, يقول رامي:

ـ يلا بقا اندهي لاختك تفطر معانا بلاش تتاخر عالكلية.

تقول سارة زافرة بشيء من الغيظ:

ـ دا انا ندهتلها ورحت صحيتها ييجي تلات مرات واهزها, وهي تصحى وترجع تنام, انا مش قادرة عالمجنونة دي.

يضحك رامي ويقول:

ـ معلش ي سارة دي اختنا الصغيرة المدللة ولازم نراعيها.

تقول سارة بضيق:

ـ طيب مادام اختك الصغيرة ولازم تراعيها, روحلها ياخويا واحملها وجيبها هنا غصب عنها زي كل مرة, دي شغلانتك بقا, مهي بتعشق النوم ومش ممكن تيجي الا محمولة ههه, يلا يا شاطر.

يبتسم رامي قائلا:

ـ حاااضر بس انتي ما تدايقيش نفسك, بلاش تروحي الاكزخانة مكشرة والزباين تهرب هههه.

تعبس في وجهه بدلال وتقول:

ـ انا وشي بيهرب الزباين؟ طيييب استنى عليا.

وارادت ان تضربه فهرب الى غرفة صفاء, يدخل فيتسمر على الباب من الداخل, صفاء تنام على بطنها وقميص نومها مرفوع الى اعلى فخدتيها البيضاوين الطريتين, وخيطه الايسر ينزل على ذراعها الايسر البض الشهي, يبلع ريقه امام هذا الجسد اللين الممتليء, فصفاء ممتلئة الجسم, طيزها اكبر من المتوسط, كذلك نهديها, ملفوفة القوام بشكل متناسق مثير, يقترب من سريرها ببطء, يفكر بالعودة الى سارة ليطلب منها ان توقظ اختها هي, فهي نائمة بشكل مثير نصف عارية, لكنه تراجع عن قراره كي لا تفسر سارة عودته بانه مثار على اختها التي هي بمقام اخته, فقرر ان يحملها وياتي بها الى المائدة, انزل قميصها الى اسفل كي يغطي فخدتيها ورفع خيطه على كتفه كما كان وحملها بين يديه, يبلع ريقه لمنظر نهديها الكبيرين تحت عينيه في فتحة صدر القميص الواسعة, استيقظت صفاء بين يديه وصارت ترافس برجليها بدلال كطفلة, تريد النزول وقالت باحتجاج ودلال:

ـ اننن رامييي, سيبني اناملي كمان شوية ي رامي وباقوم لوحدي.

يتمسك رامي بجسد صفاء اكثر, يداه تشدان على فخدتيها وظهرها فوق القميص ويقول مازحا:

ـ مش هاتفلتي, وبلاش دلع بقا, هاتتأخري عالكلية, دا احنا مستنيينك من نص ساعة.

تقول وهي تتخبط بين يديه:

ـ يا ربى, دا انا ما عنديش غير اخر امتحان بس وهايبتدي الساعة عشرة, وتبدأ الاجازة, وحياتي عندك رامي سيبني انام بس نص ساعة.

يقول وهو يحملها بين يديه ويمشي بها نحو المطبخ:

ـ لاء ممنوع النوم دلوقت ههه.

ـ طب مش انت في اجازة الصيف ومفيش تدريس؟ ما تقعد شوية عشان انام كمان نص ساعة بس, وبعدين توديني الجامعة؟ دي الساعة لسة سبعة وربع, اروح اعمل ايه في الجامعة من دلوقت؟

يصلان المطبخ حيق سارة جهزت الطعام ويقول رامي:

ـ مهو انا هاودي اختك الاكزخانة وبالمرة اوديكي الجامعة.

تقول صفاء بغنج الدلال:

ـ لاء مش هاروح, سارة قوليله يسبني اناملي كمان شوية, دا انا امتحاني الساعة عشرة.

تنظر اليها سارة وتقول:

ـ اها, انا لو اعرف كدا من الاول ما كنتش بعتته يصحيكي, ماشي حبيبتي روحي نامي كمان نص ساعة بس لازم تصحي عشان تراجعي المادة.

تضحك صفاء قائلة:

ـ حاااضر ي احلى اخت في الدنيا.

وتنظر الى رامي بطرف عينها وتقول:

ـ وانت قوم زي ما جبتني هنا محمولة رجعني اوضتي محمولة, انا مش هاروح مشي ههه.

ـ ههه حاضر يا ست هانم.

اوصلها غرفتها ورماها عالسرير وخرج قائلا:

ـ نامي ياختي, اشبعي نوم, حاجة تقرف.

تضحك صفاء وتمد له لسانها مشاغبة وتدير ظهرها وتنام.

يتناول رامي وزوجته سارة طعام الفطور ويتوجهان الى الصيدلية بسيارته, تنزل سارة ويعود رامي الى البيت ريثما تستيقظ صفاء لياخذها الى الكلية, تستيقظ صفاء وتغسل وجهها وتتناول فطورا خفيفا, وتتحدث مع رامي حول الرواية, تقول وهي تمضغ لقمة:

ـ الا قوللي ي رامي, اخبار الرواية ايه؟ خلصتها زي ما كنت متوقع؟

ـ ايوا, تفضلي.

ومد يده الى جيبه واخرج فلاش ميموري ومدها الى صفاء التي تناولتها بفرح ظاهر, وقال:

ـ الرواية كلها في الفلاشة دي.

تضحك صفاء بفرح وتقبل رامي قائلة:

ـ ميرسي اوي اوي ي ابيه ههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ طب يلا قومي فزي بقا, هاخدك الكلية ولما تخلصي الامتحان اعمليلي الووو.

ـ اوكي.

الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر, موبايل رامي يرن, صفاء, يقول:

ـ ايوا ي صفاء.

ـ يلا تعالا علشان تاخدني ونروح.

ـ وتاخرتي كده ليه؟ يعني الامتحان يخلص الساعة تناشر بالكتير, الساعة بقت وحدة ونص.

ـ هاحكيلك في السكة تعالا بقا من غير اسئلة ههه.

في سيارة رامي, صفاء تجلس بجانبه تدندن مع الاغنية الشغالة وتتراقص بمرح, رامي يضحك ويقود السيارة ناظرا الى عمق الشارع, يسالها:

ـ شكل الامتحان كان سهل, والا ما كنتيش فرحانة كدا ههه.

ـ ههه ايوا بس انا مبسوطة اكتر من حاجة غير الامتحان ههه.

ـ اها, ايه هي الحاجة دي؟

ـ قريت الرواية كلها ودا اللي اخرني في الكلية ههه.

ـ ولحقتي؟ ايمتا؟

ـ بعد ما خلصت الامتحان, رحت المختبر مع وحدة صاحبتي, فيه هناك ديسكتوب فاضي وقريتها هناك ههه.

ـ اممم طيب, ايه رايك؟

ـ اممم لما نوصل البيت هاقوللك رايي.

ـ مهو احنا مش هانروح البيت دلوقت.

تنظر اليه بدهشة وتقول بابتسامتها العذبة:

ـ اومال هاتاخدني فين؟ اوعى تكون عايز تخطفني وتطلب فدية من سارة اختي, اكمنها صاحبة اكزخانة ومعاها فلوس كتير اوي ههه.

يضحك رامي قائلا:

ـ هههه ايوا هاخطفك ونروح مطعم نتغدى سوا وهناك هاتقوليلي رايك.

يظهر الفرح على وجه صفاء وتقول:

ـ واوو, مفاجئة حلوة اوي بجد, **** ما يحرمنيش منك ي احلى اخ في الدنيا.

مطعم تظهر عليه الفخامة والعراقة, تنظر صفاء الى الطاولات الخشبية الفخمة وحولها الكنبايات المنفوخة المريحة, وزبائن ذوي ربطات عنق وسيدات تبدو عليهن اثار النعمة, ونوادل ياتون ويذهبون باناقة, وفي نهايته بار ذو خشب بني ومعلق في سقفه كاسات الشراب وعلى رفوفه تقف قناني الخمرة والبيرة, وبعض الزبائن الشبان ينظرون الى مؤخرة صفاء المستديرة الطرية ببنطلونها الجينز الضيق الذي لا تلبس تحته شيئا, والى تشيرتها الباضي الضيق ايضا بكميه الطويلين, الذي يبرز نهديها الكبيرين المتحررين من الستيانة, تميل صفاء على رامي وهما ماشيان لياخذان طاولة لشخصين, وتهمس له:

ـ رامي, المطعم دا باين انه فخم اوي, ودا معناه انه غالي اوي, يلا بينا نروح مطعم تاني ارخص.

ينظر اليها رامي ويقول مبتسما:

ـ ما يغلاش عليكي حبيبتي.

ويقرص دقنها بدلال فتبتسم وتهمس:

ـ لاء بجد, طب انت عامل حسابك؟ دا انت يا دوب حتة مدرس, ويمكن نتغدا بمرتبك الشهري كله هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه ممكن تخرسي بقا؟ بلاش هبل وخشي.

تضحك صفاء وتمشي معه بصمت حيث جلسا على طاولة لشخصين في ركن بعيد هاديء, حضر النادل وطلبا غداء وتغديا مستمتعين بالمذاق والاجواء الساحرة, يقول رامي بعد ان انهيا غداءهما:

ـ تشربي ايه يا غلسة؟

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ شربني حاجة على زوءك.

نادى النادل قائلا له:

ـ كاسين بيرة كبير لو سمحت.

النادل بابتسامة وادب:

ـ حاضر حالا.

تحدق صفاء برامي وتهمس مبتسمة:

ـ ايه, عايز تسكرني وتخطفني بجد؟ ههه.

ـ ههه ايوا, هاخطفك واخدك جوا الرواية بقا ههه.

تهمس مبتسمة:

ـ اممم اذا كان كدا اوكي ههه.

يرتشفان البيرة ببطء ويتحدثان, حيث سالها رامي:

ـ ايه اكتر حاجة عجبتك في الرواية؟

تبتسم صفاء وهي تدير كاس البيرة في يدها وتهمس:

ـ اممم بصراحة مفيش حاجة اسمها "اكتر حاجة", كل حدث وكل مكان وكل وقت وكل شخصية في الرواية لها خصوصيتها وجمالها اللي بيميزها, بس بصراحة برضو, انت سافل اوي هههه.

يضحك رامي ويقرص خد صفاء مدللا ويهمس:

ـ هههه يا بنتي دي رواية جنسية مش رواية بوليسية, يعني رواية سفالة, فلازم ابقى سافل اوي.

تهمس صفاء مبتسمة:

ـ هو انت سافل بعقل؟ هههه, بس بجد انت هايل, مبدع جدا, بارع في توصيف الاحداث والاشخاص وردود الفعل, واظن اي حد يقراها هايفكر بالانحراف ههه.

يبتسم قائلا:

ـ معنى كدا انك بتفكري بالانحراف هههه.

تضحك صفاء هامسة:

ـ اختشي يا واد ي صعلوك هههه.

ـ مش انتي اللي بتقولي؟ هههه.

ـ ههه بس واضح كمان شغفك الكبير بالجنس, وجنونك بالعلاقات الجنسية الغير شرعية هههه بدليل انك بتتعرض لادق التفاصيل في العملية الجنسية وفي وصف الاجسام, وخصوصا تصويرك الرائع لمشهد الراجل لما خان زوجته مع ست تانية ومارس معاها الجنس في شقتها في اوضة النوم وفوق السطوح وعالسلم وفي المطبخ, تفتكر ممكن الراجل يعمل دا بالتبرير المنطقي اللي انت كاتبه؟

يبتسم رامي ويهمس:

ـ طبعا ممكن لو مر بنفس الظروف.

ـ طب قوللي بصراحة, ممكن انت تخون اختي سارة وتبرر خيانتك؟

يبتسم ويهمس:

ـ بصراحة, ايوا ممكن جدا.

تتسع عينان صفاء دهشة وتقول:

ـ ايه؟ انت بتتكلم جد؟

ـ ههه طبعا بجد, بس المهم اخونها مع مين؟

تصمت صفاء قليلا قبل ان تهمس:

ـ اممم طيب, مين اللي ممكن تخون مراتك معاها؟

ـ مراتي نفسها يا هبلة ههه.

ـ اللة ازاي؟

ـ اومال انا باكتب الجنون دا ليه؟

ـ مش عارفة.

ـ بصي بقا, الواحد مننا بيحب التجديد والتغيير في كل حاجة, والجنس من ضمن الحاجات دي, وبيكره التكرار والروتين في كل حاجة والجنس كمان من الحاجات دي, وبناء عليه, لازم يفكر ازاي يجدد حياته ويخليها كل يوم مختلفة عن اللي قبله, عشان يقدر يتمتع الى اقصى حد ممكن.

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ يابني دي عموميات, دي فلسفة وانا اكتر وحدة اعرف الحاجات دي, بس انا باسالك عنك انت وسارة.

ـ مهو انتي ما سبتينيش اكمل ي غلسة ههه.

ـ طيب كمل يا رخم لنشوف اخرتها ههه.

يقول رامي بعد ان نفخ دخان سيجارته في الهواء, وهو يداعب كاس البيرة بين اصابعه:

ـ يعني لو انا وسارة فضلنا نمارس الجنس كل مرة بنفس المكان وبنفس الوقت وبنفس الاوضاع, حتما هانزهق, وهانتحول مع الوقت الى روبوتات مبرمجة في عملية مقرفة [صفاء تهز راسها بالموافقة] وبيتحول الجنس من متعة الى واجب ودا اللي بيخلي الواحد يخون مراته زي ما ذكرت في الرواية, لكن لو غيرنا المكان والوقت والهيئة والاوضاع هانكتشف اننا ازواج جدد, بننتقل من متعة لمتعة جديدة حلوة, زي اللي بيشم هوا في جزيرة سياحية بنتنقل فيها من غابة لمتحف لميدان لجبل وكدا, فانا باكتب كل دا عشان اطبقه مع سارة, وطبقت كتير فعلا, وكنا وما زلنا من الازواج السعداء.

ـ طب وفين الخيانة في الموضوع؟ انت لسة مش خاين هههه.

ـ هههه وهي ايه الخيانة؟ الخيانة مش بتختلف عن اللي قلتهولك دلوقت, هي تجديد وتغيير, تجديد العملية الجنسية, وتغيير الزوجة الروتينية بزوجة متجددة, او العكس بالنسبة للزوجة تغيير الزوج الروتيني بزوج متجدد, فبدال ما اخون سارة انا باخونها معاها وهي بتخونني معايا, يعني باحولها من زوجة روتينية الى زوجة متجددة والعكس ههه.

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ اقنعتني الى حد ما هههه.

ـ الى حد ما, طب حلو اوي ههه.

تقول صفاء مشاكسة:

ـ بس انت طلعت تعلب مكار يا واد هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه ليه بتقولي كدا؟

ـ الرواية تحفة رائعة جدا, مع انها ما تخلاش من الالفاظ البذيئة, ضروري يعني تسمي كل عضو باسمه الحقيقي والبلدي؟ هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه طبعا ضروري, زي ما لازم نتصرف في الممارسة الجنسية من غير كسوف, يبقى لازم نكتب في الرواية الجنسية من غير كسوف ههه.

تبتسم صفاء بقليل من خجل وتقول:

ـ ههه صح, هي طريقتك في كتابة القصص دي حلوة اوي وفيها ترابط منطقي و,,, مثيرة كمان ههه, بس اللي انا مستغرباه انت ازاي تقدر تغوص جوا الشخصيات كلها بالتفاصيل دي كلها لكل شخصية باحاسيسها ونفسيتها وطريقة تفكيرها كانك ممثل بتلعب كل الادوار بنفس الوقت.

يبتسم رامي بفخر ويقرص صفاء بدقنها مدللا قائلا:

ـ اومال, هو انا بالعب يا بت؟ ههه, مهو لازم ادخل جوا الشخصية وارسم لها طريقة تفكيرها ومزاجها ومواقفها قدام حدث معين, وردود افعالها على مواقف معينة, علشان تطلع الاحداث حقيقية و,,,

تقاطعه صفاء قائلة ببسمة لها معنى:

ـ اللة, وانت اش عرفك ان فلان بيفكر بالطريقة دي وفلانة بتتصرف بالشكل دا قدام الموقف دا؟

يستند رامي الى مسند الاريكة, ويضع رجلا على رجل, ويقول بلهجة اديب مشهور وبكل ثقة:

ـ الكاتب يا بنتي دي شغلته, يسبر اغوار النفس البشرية, يخش جوا الاحاسيس, وجوا الروح [تهز راسها مبتسمة] ويخش جوا,,,

تقاطعه ثانية وتقول بلهجة ساخرة:

ـ ايه دا يابني؟ هو كله يخش جوا كله؟ ههه ممكن تهمد شوية؟ يابني انا مش صحفية عايزة اعمل معاك لقاء, كلمني عادي وبلاش رخامة ههه.

ـ هههه طيب حاضر, يا بنتي دي اللي اسمها الموهبة.

ـ الموهبة موهبة القدرة على الكتابة والصياغة والتخيل, بس انك تتخيل طريقة تفكير حد وايمتا بيتأتأ وهو يتكلم وايمتا بيتكلم بطلاقة وهايكون موقفه ايه لو تعرض لكذا, دي خبرة او معرفة مش موهبة, ولا انا غلطانة؟

ـ طبعا غلطانة, الموهبة بتجمع كل دول, لو ما كانتش موهبة اي حد يقدر يكتب رواية.

تفكر, كلام رامي سليم, تبتسم وتميل راسها بدلال قائلة:

ـ صح ي جوز اختي.

ـ ههه وبالنسبة للاشخاص مفيش حد ممكن يعلم الغيب ويعرف ان الشخص دا هايتصرف كدا في الموضوع كزا, وهنا الموهبة بتتدخل.

تبتسم صفاء وتسال بطفولية:

ـ انت بتخرف بتقول ايه؟ هي مش الكتابة بيسموها خلق وابداع؟

ـ ايوا.

ـ يعني انت اللي بتخلق الشخصية وتتخيل هي بتفكر ازاي وبتتصرف ازاي والى اخره.

ـ ايوا بس حتما بتكون الشخصية مرت عالكاتب خلال حياته, يعني ممكن اخلق شخصية بس اسقط عليها سلوك شخصية انا اعرفها واتخيل واطور من سلوكها بشكل درامي مثير, فالكاتب بيتخيل اشخاص حقيقيين, هو ما بيخلقش شخصيات الرواية من العدم, هم موجودين عنده في مكان العمل وفي القهوة, في الحي, في الجامعة والمدرسة, الكاتب بيخلق الاحداث والسلوكيات وبيحط المواقف والبدايات والنهاية بس.

تسال صفاء بابتسامة ماكرة:

ـ اممم طيب, معروف ان كل كاتب بيحب يحصل على اهتمام الناس بكتاباته, فكرت مرة تنشر قصص جنسية في موقع مثلا؟

كان سؤالها بمثابة هزة اربكت رامي, ينظر الى سطح الطاولة بعمق ليستوعب الهزة الصغيرة, ثم يرفع راسه وينظر في عينين صفاء ويقول مبتسما:

ـ بصراحة فكرت بس رجعت وطردت الفكرة ههه.

يتلألأ في عينيها السؤال بابتسامة مكر:

ـ اممم ليه؟

ـ يعني, اعتقد ان القصص الجنسية جمهورها ناس جهلة مش متعلمين ولا مثقفين.

ـ وعرفت ازاي؟ ههه.

يظهر عليه قليل من الارتباك ويقول:

ـ أأ يعني مجرد تخمين, بعدين انتي ملاحظة انك انتي اللي بتسالي وبس؟ وانا ماليش دور اسال يعني ولا ايه؟

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ معاك حق, تفضل ايها الاديب ههه.

يبتسم قائلا:

ـ وانتي تقري في الرواية, تقمصتي دور حد؟

يحمر خدان صفاء للسؤال الذي يحمل في طياته حصولا على اعتراف حسي, تصمت قليلا, هل تجيبه بصراحة كما هي معتادة ام تخفي عنه مشاعرها وتكذب عليه كما كذب عليها بالنسبة للنشر؟ قررت الاجابة بصراحة, فصفاء فتاة تلقائية ذكية لا تعترف بالكذب كتبرير اي مصلحة, تبتسم وتهمس:

ـ شوف ي رامي ي جوز اختي ههه, اي حد بيقرا رواية بيعيش احداثها بتفاصيلها, وبيستمتع لو كانت ممتعة, وبتاثر فيه اكيد.

وتسكت, رامي يحدق بعينيها منتظرا الاجابة التي يريدها, فقرر اللف حول السؤال ليحصل على اجابة, يقول:

ـ اممم واستمتعتي؟

تنظر في عينيه وترشف رشفة بيرة وتهمس مبتسمة:

ـ اه ههه.

ـ معنى كدا ان الخيانة في الرواية حلوة ههه.

ـ طبعا, لان الخيانة هنا كسر الظروف السيئة والانطلاق باتجاه الشغف الممتع ههه.

ـ اممم تفتكري "الشغف الممتع" يستحق الخيانة؟

تنظر في عينيه بدهشة لسؤاله الفلسفي, تهمس مبتسمة:

ـ هاجاوبك جوابين لنفس السؤال, الاول,,,

يقاطعها ضاحكا:

ـ هههه ايه دا؟ احنا هانخش في درس فلسفة ولا ايه؟

ـ هههه لاء بس فعلا سؤالك له جوابين مش بينفصلوا عن بعض ي جوز اختي ههه.

ـ تفضلي يا اخت مراتي ههه.

تبتسم قائلة:

ـ ههه الاول, لو الزوجة او الزوج ما بينسجمش ابدا مع الطرف التاني, وطبيعته انه ممل وما بيتجاوبش مع التغيير والتجديد تبقى الخيانة هي الحل المبرر,,,

يقول رامي قبل ان تكمل صفاء:

ـ حلو اوي, والتاني؟

ـ التاني بقا, تعالا ما نسميهاش خيانة, ونبعد بالتصور والنقاش عن ربط الحدث بالدين او بالعادات, قدامنا حالة من عدم التوافق بين الطرفين, الحالة دي عايزة حل عشان نصنع التوافق, طرف منهم ما يقدرش يتماشى مع الحل, طبيعته كدا, تربيته كدا, يبقى اصبح عندنا مشكلة مش بس حالة, وعلشان طرف منهم هو جزء من المشكلة دي, يبقى من حق الطرف التاني يدور عالحل برا, لانه ببساطة عايز يتمتع في حياته وحاول يتمتع مع الطرف الاول بدون فايدة, زي اللي طول الوقت متدايق في بلده, فبيهاجر يدور على حياة اجمل برا بلده, في الحالة دي بيكون خان بلده؟

تظهر الدهشة على ملامح رامي اعجابا بمنطق صفاء فيصفق بيديه باعجاب ويقول:

ـ انتي مش طالبة فلسفة, انتي فيلسوفة بجد, وانا باعتبر نفسي محظوظ جدا انك بتقربيني ههه.

ـ ههه ميرسي, وانا كمان محظوظة جدا انك بتقربني لان جوابي الفلسفي دا جه من قصتك اللي كلها احداث ممتعة ومنطقية ومبررة بشكل فلسفي انساني قبل ما تكون مجرد رواية للتسلية والاستمتاع.

ـ يلا بينا نروح ههه.

ـ ههه يلا.

وصلا البيت وفتح رامي بمفتاحه, يدخلان فتنزع صفاء عنها حجابها بسرعة قائلة:

ـ اففف ايه دا؟ انا برأيي ال**** مش فرض.

يضحك رامي قائلا:

ـ هههه اومال سنة؟

ـ ولا سنة, دا لباس عادات متوارث مش لباس ديني, انا قريت عن كدا لشيوخ ومفكرين كتير.

ـ سيبك من الشيوخ والمفكرين وخلينا ناخد دوش نريح شوية.

ـ طيب انا الاول ههه.

ـ ههه لا انا الاول.

ـ لاء انا.

وتسرع لتدخل الحمام, تستحم وتردد اغنية داخل الحمام, رامي جالس في غرفة المعيشة "الانتريه", خرجت صفاء من الحمام تلف جسدها الممتليء بفوطة "منشفة" لا تغطي سوى نهديها حتى نصف فخدتيها, ينظر رامي اليها بصمت, فباب الحمام يقابل احدى زوايا غرفة المعيشة والتي فيها كنبة مفردة يجلس عليها رامي, تسرع في مشيتها الى غرفتها المقابلة لباب الحمام, ينهض رامي وياخذ دوش سريع, ويخرج بشورت ناعم قصير لمنتصف الفخدتين, بحيث يظهر تفاصيل زبه الى حد ما, وتشيرت واسع ناعم, يتوجه الى الانتريه حيث تجلس صفاء على كنبة مزدوجة بقميص بيتي لفوق الركبة بقليل دون اكمام, يجلس رامي بجانبها ويتحدثان, ينظر في عينيها متأملا,,,
الى اللقاء في الحلقة القادمة
بداية مشوقة وتبشر برواية رائعة لكاتب مبدع
بالنوفيق فيما هو قادم
 
  • عجبني
التفاعلات: Hayde
حلوة بجد
الساعة الرابعة من مساء احد ايام يونيو "حزيران" الحارة جدا, صفاء في غرفة مكتب رامي زوج اختها, المكتب مستقل في الطابق الارضي ولا غرف اخرى معه سوى حمام صغير اقتطعهما رامي ليتخذ هذا الطابق للاختلاء بنفسه وكتابة بعض القصص, فهو يكتب القصص والروايات اضافة الى كونه مدرسا, فالمنزل الأساسي في الطابق الأول فوق المكتب "غرفة ضيوف ويسارها حمام بابه يفتح على موزع, باب غرفة نوم رامي وزوجته مقابل باب الحمام, ويسار الحمام باب غرفة نوم اصغر لصفاء ملاصقة لغرفة نوم رامي", تقف صفاء امام اللابتوب خاصة رامي تتفرج وتقرأ بارتباك ووجه احمر, يدخل رامي نازلا من البيت في الطابق الاول, يرتدي شورت وتشيرت كت, ليظهر جسده الرياضي البرونزي.

ـ ايه دا ي صفاء؟ انتي بتتجسسي عليا؟

قال رامي بلهجة تخلو من التوبيخ لكنها ايضا تخلو من التساهل, تجفل صفاء ويحمر وجهها بقليل من الخجل, وتخفي موبايلها تحت الاوراق في يدها, تقول بتلعثم متشاغلة برزمة الاوراق في يدها:

ـ أأ لاء ابدا, اتجسس عليك دا ايه؟ انا بس كنت جاية اخد شوية اوراق اتمرن عليهم للامتحان, اصل بكرا اخر امتحان في الفاينال, فشفت الرواية دي, وبصراحة شدتني ههه.

ينظر رامي الى شاشة اللابتوب خاصته والتي يظهر فيها ملف وورد مكتوب فيه جزء من رواية جنسية غير مكتملة, الملف مفتوح على الصفحة رقم "7", يغلق اللابتوب بسرعة وقليل من الارتباك ويقول بشيء من القلق:

ـ طباا, انتي بقالك قد ايه قدام اللابتوب بتاعي يا بت؟

تبتسم صفاء وهي تداعب شعرها الكيرلي المنكوش حول وجهها الابيض الصافي المستدير, وتقول بشغب:

ـ اممم مش كتير ههه.

ـ معقولة قريتي سبع صفحات؟

ـ اه هم يا دوب شبع صفحات اللي قريتهم ههه.

تسود لحظات صمت بينهما, كلاهما يشعر بالحرج, كلاهما مذنب في نظر الاخر, رامي لانه ضبط بتهمة كتابة رواية جنسية للقراء, وصفاء لانها ضبطت تقرأ في الرواية بتهمة التجسس وقراءة الجنس, ينظر رامي الى ورقة صفراء مربعة الشكل مقلوبة بجانب اللابتوب, يظهر الارتياح على ملامحه ويتنفس الصعداء اذ ان صفاء لم تقلب هذه الورقة ولم ترى المكتوب فيها, ساد صمت مزقته صفاء حين قالت وهي تبتسم بوجه احمر:

ـ اممم, رامي انت بتكتب قصص زي دي من زمان؟

يزداد ارتباك رامي, ويتظاهر بالغضب الخفيف من صفاء, ويقول بلهجة ولي الامر الحريص عليها:

ـ وانتي مالك؟ انتي عايزة تناقشيني بالقصص الاباحية كمان؟ بالزمة مش مكسوفة من نفسك؟

تبتسم وتتماسك قائلة:

ـ لاء طبعا مش مكسوفة, لان في حالة زي دي الحق مش عالقاريء, الحق عالكاتب, ولا انا غلطانة؟ ههه.

ينظر الى جسدها المتناسق حيث كانت تلبس قميص بيتي قصير لما فوق الركبة بقليل بلا اكمام, بخيطين عريضين على الكتفين, وفتحة صدر تظهر اقل من نصف نهديها الكبيرين, ومثلها من الخلف ويقول بشبه ابتسامة:

ـ وهو القاريء مباح له يقرأ كل حاجة؟ حتى لو كانت ادب اباحي؟

تقول بابتسامة عريضة تضيء وجهها الجميل:

ـ طب وهو الكاتب مباحله يكتب كل حاجة حتى الادب الاباحي؟ بص ي جوز اختي, القاريء بيقرأ كل حاجة بيقدمها له الكاتب, فلو في ذنب هايكون الذنب ذنب الكاتب زي ما قلتلك يا ابيه ههه.

يبتسم لمشاكستها ويقول ملطفا الجو:

ـ طب باقوللك ايه ي صفاء ياختي؟ مش انتي زي اختي بالزبط؟

تقول ببسمة عذبة:

ـ تبعا "طبعا بدلع".

ـ اممم طيب انا هاسامحك انك تجسستي عليا, و,,,

تبتسم وتقاطعه مشاغبة:

ـ والنبى؟ لا ي شيخ هههه, طب انا مش عايزاك تسامحني, ووريني هاتعمل ايه بقا؟ ههه.

ـ صفاء, بلاش غلاستك دلوقت واسمعيني كويس يا بت.

تقول بشغب:

ـ بت لما تبتك, تكلم بادب ي واد هههه.

يقرصها بخدها مداعبا فتتاوه بصوت خفيف ويقول مبتسما:

ـ ههه طيب مقبولة منك "ي واد" المهم اسمعيني كويس.

تنظر بعينيها السوداوين الى عينيه فوقها كونها فتاة اقصر من المتوسط قليلا "165 سم" تقريبا, وتقول بلهجة ساخرة محببة:

ـ اديني باسمع.

يبتسم ويقول:

ـ اممم بلاش سارة تعرف موضوع الروايات الجنسية دي ها؟

تغمزه بشغب وتقول مبتسمة:

ـ وفيها ايه لو عرفت؟ مادام انت مقتنع باللي بتعمله عادي تعرف.

يقول بعد ان يبلع ريقه:

ـ اممم صحيح بس انتي عارفة مكانتي عندها, كوني باكتب قصص وروايات ومعروف شوية عالسوشال ميديا وبجيني فلوس من كتاباتي, وسارة بتعتبر دا مصدر فخر ليها, وبصراحة مش حلوة تعرف اني باكتب قصص اباحية, لانها يمكن تزعل مني ويبقى موقفي بايخ قدامها, وانا مش عايز كدا.

ـ لاء سارة مش ممكن تزعل من حاجة زي دي, لانها متحضرة ومتفهمة وافكارها متحررة زيك وزيي بالزبط, غير كدا سارة بتتبسط للتغير وكسر الروتين وممكن تستفيد من قصصك دي هههه.

ـ ههه ممكن, بس اننا نفكر بالتغيير ونطبقه حاجة واننا نكتبه رواية حاجة تانية, لان ساعتها هايتولد في دماغها الف سؤال, بتكتب لمين؟ بتنشر اللي بتكتبه ولا لاء؟ ولو لاء بتكتب ليه؟ ومين من "الفانز" بتوعك طلب تكتب في الجنس؟ ولو قلتلها اني باكتب لنفسي عشان اطبق اللي باكتبه معاكي مش هاتصدق, وهاتقوللي زي عادتها لما تزعل "الافكار بتتكتب تدوين ونقاط مش قصص وروايات يا فالح" [تضحك صفاء] وبيفضل احتمال كبير انها تزعل, ودي مش حاجة سهلة بالنسبة لي, انتي عارفة سارة بالنسبة لي ايه, دي مش مجرد زوجة, دي دنيتي كلها, هي زوجتي وحبيبتي واهلي واحلى حاجة حصلتلي ف حياتي.

ـ اللاه اللاه ايه الحب دا كله؟ هههه, اممم طيب, انا مش هاقوللها حاجة [تبتسم بمكر] بس بشرط.

تتسع عينان رامي دهشة ويقول مبتسما:

ـ ايه دا؟ انتي عايزة تتشرطي كمان؟ ما تنسيش ي حلوة اني ضبطتك متلبسة بالتجسس عليا وعلى خصوصياتي, ودي حاجة خطيرة عند سارة, يعني لو قلتي هاقول هههه.

تضحك صفاء بصوت عالي فهي مرحة جدا, وتقول بدلع:

ـ هههه تيب ي حلو, قول وانا هاقول, وهانشوف مين اللي بيدان اكتر هههه.

يضحك رامي ويقول مستسلما:

ـ دا انتي لئيمة بشكل هههه.

ـ الحياة عايزة كدا يابني ههه.

ـ طيب امري للة, اشرطي ياختي.

تنظر بعينيها في اتجاهات متعددة بدلال وشغب وتقول:

ـ هو شرط واحد بس, عايزاك كل ما تكتب رواية زي دي تديني اقراها, كل فصل بفصله ههه.

تظهر الدهشة على ملامح رامي, يقول بارتباك خفيف:

ـ ايه؟ اختشي ي بت, عيب تقري حاجات زي دي.

تقول صفاء بخبث مبتسمة:

ـ بجد؟ ومش عيب تكتب حاجات زي دي؟ وللا بتتسلى حضرتك؟ هههه.

يبتسم رغم حنقه عليها ويقول:

ـ أأ ايوا باتسلى, وبصراحة كدا, انا باكتب ليا انا وبس, يعني باتخيل علشان ابتكر حاجات جديدة واطبقها مع اختك, ارتحتي كده؟ ههه.

رامي وزوجته سارة واختها صفاء متحررون فكريا وفي لباسهم داخل البيت [قمصان نوم او شورت وتشيرت او قمصان بيتية قصيرة بلا اكمام] ولكن بحدود اللياقة الاجتماعية, اما خارج البيت فسارة وصفاء تلبسان الجينز الضيق والبلوزة الكم الطويل وال****, ويؤمنون بمبدأ "انت حر ما لم تضر" فيتحدثون بكل المواضيع بمنتهى الصراحة, ومنها موضوع الجنس "ولكن بحدود وقيود خاصة مع صفاء" لخصوصية وضعها كاخت الزوجة وكمطلقة, تقول صفاء بلهجة من يمسك عالاخر ممسكا:

ـ ما بلاش الشويتين دول يا رامي ياخويا, اللي عايز يبتكر بيبتكر من غير ما يوثق ابتكاره هههه.

يضحك رامي قائلا:

ـ قلتلك انتي لئيمة هههه.

ـ ايوا انا لئيمة بقا, ودا شرطي ومش هاتنازل عنه ههه, قلت ايه؟

ـ يا بنتي ما ينفعش كدا, انتي زي اختي وانا باغير على اختي, ومش موافق انك تقري روايات جنسية.

تقول باستغراب:

ـ ايه؟ بتقول ايه حضرتك؟ معقولة؟ رامي الكاتب المثقف المتحرر [ترفع يديها على امتدادهما للتفخيم الساخر] اللي رواياته مالية المواقع الثقافية, يفكر بالطريقة دي؟ وايه الفرق بين الراجل والست في دا؟ فين مبادئك وافكارك؟ انت مش ملاحظ انك ارتكبت غلطة مزدوجة دلوقت؟

يحدق رامي بها مستغربا ويقول:

ـ مزدوجة كمان؟ ايه هي الغلطة المزدوجة دي يا هانم؟

تقول بشيء من الغضب:

ـ مهو معنى كلامك دا ان عندك مسموح للشاب ومش مسموح للبنت, وتانيا انت حامل مباديء وافكار تحررية وبتعمل عكسها, أي دا؟ ايه الازدواجية بنت الكلب دي؟ بس انتو صنف الرجالة كدا.

كانت ردة فعلها فيها شيء من العنف, فهي من انصار المساواة بين الرجل والمرأة, ثم ظهرت سحابة حزن خفيفة على وجهها, يتاثر رامي, فصفاء اخت زوجته مطلقة بسبب عدم الانجاب ولان زوجها "طلع ندل" كما كررت اكثر من مرة, وقد كانت امها "حماته" وهي على فراش المرض قبل وفاتها توصيه هو وزوجته سارة عليها وتشدد على ذلك, فصفاء مدللة جدا وكما يقال "دلوعة العيلة" طالبة جامعية احبت طالبا معها في الجامعة وتزوجا قبل ان ينهيا دراستهما ثم طلقها في غاية النذالة, وبعد وفاة امها انتقلت للعيش مع اختها سارة وزوجها رامي في شقته المستقلة المبنية على حديقة جميلة, كي تتسلى وتتناسى مأساتها وتكمل دراستها الجامعية, وكي ترتاح من دفع اجار البيت الذي كانت تسكنه هي وامها, لذلك كانت مثل اخته الاصغر وبقيت مدللة عند رامي وزوجته, رغم فرق السن البسيط بينها وبين رامي, فهي ابنة واحد وعشرين عاما ورامي ابن سبعة وعشرين عاما, اما سارة فهي اصغر من رامي واكبر من صفاء, عمرها عشرون عاما, تأثر رامي لسحابة الحزن التي طغت على ملامح صفاء ومد يمناه يتحسس شعرها الكيرلي, وامسك بدقنها مدللا وقال ملاطفا:

ـ حيلك حيلك, ايه دا يا بت؟ انتي قلبتيها دراما بسرعة كدا؟ ههه, بعدين مش كل الرجالة زي بعض وانتي عارفة دا كويس, ولا عندك راي تاني؟

تحاول الابتسام وتقول بدلال غاضب:

ـ اممم مش عارفة.

يمازحها ليزيل عنها سحابة الحزن فيقول مبتسما:

ـ كدابة عارفة, يعني انا زي طليقك الزفت سمير؟ ههه.

تبتسم وتقول:

ـ لاء بس يبدو عندك نظرة متعالية عالمرأة.

ـ لا والنبي بس انتي تعرفي قد ايه انا حريص عليكي, وقد ايه باحبك وباغير عليكي, انتي اختي الصغيرة الحلوة اللي باخاف عليها من نسمة الهوا.

تقول باحتجاج:

ـ تاني ي رامي؟ لسة بتتكلم بالاسلوب دا تاني؟ تخاف عليا دا ايه؟ شايفني طفلة قدامك ولا مجنونة؟

يقول رامي مبتسما:

ـ لتنين ههه.

تبتسم قائلة:

ـ رخم, بص ي حبيبي, انا عارفة ان دي مش افكارك ولا مبادئك, ولا دي نظرتك للحياة وللمرأة, ف قوللي بقا, ايه الحكاية؟

يحك رامي راسه بقلق ويقول:

ـ لا حكاية ولا رواية, بصراحة انا باخاف عليكي, باخاف تأثر فيكي الروايات دي, بس.

ـ لا ما تخافش ياخويا, انا واعية وعارفة انا باعمل ايه, ولي افكاري ومبادئي, ها موافق اقرا قصصك وللا نروح النيابة كلنا بقا؟ ههه.

ـ هههه يخرب بيت كدا, خلاص ي ستي موافق, ارتحتي كدا؟

ـ ههه ايوا ارتحت, الا قوللي ي رامي,,,

ـ ي رامي [يبتسم].

ـ رخم ههه.

ـ غلسة ههه.

ـ لاء بجد قوللي بقا,,,

ينظر في عينيها منتظرا سؤالها, تقول:

ـ ايه اللي خلاك تكتب قصص زي دي؟ يعني انت تحب تكتب رواية جنسية؟ عندك شغف لكدا وللا ايه العبارة بالزبط؟ هههه.

سادت لحظات صمت مزقها رامي قائلا:

ـ بصراحة كل كاتب او شاعر بيحب يكتب في كل حاجة ومنها الجنس طبعا, ودا لارضاء نفسه بفنون الكتابة اولا, وتانيا من ناحية تانية ايوا في شغف الى حد ما.

تبتسم صفاء وتقول:

ـ اها يعني انت من زمان بتكتب في الجنس.

يهز راسه موافقا:

ـ من حوالي سنة.

ـ وبتكتب في كل انواع الجنس ولا نوع محدد بس؟

ـ لاء باكتب في انواع مختلفة, يعني اللي بيحصل بين اي بنت وشب او راجل وست, زي الخيانة الزوجية او الحب المسروق, او التحرشات في الاوتوبيس والمترو والسوق, او علاقة غير شرعية بين أي تنين.

ـ اممم حلو, يعني كل القصص عندك في ملفات؟

يصمت رامي قليلا ثم يقول مبتسما:

ـ ايوا فيه مجلد خصوصي للقصص دي ههه.

ـ دا جميل اوي اوي, يبقى لازم اقراها كلها ههه.

ـ معنى كدا ان اللي قريتيه في الرواية اللي انا شغال فيها دي عجبك.

يحمر خدا صفاء ارتباكا او نشوة, تقول ببسمة عذبة:

ـ اممم بصراحة,,, انت مبدع ههه.

ـ تسلمليلي ي قمر, ومن دلوقت انتي بقيتي اهم واول زبون قصص جنسية عندي هههه.

ـ اممم هو عندك زباين تانيين ولا ايه؟

يتدارك رامي خطأه بسرعة ويقول مبتسما:

ـ باقوللك انتي اول زبون, هم فين التانيين بقا يا عبيطة؟

ـ هههه طيب, بس حسك عينك تكتب رواية وما تدينيش اقراها واديك رايي فيها كمان.

يحدق بها مستغربا ويقول:

ـ وكمان عايزة تناقشيني باللي باكتبه؟

ـ طبعا اومال, يمكن يكون لي راي يعجبك وتعدل في الرواية بشكل اجمل ههه.

يقول رامي بقليل من الجدية:

ـ لاء بقا, انتي عايزة تناقشيني بالجنس كمان؟

تضحك صفاء قائلة:

ـ هههه لاء يا حبيبي, انا عايزة اناقشك في الجانب الادبي والفني في الرواية الجنسية, فارجو توخي الدقة فيما تقول يا هذا هههه.

يضحك لمشاكستها بالفصحى ويقول:

ـ هههه ولو كان يا رخمة, لاء انا مش موافق على كدا.

تقول صفاء بابتسامة دلال:

ـ بلاش, انت الخسران, تنساش اني مثقفة زيك وباتذوق الادب والفنون ولي راي مفيد جدا, غير عن اني بادرس فلسفة, يعني اقدر افهم الدوافع والمبررات, المهم, انا طالعة اوضتي عايز مني حاجة قبل ما اروح؟

يبتسم ويحك راسه قائلا:

ـ اممم ايوا, عايزك تعمليلي نص كيلو قهوة من اديكي الحلوين ههه.

تضحك صفاء وتهمس له بشغف:

ـ اوبااا نص كيلو قهوة مرة وحدة؟ تبقى عايز تفتري في الرواية الجديدة دي بقا هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه طبعا, عايز القارئة الوحيدة عندي تتجنن ههه.

ـ كده انت خطر عالشعب هههه.

ـ هههه وليه بقااا؟

ـ عشان دي رواية بتحكي عن الخيانة الزوجية, ولو تنتشر هاتخلي كل الازواج والزوجات يخونوا بعض هههه.

ـ هههه لاء مش للدرجة دي.

ـ واكتر كمان, انت اسلوبك مؤثر مش زي الحكواتي, انت بتحط افكار ووجهات نظر تاثر في الناس, انت اخطر واحد عالشعب المصري ههه.

ـ طب يلا يا بت بلاش غلاسة ههه.

ـ ههه ماشي يا ابيه, هاجيبلك نص كيلو قهوة, عايزاك تمخمخ وتزبط المواضيع ي عم هههه.

ـ طب يلا انجزي وكفاية رغي بقا, روحي اعملي القهوة وبلاش رخامة, خليني الحق اكتبلي شوية قبل ما تيجي اختك من الاكزخانة.

تقول بشغب:

ـ هههه عينيا يا باش كاتب, واحلى نص كيلو قهوة للمعلم رامي.

يضحكان وتغادر صفاء صاعدة الى الشقة, اعدت لرامي القهوة ونزلت الى المكتب وضعتها على طاولته وهي تدندن بلحن اغنية قديمة, واسترقت نظرة الى اللابتوب وابتسمت وغادرت الى غرفتها, اغلقت بابها عليها بالمفتاح من الداخل, فتحت اللابتوب خاصتها واخرجت موبايلها من بين الاوراق, رامي لا يدري انها كانت قد صورت اسم الموقع ورابطه, والاسم المستعار الذي يدخل به الى الموقع "اسير الشغف" والمكتوبان على الورقة الصفراء المربعة التي كانت مقلوبة بجانب اللابتوب, فقد رات ما فيها وصورته وعادت وقلبتها كما كانت كي لا يشعر رامي بذلك, دخلت الموقع, وعملت تسجيل باسم "سناء" واخذت تتصفح الموقع, لاول مرة صفاء تدخل مواقع قصص جنسية, كانت قبل ذلك تدخل مواقع فيديوهات اباحية لتروي عطش كسها المحروم بالعادة السرية, لكن لم يكن يخطر ببالها مواقع القصص, وكم كانت مذهولة لما تقرأه في الموقع من قصص ساخنة جعلت كسها يترطب بماء الشهوة, فخلعت قميصها لتغدو عارية ملط, فهي عادة لا تلبس أي شيء تحت قمصانها البيتية او قمصان نومها او حتى تحت الجينز حين تخرج من البيت, فهي لا تحب الاندر ولا الستيانات, وتعلمت ذلك من اختها سارة التي ناردا ما تلبس اندر او ستيانة, وحتى رامي فهو منسجم تماما مع سارة في هذه التوجهات التحررية فهو في الغالب لا يرتدي بوكسر تحت الجينز حين يخرج من البيت, صفاء تقلب صفحات الموقع, يا للهول, قرات عنوان "قصص محارم" ودخلت بجسد يرجف شبقا وارتباكا, قرأت ما عصف بعقلها وجسدها, من قصص عن الاخ والاخت, الاب والابنة, الام والابن, العمة, الخالة, زوجة العم او الخال, زوج العمة او الخالة, اخت الزوجة, اخو الزوج, وغيرها مما جعلها تداعب كسها بشغف حتى كادت ان تصل رعشتها, فرفعت يدها عنه, فصفاء لا تحب العشوائية او التسرع في الجنس او العادة السرية, انها مزاجية جدا في الجنس كاختها وزوج اختها, جعلت تفكر, هل يوجد فعلا جنس بين المحارم؟ وكيف يحدث ذلك وهو من اشد الخطوط الحمراء؟ وان لم يوجد جنس محارم الا ما ندر, فهذه القصص تدل على رغبة كتابها وقرائها الشديدة لجنس المحارم, ومن لا يستطيع ممارسة ما يرغب به يلجأ الى الكتابة عنه او القراءة, وهل يكتب رامي قصص محارم؟ عملت بحثا على "اسير الشغف" وعلى كل كتاباته, لم تجد له اي رواية عن المحارم, لكنها قرأت له الكثير من القصص المثيرة والتي تجعل كسها يزداد بللا وتزداد هي شبقا وشغفا, كالخيانة الزوجية والجنس العابر في شقة لمطلقة او ارملة او تحت جسر او حتى داخل عربة قطار مسافر ليلا, او بين شاب وجارته او اخت صديقه او صديقة اخته, او او او الخ, ثم قطع عليها خلوتها بين القصص الاباحية طرقات على باب غرفتها فهتفت من الداخل:

ـ ايوا مين عايزني الساعة دي؟

ـ يلا حبيبتي تعالي علشان نعمل عشا ونقعد مع بعض.

كان صوت اختها سارة, التي حضرت من عملها في الصيدلية, سارة امرأة تعشق الجنس بكل اشكاله وتحب التغيير والتجديد فيه, لم تدري صفاء كيف مر الوقت سريعا حتى السادسة مساء موعد عودة سارة من عملها, قالت مازحة بلهجة صبي القهوة:

ـ ايوا جااااي.

ضحكت سارة تقلب يديها وتحدث نفسها [: هههه ايه البت المجنونة دي؟] وعادت لتجلس في غرفة المعيشة "الانتريه" حيث لحقت بها صفاء وسلمت عليها, تقول سارة:

ـ انا قايمة احط الشاي, وانتي اندهي لرامي ييجي, انا ندهتله ولسة ما اجاش, شكله كدا بيفكر بكتابة رواية مهمة في اوضة النوم ههه.

تبتسم صفاء بمكر فهي التي تعرف اي رواية مهمة تلك التي يفكر فيها رامي, تقول:

ـ حاضر يا "اوختشي" انا هاروحله واجيبهولك من لغاليغه هههه.

سارة بمرح:

ـ هههه لاء الا لغاليغه, وان كان ولا بد, فسيبيلي اللغلوغ اللي في الوسط هههه.

تضحكان ضحكة فيها عهر ومرح, وتتوجه صفاء الى رامي في غرفة النوم, الباب مفتوح, تدخل صفاء فتتسمر عالباب, تبلع ريقها ويحمر خداها, رامي يغير ملابسه حيث كان عاريا من نصفه الاسفل ويدخل راسه ويديه في تشيرت في نصف جسده الاعلى, فلم ينتبه لصفاء انها تقف فاغرة فمها عالباب, تحس بالشبق لرؤية زبه النصف منتصب, ثم لا تريد ان تطيل المكوث كي لا يراها, ولان سارة تعد الطعام فيجب ان تساعدها, فتخرج وتطرق الباب قائلة:

ـ سارة بتسلم عليك وبتقوللك تعالا عشان نتعشى ي ابيه.

يبتسم قائلا:

ـ سلمي عليها وقوليلها بيقوللك حاااضر.

لم تستجيب بل توقفت قائلة:

ـ اخش عندك ولا انت مششش,,, ههه.

ـ هههه لاء خشي مش مششش ههه.

تدخل صفاء وتسأل رامي بما يشبه الهمس:

ـ قوللي ي جوز اختي, الرواية اللي بتكتب فيها دي فاضللها كتير لتخلص؟

ـ لاء, الليلة دي بتخلص, انا باكتب في النهايات.

ـ طب عايزة اسألك,,,

قاطعها رامي متضايقا من كثرة اسئلتها ومشاغبتها بحركة ادار فيها ظهرها له و صفعها بكفه على فلقة طيزها فاجفلت صائحة بدلال وقال بلهجة آمرة:

ـ طب امشي, امشي غوري من قدامي, مش وقته دلوقت.

فضحكت بصوت عالي وسارت بدلال متباطئة فصفعها ثانية على طيزها قائلا:

ـ ما تيلا يا بت, امشي بسرعة.

فاجفلت ضاحكة وضربته بقبضتها على صدره وهربت قبل ان يهم بضربها.

اعدت صفاء واختها سارة الطعام وتناولوا جميعا عشاءهم ثم نهض كل الى ما يريد انجازه.

مشهد [نقاش مثير في الروايات بين صفاء ورامي]

صباح الخميس, يوم حار, سارة وزوجها رامي يغسلان وجهيهما استعدادا لتناول الفطور, يقول رامي:

ـ يلا بقا اندهي لاختك تفطر معانا بلاش تتاخر عالكلية.

تقول سارة زافرة بشيء من الغيظ:

ـ دا انا ندهتلها ورحت صحيتها ييجي تلات مرات واهزها, وهي تصحى وترجع تنام, انا مش قادرة عالمجنونة دي.

يضحك رامي ويقول:

ـ معلش ي سارة دي اختنا الصغيرة المدللة ولازم نراعيها.

تقول سارة بضيق:

ـ طيب مادام اختك الصغيرة ولازم تراعيها, روحلها ياخويا واحملها وجيبها هنا غصب عنها زي كل مرة, دي شغلانتك بقا, مهي بتعشق النوم ومش ممكن تيجي الا محمولة ههه, يلا يا شاطر.

يبتسم رامي قائلا:

ـ حاااضر بس انتي ما تدايقيش نفسك, بلاش تروحي الاكزخانة مكشرة والزباين تهرب هههه.

تعبس في وجهه بدلال وتقول:

ـ انا وشي بيهرب الزباين؟ طيييب استنى عليا.

وارادت ان تضربه فهرب الى غرفة صفاء, يدخل فيتسمر على الباب من الداخل, صفاء تنام على بطنها وقميص نومها مرفوع الى اعلى فخدتيها البيضاوين الطريتين, وخيطه الايسر ينزل على ذراعها الايسر البض الشهي, يبلع ريقه امام هذا الجسد اللين الممتليء, فصفاء ممتلئة الجسم, طيزها اكبر من المتوسط, كذلك نهديها, ملفوفة القوام بشكل متناسق مثير, يقترب من سريرها ببطء, يفكر بالعودة الى سارة ليطلب منها ان توقظ اختها هي, فهي نائمة بشكل مثير نصف عارية, لكنه تراجع عن قراره كي لا تفسر سارة عودته بانه مثار على اختها التي هي بمقام اخته, فقرر ان يحملها وياتي بها الى المائدة, انزل قميصها الى اسفل كي يغطي فخدتيها ورفع خيطه على كتفه كما كان وحملها بين يديه, يبلع ريقه لمنظر نهديها الكبيرين تحت عينيه في فتحة صدر القميص الواسعة, استيقظت صفاء بين يديه وصارت ترافس برجليها بدلال كطفلة, تريد النزول وقالت باحتجاج ودلال:

ـ اننن رامييي, سيبني اناملي كمان شوية ي رامي وباقوم لوحدي.

يتمسك رامي بجسد صفاء اكثر, يداه تشدان على فخدتيها وظهرها فوق القميص ويقول مازحا:

ـ مش هاتفلتي, وبلاش دلع بقا, هاتتأخري عالكلية, دا احنا مستنيينك من نص ساعة.

تقول وهي تتخبط بين يديه:

ـ يا ربى, دا انا ما عنديش غير اخر امتحان بس وهايبتدي الساعة عشرة, وتبدأ الاجازة, وحياتي عندك رامي سيبني انام بس نص ساعة.

يقول وهو يحملها بين يديه ويمشي بها نحو المطبخ:

ـ لاء ممنوع النوم دلوقت ههه.

ـ طب مش انت في اجازة الصيف ومفيش تدريس؟ ما تقعد شوية عشان انام كمان نص ساعة بس, وبعدين توديني الجامعة؟ دي الساعة لسة سبعة وربع, اروح اعمل ايه في الجامعة من دلوقت؟

يصلان المطبخ حيق سارة جهزت الطعام ويقول رامي:

ـ مهو انا هاودي اختك الاكزخانة وبالمرة اوديكي الجامعة.

تقول صفاء بغنج الدلال:

ـ لاء مش هاروح, سارة قوليله يسبني اناملي كمان شوية, دا انا امتحاني الساعة عشرة.

تنظر اليها سارة وتقول:

ـ اها, انا لو اعرف كدا من الاول ما كنتش بعتته يصحيكي, ماشي حبيبتي روحي نامي كمان نص ساعة بس لازم تصحي عشان تراجعي المادة.

تضحك صفاء قائلة:

ـ حاااضر ي احلى اخت في الدنيا.

وتنظر الى رامي بطرف عينها وتقول:

ـ وانت قوم زي ما جبتني هنا محمولة رجعني اوضتي محمولة, انا مش هاروح مشي ههه.

ـ ههه حاضر يا ست هانم.

اوصلها غرفتها ورماها عالسرير وخرج قائلا:

ـ نامي ياختي, اشبعي نوم, حاجة تقرف.

تضحك صفاء وتمد له لسانها مشاغبة وتدير ظهرها وتنام.

يتناول رامي وزوجته سارة طعام الفطور ويتوجهان الى الصيدلية بسيارته, تنزل سارة ويعود رامي الى البيت ريثما تستيقظ صفاء لياخذها الى الكلية, تستيقظ صفاء وتغسل وجهها وتتناول فطورا خفيفا, وتتحدث مع رامي حول الرواية, تقول وهي تمضغ لقمة:

ـ الا قوللي ي رامي, اخبار الرواية ايه؟ خلصتها زي ما كنت متوقع؟

ـ ايوا, تفضلي.

ومد يده الى جيبه واخرج فلاش ميموري ومدها الى صفاء التي تناولتها بفرح ظاهر, وقال:

ـ الرواية كلها في الفلاشة دي.

تضحك صفاء بفرح وتقبل رامي قائلة:

ـ ميرسي اوي اوي ي ابيه ههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ طب يلا قومي فزي بقا, هاخدك الكلية ولما تخلصي الامتحان اعمليلي الووو.

ـ اوكي.

الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر, موبايل رامي يرن, صفاء, يقول:

ـ ايوا ي صفاء.

ـ يلا تعالا علشان تاخدني ونروح.

ـ وتاخرتي كده ليه؟ يعني الامتحان يخلص الساعة تناشر بالكتير, الساعة بقت وحدة ونص.

ـ هاحكيلك في السكة تعالا بقا من غير اسئلة ههه.

في سيارة رامي, صفاء تجلس بجانبه تدندن مع الاغنية الشغالة وتتراقص بمرح, رامي يضحك ويقود السيارة ناظرا الى عمق الشارع, يسالها:

ـ شكل الامتحان كان سهل, والا ما كنتيش فرحانة كدا ههه.

ـ ههه ايوا بس انا مبسوطة اكتر من حاجة غير الامتحان ههه.

ـ اها, ايه هي الحاجة دي؟

ـ قريت الرواية كلها ودا اللي اخرني في الكلية ههه.

ـ ولحقتي؟ ايمتا؟

ـ بعد ما خلصت الامتحان, رحت المختبر مع وحدة صاحبتي, فيه هناك ديسكتوب فاضي وقريتها هناك ههه.

ـ اممم طيب, ايه رايك؟

ـ اممم لما نوصل البيت هاقوللك رايي.

ـ مهو احنا مش هانروح البيت دلوقت.

تنظر اليه بدهشة وتقول بابتسامتها العذبة:

ـ اومال هاتاخدني فين؟ اوعى تكون عايز تخطفني وتطلب فدية من سارة اختي, اكمنها صاحبة اكزخانة ومعاها فلوس كتير اوي ههه.

يضحك رامي قائلا:

ـ هههه ايوا هاخطفك ونروح مطعم نتغدى سوا وهناك هاتقوليلي رايك.

يظهر الفرح على وجه صفاء وتقول:

ـ واوو, مفاجئة حلوة اوي بجد, **** ما يحرمنيش منك ي احلى اخ في الدنيا.

مطعم تظهر عليه الفخامة والعراقة, تنظر صفاء الى الطاولات الخشبية الفخمة وحولها الكنبايات المنفوخة المريحة, وزبائن ذوي ربطات عنق وسيدات تبدو عليهن اثار النعمة, ونوادل ياتون ويذهبون باناقة, وفي نهايته بار ذو خشب بني ومعلق في سقفه كاسات الشراب وعلى رفوفه تقف قناني الخمرة والبيرة, وبعض الزبائن الشبان ينظرون الى مؤخرة صفاء المستديرة الطرية ببنطلونها الجينز الضيق الذي لا تلبس تحته شيئا, والى تشيرتها الباضي الضيق ايضا بكميه الطويلين, الذي يبرز نهديها الكبيرين المتحررين من الستيانة, تميل صفاء على رامي وهما ماشيان لياخذان طاولة لشخصين, وتهمس له:

ـ رامي, المطعم دا باين انه فخم اوي, ودا معناه انه غالي اوي, يلا بينا نروح مطعم تاني ارخص.

ينظر اليها رامي ويقول مبتسما:

ـ ما يغلاش عليكي حبيبتي.

ويقرص دقنها بدلال فتبتسم وتهمس:

ـ لاء بجد, طب انت عامل حسابك؟ دا انت يا دوب حتة مدرس, ويمكن نتغدا بمرتبك الشهري كله هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه ممكن تخرسي بقا؟ بلاش هبل وخشي.

تضحك صفاء وتمشي معه بصمت حيث جلسا على طاولة لشخصين في ركن بعيد هاديء, حضر النادل وطلبا غداء وتغديا مستمتعين بالمذاق والاجواء الساحرة, يقول رامي بعد ان انهيا غداءهما:

ـ تشربي ايه يا غلسة؟

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ شربني حاجة على زوءك.

نادى النادل قائلا له:

ـ كاسين بيرة كبير لو سمحت.

النادل بابتسامة وادب:

ـ حاضر حالا.

تحدق صفاء برامي وتهمس مبتسمة:

ـ ايه, عايز تسكرني وتخطفني بجد؟ ههه.

ـ ههه ايوا, هاخطفك واخدك جوا الرواية بقا ههه.

تهمس مبتسمة:

ـ اممم اذا كان كدا اوكي ههه.

يرتشفان البيرة ببطء ويتحدثان, حيث سالها رامي:

ـ ايه اكتر حاجة عجبتك في الرواية؟

تبتسم صفاء وهي تدير كاس البيرة في يدها وتهمس:

ـ اممم بصراحة مفيش حاجة اسمها "اكتر حاجة", كل حدث وكل مكان وكل وقت وكل شخصية في الرواية لها خصوصيتها وجمالها اللي بيميزها, بس بصراحة برضو, انت سافل اوي هههه.

يضحك رامي ويقرص خد صفاء مدللا ويهمس:

ـ هههه يا بنتي دي رواية جنسية مش رواية بوليسية, يعني رواية سفالة, فلازم ابقى سافل اوي.

تهمس صفاء مبتسمة:

ـ هو انت سافل بعقل؟ هههه, بس بجد انت هايل, مبدع جدا, بارع في توصيف الاحداث والاشخاص وردود الفعل, واظن اي حد يقراها هايفكر بالانحراف ههه.

يبتسم قائلا:

ـ معنى كدا انك بتفكري بالانحراف هههه.

تضحك صفاء هامسة:

ـ اختشي يا واد ي صعلوك هههه.

ـ مش انتي اللي بتقولي؟ هههه.

ـ ههه بس واضح كمان شغفك الكبير بالجنس, وجنونك بالعلاقات الجنسية الغير شرعية هههه بدليل انك بتتعرض لادق التفاصيل في العملية الجنسية وفي وصف الاجسام, وخصوصا تصويرك الرائع لمشهد الراجل لما خان زوجته مع ست تانية ومارس معاها الجنس في شقتها في اوضة النوم وفوق السطوح وعالسلم وفي المطبخ, تفتكر ممكن الراجل يعمل دا بالتبرير المنطقي اللي انت كاتبه؟

يبتسم رامي ويهمس:

ـ طبعا ممكن لو مر بنفس الظروف.

ـ طب قوللي بصراحة, ممكن انت تخون اختي سارة وتبرر خيانتك؟

يبتسم ويهمس:

ـ بصراحة, ايوا ممكن جدا.

تتسع عينان صفاء دهشة وتقول:

ـ ايه؟ انت بتتكلم جد؟

ـ ههه طبعا بجد, بس المهم اخونها مع مين؟

تصمت صفاء قليلا قبل ان تهمس:

ـ اممم طيب, مين اللي ممكن تخون مراتك معاها؟

ـ مراتي نفسها يا هبلة ههه.

ـ اللة ازاي؟

ـ اومال انا باكتب الجنون دا ليه؟

ـ مش عارفة.

ـ بصي بقا, الواحد مننا بيحب التجديد والتغيير في كل حاجة, والجنس من ضمن الحاجات دي, وبيكره التكرار والروتين في كل حاجة والجنس كمان من الحاجات دي, وبناء عليه, لازم يفكر ازاي يجدد حياته ويخليها كل يوم مختلفة عن اللي قبله, عشان يقدر يتمتع الى اقصى حد ممكن.

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ يابني دي عموميات, دي فلسفة وانا اكتر وحدة اعرف الحاجات دي, بس انا باسالك عنك انت وسارة.

ـ مهو انتي ما سبتينيش اكمل ي غلسة ههه.

ـ طيب كمل يا رخم لنشوف اخرتها ههه.

يقول رامي بعد ان نفخ دخان سيجارته في الهواء, وهو يداعب كاس البيرة بين اصابعه:

ـ يعني لو انا وسارة فضلنا نمارس الجنس كل مرة بنفس المكان وبنفس الوقت وبنفس الاوضاع, حتما هانزهق, وهانتحول مع الوقت الى روبوتات مبرمجة في عملية مقرفة [صفاء تهز راسها بالموافقة] وبيتحول الجنس من متعة الى واجب ودا اللي بيخلي الواحد يخون مراته زي ما ذكرت في الرواية, لكن لو غيرنا المكان والوقت والهيئة والاوضاع هانكتشف اننا ازواج جدد, بننتقل من متعة لمتعة جديدة حلوة, زي اللي بيشم هوا في جزيرة سياحية بنتنقل فيها من غابة لمتحف لميدان لجبل وكدا, فانا باكتب كل دا عشان اطبقه مع سارة, وطبقت كتير فعلا, وكنا وما زلنا من الازواج السعداء.

ـ طب وفين الخيانة في الموضوع؟ انت لسة مش خاين هههه.

ـ هههه وهي ايه الخيانة؟ الخيانة مش بتختلف عن اللي قلتهولك دلوقت, هي تجديد وتغيير, تجديد العملية الجنسية, وتغيير الزوجة الروتينية بزوجة متجددة, او العكس بالنسبة للزوجة تغيير الزوج الروتيني بزوج متجدد, فبدال ما اخون سارة انا باخونها معاها وهي بتخونني معايا, يعني باحولها من زوجة روتينية الى زوجة متجددة والعكس ههه.

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ اقنعتني الى حد ما هههه.

ـ الى حد ما, طب حلو اوي ههه.

تقول صفاء مشاكسة:

ـ بس انت طلعت تعلب مكار يا واد هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه ليه بتقولي كدا؟

ـ الرواية تحفة رائعة جدا, مع انها ما تخلاش من الالفاظ البذيئة, ضروري يعني تسمي كل عضو باسمه الحقيقي والبلدي؟ هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه طبعا ضروري, زي ما لازم نتصرف في الممارسة الجنسية من غير كسوف, يبقى لازم نكتب في الرواية الجنسية من غير كسوف ههه.

تبتسم صفاء بقليل من خجل وتقول:

ـ ههه صح, هي طريقتك في كتابة القصص دي حلوة اوي وفيها ترابط منطقي و,,, مثيرة كمان ههه, بس اللي انا مستغرباه انت ازاي تقدر تغوص جوا الشخصيات كلها بالتفاصيل دي كلها لكل شخصية باحاسيسها ونفسيتها وطريقة تفكيرها كانك ممثل بتلعب كل الادوار بنفس الوقت.

يبتسم رامي بفخر ويقرص صفاء بدقنها مدللا قائلا:

ـ اومال, هو انا بالعب يا بت؟ ههه, مهو لازم ادخل جوا الشخصية وارسم لها طريقة تفكيرها ومزاجها ومواقفها قدام حدث معين, وردود افعالها على مواقف معينة, علشان تطلع الاحداث حقيقية و,,,

تقاطعه صفاء قائلة ببسمة لها معنى:

ـ اللة, وانت اش عرفك ان فلان بيفكر بالطريقة دي وفلانة بتتصرف بالشكل دا قدام الموقف دا؟

يستند رامي الى مسند الاريكة, ويضع رجلا على رجل, ويقول بلهجة اديب مشهور وبكل ثقة:

ـ الكاتب يا بنتي دي شغلته, يسبر اغوار النفس البشرية, يخش جوا الاحاسيس, وجوا الروح [تهز راسها مبتسمة] ويخش جوا,,,

تقاطعه ثانية وتقول بلهجة ساخرة:

ـ ايه دا يابني؟ هو كله يخش جوا كله؟ ههه ممكن تهمد شوية؟ يابني انا مش صحفية عايزة اعمل معاك لقاء, كلمني عادي وبلاش رخامة ههه.

ـ هههه طيب حاضر, يا بنتي دي اللي اسمها الموهبة.

ـ الموهبة موهبة القدرة على الكتابة والصياغة والتخيل, بس انك تتخيل طريقة تفكير حد وايمتا بيتأتأ وهو يتكلم وايمتا بيتكلم بطلاقة وهايكون موقفه ايه لو تعرض لكذا, دي خبرة او معرفة مش موهبة, ولا انا غلطانة؟

ـ طبعا غلطانة, الموهبة بتجمع كل دول, لو ما كانتش موهبة اي حد يقدر يكتب رواية.

تفكر, كلام رامي سليم, تبتسم وتميل راسها بدلال قائلة:

ـ صح ي جوز اختي.

ـ ههه وبالنسبة للاشخاص مفيش حد ممكن يعلم الغيب ويعرف ان الشخص دا هايتصرف كدا في الموضوع كزا, وهنا الموهبة بتتدخل.

تبتسم صفاء وتسال بطفولية:

ـ انت بتخرف بتقول ايه؟ هي مش الكتابة بيسموها خلق وابداع؟

ـ ايوا.

ـ يعني انت اللي بتخلق الشخصية وتتخيل هي بتفكر ازاي وبتتصرف ازاي والى اخره.

ـ ايوا بس حتما بتكون الشخصية مرت عالكاتب خلال حياته, يعني ممكن اخلق شخصية بس اسقط عليها سلوك شخصية انا اعرفها واتخيل واطور من سلوكها بشكل درامي مثير, فالكاتب بيتخيل اشخاص حقيقيين, هو ما بيخلقش شخصيات الرواية من العدم, هم موجودين عنده في مكان العمل وفي القهوة, في الحي, في الجامعة والمدرسة, الكاتب بيخلق الاحداث والسلوكيات وبيحط المواقف والبدايات والنهاية بس.

تسال صفاء بابتسامة ماكرة:

ـ اممم طيب, معروف ان كل كاتب بيحب يحصل على اهتمام الناس بكتاباته, فكرت مرة تنشر قصص جنسية في موقع مثلا؟

كان سؤالها بمثابة هزة اربكت رامي, ينظر الى سطح الطاولة بعمق ليستوعب الهزة الصغيرة, ثم يرفع راسه وينظر في عينين صفاء ويقول مبتسما:

ـ بصراحة فكرت بس رجعت وطردت الفكرة ههه.

يتلألأ في عينيها السؤال بابتسامة مكر:

ـ اممم ليه؟

ـ يعني, اعتقد ان القصص الجنسية جمهورها ناس جهلة مش متعلمين ولا مثقفين.

ـ وعرفت ازاي؟ ههه.

يظهر عليه قليل من الارتباك ويقول:

ـ أأ يعني مجرد تخمين, بعدين انتي ملاحظة انك انتي اللي بتسالي وبس؟ وانا ماليش دور اسال يعني ولا ايه؟

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ معاك حق, تفضل ايها الاديب ههه.

يبتسم قائلا:

ـ وانتي تقري في الرواية, تقمصتي دور حد؟

يحمر خدان صفاء للسؤال الذي يحمل في طياته حصولا على اعتراف حسي, تصمت قليلا, هل تجيبه بصراحة كما هي معتادة ام تخفي عنه مشاعرها وتكذب عليه كما كذب عليها بالنسبة للنشر؟ قررت الاجابة بصراحة, فصفاء فتاة تلقائية ذكية لا تعترف بالكذب كتبرير اي مصلحة, تبتسم وتهمس:

ـ شوف ي رامي ي جوز اختي ههه, اي حد بيقرا رواية بيعيش احداثها بتفاصيلها, وبيستمتع لو كانت ممتعة, وبتاثر فيه اكيد.

وتسكت, رامي يحدق بعينيها منتظرا الاجابة التي يريدها, فقرر اللف حول السؤال ليحصل على اجابة, يقول:

ـ اممم واستمتعتي؟

تنظر في عينيه وترشف رشفة بيرة وتهمس مبتسمة:

ـ اه ههه.

ـ معنى كدا ان الخيانة في الرواية حلوة ههه.

ـ طبعا, لان الخيانة هنا كسر الظروف السيئة والانطلاق باتجاه الشغف الممتع ههه.

ـ اممم تفتكري "الشغف الممتع" يستحق الخيانة؟

تنظر في عينيه بدهشة لسؤاله الفلسفي, تهمس مبتسمة:

ـ هاجاوبك جوابين لنفس السؤال, الاول,,,

يقاطعها ضاحكا:

ـ هههه ايه دا؟ احنا هانخش في درس فلسفة ولا ايه؟

ـ هههه لاء بس فعلا سؤالك له جوابين مش بينفصلوا عن بعض ي جوز اختي ههه.

ـ تفضلي يا اخت مراتي ههه.

تبتسم قائلة:

ـ ههه الاول, لو الزوجة او الزوج ما بينسجمش ابدا مع الطرف التاني, وطبيعته انه ممل وما بيتجاوبش مع التغيير والتجديد تبقى الخيانة هي الحل المبرر,,,

يقول رامي قبل ان تكمل صفاء:

ـ حلو اوي, والتاني؟

ـ التاني بقا, تعالا ما نسميهاش خيانة, ونبعد بالتصور والنقاش عن ربط الحدث بالدين او بالعادات, قدامنا حالة من عدم التوافق بين الطرفين, الحالة دي عايزة حل عشان نصنع التوافق, طرف منهم ما يقدرش يتماشى مع الحل, طبيعته كدا, تربيته كدا, يبقى اصبح عندنا مشكلة مش بس حالة, وعلشان طرف منهم هو جزء من المشكلة دي, يبقى من حق الطرف التاني يدور عالحل برا, لانه ببساطة عايز يتمتع في حياته وحاول يتمتع مع الطرف الاول بدون فايدة, زي اللي طول الوقت متدايق في بلده, فبيهاجر يدور على حياة اجمل برا بلده, في الحالة دي بيكون خان بلده؟

تظهر الدهشة على ملامح رامي اعجابا بمنطق صفاء فيصفق بيديه باعجاب ويقول:

ـ انتي مش طالبة فلسفة, انتي فيلسوفة بجد, وانا باعتبر نفسي محظوظ جدا انك بتقربيني ههه.

ـ ههه ميرسي, وانا كمان محظوظة جدا انك بتقربني لان جوابي الفلسفي دا جه من قصتك اللي كلها احداث ممتعة ومنطقية ومبررة بشكل فلسفي انساني قبل ما تكون مجرد رواية للتسلية والاستمتاع.

ـ يلا بينا نروح ههه.

ـ ههه يلا.

وصلا البيت وفتح رامي بمفتاحه, يدخلان فتنزع صفاء عنها حجابها بسرعة قائلة:

ـ اففف ايه دا؟ انا برأيي ال**** مش فرض.

يضحك رامي قائلا:

ـ هههه اومال سنة؟

ـ ولا سنة, دا لباس عادات متوارث مش لباس ديني, انا قريت عن كدا لشيوخ ومفكرين كتير.

ـ سيبك من الشيوخ والمفكرين وخلينا ناخد دوش نريح شوية.

ـ طيب انا الاول ههه.

ـ ههه لا انا الاول.

ـ لاء انا.

وتسرع لتدخل الحمام, تستحم وتردد اغنية داخل الحمام, رامي جالس في غرفة المعيشة "الانتريه", خرجت صفاء من الحمام تلف جسدها الممتليء بفوطة "منشفة" لا تغطي سوى نهديها حتى نصف فخدتيها, ينظر رامي اليها بصمت, فباب الحمام يقابل احدى زوايا غرفة المعيشة والتي فيها كنبة مفردة يجلس عليها رامي, تسرع في مشيتها الى غرفتها المقابلة لباب الحمام, ينهض رامي وياخذ دوش سريع, ويخرج بشورت ناعم قصير لمنتصف الفخدتين, بحيث يظهر تفاصيل زبه الى حد ما, وتشيرت واسع ناعم, يتوجه الى الانتريه حيث تجلس صفاء على كنبة مزدوجة بقميص بيتي لفوق الركبة بقليل دون اكمام, يجلس رامي بجانبها ويتحدثان, ينظر في عينيها متأملا,,,
الى اللقاء في الحلقة القادمة

حلوة بجد
 
  • عجبني
التفاعلات: Hayde
الساعة الرابعة من مساء احد ايام يونيو "حزيران" الحارة جدا, صفاء في غرفة مكتب رامي زوج اختها, المكتب مستقل في الطابق الارضي ولا غرف اخرى معه سوى حمام صغير اقتطعهما رامي ليتخذ هذا الطابق للاختلاء بنفسه وكتابة بعض القصص, فهو يكتب القصص والروايات اضافة الى كونه مدرسا, فالمنزل الأساسي في الطابق الأول فوق المكتب "غرفة ضيوف ويسارها حمام بابه يفتح على موزع, باب غرفة نوم رامي وزوجته مقابل باب الحمام, ويسار الحمام باب غرفة نوم اصغر لصفاء ملاصقة لغرفة نوم رامي", تقف صفاء امام اللابتوب خاصة رامي تتفرج وتقرأ بارتباك ووجه احمر, يدخل رامي نازلا من البيت في الطابق الاول, يرتدي شورت وتشيرت كت, ليظهر جسده الرياضي البرونزي.

ـ ايه دا ي صفاء؟ انتي بتتجسسي عليا؟

قال رامي بلهجة تخلو من التوبيخ لكنها ايضا تخلو من التساهل, تجفل صفاء ويحمر وجهها بقليل من الخجل, وتخفي موبايلها تحت الاوراق في يدها, تقول بتلعثم متشاغلة برزمة الاوراق في يدها:

ـ أأ لاء ابدا, اتجسس عليك دا ايه؟ انا بس كنت جاية اخد شوية اوراق اتمرن عليهم للامتحان, اصل بكرا اخر امتحان في الفاينال, فشفت الرواية دي, وبصراحة شدتني ههه.

ينظر رامي الى شاشة اللابتوب خاصته والتي يظهر فيها ملف وورد مكتوب فيه جزء من رواية جنسية غير مكتملة, الملف مفتوح على الصفحة رقم "7", يغلق اللابتوب بسرعة وقليل من الارتباك ويقول بشيء من القلق:

ـ طباا, انتي بقالك قد ايه قدام اللابتوب بتاعي يا بت؟

تبتسم صفاء وهي تداعب شعرها الكيرلي المنكوش حول وجهها الابيض الصافي المستدير, وتقول بشغب:

ـ اممم مش كتير ههه.

ـ معقولة قريتي سبع صفحات؟

ـ اه هم يا دوب شبع صفحات اللي قريتهم ههه.

تسود لحظات صمت بينهما, كلاهما يشعر بالحرج, كلاهما مذنب في نظر الاخر, رامي لانه ضبط بتهمة كتابة رواية جنسية للقراء, وصفاء لانها ضبطت تقرأ في الرواية بتهمة التجسس وقراءة الجنس, ينظر رامي الى ورقة صفراء مربعة الشكل مقلوبة بجانب اللابتوب, يظهر الارتياح على ملامحه ويتنفس الصعداء اذ ان صفاء لم تقلب هذه الورقة ولم ترى المكتوب فيها, ساد صمت مزقته صفاء حين قالت وهي تبتسم بوجه احمر:

ـ اممم, رامي انت بتكتب قصص زي دي من زمان؟

يزداد ارتباك رامي, ويتظاهر بالغضب الخفيف من صفاء, ويقول بلهجة ولي الامر الحريص عليها:

ـ وانتي مالك؟ انتي عايزة تناقشيني بالقصص الاباحية كمان؟ بالزمة مش مكسوفة من نفسك؟

تبتسم وتتماسك قائلة:

ـ لاء طبعا مش مكسوفة, لان في حالة زي دي الحق مش عالقاريء, الحق عالكاتب, ولا انا غلطانة؟ ههه.

ينظر الى جسدها المتناسق حيث كانت تلبس قميص بيتي قصير لما فوق الركبة بقليل بلا اكمام, بخيطين عريضين على الكتفين, وفتحة صدر تظهر اقل من نصف نهديها الكبيرين, ومثلها من الخلف ويقول بشبه ابتسامة:

ـ وهو القاريء مباح له يقرأ كل حاجة؟ حتى لو كانت ادب اباحي؟

تقول بابتسامة عريضة تضيء وجهها الجميل:

ـ طب وهو الكاتب مباحله يكتب كل حاجة حتى الادب الاباحي؟ بص ي جوز اختي, القاريء بيقرأ كل حاجة بيقدمها له الكاتب, فلو في ذنب هايكون الذنب ذنب الكاتب زي ما قلتلك يا ابيه ههه.

يبتسم لمشاكستها ويقول ملطفا الجو:

ـ طب باقوللك ايه ي صفاء ياختي؟ مش انتي زي اختي بالزبط؟

تقول ببسمة عذبة:

ـ تبعا "طبعا بدلع".

ـ اممم طيب انا هاسامحك انك تجسستي عليا, و,,,

تبتسم وتقاطعه مشاغبة:

ـ والنبى؟ لا ي شيخ هههه, طب انا مش عايزاك تسامحني, ووريني هاتعمل ايه بقا؟ ههه.

ـ صفاء, بلاش غلاستك دلوقت واسمعيني كويس يا بت.

تقول بشغب:

ـ بت لما تبتك, تكلم بادب ي واد هههه.

يقرصها بخدها مداعبا فتتاوه بصوت خفيف ويقول مبتسما:

ـ ههه طيب مقبولة منك "ي واد" المهم اسمعيني كويس.

تنظر بعينيها السوداوين الى عينيه فوقها كونها فتاة اقصر من المتوسط قليلا "165 سم" تقريبا, وتقول بلهجة ساخرة محببة:

ـ اديني باسمع.

يبتسم ويقول:

ـ اممم بلاش سارة تعرف موضوع الروايات الجنسية دي ها؟

تغمزه بشغب وتقول مبتسمة:

ـ وفيها ايه لو عرفت؟ مادام انت مقتنع باللي بتعمله عادي تعرف.

يقول بعد ان يبلع ريقه:

ـ اممم صحيح بس انتي عارفة مكانتي عندها, كوني باكتب قصص وروايات ومعروف شوية عالسوشال ميديا وبجيني فلوس من كتاباتي, وسارة بتعتبر دا مصدر فخر ليها, وبصراحة مش حلوة تعرف اني باكتب قصص اباحية, لانها يمكن تزعل مني ويبقى موقفي بايخ قدامها, وانا مش عايز كدا.

ـ لاء سارة مش ممكن تزعل من حاجة زي دي, لانها متحضرة ومتفهمة وافكارها متحررة زيك وزيي بالزبط, غير كدا سارة بتتبسط للتغير وكسر الروتين وممكن تستفيد من قصصك دي هههه.

ـ ههه ممكن, بس اننا نفكر بالتغيير ونطبقه حاجة واننا نكتبه رواية حاجة تانية, لان ساعتها هايتولد في دماغها الف سؤال, بتكتب لمين؟ بتنشر اللي بتكتبه ولا لاء؟ ولو لاء بتكتب ليه؟ ومين من "الفانز" بتوعك طلب تكتب في الجنس؟ ولو قلتلها اني باكتب لنفسي عشان اطبق اللي باكتبه معاكي مش هاتصدق, وهاتقوللي زي عادتها لما تزعل "الافكار بتتكتب تدوين ونقاط مش قصص وروايات يا فالح" [تضحك صفاء] وبيفضل احتمال كبير انها تزعل, ودي مش حاجة سهلة بالنسبة لي, انتي عارفة سارة بالنسبة لي ايه, دي مش مجرد زوجة, دي دنيتي كلها, هي زوجتي وحبيبتي واهلي واحلى حاجة حصلتلي ف حياتي.

ـ اللاه اللاه ايه الحب دا كله؟ هههه, اممم طيب, انا مش هاقوللها حاجة [تبتسم بمكر] بس بشرط.

تتسع عينان رامي دهشة ويقول مبتسما:

ـ ايه دا؟ انتي عايزة تتشرطي كمان؟ ما تنسيش ي حلوة اني ضبطتك متلبسة بالتجسس عليا وعلى خصوصياتي, ودي حاجة خطيرة عند سارة, يعني لو قلتي هاقول هههه.

تضحك صفاء بصوت عالي فهي مرحة جدا, وتقول بدلع:

ـ هههه تيب ي حلو, قول وانا هاقول, وهانشوف مين اللي بيدان اكتر هههه.

يضحك رامي ويقول مستسلما:

ـ دا انتي لئيمة بشكل هههه.

ـ الحياة عايزة كدا يابني ههه.

ـ طيب امري للة, اشرطي ياختي.

تنظر بعينيها في اتجاهات متعددة بدلال وشغب وتقول:

ـ هو شرط واحد بس, عايزاك كل ما تكتب رواية زي دي تديني اقراها, كل فصل بفصله ههه.

تظهر الدهشة على ملامح رامي, يقول بارتباك خفيف:

ـ ايه؟ اختشي ي بت, عيب تقري حاجات زي دي.

تقول صفاء بخبث مبتسمة:

ـ بجد؟ ومش عيب تكتب حاجات زي دي؟ وللا بتتسلى حضرتك؟ هههه.

يبتسم رغم حنقه عليها ويقول:

ـ أأ ايوا باتسلى, وبصراحة كدا, انا باكتب ليا انا وبس, يعني باتخيل علشان ابتكر حاجات جديدة واطبقها مع اختك, ارتحتي كده؟ ههه.

رامي وزوجته سارة واختها صفاء متحررون فكريا وفي لباسهم داخل البيت [قمصان نوم او شورت وتشيرت او قمصان بيتية قصيرة بلا اكمام] ولكن بحدود اللياقة الاجتماعية, اما خارج البيت فسارة وصفاء تلبسان الجينز الضيق والبلوزة الكم الطويل وال****, ويؤمنون بمبدأ "انت حر ما لم تضر" فيتحدثون بكل المواضيع بمنتهى الصراحة, ومنها موضوع الجنس "ولكن بحدود وقيود خاصة مع صفاء" لخصوصية وضعها كاخت الزوجة وكمطلقة, تقول صفاء بلهجة من يمسك عالاخر ممسكا:

ـ ما بلاش الشويتين دول يا رامي ياخويا, اللي عايز يبتكر بيبتكر من غير ما يوثق ابتكاره هههه.

يضحك رامي قائلا:

ـ قلتلك انتي لئيمة هههه.

ـ ايوا انا لئيمة بقا, ودا شرطي ومش هاتنازل عنه ههه, قلت ايه؟

ـ يا بنتي ما ينفعش كدا, انتي زي اختي وانا باغير على اختي, ومش موافق انك تقري روايات جنسية.

تقول باستغراب:

ـ ايه؟ بتقول ايه حضرتك؟ معقولة؟ رامي الكاتب المثقف المتحرر [ترفع يديها على امتدادهما للتفخيم الساخر] اللي رواياته مالية المواقع الثقافية, يفكر بالطريقة دي؟ وايه الفرق بين الراجل والست في دا؟ فين مبادئك وافكارك؟ انت مش ملاحظ انك ارتكبت غلطة مزدوجة دلوقت؟

يحدق رامي بها مستغربا ويقول:

ـ مزدوجة كمان؟ ايه هي الغلطة المزدوجة دي يا هانم؟

تقول بشيء من الغضب:

ـ مهو معنى كلامك دا ان عندك مسموح للشاب ومش مسموح للبنت, وتانيا انت حامل مباديء وافكار تحررية وبتعمل عكسها, أي دا؟ ايه الازدواجية بنت الكلب دي؟ بس انتو صنف الرجالة كدا.

كانت ردة فعلها فيها شيء من العنف, فهي من انصار المساواة بين الرجل والمرأة, ثم ظهرت سحابة حزن خفيفة على وجهها, يتاثر رامي, فصفاء اخت زوجته مطلقة بسبب عدم الانجاب ولان زوجها "طلع ندل" كما كررت اكثر من مرة, وقد كانت امها "حماته" وهي على فراش المرض قبل وفاتها توصيه هو وزوجته سارة عليها وتشدد على ذلك, فصفاء مدللة جدا وكما يقال "دلوعة العيلة" طالبة جامعية احبت طالبا معها في الجامعة وتزوجا قبل ان ينهيا دراستهما ثم طلقها في غاية النذالة, وبعد وفاة امها انتقلت للعيش مع اختها سارة وزوجها رامي في شقته المستقلة المبنية على حديقة جميلة, كي تتسلى وتتناسى مأساتها وتكمل دراستها الجامعية, وكي ترتاح من دفع اجار البيت الذي كانت تسكنه هي وامها, لذلك كانت مثل اخته الاصغر وبقيت مدللة عند رامي وزوجته, رغم فرق السن البسيط بينها وبين رامي, فهي ابنة واحد وعشرين عاما ورامي ابن سبعة وعشرين عاما, اما سارة فهي اصغر من رامي واكبر من صفاء, عمرها عشرون عاما, تأثر رامي لسحابة الحزن التي طغت على ملامح صفاء ومد يمناه يتحسس شعرها الكيرلي, وامسك بدقنها مدللا وقال ملاطفا:

ـ حيلك حيلك, ايه دا يا بت؟ انتي قلبتيها دراما بسرعة كدا؟ ههه, بعدين مش كل الرجالة زي بعض وانتي عارفة دا كويس, ولا عندك راي تاني؟

تحاول الابتسام وتقول بدلال غاضب:

ـ اممم مش عارفة.

يمازحها ليزيل عنها سحابة الحزن فيقول مبتسما:

ـ كدابة عارفة, يعني انا زي طليقك الزفت سمير؟ ههه.

تبتسم وتقول:

ـ لاء بس يبدو عندك نظرة متعالية عالمرأة.

ـ لا والنبي بس انتي تعرفي قد ايه انا حريص عليكي, وقد ايه باحبك وباغير عليكي, انتي اختي الصغيرة الحلوة اللي باخاف عليها من نسمة الهوا.

تقول باحتجاج:

ـ تاني ي رامي؟ لسة بتتكلم بالاسلوب دا تاني؟ تخاف عليا دا ايه؟ شايفني طفلة قدامك ولا مجنونة؟

يقول رامي مبتسما:

ـ لتنين ههه.

تبتسم قائلة:

ـ رخم, بص ي حبيبي, انا عارفة ان دي مش افكارك ولا مبادئك, ولا دي نظرتك للحياة وللمرأة, ف قوللي بقا, ايه الحكاية؟

يحك رامي راسه بقلق ويقول:

ـ لا حكاية ولا رواية, بصراحة انا باخاف عليكي, باخاف تأثر فيكي الروايات دي, بس.

ـ لا ما تخافش ياخويا, انا واعية وعارفة انا باعمل ايه, ولي افكاري ومبادئي, ها موافق اقرا قصصك وللا نروح النيابة كلنا بقا؟ ههه.

ـ هههه يخرب بيت كدا, خلاص ي ستي موافق, ارتحتي كدا؟

ـ ههه ايوا ارتحت, الا قوللي ي رامي,,,

ـ ي رامي [يبتسم].

ـ رخم ههه.

ـ غلسة ههه.

ـ لاء بجد قوللي بقا,,,

ينظر في عينيها منتظرا سؤالها, تقول:

ـ ايه اللي خلاك تكتب قصص زي دي؟ يعني انت تحب تكتب رواية جنسية؟ عندك شغف لكدا وللا ايه العبارة بالزبط؟ هههه.

سادت لحظات صمت مزقها رامي قائلا:

ـ بصراحة كل كاتب او شاعر بيحب يكتب في كل حاجة ومنها الجنس طبعا, ودا لارضاء نفسه بفنون الكتابة اولا, وتانيا من ناحية تانية ايوا في شغف الى حد ما.

تبتسم صفاء وتقول:

ـ اها يعني انت من زمان بتكتب في الجنس.

يهز راسه موافقا:

ـ من حوالي سنة.

ـ وبتكتب في كل انواع الجنس ولا نوع محدد بس؟

ـ لاء باكتب في انواع مختلفة, يعني اللي بيحصل بين اي بنت وشب او راجل وست, زي الخيانة الزوجية او الحب المسروق, او التحرشات في الاوتوبيس والمترو والسوق, او علاقة غير شرعية بين أي تنين.

ـ اممم حلو, يعني كل القصص عندك في ملفات؟

يصمت رامي قليلا ثم يقول مبتسما:

ـ ايوا فيه مجلد خصوصي للقصص دي ههه.

ـ دا جميل اوي اوي, يبقى لازم اقراها كلها ههه.

ـ معنى كدا ان اللي قريتيه في الرواية اللي انا شغال فيها دي عجبك.

يحمر خدا صفاء ارتباكا او نشوة, تقول ببسمة عذبة:

ـ اممم بصراحة,,, انت مبدع ههه.

ـ تسلمليلي ي قمر, ومن دلوقت انتي بقيتي اهم واول زبون قصص جنسية عندي هههه.

ـ اممم هو عندك زباين تانيين ولا ايه؟

يتدارك رامي خطأه بسرعة ويقول مبتسما:

ـ باقوللك انتي اول زبون, هم فين التانيين بقا يا عبيطة؟

ـ هههه طيب, بس حسك عينك تكتب رواية وما تدينيش اقراها واديك رايي فيها كمان.

يحدق بها مستغربا ويقول:

ـ وكمان عايزة تناقشيني باللي باكتبه؟

ـ طبعا اومال, يمكن يكون لي راي يعجبك وتعدل في الرواية بشكل اجمل ههه.

يقول رامي بقليل من الجدية:

ـ لاء بقا, انتي عايزة تناقشيني بالجنس كمان؟

تضحك صفاء قائلة:

ـ هههه لاء يا حبيبي, انا عايزة اناقشك في الجانب الادبي والفني في الرواية الجنسية, فارجو توخي الدقة فيما تقول يا هذا هههه.

يضحك لمشاكستها بالفصحى ويقول:

ـ هههه ولو كان يا رخمة, لاء انا مش موافق على كدا.

تقول صفاء بابتسامة دلال:

ـ بلاش, انت الخسران, تنساش اني مثقفة زيك وباتذوق الادب والفنون ولي راي مفيد جدا, غير عن اني بادرس فلسفة, يعني اقدر افهم الدوافع والمبررات, المهم, انا طالعة اوضتي عايز مني حاجة قبل ما اروح؟

يبتسم ويحك راسه قائلا:

ـ اممم ايوا, عايزك تعمليلي نص كيلو قهوة من اديكي الحلوين ههه.

تضحك صفاء وتهمس له بشغف:

ـ اوبااا نص كيلو قهوة مرة وحدة؟ تبقى عايز تفتري في الرواية الجديدة دي بقا هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه طبعا, عايز القارئة الوحيدة عندي تتجنن ههه.

ـ كده انت خطر عالشعب هههه.

ـ هههه وليه بقااا؟

ـ عشان دي رواية بتحكي عن الخيانة الزوجية, ولو تنتشر هاتخلي كل الازواج والزوجات يخونوا بعض هههه.

ـ هههه لاء مش للدرجة دي.

ـ واكتر كمان, انت اسلوبك مؤثر مش زي الحكواتي, انت بتحط افكار ووجهات نظر تاثر في الناس, انت اخطر واحد عالشعب المصري ههه.

ـ طب يلا يا بت بلاش غلاسة ههه.

ـ ههه ماشي يا ابيه, هاجيبلك نص كيلو قهوة, عايزاك تمخمخ وتزبط المواضيع ي عم هههه.

ـ طب يلا انجزي وكفاية رغي بقا, روحي اعملي القهوة وبلاش رخامة, خليني الحق اكتبلي شوية قبل ما تيجي اختك من الاكزخانة.

تقول بشغب:

ـ هههه عينيا يا باش كاتب, واحلى نص كيلو قهوة للمعلم رامي.

يضحكان وتغادر صفاء صاعدة الى الشقة, اعدت لرامي القهوة ونزلت الى المكتب وضعتها على طاولته وهي تدندن بلحن اغنية قديمة, واسترقت نظرة الى اللابتوب وابتسمت وغادرت الى غرفتها, اغلقت بابها عليها بالمفتاح من الداخل, فتحت اللابتوب خاصتها واخرجت موبايلها من بين الاوراق, رامي لا يدري انها كانت قد صورت اسم الموقع ورابطه, والاسم المستعار الذي يدخل به الى الموقع "اسير الشغف" والمكتوبان على الورقة الصفراء المربعة التي كانت مقلوبة بجانب اللابتوب, فقد رات ما فيها وصورته وعادت وقلبتها كما كانت كي لا يشعر رامي بذلك, دخلت الموقع, وعملت تسجيل باسم "سناء" واخذت تتصفح الموقع, لاول مرة صفاء تدخل مواقع قصص جنسية, كانت قبل ذلك تدخل مواقع فيديوهات اباحية لتروي عطش كسها المحروم بالعادة السرية, لكن لم يكن يخطر ببالها مواقع القصص, وكم كانت مذهولة لما تقرأه في الموقع من قصص ساخنة جعلت كسها يترطب بماء الشهوة, فخلعت قميصها لتغدو عارية ملط, فهي عادة لا تلبس أي شيء تحت قمصانها البيتية او قمصان نومها او حتى تحت الجينز حين تخرج من البيت, فهي لا تحب الاندر ولا الستيانات, وتعلمت ذلك من اختها سارة التي ناردا ما تلبس اندر او ستيانة, وحتى رامي فهو منسجم تماما مع سارة في هذه التوجهات التحررية فهو في الغالب لا يرتدي بوكسر تحت الجينز حين يخرج من البيت, صفاء تقلب صفحات الموقع, يا للهول, قرات عنوان "قصص محارم" ودخلت بجسد يرجف شبقا وارتباكا, قرأت ما عصف بعقلها وجسدها, من قصص عن الاخ والاخت, الاب والابنة, الام والابن, العمة, الخالة, زوجة العم او الخال, زوج العمة او الخالة, اخت الزوجة, اخو الزوج, وغيرها مما جعلها تداعب كسها بشغف حتى كادت ان تصل رعشتها, فرفعت يدها عنه, فصفاء لا تحب العشوائية او التسرع في الجنس او العادة السرية, انها مزاجية جدا في الجنس كاختها وزوج اختها, جعلت تفكر, هل يوجد فعلا جنس بين المحارم؟ وكيف يحدث ذلك وهو من اشد الخطوط الحمراء؟ وان لم يوجد جنس محارم الا ما ندر, فهذه القصص تدل على رغبة كتابها وقرائها الشديدة لجنس المحارم, ومن لا يستطيع ممارسة ما يرغب به يلجأ الى الكتابة عنه او القراءة, وهل يكتب رامي قصص محارم؟ عملت بحثا على "اسير الشغف" وعلى كل كتاباته, لم تجد له اي رواية عن المحارم, لكنها قرأت له الكثير من القصص المثيرة والتي تجعل كسها يزداد بللا وتزداد هي شبقا وشغفا, كالخيانة الزوجية والجنس العابر في شقة لمطلقة او ارملة او تحت جسر او حتى داخل عربة قطار مسافر ليلا, او بين شاب وجارته او اخت صديقه او صديقة اخته, او او او الخ, ثم قطع عليها خلوتها بين القصص الاباحية طرقات على باب غرفتها فهتفت من الداخل:

ـ ايوا مين عايزني الساعة دي؟

ـ يلا حبيبتي تعالي علشان نعمل عشا ونقعد مع بعض.

كان صوت اختها سارة, التي حضرت من عملها في الصيدلية, سارة امرأة تعشق الجنس بكل اشكاله وتحب التغيير والتجديد فيه, لم تدري صفاء كيف مر الوقت سريعا حتى السادسة مساء موعد عودة سارة من عملها, قالت مازحة بلهجة صبي القهوة:

ـ ايوا جااااي.

ضحكت سارة تقلب يديها وتحدث نفسها [: هههه ايه البت المجنونة دي؟] وعادت لتجلس في غرفة المعيشة "الانتريه" حيث لحقت بها صفاء وسلمت عليها, تقول سارة:

ـ انا قايمة احط الشاي, وانتي اندهي لرامي ييجي, انا ندهتله ولسة ما اجاش, شكله كدا بيفكر بكتابة رواية مهمة في اوضة النوم ههه.

تبتسم صفاء بمكر فهي التي تعرف اي رواية مهمة تلك التي يفكر فيها رامي, تقول:

ـ حاضر يا "اوختشي" انا هاروحله واجيبهولك من لغاليغه هههه.

سارة بمرح:

ـ هههه لاء الا لغاليغه, وان كان ولا بد, فسيبيلي اللغلوغ اللي في الوسط هههه.

تضحكان ضحكة فيها عهر ومرح, وتتوجه صفاء الى رامي في غرفة النوم, الباب مفتوح, تدخل صفاء فتتسمر عالباب, تبلع ريقها ويحمر خداها, رامي يغير ملابسه حيث كان عاريا من نصفه الاسفل ويدخل راسه ويديه في تشيرت في نصف جسده الاعلى, فلم ينتبه لصفاء انها تقف فاغرة فمها عالباب, تحس بالشبق لرؤية زبه النصف منتصب, ثم لا تريد ان تطيل المكوث كي لا يراها, ولان سارة تعد الطعام فيجب ان تساعدها, فتخرج وتطرق الباب قائلة:

ـ سارة بتسلم عليك وبتقوللك تعالا عشان نتعشى ي ابيه.

يبتسم قائلا:

ـ سلمي عليها وقوليلها بيقوللك حاااضر.

لم تستجيب بل توقفت قائلة:

ـ اخش عندك ولا انت مششش,,, ههه.

ـ هههه لاء خشي مش مششش ههه.

تدخل صفاء وتسأل رامي بما يشبه الهمس:

ـ قوللي ي جوز اختي, الرواية اللي بتكتب فيها دي فاضللها كتير لتخلص؟

ـ لاء, الليلة دي بتخلص, انا باكتب في النهايات.

ـ طب عايزة اسألك,,,

قاطعها رامي متضايقا من كثرة اسئلتها ومشاغبتها بحركة ادار فيها ظهرها له و صفعها بكفه على فلقة طيزها فاجفلت صائحة بدلال وقال بلهجة آمرة:

ـ طب امشي, امشي غوري من قدامي, مش وقته دلوقت.

فضحكت بصوت عالي وسارت بدلال متباطئة فصفعها ثانية على طيزها قائلا:

ـ ما تيلا يا بت, امشي بسرعة.

فاجفلت ضاحكة وضربته بقبضتها على صدره وهربت قبل ان يهم بضربها.

اعدت صفاء واختها سارة الطعام وتناولوا جميعا عشاءهم ثم نهض كل الى ما يريد انجازه.


مشهد [نقاش مثير في الروايات بين صفاء ورامي]

صباح الخميس, يوم حار, سارة وزوجها رامي يغسلان وجهيهما استعدادا لتناول الفطور, يقول رامي:

ـ يلا بقا اندهي لاختك تفطر معانا بلاش تتاخر عالكلية.

تقول سارة زافرة بشيء من الغيظ:

ـ دا انا ندهتلها ورحت صحيتها ييجي تلات مرات واهزها, وهي تصحى وترجع تنام, انا مش قادرة عالمجنونة دي.

يضحك رامي ويقول:

ـ معلش ي سارة دي اختنا الصغيرة المدللة ولازم نراعيها.

تقول سارة بضيق:

ـ طيب مادام اختك الصغيرة ولازم تراعيها, روحلها ياخويا واحملها وجيبها هنا غصب عنها زي كل مرة, دي شغلانتك بقا, مهي بتعشق النوم ومش ممكن تيجي الا محمولة ههه, يلا يا شاطر.

يبتسم رامي قائلا:

ـ حاااضر بس انتي ما تدايقيش نفسك, بلاش تروحي الاكزخانة مكشرة والزباين تهرب هههه.

تعبس في وجهه بدلال وتقول:

ـ انا وشي بيهرب الزباين؟ طيييب استنى عليا.

وارادت ان تضربه فهرب الى غرفة صفاء, يدخل فيتسمر على الباب من الداخل, صفاء تنام على بطنها وقميص نومها مرفوع الى اعلى فخدتيها البيضاوين الطريتين, وخيطه الايسر ينزل على ذراعها الايسر البض الشهي, يبلع ريقه امام هذا الجسد اللين الممتليء, فصفاء ممتلئة الجسم, طيزها اكبر من المتوسط, كذلك نهديها, ملفوفة القوام بشكل متناسق مثير, يقترب من سريرها ببطء, يفكر بالعودة الى سارة ليطلب منها ان توقظ اختها هي, فهي نائمة بشكل مثير نصف عارية, لكنه تراجع عن قراره كي لا تفسر سارة عودته بانه مثار على اختها التي هي بمقام اخته, فقرر ان يحملها وياتي بها الى المائدة, انزل قميصها الى اسفل كي يغطي فخدتيها ورفع خيطه على كتفه كما كان وحملها بين يديه, يبلع ريقه لمنظر نهديها الكبيرين تحت عينيه في فتحة صدر القميص الواسعة, استيقظت صفاء بين يديه وصارت ترافس برجليها بدلال كطفلة, تريد النزول وقالت باحتجاج ودلال:

ـ اننن رامييي, سيبني اناملي كمان شوية ي رامي وباقوم لوحدي.

يتمسك رامي بجسد صفاء اكثر, يداه تشدان على فخدتيها وظهرها فوق القميص ويقول مازحا:

ـ مش هاتفلتي, وبلاش دلع بقا, هاتتأخري عالكلية, دا احنا مستنيينك من نص ساعة.

تقول وهي تتخبط بين يديه:

ـ يا ربى, دا انا ما عنديش غير اخر امتحان بس وهايبتدي الساعة عشرة, وتبدأ الاجازة, وحياتي عندك رامي سيبني انام بس نص ساعة.

يقول وهو يحملها بين يديه ويمشي بها نحو المطبخ:

ـ لاء ممنوع النوم دلوقت ههه.

ـ طب مش انت في اجازة الصيف ومفيش تدريس؟ ما تقعد شوية عشان انام كمان نص ساعة بس, وبعدين توديني الجامعة؟ دي الساعة لسة سبعة وربع, اروح اعمل ايه في الجامعة من دلوقت؟

يصلان المطبخ حيق سارة جهزت الطعام ويقول رامي:

ـ مهو انا هاودي اختك الاكزخانة وبالمرة اوديكي الجامعة.

تقول صفاء بغنج الدلال:

ـ لاء مش هاروح, سارة قوليله يسبني اناملي كمان شوية, دا انا امتحاني الساعة عشرة.

تنظر اليها سارة وتقول:

ـ اها, انا لو اعرف كدا من الاول ما كنتش بعتته يصحيكي, ماشي حبيبتي روحي نامي كمان نص ساعة بس لازم تصحي عشان تراجعي المادة.

تضحك صفاء قائلة:

ـ حاااضر ي احلى اخت في الدنيا.

وتنظر الى رامي بطرف عينها وتقول:

ـ وانت قوم زي ما جبتني هنا محمولة رجعني اوضتي محمولة, انا مش هاروح مشي ههه.

ـ ههه حاضر يا ست هانم.

اوصلها غرفتها ورماها عالسرير وخرج قائلا:

ـ نامي ياختي, اشبعي نوم, حاجة تقرف.

تضحك صفاء وتمد له لسانها مشاغبة وتدير ظهرها وتنام.

يتناول رامي وزوجته سارة طعام الفطور ويتوجهان الى الصيدلية بسيارته, تنزل سارة ويعود رامي الى البيت ريثما تستيقظ صفاء لياخذها الى الكلية, تستيقظ صفاء وتغسل وجهها وتتناول فطورا خفيفا, وتتحدث مع رامي حول الرواية, تقول وهي تمضغ لقمة:

ـ الا قوللي ي رامي, اخبار الرواية ايه؟ خلصتها زي ما كنت متوقع؟

ـ ايوا, تفضلي.

ومد يده الى جيبه واخرج فلاش ميموري ومدها الى صفاء التي تناولتها بفرح ظاهر, وقال:

ـ الرواية كلها في الفلاشة دي.

تضحك صفاء بفرح وتقبل رامي قائلة:

ـ ميرسي اوي اوي ي ابيه ههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ طب يلا قومي فزي بقا, هاخدك الكلية ولما تخلصي الامتحان اعمليلي الووو.

ـ اوكي.

الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر, موبايل رامي يرن, صفاء, يقول:

ـ ايوا ي صفاء.

ـ يلا تعالا علشان تاخدني ونروح.

ـ وتاخرتي كده ليه؟ يعني الامتحان يخلص الساعة تناشر بالكتير, الساعة بقت وحدة ونص.

ـ هاحكيلك في السكة تعالا بقا من غير اسئلة ههه.

في سيارة رامي, صفاء تجلس بجانبه تدندن مع الاغنية الشغالة وتتراقص بمرح, رامي يضحك ويقود السيارة ناظرا الى عمق الشارع, يسالها:

ـ شكل الامتحان كان سهل, والا ما كنتيش فرحانة كدا ههه.

ـ ههه ايوا بس انا مبسوطة اكتر من حاجة غير الامتحان ههه.

ـ اها, ايه هي الحاجة دي؟

ـ قريت الرواية كلها ودا اللي اخرني في الكلية ههه.

ـ ولحقتي؟ ايمتا؟

ـ بعد ما خلصت الامتحان, رحت المختبر مع وحدة صاحبتي, فيه هناك ديسكتوب فاضي وقريتها هناك ههه.

ـ اممم طيب, ايه رايك؟

ـ اممم لما نوصل البيت هاقوللك رايي.

ـ مهو احنا مش هانروح البيت دلوقت.

تنظر اليه بدهشة وتقول بابتسامتها العذبة:

ـ اومال هاتاخدني فين؟ اوعى تكون عايز تخطفني وتطلب فدية من سارة اختي, اكمنها صاحبة اكزخانة ومعاها فلوس كتير اوي ههه.

يضحك رامي قائلا:

ـ هههه ايوا هاخطفك ونروح مطعم نتغدى سوا وهناك هاتقوليلي رايك.

يظهر الفرح على وجه صفاء وتقول:

ـ واوو, مفاجئة حلوة اوي بجد, **** ما يحرمنيش منك ي احلى اخ في الدنيا.

مطعم تظهر عليه الفخامة والعراقة, تنظر صفاء الى الطاولات الخشبية الفخمة وحولها الكنبايات المنفوخة المريحة, وزبائن ذوي ربطات عنق وسيدات تبدو عليهن اثار النعمة, ونوادل ياتون ويذهبون باناقة, وفي نهايته بار ذو خشب بني ومعلق في سقفه كاسات الشراب وعلى رفوفه تقف قناني الخمرة والبيرة, وبعض الزبائن الشبان ينظرون الى مؤخرة صفاء المستديرة الطرية ببنطلونها الجينز الضيق الذي لا تلبس تحته شيئا, والى تشيرتها الباضي الضيق ايضا بكميه الطويلين, الذي يبرز نهديها الكبيرين المتحررين من الستيانة, تميل صفاء على رامي وهما ماشيان لياخذان طاولة لشخصين, وتهمس له:

ـ رامي, المطعم دا باين انه فخم اوي, ودا معناه انه غالي اوي, يلا بينا نروح مطعم تاني ارخص.

ينظر اليها رامي ويقول مبتسما:

ـ ما يغلاش عليكي حبيبتي.

ويقرص دقنها بدلال فتبتسم وتهمس:

ـ لاء بجد, طب انت عامل حسابك؟ دا انت يا دوب حتة مدرس, ويمكن نتغدا بمرتبك الشهري كله هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه ممكن تخرسي بقا؟ بلاش هبل وخشي.

تضحك صفاء وتمشي معه بصمت حيث جلسا على طاولة لشخصين في ركن بعيد هاديء, حضر النادل وطلبا غداء وتغديا مستمتعين بالمذاق والاجواء الساحرة, يقول رامي بعد ان انهيا غداءهما:

ـ تشربي ايه يا غلسة؟

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ شربني حاجة على زوءك.

نادى النادل قائلا له:

ـ كاسين بيرة كبير لو سمحت.

النادل بابتسامة وادب:

ـ حاضر حالا.

تحدق صفاء برامي وتهمس مبتسمة:

ـ ايه, عايز تسكرني وتخطفني بجد؟ ههه.

ـ ههه ايوا, هاخطفك واخدك جوا الرواية بقا ههه.

تهمس مبتسمة:

ـ اممم اذا كان كدا اوكي ههه.

يرتشفان البيرة ببطء ويتحدثان, حيث سالها رامي:

ـ ايه اكتر حاجة عجبتك في الرواية؟

تبتسم صفاء وهي تدير كاس البيرة في يدها وتهمس:

ـ اممم بصراحة مفيش حاجة اسمها "اكتر حاجة", كل حدث وكل مكان وكل وقت وكل شخصية في الرواية لها خصوصيتها وجمالها اللي بيميزها, بس بصراحة برضو, انت سافل اوي هههه.

يضحك رامي ويقرص خد صفاء مدللا ويهمس:

ـ هههه يا بنتي دي رواية جنسية مش رواية بوليسية, يعني رواية سفالة, فلازم ابقى سافل اوي.

تهمس صفاء مبتسمة:

ـ هو انت سافل بعقل؟ هههه, بس بجد انت هايل, مبدع جدا, بارع في توصيف الاحداث والاشخاص وردود الفعل, واظن اي حد يقراها هايفكر بالانحراف ههه.

يبتسم قائلا:

ـ معنى كدا انك بتفكري بالانحراف هههه.

تضحك صفاء هامسة:

ـ اختشي يا واد ي صعلوك هههه.

ـ مش انتي اللي بتقولي؟ هههه.

ـ ههه بس واضح كمان شغفك الكبير بالجنس, وجنونك بالعلاقات الجنسية الغير شرعية هههه بدليل انك بتتعرض لادق التفاصيل في العملية الجنسية وفي وصف الاجسام, وخصوصا تصويرك الرائع لمشهد الراجل لما خان زوجته مع ست تانية ومارس معاها الجنس في شقتها في اوضة النوم وفوق السطوح وعالسلم وفي المطبخ, تفتكر ممكن الراجل يعمل دا بالتبرير المنطقي اللي انت كاتبه؟

يبتسم رامي ويهمس:

ـ طبعا ممكن لو مر بنفس الظروف.

ـ طب قوللي بصراحة, ممكن انت تخون اختي سارة وتبرر خيانتك؟

يبتسم ويهمس:

ـ بصراحة, ايوا ممكن جدا.

تتسع عينان صفاء دهشة وتقول:

ـ ايه؟ انت بتتكلم جد؟

ـ ههه طبعا بجد, بس المهم اخونها مع مين؟

تصمت صفاء قليلا قبل ان تهمس:

ـ اممم طيب, مين اللي ممكن تخون مراتك معاها؟

ـ مراتي نفسها يا هبلة ههه.

ـ اللة ازاي؟

ـ اومال انا باكتب الجنون دا ليه؟

ـ مش عارفة.

ـ بصي بقا, الواحد مننا بيحب التجديد والتغيير في كل حاجة, والجنس من ضمن الحاجات دي, وبيكره التكرار والروتين في كل حاجة والجنس كمان من الحاجات دي, وبناء عليه, لازم يفكر ازاي يجدد حياته ويخليها كل يوم مختلفة عن اللي قبله, عشان يقدر يتمتع الى اقصى حد ممكن.

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ يابني دي عموميات, دي فلسفة وانا اكتر وحدة اعرف الحاجات دي, بس انا باسالك عنك انت وسارة.

ـ مهو انتي ما سبتينيش اكمل ي غلسة ههه.

ـ طيب كمل يا رخم لنشوف اخرتها ههه.

يقول رامي بعد ان نفخ دخان سيجارته في الهواء, وهو يداعب كاس البيرة بين اصابعه:

ـ يعني لو انا وسارة فضلنا نمارس الجنس كل مرة بنفس المكان وبنفس الوقت وبنفس الاوضاع, حتما هانزهق, وهانتحول مع الوقت الى روبوتات مبرمجة في عملية مقرفة [صفاء تهز راسها بالموافقة] وبيتحول الجنس من متعة الى واجب ودا اللي بيخلي الواحد يخون مراته زي ما ذكرت في الرواية, لكن لو غيرنا المكان والوقت والهيئة والاوضاع هانكتشف اننا ازواج جدد, بننتقل من متعة لمتعة جديدة حلوة, زي اللي بيشم هوا في جزيرة سياحية بنتنقل فيها من غابة لمتحف لميدان لجبل وكدا, فانا باكتب كل دا عشان اطبقه مع سارة, وطبقت كتير فعلا, وكنا وما زلنا من الازواج السعداء.

ـ طب وفين الخيانة في الموضوع؟ انت لسة مش خاين هههه.

ـ هههه وهي ايه الخيانة؟ الخيانة مش بتختلف عن اللي قلتهولك دلوقت, هي تجديد وتغيير, تجديد العملية الجنسية, وتغيير الزوجة الروتينية بزوجة متجددة, او العكس بالنسبة للزوجة تغيير الزوج الروتيني بزوج متجدد, فبدال ما اخون سارة انا باخونها معاها وهي بتخونني معايا, يعني باحولها من زوجة روتينية الى زوجة متجددة والعكس ههه.

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ اقنعتني الى حد ما هههه.

ـ الى حد ما, طب حلو اوي ههه.

تقول صفاء مشاكسة:

ـ بس انت طلعت تعلب مكار يا واد هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه ليه بتقولي كدا؟

ـ الرواية تحفة رائعة جدا, مع انها ما تخلاش من الالفاظ البذيئة, ضروري يعني تسمي كل عضو باسمه الحقيقي والبلدي؟ هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه طبعا ضروري, زي ما لازم نتصرف في الممارسة الجنسية من غير كسوف, يبقى لازم نكتب في الرواية الجنسية من غير كسوف ههه.

تبتسم صفاء بقليل من خجل وتقول:

ـ ههه صح, هي طريقتك في كتابة القصص دي حلوة اوي وفيها ترابط منطقي و,,, مثيرة كمان ههه, بس اللي انا مستغرباه انت ازاي تقدر تغوص جوا الشخصيات كلها بالتفاصيل دي كلها لكل شخصية باحاسيسها ونفسيتها وطريقة تفكيرها كانك ممثل بتلعب كل الادوار بنفس الوقت.

يبتسم رامي بفخر ويقرص صفاء بدقنها مدللا قائلا:

ـ اومال, هو انا بالعب يا بت؟ ههه, مهو لازم ادخل جوا الشخصية وارسم لها طريقة تفكيرها ومزاجها ومواقفها قدام حدث معين, وردود افعالها على مواقف معينة, علشان تطلع الاحداث حقيقية و,,,

تقاطعه صفاء قائلة ببسمة لها معنى:

ـ اللة, وانت اش عرفك ان فلان بيفكر بالطريقة دي وفلانة بتتصرف بالشكل دا قدام الموقف دا؟

يستند رامي الى مسند الاريكة, ويضع رجلا على رجل, ويقول بلهجة اديب مشهور وبكل ثقة:

ـ الكاتب يا بنتي دي شغلته, يسبر اغوار النفس البشرية, يخش جوا الاحاسيس, وجوا الروح [تهز راسها مبتسمة] ويخش جوا,,,

تقاطعه ثانية وتقول بلهجة ساخرة:

ـ ايه دا يابني؟ هو كله يخش جوا كله؟ ههه ممكن تهمد شوية؟ يابني انا مش صحفية عايزة اعمل معاك لقاء, كلمني عادي وبلاش رخامة ههه.

ـ هههه طيب حاضر, يا بنتي دي اللي اسمها الموهبة.

ـ الموهبة موهبة القدرة على الكتابة والصياغة والتخيل, بس انك تتخيل طريقة تفكير حد وايمتا بيتأتأ وهو يتكلم وايمتا بيتكلم بطلاقة وهايكون موقفه ايه لو تعرض لكذا, دي خبرة او معرفة مش موهبة, ولا انا غلطانة؟

ـ طبعا غلطانة, الموهبة بتجمع كل دول, لو ما كانتش موهبة اي حد يقدر يكتب رواية.

تفكر, كلام رامي سليم, تبتسم وتميل راسها بدلال قائلة:

ـ صح ي جوز اختي.

ـ ههه وبالنسبة للاشخاص مفيش حد ممكن يعلم الغيب ويعرف ان الشخص دا هايتصرف كدا في الموضوع كزا, وهنا الموهبة بتتدخل.

تبتسم صفاء وتسال بطفولية:

ـ انت بتخرف بتقول ايه؟ هي مش الكتابة بيسموها خلق وابداع؟

ـ ايوا.

ـ يعني انت اللي بتخلق الشخصية وتتخيل هي بتفكر ازاي وبتتصرف ازاي والى اخره.

ـ ايوا بس حتما بتكون الشخصية مرت عالكاتب خلال حياته, يعني ممكن اخلق شخصية بس اسقط عليها سلوك شخصية انا اعرفها واتخيل واطور من سلوكها بشكل درامي مثير, فالكاتب بيتخيل اشخاص حقيقيين, هو ما بيخلقش شخصيات الرواية من العدم, هم موجودين عنده في مكان العمل وفي القهوة, في الحي, في الجامعة والمدرسة, الكاتب بيخلق الاحداث والسلوكيات وبيحط المواقف والبدايات والنهاية بس.

تسال صفاء بابتسامة ماكرة:

ـ اممم طيب, معروف ان كل كاتب بيحب يحصل على اهتمام الناس بكتاباته, فكرت مرة تنشر قصص جنسية في موقع مثلا؟

كان سؤالها بمثابة هزة اربكت رامي, ينظر الى سطح الطاولة بعمق ليستوعب الهزة الصغيرة, ثم يرفع راسه وينظر في عينين صفاء ويقول مبتسما:

ـ بصراحة فكرت بس رجعت وطردت الفكرة ههه.

يتلألأ في عينيها السؤال بابتسامة مكر:

ـ اممم ليه؟

ـ يعني, اعتقد ان القصص الجنسية جمهورها ناس جهلة مش متعلمين ولا مثقفين.

ـ وعرفت ازاي؟ ههه.

يظهر عليه قليل من الارتباك ويقول:

ـ أأ يعني مجرد تخمين, بعدين انتي ملاحظة انك انتي اللي بتسالي وبس؟ وانا ماليش دور اسال يعني ولا ايه؟

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ معاك حق, تفضل ايها الاديب ههه.

يبتسم قائلا:

ـ وانتي تقري في الرواية, تقمصتي دور حد؟

يحمر خدان صفاء للسؤال الذي يحمل في طياته حصولا على اعتراف حسي, تصمت قليلا, هل تجيبه بصراحة كما هي معتادة ام تخفي عنه مشاعرها وتكذب عليه كما كذب عليها بالنسبة للنشر؟ قررت الاجابة بصراحة, فصفاء فتاة تلقائية ذكية لا تعترف بالكذب كتبرير اي مصلحة, تبتسم وتهمس:

ـ شوف ي رامي ي جوز اختي ههه, اي حد بيقرا رواية بيعيش احداثها بتفاصيلها, وبيستمتع لو كانت ممتعة, وبتاثر فيه اكيد.

وتسكت, رامي يحدق بعينيها منتظرا الاجابة التي يريدها, فقرر اللف حول السؤال ليحصل على اجابة, يقول:

ـ اممم واستمتعتي؟

تنظر في عينيه وترشف رشفة بيرة وتهمس مبتسمة:

ـ اه ههه.

ـ معنى كدا ان الخيانة في الرواية حلوة ههه.

ـ طبعا, لان الخيانة هنا كسر الظروف السيئة والانطلاق باتجاه الشغف الممتع ههه.

ـ اممم تفتكري "الشغف الممتع" يستحق الخيانة؟

تنظر في عينيه بدهشة لسؤاله الفلسفي, تهمس مبتسمة:

ـ هاجاوبك جوابين لنفس السؤال, الاول,,,

يقاطعها ضاحكا:

ـ هههه ايه دا؟ احنا هانخش في درس فلسفة ولا ايه؟

ـ هههه لاء بس فعلا سؤالك له جوابين مش بينفصلوا عن بعض ي جوز اختي ههه.

ـ تفضلي يا اخت مراتي ههه.

تبتسم قائلة:

ـ ههه الاول, لو الزوجة او الزوج ما بينسجمش ابدا مع الطرف التاني, وطبيعته انه ممل وما بيتجاوبش مع التغيير والتجديد تبقى الخيانة هي الحل المبرر,,,

يقول رامي قبل ان تكمل صفاء:

ـ حلو اوي, والتاني؟

ـ التاني بقا, تعالا ما نسميهاش خيانة, ونبعد بالتصور والنقاش عن ربط الحدث بالدين او بالعادات, قدامنا حالة من عدم التوافق بين الطرفين, الحالة دي عايزة حل عشان نصنع التوافق, طرف منهم ما يقدرش يتماشى مع الحل, طبيعته كدا, تربيته كدا, يبقى اصبح عندنا مشكلة مش بس حالة, وعلشان طرف منهم هو جزء من المشكلة دي, يبقى من حق الطرف التاني يدور عالحل برا, لانه ببساطة عايز يتمتع في حياته وحاول يتمتع مع الطرف الاول بدون فايدة, زي اللي طول الوقت متدايق في بلده, فبيهاجر يدور على حياة اجمل برا بلده, في الحالة دي بيكون خان بلده؟

تظهر الدهشة على ملامح رامي اعجابا بمنطق صفاء فيصفق بيديه باعجاب ويقول:

ـ انتي مش طالبة فلسفة, انتي فيلسوفة بجد, وانا باعتبر نفسي محظوظ جدا انك بتقربيني ههه.

ـ ههه ميرسي, وانا كمان محظوظة جدا انك بتقربني لان جوابي الفلسفي دا جه من قصتك اللي كلها احداث ممتعة ومنطقية ومبررة بشكل فلسفي انساني قبل ما تكون مجرد رواية للتسلية والاستمتاع.

ـ يلا بينا نروح ههه.

ـ ههه يلا.

وصلا البيت وفتح رامي بمفتاحه, يدخلان فتنزع صفاء عنها حجابها بسرعة قائلة:

ـ اففف ايه دا؟ انا برأيي ال**** مش فرض.

يضحك رامي قائلا:

ـ هههه اومال سنة؟

ـ ولا سنة, دا لباس عادات متوارث مش لباس ديني, انا قريت عن كدا لشيوخ ومفكرين كتير.

ـ سيبك من الشيوخ والمفكرين وخلينا ناخد دوش نريح شوية.

ـ طيب انا الاول ههه.

ـ ههه لا انا الاول.

ـ لاء انا.

وتسرع لتدخل الحمام, تستحم وتردد اغنية داخل الحمام, رامي جالس في غرفة المعيشة "الانتريه", خرجت صفاء من الحمام تلف جسدها الممتليء بفوطة "منشفة" لا تغطي سوى نهديها حتى نصف فخدتيها, ينظر رامي اليها بصمت, فباب الحمام يقابل احدى زوايا غرفة المعيشة والتي فيها كنبة مفردة يجلس عليها رامي, تسرع في مشيتها الى غرفتها المقابلة لباب الحمام, ينهض رامي وياخذ دوش سريع, ويخرج بشورت ناعم قصير لمنتصف الفخدتين, بحيث يظهر تفاصيل زبه الى حد ما, وتشيرت واسع ناعم, يتوجه الى الانتريه حيث تجلس صفاء على كنبة مزدوجة بقميص بيتي لفوق الركبة بقليل دون اكمام, يجلس رامي بجانبها ويتحدثان, ينظر في عينيها متأملا,,,
الى اللقاء في الحلقة القادمة
كمل يا برنس وما تتاخر
 
  • عجبني
التفاعلات: Hayde
حلوة بجد
الساعة الرابعة من مساء احد ايام يونيو "حزيران" الحارة جدا, صفاء في غرفة مكتب رامي زوج اختها, المكتب مستقل في الطابق الارضي ولا غرف اخرى معه سوى حمام صغير اقتطعهما رامي ليتخذ هذا الطابق للاختلاء بنفسه وكتابة بعض القصص, فهو يكتب القصص والروايات اضافة الى كونه مدرسا, فالمنزل الأساسي في الطابق الأول فوق المكتب "غرفة ضيوف ويسارها حمام بابه يفتح على موزع, باب غرفة نوم رامي وزوجته مقابل باب الحمام, ويسار الحمام باب غرفة نوم اصغر لصفاء ملاصقة لغرفة نوم رامي", تقف صفاء امام اللابتوب خاصة رامي تتفرج وتقرأ بارتباك ووجه احمر, يدخل رامي نازلا من البيت في الطابق الاول, يرتدي شورت وتشيرت كت, ليظهر جسده الرياضي البرونزي.

ـ ايه دا ي صفاء؟ انتي بتتجسسي عليا؟

قال رامي بلهجة تخلو من التوبيخ لكنها ايضا تخلو من التساهل, تجفل صفاء ويحمر وجهها بقليل من الخجل, وتخفي موبايلها تحت الاوراق في يدها, تقول بتلعثم متشاغلة برزمة الاوراق في يدها:

ـ أأ لاء ابدا, اتجسس عليك دا ايه؟ انا بس كنت جاية اخد شوية اوراق اتمرن عليهم للامتحان, اصل بكرا اخر امتحان في الفاينال, فشفت الرواية دي, وبصراحة شدتني ههه.

ينظر رامي الى شاشة اللابتوب خاصته والتي يظهر فيها ملف وورد مكتوب فيه جزء من رواية جنسية غير مكتملة, الملف مفتوح على الصفحة رقم "7", يغلق اللابتوب بسرعة وقليل من الارتباك ويقول بشيء من القلق:

ـ طباا, انتي بقالك قد ايه قدام اللابتوب بتاعي يا بت؟

تبتسم صفاء وهي تداعب شعرها الكيرلي المنكوش حول وجهها الابيض الصافي المستدير, وتقول بشغب:

ـ اممم مش كتير ههه.

ـ معقولة قريتي سبع صفحات؟

ـ اه هم يا دوب شبع صفحات اللي قريتهم ههه.

تسود لحظات صمت بينهما, كلاهما يشعر بالحرج, كلاهما مذنب في نظر الاخر, رامي لانه ضبط بتهمة كتابة رواية جنسية للقراء, وصفاء لانها ضبطت تقرأ في الرواية بتهمة التجسس وقراءة الجنس, ينظر رامي الى ورقة صفراء مربعة الشكل مقلوبة بجانب اللابتوب, يظهر الارتياح على ملامحه ويتنفس الصعداء اذ ان صفاء لم تقلب هذه الورقة ولم ترى المكتوب فيها, ساد صمت مزقته صفاء حين قالت وهي تبتسم بوجه احمر:

ـ اممم, رامي انت بتكتب قصص زي دي من زمان؟

يزداد ارتباك رامي, ويتظاهر بالغضب الخفيف من صفاء, ويقول بلهجة ولي الامر الحريص عليها:

ـ وانتي مالك؟ انتي عايزة تناقشيني بالقصص الاباحية كمان؟ بالزمة مش مكسوفة من نفسك؟

تبتسم وتتماسك قائلة:

ـ لاء طبعا مش مكسوفة, لان في حالة زي دي الحق مش عالقاريء, الحق عالكاتب, ولا انا غلطانة؟ ههه.

ينظر الى جسدها المتناسق حيث كانت تلبس قميص بيتي قصير لما فوق الركبة بقليل بلا اكمام, بخيطين عريضين على الكتفين, وفتحة صدر تظهر اقل من نصف نهديها الكبيرين, ومثلها من الخلف ويقول بشبه ابتسامة:

ـ وهو القاريء مباح له يقرأ كل حاجة؟ حتى لو كانت ادب اباحي؟

تقول بابتسامة عريضة تضيء وجهها الجميل:

ـ طب وهو الكاتب مباحله يكتب كل حاجة حتى الادب الاباحي؟ بص ي جوز اختي, القاريء بيقرأ كل حاجة بيقدمها له الكاتب, فلو في ذنب هايكون الذنب ذنب الكاتب زي ما قلتلك يا ابيه ههه.

يبتسم لمشاكستها ويقول ملطفا الجو:

ـ طب باقوللك ايه ي صفاء ياختي؟ مش انتي زي اختي بالزبط؟

تقول ببسمة عذبة:

ـ تبعا "طبعا بدلع".

ـ اممم طيب انا هاسامحك انك تجسستي عليا, و,,,

تبتسم وتقاطعه مشاغبة:

ـ والنبى؟ لا ي شيخ هههه, طب انا مش عايزاك تسامحني, ووريني هاتعمل ايه بقا؟ ههه.

ـ صفاء, بلاش غلاستك دلوقت واسمعيني كويس يا بت.

تقول بشغب:

ـ بت لما تبتك, تكلم بادب ي واد هههه.

يقرصها بخدها مداعبا فتتاوه بصوت خفيف ويقول مبتسما:

ـ ههه طيب مقبولة منك "ي واد" المهم اسمعيني كويس.

تنظر بعينيها السوداوين الى عينيه فوقها كونها فتاة اقصر من المتوسط قليلا "165 سم" تقريبا, وتقول بلهجة ساخرة محببة:

ـ اديني باسمع.

يبتسم ويقول:

ـ اممم بلاش سارة تعرف موضوع الروايات الجنسية دي ها؟

تغمزه بشغب وتقول مبتسمة:

ـ وفيها ايه لو عرفت؟ مادام انت مقتنع باللي بتعمله عادي تعرف.

يقول بعد ان يبلع ريقه:

ـ اممم صحيح بس انتي عارفة مكانتي عندها, كوني باكتب قصص وروايات ومعروف شوية عالسوشال ميديا وبجيني فلوس من كتاباتي, وسارة بتعتبر دا مصدر فخر ليها, وبصراحة مش حلوة تعرف اني باكتب قصص اباحية, لانها يمكن تزعل مني ويبقى موقفي بايخ قدامها, وانا مش عايز كدا.

ـ لاء سارة مش ممكن تزعل من حاجة زي دي, لانها متحضرة ومتفهمة وافكارها متحررة زيك وزيي بالزبط, غير كدا سارة بتتبسط للتغير وكسر الروتين وممكن تستفيد من قصصك دي هههه.

ـ ههه ممكن, بس اننا نفكر بالتغيير ونطبقه حاجة واننا نكتبه رواية حاجة تانية, لان ساعتها هايتولد في دماغها الف سؤال, بتكتب لمين؟ بتنشر اللي بتكتبه ولا لاء؟ ولو لاء بتكتب ليه؟ ومين من "الفانز" بتوعك طلب تكتب في الجنس؟ ولو قلتلها اني باكتب لنفسي عشان اطبق اللي باكتبه معاكي مش هاتصدق, وهاتقوللي زي عادتها لما تزعل "الافكار بتتكتب تدوين ونقاط مش قصص وروايات يا فالح" [تضحك صفاء] وبيفضل احتمال كبير انها تزعل, ودي مش حاجة سهلة بالنسبة لي, انتي عارفة سارة بالنسبة لي ايه, دي مش مجرد زوجة, دي دنيتي كلها, هي زوجتي وحبيبتي واهلي واحلى حاجة حصلتلي ف حياتي.

ـ اللاه اللاه ايه الحب دا كله؟ هههه, اممم طيب, انا مش هاقوللها حاجة [تبتسم بمكر] بس بشرط.

تتسع عينان رامي دهشة ويقول مبتسما:

ـ ايه دا؟ انتي عايزة تتشرطي كمان؟ ما تنسيش ي حلوة اني ضبطتك متلبسة بالتجسس عليا وعلى خصوصياتي, ودي حاجة خطيرة عند سارة, يعني لو قلتي هاقول هههه.

تضحك صفاء بصوت عالي فهي مرحة جدا, وتقول بدلع:

ـ هههه تيب ي حلو, قول وانا هاقول, وهانشوف مين اللي بيدان اكتر هههه.

يضحك رامي ويقول مستسلما:

ـ دا انتي لئيمة بشكل هههه.

ـ الحياة عايزة كدا يابني ههه.

ـ طيب امري للة, اشرطي ياختي.

تنظر بعينيها في اتجاهات متعددة بدلال وشغب وتقول:

ـ هو شرط واحد بس, عايزاك كل ما تكتب رواية زي دي تديني اقراها, كل فصل بفصله ههه.

تظهر الدهشة على ملامح رامي, يقول بارتباك خفيف:

ـ ايه؟ اختشي ي بت, عيب تقري حاجات زي دي.

تقول صفاء بخبث مبتسمة:

ـ بجد؟ ومش عيب تكتب حاجات زي دي؟ وللا بتتسلى حضرتك؟ هههه.

يبتسم رغم حنقه عليها ويقول:

ـ أأ ايوا باتسلى, وبصراحة كدا, انا باكتب ليا انا وبس, يعني باتخيل علشان ابتكر حاجات جديدة واطبقها مع اختك, ارتحتي كده؟ ههه.

رامي وزوجته سارة واختها صفاء متحررون فكريا وفي لباسهم داخل البيت [قمصان نوم او شورت وتشيرت او قمصان بيتية قصيرة بلا اكمام] ولكن بحدود اللياقة الاجتماعية, اما خارج البيت فسارة وصفاء تلبسان الجينز الضيق والبلوزة الكم الطويل وال****, ويؤمنون بمبدأ "انت حر ما لم تضر" فيتحدثون بكل المواضيع بمنتهى الصراحة, ومنها موضوع الجنس "ولكن بحدود وقيود خاصة مع صفاء" لخصوصية وضعها كاخت الزوجة وكمطلقة, تقول صفاء بلهجة من يمسك عالاخر ممسكا:

ـ ما بلاش الشويتين دول يا رامي ياخويا, اللي عايز يبتكر بيبتكر من غير ما يوثق ابتكاره هههه.

يضحك رامي قائلا:

ـ قلتلك انتي لئيمة هههه.

ـ ايوا انا لئيمة بقا, ودا شرطي ومش هاتنازل عنه ههه, قلت ايه؟

ـ يا بنتي ما ينفعش كدا, انتي زي اختي وانا باغير على اختي, ومش موافق انك تقري روايات جنسية.

تقول باستغراب:

ـ ايه؟ بتقول ايه حضرتك؟ معقولة؟ رامي الكاتب المثقف المتحرر [ترفع يديها على امتدادهما للتفخيم الساخر] اللي رواياته مالية المواقع الثقافية, يفكر بالطريقة دي؟ وايه الفرق بين الراجل والست في دا؟ فين مبادئك وافكارك؟ انت مش ملاحظ انك ارتكبت غلطة مزدوجة دلوقت؟

يحدق رامي بها مستغربا ويقول:

ـ مزدوجة كمان؟ ايه هي الغلطة المزدوجة دي يا هانم؟

تقول بشيء من الغضب:

ـ مهو معنى كلامك دا ان عندك مسموح للشاب ومش مسموح للبنت, وتانيا انت حامل مباديء وافكار تحررية وبتعمل عكسها, أي دا؟ ايه الازدواجية بنت الكلب دي؟ بس انتو صنف الرجالة كدا.

كانت ردة فعلها فيها شيء من العنف, فهي من انصار المساواة بين الرجل والمرأة, ثم ظهرت سحابة حزن خفيفة على وجهها, يتاثر رامي, فصفاء اخت زوجته مطلقة بسبب عدم الانجاب ولان زوجها "طلع ندل" كما كررت اكثر من مرة, وقد كانت امها "حماته" وهي على فراش المرض قبل وفاتها توصيه هو وزوجته سارة عليها وتشدد على ذلك, فصفاء مدللة جدا وكما يقال "دلوعة العيلة" طالبة جامعية احبت طالبا معها في الجامعة وتزوجا قبل ان ينهيا دراستهما ثم طلقها في غاية النذالة, وبعد وفاة امها انتقلت للعيش مع اختها سارة وزوجها رامي في شقته المستقلة المبنية على حديقة جميلة, كي تتسلى وتتناسى مأساتها وتكمل دراستها الجامعية, وكي ترتاح من دفع اجار البيت الذي كانت تسكنه هي وامها, لذلك كانت مثل اخته الاصغر وبقيت مدللة عند رامي وزوجته, رغم فرق السن البسيط بينها وبين رامي, فهي ابنة واحد وعشرين عاما ورامي ابن سبعة وعشرين عاما, اما سارة فهي اصغر من رامي واكبر من صفاء, عمرها عشرون عاما, تأثر رامي لسحابة الحزن التي طغت على ملامح صفاء ومد يمناه يتحسس شعرها الكيرلي, وامسك بدقنها مدللا وقال ملاطفا:

ـ حيلك حيلك, ايه دا يا بت؟ انتي قلبتيها دراما بسرعة كدا؟ ههه, بعدين مش كل الرجالة زي بعض وانتي عارفة دا كويس, ولا عندك راي تاني؟

تحاول الابتسام وتقول بدلال غاضب:

ـ اممم مش عارفة.

يمازحها ليزيل عنها سحابة الحزن فيقول مبتسما:

ـ كدابة عارفة, يعني انا زي طليقك الزفت سمير؟ ههه.

تبتسم وتقول:

ـ لاء بس يبدو عندك نظرة متعالية عالمرأة.

ـ لا والنبي بس انتي تعرفي قد ايه انا حريص عليكي, وقد ايه باحبك وباغير عليكي, انتي اختي الصغيرة الحلوة اللي باخاف عليها من نسمة الهوا.

تقول باحتجاج:

ـ تاني ي رامي؟ لسة بتتكلم بالاسلوب دا تاني؟ تخاف عليا دا ايه؟ شايفني طفلة قدامك ولا مجنونة؟

يقول رامي مبتسما:

ـ لتنين ههه.

تبتسم قائلة:

ـ رخم, بص ي حبيبي, انا عارفة ان دي مش افكارك ولا مبادئك, ولا دي نظرتك للحياة وللمرأة, ف قوللي بقا, ايه الحكاية؟

يحك رامي راسه بقلق ويقول:

ـ لا حكاية ولا رواية, بصراحة انا باخاف عليكي, باخاف تأثر فيكي الروايات دي, بس.

ـ لا ما تخافش ياخويا, انا واعية وعارفة انا باعمل ايه, ولي افكاري ومبادئي, ها موافق اقرا قصصك وللا نروح النيابة كلنا بقا؟ ههه.

ـ هههه يخرب بيت كدا, خلاص ي ستي موافق, ارتحتي كدا؟

ـ ههه ايوا ارتحت, الا قوللي ي رامي,,,

ـ ي رامي [يبتسم].

ـ رخم ههه.

ـ غلسة ههه.

ـ لاء بجد قوللي بقا,,,

ينظر في عينيها منتظرا سؤالها, تقول:

ـ ايه اللي خلاك تكتب قصص زي دي؟ يعني انت تحب تكتب رواية جنسية؟ عندك شغف لكدا وللا ايه العبارة بالزبط؟ هههه.

سادت لحظات صمت مزقها رامي قائلا:

ـ بصراحة كل كاتب او شاعر بيحب يكتب في كل حاجة ومنها الجنس طبعا, ودا لارضاء نفسه بفنون الكتابة اولا, وتانيا من ناحية تانية ايوا في شغف الى حد ما.

تبتسم صفاء وتقول:

ـ اها يعني انت من زمان بتكتب في الجنس.

يهز راسه موافقا:

ـ من حوالي سنة.

ـ وبتكتب في كل انواع الجنس ولا نوع محدد بس؟

ـ لاء باكتب في انواع مختلفة, يعني اللي بيحصل بين اي بنت وشب او راجل وست, زي الخيانة الزوجية او الحب المسروق, او التحرشات في الاوتوبيس والمترو والسوق, او علاقة غير شرعية بين أي تنين.

ـ اممم حلو, يعني كل القصص عندك في ملفات؟

يصمت رامي قليلا ثم يقول مبتسما:

ـ ايوا فيه مجلد خصوصي للقصص دي ههه.

ـ دا جميل اوي اوي, يبقى لازم اقراها كلها ههه.

ـ معنى كدا ان اللي قريتيه في الرواية اللي انا شغال فيها دي عجبك.

يحمر خدا صفاء ارتباكا او نشوة, تقول ببسمة عذبة:

ـ اممم بصراحة,,, انت مبدع ههه.

ـ تسلمليلي ي قمر, ومن دلوقت انتي بقيتي اهم واول زبون قصص جنسية عندي هههه.

ـ اممم هو عندك زباين تانيين ولا ايه؟

يتدارك رامي خطأه بسرعة ويقول مبتسما:

ـ باقوللك انتي اول زبون, هم فين التانيين بقا يا عبيطة؟

ـ هههه طيب, بس حسك عينك تكتب رواية وما تدينيش اقراها واديك رايي فيها كمان.

يحدق بها مستغربا ويقول:

ـ وكمان عايزة تناقشيني باللي باكتبه؟

ـ طبعا اومال, يمكن يكون لي راي يعجبك وتعدل في الرواية بشكل اجمل ههه.

يقول رامي بقليل من الجدية:

ـ لاء بقا, انتي عايزة تناقشيني بالجنس كمان؟

تضحك صفاء قائلة:

ـ هههه لاء يا حبيبي, انا عايزة اناقشك في الجانب الادبي والفني في الرواية الجنسية, فارجو توخي الدقة فيما تقول يا هذا هههه.

يضحك لمشاكستها بالفصحى ويقول:

ـ هههه ولو كان يا رخمة, لاء انا مش موافق على كدا.

تقول صفاء بابتسامة دلال:

ـ بلاش, انت الخسران, تنساش اني مثقفة زيك وباتذوق الادب والفنون ولي راي مفيد جدا, غير عن اني بادرس فلسفة, يعني اقدر افهم الدوافع والمبررات, المهم, انا طالعة اوضتي عايز مني حاجة قبل ما اروح؟

يبتسم ويحك راسه قائلا:

ـ اممم ايوا, عايزك تعمليلي نص كيلو قهوة من اديكي الحلوين ههه.

تضحك صفاء وتهمس له بشغف:

ـ اوبااا نص كيلو قهوة مرة وحدة؟ تبقى عايز تفتري في الرواية الجديدة دي بقا هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه طبعا, عايز القارئة الوحيدة عندي تتجنن ههه.

ـ كده انت خطر عالشعب هههه.

ـ هههه وليه بقااا؟

ـ عشان دي رواية بتحكي عن الخيانة الزوجية, ولو تنتشر هاتخلي كل الازواج والزوجات يخونوا بعض هههه.

ـ هههه لاء مش للدرجة دي.

ـ واكتر كمان, انت اسلوبك مؤثر مش زي الحكواتي, انت بتحط افكار ووجهات نظر تاثر في الناس, انت اخطر واحد عالشعب المصري ههه.

ـ طب يلا يا بت بلاش غلاسة ههه.

ـ ههه ماشي يا ابيه, هاجيبلك نص كيلو قهوة, عايزاك تمخمخ وتزبط المواضيع ي عم هههه.

ـ طب يلا انجزي وكفاية رغي بقا, روحي اعملي القهوة وبلاش رخامة, خليني الحق اكتبلي شوية قبل ما تيجي اختك من الاكزخانة.

تقول بشغب:

ـ هههه عينيا يا باش كاتب, واحلى نص كيلو قهوة للمعلم رامي.

يضحكان وتغادر صفاء صاعدة الى الشقة, اعدت لرامي القهوة ونزلت الى المكتب وضعتها على طاولته وهي تدندن بلحن اغنية قديمة, واسترقت نظرة الى اللابتوب وابتسمت وغادرت الى غرفتها, اغلقت بابها عليها بالمفتاح من الداخل, فتحت اللابتوب خاصتها واخرجت موبايلها من بين الاوراق, رامي لا يدري انها كانت قد صورت اسم الموقع ورابطه, والاسم المستعار الذي يدخل به الى الموقع "اسير الشغف" والمكتوبان على الورقة الصفراء المربعة التي كانت مقلوبة بجانب اللابتوب, فقد رات ما فيها وصورته وعادت وقلبتها كما كانت كي لا يشعر رامي بذلك, دخلت الموقع, وعملت تسجيل باسم "سناء" واخذت تتصفح الموقع, لاول مرة صفاء تدخل مواقع قصص جنسية, كانت قبل ذلك تدخل مواقع فيديوهات اباحية لتروي عطش كسها المحروم بالعادة السرية, لكن لم يكن يخطر ببالها مواقع القصص, وكم كانت مذهولة لما تقرأه في الموقع من قصص ساخنة جعلت كسها يترطب بماء الشهوة, فخلعت قميصها لتغدو عارية ملط, فهي عادة لا تلبس أي شيء تحت قمصانها البيتية او قمصان نومها او حتى تحت الجينز حين تخرج من البيت, فهي لا تحب الاندر ولا الستيانات, وتعلمت ذلك من اختها سارة التي ناردا ما تلبس اندر او ستيانة, وحتى رامي فهو منسجم تماما مع سارة في هذه التوجهات التحررية فهو في الغالب لا يرتدي بوكسر تحت الجينز حين يخرج من البيت, صفاء تقلب صفحات الموقع, يا للهول, قرات عنوان "قصص محارم" ودخلت بجسد يرجف شبقا وارتباكا, قرأت ما عصف بعقلها وجسدها, من قصص عن الاخ والاخت, الاب والابنة, الام والابن, العمة, الخالة, زوجة العم او الخال, زوج العمة او الخالة, اخت الزوجة, اخو الزوج, وغيرها مما جعلها تداعب كسها بشغف حتى كادت ان تصل رعشتها, فرفعت يدها عنه, فصفاء لا تحب العشوائية او التسرع في الجنس او العادة السرية, انها مزاجية جدا في الجنس كاختها وزوج اختها, جعلت تفكر, هل يوجد فعلا جنس بين المحارم؟ وكيف يحدث ذلك وهو من اشد الخطوط الحمراء؟ وان لم يوجد جنس محارم الا ما ندر, فهذه القصص تدل على رغبة كتابها وقرائها الشديدة لجنس المحارم, ومن لا يستطيع ممارسة ما يرغب به يلجأ الى الكتابة عنه او القراءة, وهل يكتب رامي قصص محارم؟ عملت بحثا على "اسير الشغف" وعلى كل كتاباته, لم تجد له اي رواية عن المحارم, لكنها قرأت له الكثير من القصص المثيرة والتي تجعل كسها يزداد بللا وتزداد هي شبقا وشغفا, كالخيانة الزوجية والجنس العابر في شقة لمطلقة او ارملة او تحت جسر او حتى داخل عربة قطار مسافر ليلا, او بين شاب وجارته او اخت صديقه او صديقة اخته, او او او الخ, ثم قطع عليها خلوتها بين القصص الاباحية طرقات على باب غرفتها فهتفت من الداخل:

ـ ايوا مين عايزني الساعة دي؟

ـ يلا حبيبتي تعالي علشان نعمل عشا ونقعد مع بعض.

كان صوت اختها سارة, التي حضرت من عملها في الصيدلية, سارة امرأة تعشق الجنس بكل اشكاله وتحب التغيير والتجديد فيه, لم تدري صفاء كيف مر الوقت سريعا حتى السادسة مساء موعد عودة سارة من عملها, قالت مازحة بلهجة صبي القهوة:

ـ ايوا جااااي.

ضحكت سارة تقلب يديها وتحدث نفسها [: هههه ايه البت المجنونة دي؟] وعادت لتجلس في غرفة المعيشة "الانتريه" حيث لحقت بها صفاء وسلمت عليها, تقول سارة:

ـ انا قايمة احط الشاي, وانتي اندهي لرامي ييجي, انا ندهتله ولسة ما اجاش, شكله كدا بيفكر بكتابة رواية مهمة في اوضة النوم ههه.

تبتسم صفاء بمكر فهي التي تعرف اي رواية مهمة تلك التي يفكر فيها رامي, تقول:

ـ حاضر يا "اوختشي" انا هاروحله واجيبهولك من لغاليغه هههه.

سارة بمرح:

ـ هههه لاء الا لغاليغه, وان كان ولا بد, فسيبيلي اللغلوغ اللي في الوسط هههه.

تضحكان ضحكة فيها عهر ومرح, وتتوجه صفاء الى رامي في غرفة النوم, الباب مفتوح, تدخل صفاء فتتسمر عالباب, تبلع ريقها ويحمر خداها, رامي يغير ملابسه حيث كان عاريا من نصفه الاسفل ويدخل راسه ويديه في تشيرت في نصف جسده الاعلى, فلم ينتبه لصفاء انها تقف فاغرة فمها عالباب, تحس بالشبق لرؤية زبه النصف منتصب, ثم لا تريد ان تطيل المكوث كي لا يراها, ولان سارة تعد الطعام فيجب ان تساعدها, فتخرج وتطرق الباب قائلة:

ـ سارة بتسلم عليك وبتقوللك تعالا عشان نتعشى ي ابيه.

يبتسم قائلا:

ـ سلمي عليها وقوليلها بيقوللك حاااضر.

لم تستجيب بل توقفت قائلة:

ـ اخش عندك ولا انت مششش,,, ههه.

ـ هههه لاء خشي مش مششش ههه.

تدخل صفاء وتسأل رامي بما يشبه الهمس:

ـ قوللي ي جوز اختي, الرواية اللي بتكتب فيها دي فاضللها كتير لتخلص؟

ـ لاء, الليلة دي بتخلص, انا باكتب في النهايات.

ـ طب عايزة اسألك,,,

قاطعها رامي متضايقا من كثرة اسئلتها ومشاغبتها بحركة ادار فيها ظهرها له و صفعها بكفه على فلقة طيزها فاجفلت صائحة بدلال وقال بلهجة آمرة:

ـ طب امشي, امشي غوري من قدامي, مش وقته دلوقت.

فضحكت بصوت عالي وسارت بدلال متباطئة فصفعها ثانية على طيزها قائلا:

ـ ما تيلا يا بت, امشي بسرعة.

فاجفلت ضاحكة وضربته بقبضتها على صدره وهربت قبل ان يهم بضربها.

اعدت صفاء واختها سارة الطعام وتناولوا جميعا عشاءهم ثم نهض كل الى ما يريد انجازه.


مشهد [نقاش مثير في الروايات بين صفاء ورامي]

صباح الخميس, يوم حار, سارة وزوجها رامي يغسلان وجهيهما استعدادا لتناول الفطور, يقول رامي:

ـ يلا بقا اندهي لاختك تفطر معانا بلاش تتاخر عالكلية.

تقول سارة زافرة بشيء من الغيظ:

ـ دا انا ندهتلها ورحت صحيتها ييجي تلات مرات واهزها, وهي تصحى وترجع تنام, انا مش قادرة عالمجنونة دي.

يضحك رامي ويقول:

ـ معلش ي سارة دي اختنا الصغيرة المدللة ولازم نراعيها.

تقول سارة بضيق:

ـ طيب مادام اختك الصغيرة ولازم تراعيها, روحلها ياخويا واحملها وجيبها هنا غصب عنها زي كل مرة, دي شغلانتك بقا, مهي بتعشق النوم ومش ممكن تيجي الا محمولة ههه, يلا يا شاطر.

يبتسم رامي قائلا:

ـ حاااضر بس انتي ما تدايقيش نفسك, بلاش تروحي الاكزخانة مكشرة والزباين تهرب هههه.

تعبس في وجهه بدلال وتقول:

ـ انا وشي بيهرب الزباين؟ طيييب استنى عليا.

وارادت ان تضربه فهرب الى غرفة صفاء, يدخل فيتسمر على الباب من الداخل, صفاء تنام على بطنها وقميص نومها مرفوع الى اعلى فخدتيها البيضاوين الطريتين, وخيطه الايسر ينزل على ذراعها الايسر البض الشهي, يبلع ريقه امام هذا الجسد اللين الممتليء, فصفاء ممتلئة الجسم, طيزها اكبر من المتوسط, كذلك نهديها, ملفوفة القوام بشكل متناسق مثير, يقترب من سريرها ببطء, يفكر بالعودة الى سارة ليطلب منها ان توقظ اختها هي, فهي نائمة بشكل مثير نصف عارية, لكنه تراجع عن قراره كي لا تفسر سارة عودته بانه مثار على اختها التي هي بمقام اخته, فقرر ان يحملها وياتي بها الى المائدة, انزل قميصها الى اسفل كي يغطي فخدتيها ورفع خيطه على كتفه كما كان وحملها بين يديه, يبلع ريقه لمنظر نهديها الكبيرين تحت عينيه في فتحة صدر القميص الواسعة, استيقظت صفاء بين يديه وصارت ترافس برجليها بدلال كطفلة, تريد النزول وقالت باحتجاج ودلال:

ـ اننن رامييي, سيبني اناملي كمان شوية ي رامي وباقوم لوحدي.

يتمسك رامي بجسد صفاء اكثر, يداه تشدان على فخدتيها وظهرها فوق القميص ويقول مازحا:

ـ مش هاتفلتي, وبلاش دلع بقا, هاتتأخري عالكلية, دا احنا مستنيينك من نص ساعة.

تقول وهي تتخبط بين يديه:

ـ يا ربى, دا انا ما عنديش غير اخر امتحان بس وهايبتدي الساعة عشرة, وتبدأ الاجازة, وحياتي عندك رامي سيبني انام بس نص ساعة.

يقول وهو يحملها بين يديه ويمشي بها نحو المطبخ:

ـ لاء ممنوع النوم دلوقت ههه.

ـ طب مش انت في اجازة الصيف ومفيش تدريس؟ ما تقعد شوية عشان انام كمان نص ساعة بس, وبعدين توديني الجامعة؟ دي الساعة لسة سبعة وربع, اروح اعمل ايه في الجامعة من دلوقت؟

يصلان المطبخ حيق سارة جهزت الطعام ويقول رامي:

ـ مهو انا هاودي اختك الاكزخانة وبالمرة اوديكي الجامعة.

تقول صفاء بغنج الدلال:

ـ لاء مش هاروح, سارة قوليله يسبني اناملي كمان شوية, دا انا امتحاني الساعة عشرة.

تنظر اليها سارة وتقول:

ـ اها, انا لو اعرف كدا من الاول ما كنتش بعتته يصحيكي, ماشي حبيبتي روحي نامي كمان نص ساعة بس لازم تصحي عشان تراجعي المادة.

تضحك صفاء قائلة:

ـ حاااضر ي احلى اخت في الدنيا.

وتنظر الى رامي بطرف عينها وتقول:

ـ وانت قوم زي ما جبتني هنا محمولة رجعني اوضتي محمولة, انا مش هاروح مشي ههه.

ـ ههه حاضر يا ست هانم.

اوصلها غرفتها ورماها عالسرير وخرج قائلا:

ـ نامي ياختي, اشبعي نوم, حاجة تقرف.

تضحك صفاء وتمد له لسانها مشاغبة وتدير ظهرها وتنام.

يتناول رامي وزوجته سارة طعام الفطور ويتوجهان الى الصيدلية بسيارته, تنزل سارة ويعود رامي الى البيت ريثما تستيقظ صفاء لياخذها الى الكلية, تستيقظ صفاء وتغسل وجهها وتتناول فطورا خفيفا, وتتحدث مع رامي حول الرواية, تقول وهي تمضغ لقمة:

ـ الا قوللي ي رامي, اخبار الرواية ايه؟ خلصتها زي ما كنت متوقع؟

ـ ايوا, تفضلي.

ومد يده الى جيبه واخرج فلاش ميموري ومدها الى صفاء التي تناولتها بفرح ظاهر, وقال:

ـ الرواية كلها في الفلاشة دي.

تضحك صفاء بفرح وتقبل رامي قائلة:

ـ ميرسي اوي اوي ي ابيه ههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ طب يلا قومي فزي بقا, هاخدك الكلية ولما تخلصي الامتحان اعمليلي الووو.

ـ اوكي.

الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر, موبايل رامي يرن, صفاء, يقول:

ـ ايوا ي صفاء.

ـ يلا تعالا علشان تاخدني ونروح.

ـ وتاخرتي كده ليه؟ يعني الامتحان يخلص الساعة تناشر بالكتير, الساعة بقت وحدة ونص.

ـ هاحكيلك في السكة تعالا بقا من غير اسئلة ههه.

في سيارة رامي, صفاء تجلس بجانبه تدندن مع الاغنية الشغالة وتتراقص بمرح, رامي يضحك ويقود السيارة ناظرا الى عمق الشارع, يسالها:

ـ شكل الامتحان كان سهل, والا ما كنتيش فرحانة كدا ههه.

ـ ههه ايوا بس انا مبسوطة اكتر من حاجة غير الامتحان ههه.

ـ اها, ايه هي الحاجة دي؟

ـ قريت الرواية كلها ودا اللي اخرني في الكلية ههه.

ـ ولحقتي؟ ايمتا؟

ـ بعد ما خلصت الامتحان, رحت المختبر مع وحدة صاحبتي, فيه هناك ديسكتوب فاضي وقريتها هناك ههه.

ـ اممم طيب, ايه رايك؟

ـ اممم لما نوصل البيت هاقوللك رايي.

ـ مهو احنا مش هانروح البيت دلوقت.

تنظر اليه بدهشة وتقول بابتسامتها العذبة:

ـ اومال هاتاخدني فين؟ اوعى تكون عايز تخطفني وتطلب فدية من سارة اختي, اكمنها صاحبة اكزخانة ومعاها فلوس كتير اوي ههه.

يضحك رامي قائلا:

ـ هههه ايوا هاخطفك ونروح مطعم نتغدى سوا وهناك هاتقوليلي رايك.

يظهر الفرح على وجه صفاء وتقول:

ـ واوو, مفاجئة حلوة اوي بجد, **** ما يحرمنيش منك ي احلى اخ في الدنيا.

مطعم تظهر عليه الفخامة والعراقة, تنظر صفاء الى الطاولات الخشبية الفخمة وحولها الكنبايات المنفوخة المريحة, وزبائن ذوي ربطات عنق وسيدات تبدو عليهن اثار النعمة, ونوادل ياتون ويذهبون باناقة, وفي نهايته بار ذو خشب بني ومعلق في سقفه كاسات الشراب وعلى رفوفه تقف قناني الخمرة والبيرة, وبعض الزبائن الشبان ينظرون الى مؤخرة صفاء المستديرة الطرية ببنطلونها الجينز الضيق الذي لا تلبس تحته شيئا, والى تشيرتها الباضي الضيق ايضا بكميه الطويلين, الذي يبرز نهديها الكبيرين المتحررين من الستيانة, تميل صفاء على رامي وهما ماشيان لياخذان طاولة لشخصين, وتهمس له:

ـ رامي, المطعم دا باين انه فخم اوي, ودا معناه انه غالي اوي, يلا بينا نروح مطعم تاني ارخص.

ينظر اليها رامي ويقول مبتسما:

ـ ما يغلاش عليكي حبيبتي.

ويقرص دقنها بدلال فتبتسم وتهمس:

ـ لاء بجد, طب انت عامل حسابك؟ دا انت يا دوب حتة مدرس, ويمكن نتغدا بمرتبك الشهري كله هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه ممكن تخرسي بقا؟ بلاش هبل وخشي.

تضحك صفاء وتمشي معه بصمت حيث جلسا على طاولة لشخصين في ركن بعيد هاديء, حضر النادل وطلبا غداء وتغديا مستمتعين بالمذاق والاجواء الساحرة, يقول رامي بعد ان انهيا غداءهما:

ـ تشربي ايه يا غلسة؟

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ شربني حاجة على زوءك.

نادى النادل قائلا له:

ـ كاسين بيرة كبير لو سمحت.

النادل بابتسامة وادب:

ـ حاضر حالا.

تحدق صفاء برامي وتهمس مبتسمة:

ـ ايه, عايز تسكرني وتخطفني بجد؟ ههه.

ـ ههه ايوا, هاخطفك واخدك جوا الرواية بقا ههه.

تهمس مبتسمة:

ـ اممم اذا كان كدا اوكي ههه.

يرتشفان البيرة ببطء ويتحدثان, حيث سالها رامي:

ـ ايه اكتر حاجة عجبتك في الرواية؟

تبتسم صفاء وهي تدير كاس البيرة في يدها وتهمس:

ـ اممم بصراحة مفيش حاجة اسمها "اكتر حاجة", كل حدث وكل مكان وكل وقت وكل شخصية في الرواية لها خصوصيتها وجمالها اللي بيميزها, بس بصراحة برضو, انت سافل اوي هههه.

يضحك رامي ويقرص خد صفاء مدللا ويهمس:

ـ هههه يا بنتي دي رواية جنسية مش رواية بوليسية, يعني رواية سفالة, فلازم ابقى سافل اوي.

تهمس صفاء مبتسمة:

ـ هو انت سافل بعقل؟ هههه, بس بجد انت هايل, مبدع جدا, بارع في توصيف الاحداث والاشخاص وردود الفعل, واظن اي حد يقراها هايفكر بالانحراف ههه.

يبتسم قائلا:

ـ معنى كدا انك بتفكري بالانحراف هههه.

تضحك صفاء هامسة:

ـ اختشي يا واد ي صعلوك هههه.

ـ مش انتي اللي بتقولي؟ هههه.

ـ ههه بس واضح كمان شغفك الكبير بالجنس, وجنونك بالعلاقات الجنسية الغير شرعية هههه بدليل انك بتتعرض لادق التفاصيل في العملية الجنسية وفي وصف الاجسام, وخصوصا تصويرك الرائع لمشهد الراجل لما خان زوجته مع ست تانية ومارس معاها الجنس في شقتها في اوضة النوم وفوق السطوح وعالسلم وفي المطبخ, تفتكر ممكن الراجل يعمل دا بالتبرير المنطقي اللي انت كاتبه؟

يبتسم رامي ويهمس:

ـ طبعا ممكن لو مر بنفس الظروف.

ـ طب قوللي بصراحة, ممكن انت تخون اختي سارة وتبرر خيانتك؟

يبتسم ويهمس:

ـ بصراحة, ايوا ممكن جدا.

تتسع عينان صفاء دهشة وتقول:

ـ ايه؟ انت بتتكلم جد؟

ـ ههه طبعا بجد, بس المهم اخونها مع مين؟

تصمت صفاء قليلا قبل ان تهمس:

ـ اممم طيب, مين اللي ممكن تخون مراتك معاها؟

ـ مراتي نفسها يا هبلة ههه.

ـ اللة ازاي؟

ـ اومال انا باكتب الجنون دا ليه؟

ـ مش عارفة.

ـ بصي بقا, الواحد مننا بيحب التجديد والتغيير في كل حاجة, والجنس من ضمن الحاجات دي, وبيكره التكرار والروتين في كل حاجة والجنس كمان من الحاجات دي, وبناء عليه, لازم يفكر ازاي يجدد حياته ويخليها كل يوم مختلفة عن اللي قبله, عشان يقدر يتمتع الى اقصى حد ممكن.

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ يابني دي عموميات, دي فلسفة وانا اكتر وحدة اعرف الحاجات دي, بس انا باسالك عنك انت وسارة.

ـ مهو انتي ما سبتينيش اكمل ي غلسة ههه.

ـ طيب كمل يا رخم لنشوف اخرتها ههه.

يقول رامي بعد ان نفخ دخان سيجارته في الهواء, وهو يداعب كاس البيرة بين اصابعه:

ـ يعني لو انا وسارة فضلنا نمارس الجنس كل مرة بنفس المكان وبنفس الوقت وبنفس الاوضاع, حتما هانزهق, وهانتحول مع الوقت الى روبوتات مبرمجة في عملية مقرفة [صفاء تهز راسها بالموافقة] وبيتحول الجنس من متعة الى واجب ودا اللي بيخلي الواحد يخون مراته زي ما ذكرت في الرواية, لكن لو غيرنا المكان والوقت والهيئة والاوضاع هانكتشف اننا ازواج جدد, بننتقل من متعة لمتعة جديدة حلوة, زي اللي بيشم هوا في جزيرة سياحية بنتنقل فيها من غابة لمتحف لميدان لجبل وكدا, فانا باكتب كل دا عشان اطبقه مع سارة, وطبقت كتير فعلا, وكنا وما زلنا من الازواج السعداء.

ـ طب وفين الخيانة في الموضوع؟ انت لسة مش خاين هههه.

ـ هههه وهي ايه الخيانة؟ الخيانة مش بتختلف عن اللي قلتهولك دلوقت, هي تجديد وتغيير, تجديد العملية الجنسية, وتغيير الزوجة الروتينية بزوجة متجددة, او العكس بالنسبة للزوجة تغيير الزوج الروتيني بزوج متجدد, فبدال ما اخون سارة انا باخونها معاها وهي بتخونني معايا, يعني باحولها من زوجة روتينية الى زوجة متجددة والعكس ههه.

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ اقنعتني الى حد ما هههه.

ـ الى حد ما, طب حلو اوي ههه.

تقول صفاء مشاكسة:

ـ بس انت طلعت تعلب مكار يا واد هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه ليه بتقولي كدا؟

ـ الرواية تحفة رائعة جدا, مع انها ما تخلاش من الالفاظ البذيئة, ضروري يعني تسمي كل عضو باسمه الحقيقي والبلدي؟ هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه طبعا ضروري, زي ما لازم نتصرف في الممارسة الجنسية من غير كسوف, يبقى لازم نكتب في الرواية الجنسية من غير كسوف ههه.

تبتسم صفاء بقليل من خجل وتقول:

ـ ههه صح, هي طريقتك في كتابة القصص دي حلوة اوي وفيها ترابط منطقي و,,, مثيرة كمان ههه, بس اللي انا مستغرباه انت ازاي تقدر تغوص جوا الشخصيات كلها بالتفاصيل دي كلها لكل شخصية باحاسيسها ونفسيتها وطريقة تفكيرها كانك ممثل بتلعب كل الادوار بنفس الوقت.

يبتسم رامي بفخر ويقرص صفاء بدقنها مدللا قائلا:

ـ اومال, هو انا بالعب يا بت؟ ههه, مهو لازم ادخل جوا الشخصية وارسم لها طريقة تفكيرها ومزاجها ومواقفها قدام حدث معين, وردود افعالها على مواقف معينة, علشان تطلع الاحداث حقيقية و,,,

تقاطعه صفاء قائلة ببسمة لها معنى:

ـ اللة, وانت اش عرفك ان فلان بيفكر بالطريقة دي وفلانة بتتصرف بالشكل دا قدام الموقف دا؟

يستند رامي الى مسند الاريكة, ويضع رجلا على رجل, ويقول بلهجة اديب مشهور وبكل ثقة:

ـ الكاتب يا بنتي دي شغلته, يسبر اغوار النفس البشرية, يخش جوا الاحاسيس, وجوا الروح [تهز راسها مبتسمة] ويخش جوا,,,

تقاطعه ثانية وتقول بلهجة ساخرة:

ـ ايه دا يابني؟ هو كله يخش جوا كله؟ ههه ممكن تهمد شوية؟ يابني انا مش صحفية عايزة اعمل معاك لقاء, كلمني عادي وبلاش رخامة ههه.

ـ هههه طيب حاضر, يا بنتي دي اللي اسمها الموهبة.

ـ الموهبة موهبة القدرة على الكتابة والصياغة والتخيل, بس انك تتخيل طريقة تفكير حد وايمتا بيتأتأ وهو يتكلم وايمتا بيتكلم بطلاقة وهايكون موقفه ايه لو تعرض لكذا, دي خبرة او معرفة مش موهبة, ولا انا غلطانة؟

ـ طبعا غلطانة, الموهبة بتجمع كل دول, لو ما كانتش موهبة اي حد يقدر يكتب رواية.

تفكر, كلام رامي سليم, تبتسم وتميل راسها بدلال قائلة:

ـ صح ي جوز اختي.

ـ ههه وبالنسبة للاشخاص مفيش حد ممكن يعلم الغيب ويعرف ان الشخص دا هايتصرف كدا في الموضوع كزا, وهنا الموهبة بتتدخل.

تبتسم صفاء وتسال بطفولية:

ـ انت بتخرف بتقول ايه؟ هي مش الكتابة بيسموها خلق وابداع؟

ـ ايوا.

ـ يعني انت اللي بتخلق الشخصية وتتخيل هي بتفكر ازاي وبتتصرف ازاي والى اخره.

ـ ايوا بس حتما بتكون الشخصية مرت عالكاتب خلال حياته, يعني ممكن اخلق شخصية بس اسقط عليها سلوك شخصية انا اعرفها واتخيل واطور من سلوكها بشكل درامي مثير, فالكاتب بيتخيل اشخاص حقيقيين, هو ما بيخلقش شخصيات الرواية من العدم, هم موجودين عنده في مكان العمل وفي القهوة, في الحي, في الجامعة والمدرسة, الكاتب بيخلق الاحداث والسلوكيات وبيحط المواقف والبدايات والنهاية بس.

تسال صفاء بابتسامة ماكرة:

ـ اممم طيب, معروف ان كل كاتب بيحب يحصل على اهتمام الناس بكتاباته, فكرت مرة تنشر قصص جنسية في موقع مثلا؟

كان سؤالها بمثابة هزة اربكت رامي, ينظر الى سطح الطاولة بعمق ليستوعب الهزة الصغيرة, ثم يرفع راسه وينظر في عينين صفاء ويقول مبتسما:

ـ بصراحة فكرت بس رجعت وطردت الفكرة ههه.

يتلألأ في عينيها السؤال بابتسامة مكر:

ـ اممم ليه؟

ـ يعني, اعتقد ان القصص الجنسية جمهورها ناس جهلة مش متعلمين ولا مثقفين.

ـ وعرفت ازاي؟ ههه.

يظهر عليه قليل من الارتباك ويقول:

ـ أأ يعني مجرد تخمين, بعدين انتي ملاحظة انك انتي اللي بتسالي وبس؟ وانا ماليش دور اسال يعني ولا ايه؟

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ معاك حق, تفضل ايها الاديب ههه.

يبتسم قائلا:

ـ وانتي تقري في الرواية, تقمصتي دور حد؟

يحمر خدان صفاء للسؤال الذي يحمل في طياته حصولا على اعتراف حسي, تصمت قليلا, هل تجيبه بصراحة كما هي معتادة ام تخفي عنه مشاعرها وتكذب عليه كما كذب عليها بالنسبة للنشر؟ قررت الاجابة بصراحة, فصفاء فتاة تلقائية ذكية لا تعترف بالكذب كتبرير اي مصلحة, تبتسم وتهمس:

ـ شوف ي رامي ي جوز اختي ههه, اي حد بيقرا رواية بيعيش احداثها بتفاصيلها, وبيستمتع لو كانت ممتعة, وبتاثر فيه اكيد.

وتسكت, رامي يحدق بعينيها منتظرا الاجابة التي يريدها, فقرر اللف حول السؤال ليحصل على اجابة, يقول:

ـ اممم واستمتعتي؟

تنظر في عينيه وترشف رشفة بيرة وتهمس مبتسمة:

ـ اه ههه.

ـ معنى كدا ان الخيانة في الرواية حلوة ههه.

ـ طبعا, لان الخيانة هنا كسر الظروف السيئة والانطلاق باتجاه الشغف الممتع ههه.

ـ اممم تفتكري "الشغف الممتع" يستحق الخيانة؟

تنظر في عينيه بدهشة لسؤاله الفلسفي, تهمس مبتسمة:

ـ هاجاوبك جوابين لنفس السؤال, الاول,,,

يقاطعها ضاحكا:

ـ هههه ايه دا؟ احنا هانخش في درس فلسفة ولا ايه؟

ـ هههه لاء بس فعلا سؤالك له جوابين مش بينفصلوا عن بعض ي جوز اختي ههه.

ـ تفضلي يا اخت مراتي ههه.

تبتسم قائلة:

ـ ههه الاول, لو الزوجة او الزوج ما بينسجمش ابدا مع الطرف التاني, وطبيعته انه ممل وما بيتجاوبش مع التغيير والتجديد تبقى الخيانة هي الحل المبرر,,,

يقول رامي قبل ان تكمل صفاء:

ـ حلو اوي, والتاني؟

ـ التاني بقا, تعالا ما نسميهاش خيانة, ونبعد بالتصور والنقاش عن ربط الحدث بالدين او بالعادات, قدامنا حالة من عدم التوافق بين الطرفين, الحالة دي عايزة حل عشان نصنع التوافق, طرف منهم ما يقدرش يتماشى مع الحل, طبيعته كدا, تربيته كدا, يبقى اصبح عندنا مشكلة مش بس حالة, وعلشان طرف منهم هو جزء من المشكلة دي, يبقى من حق الطرف التاني يدور عالحل برا, لانه ببساطة عايز يتمتع في حياته وحاول يتمتع مع الطرف الاول بدون فايدة, زي اللي طول الوقت متدايق في بلده, فبيهاجر يدور على حياة اجمل برا بلده, في الحالة دي بيكون خان بلده؟

تظهر الدهشة على ملامح رامي اعجابا بمنطق صفاء فيصفق بيديه باعجاب ويقول:

ـ انتي مش طالبة فلسفة, انتي فيلسوفة بجد, وانا باعتبر نفسي محظوظ جدا انك بتقربيني ههه.

ـ ههه ميرسي, وانا كمان محظوظة جدا انك بتقربني لان جوابي الفلسفي دا جه من قصتك اللي كلها احداث ممتعة ومنطقية ومبررة بشكل فلسفي انساني قبل ما تكون مجرد رواية للتسلية والاستمتاع.

ـ يلا بينا نروح ههه.

ـ ههه يلا.

وصلا البيت وفتح رامي بمفتاحه, يدخلان فتنزع صفاء عنها حجابها بسرعة قائلة:

ـ اففف ايه دا؟ انا برأيي ال**** مش فرض.

يضحك رامي قائلا:

ـ هههه اومال سنة؟

ـ ولا سنة, دا لباس عادات متوارث مش لباس ديني, انا قريت عن كدا لشيوخ ومفكرين كتير.

ـ سيبك من الشيوخ والمفكرين وخلينا ناخد دوش نريح شوية.

ـ طيب انا الاول ههه.

ـ ههه لا انا الاول.

ـ لاء انا.

وتسرع لتدخل الحمام, تستحم وتردد اغنية داخل الحمام, رامي جالس في غرفة المعيشة "الانتريه", خرجت صفاء من الحمام تلف جسدها الممتليء بفوطة "منشفة" لا تغطي سوى نهديها حتى نصف فخدتيها, ينظر رامي اليها بصمت, فباب الحمام يقابل احدى زوايا غرفة المعيشة والتي فيها كنبة مفردة يجلس عليها رامي, تسرع في مشيتها الى غرفتها المقابلة لباب الحمام, ينهض رامي وياخذ دوش سريع, ويخرج بشورت ناعم قصير لمنتصف الفخدتين, بحيث يظهر تفاصيل زبه الى حد ما, وتشيرت واسع ناعم, يتوجه الى الانتريه حيث تجلس صفاء على كنبة مزدوجة بقميص بيتي لفوق الركبة بقليل دون اكمام, يجلس رامي بجانبها ويتحدثان, ينظر في عينيها متأملا,,,
الى اللقاء في الحلقة القادمة

حلوة بجد وصفاء جامدة
 
  • عجبني
التفاعلات: Hayde و hema. king
منتظرين الجديد
 
  • عجبني
التفاعلات: Hayde
الساعة الرابعة من مساء احد ايام يونيو "حزيران" الحارة جدا, صفاء في غرفة مكتب رامي زوج اختها, المكتب مستقل في الطابق الارضي ولا غرف اخرى معه سوى حمام صغير اقتطعهما رامي ليتخذ هذا الطابق للاختلاء بنفسه وكتابة بعض القصص, فهو يكتب القصص والروايات اضافة الى كونه مدرسا, فالمنزل الأساسي في الطابق الأول فوق المكتب "غرفة ضيوف ويسارها حمام بابه يفتح على موزع, باب غرفة نوم رامي وزوجته مقابل باب الحمام, ويسار الحمام باب غرفة نوم اصغر لصفاء ملاصقة لغرفة نوم رامي", تقف صفاء امام اللابتوب خاصة رامي تتفرج وتقرأ بارتباك ووجه احمر, يدخل رامي نازلا من البيت في الطابق الاول, يرتدي شورت وتشيرت كت, ليظهر جسده الرياضي البرونزي.

ـ ايه دا ي صفاء؟ انتي بتتجسسي عليا؟

قال رامي بلهجة تخلو من التوبيخ لكنها ايضا تخلو من التساهل, تجفل صفاء ويحمر وجهها بقليل من الخجل, وتخفي موبايلها تحت الاوراق في يدها, تقول بتلعثم متشاغلة برزمة الاوراق في يدها:

ـ أأ لاء ابدا, اتجسس عليك دا ايه؟ انا بس كنت جاية اخد شوية اوراق اتمرن عليهم للامتحان, اصل بكرا اخر امتحان في الفاينال, فشفت الرواية دي, وبصراحة شدتني ههه.

ينظر رامي الى شاشة اللابتوب خاصته والتي يظهر فيها ملف وورد مكتوب فيه جزء من رواية جنسية غير مكتملة, الملف مفتوح على الصفحة رقم "7", يغلق اللابتوب بسرعة وقليل من الارتباك ويقول بشيء من القلق:

ـ طباا, انتي بقالك قد ايه قدام اللابتوب بتاعي يا بت؟

تبتسم صفاء وهي تداعب شعرها الكيرلي المنكوش حول وجهها الابيض الصافي المستدير, وتقول بشغب:

ـ اممم مش كتير ههه.

ـ معقولة قريتي سبع صفحات؟

ـ اه هم يا دوب شبع صفحات اللي قريتهم ههه.

تسود لحظات صمت بينهما, كلاهما يشعر بالحرج, كلاهما مذنب في نظر الاخر, رامي لانه ضبط بتهمة كتابة رواية جنسية للقراء, وصفاء لانها ضبطت تقرأ في الرواية بتهمة التجسس وقراءة الجنس, ينظر رامي الى ورقة صفراء مربعة الشكل مقلوبة بجانب اللابتوب, يظهر الارتياح على ملامحه ويتنفس الصعداء اذ ان صفاء لم تقلب هذه الورقة ولم ترى المكتوب فيها, ساد صمت مزقته صفاء حين قالت وهي تبتسم بوجه احمر:

ـ اممم, رامي انت بتكتب قصص زي دي من زمان؟

يزداد ارتباك رامي, ويتظاهر بالغضب الخفيف من صفاء, ويقول بلهجة ولي الامر الحريص عليها:

ـ وانتي مالك؟ انتي عايزة تناقشيني بالقصص الاباحية كمان؟ بالزمة مش مكسوفة من نفسك؟

تبتسم وتتماسك قائلة:

ـ لاء طبعا مش مكسوفة, لان في حالة زي دي الحق مش عالقاريء, الحق عالكاتب, ولا انا غلطانة؟ ههه.

ينظر الى جسدها المتناسق حيث كانت تلبس قميص بيتي قصير لما فوق الركبة بقليل بلا اكمام, بخيطين عريضين على الكتفين, وفتحة صدر تظهر اقل من نصف نهديها الكبيرين, ومثلها من الخلف ويقول بشبه ابتسامة:

ـ وهو القاريء مباح له يقرأ كل حاجة؟ حتى لو كانت ادب اباحي؟

تقول بابتسامة عريضة تضيء وجهها الجميل:

ـ طب وهو الكاتب مباحله يكتب كل حاجة حتى الادب الاباحي؟ بص ي جوز اختي, القاريء بيقرأ كل حاجة بيقدمها له الكاتب, فلو في ذنب هايكون الذنب ذنب الكاتب زي ما قلتلك يا ابيه ههه.

يبتسم لمشاكستها ويقول ملطفا الجو:

ـ طب باقوللك ايه ي صفاء ياختي؟ مش انتي زي اختي بالزبط؟

تقول ببسمة عذبة:

ـ تبعا "طبعا بدلع".

ـ اممم طيب انا هاسامحك انك تجسستي عليا, و,,,

تبتسم وتقاطعه مشاغبة:

ـ والنبى؟ لا ي شيخ هههه, طب انا مش عايزاك تسامحني, ووريني هاتعمل ايه بقا؟ ههه.

ـ صفاء, بلاش غلاستك دلوقت واسمعيني كويس يا بت.

تقول بشغب:

ـ بت لما تبتك, تكلم بادب ي واد هههه.

يقرصها بخدها مداعبا فتتاوه بصوت خفيف ويقول مبتسما:

ـ ههه طيب مقبولة منك "ي واد" المهم اسمعيني كويس.

تنظر بعينيها السوداوين الى عينيه فوقها كونها فتاة اقصر من المتوسط قليلا "165 سم" تقريبا, وتقول بلهجة ساخرة محببة:

ـ اديني باسمع.

يبتسم ويقول:

ـ اممم بلاش سارة تعرف موضوع الروايات الجنسية دي ها؟

تغمزه بشغب وتقول مبتسمة:

ـ وفيها ايه لو عرفت؟ مادام انت مقتنع باللي بتعمله عادي تعرف.

يقول بعد ان يبلع ريقه:

ـ اممم صحيح بس انتي عارفة مكانتي عندها, كوني باكتب قصص وروايات ومعروف شوية عالسوشال ميديا وبجيني فلوس من كتاباتي, وسارة بتعتبر دا مصدر فخر ليها, وبصراحة مش حلوة تعرف اني باكتب قصص اباحية, لانها يمكن تزعل مني ويبقى موقفي بايخ قدامها, وانا مش عايز كدا.

ـ لاء سارة مش ممكن تزعل من حاجة زي دي, لانها متحضرة ومتفهمة وافكارها متحررة زيك وزيي بالزبط, غير كدا سارة بتتبسط للتغير وكسر الروتين وممكن تستفيد من قصصك دي هههه.

ـ ههه ممكن, بس اننا نفكر بالتغيير ونطبقه حاجة واننا نكتبه رواية حاجة تانية, لان ساعتها هايتولد في دماغها الف سؤال, بتكتب لمين؟ بتنشر اللي بتكتبه ولا لاء؟ ولو لاء بتكتب ليه؟ ومين من "الفانز" بتوعك طلب تكتب في الجنس؟ ولو قلتلها اني باكتب لنفسي عشان اطبق اللي باكتبه معاكي مش هاتصدق, وهاتقوللي زي عادتها لما تزعل "الافكار بتتكتب تدوين ونقاط مش قصص وروايات يا فالح" [تضحك صفاء] وبيفضل احتمال كبير انها تزعل, ودي مش حاجة سهلة بالنسبة لي, انتي عارفة سارة بالنسبة لي ايه, دي مش مجرد زوجة, دي دنيتي كلها, هي زوجتي وحبيبتي واهلي واحلى حاجة حصلتلي ف حياتي.

ـ اللاه اللاه ايه الحب دا كله؟ هههه, اممم طيب, انا مش هاقوللها حاجة [تبتسم بمكر] بس بشرط.

تتسع عينان رامي دهشة ويقول مبتسما:

ـ ايه دا؟ انتي عايزة تتشرطي كمان؟ ما تنسيش ي حلوة اني ضبطتك متلبسة بالتجسس عليا وعلى خصوصياتي, ودي حاجة خطيرة عند سارة, يعني لو قلتي هاقول هههه.

تضحك صفاء بصوت عالي فهي مرحة جدا, وتقول بدلع:

ـ هههه تيب ي حلو, قول وانا هاقول, وهانشوف مين اللي بيدان اكتر هههه.

يضحك رامي ويقول مستسلما:

ـ دا انتي لئيمة بشكل هههه.

ـ الحياة عايزة كدا يابني ههه.

ـ طيب امري للة, اشرطي ياختي.

تنظر بعينيها في اتجاهات متعددة بدلال وشغب وتقول:

ـ هو شرط واحد بس, عايزاك كل ما تكتب رواية زي دي تديني اقراها, كل فصل بفصله ههه.

تظهر الدهشة على ملامح رامي, يقول بارتباك خفيف:

ـ ايه؟ اختشي ي بت, عيب تقري حاجات زي دي.

تقول صفاء بخبث مبتسمة:

ـ بجد؟ ومش عيب تكتب حاجات زي دي؟ وللا بتتسلى حضرتك؟ هههه.

يبتسم رغم حنقه عليها ويقول:

ـ أأ ايوا باتسلى, وبصراحة كدا, انا باكتب ليا انا وبس, يعني باتخيل علشان ابتكر حاجات جديدة واطبقها مع اختك, ارتحتي كده؟ ههه.

رامي وزوجته سارة واختها صفاء متحررون فكريا وفي لباسهم داخل البيت [قمصان نوم او شورت وتشيرت او قمصان بيتية قصيرة بلا اكمام] ولكن بحدود اللياقة الاجتماعية, اما خارج البيت فسارة وصفاء تلبسان الجينز الضيق والبلوزة الكم الطويل وال****, ويؤمنون بمبدأ "انت حر ما لم تضر" فيتحدثون بكل المواضيع بمنتهى الصراحة, ومنها موضوع الجنس "ولكن بحدود وقيود خاصة مع صفاء" لخصوصية وضعها كاخت الزوجة وكمطلقة, تقول صفاء بلهجة من يمسك عالاخر ممسكا:

ـ ما بلاش الشويتين دول يا رامي ياخويا, اللي عايز يبتكر بيبتكر من غير ما يوثق ابتكاره هههه.

يضحك رامي قائلا:

ـ قلتلك انتي لئيمة هههه.

ـ ايوا انا لئيمة بقا, ودا شرطي ومش هاتنازل عنه ههه, قلت ايه؟

ـ يا بنتي ما ينفعش كدا, انتي زي اختي وانا باغير على اختي, ومش موافق انك تقري روايات جنسية.

تقول باستغراب:

ـ ايه؟ بتقول ايه حضرتك؟ معقولة؟ رامي الكاتب المثقف المتحرر [ترفع يديها على امتدادهما للتفخيم الساخر] اللي رواياته مالية المواقع الثقافية, يفكر بالطريقة دي؟ وايه الفرق بين الراجل والست في دا؟ فين مبادئك وافكارك؟ انت مش ملاحظ انك ارتكبت غلطة مزدوجة دلوقت؟

يحدق رامي بها مستغربا ويقول:

ـ مزدوجة كمان؟ ايه هي الغلطة المزدوجة دي يا هانم؟

تقول بشيء من الغضب:

ـ مهو معنى كلامك دا ان عندك مسموح للشاب ومش مسموح للبنت, وتانيا انت حامل مباديء وافكار تحررية وبتعمل عكسها, أي دا؟ ايه الازدواجية بنت الكلب دي؟ بس انتو صنف الرجالة كدا.

كانت ردة فعلها فيها شيء من العنف, فهي من انصار المساواة بين الرجل والمرأة, ثم ظهرت سحابة حزن خفيفة على وجهها, يتاثر رامي, فصفاء اخت زوجته مطلقة بسبب عدم الانجاب ولان زوجها "طلع ندل" كما كررت اكثر من مرة, وقد كانت امها "حماته" وهي على فراش المرض قبل وفاتها توصيه هو وزوجته سارة عليها وتشدد على ذلك, فصفاء مدللة جدا وكما يقال "دلوعة العيلة" طالبة جامعية احبت طالبا معها في الجامعة وتزوجا قبل ان ينهيا دراستهما ثم طلقها في غاية النذالة, وبعد وفاة امها انتقلت للعيش مع اختها سارة وزوجها رامي في شقته المستقلة المبنية على حديقة جميلة, كي تتسلى وتتناسى مأساتها وتكمل دراستها الجامعية, وكي ترتاح من دفع اجار البيت الذي كانت تسكنه هي وامها, لذلك كانت مثل اخته الاصغر وبقيت مدللة عند رامي وزوجته, رغم فرق السن البسيط بينها وبين رامي, فهي ابنة واحد وعشرين عاما ورامي ابن سبعة وعشرين عاما, اما سارة فهي اصغر من رامي واكبر من صفاء, عمرها عشرون عاما, تأثر رامي لسحابة الحزن التي طغت على ملامح صفاء ومد يمناه يتحسس شعرها الكيرلي, وامسك بدقنها مدللا وقال ملاطفا:

ـ حيلك حيلك, ايه دا يا بت؟ انتي قلبتيها دراما بسرعة كدا؟ ههه, بعدين مش كل الرجالة زي بعض وانتي عارفة دا كويس, ولا عندك راي تاني؟

تحاول الابتسام وتقول بدلال غاضب:

ـ اممم مش عارفة.

يمازحها ليزيل عنها سحابة الحزن فيقول مبتسما:

ـ كدابة عارفة, يعني انا زي طليقك الزفت سمير؟ ههه.

تبتسم وتقول:

ـ لاء بس يبدو عندك نظرة متعالية عالمرأة.

ـ لا والنبي بس انتي تعرفي قد ايه انا حريص عليكي, وقد ايه باحبك وباغير عليكي, انتي اختي الصغيرة الحلوة اللي باخاف عليها من نسمة الهوا.

تقول باحتجاج:

ـ تاني ي رامي؟ لسة بتتكلم بالاسلوب دا تاني؟ تخاف عليا دا ايه؟ شايفني طفلة قدامك ولا مجنونة؟

يقول رامي مبتسما:

ـ لتنين ههه.

تبتسم قائلة:

ـ رخم, بص ي حبيبي, انا عارفة ان دي مش افكارك ولا مبادئك, ولا دي نظرتك للحياة وللمرأة, ف قوللي بقا, ايه الحكاية؟

يحك رامي راسه بقلق ويقول:

ـ لا حكاية ولا رواية, بصراحة انا باخاف عليكي, باخاف تأثر فيكي الروايات دي, بس.

ـ لا ما تخافش ياخويا, انا واعية وعارفة انا باعمل ايه, ولي افكاري ومبادئي, ها موافق اقرا قصصك وللا نروح النيابة كلنا بقا؟ ههه.

ـ هههه يخرب بيت كدا, خلاص ي ستي موافق, ارتحتي كدا؟

ـ ههه ايوا ارتحت, الا قوللي ي رامي,,,

ـ ي رامي [يبتسم].

ـ رخم ههه.

ـ غلسة ههه.

ـ لاء بجد قوللي بقا,,,

ينظر في عينيها منتظرا سؤالها, تقول:

ـ ايه اللي خلاك تكتب قصص زي دي؟ يعني انت تحب تكتب رواية جنسية؟ عندك شغف لكدا وللا ايه العبارة بالزبط؟ هههه.

سادت لحظات صمت مزقها رامي قائلا:

ـ بصراحة كل كاتب او شاعر بيحب يكتب في كل حاجة ومنها الجنس طبعا, ودا لارضاء نفسه بفنون الكتابة اولا, وتانيا من ناحية تانية ايوا في شغف الى حد ما.

تبتسم صفاء وتقول:

ـ اها يعني انت من زمان بتكتب في الجنس.

يهز راسه موافقا:

ـ من حوالي سنة.

ـ وبتكتب في كل انواع الجنس ولا نوع محدد بس؟

ـ لاء باكتب في انواع مختلفة, يعني اللي بيحصل بين اي بنت وشب او راجل وست, زي الخيانة الزوجية او الحب المسروق, او التحرشات في الاوتوبيس والمترو والسوق, او علاقة غير شرعية بين أي تنين.

ـ اممم حلو, يعني كل القصص عندك في ملفات؟

يصمت رامي قليلا ثم يقول مبتسما:

ـ ايوا فيه مجلد خصوصي للقصص دي ههه.

ـ دا جميل اوي اوي, يبقى لازم اقراها كلها ههه.

ـ معنى كدا ان اللي قريتيه في الرواية اللي انا شغال فيها دي عجبك.

يحمر خدا صفاء ارتباكا او نشوة, تقول ببسمة عذبة:

ـ اممم بصراحة,,, انت مبدع ههه.

ـ تسلمليلي ي قمر, ومن دلوقت انتي بقيتي اهم واول زبون قصص جنسية عندي هههه.

ـ اممم هو عندك زباين تانيين ولا ايه؟

يتدارك رامي خطأه بسرعة ويقول مبتسما:

ـ باقوللك انتي اول زبون, هم فين التانيين بقا يا عبيطة؟

ـ هههه طيب, بس حسك عينك تكتب رواية وما تدينيش اقراها واديك رايي فيها كمان.

يحدق بها مستغربا ويقول:

ـ وكمان عايزة تناقشيني باللي باكتبه؟

ـ طبعا اومال, يمكن يكون لي راي يعجبك وتعدل في الرواية بشكل اجمل ههه.

يقول رامي بقليل من الجدية:

ـ لاء بقا, انتي عايزة تناقشيني بالجنس كمان؟

تضحك صفاء قائلة:

ـ هههه لاء يا حبيبي, انا عايزة اناقشك في الجانب الادبي والفني في الرواية الجنسية, فارجو توخي الدقة فيما تقول يا هذا هههه.

يضحك لمشاكستها بالفصحى ويقول:

ـ هههه ولو كان يا رخمة, لاء انا مش موافق على كدا.

تقول صفاء بابتسامة دلال:

ـ بلاش, انت الخسران, تنساش اني مثقفة زيك وباتذوق الادب والفنون ولي راي مفيد جدا, غير عن اني بادرس فلسفة, يعني اقدر افهم الدوافع والمبررات, المهم, انا طالعة اوضتي عايز مني حاجة قبل ما اروح؟

يبتسم ويحك راسه قائلا:

ـ اممم ايوا, عايزك تعمليلي نص كيلو قهوة من اديكي الحلوين ههه.

تضحك صفاء وتهمس له بشغف:

ـ اوبااا نص كيلو قهوة مرة وحدة؟ تبقى عايز تفتري في الرواية الجديدة دي بقا هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه طبعا, عايز القارئة الوحيدة عندي تتجنن ههه.

ـ كده انت خطر عالشعب هههه.

ـ هههه وليه بقااا؟

ـ عشان دي رواية بتحكي عن الخيانة الزوجية, ولو تنتشر هاتخلي كل الازواج والزوجات يخونوا بعض هههه.

ـ هههه لاء مش للدرجة دي.

ـ واكتر كمان, انت اسلوبك مؤثر مش زي الحكواتي, انت بتحط افكار ووجهات نظر تاثر في الناس, انت اخطر واحد عالشعب المصري ههه.

ـ طب يلا يا بت بلاش غلاسة ههه.

ـ ههه ماشي يا ابيه, هاجيبلك نص كيلو قهوة, عايزاك تمخمخ وتزبط المواضيع ي عم هههه.

ـ طب يلا انجزي وكفاية رغي بقا, روحي اعملي القهوة وبلاش رخامة, خليني الحق اكتبلي شوية قبل ما تيجي اختك من الاكزخانة.

تقول بشغب:

ـ هههه عينيا يا باش كاتب, واحلى نص كيلو قهوة للمعلم رامي.

يضحكان وتغادر صفاء صاعدة الى الشقة, اعدت لرامي القهوة ونزلت الى المكتب وضعتها على طاولته وهي تدندن بلحن اغنية قديمة, واسترقت نظرة الى اللابتوب وابتسمت وغادرت الى غرفتها, اغلقت بابها عليها بالمفتاح من الداخل, فتحت اللابتوب خاصتها واخرجت موبايلها من بين الاوراق, رامي لا يدري انها كانت قد صورت اسم الموقع ورابطه, والاسم المستعار الذي يدخل به الى الموقع "اسير الشغف" والمكتوبان على الورقة الصفراء المربعة التي كانت مقلوبة بجانب اللابتوب, فقد رات ما فيها وصورته وعادت وقلبتها كما كانت كي لا يشعر رامي بذلك, دخلت الموقع, وعملت تسجيل باسم "سناء" واخذت تتصفح الموقع, لاول مرة صفاء تدخل مواقع قصص جنسية, كانت قبل ذلك تدخل مواقع فيديوهات اباحية لتروي عطش كسها المحروم بالعادة السرية, لكن لم يكن يخطر ببالها مواقع القصص, وكم كانت مذهولة لما تقرأه في الموقع من قصص ساخنة جعلت كسها يترطب بماء الشهوة, فخلعت قميصها لتغدو عارية ملط, فهي عادة لا تلبس أي شيء تحت قمصانها البيتية او قمصان نومها او حتى تحت الجينز حين تخرج من البيت, فهي لا تحب الاندر ولا الستيانات, وتعلمت ذلك من اختها سارة التي ناردا ما تلبس اندر او ستيانة, وحتى رامي فهو منسجم تماما مع سارة في هذه التوجهات التحررية فهو في الغالب لا يرتدي بوكسر تحت الجينز حين يخرج من البيت, صفاء تقلب صفحات الموقع, يا للهول, قرات عنوان "قصص محارم" ودخلت بجسد يرجف شبقا وارتباكا, قرأت ما عصف بعقلها وجسدها, من قصص عن الاخ والاخت, الاب والابنة, الام والابن, العمة, الخالة, زوجة العم او الخال, زوج العمة او الخالة, اخت الزوجة, اخو الزوج, وغيرها مما جعلها تداعب كسها بشغف حتى كادت ان تصل رعشتها, فرفعت يدها عنه, فصفاء لا تحب العشوائية او التسرع في الجنس او العادة السرية, انها مزاجية جدا في الجنس كاختها وزوج اختها, جعلت تفكر, هل يوجد فعلا جنس بين المحارم؟ وكيف يحدث ذلك وهو من اشد الخطوط الحمراء؟ وان لم يوجد جنس محارم الا ما ندر, فهذه القصص تدل على رغبة كتابها وقرائها الشديدة لجنس المحارم, ومن لا يستطيع ممارسة ما يرغب به يلجأ الى الكتابة عنه او القراءة, وهل يكتب رامي قصص محارم؟ عملت بحثا على "اسير الشغف" وعلى كل كتاباته, لم تجد له اي رواية عن المحارم, لكنها قرأت له الكثير من القصص المثيرة والتي تجعل كسها يزداد بللا وتزداد هي شبقا وشغفا, كالخيانة الزوجية والجنس العابر في شقة لمطلقة او ارملة او تحت جسر او حتى داخل عربة قطار مسافر ليلا, او بين شاب وجارته او اخت صديقه او صديقة اخته, او او او الخ, ثم قطع عليها خلوتها بين القصص الاباحية طرقات على باب غرفتها فهتفت من الداخل:

ـ ايوا مين عايزني الساعة دي؟

ـ يلا حبيبتي تعالي علشان نعمل عشا ونقعد مع بعض.

كان صوت اختها سارة, التي حضرت من عملها في الصيدلية, سارة امرأة تعشق الجنس بكل اشكاله وتحب التغيير والتجديد فيه, لم تدري صفاء كيف مر الوقت سريعا حتى السادسة مساء موعد عودة سارة من عملها, قالت مازحة بلهجة صبي القهوة:

ـ ايوا جااااي.

ضحكت سارة تقلب يديها وتحدث نفسها [: هههه ايه البت المجنونة دي؟] وعادت لتجلس في غرفة المعيشة "الانتريه" حيث لحقت بها صفاء وسلمت عليها, تقول سارة:

ـ انا قايمة احط الشاي, وانتي اندهي لرامي ييجي, انا ندهتله ولسة ما اجاش, شكله كدا بيفكر بكتابة رواية مهمة في اوضة النوم ههه.

تبتسم صفاء بمكر فهي التي تعرف اي رواية مهمة تلك التي يفكر فيها رامي, تقول:

ـ حاضر يا "اوختشي" انا هاروحله واجيبهولك من لغاليغه هههه.

سارة بمرح:

ـ هههه لاء الا لغاليغه, وان كان ولا بد, فسيبيلي اللغلوغ اللي في الوسط هههه.

تضحكان ضحكة فيها عهر ومرح, وتتوجه صفاء الى رامي في غرفة النوم, الباب مفتوح, تدخل صفاء فتتسمر عالباب, تبلع ريقها ويحمر خداها, رامي يغير ملابسه حيث كان عاريا من نصفه الاسفل ويدخل راسه ويديه في تشيرت في نصف جسده الاعلى, فلم ينتبه لصفاء انها تقف فاغرة فمها عالباب, تحس بالشبق لرؤية زبه النصف منتصب, ثم لا تريد ان تطيل المكوث كي لا يراها, ولان سارة تعد الطعام فيجب ان تساعدها, فتخرج وتطرق الباب قائلة:

ـ سارة بتسلم عليك وبتقوللك تعالا عشان نتعشى ي ابيه.

يبتسم قائلا:

ـ سلمي عليها وقوليلها بيقوللك حاااضر.

لم تستجيب بل توقفت قائلة:

ـ اخش عندك ولا انت مششش,,, ههه.

ـ هههه لاء خشي مش مششش ههه.

تدخل صفاء وتسأل رامي بما يشبه الهمس:

ـ قوللي ي جوز اختي, الرواية اللي بتكتب فيها دي فاضللها كتير لتخلص؟

ـ لاء, الليلة دي بتخلص, انا باكتب في النهايات.

ـ طب عايزة اسألك,,,

قاطعها رامي متضايقا من كثرة اسئلتها ومشاغبتها بحركة ادار فيها ظهرها له و صفعها بكفه على فلقة طيزها فاجفلت صائحة بدلال وقال بلهجة آمرة:

ـ طب امشي, امشي غوري من قدامي, مش وقته دلوقت.

فضحكت بصوت عالي وسارت بدلال متباطئة فصفعها ثانية على طيزها قائلا:

ـ ما تيلا يا بت, امشي بسرعة.

فاجفلت ضاحكة وضربته بقبضتها على صدره وهربت قبل ان يهم بضربها.

اعدت صفاء واختها سارة الطعام وتناولوا جميعا عشاءهم ثم نهض كل الى ما يريد انجازه.


مشهد [نقاش مثير في الروايات بين صفاء ورامي]

صباح الخميس, يوم حار, سارة وزوجها رامي يغسلان وجهيهما استعدادا لتناول الفطور, يقول رامي:

ـ يلا بقا اندهي لاختك تفطر معانا بلاش تتاخر عالكلية.

تقول سارة زافرة بشيء من الغيظ:

ـ دا انا ندهتلها ورحت صحيتها ييجي تلات مرات واهزها, وهي تصحى وترجع تنام, انا مش قادرة عالمجنونة دي.

يضحك رامي ويقول:

ـ معلش ي سارة دي اختنا الصغيرة المدللة ولازم نراعيها.

تقول سارة بضيق:

ـ طيب مادام اختك الصغيرة ولازم تراعيها, روحلها ياخويا واحملها وجيبها هنا غصب عنها زي كل مرة, دي شغلانتك بقا, مهي بتعشق النوم ومش ممكن تيجي الا محمولة ههه, يلا يا شاطر.

يبتسم رامي قائلا:

ـ حاااضر بس انتي ما تدايقيش نفسك, بلاش تروحي الاكزخانة مكشرة والزباين تهرب هههه.

تعبس في وجهه بدلال وتقول:

ـ انا وشي بيهرب الزباين؟ طيييب استنى عليا.

وارادت ان تضربه فهرب الى غرفة صفاء, يدخل فيتسمر على الباب من الداخل, صفاء تنام على بطنها وقميص نومها مرفوع الى اعلى فخدتيها البيضاوين الطريتين, وخيطه الايسر ينزل على ذراعها الايسر البض الشهي, يبلع ريقه امام هذا الجسد اللين الممتليء, فصفاء ممتلئة الجسم, طيزها اكبر من المتوسط, كذلك نهديها, ملفوفة القوام بشكل متناسق مثير, يقترب من سريرها ببطء, يفكر بالعودة الى سارة ليطلب منها ان توقظ اختها هي, فهي نائمة بشكل مثير نصف عارية, لكنه تراجع عن قراره كي لا تفسر سارة عودته بانه مثار على اختها التي هي بمقام اخته, فقرر ان يحملها وياتي بها الى المائدة, انزل قميصها الى اسفل كي يغطي فخدتيها ورفع خيطه على كتفه كما كان وحملها بين يديه, يبلع ريقه لمنظر نهديها الكبيرين تحت عينيه في فتحة صدر القميص الواسعة, استيقظت صفاء بين يديه وصارت ترافس برجليها بدلال كطفلة, تريد النزول وقالت باحتجاج ودلال:

ـ اننن رامييي, سيبني اناملي كمان شوية ي رامي وباقوم لوحدي.

يتمسك رامي بجسد صفاء اكثر, يداه تشدان على فخدتيها وظهرها فوق القميص ويقول مازحا:

ـ مش هاتفلتي, وبلاش دلع بقا, هاتتأخري عالكلية, دا احنا مستنيينك من نص ساعة.

تقول وهي تتخبط بين يديه:

ـ يا ربى, دا انا ما عنديش غير اخر امتحان بس وهايبتدي الساعة عشرة, وتبدأ الاجازة, وحياتي عندك رامي سيبني انام بس نص ساعة.

يقول وهو يحملها بين يديه ويمشي بها نحو المطبخ:

ـ لاء ممنوع النوم دلوقت ههه.

ـ طب مش انت في اجازة الصيف ومفيش تدريس؟ ما تقعد شوية عشان انام كمان نص ساعة بس, وبعدين توديني الجامعة؟ دي الساعة لسة سبعة وربع, اروح اعمل ايه في الجامعة من دلوقت؟

يصلان المطبخ حيق سارة جهزت الطعام ويقول رامي:

ـ مهو انا هاودي اختك الاكزخانة وبالمرة اوديكي الجامعة.

تقول صفاء بغنج الدلال:

ـ لاء مش هاروح, سارة قوليله يسبني اناملي كمان شوية, دا انا امتحاني الساعة عشرة.

تنظر اليها سارة وتقول:

ـ اها, انا لو اعرف كدا من الاول ما كنتش بعتته يصحيكي, ماشي حبيبتي روحي نامي كمان نص ساعة بس لازم تصحي عشان تراجعي المادة.

تضحك صفاء قائلة:

ـ حاااضر ي احلى اخت في الدنيا.

وتنظر الى رامي بطرف عينها وتقول:

ـ وانت قوم زي ما جبتني هنا محمولة رجعني اوضتي محمولة, انا مش هاروح مشي ههه.

ـ ههه حاضر يا ست هانم.

اوصلها غرفتها ورماها عالسرير وخرج قائلا:

ـ نامي ياختي, اشبعي نوم, حاجة تقرف.

تضحك صفاء وتمد له لسانها مشاغبة وتدير ظهرها وتنام.

يتناول رامي وزوجته سارة طعام الفطور ويتوجهان الى الصيدلية بسيارته, تنزل سارة ويعود رامي الى البيت ريثما تستيقظ صفاء لياخذها الى الكلية, تستيقظ صفاء وتغسل وجهها وتتناول فطورا خفيفا, وتتحدث مع رامي حول الرواية, تقول وهي تمضغ لقمة:

ـ الا قوللي ي رامي, اخبار الرواية ايه؟ خلصتها زي ما كنت متوقع؟

ـ ايوا, تفضلي.

ومد يده الى جيبه واخرج فلاش ميموري ومدها الى صفاء التي تناولتها بفرح ظاهر, وقال:

ـ الرواية كلها في الفلاشة دي.

تضحك صفاء بفرح وتقبل رامي قائلة:

ـ ميرسي اوي اوي ي ابيه ههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ طب يلا قومي فزي بقا, هاخدك الكلية ولما تخلصي الامتحان اعمليلي الووو.

ـ اوكي.

الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر, موبايل رامي يرن, صفاء, يقول:

ـ ايوا ي صفاء.

ـ يلا تعالا علشان تاخدني ونروح.

ـ وتاخرتي كده ليه؟ يعني الامتحان يخلص الساعة تناشر بالكتير, الساعة بقت وحدة ونص.

ـ هاحكيلك في السكة تعالا بقا من غير اسئلة ههه.

في سيارة رامي, صفاء تجلس بجانبه تدندن مع الاغنية الشغالة وتتراقص بمرح, رامي يضحك ويقود السيارة ناظرا الى عمق الشارع, يسالها:

ـ شكل الامتحان كان سهل, والا ما كنتيش فرحانة كدا ههه.

ـ ههه ايوا بس انا مبسوطة اكتر من حاجة غير الامتحان ههه.

ـ اها, ايه هي الحاجة دي؟

ـ قريت الرواية كلها ودا اللي اخرني في الكلية ههه.

ـ ولحقتي؟ ايمتا؟

ـ بعد ما خلصت الامتحان, رحت المختبر مع وحدة صاحبتي, فيه هناك ديسكتوب فاضي وقريتها هناك ههه.

ـ اممم طيب, ايه رايك؟

ـ اممم لما نوصل البيت هاقوللك رايي.

ـ مهو احنا مش هانروح البيت دلوقت.

تنظر اليه بدهشة وتقول بابتسامتها العذبة:

ـ اومال هاتاخدني فين؟ اوعى تكون عايز تخطفني وتطلب فدية من سارة اختي, اكمنها صاحبة اكزخانة ومعاها فلوس كتير اوي ههه.

يضحك رامي قائلا:

ـ هههه ايوا هاخطفك ونروح مطعم نتغدى سوا وهناك هاتقوليلي رايك.

يظهر الفرح على وجه صفاء وتقول:

ـ واوو, مفاجئة حلوة اوي بجد, **** ما يحرمنيش منك ي احلى اخ في الدنيا.

مطعم تظهر عليه الفخامة والعراقة, تنظر صفاء الى الطاولات الخشبية الفخمة وحولها الكنبايات المنفوخة المريحة, وزبائن ذوي ربطات عنق وسيدات تبدو عليهن اثار النعمة, ونوادل ياتون ويذهبون باناقة, وفي نهايته بار ذو خشب بني ومعلق في سقفه كاسات الشراب وعلى رفوفه تقف قناني الخمرة والبيرة, وبعض الزبائن الشبان ينظرون الى مؤخرة صفاء المستديرة الطرية ببنطلونها الجينز الضيق الذي لا تلبس تحته شيئا, والى تشيرتها الباضي الضيق ايضا بكميه الطويلين, الذي يبرز نهديها الكبيرين المتحررين من الستيانة, تميل صفاء على رامي وهما ماشيان لياخذان طاولة لشخصين, وتهمس له:

ـ رامي, المطعم دا باين انه فخم اوي, ودا معناه انه غالي اوي, يلا بينا نروح مطعم تاني ارخص.

ينظر اليها رامي ويقول مبتسما:

ـ ما يغلاش عليكي حبيبتي.

ويقرص دقنها بدلال فتبتسم وتهمس:

ـ لاء بجد, طب انت عامل حسابك؟ دا انت يا دوب حتة مدرس, ويمكن نتغدا بمرتبك الشهري كله هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه ممكن تخرسي بقا؟ بلاش هبل وخشي.

تضحك صفاء وتمشي معه بصمت حيث جلسا على طاولة لشخصين في ركن بعيد هاديء, حضر النادل وطلبا غداء وتغديا مستمتعين بالمذاق والاجواء الساحرة, يقول رامي بعد ان انهيا غداءهما:

ـ تشربي ايه يا غلسة؟

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ شربني حاجة على زوءك.

نادى النادل قائلا له:

ـ كاسين بيرة كبير لو سمحت.

النادل بابتسامة وادب:

ـ حاضر حالا.

تحدق صفاء برامي وتهمس مبتسمة:

ـ ايه, عايز تسكرني وتخطفني بجد؟ ههه.

ـ ههه ايوا, هاخطفك واخدك جوا الرواية بقا ههه.

تهمس مبتسمة:

ـ اممم اذا كان كدا اوكي ههه.

يرتشفان البيرة ببطء ويتحدثان, حيث سالها رامي:

ـ ايه اكتر حاجة عجبتك في الرواية؟

تبتسم صفاء وهي تدير كاس البيرة في يدها وتهمس:

ـ اممم بصراحة مفيش حاجة اسمها "اكتر حاجة", كل حدث وكل مكان وكل وقت وكل شخصية في الرواية لها خصوصيتها وجمالها اللي بيميزها, بس بصراحة برضو, انت سافل اوي هههه.

يضحك رامي ويقرص خد صفاء مدللا ويهمس:

ـ هههه يا بنتي دي رواية جنسية مش رواية بوليسية, يعني رواية سفالة, فلازم ابقى سافل اوي.

تهمس صفاء مبتسمة:

ـ هو انت سافل بعقل؟ هههه, بس بجد انت هايل, مبدع جدا, بارع في توصيف الاحداث والاشخاص وردود الفعل, واظن اي حد يقراها هايفكر بالانحراف ههه.

يبتسم قائلا:

ـ معنى كدا انك بتفكري بالانحراف هههه.

تضحك صفاء هامسة:

ـ اختشي يا واد ي صعلوك هههه.

ـ مش انتي اللي بتقولي؟ هههه.

ـ ههه بس واضح كمان شغفك الكبير بالجنس, وجنونك بالعلاقات الجنسية الغير شرعية هههه بدليل انك بتتعرض لادق التفاصيل في العملية الجنسية وفي وصف الاجسام, وخصوصا تصويرك الرائع لمشهد الراجل لما خان زوجته مع ست تانية ومارس معاها الجنس في شقتها في اوضة النوم وفوق السطوح وعالسلم وفي المطبخ, تفتكر ممكن الراجل يعمل دا بالتبرير المنطقي اللي انت كاتبه؟

يبتسم رامي ويهمس:

ـ طبعا ممكن لو مر بنفس الظروف.

ـ طب قوللي بصراحة, ممكن انت تخون اختي سارة وتبرر خيانتك؟

يبتسم ويهمس:

ـ بصراحة, ايوا ممكن جدا.

تتسع عينان صفاء دهشة وتقول:

ـ ايه؟ انت بتتكلم جد؟

ـ ههه طبعا بجد, بس المهم اخونها مع مين؟

تصمت صفاء قليلا قبل ان تهمس:

ـ اممم طيب, مين اللي ممكن تخون مراتك معاها؟

ـ مراتي نفسها يا هبلة ههه.

ـ اللة ازاي؟

ـ اومال انا باكتب الجنون دا ليه؟

ـ مش عارفة.

ـ بصي بقا, الواحد مننا بيحب التجديد والتغيير في كل حاجة, والجنس من ضمن الحاجات دي, وبيكره التكرار والروتين في كل حاجة والجنس كمان من الحاجات دي, وبناء عليه, لازم يفكر ازاي يجدد حياته ويخليها كل يوم مختلفة عن اللي قبله, عشان يقدر يتمتع الى اقصى حد ممكن.

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ يابني دي عموميات, دي فلسفة وانا اكتر وحدة اعرف الحاجات دي, بس انا باسالك عنك انت وسارة.

ـ مهو انتي ما سبتينيش اكمل ي غلسة ههه.

ـ طيب كمل يا رخم لنشوف اخرتها ههه.

يقول رامي بعد ان نفخ دخان سيجارته في الهواء, وهو يداعب كاس البيرة بين اصابعه:

ـ يعني لو انا وسارة فضلنا نمارس الجنس كل مرة بنفس المكان وبنفس الوقت وبنفس الاوضاع, حتما هانزهق, وهانتحول مع الوقت الى روبوتات مبرمجة في عملية مقرفة [صفاء تهز راسها بالموافقة] وبيتحول الجنس من متعة الى واجب ودا اللي بيخلي الواحد يخون مراته زي ما ذكرت في الرواية, لكن لو غيرنا المكان والوقت والهيئة والاوضاع هانكتشف اننا ازواج جدد, بننتقل من متعة لمتعة جديدة حلوة, زي اللي بيشم هوا في جزيرة سياحية بنتنقل فيها من غابة لمتحف لميدان لجبل وكدا, فانا باكتب كل دا عشان اطبقه مع سارة, وطبقت كتير فعلا, وكنا وما زلنا من الازواج السعداء.

ـ طب وفين الخيانة في الموضوع؟ انت لسة مش خاين هههه.

ـ هههه وهي ايه الخيانة؟ الخيانة مش بتختلف عن اللي قلتهولك دلوقت, هي تجديد وتغيير, تجديد العملية الجنسية, وتغيير الزوجة الروتينية بزوجة متجددة, او العكس بالنسبة للزوجة تغيير الزوج الروتيني بزوج متجدد, فبدال ما اخون سارة انا باخونها معاها وهي بتخونني معايا, يعني باحولها من زوجة روتينية الى زوجة متجددة والعكس ههه.

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ اقنعتني الى حد ما هههه.

ـ الى حد ما, طب حلو اوي ههه.

تقول صفاء مشاكسة:

ـ بس انت طلعت تعلب مكار يا واد هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه ليه بتقولي كدا؟

ـ الرواية تحفة رائعة جدا, مع انها ما تخلاش من الالفاظ البذيئة, ضروري يعني تسمي كل عضو باسمه الحقيقي والبلدي؟ هههه.

يضحك رامي ويقول:

ـ هههه طبعا ضروري, زي ما لازم نتصرف في الممارسة الجنسية من غير كسوف, يبقى لازم نكتب في الرواية الجنسية من غير كسوف ههه.

تبتسم صفاء بقليل من خجل وتقول:

ـ ههه صح, هي طريقتك في كتابة القصص دي حلوة اوي وفيها ترابط منطقي و,,, مثيرة كمان ههه, بس اللي انا مستغرباه انت ازاي تقدر تغوص جوا الشخصيات كلها بالتفاصيل دي كلها لكل شخصية باحاسيسها ونفسيتها وطريقة تفكيرها كانك ممثل بتلعب كل الادوار بنفس الوقت.

يبتسم رامي بفخر ويقرص صفاء بدقنها مدللا قائلا:

ـ اومال, هو انا بالعب يا بت؟ ههه, مهو لازم ادخل جوا الشخصية وارسم لها طريقة تفكيرها ومزاجها ومواقفها قدام حدث معين, وردود افعالها على مواقف معينة, علشان تطلع الاحداث حقيقية و,,,

تقاطعه صفاء قائلة ببسمة لها معنى:

ـ اللة, وانت اش عرفك ان فلان بيفكر بالطريقة دي وفلانة بتتصرف بالشكل دا قدام الموقف دا؟

يستند رامي الى مسند الاريكة, ويضع رجلا على رجل, ويقول بلهجة اديب مشهور وبكل ثقة:

ـ الكاتب يا بنتي دي شغلته, يسبر اغوار النفس البشرية, يخش جوا الاحاسيس, وجوا الروح [تهز راسها مبتسمة] ويخش جوا,,,

تقاطعه ثانية وتقول بلهجة ساخرة:

ـ ايه دا يابني؟ هو كله يخش جوا كله؟ ههه ممكن تهمد شوية؟ يابني انا مش صحفية عايزة اعمل معاك لقاء, كلمني عادي وبلاش رخامة ههه.

ـ هههه طيب حاضر, يا بنتي دي اللي اسمها الموهبة.

ـ الموهبة موهبة القدرة على الكتابة والصياغة والتخيل, بس انك تتخيل طريقة تفكير حد وايمتا بيتأتأ وهو يتكلم وايمتا بيتكلم بطلاقة وهايكون موقفه ايه لو تعرض لكذا, دي خبرة او معرفة مش موهبة, ولا انا غلطانة؟

ـ طبعا غلطانة, الموهبة بتجمع كل دول, لو ما كانتش موهبة اي حد يقدر يكتب رواية.

تفكر, كلام رامي سليم, تبتسم وتميل راسها بدلال قائلة:

ـ صح ي جوز اختي.

ـ ههه وبالنسبة للاشخاص مفيش حد ممكن يعلم الغيب ويعرف ان الشخص دا هايتصرف كدا في الموضوع كزا, وهنا الموهبة بتتدخل.

تبتسم صفاء وتسال بطفولية:

ـ انت بتخرف بتقول ايه؟ هي مش الكتابة بيسموها خلق وابداع؟

ـ ايوا.

ـ يعني انت اللي بتخلق الشخصية وتتخيل هي بتفكر ازاي وبتتصرف ازاي والى اخره.

ـ ايوا بس حتما بتكون الشخصية مرت عالكاتب خلال حياته, يعني ممكن اخلق شخصية بس اسقط عليها سلوك شخصية انا اعرفها واتخيل واطور من سلوكها بشكل درامي مثير, فالكاتب بيتخيل اشخاص حقيقيين, هو ما بيخلقش شخصيات الرواية من العدم, هم موجودين عنده في مكان العمل وفي القهوة, في الحي, في الجامعة والمدرسة, الكاتب بيخلق الاحداث والسلوكيات وبيحط المواقف والبدايات والنهاية بس.

تسال صفاء بابتسامة ماكرة:

ـ اممم طيب, معروف ان كل كاتب بيحب يحصل على اهتمام الناس بكتاباته, فكرت مرة تنشر قصص جنسية في موقع مثلا؟

كان سؤالها بمثابة هزة اربكت رامي, ينظر الى سطح الطاولة بعمق ليستوعب الهزة الصغيرة, ثم يرفع راسه وينظر في عينين صفاء ويقول مبتسما:

ـ بصراحة فكرت بس رجعت وطردت الفكرة ههه.

يتلألأ في عينيها السؤال بابتسامة مكر:

ـ اممم ليه؟

ـ يعني, اعتقد ان القصص الجنسية جمهورها ناس جهلة مش متعلمين ولا مثقفين.

ـ وعرفت ازاي؟ ههه.

يظهر عليه قليل من الارتباك ويقول:

ـ أأ يعني مجرد تخمين, بعدين انتي ملاحظة انك انتي اللي بتسالي وبس؟ وانا ماليش دور اسال يعني ولا ايه؟

تبتسم صفاء وتهمس:

ـ معاك حق, تفضل ايها الاديب ههه.

يبتسم قائلا:

ـ وانتي تقري في الرواية, تقمصتي دور حد؟

يحمر خدان صفاء للسؤال الذي يحمل في طياته حصولا على اعتراف حسي, تصمت قليلا, هل تجيبه بصراحة كما هي معتادة ام تخفي عنه مشاعرها وتكذب عليه كما كذب عليها بالنسبة للنشر؟ قررت الاجابة بصراحة, فصفاء فتاة تلقائية ذكية لا تعترف بالكذب كتبرير اي مصلحة, تبتسم وتهمس:

ـ شوف ي رامي ي جوز اختي ههه, اي حد بيقرا رواية بيعيش احداثها بتفاصيلها, وبيستمتع لو كانت ممتعة, وبتاثر فيه اكيد.

وتسكت, رامي يحدق بعينيها منتظرا الاجابة التي يريدها, فقرر اللف حول السؤال ليحصل على اجابة, يقول:

ـ اممم واستمتعتي؟

تنظر في عينيه وترشف رشفة بيرة وتهمس مبتسمة:

ـ اه ههه.

ـ معنى كدا ان الخيانة في الرواية حلوة ههه.

ـ طبعا, لان الخيانة هنا كسر الظروف السيئة والانطلاق باتجاه الشغف الممتع ههه.

ـ اممم تفتكري "الشغف الممتع" يستحق الخيانة؟

تنظر في عينيه بدهشة لسؤاله الفلسفي, تهمس مبتسمة:

ـ هاجاوبك جوابين لنفس السؤال, الاول,,,

يقاطعها ضاحكا:

ـ هههه ايه دا؟ احنا هانخش في درس فلسفة ولا ايه؟

ـ هههه لاء بس فعلا سؤالك له جوابين مش بينفصلوا عن بعض ي جوز اختي ههه.

ـ تفضلي يا اخت مراتي ههه.

تبتسم قائلة:

ـ ههه الاول, لو الزوجة او الزوج ما بينسجمش ابدا مع الطرف التاني, وطبيعته انه ممل وما بيتجاوبش مع التغيير والتجديد تبقى الخيانة هي الحل المبرر,,,

يقول رامي قبل ان تكمل صفاء:

ـ حلو اوي, والتاني؟

ـ التاني بقا, تعالا ما نسميهاش خيانة, ونبعد بالتصور والنقاش عن ربط الحدث بالدين او بالعادات, قدامنا حالة من عدم التوافق بين الطرفين, الحالة دي عايزة حل عشان نصنع التوافق, طرف منهم ما يقدرش يتماشى مع الحل, طبيعته كدا, تربيته كدا, يبقى اصبح عندنا مشكلة مش بس حالة, وعلشان طرف منهم هو جزء من المشكلة دي, يبقى من حق الطرف التاني يدور عالحل برا, لانه ببساطة عايز يتمتع في حياته وحاول يتمتع مع الطرف الاول بدون فايدة, زي اللي طول الوقت متدايق في بلده, فبيهاجر يدور على حياة اجمل برا بلده, في الحالة دي بيكون خان بلده؟

تظهر الدهشة على ملامح رامي اعجابا بمنطق صفاء فيصفق بيديه باعجاب ويقول:

ـ انتي مش طالبة فلسفة, انتي فيلسوفة بجد, وانا باعتبر نفسي محظوظ جدا انك بتقربيني ههه.

ـ ههه ميرسي, وانا كمان محظوظة جدا انك بتقربني لان جوابي الفلسفي دا جه من قصتك اللي كلها احداث ممتعة ومنطقية ومبررة بشكل فلسفي انساني قبل ما تكون مجرد رواية للتسلية والاستمتاع.

ـ يلا بينا نروح ههه.

ـ ههه يلا.

وصلا البيت وفتح رامي بمفتاحه, يدخلان فتنزع صفاء عنها حجابها بسرعة قائلة:

ـ اففف ايه دا؟ انا برأيي ال**** مش فرض.

يضحك رامي قائلا:

ـ هههه اومال سنة؟

ـ ولا سنة, دا لباس عادات متوارث مش لباس ديني, انا قريت عن كدا لشيوخ ومفكرين كتير.

ـ سيبك من الشيوخ والمفكرين وخلينا ناخد دوش نريح شوية.

ـ طيب انا الاول ههه.

ـ ههه لا انا الاول.

ـ لاء انا.

وتسرع لتدخل الحمام, تستحم وتردد اغنية داخل الحمام, رامي جالس في غرفة المعيشة "الانتريه", خرجت صفاء من الحمام تلف جسدها الممتليء بفوطة "منشفة" لا تغطي سوى نهديها حتى نصف فخدتيها, ينظر رامي اليها بصمت, فباب الحمام يقابل احدى زوايا غرفة المعيشة والتي فيها كنبة مفردة يجلس عليها رامي, تسرع في مشيتها الى غرفتها المقابلة لباب الحمام, ينهض رامي وياخذ دوش سريع, ويخرج بشورت ناعم قصير لمنتصف الفخدتين, بحيث يظهر تفاصيل زبه الى حد ما, وتشيرت واسع ناعم, يتوجه الى الانتريه حيث تجلس صفاء على كنبة مزدوجة بقميص بيتي لفوق الركبة بقليل دون اكمام, يجلس رامي بجانبها ويتحدثان, ينظر في عينيها متأملا,,,
الى اللقاء في الحلقة القادمة
فين الجزء الثاني
 
  • عجبني
التفاعلات: Hayde

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%