NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

متسلسلة واقعية عربية فصحى الباشا (البدايات) - السلسلة الثانية - حتي الجزء الرابع 8/6/2024

aahmedegypt

مراقب
طاقم الإدارة
مراقب
كاتب متميز
ناقد فني
الكاتب المفضل
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
ناشر مجلة
إنضم
27 أغسطس 2022
المشاركات
4,890
مستوى التفاعل
5,226
نقاط
30,550
الجنس
ذكر
الدولة
egypt
توجه جنسي
أنجذب للإناث
➤السابقة




مقدمة

وأخيرا عاد الباشا للحكى ... إنتظرته طويلا حتى يتكلم ...

بنهاية السلسلة الأولى من قصة بداياته كنت أشعر بمدى الألم النفسى الذى تسبب فيه تداعى ذكرياته وتذكره ما كان يدور حوله من أحداث وما تعرض له وما شاهد وطنه يتعرض له ... تداعت أحلامه فى إستكمال مسيرة أستاذه ... أخذت منه زوجة أحبها وفقد حبيبة تمناها وانهار بسبب فقدها ... ترك وطنه وسافر لوطن آخر لم يكن يعرف عن لغته أقل القليل .... واصل مغامراته وتحديه لقدره حتى أصبح إسمه معروفا فى مجاله ... لكن للأسف خارج وطنه ... كان إنتصاره الأول على القدر بنجاحه فى عمله ... وانتصاره الثانى إستعادة حبيبته التى فقدها بسبب طيشه وشهوانية أمها

أحداث كتيرة رواها لى الباشا منها ما ذكرته ومنها مالا يسمح المجال بذكره ... شخصيات ذكرت بالتلميح فأصحابها لا زال لهم من النفوذ كثير ... وشخصيات لم تذكر لكنها موجودة وكانت تحرك الأحداث

والآن إسمحوا لى قرائى بأن نعود لللإستماع إلى حكى الباشا ... وكعادتى معكم أرجوكم ألا تكتفوا بقراءة الكلمات .. ولكن

أرجوكم إقرأوا ما بين السطور



الجزء الأول

كانت الرقيقة مُنى جالسة محاطة بتلك النسوة المتشحات بالسواد وعيناها معلقتان بالباب تنتظر قدوم فارسها وحبيب عمرها . هى متاكدة من قدومه لينقذها من ذلك المصير الذى يعتقد كل من حولها أنه محتوم . لكن يقينها بأنه لن يخذلها جعلها لا تهتم بما يعتقدن ويعتقدون . فحبيبها لم يخذلها يوما ولم يخلف وعدا وعدها إياه .

سنوات مرت عليها لا تستطيع النوم إلا فى فراشه مرتدية بيجامته محتضنة وسادته فى غرفته الضيقة التى تحمل رائحته ورائحة ذكرياتها معه . إنها تشعر بمدى الجرح الغائر الذى صنعته بيدها عندما طلبت منه الإبتعاد لكنها لا تستطيع ألا تحبه . حتى عندما شعرت بأن حبيب عمرها قد ذهب إلى أخرى فإنها التمست له العذر . لقد عذبته وتعذبت بسبب أمها . لكنها بعد تلك السنوات تشعر بأنها مخطئة . فما حدث له بعدها وانهياره وهو فى قمة لحظات مجده هى السبب فيه . رأته بعينيها يغيب فى سيارة إلهام تجاوره صديقتها سهام فى إسبوع سيقضيه معهما بعيدا ولكن ....

سهام قد تزوجت واختفت مع زوجها الوسيم وترك هو وطنه لبلد بعيد بينما أصبحت إلهام صديقتها الوحيدة مع أمها الروحية " ام أمجد" . كانت تعرف أنه لم ينسها للحظة . دائما يتصل فى موعده الذى اعتاده . لم يكن يتحدث ولم تكن . فقط تستمع لصوت أنفاسه وهى تعلم أنه يطمئن لسماع صوت أنفاسها

لكنها عندما واجهت حقيقة أنها أصبحت جارية تباع فى سوق النخاسة لم تجد أمامها غير أن تستنجد به . فهو دائما فارسها ومنقذها ... إنه حبيبها وهى حبيبته

لم يغب عن ذهن الرقيقة منى ما دار بينها وبين أعمامها وأبيها . هؤلاء الأعمام الأجلاف الذين ظهرت عليهم أعراض التطرف الشكلى فجأة بمجرد تعرفهم بهذا النخاس تاجر الملابس الرخيصة . لم يغب عن ذهنها زيارة زوجات أعمامها المفاجئة وهن يخبرنها بأن هناك "عريس لقطة" قد تقدم لطلب يدها . لم تنس كيف تحولت مداهناتهن إلى هجوم إتهمنها فيه بأنها فقدت عذريتها مع خطيبها السابق ولذلك ترفض كل المتقدمين لها بعد أن فسخت خطبتها من سنوات. لم تنس خوض أعمامها فى شرفها بلا خجل ولا إحساس بأن ذلك الشرف الذى يخوضون فيه هو شرفهم قبل أن يكون شرفها وشرف أخيهم الأكبر . كل ما كان يهمهم وقتها أبواب المال التى ستنفتح بمشاركتهم لذلك النخاس المستتر خلف لحية محناة وجلباب قصير . كانت تدرى وكانوا يدرون بأن تلك الزيجة لا تعدوا كونها بيعها كجارية يستمتع بها لعام أو عامين على الأكثر قبل أن يطلقها بعد أن يقضى منها وطره ثم يملها . لم تنس نظرة الإنكسار التى لاحت فى وجه أبيها أمام هجوم من يُفترض بهم أنهم إخوته لكنهم تحولوا لوحوش نهمة باعوا إبنة أخيهم فى سوق الرقيق بحفنة من المال

دار فى ذهن الرقيقة مُنى كل ما جرى خلال أيام ثلاثة . دار فى ذهنها مكالمته التى أستنجدت به فيها وكيف منعها أعمامها وزوجاتهم بحصارهم الدائم لها من أن تمس التليفون مرة أخرى . إبتسمت الرقيقة منى عندما تذكرت تلك الزيارة الغير متوقعة من صديقتها القديمة صفاء وقد بدأت بطنها فى الإنتفاخ قليلا وكيف سعدت عندما علمت أن قصة الحب التى رعتها قد أثمرت *** فى أحشاء الصديقة . كادت وقتها تطير سعادة وصديقتها تخبرها بأن أمجد عائد لينقذها من ذلك المصير الذى بدا محتوماً

طالما أرسل لها فارسها تلك الرسالة فهو آت لا محالة . لا تذكر الرقيقة أن فارسها قد خذلها يوما منذ أن كانوا صغارا . دائما ما يكون فى موعده ينقذها ويحيطها بحمايته .

لم تكن تدرى ماذا سيفعل ولا كيف سينقذها لكنها متأكدة أنه سيفعل وسينقذها .

رغم مرور الوقت إلا أن القلق لم يتسرب لقلبها ولو للحظة . ظلت عيناها معلقة بالباب تنتظر قدومه . إنه قريب ! إنها تشعر بوجوده وتكاد تسمع أنفاسه

لم يخيب فارسها ظنها . فقبل موعد سوقها للذبح وجدته أمامها يحيطه أخوه واثنين من حراسها القدامى ومعهم آخر ضخم منتفخ العضلات متجهم الوجه فلم تتمالك نفسها وتجاهلت وجود أبيها وأعمامها ونخاسها وألقت بنفسها بين ذراعيه ليحتويها بتلك الضمة الحانية لتخفى وجهها فى صدره باكية ليتركها حتى تنهى بكائها ويرفع عن رأسها ذلك الغطاء الذى أُجبرت على وضعه لأجل خاطر من أشتراها ويتقدم ليضعه على كتفه وهو ينظر لوجهه تلك النظرة القاسية التى تعرفها عندما يغضب

توقعت الرقيقة أن ينشب عراك أو حتى شجار .... ولكن لم يحدث أى شئ مما توقعته ... فقط عندما حاول أحد أعمامها الإعتراض أوقفت نظرة قاسية من وجه ذلك الضخم الذى علمت فيما بعد أنه صديق لأمجد وقائده السابق بالوحدة التى كان يخدم فيها فترة تجنيده الكلمات فى حلق عمها

كل ماحدث من إعتراض كان من ذلك الجلف ذو الذقن المحناة وكان إعتراضه فقط على إسترداد ما دفعه كثمن للجارية الحسناء.... شعرت بالإهانة التى طعنت قلب أبيها من ردة فعله وإسراعه لإحضار تلك الرزم الثلاث من الأوراق المالية وإلقائها فى وجه ذلك النخاس الجلف .

لم تدر كيف سارت الأمور بتلك السلاسة وكيف عقد المأذون الذى حضر فى دقائق قرانها على حبيب عمرها ... شعرت بقلبها يكاد يشق صدرها حينما أعاد أمجد دبلتها وشبكتها لأصبعها ويدها ... لم يصل خيالها يوما لتصور أن يكون عقد قرانها على أمجد بتلك الصورة ولا بتلك الأحداث المتسارعة

لم تدر كيف واتتها الجرأة لتأخذ بيد حبيبها الذى أصبح رسميا زوجها وتتجه به نحو غرفتها وتغلق الباب خلفهما لتعرض عليه كل ذكرياتها التى إختزنتها لسنوات

إحتواها حبيبها بين ذراعيه فى حضن شعرت فيه أخيرا بأمان إفتقدته لسنوات ... إستمعت لدقات قلبه أخيرا .... دمعت عيناها الجميلتان وهى تفتح له تلك الكراسات التى حفظت بها الوردات الثلاث اللاتى أهداهن إياها فى فترة خطبتهما القصيرة

تحدثا طويلا .... لكن كعادتهما لم يفتح أحدهما فمه بكلمة ... لم يحسبا كم من الوقت مضى فى حديثهما الصامت ... كل ما كانا يشعران به هو شعور الأمان الذى إفتقداه كثيرا لسنوات

..........................................................................................



بينما يغيب الحبيبان فى غرفة منى يتعاتبان كان أبو أمجد وأمه يجالسان أبو منى وزوجته فى الصالون وجميعهم يشعر بشعورين قل أن يجتمعا سويا

فكلهم يشعر بالسعادة وكلهم يشعر بالإحراج ... فطريقة إتمام عقد القران لم يكن ليتخيلها أى منهم ولم تدر بذهن أحدهم ... فكل ما اتفق عليه أمجد مع أبو منى كان تجهيز الشقة خلال الشهور الثلاثة القادمة ولم يتم الإتفاق على أى أمر آخر خاص بمواعيد شراء ما يلزم لتلك الشقة وموعد الزفاف وما إلى ذلك ... إنتحى أبو أمجد بزوجته بعد أن أخذ أبو منى زوجته لخارج الغرفة ليحادث كل منهما زوجته على إنفراد

  • ما تخشى تشوفى العيال يا أم أمجد ... شكلنا وحش ... عايزين نكمل إتفاق مع الراجل وميصحش يفضلوا لوحدهم كده
  • وانا هاعمل إيه يا حسن ... واحد ومراته وقافلين عليهم الباب ... مينفعش أفتح عليهم الباب زى ما كنت باعمل قبل كده
  • يا أم أمجد ده كتب كتاب بس ... مينفعش كده ... شكلنا هيبقى وحش قدام الراجل ... روحى إندهى ابنك خلينا نشوف ناوى على إيه ... يصبروا شوية التلات شهور دول ... مينفعش يدخلوا دلوقتى
  • متخفش مش هيعملوا حاجة ... هتلاقيهم بس بيشتكوا بعض لبعض ... اللى شافوه السنين اللى فاتت مش شوية هما الإتنين ... محتاجين يحكوا لبعض حاجات كتير
  • إسمعى الكلام بس وقومى خبطى عليهم ... الأيام قدامهم كتير وكفاية الإحراج اللى انا وابوها فيه دلوقتى
وقفت أم أمجد خلف باب غرفة منى تتسمع بهدوء ... تلك المرة لا تريد أن تطرق الباب فى وقت غير مناسب ... فهما زوجان شرعيا الآن ... ولما لم تسمع شيئا طرقت الباب بهدوء شديد فلم تجد إستجابة ولما رفعت صوت طرقاتها مرة أخرى ولم تجد إستجابة فتحت الباب بهدوء لتجد الحبيبين نائمان بعرض السرير وكل منهما يحتضن كفى الآخر بكفيه ... تذكرت نفس المنظر رغم مرور السنوات ... عندما كانت تترك أمجد الرضيع لأم منى للذهاب لعملها وعندما تعود تجد الصغيرين نائمين بنفس الطريقة وبنفس تشابك الأيدى الذى تراه الآن

لم تكن الأم ترغب فى إيقاظ العاشقين لكنها أضطررت للإقتراب منهما وهزت كتف أمجد برفق ليفتح الحبيبين عيناهما فى نفس اللحظة وينتفضا جالسين

  • ماما .... صدقينى محصلش حاجة ... كنا بنتكلم وعينى راحت فى النوم ... مرهق من السفر والمشوار
  • يا بنى عادى ... مصدقاك ... وبعدين دى مراتك ... قوم أقعد مع ابوك وعمك عرفهم أنت ناوى على إيه و هتعمل إيه
  • بس انا مش عارف لسة هاعمل إيه
  • لأ لازم تعرف ... إتفق إنت ومنى شوفوا هتدخلوا هنا ولا هتستنوا شقتكم تخلص ولا هتسافروا ولا هتعملوا إيه
  • لأ..... لأ يا ماما أنا مش ممكن ادخل هنا .... هستنى لما أمجد يخلص الشقة وندخل .... أو اسافر معاه .... أنا مش ممكن اعيش هنا فى الشقة دى
  • يا بنتى زى ما تحبى .... إتفقوا مع بعض وشوفوا هتعملوا إيه
  • مبدئيا أنا لازم اسافر فى أقرب وقت علشان مافيش معايا حاليا ولا مليم .... وكمان علشان ارتب إقامة منى وسفرها ... هابعت لكم كل الفلوس اللى باشتغل بيها تشطبوا الشقة وارجع ندخل هنا وآخد منى ونسافر
  • مافيش معاك ولا مليم إزاى يابنى ؟ إنت دفترك فيه فلوس تكفى تشطيب الشقة والعفش كمان
  • يا حضرة الناظرة أنا لما سافرت مكانش فيه فى الدفتر غير 100 جنيه ... شقة إيه وعفش إيه اللى ب100 جنيه
  • إنت عبيط يابنى ؟ الفلوس اللى كنت بتبعتها كلها أبوك كان بيحولها مصرى وبنحطهالك فى دفترك ... هو إحنا كنا مستنيين فلوسك ... صحيح حمار على رأى ابوك
  • بجد يا ماما ؟ بتتكلمى جد ؟ يعنى فيه فى الدفتر فلوس تكفى ؟
  • آه يا حبيب ماما هتكفى وتفيض كمان
وينهال أمجد وحبيبته الرقيقة على وجه أمه بالقبلات ويحتضناها بينما يصل إليهم من الخارج صوت صاخب عرفاه سويا

إنها إلهام ... الصديقة والأم الروحية ... الوحيدة فى العالم التى تعلم عن أمجد تلميذها وصديقها وإبنها الروحى كل شئ ... تعلم عنه مالا تعلمه أمه ولا حبيبته ... تعرف مشاكله الحالية وتتوقع الآتية

  • ده صوت إلهام ؟ جت فى وقتها .... ماما من فضلك ساعدى منى تغير الشوال اللى لبساه ده وتلبس فستان من فساتينها وتحط مكياج وانا هاخرج للمجنونة اللى برة دى ... لو شافتها كده مش هنخلص من طولة لسانها .... بسرعة متتأخروش عليا ... ولا أقولك أستنى أساعدك
  • إطلع برة يا سافل ... لسة مش دلوقتى .... لما تدخلوا تبقى تساعدها زى مانت عايز
  • ماشى ... بس متتأخروش عليا
عندما وقعت عينا إلهام على أمجد لم تتمالك نفسها والتقفته بين ذراعيها وضمته لصدرها ضمة أم إفتقدت وليدها ولأول مرة لم تستطع التحكم فى نفسها ففرت من عينيها دمعتان لاحظها أبو أمجد وأبو منى وتعجبا من أمر تلك المرأة القوية فى مظهرها الرقيقة فى مخبرها وحبها لأمجد ووقوفها الدائم بجواره

  • وحشتنى يا بغل ... كنت فاكرة مش هشوف وشك تانى يا حمار
  • يعنى أغيب عنك كل ده وارجع الاقى لسانك لسة زى ماهو ... منقصش حتة
  • هينقص ليه يا حمار أنت ... دا انت ابنى اللى مخلفتوش ياض ... إخواتك قابلونى فى الشارع وحكولى على اللى عملته ... مجنون زى مانت
  • بذمتك كان ينفع عقل مع البهايم اللى كانوا هنا دول ... دول مينفعش معاهم غير الجنان يام لسان طويل
  • بس بصراحة ياض عجبتنى ... بس هتعمل إيه بعد كده معاهم ؟ تفتكر هيسيبوك فى حالك
  • يعملوا اللى يعملوه ... مالهمش حاجة عندى ولا ليا مصلحة معاهم
  • نبقى نتكلم بعدين ... بس إيه ياض اللى انت عامله فى مكتب فريدريك ده ؟ دا إنت بقيت نجم يا بغل والمكتب هناك مش ملاحق على المشاريع ... الريس كل ما يكلمنى بيحكيلى على شغلك
  • الريس وحشنى أوى يا إلهام ... بافكر أسافر له
  • لأ متفكرش ... هو هيقابلك هناك فى أسبانيا ... قاللى إنه رايح كمان إسبوعين وهيستنى أجازتك تخلص وتقابله .... عايزك فى موضوع ضرورى مقاليش عليه
  • ياريت يا إلهام .... لو كده هاتصل بالمكتب يبعتولى التذكرة واسافر بعد أسبوعين
  • وتسيب عروستك يا بغل
  • مانا لازم اسافر اجهز إقامتها هناك ... إنتى عارفة الشغل بالنسبة لى هنا هيبقى مستحيل
  • صحيح ... خصوصا بعد العملة اللى عملتها النهاردة ... بقيت عدوهم رسمى
وهنا تغير وجه أبو منى وبدت فى عينيه نظرة إنزعاج شديدة

  • إيه ده يا أمجد ؟ إنتوا ناويين تعيشوا برة ؟
  • أمال هنعمل إيه يا عمى ؟ شغلى هناك
  • وهتحرمنى من بنتى الوحيدة يا أمجد ؟ إحنا متفقناش على كده .... وبعدين أكيد الشركة بينى وبين إخواتى مش هتنفع تانى ... بعد اللى حصل مش ممكن هآمن لهم على تجارتى ولا على مصالحى ... وهما أكيد مش هيكملوا معايا ... أنا كنت فاكر إن إنت اللى هتقف جنبى وتساعدنى إنت ومنى
لم يحسب أمجد حساب تلك النقطة التى أثارها حماه .... فبالفعل فإن تداعيات زيجته ستنعكس أول ما تنعكس على هذا الرجل الطيب الذى كان دائما يعامله معاملة الإبن ... لكنه كعادته كان يثق فى أن الحل موجود وإن كان لا يعرفه بعد ... لكنه سيحل تلك النقطة بالتأكيد قبل سفره ولن يتهرب من مسؤليته

  • ولا يهمك ياعمى ... كل مشكلة وليها ألف حل ... ولو أمرتنى ماسافرش مش هاسافر ... مش ممكن هاحرمك من مُنى ومن وقوفها جنبك .... مصالحك هى مصالح منى .... ومُنى عندى أهم من مستقبلى نفسه
وهنا تدخلت إلهام فى الحديث

  • طب ما تشتغل معايا ياض ... الشغل فى السينما حلو وبيجيب فلوس كتير ... بدال ما بتصمم على خرسانة وطوب هتصمم على خشب .... سيبك من موضوع بتصمم مبانى تعيش سنين وكده
  • مش وقته يا إلهام دلوقتى ... أنا واثق إنها هتتحل ... طول ما مُنى جنبى عارف إن الرزق هيفتح لى بابه ... المهم أنا عايزك بكرة تقابلينا فى الشقة بتاعتى تشوفى مُنى عايزة إيه ويتعمل فى أسرع وقت ... كل اللى قدامنا 3 شهور زى ما وعدت عمى ... عايزك تستغلى كل موهبتك ومعارفك وتخليها الشقة اللى منى بتحلم بيها
  • ماشى يا عم روميو متحملش هم الشقة خالص ... هارجعهالك أحسن من ما كانت
لم يفهم حديث إلهام إلا أبو أمجد وأمجد ... فهم فقط مع إلهام يعرفون ما حدث لتلك الشقة التى كانت يوما جميلة وتحولت على إيدى رجال المقاول الكبير أبو سهام لحطام .

قطع حديثهم دخول الرقيقة مُنى تمسك بيد أم أمجد مرتدية ذلك الفستان الأسود ذو الزهور الوردية الذى يبرز جمالها ... ورغم أن منى فقدت الكثير من وزنها إلا أنها كانت متألقة الجمال بعد أن عاودتها إبتسامتها وضحكة عيناها الجميلتين

على الفور قامت إلهام لتتلقف العروس الجميلة بين يديها وهى تطلق زغرودة عالية تبعتها أم منى بأخرى أكثر صخبا والدموع تسيل من عينيها ... فهاهى أبنتها الجميلة قد أصبحت أخيرا عروساَ للشاب الذى أحبته وسيسعدها ... تشعر ريرى الآن أنها قد كفرت عن خطأها فى حق إبنتها وأقسمت ألا يكون أمجد بعدها إلا إبن ... كما كان يجب أن يكون منذ زمن طويل

أسرع أمجد لشقته ليعود حاملا جاكيت الفرو الذى اشتراه لحبيبته ويخرجه من غلافه ليضعه حول كتفى تلك الجميلة التى زادت جماله جمالا وينبهر الموجودين بسطوع جمال الرقيقة منى

  • إيه ده يا أمجد ؟ ده أكيد غالى أوى
  • مافيش حاجة تغلى عليكى ... لو كان معايا وانا راجع فلوس أكتر كنت اشتريتلك أحسن منه كمان
  • إنت برضه مش ناوى تبطل الحركة دى ... كل ما تشتريلى حاجة تشتريها بكل اللى معاك
  • مش مهم ... طالما رجعتيلى يبقى كل حاجة هترجعلى ... إيه رأيك يا عمى ؟
  • حلو أوى يابنى ... ده فى مصر يساوى ثروة
  • تصدق يا عمى إنت كده لقيت فكرة حلوة .... إيه رأيك تشتغل فى الحاجات الغالية بدال الحاجات الشعبية
  • بس يا بنى الحاجات دى مش هتتباع عندنا ... اللى بيروح بورسعيد بيدور على حاجات بسعر معقول ... ده مش هيمشى هناك
  • وليه بورسعيد؟ إيه رأيك نأجر محل هنا فى مكان راقى ... سيبنى كده أفكر وأقولك ونشوف رأيك إيه
  • ماشى يا أمجد فكر وانا معاك
كانت الساعة قد قاربت الرابعة صباحا عندما تركت أسرة أمجد شقة العروس الرقيقة ... نام الجميع إلا العاشقان ... إمتد بينهما الحوار تليفونيا حتى السادسة ولم يقطعه إلا دخول أم أمجد لغرفته

  • إنتوا لسة صاحيين بترغوا ... يابنى ناموا شوية ريحوا جسمكم .... لسة هتروحوا الشقة ويومكم امبارح كان طويل
  • لسة يا ماما .... مش عايز دقيقة واحدة تضيع بعيد عن منى ... هنفطر وبعدين ننام
  • ماشى ... هى منى طالعة دلوقتى
  • هنفطر فى البرجولة ... وحشتنى
  • طيب يا حبيبى .... صحى أخواتك يطلعوا معاك ... محدش طلع البرجولة من سنين ... هتحتاج حد يساعدك فى تجهيزها
صدم أمجد من منظر البرجولة التى كانت يوما جميلة ... لقد تآكلت أخشابها وغطاها التراب وحال لونها ... وبمساعدة أخويه أعدوها قدر المستطاع لكن أمجد أصر فى نفسه على إعادتها كما كانت ... فهى تحمل له أجمل الذكريات مع حبيبته ولن يفرط فيها

............................................................................................

فى اليوم التالى كانت المرة الأولى التى ترى فيها منى تلك الشقة التى أشتراها أمجد أول ما أشتراها لتكون مملكة تلك الأميرة الرقيقة ... بالطبع كانت الأتربة تغلف أرضيتها وحوائطها ونوافذها المحطمة وحتى تلك الحشية التى كانت يوما ما مرتبة لفراش أمجد وزوجته الجميلة سهام ... كل شئ مغطى بتراب الزمن الممزوج بظلم خفافيش الظلام الذين حولوها من عش زوجية جميل لبقعة خربة فى مبنى عامر بالسكان ... لم تصطحب مُنى أمها الحقيقية لكنها اكتفت بإصطحاب أمها الروحية وأبيها ... إستمعت إلهام لإقتراحات مُنى التى كانت تبديها بخجل واضح ... فهى تشعر فى قرارة نفسها أن تلك الشقة الخربة كانت من الممكن أن تصبح عش زوجيتها منذ زمن ... لكنها كانت سعيدة ... سعيدة بأن حلمها قد أوشك على التحقق

إنفردت إلهام بأمجد جانبا وهمست له بأنه يجب أن يوافيها بشقتها للحديث فى كل الأمور المعلقة ... فهناك زوجة أخرى وبالتأكيد فموعد الصدام قد اقترب ... وهناك ترتيبات يجب أن تجرى بخصوص عداواته مع طيور الظلام المتحكمة فى مصائر بلد يخطو بسرعة نحو الهاوية .

بمجرد عودة الجميع لشقة أمجد إنفرد أمجد بحبيبته الرقيقة فى غرفتهما ... بمجرد إغلاق الباب عليهما أحاطها بذراعيه وأندمجا فى قبلة عميقة ... قبلة إفتقداها لسنوات ... لم يبال أمجد تلك المرة بأن تعرف امه ما يفعله أو يخاف من أن يزال الروج من شفتى مُنى ... كانت القبلة عنيفة والأحتضان بتلك القوة التى تحمل حرمان سنوات من تلاصق القلبين وشعرت منى بإنتصاب زبر أمجد فرفعت جسدها كى تشعر بذلك الإنتصاب يضغط كسها فرفعها أمجد بين ذراعيه ولأول مرة تمتد يديه أسفل فستانها تتحسس جلدها وبمجرد وصول أصابعه لمؤخرتها إنفجر بركان حممها المكبوت منذ سنوات وألصقت شفتيها بشفتى أمجد بقوة لتمنع صوتها من الخروج ... فبداخلها لازالت تظن أن أم أمجد واقفة خلف الباب .

لم تكن الأم تستمع لما يجرى بين إبنها وزوجته فهى متأكدة مما يجرى بينهما وواثقة من أنهما يدخران لحظتهما للوقت المناسب لكنها أضطرت لطرق الباب لغرض آخر .... فهناك مكالمة واردة لأمجد من أسبانيا قد تكون تحمل أخبار سعيدة للزوجين ... ساعد أمجد زوجته الرقيقة لتجلس لطرف الفراش وتستند بظهرها مغمضة عيناها وبينما يخرج لتلقى المكالمة دخلت الأم لتحتضن الرقيقة منى التى غطى وجهها إحمرار الخجل وذروة الشبق التى وصلتها وتضع رأس الرقيقة على صدرها وتهمس فى أذنها

  • مالك يا بت ... عاملة كدة ليه ؟
  • مبسوطة يا ماما ... مش مصدقة إن أمجد رجعلى
  • ماهو مكانش سابك يا هبلة ... إنتوا مسبتوش بعض يوم واحد ... قلوبكم هتفضل متعلقة ببعض حتى وانتوا بعيد عن بعض
  • باحبه يا ماما ... باعشقه ... وحشتنى لمسة شفايفه وحضنه
  • يا بت عيب كده متقوليش قدامى حضنه وشفايفه ... بطلى محن ... إتكلمتوا هتعملوا إيه ؟
  • لأ ... مكانش عندنا وقت
  • آه يا مايصة
  • ونتكلم ليه فى اللى هو قرره قبل كده ... أنا معاه فى كل اللى يقول عليه .... مش ممكن اخلى حاجة تزعله تانى ... كفاية اللى حصل له بسببى قبل كده
قطع حديثهما دخول أمجد مبتسما يقفز فرحا

  • مش قولتلك يا ماما ... طالما القردة دى رجعتلى أبواب الرزق مش هلاحق عليها
  • خير يا بنى ... أنا قولتلك قبل كده إنها وش السعد عليك
  • تصميم إتطلب من المكتب إنى أنا اللى اعمله بالإسم ... مش مستنيين لما ارجع وهيبعتهولى أعمله وابعتهلهم .... هاستلم البيانات بكرة من مكتب إيبريا فى وسط البلد ... صاحب المكتب هيدينى نسبة من أتعاب التصميم لإنى فى أجازة ... يعنى مبلغ محترم يا ماما
وعادت إلى منى ذاكرة فرحتها فقفزت للتعلق برقبة أمجد مطلقة صرخة فرحتها التى غابت لسنوات كما كانا يفعلان كلما خطا أمجد خطوة جديدة فى طريق سعادتهما

  • بصى بقى ... أنا هاخلص التصميم ده وكل فلوسه هتاخديها ... عايزك تشترى بيهم كل اللى نفسك فيه ... فصلى فساتين جديدة وإشترى جزم جديدة وشنط جديدة
  • أنا مش محتاجة حاجة يا أمجد ... خلى الفلوس تنفع فى أى حاجة تانية
  • الفلوس هتبقى معاكى ... هاعمل لماما توكيل علشان لما تحبوا تسحبوا فلوس من الدفتر وانا مسافر
  • وتعملى توكيل أنا ليه يا أمجد؟ عندك مراتك إعمل لها التوكيل ... أنا مش هيبقى عندى وقت أتابع الشقة والعفش والحاجات دى
  • خلاص يا ماما ... بكرة الصبح انزل انا ومنى اعملها التوكيل وبعدين نعدى على مكتب إيبريا فى وسط البلد آخد الورق من هناك
  • ...............................................................................................
فى المساء توجه أمجد لزيارة إلهام كما اتفقا للمناقشة فى تلك الأمور الأخرى المعلقة التى لا يعرفها سواهما

  • هتعمل إيه يا عم روميو فى باقى مصايبك ؟
  • قصدك مشاكلى مع الجماعة إياهم؟ أنا هاخد مراتى ونغور من هنا ... وهناك مش هيقدروا يجوا جنبى
  • والبت الغلبانة التانية اللى معلقها بجوازتك الطين على دماغ أهلك
  • سهام ؟ مش عارف لسة
  • يعنى إيه مش عارف ؟ يعنى ناوى تطلقها ولا ناوى تنيل إيه على عين أمك
  • مش هاطلق سهام غدر بعد كل اللى شافته بسببى يا إلهام ... مش هاطلقها غير لو هيا عايزة تطلق
  • وانت فاكر إنها هتتمسك بيك يا عم شهريار بعد ما اتجوزت ؟
  • هيا لما عرفتنى كانت عارفة إنى باحب منى وكانت موافقة على على علاقتنا
  • بس هى متجوزتكش غير بعد ما سبت منى يا أمجد
  • بس أنا بأحبها
  • يعنى إيه بتحبها ؟ إنت أهبل ؟ بتحب سهام ولا بتحب منى ؟
  • باحبهم الإتنين ... سهام وقفت جنبى فى أكبر لحظات ضعفى ... سهام لما عرفتها لقيتها مش البنت الدلوعة المغرورة اللى كنت فاكرها ... سهام فضلت معايا 4 سنين مشوفتش منها غير كل حب ... وقفت قدام أبوها وكل الدنيا علشانى ... تفتكرى بعد كده ممكن أفرط فيها بسهولة كده
  • دى أنانية يا أمجد مش حب ... إنت عايز البنتين لإنك أنانى مش لإنك بتحبهم
  • لأ يا إلهام متظلمنيش ... أنا قولتلك إنى هاطلق سهام لو دى رغبتها ... لكن لو لسة عايزانى مش ممكن أفرط فيها
  • مش قادرة أفهمك يا أمجد بصراحة ومش مستوعبة اللى بتقوله ده ... على كل حال كلها كام يوم وابوها هيعرف إنك إتنيلت إتجوزت وأكيد هيقولها ... وأكيد هيا اللى هتطلب منك تبعد عنها
  • لما أسمع منها الكلام ده بنفسى هابقى أعمل اللى هيا عايزاه .... أنا على كل الأحوال مش عارف دنيتى هتمشى إزاى .... أنا لازم ارجع أسبانيا أجدد الإقامة وارتب سكن أعيش فيه مع منى ... مش هينفع تعيش معايا فى الإستوديو اللى ساكن فيه دلوقتى هناك
  • ماشى .... أنا كمان هاسافر معاك ... الريس طلب منى أقابله معاك لما ترجع ... بيقول عايزنا إحنا الإتنين فى حاجة مهمة
  • إيه هى الحاجة المهمة اللى هيعوزنا فيها الريس إحنا الإتنين
  • أكيد شغل يا ذكى ... على كل حال فكر فى موضوع شغلك معايا لو كنت هترجع مصر ... شغل الديكور هيعجبك صدقنى
  • بمناسبة الديكور .... هتبدأى شغل فى شقتى إمتى ؟
  • من بكرة يا بغل العمال هيكونوا فى الشقة ... هخلصهالك فى أقل من شهرين ... إتفقت مع مقاول هياخدها كلها مقاولة واحدة ... على ما يخلصوا تكسير أكون أنا خلصت لهم البلانات اللى هيشتغلوا عليها ... والعفش هانزل انا ومنى ننقيه أول ما أرجع من اسبانيا
  • تمام كده
  • حاول تسافر بسرعة قبل ما الجماعة يجهزولك مصيبة
  • أنا فيه شغل فريدريك باعتهولى وهيحولى فلوسه ... هاخلصه وابعتهوله واسافر ... مش هاكمل الشهر هنا
  • يبقى أحسن ... كنت سافرت عملت الشغل هناك أحسنلك ... وجودك هنا خطر عليك
  • مينفعش ... لازم أشوف ابو منى هيعمل إيه قبل ما اسافر ... بافكر فى حاجة كده
  • بتفكر فى إيه يا ناصح
  • بافكر ابعت له بضاعة من هناك .... أنا اتفقت معاه يشوف محل فى أى مول من المولات الجديدة ينفع يبيع فيه حاجات محترمة ... هابعت له الحاجة من هناك وهو عنده إذن إستيراد من الأول
  • هتبعت هدوم من أسبانيا ؟ ومين هيشتريها هنا ؟ أكيد هتبقى غالية
  • طبعا هتبقى غالية ... وعلشان كده هتتباع ... الطبقة الجديدة اللى ظهرت بتحب تشترى الحاجات الغالية دى ... عصر الإنفتاح يا بنتى ... وبعدين برضه متنسيش إنك هتنفعينا
  • هانفعك إزاى يا روح امك ؟
  • إنتى مش بتشتغلى فى السينما ؟ يعنى كام ممثلة من اللى إتعرفتى عليهم يشتروا ويظهروا باللى إشتروه هتلاقى المحل مش ملاحق
  • وانت بقى هتلاحق تبعت بضاعة تكفى لو المحل إشتغل
  • يشتغل هو بس وهتشوفى
فى اليوم التالى تسلم أمجد من مكتب الخطوط الجوية معلومات التصميم الجديد وانهى إجراءات التوكيل لزوجته وبمجرد دخوله غرفته الصغيرة مع زوجته وإعداده ترابيزة الرسم إنتابته ذكريات تصميمه الإحترافى الأول وقت أن ظلت تلك الرقيقة بجواره لساعات لم تتركه للحظة

وقفت من خلفه تراقبه وهو يقرأ بيانات المشروع ولا إراديا وجدت نفسها تقف خلفه تحيطه بذراعيها وتضع رأسها على ظهره واضعة كفيها على قلبه

  • هاروح أعملك شاى بالنعناع وآجى
  • متتأخريش ... مش هابدأ غير لما ترجعى
إستغرق أمجد فى الرسم وحبيبته تراقبه وبين وقت وآخر تطلب منه أن يستريح قليلا فتفرك ظهره بيديها بعد أن تطلب منه الجلوس ... تلك اللمسات الرقيقة التى كانت تطلق فيه روح إبداع جديدة لم يشعرها من قبل

بعد أن جاوزت الساعة منتصف الليل طرقت أم أمجد الباب عليهما

  • مُنى ... لازم تنزلى دلوقتى علشان أبوكى ميتضايقش
  • لسة مخلصناش يا ماما
  • كملوا بكرة ... مش هيحصل حاجة
لم يكن أمجد يتوقع أن ينتهى تصميمه بتلك السرعة ... فوجود حبيبته إلى جواره جعل من تدفق إبداعه سيل لا يتوقف وقبل أن ينتصف نهار اليوم التالى كان أمجد يضع الخط الأخير فى تصميمه الذى شعر بأنه أكثر تصميماته إبداعاً ... وأسرع لأقرب سنترال ليتصل بصاحب المكتب يخبره بإنتهائه من التصميم وبأنه سيسلمه لشركة الطيران غدا صباحا

لكن السيد فريدريك لم يكن مصدقا لتلك السرعة التى انتهى بها التصميم وأبلغ أمجد أنه سيتصل بشركة الطيران لترسل مندوب ليتسلم منه التصميم ويسلمه مستحقاته عن هذا التصميم ... وبالعملة الأجنبية ... أشد ما تعجب له أمجد الكلمة التى أنهى بها فريدريك الحوار ... فقد أنهاه بكلمةadios mi companero بمعنى إلى اللقاء يا شريكى ... إعتبرها أمجد تعبير عن تقدير الرجل لمجهوده ليس أكثر

إنشغل أمجد مع أبو زوجته فى الأيام التالية بتصفية شراكته مع أعمام منى وإندهش أمجد من سرعة إنهاء الإتفاق وكأن الأخوة كانوا يعدون عدتهم من قبل لتصفية تلك الشراكة .... فالأوراق جاهزة والحسابات موجودة ولكن أختهم الصغرى فاطمة وزوجها رفضا الإنضمام إلى الأخوة وفضلا أن ينضما لأبو منى فى تجارته الجديدة ... فالأخت الصغرى كانت رافضة لكل ما يفعله إخوتها بأخوهم الأكبر وما كادوا أن يفعلوه بإبنة أخيهم

  • متأكد يا أمجد إنك هتقدر تبعت حاجات تكفى المحل الجديد ؟
  • بص يا عمى ... أنا فكرتى بسيطة جدا ... أنا هابعت لك حتة واحدة من كل موديل ... ونعمل زيها ... نقلدها بالظبط .... هى المسألة بس جودة فى الفينش ... مبيخترعوش الذرة هما فى أوروبا .... حضرتك هنشوف مكان نجيب فيه كام ماكينة خياطة وكام بنت شاطرين فى المهنة وحضرتك بس هتتابعهم ... تتأكد بس من إن الفينش كويس ... وبالنسبة للقماش حضرتك موجود فى بورسعيد كل أنواع القماش المستورد ... حتى لو مش موجود ممكن أبعتهولك من هناك.... صدقنى هنكسب كتير
  • طيب والمكان .... مكان المحل اللى هنبيع فيه الحاجات الغالية دى هيكون فين
  • أنا عرفت إن فيه فى المول الكبير على النيل أصحاب محلات عايزين يأجروا محلاتهم ... قبل ما أسافر هاكون لقيت محل مناسب نأجره ... أهم حاجة بقى إن الورق والفواتير والضرايب وكل الحاجات دى تكون سليمة علشان محدش يمسك علينا حاجة
  • متقلقش يابنى ... أنا طول عمرى راجل مظبوط
فى صباح اليوم التالى لعودة أمجد للقاهرة مع أبو منى كان موعده مع مفاجأة أخرى يتحدى فيها القدر ثباته ... بمجرد دخول أمجد للمقهى وإتخاذه كرسيه المفضل إذا بشبح قديم من الماضى يطل عليه داخلآ ... إنه عزيز .... مراقبه الأول الذى جرى بينهما حديث عن صعوبات الحياة فى هذا الوطن الذى كان يوما جميلا ... وللغرابة وجد أمجد نفسه يهب مرحبا بعزيز ويحتضنه بشوق .... فهو يشعر نحو هذا الشاب بحنين ما أو بالأحرى يشعر بالشفقة عليه

  • عزيز .... لو قولتلك وحشتنى هتصدقنى
  • هاصدقك يا باشمهندس ... إنت كمان وحشتنى .. بس إنت عارف مكنتش أقدر احاول حتى أتصل بيك أو اقابلك
  • عامل إيه يا راجل ... لسة شغال مع الجماعة زى مانت
  • وهاشتغل إيه ... مافيش قدامى غيرهم
  • أقعد أقعد إنت واحشنى ... ينسون يا معلم ثابت للأستاذ ... وهاتلى الشيشة بتاعتى ... أجيبلك شيشة يا عزيز
  • لأ شيشة إيه ... إنت عايز تبوظ أخلاقى ... أنا جايلك فى موضوع مهم ومش هاقدر أستنى معاك كتير ... الجماعة عرفوا إنك رجعت وعينهم هتتحط عليك من بكرة ... خد بالك
  • أنا مش مطول هنا ... كام يوم وهاسافر تانى ... خليهم يحطوا عينهم عليا زى ماهم عايزين
  • بس المرة دى مختلفة ... خد بالك وخد مراتك وسافروا
  • مش فاهم ... إنت عرفت إزاى إنى إتجوزت ؟
  • الجماعة مستنيين تعمل فرح ... غالبا مش هتعدى على خير ... المرة دى هيبقى فيها ددمم يا أمجد
  • يعنى هيعملوا إيه ؟ هيموتونى؟ مش هتعدى بالساهل وهم أكيد عارفين كده
  • المرة دى هتبقى فرح بيبوظوه زى أى فرح ... ولو حصلك حاجة هتبقى مشاجرة والفاعل مجهول زى أى حفلة بيبوظوها
  • يا نهار إسود ؟ هم وصلت معاهم للدرجة دى
  • وأكتر ... أديك شوفت اللى عملوه فى فرج فودة ... إنت مش هتبقى أهم منه يا أمجد ... إسمع كلامى وخد مراتك وأهرب
  • مش هينفع ... فيه إلتزامات كتير هنا فى مصر
  • طيب خد بالك ... أو أجل الفرح بقدر المستطاع
  • المشكلة إن فرحى لازم يتعمل هنا .... والمصيبة إن هيكون فيه ناس كتير من البلد جايين ... ودول مبيمشوش من غير سلاح ... يعنى هتبقى مجزرة وهيتعمل تار بينهم وبين عيلة كبيرة مبتسكتش على تارها
  • باقولك إهرب يا أمجد ... ده الحل الوحيد
  • مش عارف أقولك إيه يا عزيز ... كتر خيرك ... باقولك ... أنا باعمل مشروع صغير كده فى مصر ... ما تسيبك من الجماعة دول وتيجيى تشتغل معايا
  • الجماعة دول اللى بيدخل وسطهم مبيطلعش يا أمجد ... أنا خلاص دخلت معاهم ومش هاطلع غير بالدم ... إسمع كلامى واهرب ... مبقاش فيه حاجة ممكن يخافوا منها ... أنا مش هينفع أستنى معاك أكتر من كده ... خد بالك من نفسك ... سلام يا أمجد
  • سلام يا صاحبى ... خد بالك انت من نفسك
  • بجد يا أمجد ؟ بتعتبرنى صاحبك ؟
  • صحيح يا عزيز ... أنا باعتبرك صاحبى من ساعة ما كنت ماشى ورايا ... إلى اللقاء يا عزيز ... يمكن فى يوم نقدر نتقابل ونقعد مع بعض من غير خوف
  • ماعتقدش يا أمجد اليوم ده هيجيى ... بلعوا البلد خلاص ... عن إذنك يا صاحبى
إنصرف عزيز مسرعا بعد أن تلفت حوله ليتأكد أنه ليس متبوعا ولا مراقبا وترك أمجد غاطسا فى حيرته ... فالوقت ليس لصالحه ولا يوجد من يسانده ... إستغرق أمجد فى تفكيره العميق ليفيق على يد ثابت تربت على كتفه

  • مالك يا باشمهندس ؟ الجدع ده قالك إيه خلاك مهموم كده
  • مافيش يا ثابت ... أنا رايح مشوار كده لغاية البنك أغير فلوس وارجع
  • طيب وإيه يخليك تغير الفلوس فى البنك ... ما تغيرها برة وأهو تكسب قرشين زيادة
  • إيه يا ثابت ... ليك فى العملة كمان ؟
  • هو معاك كام ؟
  • عشرتلاف ... معاك تغيرهملى وتوفر عليا المشوار؟
  • لأ كتير عليا دول ... مبلغ كبير ... بس ممكن تروح للشيخ ممدوح ... ده هيديك بريزة زيادة عن البنك ... يعنى باكو بحاله زيادة فى المبلغ اللى معاك
  • الشيخ ممدوح مين ؟ ماعرفش انا شيخ إسمه ممدوح ... وبعدين فى شيخ فى الدنيا اسمه ممدوح ... متركبش على بعضها
  • معقولة مش فاكره؟ ده صاحبك اللى كان ساكن هنا ؟
  • ممدوح ؟ البايظ ده بقى شيخ ؟
  • لأ ده أتغير خالص ... سافر أمريكا قعد هناك 3 سنين ورجع حاجة تانية خالص ... ربى دقنه وإتعدل حاله وبيساعد كل الناس ... ده حتى بيدى دروس فى الزاوية اللى أبوه بناها كل يوم تلات بليل... الناس بتروحله مخصوص
  • سافر أمريكا ورجع شيخ ؟ لا يا شيخ ؟ إنت بتهزر يا ثابت
  • صدقنى مبهزرش ... روح غير عنده الفلوس وهتشوف بنفسك .... الحاج أبوه هو أكبر تاجر عملة فى البلد دلوقتى ... ده أبوه بقى عضو مجلس شعب وعنده حصانة
  • أحا ... تاجر عملة وعضو مجلس شعب ؟ تركب إزاى دى
  • الخير اللى ابوه بيعمله فى الناس بيخليهم ينتخبوه
  • هو ممدوح ليه أخ إسمه إبراهيم؟
  • لأ دى كنية .... إسم الشيخ أبو غبراهيم دلوقتى بيهز أجدع شنب فى البلد
  • ههههههههه ... طب شنبى متهزش ليه لما قولت إسمه قدامى ... على كل حال شكرا يا ثابت ... أهو بكرة التلات ....هأجل تغيير الفلوس لغاية بكرة وأهو بالمرة أشوف الشيخ ممدوح .... أصله وحشنى العرص ... هاتلى بقى حجر حلو زيك كده وواحد شاى بالنعناع علشان فيه موضوع شاغلنى شوية
أضاءت كلمات ثابت فكرة فى عقل أمجد ... فطالما هناك ممدوح وعمل غير مشروع فبالتأكيد ممدوح اليوم أصبح جزء من دولاب الفساد الكبير وطالما سلك طريق الإمساك بآذان الناس فإذن له سطوة عند طيور الظلام ... طريق لم يكن أمجد ليسلكه لكنها قد تكون فرصة لتأمين نفسه وتأمين زوجته ... وأسرته

مساء اليوم التالى كان أمجد على باب الزاوية التى يلقى فيها الشيخ ممدوح درسه الإسبوعى ... كانت الزاوية الصغيرة شبه مزدحمة بمريدي الشيخ المزيف وكان ممدوح يجلس على كرسى مذهب فى صدارة المكان ... شق أمجد الزحام حتى وقع نظر ممدوح عليه ... ورغم إمتقاعة وجهه السريعة التى أخفاها سريعا عندما أشار له ممدوح على طرف مظروف يحمله إلا أنه تمالك نفسه سريعا حتى أنهى محاضرته بعد نصف ساعة ليقف أمجد ويتجه نحوه فيقف ممدوح ويتصنع السعادة ويحتضن أمجد فى ود مصطنع ويعرفه للجالسين على أنه صديق قديم حضر من السفر وأنه متشوق للإنفراد به لإستعادة الذكريات القديمة .

خرج ممدوح مصطحبا أمجد لمكتب صغير مجاور للزاوية وقد بدأ هدوء أمجد يثير أعصابه ... فكيف يجروء على المجئ وحيدا ليقابله وسط أنصاره ومحبيه ... لابد أنه يحمل فى جعبته شئ آخر سوى المظروف الذى يعلم جيدا ما فيه

  • خير يا أمجد ... إيه فكرك بيا ... مش إحنا خلصنا الموضوع اللى بينا من زمان
  • أعمل إيه ... كل ما أحب أغور من وشك ألاقيك قدامى
  • إنت اللى جايلى يا أمجد مش انا اللى جايلك ... إنطق عايز إيه ... والظرف اللى معاك ده جاى تهددنى بيه ليه
  • أنا جايلك فى مصلحة ... ليك و ليا .
  • إتفضل قول
  • مش هتجيبلى كوباية شاى حتى ؟ يا أخى عيب دا أنا سمعت إن أنت وابوك مغرقين الدنيا بكرمكم
  • أنا مبشربش شاى يا أمجد ... ومافيش هنا شاى ... إخلص وقول اللى عندك علشان انا معنديش وقت
  • لأ يا روح امك تفضيلى نفسك ... وتبعت أى حد يجيب كوباية شاى بالنعناع ... صدعت من هبد أمك اللى كنت بتهبده عالناس ده
  • حاضر ... هابعت أجيبلك شاى بالزفت
أراد أمجد أن تحترق أعصاب ممدوح قبل أن يبدأ حديثه ... فهو يريده فى أضعف حالاته حتى يستطيع التحكم فى الحديث

  • بص بقى يا ممدوح .... الصور اللى معايا دى أنا جاى أديهالك يمكن نسيتها ... أنت عارف إنى سايب مصر وقاعد فى أسبانيا ... وهناك بقى مقولكش على جمال إستوديوهات الطبع والتحميض ... تصدق النيجاتيف القديم اللى عدى عليه ست سنين طبعوا منه صور ... مقولكش على جودتها عاملة إزاى ... ده حتى النيجاتيف عملوا منه نسخة تانية
  • يعنى عايز إيه من الآخر ... عرفت إنك طبعت صور تانى وعندك نيجاتيف تانى ... خير
  • بص بقى .... الجماعة اللى انت بقيت منهم ناويين يأذونى .
  • وانا مالى يا أمجد ... أنا لا عايز أأذيك ولا عايز أفتكرك حتى
  • ماهى دى بقى المصلحة اللى عايزك فيها ... النيجاتيف الجديد والصور فى خزنة فى بنك فى أسبانيا ... لو حصلى حاجة الخزنة دى لازم تتفتح طبعا ... أنا شخصيا مش عارف انا شايل المفتاح فين ... لكن لو حاجة حصلتلى والمحامى جاب أمر بفتح الخزنة هيلاقوا الصور والنيجاتيف ... وانت عارف بقى .... هتبقى حكاية ويدوروا على صاحب الصور وتبقى متهم ... وانا هابقى ميت طبعا ومش هعرف ادافع عنك والجرايد هناك تنشر والناس هنا تاخد خبر وتبقى فضيحتك بجلاجل
  • صدقنى يا أمجد أنا مليش دخل بأى حد عايز يأذيك ... شوف مين عايز يأذيك وإتفاهم معاه
  • أنا شخصيا ماعرفش مين .... بس الجماعة بتوعك هم اللى هينفذوا ... من مصلحتك زى ما قولت إنى متأذيش علشان اعرف أحافظ على وعدى ليك .... ده حتى من مصلحتك إنك تحافظ على حياتى ... لو القدر كان ليه رأى تانى وخبطتنى عربية مثلا أو وقع على دماغى عمود نور إنت هتتأذى ... وانا ميرضنيش أذيتك
  • الموضوع اللى بتقول عليه ده أكبر منى ... بس ممكن أسأل وأقولك تعمل إيه
  • طالما أكبر منك يبقى تشوف حد أكبر منك أتكلم معاه ... بيقولوا الوالد عضو مجلس شعب وواصل ... أكيد هيعرف يحل الموضوع خلينى أقابله واتكلم معاه
  • تقابله ؟؟؟؟ أوعى تقوله على موضوع الصور يا أمجد
  • يعنى هو مش عارف ؟ على كل حال مش هأقوله ... خلينى أقابله على أساس إنى باشتغل برة ومعايا عملة عايز أغيرها ... أنا معايا عشرتلاف ... قوله إنى صاحبك من أيام الجامعة وابن حتتك وكده ... مصلحتك يا ممدوح إنى أفضل سليم من غير ولا خدش .... لا أنا ولا منى ولا أى حد أعرفه ... إنت عارف الشيطان شاطر
  • منى ؟ إنتوا رجعتوا لبعض ؟ أنا آخر حاجة عرفتها إن خطوبتكم إتفسخت
  • هو انت مش متابع ولا إيه ؟ معقولة متعرفش إننا كتبنا كتابنا من أكتر من عشر أيام ؟
  • يا عم صدقنى أنا لا متابعك ولا عايز أسمع أى حاجة عنك ... أحلفلك بأيه بس علشان تصدق
  • خلاص متحلفش ... هأقابل الحاج إمتى بقى ؟
  • مش عارف ... هأسأله وأقولك
  • لأ ... إخلص بسرعة أنا معنديش وقت ومسافر كمان كام يوم
  • طيب إستنى مِنى تليفون النهاردة بليل عالساعة 12 كده أكون عرفت أتكلم معاه وأقولك ... إدينى رقم تليفونك
  • هو هو رقم التليفون القديم يا ممدوح إنت نسيته ؟
  • يا سيدى بأقولك أنا نِفسى أنسى وجودك فى الدنيا من أساسه ... وبعدين إنت عمرك ما إديتنى رقم تليفونك ولا عمرى كلمتك فى التليفون أصلا
  • آه صحيح ... طيب خد رقمى أهو
عصر اليوم التالى كان أمجد يدخل من باب نفس المكتب الذى تحادث فيه مع ممدوح ليستقبله ممدوح بنفس الود المصطنع أمام عدد كبير من الجالسين فى إنتظار مقابلة الحاج عضو مجلس الشعب ليصطحبه إلى باب جانبى طرقه بإحترام ليدخل وخلفه أمجد لمكتب آخر غاية فى الفخامة يجلس خلفه رجل ضخم الجثة لكن ملامحه هى هى نفس ملامحهم ... الذقن المحناة والشارب الحليق وتلك الإبتسامة الصفراء التى يكرهها أمجد ويجلس على كرسى آخر على الطرف الآخر من المكتب رجل آخر بنفس الملامح على وجهه نفس الإبتسامة السمجة الصفراء

  • إتفضل يا باشمهندس .... شرفتنا ... ممدوح قاللى إنك صاحبه من زمان وإنك ليه عنده جميل عايز يردهولك ... إتفضل أقعد
جلس أمجد بعد أن صافح يد الحاج الكبير وحرص على أن تكون مصافحته بمنتهى القوة

  • أهلا بيك يا حاج ... أنا هادخل فى الموضوع فورا لإن واضح إنك مشغول .
  • إتفضل
  • الحقيقة يا حاج فيه ناس تبعكم مش ناويين لى على خير ... معرفش ليه ... وطبعا أنا مش عايز أدخل فى مشاكل مع حد ... فياريت لو حضرتك تساعدنى فى الموضوع ده أكون شاكر ليك جدا
وهنا ناول الجالس على الطرف الآخر من المجلس الحاج الكبير ملف به بعض الأوراق إستغرق الحاج فى قرائتها لبعض الوقت وعلت وجهه تلك المرة إبتسامة بدت حقيقية وليست تلك الصفراء المصطنعة

  • هو أنت بقى اللى اتجوزت البنت اللى كان نور عايز يتجوزها ... حد يعمل كده يا راجل
  • يا حاج أنا إتجوزت خطيبتى اللى كنت خاطبها قبل ما نور ده يعرفها ... يعنى هو اللى اتعدى عليا مش انا اللى اتعديت عليها
وهنا تدخل ممدوح فى الحديث بهدوء شديد وهو مالم يكن أمجد يتوقعه

  • فعلا يا شيخنا .... أمجد كان خاطب مُنى من زمان وموعودين لبعض من وهما لسة عيال ... وانا أشهد على كده
  • بس إنتوا كنتوا سيبتوا بعض يا أمجد .... والحاج نور متعداش عليك لما راح خطبها
  • خطبها غصب عنها ... ولو كانت موافقة عالخطوبة دى مكانتش سابته أول ما شافتنى ِرجعت من السفر
  • بس برضه يا ابنى مكانش يصح الطريقة اللى عملتها دى ... تبوظ فرحة الراجل يوم دخلته
  • وهو مستنى دخلة ولا خارجة ... ماهو كل كام شهر بيتجوز ويطلق ... مجتش على دى يعنى
  • بس يا باشمهندس إنت عامل عداوة بينا وبينك من أيام ما كنت طالب ... الورق اللى قدامى بيقول كده
  • أنا لا عملت عداوة ولا فبالى عداوة مع حد ... أنا بس دماغى غير دماغهم ومبحبش حد يركب دماغى ... أنا راجل صعيدى ودمى حامى ومبحبش حد يمشينى ... وبعدين فين العداوة دى ... أدينى جيتلك وباطلب منك خدمة ... لو فيه عداوة كنت هاجى لغاية عندك ؟
  • طيب قولى المقاول الكبير كان عايز يعرف أخبارك ليه ؟ خدت منه مرة هو كمان
  • يا حاج آخد منه إيه بس ... هو فين وانا فين ... كانت مشكلة بينه وبين الدكتور إبراهيم فى الشغل وخدنى فى رجليه
  • مش مصدقك يا أمجد بس هامشيها بمزاجى ... إنت واضح إنك شاب جرئ وعجبانى جرأتك ... إيه رأيك تبقى معانا ومحدش هيقدر يبصلك تانى
  • يا حاج أنا لسة قايلك دماغى غير دماغكم ... وبعدين أنا راجل باحب الفرفشة وباشرب خمرة وبتاع نسوان ... يعنى ينفع أشتغل معاكم وانا خمورجى ونسوانجى ؟
  • وانطلق الحاج الكبير فى ضحكة مقهقهة تلك المرة حتى دمعت عيناه
  • خمورجى ونسوانجى ؟ بس الورق اللى قدامى مبيقولش كده .
  • ماهو مش كل حاجة مكتوبة عندك يا حاج ... حتى أسأل اللى كانوا ماشيين ورايا لما كنت باحب أزوغ منهم كنت بازوغ إزاى
  • قصدك الواد عزيز اللى كنت بتهرب منه كل ما تحب وفى الآخر بقى صاحبك وبيقعد معاك عالقهوة
وهنا فوجئ أمجد بما قاله الحاج عن عزيز ... آه يا ولاد الكلاااااااب ... عندكوا جهاز مخابرات خاص بيكو ... حتى بتراقبوا بعض ... تمالك أمجد نفسه سريعا حتى لا يظهر بمظهر ضعف أمام هذا الذئب اللئيم

  • ماله عزيز ... راجل محترم وعمل اللى عليه ... وحتى اللى كان بيمشى ورايا بعده كنت بالعب بيه وأفسحه زى مانا عايز وأزوغ منه وقت ما أحب ... فياريت متحملوش عزيز الذنب ومتأذوهوش .
  • متخافش معملناش فيه حاجة ... إحنا قرصنا ودنه بس علشان يبقى ياخد باله من شغله
  • مش مشكلتى عزيز دلوقتى ... راجلكم وانتوا حرين معاه ... أنا جاى اتكلم عن نفسى ... وبعدين فيه حاجة مهمة ... إنت عارف إن أهلى صعايدة والفرح اللى عايزين تبوظوه هيكونوا موجودين ودول مبيتحركوش من غير سلاح ... والمعازيم هيكون فيهم ظباط جيش كتير ... يعنى لو رجالتكم حاولوا يعملوا حاجة هتبقى مجزرة ... ولو واحد من ظباط الجيش دول أتخدش هتبقى مشكلتكم مع الجيش ومع الصعايدة ... ليه بقى ندخل بعض فى مشاكل ممكن نتجنبها .... طبعا ده مش تهديد ولا حاجة ... لكن بس شرح للمشكلة اللى ممكن كلنا نتورط فيها من غير داعى
  • وانت عرفت منين إن فيه ناس هتبوظ فرحك؟
  • يا حاج مافيش حاجة بتستخبى ... وانا برضه عندى دماغ بتفكر وباقدر اتوقع اللى هيحصل
  • بس ده مش توقع ... ده كده حد قالك معلومة ... بس صدقنى دى أوهام ... هو فرحك ده إمتى ؟
  • لسة محددتش المعاد بالظبط ... لما أحدده هابقى أعزم حضرتك بالتأكيد ... ده لو هتوافق طبعا ... بس طبعا ده هيبقى فرح مش زى أفراحكم ... يعنى هتبقى فيه رقاصة ومغنيين وكده
  • هههههههه يعنى بالعربى هتعزمنى ومش عايزنى آجى .... مش بأقولك جرئ ودماغك حلوة .... طب خلاص يا سى أمجد ...إعتبر إن فرحك هيتم على خير وكمان تحت حمايتى ... ومحدش من ناحيتنا هيقرب ناحيتك .... مبسوط يا سيدى؟ نتكلم بقى فى الشغل
  • شغل إيه حضرتك ؟ ما قولت لحضرتك إنى خمورجى ونسوانجى ومينفعش أشتغل معاكم
  • يا ولا ... إنت هتعمل عبيط ... مش ٍإنت قلت لممدوح إن معاك عملة وعايز تغيرها
  • آه يا حاج لا مؤاخذة نسيت ... معايا مبلغ صغير كده ... عشرتلاف ... قالوا لى إنكم بتكرموا معارفكم وبتغيروا أغلى من البنك
  • ياسلام ... عنينا ليك يا هندسة...بس عشرتلاف مبلغ مش قليل ...جبته منين؟
  • يا حاج مش باشتغل فى أوروبا وكده ..أكيد انت عارف
  • طيب قولى بتكسب حلو هناك
  • مستورة يا حاج وباكسب كويس
  • طيب أنا باغير بعشرة قروش أكتر من البنك وعلشان خاطرك هاديك خمستاشر إيه رأيك مبسوط
  • كتر خيرك يا حاج ... بس الكرم ده ليه سبب أكيد
  • هأقولك عالسبب هات فلوسك الأول أغيرهالك
بعدما تناول الرجل رزمة النقود من أمجد وأعطاه ما يقابلها بالعملة المصرية عد خمس ورقات من المبلغ الذى أعطاه له أمجد ومد يده بها تجاهه

  • إيه دول يا حاج ؟
  • دول تعتبرهم نقوطك طالما مش عايزنى أحضر فرحك ... من الآخر كده إنت هتشتغل معانا ... واعتبرها خدمة قصاد خدمة
  • مانا قولتلك يا حاج منفعش أشتغل معاكم
  • باقولك إيه ... إنت فاكر كل اللى معانا زينا كده بيلبسوا جلالايب وبيربوا دقنهم ... كل الكبار اللى فى البلد بيشتغلوا معانا ولينا مصالح مع بعض وكلهم يا إما خمورجى يا إما نسوانجى يا إما الإتنين... إنت هتعملنا خدمة وهتستفيد منها
  • أسمع الأول أشوف هانفع ولا لأ
  • هتنفع ومش هتعمل حاجة ضد القانون ولا حد هيقدر يفتح بوقه معاك ... إنت هتاخد ال 500 دول تفتح بيهم حساب فى فرع البنك الأجنبى اللى فاتح جديد فى وسط البلد ... هتعمل الحساب بالباسبور بتاعك مش بالبطاقة ... البنك ده ليه فروع فى أسبانيا هتعمل حساب تانى هناك بنفس الباسبور ... تحويل الفلوس بين الحسابين هتبقى عمولته شبه معدومة
  • طيب وحضرتك بقى هتحتاج الحسابين دول فى إيه
  • حاجة بسيطة خالص ... الناس اللى شغالة فى أوروبا هتحول فلوسها اللى بالعملة الأجنبية على حسابك هناك وأهاليهم هيستلموها هنا بالجنيه وانت تحول الفلوس دى على حسابك اللى هنا ... وأحيانا هنطلب منك تحول فلوس من حسابك اللى هناك لحسابات تانية فى أوروبا أو أمريكا
  • طيب وهاعمل إيه بفلوس الناس اللى هتتحول على حسابى اللى هنا ؟
  • هتحولها هنا لحسابات تانية تبعنا ... وهتاخد عمولة كويسة
  • وانتوا هتعرفوا منين إتحول لحسابى كام ؟ مش يمكن أغالطكم فى الحساب ولا حاجة
  • هههههههه لأ متخافش إحنا واثقين فيك ... وبعدين كل واحد بيحول لحسابك فلوس هيبعتلنا صورة للتحويل أو الإيداع فى حسابك لو هو فى أسبانيا
  • هيبعتهالكم إزاى ؟ دى البوسطة تاخد لها إسبوعين على ما الجواب بيوصل من أسبانيا لهنا ... يعنى يحول فلوسه على هنا أسرع
  • بالفاكس يا أمجد ... هيبعتلنا صورة التحويل عالفاكس ... إيه مسمعتش عنه
  • سمعت عنه لكن ماعرفش إنه وصل مصر ولا إنه بيشتغل على الخطوط اللى هنا
  • لأ يا سيدى وصل وبيشتغل
  • بس ده مافيهوش حاجة غلط يا حاج ؟
  • متخافش ... مفيهاش أى حاجة غلط ... وطبعا مش هنشترى بيها سلاح ولا حاجة من الأفكار الغلط اللى انت واخدها عننا دى ... ده حتى ساعات الحكومة بتلجأ لنا وتاخد مننا الفلوس الأجنبى دى تمشى بيها حال البلد ... يعنى انت بتخدم البلد بالطريقة دى ..... بكرة أول ما تروح البنك تسأل عالأستاذ **** هو هيخلصلك كل حاجة ... أنا هاكون مديه خبر
  • ماشى يا حاج .... كده إتفقنا على كل حاجة .... حضرتك هتمنع عنى الأذى وأنا هأساعدك فى الشغلانة البسيطة دى وكلنا هنستفيد ... أستأذن أنا بقى أخدت من وقتك كتير
  • مع السلامة يا أمجد
  • وبالنسبة للناس اللى ماشية ورايا مافيش داعى يتعبوا نفسهم زى ما أتفقنا لأنى وقت ما أحب أزوغ منهم هزوغ
  • من دلوقتى محدش هيمشى وراك ... أنا أديتك كلمتى خلاص ... متقلقش
كان إتخاذ أمجد لمثل هذا القرار سريعا مخاطره ... إنه سيلعب مع الشيطان شخصيا ... هو يعرف أنهم لا عهد لهم ولا ذمة معه ... فهم يعتبرونه فاسق أو كافر ... لكنها الضرورات التى تستوجب المغامرة .

بمجرد خروج أمجد من مكتب الشيطان عرف أنه متبوعا ... وقبل أن يصل لسيارة والده القديمة قرر إرسال رسالة صغيرة سيفهمونها بالتأكيد ... فالحاج الكبير هو أكثر من قابلهم منهم ذكاء وسيفهم تلك الرسالة بالتأكيد .

كان المراقب تلك المرة أكثر براعة وتدريبا فى المراقبة ... لكن حواس أمجد التى أكتسبها فى فترة تجنيده لا زالت كما هى مرهفة ... وكما إعتاد الإختفاء فى اللا مكان إختفى فى الزحام وظل يراقب مراقبه لدقائق وهو يتلفت باحثا عنه ليظهر بجواره راسما على وجهه إبتسامة صفراء

  • أنا مروح ... تحب أوصلك معايا يا شيخ ؟
وامتقع وجه الرجل الذى لم يكن يتوقع تلك الكفاءة من أمجد ولم يجد ما يقوله

  • لا شكرا ... معايا عربية
  • طيب وفر البنزين بقى ومتجيش ورايا ... أنا مش رايح حتة غير البيت .... ومتنساش تسلملى على الشيخ أبو إبراهيم
  • ..................................................................
عندما دخل أمجد من باب شقته وجد أمامه المنظر الذى أفتقده لسنوات ... حبيبته الرقيقة منى تجلس مستكينة فى حضن أمه واضعة رأسها على صدرها

  • إيه يا حضرة الناظرة .... نزرع لكم شجرة لمون فى الصالة تقعدوا تحتها ... أنا باغير على مراتى على فكرة
  • بس يا حمار إنت ... خد مراتك أهى ماخدتش منها حتة
  • طيب عادى يعنى ممكن نبوس ونحضن قدامك طالما هيا مراتى
  • هاقوم أضربك بالشبشب يا سافل ... خد مراتك وشوف عايز تقولها إيه وأخلص ... ومن غير قلة أدب .... أبوك جوة
  • طيب هاخش اسلم عليه ... إسبقينى يا مُنى على أوضتنا
بمجرد إغلاق أمجد باب غرفته خلفه بعد دخوله لم يترك ثانية لتضيع قبل أن يحتضن حبيبته ويغوصا فى قبلة عميقة تحسسس أمجد فيها أثناء إشتباك شفاههما كل جسدها الذى بدأت تعود إليه نضارته وجماله القديم وقد إعتاد وأعتادت على أن يرفع لها فستانها ليتحسس جسدها دون أن تحول ملابسها بينه وبين أصابعه لكنه فى هذه المرة ... ولأول مرة يدخل يده أسفل كيلوتها الصغير ليتحسس الشق الجميل بين فلقتيها الرائعتين .

إستسلمت منى للمساته وقد إرتفع تنفسها فهى المرة الأولى فى حياتها التى تصل أصابعه لتلك النقطة ولأول مرة فى حياتها تلمس أصابعه فتحة شرجها البكر. بل هى المرة الأولى منذ أن وعت على الدنيا التى تصل أصابع غير أصابعها لذلك المكان ولم تكن تتوقع أن اللمسة لذلك المكان من الممكن أن تثير بداخلها ذلك الشعور الذى أجتاح جسدها وذلك الخدر الذى شعرت به فى ساقيها فرفعت ساقيها لتلفهما حول خصر حبيبها وزوجها ولم يعد يفصل بين كسها وبين جسده إلا هذا الكيلوت الصغير ولم يتمالك أمجد نفسه وأنحنى بجسده ليضعها على طرف الفراش ويضغط بزبره على كسها البكرمن فوق ذلك الحاجز الرقيق بينهما فلم تتمالك نفسها وندت عنها آهة شبقة وهى تقذف بمائها فسارع أمجد بوضع شفتيه على فمها ليمنعها من التمادى فى صوتها لكنه فشل .

كانت أم أمجد جالسة فى مجلسها عندما سمعت تلك الآهة فأسرعت لباب الغرفة وطرقته فهى لا تعلم مدى ما وصل إليه الحبيبان وتخشى أن يتعجلا ما لم يحن وقته

  • أمجد لِم نفسك أبوك جوة
  • حاضر يا ماما ... متخافيش محصلش حاجة ... منى درج المكتب قفل على صباعها
  • صباعها يا ممحون ... تعالى يا بت يا منى عايزين نعمل صينية كنافة
  • كنافة إيه دلوقتى يا ماما .... لسة بدرى على رمضان ....عشر دقايق وهتخرجلك
كانت منى جالسة على حافة الفراش تحاول إلتقاط أنفاسها وإبتسامة جميلة تملأ وجهها المتورد وهى تنظر لوجه حبيبها بحب

  • عاجبك كده ... أهى سمعت وهتسمعَنى كلمتين دلوقت
  • مانتى اللى صوتك عالى ... وبعدين إنتى مراتى يعنى من حقنا ... المهم ... خدى الفلوس دى ... عايزك تشترى بيها فساتين جديدة ... وإلهام وهيا نازلة هابعت لك معاها فساتين تانية ... تخلى أبوكى يقلدها وتاخديهم إنتى
عندما أخرج أمجد رزم الأوراق المالية التى تسلمها من الحاج الكبير نظرت منى بإندهاش لأمجد

  • كل الفلوس دى أشترى بيها فساتين ... غير اللى هتبعتهم مع إلهام .... إنت مجنون يا أمجد ؟ إنت مش مليونير يا حبيبى علشان تشتريلى بكل الفلوس دى هدوم
  • لو معايا قدهم عشر مرات كمان مش خسارة فيكى ... لازم تبقى أشيك بنت فى البلد كلها
  • لأ يا أمجد بلاش جنان ... لما أحتاج حاجة هابقى آخد منهم ... أنا هافصل فساتين عند الخياطة اللى فى وسط البلد زى ما كنت ... وانت عودتنى إن هدومى تبقى متفصلة ليا مخصوص ... لو الموديلات اللى هناك عجبتك هبقى أفصل زيهم
  • خلاص ... حطى الفلوس فى الدرج ووقت ما تعوزى تاخدى منها حاجة أهى موجودة عندك .... ومعاكى كمان التوكيل لو إحتاجتى فلوس إسحبى من الدفتر
  • خلاص .... سيبنى بقى ماما واقفة ورا الباب
  • طب هاتى بوسة قبل ما تخرجى
  • توء .... أمك برة
إحتضن أمجد حبيبته وقبل أن يهم بتقبيلها أتاهم صوت أمه من الخارج

  • يلا يا مُنى ... مش وقته
خرجت منى سريعا وقابلتها أم أمجد على الباب بضربة رقيقة على مؤخرتها

  • يا بت بلاش مياصة ... أهدوا شوية ... يوم صباحيتكم لازم أبوكى وأمك يشوفوا المنديل عليه ددمم... مش عايزين فضايح ... إسبقينى عالمطبخ يا مايصة
  • يا ماما ماهو قالك الدرج قفل على صباعى
  • الدرج برضه اللى قفل على صباعك يا ممحونة ... إجرى يا بت عالمطبخ


  • مستريحة كده يا حضرة الناظرة ... الواحد مش عارف يقعد مع مراته شوية
  • لما تبقوا تروحوا بيتكم يا ممحون ... مينفعش كده ... إتعدل وهدى نفسك وإلا أقسم إن مافيش قفل باب عليكم تانى لغاية ما تتنيلوا تدخلوا
  • يا ماما قلت لك الدرج قفل على صباعها
  • لا يا شيخ ؟ هبلة انا مش هاعرف صوت الدرج من صوت مياصتكم
  • نفسى أعرف الردار اللى مركباه فى ودانك جيباه منين
..............................................................................


عندما أنتهى ذلك اليوم وتركت منى حبيبها لتعود لشقتها لم يستطع أمجد التوقف عن التفكير فيما دار بينه وبين ذلك الشيخ .... فبداخله هو يعلم أن ما اتفق عليه معه مخالف لكل ما تربى عليه وبأن تلك الأموال التى سيساعدهم فى دخولها لمصر لن تستخدم فى خير ... لم يكن هناك من يستطيع أن يبوح له بالسر أو يأخذ رأيه ... لم يكن يستطيع إبلاغ السلطات فحتى الآن لم يحدث ما يبلغ عنه ... كانت الأفكار تطن فى رأسه لكنه كعادته قرر المضى فى المغامرة بعد أن إستقر أخيرا على قرار ما ... فلتكن وجهته للجهة الوحيدة التى يثق بها ... وهناك سيعرف ما يجب عليه أن يفعله فى ذلك الإختبار الذى وضعه فيه القدر

فى الصباح التالى كان أمجد فى طريقه لفرع البنك و كالعادة عرف أنه مراقب وترك الفرصة لمراقبه كى يتبعه حتى فرع البنك حتى أنه دخل وراءه البنك بعد أن تم تحذيره من مهارة أمجد فى الإفلات من المراقبة وبعد خروجه من البنك تعمد أن يرهق مراقبه بالمشى لأطول فترة ممكنة قبل أن يختفى من أمامه ويراقبه وهو يتلفت حوله بحثا عن طريدته وسط زحام وسط القاهرة ويتجه بعدها مباشرة للمكان الذى قد يجد فيه إجابة عن تساؤلاته ... ذلك المبنى الكبير الذى سبق له دخوله قبل نهاية خدمته العسكرية ليطلب مقابلة نفس الضابط الذى قابله فى المرة الأخيرة .

تلك المرة لم يحيى أمجد الضابط التحية العسكرية فهو الآن مدنى لا يحق له آدائها لكنه مد له يد محييا إياه وشد على يد بشوق حنينه لرائحة البارود المختلطة برائحة التراب الممزوج بالعرق

  • إزيك يا أمجد ... عامل إيه يا باشمهندس
  • إزى حضرتك يا فندم ... كويس إنك لسة فاكرنى
  • طبعا لسة فاكرك ... خير فيه حاجة تانى حصلت بخصوص موضوعك القديم ؟
  • لأ حضرتك ... موضوع جديد
  • موضوع إيه يا أمجد ؟ إحكيلى
قص أمجد على الضابط تفاصيل ما حدث بينه وبين الشيخ أبو إبراهيم بعدما أبلغ الضابط بتحذير عزيز له ... وبعد أن أستمع الضابط بإهتمام رفع حاجبيه وهو ينظر لأمجد نظرة إعتذار

  • للأسف يا أمجد الموضوع ده مينفعش نتدخل فيه ... أى حاجة برة الجيش ممنوع نتدخل فيها
  • ماهى الفلوس دى حضرتك مش هيدخلوها مصر يعملوا بيها أعمال خيرية مثلا ... أكيد هيعملوا بيها مصيبة .
  • مانا عارف ... لكن الموضوع خارج تخصصنا ... إستنانى خمس دقايق هاعمل تليفون وأجيلك
عاد الضابط بعد دقائق ليجد أمجد يكاد ينهشه القلق بعدما ظن أنه لا فكاك من الفخ الذى وقع فيه وأنه سيصبح شريكا فى جريمة من جرائم طيور الظلام التى عششت فى كل أنحاء ذلك الوطن المسكين المنكوب بجهل معظم سكانه وأنقيادهم لذلك التيار المظلم الذى يقودهم من آذانهم لمصير محتوم

  • بص يا أمجد ... أنا اتصلت لك بالناس فى الجهاز الكبير ... إهتموا بالموضوع وطلبوا إنك تروحلهم دلوقتى ... فيه عربية هتاخدك دلوقتى توديك هناك وتحكيلهم كل اللى حكيتهولى
إنطلقت سيارة صغيرة بأمجد لتوصله للجهاز الأكبر ولم يستغرق الأمر إلا دقائق ليجد أمجد نفسه جالسا أمام رجل تبدو على وجهه هيبة شديدة وهدوء أشد وبعد أن قص أمجد عليه القصة من أولها لآخرها بما فيها التهديد الذى أضطر بسببه للجوء للشيخ أبو إبراهيم ... بهدوء شديد تكلم الرجل الجالس خلف المكتب

  • بص يا باشمهندس .... اللى هتعمله مفيهوش مخالفة للقانون الحالى ... هو مجرد تحايل عالقانون
  • ماهو زى ما كنت باقول لحضرة الظابط هناك الفلوس دى مش هيعملوا بيها أعمال خيرية ... أكيد هيعملوا بيها مصيبة
  • بالظبط كده ... وعلشان كده إحنا طلبنا إنك تجيلنا هنا ... طبعا طالما جيت لغاية عندنا يبقى عندك إستعداد تتعاون معانا
  • طبعا ... أنا تحت أمركم
  • إنت هتعمل كل اللى قالولك عليه بالظبط ... مش مهم مين هيحولك فلوس هناك لإنهم غالبا ناس بتشتغل فى أوروبا وعايزة تزود قرشين تلاتة يبعتوهم لأهلهم هنا ...إلا لو إتحول لحسابك مبلغ كبير طبعا يبقى ده عليه علامة إستفهام
  • تمام ... والمطلوب منى إيه ؟
  • المطلوب منك بقى الناس اللى انت هتحولها الفلوس دى هنا .... والأهم منهم لو طلبوا تحول فلوس لحسابات تانية فى أوروبا أو أمريكا... أرقام حساباتهم والمبالغ اللى حولتها ليهم وأسماءهم لو عرفتها وتواريخ التحويل ... وكذلك أرقام الحسابات اللى بتحول مبالغ كبيرة
  • تمام ... وهابلغكم إزاى ؟
  • إنت طبيعى فى أسبانيا إنك بتروح السفارة تسجل نفسك هناك ... لما تروح السفارة المرة الجاية تطلب تقابل مسؤل الأمن فى السفارة ... هاقولك إسمه ... هو هيكون عنده خبر وهيقابلك ... إنت مسافر إمتى
  • كمان إسبوعين
  • قبل ما تسافر بيومين إتصل بيا ... هاديك رقم تليفونى هنا ... لو ملقتنيش سيبلى خبر إنك مسافر يوم كذا وانا هاتصل بيك قبل ما تسافر
  • شكرا يا فندم ... استأذن أنا بقى علشان زمان الجماعة اللى بيراقبونى قلقانين عليا ... أنا كده مختفى عنهم من وقت طويل
  • ههههههههههه ... خايف على قلق اللى بيراقبوك ... قلبك كبير
  • لا كبير ولا صغير ... أنا بس مش عايزهم يغيروا الرجالة اللى بتراقبنى ... إتعودت عليهم خلاص
  • ماشى يا أمجد ... مع السلامة وخد بالك من نفسك ... ومتزعلش لإننا إحنا كمان هنراقبك ... ونراقب اللى بيراقبوك
  • لأ مش هازعل ... تقريبا كده بقيت باقلق لما اكون فى مصر ومش متراقب
  • ههههههههه ... باين عليك مشكلة يا أمجد ... خد بالك من نفسك ... إحنا ما صدقنا نلاقى حد يدخلنا وسطهم ... هابعت معاك عربية توصلك لغاية البيت
  • لأ عربية إيه .... هما عادة لما باهرب منهم بيستنونى عند البيت ... مينفعش يلاقونى نازل من عربية ميعرفوش بتاعت مين
  • متخافش ... اللى هيوصلك عربية تاكسى ... ومتنساش تحاسبه قبل ماتنزل
  • هههههه تمام حضرتك ... هاحاسبه واديله بقشيش كمان
عندما غادر أمجد المبنى الكبير كان يشعر بانه قد أزاح عن صدره حجر ثقيل يرقد على أنفاسه ... وبمجرد وصوله لشقته أسرع بالإتصال بحبيبته ... فقد إفتقد وجودها لساعات

  • وحشتينى يا حبيبتى ... عايزك فى حاجة مهمة ... إطلعيلى
  • لا يا خويا ... أطلعلك وامك ترجع من المدرسة تلاقينى معاك لوحدنا فى الشقة ... كفاية الكلام اللى سمعته منها إمبارح
  • يا بت إنتى مراتى ... تسمعك كلمتين إيه بس ... طيب اطلعى شوية وانزلى قبل ما تيجى
  • أمك قالت لما نبقى نروح بيتنا ... وانت عارف امك بتعرف كل حاجة لوحدها
  • يووووووه بقى ... طب إنتى وحشانى دلوقتى ... أعمل إيه ... أنزلك انا
  • لأ يا أمجد متنزلش لو سمحت
كانت الحدة التى نطقت بها منى الجملة الأخيرة إنذار شديد لأمجد بأنها لم تسامح أمها بعد ولا زال يداخلها شئ ما ناحيتها ... ولم يرد أمجد الضغط على منى حتى لا يزيد جرحها إيلاما

  • طيب إطلعى نقعد فى البرجولة .... أهى إتصلحت ورجعت أحسن من الأول ... حتى نسقى الزرع اللى جبته حواليها سوا
  • خلاص ... هاغير وأقابلك فوق ... عشر دقايق واكون عندك يا حبيبى
  • آآآآآآآآآه ... قوليها تانى كده
  • يا ح ب ي ب ى
مرت الأيام سريعا وأوشكت الإجازة على الإنتهاء وكان على أمجد التوجه لشركة الطيران لإستلام تذكرته وصاحبته إلهام لتسلم تذكرتها ودهش أمجد عندما وجد تذكرته التى حجزها له المكتب تذكرة بالدرجة الأولى وليست الدرجة السياحية كالمعتاد

  • هما غلطوا ولا إيه ؟ تذكرة فرست كلاس؟ لا يخصموا منى فرق التذكرة لما أروحلهم
  • ياض إنت مسافر مع إلهام شخصيا ... وانا مبسافرش غير فرست ... عد الجمايل بقى يا بغل
  • ............................................................ ................
وأتى يوم الرحيل ... لم تتمالك منى نفسها من البكاء فى حضن حبيبها الذى افتقدته لسنوات ... وهاهى ستحرم منه مرة أخرى ... لم تستطع الرقيقة منى أن تتجاوز إحساسها بأنها ستفتقد شعورها بالأمان مرة أخرى ... لقد أصبح شعورها بالأمان مرتبط بوجود فارسها قربها

  • خلاص بقى يامنى بطلى عياط .... وإلا أقسم إلغى سفرى وأقعد جنبك
  • مش قادرة يا أمجد ... مش عارفة هاقدر اعيش ازاى وانت مش موجود
  • يا بت كلها شهرين وارجعلك ونعيش فى بيتنا ... مش عايز ارجع الاقيكى خاسة ووشك اصفر ... فاكرة يا بت يوم ما أمى قفشتنا وانا بافرجك البيبى دول
وانفرجت شفتا الرقيقة بإبتسامة جميلة بين دموعها

  • آه فاكرة ... وده يوم يتنسى
  • أهو انا بقى عايز جسمك يرجع زى ما كان علشان أشوفك وانتى لبساه
  • ده وقته ؟ إنت مسافر وانا باعيط ومش قادر تبطل سفالة
  • يا حبيبتى راجعلك ... وهاتصل بيكى كل يوم ... متقلقيش ... مش عايز اسافر وانتى كده بتعيطى
  • حاضر يا أمجد ... خد بالك من نفسك
كان الإحتضان الأخير قويا لدرجة لم يعاينها الحبيبين من قبل ... وكأن أمجد كان يريد أن يدخلها لقفصه الصدرى ... وكانت تريد أن تدخله ... لكان طرقات خفيفة على باب غرفتهما أوقفت هذا السيل من المشاعر وخرج الحبيبان وهما يمسحان دمعهما

كانت إلهام منتظرة بالخارج مع أم أمجد وأبيه ... كعادة أمجد لا يحب أن يصطحب أحبائه لوداعه فهو يكره لحظات الوداع ... إحتضن أبيه وأمه وإخوته وحماه

  • خلاص يا عمى إلهام وهى نازلة هتجيب معاها شوية موديلات زى ما إتفقنا ... وانا هاشحن الباقى على بورسعيد فى أقرب وقت ... شد حيلك يا عمى ... عايزين نعمل الإفتتاح بمجرد ما أرجع ... علشان يبقى الفرح فرحين
  • متقلقش يابنى ... كل حاجة هتبقى تمام
  • وإنتى يا ماما خدى بالك من القردة الحلوة مراتى دى ... مش عايز ارجع ألاقيها خست ووشها اصفر زى المرة اللى فاتت
  • متخافش عليها يا أمجد
  • وإنتى يا منى ... خدى بالك من الزرع اللى عالبرجولا ... على ما ارجع هيكون كبر وزهر
  • متخفش يا حبيبى
إحتضن أمجد أباه لمرة أخيرة حضن طويل أودعه فيه مدى حبه وتقديره لكل ما تحمله من حماقاته هامسا فى أذنه

  • أشوف وشك بخير يا بابا ... كل دول وانا معاهم أمانة فى رقبتك شايلها طول السنين
كادت الدموع ان تطفر من عينى إلهام التى تتصنع القوة لكنها أخفتها سريعا

  • ياللا بقى يا عم روميو ... الليموزين اللى جاية بيه مستنى تحت بقاله نص ساعة ... فين شنطتك
  • شنطة إيه ... أنا هدومى كلها اصلا هناك ... جيت بطولى من غير شنط
  • لأ ناصح ... ياللا بينا بقى
أبدل أمجد الخمسة آلاف جنيه التى حملها معه لجنيهات إسترلينية قبل صعوده الطائرة وأستقر فى كرسيه بجوار إلهام

  • فيه خبر ليك مردتش أقولهولك وإحنا فى بيتكم
  • خير ... خبر حلو زيك كده ولا خبر مهبب
  • بصراحة معرفش هو حلو زيى ولا مهبب زى وشك ... سهام وأبوها هايقابلونا فى أسبانيا ... هم وصلوا هناك من يومين وابوها عايز يقابلك
  • بجد يا إلهام ؟ بتتكلمى جد ؟ أخيرا هشوف سهام
  • يخربيتك وبيت أهلك ... إيه السعادة اللى نطت على خلقتك دى أول ما سمعت الخبر ... يا منيل باقولك سهام وابوها هناك وعرفوا انك كتبت كتابك على منى ... يعنى هتبقى مقابلة زى الطين على دماغك ... البت عايزة تطلق
  • إنتى سمعتى منها بنفسك الكلام ده ؟ هى قالتلك إنها عايزة تطلق
  • لأ ... بس ابوها قاللى ... وأكيد هى مش هتوافق إنها تكمل معاك بعد ما إتنيلت إتجوزت
  • لو هى عايزة تطلق بجد مش هاظلمها معايا ... لكن لو عايزة تكمل معايا واتجوزها رسمى مش ممكن افرط فيها
  • ياض إنت حمار ... تكمل معاك إيه ... إنت مش إتجوزت حب عمرك خلاص ... عايز منها إيه
  • وسهام كمان حب عمرى يا إلهام ... سهام بنت مافيش زيها فى الدنيا
  • ومُنى يا موكوس
  • مُنى كمان مافيش زيها فى الدنيا
  • وعلشان كده عايز تخونها وتتجوز عليها
  • أنا مش هاتجوز عليها ... أنا متجوز سهام قبل ما أتجوز منى بسنين
  • إنت قولتلها إنك متجوز صاحبتها ؟
  • لأ مقولتلهاش طبعا ... بس مش ممكن أفرط فى سهام بالساهل كده
  • إنت إزاى كده يا أمجد ؟ أنا كنت فاكراك قطة مغمضة ساعة ما شوفتك ... إنت أنانى يا أمجد وعايز تكوش على كل حاجة
  • مش أنانى يا إلهام ... أنا باحب منى وباحب سهام ... لو سهام رغبتها الحقيقية إنها تطلق هاطلقها ... غير كده لأ
  • إنت حر ... إتفلق إنت وهما واياكش تطبل على دماغك وهما الإتنين يتطلقوا منك
  • مش هيحصل .... هما الإتنين بيحبونى ومش ممكن يستغنوا عنى
  • ماشى يا ناصح هنشوف
بمجرد إضاءة علامة فك الأحزمة وإستقرار الطائرة بالجو ومرور المضيفة بالركاب توزع إبتساماتها على الجميع فوجئت إلهام بحديث ضاحك بالإسبانية بين أمجد وتلك المضيفة إمتد لدقائق وبعد إنتهاءه تساءلت إلهام

  • كنتوا بترغوا فى إيه وبتضحكوا والمزغودة دى بتبصلى كده ليه
  • بتسألنى عليكى علشان شايفاكى حلوة
  • عندها ذوق البت دى
  • كانت فاكرانا أصحاب وكده وبتقول إن سنك أكبر منى بكتير
  • جتها شكة فى عينها معندهاش نظر ... أكبر منك إيه يا بغل
  • لأ ماهو أنا قولتلها إنك أمى مش صاحبتى
  • جتك مو فى عينك ... أمك أيه يا بغل دا أنا أكبر منك بعشر سنين بس
  • يا إلهام ... بذمتك هم عشر سنين بس
  • آه هم عشر سنين واتكتم بقى بدال ما أقوم أديك قلمين فى وسط الناس ... محدش هيقول حاجة ... أمك وبتربيك علشان مش متربى
وظلت الضحكات متواصلة بين أمجد وإلهام إلى أن لامست عجلات الطائرة مهبط مطار برشلونة وتوقفت فى إنتظار فتح الأبواب وخروج الركاب



خاتمة

تعجبت من تمسك الباشا بزوجته الأولى رغم زواجه من حبيبة عمره ... منطقه فى تحليل ما فعله جعلنى فى غاية الإرتباك ... إنه حسب قوله يحب الفتاتين ... ولكن هل يقبل قلب الرجل القسمة على إثنتين؟

أشفقت عليه من الإختبار الذى وضعه القدر فيه بدفعه للتعاون مع أعداء قدامى هو أكثر من يعلم مدى غدرهم وقراره الخطير بالتعاون مع من يظن أنهم قادرون على وقفهم ... إنه حسب قوله كان كلاعب سيرك قرر الرقص مع الشيطان على حبل مشدود بين جبلين وأسفله هاوية مشتعلة

يقول أن هذا العصر كان يستوجب الدخول فى تلك المغامرة ... فهو يحب هذا الوطن ويشفق عليه ... يحبه كأى رجل ولد على أرضه ويشفق عليه من المصير الذى يراه يقاد إليه

حيرنى هذا الرجل وأربكنى منطقه الذى لا تستطيع أن تجادله فيه... لكننى مثلكم متشوق لمعرفة باقى قصته ومعرفة كيفية تحوله من شاب يكتفى بعشرة جنيهات شهريا لهذا الجالس أمامى بسيجاره الضخم ويطلق عليه الجميع لقب الباشا

وإلى لقاء قريب مع الجزء التالى لنستمتع معا بحكى الباشا

مقدمة

عاد أمجد إلى برشلونة ... وأخيرا سيرى زوجته التى افتقدها لثلاث سنوات ... هل سيستعيدها أم ستصر على الطلاق؟ ما السبب الذى جعل أستاذه يغادر منفاه الإختيارى ويطلب مقابلته فى هذا البلد البعيد ... مفاجآت عديدة كانت فى إنتظار أمجد وفى إنتظارى عندما سمعت حكيه ... والآن هيا بنا سويا أصدقائى لنستكمل قراءة ما قصه على الباشا



الجزء الثانى


إتجه أمجد يدفع العربة التى تحمل شنط إلهام للخروج من صالة الوصول وهى تسير بجواره

  • إنت اشتريت علبتين السيجار وإزازة الواين دول من السوق الحرة علشان صاحب المكتب طبعا يا منافق
  • صاحب مكتب مين .... دول ليا
  • ليك ؟ ... إنت بتشرب سيجار يا معفن ... بس نقول إيه ... مانتا بقيت عالمى
  • ماهو مافيش شيشة هنا يا إلهام ... هاشرب إيه يعنى
  • طب والواين ؟ بتسكر يا بغل ؟
  • يا إلهام لا بسكر ولا بتاع ... وبعدين انتى عمرك شوفتى حد سكر من كاس نبيت ؟... بس لو فيه سهرة كدة ولا حاجة لازم الواحد يجارى الجو
  • هو انت كنت كده من الأول ياض وانا كنت مغفلة ولا إتغيرت كده لما جيت هنا
  • كده إزاى يعنى يا إلهام؟
  • خمورجى ونسوانجى يا روح أمك ... دى لو امك عرفت حقيقتك هتطلع ميتين أهلك
  • أوعى تقولى لأمى وابويا يا إلهام
  • هأقولهم إيه وزفت إيه على دماغك ... أمك هتفتكرنى انا اللى علمتك ... جتك نيلة عليك وعلى أمك
تواصلت المناوشات الضاحكة بين أمجد وإلهام حتى وصولهم لباب الخروج من باب الوصول ... وقع نظرهم على الدكتور إبراهيم وزوجته بين الواقفين بالخارج فاندفعت إلهام جريا وألقت بنفسها بين ذراعى زوجة الدكتور تحتضنها وتقبل يديها ... كل من يراهما لا يشك للحظة أنها أم تحتضن إبنتها بعد طول غياب .

أسرع أمجد تجاه الدكتور إبراهيم أستاذه ومعلمه وقبل أن يصل إليه بخطوات إذا بالجميع يفاجأ بتلك الجميلة ذات الشعر الأحمر تقتحم الجميع وتتعلق برقبة أمجد وتمطر وجهه بالقبلات لا مبالية بنظرات المرأتين والرجل الوقور المندهشة ... فهى المرة الأولى التى يرون فيها تلك الفتاة التى لا يعرفون عنها شيئا

بعد أن أنهت إيزابيلا إستقبالها الحافل لأمجد إلتفت أمجد للدكتور إبراهيم وأحتضنه بشوق السنوات التى لم يره فيها وقبل أن يبدأ فى مهمة التعارف نظرت له إلهام نظرتها الساخرة

  • مين دى كمان يا ابن أم أمجد ؟
  • أعرفك يا إلهام ... إيزابيلا صديقتى .... وبتعرف عربى ... يعنى نمسك لساننا شوية ... أعرفك يا إيزبيلا بأصحاب الفضل عليا فى كل حياتى ... الدكتور إبراهيم وزوجته .... إلهام ... صديقتى اللى حكيت لك عنها كتير
  • أها ... أمك الروحية ... أمك جميلة أمجد ... تشرفنا دكتور ... تشرفنا مدام ... تشرفنا إلهام
  • شكرا يا ستى ... مين دى يا أمجد ؟ وعرفت معاد رجوعك إزاى
  • أكيد من المكتب طبعا ... هاعرفك بعدين يا إلهام
  • مانا عرفت خلاص ... ياللا بينا بقى ولا هنفضل واقفين فى المطار
  • أنا عايزك إنتى وأمجد يا إلهام ... هتتغدوا معايا علشان نتكلم فى الشغل ضرورى
  • تحت أمرك يا دكتور ... هاوصل إيزابيلا وآجى لحضرتك ... حضرتك نازل فين ؟
  • أنا نازل فى شقة المكتب اللى فى باسيج دى جراسيا ... أجرت الشقة اللى جنبها علشان إلهام تبقى تقعد فيها ... وصل صاحبتك وتعالى لنا على هناك
  • تحت أمرك يا دكتور ... هاوصل إيزابيلا واعدى على السكن أغير هدومى واجيلكم
  • رجلى على رجلك يا سى أمجد ... وبالمرة أشوف الزريبة اللى انت عايش فيها
  • يا إلهام سيبيه براحته ... أكيد فيه كلام مهم عايز يقوله لصاحبته
  • أنا عارفة الكلام اللى عايز يقوله يا ريس ... مش هاسيبه ... أمه مسلماهولى على وصل ... أصل انا إكتشفت إنه عايز يتربى من أول وجديد
  • طيب عن إذنكم خمس دقايق بس اتصل بيهم فى مصر أطمنهم على وصولى .... من فضلك إيزابيلا إدينى عملات معدنية من معاكى .
عندما عاد أمجد وجد إلهام منهمكة فى الحديث مع إيزابيلا فخمن إنها تستجوبها عن طبيعة علاقتها به وبمجرد إقترابه منهما قطعت إلهام حديثها ونظرت لأمجد نظرة متوعدة حاول تجاهلها وأصطحب إلهام وإيزابيلا التى تأبطت ذراعه متجها نحو سيارته ... أصرت إلهام على الجلوس بالمقعد المجاور لأمجد بينما جلست إيزابيلا فى المقعد الخلفى حتى وصلت السيارة أمام الكوخ الذى تقطنه إيزابيلا بحضن الجبل واصطحب أمجد صديقته حتى الباب وقطع قبلته وإحتضانه لإيزابيلا عندما نظر للسيارة ووجد إلهام ترمقه بنفس النظرة المتوعدة حتى عاد للسيارة وبمجرد إستدارته بعيدا عن الكوخ إنطلقت إلهام فى بصوتها الصاخب بالسؤال الذى توقعه أمجد من قبل

  • إيه بقى حكاية القطة يا سى زفت
  • صديقة يا إلهام ... مانا قولتلك
  • لا ياشيخ ... هبلة انا زى المسكينة اللى فى مصر ولا زى التانية اللى معلقها بقالك 3 سنين لاهى متجوزة ولا متطلقة علشان أصدقك ... إنطق بدل ما اطين عيشتك
  • إنتى فاهمة يا إلهام ... مش محتاجة شرح ... إنتى اللى عارفة مفاتيحى كلها
  • صحيح ... ماهو انا قولت كده برضه ... طالما طلعت شغل حلو يبقى أكيد فيه واحدة بتنام معاها ... وبتشتغل إيه بقى الأمورة؟ ولا انت بسلامتك اللى بتصرف عليها
  • بتشتغل مصورة يا إلهام .... بس فنانة حقيقية ... ليها صور كتير منشورة فى الباييس ... لما تشوفى الصور اللى مصوراها للساجرادا فاميليا بس هتعرفى أد إيه هى فنانة
  • أه بقى قولتلى ... الساجرادا فاميليا ... وانت بقى عرفتها من إمتى ؟
  • بعد ما جيت هنا بإسبوع
  • وناوى على إيه بقى ؟ هتخون اللى لسة كاتب عليها قبل حتى ما تدخلوا
  • لأ طبعا ... أنا هاقطع علاقتى بإيزابيلا بس مستنى أمهد للموضوع
  • تمهد له إزاى يعنى ؟ ماهو يا تقطع علاقتها بيها يا إما هتفضل معاها
  • بصى يا إلهام ... إيزابيلا الوحيدة فى العالم اللى لو إتعملت مسابقة فى الجنان ممكن تكسبك ... يعنى لو قطعت علاقتى بيها ممكن تعمل مصيبة
  • أنا اللى مجنونة يا بن المجنونة ... طيب هى تعرف إنك متنيل على عينك متجوز
  • عارفة كل حاجة عنى ... عارفة إنى متجوز سهام وعارفة إنى باحب منى وعارفة كل اللى حصل لسهام بسببى وكل اللى حصلى لما اتفسخت خطوبتى بمنى
  • وناوى إمتى بقى تقولها ؟
  • النهاردة بعد ما اسيبك إنتى والريس هاروح اتعشى معاها وأبدأ أمهد لها الموضوع ... لكن مش هينفع أقطع علاقتى بيها فجأة كده ... إيزابيلا وقفت جنبى كتير فى اول أيامى هنا
  • يعنى ناوى تتنيل وتنام معاها النهاردة ؟
  • لأ طبعا ... بعد ما اتجوزت منى وسهام خلاص رجعالى مش هاخونهم يا إلهام
  • سهام مين اللى ترجعلك دى يا بغل ... سهام جاية تطلق منك
  • حتى لو طلقت سهام مش هاخون منى
  • طيب يا خويا أدينا هنشوف ... مع إنى عارفة إن ديل الكلب عمره ما يتعدل ... بسرعة بقى ورينى الزريبة اللى انت عايش فيها خلينا نلحق الغدا مع الريس ... معرفش لسة الشقة بعيدة عن سكنك ولا لأ و لسة هاخد حمام واغير هدومى
بمجرد فتح أمجد لباب الأستوديو الذى يعيش به وإفساحه الطريق لإلهام لتدخل قبله وصلت لأنفه رائحة جميلة يعشقها ... رائحة الصنوبر وبمجرد دخوله فوجئ بتغير رائع بالمكان ... لقد جُددِت دهانته وأعيد ترتيب أغراضه واحتلت صورة رائعة للساجرادا فاميليا بطول الحائط الفارغ مكانها على ذلك الحائط الذى كان من قبل فارغا

  • إيه ده يا منيل ... دول مهتمين بيك أوى فى المكتب ... إيه الجمال ده ... وحاطينلك ورد جديد ... بس إيه الصورة دى
  • دى الساجرادا فاميليا ... بس انا مكنتش سايب الأستوديو بالنضافة دى ...ولا كان فيه فازات أصلا هنا
  • بس الصورة رائعة يا ولا ... أبيض واسود و اللى مصورها فنان
  • أنا عارف الصورة دى ... دى من صور إيزابيلا
  • أهم ياعم جايبينلك حاجة من ريحة المزة ... بس باين عليها فنانة بجد ياض
  • هما مين يا إلهام ... أنا مش سايب مفتاح الشقة فى المكتب
  • ماهم أكيد عندهم مفتاح تانى يا ناصح ... مش الشقة دى أصلا بتاعتهم
  • بس .....
وقبل أن يكمل أمجد جملته رن جرس التليفون ليجيب أمجد ويندمج فى حديث قصير ضاحك بالإسبانية مع من كان على الطرف الآخر يلتفت بعده لإلهام التى وقفت متأملة للصورة المعلقة بطول الجدار بإعجاب

  • إيزابيلا هيا اللى وضبت الإستوديو بالشكل ده ... وهى اللى جابت الفازات وحطت فيها الورد وراحت قطعت بنفسها فروع الصنوبر اللى معاه ... أصلها عارفة إنى باحب ريحته
  • كمان عارفة إنك بتحب إيه وجايبهالوك ... وهيا دخلت الشقة إزاى وانت بتقول مش سايب المفتاح
  • مش سايبه فى المكتب ... كنت سايبه لإيزابيلا
  • أحيه عليك يا أمجد ... دى شكلها بتحبك بجد يا زفت ...وانت سايبلها مفتاحك كده ... إفرض قلبت حاجتك يا بهيم وانت مسافر
  • تقلب مين بس يا إلهام ... إيزابيلا أغنى منى ومن أهلى أصلا .... هى عازماكى إنتى والدكتور والمدام يوم الحد على الغدا وبتسألكم إذا كنتوا تحبوا تتغدوا عندها فى البيت
  • نفسى أفهم فيك إيه يتحب ... مع إنى باعتبرك إبنى بس برضه مش شايفة فيك حاجة تتحب ... إتنيل خش خدلك دش وغير هدومك خلينا نروح للريس ... مراته وحشتنى أوى وعايزة أرغى معاها كتير ... أنا متبنياك وهى متبنيانى ... إخلص بسرعة ... ونبقى نشوف رأى الريس ومراته فى موضوع العزومة ده
بعد أقل من ساعة كانت سيارة أمجد تتوقف أمام المبنى الذى تقع فيه الشقة التى خصصها المكتب لإستضافة كبار ضيوفه ... كان أمجد على علم بمكانها لكنها كانت المرة الأولى التى يدخلها ... كعادتها إلهام إندفعت لترتمى بين ذراعى زوجة الدكتور إبراهيم وكأنها إبنتها وتنخرط معها فى حديث لم ينقطع إلا بوصول الدكتور إبراهيم من مشوار بدا مهما يحمل حقيبة أوراق

  • إيه يا إلهام ... إنتى لسة مغيرتيش هدومك ... هنتغدى أمتى
  • ثوانى يا ريس ... هاروح آخد دش واغير وارجعلكم ... أصلكم وحشتونى أوى ... كنت فى مصر لوحدى ولا اليتيمة ... مفيش حاجة كانت بتهون عليا غير وجود أم الواد أمجد ده ومراته
  • طيب خلصى اللى هتعمليه وتعالى بسرعة ... لسة بعد الغدا عندنا شغل كتير ... خدتى مفتاح شقتك ؟
  • آه أخدته ... مش هتأخر عليكم ... متحضريش السفرة انتى يا ست الكل ... هاجى أحضّرها معاكى ... ولا أقولك ... ما تيجى معايا
  • إمشى يا بت ... هتحميكى كمان ... إخلصى انا جوعت
بعد إنتهاء الغداء إختفت إلهام مع زوجة الدكتور فى المطبخ حتى ناداها

  • يا إلهام إخلصى وتعالى نتكلم فى الشغل ... مش هتطير هيا ... نخلص شغل وكملوا رغى للصبح لو عايزين
إنفرد الأستاذ العظيم بتلميذيه فى غرفة المكتب وأخرج من حقيبته كل ما بها من أوراق

  • بصوا بقى يا عيال ... أنا مبقتش قادر على العيشة بعيد عنكم وعن مصر ... أنا هارجع مصر وعايزكم معايا
  • بجد يا ريس هترجع مصر ؟ وولاد الكللابب اللى هناك هتعمل معاهم إيه
  • مش هيحسوا بيا ... هارجع ومش هاتكلم فى حاجة ... هاكتفى بشغل المكتب وبس ... أخدت وعد من اللى مشغلينهم إنهم مش هيجيبوا سيرتى طول مانا ساكت ... ومش هيعرفوا إنى رجعت أصلا
  • حلو أوى يا ريس ... بس أكيد لما ترجع وتفتح المكتب هيعرفوا ... ماهى التصاريح والورق هيكونوا بإسمك ودول منتشرين فى كل حتة ... فى النقابة وفى الهيئة وفى الضرايب
  • ماهو ده بقى اللى عايزكم علشانه ... أنا عملت شركة مع مكتب فريدريك ... وهنعمل مكتب فى مصر تابع للشركة دى ... نصيبى فى الشركة هيكون هو مكتب مصر ... هيبعتوا لنا شغل نعمله هناك وياخدوا عمولة ... والشغل اللى هنعمله فى مصر ملهمش دعوة بيه ... هيكتفوا بإن إسم الشركة يتكتب عليه
  • حلو أوى يا ريس ... بس كده لازم نعمل تصاريح جديدة للمكتب ... ولازم شريك مصرى علشان التصاريح دى تطلع بإسمه
  • فهمتنى يا أمجد !!!... إنت وإلهام هتكونوا شركا معايا فى المكتب ... أنا النص كممثل لمكتب فريدريك وكل واحد فيكم الربع
  • طيب إنت يا ريس النص وإلهام الربع دى مفهومة .... أنا الربع بقى إزاى؟ والشريك المصرى هيبقى نصيبه فين ؟ ماهو الشريك ده لازم يبقى مهندس علشان تصاريح النقابة .... إلهام فنون جميلة و النقابة مش هتطلع تصاريح بإسمها
  • تصدق ياض انت حمار زى ابوك ما بيقول عليك ... يا غبى هو إنت مش مهندس ... مش فاهمة انا البنات دى بتحبك على إيه .... غبى وشكلك وحش ... البنات دى إتعمت ومبتفهمش
  • أصبرى بس يا إلهام ... أمجد مش غبى ولا حاجة ... هو بس مش مستوعب
  • يابنى إنت هتبقى انت وإلهام الشريك المصرى ... التصاريح هتطلع بإسمك وانت اللى هتمضى العقود والورق
  • مش حضرتك قولت انك راجع مصر وليك 50% من المكتب ؟ أنا همضى ورق إزاى فى وجود حضرتك
  • يابنى إهدى كده وركز معايا شوية .... أنا هابقى ممثل الشريك الأجنبى ... لازم الورق يبقى فيه توقيعك كممثل الشريك المصرى ... يعنى انت هتبقى المدير المسؤل عن الشغل اللى هيتعمل فى المكتب فى مصر
  • أنا يا دكتور ؟ بس انت عارف الحالة .... أنا حاليا كل اللى حيلتى يدوب يخلص الشقة اللى هتجوز فيها
  • يابنى افهم بقى ... يخربيت حموريتك ... إنت مش هتدفع فلوس ... نصيبك فى المكتب هيبقى نظير الإدارة
  • أنا ؟ إدارة ؟ أدارة إيه يا إلهام ... انا بتاع تصميم بس ماليش فى موضوع الإدارة ده
  • يا بنى افهم بقى تعبتنى ... الريس هو اللى هيدير ... أنت بس هتمضى عالورق المطلوب فيه توقيع مدير المكتب المصرى
  • آآآآه فهمت ... بس ده كتير أوى عليا يا دكتور ... معقولة اتنقل النقلة دى وانا لسة فى السن ده
  • مافيش حاجة كتير عليك يا أمجد ... إنت إسمك كمصمم إبتدى يتعرف وتصميماتك بتطلب بالإسم ... يابنى انت اللى قدرت احقق فيه حلمى بأن يكون عندنا مصمم مصرى معروف
  • شوفت يا زفت ... أهو الريس بيعتبرك حسن فتحى بس على صغير
  • حسن فتحى فين وانا فين بس يا إلهام ... مصر مجابتش غير اتنين فنانين فى التصميم ... الدكتور وحسن فتحى
  • وانت كمان يا أمجد ... أنا متوقعلك مستقبل كبير يابنى ... ها موافق ولا إيه ؟
  • موافق ؟ إنت لو قلت لى نط من البلكونة دلوقتى مش هاتردد لحظة ... دانت ابويا مش استاذى بس يا دكتور
  • يا حنين .... تصدق الدمعة هتفر من عينى ياض ... يابنى ده الريس مش البنات اللى بتنيمهم بكلامك الناعم ده
  • وانتى يا إلهام ؟ موافقة على العرض ده
  • طبعا يا ريس موافقة ... بس إيه رأيك نزود على نشاط المكتب تصميم الديكور كمان ؟ صدقنى بيجيب فلوس حلوة أوى .
  • ديكور إيه يا إلهام ؟ هنصمم ديكورات إيه ؟
  • ديكورات كل حاجة ... شقق كبيرة .... فيلات ... حتى ممكن نصمم ديكورات أفلام كمان ... صدقنى يا دكتور انا جربت الشغل ده وعارفاه ... ومع دماغ زى دماغ البغل ده هنعمل شغل الناس كلها تتكلم عنه ... وهيشتغل غصب عن عين أمه فى الديكور ... رغم إنى شايفاه بغل لكن جواه فنان ... فنان حتى فى اختياراته للنسوان
  • يا إلهام بطلى طولة لسان ... لما نخلص كلام فى الشغل لسة هاشوف المصيبة اللى عملها بجوازته من سهام دى وهاحسبكم عليها إنتوا الإتنين ... مانتى أكيد كنتى عارفة ومخبية عليا
  • هى اللى جوزتنا يا ريس ودخلنا فى الشاليه بتاعها كمان
  • أه يا واطى ... بتبعنى يا ابن حسن ... طب لما استفرد بيك بس يا بغل
  • مش وقته دلوقتى يا ولاد ... الورق بتاع الشركة اهو ... العقود مكتوبة بالعربى والإنجليزى وموقعة من فريدريك ... إمضوا العقود علشان بكرة تتوثق فى القنصلية وتاخدى يا إلهام نسخة معاكى وانتى نازلة مصر وتبدأى فى إجراءات تأسيس المكتب وتجهيز المكتب القديم علشان نفتحه ... أكيد هيحتاج شغل كتير ... مقفول بقاله كام سنة .
  • ماشى يا ريس متقلقش كله هيبقى زى الفل
  • وانت يا أمجد ... فيه كام تصميم المفروض تعملهم هنا قبل ما تسافر ... خلصهم علشان تاخد فلوسهم قبل ما ترجع مصر علشان لازم تمضى ورق التصاريح فى مصر ... فريديك خصص لك مكتب صغير لوحدك بعيد عن باقى المصممين بصفتك الممثل بتاعى فى المكتب ... أنا شوفته ... مكتب صغير بس مريح ... هتلاقى الداتا بتاعت التصميمات المطلوبة منك جنب ترابيزة الرسم
  • ماشى يا ريس ... بس حتى لو إلهام تقدر تخلص الورق ده وهى فى مصر تخلصه ... أنا سايب توكيل عام لمنى ممكن تخلص بيه الورق
  • لأ مش هينفع ... لازم نموذج توقيعك يتاخد هناك ... خصوصا فى البنك اللى هيبقى فيه حساب المكتب
  • ماشى يا ريس ... أخلصهم فى أسرع وقت
  • بص بقى يا أمجد حساب شغلك فى المكتب هيكون إزاى ... فيه تصميمات فريدريك هيبعتها للمكتب يخلصها بالكامل ونبعت له البلانات كاملة ... دى هتاخد على الساعة فيها مبلغ أقل من اللى بتاخدها هنا طبعا... لكن نصيبك فى أرباح المكتب هيغطى النقص ده ويزيد كمان زى ما أتمنى ... وفيه تصميمات هتتبعت ليك انت مخصوص هتعمل البلان الرئيسى بس ... دى خاصة بالمكتب هنا ومكتب مصر مالوش دعوة بيها وهتتحاسب عليها زى ما بتتحاسب هنا بالظبط ... هيكون مجهود عليك لكن إنت قدها
  • كمان أنا قدمت هنا علشان اكمل دراسات عليا ... إمتحان المعادلة الشهر الجاى
  • فريدريك قالى إنك قدمت وقالى إن الأساتذة فى الجامعة عارفين إسمك ومعجبين بتصميماتك ... كان نفسى تاخد شهادتك من مصر
  • مانتا عارف يا دكتور ... الجماعة هناك مش هيدونى الفرصة دى ... وكمان علشان تفضل إقامتى هنا سارية طالما هارجع مصر ... متقلقش عليا من المجهود يا دكتور
  • أه فعلا هيبقى مجهود عليه يا ريس... خصوصا المجهود التانى اللى بيعمله
  • مجهود تانى إيه يا إلهام ؟
  • النسوان يا ريس ... ماهو ده الزمبلك بتاعه اللى بيشغله مبيتمليش غير بالحريم ... تلميذك يا ريس نسوانجى درجة أولى
  • يخربيت لسانك ... طب إحترمى وجودى حتى يا مجنونة انتى
  • تلاقيك إنت كمان زيه والغلبانة اللى جوا دى فاكراك ملاك ... كلكم صنف واحد
  • بس يا بت بطلى طولة لسان .... ياللا يا ولاد إمضوا علشان نقعد شوية مع بعض ... قعدتكم وحشتنى .
بعد أن وقع أمجد وإلهام الأوراق المطلوبة منهم إنضمت إليهم زوجة الدكتور العظيم وكالعادة إلتصقت بها إلهام ملقية رأسها على كتفها

  • يا بت إبعدى عنها شوية ... إحنا خلفناكى ونسيناكى
  • هى راضية ... متتدخلش بينا يا ريس لو سمحت ... وخلينا نتكلم فى المصايب بتاعت الموكوس اللى قدامك ده
  • صحيح ياض يا أمجد إيه اللى انت عملته ده ... تتجوز البت عرفى من ورا ابوها وتفضلوا سنين متجوزين محدش ياخد خبر
  • إلهام كان عندها خبر يا ريس ... ومتجوزين على إيدها وكانت حاضرة كتابة العقد كمان
  • مش باقولك واطى ... آدى أخرة اللى يمشى ورا العيال ... أستفرد بيك بس وهاوريك يا بغل ...أمال إنت كنت فاكره بيطلع الشغل اللى بيطلعه ده إزاى يا ريس ... كل الشغل اللى طلعه معانا فى المكتب كان بسبب علاقته بسهام
  • وناوى تعمل إيه يا أمجد ؟ أبو سهام هنا ... إتصل بيا وعايزنى أتدخل فى الموضوع
  • أنا قلت لإلهام ... لو الطلاق رغبة سهام هاطلقها ... لو مش رغبتها مش ممكن هافرط فيها
  • عندك حق يا أمجد ... واضح من اللى ابوها حكاه إنها بتحبك بجد
  • وانا كمان باحبها
  • ياض متخلينيش اقوم أضربك ... بتحبها تقوم متجوز واحدة تانية
  • قولتلك باحبهم الأتنين يا إلهام
  • طيب خلاص متتخانقوش... بصى يا إلهام ... سهام وابوها هنا ... نازلين فى فيلا فى ستيجيس ... رقم التليفون معايا ... إتصلى بيه وحددى معاه معاد ... خليه يجيى يقابلك فى شقتك هنا ... أنا مش هاحضر المقابلة دى علشان الإحراج طبعا
  • خلاص اتصل بيه يجيى بكرة خلينا نخلص
  • لأ خليها يوم الإتنين ... بكرة هاروح المكتب ... الشغل وحشنى ...ويوم الحد إيزابيلا عزماكوا عالغدا ... بتسأل يا دكتور إذا كنتوا تحبوا تتغدوا عندها فى البيت ولا تحبوا تتغدوا فى مكان عام
  • لأ هنتغدى عندها فى البيت ... أنا عايزة اشوف بيتها البت دى
  • صحيح إيه حكايتها البنت دى يا أمجد ... واضح إنها متعلقة بيك جدا
  • بنات خايبة يا ريس ... مش عارفة إيه اللى بيعجبهم فى المعفن ده ... والمصيبة إنه مبيقعش غير واقف ... كلهم قمرات
  • دى صديقتى إتعرفت عليها أول ما جيت هنا يا دكتور ... وقفت جنبى وهى اللى علمتنى الأسبانى ... تعرف أيه أكتر حاجة شدتنى ليها ؟
  • إيه يا أمجد ؟
  • الوحيدة فى الدنيا دى اللى بتنافس إلهام فى جنانها
  • أنا مجنونة يابن المجانين ... إنت من ساعة ما ركبنا الطيارة وانت نفسك تاخد منى قلمين
  • يا ستى إستنى لما اكمل كلامى ... إيزابيلا يا دكتور فنانة حقيقية ... مصورة وبتطلع كادرات بالكاميرا بتاعتها محدش ممكن يتصورها ... إلهام شافت صور من صورها
  • أهى فى دى عندك حق ... فنانة زيى
  • وهتحبيها أوى لما تعرفيها يا إلهام
  • لا عايزة اعرفها ولا هباب ... كفاية يا خويا اللى عرفتهم من ناحيتك ... مش هيبقى فى مصر وفى اسبانيا كمان
  • خلاص يا أمجد ... قلها إن إحنا قبلنا دعوتها يوم الحد فى بيتها ... وانتى يا إلهام خلى أبو سهام يجي يقابل أمجد عندك يوم الأتنين
  • وسهام معاه
  • شوف الواد ... يابنى باقولك عايزة تطلق ... إفهم بقى ... مش هتوافق تستمر معاك
  • لازم اسمعها منها بودنى يا إلهام وأتأكد إنها عايزة تطلق بجد مش ضغط من ابوها
  • حقه يا إلهام ... فهمي أبو سهام كده ويجيبها معاه
  • ماشى يا ريس
  • طيب أستأذن انا يا دكتور علشان عندى معاد مهم
  • آه يا خويا ... روح شوف القطة التانية ... لأ تانية مين ... التالتة
  • ماشى يا أمجد ... إتفضل انت شوف اللى وراك
إتجه أمجد خارجا وتبعته إلهام حيث إنفردت به قبل خروجه

  • بصى يا إلهام ... أنا هانهى علاقتى بإيزابيلا النهاردة ... خدى تليفون شقتى وعنوان بيت إيزابيلا و تليفونها ... لو ملقتينيش فى شقتى الصبح إسأليها عليا ... ولو شتمتك تبقى تدورى عليا فى المستشفيات ... أو المشرحة
  • ههههههههههه ياريت يا أخى تقتلك وتريحنا منك ... خد بالك من نفسك ياض ... لو لقيتها ناوية تقتلك ولا حاجة تبقى تطلع تجرى ... هات يا خويا أرقام التليفونات وعنوان السنيورة.
....................................................................................

طوال طريقه من سكنه إلى الكوخ الذى تسكنه إيزابيلا كان ذهن أمجد مشغولاً بما سيقوله لها ومحاولة توقع ردود أفعالها ... فإنهاء علاقته بغيورة مثلها لن يمر مرور الكرام ... إصطحب معه باقة زهور وزجاجة النبيذ التى اشتراها من المطار وهو يرجو أن ينتهى الموضوع فقط بتحطم زجاجة النبيذ ... ربما على الأرض وغالبا على أم رأسه ... وسيرضيه الأمر إذا إنتهى فقط بأى من الحالتين

كان الجو بالخارج يميل للبرودة عندما طرق أمجد باب كوخ إيزابيلا لينفتح الباب وتطل إيزابيلا برأسها فقط من خلفه بإبتسامة رائعة تدعو أمجد للدخول للدفء الذى تبثه تلك المدفأة المحببة لقلب أمجد بالكوخ ليدخل لتستقبله إيزابيلا متعلقة برقبته طابعة على شفتيه قبلة رقيقة قبل أن تحمل عنه باقة الزهور وزجاجة النبيذ لتحتضن الباقة بحب وتتشممها بعد أن وضعت الزجاجة على المائدة

  • أوحشتنى أمجد ... كل مكان فى المدينة إفتقدت فيه وجودك
  • أنتى كمان وحشتينى أوى إيزابيلا
  • إخلع الجاكيت وإجلس ... سأحضر العشاء خلال دقائق
جلس أمجد يراقب إيزابيلا تبتعد بمشيتها الرقيقة وهذا الثوب الأبيض الذى ترتديه يشف عما تحته ... لون بشرتها الرائع وفقط كيلوت أسود أسفل هذا الرداء ... وكأنها وضعت كل إغراءات الدنيا أمامه بهذا الجسد وذاك الرداء

جلس أمجد يستعيد ما أعده من كلمات لإنهاء علاقته بتلك الجميلة حتى لا ينسيه ذلك الجمال الذى يراه أمامه ما عاهد نفسه على فعله وإصراره على ألا يخون حبيبة عمره مع أخرى ... ولكن ....

قفز أمامه فجأة ذلك الشيطان الذى يسكنه ... قفز أمامه مبتسما وهو يرى نظرة الشبق التى يعرفها تطل من عينيه ... عاد إليه شيطان شبقه ليوسوس له ... مضى عليه شهر كامل منذ ليلة سفره للقاهرة لم يمارس الجنس ... فلم لا تقضى تلك الليلة مع تلك الجميلة ... إنها تستحق ... ماذا يدعوك لتكسر قلبها فى ليلة بدت فيها كأنها عروس تستعد للقاء عريسها ...

أدار أمجد وجهه بعيدا عن هذا الوحش الماثل أمامه ليتخلص منه لكنه وجده يجلس جواره ... إنها ليلة واحدة ... أجل قرارك لليلة ... لن تخسر شيئا ... لا تجعلك حماقتك بتلك القسوة التى تحطم فيها قلب تلك الجميلة

أنهت الجميلة إيزابيلا حواره مع شيطان شبقه بحضورها وإمساكها بكلتا يديه ودفعه للقيام ليجد نفسه يحتضنها بقوة يشعر معها بتلك الحلمات التى انتصبت تغوص فى صدره

  • إنتظر حبيبى ... بعد العشاء ... الليل بالكامل ملكنا
سار أمجد خلفها متجها لمائدة الطعام الصغيرة ليجد عينيه لا تستطيعان مفارقة ردفيها رائعا التكوين يزيدهما روعة ذلك الرداء الذى يشف عما تحته وذلك الكيلوت الأسود الذى يختفى أغلبه بينهما ووحش شبقه يسير جوارها يشير له على هذا الجسد ونقاط جماله

كعادته سحب أمجد الكرسى لإيزابيلا لتحتك مؤخرتها بمقدمة جسده أثناء جلوسها ليملأ أنفه ذلك العطر المثير الذى يفوح من كل جسدها

هنا إنهارت مقاومة أمجد لشيطان شبقه تماما وقرر أن يؤجل قراره بإنهاء علاقته بتلك الجميلة لوقت آخر

فتح أمجد زجاجة النبيذ وصب منها كأسين ورفع كأسه لشفتى الجميلة إيزابيلا لتأخذ منه الرشفة الأولى قبل أن تلتقط كأسها وتفعل بالمثل ليدفع أمجد كرسيه ليجاور كرسى الجميلة إيزابيلا ليجلس بجوارها ويحيطها بذراعه الأيسر فتضع رأسها على صدره ويمتلئ صدره برائحة شعرها الرائعة

  • أمجد .... te amo
  • أنا كمان باحبك إيزابيلا
وكأنها كانت تنتظر منه تلك الكلمة فانقضت بشفتيها على شفتيه تمتصهما وتداعب شفته السفلى بلساتها ليتجاوب معها فاتحا شفتيه ويلتقم لسانها يمتص رحيقه وتمتد يده تداعب حلمة ثديها الأيسر من فوق ذلك الرداء الرقيق لتتنهد وتفك إشتباك شفتيهما

  • ننهى عشائنا أولا حبيبى ... أعددته بنفسى وأريدك أن تتذوقه
إقتطعت الجميلة قطعة من الطبق الموضوع بينهما بيدها لتضعها فى فم أمجد وتتحسس شفتيه ليطبع على أناملها قبلة رقيقة قبل أن يقلدها لينتهى العشاء بعد فترة ليست بالقليلة بين قبلات ولمسات من كل منهما لفم الآخر

لم يستطع أمجد كبح جماح وحش شبقه بمجرد إنتهاءه من غسل يديه وفمه مع الجميلة فاحتضنها بشدة وذاب معها فى قبلة عميقة إمتص فيها شفتيها ولسانها بشبق بينما يعتصر بيديه ثدييها وتجاوبت معه قبل أن تطلب منه الإنتظار قليلا حتى تنتهى من تغيير ملابسها ... فحسب قولها فإنها أعدت له مفاجأة تعتقد أنها قد تسعده

إنتظر أمجد فى مكانه المحبب له أمام المدفأة بعد أن ملأ كأسين آخرين من النبيذ ليفاجأ بإيزابيلا قادمة وقد إرتدت قميص نوم قصير جدا يكشف عن فخذيها الرائعين وبالكاد يصل لمنتصف فلقتيها وقد حملت بيدها أرجيلة صغيرة وصندوق صغير من التبغ الخاص بها لتضعهما أمامه وهى تنحنى فيظهر ثدييها كاملين من فتحة قميص النوم المتسعة

  • إيه ده إيزابيلا ؟ جبتيها منين دى ؟
  • صديقة لى كانت فى رحلة عمل لإسطنبول فطلبت منها أن تشتريها لى ... لم أنس ما أخبرتنى به عن حبك لتدخين الشيش
  • شيشة يا إيزابيلا ... شي شة
  • شى شة ... bueno ... شيشة ... علمنى كيف أعدها للإستعمال ... في ماء فى الزجاجة ... صديقتى خبرتنى
أعد أمجد الأرجيلة وعلم إيزابيلا كيفية وضع التبغ على رأس الشيشة والتقط قطعة من الخشب الذى تحول لفحم من المدفأة وكسرها لحجم مناسب بالملقط الصغير الخاص بالأرجيلة قبل أن يضعه على رأسها ليجلس ويحيط تلك الجميلة بذراعه الأيسر قبل أن يجذب نفس عميق من مبسم الأرجيلة وينفسه فى وجه إيزابيلا بهدوء ليتذوق طعم أفخم تبغ وقع عليه من قبل إنه حتى أروع من التبغ الذى دخنه بشقة إلهام

أغمضت إيزابيلا عينيها بإستمتاع مستمتعة برائحة التبغ وبالجو الأسطورى الذى أضافه الدخان الذى انتشر حول وجهها ليمرر أمجد مبسم الأرجيلة على شفتيها المكتنزتين قبل أن تجرب تدخينها لتنفس الدخان فى وجه أمجد فينقض على شفتيها ممتصا إياهما ويقحم لسانه فى فمها يتحسس لسانها وسرعان ما يشتبك اللسانان فى مصارعة عنيفة بينما يد أمجد الملتفة حول الجميلة تمتد لتعتصر ثديها الأيسر ضاغطا على حلمته فاركا أياها بقماش قميص النوم الخفيف فتمتد يدها لتتحسس زبر أمجد الذى انتصب قبل أن تمتد أصابعها لتفتح له أزرار قميصه ثم تفك له حزامه ثم سوستة بنطاله لتمسه من فوق الكيلوت الذى يرتديه بلمسات شبقة ليقفز شيطان شبق امجد أمامه غامزا بعينه مبتسما إبتسامة إنتصار تتحول لقهقهة لا يسمعها إلا أمجد فيغمض عينيه معلنا هزيمته أمام هذا الوحش الذى يسكنه .

نحى أمجد مبسم الأرجيلة جانبا ليحتوى هذا الجسد الرائع بين يديه وينهال بقبلات طويلة شبقة على وجهها ثم يهبط بشفتيه على رقبتها مقبلا كل سنتيمتر فيها ويشفط جلدها الرقيق بفمه تاركا علامات حب واضحة عليه قبل أن ينتقل لصدرها مقبلا كل مافيه ويضغط جسد الجميلة فتستجيب له وتنام على ظهرها فينزل حمالتى قميص النوم بينما هى تخلص قميصه من كتفيه وذراعيه وترفع جسدها قليلا ليخلص أمجد قميص النوم من جسدها وتبقى فقط بهذا الكيلوت الصغير الرقيق الذى لا يخفى شيئا من كسها وبقى هو ببنطاله معلق بخصره فتخلص منه بسرعة ليعود لشفتى إيزابيلا الرائعتين ينهل من رحيقهما بينما تمتد يده حولها تعتصر ثديها ويده الأخرى تزيح كيلوتها جانبا متحسسا بأصابعه بظرها لتتحول اللمسات إلى إحتكاكات عنيفة بين أصابعه وبظرها وإعتصارات قوية لكسها

كان أمجد يعرف مفاتيح جسد تلك الجميلة ... فهى فقط تحتاج لبعض الوقت قبل أن يتجاوب جسدها ... لكن بمجرد إستجابة هذا الجسد تتحول لشعلة شبق مستمرة ... كان أمجد يملك من الصبر الكثير ... فظل يداعب شفريها وبظرها برقة أحيانا وبقوة أخرى حتى استجابت وبدأ كسها فى إفراز سوائله التى شعر بها على أصابعه فترك شفتيها والتقم حلمة ثديها اليسر بفمه يمتصها ويحرك عليها لسانه فبدأت بالتأوه معلنة له عن إستجابة جسدها للمساته فهبط بشفتيه مقبلا بطنها ونام بين فخذيها ووضع فمه على شفرى كسها يمتصهما ويحرك لسانه على زنبورها الذى انتفخ وتمدد فالتقمه بين شفتيه يمتصه ويحرك لسانه عليه بينما اقحم إصبعه داخل فتحة كسها يدلك بها جوانبه حتى إنتفضت معلنة عن وصولها ذروتها الأولى مطلقة فى فمه مائها الذى يحبه ولم يترك أمجد منه نقطة تخرج بعيدا عن فمه بل أقحم لسانه بداخل تلك الفتحة التى اتسعت يتحسس به جوانبها بينما يداعب بإصبعه شرجها بهدوء قبل أن يبلله بلسانه ويمزج لعابه بماء إيزابيلا اللزج ويقحم إصبعه برقة فى ذلك الشرج الذى توسع فى هدوء مرحبا بضيفه ليتوغل قليلا قليلا حتى يغيب بكامله داخله

لم تتحمل الجميلة ذلك التوغل وبدأت فى التأوه مرة أخرى ليدير أمجد إصبعه بداخلها ... فهو يعرف إن تلك الحركة تزيد من إستثارتها ولم تتحمل الجميلة تلك الدورات المتعاكسة طويلا قبل أن تقذف بمائها مرة أخرى ليخرج أمجد إصبعه ويدير جسده ليصبح زبره أمام شفتيها فتقبض عليه بيدها الرقيقة وتمرر لسانه على رأسه بينما يعالج هو ذلك الكيلوت الرقيق بيديه لكنه فوجئ به يتمزق ويسقط ليقحم رأسه مرة أخرى بين هذين الفخذين الرائعين ويعيد لعق هذا الكس المبلل بقوة بينما تتتشبث كفيه بفلقتيها الجميلتين تفرقهما مفسحة الطريق لوجهه وفمه ليصل لسانه لشرجها يتلمسه بطرفه أولا قبل أن تتحول اللمسات للعقات عنيفة يدخل طرفه بعدها لداخله

إنتفضت إيزابيلا قاذفة بماء شبقها للمرة الثالثة فى وجه أمجد وهى ترجوه أن يقتحمها بزبره الذى يشتاق كسها لوجوده فيستدير أمجد ليجلس بين فخذيها رافعا ساقيها فوق كتفيه ثم يمرر زبره على كامل كسها .... يصل حتى فتحة شرجها ليفركها برأسه قبل أن يجلد زنبورها المنتفخ عدة مرات برأس زبره فتتعالى أصوات شبقها ليقتحم كسها بقوة ويغوص فى أعماقه فتشهق الجميلة شهقة عميقة فيسحب أمجد زبره بهدوء حتى يخرج كاملا فيضرب به زنبورها مرتين تطلق معهما آهتين فيقتحم كسها مرة ثانية بهدوء ثم يعيد سحب زبره مرة ثانية حتى لايبقى بكسها إلا رأسه فيدخله بسرعة ثم تشتعل النار فى جسده فيضغط بكتفيه على فخذيها فيرتفع خصرها لأعلى لتبدأ بعدها موجة جنونه لتصبح حركته عنيفة ويختلط صوت إرتطام جسده بجسدها مع صوت تأوهاتها التى تركت لها العنان لتملأ كوخها بصوت متعتها لتأتى لحظة قذفتها الكبرى مع لحظة قذفته فيضغط زبره بكل جسده لتتقابل إنتفاضات زبره مع إنقباضات كسها وكأنها تستحلب كل نقطة من منيه داخلها وقد إرتفعت أنفاسهما وغطى جسديهما العرق حتى يهدأ وتهدأ ويستلقى بجوارها محيطا جسدها بذراعيه ليضمها لصدره ويتلاصق الجسدان المتعرقان وكأنهما جسد واحد

غابا قليلا فى قبلة طويلة ناعمة قبل أن يطلق شفتيها

  • طبعا ستتركنى كالعادة وتذهب لمكتبك ... دائما تفعلها رغم أنى أتمنى أن أنام بين ذراعيك
  • هاعوضك عن اللى باعمله دايما إيزابيلا ... كل مرة وجودى معاكى بيخلى ذهنى يتفتح بأفكار جديدة ... باخاف الأفكار دى تضيع من ذهنى لو عدا عليها الوقت
  • أنا سعيدة أمجد بإن وجودى معك بيعطيك طاقة للعمل ... عكس كل من عرفت ... كلهم ينهون ما يفعلون ثم يستسلمون لنوم عميق ... إذهب لعملك ... موعدنا الأحد على الغداء مع أصدقائك .
  • بالتأكيد ... هما كمان نفسهم يشوفوا بيتك ... هما كمان فنانين زيك لكن فى مجال تانى
إنطلق أمجد فى طريقه للمكتب وذهنه يشتعل بأفكار جديدة ... لا يدرى هل تلك الأفكار ستناسب المطلوب منه فى التصميمات الجديدة أم لا ... لكنه سيعمل وسيجد طريقة لإطلاق تلك الأفكار على لوحة رسمه

.............................................................................................

إستقبل حارس الأمن أمجد بدون أى شعور بالإستغراب ... فهو قد تعود على جنون المصممين وخصوصا هذا المصمم العربى الذى دائما ما يأتى خلال الليل ويستغرق ساعات قد تصل لأكثر من يوم أمام لوحاته

قاد حارس الأمن أمجد لمكتبه الجديد وانصرف كالعادة ليعد صينية المشروبات والماء الساخن بينما يعاين أمجد مكتبه الجديد

ليس مكتبا كبيرا لكنه مريح ... لوحة رسمه إنتقلت من المكتب المشترك مع باقى المصممين لتلك الغرفة ... مكتب صغير عليه عدة أظرف كتب عليها إسمه بخط عريض ... وشيزلونج مريح إحتل جانب المكتب وبجانبه مائدة صغير خالية

إستعرض أمجد الأظرف الموجودة فوق سطح مكتبه وانتقى أحدها ... فبداخل كل ظرف بيانات للمشروع الذى عليه تنفيذه ... إنتقى أمجد المشروع المناسب لما يشتعل فى ذهنه من أفكار وثبت ورقة الرسم الكبيرة فوق ترابيزة الرسم وبدأ فى عمله ... شعر أمجد بحارس الأمن وهويضع الصينية فوق المائدة الصغيرة وينسحب كما اعتاد فى هدوء ليتركه لإبداعه

لم يدر أمجد كم من الوقت مضى قبل أن يشعر بيد حانية تربت على كتفه مع رائحة نعناع قوية تخترق أنفه ليستدير فيجد أمه الروحية إلهام تقف خلفه وفى يدها كوب كبير من الشاى بالنعناع ... لم تتحدث معه ولم تناوشه لكنها وضعت الكوب فى يده وأشارت له بعينيها كى يستكمل ما كان يفعله دون أن تتكلم ...فقط من نظرتها أفهمته ما تريد

عاد أمجد لعمله وبين وقت وآخر يجد تلك الصديقة الرائعة تضع فى يده كوب الشاى .... وحين انتهى من آخر نقطة فى تصميمه إلتفت ليجدها نائمة على الشيزلونج ليتجه إليها ويهز كتفها برفق لتفتح عينيها وتنظر له بحنان أم مشفقة على إبنها

  • خلصت يا أمجد ؟
  • آه يا إلهام خلصت ... تصدقى شكلك وانتى نايمة مختلف خالص ... وانتى ساكتة ولسانك فى بوقك بتبقى زى الملاك
  • بس يا بغل ... أنا ملاك طول عمرى ... ورينى هببت إيه
وقفت إلهام أمام اللوحة بإنبهار ... فلم تكن تتخيل تلك البراعة التى وصل إليها تلميذها ولا تلك الدقة فى إظهار التصميم

  • إيه ده ياض؟ ليه حق فريدريك يمسك فيك بإيديه وسنانه ... تعليمى نفع فيك يا منيل ... بجد يا أمجد أنا فخورة بيك
  • بجد يا إلهام ؟ عجبك البلان ؟
  • طبعا يا أمجد ... الريس مش هيصدق اللى انت وصلتله ده ... ياللا بينا بقى نمشى ... هى الساعة كام دلوقتى
  • الساعة 3 ... بس المكتب هادى كده ليه ؟
  • يخربيتك ... إنت مش عارف إحنا 3 العصر ولا 3 الفجر ... أنا لما غفلت كانت الساعة 2 بعد نص الليل
  • 2 بعد نص الليل ؟ معقولة كل ده 3 ساعات بس ؟ أنا فاكر إنى دخلت المكتب الساعة 11
  • ينيلك ؟ ياض إنت هنا بقالك 24 ساعة وعليهم 4 ساعات ... أنا أول ما جيتلك كانت الساعة 11 الضهر .
  • وفضلتى هنا كل ده يا إلهام مروحتيش ؟
  • ياض اروح ازاى واسيبك ... البت إيزابيلا قالتلى انك متعود تسيبها وتيجى تشتغل ... طبعا بما إنك اتنيلت وطلعت الشغل ده يبقى مقطعتش علاقتك بيها وكنت متنيل نايم معاها ... مانا عارفاك مبيطلعش منك الشغل ده غير لما تبقى قايم من فوق مرة
  • مش قادرة تسيبنى أصدق إنك مبسوطة بشغلى من غير ما تطولى لسانك ... ياللا بينا أروحك علشان ارجع اروح انام شوية ... كده معادنا مع إيزابيلا كمان كام ساعة ... وعايز اتصل بمنى اطمنها ... أكيد قلقانة علشان ماتصلتش بيها
  • يا بجاحة أمك يا أخى ... خايف على قلق منى وانت لسة قايم من فوق واحدة تانية من كام ساعة؟ متخافش .... أنا اتصلت بيها وطمنتها إنك زى القرد بس الحالة جتلك وتوهت فى الشغل ونسيت الوقت
  • ماشى ... أكلمها فى الطريق ... أنا متأكد إنها صاحية مستنية تليفونى ... هاكلمها من اقرب كابينة واوصلك وبعدين اروح
  • لأ ... كلمها فى التليفون وبعدين نروح سوا نجيب هدومك اللى هتروح بيها معانا عند إيزابيلا وهات معاك بيجاما وتعالى بات عندى ... فيه أوضة نوم تانية تبقى تنام فيها .
  • بس ده هيبقى إزعاج ليكى يا إلهام
  • لا إزعاج ولا بتاع ... مانت قارفنى فى عيشتى من ساعة ما شوفت خلقتك
كانت إلهام تراقب أمجد من خلف زجاج كابينة التليفون وهى تتعجب من علامات الحب الواضحة على ملامحه أثناء حديثه مع منى وبمجرد أن عاد لمقعد سيارته

  • إنت مش ممكن يا أمجد ... مش عارفة الرجالة كلهم زيك كده ولا انت عندك عيب خلقى ولا دى إعاقة ذهنية ... بتحب منى وانا متأكدة ... ومتمسك بسهام وبتقول إنك بتحبها وبتخونهم الإتنين مع إيزابيلا ... مبقتش عارفة إنت إيه بالظبط
  • مش عارف يا إلهام ... أقسملك إنى مش عارف ... باحب منى وباحب سهام ... وفعلا كنت رايح لإيزابيلا أقطع علاقتى بيها ... لكن مقدرتش ... مقدرتش يا إلهام
كان الإنفعال واضحا على وجه أمجد أثناء حديثه لإلهام حتى أنها شعرت أنه يكاد يبكى ... أشفقت صديقته عليه بالفعل ...فهو يبدو صادق فى كل كلمة ينطق بها

  • خلاص يا أمجد ...إهدى وبلاش نتكلم فى الموضوع ده دلوقتى ... إنت مرهق ومنمتش من ساعة ما وصلنا ... نبقى نتكلم بعدين
بمجرد دخول أمجد للشقة التى تقطن بها إلهام شعر بالفعل بأن كل قواه تخور ... إستسلم ليدها وهى تقوده للغرفة التى سيبيت بها ليلته وأخرج بيجامته من حقيبة صغيرة إصطحبها معه من شقته

  • خش خدلك حمام قبل ما تنام علشان جسمك يفك وتنام مستريح
إنقاد أمجد لأمه الروحية تماما وهى تصطحبه للحمام وتغلق الباب خلفه وخرج ليسير وهو لا يكاد يرى ما أمامه من شدة إرهاقه واستسلم لها وهى تضعه فى فراشه وتسحب عليه الغطاء وتربت على وجهه قبل أن تنسحب وتغلق الباب خلفها فى هدوء شديد ... لقد شعر بالفعل إنها أمه التى لم تنجبه وبأنه الأبن الذى لن تستطيع إنجابه .

سقط أمجد فى نوم عميق إستيقظ منه على يد إلهام تهزه برفق ليفتح عينيه ويراها أمامه مبتسمة

  • قوم يا بغل علشان تلحق تستعد لمعاد السنيورة بتاعتك ... الساعة بقت 1 الضهر
  • ياه ... أنا نمت كتير قوى ... مصحتنيش بدرى شوية ليه يا إلهام
  • ياض انت بقالك كام يوم صاحى ... وطول مانت بتشتغل واقف على رجليك مبتقعدش ... قوم خدلك دش على ما احضرلك لقمة تاكلها
  • تحضريلى لقمة إيه ؟ إنتى عندك حاجة تتاكل
  • أمال إيه يا بغل انت ... انا قبل ما اروحلك المكتب مليت التلاجة هنا ... مش بتاعت أكل جاهز انا .
  • أنا كنت فاكرك بتاكلى مع الريس والمدام
  • مانا ساعات باجوع بليل ياض ... هاخبط عليهم أقولهم أكلونى فى نص الليل
  • آه صحيح ... إنتى جبتى نعناع منين هنا ؟
  • لقيته فى السوق ... وانا رايحالك المكتب خدت معايا شوية ... مانا عارفة إنك بتحبه
  • كان نفسى الريس يشوف التصميم بتاعى ... بس النهاردة الحد والمكتب قافل ... هاطلب منه بكرة يجيى معايا يشوفه
  • الريس فى المكتب دلوقتى بيشوفه ... لما حكيتله عليه إتصل بفريدريك وطلب يروح المكتب يشوفه ... فريدريك نفسه لما الريس قاله مكانش قادر يستنى لغاية بكرة ... وبعدين انت مش رايح المكتب بكرة ... سهام وابوها جايين الصبح .
  • بجد سهام جاية بكرة ؟ تستاهلى بوسة عالخبر ده يا إلهام
  • بوسة إيه ياض ؟ إنت فاكرنى عيلة من اللى بتضحك عليهم ؟ وبعدين انا كلمت سهام وقالتلى بنفسها إنها عايزة تطلق منك ... يعنى متفرحش قوى كده
  • أسمعها منها بودنى يا إلهام
  • طب قوم يا خويا خدلك دش وإفطر وخلى الموضوع ده لبكرة قوم بسرعة ... الريس زمانه راجع وأكيد هيعوز يقعد معاك
كان إنبهار الدكتور وزوجته إلهام بمنزل إيزابيلا لا يقل عن إنبهار أمجد عندما رآه لأول مرة ... ولم تستطع إلهام إخفاء إعجابها بكادرات تصوير إيزابيلا التى تملأ حوائط كوخها ... إنها فنانة حقيقية وهم فنانون

  • تصدق ياض يا أمجد البت فنانة بجد ... كادراتها غير طبيعية
  • مش قولتلك يا إلهام هتحبيها ... شوفتى ذوقها حلو إزاى ... كل حتة فى بيتها بتقول انها فنانة
  • لا هاحبها ولا هانيلها ... كفاية ياخويا الاتنين التانيين اللى حبتهم بسببك ... والبت عنيها كلها حب يا زفت الطين ... مبتقعش غير واقف يابن المحظوظة ... لأ وجايبالك شيشة وبتاع ... جابتها منين بنت القرود دى ؟
  • جايبهالى من تركيا مخصوص ... وجايبة معاها معسل مقولكيش على جماله ... بعد الغدا نبقى نضربلنا حجرين .
  • ومالو يا خويا ... ولو إنى باتكسف ادخن قدام مرات الدكتور ... بس هاعمل نفسى عبيطة
بعد إنتهاء الغداء جلس الجميع فى بهو الكوخ على تلك الوسائد الأرضية وأعد أمجد الشيشة وبدأ فى تدخينها مع إلهام وشاركتهم إيزابيلا على إستحياء بينما تصدح فى الكوخ موسيقى أغنية and I love you so بصوت المغنى Perry Como والتى لم تتوقف إيزابيلا أثناءها عن النظر لأمجد بتلك النظرة التى أشفقت معها إلهام عليها ... وعلى أمجد


.............................................................................................


وأخيرا أتى اليوم الذى انتظره أمجد لسنوات ثلاث ... أخيرا سيرى الزوجة التى ساندته فى محنته ورافقته لسنوات أربعة ملأت فيها حياته بالحب ... وصل أمجد مبكرا لشقة إلهام بعد أن قام بزيارة للبنك لفتح حساب وللقنصلية لتسجيل نفسه ومقابلة مسؤل الأمن واتصل برقم تليفون الشيخ ابو ابراهيم ليمليهم رقم حسابه والذين طلبوا منه إعادة إرسال الرقم بفاكس أملوه رقمه

إلهام هى الصديقة التى يمكن لها أن تسانده فى غياب الدكتور إبراهيم ... إصطحب أمجد معه شريط كاسيت وضعه بداخل جهاز الكاسيت الضخم الموجود بغرفة الصالون قبل أن ينفرد بإلهام

  • إلهام ... عايز منك خدمة صغيرة ... عايز إقعد مع سهام لوحدنا فى أوضة الصالون ... عايز اسمع منها اللى هيا عايزاه بعيد عن أبوها
  • يابنى انت لسة عندك أمل ؟
  • آه يا إلهام ... أنا متأكد إن سهام بتحبنى زى ما ابحبها ... أنا من حقى أسمع هى عايزة إيه بعيد عن أبوها ... أبوها هيسمع كلامك لو طلبتى منه ده
  • يسمع كلامى إيه يا عجل انت ... يعنى تتجوز البت من وراه وتخليها تقف قصاده وعايزه يسمع كلامى ويسيبها معاك لوحدها ؟ ليه ماسكة عليه ذلة أنا ولا إيه
  • يا هوما يا قمر إنتى ... الراجل أكيد لسة دايب يا جميل .
  • بس يا واد بلاش قلة أدب ... دايب إيه وهباب إيه ... الكلام ده كان من سنين
  • يا قمر إنتى ... هوانتى اللى يحبك يقدر ينساكى برضه ... ده تلاقيه هيموت ويقعد معاكى لوحدكم ... بصى ... أنا هاطلب منه أقعد مع سهام لوحدنا وانتى بس إسندينى فى الكلام
  • ماشى يا بغل ... هاحاول بس متنتظرش إنه يوافق ... أو حتى سهام توافق
  • سيبى سهام عليا ملكيش دعوة
  • ماشى يا أمجد ... مش عارفة اخرتها إيه معاك بس ماشى
مرت الدقائق قليلة على أمجد وقلبه ينتفض ... تذكر أيامه الجميلة مع سهام وتلك الذكريات التى حفرتها فى قلبه وعقله بروحها المرحة وشقاوتها الدائمة وحبها الذى غمرته به ... وعندما دق جرس الباب هب واقفا وهو يتعجل النظر لزوجته الغائبة عنه ... ثلاث سنوات لم تقع عينه على تلك الزوجة المحبة التى تغيرت من أجله وصمدت أمام كل ما تعرضت له ... فقط لتحافظ له على شرفه

دخلت سهام خلف أبوها منكسة الوجه مكتئبة الملامح ... لكنها كما تعودها ... جميلة لم يُنقِص من جمالها كل ما تعرضت له ... ظل أمجد واقفا متحملا تلك النظرة القاسية من أبو سهام الممتلئة بكل إحتقار له ولفعلته ... طلبت إلهام من الجميع الجلوس فى بهو الشقة المتسع بعد أن طلبت من الجميع التحدث بهدوء ... قفز قلب أمجد فرحا بعد أن لاحظ مالم يلحظه غيره ... أشياء ثلاثة تعنى له الكثير ... خاتم رخيص كان اشتراه لزوجته فى أول أيام زواجهما ... وسلسلة فضية إشتراها لها فى آخر عيد ميلاد لها عندما كانا سويا ... وذلك الخلخال الذى اشترته فى بداية علاقتهما كى تنافس به خلخال منى

شعر أمجد أنها لا تريد الطلاق رغم ماصرحت به لإلهام ورغم ما يبدو على وجهها ... وبعد أن استقر الجميع جلوسا وسهام تشيح بوجهها بعيدا عن أمجد قطع أمجد الصمت

  • ممكن يا عمى أقعد مع سهام لوحدنا شوية ؟
  • سهام مين اللى تقعد معاها يا حشرة أنت ... إنت طلبت تسمع منها إنها عايزة تطلق وانا طاوعت مدام إلهام وجبت سهام معايا علشان تقولهالك ... كفاية كده ونخلص أحسنلك
  • يا عمى سهام لسة مراتى شرعأً ومن حقى اسمع منها طلباتها من غير وجود حضرتك
  • متقولش عمى دى تانى على لسانك يا صرصار إنت .. فاهم
  • فاهم ... بس انا مصر إنى اسمع منها على إنفراد
  • خلاص بقى يابو سهام ... سهام لسة مراته ومن حقه وحقها يتفاهموا
  • يتفاهموا على إيه يا إلهام ؟ لازم يرمى عليها يمين الطلاق قدامى دلوقتى
  • علشان خاطرى انا ... هيا عايزة تطلق وهو هيعمل اللى هى عايزاه ... قلقان من إيه بقى ؟ وبعدين فعلا هى لسة مراته ... يدخلوا الصالون تقوله اللى هيا عايزاه وهو هينفذه ... هو وعدنى وانا مصدقاه
  • بس يا إلهام ...
  • مافيش بس ... باقولك علشان خاطرى ... وكمان فيه موضوع تانى عايزة اتكلم معاك فيه ومش عايزة العيال دى تسمعه ... أمجد ابنى زى ما سهام بنتك ... وبنتى
  • طب إتفضل غور فى داهية واسمع منها بودانك ... عارف لو قولتلها كلمة تضايقها هاعمل فيك إيه ؟ هاقتلك
وأخيرا نطق الرجل بالكلمة التى كان ينتظرها أمجد ... فقام ومد يده لسهام التى لم يسمع صوتها بعد فأشاحت عنه بوجهها مرة أخرى وسارت أمامه إلى حيث أشارت لها إلهام على باب غرفة الصالون ... دخل أمجد خلفها وأغلق الباب وراءه متجاهلا كلمات ألقاها أبو سهام تبعته إلهام بكلمات بصوت خافت جعلته يصمت ... جلست سهام على أول مقعد قابلها وجلس أمجد على المقعد المجاور وقد أدارت وجهها بعيدا

  • سهام ... وحشتينى
لم تجب عنه سهام لكنها نظرت له نظرة سريعة قبل أن تدير رأسها مرة أخرى

  • إتكلمى يا سهام ... قولى عايزة إيه
وأخيرا نطقت سهام بصوت مختنق وكأنها تغالب بكائها

  • طلقنى يا أمجد
  • عايزة تطلقى بجد يا سهام ؟
  • آه عايزة اتطلق ... إنت مش إتجوزت حبيبتك خلاص ... عايز منى إيه بقى ؟
كان أمجد ينتظر تلك الجملة وكان يتوقعها ... وقف أمجد أمام سهام قبل أن يجلس على ركبتيه ويضع كفيه حول وجهها ويحاول إدارة رأسها لتنظر إليه ... قاومت سهام قليلا لكنها استجابت لحركته وأدارت وجهها ناحيته وبدأت الدموع تساقط من عينيها

  • وانتى إيه يا سهام ؟ إنتى كمان حبيبتى ... ومراتى ... يا سهام إنا مسمحتش لحد يشوفنى ضعيف غيرك ... محدش حاول يعالجنى لما كان جسمى كله كدمات غيرك ... محدش وقف جنبى غيرك فى شغلى وفى حياتى ... بعد كل ده مش عايزانى أقول عليكى حبيبتى
  • يا سلام ... علشان كده أول ما منى ندهتلك جريت عليها ... إنت محبتنيش يا أمجد ... أنا كنت تعويض ليك عن منى وأهى منى رجعتلك ... سيبنى أشوف حياتى بقى
  • يا سهام أنا مقدرش استغنى عنك ... مش قادر اتخيل حياتى من غير وجودك فيها ... يا سهام أنا باحبك ... إنتى حب عمرى الحقيقى يا سهام
بمجرد نطق أمجد جملته الأخيرة لمح طيف إبتسامة دارتها سهام بين دموعها سريعا فضغط على ذر الكاسيت المجاور لكرسيها لتنطلق أغنية Frank Sinatran الرائعة وهو يعلم تأثيرها على سهام If you go away

If you go away

On this summer day

Then you might as well

Take the sun away

  • يعنى أول مرة تقولى باحبك وانا معاك تكون واحنا بنتطلق ؟ وبعدين احنا لسة فى الشتا
  • مين قال إن إحنا هنطلق ... أنا مش ممكن افرط فيكى طول مانا عايش وصيف أو شتا لو بعدتى عنى هتاخدى الشمس معاكى .... يا سهام إنتى الشمس اللى بتنور حياتى
وهنا لم تستطع الجميلة إخفاء إبتسامتها التى بدت رائعة خلف دموعها فمد أمجد أصابعه يمسح تلك الدموع بأصابعه قبل أن يقف ويمسك بكفى سهام ليوقفها ويحيطها بذراعيه وبعد قليل من التمنع إستجابت له وأستكانت بين ذراعيه ... وتكلمت من بين دموعها

  • بتتجوز عليا يا أمجد .... وأعز صاحبة ليا ... وفى شقتى اللى كل حتة فيها على ذوقى ... وعلى عفشى اللى إتفصل ليا مخصوص
  • شقة إيه وعفش إيه يا سهام ... هو ابوكى مقلكيش على اللى رجالته عملوه فى الشقة ... ابوكى مخلاش فيها شقة ولا عفش ... حتى البلاط خلعوه من مكانه ... والعفش دمروه ومخلوش فيه حتتين خشب ماسكين فى بعض
رفعت سهام وجهها ناحية أمجد بذهول

  • بابا عمل كده ؟ هو قالى انه جاب هدومى وورقتين الجواز من هناك وبس
  • لأ عمل كده وأكتر من كده كمان
  • وسميرة اللى كانت رايح جاى معاها ... بابا ورانى صورك معاها ... حتى صورتك وانت بتبوسها خلانى اشوفها
  • ماهو ده من ضمن اللى عمله ابوكى ... كان ممشى ورايا ناس تراقبنى وانا عرفت ... إفتكرت لما يشوفنى مع سميرة هيرجعك مصر واشوفك تانى ... كانت عارف إن اللى ماشيين ورايا تبعه وهيبلغوه بكل اللى باعمله
  • تقوم بايسها يا أمجد ... تبوس سميرة وانت عارف إنها اكتر واحدة باغير منها
  • انا لو قالولى إنى ابوس حية سامةعلشان ترجعى مصر واشوفك كنت هاعملها ... كنت مستعد اضحى بعمرى علشان بس اشوفك تانى ... انا باحبك يا سهام
  • بجد يا أمجد بتحبنى ؟ يعنى بتحبنى زى ما بتحب منى ؟
  • لأ يا سهام ... باحبك أكتر من منى
وهنا أنهارت مقاومة الجميلة تماما ورفعت ذراعيها تطوق بها عنق أمجد وتلصق جسدها بجسده تماما

  • وانا كمان باحبك يا أمجد ومش متخيلة انى ممكن أكون مع راجل غيرك ... كنت هاموت وبابا بيورينى صورك مع سميرة ... انا كنت باتضرب وانت بتبوس ... يا خاين
  • سيبك من سميرة ومن سيرتها دلوقتى ... مش عايز اسمع منك كلمة طلقنى تانى دى طول عمرى
  • بتحبنى حتى بعد ما تخنت وجسمى إتغير
  • تخنتى ؟ إنتى لا تخنتى ولا حاجة .... إنتى طول عمرك قمر وهتفضلى قمر
  • لأ ياخويا تخنت ... دانا تخنت أكتر من خمسة كيلو ... بس متخفش هاخسهم تانى علشان يرجع جسمى زى ما كان ... مانا كنت محبوسة ومافيش قدامى غير الأكل أطلع غلى فيه
  • أوعى !!... إنتى كده أحلى يا حبيبتى
  • أقولك حاجة ؟ أنا كنت باقولك طلقنى وخايفة تعملها بجد ... انا باحبك يا أمجد رغم إنك رجعت لمنى اللى سابتك من غير سبب
  • متظلميش منى يا سهام ... منى ضحت بيا غصب عنها لو عرفتى السبب هتعذريها
  • وإيه هو السبب اللى خلاها تتخلى عنك فجأة كده
وحكى أمجد لسهام عن سبب ترك منى له وعن ما سمعته من أمها فى المستشفى أثناء إفاقتها من التخدير وفتحت سهام فمها تعجبا مما سمعته

  • يا حبيبتى يا منى ... كلنا ظلمناها وكل اصحابها قاطعوها وهى يا حبيبتى كانت بتتعذب وشايلة فى قلبها كل ده
  • شوفتى بقى أنا رجعتلها ليه ؟ علشان ماظلمهاش أنا كمان
  • وهنعمل إيه دلوقتى ؟
  • هاكتب عليكى طبعا ... رسمى مش عرفى
  • بابا مش هيوافق يا أمجد ... مبيقولش عليك غير الصرصار اللى اتجوزتيه عرفى
  • طز فى ابوكى يا سهام ... إحنا خلاص مع بعض ومش هيعرف يفرقنا تانى ولا هيعرف ياخدك منى تانى
  • ومُنى ؟ هتعمل معاها إيه ؟ أوعى تقول إنك هتطلقها .... أنا ميرضنيش إنها تتجرح جرح زى ده
  • ولا انا ممكن اعمل حاجة زى دى ... نحل المشاكل الأهم فالمهم ... أهم حاجة دلوقتى إنى أكتب عليكى رسمى ومحدش ياخدك منى تانى
ورفعت سهام وجهها ناحية أمجد الذى زاد من ضمها لصدره واقترب من شفتيها وقبل أن تصل شفتيه لشفتيها إذا بباب الغرفة يفتح فجأة ويندفع منه أبو سهام كالثور الهائج يريد الفتك بتلك الجميلة

  • إنتى بتعملى إيه يا كلبة ... ده اللى عايزة تطلقى منه ؟ مرمية فى حضنه يا حيوانة
لم تجد الجميلة مهرب لها إلا بالإختباء خلف ظهر أمجد الذى فرد ذراعيه للخلف ليحمى زوجته من بطش ابيها

وكأن أبو سهام وجدها فرصة ليشفى غليله من هذا الذى أخذ منه إبنته فانهال على أمجد بالركلات والصفعات وأخذ أمجد يتراجع بظهره وهو يحيط زوجته بذراعيه غير مبالى مما يناله من ضربات تزداد حدة ضربة بعد أخرى حتى وقف الحائط بينه وبين مزيد من التراجع وباتت الجميلة بينه وبين الحائط تحتمى بجسده الذى تحول لكيس ملاكمة لقبضة الأب لكنه لم يهتز لمرة وتحمل كل ما يطاله من ضربات فازداد غيظ الأب الغاضب من ثبات هذا الذى يعتبره حشرة فأمسك بالفازة الموجودة بالغرفة ليضرب بها وجه أمجد فتتحطم ويبدأ رأسه بالنزف فوق عينه اليمنى تماما ويغطى الدم عيناه لكنه لم يسقط وازداد تشبثا بحماية إمرأته ولكن ...

لكنه فى النهاية سقط ولم يستطع المقاومة فانهال الأب على جسده بركلات متتالية حتى بدأت الدنيا فى الإظلام فى عينى أمجد وبدا فى فقدان وعيه ... وكان آخر ما رآه هو إلهام وقد تحولت لنمرة شرسة تدافع عن وليدها وسهام وقد جثت بجوار رأسه تحاول بيدها إيقاف النزيف الذى اندفع من جبهة زوجها مغرقا كل ما حوله

.............................................................................................

أفاق أمجد على نفس الصوت الذى أفاقه فى غيبوبته الأولى ... لكن تلك المرة كان يعلم أنه صوت سهام ... زوجته الحبيبة

  • قوم يا حبيبى ... أنا جنبك ومستنياك
حاول أمجد فتح عينيه لكنه لم يستطع إلا فتح عينه اليسرى فقط ليجد سهام بجانبه تمسك بيده بينما إلهام تقف بجوارها فأداره عينه حوله فعلم أنه فى غرفة مستشفى

  • أنا فى المستشفى ؟ جيت هنا ازاى
  • الإسعاف جابتك يا عين امك ... الحارس سمع صوت زعيق ابو الممحونة اللى جنبك وصوت الرزع والتكسير فطلب البوليس ... والإسعاف جت شالتك جابوك على هنا
  • وابو سهام فين ؟
  • البوليس خده عالقسم باين... مكناش عارفين نتفاهم معاهم لغاية ما الريس اتصل بفريديرك فهمهم إن الممحونة دى مراتك وانا امك وهو ابو مراتك وحصلت مشكلة بينه وبينك... سابونا نقعد جنبك وخدوا ابوها عالقسم وفريدريك راح معاه... كانوا عايزين يتصلوا بالقنصلية لكن فريدريك أقنعهم يستنوا لعاية مانت تفوق وياخدوا أقوالك ... فيه واحد من البوليس واقف على باب الأوضة مستنيك تفوق
  • والريس فين دلوقتى ؟ راح مع ابوسهام القسم ؟
  • لأ الريس فى الإستراحة برة مستنيك تفوق
  • طيب نادى علي الظابط اللى واقف برة وخلى الدكتور يجيى لو سمحتى يا إلهام ... مينفعش الموضوع يوصل القنصلية خالص ... إنتى متأكدة يا سهام إنك تخنتى مش ورمتى من ضرب ابوكى
  • إنت بتهزر ... ابويا مكانش بيضربنى بالغباوة دى ... كنت زمانى مُت فى إيده
وتكلم أمجد مع الشرطى الذى حضر بمجرد إستدعاء إلهام له وبعد أن أحضر بعض الأوراق دون فيها أقوال أمجد وطلب منه توقيعه عليها بعد إن إطلع على باسبوره الذى أحضرته إلهام معها فى حقيبتها وطلب أمجد من الدكتور إبراهيم مرافقة الشرطى للمكان المحتجز به أبو سهام

  • أنا آسف لحضرتك يا دكتور بس الموضوع لازم يتلم ... حضرتك لو ممكن تروح مع الظابط ده لغاية القسم تفهم ابو سهام إنى قلت فى المحضر إنه حمايا وإنه كان جايب الفازة هدية ليا انا وسهام بمناسبة جوازنا وانا باتفرج عليها إتكعبلت فى السجادة ووقعت ودماغى خبطت فى الفازة وإتعورت ... خلى فريدريك يترجم اللى هيقوله لإنهم مبيعرفوش إنجليزى ... اللى فهمته إن فريدريك ظبطهم فى القسم وهيعدوا أى حاجة يقول عليها
  • هو هنا كمان الشرطة بتتظبط ؟
  • يووووووه يا إلهام ... أكتر من عندنا كمان
  • طيب يا أمجد هنعمل إيه دلوقتى ؟ يعنى ناوى على إيه
  • هاتجوز سهام رسمى يا دكتور
  • يابنى مش باتكلم على سهام ... إنت هتقعد فى المستشفى لغاية ما تخف ولا هتعمل إيه ؟
  • لأ يا دكتور مستشفى إيه اللى اقعد فيها ... دى شوية كدمات وهتخف على طول .
  • كدمات ؟ ياض إنت واخد 3 غرز فوق عينك ووشك مش باينله ملامح
  • يا إلهام ياما حصلى اكتر من كده وانا بالعب ... متقلقيش انتى بس ... انا عايز اقابل ابو سهام اول ما اخرج من المستشفى ... ممكن تساعدنى يا دكتور ؟
  • يعنى عايز اعملك إيه ؟
  • نتقابل تانى فى شقة إلهام واطلب منه إنى اتجوز سهام رسمى
  • ياض البت بتقولك بيعتبرك صرصار ... هيرضى يجوز بنته لصرصار؟
  • نجرب تانى يا إلهام ... ماهو لو موافقش هتجوزها غصب عنه ... أنا وهيا دلوقتى كبار مش قُصّر لسة ... ولو نشف دماغه هاروح اعقد عليها فى القنصلية ... وطبعا سهام الخارجية كلها عارفة حكايتها مع الراجل اللى ابوها جوزهاله ... يعنى هتبقى فضيحة وابو الواد هيحس إنه اضحك عليه من ابو سهام ... وإنتى عارفة ابوه يبقى مين وممكن يعمل إيه
  • يابن اللذينة ... هتبتز الراجل يعنى
  • مش هابتزه يا إلهام ... أنا بس هاخد مراتى منه ... ممكن تساعدنى يا دكتور
  • ماشى ... انا هاروح مع الظابط القسم دلوقتى و خلينا نتقابل فى شقتى المرة دى ... كفاية اللى حصل فى شقة إلهام ... وانا هاجيب ابو سهام وآجى
  • شكرا يا ريس ... مش عارف أرد جمايلك عليا إزاى
بمجرد خروج الدكتور إبراهيم دخل أحد الأطباء للغرفة وفحص أمجد فحصا دقيقا ونصحه ببعض الراحة وزوده بروشتة بها بعض المسكنات والمضادات الحيوية قبل أن يصرح له بالخروج ... ووناولت سهام أمجد ملابسه الملطخة بالدماء التى دخل بها للمستشفى ليغيرها وقبل أن يشرع فى خلع رداء المستشفى ليرتدى ملابسه

  • إلهام ... ممكن تخرجى علشان أمجد هيغير هدومه
  • نعم يا روح أمك ؟ بتغيرى عليه منى يا بت ولا إيه
  • لأ مش قصدى يا هوما ... دانتى امه ... بس ميصحش تشوفيه وهو قالع
  • يا ممحونة مش هينفع يعمل معاكى حاجة دلوقتى بعد اللى ابوكى عمله فيه ... ده لو مكانش ابوكى بوظه خالص أصلا... وبعدين مانتى هتشوفيه وهو قالع يا هايجة ... مجتش عليا انا
  • هو جوزى يا هوما .... يعنى مش هاشوف حاجة مشوفتهاش قبل كده
  • أه يا كلبة ... ماشى هاروح اشوف حساب المستشفى على ما جوزك يغير ... يام شخة انتى وجوزك ابوشخة
  • حساب إيه يا إلهام ... شركة التأمين هتدفع كل حاجة ... فريدريك مأمن على كل اللى فى المكتب
  • خلاص هستناكوا برة ... إخلصوا بسرعة ... غيريله هدومه بس يا ممحونة مش حاجة تانية ... لما نتنيل نشوف ابوكى هيعمل إيه معاه
.........................................................................................

جلس أبو سهام وأمجد والدكتور إبراهيم فى غرفة الصالون الملحقة بشقة الدكتور وأمجد بملابسه الملطخة بدمه وقد وضعت ضمادة على جبينه أخفت نصف عينه اليمنى المغلقة ... وبعد صمت بدا طويلا بدأ الدكتور إبراهيم الحديث

  • عايزين ننهى الموضوع يا جماعة و كفاية اللى حصل
  • أنا يادكتور قدامك اهو باعتذر للباشمهندس على جوازى من سهام من غير علمه ... وباطلب إيدها منه فى حضورك
  • سهام مين اللى تطلب إيدها منى يا صرصار إنت ... بنتى انا تتجوز صرصار زيك ؟
  • يا باشمهندس أمجد دلوقتى أهم مصمم فى مكتب فريدريك ... وانت عارف وزن مكتب فريدريك فى العالم كله ... وغير كده أمجد دلوقتى شريك لفريدريك وهيفتحوا فرع فى مصر للمكتب اللى هنا
  • برضه هيفضل فى نظرى صرصار ... هيشارك فريدريك بأيه الشحات ده ... كبيره خمسة فى المية نظير الإدارة
  • لأ يا باشمهندس ... نصيب أمجد فى مكتب مصر 25% ... وغير كده أمجد دلوقتى ليه إسم كمصمم ... يعنى إنت هتجوز بنتك المهندسة لمهندس شاطر إنت محتاجه .... أنا عرفت إنك أخدت أرض فى الساحل الشمالى علشان تعملها قرية سياحية ... أكيد لما يكون معاك مصمم شاطر هيبقى تصميم القرية ومبانيها حاجة تانية ووحداتها هتتباع بفلوس تانية... شوف بقى لما يبقى المصمم ده كمان جوز بنتك ... شوف هتوفر كام بس فى بند التصميم
أراد الدكتور إبراهيم إثارة جشع رجل الأعمال الموجود بداخل أبو سهام ... وبدا نجاح خطته فى ملامح الرجل التى تغيرت إلى الإرتياح ... فهو على كل الأحوال موقن بداخله مما رآه من تمسك سهام بهذا الشاب وتمسكه بها من أنه لن يستطيع تفريقهما ... وموقن أيضا من أن أمجد هو شاب لا يطمع فى أمواله فقد درس أخلاقه جيدا منذ كان يأتى لبيته ... لكنه كان يريد المزيد من التفكير ليخرج بأكبر مكسب يستطيعه من خلف تلك الزيجة ... فأعاد ملامح الغضب لوجهه قبل أن يعاود حديثه

  • خلاص ... يجيى يطلبها منى حسب الأصول
  • ما هو أنا باطلبها من حضرتك أهو
  • لأ يا حبيبى ... تيجى تطلبها منى فى بيتى ... ويا إما أوافق أو موافقش
  • يا عمى هاطلب منك أيد مراتى ؟
  • ما تقولش عمى دى علشان بتفور دمى ... ومش مراتك لسة ... لما ابقى اوافق وتتجوزوا رسمى تبقى مراتك
  • طب اقولك إيه بس ؟ حضرتك لسة ماضى على محضر رسمى إن انا جوز بنتك .
  • لأ ... لازم تيجيى تطلبها منى واوافق
  • حضرتك انا لسة قدامى هنا شهرين تلاتة لغاية ما أرجع مصر ... هنستنى كل الوقت ده علشان اطلبها منك
  • خلاص ... تيجيى تطلبها منى هنا فى البيت اللى انا قاعد فيه ... وتجيب ابوك معاك ... هى دى الأصول
  • هاجيب ابويا منين دلوقتى ؟ أبويا أصلا علشان ياخد موافقة ويطلع فيزا أكون انا رجعت مصر
  • خلاص يا باشمهندس ... إعتبرنى انا ابوه هاجيبه وآجى نطلبها منك هنا قبل ما تسافر ... ولا انت مش عايز تناسبنى ... أمجد زى ابنى بالظبط
  • إزاى بس يا إبراهيم مش عايز اناسبك ... أنا موافق ... تعالوا بعد بكرة قابلونى واطلبوها منى ... و تسمعوا طلباتى وطلبات البنت
كاد أمجد أن ينفجر فى وجه ابو سهام لتعنته لكن نظرة من الدكتور إبراهيم أوقفته ... فالأستاذ الحكيم يعرف أن أبو سهام يريد أن يزيد مكاسبه من الصفقة ويريد بعض الوقت ليحسب أكبر قدر من المكاسب يستطيعها من وراء تلك الزيجة

  • خلاص يا باشمهندس إحنا موافقين ... بعد بكرة هاجيب أمجد ونطلب منك إيد سهام رسمى ... نقرا الفاتحة بقى
  • فاتحة إيه بس يا إبراهيم ... لما تيجوا ونتفق نبقى نقرا الفاتحة .
  • خلاص إتفقنا ... ننادى العروسة بقى علشان تسمع الإتفاق
  • إحنا متفقناش على حاجة لسة ... والولد ده مش هيشوفها غير بعد ما نتفق ويوافق على طلباتى
  • وانا موافق يا عمى ... مش هاحاول اشوفها من غير موافقة حضرتك
  • قلت كلمة عمى دى بتعصبنى ... مش عايز اسمعها منك تانى
  • تحت امرك يا عمى
  • شوف الواد برضه ... قلتلك متقوليش عمى
  • ....................................................................................................
بذل أمجد مجهودا كبيرا فى محاولاته لإقناع إيزابيلا بعدم وجودها بجواره لتتطببه وتحجج بوجود إلهام والدكتور إبراهيم الدائم حوله وأنهم كشرقيين لن يتفهموا طبيعة علاقتهما ... فتقبلت حجته على مضض واكتفت بوجودها معه قبل حضور إلهام لوقت قصير إطمأنت فيه عليه وغيرت له على جرحه ولكنها اتصلت به أكثر من مرة للإطمئنان عليه

مكث أمجد فى شقته ولم يعد يحمل هم الإتصال بمُنى من كابينة التليفون بعد أن عثر بالمصادفة على رقم مكتب إتصالات يستطيع أن يطلب منه مكالمات دولية من مكانه نظير عمولة بسيطة يرسل له أحد مندوبيه لتحصيل قيمتها مع قيمة المكالمة فلم يخرج من بيته ذلك اليوم وتكفلت إلهام بإحضار طعامه وطمأنته على سهام بعد أن وعدت أبيها بأنها لن تتصل به قبل أن يتقدم له بطلب يدها .

واتى يوم لقاء أمجد والدكتور إبراهيم بأبو سهام واصطحبا معهما بالطبع إلهام ووصلوا جميعا للفيلا الفاخرة التى يقطنها أبو سهام مع أسرته الصغيرة والتى تنافس فى فخامتها الفيلا التى يملكها فى مصر واصطحب أمجد معه باقة زهور ضخمة وأحد صندوقى السيجار الذين اشتراهما من المطار كهدية لأبو العروسة

جلسوا جميعا مع أبو سهام الذى تقمص دور الأب الذى يقابل طالب يد أبنته مما أثار فى نفوسهم شيئا من السخرية لكنهم كانوا جميعا على علم بأن المقاول الكبير يتقمص الدور للحصول على أكبر مكاسب ممكنة من الزيجة التى يعتبرها صفقة جديدة يضيفها لسلسلة صفقاته الناجحة

  • خير يا بنى ... كنت عايز تقابلنى فى إيه ؟
كتم أمجد ضحكة كادت أن تفلت منه من الجملة لكن إلهام كعادتها لم تستطع كتمان تلك الضحكة العالية

  • مانت عارف إحنا جايين ليه ... مالك يا عم
  • لأ بصراحة مش عارف يا مدام إلهام
  • إستنى بس يا إلهام ...إحنا جايين يا باشمهندس نطلب إيد بنتك سهام لإبننا أمجد
  • أنا يشرفنى يا دكتور ... لكن هل أمجد هيقدر على طلباتى
  • أنا تحت أمرك يا عمى فى كل اللى تطلبه
  • إنت عارف إن سهام بنتى ووريثتى الوحيدة ... يعنى لازم أكون متأكد إنك مقدرها ومش طمعان فيها
  • أؤكد لك يا عمى إنى هاشيل سهام فى عنيا ومش هازعلها فى يوم
  • وهتقدر على مهرها ؟
  • أنا تحت أمرك
  • أنا مش هاطلب منك فلوس مهر ... لكن ... تصميمات القرية السياحية بالكامل هتعملها مجانا ... من بلانات المعمارى لغاية الماكيت ... مش بتقول إنك شريك فى مكتب التصميمات ؟
  • وإحنا موافقين يا باشمهندس ... بلانات القرية كلها والماكيت مهر سهام
  • بس يا دكتور .....
  • أسكت إنت يا أمجد ... طلباتك إيه تانى يا باشمهندس
  • الشبكة ... الشبكة تكون فى حدود ....
  • الشبكة سهام اللى تختارها زى ماهى عايزة ... أجل الكلام فى الشبكة لغاية ما سهام تيحيى وتقول رأيها
  • ماشى كلامك يا مدام إلهام .... أهم حاجة بقى ... أنا موافقش إن بنتى تكون زوجة تانية
  • سامحنى حضرتك فى اللى هاقوله لكن سهام هى الزوجة الأولانية ... إحنا متجوزين من 7 سنين
  • برضه مش هتعرف تنرفزنى ... خلاص يبقى انا موافقش إنك تتجوز على بنتى
  • حضرتك لما نكتب الكتاب هابقى إتجوزت بنتك على مراتى ... يعنى هتكون هى الزوجة التانية
  • إنت هتلاعبنى ... أجيلك من هنا تجينى من هنا .... خلاص أنا مش موافق إن بنتى يكون لها ضرة وخلاص
  • أعتقد يا عمى الرأى الأخير فى الموضوع ده يكون لسهام
  • يا باشمهندس ... سهام عارفة إنه متجوز ومراته صاحبتها ومش هتمانع
  • بس لو فى يوم جيت على بنتى يا صرصار إنت هاخرب بيتك
  • متخافش حضرتك ... عمرى ما هاجى على سهام
  • نيجى بقى لأهم نقطة ... هتعيش بنتى فين ؟ أظن الشقة اللى كانت حيلتك هتتجوز فيها مراتك التانية
  • هأجر لسهام شقة فى المكان اللى هيا تحبه
  • بنتى انا تعيش فى شقة متأجرة ... ده اللى مش ممكن اوافق عليه ... بنتى طول عمرها عايشة فى فيلا
  • ماهو يا عمى أنا إمكانياتى متسمحش بأنى أشترى فيلا دلوقتى
  • تبقى تعيش مع بنتى فى فيلتى فى مصر ... هتبقى بنتى تحت عينى وحتى لما تبقى مع مراتك التانية تبقى هى فى ونسنا أنا وامها ... أوضتها واسعة ... تبقى تشترى أوضة نوم نفرشها فيها وخلاص
  • إزاى بس ياعمى ... كده مش هنبقى براحتنا فى وجودك إنت وماماتها طبعا
  • براحتك يعنى إيه يا ولد ... ما تحترم نفسك
  • مش قصدى يا عمى ... قصدى لو هزرنا مع بعض وصوتنا على ولا حاجة أكيد هيكون فيها إحراج
  • خلاص بقى متحبكهاش ... نسأل سهام ... لو عايزة تعيش فى الفيلا معاكم أمجد هيوافق لو عايزة شقة يبقى يشتريلها شقة بالتقسيط حتى
  • بس يا مدام إلهام ....
  • مافيش بس ... وافق بقى ومتبقاش رذل
  • بس كده يبقى فيه طلب تانى نظير إن بنتى هتعيش فى شقة أو معايا
  • تحت أمرك
  • تشتغل عندى فى الشركة
  • أشتغل عند حضرتك إزاى يعنى ؟ إنت عارف حضرتك أنا بآخد كام فى شغلى؟
  • هتكون بتاخد كام يعنى ؟
  • أمجد بياخد فى الساعة مبلغ كبير بالدولار يا باشمهندس
  • فى الساعة ؟ هو انا بأجر عجلة ؟ وهو هياخد منى زى ما بياخد من الغريب ؟ ماهى فى الآخر شركة مراته
  • والمكتب يا عمى اللى هيتفتح فى مصر ده ؟ مانا لازم اكون موجود فيه ...هاشتغل عند حضرتك إزاى
  • خلاص ... أنا هاحلهالكم ... أمجد يشتغل معاك فى شركتك يومين فى الإسبوع بنص أجره اللى بياخده
  • خلاص موافق علشان خاطرك بس يا دكتور... بس هيبقى مسؤل عن قسم التصميمات فى الشركة عندى كله ... أى غلطة هيتحبس هو
  • ماشى ... وإحنا موافقين ... نادى بقى عالعروسة ناخد رأيها فى اللى قولنا عليه ونقرا الفاتحة
  • لسة حاجة أخيرة
  • يووووه ... لسة إيه تانى ... أنا اتخنقت منك وهاخد الواد ونمشى
  • لأ ... دى حاجة فى مصلحة الجميع يا مدام إلهام... الجوازة دى لو تمت لازم تفضل سر محدش يعرفه غير فى الوقت المناسب ... إنتو عارفين لو أبو طليق سهام عرف ممكن يعمل فيا وفى أمجد إيه ... حتى الشغالين اللى فى الفيلا لو سهام وافقت تقعد معايا هاجيبهم كلهم أجانب ... مش هارجّع غير الدادة بتاعت سهام والبواب ... دول بس اللى هثق فيهم لإنهم هيحافظوا عالسر
  • ماشى ياسيدى ... محدش هيعرف غير لما ابو المحروس يغور فى داهية تاخده ... روح بقى خلى العروسة وامها يجوا ويجيبوا القهوة ... ولا يجيبوا الشربات علطول
بمجرد إبتعاد أبو سهام مال أمجد على أذن الدكتور إبراهيم مستفسرا

  • يا دكتور طيب تصميمات المعمارى أنا هاعملها والديكور أنا وإلهام هنعملها ... باقى التصميم مين هيعمله بس
  • يا أمجد هو احنا أول ما هنفتح المكتب هيجيلنا شغل علطول كده ؟ لغاية ما فريدريك يبقى يبعت لنا شغل يبقى المهندسين هناك يشتغلوا على المشروع بتاع حماك .... كده أو كده هياخدوا مرتباتهم
وأخيرا ظهرت سهام ... متألقة جميلة وقد تزينت وصصفت شعرها المتموج الرائع لينسدل على أحد جانبى وجههها مظهرا عنقها الجميل ترتدى فستانا يصل فقط لركبتيها مظهرة جمال ساقيها وقد إرتدت الخلخال فى كاحلها ليبرز جمال ساقيها وتناسقهما ... كانت تبدو خجلة كأى عروس يتقدم حبيبها لخطبتها.

وقف الجميع وحمل أمجد باقة زهوره وتقدم نحوها لتتناولها منه وتضمها لصدرها فبدت وكأنها أجمل زهرة فى باقة الزهور وعلى عكس ما كان يتوقع أمجد فقد بدت سعادة حقيقية على وجه أمها التى تجاورها ... إنها سعيدة لسعادة ابنتها

جلست سهام على الكنبة المواجهة للمقعد الذى كان يحتله ابيها وجلس أمجد إلى يسارها واحتلت إلهام الطرف الآخر ممسكة بيدها تساعدها على تجاوز خجلها وبدا الأب سعيدا بتلك السعادة التى فيها ابنته

  • يا سهام ... الباشمهندس أمجد طالب إيدك ... أنا موافق لو انتى موافقة ... لكن فيه حاجات لازم ناخد رأيك فيها الأول وتوافقى عليها
  • اللى تشوفه يا بابا .
  • أول حاجة انتى عارفة إن أمجد متجوز ... موافقة تكونى زوجة تانية ؟
  • أنا الأولانية يا بابا مش التانية
  • يووه هتعملى زيه واقولك التانية تقولى الأولى وأقولك الآولى تقولى التانية
  • أنا موافقة يا بابا ... منى أعز صاحباتى ومش ممكن أجرحها
  • تانى حاجة الشبكة ... إحنا اتفقنا إنك تختارى الشبكة اللى انتى عايزاها وأمجد إتعهد إنه يجيب اللى انت عايزاه
رسمت سهام على وجهها نظرة مندهشة قبل أن تفاجئ ابيها وأمجد

  • شبكة إيه يا بابا ... أمجد إشترالى شبكة غالية لما كنا ... كنا ... كنا مع بعض يعنى ... وانا مش عايزة شبكة تانية
  • إشترالك شبكة غالية ؟ إمتى ده ؟
  • أنا حتى جايبها معايا ... اطلع أجيبها من أوضتى وارجع حالا
وقامت سهام سريعا وتركت نظرة الدهشة على وجه أبيها وأمجد الذى لكزته إلهام ومالت على أذنه هامسة

  • كنت متأكدة إن ابوها هيعمل حركة الشبكة دى ... نزلت انا وسهام الصبح إشتريناها... هديتى انا والريس ليكوا يا بغل
عادت سهام تحمل معها علبة مجوهرات لتفتحها مظهرة طاقم ذهبى غاية فى الرقة والروعة والإتقان ودبلة ذهبية عريضة لتعرضها على أبيها وأمها والدكتور إبراهيم وإلهام التى إبتسمت

  • خلاص بقى يا جماعة ... أهى الشبكة موجودة ... أمجد يلبس سهام شبكتها دلوقتى ويبقى كله تمام
  • إستنى يا مدام إلهام ... لسة باقى الأمور اللى لازم سهام تقول رأيها فيها ... أمجد يا سهام كان عايز تعيشوا فى شقة متأجرة ... وانا كان رأيى تعيشوا معانا فى الفيلا ... نوضب أوضتك وتعيشوا فيها حتى لما يبقى عند مراته التانية تبقى معانا . إيه رأيك ؟
  • مش هنبقى على راحتنا يا بابا لو إتجوزنا فى أوضتى فى الفيلا ... أنا عندى رأى تالت ... إيه رأيكم نتجوز فى الملحق ... نزود عليه أوضة تبقى أوضة نوم وهابقى براحتى وبرضه معاكوا ؟
  • ملحق إيه يا سهام ؟ باباكى هد الملحق وسواه بالأرض
  • إنت بتقول إيه يا أمجد ؟ إنت عملت كده يا بابا ؟ حرام عليك ... دا كل ذكرياتى فيه من أول ما وعيت عالدنيا ... ليه كده يا بابا ...ليه كده
ودخلت الجميلة فى نوبة بكاء عميقة وارتمت على صدر أمجد تختبئ به وقد علا صوت نشيجها وشعر الجميع بما فيهم الأب بمدى الحزن الذى تركه خبر هدم الملحق على نفسها وهى فى ذروة فرحتها .

شعر الأب بالذنب وبإشفاق حقيقى على صغيرته فاتجه ناحيتها وأخذ يربت عليها فى حنان حقيقى إستغربه أمجد والحاضرين من رجل الأعمال الذى فشل فى كبح جماح مشاعره أمام إبنته فأوسعت له إلهام مكانها ليجذب ابنته فى هدوء برقة بالغة لحضنه ويربت عليها وهو يقبل رأسها

  • متعيطيش يا سهام بالشكل ده ... هارجعلك الملحق أحسن مما كان ... بس بلاش تعيطى وانتى فى عز فرحتك
  • أنا مش عايزاه أحسن من ما كان ... رجعهولى علشان خاطرى بس زى ما كان ... ورجعلى الدفاية مكانها
  • خلاص هارجعهولك زى ما كان ... وهاعملك دور تانى فوق منه يبقى أوضة نوم ... مبسوطة ؟
وانفرجت شفتا الجميلة بإبتسامة من بين دموعها وقبلت والدها على خده

  • خلاص بقى يا بت متنكديش علينا وإحنا فرحانين ... إفردى بوزك ... أهو ابوكى قالك هيرجعهولك زى ماكان
  • وكمان يا ستى أمجد هيشتغل معانا فى الشركة ... هنعمل قسم للتصميمات وهتبقى انتى مديرته وأمجد هيكون المسؤل عنه ... يعنى هتبقى مديرة جوزك ... وبدال ما بندفع فلوس لمكاتب تصمم لنا نوفرها ويبقى زيتنا فى دقيقنا
  • خلاص بقى يا أولاد قوم يا أمجد لبس مراتك شبكتها ... قصدى خطيبتك ... يوووه أنا مبقتش عارفة انتوا مخطوبين ولا متجوزين
  • نتفق بس على المواعيد يا مدام إلهام ... إحنا هنرجع أمريكا كمان كام يوم علشان نرتب حالنا ونجيب حاجتنا قبل ما نرجع مصر ... يعنى شهر كمان ونكون فى مصر ونبتدى فى بنا الملحق ... هيحتاج 6 شهور على ما يخلص يعنى نقول الجواز هيتم على شهر 9 مثلا
  • شهر 9 بعيد أوى يا بابا
  • يابت إهمدى مش قدام ابوكى ... يخربيت محن البنات ... خلاص تبقوا تقعدوا فى أوضة سهام وخلاص لغاية الملحق ما يخلص
  • أنا قدامى هنا شهرين على ما ارجع مصر ... هاقعد هناك شهر وارجع هنا تانى علشان فيه شوية حاجات لازم أخلصها
  • خلاص يبقى تدخلوا قبل ما ترجع وتقضوا شهر العسل هنا ... حتى تكون خلصت موضوعك هناك .
  • لأ هنا مش هينفع ... مش هاعرف استمتع بالأجازة وفريدريك مش هيسيبنى فى حالى ... إناهآجى اخلص اللى ورايا وسهام تجيلى على مايوركا ... محدش هيزعجنى هناك
  • ومالو يا خويا ... علشان تبقوا براحتكم ... موافق يابو العروسة ؟
  • موافق يا مدام إلهام... نقرا الفاتحة
وانتهت أخيرا تلك المقابلة بعد أن وضع أمجد الشبكة فى يد سهام ورقبتها وباتت دبلة ذهبية عليها إسمه تزين إصبع يدها الأيمن ... عليها إسمه لكن بحروف لاتينية

خاتمة

وهكذا إنتهى حكى الباشا فى هذا الجزء

أيام قليلة فى عمر الزمان لكنها كانت من أكثر الأيام تأثيرا فى حياته

لقد أصبح شريك فى مكتب تصميمات شهير ... عادت له زوجته الأولى التى حارب من أجل إستعادتها ... كانت أولى الخطوات فى تحوله من المهندس الشاب أمجد إلى الباشا رغم صغر سنه وقتها

أما كيف كانت علاقته بزوجتيه وكيف وازن بين علاقته بهما فأنا مثلكم فى إنتظار إستكمال حكيه فى الجزء الثالث من السلسة الثانية فأنا مثلكم متشوق لإكتشاف كيف تعامل مع كل ما يحيطه من أمور

إلى لقاء أرجو أن يكون قريبا

إذا كان بالعمر بقية

الجزء الثالث

مقدمة

وأخيرا عاد الباشا للحكى ... فى هذا الجزء كشف لى الباشا أسرار عن حياته لم أكن أتخيلها ... كشف لى عن أول مرة يطلق عليه فيها اللقب الذى رافقه طوال حياته ... كشف عن أشياء منها ما ذكرته ومنها مالم أذكره ... أسماء وأحداث أخفيتها وأخرى صرحت عنها بالإشارة ... أيام قد تبدوا لمن يقرأ عنها ما هو معروف هادئة ... لكن الهدوء الظاهرى كان يخفى تحته صراعات كشف لى عنها ... وكاعادة أصدقائى أرجوكم لا تكتفوا بقراءة الكلمات المكتوبة

لكنى أرجوكم أن تقرأوا ماهو بين السطور

والآن لنستكمل معا قراءة ما أملاه على الباشا





إستعاد أمجد عافيته بعد أيام قلائل من لقائه مع أبو سهام وهبط الورم الذى كان يملأ وجه ولم يتبق فقط إلا ضمادة بسيطة يخفى بها الغرز الثلاث فى جبينه وبقى يومان على موعد مغادرة سهام وأسرتها برشلونة للإستعداد للعودة لأمريكا ثم العودة لمصر.

دعا الدكتور إبراهيم وزوجته أسرة سهام لسهرة رآها واجبة للإحتفال بخطبة الزوجين و اختارملهى الفندق الشهير ذو الطراز المعمارى العتيق بوسط العاصمة بشارع la Rrambla أجمل فنادق العاصمة الكتالونية وقتها لقضاء تلك السهرة .

أصرت سهام على الذهاب للسهرة فى سيارة أمجد المتواضعة بدلا من الذهاب بتلك السيارة الفاخرة التى إستأجرها أبوها فقد إشتاقت لوجودها بجواره فى سيارة يقودها ... لم تدع سهام لحظة بمجرد تحرك السيارة حتى أحتضنت ذراع زوجها ... كم اشتاقت لملمس ذراعه على صدرها ... كم اشتاقت لمناكفاتها معه عن رفضه ركوب سيارة تقودها أمرأة ... كم اشتاقت لقبلة كان دائما ما يضعها على أناملها عندما يرفع كفها لفمه بيد بينما يقود السيارة بيده الأخرى ... إشتاقت لكل هذا ولم ترفع عينيها عنه طوال خمس وأربعون دقيقة إستغرقتها رحلة سيارة زوجها المتواضعة تتبع سيارة أبيها الفاخرة.

فى الموعد كانت سهام تسير خلف أبويها تتأبط ذراع زوجها ترتدى ذلك الفستان الأسود الضيق المفتوح الجانب الذى اشترته خصيصا لتلك السهرة.... لأول مرة منذ زواجها لا تجد نفسها تخشى من أن يراها أحد معارف أبيها مع أمجد ... زوجها وحبيبها ... كان دائما ما يعاملها كأميرة برقته حتى فى لفة ذراعه برقة حول خصرها ... تمنت أن يلف ذراعه حول خصرها كما كان يفعل دائما فى شقتهما التى دمرها ابوها وأصبحت الآن مملكة لأخرى ... لكنها لم تهتم ... فستنشئ مملكتها الخاصة من جديد ... الآن بدون خوف من علم أبيها وأمها .

وصلوا للملهى الفخم ذو الطراز الكلاسيكى والأرضيات الخشبية ومكان الرقص الفسيح فى وسطه الذى تتصدره فرقة موسيقية ليجدوا صاحب الدعوة وزوجته وبالطبع الأم الروحية لكلا الشابين قد سبقوهم ليجلس الجميع بترتيب الأصول

أبو سهام تجاوره زوجته ثم إلهام ثم زوجة الدكتورإبراهيم يجاورها زوجها .... جلست الجميلة سهام تجاور أبيها وجلس جوارها زوجها ... أو خطيبها حسب رأى أبيها ... لم تستطع سهام كبح جماح نفسها فألصقت فخذها بفخذ أمجد طوال فترة تناولهم العشاء وتسللت يدها أحيانا تتحسس فخذ زوجها الذى لم يتوقف لحظة عن ملامسة فخذها العارى الملاصق له حتى بدأت الموسيقى فى إشعال النار فى جسدى الشابين فوقف أمجد وأستأذن أبو سهام فى أن يراقصها .... وافق الأب على مضض بعد نظرة سريعة لوجوه الجالسين خجل بعدها من أن يرفض طلب أمجد

تلاصق جسدا الشابين خلال الرقص ونسيا كل الجالسين حول المائدة يراقبونهم ... كلهم بسعادة إلا أبو سهام الذى كان على وشك الإنفجار لولا لمسات زوجته المهدئة

نظرت أم سهام لإلهام وزوجة الدكتور الذين مالا على بعضهما يتحدثان بهمس وضحك مكتوم بينما ينظران للشابين المتراقصين وهى تشعر بأن الحديث يدور حول ابنتها فبادرتها إلهام هامسة ضاحكة كعادتها

  • آه بنتكلم على بنتك ... عايزة تسمعى قربى دماغك هنا بعيد عن جوزك ... مبنقولش حاجة وحشة
لم تستطع السيدة الوقور كتم ضحكتها من إسلوب إلهام ولا من الطريقة التى نطقت بها الكلمات فمالت على إلهام لتستمع لحديث السيدتين

  • كنت باقولها إن بنتك مش هتعدى الليلة دى من غير ما تتبسط
  • تتبسط اكتر من كده ؟ دول لازقين فى بعض وابوها عايز يقوم يخنقها
  • لأ يا ختى ... هى عايزة تتبسط اكتر من كده ... دول كانوا مجننين أمى فى المكتب ... كنت باخاف أسيبهم لوحدهم خمس دقايق أرجع الاقيهم راكبين على بعض
إنطلقت من النسوة الثلاث ضحكة صاخبة نظر معها أبو سهام شذرا لزوجته ولم تتترك إلهام الفرصة

  • إيه ؟ بتبص لها كده ليه ؟ بنقول كلام نسوان ملكش دعوة بيه ... قربوا يا ستات نكمل كلامنا
شعر ابو سهام بالإحراج فأدار رأسه يراقب أبنته وهى تراقص زوجها وكلما مر الوقت شعر بأن جرأة ابنته تزداد فى إلصاق جسدها بجسد أمجد وعادت السيدات لحديثهن الهامس

  • بس يا مدام إلهام أنا مكنتش فاكرة سهام ممكن تتجرأ كده ... عالأقل تتكسف من وجود أبوها ... متبينش جنانها كده
  • إيه مدام إلهام دى ... قولى إلهام علطول متتكسفيش... وبعدين تتكسف من إيه يا ولية ... ده جوزها
  • لأ جوزها إيه ... ده برضه يعتبر لسة خطيبها
  • إنتى هتستعبطى ؟ مانتى عارفة إنهم متجوزين ... ده لو مكانش الحركة اللى عملها المفترى جوزك كان زمان عندهم عيلين تلاتة دلوققتى
  • لا ياشيخة حرام عليكى ... عيلين تلاتة إيه اللى يجيبوهم فى 3 سنسن
  • باقولك مبيهمدوش هما الإتنين ... إنتى فاكرة اللى بنتك بتعمله دلوقتى ده وهى بترقص مع أمجد جنان ؟ أنا دلوقتى هوريكى جنان بنتك على أصله
وأشارت إلهام للجرسون الذى حضر فهمست له ببعض كلمات بالإنجليزية وتأكدت انه فهم ما قالته ليتوجه بعدها الجرسون لقائد الفرقة الموسيقى ويهمس له ببضع كلمات لينهى قائد الفرقة القطعة الموسيقية الهادئة التى كانت تعزفها فرقته ويبدأ بعدها فى عزف المقطوعة التى طلبتها إلهام

تانجو por una cabeza

بمجرد إنظلاق ذلك التانجو كأنما شيطان تلبس سهام فباتت إلتصاقتها بأمجد وإنحناءاتها حول جسده تعبر عن جرأة لا متناهية وطاوعها أمجد فى جنون رقصها فبات يحملها ويدور بها على أنغام التانجو بعد أن توقف كل من كانوا يرقصون عن الرقص وتحول كل من فى القاعة لمشاهدين معجبين بهذا الثنائى الشاب المتناغم وعادت النسوة لتجميع روؤسهن والحديث

  • إيه ده يا مدام إلهام ؟ أنا مكنتش اعرف إن سهام بترقص تانجو .... دى بترقص مع أمجد كأنهم محترفين ... والبت معندهاش ريحة الكسوف
  • قلتلك بلاش مدام دى ... عايزاها تتكسف من إيه ... دى بترقص مع جوزها ... يعنى شافوا بعض بلابيص ... إيه مكونتيش بتعملى كده وانتى فى سنها
  • لا ياختى ... إحنا عمرنا ما عملنا كده
  • مانتو علشان كده مخلفتوش غير بنت واحدة ... جتكوا خيبة
إنطلقت النسوة الثلاث فى موجة ضحك طويلة لم يستطعن كتمها وعادت بعدها أم سهام للحديث وهى تكاد لا تتمالك نفسها

  • دانتى مصيبة يا إلهام ... أحنا لازم نبقى اصحاب ... لما نرجع مصر انا مش هاسيبك إدينى رقم تليفونك فى مصر
  • دى كده ماسكة نفسها علشان بتخاف من إبراهيم ... إقعدى معاها لوحدكوا كده هتسمعى منها بلاوى
  • لأ دى متتسابش ... إلاقيكى فين فى مصر
  • هتلاقينى مرزوعة فى مكتب جوز بنتك يا حبيبتى ... مافيش ورايا حاجة غيره هو ومكتبه ... باشتغله دادة وحارس فى نفس الوقت
إنتهت الرقصة أخيرا وصفق جميع الحضور بحماس لهذا الثنائى الرائع وكاد أمجد يطلب من قائد الفرقة عزف مقطوعة أخرى يراقص عليها زوجته لكن نظرة نارية من أبو سهام أوقفته فلف ذراعه الأيسر حول خصرها وأمسك كفها الأيمن بكفه اليمنى ورفعه أمام صدره وقبل أن يعودا لجلستهما وقف أبو سهام وطلب منها أن تجلس مكانه جوار أمها ووجه حديثه لأمجد

  • يعنى افتح نافوخك تانى علشان تتلم ... إيه اللى هببتوه ده قدام الناس
  • يا عمى عملنا إيه بس ... واحد بيرقص مع مراته ... عادى يعنى
  • قولتلك متفولش عمى دى ... ومش مراتك لسه ... لما تبقى تدفع مهرها تبقى تقول مراتى
  • تحت أمرك ... طب لما احب اكلمك اقولك إيه
  • متقولش حاجة ... لما تحب تكلمنى قول اللى انت عايزه من غير ألقاب ... أنا أصلا مش عايز اسمع صوتك
بينما كان ابو سهام يجادل أمجد كانت النسوة لا يتمالكن نفسهن من الضحك حتى هتفت إلهام بصوته الصاخب

  • هاتولى البت دى جنبى ... عايزاها فى كلمتين ... أقعدى انتى جنب جوزك يام سهام بس خليكى معانا ... علشان نعرف البت دى غلطتها
بالكاد إستطاعت أم سهام الوقوف من الضحك الذى تملكها من حديث إلهام وحديث زوجها مع أمجد وبمجرد إستقرار سهام بجوار إلهام تجمعت روؤس النسوة الأربع وكالعادة فجرت إلهام ضحكاتهن

  • إيه يابت يا سهام الحلاوة دى ... كان ناقص تقلعى الواد بنطلونه وانتى بترقصى
  • بس يا إلهام ... أنا كان متهيألى ابوها هيقوم يجيبها من شعرها وسط الناس ... لولا خاف من الفضايح كان عملها
  • يجيبها من شعرها ليه ياختى ؟ واحدة بترقص مع جوزها
  • كان واحشنى اوى يا إلهام ... 3 سنين محرومة منه ... لولا خوفى من بابا كنت عملت اكتر من كده
  • شوفى البت ... يابت بلاش هيجان ... الهيجان عالواد هينط من عنيكى
  • يا إلهام متكسفيش البنت بقى ... جوزها وبقالهم سنين مشافوش بعض ... وكانوا بيرقصوا سوا
  • مش بقولك كانوا مجننى فى المكتب ... إهمدى بقى بدال ابوكى ما ينكد علينا واحنا مبسوطين
وانتهت السهرة وقام الجميع للإنصراف وعندما أصرت سهام على أن يوصلها أمجد للفيلا المقيمة بها مع أسرتها أصر أبوها أن تكون سيارة أمجد أمام سيارته حتى يبقى عينه عليها ... فقد خشى أن يختفى أمجد بزوجته ويضطر للبحث عنهما وفى الغالب لن يجدهما .

عندما وصل الركب الصغير أمام باب الفيلا دخل أبو سهام من الباب أولا ووقفت أمها أمام الباب المفتوح تراقب ابنتها حسب تعليمات زوجها وامسك أمجد بيدى زوجته يقبلها بينما هى تهمس له

  • ربع ساعة واستنانى قدام باب التراس اللى عالبيسين ... عايزة اقعد معاك شوية
  • بس ابوكى لو شافنا هيعملها حكاية
  • متخفش مش هيشوفنا ... هيطلعوا يناموا علطول
تحرك أمجد بسيارته حيث أوقفها على بعد مناسب من الفيلا وعاد ليتسلل لباب التراس الموجود على حمام السباحة ليجد سهام زوجته الجميلة بعد دقائق تفتح له الباب وتتشير له بإصبعها على فمها قبل أن تهمس له

  • إقلع الجزمة علشان محدش يسمع صوت رجليك على السلم
  • ليه هو احنا هنقعد فين؟
  • فوق فى أوضتى ... علشان محدش ياخد باله .
وهنا يجد أمجد وحش شبقه يقفز أمامه يزين له زوجته ... وتلك المرة مصحوبة بمغامرة ... فسيكون مع زوجته على بعد خطوات من أبيها ... سخر أمجد من وحش شبقه ... فهو لن يجروء على مجامعة زوجته فى غرفتها التى لا يفصلها عن غرفة أبوها غير خطوات قليلة ... إنه فقط سيجالسها ويحكى لها عن كل ما قابله فى سنوات إفتراقهما الثلاث ... إبتسم له الوحش فى سخرية وشجعه على المضى فى مغامرته ... فهى مغامرة لن تخلو من المتعة حتى ولو لم يفعل شيئا ... ربت الشيطان على كتفه مشجعا وهو يخلع حذائه ويحمله بيده بينما تتقدمه زوجته فى سكون لتصعد أمامه السلم حافية يزين كاحلها خلخالها ويظهر لها فخذها الشهى المتناسق من فتحة فستانها الطويلة ... حاول أمجد إبعاد عينيه مقاوما شيطانه لكن هذا الوحش لم يكن بحاجة لبذل مجهود فى إقناعه ... فهى فى النهاية زوجته التى اشتاق إليها لسنوات ولن يتجاوز الأمر الحديث ... وربما إحتضان ... لكنه لن يتجاوز القبلات وهو اقصى ما قدّر أمجد حدوثه

تسلل أمجد خلف زوجته لغرفتها وأغلقت الباب خلفهما بالمفتاح فى هدوء شديد ونظرت لزوجها بإبتسامة رائعة وصدرها يعلو ويهبط من إثارة المغامرة ... ومن إثارة وجودها مع حبيبها خلف باب مغلق بعد فراق سنوات ثلاث

  • سهام ... أبوكى لو سمع صوتنا هيعمل جناية ... أنا عايزة يفضل هادى عليا لغاية ما نكتب ... مش عايزه ياخدك تانى بعيد عنى
  • متخفش ... إنت بس وحشتنى وعايزة أقعد معاك لوحدنا
وقفت سهام خلف أمجد تنزع عنه الجاكيت الذى يرتديه فأسقط حذائه من يده بينما تحرر الجاكيت من ذراعيه لتحتضنه من الخلف واضعة يديها على صدره بعد أن نزعت عن رقبته الكرافتة التى كان يرتديها وتضع رأسها على ظهره تستمع لصوت أنفاسه

  • تعالى نقعد عالشيزلونج ده ... من ساعة ما جيت هنا وانا باتخيل نفسى قاعدة معاك عليه
أحاط أمجد خصرها بذراعه وجلس على الشيزلونج وجذبها برقة لتجلس بجواره لكنها جلست فوق فخذيه وأحاطت رقبته بذراعيها وأراحت رأسها على صدره تستمتع بصوت دقات قلبه التى إفتقدتها طويلا

  • وحشتنى أوى يا أمجد ... كل حتة فيك وحشتنى
  • وانا مش قادر اقولك إنتى أد إيه وحشانى يا سهام ... عمرى ماكنت اتخيل إنى باحبك كل الحب ده
  • يا حبيبى ...
وامتدت أصابع سهام تفتح أزرار قميصه بهدوء وتتحسس صدره ... وهنا ظهر شيطان أمجد أمامه مرة أخرى يهمس له ... إنها زوجتك ... ولن يختلف الحال إذا ضبطك ابوها فى غرفتها سواء كنتما تتحادثان أو تمارسان الجنس ... إنه حقك وحقها ... أنتما شرعيا زوجان ... كل المحيطون بكما يعلمان أنكما زوجان ... يا صديقى الزواج إشهار ... وعشاء اليوم كان إشهار زواجكما .

عندما أنهى أمجد حواره مع وحش شبقه كانت سهام قد فكت كل أزرار قميصه وبدأت فى تقبيل صدره

  • سهام ... إنتى بتعملى إيه ... أبوكى فى الأوضة التانية
  • متخافش يا حبيبى ... إحنا بس هنقعد براحتنا بدال تكتيفة الهدوم دى ... إفتح لى سوستة الفستان علشان مش طايلاها
عندما وقفت سهام أمام أمجد وأعطته ظهرها كانت مقاومته لوحش شبقه قد انهارت تماما ... إنهارت مقاومته لوحش شبقه ولما تفعله به هذه الزوجة الشقية ... إنها دائما تعرف كيف تثيره وكيف تدفعه لمضاجعتها

إمتدت أصابع أمجد للسوستة الخلفية الطويلة للفستان بينما تزيح شعرها بدلال دائما ما تعرف إنه يثيره وبدأ فى فتح السوستة بهدوء وهو يقبل كل جزء ينكشف من ظهرها حتى وصل لقفل السوتيان الذى ترتديه ففتحه بهدوء وجلس على ركبتيه عندما وصل لطرف ذلك الكيلوت الصغير ليقبل نهاية ظهرها ثم يرفع يديه ليزيح الفستان عن كتفيها وذراعيها لتنطلق منها تنهيدة حارة وهو يخلع عنها الفستان ويخلع معه السوتيان ويبدأ فى تحريره من ردفيها ومعه الكيلوت ليقذف بكل ما كانت ترتديه فتتناثر ملابسها فى كل أنحاء الغرفة

  • أمجد ... مش خايف من أبويا
  • طظ فى ابوكى يا سهام
وضعت سهام يدها على فمها تكتم ضحكة عالية كادت أن تخترق حوائط الحجرة

  • أنا قلت كده برضه ... طظ فى أبويا يا .... حبيبى
وقف أمجد خلف زوجته يحتضن جسدها العارى من الخلف ويديه تتحسس كل جزء فيه من الأمام واعتصر ثدييها بقوة تألمت منها تألم لذيد قبل أن يديرها ويضع كفيه على كتفيها ويبعدها عنه قليلا وهو يتأمل هذا الجسد الرائع الشبق بنظرة شعرت معها الجميلة بخجل فأخفضت عينيها

  • بتبصلى كده ليه ؟ أول مرة تشوفنى عريانة
  • وحشتنى كل حتة فى جسمك يا سهام ... يا مراتى ... يا حبيبتى
أبعدت سهام كفى أمجد عن كتفيها وألقت بنفسها على صدره تقبله بقبلات نهمة وعندما هم بفك حزامه أمسكت بيديه

  • إوعى إيدك... دى شغلتى اللى مستنياها من ساعة ما كنت باغيرلك هدومك فى المستشفى
إنهالت سهام بقبلات محمومة على بطن أمجد وهى تعالج حزامه وسوستة بنطاله وأنزلت له البنطلون وخلصته من قدميه وهى تقبل كل ما يقابلها فى طريق شفتيها حتى وصلت لزبره المنتصب فأمسكته بيد تقبله بهدوء بينما بيدها الأخرى تتحسس خصيتيه حتى وصلت لرأس زبره فأخذت تدير لسانها عليه بنهم ثم أخفضت فمها لتلعق خصيتيه ودفعته بقوة لينام بظهره على الفراش وأدارت جسدها آخذة رأسه بين فخذيها بينما تدخل زبره فى فمها وتخرجه فمد يديه يفسح ما بين فلقتيها ويلتقم بظرها بين شفتيه يمتصه بإستمتاع بينما أصابعه تعبث بشفريها وتدلك شرجها بنعومة بسوائلها التى بللت كسها فتأوهت الجميلة بينما تكتم الصوت بوضع فمها على عانته فأخذ يلعق كسها بقوة من مبدأه عند بظرها المنتفخ حتى يصل بلسانه لفتحة شرجها وبدأت أنفاس الجميلة المحرومة من الجنس لسنوات فى الإرتفاع بشدة وبمجرد أن أدخل إصبعه لكسها إنفجرت شهوتها وأنتفض جسدها وضمت فخذيها على رأسه وهى تحاول ان تكتم صوتها وهى ترجوه أن يتوقف لئلا يسمع ابيها ذلك الصوت المستمتع لكنه لم يبالى بقولها واستمر فى لعق سوائلها فعاد جسد الجميلة مجددا للإرتخاء فاتحة فخذيها لأصابعه ولسانه يفعل ما يشاء في كنزها المختبئ بينهما .

فتح أمجد فمه محاولا إحتواء كس سهام بداخله مداعبا بظرها بلسانه بينما يفركه بشاربه ويفرك شرجها بأنفه بسرعة فعادت الجميلة للتأوه بصوت حاولت أن يكون خفيضا حتى عض أمجد زنبورها المنتفخ عضة رقيقة فصرخت صرخة شبقة كتمتها بعضة على عانته فدفعها أمجد من فوقه لتسقط بظهرها على الفراش لينقض بجسده كاملا عليها يقبل شفتيها بجنون بينما يتلمس زبره طريقه لفتحة كسها ليدخل طرفه فقط وهو يعتصر ثدييها الشهيين ويفرك حلماتها بين أصابعه وبمجرد أن رفع شفتيه عن فمها إمتدت يدها للوسادة تلتقطها وتضغط عليها بأسنانها لتمنع أصوات محنتها من الخروج فرفع أمجد فخذيها على كتفيه وفرج بينهما ليجلد زنبورها بزبره كما اعتاد فتحاول الهرب بجسدها لكنه لم يعطها الفرصة وظل يدور بجسده معها فى الفراش قبل أن يدفع زبره بقوة بداخلها فتتأوه بصوت لم تستطع كتمانه بالوسادة التى تضعها على فمها فيضغط أمجد فخذيها على صدرها بينما تتمسك كفاه بقوة بأثدائها وينتاب جسده الجنون فيظل يدفع زبره دخولا وخروجا بكسها وعلت فى الغرفة أصوات إصطدام الجسدين الشابين وبلغت الجميلة ذروتها لمرتين قبل أن يخرج أمجد زبره من فتحة كسها ليندفع منيه يغرق بطنها ويصل لصدرها ويداها تتخبط على جانبيها فى الفراش فيثبت يديها بيديه ويزيح أمجد الوسادة التى تغطى بها وجهها برأسه ويلتقم شفتيها بقبلة عميقة إمتدت حتى هدأت الجميلة من فورتها فيستلقى بجانبها ويحيطها بذراعه ويجذبها لصدره فتنام عليه مغمضة عينيها وتمتد أصابعه لتداعب شعرها وتزيحه عن وجهها

  • وحشتينى يا سهام ... مش عارف كنت عايش إزاى وانتى بعيد عنى
  • ولا أنا يا أمجد ... كنت باموت كل يوم انت بعيد عنى
  • وانا ياما عدت عليا أيام وليالى مش قادر اغمض عينى من قلقى عليكى وشوقى ليكى
  • أمجد ... إنت ليه نزلت على جسمى من برة ... كان نفسى أحس بلبنك جوايا
  • يا مجنونة انتى لو حصل حمل دلوقتى ابوكى هيقتلك ويقتلنى ويقتل ابننا .
  • صحيح يا أمجد عايز تجيب منى إبن
  • لأ مش عايز إبن ... عايز عشرة ... بس فى وقتهم .
  • عندك حق ... أنا كمان مكنتش عاملة حسابى وكان ممكن احمل منك الليلة وتبقى مصيبة
غابت الجميلة فى نوم عميق على صدر زوجها بينما هو يراقب وجهها الجميل الذى يتحول فى نومها لوجه ملائكى هادئ وبعد بعض الوقت إستفاقت على قبلات رقيقة على وجهها لتفتح عينيها فى خمول

  • أنا لازم امشى دلوقتى قبل ما حد يحس بيا
  • طيب إستنى أقوم اوصلك
  • لأ خليكى ... أنا هاتسحب واخرج زى ما دخلت
  • أنا كمان مكنتش قادرة أقوم من السرير أصلا
إرتدى أمجد ملابسه فى هدوء قبل أن يعود للفراش ليقبل زوجته قبلة عميقة ويفتح باب الغرفة بهدوء ويتسلل خارجا وهو يحمل حذائه فى يده وتغمض الجميلة عينيها وتعود لنومها العميق

...................................................................................................

إستيقظت الجميلة على يد تهزها بحنان وتزيح شعرها عن وجهها لتفتح عينيها مبتسمة والسعادة تطل منهما

  • صباح الخير يا ماما ... يا حبيبتى
  • صباح النور يا حبيبتى ... إيه اللى منيمك كده ؟
هنا فقط تنبهت الجميلة أنها تنام عارية كما تركها أمجد فى ليلتها الماضية فجذبت أطراف الملائة التى تجعدت وتجمعت تحتها لتدارى بها عرى جسدها وهى تبتسم

  • ولا حاجة يا ماما كنت حرانة فقلعت هدومى وراحت عليا نومة
  • حرانة ؟ إحنا فى الشتا يابنتى حرانة إيه؟ ولو حرانة مشغلتيش التكييف ليه
  • من المجهود اللى عملته فى الرقص يا ماما ... جسمى تقريبا سخن من المجهود ... وتاه عن بالى موضوع التكييف ده ... إدينى بس خمس دقايق اتصل بأمجد اصبح عليه ونتكلم زى مانتى عايزة يا قلبى انتى
ضمت سهام أطراف الملائة حول جسدها وقامت للتليفون الموجود بجوارها وطلبت رقم أمجد الذى أخرجته من نوتة صغيرة بجوارها وانتظرت قليلا قبل أن تضع السماعة وتبحث عن رقم إلهام التى أجابت بعد فترة ليست بالقصيرة

  • صباح الخير يا إلهام
  • صباح الخير يا زفتة ... بتتصلى عالصبح كده ليه ... قومتينى مفزوعة من النوم
  • باتصل بأمجد مبيردش عليا
  • تلاقيه لسة نايم
  • أمجد بيصحى بدرى ومش ممكن يكون نايم
  • تلاقيه فى المكتب يا سهام
  • مكتب إيه يا إلهام الساعة 7 الصبح
  • الساعة 7 ؟ ... بت يا سهام ... إنتوا نيلتوا إيه امبارح بعد ما سبناكم ... مش هو راح يوصلك وابوكى وامك كانوا فى العربية وراكم
  • آه يا إلهام ... وصلنى ومشى علطول ... حتى إسألى ماما أهى جنبى اهى
  • أمك جنبك ؟ طب جاوبى بآه أولأ يا بنت الهايجة ... إتنيلتوا امبارح ونام معاكى؟
  • آه
  • يبقى راح عالمكتب يا عين امك ... إدينى امك اصبح عليها ... متقلقيش عالمحروس ... شوية كده وهابقى اروحله ... مانا الدادة اللى أهاليكوا جايبنهالكوا
  • طب هو هيخلص شغل إمتى
  • إنتى وحظك بقى ياختى ... طالما الحالة جاتله يبقى مش هيفوق غير لما يخلص اللى فى إيده ... إياك بس يخلص قبل ما تسافرى انتى وأهلك ... إدينى امك بقى اكلمها ... لسة بعد ما اخلص هانزل اتنيل اشوف تليفون اتصل منه عالموكوسة التانية اللى فى مصر أطمنها عالمحروس جوزكوا... جتكوا البلاوى انتوا التلاتة قارفينى فى عيشتى.
إبتسمت سهام وحملت التليفون لأمها الجالسة على طرف الفراش وناولتها إياه وطبعت على خدها قبلة نظرت لها امها بعدها بإستغراب

  • خشى يا سهام خدى حمامك علشان نلحق ننزل نفطر مع بابا ... تبقى تطبقى الملاية دى علشان عايزة آخدها معايا واحنا مسافرين
  • تاخدى الملاية معانا ليه ؟
  • عاجبانى وهاديهم تمنها ... ولما تخرجى من الحمام تبقى تلمى حاجاتك المبعترة فى كل حتة دى ... وبصى جنب الشيزلونج كويس ... ميصحش الهاوسكيبنج ييجوا يلاقى هدومك فى كل حتة كده
  • حاضر يا روح قلب سهام من جوة
راقبت الأم سهام وهى تغيب داخل الحمام وتغلق الباب ورائها قبل أن تضع السماعة على أذنها

  • شوفتى البت يا إلهام ؟ عاملة زى ما تكون شاربة حاجة
  • مش قولتلك مش هتعدى الليلة من غير ما تنبسط ... عيب عليكى ... اللى مربى قرد عارف لعبه
  • وهو الواد إزاى اتجرأ وعمل كده ... إمتى جه وإزاى وصل أوضتها من غير ما نحس بيه ؟
  • باقولك كانوا مجننين أمى فى المكتب ... بس بنتك شكلها مبسوطة
  • مبسوطة ؟ البت عاملة زى ما تكون ماشية فوق السحاب ... وصاحية هادية ورقيقة كده ووشها منور
  • أكيد !!!... محرومة من الواد كام سنة ... أكيد كانت ليلتها فلة
  • فلة؟ وأى فلة دى فاضل تطلع من عنيها قلوب وفراشات زى أفلام الكرتون... البت هدومها متبعترة فى الأوضة والكرافتة بتاعت الواد نسيها جنب الشيزلونج والسرير كأنهم كانوا بيلعبوا عليه مصارعة ... ده لو ابوها عرف هيقتلها ويقتله
  • يقتلهم ليه ياختى ... واحد ومراته وناموا مع بعض ... محدش له عندهم حاجة ...وإيه حكاية الملاية اللى عايزة تاخديها دى
  • الملاية عليها بقعتين ددمم وبقع تانية وريحتها كلها بتاع ده ... مش هاسيبها كده لموظفين الفيلا
  • هههههههههههه بتاع إيه يا ولية ... إنتى بتتكسفى ... ودم إيه اللى عالملاية
  • أكيد ددمم البت ... ماحنا كنا عملنالها عملية أول ما سافرنا علشان ندارى المصيبة ... بس جوزها معرفش يجيى جنبها... أهى طلعت برضه من نصيب ابنك
  • يعنى الواد ابنى فتح البت بنتك مرتين ... حظه فى رجليه
  • تصدقى انا لو كنت اعرف إن البت بتحب الواد ده كده وبتبقى بالسعادة دى معاه كنت وقفت قدام ابوها ومخليتوش يبعدهم عن بعض ... عمرى ما شفت سهام بالسعادة دى ولا وشها منور بالشكل ده عالأقل مكانش هيتجوز غيرها
  • اللى حصل حصل بقى ياختى واهم رجعوا لبعض ومحدش عرف يفرقهم ... ومراته التانية صاحبة بنتك وبنتك بتحبها ... نصيبهم إنهم يتفرقوا ويرجعوا يتجمعوا تانى ... سلام بقى علشان فيه ممحونة تانية فى مصر زمانها هتموت وتتطمن على الواد وهوهتلاقيه حابس نفسه فى المكتب بيشتغل ولو محدش أكله وشربه هينسى ... هاتصل بيكى تانى ولازم اشوفك قبل ما تسافروا
  • ماشى يا حبيبتى ... هاروح انا اتطمن على تجهيز الفطار ... زمان ابو سهام صحى ومش عايزاه يجيى على هنا يشوف منظر الأوضة ... بدال ما ينكد عالبت وهى فرحانة كده
......................................................................................................

جلست أم سهام على مائدة الإفطار بجوار زوجها وقد إنعكست سعادة ابنتها على سعادتها التى بدت ظاهرة على وجهها

  • أمال فين سهام؟ مش هتنزل تفطر معانا ولا إيه؟
  • زمانها نازلة .... كانت بتاخد حمام بس ... عايزة أسألك على حاجة كده يابو سهام بس من غير ما تتعصب
  • إسألى ... عايزة تسألى عن إيه؟
  • إنت عملت إيه بالورقتين العرفى اللى كانوا بين أمجد وسهام ؟
  • بتسألى السؤال ده ليه ؟ غريبة أوى
  • بسأل بس ... أصل شكلهم امبارح كان يفرح وهما بيرقصوا مع بعض
  • قصدك شكلهم كان سافل وقليل الأدب
  • قليل الأدب إيه بس يا راجل ... ده حتى الخواجات اللى كانوا قاعدين كانوا فرحانين بيهم ... قولّى بقى عملت إيه بالورقتين ... إوعى تكون قطعتهم
  • لأ مقطعتهمش ... مرميين فى الخزنة هناك فى البيت فى أمريكا ... مقولتيش برضه بتسألى عليهم ليه
  • لا ولا حاجة ... كنت باتطمن بس
قطع حديثهم وصول سهام تسير كالفراشة واحتضنت أبيها وطبعت على خديه قبلتان طويلتان

  • صباح الخير يا بابى يا حبيبى
  • مالك يا بت ؟ أيه الحب والحنان اللى نزلوا عليكى فجأة كده ؟ دانتى لسة من يومين مكونتيش طايقة تبصى فى وشى
  • يا بابى يا حبيبى أنا باموت فيك ... فيه بنت تبقى مش طايقة تبص فى وش ابوها اللى بتحبه ؟
  • طيب إفطرى بقى علشان آخدك وننزل السوق اشتريلك شوية حاجات ... الهدوم هنا حلوة أوى أحسن من اللى فى أمريكا
  • لأ أنا هاكل حاجة خفيفة كده علشان مش عايزة اتخن وبعدين هانزل اعوم شوية فى البيسين الجميل ده أفك جسمى شوية واطلع اكمل نوم ... خد القمر اللى جنبك دى معاك واشتروا اللى انتوا عايزينه ... حاسة إن جسمى مكسر
راقب الأب ابنته وهى تأخذ فى يدها سندويتش صغير وتطبع قبلتين أخريين على خديه وقبلتين على خدى أمها وتسير بمنتهى الدلال ناحية الباب المؤدى لحمام السباحة لتخلع الروب الذى ترتديه فوق مايوه أحمر فاقع وتنهى آخر قضمة من ساندويتشها وتقفز فى مياه حمام السباحة المدفأ

  • هى البت بنتك مالها ... عاملة زى ما تكون شاربة حاجة عالصبح ؟
  • ملهاش يا خويا ... البت فرحانة بس برجوعها لجوزها اللى بتحبه
  • متقوليش جوزها دى ... الكلمة دى بتفور دمى
  • خلاص يا خويا متآخذنيش ... اللى كان جوزها ... يووووه قصدى خطيبها اللى هيبقى جوزها ... أمجد وخلاص أنا مبقتش عارفة هو إيه بالظبط دلوقتى ... مكدبش عليك إمبارح لما شوفتهم سوا أتمنيت إن جوازتهم من الأول كانت تبقى قدام الناس
  • تصدقى وانا كمان ... بامثل إنى مش طايقه بس من جوايا حبيته الحيوان ده ... الولد خايف عالبت وبيحبها بجد ... لما حاولت اضربها وقف بينى وبينها ومخلاش إيدى توصل لها حتى ... رغم إنى كنت متغاظ منه وفتحت نافوخه بس عجبنى فى حمايته ليها وخوفه عليها وجرأته و تصميمه على تمسكه بيها رغم كل اللى عملته فيه علشان يبعد عنها

  • ....................................................................................................
مرت الأيام الثلاث الباقية على مغادرة سهام وأسرتها أسبانيا فى طريقهم لأمريكا ... ورغم كره أمجد للحظات الوداع إلا أنه رافق زوجته للمطار ... وتغافل إبيها عن ذلك الإحتضان الطويل والقبلات التى ودع بها أمجد زوجته وأشفقت إلهام وأم سهام عليهما من تلك الدموع التى انسالت من عينى سهام وتلك التى حبسها أمجد فى عينيه لكنها كانت ظاهرة للجميع

قضى أمجد الأيام التالية فى رحلات مع إلهام لإختيار موديلات الملابس التى ستصطحبها معاها بعد أن قبض أجره عن التصميمين الذين أنجزهما وفوقهما مكافأة خاصة من الأمير العربى صاحب التصميم الأول بعد أن رأى أمام عينيه ماكيت التصميم والذى حضر من وطنه خصيصا ليشاهده

أصبح مشوار أمجد للبنك يوميا لمتابعة حسابه وأخذ كشف بما تم تحويله إليه من أموال ليرسل صورة منه بالفاكس لمكتب الشيخ إبراهيم ويعطى صورة أخرى لمسؤل الأمن بالقنصلية وقد فوجئ بذلك التضخم الكبير فى حسابه من التحويلات التى كان معظمها بمبالغ غير كبيرة ومن دول أوروبية مختلفة ... أقلقه ذلك التضخم السريع خاصة أن مندوب الشيخ إبراهيم طلب منه تليفونيا الإحتفاظ بكل مافى الحساب بالبنك وعدم تحويله لحسابه فى مصر

وبعد أن كان قراره بقطع علاقته بإيزابيلا نهائيا تراجع عنه ... فهو أيضا شعر بأنه لا يستطيع الإبتعاد عنها ... روحها دائما ما تجدد فيه شيئا ما يجهله ... أصبحت له إيزابيلا نوعا من الإدمان!!!

أنجز أمجد عدد كبير من التصميمات ... وبات حسابه فى المكتب رقم ليس بالقليل ... و تزايدت طلبات التصميمات الخاصة له حتى تراكم على مكتبه أكثر من 10 بيانات لتصميمات عليه أن ينجزها قبل العودة لمصر ... بالطبع لم يكن فى إمكانه إنهاؤها فاتفق مع فريدريك على أن ينجز تصميمان فقط وأن يؤجل الباقى لينجزه بمصر ... أو لتحوّل لأحد المصممين الآخرين بالمكتب لإنجازها بعد التفاهم مع أصحابها .

شرع أمجد فى إختيار التصميمين اللذان سينجزهما ووضع القدر أمامه فرصة جديدة ... وجد من بين التصميمات طلب لتصميم مقر لدار أزياء شهيرة بالعاصمة مدريد ... إنها فرصة ذهبية لمشروع أبو زوجته ... طلب من فريديريك تحديد موعد لمقابلة صاحب دار الأزياء لتوضيح بعض النقاط ... رغم تعجب فريديريك إلا أنه اتصل بصاحب دار الأزياء وحدد موعد معه لأمجد ... لكن فى مدريد

إستغرق أمجد يومه فى عمل خاص ... كان يعمل على اسكتشات صغيرة سيصطحبها معه ... فوقت صاحب دار الأزياء محدود وأمجد يريد إستغلال كل دقيقة له معه ... ورحلة أمجد لمدريد سريعة ساعة ونصف بالطائرة وساعة واحدة مع الرجل المهم ثم عودة للمطار للحاق برحلة عودته لبرشلونة

تآلف الرجل سريعا مع أمجد بشخصيته القوية وتركيزه مع خفة ظله ... وساعد تمكن أمجد من الإسبانية فى التفاهم دون وجود وسيط وهو ما أُعّجِب به الرجل المهم ... عرض عليه أمجد أن يكون لتصميم الدار هوية محددة تتكرر فى كل فروع الدار ... سواء أماكن بيع أو إدارة أو أى مكان يحمل إسم الدار ... إستعان أمجد بالإسكتشات التى رسمها لشرح إقتراحه ... كان أمجد يريد صنع رابط ما مع هذا الرجل ... إنه فنان آخر فى مجال آخر .... ومثلما أمجد يبرع فى مجال تصميم المبانى فهذا الرجل يبرع فى تصميم الملابس ... وجمع الأموال .... وبنهاية اللقاء كان التآلف بينهما كان اكتمل لدرجة تبادل أرقام التليفونات على وعد بلقاء آخر بعيدا عن العمل عندما تسمح الظروف .

بمجرد عودة أمجد لسكنه بالعاصمة الكتالونية فوجئ بإتصال من فريدريك يهنأه فيه بالصفقة التى أنجزت ... ولما لم يكن أمجد على علم بأى صفقة فتساءل عن تلك الصفقة ... أخبره فريدريك بإعجاب صاحب دار الأزياء بفكرته وأنه اتفق مع المكتب على أن يتم تصميم 3 فروع جديدة لدار الأزياء بثلاث دول أوروبية ... على نفس النمط الذى اقترحه أمجد ... إذا فقد بدأت الخطوة الأولى التى كان ينتظرها أمجد ... كانت الخطوة التى سيستطيع بعدها مفاتحة مصمم الأزياء بأن يكون حماه وكيلا لتلك الشركة العالمية فى مصر

...........................................................................................................

بينما كان أمجد منشغلا بكل تلك الأمور فى إسبانيا كانت إلهام بالقاهرة تتابع الكثير ..... بمجرد وصولها قابلها أبو أمجد وأبو منى بالمطار وتعجبا من كيفية خروجها بكل ما تحمله من المطار بكل تلك السهولة ... لكنها إلهام المليئة بالمفاجآت ورغم وحدتها التى يعلم بها كل المقربين إلا أنها تمتلك شبكة من المعارف فى كل مكان فى مصر ... شبكة سهلت لها الخروج من المطار بعد إجراءات شكلية دفعت بعدها مبلغ يعتبر زهيدا كجمارك لكل ما تحمله ... لم تكن تلك المرأة الرائعة تحمل شيئا يخصها ... كانت تحمل حقائب ضخمة ممتلئة بموديلات سيقلدها أبو منى فى المشغل الذى أسسه بإحدى الشقق القديمة المتسعة بالحى المجاورللمول الشهير الذى أستأجر فيه المحل الكبير ... فقط خمس ماكينات خياطة ومقص واحد كهربى وترابيزة كبيرة للقص وبضع فتيات وسيدات إتفق معهن على العمل وغرفة خصصت كمخزن بينما جهزت الصالة المتسعة بعدد كبير من حوامل التعليق .... كان أبو منى سعيدا وقلقا ً فى نفس الوقت ... لم يكن يدرى إلى أين ستنتهى به المغامرة التى أطاع فيها صهره ... إستنزف الكثير من أمواله ولولا ما كان يرسله أمجد من أموال لأنتهى كل ما يملك وكل ما إستأمنته عليه أخته الصغرى من نصيبها فى تجارتهم السابقة ... وككل تاجر حرص الرجل على إخفاء كل ما يفعله عن الجميع ... وخصوصا إخوته ... بمجرد أن سلمته إلهام حقائبها انطلق بها لمشغله الصغير ... فتح الحقائب وصنف مابها ليبدأ العمل فى أقرب وقت ... وكما أكد عليه أمجد أكد هو على العاملات بمشغله على جودة التشطيب ... لكن متى سيبدأ العمل ؟

جلس أبو منى واضعا رأسه بين يديه بعد عودته لبيتته يفكر لحل للمشكلة التى تواجهه ولاحظت منى إنشغاله والهم البادى على وجهه

  • مالك يا بابا ؟ فيه حاجة مضايقاك؟
  • مافيش حاجة يا بنتى ... أمجد باعت حاجات حلوة قوى ... لو إتقلدت صح هتتخطف حتى لو غالية
  • طيب فيه إيه؟
  • دلوقتى أمجد بعت لى فلوس مش قليلة ... غير تمن الحاجات اللى بعتها مع صاحبتكم ... علشان أقدر أسدد الفلوس دى لازم كل حتة من اللى بعتهم يتعمل منها 4 حتت تقليد
  • وإيه المشكلة يا بابا ... مش إنت بتقول البنات اللى اتفقت معاهم شاطرين وكويسين
  • آه يا منى شاطرين وكويسين وكل حاجة .... بس الفلوس اللى فاضلة معايا مش هتكفى تمن القماش والكلف اللى هيشتغلوا بيها ... الحاجات دى علشان تتنفذ صح مينفعش تتعمل بقماش رخيص ... ومافيش قدامنا غير شهر واحد قبل ما أمجد يرجع
  • ولا يهمك يا بابا ... أمجد لما يتصل بيا الصبح أقوله يبعت لك فلوس تانى ... هو قاللى النهاردة إن شغله هناك ماشى كويس
  • وهاسدد له كل ده إمتى يا منى .... مينفعش أجوزك ليه وانا مديون له بكل الفلوس دى ... لازم تفضلى غالية فى عينيه
  • يا بابا أمجد مش بتاع الحاجات دى ... وبيعتبرك زى عمى حسن بالظبط
  • برضه يا بنتى مينفعش ... الأصول أصول
  • طيب إيه رأيك فى اللى يحل لك المشكلة دى ؟ وفى دقايق من دلوقتى ؟
  • هتحليها إزاى يا حبيبتى فى دقايق ولّا حتى فى أيام
  • هتشوف .... ربع ساعة ويكون الحل قدامك
تركت منى أبيها وصعدت لشقة أمجد وأخذت المبلغ الذى تركه لها أمجد بدرج مكتبه وعادت لتضعه فى يد أبيها

  • إيه ده يا منى ؟ جبتى الفلوس دى كلها منين ؟
  • أمجد كان سايبهملى علشان اشترى بيهم هدوم ... وطبعا انا مش هاشترى هدوم بكل ده ... هابقى أفصل كام فستان زى اللى هو بعتهم مع إلهام ... هنفعكوا يعنى
  • بس كده نبقى بنضحك على جوزك يا منى ... أنا ميرضنيش كده
  • لأ مانا هأقولك نعمل إيه ... دلوقتى الشغل كله شركة بينك وبين فاطمة وعملتوا ورق بكده ... صح؟
  • آه صح
  • يبقى انت تحسب أمجد بعتلك فلوس أد إيه وعليهم الفلوس دى وتمن الحاجات اللى بعتها أد إيه ويدخل شريك معاك أنت وفاطمة
  • يعنى ناخد الفلوس ونصرفها ولما يرجع نقوله إنت شريك معانا ... لأ مينفعش يا منى
  • إحنا لا هنستنى ولا غيره ... إنت تاخد الفلوس وتشترى بكرة كل اللى يلزمك ... بعد بكرة نروح عند المحامى نعمل عقد شركة جديد بينك أنت وفاطمة وبينه ونسجله وانا بالتوكيل اللى سايبهولى هامضى عنه ... سهلة أهى ... ومش هتبقى مديون له بمليم واحد ... إيه يا عم الحاج ... موافق تشاركنا ولا نشوف لنا شريك تانى ؟
دمعت عينا الأب وهو يحتضن ابنته ويطلع على جبينها قبلة

  • إنتى إمتى يا مُنى كبرتى كده .... عمرى ماكنت أتخيل العقل ده فيكى .... لسة لغاية دلوقتى شايفك العيلة الصغيرة المجنونة
  • يووووه كبرت من زمان أوى .... مامت أمجد قالت لى الكلمتين دول يجيى من 10 سنين
إحتضنت الرقيقة أباها بحب وهى تطبع على وجهه قبلتين قبل أن تتركه وتصطحب التليفون لغرفتها ... فهى تعلم أن حبيبها سيكلمها الليلة ... لم يكن بينهما موعدا لكنها كانت متأكدة فلا زال قلبهما يتخابران حتى وبينهما بحر وآلاف الكيلومترات

طالت مكالمتهما الليلة ولم يكن أمجد يريد إنتهائها ولم تكن تريد ... لكنها قدرت أن تلك المكالمة قد كلفته الكثير من الأموال التى يجمعها بعرقه وموهبته... لم تخبره بما اتفقت عليه مع أبيها بشأن شراكته ... فقط أخبرته أنها ستعطى أبيها ما تركه لها من مال ... إنها تعرفه وتعرف ما سيقوله قبل أن يقوله ... لن يقبل إلا أن يكون ما أعطاه لأبيها هدية له نظير الهدية الكبرى التى أعطاه ابيها إياها ... بالفعل إنه يعتبرها هدية ... هدية قدره وأيقونة حظه ... أخبرته إنها أعطت أبيها بعض المال .... لكنها لم تخبره بإتفاق الشراكة.

..........................................................................................................

منذ اليوم التالى لوصول إلهام كانت أعدت نفسها لما ينتظرها من أعمال ... ومن مجهود .... كانت كالنحلة بين شقة أمجد وبين المكتب القديم لتجديده وبين الوزارة والهيئة لإستعادة التراخيص ... وفوق كل هذا ترافق الرقيقة منى فى رحلاتها لإختيار الموبيليا التى تناسب شقتها ... وعندما تعود لشقتها مساء تجد فى إنتظارها مكالمات تليفونية عديدة أصبحت يومية ... من أم سهام التى أصبحت صديقة جديدة ومن الدكتور إبراهيم الذى يطمئن يوميا على سير أوراق المكتب وعمليات تجديده ومن زوجته التى تطول مكالمتها معها تطمئن عليها كأم وتستفسر منها عن تفاصيل يومها ... وآخر مكالمة تتلقاها تكون من سهام

  • عاملة إيه يا إلهام
  • زى الزفت يا سهام ... طالع عين أمى علشان خاطر المحروس جوزك ومصالحه ومراته التانية
  • إشتريتوا العفش خلاص
  • آه يا ستى إشترينا العفش وهيتنقل الإسبوع ده
  • طيب !!
  • مالك يا بت ؟ غيرانة؟
  • بصراحة يا إلهام آه ... أنا صحيح باحب منى ... لكن مش قادرة اتخيل أمجد بيعمل اللى بيعمله معايا مع واحدة غيرى
  • وهو بيعمل إيه يا بت إحكيلى
  • إحنا فى إيه ولا فى إيه بس يا إلهام ... باقولك غيرانة تقوليلى بيعمل إيه ... مانتى عارفة بيعمل إيه
  • طب إحكيلى يوم ما كان معاكى فى أسبانيا وطلعتيه أوضتك من وراهم يا بنت الهايجة
  • هههههههههه دى كانت حتة ليلة يا إلهام ... قتلنى ... لما جه ماشى مكنتش قادرة أقف على رجليا ... كنت خايفة ماما الصبح لما جت صحتنى تكون عرفت
  • وانتى فاكراها معرفتش يا روح امك ؟ لأ عرفت بس عملت نفسها عبيطة
  • عِرفت بقى ولا معرفتش ... جوزى وكان نايم معايا ... حقى
  • ولو كانت قالت لأبوكى يا عين امك ... كان هيعمل فيكى وفيه إيه
  • يا لهوى يا إلهام ... أنا مش متخيلة لو بابا عرف ممكن يعمل فيا إيه ... بس كان واحشنى أوى يا إلهام
  • ماهو كان واضح ياختى انه كان واحشك ... من ساعة ما كنتوا بترقصوا وأنا عارفة إنك مش هتعدى الليلة من غير ما تتناكى
  • إيه تتناكى دى يا إلهام ... عيب كده
  • وهى ليها إسم تانى يا ممحونة ؟
  • ليها أسماء كتيرة بس إنتى بتستعبطى
  • باقولك إيه يا بت انا مش ناقصة هم ... إنتى بتحبيه ومش هتقدرى تستغنى عنه ... وعارفة انه متجوز واحدة تانية ... ولو مش هتقدرى تتحكمى فى غيرتك هتبقى أيامكوا سودا مع بعض ... إهمدى بقى أو اتصلى بيه قوليله انك مش هتقدرى تكملى معاه
  • هاحاول يا إلهام ... بس مش هاقدر ابعد عنه
  • وانتوا راجعين مصر إمتى؟
  • بابا بيقول عنده شوية شغل هنا هياخدوا منه شهر ونص .... وبعدين هنروح باريس أشترى شوية حاجات من هناك علشان الدخلة وكده
  • دخلة إيه يا بت أنتى هتستعبطى ... هو انتوا لسة هتدخلوا تانى
  • آه يا إلهام ... عايز افضل فى عينيه عروسة طول عمرى ... صحيح ... إنتى لسة عارفة عنوان الست اللى عملتلى حنة المرة اللى فاتت ... عايز قبل دخلتى مع أمجد أعملّه حنة زى اللى عملتها
  • آه ياختى عارفة عنوانها
  • أنا بافكر اعمل كمان ورا فى ضهرى تاتو واكتب فيه إسم أمجد فيه هنا فى أمريكا أماكن بتعمل تاتو حلو أوى
  • يخربيت هيجانك ... يابت اهمدى ضهرك إيه وزفت إيه ... لو هتعملى تاتو يبقى لما تروحى باريس ... هبقى أديكى عنوان مركز هناك بيعملوا تاتو حلو أوى ... وشغال فيه بنات كمان
  • أنا عايزة إسمه بالعربى مش هيعرفوا يكتبوه
  • تبقى ترسمى لهم إنتى اللى عايزاه على ورقة وهيعملوهولك ... بس ده مبيخلصش فى يوم واحد ... هتاخديلك 10 أيام علشان بيعملوه بالألوان... ولو هتعمليه مش هتخرجى ولا تمشى علشان ميحصلكيش إلتهابات مكانه
  • ماشى ... هبقى اشترى اللى انا عايزاه الأول وبعدين اعمل التاتو ... وبدال مانستنى إسبوعين فى باريس يبقوا شهر ... حتى أمجد يكون خلص الشغل اللى بابا طلبه منه وميبقاش عنده حجّة يأجل جوازنا
  • طيب سيبينى بقى أتنيل اتخمد لسة قدامى بكرة 30 حاجة لازم تتعمل ... جتكوا البلاوى كلكوا ... تصبحى على خير
  • إحنا لسة الصبح يا إلهام
  • الصبح عندكوا يا روح امك إحنا عندنا هنا بليل وعايزة انام ... سلام يا روح امك
  • سلام يا إلهام
..........................................................................................................

جرت الأيام سريعا بأمجد واقترب موعد عودته للقاهرة ولكن قبل عودته بأيام وعندما تسلم كشف حسابه كالعادة من موظف البنك والذى أصبح يعدّه لأمجد حتى قبل وصوله وجد تحويلا بمبلغ ضخم من تلك الدولة التى أصبحت مقرا للأموال لكل من يريد تهريب أمواله من رقابة بلده .... تحويلا جعل حسابه فى البنك يصل لستة أصفار ... وبالعملة الأجنبية .... سارع أمجد بكشف الحساب لمسؤل الأمن بالقنصلية والذى أصبح هو أيضا صديقا مقربا لأمجد ليخبره بهذا التضخم المفاجئ لحسابه ... أخبره المسؤل بأن هذا التحويل هو مجرد قطرة فى بحر الأموال التى يتعامل بها الشيخ أبو ابراهيم ... وبأنه سيكون إختبار لولائه لهم ... طالبه بهدوء الأعصاب وبأن يتصل بمكتب الشيخ ليخبرهم بكل مافى حسابه ويخبرهم بإفتراب موعد عودته لمصر وكيف سيتصرف فى كل تلك الأموال ... فهو سيمكث فى مصر فترة لن تقل عن شهر وغالبا ستزيد ... طالبه من أجاب عليه بأن يتصل مساءً ليتلقى من الشيخ بنفسه تعليمات التصرف فى المال .

عندما اتصل بالشيخ مساء وجده جاهز بالرد ... سيحول نصف مافى حسابه لمصر .... وسيحول مبلغ آخر ضخم للدولة العريقة القديمة بالقارة الأوروبية فى حساب أخبره برقمه وسيعيد إرساله له على رقم الفاكس الخاص بمكتب خدمة رجال الأعمال الذى يتعامل معه أمجد ... وسيتبقى فى حسابه بأسبانيا مبلغ ليس بالقليل

فى اليوم التالى قام أمجد بتنفيذ كل ما طالبه به الشيخ أبو إبراهيم حسب تعليمات مسؤل أمن السفارة وأعاد إرسال صور التحويلات لمكتب الشيخ أبو إبراهيم واتصل بهم ليتأكد من وصول الصور.

مرت الأيام الباقية سريعا وقضاها أمجد فى إتصالات متتالية لترتيب ما ينتظره فى مصر ... سيكون موعد إفتتاح محل أبو منى فى نفس يوم وصوله ... والمكتب أصبح معدا وأتمت إلهام إتفاقها مع المهندسين والموظفين كطاقم للمكتب ... سيكون زفافه على حبيبة عمره بعد وصوله بإسبوع ... سيبدأ المكتب العمل فى أول أيام الشهرالجديد بعد إسبوعين من زفاف أمجد ... تسلمت إلهام بيانات القرية السياحية من شركة أبو سهام للعمل على تصميماتها

الشئ الوحيد الذى بقى معلقا هو موعد عقد قرانه على سهام ... أخبرته إلهام أن أبوها يسوف مواعيد عودته وعودتها لمصر ويعلقها على إنتهاء التصميمات .

إستراح أمجد لهذا التسويف فهو يريد بعض الوقت لترتيب حياته بين زوجتين ومكتب وشركة أبو سهام ... وأيضا ضرورة عودته لإسبانيا على فترات قصيرة لمتابعة دراسته العليا ومتابعة حسابه البنكى الذى يتضخم دون تدخل منه ... على كل الأحوال إنه بحاجة لفترة راحة يلتقط فيها أنفاسه ستكون تلك الراحة فى وجوده مع حبيبة عمره ... الرقيقة منى .

يوم سفره مر أمجد على القنصلية ليودع صديقه مسؤل الأمن الذى أخبره بضرورة التواصل مع ذلك المسؤل بالجهاز الكبير بمجرد وصوله ... وقبل أن يلتقى بالشيخ إبراهيم ... فهناك تلقين سريع له من ذلك المسؤل لطريقة التصرف مع الشيخ حتى يتم له الحصول على ثقته التامة ... التى يحتاجها ويحتاجونها .

أخبره مسؤل السفارة بأن هناك من سيساعده فى المطار لخروجه بكل ما يحمله من أغراض دون معارضة ... فهو سيحمل معه الكثير من الملابس اللازمة لمشروع حماه علاوة على كل أغراضه التى كانت فى شقته ... كان لابد له من إخلائها لتسليمها للمكتب .... فهو فى رحلاته القادمة لبرشلونة سيعامل كشريك وليس كموظف وسيقطن فى أيامه التى سيقضيها بالعاصمة الكتالونية بإحدى الشقق الكبيرة المخصصة للضيوف .... عندما هم برفض المساعدة أخبره مسؤل الأمن بأن ذلك لن يعد تهربا من الجمارك ... بل يعتبر مكافأة لتعاونه ... أخبره الرجل بأنه بإختراقه تلك الشبكة حقق للجهاز مهمة فى غاية الصعوبة

كان وداعه مع إيزابيلا وداعا عاصفا ... قضى ليلته كاملة معها ... مارس معها الجنس كما لم يمارسه معها من قبل ... ولأول مرة تقضى ليلتها عارية بين ذراعيه كما كانت تتمنى ... كان يريد أن يترك لها ذكرى طيبة ... فقد قرر أن تكون تلك الليلة هى ليلتها الأخيرة معه ... قرر ما قرره كثيرا من قبل ... لكنه لم يستطع أن يصارحها بما قرره ... سمح له بأن توصله للمطار بعد أن ترك لها السيارة كهدية ... أخبرها أنها ستظل معها وأنه سيعود قريبا ... قرر أن يترك لها أملاً بدلا من أن يصدمها بما قرره ... وفى المطار قابله مندوب المكتب لإنهاء إجراءات سفره ... فهو قد أصبح شخصية هامة للمكتب ... دفع أمجد يومها مبلغا كبيرا نظير الوزن الزائد ... لكنه لم يهتم ... فكله فى النهاية سيعود لحبيبته الرقيقة التى يشعر بأنه يظلمها بعلاقاته المتعددة

...........................................................................................................

لم تستغرق أجراءات خروج أمجد من المطار طويلا ... وجد أبوه وأبو منى فى إنتظاره ... إمتلأت سيارة أبو منى الكبيرة تماما بما حمله معه أمجد للمحل الجديد وبالكاد إتسعت سيارة أبوه لأغراضه ... تعجلوا الخروج على موعد بلقاء فى المحل ... فالإفتتاح بعد ساعات ... وأمجد يتحرق شوقا لرؤية حبيبته

وجد أمجد حبيبته فى إنتظاره وقد تزينت واستعدت للقائه وأصطحابه للمحل الجديد ... إنفرد بها فى غرفتهم ولم يترك بقعة فى وجهها ولا شفتيها إلا وأوسعها تقبيلا

بعد أن انهى تقبيله وإحتضانه ظل ينظر إليها وقد عادت منى لطبيعتها القديمة ... نفس الوجه ونفس الجسد الذى كانت تملكه منذ كانت فى الثامنة عشر ... عاد إليها جمالها الغير عادى وبسمتها التى تضئ وجهها

  • عاجبك كده ؟ أديك بوظت كل المكياج اللى كنت حطاه ... لازم أعيده كله من الأول قبل ما ننزل
  • وإيه يعنى ؟ عيديه
  • أمك هتعرف إنك كنت بتبوسنى وهتسمعنى كلمتين
  • يعنى إنتى فاكرة هيا مش عارفة إنى بابوسك دلوقتى ؟ أمى دى مفيش حاجة بتستخبى عنها ... أما انا جبتلك شوية حاجات وانا جاى يا منى ... شنطة بحالها بتاعتك
  • طيب خلينى أشوف
وقبل أن يفتح أمجد الحقيبة الكبيرة التى يحمل بها ما أحضره معه لمنى دقت أمه الباب

  • ياللا يا منى سيبى أمجد يغير ... وانت يا أمجد غير علشان تاخدلك دش قبل ما ننزل ... مش عايزين نتأخر
  • حاضر يا ماما ... هاورى منى الحاجة اللى جايبهالها وأقلع واخش الحمام
  • تقلع ؟؟؟
وفتحت الأم الباب ليستلقى أمجد على السرير من الضحك من منظر إقتحامها لغرفته

  • آه يا قليل الأدب ؟ بتضحك عليا يا واد فين الشنطة اللى فيها حاجة منى ؟
  • دى يا ماما ... مافيهاش غير حاجاتها
  • وحاجاتك انت فين ... فى الشنطة التانية اللى هناك دى
  • طيب ... هانده أخوك ياخد الشنطتين دول بقى علشان بكرة نوديهم شقتكوا ... إحنا رصينا الدولاب خلاص ومش فاضل غير هدومك
  • طيب مش هاورى منى الحاجة اللى جبتهالها
  • هتشوفها بكرة يا روح امك ... ماهى هتيجى معايا
  • كويس ... بكرة هأبقى آجى معاكوا أوضب الدولاب بتاعى بالمرة
  • تيجيى فين يا أهبل انت ... هدومها اللى فى الدولاب مينفعش تشوفها دلوقتى ... لما تدخلوا تبقى تشوف
  • يعنى كمان مش هاشوف الشقة
  • لأ تشوف الشقة زى مانت عايز ... بس متجيش ناحية الدولاب
  • إيه الظلم ده
  • لو كان عاجبك يا ممحون ... إخلص بقى عايزين ننزل
  • طيب خلى منى معايا تساعدنى أغيّر هدومى
  • بطل قلة أدب ... أصبر الكام يوم اللى فاضلين ... إخلص ... تعالى يا بت أصلحلك مكياجك اللى باظ ده
لم يكن إفتتاحا بالمعنى المتعارف عليه الآن ... لكنه كان تجمع لأسرتين بأول يوم لمشروعهم الجديد ... كان الجميع متأنقا ولم يتوقعوا حصولهم على زبائن منذ اليوم الأول ... لم تكن هناك دعاية فما بقى من أموال لايكفى لعمل حملة إعلانية ضخمة ... حسب توقع أبو منى فلا يتوقع أن يغطى المشروع تكاليفه قبل شهور ... إكتفوا ببانر متوسط الحجم إتفقوا مع إدارة المركز التجارى على وضعه بجوار المدخل لمدة يومين ... ولكن

بعد أن فتحوا أبواب المحل بدقائق دخلت أولى الزبائن ... سيدة عربية تبدو عليها مظاهر الثراء الشديد ... تجولت بين المعروضات طويلا قبل أن تتخير أحد الموديلات لقياسها ... رافقتها عاملة المحل الجديدة ذات الخبرة فى البيع لغرفة القياس ... جلس الجميع ينتظرون نجاح الصفقة الأولى لمشروعهم ... أقلقهم تردد العاملة خروجا ودخولا لمكان القياس وكل مرة تحمل فستان جديد

خلال وقت قليل فوجئوا بالمحل يمتلئ بسيدات أخريات ... إنشغلت البائعات جميعا ... بدأت السعادة تظهر على وجه الرجل الخبير بالتجارة حتى ملأت الإبتسامة وجهه

أخيرا ظهرت صانعة السعادة بينهم ومعها أخرى ... الجميع عرفها إلا أمجد ... إلتفت النساء حول تلك الضيفة ... حاول أمجد تذكرها لكنه لم يستطع ... إنه يعرف الوجه لكنه لا يعرف لمن هو

إستأذن أبو أمجد فى الإنصراف وانشغل أبو منى بممارسة مهنته كبائع محترف وانشغلت النساء بالنساء ليهمس أمجد فى أذن منى بأنه سيذهب قليلا للكافيتريا لشرب الشاى والتدخين ... فهو مرهق من طول السفر وعدم الراحة

جلس أمجد على مقعد وثير بالكافيتريا المطلة على النيل وأشعل سيجار ضخم كان أصطحبه معه وبدأت أعصابه فى الإرتخاء قليلا بفعل دخان السيجار ... كان يبدو مختلفا تلك المرة ... فبدلته الأنيقة التى ارتداها دون رباط عنق مع ذلك الصديرى والسيجار الكبير جعلوا العاملين فى الكافيتريا يهابونه ... إنهم يشعرون بأنه شخصية هامة من تلك الشخصيات التى اعتادت إرتياد المكان ... إنها المرة الأولى له لكنهم يريدون ألا تكون الأخيرة ... فوجود مثل هذا الشاب الذى يوحى منظره بالأهمية فى محلهم كفيل وحده بجذب الزبائن ... حرص كل العاملين على ألا يزعجه أحد وتركوه فى تأمله للنيل ... إنهم يعرفون بخبرتهم من فى حاجة للهدوء ومن فى حاجة للرفقة

قطع تأمل أمجد للنيل صوت إلهام الصاخب وهى تقف بجواره ومعها تلك الضيفة التى عرفها الجميع إلا هو

  • إيه يا أخينا ... سبتنا ورحت فين
نظر أمجد لإلهام وضيفتها قبل أن يقف ويوجه حديثه لإلهام بينما ضيفتها تتأمله بفضول

  • معلش يا إلهام ... إنتى عارفة لسة جاى من السفر ورحلة الطيارة طويلة ... قلت اريح شوية وارجع ... إتفضلى أقعدى ... إتفضلى يا هانم
سحب أمجد كرسى للضيفة ثم كرسى لإلهام وبعد أن جلستا بدأت إلهام فى الحديث بينما ضيفتها لا ترفع عينيها عن أمجد

  • مش تعرفينى بضيفتك يا إلهام ؟
  • إنت مش عارفاها .... يخربيتك ... فيه حد فى مصر كلها ميعرفش النجمة إيناس كريم
  • آه ... آسف جدا يا هانم ... الظاهر إرهاق اليوم خلانى مش مركز ... أهلا بحضرتك
  • أهلا بيك يا باشمهندس أمجد ... إلهام حكيتلى عنك كتير ... خليتنى متشوقة إنى اشوفك
  • تشرفنا إيناس هانم ... شرف كبير إنك تشرفينا
  • إيناس إختارت 5 فساتين يا أمجد ... عايزين نعملها خصم كويس
  • طبعا طبعا ... قولى لمنى وباباها ... إنتى عارفة ماليش فى مواضيع البيع والشرا دى .
  • مانا قولتلها عالخصم اللى عايزينه وقالتلى اقولك الأول
  • يا ستى قوليلها إنك قولتيلى ووافقت ... مع إنى ماليش فيه ... حاجة منى وابوها
  • هى منى معرفتكش ولا إيه؟
  • عرفتنى إيه ؟ معرفتنيش حاجة
  • بعدين هابقى اقولك ... المهم انا مش جايبة إيناس وطالعالك علشان الخصم والكلام ده طبعا
  • أنا تحت أمرك وأمر إيناس هانم
  • إيناس واخدة حتة أرض فى التجمع وعايزانا نعمل لها تصميماتها كلها
  • ودى عايزة كلام !!! تحت أمرها طبعا ... نفتح المكتب بس ونعمل لها كل اللى تأمر بيه
  • بس هى عايزاك انت اللى تعمل الديزاين ... بتقول أنها سمعت عنك من ناس كتير
  • بس إنتى عارفة يا إلهام ... مشروع القرية لوحده هياخد عالأقل 3 شهور ... الهانم هتنتظر كل ده ؟
  • هانتظر يا باشمهندس ... حتى لو 6 شهور كمان ... لكن محدش هيصمم فيلتى غيرك
  • خلاص تحت أمرك يا هانم ... وانا أوعدك إنى هاعملك ديزاين محصلش ... بس نفتح المكتب ونخلص تصميم القرية وهابدأ فى فيلتك فوراً
لاحظت إلهام تلك النظرة التى ترمق بها إيناس إبنها الروحى ... نظرة معجبة ... فأرادت قطع الطريق على ما يدور فى ذهن ضيفتها

  • فرح أمجد آخر الإسبوع يا إيناس ... تبقى تشرفينا
  • حقيقى ؟ ألف مبروك يا باشمهندس ... أكيد هآجى
  • تشرفينى يا هانم ... بس الفرح مش هيبقى أد المقام ... هيبقى فى سطوح البيت ... إنتى عارفة بقى ... أهلى جايين كلهم من الصعيد ومش هياخدوا راحتهم فى فندق ولا نادى
  • دى أحلى أفراح اللى بتبقى فى السطوح دى ... لازم هاجى
لعنت إلهام ضيفتها فى سرها ... إنها لم تتأثر بما قالته عن زواج أمجد ... إنها تظنه فريسة سهلة ... لا تعلم ما يخفيه هذا الوجه الطيب الهادئ وتلك الأناقة الشديدة من خبرة فى التعامل مع النساء ... فهو ليس رجل أعمال شاب ينبهر بإسم النجمة المشهورة ويسعى وراء كسب رضائها .

  • طيب ياللا بينا يا إيناس ... زمانهم جهزوا الحاجة ... أنا هاروّح دلوقتى يا أمجد .... بكرة لازم تعدى عليا علشنا نلحق نخلص الكام ورقة اللى فاضلين ... سلام
  • سلام يا إلهام ... تشرفنا يا إيناس هانم
أشعلت تلك المقابلة الصغيرة الفضول فى قلب العاملين بالكافيتريا ... فهذا الشاب حتى لم يكترث بمرافقة النجمة للباب ... وبإشارة من مدير الكافيتريا تتبع أحد العاملين النجمة لمحل أبو منى ليعود بعد قليل بالأخبار

  • تقريبا ده صاحب المحل اللى افتتاحه النهاردة
  • لأ ... صاحب المحل راجل كبير ... من تجار بورسعيد
  • ماهو أنا عرفت من بنت شغالة معاهم إن ده جوز بنته ... واضح إن المحل بتاعه هو ومش عايز حد يعرف فمخلى حماه واجهة ... بس هو مين ده بقى ؟
  • بكرة الصبح هاعرفلك متقلقش ... أول ما يفتحوا هنزل للبنات اللى شغالين فى المحل وافتح معاهم كلام واعرفلك مين ده بالظبط ... أكيد إبن واحد من الكبار أوى
  • أنا عايزه يبقى زبون عندنا ... طلباته أوامر ... فاهم
  • فاهم يا ريس
إكتملت الصورة الذهنية للفيلم العربى الذى إختلقه عاملوا الكافيتريا عندما حضرت الرقيقة مُنى بجمالها الباهر بصحبة أم أمجد ليتلقفها بعينيه ويحيطها بحبه الذى يشع من منها ويتبعهما بعد قليل أبيها وهو يحمل فى يده ظرف كبير يفتحه أمام أمجد عارضا عليه إيراد اليوم الأول من العمل ... هنا تأكد الفيلم ... الفتى الغنى الذى أحب الفتاة الفقيرة وافتتح مشروعا لأبيها .

إنهم طيبون لدرجة السذاجة

  • مكنتش متخيل يا أمجد إن الحاجات الغالية دى هتمشى بالشكل ده يا أمجد
  • ماهى مشيت علشان غالية يا عمى ... تعرف لو كانت رخيصة ؟ مكانتش إتباعت هنا
  • طيب يابنى ... دلوقتى إنت لازم تاخد فوس الحاجة اللى جبتها معاك وانت جاى النهاردة ... دى معملناش حسابها فى الشركة اللى بينّأ
  • شركة إيه اللى بينّا يا عمى ؟
  • هى منى ماقالتلكش ؟
  • لأ ماقالتش أى حاجة ... إحنا معرفناش نتكلم أصلا من ساعة ما جيت
  • إزاى يا منى متقوليش لأمجد حاجة زى كده ... متآخذنيش يابنى ... بنتى غلطانة
  • غلطانة فى إيه أنا مش فاهم حاجة
  • منى إدتنى فلوس كنت انت سايبها هنا ... وحسبت كل اللى الفلوس اللى انت بعتّها ليا وتمن الحاجة اللى مدام إلهام جابتها معاها ودخلتك معانا انا وفاطمة شريك وعملنا عقود جديدة ونصيبك 30% فى الشركة دى ... وهى مضت مكانك بالتوكيل اللى معاها
نظر أمجد لمُنى نظرة لوم أخفضت بعدها نظرها أرضا لكنه لم يشأ أن يدعها تظن أنه غاضب ... فهى حبيبته

  • آه يا عمى ... أنا نسيت ... هى كانت قالتلى وانا افتكرتها بتهزر ... على كل حال أنا مكنتش عامل حسابى على حاجة زى دى ... حضرتك إعمل كل اللى انت عايزه ... ياللا بينا بقى نقوم لإنى ميت من التعب
كان مشهد مغادرة أمجد ومرافقيه للكافيتريا غريبا إلى حد ما ... كانت المرة الأولى التى يطلق عليه فيها الإسم الذى رافقه لباقى سنوات حياته

الباشا

كان وقع الكلمة على أذن أمجد غريبا ... لم يستسغها ولم يحبها فى ذلك اليوم ... فهو لم يزل فى نظر نفسه ذلك الشاب الذى يهيم حبا بفتاته ويرغب فى إسعادها وفقط ... أيقونة حظه ورفيقة عمره الرقيقة منى

بمجرد إنفراد أمجد بمنى فى غرفتهم أخفضت وجهها خجلا منه ... فامتدت أصابعه لأسفل ذقنها ورفع وجهها إليه فأرخت عيناها خجلا

  • أنا آسفة يا أمجد ... مرضتش أقولك علشان كنت عارفة إنك مش هتوافق ... بابا كان مزنوق فى فلوس فأضطريت أديله الفلوس اللى انت كنت سايبها
  • تقومى واخدة على ابوكى ورق يا مجنونة أنتى .... إديله الفلوس وخلاص
  • أولا مكانش هيرضى ... ثانيا أنت جوزى ولازم احافظ على فلوسك .... وأصلا المشروع ده كله فكرتك ... يعنى كان المفروض من غير ما تدفع ولا مليم تكون شريك فيه
  • باقولك إيه ...سيبك بقى من المشاريع ومن الفلوس دلوقتى ... أنتى وحشانى وعايز اشبع منك ... بكرة بعد ما نفطر ورايا كام مشوار صغيرين كده مع إلهام هيخلصوا عالعصر ... هارجع وآخدك ونخرج نتغدى ونخش سينما ... وحشتنى السينما معاكى يا قردة
  • أنا وماما هنروح الصبح نكمل ترتيب دولابى ودولابك .... هنرجع عالضهر كده أجهز نفسى على ما تيجى ... ماشى
إقترب أمجد بشفتيه من وجه الرقيقة والتقم شفتيها فى قبلة بدأت هادئة وازدادت حدتها بين الشابين وبمجرد أن أحاطها بذراعيه وبدأ فى تحسس جسدها إذا بالباب يطرق كالعادة

  • أمجد ... أبوك نايم جوة علشان عنده شغل بكرة... منى لازم تنزل تنام علشان مشوارنا الصبح
  • حاضر ياحضرة يا حضرة الناظرة إتفضلى ادخلى مبنعملش حاجة قلة إدب
دخلت الأم وهى تبتسم وتنظر لوجه منه الذى احمرمما كانت فيه من بدأ إثارتها

  • مانا عارفة انكم مبتعملوش حاجة ... حتى باين على وش الممحونة مراتك ... أهمدوا شوية الكام يوم اللى فاضلين .
  • وانتى مش رايحة شغلك أنتى كمان يا حضرة الناظرة ... ممكن اروح انا ومنى نوضب الدولاب مع بعض
  • لأ يا روح امك ... خدت أجازة لغاية الفرح .
  • ليه كده بس تتعبى نفسك ... أنا ومنى هنخرج بكرة بعد الضهر
  • لأ يا روح امك ... منى مش هتخرج بكرة ولا طول الإسبوع ... يا دوب نلحق
  • تلحقوا إيه ؟
  • نلحق نخلص اللى ورانا ... لازم منى تجهز وفيه حاجات هتتعمل ... ومش هتشوفها طول الإسبوع .
  • تانى يا ماما ؟ هتفعصوا فيا تانى ؟ حرام عليكوا بجد
  • بس يا بت بلاش مياصة فارغة ودلع بنات ... ده فيه حاجات تانية هتتعمل أكتر من المرة اللى فاتت
  • يا ماما طيب سيبينا نخرج مرة واحدة بس ... مش معقول بعد ما بعدت عنها كل ده مشوفهاش إسبوع كمان
  • بس يا واد ... تبقوا تفطروا كل يوم مع بعض وخلاص ... إخرس بقى بدال ما اقولك مافيش فطار كمان
  • طيب متفعصوش فيها أوى ... سيبولى شوية تفعيص
  • تصدق إنت من ساعة ما سافرت وانت سفالتك زادت عن حدها ... ياللا يا بت أنزلى على شقتكوا ... وانت اتخمد ونام ... إنت ماريحتش ساعة حتى من ساعة ما رجعت من السفر
فى اليوم التالى أوصل أمجد أمه ومنى لشقته بعد تجديدها حسب ذوق منى وبعد أن وضع الحقيبتين فى غرفة النوم طلبت منه أمه الإنصراف لشئونه وتشاغلت عنه وعن زوجته بفتح الحقائب وإخراج ما بها لتترك لهم بعض الوقت لإحتضان سريع وقبلة طويلة

...........................................................................................................

توجه أمجد من فوره للمبنى الكبير وقابل الرجل الوقور الذى قابله فى المرة الأولى وكأنه كان فى إنتظاره

  • بص بقى يا باشمهندس ... النهاردة هتقابل الشيخ ابو ابراهيم ... بعد ما تسيبنى تتصل بيه فورا ... مش هتلاقيه لإنه فى المجلس دلوقتى ... هيطلبوا منك الأول تروحلهم تقابل دراعه اليمين ترفض
  • ماشى ... ولما أقابله اديله صور كشوفات الحساب اللى معايا واعرف هاعمل إيه فى فلوسهم اللى فى حسابى هنا طبعا
  • هما طبعا مش عارفين إنك أسست مشروع ليك هنا وإنك هتكون شريك فى مكتب الدكتور إبراهيم اللى هتفتحوه تانى بإسم فريدريك
  • إنتوا عارفين دى كمان ؟
  • أمال إنت فاكر الورق بتاع تأسيس المكتب والمحل وتصريح المشغل بتاعك انت وحماك خلص بالسرعة دى ازاى
  • تصدق أنا معرفتش إنى شريك فى مشروع الملابس ده والمشغل ده غير من كام ساعة بس
  • إحنا بقى عارفين وكنا بنسهل لك إجراءاتك من بعيد لبعيد .... المهم إنهم هيقلقوا من إنك هتستقر فى مصر ... تطمنهم إنك لازم كل شهرين تلاتة ترجع أسبانيا علشان دراستك اللى بتكملها هناك .
  • ده حقيقى
  • هما محتاجينلك ... البنوك فى أسبانيا مافيش عليها رقابة زى اللى فى إنجلترا وفرنسا ... وسويسرا عارفين ان العين عليها ... اليونان عارفين إن المصريين هناك كتير ويخافوا يثقوا فى حد ممكن يكون مدسوس عليهم ... وكذلك إيطاليا ... أسبانيا معظم العرب اللى فيها من المغرب وتونس ودول برضه مش هيثقوا فيهم
  • ليه ؟ دا فيه مغاربة وتوانسة كتير منهم
  • علشان كده بيخافوا منهم .... بيخافوا من بعض أكتر من خوفهم من الغريب ... لو حد منهم سرقهم مش هيقدروا يعملوا معاه حاجة ... يعنى انت بالنسبة لهم لقطة ... هما لغاية دلوقتى مش واثقين فيك ... بس مهمتك بقى إنك تخليهم يثقوا فيك ثقة تامة
  • وده أعمله إزاى ؟؟؟
  • إنت بطبيعتك أعصابك هادية وبتعرف تتحكم فى إنفعالاتك ... من بكرة هتكون معانا ساعتين كل يوم هتدرب فيهم على شوية حاجات ... لكن مقابلتك النهاردة مع الشيخ أبو إبراهيم مهمة وهاقولك تكسب ثقته إزاى
  • بس فرحى كمان إسبوع ... يعنى مش هينفع سعادتك أسيب عروستى وآجى اتدرب
  • ههههههههه ... متخفش ... تدريبك هيخلص قبل فرحك
  • طيب بالنسبة لمقابلتى مع الشيخ ابو إبراهيم النهاردة؟
  • عايزك تحاسبه على عمولتك اللى اتفقت معاه عليها بالمليم ... متسيبش ولا سنت من غير ما تحاسبه عليه
  • دى سهلة ... أنا معايا كشوف الحساب وهاحاسبه زى مأمور الضرايب وأكتر
  • تمام أوى ... أهم حاجة هدوء أعصابك ... هيحاول يعرف اللى جواك ... إوعى تتوتر ولا تخليه يعرف إنت بتفكر فى إيه ... وخد بالك ... أبو إبراهيم مش سهل ... ده من أذكى الناس اللى فيهم
  • ماشى ... متقلقش من الناحية دى
  • طيب يا بطل ... إتوكل إنت دلوقتى ومعادنا بكرة الساعة 10
  • تمام حضرتك ... أشوفك بكرة
وبالفعل حدث ما أخبر به الرجل الوقور ... فلم يجد الشيخ أبو إبراهيم ورفض أن تكون مقابلته للحساب مع غير الشيخ ومساء كان موعده مع الشيخ الذى قابله بترحاب وكأنه صديق قديم وبإبتسامة مرحبة ونظرات فاحصة

  • إزيك يا أمجد ... ولا نقول يا عريس ... بقى يا راجل مش عايز تتحاسب مع المحاسب بتاعى وتصمم إنك تقابلنى وتضيع وقتك اللى بتجهز فيه لفرحك
  • يا حاج إزاى بس مقابلكش ... أمال اعزمك على فرحى إزاى ... وبعدين أسيب البركة اللى بتحل عليا لما اشوفك ... ده كلام
  • لأ ناصح ... وفرحك إمتى يا أمجد ؟
  • يوم الجمعة الجاى ... أنا لسة واصل إمبارح
  • وإيه أخبارك ... وعامل إيه فى شغلك هناك
  • كله تمام ... الشغل ماشى زى الفل ... حتى شاركت صاحب المكتب اللى شغال فيه وعملنا شركة ... هنفتح مكتب فى مصر وهاكون المدير بتاعه
  • إيه ده ؟ إنت مش هترجع أسبانيا تانى ولا إيه ؟
  • لأ لازم كل شهرين تلاتة أسافر هناك شهر ولا حاجة ... ولو فيه حاجة مهمة أسافر لها ... أنا باعمل دلوقتى دراسات عليا فى الجامعة هناك وفيه حاجات هناك لازم أسافرلها كل شوية
  • إيه ده كله ... دا إنت بقيت رجل أعمال كبير أهو يا أمجد
  • البركة فى دعواتك يا حاج ... مش قولتلك باتبارك بيك ... المهم مش عايز أضيع وقتك ... هتشربونى شاى ولا لأ؟
و أخرج أمجد ملف كان يحمله أخرج منه صور التحويلات التى وصلته والتحويلات التى أجراها وتحاسب مع الشيخ على عمولته المتفق عليها ... وكانت حسابات أمجد دقيقة بالسنت كتبها فى ورقة منفصلة ... وزاد على الحسابات ورقة بها تكلفةعدد المكالمات التى أجراها لمكتب الشيخ بالدقيقة وتكلفة إرسال الفاكسات وأصر أمجد أن تكون كلها خارج حسابه

  • متآخذنيش يا حاج ... الشغل شغل
  • لأ حقك يا أمجد ... إحنا كنا حاسبين الحسبة وطلعت زى مانت حسبتها بالظبط ... بس كنا ناسيين موضوع المكالمات والفاكسات ده
  • طيب كده تمام ... الفلوس اللى انا حولتها لمصر بقى أعمل فيها إيه ؟ طبعا هاخصم عمولتى منها ... أعمل بالباقى إيه ؟
  • هتاخد 3 أرقام حسابات تحولهم ليها هنا فى مصر ... وهاقولك تحول لكل حساب كام بالظبط
  • ماشى يا حاج أستأذن أنا بقى ... هاستناك يوم الجمعة ... الفرح فى البيت عالسطوح ... بس باقولك أهو علشان متزعلش ... هيكون فيه رقاصة
  • هههههههههه مبروك يا أمجد هآجى ... ولما الرقاصة تيجيى هبقى ابص بعيد يا سيدى
  • تنورنا يا حاج ...حتى تزيدنا بركة
  • ....................................................................................................
بينما ينشغل أمجد بأمره كانت منى منشغلة بأمور أخرى ... أمور تشغل بالها بعدما بات موعد زفافها على بعد أيام ... فتجهيزها للزفاف يتطلب أمور كثيرة ... قهى لم تكلم أمها لسنوات ... لم تسمح لآمها حتى بالإقتراب منها أو رؤية ما يخصها ... أصبحت كل أمورها الخاصة والنصائح النسائية فقط مع أم أمجد ... لم تعد تتخيل جسدها ينكشف أمام ريرى بعدما سمعته واستقر بذهنها من أن أمها تعشق حبيبها وتتخيل نفسها بين ذراعيه .... حتى الآن لم تستطع تجاوز صدمتها رغم السنين وعندما لاحظ أبوها الجفاء الواضح بين الأم وابنتها لم تخبره ولم يضغط هو على الرقيقة كثيرا .... فهو لم يستقر معهم إلا بعد واقعته مع إخوته ... لقد ظن أن مُنى تحمل من أمها شيئا لإنها لم تساندها فى محنتها مع زوجات أعمامها

عندما عادت منى وأم أمجد من شقتها بعد أن وضعتا لمساتهما النهائية اللازمة ليوم الزفاف عليها إجتمعت ريرى وأم أمجد و مُنى فى غرفتها ليبدآ رحلة تجهيز العروس وقد بدا الوجوم على وجه مُنى وأمها... فهى لن تتعرى أمام تلك المرأة التى تظن أنها تتمنى أن تكون مكانها بين ذراعى حبيبها

مسكينة يا رقيقة فأنتِ لا تعرفين الحقيقة

أرادت أم أمجد إنهاء ذلك الموقف فبدأت الحديث

  • روحى يا ريرى جهزى الحاجة وأعمليلنا كوبايتين شاى ... وهاتى للبت دى كوباية لبن ... متشربش شاى ولا قهوة من النهاردة لغاية يوم الدخلة
فهمت ريرى أن أم أمجد تريد أن تذيب الجليد بينها وبين مٌنى فانصرفت طائعة تتمنى أن تنجح المرأة الحكيمة فى مهمتها ... فهى فرحة كأى أم بإبنتها لكن قلبها يتمزق من موقف إبنتها منها

  • باقولك إيه يا مُنى ... مينفعش اللى انتى عملاه مع امك ده ... متنفعش التكشيرة دى فى وشها فى وقت زى ده
  • مش قادرة يا ماما ... مش قادرة اتخيل إنها تشوف جسمى ... مبقتش حاسة إنها أمى ... مش شيفاها غير واحدة بتحب جوزى وعايزة تخطفه منى
  • بصى بقى يا منى ... ريرى ملهاش فى الدنيا غيرك ... حرام عليكى تحرميها من فرحتها بيكى ... دى فرحة عمرها
  • تلاقيها زعلانة إنى هتجوز أمجد مش فرحانة
  • يا بت متقوليش كده ... طيب أنا هاقولك حاجة مع إنها كانت محلفانى إنى مقولهاش ... أمك السبب فى رجوع أمجد يوم كتب كتابك عالزفت اللى كانوا اعمامك عايزين يجوزوهولك
  • يا سلام ... عبيطة انا بقى علشان اصدق الكلام ده
  • لا صدقى ... إنتى متعرفيش هى عملت إيه علشان أديها تليفون أمجد فى أسبانيا ... أحلفلك إنها وطت على رجلى باستها ... أنا وإلهام كنا متفقين إننا منقولش لأمجد على اللى بيحصل لك ... كنا شايفين إن رجوعه مش هيغير حاجة وكنا خايفين عليه .... هى اللى اتصلت بيه وقالتله
  • يعنى مش إنتى اللى قولتى لأمجد
  • أحلفلك بإيه إنى مش انا ... مخبيش عليكى كنت خايفة عليه ... هى اللى إتجرأت وقالتله ... دى فضلت فى السنترال طول النهار تتصل بيه لغاية ما رد عليها ... لو اللى فى دماغك الوسخة ده صح كانت سابتك تتجوزى وخلاص
  • بس ده مينمنعش إنها فكرت فيه فى يوم من الأيام
  • يا بت ... دا أنا باقول عليكى مخك كبير وبتفهمى ... إنتى هتحاسبى واحدة على تخريف قالته وهى فى البنج ؟ متظلميش امك يا منى ومتكسريش قلبها وفرحتها بيكى ... كفاية كام سنة بتعذبيها وهى شيفاكى معتبرانى أخدت مكانها عندك ... كام شهر وهتبقى أم وهتعرفى الأم ممكن تحس بأيه لما واحدة تاخد منها ضناها
إنهالت دموع غزيرة من عينى الرقيقة فأحتضنتها أم أمجدت ومسحت دموعها وقبلتها قبلتين على خديها

  • أنا هاروح انا اعمل الشاى واجيبلك كوباية اللبن وهاسيبكم مع بعض شوية ... عايز اسمع ضحتك وضحكتها اللى فاضحانا بيها ... ماشى يا بنتى ؟
عندما عادت أم أمجد بعد أن أمهلت الأم وابنتها وقتا كافيا وجدت منى فى أحضان أمها وقد أغرقت الدموع وجهى كلتاهما ... لم تدرى ما دار بينهما ولم تكن تريد أن تدرى ... فلقد عادت علاقتهما كما كانت ... أو هكذا أقنعت هى نفسها

....................................................................................................

مرت الأيام سريعا وأنهى أمجد تدريبه السريع وأتهى كذلك كل ما كان معلق من إجراءات بخصوص المكتب وأطاع ما طلبه منه الرجل الوقور فى المبنى الكبير وقدم طلباً لتركيب خط تليفون فى شقته الجديدة لسهولة التواصل معه بعد أن أخبره الرجل هناك إنهم سيساعدونه وأن طلبه سينفذ خلال أقل من شهر بمساعدتهم ولن ينتظر لسنوات كما كانت العادة فى تلك الأيام ... لكنه طلب منه أن يطلب توصية مكتوبة من الشيخ أبو إبراهيم لمصلحة التليفونات ... حتى لا يشك الرجل لسرعة تركيب خط التليفون الغير معتادة دون توصية

وأخيرا بات أمجد ومنى على بعد ساعات من أن يجمعهما بيت واحد ولم يستطع أمجد فى اليوم السابق للفرح رؤية رقيقته ... فهو "يوم الحنة" حيث تتجمع النساء والفتيات فى يومهم الخاص بالنساء ولا يصح أن يكون بينهم رجل حتى ولو كان العريس ... أو كما قالت له أمه

  • هتقعد بين النسوان تعمل إيه !!!!!
خاتمة

وهكذا أصبح أمجد على بعد ساعات من بداية حياة جديدة كرجل مسؤل عن زوجة وبيت وقريبا ***** ... كانت المرة الأولى التى إقترن فيها أسمه بلقب الباشا ... هذا اللقب الذى أطلقه عليه أولا عمال الكافيتريا وسرعان ما أنتشر بين أروقة المركز التجارى ليتجاوزه فيما بعد ... كانت الأيام الأولى التى انغمس بعدها فى معاونة أفراد الجهاز الكبير فى حربهم وحربه مع طيور الظلام ... كانت خطوته الأولى فى هذا العالم المثير بسرية وهدوء ... سر لم يعلمه إلا هو وقليل من أفراد هذا الجهاز المجهولين ... حتى أسمائهم الحقيقية لم يعرفها ولم يعرف إسمه الحقيقى بينهم إلا القليلون ... هذا السر الذى إخفاه طيلة حياته ... وإلى الآن

وإلى اللقاء يا أصدقائى الأعزاء قريبا كما أتمنى فى فصل جديد من حياة الباشا إذا كان فى العمر بقية

الجزء الرابع

مقدمة

فى هذا الجزء أصر الباشا على ذكر تفاصيل حفلات زفاف الطبقة المتوسطة بالتفصيل ... أصر على أن ينقل للقراء الجو المحيط والسعادة التى كانت تجد طريقها لقلوب البسطاء رغم قسوة حياتهم فى تلك الأيام ... اصر على ذكر تكاتف أبناء الشارع الواحد وجيران الفرح لإنجاح فرحتهم ... بعض التفاصيل التى قد تبدو غريبة عن بعض أبناء جيل الألفية الجديدة ... لكنها كانت حقيقية بالكامل لم أزد أو أنقص كلمة مما ذكره لى فى حكيه علّى أستطيع أن أضعكم فى نفس حالة السعادة التى شعر بها ورأيتها فى عينيه عندما تذكرها

فى هذا الجزء أيضا تطرق الباشا لزلزال إقتصادى حدث بمصر تزعزعت معه أحلام كثير من البسطاء حتى انهارت ... ذكر بعض تأثيرات هذا الحدث الذى تألم له رغم إستفادته منه وكيف عرف بعض خفايا هذا الزلزال

أصبح الباشا شريك فى مكتب تصميمات كبير وشريك فى مشروع تجارى ناجح

كيف مرت تلك اليام القليلة على الفتى صغير السن وكيف عاشها وكيف أضافت لخبراته هذا ما سوف نعرفه عندما نتابع قراءة ما أملاه على الباشا من كلمات

والآن لنعد سويا لإستكمال قصتنا وكالعادة أرجوكم أعزائى ألا تكتفوا بقراء الكلمات

لكن إقرأوا ما بين السطور

............................................................................................................

وأشرق نهار يوم الزفاف لم يستطع أمجد حتى أن يطيل مكالمته الصباحية مع حبيبته ... لقد فوجئ بصوت أمه على الطرف الآخر بعد نصف ساعة فقط من بدء مكالمته التى كان يتمنى أن تمتد لساعات

  • إقفل التليفون يا أمجد وقوم شوف اللى وراك ... منى وراها ستين حاجة ويا دوب تلحق تخلص قبل الكوافير ما يجيى
  • لسة بدرى يا ماما ... الكوافير مش هيجيى الساعة 7 الصبح ... وبعدين أنا مافيش ورايا حاجة أصلا
  • لأ فيه ... لسة عايز تستحمى وتحلق وتجهز الهدووم اللى هتلبسها
  • هاستحمى واحلق فى 12 ساعة يا ماما ... ليه حوت هيستحمى ويحلق
  • خلاص إتفلق ... منى مش فاضيالك ... كلها كام ساعة وتبقوا مع بعض باقى عمركم
  • طيب نكمل كلامنا بس
  • مافيش وقت يادوب نلحق ... والشقة عندك شوية وهتتملى ناس
  • إنتى نزلتى إمتى عند منى ولا كنتى بايتة تحت ولا إيه
  • إخرس واقفل السكة
بحلول التاسعة كانت العمارة التى يقطن بها أمجد قد تحولت لخلية نحل ... فكل شبان الشارع يساعدون فى تجهيز السطوح ومساعدة الفراش فى نصب الصيوان الذى سيقام به العرس وكل شقق العمارة فتحت أبوابها للمساعدة ...حتى أن إحدى الجارات تطوعت وأخلت صالة شقتها لتصبح مطبخ لذلك الطباخ الذى أتى فجأة بدون ترتيب ليخبر أمجد بأنه مرسل من طرف الشيخ أبو إبراهيم لتجهيز بوفيه خاص بالفرح وأحضر معه فى سيارة كبيرة كل ما قد يحتاج إليه من أدوات ولحوم ومستلزمات البوفيه وتحول الشارع والسلم لخلية نحل أخرى تساعد الكهربائى فى مد عقود الإضاءة الملونة على إمتداد الشارع والسلم والسطوح وتطوعت بعض سيدات الشارع بتجهيز شقة أبو أمجد لإستقبال الرجال الكبار ... كان الكل يعمل والكل سعيد

فها هو أخيرا حلم يكتمل بزواج إثنين ولدا وكبرا سويا أمام أعين الجميع

حلم تحقق فى زمن أصبحت فيه الآمال مستحيلة

كانت المفاجأة التى لم يتوقعها أحد من الأسرتين حضور أعمام منى وزوجاتهم .... لقد تسرب إليهم خبر نجاح مشروع أخيهم الأكبر وأختهم الصغرى عن طريق أحد التجار الذى تصادف ذهابه للمركز التجارى ... لم يعلم هذا الرجل إلا أن محل أبو منى بات مقصدا لزوجات وجوه المجتمع وأن هذا المحل فى الأصل مملوك لشاب مهم بات كل من فى المركز التجارى يطلقون عليه لقب الباشا .... ذهبت بهم ظنونهم بأن أمجد ومنى قد انفصلا ثانيةً وأن منى فى طريقها للزواج بآخر آكثر ثراء ونفوذا من الشيخ نور الذى كانوا يريدون تزويجها له ... صوّر لهم طمعهم أنهم قد يستطيعون الإشتراك فى كعكة الثروة التى يظنون أخيهم ينعم بها

كم كانت دهشة زوجات العم عندما رأين أم أمجد تقوم بتجهيز العروس وتشترك معها فى كل تفصيلات مكياجها وشعرها ... لم يستوعبن أن العريس الذى سمعن عن ثرائه هو أمجد الذى أضاع من أزواجهن فرصة مصاهرة أحد أكبر التجار فى مصر ... كانت دهشة أزواجهن أكبر عندما أستطاعوا أخيرا التكلم مع أخيهم فى ذروة أنشغاله بتجهيزات عرس ابنته عندما سألوه عن إسم عريس إبنة أخيهم ومن هو ... عندها فقط فهم الرجل الطيب سر حضورهم من بورسعيد للقاهرة والسعادة المصطنعة التى رسموها على ووجوههم هم و زوجاتهم

  • بقى كده نعرف من الغرب إن فرح بنت اخونا النهاردة ...لو مكانش اصحابك التجار اللى عزمتهم وقالولنا مكناش عرفنا .... إحنا حبينا نعمل الواجب برضه مع إنك مكلفتش خاطرك وعزمتنا
  • كان المفروض تبقوا جنبى من الأول مش يوم فرحها بس ... إنتوا ناسيين اللى عملتوه فى بنتى وفيا ولا إيه
  • إحنا كنا عايزين لبنتك الخير وانت وهى كسفتونا قدام الراجل اللى كنا جايبينهولها .... بس حصل خير يا خويا ... واهى اتجوزت اللى أحسن منه
  • طبعا أحسن منه ميت مرة
  • طبعا أكيد ... إحنا عرفنا أن عريسها راجل من عيلة كبيرة وواصل
  • إنتوا بتقولوا إيه ؟ عيلة كبيرة مين وواصل إيه ؟ إنتوا مش عارفين جوز بنت أخوكم مين ؟
  • لأ مش عارفين ... مانت لو كنت معتبرنا اخواتك بجد كنت عرفتنا على جوز بنتك ... مش فجأة كده نعرف من الناس
  • أعرفكوا على مين ؟ إنتوا فيه إيه فى مخكم ؟ مانتوا عارفين من قبل ما تسيبوا البيت ده آخر مرة دخلتوه إن أمجد هو اللى هيتجوز منى .
  • أمجد ؟ أمجد مين ؟ البلطجى اللى طرد الشيخ نور من بيتك ؟
  • أمجد مش بلطجى ومحدش فيكم يفتح بوقه بكلمة عليه ... أمجد عمل اللى انا مقدرتش اعمله ولحق بنتى من المصيبة اللى كنتوا هترموها فيها
  • أمال المحل الكبير والبضاعة المستوردة اللى انت وفاطمة شغالين فيها دى إيه ؟ أمجد هو اللى فتح لكم المحل وجاب لكم البضاعة ؟ منين ؟
  • أنا لا شغال فى بضاعة مستوردة ولا غيره ... دى كلها حاجات معمولة هنا فى مشغل أنا فتحته ... هما كام حتة مستوردين بس اللى فى المحل مفيش غيرهم
  • أمال الباشا اللى الناس كلها بتتكلم على أنه جوز بنتك يبقى مين
  • آآآآآآه علشان كده بقى سبتوا شغلكم وجيتوا جرى .... الباشا اللى الناس بتتكلم عليه هو أمجد يا خويا انت وهو ... جوز بنتى وشريكى انا واختكم
  • وهو أمجد جاب الفلوس دى كلها منين
  • فلوس إيه وهباب إيه اللى بتتكلموا عليها ... عملنا مشغل وأجرنا محل بنبيع فيه اللى بنعمله ... مش محتاجة ملايين ... إحنا بس علشان نيتنا صافية وقلبنا سليم ربناا كرمنا .... وبعدين إنتوا جايين تباركوا ولا جايين تقروا علينا
  • نقر أيه بس يا بو منى ... حد يقر على فلوس أخوه .... فلوسك هى فلوسنا يا حبيبى
  • لا يا حبيبى مش فلوسكم ... فلوسى هى فلوس بنتى وجوز بنتى اللى وقف معايا
  • ماشى يا خويا ... لو وجودنا مضايقك نمشى
  • مش مضايقنى ولا حاجة ... بس إحنا فى ايه ولا فى أيه ... بدال ما تقولوا نساعدك فى إيه يا خويا جايين تشوفوا فتحت المحل إزاى وباشتغل إزاى
  • حاضر ياحبيبى ... عايزنا نساعدك فى إيه
  • شوفوا الناس اللى شغالة وخلوا نسوانكوا تساعد باقى الستات والطباخ فى البوفيه ... إنتوا مش شايفين الدنيا هايصة ازاى
  • من عنينا يا خويا ... صحيح هو أمجد كلف الفرح ده كله لوحده واللا أنت دافع معاه
  • يوووووه مش قادرين تبطلوا !! لأ ياسيدى هو اللى مكلف الفرح ... وأهل الشارع وحبايبه هم اللى بيساعدوه ... سيبونى بقى افرح ببنتى
وأخيرا حان ميعاد البدء فى مراسم الزفاف ... هبط أمجد السلم وسط زحام أصدقائه ليصطحب عروسه ... وقف أمام باب شقتها المفتوح فى إنتظار إشراقها ... وصلت تتأبط ذراع أبيها وتحيطهما النسوة بزغاريد متواصلة ... وعندما وقفت أمامه خجلة غير قادرة على رفع عينيها نحوه تقدم نحوها ليرفع تلك الغلالة الرقيقة التى تغطى وجهها ... تمنى وقتها أن يقبلها ... لم يرها بالقبل بمثل هذا الجمال ... سلمها له أبوها وهو يحاول منع الدموع من عينيه ... فهاهى صغيرته الجميلة تتركه لتصبح مسؤلة من آخر ... تأبطت ذراع زوجها لتبدأ الزفة بطول السلم حتى السطوح ... إختلط الجميع خلف موكب العروسين الذى تتقدمه الفرقة الموسيقية والراقصة ... بمجرد إستقرارهما بالكوشة إنطلقت طلقات الرصاص من أسرة العريس التى قدمت من الصعيد ... كانت المفاجأة التى لم يتوقعها أمجد هى أول المهنئين ... الشيخ أبو إبراهيم بنفسه الذى حضر فى موكب من السيارات سدت الشارع واصطحب معه إحدى سياراته الفارهة مزينة بالورود كى توصل العروسين و تتقدم موكب العرس الذى سيوصلهما لعش الزوجية ... إحتضن الشيخ أبو إبراهيم أمجد بعد أن حيا العروس بإبتسامة وتبادل معه حديثا هامسا

  • عروستك حلوة يا ولا ... ليه حق نور يتحصر عليها
  • إنت هتعاكس ولا إيه يا حاج .
  • ياض اعاكس مين وسط أهلك الصعايدة دول ... هما جايين يدخلوا حرب بكل السلاح اللى معاهم ده ... ده لولا إنى موصى مأمور القسم ميجيش جنبكم كان زمانه حبس نص الفرح
  • ماهو ده عشمنا فيك يا حاج ... بس إيه رأيك فى الرقاصة
  • بس ياض ... قولتلك مش هابص عليها
حسب الأصول إصطحب أبو أمجد الشيخ أبو إبراهيم لمجلس الكبار وكم إتسعت عيون أعمام منى عندما رأوه ... إذاً فأمجد بالفعل ذو نفوذ كبير عند الجميع ... لطالما حضر الشيخ أبو إبراهيم بنفسه حفل عرسه إذا فنفوذ أمجد يفوق نفوذ الشيخ نور صديقهم بكثير ... كادوا يعضون أصابعهم ندما لما فعلوه بأخيهم ... ليتهم ظلوا معه لينعموا بنفوذ صهر أخيهم الجديد ... هكذا قالوا فى أنفسهم .

إشتعل الحفل بوصول إلهام وكان سبب إشتعاله وصول النجمة الشهيرة إيناس برفقتها وتجمعت الفتيات حولها وتطلعت أعين الشباب والرجال لتلك النجمة التى لم يكن أحد يتخيل رؤيتها على الحقيقة فإذا هى فى حيهم وفى حفل عرس إبن شارعهم تشاركهم فرحتهم بزفافه.... وتعجب أعمام منى وزوجاتهم من هذا الخليط العجيب الموجود ... نجمة سينمائية وأحد كبار تيار يرفض وجود السينما من أساسه فى نفس المكان ... وتهامس أعمام منى بينهما يتسائلان ... إلى أى مدى وصل هذا الشاب فى سنوات أقل من عدد أصابع اليد الواحدة وإلى اين وصلت شبكة معارفه

إنتهى العرس فى موعده منتصف الليل وتحرك موكب العريس تتقدمه السيارة الفارهة المزينة وشارك فى الموكب كل من يملك سيارة بالشارع حتى توقفوا أمام العمارة التى تقع شقة العريس فى آخر أدوارها ... لم يرافق العروسان إلا أم العريس وأم العروس وأبويهما حسب الأصول بينما انصرفت سيارة العروسان إنتظرالجميع عودة كبار الأسرتين أمام باب العمارة يصخبون ويرفعون أصوات فرحتهم وزغاريد النساء .

فتحت أم العريس باب الشقة ودخل أمجد تتأبط ذراعه عروسه الجميلة تتعثر فى خجلها لتجلس العروس على الكنبة الموجودة بصالة الشقة و معها أمها وأبيها بينما تصطحب أم أمجد وأبيه إبنهما لغرفة النوم ... فكل أم وأب لابد أن يوصيا إبنهما وإبنتهما التوصيات الأخيرة اللازمة لبدء حياتهما الزوجية

  • خد بالك من منى يا أمجد وشيلها فى عينيك ... البنت جوهرة مافيش زيها
  • مش هتوصينى على منى يا بابا ... منى فى عنيا من ساعة ما اتولدنا
  • بالراحة عليها يا أمجد النهاردة ... البنت هتلاقيها مكسوفة شوية فى الأول إستحملها ومتستعجلش
  • حاضر يا ماما ... مش هاستعجل ... على أقل من مهلى
  • متزودش يا أمجد ... هيبقى فيه جرح ومش لازم يلتهب ... إنت فاهمنى طبعا
  • فاهم يا بابا متقلقش
  • المنديل الأبيض اللى على المخدة ده عارف طبعا سايبنه هنا ليه
  • عارف يا ماما ... متقلقيش
وأخيرا إنفرد الحبيبان .... ظلت الرقيقة منى فى جلستها الخجلة لم تتحرك من مكانها ولم ترفع عينها عن الأرض ... إقترب منها أمجد وخلع الجاكيت والكرافتة ووضعهما على الكرسى المجاور قبل أن تمتد أصابعه لطرحتها الطويلة يعالجها بهدوء حتى خلعها ووضعها بجوار جاكيته وجلس بجوار حبيبته ... مد يده ليحتضن كفيها بكفيه

  • إنتى إيدك ساقعة وعرقانة كده ليه يا حبيبتى ؟
  • خايفة ... ومش عارفة مالى
  • خايفة من إيه ؟ متخافيش من أى حاجة وانتى معايا
أحاط أمجد عروسه بذراعه وجذبها لتضع رأسها على صدره وهو يمرر أصابعه خلال خصلات شعرها الفاحم حتى شعر بأن توترها قد زال فرفع وجهها إليه وقبلها قبلة بسيطة على جبينها قبل أن يقف ويخلع قميصه وهى تشيح بوجهها خجلا

  • إنت بتعمل إيه يا أمجد ... عيب كده ... إستنى لما ندخل جوه
  • القميص ضيق وخنقنى ... ومتقلقيش مش هاعمل حاجة ... هاقعد مؤدب
  • إنت تقعد مؤدب ... إنت أصلا قليل الأدب
  • متخافيش مش هأقل أدبى .
وأحاطها بذراعه ثانية فعادت لوضع رأسها على صدره مغمضة عيناها فرفع وجهها إليه ثانية وطبع قبلتين على خديها أتبعهما بقبلة سريعة على شفتيها التين ارتعشتا فالتقم شفتها العليا بين شفتيه يمتصها بهدوء ويمرر عليها لسانه وسرعان ما أستجابت الجميلة لشفتيه وبادلته امتصاص شفتيه فامتدت أصابعه بهدوء تعالج سوستة فستانها حتى فتحها وأخذ يمرر كفه برقة على ظهرها فبدأت أنفاس العروس فى الإرتفاع فعالج الفستان حتى خلعه من كتفيها

  • شوفت بقى ... مش قولتلك إنك قليل الأدب
  • يا بت متخافيش ... إحنا بس هنقعد مرتاحين بدال تكتيفة الفستان دى ... قومى أقلعك الفستان وهنقعد تانى
ووقفت الجميلة خجلة قبل أن يخلع عنها أمجد فستانها وتلك الجيبونة التى ترفعه وتبقى بقميصها التحتى فقط وأسفله سوتيان أبيض رقيق وكيلوت من نفس قماشه وجلست وقد إحمر جسدها بالكامل خجلا وهى تبعد عينيها عن أمجد الذى خلع بنطاله وجلس جوارها لا يرتدى إلا كيلوت ضيق يظهر من تحته إنتصاب عضوه وجذبها مرة أخرى لتضع رأسها على صدره ويحيط كتفها بذراعه وعاد مرة أخرى يمرر أصابعه خلال خصلات شعرها حتى هدأت وأستكانت فى حضنه فرفع وجهها إليه مرة أخرى بأصابعه ليطبع على شفتيها قبلات خفيفة حتى أستجابت له وفتحت فمها ليغوصا فى قبلة عميقة إمتص فيها لسانها بينما أصابعه تعالج قفل السوتيان من الخلف حتى فتحه وامتدت يده تحت قميصها ترفعه بهدوء بينما بدأت الرقيقة تشعر بتلك النار تسرى بها وبإفرازاتها تبلل كسها فرفعت جسدها وذراعيها تساعده فى رفع قميصها ليخلصه من ذراعيها ومعه السوتيان ويلقيهما أرضا لينظر لهذا الجسد الرائع عاريا لأول مرة فى حياته نظرة إحمر معها جسد الرقيقة خجلا لكنه لم يدعها لخجلها وضمها لصدره ثانيا وقد إشتبكت شفتاهما فى قبلة محمومة وامتدت كف ذراعه المحيطة بالجميلة لتداعب حلمتها اليسرى بنعومة بينما أصابع يده الأخرى تمتد أسفل كيلوتها الصغير تداعب بظرها المبلل بمائها وتفركه بهدوء بينما تغيب هى فى تلك القبلة التى طالت حتى إنتفض جسدها وأغلقت فخذيها بقوة على يده المدفونة بينهما وينطلق مائها غزيرا فيضمها لصدره بقوة حتى يهدأ تنفسها وتنظر له بنظرة رضا فيقف ويحملها بين ذراعيه لغرفة النوم ويضعها على طرف الفراش فتستلقى وهى تلف ذراعيها حول رقبته ليغيبا فى قبلة أخرى طويلة وتمتد يدا أمجد تعتصر ثديا الجميلة برقة وتفرك الحلمتين فتتأوه الجميلة وتمرر اطراف أصابعها على ظهر أمجد وصدره فيهبط بشفتيه مقبلا رقبتها وصدرها حتى يصل لحلمة صدرها الأيسر ليمتصها و يمرر لسانه عليها ثم يهبط بشفتيه يقبل بطنها وعانتها ويعالج كيلوتها الصغير فتشتعل النار بجسد الرقيقة عندما يحتك شاربه بعانتها فترفع خصرها تساعده ليخلع عنها آخر ورقة توت ويقبل شفرتيها ولا إراديا تجد يديها تمتد لرأسه تدفعها ناحيتها فيلتقم بظرها بين شفتيه وهو يخلع كيلوته ليحرر زبره المحبوس ورائه وتوشك شهوتها على الإنفجار ثانية فيرفع ساقيها على كتفيه ويمرر رأس زبره بين شفريها وفى لحظة إنفجار شهوتها يدفع زبره بهدوء داخل فتحتها التى تنقبض وتنبسط فتصدر منها آهة شبقة عالية عندما يصل زبره لأعماق كسها ويترك زبره داخلها بلا حراك حتى تنتهى من فورتها ليخرجه بهدوء فتشهق بصوت مرتفع وتلتف ساقيها حول خصره كأنما تريد أن تمنعه من الخروج حتى تهدأ تماما ويرتخى جسدها وتضع قدميها على حافة الفراش ليتناول ذلك المنديل الحريرى الأبيض يمسح به ما علق بزبره من الدماء قبل أن يضعه بين فخذى حبيبته يجفف ما علق بشفريها وبظرها من دماء مختلطة بسوائلها وترتعش الجميلة من من ملمس الحرير على كسها الناعم وبظرها وتطلق آهة شبقة فيحكم أمجد إدخال المنديل بين شفريها ويضم فخذيها على زبره ويحركه بين فخذيها مداعبا به بظرها الظاهر فوق المنديل حتى تنطلق منه نافورة منيه مغرقة بطنها فى نفس وقت إنطلاق ذروة شهوتها فيعيد نزع المنديل من مكانه ويجفف به بطن الجميلة قبل أن يضعه بعناية على الكومودينو المجاور لمكان نومها ويستلقى بجسده بجوارها ويضمها لصدره بشدة وهى تلهث مغمضة عينيها وتضع رأسها على صدره فيرفع وجهها ناحيته ويقبلها قبلة هادئة على شفتيها ويعيد إمرار أصابعه بين خصلات شعرها

  • هو خلاص كده ؟
  • خلاص إيه ... مش هينفع حاجة تانى النهاردة ... هى امك مقالتلكيش
  • يا قليل الأدب مش ده قصدى ... قصدى خلاص أنا مبقتش بنت خلاص
  • إنتى شايفة إيه ... إنتى عبيطة يا بت ؟
  • إفهم بقى ... أمال فين الوجع اللى كانوا بيقولوا عليه ... دى البت صفاء كانت بتقولى إنها صوتت أول مرة صاحبك نام معاها من الوجع
  • ههههههههه مانتى صوتتى وصوتك وصل الشارع اللى ورانا
  • مش بقولك قليل الأدب... قصدى مافيش حاجة وجعتنى
  • يعنى انتى صوتك عالى كده علطول ... يادى الفضايح
  • بجد يا أمجد صوتى كان عالى قوى ... أنا مكنتش حاسة بنفسى
  • لأ مش عالى ولا حاجة يا حبيبتى ... كنت باهزر
  • أنا مبسوطة يا أمجد .... مبسوطة قوى ... باحبك
  • وانا كمان مبسوط قوى يا منى ... باحبك باحبك باحبك ... جعانة؟
  • توء ... عايزة اناااااااام ... أقوم أحضرلك حاجة تاكلها ؟
  • تقومى إيه ... مش هتقومى من حضنى الليلة ... دانا ما صدقت
  • طيب نقوم نلبس حاجة ؟
  • مافيش لبس ... طول ماحنا لوحدنا يبقى مافيش لبس
  • قليل الأدب ... وانا كمان مش عايزة البس حاجة ... هافضل كده فى حضنك يا .. حبي ... بى
واستغرقا فى قبلة عميقة طويلة راحت بعدها الرقيقة فى نوم عميق على صدر زوجها .

لأول مرة فى حياته يشعر أمجد بالرغبة فى النوم بعد ممارسته الجنس ... شعر بطاقة العمل تتفجر فى عقله لكنه وجد نفسه يرغب فى أن ينام ... ربما إلتصاق رفيقة عمره به وإحساسه بملمس جسدها على جسده جعل هذا الخدر والإسترخاء يتسرب إليه ... راقب وجهها الملائكى النائم قليلا قبل أن يستغرق هو الآخر فى نوم عميق

...........................................................................................................

شعر أمجد أنه استغرق فى النوم كما لم يستغرق من قبل ... عندما فتح عينيه كان يتخيل أن الوقت قد قارب الظهيرة نظر لتلك الجميلة النائمة على صدره مبتسمة رغم إستغراقها فى النوم ... أزاحها بهدوء عن صدره لتتململ الرقيقة قليلا قبل أن تفتح عينيها

  • صباح الخير يا حبيبى ... هى الساعة كام ؟
  • معرفش ... كملى نوم أنا رايح الحمام وراجع
أزاح الستائر الثقيلة قليلا ليفاجأ بأن ضوء النهار لا يزال فى بدايته ... أغلق الستائر وعاد لينظر لساعته فوجدها لا تزال السادسة .... ذهب للحمام وأغتسل من أثار ليلته الأولى مع حبيبته الرقيقة فانتعش ولم يجد فى نفسه رغبة فى النوم ... أجال نظره بالغرفة فوجد بيجامة حريرية بيضاء مطوية بعناية يجاورها ذلك البيبى دول الأبيض الذى أشتراه منذ سنوات لترتديه الرقيقة ليلة زفافها ... إبتسم ونظر للفراش ليجد الرقيقة تحتضن وسادته وتغيب فى نومها والإبتسامة الجميلة لا تفارق وجهها ... إرتدى بنطلون البيجاما فقط وأخذ جاكيتها على يده وقرر الخروج للتدخين سيجار خارج الغرفة حتى لا تزعجها رائحة التبغ القوية فى غرفة مغلقة ... مر فى طريقه بباب الصالون المفتوح ليقع نظره على ترابيزة الرسم وضعت بأحد أركانها ... فرد عليها إحدى الأوراق الكبيرة وأشعل سيجاره والتقط ملف وضع على ترابيزة صغيرة بجوارها ... ملف مشروع قرية الساحل ... وجد نفسه مدفوعا للبدء فى التصميم ... إلتقط مسطرته وأدواته وبدأ فى رسم أول وحداتها أو كما يطلق عليها الطراز ... الذى ستكون عليه القرية .

لم يدر أمجد كم مر عليه من الوقت قبل أن يفيق على جرس الباب ... إرتدى جاكيت البيجاما وفتح الباب وهو يغلق حزامه ليجد صديقة عمره إلهام أمام الباب تحمل فى يدها حقيبتين بلاستيكيتين كبيرتين بيد بينما تحمل بالأخرى علبة شيكولاتة ضخمة

  • صباح الخير يا عريس ... صباحية مباركة
  • إلهام ؟ أنا قلت برضه مافيش غيرك ممكن يزعج عريس وعروسة عالصبح كده
  • صبح إيه يا مسطول .... الساعة 1 إنت لسة نايم فى العسل
وأفسح أمجد الطريق لإلهام كى تدخل الشقة لترتفع ضحكتها الصاخبة

  • يخربيتك ... إنت ياض مقدرتش تصبر لغاية ما تدخلوا أوضة النوم ... نمتوا هنا ولا إيه
  • نمنا هنا إيه بس يا إلهام ... بلاش غلاسة بقى ... هاخش أصحيلك منى ... كنت باشتغل
  • أنا برضه قلت كده ... طالما فيها نيك يبقى مش هتمسك نفسك من الشغل ... واشتغلت على إيه يا خويا ورينى
  • كنت شغال على مشروع قرية الساحل ... عندك عالترابيزة جوة فى الصالون ... هاخش أصحيلك منى
  • على فكرة أنا جاية بطلب من أمك مش جاية أغلس .... البومتين مراتات اعمام منى مصممين ييجوا معاها هى وريرى ... عايزين يتطمنوا يا خويا على بنت اخوهم ... ومجتش بإيدى فاضية ... جبت لك معايا شيشة وفحم ومعسل علشان تعدل مزاجك
  • كتر خيرك يا إلهام ... فعلا كنت محتاجهم ... يخليكى ليا
  • وايه اللى عالسفرة ده ... إنتوا مكلتوش ... الحاجة متلمستش ... زمان الأكل باظ يا زفت
  • مكناش جعانين يا إلهام ... هاخش اصحيلك منى علشان اخلص من لسانك
  • مكونتوش جعانين ولا مكونتوش فاضيين يا هايج ... خش صحيهالى نظبط الدنيا قبل أمك وأمها ما ييجوا ومعاهم البومتين
ترك أمجد إلهام التى أخذت فى جمع الملابس المبعثرة فى صالة الشقة ودخل للرقيقة التى لا زالت كما هى نائمة تحتضن وسادته ليزيح الشعر عن وجهها ويقبلها فى شفتيها لتفتح عينيها بكسل

  • صباح الخير يا حبيبى
  • مساء الخير يا قلبى ... إحنا الساعة 1
  • مكسلة قوى ومش عايزة أقوم
  • معلش لازم تقومى يا منى ... إلهام برة ... أمى وامك زمانهم جايين ومعاهم مراتات اعمامك
  • يووووه وأيه اللى هيجيبهم مع امى وامك دول ... أنا مش باحبهم و باخاف من عنيهم
  • معلش يا حبيبتى ... أمى اتصلت بإلهام وقالتلها تيجيى قبل منهم ... قومى البسى علشان تخرجيلها
  • طيب أنا المفروض البس إيه ... ألبس فستان ولا هدوم بيت ولا إيه
  • معرفش ... إلبسى أى حاجة
خرج أمجد ليجد إلهام تقف أمام لوحة الرسم تتأملها بإعجاب بعد أن جمعت ملابسه وملابس منى على أحد الكراسى ليجد منى تلحقه بعد دقائق قليلة وقد أرتدت روب قماشى فبادرتها إلهام بإحتضان وقبلتين على خديها

  • صباحية مباركة يا عروسة ... قمر يا بت ... مش عارفة حبيتى المعفن ده ازاى
  • أمجد قمر يا إلهام ... تعالى معايا علشان تقوليلى البس إيه أقابل بيه الناس اللى جايين
  • طيب يا قمر ... شيلى معايا هدومكوا دى ندخلها جوة ... شيلى إنتى هدوم جوزك وانا هاشيل الطرحة والفستان وباقى حاجاتك
إنشغل أمجد فى تحضير الشيشة حتى تنتهى منى وإلهام من أعمالهما النسائية وكالعادة تصل إليه ضحكات إلهام العالية من خلف الباب المغلق عليها هى ومنى فيعرف فيما يتحدثان ... نفس الضحكات الصاخبة التى سمعها عندما أنفردت بسهام بعد ليلته معها

يعد وقت قليل خرجت إلهام ومعها منى يرفعان الأطباق التى لم تمس وينشغلان بتحضير وجبة سريعة لإفطار العروسين ومعهما إلهام وكالعادة لم تتركه إلهام دون مناكفة

  • ما تقوم يا بنى آدم تساعدنا بدال مانتا عامل فيها هارون الرشيد وبتشرب شيشة
  • لأ يا إلهام ميصحش... أمجد يفضل مكانه وانا أجيبله الفطار لحد عنده
  • دلعيه ياختى دلعيه لغاية ما يتعوج عليكى ... ماهو كان عايش لوحده فى أسبانيا وبيعمل كل حاجة لوحده ... يا بت إسمعى كلامى وخليه يعمل معاكى كل حاجة
  • لأ يا إلهام ... جوزى حبيبى ميعملش حاجة
  • طب ياختى خلينا نخلص بقى علشان تغيرى هدومك قبل ما النسوان تيجيى تلقيكى لابسة الروب عاللحم كده يفتكروا انكوا كنتوا بتعملوا حاجة وانا باتفرج عليكوا ... وانت خش البس الروب فوق البيجاما ... مينفعش تقابلهم كده .... جتكوا خيبة أنتوا الإتنين
وما أن دخل أمجد وزوجته غرفتهم وخلعت منى الروب ليراها أمامه عارية إنقض عليها يختطفها بين ذراعيه ويقبل شفتيها بنهم وهو يتحسس كل جسدها العارى ويعتصر فلقتيها وثدييها وكادت العروس أن تذوب بين يديه

  • أمجد ... إلهام برة وامك وامى زمانهم جايين ... إلبس الروب واستنى برة مع إلهام
  • طب استنى معاكى لغاية ما تلبسى
  • يبقى مش هتسيبنى البس ... علشان انت قليل الأدب ... إخلص بقى لأنى انا كمان مش قادرة امسك نفسى وإلهام لسانها مبيسكتش ... هتعرف ومش هنخلص من سفالتها
وبالفعل ما أن وضع أمجد الروب على جسده وخرج من باب الغرفة دق جرس الباب معلنا وصول الضيوف وبمجرد فتح الباب إنطلقت الزغاريد من النسوة الأربعة واقتحمن الشقة لتقف إلهام تستقبلهم

  • معلش الظاهر جيت بدرى شوية ... أنا لسة داخلة قدامكم
  • كويس إنى قابلتك يا إلهام كنت عايزاكى فى موضوع ... شوفتى العروسة ولا لسة
  • لسة يام أمجد ... أنا لسة يادوب واصلة
  • منى جاية حالا يا ماما ... هاناديلك عليها
وأختفى أمجد قليلا ليعود بزوجته متأبطة ذراعه وقد إرتدت بيجاما حريرية بيضاء تزينها نقوش زرقاء ووردية وترتدى فوقها روب من نفس القماش وقد إكتحلت وصبغت شفتيها بروج أحمر فاقع لترتفع الزغاريد مرة أخرى وتحتضن أم أمجد عروس أبنها بحب وتليها ريرى التى لم تتمالك نفسها من الفرحة وهى ترى تلك العروس الجميلة وعلى وجهها تلك الإبتسامة الرائعة والنظرة التى تعرفها جيدا ... نظرة السعادة بعد الإشباع الجسدى

قدم أمجد للضيفات الجدد الشيكولاتة بينما إصطحبت أم أمجد وأم منى العروس لغرفة نومها بينما أصرت إلهام على مصاحبتهم بعدما رأت إصرار زوجات الأعمام على الدخول معهم للتحدث فى أمور نسائية خاصة وظل أمجد فى مكانه لتتعالى الزغاريد مرة أخرى من غرفة النوم ... زغاريد لم يدر سببها إلا بعد أن همست له أمه فى أذنه بعد خروجها إنها إحتفالا بذلك المنديل الحريرى الذى قدمته لهم العروس وسط خجلها ... زغاريد أعقبتها ضحكات ماجنة إخترقت الباب المغلق ثم خرجت إلهام وأم أمجد تاركين الجميلة منى مع سيدات أسرتها

  • هم مخرجوش معاكم ليه ؟
  • خرجنا وسيبناهم لوحدهم ... البومتين كانوا عايزين منى
  • وسيبتوها لوحدها معاهم ليه بس يا ماما ... منى أساسا بتكرههم ومبتطيقهمش
  • جرى إيه يا بغل إنت ... نسوان اعمامها وعايزينها لوحدها ... أكيد عايزين يدوها نقطتها من غير ما احنا نشوف ... مش هايكلوها ... أمها معاها
  • يا إلهام أنا اصلا مش مستريح للإتنين دول من ساعة ما دخلوا الشقة ... عمالين يقلبوا عنيهم فى كل ركن كأنهم هيشتروها و بصتهم لمنى ساعة ما خرجت كانت مش مريحة خالص
  • متخفش على منى يا حبيبى ... مش هيقدروا يضايقوها فى وجود أمها ... أمها أصلا بتتلكك لهم
  • ماهو يا ماما مينفعش أمها تعمل خناقة يوم صباحية بنتها ... أقسم لو زعلوها لاطردهم واللى يحصل يحصل
  • متقلقش يا حبيبى مش هيتجرأوا يزعلوها ... هما بيجرّوا ناعم معاها ومع ابوها من ساعة ما جم من بورسعيد
  • ما تهدى بقى يا بغل إنت ... مش هيحصل حاجة
  • منى متضايقة ومخنوقة ... أنا عارف .
  • عارف منين ياض ما تهدى بقى
  • عارف ... ومحدش يقولى عارف منين ... عارف وخلاص ... ونبى يا ماما خبطى عليهم وطلعيها من وسطهم ... منى لو إستنت معاهم شوية كمان هتعيط ... علشان خاطرى يا ماما
  • حاضر يابنى ... هاقوم أندهالك ... بس إهدى انت وبلاش العصبية اللى انت فيها دى
وبالفعل قامت الأم بالطرق على باب الغرفة لتخبر منى أن زوجها يريدها لتخرج وقد إختفت إبتسامتها ويظهر بالفعل أنها أوشكت على البكاء لتخرج لأمجد مسرعة يتلقف كفيها بين كفيه ويضغط عليهما مطمئنا ويمسح على شعرها بينما خرجت خلفها زوجات أعمامها ينظرن بحسد واضح ناحيتها هى وزوجها وتبعتهم أمها متجهمة الملامح

وأخيرا أنهت الأم الموقف سريعا بعد أن لاحظت الموقف ووقفت بعد أن أشارت لأم أمنى

  • ياللا بينا احنا ونسيب العرسان لوحدهم ... خد بالك من عروستك يا أمجد ...هاجيلكم كمان كام يوم يا ولاد خدوا بالكم من بعضكم ... نازلة معانا ولا قاعدة يا إلهام
  • لأ نازلة معاكم ... هأقعد أعمل إيه
  • لا إستنى شوية يا إلهام ... عايز منك حاجة
  • ماشى يا أمجد .
طلب أمجد من إلهام أن يقضى مع زوجته بضع أيام فى الشاليه الخاص بها وبالطبع رحبت إلهام لكنها طلبت منه أن ينتظر يومان فقط قبل الذهاب

  • خلاص ماشى ... أنا بكرة هاروح لبابا آخد العربية ونسافر يوم التلات
  • وهى عربية ابوك المعفنة دى هتوصلكوا ... يبقى هتباتو فى الطريق
  • متخافيش ... إنتى بس مش عارفة قيمتها ... دى أصيلة وعمرها ما عملت أى حركة نقص
  • طب ما تاخد عربيتى ... عالأقل مريحة وهابقى متطمنة عليكوا
  • لأ إنتى عندك مليون مشوار علشان نفتح المكتب قى معاده
  • إنت المفروض تشتريلك عربية إنت كمان ... طالما هتستقر فى مصر خلاص
  • لما اشوف اللى معايا الأول وأبقى اشوفلى عربية
  • أنا اعرف معرض بيبيع عربيات مستعملة بالقسط ... يعنى مش هتحتاج مبلغ ... على ما ترجع من أسكندرية أكون رتبتلك الأمور ... ميصحش تبقى مدير لمكتب أجنبى وتروح شغلك بالأتوبيس
  • ماشى يا إلهام ... بمناسبة المكتب ... بلان القرية السياحية جايلى من غير ليفيلنج ... ياريت تتصلى بيهم تخليهم يبعتوا مساح يمسح الليفلات بتاعتها وتجيبيلى البلان أول ما ارجع
  • كمان بتدينى تعليمات يابو شخة ... ماشى مانت المدير
  • يخربيت لسانك ... يعنى مش قادرة تقولى مدير وبس
  • ماشى يا عم المدير ... إنت بتفكر فى إيه فى مشروع القرية ... مش هتخليها ليفيل واحد ؟
  • لأ طبعا ... أنا عايز أظبطها بحيث كل الوحدات تشوف البحر .
  • يابن الناصحة ... حلوة الفكرة دى ... هيكسبوا فيها فلوس أد كده دى
  • شوفتى بقى الفرق بين تفكيرى وتفكيركم
  • وعايزين نشوف مهندس متخصص علشان حمامات السباحة ... حمل حمام السباحة ليه حسابات تانية سواء خرسانة أو كهربا علشان المواتير
  • ماشى يا خويا ... متعملش فيها مدير بقى بدال ما اضربك قدام مراتك ... هانزل انا بقى واسيبكم تكملوا اللى كنتم بتعملوه
  • كنا بنعمل إيه يام لسان زفر ... إنتى جيتى لقيتينى باشتغل و منى نايمة
  • نايمة برضه يا بغل ... ماهى تبقى غلطتك لما القمر دى تنام منك
وأخيرا إبتسمت الرقيقة من وقع الحوار الكوميدى بين أمجد وإلهام فانصرفت إلهام وبعد أن ودعتها الرقيقة منى على الباب وتحدثوا بحوار سريع لم يسمعه أمجد عادت لتجلس بجواره ليحيطها بذراعه

  • القمر يقى زعلان ليه ... فيه عروسة تبقى مكشرة كدة أول يوم جواز
  • مافيش يا حبيبى ... شوية كده وهابقى كويسة ... هاقوم احضر الغدا
  • مش هتقومى ولا هتتحركى من هنا غير لما تقولى العقربتين دول قالوا إيه زعلك
  • مقالوش حاجة يا أمجد متشغلش بالك
  • لأ هتقولى ... لإنى تقريبا عارف
  • عارف منين ؟ إنت سمعتنا
  • يا حبيبتى انتِ عارفة انى باعرف اللى مضايقك من غير ما تتكلمى ... إتكلمى وطلعى اللى جواكى
نشجت الرقيقة وامتلأت عينها بالدموع ووضعت رأسها على صدر زوجها

  • عمالين يسألوا ... جوزك قاعد ولا مسافر .. بيكسب كام ... معاه كام ... إشترى الشقة بكام ... هو جاب إيه وابوكى جاب إيه ... مشارك ابوكى بكام ... إزاى جاب الفلوس دى كلها ... الناس اللى كانت فى الفرح يعرفهم منين ... وانا اقولهم معرفش وامى تقولهم ماعرفش ومش عايزين يسكتوا ... كان ناقص يقوموا يفتحوا التلاجة يشوفوا فيها إيه
  • ده اللى مزعلك يا عبيطة ... ده زمان اعمامك راحو لابوكى المحل وفاتحينله محضر هم كمان ... إياك بس ابوكى ميتعصبش عليهم ويطردهم ... قومى البسى نخرج نتغدى برة ونتفسح ونخش سينما ... وحشنى الخروج معاكى يا قردة ... قومى ومش عايز اشوفك زعلانة تانى أبدا ... أمال انا لزمتى إيه فى الدنيا لما العينين الحلوة دى تبقى فيها دموع
مسحت الجميلة عينيها وابتسمت وهى تحيط رقبة زوجها بذراعيها

  • أمك قالتلى مينفعش نخرج قبل 3 ايام ... هى قالت كده
  • 3 ايام إيه ؟ هو احنا محبوسين على ذمة قضية ... قومى يا بت وبلاش عبط
  • لا ياخويا أمك تزعل وتسمعنى كلمتين
  • يا بت بطلى رعب من امى ... إحنا خلاص إتجوزنا ... ومتخافيش ... مش هتعرف إننا خرجنا
  • أمك بتعرف كل حاجة من غير ما حد يقولها
  • طب إيه رأيك بقى هنخرج ونتفسح ونروح لهم كمان ... علشان تتأكدى إنها مش هتعملك حاجة
  • لأ بلاش نروحلهم النهاردة ... امك هتزعل ... خلينا نروحلهم يوم تانى ... بصراحة لسة باخاف منها
  • طيب خلاص قومى البسى بسرعة علشان نلحق نتغدى ونروح سنيما
  • طيب ... هاقوم اخد دش ونلبس وننزل ... مينفعش انزل كده ... لازم استحمى
  • آجى معاكى اساعدك علشان تخلصى بسرعة؟
  • يبقى مش هنخرج ولا هاعرف استحمى ... علشان إنت قليل الأدب أصلا ... أنا هاستحمى الأول و على مانت تاخد حمامك أكون انا جهزت
وطبعت الرقيقة قبلة سريعة على شفتى زوجها قبل أن تسرع للحمام وقد عادت السعادة لوجهها الجميل .

...........................................................................................................

مساء الإثنين كانت زيارة أمجد وزوجته لأسرتيهما ... كانت العروس فى قمة الإشراق ... وكالعادة ألقت منى بنفسها بين ذراعى أم أمجد التى إصطحبتها على الفور لغرفة النوم لتنفرد بها

  • إيه يا بت ؟ وشك منور ... مبسوطة؟
  • مبسوطة إيه .... ده أنا هاطير من السعادة .... أمجد جميل أوى يا ماما ... محسسنى إنى أميرة بجد ... تخيلى من يوم ما دخلنا مبيخلنيش حتى أدخل المطبخ ... أكتر حاجة باعملها كوباية الشاى وبس
  • إنتوا لسة مخلصتوش الأكل اللى فى التلاجة يا بت ؟ إيه مبتاكلوش ؟
  • إحنا ملمسناش الأكل اللى فى التلاجة أصلا ... كل يوم بنتغدى برة ونتفسح
  • يا مجانين ... كل يوم ؟ ومبتفطروش
  • أمجد بيحب يفطر فطار خفيف ... يادوب كوباية شاى بلبن وحلويات من اللى بنجيبها واحنا مروحين ... باقولك مش بيخلينى أعمل أى حاجة
  • عيشيلك يومين يا منى ... كلها كام يوم وهتلاقى نفسك مطحونة فى تنضيف البيت والطبيخ والغسيل
  • أمجد وصى البواب يشوفله واحدة تيجيى تساعدنى فى شغل البيت ... باقولك يا ماما بيعاملنى كأنى أميرة ... دايما يقولى الإيدين الحلوة دى متتعبش فى شغل البيت
  • ربناا يسعدكوا يا بنتى ... والأمور التانية ؟ مبسوطة فيها
واحمر وجه الرقيقة خجلا وأحنت رأسها وهزتها علامة الإيجاب

  • واضح على وشك يا مايصة ... ولبستيله ياختى البيبى دول الأبيض اللى كان هيموت ويشوفك لبساه
  • لأ ملبستوش لسه
  • ليه يا بت ؟ أوعى تكونى بتلبسيله بيجامات وانتوا لسة فى شهر العسل
  • ولا بيجامات يا ماما
  • أمال بتلبسى إيه يا عين امك ؟ قمصان نوم
  • يا ماما إبنك طول ماحنا لوحدنا مبيخلنيش البس حاجة أصلا
  • آه يا قليلة الأدب
  • أنا اللى قليلة الأدب برضه ولا أبنك ... مبنلبسش هدوم غير وإحنا خارجين ... حتى بنطلون البيجاما اللى بيلبسه وهو بيشتغل بيقلعه أول ما اصحى من النوم
  • بيشتغل ؟ بيشتغل إمتى بقى وانتى بتقولى طول النهار عريانين
  • معرفش بيصحى إمتى ... بيهلكنى كل يوم واروح فى النوم وانا حضناه علشان ميقومش اصحى الصبح ألاقيه بيشتغل فى الصالون ... وأول ما اصحى يسيب الشغل ويفضل معايا
  • وانتى طبعا مبسوطة يا مايصة
  • بصراحة آه ...مكنتش فاكرة إنى ممكن اكون سعيدة كده
بينما كانت الرقيقة تتشاطر سعادتها مع أمها الروحية كان أمجد يجالس أبوها فى حضرة أبيه حيث أراد أبو منى إطلاعه على أمور العمل

  • الشغل ماشى حلو أوى يا أمجد ... بس كده مش هنلاحق على البيع والمحل هيبقى مش مليان بضاعة زى الأول
  • خير ياعمى ... كله خير ... رزق من السما
  • بس انا كنت بافكر فى حاجة كده وحبيت آخد رأيك فيها
  • تحت أمرك يا عمى
  • كنت بافكر نأجر شقة تانية ونوسع المشغل ... نشترى كام ماكينة خياطة جديدة ومقص تانى
  • فكرة حلوة يا عمى ... ولقيت الشقة ؟
  • الشقة اللى جنب المشغل صاحبها كلمنى ... عايز يأجرها وبيقولى إننا أولى من الغريب
  • طيب ماهى متيسرة أهى يا عمى ... فين المشكلة
  • مافيش مشاكل ولا حاجة ... بس كده هنضطر ناخد من القلوس اللى كسبناها علشان المكن الجديد
  • وإيه المشكلة ؟ المهم البنات اللى هتشتغل تبقى بنفس كفاءة اللى معاك علشان يطلع الشغل زى ما كان ... لازم يبقى الشغل كله واحد
  • متقلقش من النقطة دى ... بس كده لما الشغل يوسع هنتأخر فى المكسب شوية
  • مش مهم ياعمى ... إحنا مش مستعجلين عالمكسب ولا كان فى دماغنا اننا هنكسب بسرعة كده ... أهم حاجة تكون فواتيرنا وضرايبنا سليمة ... عايزين نفضل فى السليم
  • متقلقش من الناحية دى ... وانا شوفت محاسب كويس يمسكلنا الحسابات والورق ... راجل طيب كان بيشتغل فى الضرايب قبل ما يطلع معاش
  • على خير يا عمى ... إعمل اللى انت شايفه ... والمكتب عندى هيفتح على أول الشهر وهيكون فيه فلوس جاية ... حتى لو إتزنقنا هنلاقى معانا اللى يكفينا ... متقلقش وجمد قلبك
فى طريق العودة مر أمجد ومنى على شقة إلهام لأخذ مفتاح الشاليه وتوديعها قبل سفرهم

  • متشكر أوى يا إلهام على كل حاجة بتعمليها معايا
  • مافيش حاجة يا بغل ... هتسافروا إمتى
  • بكرة الصبح بدرى ... إحنا حضرنا الشنط خلاص
  • طب ما تباتوا معايا النهاردة يا عيال تونسونى ... هسيبلكم الأوضة بتاعتى وانام انا فى اوضة الضيوف
  • لا نبات معاكى إيه ... مينفعش ... مش جايبين معانا هدوم
  • طيب خدوا بالكم من بعض ... وطمنونى عليكم أول ما توصلوا
  • متخافيش ... ما تبقى تيجيى تقعدى معانا يومين يا إلهام .
  • بتتكلمى جد يا منى ؟ عايزانى أجيلكم
  • آه باتكلم جد ... إيه رأيك يا أمجد ؟
  • ياريت ... حتى تستريح شوية من المجهود اللى بتعمله من ساعة ما رجعت من أسبانيا
  • يعنى مش هضايقكوا ؟
  • تضايقينا إيه بس ... ده إحنا قاعدين فى الشاليه بتاعك أصلا
  • طب بصوا ... أنا هستنى لما الشركة تبعت بلانات الليفلينج ... هاجيبهالكوا وآجى ... هتلاقى ترابيزة رسم فى الشاليه يا أمجد علشان عارفة إن منى هتفتح نفسك عالشغل ...ومتخافوش هاكلم السمسار يشوفلى شاليه جنبكوا علشان مضايقكوش
  • وليه ؟ ما تقعدى معانا .
  • مينفعش يا بت ... هاقعد اتفرج على مياصتكوا ولا اسمعكوا بليل ... هبقى أقضى النهار معاكوا واروح بليل عالشاليه التانى .
  • ماشى يا إلهام ... تصبحى على خير
  • تصبحوا على خير .. خدوا بالكم من بعض ... ومتنسوش تكلمونى أول ما توصلوا
كان أمجد ومنى يعدان أنفسهما للبحث عن من ينظف لهم الشاليه ويرتبه لكنهما فوجئا بأن الشاليه معد تماما لإستقبالهما ... حتى الثلاجة مليئة بكل ما قد يحتاجانه ... تلك الصديقة والأم الروحية لم تترك شيئا يأخذ من وقت سعادتهما ... علما من الحارس الموجود بالقرب من الشاليهات بأنها اتت بنفسها وأحضرت من يعده لهما ... إنبهرت الرقيقة بالشاليه وبفرشه الكلاسيكى وذلك المنظر الرائع الذى يطل عليه ... أسرعا لأقرب تليفون يتصلا بها ليشكرانها على كل ما تفعله لأجلهما ... إتصلا بها قبل حتى أن يتصلا بأسرهما ... إنها تستحق بعطائها الدائم أن تكون أول من يتصلا بها

لم يترك أمجد وقتا ليضيع ... دون أن يغيرا ملابسهما أصطحب أمجد عروسه لشراء ملابس تصلح للمصيف ... فهم لم يحسبا قبل زواجهما حساب تلك الفكرة المفاجئة ... تعجبت منى من إصرار أمجد على أن يشترى لها مايوه

  • مايوه إيه يا أمجد ... ده أنا ملبستش مايوه من وانا عندى 12 سنة
  • يا بت دى فرصة ... ننزل البحر وهو فاضى ... موسم المصيف خلص واديكى شايفة مافيش حد على البلاج كله من أوله لآخره
  • لا يا خويا ... أمك تزعقلى
  • يخربيت كده ... وامى هتعرف منين ... هى معانا
  • أمك بتعرف كل حاجة يا أمجد... وبتعرف توقعنى فى الكلام ... وبعدين ابويا كمان مكانش بيخلينى البس مايوه فى أى مصيف
  • أبوكى مكانش بيخليكى تلبسى مايوه علشان كنا بنصيف مع بعض إحنا وانتو ... كان بيخاف عليكى مِنى ... لكن دلوقتى هيخاف من إيه ؟
  • بس هتكسف يا أمجد اقعد معاك بالمايوه
  • ياهبلة انتى .... مانتى بتقعدى معايا من غير حاجة خالص ... هتتكسفى من إيه ... فرصة البحر مش هيبقى فيه غيرنا
كانت المرة الأولى لمنى التى ترتدى فيها مايوه منذ بلغت طور الإناث ... لكن خلو الشاطئ ووجود زوجها بجوارها ساعدها أخيرا على التغلب على خجلها ... كانت مثيرة فى ذلك المايوه الأسود الذى ترتديه لدرجة أن زوجها فى كثير من الأحيان لم يتمالك نفسها من تقبيلها وإحتضانها وملامسة جسدها ... فالشاطئ بالكامل لهما ولا أحد يعكر صفو وحدتهما

إكتملت الصحبة بوصول الصديقة إلهام وعندما انتهى إسبوع العسل كان جسد الجميلة الأبيض قد تحول للأحمر بينما إزداد جسد أمجد الأسمر إسمرارا ... لم يكن أى من الثلاثة يرغب فى إنتهاء العطلة لكنها ككل الأيام الجميلة لابد أن تنتهى

وقبل العودة للقاهرة كان أمجد قارب على الإنتهاء من كل ما يخصه من تصميمات القرية ... قرية أبو سهام ذات التصميم المتميز الذى انبهرت به إلهام نفسها لقد تفوق على نفسه تلك المرة ... فقد كانت أيقونة حظه دائما قريبة منه تساعده برقتها وبتفانيها المفرط فى إشعاره بحبها .

...........................................................................................................

عند عودته للقاهرة كانت قنبلة قد أنفجرت فى كل أنحاء المجتمع المصرى حينها ... وجد ملايين المصريين أموالهم قد ذهبت أدراج الرياح بالقبض على صاحب أكبر شركة توظيف أموال فى هذا الوطن المنكوب الذى ابتُلى بمن يستغله دائما بشعارات الحلال والحرام

الملايين سحبت ودائعها ومدخراتها من البنوك لتسلمها لتلك الشركة ولشركات أخرى ... لم يستطع أغلب البسطاء إستعادة أموالهم المنهوبة التى سلموها بطيب خاطر نظير أرباح شهرية أكبر من أرباح البنك السنوية ... آلاف العاملين بالخارج فقدوا مدخرات عمرهم ... آلاف أخرى وضعت مكافآت نهاية خدمتها فى تلك الشركة ... وسرعان ما تهاوت باقى الشركات كقطع الدومينو ... قلة فقط من إستطاعت الحصول على بعض أموالها بعد أن تم خصم ما صرفوه مسبقا من أرباح من أصل مبالغ إيداعهم ... أما الباقى فكان عليهم الإنتظار... إنتظار سيطول لسنوات ولن يستطيعوا إستعادة ما فقدوه ... البعض أرتضى ان يأخذ بضائع من مخازن الشركات بما يقدره المدعى الإشتراكى من باقى أموالهم ... بضائع لم تبع ... فهى بضائع ملأت الأسواق ... ومن يريد إستعادة بعض ماله فليبع ما تحصل عليه بنصف الثمن ... إذا وجد من يشتريه ... كانت مصيبة حلت بهذا الوطن الطيب الذى صدق أبناءه شيوخهم الذين ظهروا فى إعلانات تلك الشركات ... وآخرين إندفعوا لوضع أموالهم بعدما تسربت أنباء كبار البلد المساهمين بأموالهم فى تلك الشركات ... كبار ومسؤلين كانوا يتحصلون على أرباح دون المساهمة فى رأس المال ... إنها كشوف البركة التى توزع على كبار المسؤلين فقط ليصمتوا .... يصمتوا عما يعلمونه عن إستغلال أموال المودعين فى المضاربة ببورصات لندن ونيويورك

إنهارت أحلام البسطاء بالحياة السهلة المرفهة دون عمل وانهارت معها أحلام الثراء ... إستسلموا لأحلامهم تغذيها ترهات عُبِئّت بها شرائط عن الحلال والحرام ... صدقوا الترهات وألجموا كل من يحاول إفهامهم الحقيقة ... إمتلأت الأسواق بالكماليات تباع بنصف ثمنها بينما ارتفعت أسعار الغذاء ... فتلك الشركات كانت تؤمن غذاء البطون لتلهى العقول ... حتى دار النشر التى إفتتحوها كانت كتبها مقصورة على ما يغذى فى عقول البسطاء أن ما يفعلونه هو فقط الحلال وكل ما عداه حرام

تضاعف سعر العملة الأجنبية بفعل ما خرج منها على إيدي كل طيور الظلام ... كلهم بلا إستثناء ... فالشيخ أحمد الريان وأخيه كانا يملكان من العملة الأجنبية أكثر من الموجود فى خزائن البنوك ... وكلهم لا يتعاملون مع بنوك الوطن لإن التعامل معها حرام حسب ما غذوا به عقول البسطاء ... وكأن بنوك الوطن حرام لكن بنوك الخارج هى عين الحلال

أى مصيبة حلت ببسطاء هذا الوطن حينما انقادوا لمن يقودونهم من آذانهم لحتفهم

لم يتأثر أمجد بتلك المصيبة وكذلك أسرته وأسرة زوجته ... إعتبر أبو منى أن أمجد أنقذه بمشروعه من أن يلقى ما لقاه أخويه الذين ضاعت مدخراتهم بالكامل ولم يبق لهم إلا المحل الذى انتهبوه من أخيهم الأكبر ... لم يعد لديهم سيولة تكفى لتسيير تجارتهم بعدما وضعوا كل ما يملكونه من سيولة فى تلك الشركات ... وبينما يزدهر عمل أخيهم كاد محلهم يخلو من البضاعة ... فما يباع بمحلهم من بضائع رخيصة بالكاد يكفى لإطعام الأسرتين ... بينما ما يباع بمحل أخيهم من بضائع غالية لم يتأثر بالأزمة ... فعملائهم البسطاء ضاعت أموالهم بينما عملاء أخيهم من الطبقة المخملية لم يتأثروا ... فحقوقهم حفظت ورُدَت لهم أموالهم أولا قبل جرد الشركات

فجأة وجد أمجد نفسه من ضمن الأثرياء ... فالأموال التى تركها بحسابه بالبنك الأجنبى تضاعفت بعد أن تضاعف سعر العملة ... وجد حسابه إذا تحول للعملة المصرية قد وصل للأصفار الخمسة وأقترب من الصفر السادس ... لم يكن يعلم بحسابه فى هذا البنك إلا هو والشيخ أبو إبراهيم ورجاله ومسؤلى المبنى الكبير

أى لعبة يلعبها القدر بهذا الشاب ؟ تارة يصعد به للسماء وتارة يمرغ وجهه فى التراب ... لكنها كلها خبرات يضيفها القدر لخبراته وكلها حفظها وتعلم كيف يستفيد منها

...........................................................................................................

بعد إنفجار تلك القنبلة الإقتصادية بأيام كان موعد أمجد للقاء محبوبة أخرى ... توجه مع إلهام لتاجر السيارات المستعملة لشراء سيارة .... عرض عليه التاجر ما يراه مناسبا لكنه كان وقع مسبقا فى غرام تلك الأمريكية السوداء التى تقف فى الجانب البعيد من المعرض

سيارة خلبت عقله بمجرد رؤيتها ... ترانس ام سوداء جميلة تبدو رقيقة لكنها تخفى أسفل غطائها أفضل نموذج للعضلات الأمريكية ... ذوقه فى النساء أصبح ذوقه فى السيارات ... جميلة و رقيقة من الخارج لكنها قوية من الداخل ... يريد صاحبها بيعها بمبلغ زهيد رغم أن عمرها لم يتجاوز العامين ... فسلندراتها الثمانية تستهلك وقودا لم يعد قادرا على دفع ثمنه بعد أن ذهبت أمواله أدراج الرياح ... كان طلب صاحبها الوحيد هو تحصيل ثمنها فورى دون تقسيط ... وكان ما لدى أمجد من السيولة يكاد لا يتأثر لو إقتطع منه ثمنها بالكامل

وفى اليوم التالى توجه للبنك وسحب ما يكفى من أموال وبالطبع حولها للعملة المصرية عن طريق الشيخ أبو إبراهيم وتسلم السيارة وأنهى إجراءاتها فى نفس اليوم عن طريق معارف صاحب المعرض وانطلق بها فى جولته الأولى تجاوره الرقيقة زوجته

...........................................................................................................


وأخيرا أتى يوم إفتتاح المكتب ... وحضر الجميع كعادة العاملين بالمكتب ودعت إلهام بعض أصدقاء الدكتور إبراهيم النافذين... لكن كانت المفاجأة السعيدة لأمجد حضور الدكتور إبراهيم المفاجئ ... أراد الرجل أن يجعلها مفاجأة للجميع ... مفاجأة أسعدت الجميع بوجود أستاذهم بينهم

أصر أمجد على أن يبقى ترتيب المكتب كما هو ... مكتب الدكتور إبراهيم فى مكانه يجاوره مكتب أمجد وإلهام ... حتى ترتيب ترابيزات الرسم كما هو ... ترابيزة إلهام يمينا وترابيزة أمجد لليسار ... عاد للمكتب رونقه من الداخل ... لكن للأسف دون حديقة ... فالمبانى المرتفعة حوله تمنع الضوء عنها ... تحولت الحديقة لجلسة خارجية لمن يريد من العاملين إلتقاط أنفاسه لبعض الوقت وأستبدل السور النباتى الجميل بسور يحجب النظر عن أعين المتطفلين

بعد نهاية الإحتفال تجمع أمجد وإلهام والدكتور العظيم ببهو إستحدثته إلهام بالدور الثانى مع أصدقاء الدكتور وأبو أمجد الذى كان يبدو متجهما لسبب ما وهناك دار الحديث عما حدث ... علم أمجد وقتها فقط مدى توغل طيور الظلام فى أركان الوطن ومدى توحشهم ... كان سبب تلك الكارثة التى حلت بالبسطاء صراع بين جناحى طيور الظلام ... إستورد صاحب شركة توظيف الأموال شحنة ذرة صفراء بنصف ثمن ما اشترته الحكومة فى نفس الوقت ... تفاخر صاحب الشركة بقدرته ونشر الخبر ... لم يكن يعلم بأنه بهذا الإعلان قد جلب عداوة من هو أقوى منه ... صاحب الصفقة التى اشترتها الحكومة بضعف الثمن هو ابن المسؤل الكبير الصاعد بسرعة الصاروخ فى مجال الأعمال ... كل الأعمال وأى أعمال

وهنا قرر مجلس الظلام التضحية بأحد أكبر أعضاءه ... فهم ليسوا على إستعداد لحرق المسؤل الكبير أو تعريضه للخسارة ... فضلوا انهيار إمبراطورية توظيف الأموال رغم ما كانت تدره عليهم من ربح ليكون صاحبها عبرة لمن يفكر فى مناطحة الكبار.

عندما خرج أمجد لوداع والده إستفسر منه عن سبب تجهمه فسلمه خطاب إستدعاء وصل صباحا من القوات المسلحة ... مطلوب منه تسليم نفسه لوحدته قبل مرور 72 ساعة ... فوجئ أمجد لكنه لم يبتأس

  • فيها إيه يا بابا ... أنا لسة على قوة الإحتياط ... معداش لسة سنتين على خروجى والإحتياط بتاعى 9 سنين
  • وهتعطل نفسك ليه بس يا بنى وانت لسة فاتح مكتبك ... وبعدين بيستدعوك ليه ومفيش إعلان طوارئ حرب
  • لازم يحافظوا على جاهزيتنا يا بابا ... أكيد علشان المناورات اللى هتبدأ الإسبوع الجاى مع الجيش الأجنبى
  • طيب ما تتخلف وبلاش تروح
  • مش هينفع يا بابا ... لو انا قاعد فى مصر كان ينفع ... لكن انا لازم اسافر كل كام شهر علشان دراستى فى أسبانيا ولازم آخد تصريح سفر ... لو إتخلفت مش هاخد تصريح سفر وهتحول لمحاكمة ... متقلقش هما إسبوعين بالكتير
  • وشغلك يا أمجد
  • متخافش شغلى مش هيتأثر ... أنا خلصت الحاجات المهمة وعلى ما يجيى شغل تانى اكون انا رجعت ... المهم أنا مش هينفع أسيب منى لوحدها فى الشقة ... تبقى تكلم أبوها وامها ييجوا يقعدوا معاها
  • أنا كلمت ابوها وقال أن امها مش عايزة تسيب بيتها ... تبقى تخليها تقعد عندهم وحتى تبقى تحت عينى انا وامك لو احتاجت حاجة
  • يخليكوا ليا يارب أنت وماما ... أنا هاكون عندكم الصبح بدرى علشان الحق اخلص شوية حاجات قبل ما اسلم نفسى
كان وداعا مؤلماً لأمجد الذى لا يحب لحظات الوداع ... فهاهو سيترك حبيبته بعد أقل من إسبوعين على زواجهما ... قضيا ليلتهما بلا نوم ... عندما اصطحبها صباحا لبيت أهلهم ليتركها وسط دموعها ودموعه التى حبسها ... ترك لها مفتاح سيارته الجديدة التى صفها خلف سيارة أبيه القديمة ... أوصى ابويه بزوجته وأوصى أخويه بسيارته قبل أن ينطلق للمبنى الكبير... فلابد أن يعلموا دائما بمكانه ... رفض أن يتوسط له المسؤل لإلغاء إستدعائه ... لم يكن يدرى وقتها حقيقة سبب رفضه ... لكن الرجل طمأنه بأن الإستدعاء لن يزيد عن إسبوعين وأنها مجرد مناورات ستجرى سنويا بين جيش مصر وجيش الدولة العظمى ... لم يكن أمجد يدرى مكان وحدته لكنه سلم نفسه مع خطاب الإستدعاء لقيادة سلاحه ... سلاحه الأصلى وليس سلاح المهندسين

ساعات قضاها أمجد حتى وصل أخيرا لوحدته ... كان فى إستقباله صديقه وقائده ... وجد مخلاته فى إنتظاره فى مخزن الوحدة ... وجدها كما تركها منذ ما يزيد عن سنتين ... ملابسه كما هى ... غير ملابسه المدنية بملابسه العسكرية ... عندها فقط إكتشف سبب رفضه إلغاء إستدعائه ... إنه يعشق تلك الملابس ويحن دائما لرائحة العرق المختلطة برائحة التراب ... إنه من داخله كما هو لم يتغير منذ أيام مدرسته العسكرية ... بداخله جندى يتوق لحمل السلاح !!!

كانت الوحدة قد تغيرت ... أنشات بها إنشاءات جديدة ... وتم تجهيز ميدان حديث للرماية بطرفها البعيد ... كانت إختبارات اللياقة أولا للمستدعين تلتها إختبارات الرماية للقناصين ... سمع أمجد أحد القناصين المستدعين وهو ينصحه بتعمد عدم إصابة الأهداف حتى لا يتم ترحيله مع باقى الوحدة للمنطقة الغربية ويبقوا فى الوحدة كمؤخرة للحراسة ... فهم فى النهاية جنود إحتياط مستدعون ولهم حياتهم خارج القوات المسلحة .

كانت نية أمجد الأخذ بنصيحة زميله ... لكن بمجرد أن وضعت بيده بندقية الإختبار وملأت أنفه رائحة زيتها وبارودها لم يستطع مقاومة سحرها ... تلك البندقية التى تستفز قدرات حاملها ... كان إختباره ست طلقات ... الأولى لإختبار إنحراف السلاح والخمسة التالية للإختبار... لم يشعر أمجد بنفسه وهو يلتقط نفسا عميقا ملأ صدره برائحة زيت البندقية والبارود ... إستجمع كل تركيزه قبل أن يطلق طلقته الأولى ويضع السلاح بجواره بعد تأمينه فى إنتظار إشارة المصحح لمكان الإصابة ... كانت الإصابة دقيقة لدرجة جعلت الظابط المصحح يصفق له قبل أن يبتعد عن هدف الرمى ... أطلق بعدها أمجد الخمس طلقات الباقية لتأتى كلها حول نقطة المنتصف أو "السوادة" أو فى داخلها ... لم يفقد حساسيته كقناص رغم مرور الشهور .... بمجرد خروجه من نطاق الرمى قابله صديقه وقائده ضاحكا بصوته الجهورى

  • عليك نور يا يا قومندان ... النهاردة ليك عشا فاخر معانا فى ميز الظباط
  • إشمعنى يا فندم ... هو انتوا بتعشوا المستدعين فى ميز الظباط
  • لا يا وحش ... أصلى كنت مراهن عليك ... كل الظباط كانوا متأكدين إن القناصة هيتعمدوا يجلّوا وانا قلت لهم ماعدا أمجد ... حافظك وكسبت الرهان ... وانا وانت النهاردة هنتعشى على حسابهم ... روح دلوقتى على السلاحليك ... هتستلم بندقية جديدة بشحم بلادها ومهمات تخفى حديثة ياعم
  • كمان بندقية جديدة ... ده إيه الكرم ده كله
  • كمان هتلاقى سرير جديد فى صدر عنبر القناصة المجندين ... مانت أقدمهم .... وجنبها دولاب تبيت فيه حبيبتك الجديدة ياللا يا عم أشوفك فى طابور العشا
تسلم أمجد بندقيته الجديدة ... الطراز الأحدث من بندقيته التى سلمها منذ عامين ... وتسلم معها رداء تخفى حديث ... خفيف كالريشة لكنه يخفي من يرتديه كأنه كومة رمل وسط الصحراء

أمضى أمجد نصف نهاره التالى فى التعرف على حبيبته الجديدة وإطلاق عدد كبير من الطلقات منها ... وبعد أن انتصف النهار وصلت السيارات التى ستحمل جنود الوحدة لمنطقة المناورات ... فى الغرب على شاطئ البحر.

عندما وصل أمجد للمكان المعد لإستقرار وحدته وجده معد من خيام وأرض وكل شئ ... بجوارهم معسكر للوحدة الأجنبية التى سيكون تدريبهم الأساسى معها أحيانا وضدها أحيانا أخرى ... تعجب أمجد من معسكر الوحدة الأجنبية ... كرفانات مكيفة وملاعب كرة سلة وكرفانات حمامات ... حتى محيط معسكرهم محاط بأجهزة لمنع التسلل وليس كمعسكرهم يعتمد على الحراسة الآدمية ... إنهم قادمون فى رحلة وليس لتدريب عسكرى ... هكذا فكر أمجد عندما وجد شاحنات الطعام المبردة تتوالى على المعسكر الأجنبى تحمل لهم طعام جاهز وفاكهة طازجة بينما هم يعتمدون على التعيين الجاف وبعض الوجبات الساخنة من مطبخ ميدانى صغير تقدم لهم مرة واحدة فى اليوم

بدأت المناورات فى اليوم التالى مباشرة بعد طابور العرض الأولى ... بدأت بالتنافس بين الوحدات وانتهت بالتركيز على التعاون والإتصالات ... كان أمجد دائما أول إختيارات صديقه وقائده فى كل مهمة تدريبية رغم أن المتعارف عليه أن يكون الجنود العاملين لهم الأولوية وليس الإحتياط ... حتى فى تدريب التخفى المنفرد والرماية الليلية كان أمجد دائما خيار قائده ... نجح أمجد فى إجتذاب أنظار كبار القادة من الجانبين ... كانت نقمة لم يدر أمجد بها إلا فيما بعد ... بكثير

...........................................................................................................

عاد أمجد بعد إنتهاء إستدعائه لبيت أسرته إستقبلته زوجته بالأحضان وبالدموع ... تعجبت أم أمجد من ذلك الذى يحدث أمامها ... فلأول مرة تتناسى منى وجود الجميع وتبدى تلك اللهفة وعدم الخجل ... إنه الحب الذى زالت كل حواجز الخجل أمامه ... وعندما حل الليل إستأذن أمجد أمه وأبيه فى الذهاب

  • ما تباتوا هنا النهاردة ياولاد ... أهى أوضتكم موجودة وممكن تباتوا تحت فى أوضة منى
  • مينفعش يا حضرة الناظرة
  • مينفعش ليه يا واد ... باتوا هنا وامشوا الصبح
  • يعنى واحد محروم من مراته إسبوعين ... هيبات هنا ... ميصحش يا حضرة الناظرة إنتى عارفة
  • وإيه يعنى ... هو إحنا هنتصنت عليكوا يا سافل
  • مش هتحتاجوا تتصنتوا ... إحنا بيبقى صوتنا عالى
  • يا قليل الأدب ... صوتكوا عالى إيه ... طب باتوا فى أوضة منى تحت ... أهى بعيد عن أوضة أمها وابوها
  • لأ يا ماما !!!!! مش هبات انا تحت مع أمجد
وأيقنت الأم الحكيمة بأن منى لم تصفو تماما جهة أمها وأنها تتجنب وجود أمجد مع أمها قدر الإمكان فلم تضغط عليهم وتركتهم يعودون لبيتهم ..... وبمجرد إستقرار زوجها بكرسيه أمام عجلة القيادة إحتضنت منى ذراع أمجد وأراحت رأسها على كتفه ووضعت فى كاسيت السيارة شريط كاسيت لتنطلق لتنطلق فى السيارة أغنية and I love you so بالصوت الرائع للمغنى Perry Como تدغدغ مشاعر أمجد الملتهبة من الأصل شوقا لزوجته

And I love you so

The people ask me how

How I’ve lived till now

I tell them I don’t know

وأخيرا تحدث أمجد بعد أن أمتلك مشاعره قليلا

  • إيه رأيك نروح نغير وننزل نتعشى فى أى حتة
  • توء ... مش عايزة أخرج ولا اروح أى حتة ... عايزة أفضل معاك فى بيتنا الليلة ... هاحضرلك انا العشا بإيدى ... من ساعة ما اتجوزنا معملتلكش الأكل ولا مرة... متخفش انا باعرف اعمل أكل حلو على فكرة
  • وليه تتعبى نفسك ... طيب نشترى عشا ناكله فى البيت
  • توء .... على ما تاخد حمام هاكون حضرتلك انا العشا .
  • على رأيك ... أنا محتاج اتنقع ساعتين فى البانيو علشان أخلص من التراب اللى لازق فى جتتى ده
بمجرد أن صف أمجد سيارته أمام باب العمارة وفتح الباب لزوجته كى تترجل منها هرع إليه الحارس مرحبا

  • حمدلله على سلامتك أمجد باشا
  • شكرا يا محمد ... أخبارك إيه
  • تمام يا باشا ... كنت عايز أقولك بس على حاجتين
  • خير يا محمد ... قول
  • أول حاجة صاحب الشقة اللى جنبك كان عايز يقابلك
  • خير فيه حاجة؟
  • تقريبا كده عايز يعرض عليك شقته تشتريها ... بيقول إنك ممكن تحتاجها لو عايز توسع شقتك ... الفرق بين الشقتين حيطة واحدة فاصلة الريسبشن ... جارك اللى فى الشقة اللى قصادك إشترى الشقة اللى جنبه وهيفتح الشقتين على بعض ... لو اشتريتها هتبقوا شقتين بس فى الدور
  • طيب تمام ... خليه يقابلنى أى يوم جمعة
  • ماهو ده الموضوع التانى ... السكان كانوا منتظرينك ترجع من السفر علشان عايزين يعملوا إجتماع ... عايزين يركبوا الأسانسير ويعملوا اتحاد ملاك ... كانوا محددين يوم الجمعة الجاية بس مأكدوش المعاد منتظرين رجوعك
  • أخيرا هيركبوا الأسانسير ونستريح من طلوع ال11 دور ...خلاص يبقى يوم الجمعة الجاية نقعد مع صاحب الشقة قبل إجتماع السكان ... هى العمارة فيها كام شقة ساكنين
  • العمارة 44 شقة ولو فتحت انت وجارك اللى قصادك شققكوا على الشقق اللى جنبكوا هيبقوا 42 ... لكن اللى قاعدين بصفة مستمرة 12 شقة
  • عالبركة ... متعرفش جارنا ده طالب كام ؟
  • لا مقاليش ... بس هتمشى زى اللى ماشى فى المنطقة 50 ألف ... ويمكن يتهاود معاك شوية علشان شكله مستعجل
  • خلاص إتصل بيه وخليه يقابلنى قبل إجتماع السكان
بمجرد دخولهما الشقة إندمج الحبيبان فى قبلة عميقة وإحتضان لصيق تحسس فيه أمجد كل جسد حبيبته لكن منى كانت تعد العدة لليلة تحتفل فيها بعودة زوجها

  • خش عالحمام خدلك شاور وانا هاحضر العشا ... خد راحتك عالآخر فى الحمام ... متخرجش من الأوضة غير لما اندهلك
إستغرق أمجد فى حمامه لوقت ليس بالقصير يزيل عن جسده آثار الإسبوعين الذين قضاهما بعيدا عن كل عوامل الرفاهية التى يعيشها فى حياته العادية و عندما دخل لغرفته وجد بيجامته الحريرية مجهزة على الكرسى الموجود أمام تسريحة الغرفة فارتداها دون أن يرتدى أى شئ تحتها حتى وصل إليه صوت حبيبته تدعوه للخروج

خرج أمجد ليجد زوجته أعدت مائدة العشاء وأطفأت الأضواء وأشعلت شموع وضعتها على ترابيزة السفرة وهى ترتدى ذلك البيبى دول الأبيض الذى كان اشتراه لها منذ سنوات ولم ترتديه من قبل ... توجه إليها وأحتضنها فى شوق لكنتها طلبت منه التمهل قليلا حتى يتناولا ما أعدته من طعام لأول مرة منذ زواجها ... كعادته سحب له كرسيها لتجلس أولا وبعد أن جلس قامت مرة ثانية لتعد له طبقه وهى تحتك به فى دلال وبمجرد وضعها الطبق أمامه جذبها لتجلس على ساقه اليسرى و اخذ يتشمم جسدها المعطر وهو يتحسسه

  • أصبر لما نتعشى ... الليل قدامنا طويل ومش هاسيبك النهاردة تقوم من السرير وتشتغل
  • هنتعشى وأنتى قاعدة زى مانتى على رجلى ... هناكل إحنا الإتنين من طبق واحد ... وحشتينى يا قردة الجبلاية
  • وانت كمان وحشتنى يا كلب البحر
أنهيا طعامهما سريعا ولم يتناول أيهما لقمة إلا من يد الآخر وسط قبلات مشتاقة حتى أنهو عشائهما وبدأت الرقيقة فى رفع الأطباق وساعدها أمجد ... وعندما وضع أمجد آخر طبق فى حوض المطبخ كانت قدرته على الصبر قد إنتهت ليحتضن الجميلة من الخلف ويفتح روبها القصير ويتحسس جسدها من فوق قماش البيبى دول الخفيف ويفرك حلماتها به لتلقى الرقيقة بنفسها على صدره وهى تلصق مؤخرتها بزبره المنتصب وتحركها فوقه بدلال ليحملها بين ذراعيه لغرفة النوم وبمجرد أن لامست قدماها الأرض غابا فى قبلة محمومة خلع فيها أثناءها عنها روبها القصير ونزعت هى عنه جاكيت بيجامته قبل أن تمتد يداه لحمالات البيبى دول وتنزلها ليسقط البيبى دول على الأرض ويبعدها أمجد قليلا لينظر لهذا الجسد الرائع وتلك الأثداء متوسطة الحجم وتلك الحلمات التى أنتصبت ... تلك المرة لم تخجل الجميلة من نظراته الشبقة لجسدها لكنها نظرت إليه بشبق لا يقل عن شبقه ليجتذبها نحوه ويضم صدرها لصدره العارى ضاغطا بصدره على صدرها وينهال تقبيلا على كل وجهها ويداه تمتد أسفل الكيلوت تعتصر فلقتيها الشهيتين ويهبط بشفتيه لرقبتها ويقبلها بجنون ويمتص جلدها الناعم تاركا علامات حمراء عليها ويجلس على ركبتيه يحتضن هذا الجسد الشهى ويخلع عنها كيلوتها الصغير وينهال بالتقبيل على بطنها وأعلى كسها قبل أن يدخل لسانه بين شفريها يتحسس به بظرها

كانت الرقيقة تتشوق للمسة لسانه لتلك المنطقة فتأوهت آهة شبق عالية دفعها بعدها برقة لترقد بنصفها العلوى على الفراش ويدفن وجهه بين فخذيها التى فتحتهما ويلتقم بظرها بين شفتيه ليمتصه بنهم لتنطلق شهوتها وسط إنقباضات جسدها وتغلق فخذيها على رأسه وتدفعها ناحيتها لتستمع بلمسات شفتيه على كسها فيرفع أمجد ساقيها عاليا ويضغطهما على صدرها ويمرر لسانه على كامل كسها حتى يصل لشرجها فيلعقه لعقات سريعا تتأوه لها الرقيقة بصوت عال ... فهى المرة الأولى التى يصل فيها لسانه لتلك النقطة ولم تكن الرقيقة تتوقع مثل تلك اللمسات

  • أمجد ... إنت بتعمل إيه
  • ششششش ... كل حتة فيكى وحشانى
عاد أمجد للعق كل ما بين فخذى الجميلة وأردافها بينما تمتد يداه لحلمتيها تفركهما ببطء فتعود نار الرقيقة للإشتعال وتتحسس ما تطاله إيديها من جسد أمجد بشبق حتى يشعر أمجد بأن ذروتها القادمة قد إقتربت فيخلع بنطاله ويضغط زبره بهدوء مقتحما فتحة كسها ويحركه ببطء دخولا وخروجا وهو يعتصر ثديى الرقيقة لتنطلق شهوتها للمرة الثانية

أحاط أمجد جسدها بذراعيه ورفعها بينما زبره لا يزال مختفى بكامله داخل كسها لينام على ظهره وتصبح هى فوقه وتعرف الجميلة ما يريده حبيبها فتتحرك بهدوء أولا قبل أن تشتعل النار مرة ثالثة بجسدها وتجعلها تتقافز على زبره فيتمسك بثدييها يفرك حلماتها بقوة وقد إنتابتها نوبة جنون فى حركتها حتى تطلق صرخة مرتفعة وتجلس على زبره تعتصره بإنقباضات كسها ويتركها حتى تهدأ قبل وتقوم من فوقه وتستلقى على يساره فيحيطها بذراعه الأيسر بينما يرفع ساقها اليسرى ويحرك جسده لأسفلها ويقحم زبره بكسها ويحرك جسده بقوة مدخلا زبره ومخرجا إياه بسرعة منه فتفقد الجميلة تحكمها فى نفسها ويرتفع صوت آهاتها بينما يبدأ صوت تنفس أمجد فى الإرتفاع وتتجاوب أصوات آهاته مع آهاتها وتلتقى لحظتى قذفهما وتشنج أعضائهما سويا حتى ينتهى من قذفه وتنتهى من قذفها ويهدأ صوت تنفسهما قليلا قليلا ويترك أمجد زبره داخلها حتى يرتخى عضوه ويخرج من مكمنه الساخن الزلق ليعتدل بجوارها ويحيطها بذراعه ويغيبا فى قبلة هادئة تلك المرة وهو يتحسس جسدها برقة حتى يرتوى كل منهما من شفتى الآخر فتريح رأسها على صدره منهكة مستمتعة بإنهاكها

  • مبسوط يا حبيبى ؟
  • إنتى شايفة إيه ؟ بعد ده كله ومش عايزانى اكون مبسوط
  • بس إيه اللى انت عملته النهاردة ده ؟ أول مرة تعمل كده
  • قصدك لحست طيزك يعنى ... مراتى بقى وعايز اعرف طعم كل حتة فيها
  • يا قليل الأدب
  • مش إنتى اللى سألتى ... أنا كنت باجاوبك
  • أنا سعيدة أوى يا أمجد ... مكنتش اتخيل إن فيه متعة بالشكل ده
  • أنا كمان سعيد أوى يا منى ... حاسس انى باحلم حلم جميل
  • أنا كمان حاسة إنى باحلم حلم مش عايزة أصحى منه ... باحبك يا أمجد
  • وانا باعشقك يا منى
وتذهب الرقيقة فى نوم عميق واضعة رأسها على صدر حبيبها تحيطه بذراعها ويحيطها بذراعه قبل أن يسقط هو أيضا فى نوم عميق

خاتمة

وهكذا إنتهى حكى الباشا عن تلك الأيام القليلة من حياته ... حكى أوضح لى كيف كان القدر دائما ما يساعده ... هاهى أزمة إقتصادية تعصف بوطنه تكون نتيجتها تضاعف أمواله ... إشترى أول سيارة فاخرة فى حياته بثمن بخس وهو كان منذ سنوات قليلة يحلم بأخرى متواضعة مثل سيارة أبيه ... إبتسمت له الدنيا رغم كل شئ ... فلقد عادت أيقونة حظه بين يديه وظلت الحواجز بينه وبين الدنيا تنهارالواحدة تلو الأخرى دون مجهود منه ... عرفت منه أن نجاحه فى حياته كلها كان بسبب إهتمامه بكل فرصة تقع أمامه وعدم تعجله للكسب المريح ... أصبح الطريق أمامه مفتوحا ليكون وسط الكبار ... عرفت منه بعض خفايا أزمة إنهيار شركات توظيف الأموال التى التهمت مدخرات البسطاء ... والطامعين فى الثراء بدون مجهود

هذا ما سنعرفه فى الأجزاء القادمة إذا كان فى العمر بقية

وإذا سمح الباشا
 
  • عجبني
  • حبيته
  • الموضوع ده يدعو للتفكير
التفاعلات: Truck 10, فحلاوي🔥, الشبح الخفي و 49 آخرين
الحمد **** علي سلامتك يا بشمهندس كنا في إنتظارك 🌹🌹🌹
دا ترحيب ما قبل القراءة ومؤكد سيكون هناك المزيد بعدها​
 
  • عجبني
التفاعلات: Katie و aahmedegypt
الحمد **** علي سلامتك يا بشمهندس كنا في إنتظارك 🌹🌹🌹
دا ترحيب ما قبل القراءة ومؤكد سيكون هناك المزيد بعدها​
حبيبى يا جو
مستنى رأيك بعد القراءة
ومستنى القصة اللى قلت هتكتبها بعد رمضان
 
صباح الجمال..
إيه المفاجأة الحلوه دي، قرأت على السريع كده روعة كالعادة، لينا كلام وخناق لما أقرأ بمزاج، ولسه مستنية القلم التاني لأمجد😂

تسلم ايديك 🌹🌹🌹
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
تحياتي لك ولقلمك النابض بالابداع و التميز .. لا تتأخر في الأجزاء القادمه .... تحياتي مرة أخري 🌹
 
  • عجبني
التفاعلات: Ah. Medo و aahmedegypt
نورت من تانى وياريت متتأخرش علينا لأننا مشتاقين ليك
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
صباح الجمال..
إيه المفاجأة الحلوه دي، قرأت على السريع كده روعة كالعادة، لينا كلام وخناق لما أقرأ بمزاج، ولسه مستنية القلم التاني لأمجد😂

تسلم ايديك 🌹🌹🌹
ده هياخد عُلق مش إقلام بس
هتفرحى فيه طبعا
😂 😂 😂 😂 😂 😂 😂 😂
 
  • بيضحكني
التفاعلات: YOYA🌹
ده هياخد عُلق مش إقلام بس
هتفرحى فيه طبعا
😂 😂 😂 😂 😂 😂 😂 😂
طبعاً؛ أنت عارف معزته عندي 😌
دا أنا هعمل حفلة كل ما ينضرب🤣🤣🤣
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
طبعاً؛ أنت عارف معزته عندي 😌
دا أنا هعمل حفلة كل ما ينضرب🤣🤣🤣
يبقى هتعملى حفلات كتير قى السلسلة دى
😂 😂 😂 😂 😂 😂 😂 😂 😂
 
نورت من تانى وياريت متتأخرش علينا لأننا مشتاقين ليك
ده نورك يا صديقى
أنا مقدرش أتأخر لإنكم أصدقائى وباتشوق دايما لكلامكم الجميل
اللى بيتأخر هو الباشا
لإنى باكتب لما هو يحكى
 
تحياتي لك ولقلمك النابض بالابداع و التميز .. لا تتأخر في الأجزاء القادمه .... تحياتي مرة أخري 🌹
مليون شكر مش كفاية للتعليق الجميل اللى حضرتك تكرمت بيه
حاليا بدأت فى كتابة الجزء التانى
لكن طبعا انا مرتبط بمزاج الباشا ووقته
هاحاول قدر المستطاع إنى انزل الأجزاء بأسرع ما يمكن
تحياتى ليك ومليون شكر مرة تانية
🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹
 
  • عجبني
التفاعلات: Warm hugs
كنت عايزة اقلك حمد**** علي السلامه قبل مقراء القصة بس وصول بغض الاحفاد خلاني اتأخر في الترحيب بيك
نورتنا ونورت المنتدى
الجزء رائع ومنتظرين الجديد ات عارف قرائك طماعين فيك
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
كنت عايزة اقلك حمد**** علي السلامه قبل مقراء القصة بس وصول بغض الاحفاد خلاني اتأخر في الترحيب بيك
نورتنا ونورت المنتدى
الجزء رائع ومنتظرين الجديد ات عارف قرائك طماعين فيك
حضرتك اللى نورتى الدنيا كلها عندى بردك الرائع ده
بالتأكيد استكمال القصة ده حق القراء ومافيش حد يقدر يقول عليهم طماعين
حقهم وبيطلبوه
هاحاول بقدر الإمكان متأخرش فى نشر الأجزاء لكن حضرتك أكيد مقدرة الألم النفسى اللى بيحصل من كتابة قصة فيها ذكريات حقيقية
باشكر حضرتك جدا لتشجيعك الدائم لكتابتى
مليون شكر لحضرتك
🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹
 
  • حبيته
  • عجبني
التفاعلات: ليلي احمددد و Eden 123
حمد **** على السلامة
مستنيين باقى السلسلة من زمان
بجد من اجمل ما قرأت
متتأخرش علينا باقى فى باقى الاجزاء
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
حمد **** على السلامة
مستنيين باقى السلسلة من زمان
بجد من اجمل ما قرأت
متتأخرش علينا باقى فى باقى الاجزاء
بصراحة أنا عايز أعتذر لكم جميعا عن التأخير فى نشر السلسلة
لكن نعمل إيه بقى فى الباشا اللى بيعذبنى على ما يحكى
🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹
 
  • عجبني
التفاعلات: ناقد بناء
قبل البدايه قراءه القصه..عوده حميده يا غالى
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
يا عمي يا عمي نورت الدنيا بكلماتك يا فنان يا عظيم
والباشا نور الدنيا بكلامه وذكرياته
لكن الجزء صغير جداً زيد جرعة الانبساط قدر الإمكان لو سمحت
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt
قريت كل سلاسل الباشا
بس البدايات في حتة تانية
جو ال نوستالجيا فيها خرافي
أمجد بحسه هربان من قصص نبيل فاروق بجد
روايح أدهم صبري بتفوح منه كدة
حتى رومانسيته
بحسها خارجة من زهور
فكرتني برومانسية الطفولة وبداية المراهقة دي
لما كل حاجة كانت لسة بمبي
قبل ما اكبر واتمرد عالقالب ده
واديني بكسر فيه دلوقتي بالمستباح من اللحم 😅

مدركة قد إيه الكتابة من ذكريات حقيقية صعبة
بعاني من نفس المشكلة حاليا
بس بحس بنوع من التشافي كدة لما الذكرى تخرج في قصة

اكتر حاجتين عجبوني لما كان بيقولها يابت آنتي مراتي 😂
ولما جه مسافر حسيته زلاتان ابراهيموفيتش
لما كان بيقول لباباه
أنت دلوقتي راجل البيت 🤣

وعلى الرغم من إن الباشا ذكوري نوعا
في فكرة تمسكه بسهام ومنى الاتنين
بس انا قادرة أحس بيه آوي و قادرة افهمه
بجد رومانسي أوي وجنتل مان
مش زي طوفان المحمد رمضان وأحمد العوضي إلي طافح في المنتدى وفي كل مكان حوالينا الايام دي
ياريت يتعلمو من الباشا

حبيت سهام آوي ونفسي في تعويض ليها

بس اكتر شخصية وقعت في حبها من أول نظرة إلهام ❤️
جميلة آوي لدرجة إني بتبسط بس أول ما بتيجي سيرتها ❤️

متشوقة بجد اشوفها مطبوعة ورق
وزعلانة ومقهورة إن مشاهد الجنس حتتنقح
وزعلانة آكتر إن حتى في مكان زي هنا في حاجات ما ينفعش هتتنشر 😢

Thank you تآني على رحلة الذكريات الجميلة
مش ذكرياتك بس
ذكرياتنا كلنا...
 
  • عجبني
  • حبيته
التفاعلات: مواطن بسيط, دكر بجد, amiraaaa و 4 آخرين
نورت المنتدى دائما مبدع
 
  • عجبني
التفاعلات: aahmedegypt

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%