NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

العقررب

نسوانجى الاصلى
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
نسوانجي قديم
إنضم
28 يوليو 2022
المشاركات
2,031
مستوى التفاعل
468
نقاط
262
الجنس
ذكر
الدولة
Jordan
توجه جنسي
ثنائي الميل
1660638711918




عندما اشرقت شمس الصباح لم تكن نرمين قد ذاقت النوم بعد..
كيف حصل هذا؟
مستحيل..
لاشك انه حلم لن تلبث ان تصحو منه..
او هكذا كانت تتمنى ..
لكن اشعة الشمس الدافئة لم تلبث ان داعبت بشرتها بلمسة تنبئ بيوم حار ..
و نهضت نرمين غير شاعرة بارهاق ما بعد يوم كامل من عدم النوم ..
لا ..
ليس معقولا ..
كيف فعلت هذا ؟
ماذا سيحصل ؟
كانت تعرف جيدا ما سيحصل .. فقد كان مرسوما امام اعينها كما الخريطة امام شخص يعرف كل تفاصيلها..
كانت تعرف ما سيحدث ..
و ما سيحدث مرعب..
فظيع ..
لا يحتمله بشر ..
كيف ..؟
كيف؟؟
كيف..؟
المصيبة انها تعلم جيدا كيف .. فهي تعي تفاصيل ما حدث و ما سيحدث بدقة مدهشة ..
لقد..
لقد فعلت ذلك ..
قتلته..
قتلته بخطة علنية يعرفها رجال الشرطة و الناس و اهلها و حتى هو نفسه كان يعرف خطتها ..
و لكن ..
مع ان الكل يعرف الخطة الا ان احدا لم يكن ليتمكن من ايقافها ..
حتى هي نفسها ..
يا للشيطان..
من كان يظن هذا؟
نرمين .. الفتاة العادية بكل مقاييس الفتيات ترتكب جريمة قتل بشعة امام اعين الكل و الكل يقفون عاجزين عن مجرد توجيه لوم بسيط لها؟
تشعر بقلق عنيف لاتدري له سببا ..
لا يمكن لأحد ان يؤذيها بسبب موته .. ابدا لا يمكن ..
و مع ذلك تشعر بتوتر ..
و جلست نرمين امام مرآتها تتامل نفسها .. و نظرت طويلا في عيونها عبر المرآة .. قاتلة فوق القانون..
لكن..
هل تلام؟
اما كان يستحق هذه النهاية عن جدارة؟
حقيقة كان يستحق ما هو اكثر من الموت .. لكن لا يوجد للاسف اكثر من الموت ..
و ما يوترها انها المرة الاولى التي تقتل فيها كائنا حيا تراه بعينيها ..
مرتين قتلت لا مرة واحدة ..
و ستقتل ايضا ..
و تنهدت نرمين بقوة و قامت من امام المرآة ..
و عندما خرجت نرمين بعد ساعة و نصف من منزلها تقصد عملها كانت لا تزال تفكر في احداث الامس القريب
ثلاثون ساعة مرت فقط على اخر نفس كان يتردد في صدره ..
اللعنة..
كلما تذكرته تمنت ان يعود للحياة لتقتله من جديد ..
و طوال قيادتها لسيارته التي استولت عليها كانت غارقة في دوامة سوداء مربكة .. و لكنها وصلت سليمة هي و السيارة الى مكان عملها في الشركة التي كان يملك نصف اسهمها و التي الت اليها كلها بعد مصرعه ..
و اوقفت السيارة في نفس المكان الذي كان يوقفها به .. و التقطت نفسا و غادرتها ..
و نادت الحارس و قالت له : اعتن بالسيارة يا ابو غالب .
و لم تنتظر منه جوابا و هي تبتعد ..
و سمعته يقول بخفوت: اللهم اجرنا يا رب .
و عندما مرت في ممرات الشركة كانت انظار الموظفين تتابعها خلسة و هي تشعر بها تكاد تخترق جلدها من وراء صمتهم.. لا احد يجهل ما حدث ..
لكنها اخفت توترها وراء جمود ملامحها و هي تتجه لاول مرة منذ خمس سنوات الى الممر الايمن دون ان تعبره ابتداء من مكتبها المتواضع قرب الكافتريا في الشركة ..
لم تعد موظفة الارشيف المهملة..
صارت رئيسة ادارة الشركة بليلة و ضحاها ..
و اكدت هذا للكل و هي تستقر وراء المكتب الضخم الفخم للقتيل ..
و بصمت مذهول واصل الكل اعمالهم ..
و اوصت لها السكرتيرة و التي طالما رمتها بنظرات الاستخفاف اوراق الشركة بتردد خائف ..
و عندما دقت الساعة تمام الحادية عشرة انضمت لسيارات الموظفين سيارة غريبة هبط منها رجل في الاربعينات انيق المظهر هادئ الملامح كانه احد رجال عصابات المافيا ..
و عبر اروقة الشركة متجاهلا موظفة الاستقبال التي حدقت بخوف في مسدسه المعلق على جانبه .. و لاحظ هو تساؤلها المرتبك فابتسم لها ابتسامة مجاملة و هو يتخذ طريقه الى مكتب نرمين الجديد مباشرة ..
مرة اخرى تجاهل السكرتيرة و طرق الباب طرقتان خفيفتان و دخل دون انتظار الاذن ..
و رفعت نرمين رأسها عن الاوراق التي كانت تطالعها ناظرة اليه وهو يغلق الباب قائلا بابتسامة :
مبارك عليك الشركة و الرصيد يا نرمين ..
صمتت قليلا قبل ان تترك ما بيدها و تتراجع في مقعدها قائلة : شكرا لك .
جلس امامها مبتسما و هو يتابع : ضربة معلم .. اقصد معلمة .
صمتت قليلا قبل ان تكرر قائلة : شكرا لك .
قال و هو يتناول مفكرة صغيرة و يقلب صفحاتها : حقيقة .. مع طول خبرتي في عالم الاجرام و المجرمين لم ار في مثل هذه البراعة ولا دقة التنفيذ .. جريمة كاملة متقنة .. احسدك فعلا .. تستحقين رئاسة المافيا عن جدارة .
ثم نظر اليها بطرف عينه متابعا : ترى .. كم مجموع ثروتك الجديدة؟
قالت و هي تميل للامام وتشبك اصابعها : نحو سبعة عشر مليون دولار.
صفر بشفتيه ثم قال: اووو .. رقم مهول.
ثم سحب مسدسه بهدوء و راح يتأمل معدنه الابيض اللامع لفترة قبل ان يقول دون ان ينظر اليها: كيف؟
صمتت لفترة طويلة قبل ان تقول : لن يفيدك هذا .
قال بجمود: اعرف.
عاد الصمت لفترة اطول قبل ان تقول : عليك اولا ان تعرف من كان وماذا كان يفعل؟
قال بنفس الجمود : اعرف.
قالت بحدة : و ماذا تعرف؟ هل تعرف شيئا عن حياته الخاصة؟ هل تعرف عن ..
قاطعها قائلا : فليذهب الى الجحيم .. اريد فقط ان اعرف طريقة و سبب قتلك له لا اكثر ..
هدأت قائلة : انه سبب شخصي لا يهمك و الطريقة تعرفونها جيدا .
قال بخشونة و هو يلوح بمسدسه : نحن لا نعبث يا فتاة.
نظرت الى مسدسه قائلة : اعرف انكم لا تعبثون .. لكن ليس بيدك شيء لتفعلوه .. الا قتلي طبعا .
قال بابتسامة ساخرة و هو يدير مسدسه على طريقة الكاوبوي حول اصبعه : حقا ؟
قالت و هي تتنهد : فليكن .. فليعلم كل العالم .. هذا لا يهمني .. لقد مات و اخذت ما كان يملك و هذا ما يهمني.
قال و هو ينظر اليها بتمعن : اذن ..؟
قالت بعد صمت كأنها تستعيد ذكرى معينة : بدأ الأمر عندما تقدمت لوظيفة موظفة ارشيف هنا .. كان هذا قبل سنوات خمس تقريبا ..
و كان هو انذاك و كما لا يزال عابثا محبا للنزوات شأنه شأن اولاد الاغنياء .. كان والده لا يزال حيا انذاك .. وكان يمر مصادفة بمكتب التعيينات عندما رآني .. لن انسى نظرته الي وقتها رغم كبر سنه .. نظرة ذئب الى شاة لذيذة .. و كما توقعت .. تم قبولي سريعا و بدأت الاستدعاءات المتكررة بسبب و بلا سبب الى مكتب المدير العام الذي كان بغاية اللطف .. لست غبية .. ادركت انه يريدني .. يشتهيني بشدة .. وفي هذه الحالات و بعد ان بفترس الواحد منهم الفتاة و يشبع منها مرات عدة يلقيها في سلة المهملات ..
المهم ..
كنت بحاجة للوظيفة .. و بحاجة الى ان اثبت نفسي و البي طموحاتي الكبيرة كخريجة جديدة ..
لم اكن فقيرة لكني لم اكن غنية .. و الوظيفة جيدة و لم اكن ارغب بالبحث مجددا او الهروب من اول معضلة ..
فكرت ..
و قررت ..
سأعطيه ما يريد .. لكن دون ان يأخذ ما يريد .
رفع الرجل حاجبيه دون ان يسأل .. فتابعت مبتسمة : ذات يوم كنت قد سهرت مطولا افكر في حل .. لا بد ان الشيطان زارني تلك الليلة و الا لما اهتديت لتلك الخطة الجهنمية .. في الصباح تزينت بقدر المستطاع .. لست ملكة جمال .. لكن للمرأة سحر خفي قد يكون الجمال الخارجي احد أجزاءه .. انتقيت ثوبا بسيطا يصل الى ركبتي بالضبط .. بسيط التكوين رقيق القماش من غير شفافية ..
و ضحكت متابعة : اذا رأى الرجل فتاة عارية مثلا سيكون كعطشان صحراء شرب كمية كبيرة من الماء .. وان رأى فتاة محتشمة سيبقى عطشا .. لكن البين بين سيكون كمن رشف رشفة صغير .. لا ترويه لكنها تريه طعم الماء ..
دخلت المكتب دون ان يستدعيني و لم تغب نظرته عن ملاحظتي و كنت اطلب منه ان يوقع على طلب اجازتي السنوية ..
سألني عن مكان اجازتي .. قلت انني ساقضيها على شاطئ البحر حيث انني اخطط لتلك الاجازة منذ زمن انا و صديقاتي .. و لم اكن اكذب ..
صمت العجوز فترة قبل ان يمسك قلمه و يخط القرار ..
كنت اكاد اقرأ افكاره من وراء شعره الاشيب ..
و صدق حدسي .. في اليوم الثالث كنت مستلقية على الشاطئ مع صديقاتي باثواب السباحة عندما اقترب منا المدير مرتديا ايضا ملابسا للسباحة و بدأ معي حديثا تافه المضمون و هو يجول بعينيه على اجسادنا كلنا ..
وتكررت المواقف و تطورت الى زيارات في الشاليهات و صور مشتركة كان ينتقي اوضاعها بشكل ينم عن شهوة مجنونة و لم اكن ارفض .. فهو المدير .. و صديقاتي يفعلن ما يرينني افعله هاذا عدا عن الصور الملتقطة خلسة و التي وجدتها لاحقا في درج مكتبه بعد وفاته مباشرة و نقلي لاوراقه الى الفرز و الارشفة حسب اصول العمل كوني مسؤولة التوثيق الخاصة بالشركة ..
الى تلك اللحظات كان كل شيء على ما يرام .. ثم بدا عدد الزوار يقل حتى صارت الزيارات بيني و بين المدير فحسب ..و بدأت العابه المتوقعة من غزل وتقرب و كلام نصف جنسي كتمهيد لاقامة علاقة معي ..
لكني كنت متيقظة و اترك له مجالا محددا .. لا اصده و لا اسمح له ..
و اشعل هذا النار في قلبه حتى طلب مني صراحة ان البي رغبته الجنسية باي ثمن .. و هنا جاء دوري .. قلت له انني احب الرجل المغامر الجسور .. ولا احب العلاقة الغير شرعية لأنها ستكلفني الكثير .. لاحظ انني استخدمت كلمة ( لا احب) كي يبقى امامه امل .. و كما توقعت فهذا العجوز لا يعرف الا لغة الارقام فقد عاد يسألني بنفاذ صبر ( كم ..؟؟) قلت له : اولا اثبت لي انك قادر على تلبية رغباتي .. فانت كبير السن و جسدك ضعيف ..قال انه اقوى من جمل قلت له ان عليه اثبات ذلك على طريقتي قبل ان ينام معي .. سألني : كيف..؟
قلت له : هناك جزيرة صغيرة وسط المياi تبعد عن الشاطئ مسافة الف و أربعمائة متر .. سأذهب اليها بقارب و ارتدي ملابس مغرية جدا .. و اجلس على الشاطئ اراقب قدومك سباحة عبر المياه و تذكر ان هناك مجازفة في ذلك .. ضحك و قال انه امهر السباحين .. قلت له اريد ان يشهد اتفاقنا شاهدان و ان تكتب اقرارا بأنك تفعل ذلك بكامل ارادتك .. وقد فعل .. وجلست بملابس تغري الشيطان نفسه اراقبه بالمنظار و هو ينطلق وسط ضحكات اصدقائه الشهود و كانت معي ورقة الاقرار الاصلية و صورت منها عدا عن الصور التي وزعتها على اصدقاءه و الذين كادوا يفترسونني و هم يروني بتلك الملابس التي زادت سعار المدير ..
و هذا السعار هو ما قتله .. فقد كان يسبح مضطرب الفكر حتى ان دوامة بحرية بسيطة ابتلعته و لم يعثروا على جثته الا بعد ساعتين من البحث ..
قال الرجل بخشونة : جميل .. هذا يعني انك من قتل والد القتيل ايضا ..
قالت : و مات الابن بنفس الطريقة لكن مع تعديل بسيط ..
سألها ملوحا بمسدسة كانه ميدالية يعبث بها :كيف ؟ و كيف اقنعته بترك كل ما ورثه لك ؟
قالت : مرت سنة بعد الحادث عندما راح الولد يمارس دور ابيه .. لكن هذه المرة كانت تختلف
كنت قد بدات احب هذا الحقير فعلا ..
فهو شاب وسيم و غني و منطلق ..
و استغل هو هذا لأمرين .. ان ينالني و ان ينتقم لأبيه ..
و كان يكرهني لدرجة انه كان يعلم ان جسدي تحت تصرفه لكنه كان لا يقترب مني .. و قد فعل ما هو ابشع ..
ذات مرة الهبني بكلامه حتى جهزت نفسي و انتظرته .. و جاء .. و وضع علبة قال انها تحوي ملفات للشركة .. كان بها اوراقا فعلا .. و طلب مني ان اؤدي ادوار اغراء .. فعلت .. تعريت و رقصت و اغريت .. و هو جالس ينظر .. ثم رن هاتفه و رد .. و اعتذر لي و غادر ..
و ابتسمت نرمين ابتسامة حانقة متابعة : كانت الاوراق تحوي كاميرا صغيرة التقطت كل شيء .. و فوجئت بنسخة من الشريط ملفوفة بشكل هدية على مكتبي .. ولم اكن الوحيدة .. لقد وزعها على عدد من الموظفين و استطعت جمعها بشق الانفس قبل ان تنتشر فعلا .. و قررت ان انتقم .. لكنه جاء و اعتذر و قال انه اراد الشريط لنا فقط و انه صوره سرا كي لا اعترض و اقسم انه كان سيريني اياه و نحن نمارس الجنس لاحقا و كان سيتركه لدي .. و صدقته .. بكل غباء صدقته .. و طلب مني هذه المرة ان نلتقي في شقتي انا و ان اصور ما يحدث بنفسي و ان احتفظ بالشريط لنفسي .. نصبت الكاميرا و تجهزت .. و كما المرة الاولى .. رقصت واغريت و تعريت .. وجاءه هاتف مرة اخري يطلبه الى مركز الشرطة .. كنت اسمع الحوار كوني ملتصقة به و هو بكامل ملابسه .. و غادر معتذرا .. و في اليوم التالي سرقت شقتي و من ضمن المسروقات الشريط .. و مرة اخرى وجدت نسخة على مكتبي .. و مرة اخرى عانيت الامرين لجمع النسخ ..و التي شاهد محتوياته كما المرة الاولى كل من وصلتهم حتى بت بنظرهم عاهرة حقيقة و بدا البعض يطلب مني مباشرة النوم معهم و يسأل كم اطلب مقابل ذلك ..و هذه المرة فاض بي الكيل .. تأكدت اولا ان استدعاء الشرطة كان كاذبا عندما توجهت الي المخفر و سألت عن سبب الاستدعاء و فوجئت بعدم وجود أي استدعاء للمدير الجديد ..
و في غمرة صدمتي ذهبت الى الشاطئ .. و انا اتلوي الما .. و خطرت لينفس الفكرة السابقة
و لعبت نفس الدور دون ان اشعره انني اعلم لعبته ..
تركت الامور تهدأ عدة اشهر و انا اتصرف طبيعيا و اغريه من بعد .. الرجل يبقى هو الرجل ..
سال لعاب الابن هذه المرة و قد برد انتقامه بعد ما حصل من مسألة الاشرطة ..
و بدا يفكر بي كأمرأة لا كعدوة ..
و تكرر السيناريو السابق .. و ذهبت في اجازتي السنوية مع صديقاتي الى نفس الشاطئ ..
هل تصدق ؟
لقد كتب التعهد نفسه الذي كتبه والده و كتب الاوراق و اشهد الشهود و منهم محاميان هذه المرة
و هذه المرة تحديته ان يكتب كل شيء باسمي و يترك الاوراق معي على الجزيرة .. فان وصلني نالني و استعاد الاوراق و ان لم يفعل خسر كل شيء ..
و كان شرطه ان اصدقاءه سينالوني ايضا على ان يلحقوه بالقوارب اذا ما وصل الي سباحة
و وافقت ..
وجلست احمل الاوراق و الوح له بها .. و قفز الى حتفه كما فعل والده .. لكن هذه المرة تناثر دمه في الماء .. و طفت جثته الممزقة بعد عشر دقائق من مسيرته الاخيرة و في منتصف الطريق قبل الدوامة التي كان سيتحاشاها من معرفته السابقة بمكانها .
سألها الرجل : كيف :
قالت مبتسمة : اسماك القرش .. لقد نسي ان اسماك القرش قد ظهرت مؤخرا هناك بعد ان تم انشاء مزارع الاسماك قرب الشاطئ مما جذب اعدادا لا بأس بها منها سواء بسبب روائح السمك او الدماء التي تنتج عن التقطيع .. فشركات الاسماك لا تراعي متطلبات الامان و النظافة و تلقي الى البحر كل مخلفات انتاجها.
قال الرجل و هو يضغط حروف كلماته : و هكذا صرت انت مالكة كل شيء .. اللعنة .. الم يدركوا ماكان سيحدث؟
قالت ببساطة : بلى .. و لكن لم يكونوا يملكون الخيار .. انه التحدي .. والجائزة ليست كبيرة .. لكن التراجع يعني انهيار سمعتهم بين المحيط الفاسد الذي يسمونه اصدقائهم و اتهامهم بالجبن ..خصوصا انني تحديتهم امام اصدقائهم كي لا اترك لهم مجالا للتراجع .
قال الرجل : و هكذا لا نستطيع اعدامك بتهمة القتل .
قالت مبتسمة : ولا حتى استدعائي بتهمة السرقة او حتى بقضية اخلاقية .. لا زلت عذراء و كل ما حدث لا قانون يعاقب عليه فهو حرية شخصية.
قال وهو ينهض داسا مسدسه في جرابه : فرصة سعيدة يا انسة نرمين . تبا .. سبعة عشر مليون دولار تسرقينها و تخلفين قتيلان ولا اقدر ان اقبض عليك .. كنت سأحصل على ترقية استثنائية لو كان ضدك دليل حسي واحد.
قالت و هي ترافقه الى الباب : ستحصل على ترقيتك بالطبع فأنت ضابط ذكي ونشيط .. لكن ليس عن طريقي .. صدقني.
ابتسم و لم يعلق .. و عند الباب استدار وسألها : ترى من ضحيتك التالية يا نرمين ؟
قالت بصوت نصف حالم : أي وريث محتمل او قريب له نصيب في التركة.
هز رأسه و غادر ..
و في موقف السيارات جلس امام المقود ينظر الى مبنى الشركة الضخم .. لا مجال ابدا لاصطياد تلك الانثى ..
لقد حسبت حساب كل شيء .. انها تشبه ذلك المخلوق الذي يمتد الى كل مكان و لا يقع ارضا ابدا .. يأكل فرائسة التي تأتي اليه بنفسها .. و من هنا اطلق على القضية ذلك الاسم المميز .. و نظر الى ملف متوسط الحجم امامه و امسك قلمه و قلب اوراقه و توقف قليلا بتردد امام اخر ورقة ثم حسم امره و ذيل اخر و رقة بكلمة " مغلق" و اغلق الملف مطالعا عنوانه الرمزي الذي كتبه بنفسه "
العنكبوت " ..!!!




 
  • عجبني
التفاعلات: الصقر_الجارح
تم تعديل عنون القصة لتشبهه مع قصة أخري
 
مشاهدة المرفق 314921



عندما اشرقت شمس الصباح لم تكن نرمين قد ذاقت النوم بعد..
كيف حصل هذا؟
مستحيل..
لاشك انه حلم لن تلبث ان تصحو منه..
او هكذا كانت تتمنى ..
لكن اشعة الشمس الدافئة لم تلبث ان داعبت بشرتها بلمسة تنبئ بيوم حار ..
و نهضت نرمين غير شاعرة بارهاق ما بعد يوم كامل من عدم النوم ..
لا ..
ليس معقولا ..
كيف فعلت هذا ؟
ماذا سيحصل ؟
كانت تعرف جيدا ما سيحصل .. فقد كان مرسوما امام اعينها كما الخريطة امام شخص يعرف كل تفاصيلها..
كانت تعرف ما سيحدث ..
و ما سيحدث مرعب..
فظيع ..
لا يحتمله بشر ..
كيف ..؟
كيف؟؟
كيف..؟
المصيبة انها تعلم جيدا كيف .. فهي تعي تفاصيل ما حدث و ما سيحدث بدقة مدهشة ..
لقد..
لقد فعلت ذلك ..
قتلته..
قتلته بخطة علنية يعرفها رجال الشرطة و الناس و اهلها و حتى هو نفسه كان يعرف خطتها ..
و لكن ..
مع ان الكل يعرف الخطة الا ان احدا لم يكن ليتمكن من ايقافها ..
حتى هي نفسها ..
يا للشيطان..
من كان يظن هذا؟
نرمين .. الفتاة العادية بكل مقاييس الفتيات ترتكب جريمة قتل بشعة امام اعين الكل و الكل يقفون عاجزين عن مجرد توجيه لوم بسيط لها؟
تشعر بقلق عنيف لاتدري له سببا ..
لا يمكن لأحد ان يؤذيها بسبب موته .. ابدا لا يمكن ..
و مع ذلك تشعر بتوتر ..
و جلست نرمين امام مرآتها تتامل نفسها .. و نظرت طويلا في عيونها عبر المرآة .. قاتلة فوق القانون..
لكن..
هل تلام؟
اما كان يستحق هذه النهاية عن جدارة؟
حقيقة كان يستحق ما هو اكثر من الموت .. لكن لا يوجد للاسف اكثر من الموت ..
و ما يوترها انها المرة الاولى التي تقتل فيها كائنا حيا تراه بعينيها ..
مرتين قتلت لا مرة واحدة ..
و ستقتل ايضا ..
و تنهدت نرمين بقوة و قامت من امام المرآة ..
و عندما خرجت نرمين بعد ساعة و نصف من منزلها تقصد عملها كانت لا تزال تفكر في احداث الامس القريب
ثلاثون ساعة مرت فقط على اخر نفس كان يتردد في صدره ..
اللعنة..
كلما تذكرته تمنت ان يعود للحياة لتقتله من جديد ..
و طوال قيادتها لسيارته التي استولت عليها كانت غارقة في دوامة سوداء مربكة .. و لكنها وصلت سليمة هي و السيارة الى مكان عملها في الشركة التي كان يملك نصف اسهمها و التي الت اليها كلها بعد مصرعه ..
و اوقفت السيارة في نفس المكان الذي كان يوقفها به .. و التقطت نفسا و غادرتها ..
و نادت الحارس و قالت له : اعتن بالسيارة يا ابو غالب .
و لم تنتظر منه جوابا و هي تبتعد ..
و سمعته يقول بخفوت: اللهم اجرنا يا رب .
و عندما مرت في ممرات الشركة كانت انظار الموظفين تتابعها خلسة و هي تشعر بها تكاد تخترق جلدها من وراء صمتهم.. لا احد يجهل ما حدث ..
لكنها اخفت توترها وراء جمود ملامحها و هي تتجه لاول مرة منذ خمس سنوات الى الممر الايمن دون ان تعبره ابتداء من مكتبها المتواضع قرب الكافتريا في الشركة ..
لم تعد موظفة الارشيف المهملة..
صارت رئيسة ادارة الشركة بليلة و ضحاها ..
و اكدت هذا للكل و هي تستقر وراء المكتب الضخم الفخم للقتيل ..
و بصمت مذهول واصل الكل اعمالهم ..
و اوصت لها السكرتيرة و التي طالما رمتها بنظرات الاستخفاف اوراق الشركة بتردد خائف ..
و عندما دقت الساعة تمام الحادية عشرة انضمت لسيارات الموظفين سيارة غريبة هبط منها رجل في الاربعينات انيق المظهر هادئ الملامح كانه احد رجال عصابات المافيا ..
و عبر اروقة الشركة متجاهلا موظفة الاستقبال التي حدقت بخوف في مسدسه المعلق على جانبه .. و لاحظ هو تساؤلها المرتبك فابتسم لها ابتسامة مجاملة و هو يتخذ طريقه الى مكتب نرمين الجديد مباشرة ..
مرة اخرى تجاهل السكرتيرة و طرق الباب طرقتان خفيفتان و دخل دون انتظار الاذن ..
و رفعت نرمين رأسها عن الاوراق التي كانت تطالعها ناظرة اليه وهو يغلق الباب قائلا بابتسامة :
مبارك عليك الشركة و الرصيد يا نرمين ..
صمتت قليلا قبل ان تترك ما بيدها و تتراجع في مقعدها قائلة : شكرا لك .
جلس امامها مبتسما و هو يتابع : ضربة معلم .. اقصد معلمة .
صمتت قليلا قبل ان تكرر قائلة : شكرا لك .
قال و هو يتناول مفكرة صغيرة و يقلب صفحاتها : حقيقة .. مع طول خبرتي في عالم الاجرام و المجرمين لم ار في مثل هذه البراعة ولا دقة التنفيذ .. جريمة كاملة متقنة .. احسدك فعلا .. تستحقين رئاسة المافيا عن جدارة .
ثم نظر اليها بطرف عينه متابعا : ترى .. كم مجموع ثروتك الجديدة؟
قالت و هي تميل للامام وتشبك اصابعها : نحو سبعة عشر مليون دولار.
صفر بشفتيه ثم قال: اووو .. رقم مهول.
ثم سحب مسدسه بهدوء و راح يتأمل معدنه الابيض اللامع لفترة قبل ان يقول دون ان ينظر اليها: كيف؟
صمتت لفترة طويلة قبل ان تقول : لن يفيدك هذا .
قال بجمود: اعرف.
عاد الصمت لفترة اطول قبل ان تقول : عليك اولا ان تعرف من كان وماذا كان يفعل؟
قال بنفس الجمود : اعرف.
قالت بحدة : و ماذا تعرف؟ هل تعرف شيئا عن حياته الخاصة؟ هل تعرف عن ..
قاطعها قائلا : فليذهب الى الجحيم .. اريد فقط ان اعرف طريقة و سبب قتلك له لا اكثر ..
هدأت قائلة : انه سبب شخصي لا يهمك و الطريقة تعرفونها جيدا .
قال بخشونة و هو يلوح بمسدسه : نحن لا نعبث يا فتاة.
نظرت الى مسدسه قائلة : اعرف انكم لا تعبثون .. لكن ليس بيدك شيء لتفعلوه .. الا قتلي طبعا .
قال بابتسامة ساخرة و هو يدير مسدسه على طريقة الكاوبوي حول اصبعه : حقا ؟
قالت و هي تتنهد : فليكن .. فليعلم كل العالم .. هذا لا يهمني .. لقد مات و اخذت ما كان يملك و هذا ما يهمني.
قال و هو ينظر اليها بتمعن : اذن ..؟
قالت بعد صمت كأنها تستعيد ذكرى معينة : بدأ الأمر عندما تقدمت لوظيفة موظفة ارشيف هنا .. كان هذا قبل سنوات خمس تقريبا ..
و كان هو انذاك و كما لا يزال عابثا محبا للنزوات شأنه شأن اولاد الاغنياء .. كان والده لا يزال حيا انذاك .. وكان يمر مصادفة بمكتب التعيينات عندما رآني .. لن انسى نظرته الي وقتها رغم كبر سنه .. نظرة ذئب الى شاة لذيذة .. و كما توقعت .. تم قبولي سريعا و بدأت الاستدعاءات المتكررة بسبب و بلا سبب الى مكتب المدير العام الذي كان بغاية اللطف .. لست غبية .. ادركت انه يريدني .. يشتهيني بشدة .. وفي هذه الحالات و بعد ان بفترس الواحد منهم الفتاة و يشبع منها مرات عدة يلقيها في سلة المهملات ..
المهم ..
كنت بحاجة للوظيفة .. و بحاجة الى ان اثبت نفسي و البي طموحاتي الكبيرة كخريجة جديدة ..
لم اكن فقيرة لكني لم اكن غنية .. و الوظيفة جيدة و لم اكن ارغب بالبحث مجددا او الهروب من اول معضلة ..
فكرت ..
و قررت ..
سأعطيه ما يريد .. لكن دون ان يأخذ ما يريد .
رفع الرجل حاجبيه دون ان يسأل .. فتابعت مبتسمة : ذات يوم كنت قد سهرت مطولا افكر في حل .. لا بد ان الشيطان زارني تلك الليلة و الا لما اهتديت لتلك الخطة الجهنمية .. في الصباح تزينت بقدر المستطاع .. لست ملكة جمال .. لكن للمرأة سحر خفي قد يكون الجمال الخارجي احد أجزاءه .. انتقيت ثوبا بسيطا يصل الى ركبتي بالضبط .. بسيط التكوين رقيق القماش من غير شفافية ..
و ضحكت متابعة : اذا رأى الرجل فتاة عارية مثلا سيكون كعطشان صحراء شرب كمية كبيرة من الماء .. وان رأى فتاة محتشمة سيبقى عطشا .. لكن البين بين سيكون كمن رشف رشفة صغير .. لا ترويه لكنها تريه طعم الماء ..
دخلت المكتب دون ان يستدعيني و لم تغب نظرته عن ملاحظتي و كنت اطلب منه ان يوقع على طلب اجازتي السنوية ..
سألني عن مكان اجازتي .. قلت انني ساقضيها على شاطئ البحر حيث انني اخطط لتلك الاجازة منذ زمن انا و صديقاتي .. و لم اكن اكذب ..
صمت العجوز فترة قبل ان يمسك قلمه و يخط القرار ..
كنت اكاد اقرأ افكاره من وراء شعره الاشيب ..
و صدق حدسي .. في اليوم الثالث كنت مستلقية على الشاطئ مع صديقاتي باثواب السباحة عندما اقترب منا المدير مرتديا ايضا ملابسا للسباحة و بدأ معي حديثا تافه المضمون و هو يجول بعينيه على اجسادنا كلنا ..
وتكررت المواقف و تطورت الى زيارات في الشاليهات و صور مشتركة كان ينتقي اوضاعها بشكل ينم عن شهوة مجنونة و لم اكن ارفض .. فهو المدير .. و صديقاتي يفعلن ما يرينني افعله هاذا عدا عن الصور الملتقطة خلسة و التي وجدتها لاحقا في درج مكتبه بعد وفاته مباشرة و نقلي لاوراقه الى الفرز و الارشفة حسب اصول العمل كوني مسؤولة التوثيق الخاصة بالشركة ..
الى تلك اللحظات كان كل شيء على ما يرام .. ثم بدا عدد الزوار يقل حتى صارت الزيارات بيني و بين المدير فحسب ..و بدأت العابه المتوقعة من غزل وتقرب و كلام نصف جنسي كتمهيد لاقامة علاقة معي ..
لكني كنت متيقظة و اترك له مجالا محددا .. لا اصده و لا اسمح له ..
و اشعل هذا النار في قلبه حتى طلب مني صراحة ان البي رغبته الجنسية باي ثمن .. و هنا جاء دوري .. قلت له انني احب الرجل المغامر الجسور .. ولا احب العلاقة الغير شرعية لأنها ستكلفني الكثير .. لاحظ انني استخدمت كلمة ( لا احب) كي يبقى امامه امل .. و كما توقعت فهذا العجوز لا يعرف الا لغة الارقام فقد عاد يسألني بنفاذ صبر ( كم ..؟؟) قلت له : اولا اثبت لي انك قادر على تلبية رغباتي .. فانت كبير السن و جسدك ضعيف ..قال انه اقوى من جمل قلت له ان عليه اثبات ذلك على طريقتي قبل ان ينام معي .. سألني : كيف..؟
قلت له : هناك جزيرة صغيرة وسط المياi تبعد عن الشاطئ مسافة الف و أربعمائة متر .. سأذهب اليها بقارب و ارتدي ملابس مغرية جدا .. و اجلس على الشاطئ اراقب قدومك سباحة عبر المياه و تذكر ان هناك مجازفة في ذلك .. ضحك و قال انه امهر السباحين .. قلت له اريد ان يشهد اتفاقنا شاهدان و ان تكتب اقرارا بأنك تفعل ذلك بكامل ارادتك .. وقد فعل .. وجلست بملابس تغري الشيطان نفسه اراقبه بالمنظار و هو ينطلق وسط ضحكات اصدقائه الشهود و كانت معي ورقة الاقرار الاصلية و صورت منها عدا عن الصور التي وزعتها على اصدقاءه و الذين كادوا يفترسونني و هم يروني بتلك الملابس التي زادت سعار المدير ..
و هذا السعار هو ما قتله .. فقد كان يسبح مضطرب الفكر حتى ان دوامة بحرية بسيطة ابتلعته و لم يعثروا على جثته الا بعد ساعتين من البحث ..
قال الرجل بخشونة : جميل .. هذا يعني انك من قتل والد القتيل ايضا ..
قالت : و مات الابن بنفس الطريقة لكن مع تعديل بسيط ..
سألها ملوحا بمسدسة كانه ميدالية يعبث بها :كيف ؟ و كيف اقنعته بترك كل ما ورثه لك ؟
قالت : مرت سنة بعد الحادث عندما راح الولد يمارس دور ابيه .. لكن هذه المرة كانت تختلف
كنت قد بدات احب هذا الحقير فعلا ..
فهو شاب وسيم و غني و منطلق ..
و استغل هو هذا لأمرين .. ان ينالني و ان ينتقم لأبيه ..
و كان يكرهني لدرجة انه كان يعلم ان جسدي تحت تصرفه لكنه كان لا يقترب مني .. و قد فعل ما هو ابشع ..
ذات مرة الهبني بكلامه حتى جهزت نفسي و انتظرته .. و جاء .. و وضع علبة قال انها تحوي ملفات للشركة .. كان بها اوراقا فعلا .. و طلب مني ان اؤدي ادوار اغراء .. فعلت .. تعريت و رقصت و اغريت .. و هو جالس ينظر .. ثم رن هاتفه و رد .. و اعتذر لي و غادر ..
و ابتسمت نرمين ابتسامة حانقة متابعة : كانت الاوراق تحوي كاميرا صغيرة التقطت كل شيء .. و فوجئت بنسخة من الشريط ملفوفة بشكل هدية على مكتبي .. ولم اكن الوحيدة .. لقد وزعها على عدد من الموظفين و استطعت جمعها بشق الانفس قبل ان تنتشر فعلا .. و قررت ان انتقم .. لكنه جاء و اعتذر و قال انه اراد الشريط لنا فقط و انه صوره سرا كي لا اعترض و اقسم انه كان سيريني اياه و نحن نمارس الجنس لاحقا و كان سيتركه لدي .. و صدقته .. بكل غباء صدقته .. و طلب مني هذه المرة ان نلتقي في شقتي انا و ان اصور ما يحدث بنفسي و ان احتفظ بالشريط لنفسي .. نصبت الكاميرا و تجهزت .. و كما المرة الاولى .. رقصت واغريت و تعريت .. وجاءه هاتف مرة اخري يطلبه الى مركز الشرطة .. كنت اسمع الحوار كوني ملتصقة به و هو بكامل ملابسه .. و غادر معتذرا .. و في اليوم التالي سرقت شقتي و من ضمن المسروقات الشريط .. و مرة اخرى وجدت نسخة على مكتبي .. و مرة اخرى عانيت الامرين لجمع النسخ ..و التي شاهد محتوياته كما المرة الاولى كل من وصلتهم حتى بت بنظرهم عاهرة حقيقة و بدا البعض يطلب مني مباشرة النوم معهم و يسأل كم اطلب مقابل ذلك ..و هذه المرة فاض بي الكيل .. تأكدت اولا ان استدعاء الشرطة كان كاذبا عندما توجهت الي المخفر و سألت عن سبب الاستدعاء و فوجئت بعدم وجود أي استدعاء للمدير الجديد ..
و في غمرة صدمتي ذهبت الى الشاطئ .. و انا اتلوي الما .. و خطرت لينفس الفكرة السابقة
و لعبت نفس الدور دون ان اشعره انني اعلم لعبته ..
تركت الامور تهدأ عدة اشهر و انا اتصرف طبيعيا و اغريه من بعد .. الرجل يبقى هو الرجل ..
سال لعاب الابن هذه المرة و قد برد انتقامه بعد ما حصل من مسألة الاشرطة ..
و بدا يفكر بي كأمرأة لا كعدوة ..
و تكرر السيناريو السابق .. و ذهبت في اجازتي السنوية مع صديقاتي الى نفس الشاطئ ..
هل تصدق ؟
لقد كتب التعهد نفسه الذي كتبه والده و كتب الاوراق و اشهد الشهود و منهم محاميان هذه المرة
و هذه المرة تحديته ان يكتب كل شيء باسمي و يترك الاوراق معي على الجزيرة .. فان وصلني نالني و استعاد الاوراق و ان لم يفعل خسر كل شيء ..
و كان شرطه ان اصدقاءه سينالوني ايضا على ان يلحقوه بالقوارب اذا ما وصل الي سباحة
و وافقت ..
وجلست احمل الاوراق و الوح له بها .. و قفز الى حتفه كما فعل والده .. لكن هذه المرة تناثر دمه في الماء .. و طفت جثته الممزقة بعد عشر دقائق من مسيرته الاخيرة و في منتصف الطريق قبل الدوامة التي كان سيتحاشاها من معرفته السابقة بمكانها .
سألها الرجل : كيف :
قالت مبتسمة : اسماك القرش .. لقد نسي ان اسماك القرش قد ظهرت مؤخرا هناك بعد ان تم انشاء مزارع الاسماك قرب الشاطئ مما جذب اعدادا لا بأس بها منها سواء بسبب روائح السمك او الدماء التي تنتج عن التقطيع .. فشركات الاسماك لا تراعي متطلبات الامان و النظافة و تلقي الى البحر كل مخلفات انتاجها.
قال الرجل و هو يضغط حروف كلماته : و هكذا صرت انت مالكة كل شيء .. اللعنة .. الم يدركوا ماكان سيحدث؟
قالت ببساطة : بلى .. و لكن لم يكونوا يملكون الخيار .. انه التحدي .. والجائزة ليست كبيرة .. لكن التراجع يعني انهيار سمعتهم بين المحيط الفاسد الذي يسمونه اصدقائهم و اتهامهم بالجبن ..خصوصا انني تحديتهم امام اصدقائهم كي لا اترك لهم مجالا للتراجع .
قال الرجل : و هكذا لا نستطيع اعدامك بتهمة القتل .
قالت مبتسمة : ولا حتى استدعائي بتهمة السرقة او حتى بقضية اخلاقية .. لا زلت عذراء و كل ما حدث لا قانون يعاقب عليه فهو حرية شخصية.
قال وهو ينهض داسا مسدسه في جرابه : فرصة سعيدة يا انسة نرمين . تبا .. سبعة عشر مليون دولار تسرقينها و تخلفين قتيلان ولا اقدر ان اقبض عليك .. كنت سأحصل على ترقية استثنائية لو كان ضدك دليل حسي واحد.
قالت و هي ترافقه الى الباب : ستحصل على ترقيتك بالطبع فأنت ضابط ذكي ونشيط .. لكن ليس عن طريقي .. صدقني.
ابتسم و لم يعلق .. و عند الباب استدار وسألها : ترى من ضحيتك التالية يا نرمين ؟
قالت بصوت نصف حالم : أي وريث محتمل او قريب له نصيب في التركة.
هز رأسه و غادر ..
و في موقف السيارات جلس امام المقود ينظر الى مبنى الشركة الضخم .. لا مجال ابدا لاصطياد تلك الانثى ..
لقد حسبت حساب كل شيء .. انها تشبه ذلك المخلوق الذي يمتد الى كل مكان و لا يقع ارضا ابدا .. يأكل فرائسة التي تأتي اليه بنفسها .. و من هنا اطلق على القضية ذلك الاسم المميز .. و نظر الى ملف متوسط الحجم امامه و امسك قلمه و قلب اوراقه و توقف قليلا بتردد امام اخر ورقة ثم حسم امره و ذيل اخر و رقة بكلمة " مغلق" و اغلق الملف مطالعا عنوانه الرمزي الذي كتبه بنفسه "
العنكبوت " ..!!!




ممتازه .
 
  • عجبني
التفاعلات: فكرى
أحسنت
 
  • حبيته
التفاعلات: Ha tem
  • حبيته
التفاعلات: Hanter
انا مش عارف اعلق اكتب ايه ؟
القصه دى عمل فنى متكامل و راقى بمعنى الكلمه
 
انا مش عارف اعلق اكتب ايه ؟
القصه دى عمل فنى متكامل و راقى بمعنى الكلمه
اللـه يسعدك .. كلامك اكتر من رائع .. شكرا الك
 
  • حبيته
التفاعلات: Ehab Demian
  • حبيته
التفاعلات: ♥العقرب♥
  • حبيته
التفاعلات: Ehab Demian
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%